الفصل الخامس و الثلاثون
دلف فهمى الى غرفه نور بعد ان طرق بابها عده مرات دون ان يستمع الى اجابه
ظل واقف عند الباب ينظر الي وقفتها امام النافذه تنظر الى الخارج بشرود
اقترب منها بهدوء ثم اصدر صوت صغير حتى تنتبه لوجوده لكنها لم تتحرك من مكانها و لا يبدو عليها انها شعرت به
رفع يديه يربت على كتفها لتنظر اليه بهدوء يصل حد البرود ليبتسم ابتسامه صغيره و هو يقول
- عامله ايه النهارده يا نور
لم تجيبه و لكنها رفعت كتفيها للاعلى و حركت شفتيها بمعنى لا اعرف او لا تهتم
هو لا يستطيع تخيل ردود افعالها و حقا الان لا يفهم
ما بها .... ظل صامت لبعض الوقت ثم قال
- محاسن بتقول انها سمعتك امبارح بتكلمى حد ممكن اعرف كنتى بتكلمى مين ؟
- سراج
قالتها سريعا و دون تفكير ليقول هو بعدها باستفهام مندهش
- ضياء
نظرت اليه بضيق و قالت ببعض الغضب
- قولت سراج
قطب جبينه باندهاش و لكنه قال بهدوء
- مين سراج ؟!
ظلت صامته لبعض الوقت ثم قالت بهدوء
- صاحبى .... هو كمان قتل الشيطانه علشان كده جه هنا
قطب فهمى حاجبيه باندهاش ثم قال باستفهام
- كان هنا فى الاوضه ؟!
نظرت اليه باستخفاف و قالت
- هيدخل هنا ازاى الباب و قافلينه بالمفتاح و عليه بره عسكرى و الشباك كله حديد هو هوا علشان يعدى من تحت الباب و لا يدخل من بين الحديد
تراجع فهمى خطوه الى الخلف مبهوت بهجومها الحاد ثم قال
- طيب شفتيه فين يا نور ؟!
اخذت نفس عميق و نظرت الى الحديقه من جديد و هى تقول
- بيكلمني من هنا
و اشارت باصبعها الى الحديقه لينظر فهمى الى الحديقه الخارجيه بتفحص ثم نظر اليها و قال
- و هو قتل الشيطانه ..... شيطانه ايه و ليه ؟
ظلت صامته لعده دقائق ليسألها من جديد لتقول بنفاذ صبر
- ده سر و انا مش هقول سره لحد
لوى فهمى فمه و هو يفكر هل زادت لديها الهلوسه او هناك احتمال ان تكون صادقه فى حديثها و ما قالته قد حدث
عاد ينظر الى الحديقه فى الخرج ثم اليها و القلق واضح على ملامحه و لكنها لم تشعر به من الاساس و هى تتذكر زيارته لها امس مساء حين كانت نائمه و ظل هو يطرق على النافذه حتى استيقظت
فتحت عيونها تنظر الى مكان ذلك الصوت المزعج لتجده يقف هناك خلف النافذه بابتسامته المميزه و جماله المفرط غادرت السرير و اقتربت من النافذه و فتحتها تنظر اليه بتعجب و هى تقول
- فى ايه ده وقت تيجى فيه ايه اللى خرجك من اوضتك
ظلت ابتسامته الرائعه ترتسم على محياه شديد الوسامه
- مش عارف انام حاسس ان هنا فى كلام كتير عايز يطلع
قال ذلك و هو يضع يديه على صدره يمسده برفق لتنظر اليه باهتمام و قالت بفضول
- كلام ايه ؟!
