القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية غرام الصبا البارت 10_11_12بقلم نورهان خالد في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله


#غَرام_الصِبَا

#الفصل_العاشر


كانت تفرك يدها بخجل وارتباك من جلوسها معه بمفردها بعد ان اتى هو وعائلته لطلب يدها، ثم تركِهم جالسين سوياً.. 

بدأ "ادهم" الحديث حتى لا يشعرها بالخجل اكثر من هذا قائلاً بابتسامة هادئة تحتل ثغره : 

- عاملة ايه؟ 

- الحمد لله

صمت "ادهم" بضع دقائق ثم قال : 

- انتِ معترضة على اى حاجة من اللى اتقالت؟ 

نبست بتساؤل : 

- مُعترضة على ايه بالظبط ؟!

اتاها رده موضحاً : 

- عمى قال اننا هنعمل الخطوبة بعد اسبوعين والفرح بعد ما تخلصى دراستك..فأنا بسألك انتِ موافقة على ده ولا فى حاجة معترضة عليها ؟!

اخبرته "مليكة" بهدوء : 

- اللى بابا يشوفه هيكون كويس 

"ادهم" مبتسماً : 

- تمام....

ثم تابع حديثه : 

- وعلى فكره "احمد" مش هيقدر يهددك تانى..

سألته بلهفة : 

- هو اتحبس ؟!!

- اه اخد مؤبد 

سعدت "مليكة" بعد سماع هذا الخبر ، كأن حملاً ثقيلاً انزاح من عليها..

دلفت عائلتهم مجدداً بعد ان تركوهم معاً بعض الوقت ، وبعد قراءة الفاتحة جلسوا يتحدثون فى امور شتى، واتفقوا على ان يذهبوا غداً لشراء شبكة العروس...

********************

فى اليوم التالى..

ذهب "ادهم" و"مليكة" الى محل المشغولات الذهبية ومعهم "ناهد" و"فاطمة" و"نورا" و"ليان"..

بعد دلوفهم للداخل طلب "ادهم" من العامل ان يحضر اليه مجموعة من الحلى ، ثم قدمها الى "مليكة" لتنقى ما تريد..

اردف بحب : 

- اختارى اللى يعجبك 

هتفت "مليكة" بحرج : 

- اى حاجة مش هتفرق

خرج صوته حازماً : 

- شاوري على اللى يعجبك يا "مليكة"..وممكن طنط "فاطمة" تساعدك 

علقت "فاطمة" على حديثه قائلة ببسمة : 

- اللى هى عايزاه يا ابنى..

تفوهت "ناهد" بحنان موجهه حديثها لـ"مليكة" : 

- اختاري اللى يعجبك يا حبيبتى

تطلعت "مليكة" لما قدمه لها بحيرة، ثم اشارت على خاتم رقيق..

فتحدث "ادهم" قائلاً بعد رضا : 

- اختاري حاجة تانية

- كدا كفاية 

علم "ادهم" انها لن تختار شيئاً آخر ، فاحضر هو لها سلسلة رقيقة واسورة مرصعة ببعض الفصوص اللامعة..

وجه "ادهم" حديثه للعامل : 

- هاخد دول 

خرج صوتها بإعتراض : 

- بس دول كتير!

هتف بهيام : 

- مفيش حاجة تغلى عليكى

خجلت "مليكة" وابعدت انظارها عنه ، بينما ابتسمت "ناهد" و"فاطمة" وهما يراقبان "ادهم" و"مليكة"..

بالقرب منهم ، كانت تقف "نورا" تتحدث مع "ليان" ثم لكزتها بلطف عندما وجدتها شاردة لا تستمع لها : 

- انتِ روحتى فين يا بنتى انا بكلمك !

تطلعت لها بإنتباه : 

- سمعاكى يا "نورا" 

رفعت "نورا" حاجبها قائلة : 

- سمعانى ؟!!.. طب انا كنت بقول ايه؟

نظرت لها "ليان" بتفكير ، فتحدث "نورا" قائلة بوجوم :

- شوفتى اديكى مش فاكرة عشان مكنتيش مركزة اصلا 

تنهدت "ليان" بملل : 

- وانا اركز معاكي ليه؟.. بتقولى اسرار امن دولة !!

