الجزء الثالث..والرابع ...
كانت تجول فى الصالة بقلق بالغ ثم حاولت الإتصال
مرة أخرى ب زيد لكن لم يرد مجددا.
نظرت إلى الساعة لتجدها تجاوزت العاشرة و النصف
مساء وهو لم يعد بعد ولم يخبرها أنه سيتأخر.
اتصلت بنورهان لعلها تعرف مكانه مع أنه لم يخبرها
أنه سيذهب لوالديه اليوم.
نورهان : ايوا يا حياة .
حياة بهدوء مصطنع: ازيك يا نورهان عاملة إيه؟
نورهان بإستغراب: بخير الحمد لله،هو أنتِ متصلة
دلوقتى تقوليلي إزيك؟
حياة بقلق: لا بس هو زيد عندك؟
نورهان بتوتر: زيد؟ لا زيد مش هنا .
حياة بخوف: و مرجعش لحد دلوقتى و مش بيرد
عليا ، أنا خائفة عليه أوى.
نورهان : ممكن يكون راح لصاحبه و موبايله
صامت متقلقيش أن شاء الله يرجع دلوقتى.
حياة : يارب ، تمام أنا آسفة أنى أزعجتك دلوقتى
يا حبيبتى .
نورهان بتوبيخ: أنتِ تتصلي وقت ما أنتِ عايزة يا
حياة بلاش الكلام ده.
حياة : تصبحي على خير.
نورهان : و أنتِ من أهله يا روحى.
كانت على وشك إغلاق الخط حينما سمعت نورهان
تتحدث مجددا ف ظنت أنها تتحدث إليها.
نورهان : دى كانت حياة يا بابا .
والدها: فى حاجة ؟
نورهان : كانت بتسأل على زيد ، لسة لحد دلوقتى
مروحش.
والدها بقلق: أوعى تكوني قولتيلها حاجة!
نورهان بقهر: هقولها إيه ، هقولها أنه عمى طلبك
أنت و زيد النهاردة علشان يعرض عليه يتجوز
أسماء ولا أنه عمى رجل أناني بجد أنه بيفكر
دلوقتى يخر'ب حياتها مع زيد و يد'مر سعادتها
مقابل سعادته و رغبته هو .
أكملت نورهان حديثها بغيظ غافلة عن استماع حياة
إلى الحديث أما حياة ف أبعدت الهاتف ببطء
عن أذنها و هى تنظر إليه ببلادة ثم أقفلت الخط .
جلست على الأريكة و هى تحدق أمامها بتجلد
قبل أن تنهمر دموعها ببطء ، زمت شفتيها
بشهقة قبل أن تنفجر بالبكاء و تنتحب بحرقة
وضعت يدها على وجهها و صوت شهقاتها يعلو أكثر
ف أكثر.
كان تنفسها يعلو و يهبط بسرعة من شدة الإنفعال
و فجأة تناولت أول شئ وصلت إليه يديها ثم
رمته على الأرض ليتحطم مرفقا بصرخة ألم و كبرياء
أنثى جريحة.
مرت الوقت و هدأت قليلا حين دقت الساعة منتصف
الليل ، سمعت صوت المفتاح فى الباب و دلف منه
زيد .
وقفت ببطء تواجهه و فى لحظة نسيت كل ما
يغضبها منه و اندفعت إلى أحضانه و هى تبكى مجددا.
حياة بصوت متقطع : ك..كنت فين يا زيد ..
حرام عليك خوفتني عليك أوى.
أحاطها بذراعيه بشدة: أنا آسف يا حياة ، أنا رجعت
أهو.
ابتعدت عنه بغضب وهى تدير ظهرها إليه عندما تذكرت
ما سمعته .
زيد بتعجب: بعدتي ليه يا حياة ؟
حياة بألم: علشان ده مش مكانى و لا عمره كان
ولا هيكون.
أقترب منها و أخذ يدها و أجلسها على الأريكة
ثم ضم نفسه إليه و كأنها تحتضنه .
زيد بضعف: أنا محتاجك أوى يا حياة بالله خليكِ
معايا.
ضمته بقلة حيلة و دموعها تنهمر بصمت و يدها
تتخلل خصلات شعره حتى شعرت بأنفاسه تنتظم
و أصبح رأسه ثقيلا دليلا على نومه .
فى الصباح .....
فتح عينيه ليجد نفسه على الأريكة و عليه غطاء
جلس وهى يفرك عينيه ثم نادى على حياة .
خرجت له وهى مرتدية ملابس الخروج و فى
يديها حقيبة .
زيد بدهشة: ايه اللى فى إيدك ده ؟ و رايحة فين
دلوقتى يا حياة ؟
حياة بصرامة: راحة بيت أهلي و هستني ورقتي
توصلني هناك.