اعتدل واقفا بعد ان كان يستند بذراعيه على حافه النافذه و فى حركه خاطفه قفز ليجلس على ذلك البروز امام النافذه مباشره ونظر اليها بنفس الابتسامه التى خطفت دقات قلبها و تجعلها سعيده بشده و قال
- عايز احكيلك حكايتى ... ممكن تسمعينى ؟
و قبل ان تجيبه قال بغرور
- اكيد فضولك هيموتك علشان تعرفى حكايتى أصلًا
رفعت نور حاجبيها باندهاش ثم و بحركه خاطفه قفزت هى الاخرى لتجلس كما يجلس هو و قالت
- مش حكايه فضول بس انا محتاجه اتكلم و اسمع حد تانى غير الدكاتره و الممرضين و المحامى
لوى فمه بضيق و قال بغرور
- انتِ كدابه على فكره بس ماشى هعديها اسمعى بقا
اعتدلت تنظر اليها باهتمام ليقول هو بفخر ذكورى
- انا سراج راسخ مهندس مفيش منى اتنين
- مغرور
قالت تقاطع كلماته لينظر اليها بحاجب مرفوع و دون اهتمام بالرد على كلمتها اكمل قائلا
- اتعينت فى شركه كبيره جدا للهندسه و مسكت مشروع من اكبر المشاريع اللى عندهم اشتغلت فيه بكل طاقتى و ابدعت و خرجت كل احلامى و ابدعاتى فيه و يوم افتتاح المشروع قابلتها ملاك عيون زى البحر و بشرتها بيضا زى الثلج خطفت قلبى من اول نظره لقيت نفسى مشدود ليها و مش قادر ابعد عنها عشت معاها احلى ايام عمرى لحد ما اكتشفت هى ايه و اكتشفت حقيقتها هى مجرد شيطانه لابسه توب الملاك خاينه و غشاشه من حضن راجل للتانى و ترجع عندى تتمسح فى رجلى زى القطه اللى بتتمنى رضا صاحبها
كانت تستمع اليه باندهاش و كأنها تستمع لنفسها و لقصتها ليكمل هو دون ان ينظر اليها او ينتبه لنظراتها
- كنت مسافر كام يوم و رجعت فجأه علشان ألقيها فى سريرى مع راجل غريب
صمت لثوانى و أخد نفس عميق ثم اكمل قائلا
- الراجل اللى كان معاها طلع يجرى و هى سترت جسمها و قربت منى تحاول تفهمنى انها بتحبنى و انها عملت كده غصب عنها و انها مش هتعمل كده تانى و انى اغلى عندها من كل الدنيا معرفش ازاى ساعتها نزل عليا هدوء رهيب و فضلت ابصلها و عقلى بيصور قدامى صور لكل اللى هعمله فيها و بدأت اظهر ليها احساس انى مصدقها و ان حبها عندى اهم من اى حاجه تانيه
كانت تنظر اليه باندهاش حين نظر اليها ابتسم بجانب فمه و هو يلاحظ نظره الاعجاب و الشغف و الترقب ليكمل و هو ينظر اليها
- اتفقت معاها اننا هنسافر نغير جو يومين و طلبت منها انها تجيب معاها اكثر هدوم سكسى عندها و فعلا سافرنا مكان هادى و بعيد عن الدوشه و طلبت منها تلبس حاجه من الحاجات اللى طلبت منها انها تجيبها
صمت لثانيه واحده ابتسم فيها بشر و اكمل قائلا
- خليتها فى اليوم ده عملت كل حاجه و اى حاجه ممكن تعملها جاريه شارياها من سوق الجوارى علشان ترضى سيدها و فى الاخر و بعد ما انتهيت منها شيلتها بكل رومانسيه و قولتلها انى محضرلها الحمام و فعلا حطيتها فى البانيو من غير ما المس المايه اللى فيه بعد ما كنت حقنتها من غير ما تاخد بالها بحقنه مخدره ترخى اعصابها على الاخر لكن متنيمهاش و بعد خمس دقايق بدء كل حاجه لحمها كان بيقع لوحده ولولا ان المخدر مفعوله راح بسرعه كان كل حاجه خلصت من غير ما حد ياخد باله لكن هى بقا فضلت تصوت لحد ما لمت علينا الناس بعدها هى ماتت على طول هنا بقا شافوا ان انا مجنون و جابونى هنا ومعرفش ليه رافضين يصدقوا ان انا قتلتها لانها كانت تستحق تموت الشيطان لازم يموت