رمقتها "نورا" بغضب مصطنع : 

- يعنى انا غلطانة انى بتكلم معاكي بدل ما اسيبك وحيدة وبائسة كدا ؟!

كادت ان تجِب عليها ولكن قطع شجارهم صوت "ناهد" وهى تتجه نحو الخارج برفقة الجميع بعد ان انتهوا من الشراء : 

- يلا يا بنات 

لحقوا بهم ثم صعدوا للسيارة فى طريقهم نحو المنزل..

********************

فى المساء "فى منزل "معتز" تحديدا"

كان يجلس على الاريكة برفقة "ملك" يشاهدون التلفاز ويوجد على الطاولة المجاورة لهم العديد من الحلوى والمقرمشات والعصائر..

ناولته "ملك" طبق الفشار بعد ان تناولت القليل منه..

فأخذه "معتز" قائلاً بمرح : 

- انا بقيت حاسس انى متجوز طفلة..

تطلعت اليه "ملك" بغضب مصطنع قائلة : 

- محدش قال لك كُل معايا!

حك "معتز" اسفل رأسه قائلاً بمزاح : 

- ايه الكسفة دى 

جذبت "ملك" طبق المكسرات مبتسمة بمرح : 

- انتَ اللى بتجيب لنفسك الكلام 

- ما علينا..خلينا نتفرج احسن

اثناء مشاهدتهم للتلفاز ، شعرت "ملك" ببعض الالم فى معدتها فتوجهت سريعاً الى المرحاض ولحق بها "معتز" بقلق..

خرجت بعد ان افرغت ما فى معدتها فأتاها صوت "معتز" المتسائِل بقلق : 

- مالك ؟!

اجابته بتعب : 

- دى حاجة طبيعية بسبب الحمل

هز رأسه نافياً : 

- لا انتِ بقالك فترة مش على طبيعتك..حاسس انك بتحاولى تخبي عليا حاجة 

اخبرته بتوتر : 

- هخبى ايه يعنى؟

"معتز" بثبات: 

- انتِ ادرى..

حاولت "ملك" ان تغير الموضوع..فتحدثت قائلة : 

- انا كويسة يا "معتز"...تعالى نكمل بقيت الفيلم 

هتف وهو يتجه ناحية الغرفة :

- لا انا هنام عشان عندى شغل بدري 

بعد ان تركها "معتز" جلست على اقرب اريكة بحزن يحتل ملامحها...

********************

فى الصباح التالى.. 

ذهبت "ليان" الى المطعم لمقابلة ذلك الشخص الذي يبتذها..كان يوجد القليل فقط من الناس فى المكان، فذهبت لتجلس على طاولة بانتظاره كما اخبرها..

بعد دقائق وجدت أحداً ما يقترب منها فتذكرته على الفور انه ذلك الشخص الذي اصطدم بها عندما كانت فى المول بصحبة "مليكة" و"نورا" وبعدها لم تجد حقيبتها فعلمت انه من سرقها...

نظرت اليه "ليان" بصدمة قائلة : 

- انتَ ؟!!!

هتف "مصطفى" بخبث : 

- كويس انك افتكرتينى..

اردفت "ليان" بانفعال : 

- انتَ بتعمل كدا ليه وعايز ايه اصلا ؟!!

"مصطفى" بتحذير : 

- صوتك يوطى..لو انتِ عايزة فضيحة فى المكان معنديش مانع 

كبتت "ليان" عصبيتها بصعوبة والتزمت الصمت فهتف "مصطفى" بثقة : 

- بصى بقى يا حلوة..، عشان نبقى واضحين.. عايزانى امسح الصور تدفعى مليون جنية

احتلت الصدمة معالِم وجهها فتفوهت قائلة بحدة : 

- وانا اجيب المبلغ ده كله منين ؟!!

نبس ببرود : 

- تتصرفى..انا قولت اللى عندى، ولو مجبتيش الفلوس الاسبوع الجاي يوم الحد..هتلاقى صورك منورة النت..

ثم قدم اليها ورقة مدون بها عنوان ما وقال : 

- لما تجهزى الفلوس هتجيلى على العنوان ده ، واخرك يوم الحد زي ما قولت 

ثم تركها وذهب وبقيت هى محلها تفكر فى حل ما يخرجها من هذا المأزق..

