القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية غرام الصبا البارت 13_14_15بقلم نورهان خالد في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله


#غَرام_الصِبَا

#الفصل_الثالث_عشر 


بعد مرور شهر..

اثناء سيرهم بعدما خرجوا معاً تحدث "ادهم" موجهاً الحديث اليها : 

- هو انتِ حابه نعمل الفرح فين؟... فى قاعة ولا مكان معين انتِ عايزاه ؟! 

صمتت "مليكة" قليلاً لتفكر ثم تحدثت قائلة : 

- حابه اعمله فى جنينة 

هتف بتساؤل : 

- فى جنينة فيلا يعنى ؟!

ردت ببسمة هادئة : 

- ايوة 

اردف "ادهم" بإبتسامة : 

- يبقى هنعمله فى فيلا...اى حاجة انتِ عايزاها هعملهالك 

ابتسمت "مليكة" ولم تنبس بشئ..

بعد قليل دلفوا الي مطعم ما وجلسوا على الطاولة فأشار "ادهم" للنادل فأتى مسرعاً ، ثم ذهب بعد ان اخبره بطلبهم..

اثناء جلوسهم اخرج من جيب جاكيته علبه باللون الاحمر ثم قدمها الي "مليكة"..

نبست" مليكة" بفضول : 

- ايه دا ؟!

اجابها مبتسماً : 

- افتحي وشوفى

فتحتها "مليكة" فوجدت بها سلسال ذهبى رقيق يتدلى منه زهرة صغيرة ومزينة بفصوص فضية لامعة..

راقبها "ادهم" بشغف فتفوه قائلاً : 

- عجبك ؟!

"مليكة" وهى تضبط طرف حجابها قائلة بإستحياء :

- اه..شكراً

تمتم "ادهم" بضيق : 

- بلاش الكلمة دى تانى، انا مش جايبهالك عشان تشكُرينى 

امائت بهدوء فظلوا جالسان بعض الوقت وبعد تناول الطعام اوصل "ادهم" "مليكة" الى منزلها وغادر....

********************

فى منزل "معتز"..

دلفت "ملك" الى المكتب فرأته يتحدث فى الهاتف.. فجلست على المقعد الامامى للمكتب ريثما ينتهى..

بعد ان اغلق الاتصال نظر لها باستفهام فنبست هى قائلة ببسمة امل لعله يكف عن تجاهلها ويهتم بالحديث عن طفله : 

- كنت جاية عشان اسألك هننزل امتى نجيب هدوم البيبى؟..احنا خلاص عرفناه انه ولد 

تحدث "معتز" بعدم اهتمام : 

- مش فاضي يا "ملك"..ابقى روحى مع مامتك 

قالت برجاء : 

- بس انتَ باباه وانا هفرح لما ننزل نشتريها سوا 

لم يستطع التحكم بغضبه فأردف بحدة : 

- ما قولتلك مش فاضى يا "ملك" انتِ مبتسمعيش؟!!

نظرت له بدموع ثم تركت المكتب ذاهبة الى غرفتها ببكاء يستحوذ عليها..

شدد "معتز" على خصلات شعره وهو يزفر بعصبية ثم نهض متوجهاً اليها..

وجدها تبكى على الفراش وهى تضم ركبتيها الى صدرها فنبس بهدوء : 

- "ملك"..

لم تجب عليه، فجذب ذراعها بخفة وهو يقول : 

- بصيلى يا" ملك" 

اجابت بنبرة باكية : 

عايز ايه؟

هتف بأسف : 

- انا مكنش قصدى اتعصب عليكى..انا بس مش عارف افرح معاكى وانا شايفك بتروحي منى..

اعتدلت بجلستها قائلة ببكاء : 

- "معتز" انسي الكلام ده انا هكون كويسة وهنربى ابننا سوا 

جذبها لاحضانه حتى تهدء ، وبالفعل هدئت وذهبت فى سبات عميق من كثرة البكاء..

********************

دلفت "نورا" الى احدى المكتبات التى تبتاع منها الكتب واثناء تفحصها لكتاب تفاجأت بـ"مالك" امامها ينظر لها بإبتسامة سعيدة برؤيتها..

