القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية للعشق أسياد البارت 18بقلم سارة مجدي في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله


للعشق أسياد ١٨

الفصل الثامن عشر

مر يومان كان حاله سفيان مستقره وفى تحسن لكن رفض الطبيب اخراجه حتى يطمئن انه اصبح فى حاله جيده ولم تتركه مهيره لحظه واحده ... تهتم به بشده لا تسمح للممرضات بالاقتراب منه و كان هو سعيد بشده من تصرفاتها وقربها الدائم منه الثقه والقوه الذى دائما حلم ان يراها بها الان تتجسد امامه
وكان ادم دائم المزح فى ذلك الامر حتى ترك لهم الغرفه وهو يقول
-​لا كده كتير انا هروح اكلم خطيبتى تيجى احب فيها شويه ... ارحمنا يا كبير مش كده ... راعونا بقا
ليضحك سفيان بصوت عالى وهو يقول
-​معرفتش اربى يا ابنى انا مش عارف انت قاعد هنا اصلا ليه زى العزول .. ما تتهوى
وقف ادم عند الباب وهو ينظر الى والده وقال
-​حقيقى انا مشفتش ربع ساعه تربيه .. اصلا امى كانت مشغوله بيك فكانت هتربينى ازاى
ثم نظر الى الاعلى وقال
-​انت عارف يارب ... انت شايفهم اهم ... يارب اتجوز بقا
ثم اغلق الباب وهو يقول بتوعد
-​وربنا لو جورى مكنتش زى امى كده هتجوز عليها
كانت مهيره تتابع ما يحدث وهى تضحك فقد اعتادت على منوشاتهم ولكن هذه المره مختلفه فبعد كل الضغط الذى مرو به تلك الايام فالامر اكثر سعاده
نظر اليها سفيان وهو يقول بصدمه
-​شايفه ابنك بيقول ايه ؟!
لتقترب منه وهى تقول بحب و سعاده
-​ربنا ما يحرمنا منكم ولا من منواشتكم وضحكتكم الى ماليا حياتنا سعاده
ليمسك يدها يقبلها بحب وهو يقول
-​ولا يحرمنى منك يا مهره قلبى
لتبتسم بسعاده كبيره و فرحه ... وراحه
******************************
كانت تجلس على سريرها تشعر بالصدمه من تلك الصور التى وصلت اليها من رقم غريب .... جواد يضمها بحميميه شديده رفعت عيونها تنظر الى اختها التى تمسك احد كتبها المدرسيه كانت تشعر بالاندهاش فهى تعلم جيدا ان شمس ليست من هواة الدراسه فكيف الان مهتمه بدراستها لذلك الحد وايضا مر يومان لم تضايقها او تناغشها وايضا لم تلاحظ نظرات اختها المختلسه له من وقت لاخر
اخذت نفس عميق وخرجت من الغرفه تشعر ان جسدها ينتفض خوفا وعمتها ليست موجوده حتى تقص عليها الامر فهى تحتاج ان تشارك خوفها مع احد وايضا ان تعلم رايها فهى لم تخرج مع جواد يوما فكيف اخذوا صور كتلك
جلست فى حديقه القصر فى نفس اللحظه التى دلف فيها والدها من الباب مع صوت رساله من جواد يسألها عن حال قدمها التى التوت منها امس
كانت تشعر بالاندهاش من تلك الرساله و قبل ان تستطيع الرد وجدت والدها يقترب منها وعلى وجهه غضب شديد وقفت تنظر اليه ليمسكها من ذراعيها بقوه وهو يقول من بين اسنانه
- انت يا ليل تعملى كده .. وانا الى بقول عليكى الهاديه الراسيه العاقله .. يطلع منك كل ده
كانت تنظر اليه بصدمه وخوف وقالت بصوت متقطع
- انا والله ما عملت حاجه
ولأول مره يرفع ايمن يديه على احدى بناته وصفعها على وجنتها لتسقط ارضا تبكى وكاد ان يقول شئ ليسمع صرخه مدويه ثم صوت فرح وهى تنادى عليه من اجل ملك
ترك ليل تجلس ارضا تبكى بصوت عالى تبكى الم الصفعه وشك والدها بها وايضا تلك الصور التى لا تعلم اذا كانت هى سبب ما حدث الان ام لا