********************

مر الاسبوع سريعاً دون احداث تذكر.

فى احد الشوارع البسيطة..

كان يجلس "مصطفى" داخل محلهُ ينتظر على احر من الجمر قدوم "ليان" ومعها المال..

مرت الدقائق عليه كالدهر وهو يجلس بنفاذ صبر..فظل يحادث نفسه بأنها ستأتى بالتأكيد فهى لن تحبذ ان ينشر صورها على الانترنت..

ظل مستغرقاً فى تفكيره الى ان استمع لصوت اقدام تدلف للداخل فنظر ناحية الباب بلهفة ظناً منه انها "ليان"، ولكن تحولت ملامحه للإستغراب عندما وجده شخصاً لا يعرفه ويبدو عليه الثراء فسأل بتعجب : 

- انتَ مين؟!!

ناوله" ادهم" لكمه قوية وهو يقول بغضب شديد : 

- انا عملك الاسود يا "................"...................!!!!!

********__________********__________********



#غَرام_الصِبَا

#الفصل_الحادى_عشر


ترنح للخَلف اثر لكمته القوية واضعاً يده على وجهه بألم قائلاً : 

- فى ايه يا اخ؟ داخل متعصب ليه ؟!!

تجاهل "ادهم" كلامه وامسك به من تلابيب ملابسه وناوله لكمات اخرى وهو يقول : 

- اعتبر اللى هيحصلك دا عبرة عشان تبقى تهدد اختى تانى..

تحولت ملامح وجه "مصطفى" للرعب فور ان عرف هويته ، وكاد ان يتحدث ولكن سبقه "ادهم" عندما دفعه على الارض ناحية رجاله قائلاً لهم بعصبية : 

- الحيوان ده خدوه على المخزن وروقوا عليه لحد ما اجيله..

وبالفعل جذبوه ناحية العربة وهو يحاول ان يفلت منهم ولكن لا فائدة...عندها ادرك انه وقع فى شر اعماله ...!!

********************

فى احدى العيادات الطبية..

دلف "معتز" الى غرفة الطبيبة التى تتابع حمل "ملك"..فدعته للجلوس علي المقعد وقالت ببسمة : 

-"ملك" اخبارها ايه يا استاذ "معتز"؟

هتف بجدية : 

- المفروض انا اللى اسأل حضرتك السؤال ده..

نبست الطبيبة بتعجب : 

- مش فاهمة !!

اردف" معتز" بهدوء : 

- انا حاسس ان "ملك" مخبية عليا حاجة ، وخصوصاً انها فى الفترة الاخيرة اصرت انها تيجي مع والدتها مش معايا تتابع الحمل هنا بحجة عشان متعطلش فى الشغل وكمان انا ملاحظ ان تعبها زاد من فترة..فأنا عايزك تقوليلى كل حاجة ..

تحدثت الطبيبة بأسي : 

- بصراحة يا استاذ هو الحمل ممكن ميكملش ولو كمل ممكن يأثر عليها ، بس مع اصرار "ملك" على الخلفة فأنا بتابع معاها الحمل كويس بحيث ان ميكنش فى خطر عليها...

تمتم "معتز" بملامح فشلت الطبيبة بفهمها : 

- تمام..عن اذنك 

وتركها "معتز" وغادر...

********************

كانت جالسة فى غرفتها تذاكر دروسها، ثم سمعت صوت رنين جرس المنزل..

صاحت "فاطمة" من المطبخ : 

- شوفى مين يا "مليكة" عشان بقلِب الاكل اللى على النار

توجهت "مليكة" ناحية الباب وعندما فتحته وجدت صندوق كبير الحجم باللون الاحمر ومغلق بشريط ابيض..فجذبته للداخل ثم اغلقت الباب..

اتت والدتها قائلة بتعجب : 

- مين اللى كان بيرن؟

هزت كتفيها كحركة تدل على عدم معرفتها : 

- معرفش ، انا لقيت الصندوق ده قدام الباب !!

اخبرتها بإشارة من يدها :

- طب افتحيه شوفى فيه ايه !