تنهدت "نورا" قائلة بغضب طفيف : 

- انتَ بتعمل ايه هنا ؟!!!

اردف موضحاً : 

- بشترى كتب..هكون بعمل ايه ، وانا اصلاً باجى هنا كتير عشان متقوليش انى براقبك وماشى وراكى 

اتاه ردها بسخرية : 

- والمفروض انى اصدق بقى!

تكلم بنبرة هادئة : 

- تصدقى او متصدقيش دى حاجة ترجعلك 

لم تطل "نورا" الحديث معه وذهبت لتبحث عن مبتغاها....

حاول "مالك" تجاهل وجودها ولكن استحوذت على كيانه بأكمله.. ، فبقى يخطف بضع نظرات اليها..فلاحظ انها تتفحص الكتب الخاصة بالطب، فخطرت على بالة فكرة ما...

فجذب احد الكتب وتقدم منها : 

- اتفضلى..

رمقته بإستغراب قائلة : 

- ايه دا ؟!

اجابها "مالك" ببسمة تحتل ثغره : 

- دا كتاب عن الطب ، هيفيدك بما انك عايزة تكونى دكتورة اطفال..

تناولت "نورا" منه الكتاب قائلة بإمتنان : 

- شكرا

ابتسم لها وقال : 

- العفو على ايه 

ثم ذهب ليأخذ الكتب الذي يريدها..وهى أيضاً اشترت بعض الكتب والروايات التى تحبها..

********************

كان يجلس "عز" مع زوجته يشاهدون التلفاز..فأردف "عز" قائلاً : 

- فى عريس متقدم لـ"ليان"

تطلعت له "ناهد" بسرور : 

- مين دا؟؟

هتف بهدوء : 

- دكتورها فى الجامعة ، جالى الصبح وعايز يحدد معاد عشان يجي هو واهله 

قالت بتساؤل : 

- وانتَ قولتله ايه؟

- قولتله يجى بعد بكرة..ابقى عرفى "ليان"

هزت رأسها بإبتهاج : 

- حاضر هقولها

ذهبت على الفور الى غرفة ابنتها فوجدتها تتحدث مع صديقتها على الهاتف..وبعد ان اغلقت الاتصال نبست "ناهد" قائلة بإبتسامة مرحة : 

- كبرتى يا "ليان" وفى عريس متقدملك 

"ليان" بتفاجئ : 

- عريس ؟!

اجابتها "ناهد" مبتسمة : 

- اه باباكى بيقول انه دكتورك فى الجامعة وهيجى بعد بكرة هو واهله..

اومئت "ليان" بصمت فتركتها والدتها وعادت الى ما كانت تفعله..

********************

فى مكان آخر... 

دلفت "مارلين" الى تلك البناية الشاهقة فأوقفها الحارسان اللذان يقفان امام البوابة ، فأخبرتهم انها اتت لـ"كنان" فأدخلوها بعد ان تأكدوا..


غرفة مظلمة ، الحوائط ملونة باللون الاسود القاتم كحال قلوبهم ، يتوسط الغرفة مكتب متوسط الحجم بنى اللون يجلس عليه شخص ما يقوم بعد نقوده ثم وضعها بداخل درج المكتب بعد ان سمع طرق على الباب، ودخول "مارلين"..

جلست امامه على المقعد قائلة بشر : 

- هنعمل اللى اتفقنا عليه ؟!

هتف بإشارة من يده : 

- ورينى صورتها الاول 

اخرجت صورة من حقيبتها وقدمتها اليه..فتناولها منها وقام بتفحصها فتحدثت وهى تقدم اليه ورقة اخرى : 

- ودى كل المعلومات عنها من اول ما اتولدت لحد دلوقتي 

اخذها منها قائلاً : 

- وهتدفعى كام فى الآخر

قالت ببسمة واثقة : 

- هديلك اللى انت عاوزه بس نفذ الخطة صح..اتفقنا؟

- اتفقنا 

********************

بعد مرور ثلاثة ايام ، كانت "مليكة" تسير بالشارع ذاهبة لمقابلة "ليان" لشراء بعض الاشياء سوياً..