و كانت شمس تقف فى شرفه الغرفه تتابع ما يحدث بأبتسامه كبيره و بنظره انتصار ثم دلفت الى الداخل لتذهب الى والدتها
************************
كانت ملك تتلوى الما لم تعد المسكنات والادويه تؤدى الغرض او تخفف الالم فهى لم تعد تتحمل اتصل ايمن بالاسعاف واتصل بالطبيب الخاص بها و اخبره انه فى انتظارها فى المستشفى
حين دلفت سياره الاسعاف ركضت ليل الى امها و هى بتلك الحاله التى يشفق اى شخص عليها حين يراها و لكن لم يهتم احد بها فالجميع يبكى ومؤكد هى خائفه على امها
لتضمها فرح بين ذراعيها تواسيها بحنان لتقول هى بصوتها الباكى
- متسبنيش يا امى انا مش فاضلى غيرك ... انا محتجاكى يا امى ... انا لوحدى من غيرك و محدش حاسس بيا
كلمات ضربت عقل ايمن لينظر اليها ليهوله منظر وجنتها على اثر الصفعه و يهوله كلماتها وهى تخرجه من دائره امانها
تم نقل ملك الى المستشفى والطبيب وضعها فى العنايه المشددة بسب سوء حالتها و وضعها على الاجهزه حتى يجدوا متبرع لها الذى لابد ان يحدث فى اسرع وقت ممكن والا لن يضمن عواقب الامر
كانت شمس تتمسك بوالدها الذى يضمها بحنان وعينيه ثابته على ليل التى تجلس بمفردها بجانب فرح التى تحاول معرفه ما حدث لوجنتها التى تحول لونها للأزرق ولكنها لا تتحدث لاحد صامته تماما
حتى حضرت مهيره حين سمعت ليل صوتها ركضت اليها تبكى بقهر وخوف ظلت مهيره تتحدث معها برفق تحاول ان تهدئها و ان تطمئنها على والدتها ظنا منها ان كل ذلك بسبب خوفها عليها ولكن حين نظرت الى وجهها ولاحظت وجنتها شهقت بصدمه وسألتها بقلق
- مين الى عمل فيكى كده ؟!
لم تجيبها ليل ولكنها نظرت بطرف عينيها الى والدها وقالت لها
- انا محتجاكى يا عمتو ارجوكى متسبنيش ارجوكى
ضمتها من جديد وهى تنظر الى ايمن بتوعد وقالت لها بقوه وعيونها فى عين اخيها
- محدش هيقدر يعمل فيكى كده تانى ... والى عمل كده انا هتصرف معاه وهجبلك حقك
هو بالاساس كان يشعر بالغضب من نفسه انه لاول مره يضرب احدى بناته ... وحين راى اثر الصفعه زاد غضبه وكره لنفسه ومع كلمات اخته شعر ان هناك اشياء كثيره هو لا يعرفها عن بناته ... كلمات اخته تؤكد له انها تعرف ابنته اكثر منه ... وانها لن تمرر الامر مرور الكرام ولكن تلك الصور كيف يكذبها انها من هاتف ابنته و ذلك جواد ابن صهيب وملابس ابنته التى كانت ترتديها ذلك اليوم حين ذهبت معه الى سفيان فكيف يكذب عينيه كيف
******************
جالس فى صاله شقتها ينتظرها تنتهى من ارتداء ملابسها حتى تذهب الى موعدها مع الدكتور اكرم كان يضع قدم فوق الاخرى و هو يتذكر زيارته لأكرم وما قال له
- مساء الخير يا دكتور
وقف اكرم ومد يديه و بأبتسامه مرحبه قال
- اهلا وسهلا استاذ صهيب اتفضل
جلس صهيب على الكرسى امامه ونظر الى اكرم وقال
- فى الحقيقه حضرتك طلبت تشوفنى بس انا كمان كنت محتاج اشوفك و اتكلم معاك
ليقف اكرم و تحرك من خلف مكتبه وجلس اما صهيب وقال بهدوء
- طيب ده حاجه كويسه جدا ... تحب تشرب حاجه
ليهز صهيب راسه بلا و قال بجديه
- خلينا نتكلم فى المهم
كان اكرم يحلل كل حركه ونظره من صهيب ومن اول دقيقه شعر بأهتمامه وقلقه ... ليشعر اكرم بالراحه ان الجالس امامه يهتم حقا بنور
اعتدل اكرم فى جلسته وقال بهدوء