عادت من افكارها على صوت فهمى و هو يقول
- طيب يا نور انا همشى دلوقتى و لما توصلنى معلومات عن جلسه الاستماع للشهود هبقا اعرفك
هزت راسها بنعم دون اهتمام و هى تنظر الى خارج النافذه بشوق و توتر فهو بعد ان قص عليها كل شىء ذهب الى غرفته دون ان يقول شىء اخر و ها هو حتى الان لم يحضر اليها
••••••••••••••••••••••••••
كان يقود سيارته متوجها الى الشركه يتمنى ان يراها مره اخرى فهو الان يعرف عنها كل شىء
بالاساس هو لا يفهم لماذا يريد معرفه كل شىء عنها لماذا يشعر من داخله برغبه قويه فى معرفتها لكن نور ماذا عنها و شعوره تجاهها
اغمض عينيه لثوانى ثم فتحها ليمسك هاتفه اليوم جلسه استماع الشهود و هو لم يستطع الذهاب هو لا يعلم شىء ما بداخله يرفض الذهاب يرفض الاستماع الى ما كان يحدث معها يرفض اعاده الاحداث امامه من جديد
اتصل بعزيز الذى اجابه سريعا قائلا و بشكل مباشر
- الجلسه اتأجلت شهر للنطق بالحكم
قطب صهيب حاجبيه بعدم فهم ثم قال
- و ده معناه ايه ؟
- الجلسه الجايه هتكون للنطق بالحكم يعنى يالبرائه يا السجن يا إما تفضل فى المستشفى
قال عزيز موضحًا باختصار ليأخذ صهيب نفس عميق ثم قال برجاء
- لسه مش مسموحلى اشوفها ؟
ظل عزيز صامت لدقيقه كامله ثم قال
- ممكن تصبر لبعد الحكم لانه و قتها طبيعى هيكون مسموح بالزيارات
شكره صهيب بخفوت و اغلق الهاتف و هو يغمض عينيه و ألم قلبه يعود من جديد
اخذ نفس عميق و دون شعور منه توجهت يديه الى ذلك الملف الذى وضعه بجانبه ينظر اليه و هو يقرأ اسمها
- بلسم عبد الرحمن حسين
و صل الشركه و كانت عينيه تدور فى كل الوجوه يبحث عنها يريد ان يقابلها مره اخرى و كأن القدر اراد ان يسعده و يخرج ذلك الالم الجاسم فوق صدره كانت تنظر الى الاوراق التى بين يديها بتركيز شديد دون ان تنتبه لخطواتها او من يسير بجانبها او امامها ليمسك هو الاخر هاتفه و بدء فى الاقتراب منها رويدا حتى اصطدمت به ليقع ما بيدها ارضا لترفع عيونها اليه و الغضب يرتسم على ملامحها و لكنها تراجعت عنه فى ثوان و ابتسمت ابتسامه مرتعشه و هى تقول
- انا ... انا اسفه يا فندم و الله مكنتش واخده بالى
ليبتسم ابتسامه صغيره و قال
- و انا كمان اسف مكنتش واخد بالى و كنت مركز فى الموبايل
توترت ملامحها لتنحنى سريعا تجمع الاوراق ليبتعد هو خطوتان للخلف لتلاحظ هى تلك الحركه مره اخرى فلملمت اوراقها سريعا و وقفت تنظر اليه و هى تقول
- اسفه مره تانيه
و كادت ان تغادر ليقول هو بهمس
- بلسم
وقفت مكانها تنظر اليه باندهاش و شعور بالاضطراب لينظر هو اليها بنظره اخترقت قلبها و جعلتها تهتز من داخلها و ظلت نظراتهم معلقه بينهم لعده ثوان ثم غادر سريعا و هو يشعر من داخله بمشاعر متضاربه مختلفه غير مفهومه جعلته يخرج هاتفه يتصل بأكرم و يحدد معه موعد للزياره
و كانت هى تشعر باحساس غريب لا تستطيع تفسيره او تخاف ان تفسره
••••••••••••••••••••••••••••