فتحته "مليكة" فتفاجأت بثوب رائع باللون الذهبى ومزين بفصوص لامعة ويهبط باتساع من الاسفل ومعه حجاب من نفس اللون وحذاء أيضاً وجميع الاكسسوارات التى سوف تحتاجها فى حفل الخطوبة..

وجدت بطاقة داخل الصندوق فأخذتها وقرأت ما بها:

« اول ما شوفته حسيت انه هيبقى حلو عليكي، يارب يعجبك..

ادهم»

هتفت "فاطمة" بفضول : 

- مين اللى بعته ؟!

انتبهت "مليكة" الى والدتها فتحدثت قائلة : 

- دا "ادهم"..

استطردت "فاطمة" مبتسمة : 

- بس ذوقه حلو 

قطع حديثهم خروج "نورا" من غرفتها قائلة بصوت مرتفع :

- الاكل فين يا مــــامــــا ؟!!!

اجابت باستغراب : 

- الاكل على النار يا بنتي ، ومالك اتسرعتى فجأة كدا ليه ؟!

كادت ان تجيبها ولكنها تطلعت الى "مليكة" وهي تعيد الفستان داخل الصندوق فأردفت بفضول : 

- مين اللى جايب الفستان ده ؟!

هتفت موضحة : 

- دا "ادهم" جايبه لاختك عشان الخطوبة 

اخبرتها وهى تتطلع اليه بإنبهار : 

- بس تحفة الفستان..مبروك يا "لوكة"

"مليكة" ببسمة : 

- الله يبارك فيكي يا روحى

تفحصت "نورا" الصندوق باعجاب وفرحة لشقيقتها فوجدت بطاقة بداخلها ، وعندما قرأتها نظرت لـ"مليكة" بخبث قائلة بغمزة من عيناها : 

- ايوه بقى

خجلت "مليكة" فسحبت البطاقة من بين يديها ثم اخذت الصندوق وتوجهت الى غرفتها... ‏********************

فى احد المخازن..

كان "مصطفى" مقيد على مقعد بداخل غُرفة واسعة حوائطها سوداء اللون ، وكان وجهه ملئ بالكدمات والجروح..

دلف "ادهم" لداخل الغرفة ووقف يتأمله لعدة دقائق..ثم تحدث موجهاً حديثه لرجاله الذين يحيطون الغرفة يثنى على ما فعلوه بـ"مصطفى" من ضرب مبرح : 

- برافو عليكم...

ثم نظر لـ"مصطفي" قائلا له بِشر : 

- اعتبر دى قرصة ودن ليك لو قربت لأى حد من عيلة الكيلانى..

ثم انتهى حديثه بلكمة قوية طرحته أرضاً..، فهتف "مصطفى" بألم وبكاء : 

- والله حرمت..فكنى بس وانا مش هقرب نحيتها ولا هتشوف وشى تانى

نبس ببسمة تعج بالشرار : 

- هو انتَ لسه شوفت حاجة

ثم تحدث بنبرة قوية وهو يجذبه من لياقه قميصه : الصور فين ؟؟!

"مصطفى" باختناق : 

- طب سيبنى وانا هقول كل حاجة 

ترك "ادهم" لياقه قميصه فتحدث "مصطفى" سريعاً حتى لا يثير غضبه : 

- الصور على الموبايل وعلى اللاب توب 

هدر بغضب : 

- وهما فين ؟!!!

اجابه "مصطفى" بخوف : 

- الموبايل معايا لكن اللاب توب فى المحل 

فتش "ادهم" جيوب "مصطفى" واخرج هاتفه ثم تفحصه فوجد صور لشقيقته وأيضاً صور مركبة علي صور اخرى فقام بعمل سوفت وير للهاتف وبعد ان انتهى قام بكسر الهاتف الى نصفين وكأنه صنع من ورق ثم القاه أرضاً باهمال..

ركله "ادهم" فتأوه "مصطفى" بوجع فقال "ادهم" بحدة : 

- الصور موجوده فى مكان تانى غير هنا وعلى اللاب؟؟

هز رأسه سريعاً : 

- لا والله هما هنا بس 

هتف "ادهم" موجهاً حديثه لرجاله : 

- روحوا فتشوا المحل وهاتوا اى موبايل او لاب تلاقوه 

تحركوا ناحية الباب وخرجوا ليفعلوا ما امرهم به..