- خلينا نتفق انك جاى علشان انت تحكيلى الى تعرفه عن نور والحاجه الوحيده الى انا ممكن اقولهالك انى كنت الجلسات الى فاتت بحاول اكسب ثقه نور ... لانها عندها عدم ثقه بكل الناس فأنا عايز اسمعك
ظل صهيب صامت لبضع ثوان ثم قال
- انا الى عرفته صدمنى والحقيقه مش عارف اقول ايه ؟
- قول كل الى انت تعرفه .. احساسك الى قالته ليك توقعاتك كل حاجه
بدء صهيب يقص عليه كل ما كان يلاحظه عليها من كدمات وايضا اسلوب تعاملها الجاف و اسلوب ملابسها الغريب و بعد ذلك انفجارها معه وكل ما قصته عليه و ايضا أحلامه الغريبه بيها الذى لا يجد لها تفسير وايضا زيارات عمها له و كلماته وذلك الامر كان بالنسبه لأكرم مهم جدا فلم يدع حرف واحد عنه وسجله بالكامل و شغل جزء كبير من تفكيره
كان اكرم يستمع بتركيز شديد ويسجل النقاط الهامه وايضا يلاحظ حركات يديه و انقباض ملامحه ويحلل كل شئ
حين انتهى صهيب وظل اكرم صامت لبضع ثوان ثم وضع القلم والورقه على سطح المكتب و نظر لصهيب بهدوء وقال
- انت بتحبها ... مش كده؟
ظل صهيب صامت ينظر الى اكرم بتشتت ثم قال
- الحقيقه مش قادر احكم على مشاعرى و لا عارف افسرها
هز اكرم راسه بنعم ثم قال
- انت باين عليك الحب و الاهتمام لكن كمان ممكن يكون شفقه او فضول انت محتاج تاخد وقتك علشان نور مش هتستحمل اى صفعه جديده وفقدان ثقه ... لانها بأختسار مأمنه ليك والا ايه الى يخليها تحكيلك كل ده و خصوصا انك شخص غريب عنها تماما
ظل صهيب ينظر الى اكرم بتركيز و يفكر فى كلماته ولكنه قال
- بس اكيد انت عايز كمان تقولى حاجه مش كده ؟
تحرك اكرم ليعود ويجلس خلف مكتبه وقال
- عايز اقولك ان لو كنت مستعد تكمل جمب نور بأى شكل كان صديق اخ حبيب او زوج فى المستقبل لازم تبقا عارف ان الى جاى مش سهل و ممكن يكون صادم ... ولو انت مش هتقدر تستحمل ده انسحب من دلوقتى ... نور محتاجه دواعم قويه تستند عليها علشان تقدر تبدا تستعيد طبيعتها الانسانيه اللى للاسف من الواضح انها فقدتها من فتره طويله ... فلازم تكون قد الى جاى
كاد صهيب ان يجيب ليرفع اكرم يديه وقال
- متجاوبش دلوقتى ...فكر وخد وقتك ... و اجابتك هعرفها مع زياره نور الجايه لو جيت معاها ساعتها هعرف قرارك ونبقا نحدد معاد تانى لاننا لازم نشتغل مع بعض انا لوحدى مش هقدر
وها هو اخذ قراره ومستعد للمتاعب رغم عدم قدرته على اتخاذ قرار اذا كان يحبها او لا و لكنه لا يستطيع ان يبتعد عنها و لذلك هو معها الى النهايه اى ان كانت
؟********************
كان يجلس على مكتبه يضع يديه اسفل ذقنه ينظر اليها بتركيز وهى تفرك يديها بقوه وتهز قدمها وتنظر فى كل الاتجاهات و لا تنظر اليه مر اكثر من ربع ساعه من موعد الجلسه وهى صامته و هو لا يريد فتح الكلام يشعر بها داخلها حرب قويه و خوف لا مثيل له خاصه وقد اصبح لديه تصور عن كيفيه معاناتها وسببها .... ولكن عليها ان تعبر ذلك الباب الذى يكمن خلفه الكثير من الالم ولكن بالاخير هناك الراحه
عشر دقائق اخرى مرت لتقف هى بعصبيه وقالت بصوت عالى
- انت باين عليك دكتور فاشل ... انا هطلع اخد فلوسى وامشى ومش جايه تانى
ليقول بهدوء شديد يصل حد البرود
- هو انت الى دافعه تمن الكشف ؟ انا افتكرت صهيب الى انت قولتيلى عليه هو الى دافع !