ذهب راجح مع اخيه الورشه و كان طوال الطريق يتحدث مع موده و يخبرها بآنه سيكون طوال اليوم مع اخيه فى الورشه لتشعر موده بالغضب من اخيه هذا لماذا يجعل راجح يعمل لديه فى الورشه كأنه شخص غريب اليس له فى الورشه كما لاخيه فلماذا يتعامل معه بتلك الطريقه
ظلت هى على هذا الحال لاكثر من ساعتين و لكن غضبها كان يزداد كلما مر الوقت و هى تتخيل راجح يعمل فى الورشه كأى (( صبى )) بالاجره
و كان هو يقف يتابع كل حركه من اخيه و من داخله غضب يتصاعد يريد ان يذهب اليه يمنعه يجلسه خلف المكتب و لا يسمح له ان يهين نفسه بتلك الطريقه و لكنه يعرف راجح جيدا هو لن يقبل بأى من هذا
وكان راجح فى ذلك الوقت يحمل الاخشاب من مكان لمكان يحضر الادوات للعمال ثم يمسك المكنسه اليدويه و ينظف الارض من نشاره الخشب فى نفس اللحظه التى دلفت فيها موده للورشه لتجده على هذا الحال و قفت مكانها تنظر اليه بصدمه و كان هو يشعر بالاندهاش من حضورها و لكن نظره الغضب التى وجهتها لاخيه جعلته يترك ما بيده و توجه اليها و اخذها خارج الورشه لتقول هى بعصبيه و غضب
- بتنضف الارض يا راجح انت كلها شهر و تتخرج و تبقا ظابط قد الدنيا بتنظف ارض الورشه تحت رجلين العمال فى ورشتك هو اخوك ده ايه مش بيحس
- موووده
قالها بصوت عالى ليقطع سيل كلماتها و لاول مره منذ وقع فى غرامها يصرخ فى وجهها بتلك الطريقه و لكنه لن يسمح لها بالخطأ فى اخيه هو والده و اخيه و صديقه و كل ما له فى تلك الحياه كانت تنظر اليه بغضب و اندهاش ليقول بهدوء قدر استطاعته
— اولا هو كان رافض انى اشتغل كده و عرض عليا يدينى كل الفلوس اللى انا عايزها لكن انا اللى رفضت
لتقاطعه قائله بعصبيه
- و ترفض ليه هو مش ده حقك و ورثك الورشه مش بتاعه اخوك لوحده يبقا لا ليه
ظل صامت لعده ثوان ثم قال
- لانها فعلا بتاعته لوحده انا مليش فى الورشه دى اى حاجه فهمتى دلوقتى
بهت و جهها بخجل و تراجعت خطوه للخلف و دون شعور منها نظرت الى مكان و قوف اخيه لتجده ينظر اليها نظره لم تفهمها جعلتها تشعر بالتخبط و الحيره و ايضا الخوف
ليأتيها صوت راجح من جديد يقول ببرود و حزن
- لو سمحتى روحى بقا
كادت ان تقول شىء ليشير لها بيده ان تصمت و قال
- روحى دلوقتى يا موده و نتكلم بعدين
هزت راسها بنعم و غادرت سريعا و هى تحاول التحكم فى دموعها
فى نفس اللحظه التى توجه فيها راجح لاخيه و وقف امامه ينظر اليه باعتذار ثم انحنى يقبل يديه باحترام ليبعد اخيه يده سريعا ثم ربت على وجوه راجح برفق و عاد ليجلس خلف مكتبه بصمت
ظل راجح على وقفته دقيقه كامله ثم تحرك ليعود لعمله من جديد و اكمل تنظيف الارض
•••••••••••••••••••••••••••••••••••
جالس امام ملك و ايمن يحاول شرح الامر لهم بطريقه مبسطه ولكن من الواضح انهم لا يستطيعون استيعاب الموقف
اخذ نفس عميق و قال بهدوء
- دلوقتى يا جماعه احنى محتاجين نعمل صدمه قويه لشمس يعنى محتاجين نختبر حبها لاختها و كمان لاصل تربيتها و اللى انزرع فيها من و هى صغيره
نظرت ملك لأيمن بعدم فهم و حيره ثم عادت بنظرها الى رحيم و قالت باستفهام
- تقصد ايه انا مش فاهمه ؟!