بعد مرور بعض الوقت.. 

اتوا ومعهم اللاب الخاص بـ"مصطفى" فأخذه "ادهم" منهم وقام بعمل سوفت وير له وقام بتكسيره مثل ما فعل مع الهاتف.. 

سأل "مصطفى" بلهفة : 

- هتفكنى دلوقتى؟؟

خرج صوته ساخراً : 

- هو انت فاكر ان عشان الصور اتمسحت هسيبك تمشي ؟!!.. انتَ لسه هتفضل قاعد هنا كام يوم، وكمان انا ايه اللى يأكدلى انك مش بتكدب والصور لسه معاك فى حته تانية !

- والله الصور مكنتش غير على الموبايل واللاب بس 

تجاهله "ادهم" ونقل بصره لرجاله قائلاً : 

- يفضل مكانه هنا كام يوم ويتعمل معاه زى ما اتعمل النهاردة

ثم تركهم وغادر ذاهباً لمنزله...

********************

فى منزل "عز الدين الكيلانى"..

كانت تجلس"ليان" على فراشها بتوتر يكتسح معالمها ، تنتظر قدوم "ادهم" ليخبرها ماذا فعل..فهى قد اخبرته بكل شئ وبتهديد "مصطفى" لها، وهو وعدها بأنه سيتصرف ولا داعى لقلقها هذا..

اثناء تفكيرها سمعت صوت فتح باب المنزل..فعلمت انه هو ، فخرجت من غرفتها لتسأله عما فعل..

ولج "ادهم" لغرفته ولحقت به "ليان" قائلة بتوتر : 

- عملت ايه ؟!

لاحظ "ادهم" قلقها، فاقترب منها وهو يربت على كتفها بحنان : 

- متخافيش يا "ليان" انا اتصرفت والصور اتمسحت ، ومش هيقرب نحيتك تانى..

تحولت ملامحها الى السرور : 

‏- بجد ؟!!

ابتسم "ادهم" مردفاً بمرح : 

- ايوة بجد..انتِ بتشككى فى قدرات اخوكى ولا ايه ؟!

هتفت "ليان" وهى تحتضنه قائلة بمزاح : 

- لا طبعا مقدرش اشكك... وعشان الاخبار الحلوة دى هعملك الكاب كيك اللى بتحبه 

تمتم بضحك : 

- ياريت بس ميبوظش زى كل مرة 

ردت "ليان" بحدة زائفة : 

- بقى كدااا ؟؟.... خلاص مش عاملالك حاجة..

وتوجهت ناحية باب الغرفة.. ثم توقفت فجأة قائلة بمرح :

- ولا اقولك..انا هعمل ليا ولبابا وماما وكلنا وانتَ لا 

‏ثم تركته وذهبت لغرفتها تاركة "ادهم" يبتسم على شقيقته المجنونة......................................! ‏********__________********__________********


#غَرام_الصِبَا

#الفصل_الثاني_عشر 


مر الاسبوع سريعاً واتى الموعد المحدد ، موعد خطوبة "مليكة" و"ادهم"...

كانت تجلس فى غرفتها امام المرآة بثوبها الذهبى اللامع  وامامها مصففة الشعر تضع اللمسات الاخيرة من مستحضرات التجميل عليها..

فوالدها قد احضر لها المصففة الى المنزل بدلاً من ان تذهب هى الى مركز التجميل..

على بعداً منها..كانت تقف "نورا" وهى مرتدية فستان باللون (الكشميرى) من قماش الشيفون وحجاب من نفس اللون تقوم بالنظر الى شقيقتها بحب وفرحة لكونها ستصبح عروس..فـ"مليكة" كانت مثال للأخت المثالية الحنونة..

وبجانبها كانت تقف "ليان" بثوبها (النبيذي) وحجابها الابيض، كانت تبتسم بسعادة لـ"مليكة" و"ادهم"..

انتبهوا جميعاً على دلوف "فاطمة" الغرفة وهى تبتسم لإبنتها.. فى حِين كانت تقوم المصففة بإعادة اشيائها الى حقيبتها بعدما انتهت من تزيين "مليكة"..