نظرت اليه و مازالت غاضبه وقالت
- ايوه هو .. ياخد فلوسه حرام بيرميها على الارض
ابتسم اكرم واعتدل فى جلسته وقال بهدوء شديد
- انا الجلسه الى فاتت سألتك سؤال ومستنى اجابته ... وانت من ساعه ما جيتى ساكته انا مش عارف هو السؤال صعب اووى كده فأنت مثلا مش لاقيه اجابه .. ولا اصلا انت مش عايزه تجاوبى ...او يمكن
لتقترب سريعا من المكتب وضربت عليه بقوه وقالت بغضب كبير بعيون سوداء بقسوه
- هيفرق معاك ايجابه السؤال ده فى ايه انا مش جايه لدكتور نسا و ولاده انا جايه لدكتور نفسى
ليبتسم اكرم ابتسامه واسعه وقال
- يعنى دكتور للكلام .. النفس بنعبر عنها بالكلام يا نور قولى كل الى جواكى حتى لو كلام مش مترتب خرجى كل الى بيوجعك ... طلعى خوفك غضبك اصرخى اصرخى يا نور طلعى كل الى جوه قلبك الى ساجن روحك و معذبك
كانت مع كلامته يزداد وجهها انقباضا وتسود عيناها غضبا تتراجع الى الخلف حتى انتهت كلماته كانت تستند بجسدها على الحائط وبدأت تصرخ بصوت عالى وهى تقول
- بااااس كفاااايه ... انااااا انااااا.... اناااااا مش بنت .... مش بنت فقد عذريتى بأيدى ... انا الى قتلت نفسى بنفسى انا الى دبحت انوثتى انا الى بشوه جسمى انا الى بكره الرجاله القذره الخاينه ... انا بكره امى الضعيفه ... عاهره بدرجه ام كل الستات عاهرات و كل الرجاله قوادين وعديمى الشرف كل الرجاله عقولهم فى نصهم التحتانى .. كلكم كلاب جنس كلكم
كان اكرم مع بدايه صريخها قد وقف وبدء فى الاقتراب منها بخطوات بطيئه ... كان يتألم حقا من اجلها ان كلماتها قاسيه ومؤلمه ومتألمه انها تحمل بداخلها الكثير ... كيف لفتاه فى عمرها تحمل كل ذلك الالم وقف امامه وقال بهدوء وهو يعطيها كوب صغير به بعض الماء ودواء مهدء
- اشربى ده يا نور وتعالى نجيب الحكايه من البدايه
نظرت الى الكوب واليه ليشجعها بنظراته الحانيه لتمسك الكوب وتتناول ما به دفعه واحده ليمد
يده امامها وقال
- تعالى اقعدى و لو عايزه تمددى علشان تتكلمى براحتك مفيش مشكله
ظلت واقفه مكانها ولكنها بعد ثوان تحركت لتجلس على الاريكه ثم تمددت وهى تنظر الى سقف الغرفه ودموعها تنهمر من عينيها دون اراده منها
جلس اكرم على الكرسي القريب من الاريكه ودون ان تنتبه ظبط هاتفه حتى يسجل كل ما يحدث
قالت دون ان تنظر اليه
- اكيد ان دلوقتى بتحتقرنى مش كده ؟
- ابدا لكل واحد منا حكايته الى بيشعر بيها بالخزى و العار احيانا لكل منا ذله نخاف الناس تعرفها ... وانا كدكتور اتعودت محكمش على الناس .. لان رغم اغلاطهم احيانا كتير بيكونوا ضحايا ... واحيانا تانيه بيكونوا مجرد عرايس حد تانى بيحركهم واحيانا بيكون عمل الغلط بكل ارادته لكن تاب ورجع لربنا ابقا انا مين بقا علشان احكم على الناس
اجابها سريعا حتى يطمئنها .. يريح عقلها من دائره (( كيف سينظر لى )) صمت حتى يدعها تهدء تماما و تتحدث فلقد فتحت الباب وعبرت منه و اصبح لا مجال للعوده
- انا شوهت جسمى بالسكينه ... كنت كل يوم ارسم خط جديد على جسمى .. كان نفسى اشيل عينى من مكانها ... كان نفسى حد ينجدنى من انى مشفش المنظر ده كل مره ... انا انا كنت بشوف امى