اثناء مضيها فى طريق مختصر خالى من المارة قليلاً 

صدمتها سيارة كانت تُسرع فى سيرها فوقعت على الارض مغشى عليها غارقة فى دمائها..

فخرج "كنان" من السيارة والتفت يميناً ويساراً وعندما لم يجد احد رأى ما حدث حملها ووضعها بالسيارة وانطلق مسرعاً..............................................!!!!!

********__________********__________********


#غَرام_الصِبَا

#الفصل_الرابع_عشر


كانت تجلس "فاطمة" علي الاريكة بقلق والهاتف بيدها بعد ان اتصلت بـ"مليكة" عدة مرات ولكنها لم تجب، فقد تأخرت ساعتان على موعدها المحدد.. 

خرجت "نورا" من غرفتها بملامح واجمة لتتجه الى والدتها.. فأردفت "فاطمة" بقلق : 

- كلمتى "ليان" ؟!!

هتفت "نورا" بخيبة امل : 

- كلمتها وقالتلى ان "مليكة" مراحتلهاش اصلا واتصَلِت بيها مش بترد!

نبست بخوف وحدثها يخبرها بأن مكروه اصابها : 

- هتكون راحت فين ؟!.. انا هكلم ابوكى اخليه يتصرف 

وافقتها "نورا" الرأى... فقامت "فاطمة" بالإتصال به واخبرته بعدم عوده "مليكة" الى الآن...

تكلم "رأفت" بقلق بائن فى نبرته : 

- ومقولتليش ليه من بدرى؟

اجابت "فاطمة" بنبرة خائفة : 

- انا افتكرتها مع "ليان" لسه.. بس "نورا" كلمتها و"ليان" قالتلها انها مراحتلهاش..ومجتش لحد دلوقتي

تحدث "رأفت" بتعجل : 

- طب اقفلى دلوقتي وانا هتصرف

تمتمت بتوتر : 

- ابقى طمنى لو وصلت لحاجة 

- طيب...سلام

اغلق معها الاتصال ثم خرج من مكتبه مسرعاً فلمحه "عز" وهو يتجه الى الاسفل فلحق به...

كاد ان يصعد للسيارة ولكنه توقف على صوت "عز"

القائِل بتعجب : 

- رايح فين انتَ نسيت ان فيه اجتماع بعد شوية

تكلم "رأفت" باضطراب وهو يجلس خلف المقود : 

- مش وقته يا "عز"

جذبه "عز" من ذراعه وهو يتفحص تعابيره القلقة :  

- طب قولى في ايه ؟!

قال "رأفت" بقلق : 

- "مليكة" نزلت من البيت الساعة ١٢ الصبح ولحد دلوقتي مرجعتش..وكانت المفروض خارجة مع "ليان" بس "ليان" بتقول انها مراحتلهاش 

ظهر القلق على وجهه فهتف : 

- طيب انا هبعت ناس يدوروا عليها وهاجي معاك 

-  تمام

ثم تحرك بالسيارة سريعاً..

********************

بمكتب "ادهم".. كاد ان يلتقط هاتفه ليهاتف "مليكة" فهى لم تتصل به منذ ان اخبرته صباحاً بخروجها مع "ليان"، ولكن قاطعه صوت والده وهو يدلف للمكتب : 

-"ادهم" سيب اللى فى ايدك دلوقتي وتعالى

هتف باستغراب : 

- فى ايه ؟! 

قال "عز" بتوضيح : 

- "مليكة" مرجعتش البيت لحد دلوقتي..وبنرن عليها مش بترد 

نهض وقال بقلق : 

- ازاى مرجعتش دى الساعة بقت خامسة !!...و"ليان" كمان مرجعتش ؟!

اجابه "عز" قائلاً :

- "مليكة" مراحتش لـ"ليان" اصلا..