تسائلت "فاطمة" قائلة : 

- خلصتى يا حبيبتي؟

- ‏نبست "مليكة" مُبتسمة : 

- ‏- اه يا ماما 

تحدثت المصففة بابتسامة : 

- بقت عروسة زى القمر

بادلتها "فاطمة" الابتسامة وقالت : 

- تسلمى يا حبيبتي

قامت "نورا" باحتضان "مليكة" واردفت بسعادة: 

- الف مبروك يا "ملوكة"

- الله يبارك فيكي يا نورى 

تكلمت "ليان" بمرح : 

- شكل ماما كانت داعية لـ"ادهم" عشان كدا هيتجوز واحدة تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك 

رُسمت ابتسامة على وجه "مليكة" ، ثم استمعوا لصوت سيارات فى الاسفل فنظرت "نورا" من النافذة وهتفت بحماس : 

- وصلوا خلاص

********************

بالاسفل..

وقفت سيارة "ادهم" امام البناية ، فترجل منها ووجه انظاره ناحية باب البناية بانبهار عندما لمح نزول "مليكة" بصحبة والدتها و"نورا" و"ليان" ثم ابعد بصره سريعاً لكونه لم يصبح زوجها بعد ..

صعدوا للسيارة متجهين للقاعة .....

********************

كانت تقوم "ملك" بلف حجابها الابيض بعدما ارتدت ثوب اسود لامع ضيق من الاعلى ويهبط باتساع من الاسفل..

دلف "معتز" الغرفة وهو مرتدى بذلة رمادية اللون وقال بملامح جامدة : 

- خلصتى عشان منتأخرش ؟!

نبست بهدوء : 

- اه 

لم يرد وخرج من الغرفة فلحقت به "ملك" بحزن بسبب معاملته الجافة معها بعد شجارهم الاخير..عندما اخبرها بكلام الطبيبة وخطورة الحمل عليها بينما اصرت هى على قرارها بالاحتفاظ بالطفل دون الاهتمام بعواقب ذلك ، ثم انتهى الحال بتجاهله لها وعدم محادثتها الا للضرورة..

صعدوا للسيارة دون ان ينبس احدهم بكلمة ثم قاد "معتز" سيارته الى القاعة..

********************

فى قاعة الاحتفالات.. 

جلست "مليكة" بجانب "ادهم" فى المكان المخصص لجلوس العروس، ثم اقتربت منهم "ناهد" و"عز" بصحبتها..

اردفت "ناهد" ببهجة وهى تحتضن "مليكة" فهى تعاملها كأبنتها الثانية : 

- الف مبروك يا حبيبتى

ابتسمت لها قائلة : 

- الله يبارك فيكى يا طنط

ثم اقترب "ناهد" من "ادهم" وهى تضمه قائلة :

- الف مبروك يا "ادهم"

تحدث مبتسماً :

- الله يبارك فيكي يا ماما 

وكذلك قام "عز" بتهنئتهما بسعادة، ثم انصرفوا ليقوموا بالترحيب بالمدعوين.. 

نظر "ادهم" لـ"مليكة" بعِشق قائلاً :  

- هو انا ينفع اعاكس 

ارتبكت "مليكة" واحمرت وجنتيها بخجل ، فضحك "ادهم" قائلاً بخبث : 

- وعشان عارف انه مينفعش هكلم عمى "رأفت" اننا نكتب كتابنا النهاردة عشان نخرج ونتكلم براحتنا..

لم تتحدث "مليكة" بل نظرت بعيداً لتخفى خجلها ، وعندما لم يجد اى اعتراض منها ذهب الى عمه وطلب منه ان يتم عقد قرآنهم اليوم..وامام اصرار "ادهم" وافق "رأفت" واحضروا المأذون ، ثم تعالت النغمات بالقاعة بعدما عقد قرآن "ادهم" و"مليكة"...

جذبها "ادهم" لتتمايل معه على انغام الموسيقى الهادئة..

كانت تتحاشي النظر له بينما هو كان يتعمق بالنظر لعيناها بعشق جارف..

ابتسم لها قائلاً : 

- مبروك يا "مليكة"

اجابت بإستحياء : 

- الله يبارك فيك 

ثم وجهت انظارها للاسفل حتى تهرب من نظرات عيناه..