صمتت لثوانى وهى مغمضه العين بقوه تعض على شفتها السفليه حتى ادمتها
- كنت بشوفها مع عمى بالامر .. كان لازم يعاشرها قدامى كان بيضربها و يشتمها بأقذر الصفات اعتقد ان حتى العاهرات مش بيحصل معاهم كده ... و هى .. هى كانت ساكته مستسلمه لكل حاجه
ظلت تاخذ انفاسها بصعوبه وبشكل متلاحق وهى تمسح بيديها فوق جسدها وعنقها و احيانا وجهها كان يتابع كل شئ بتركيز شديد يخشى ان يخرج الامر عن السيطره
- قولتلها كتير نمشى .. قولتلها هو الى قتل ضياء و بابا هو الى دمر حياتنا ..... هو شيطان شيطان فى شكل انسان مسمعتش كلامى ... فضلت مستسلمه .... راضيه بالرخص .. راضيه بأنى بموت كل يوم راضيه بانى اشوفها و هى
كانت كلماتها سريعه ومتلاحقه و يديها تتحرك بعشوائيه تغلقها و تفتحها ... انفاسها متلاحقه وكانها تشعر بشى ما يخنقها تلمس عنقها كثيرا جسدها يتحرك بعصبيه وكان داخلها احساس تود لو تقف ان تركض ان تقفز ان تصرخ
كان اكرم يشعر بالتوتر حقا حالتها ليست بخير انها غاضبه بشده .... تتألم بشكل خطير وكانها تنازع الموت ... او تموت حقا
- انت عارف ... عارف .. انا انا انا ضربته مره بالسكينه فى وشه عينه كانت هضيع وقتها فضل يصرخ ويصرخ ويشتمنى ... كان بيقولى زى ما بيقول لها .. كان بيصرخ كان كان ... بس انا كنت بضحك بضحك بصوت عالى ... واخر حاجه قالهالى يا مجنونه
كانت تضع يديها على راسها ثم وجنتها وعنقها وترفعها من جديد لراسها وهكذا بحركه عصبيه ثم ضحكت بصوت عالى ضحكه هستيريه ..... ودون ان تشعر به اخرج تلك الحقنه الموجوده بجانب بعض الاوراق وجهزها فهو يشعر انه سيحتاجها
وبالفعل جلست سريعا تصرخ بصوت عالى
- انا ليه مقتلتوش ليه سيبته يعمل كل ده بدل الجرح الى فى وشه ليه مغرستش السكينه فى قلبه
وامسكت يد اكرم بقوه و غرست اظافرها بها وصرخت حاجه
- ليه انا جبانه ليه كل الى عملته انى انى اخد اكتر حاجه هو عايزها ليه بدل ما اقتله ضيعت عذريتى ليه ... ليييييييييييه قتلت نفسى ومقتلتوش هو ليييييييييييييه
فى تلك اللحظه دلف صهيب الى الغرفه ليجد ذلك المشهد فقال اكرم سريعا امسكها وضمها كويس و بالفعل احتضنها صهيب بقوه وتراجع للخلف وهو فى حاله صدمه فمنذ صرختها الاولى وكاد ان يدلف الى الغرفه لولا ان منعته الممرضه مطمئنه اياه ان اذا الامر غير مطمئن سوف يستدعيها الطبيب ... ولكنها كانت متشبثه بيد اكرم التى بدأت تنزف بالفعل فبدأ اكرم يقول بهدوء
- اهدى يا نور اهدى .. انت اكيد قادره تخدى حقك ... انت قويه و قويه جدا كمان اهدى يا نور اهدى
ليهمس لها صهيب جانب اذنها
- انا جمبك يا نور اهدى ارجوكى .. متخافيش .. متخافيش
لتترك يد اكرم شئ فشئ ليمسك الحقنه سريعا و امسك ذراعها و غرزها فى وريدها لتغمض عينيها سريعا ليحملها صهيب و وضعها على الاريكه فى نفس الوقت الذى طلب فيه اكرم السكرتيره وطلب منها الغاء باقى مواعيده واحضار علبه الاسعافات الاوليه
نظر صهيب الى اكرم فقال اكرم بهدوء
- انفجرت ... بس الموضوع اكبر و اخطر مما كنت اتخيل
ليقطب صهيب حاجبيه بعدم فهم وقلق ولكنه لن يسأل فمؤكد اكرم لن يقص عليه اى شئ عاد بنظره الى تلك الغافيه التى مازال على وجهها اثار دموع ... و ايضا مازلت انفاسها مضطربه وجلس اكرم خلف مكتبه يطهر جروح يديه وهو يفكر فيما هو قادم