ثم أردف بتعجل :

- المهم انا بعت ناس يدوروا عليها..وانا رايح مع "رأفت" 

تحدث "ادهم" وهو يلتقط هاتفه ومفاتيح سيارته : 

- وانا هروح اشوفها فى مول ".........." هى قالتلى انها كانت رايحاه 

هتف "عز" وهو يخرج من المكتب : 

- تمام

ثم صعد لسيارته وكذلك "ادهم" ليتجه كلاهما فى طريق مختلف للبحث عنها...

********************

فتحت اعينها ببطء لتجد نفسها فى غرفة باللون الابيض وبها العديد من الاجهزة الطبية..

وضعت يدها على رأسها بألم ، ثم انتبهت على صوت الممرضة التى تحدث قائلة بابتسامة : 

- حمدلله على سلامتك

اردفت بخفوت : 

- انا فين؟

سردت لها الممرضة ما حدث : 

- انتِ عملتى حادثة وفى واحد جابك المستشفى..هو قال انه رايح مشوار وجاى 

خرج صوتها الذي يملأه الحيرة والخوف : 

- انا مش فاكرة اللى حصل ولا فاكرة حاجة 

تطلعت لها الممرضة قليلاً ثم قالت وهى تتجه خارجاً :

- ثوانى هنادى الدكتور 

بعد عده دقائق اتت ومعها الطبيب..، وبعدما انتهى من فحص "مليكة" اردف قائلاً : 

- للاسف هو حصلك فقدان ذاكرة مؤقت 

نبست بفزع : 

- يعنى مش هفتكر ولا هعرف مين اهلى ؟!!!

هز الطبيب رأسه بنفى : 

- لا دا فقدان ذاكرة مؤقت...وهتفتكري مع الوقت 

ثم التف موجهاً حديثه للممرضة : 

- هى كان معاها شنطة او تلفون عشان نتصل بأهلها ؟!

اجابته نافية : 

- لا معهاش بس فى واحد جابها المستشفى هنا ومشى..

نظر الطبيب لـ"مليكة" وقال : 

- متقلقيش يا انسة...ان شاء الله هنوصل لحد من اهلك 

اومأت "مليكة" بصمت واضطراب..

********************

اجتمع الجميع فى منزل "رأفت" بعد ان فشلوا فى العثور علي "مليكة"..

على الاريكة..، كانت تبكى"فاطمة" على فقدان ابنتها وتخشي ان يكون قد اصابها مكروه ، وبجانبها تجلس "ناهد" تربت عليها وتطمئنها..

هتفت "ناهد" وهى تحاول الا تبكى حتى لا تُروع "فاطمة" :

- متخافيش يا "فاطمة" ان شاء الله هنلاقيها 

تكلمت "ليان" قائلة بارتعاب : 

- انا لما لقيتها مجاتليش افتكرت انها مش هتنزل النهاردة...مجاش فى دماغى حاجة تانية والله

اردف "ادهم" بعصبية وقلق شديد : 

- هتكون راحت فين ؟! احنا دورنا فى المناطق والمستشفيات اللى حوالينا كلها 

تحدث "عز" بثبات : 

- اهدوا يا جماعة وان شاء الله هنلاقيها..انا بعت ناس تدور فى اماكن كتير وفى المستشفيات برضو

كان "رأفت" جالساً على الاريكة واضعاً رأسه بين يديه.. يقلق من فكره ان تكون تعرضت لشئ سئ ، فهى كانت امامه صباحاً... ثم فجأة تختفى هكذا ؟!!

انتبهوا على نهوض "ادهم" وتوجهه ناحية الباب قائلاً : 

- انا نازل ادور عليها ، مش هقعد ساكت كدا 

لم يعارضوه فهو مُحق فى كلامه.......

**********************

كان يقف "كنان" بمكان قريب من المشفى التى تمكُث بها "مليكة"..واضعاً الهاتف على اذنه يستمع للطرف الآخر بهدوء..

صرخت"مارلين" بانفعال : 

- ايه اللى انتَ عملته دا ؟!!! احنا متفقناش على كده !!.. قولتلك هنخطفها مش هنخليها تفقد الذاكرة 

نبس "كنان" ببرود : 

- اللى حصل بقى 

قالت "مارلين" بسخرية : 

- وتقدر تقول لى هتعمل ايه بقى ؟!