زيد بصدمة: أنتِ بتقولي إيه؟ أنتِ فى وعيك؟
حياة بإصرار: أنا مكنتش فى وعيي قد دلوقتى أعتقد
ده أسلم حل ، أنا مبقاش ليا مكان هنا .
هو رأسه غير مصدقا: أنا حاسس أنه أنا بحلم....
فهميني أسلم حل لايه؟
حياة بجمود: أنت هتتجوز أسماء و أنا معدش ليا
لازمة.
زيد بذهول: مين قالك الكلام ده و ازاي تقرري من
نفسك ؟
بدأت تتجه نحو الباب ليسرع إليها و يمسكها من ذراعها.
صرخت فى وجهه: سيبني يا زيد .
زيد بغضب: صوتك ميعلاش و مش هسيبك
مش هتروحي فى حتة .
حياة بقهر : لا هتسيبني أنا مش هستني هنا و
أتفرج عليك وأنت بتتجوز عليا .
زيد : اسمعيني الأول.
حياة بعصبية و إندفاع : مش هسمع حاجة أنت
رايح لحبك القديم و أنا الهب'لة اللى كنت بفكر
إزاي أفرحك و أقولك أنى حامل .
تراجع كأن تم صفع'ه بشدة و شحب
وجهه: حامل !
#يتبع...
الجزء الرابع ....
زيد بصدمة: حامل !
حياة بإرتباك: ااه حامل ...ليه فى حاجة؟
زيد بتوهان: و أنتِ ليه مقولتليش
أكمل بغضب : و كنتِ عايزة تمشي و أنتِ حامل فى ابني
أنسى يا حياة .
حياة بمرارة: يعنى هتخليني هنا علشان البيبي بس
يبقى بلاها و نتطلق أحسن.
زيد بشدة: اسمعيني الأول بس.
حياة و هى تشد نفسها منه و تضع يديها على أذنها:
مش هسمع منك حاجة أبدا.
كان على وشك التحدث حينما رن هاتف حياة، أبعدت
يدها عن أذنها لتشاهد اسم والدتها على الشاشة
حاولت السيطرة على انفعالها قبل أن ترد.
حياة بهدوء مزيف: السلام عليكم، ازيك يا ماما؟
اتسعت عيناها و تحولت ملامحها للخوف: ماله بابا؟
أنا جاية حالا .
ثم أغلقت الخط ، تقدم زيد منها.
زيد : فى إيه؟
حياة بخوف: ماما بتقول بابا تعبان أوى وهى لوحدها
مش عارفة تتصرف.
زيد : طب يلا بسرعة و أنا هتصل بالدكتور فى
طريقنا .
ذهبت حياة وهى تبكى طوال الطريق بسبب خوفها
على والدها أيضا مشاعرها كانت حساسة بسبب
الحمل ، حاول زيد تهدئتها دون أن ينجح .
وصلوا بسرعة و قد فحص الطبيب والدها بينما وقفت
هى بجانب والدتها المنهارة .
الطبيب بعملية : ضغطه عالى شوية و قلبه تعبان
ف ده سبب تعبه و انهيار صحته لازم ياخد الأدوية
اللى كتبتها له بانتظام و يرتاح و بأكد على ضرورة
أنه ميزعلش أو يتوتر.
زيد بتأكيد: اللى تقوله على يا دكتور هنعمله ، شكرا
اتفضل.
بعد ذهاب الطبيب اقتربت حياة من والدها وهى تقبل
يده : بابا حبيبى ألف سلامة عليك ، أن شاء الله أنا
وميكونش أنت.
والدها بتعب: بعيد الشر عليكِ يا حبيبتى متقوليش
كدة و بعدين أنا كويس أهو قدامك شوية تعب
و هيروحوا لحالهم .
والدتها وهى تربت على كتفها: روحي شوفى جوزك
يا بنتى أنا اتصلت الصبح و أكيد فز'عتكم و هو
معانا ولسة مراحش شغله .
والدها بوهن: الحمد لله أنك اتجوزتي زيد، شاب
شهم و أنا مطمن عليكِ معاه و لو مت مش هقلق
عليكِ.
حياة ببكاء : بعيد الشر عليك يا بابا .
والدها بإبتسامة: من أمتي المو'ت كان شر يا بنتى
ده حق علينا كلنا .
دلف فى تلك الأثناء زيد و مع الدواء.
زيد بتهذيب : ألف سلامة عليك يا عمى ، تقوم
بالسلامة أن شاء الله ودى الأدوية بتاعت حضرتك.
والدة حياة : تعباك معانا يابنى.
زيد: تعبك راحة و بعدين أنا ابنكم ولا إيه!
والدتها : معاك حق يابنى.