***********
كان يجلس خلف مكتبه ويجلس امامه شريف الذى ينتظر اوامره بعد معرفتهم بكل ما حدث
فهو يفكر فى زهره التى ساعدته بشكل كبير فى كشف الحقيقه وايضا شريف الذى ترك منزله وزوجته لمده اسبوع كامل و صب كل تركيزه فى ايجاد الدلائل و مساعده زهره فى كشف الحقيقه
تذكر منذ اسبوع حين حضرت زهره الى الشركه بعد ان وصلت حالته العصبيه الى اقصاها حيث لم يعد يحتمل صوت بقربه ولا مزاح بناته الصغار .. وايضا اصبح يعتزلهم جميعا فقررت هى التدخل والمساعده فى انهاء الامر خساره المال لا تساوى شيئا امام خوف ورد و ياسمين من والدهم وايضا جواد الذى يحبس نفسه فى غرفته بعيد عنهم حتى يتجنب غضب والده الغير مبرر لهم
حين ذهبت الى الشركه اجتمعت مع كل المهندسين واخبرتهم ان هناك قرار اذا لم يكتشفوا من الذى قام بالغش سوف يتم طردهم جميعا
وذهبت ايضا الى الموقع واجتمعت مع العمال و اخبرتهم بنفس الشئ وابلغت المقاول ان يقوم بهدم المبنى بالكامل وحين ينتهى تحت اشراف شريف .. يسلم كل شئ ويرحل .... و بعدها بدء الرجل يفكر فى طريقه ليظل يعمل معهم لاعتقاده ان حاله صهيب الصحيه سوف تمنحه الفرصه للكسب فعرض علي شريف اشياء كثيره حتى يقنع زهره بأن يظل مستمر معهم و انه سوف يعطيه ما يريد فتمنع شريف فى البدايه ثم قبل و بدء يسجل له حين بدء الرجل يخبره انه سوف يخلط الاسمنت السليم مع اسمنت مغشوش ... و المكسب بالنصف بينهم .. وان هذا الشئ من الصعب كشفه
قامت زهره بتقديم ذلك التسجيل الى الشرطه وتم القبض على المقاول وتم هدم المبنى ورغم الخساره الا انه اصبح هادئ و مرتاح الان
- بص يا شريف .. احنى شغلنا بعد كده لازم يكون دقيق وفى متابعه مستمره .... وكل حاجه تكون تحت اشرافك .. وهخلى زهره تتابع المواقع معاك
قالها صهيب بأقرار و بعد تفكير كبير فى الامر ليقول شريف بأحترام
- حاضر يا باشمهندس .. متقلقش كل حاجه هتمشى زى ما انت عايز بس انا ليا طلب عند حضرتك
هز صهيب راسه بنعم وهو يقول
- قول عايز ايه ؟
ابتسم شريف و هو يقول بحب حقيقى لذلك الرجل الجالس امامه منذ اول يوم عمل لديه فى الشركه شعر انه كأخ كبير .. كان يحترمه و يهابه وايضا يشعر انه كصديقه المقرب من بساطه التعامل بينهم
- حضرتك محتاج اجازه ... كمان مدام زهره و الاولاد حضرتك كنت عصبى جدا الفتره الى فاتت خد يومين كده هدى اعصابك وصالح الاولاد والمدام وارجع بنشاط
ليبتسم صهيب خاصه وهو كان يفكر فى نفس الامر و ايضا يلوم نفسه على ما حدث منه طوال تلك الفتره وقال
- زهره تعبت معايا جامد واستحملت كتير منى الفتره الى فاتت .. والفضل ليها وليك فى حل المشكله انا غضبى خلانى مش شايف الحل الموجود قدامى بمنتهى البساطه
وقف شريف على قدميه و وقف بجانب المكتب و قال بأقرار
- يا باشمهندس مدام زهره كل تفكيرها فيك ورغبتها القويه فى انها تريحك وهو الى بيخليها تتحرك بسرعه وتحل اى حاجه حضرتك دماغك الماظ بس الضغط هو الى خلاك مش شايف الحل وهى الحب خلاها تضرب الارض تطلع بالحل