اخبرها "كنان" بعد ان فكر قليلاً : 

- مش الدكتور بيقول انها فقدت الذاكرة ومبقتش فاكرة حاجة؟!.... احنا بقى نستغل دا لصالحنا 

تحدثت بعدم فهم : 

- ازاى؟.. مش فاهمه حاجة!

قال "كنان" بغموض : 

- هبقى افهمك بعدين ، سلام دلوقتي

واغلق الاتصال دون ان يستمع لردها ، واتجه صاعداً لغرفة "مليكة"....!

********************

بالاعلى..

كانت جالسة على الفراش بخوف وقلق شديد فهى تخشي أن لا تستطيع التذكر..! وبالتالى لن تتذكر من هى ومن عائلتها!..قاطع تفكيرها دخول "كنان" للغرفة..

استطاع "كنان" رسم ملامح الخوف على وجهه بحرافية وهو يتجه اليها قائلًا : 

- حمدلله على سلامتك يا "مليكة"

تسائلت بحيرة : 

- هو انتَ تعرفنى؟..

نبس "كنان" بخداع : 

- انا "كنان" خطيبك يا "مليكة"، كنت في البيت فلقيت حد بيتصل بيا وبيقولى انك عملتى حادثة ونقلوكى على المستشفى هنا..ولما جيت عرفت من الدكتور انك فقدتى الذاكرة 

استمعت له "مليكة" الى ان انتهى ، ثم تنهدت قائلة :

- طب اهلى فين وانا عملت حادثة ازاى؟!..عشان حاسة انى تايهة ومش فاهمة حاجة

اجابها بهدوء : 

- اهلك لسه ميعرفوش انك عملتى حادثة ، انا هعرفهم واجبهملك بكرة 

اردفت بإعتراض : 

- بس انا عايزة اشوفهم دلوقتي وعــــ.....

قاطع "كنان" حديثها مردفاً : 

- الساعة دلوقتى اتنين بليل ، بكرة الصبح هيكونوا عندك..

وخرج من الغرفة تاركاً اياها متخبطة فى افكارها...

***********************

فى صباح اليوم التالى

استيقظت "مليكة" على صوت طرقات على الباب ، فاعتدلت فى جلستها وضبطت حجابها ثم قالت : 

- ادخل 

دلفت سيدة فى عقدها الخامس ممتلئة الجسد قليلاً ومعها فتاة فى نفس عُمر "مليكة" تقريباً..

اقتربت تلك السيدة من "مليكة" لتحتضنها قائلة ببكاء مصطنع : 

- الف سلامة عليكي يا حبيبتي

تسائلت "مليكة" بتعجب : 

- مين حضرتك ؟!

تكلمت "وفاء" بحزن : 

- انا مامتك يا حبيبتي..متعرفيش زعلت اد ايه لما عرفت من الدكتور اللى حصلك...منه لله اللى كان السبب

ثم اكملت قائلة وهى تشير الى تلك الفتاة التى تقف قريباً منهم : 

- ودى "روان" اختك

اقتربت منها "روان" وهى تقبلها على وجنتها قائلة بحنان اخوى مصطنع : 

- قلقنا عليكى اوى امبارح لما اختفيتى بس "كنان" طمنا الحمدلله

تطلعت لهم "مليكة" عدة دقائق دون ان تتحدث ، فهناك شيئًا ما بداخلها يخبرها بأن تلك ليست عائلتها...

بينما نظرت لها "وفاء" بتوتر من ان تكشف كذبهما ثم قامت بفتح حقيبة يدها واخراج عدة اوراق منها..

قالت "وفاء" وهى تناولها الاوراق : 

- انا عارفة انك مش فاكرة حاجة..فدى شهادة ميلادك واوراق تثبت كلامى

نبست "مليكة" بحرج وهى تدفع يدها برفق :

- لا طبعًا انا مصدقاكوا...الورق ملوش لازمة

هتفت "وفاء" بإصرار : 

- لا اتأكدى بس

استسلمت "مليكة" امام اصىرارها وتناولت الاوراق من بين يدها ثم القت عليها نظرة سريعة، وبالفعل وجدت الاوراق صحيحة وانها حقاً والدتها ...............................!!!