اعتدل رحيم فى جلسته و اقترب اكثر من حافه الكرسى الذى يجلس فوقه و هو يقول بتوضيح
- انا هتفق مع ليل و معاكم على لعبه كده نعملها على شمس نعرض فيها ليل للخطر و نشوف رد فعل شمس يا ترى هتهتم و تحاول تساعدها و لا لا و على اساسه هنحدد الخطوه الجايه
خيم الصمت لعده ثوان ثم قال ايمن باندهاش مستفهم
- مش فاهم يعنى ايه تحدد الخطوه الجايه هو مفيش امل ان شمس تخف و لا ايه
هز رحيم راسه بلا ثم قال موضحا حتى يطمئن ذلك الاب الذى يشعر بالرعب على ابنته و ايضا تلك الام الخائفه
- العلاج بيكون انواع انا بقالي اكتر من شهر بحاول يكون العلاج بالكلام بأنها تخرج كل طاقتها السلبيه و المها النفسى من وجهه نظرها مع علاج لتحفيزها على انها تكون اهدا و كمان يساعدها على انها تشوف المواقف بهدوء و بدون تحويلها لحروب نفسيه و تهدىء النزعه النرجسيه اللى عندها لكن كل ده ملوش مفعول لو هى من جواها رافضه ده كله فهيكون الحل انها لازم تدخل المستشفى علشان فى الوقت ده هتكون خطر جدا على نفسها و على غيرها
لتشهق ملك بخوف و انقبضت ملامح ايمن بخوف تام
ولم يختلف حال سفيان و مهيره اللذان كانا يقفان على مقربه منهم يستمعان لحديث الطبيب و ايضا كانت هناك دموعها التى تسيل فوق وجنتها رغم ألم قلبها و جرحها الكبير الا ان شعورها باحتماليه خسارتها لاختها نصفها الاخر جعلها تشعر بألم اقوى تخطى ذلك الالم الخاص بجرحها هى
لتجد نفسها تتقدم دون اراده منها و وقفت امام رحيم الذى وقف ينظر اليها بفخر انه يعشق تلك الصغيره يرى كم هى قويه يرى كم هى انسانه رائعه ومميزه كحبيبته مسك رغم هشاشه تكوينها و الجروح القويه داخل قلبها الا انها فى وقت الجد تقف كفهد مستعد للانقضاض على فريسته و يفتك بها من اجل احبائه
ورغم دموعها التى تغرق و جنتيها الا انها قالت بثبات
- ايه هى خطتك
ليقف ايمن و ملك سريعا يحاوطا كتف ابنتهم بحنان و تشجيع ليبتسم رحيم ابتسامه صغيره و قال
- هقولك
•••••••••••••••••••••••••••••
كانت تسير فى الشارع بضعف شديد تترجى الجميع ان يعطوها شىء تأكله لكن الجميع ينظر اليها بأزدراء و كلما اقتربت من محل بقاله او مطعم ينهرها صاحبه و يدفعها بعيدا و هو يسمعها اقسى الكلمات و ايضا هناك من كان يسبها و ينعتها بأقذر الصفات و الجميع يأمرونها بترك البيت و الشارع كله ..... كانت تبكى بضعف و هى تشعر بالذل و الهوان و الجوع و الخوف
و ما زاد المها انها رأت احد اصحاب المطاعم الذى رفض اعطائها الطعام يضع الطعام الشهى المطهو بعنايه لبعض الكلاب الضاله التى تتسابق على تناوله الان
لتغمض عينيها بقهر و هى تفكر
لقد اصبحت اقل قيمه من تلك الكلاب الضاله لقد خسرت كل شىء .... عادت الى بيتها تجر خلفها اذيال الخيبه ككل يوم تقرر ان تحاول التذلل لهم حتى يطعموها انها تشعر بالموت قريب منها يقف امام باب بيتها ولكن الاكثر رعبا انها لا تستطيع التفكير فى شىء سوا ما كانت تقوم به و ما كانت تشعر به من متعه رغم قذراته الا انها لا تستطيع نكران انها كانت تشعر بالمتعه بكل مره و الان جسدها يشتهى تلك اللحظات و تلك اللمسات و اذنها تشتاق لتلك الكلمات رغم قذارتها و انحطاطها انها لا تفكر فى توبه و مغفره الله فروحها و جسدها و عقلها لا يفكران الا فى الحرام فقط
دلفت الى البيت و كادت ان تغلق الباب و لكن فجأه وضعت قدم شخص ما لتمنع اغلاقه ثم دفعه قويه اسقطتها ارضا ليدلف ذلك الشاب (( الصايع )) بلطجى المنطقه و اغلق الباب بقوه لتبتعد هى الى الخلف خطوتان زحفا و هى تشعر بالخوف و عدم الفهم لكنه لم يمهلها و قتاً لينقض عليها يطفىء نار شهوته و لها أيضا.... يطفىء النار المشتعله بجسدها التى اشتاقت لها منذ ما حدث بعنف كما تحب و يسمعها ما تريد من اسوء الصفات و سبها بأقذر الالفاظ و كانت هى تستجيب له بكل جوارحها مستمتعه بتلك المتعه المحرمه التى اعتادت عليها و حين انتهى منها كانت هى قد فقدت وعيها لينهض عنها و هو ينظر اليها بتقزز ثم ارتدى ملابسه و غادر الشقه و اغلق الباب خلفه دون ان يهتم ان يتأكد من سلامتها