كان يستمع اليه وهو مبتسم حقا هذه هى زهره من اجله دائما قويه و احيانا بطله خارقه ليكمل شريف كلماته قائلا بطريقه موحيه
- متنساش تاخد ورد معاك وانت مروح ... وانا كمان هعمل كده بس انا يمكن اشترى محل الورد كله يمكن الحكومه ترضى عنى
ليضحك صهيب بصوت عالى وشاركه شريف الضحك وقال
- هخلى عم ابراهيم يجهز العربيه
هز صهيب راسه بنعم ليغادر شريف المكتب و وقف صهيب على قدميه واخذ نظارته و وضعها على عينيه و اخذ هاتفه وغادر المكتب ينوى اصلاح ما افسده
***********************
تجلس بجانبه على احدى الكراسى المنتشره فى حديقه المستشفى تنظر اليه وهو يقرأ الاوراق التى بين يديه كانت تتأمله بشعره القصير جدا و وجهه الذى ازداد سمره جعلته اكثر و سامه و خشونه وابتسمت و هى تتذكره قبل دخوله كليه الشرطه بشعره الناعم المميز وبشرته شبه بيضاء و لحيته المميزه
رفع عينيه عن الاوراق ينظر اليها ليجدها تتأمله بأبتسامه ناعمه فرفع حاجبه وقال بمشاغبه
- الصور هتطلع امته ... ولا الجميل معجب ؟
ابتسمت بدلال وقالت بصدق ومرح
- طبعا معجبه و مغرمه على رأى الست نانسى عجرم
ليضحك بصوت عالى ثم وضع الاوراق بجانبه و هو يقول
- لا ما هو طالما الست نانسى عجرم يبقا خلاص كده مفيش كلام
اخذت نفس عميق ثم وقفت وحملت حقيبتها و اوراقها وقالت
- انا همشى بقا علشان الحق محاضراتى ... وانت هتعمل ايه؟
كان ينظر اليها بأبتسامه صغيره ... انها لم تتركه لحظه منذ ذلك الانفجار الاخير له بعد الحادث ... تهتم به تتحدث معه طوال الوقت .... تأتى لتراه قبل ذهابها الى الجامعه وايضا قبل عودتها الى البيت .... فى الاساس .. العائله كلها كانت هذه عادتهم فالجميع يوميا يأتون يطمئنون عليهم ... و لكنه مع جورى احساسه مختلف ... امسك اوراقه من جديد و قال
- ولا حاجه ... فجر هتيجى دلوقتى .. وانا هروح البيت اخد دش واريح شويه و بعدين هعدى على خالى اطمن على طنط ملك
هزت راسها بنعم وقالت
- ماشى .. هبقا اكلمك ... سلام
- سلام ... خلى بالك من نفسك
قالها وهو يقف ليصعد الى والديه ليرى ان كانوا بحاجه لاى شئ قبل رحيله
*********************
كانت تجلس بجانبه داخل سياره والدها يتحدثان بصوت منخفض حتى لا يستمع لكلماتهم السائق
- بقيت خايفه طول الوقت كل مره بعدى فيها من البوابه ... بفتكر اللى حصل بالتفصيل يا أواب برجع احس بنفس الخوف والرعب بحس بضمه أدم ليا و رجفه جسمه من الرصاصه .. وانتفاضه جسم ابويا علشان يحمينا
مد يديه يضم كف يديها وهو يقول
- شئ طبيعى يا فجر الى حصل تجربه مش سهله .. وطبعا لازم تسيب معاكى اثر ... بس
نظرت البه بأستفهام واهتمام شديد ليقول هو بأبتسامه
- المهم انك تكونى قويه و تتغلبى عليه ... متسبيش خوفك يسيطر عليكى ... انت مش ضعيفه ... وانا عارف انك قويه بس كمان انا معاكى و ايدى فى ايدك عندى استعداد انى اسمعك فى اى وقت واكون معاكى دايما
ابتسمت بسعاده فها هو أواب الذى كان يشعر بالعجز يدعمها بقوه رغم انها ترى داخل عينيه خوف كبير من عدم جدوى ما يقوم به ... لكنها حقا سعيده بمحاولته و لو كانت صغيره