و وهو ينظر لحياة : تعالى نقعد برة يا حياة
علشان والدك يرتاح.
نهضت معه بصمت ثم توجهوا إلى أريكة بالصالة
جلس و أجلسها بجانبه ثم ضمها إلى صدره وهو
يمسح بحنان على شعرها .
زيد : طلعي كل اللى جواكِ .
امتثلت لكلامه بصمت وهى تبكى بشدة و تتعلق
بقميصه ، بكت بمرارة على مرض والدها و على
حزنها هى وعلاقتها هى و زيد و أيضا
لن تستطيع أن تنفصل عنه فى ظل هذه الظروف.
زيد بحنان: براحة على نفسك يا حياة علشان البيبى
على الأقل مفيش حاجة مستاهلة الدموع دى كلها
باباكِ أن شاء الله هيبقي كويس.
ابتعدت فجأة وهى تمسح دموعها : أنا آسفة اخرناك على
شغلك .
زيد بإستغراب: شغل إيه يا حياة ده وقته!
حياة بإصرار: يلا يا زيد على شغلك بلاش تأخير
أكتر من كدة و لما تخلص تعالى على هنا
هستناك .
زيد : تمام مع السلامة .ثم اقترب منها وقبل جبينها
أغمضت عينيها بعد رحيله وهى تلمس مكان القبلة
بحب.
بعد أن انتهى من عمله ، ذهب بسرعة إلى بيت والد
حياة ، كان قلق عليها للغاية طوال فترة العمل
بسبب ما عانته طوال اليوم.
فتحت له حماته الباب وهى تشير له بالدخول
توقف عند سماعه صوت ضحكات حياة مع أحد.
أقترب ليجدها تجلس مع شاب و تبتسم بسعادة .
زيد بجمود: حياة .
حياة بانتباه: زيد جيت امتى؟
زيد ببرود: لسة دلوقتى بس أنتِ مخدتيش بالك.
حياة بسعادة وهى تنهض و تمسك يدها : طب تعالى أعرفك سليم إبن خالتى ، سليم
ده زيد جوزى أنتوا متعرفوش بعض لأنه سليم
كان مسافر و محضرش الفرح .
مد زيد يده ليسلم على سليم ثم شد على يده بحدة .
سليم بألم : ايه يابنى أيدي وجعتني.
زيد بإبتسامة باردة: معلش هتلاقيني شديت على
إيدك بالغلط .
سليم بإبتسامة مشرقة: على العموم تشرفت بمعرفتك
أنت أخدت الغالية بتاعتنا حافظ عليها بقا.
أبتسم زيد إبتسامة مصطنعة ولم يرد.
وجه كلامه لحياة: لازم أمشي دلوقتى علشان أسلم
على خالى و خالتى بقا لسة مروحتش ليهم
يا يويو ، يلا سلام.
زيد بهمس : يويو!
حياة بضحك : تمام مع السلامة يا سولي .
بعد ذهاب سليم التفت زيد لحياة .
زيد بغيظ: يويو و سولي والله!
حياة ببرود: ايه فى حاجة ؟ إبن خالتى.
زيد بغضب و غيرة : نعم ! حتى و لو إبن خالتك أنتِ
عارفة كويس مينفعش الهب'ل ده .
حياة باستفزاز: و ماله فيها إيه؟
زيد بغيرة: فيها أنه ده عادي إبن خالتك مش
أخوكِ و يحل ليكِ حرام ده.
حياة بإستفزاز أكبر: تصدق فكرة ممكن بعد ما نتطلق
أنا و أنت أفكر اتجوزه وهو كمان كان متقدملي
زمان وأنا رفضته.
زيد بصدمة: أنتِ بتقولي ايه؟ لا طبعا .
تابع بغضب بارد وهو يبتسم إبتسامة أخافت
حياة: تنسي الطلاق يا حبيبتى و تنسي سولي
ده كمان . قال الكلام الأخير بقر'ف.
كان على وشك الرد عليه حينما رن هاتفه .
نظر له بتوتر ف ضيقت عينيها بشك .
رد على المتصل و تحدث سريعا ثم أنهى المكالمة.
زيد : مضطر أروح مشوار مهم دلوقتى سريعا و هرجع
قريب من هنا سلام.
ثم ذهب و على الفور تبعته فقد كانت ترتدى كامل ملابسها
و حجابها أيضا.
حاولت أن لا يراها ثم شاهدته يقف و ينتظر .
توسعت عيناها بصدمة و دموع حينما رأت من كان ينتظر
لقد أتت أسماء وهى الآن تقف مع زوجها!
#يتبع.
#عذاب_حبك.
#DianaMaria.
رأيكم و توقعاتكم ؟ فاضل بارت ❤️.
تعليقات
إرسال تعليق