•••••••••••••••••••••••••••••••
كانت تجلس ارضا تنظر اليه بحاجب مرفوع و كأنها تتحداه ان يعترض على اى من كلماتها
- الشقه قربت تخلص
هز راسه بنعم مع ابتسامه صغيره لتقول من جديد
- و الحاجات اللى حجزناها
هز راسه بنعم مره اخرى و هو يقول
- هتوصل اخر الاسبوع
- و الفستان
قالتها سريعا لتتسع ابتسامته و هو يقول
- و قت ما تحبى ننزل نشتريه
هزت راسها بنعم مع ضم شفتيها كالاطفال ثم قالت بسعاده
- هانت و نبقا انا و انت فى بيت واحد
اخفض أواب راسه و ظهر على وجهه الضيق لتنظر اليه باستفهام و خيم الصمت عليهم عده دقائق ثم قال
- لسه معاكى وقت يا فجر ترجعى فى كلامك
لتقطب جبينها بضيق ليكمل هو مقرر تجاهل اى شىء
غضبها و ذلك الحزن الذى يرتسم على ملامحها من كلماته .... فعليه ان يخرج كل ما بقلبه
- احنا لو اتجوزنا مفيش فرصه للرجوع يا فجر الشىء الوحيد المسموح بيه هو الموت لانه لا بأيدى و لا بأيدك لكن انك تفكرى تسيبينى مش هقبل و مش هيحصل ارجوكى فكرى كويس كل حاجه ممكن تتعوض لكن عمرك و سعادتك لا فهمانى انا هقدر اتحمل دلوقتى قرار انسحابك لكن بعد ما ادوق السعاده معاكى فى بيت واحد بعد ما احس بكل حاجه حلوه مش هقدر ابعد عنها ساعتها الموت هيكون اهون
كانت تستمع اليه بوجه خالى من التعابير رغم بكاء قلبها حزنا عليه و حزنا من كلماته
اغمضت عينيها لثوانى ثم اخذت نفس عميق اخرجته بهدوء شديد ثم فتحت عيونها التى تنطق بحب كبير لا يخطأه احد و قالت
- من يوم ما اتولدت اول حاجه اتعلقت بيها كان صباعك و اول ايد مسكتها كانت ايدك اول نصيحه فى الالتزام و الاحتشام كانت منك حبيت القرايه علشانك و رسوماتى كلها بتدور حوليك كل احلامي اللى رسمتها من وانا صغيره كانت معاك وبيك الحب الاول انت و الحب الاخير انت ... انا بحبك يا أواب مش محتاجه افكر مش محتاجه وقت مش محتاجه اى حاجه فى الدنيا دى غير انى اكون جمبك و معاك
لا يستطيع ان ينكر الان ان قلبه يرفرف عاليا بين ذلك السحاب الوردى يرقص فرحًا جوار تلك الفراشات التى ترفرف بسعاده و انطلاق
لن ينكر ان كلماتها تزرع الازهار داخل قلبه تشجعه تقويه تمحوا الخوف من قلبه و تصادق عقله و افكاره لن ينكر الان ان فجر بالنسبه له هى مفتاح الحياه و شمسها هى نسيم فجره العليل الذى ينقى سريرته و روحه من اى شوائب سوداء عالقه بهم تسبب له الالم و الخوف و الحيره
اقترب منها و امسك يديها يقبلها بتقديس استشعرته و حب كبير تخلل الى اوردتها يشعرها بسعاده كبيره و نظر الى عينيها و قال
(( رجل التشتت انا
مبعثره اوراقى حائره
احلامى خائفه مقيده
بيديك تعود اوراقى مرتبه
و تحلق احلامى عاليا
يزهر عمرى ورودا و افراح
و ترقص فرشاتي فرحا
فى جنه عينيك الغناء
اسير حنانك انا
و عبدا فى محراب هواك
فترفقى بى حبيبتى
فأنا طفلك المدللُ ))
لتبتسم فجر بسعاده و هى تستمع الى كلماتها التى تلامس روحها و قلبها دائما دون جهد منها وظلا يتبادلا نظرات الحب و الهيام
••••••••••••••••••••••••
فى نفس الوقت كانت جورى تقف امام آدم تنظر اليه بابتسامه واسعه و هو يعرض لها بعض الصور له و لراجح من اخر يوم لهم فى الكليه قبل اجازتهم و يقص عليها قصه كل صوره لكنها لم تكن تنظر الى الصور بل كانت تنظر الى وجه آدم المبتسم بإشراق و سعاده و مرح كبير الم تنتبه له من قبل و تلاحظ كل ذلك فيه
رغم انها لا تلاحظ مثلا ان يكون آدم يتصنع تلك التصرفات الان فى كلماته او حركاته فمن الواضح انها هى من كانت لديها غشاوه على عينيها تمنعها رؤيته بشكل اوضح
ابتسمت حين انتبهت لكلماته
- بحس راجح ده طفل صغير بس عملاق.