********************
دلفت الى غرفه مكتب الضابط المسؤل وهى تفكر كيف ستكون نهايتها .. و هل سينتهى ذلك الامر بخروجها من هنا ام سيكون هذا مكانها الاخير .... وجدت عزمى يجلس امام الضابط يتحدث معه باريحيه شديده وحين شعرا بها وقف الضابط وهو يقول
- هسيبكم عشر دقايق
ليهز عزمى راسه بنعم ليغادر الضابط لتقترب روان من عزمى سريعا وهى تقول بتوتر وصوت مهزوز
- سايبنى كل الوقت ده يا عزمى حرام عليك
ليضع يديه حول كتفها وابتسم ابتسامه مصتنعه وهو يقول بسماجه
- سايبك ايه بس يا روح الروح ... ده هما يومين كنت برتب الدنيا و بشوف حل
لتبتسم باهتزاز وهى تقول بعدم تصديق
- بجد لقيت حل اخرج بيه من هنا ؟!.. ايه هو قول بسرعه
اجلسها على الكرسى القريب منها و عاد ليجلس على الكرسى الذى غادره من ثوانى و وضع قدم فوق الاخرى ثم قال بهدوء
- دلوقتى فى مشكلتين لازم نلاقيلهم حل سريع خروجك من هنا .. وفلوسك الى هيحجزوا عليها
قال كلماته الاخيره بطريقه موحيه جعلها تتوتر ويتجلى الخوف على وجهها وقال باندهاش
- يعنى ايه مش فاهمه ؟!
امسك الاوراق الموضعه على سطح المكتب بجانبه وقال بجديه شديده حتى يوحى لها بخطوره الموقف
- طالما انك متهمه فى قضيه كبيره زى دى .... لازم يحجزوا على كل حاجه عندك ... ولما تخرجى من هنا بقا تدوخى على ما ترجعيهم تانى
ظهر الخوف على ملامحها ليشعر هو بالسعاده واكمل قائلا
- فالحل الوحيد انك تكتبى كل الى عندك لحد انت بتثقى فيه ولما تخرجى يرجعهولك
الحيره والخوف يرتسمان على وجهها بشكل واضح ليمد يديه يمسك يدها وقال بعطف
- انا جمبك يا رورو ومش هتخلى عنك ابدا ما تخافيش .. بس انت ساعدينى وامضى اوراق التنازل دى وقوليلى اكتب اسم مين على الورق
نظرت الى الاوراق الذى يمد يديه بها ... ونظرت اليه وقالت بتشتت
- انا معرفش حد انت عارف مليش حد خالص.. انا معرفش حد غيرك يا عزمى
ليجلس على ركبتيه امامها وقبل يديها بحنان مصتنع وقال بحب
- وانا جمبك على طول يا روان انت روحى الى مليش غيرها شيريكتى وحبيبتى انت ناسيه الى كان بينا ولا ايه
لتهز راسها بلا ليمد لها الورق وقال
- طيب امضى يا روحى
ظلت تنظر اليه ثم نظر الى الاوراق وبيد مرتعشه امسكت بالقلم وقبل ان توقع نظرت اليه بخوف وقالت
- طيب انا هخرج من هنا ازاى ؟
ليجيبها سريعا و بلهفه
- اول ما اخرج من هنا هروح لسفيان اتفق معاه يسحب البلاغ .. وهجيب واحد من عندى يقول ان هو الى عمل كل حاجه وانك ملكيش دعوه بأى حاجه خالص و بالكتير اسبوع و تخرجى من هنا
ظلت تنظر اليه بشك ليهز راسه بنعم وقال مؤكدا
- انا يجرالى حاجه لو انت مخرجتيش من هنا .. انت روحى و حياتى يا روح الروح ده انا اهد الدنيا عليهم واخربها
لتخفض راسها و وقعت الاوراق بيد مرتعشه ... ليضحك بانتصار و تحولت تلك النظره لعطف وحنان كاذب وهى تنظر اليه بخوف ليقبل يديها من جديد ثم وجنتها و اخذ الاوراق وتوجهه الى الباب وهو يقول
- اسبوع واحد بس يا روح الروح .. اسبوع واحد و كل حاجه تخلص
و غادر وتركها تجلس مكانها تشعر بالفراغ .. والوحده .... و الضياع احساس مؤلم لا تستطيع وصفه ولكنها حقا تشعر بالنهايه رغم وجود بعض الامل الكاذب الا ان يصدق معها عزمى فيما قاله والا انها الان تكون قد انتهت تماما
يتبع 

تعليقات

التنقل السريع