********__________********__________********


#غَرام_الصِبَا

#الفصل_الخامس_عشر 


بعد عدة ايام تماثلت "مليكة" للشفاء من اثر الحادثة وسمح لها الطبيب بالخروج... 

فى احد الاحياء الشعبية..

دلفت "مليكة" الى ذلك المنزل البسيط برفقة "وفاء" و"روان".. 

خرج صوت "وفاء" مصحوباً بإبتسامة : 

- نورتى بيتك يا حبيبتى 

بادلتها "مليكة" البسمة قائلة : 

- بنورك يا ماما

نقلت "وفاء" بصرها الى "روان" قائلة : 

- خديها يا "روان" وريها اوضتها فين عقبال ما احضر الاكل

هزت "روان" رأسها بالموافقة وجذبت "مليكة" برفق متوجهه بها الى احدى الغرف..

تحدثت "روان" بعد ان دلفوا للغرفة : 

- دى اوضتك يا "مليكة" وهتلاقى هدومك فى الدولاب دا، غيري لبسك عقبال ما اغير انا كمان 

اومأت "مليكة" بصمت ثم فتحت خزانة الملابس وجذبت احد البجامات وقامت بتبديل ملابسها..

********************

كادت "وفاء" ان تدلف للمطبخ لتقوم بإعداد الطعام ولكنها سمعت رنين هاتفها ، وعندما رأت من المتصل توجهت سريعاً الى غرفتها واغلقت الباب من خلفها..

اجابت على الاتصال فسمعت صوت "كنان" وهو يتسائل :

- عملتى اللى قولتلك عليه ؟!

تمتمت "وفاء" بصوت منخفض حتى لا تصل كلماتها الى مسمع "مليكة" : 

- ايوة الامور كلها ماشية تمام 

رد "كنان" قائلاً : 

- كويس 

ثم اضاف قائلاً :

- وزى ما قولتلك..بعد بكرة هتسافروا للقاهرة وعنوان البيت اللى هتقعدوا فيه انا عطيتهولك

نبست "وفاء" بتشتت : 

- ايوه العنوان معايا ، بس انا مش فاهمة ليه نسافر لمحافظة تانية..ما احنا قاعدين هنا !!

اجابها "كنان" بنفاذ صبر : 

- مينفعش "مليكة" تقعد فى نفس المحافظة اللى اهلها فيها...ممكن يلاقوها بسهولة لكن لو قعدت فى محافظة تانية كدا هتبقى بعيد عنهم 

ثم اردف بتحذير : 

- ونفذى الكلام بالحرف عشان لو عملتى غلطة واحدة انتِ عارفة اللى هيجرالك 

هتفت "وفاء" بخوف : 

- لا متقلقش 

حذرها "كنان" قائلاً بحزم : 

- وبعد كدا متسأليش فى حاجة متخصكيش..انتِ تعملى اللى اقولك عليه من سكات...وكله بتمنه 

ثم اغلق الهاتف بوجهها ، بينما هى استعادت اتزانها وذهبت لإعداد الطعام وكأن شيئاً لم يحدث......

********************

كان يقف "ادهم" بشرفة غرفته يتأمل المارة بسكون عجيب بينما تفكيره منشغل بـ"مليكة"...فقد مر اسبوعان منذ اختفائها ، ولكنه لن يفقد الامل، سيظل يبحث ويبحث لأخر يوم بعمره.

قاطع تفكيره رنين هاتفه بإسم "معتز" فأجاب عليه قائلاً بلهفة وامل : 

- عملت ايه ؟!

ردد "معتز" بأسف :

- ملقينهاش برضو يا "ادهم"

خيم الحزن على وجهه فأغلق الاتصال دون ان يتفوه بشئ ، فهو قد سأم من سماع تلك الكلمات...