ظلت صامته تتأمله بعيون عاشقه ليرفع حاجبه بأندهاش لتبتسم و تخفض راسها ارضا ليضع اصبعه اسفل ذقنها يرفع وجهها اليه ليشعر بالصدمه من تلك الدمعات التى تتلئلىء داخل مقلتيها ليقول بقلق
- مالك يا جورى انا قولت حاجه ضايقتك ؟
لتهز راسها بلا ليقول هو باندهاش اكبر
- طيب ايه سبب الدموع دى يا حبيبتى ؟!
لتبتسم فى نفس اللحظه التى هبطت فيها تلك الدمعه تتبعها دمعات اخرى فوق وجنتيها و هى تقول
- غبائي هو سبب بكايا هو انا ايه يا آدم مكنتش بشوف كل ده ليه مكنتش شايفه الجانب ده منك رغم انه كان موجود طول الوقت ليه كنت دايما خايفه من غيرتك خايفه انك تكون عايز تلغينى ليه دايما شايفه اى تصرف من الجهه الغلط ليه مش بشوف خوفك عليا اهتمامك و غيرتك حب ليه دلوقتى ضحكتك بتخلى قلبى يرفرف و ليه نظره عينك بتخلينى سعيده و فرحانه ليه لمسه ايدك بتحسسنى بالامان ليه كل ده مكنتش بحسه من الاول .... عارف ليه علشان انا غبيه
ليبتسم باشفاق رغم سعادته الكبيره بكلماتها الا ان هناك فى اعماق قلبه يشعر بالالم هى ليست المخطئه و حدها هو ايضا مخطىء هو لم يهتم ان يظهر لها تلك الشخصيه المرحه خاصه معها و رغم انه كان كثير الضحك معها لكن كل شىء كان له حساب لم يكن منفتح معها بالشكل المطلوب
اقترب منها خطوه و هو يقول بحب و صدق
- حبيبتى مش غبيه حبيبتى كانت خايفه علشان كده كنتي مش عايزه تشوفي غير الجزء اللى مخوفك منى علشان ديما تكونى عامله حسابك و مستعده لاى موقف يحصل بالرد و الدفاع علشان تحمى نفسك كمان فى حاجه مهمه لازم اعترف بيها لتنظر اليه باندهاش ليقول هو بجديه و صدق
- انا كمان غلطان انا خبيت كل ده عنك كنت دايما مصدر شخصيه الواد الجامد اللى لازم تخضعى لأوامره و كلامه مش عارف ازاى هو انا مشفتش ابويا بيعمل ايه مع امى ازاى متعلمتش منه
ليقترب خطوه اخرى و هو يقول
- مش لوحدك اللى غبيه انا كمان كنت حمار
لتضحك بصوت عالى و ذكرى ليست بقديمه تطفوا فى ذاكرتها كان يعترف ايضا فيه (( بحمريته )) ليبتسم هو الاخر لتذكره نفس الذكرى ثم اقترب خطوه اخيره و انحنى يقبل راسها فوق حجابها و هو يقول
- خلينا نبدء من جديد من غير غباوه و لا حمريه
لتضحك من جديد و هى تهز راسها بنعم بسعاده كبيره
••••••••••••••••••••••••
كانت تسير بتوتر داخل غرفتها تمسك بهاتفها تحاول الاتصال به فمنذ قام بزيارتها و هى لا تعرف عنه اى شىء لا يجيب على هاتفه و اليوم لم يذهب الى الورشه
تشعر بالخوف من اى موقف قد يحدث انها لا تعلم بماذا يفكر و كيف سيكون تصرفه
جلست على السرير تكاد تبكى خوفا حين سمعت طرق على باب غرفتها و دخول محمود ينظر اليها بعمق شعرت من داخلها ان هناك امر ما قد حدث امر كبير و خطير لتعلوا دقات قلبها حتى كادت ان تصم اذنها من كثره الخوف
دلف محمود الى الغرفه و اقترب منها هو يشعر بها و بمخاوفها ... يقدر تلك الحاله التى هى فيها و يريد ان يدعمها و يكون جوارها.... ظل واقف لبعض الوقت ينظر اليها ثم جلس بجانبها ضمها الى صدره و هو يقول بهدوء