"غير موجودة" كلمات كرهها وكره ذاته بسببها ، فهو قد بحث فى كل مكان تقريباً ولكن انتهى بحثه بالفشل !!

انتبه على دخول "ليان" بملامح حزينة كالمعتاد متسائلة بحزن : 

- "معتز" قالك انهم لقوها ؟!!

اشار لها "ادهم" بالنفى فزفرت "ليان" بأسي وحاولت منع عبراتها من السقوط..فـ"مليكة" كانت بالنسبة لها اكثر من اخت..

تكلمت "ليان" ببكاء لم تستطع السيطرة عليه : 

- انا السبب..لو كنت قولت من بدري انها مجاتليش عشان نخرج سوا مكنش دا كله حصل 

التفت لها "ادهم" عندما استمع لبكائها ثم ملس على شعرها بحنان : 

- انتِ ملكيش ذنب يا "ليان"..وانا واثق اننا هنلاقيها 

هزت رأسها بالإيجاب وهى تقوم بإزالة العبرات العالقة بأعينها فإستمعت لحديث "ادهم" الذي قال : 

- انا نازل ولو وصلتوا لحاجة عرفونى 

رددت "ليان" بخفوت : 

- حاضر 

خرج "ادهم" من البناية ليكمل بحثه عنها...

*********************

فى اليوم التالى بمنزل "وفاء"..

كانوا يقومون بتعبئة ملابسهم داخل الحقائب استعداداً للسفر بالغد الى محافظة القاهرة..

تسائلت "مليكة" اثناء طيها للملابس ووضعها بداخل الحقيبة : 

- هو ليه لازم نسافر بكرة ؟؟!

اجابتها "وفاء" ببسمة زائفة : 

- ما هو يا حبيبتي بيتنا اللى فى القاهرة دا بيتنا القديم ولينا ذكريات كتيرة هناك ، فانا قولت نروح نقعد هناك جايز تفتكري..

هزت "مليكة" رأسها بإقتناع..ثم اضافت بفضول ولهفة: 

- امال بابا فين ؟!

رسمت "وفاء" علامات الحزن على وجهها ببراعة قائلة :

- باباكى الله يرحمه اتوفى لما كان عندك عشر سنين 

هتفت "روان" بحزن مزيف : 

- ربنا يرحمه

شعرت "مليكة" بالحزن الشديد بسبب سماعها لذلك فرددت قائلة بصوت منخفض : 

- ربنا يرحمه...، كان نفسى يبقى موجود..

هتفت "وفاء" مُعلقة : 

- امر ربنا..

ثم اكملت قائلة لهما : 

- يلا خلصوا تطبيق الهدوم بسرعة عشان لسه فى حاجات عايزة تتعمل 

وافقوها الرأى وقاموا بجمع اشيائهم فى الحقائب..

********************

كان الحزن يخيم على جميع من بالمنزل..فـ"نورا" تجلس فى غرفتها شاردة ، حزينة ، تبكى معظم الوقت..

و"فاطمة" قلبها يتآكل على ابنتها وتقوم بالدعاء اثناء صلاتها بأن تعود اليهم سالمة...

بعد ان انهت "فاطمة" صلاتها توجهت الى غرفة "نورا" بخطوات بطيئة فوجدتها هائمة فى الفراغ فهتفت بتعب : 

- ابوكى اتصل ولا لسه ؟!

اجابت "نورا" بحزن : 

- لسه يا ماما 

ثم اضافت وهى تهِم بالنهوض : 

- هروح اعملك حاجة تاكليها ، انتِ مأكلتيش من الصبح

حركت رأسها نافية : 

- مليش نفس

واثناء عودتها للغرفة شعرت بدوار حاد ثم سقطت فاقدة للوعى..

صرخت "نورا" برعب واتجهت اليها مسرعة واردفت ببكاء وهى تهزها بلطف : 

- ماما..ماما قومى..

وعندما لم تستمع ردها امسكت هاتفها وقامت بالاتصال بوالدها واخبرته بما حدث بصوت متقطع بسبب بكائها، ففزع "رأفت" واخبرها بأنه فى طريقه اليهم..

*******************

وصل "رأفت" الى المنزل وقام بنقل "فاطمة" سريعاً الى المشفى وذهبت معه "نورا" بأعين باكية على والدتها..

بعد قليل خرج الطبيب فتوجه اليه "رأفت" و"نورا".

سأله "رأفت" بقلق : 

- خير يا دكتور..؟!

"نورا" ببكاء : 

- ماما حالتها ايه؟

تحدث الطبيب مطمئناً : 

- متقلقوش يا جماعة دا مجرد اغماء من قلة الاكل ، وانا علقتلها محلول دلوقتى ولما تفوق هتبقى كويسة ان شاء الله 

هتفت "نورا" برجاء : 

- انا عايزة ادخلها 

- هننقلها اوضة عادية وابقوا شوفوها 

قامت الممرضات بنقلها الى غرفة عادية ودلف كلا من "نورا" و"رأفت" للاطمئنان عليها....

********************

سافرت "مليكة" بصحبة "وفاء" و"روان" الى محافظة القاهرة واخذتهم "وفاء" الى عنوان المنزل الذى اخبرها به "كنان"..

دلفوا للداخل..فتطلعت" مليكة" للمكان من حولها تحاول ان تتذكر اى شئ متعلق بطفولتها فى هذا المنزل كما اخبرتها "وفاء" ولكنها لم تستطع فتوقفت عن التفكير وبدا على وجهها علامات اليأس..

بدلوا ملابسهم واخبرتها "وفاء" بمكان غرفتها ثم استمعوا  لرنين جرس المنزل ، فجذبت "مليكة" حجابها لتضعه علي رأسها ثم ذهبت لتري من الطارق فتفاجأت بـ"كنان" امامها ينظر لها ببسمة لطيفة اجاد صنعها..

اتى صوت "وفاء" من خلفها : 

- مين يا "مليكة"؟

ثم اكملت قائلة عندما رأت "كنان" : 

- ‏"كنان".. ! اتفضل 

هتف بلطف : 

- ملوش لزوم انا كنت جاى اتأكد انكم وصلتوا واشوفكوا لو عايزين حاجة

‏اردفت "وفاء" بابتسامة مصطنعة : 

‏- كتر خيرك يا ابنى..اتفضل ميصحش تقف على الباب كدا 

‏دلف "كنان" معها الى غرفة الاستقبال بينما نظرت لهم "مليكة" بإرتباك وسارت ذاهبة للغرفة التى تمكث بها "روان" للجلوس معها..

‏بعد ان تأكدوا من ذهابها ‏تحدث "كنان" بصوت منخفض :

‏- هنعمل اللى اتفقنا عليه..

‏اومئت "وفاء" رأسها قائلاً : 

‏- اطمن انا منفذه الكلام بالحرف 

‏نبس بسرور : 

‏- حلو

‏ثم واصل حديثه : 

‏- ناديلى "مليكة" من جوا 

‏- طيب 

‏وتوجهت للغرفة فوجدتها جالسة مع "روان" ‏فنبست قائلة : 

‏- "مليكة" تعالى "كنان" عايزك 

‏تطلعت لها "مليكة" وقالت بتعجب : 

‏- وهو عايزنى ليه !!

‏جذبتها "وفاء" من ذراعها برفق وهى تقول : 

‏- هو مش خطيبك ؟!..فأكيد عايز يتكلم معاكى

‏ذهبت "مليكة" معها حيث يجلس "كنان" وحدثها يخبرها بأن هناك خطأ يحدث حولها................................!!!

‏وربما ارتباكها هذا بمحله وهناك اشياء اخرها يخبئها لها القدر !!!

‏وماذا عن والدتها واسرتها التى خيم الحزن عليهم بسبب غيابها؟؟؟؟

‏ومعشوقها الذي يتلهف لسماع اي خبر عنها ولو بسيط ...!!

‏كل هذا سنعرفة فى الحلقات القادمة من رواية "غَرام الصِبَا" 

‏بقلمى/نورهان خالد

‏********__________********__________********

تكملة الروايه بعد قليل 


 

تعليقات

التنقل السريع