- عمر كلمنى
لتنتفض مبتعده عن صدره تنظر اليه باندهاش و صدمه و خوف كبير و ايضا لهفه ليقول
- عمر حكالى على كل حاجه
لتقطب جبينها بعدم فهم ليكمل
- عمر خايف عليكى بجد نزار مش انسان طبيعى ده مريض نفسى كان بيتعالج فتره فى مصحه نفسيه بعد ما عمر اتجوز ايمان و خرج من المصحه قبل الحادثه بكام يوم
صمت حتى يجعلها تستطيع استيعاب كلماته و بعد عده دقائق قالت بعدم تصديق
- تقصد ان نزار كان السبب فى الحادثه اللى
اخذ محمود نفس عميق و هو يقول
- مفيش دليل على ان نزار كان هو السبب فى الحادثه بس عمر مش عايز يخاطر يا مريم هو طلب منى انكم تبعدوا عن بعض لمده اسبوعين بس يحاول فيها يبعد نزار عن حياتكم لان لا هو و لا انا هقبل ان يحصلك حاجه و فى الاساس بعد اللى سمعته المفروض نبعدك عنه تماما لكن مقدر مشاعرك و احساسك و مش هعمل كده
كان صدرها يعلو و يهبط بسرعه شديده و صوت انفاسها يكسر ذلك الصمت ثم قالت باستفهام
- يعنى .... يعنى هيعمل ايه ؟ مش فاهمه ؟
ظل محمود صامت لعده ثوان ثم قال بهدوء و ثقه فى محاوله لطمئنتها
- حقيقى معرفش بس عمر شخص عاقل و اكيد مش هيتهور و هيقدر يحل الموضوع بدون خساير ان شاء الله
ثم ربت على ظهرها بحنان ثم غادر بعد ان اخبرها انه بجانبها و معها دائما و لكن ماذا تفعل فى ذلك الالم الذى ينخر قلبها و روحها تشعر بخساره قريبه لن تتحملها لتنزل دموعها على و جنتيها دون شعور منها
•••••••••••••••••••••••••••
كانت بجانبه داخل السياره فى طريقهم الى الطبيب فهو لم ينسى الامر و لكنه استطاع استقطاع بعض الوقت من وسط انشغالهم بكل تلك الامور حتى يطمئن عليها فصحتها اهم من اى شىء لديه ..... و كانت هى تجلس بجواره لكن عقلها سارح فى ما يحدث معها و هل الامر اصبح خطير فعليا
او سيكون شىء بسيط لا خوف منه لكن تلك الاعراض ما سببها و لماذا تحدث لها نظرت الى سفيان بطرف عينيها و هى تفكر فى اخر الاعراض التى ظهرت لها و التى لم تخبر بها سفيان و لا تعلم كيف ستخبر بها الطبيب امام سفيان الذى لم يرضى عنها حتى الان بسب انها لم تخبره بمرضها
اخذت نفس عميق فى محاوله لتهدئه نفسها ثم نظرت اليه من جديد و همست بأسمه …. لينظر اليها نظره سريعه قم عاد بنظره الى الطريق و قال بهدوء اقلقها
- فى حاجه عايزه تقوليها قبل ما نروح للدكتور
انه غاضب منها بشده … و هى تشعر برغبه قويه بالاحتماء داخل صدره العريض من كل ذلك الخوف الذى بداخلها
لكنها و رغم كل ذلك حركت راسها يمينًا و يساراً و همست بصوت مختنق
- لا مفيش
و عادت تنظر الى النافذه بعد ان فتحتها … حتى يجفف الهواء تلك الدمعات التى داخل عينيها … حتى لا يراها و لكنه كان يتلوى الما بسب تلك الدمعات و ايضا بسبب عدم قدرته على اخذها بين ذراعيه الان
يتبع
تكملة الروايه من هنا
تعليقات
إرسال تعليق