اردف "ادهم" بمكر : 

- هى عجباكى اوى كدا؟

نبست بتعجب : 

- هى ايه ؟!

- الارض..اصلك بصالها كتير!

نظرت له مليكة بغضب زائف ، فتعالت ضحكات "ادهم" عليها ، بينما شردت هى بتأمل ضحكاته..

********************

على احدى الطاولات... 

كانت "ملك" جالسة بجانب "نورا" و"ليان"..فهى تعرف "ليان" منذ زمن عندما كان يصطحبها "معتز" معه عند زيارته لهم فى منزلهم ، فـ"ناهد" و"عز" يعاملون "معتز" كإبنهم الثانى...بينما تعرفت على "نورا" للتو....

بعد ان استأذنت "نورا" للذهاب الى احد صديقاتها، لاحظت "ليان" الحزن البادى على وجه "ملك" فتحدث موجهه حديثها اليها : 

- مالك ؟!

انتبهت "ملك" على سؤالها ، فحاولت ان تبدو طبيعية وقالت ببسمة مصطنعة : 

- مفيش..انا سرحت شوية

هتفت "ليان" بإستنكار : 

- عليا برضو !!

ثم تابعت بشك : 

- انتِ اتخانقتى مع "معتز" تانى مش كده ؟!

اخبرتها "ملك"  والامتعاض يظهر على وجهها : 

- هو اللى بيعمل مشكلة من غير حاجة!

قالت "ليان" بنفاذ صبر : 

- يعنى هو غلطان انه بيحبك وخايف عليكي ؟!!

تكلمت بعِناد : 

- وانا كويسة...واللى ربنا كاتبهولى هشوفه

"ليان" بهدوء : 

- بس ربنا عطانا عقل نميز بيه الصح من الغلط..وانتِ بتعملى حاجة هتضرك 

اختنقت نبرة "ملك" قائلة : 

- خلاص يا "ليان" بلاش كلام فى الموضوع ده

اردفت بإستسلام :

- براحتك..

ثم قالت بمرح لتخرجها من دوامة حزنها :

- وبعدين فرفشي كدا وخدى كُلى كيك يلا 

تناولت "ملك" الطبق منها قائلة ببسمة وهى تجفف دموعها :  

- حاضر يا لينو 

ثم حضرت "نورا" اليهم وجلسوا يتبادلون الحديث المرح..

********************

فى صباح اليوم التالى..

فى غرفة "مليكة" ، حينما كانت تذاكر دروسها بسبب اقتراب موعد الامتحانات سمعت رنين هاتفها..فتطلعت الى شاشته فوجدت "ادهم" من يتصل فاجابت عليه فأتاها رده مبتسماً : 

- عاملة ايه؟

ابتسمت هى الاخرى وقالت : 

- الحمد لله

نبس "ادهم" بتساؤل : 

- تيجى نخرج النهاردة ؟!

رددت بأسف : 

- مش هينفع اخرج الايام دى

سألها بتعجب : 

- ليه !!

زفرت بحنق : 

- امتحاناتى بعد اسبوعين ولازم اذاكر 

خرج صوته بمزاح : 

- تعالى نخرج وسيبك من المذاكرة والامتحانات دلوقتي

اردفت "مليكة" بمكر : 

- ولما مذاكرش اسقط! وبعديها اعيد السنة! وانتَ تضطر تستنانى سنة عقبال ما اتخرج!!...

ذم شفتيه بضيق مصطنع : 

- خلاص انا غلطان...اهو استحمل الاسبوعين دول وامري لله 

بعد ان تحدثوا قليلاً اغلقت "مليكة" معه الهاتف، وعادت الى دراستها مجدداً..

********************

بمكتب "ادهم"..، بعدما انهى الاتصال مع" مليكة" عاد ليستكمل اعماله...

بعد مرور بعض الوقت.....

دلفت فتاة ترتدى ملابس ملتصقة بها وتضع الكثير من مساحيق التجميل الى داخل المكتب دون استئذان ولحقت بها السكرتيرة بملامح غاضبة..بينما تحولت ملامح "ادهم" للحنق عندما رآها..! فقد تذكرها على الفور انها تلك الفتاة التى كانت تعمل سكرتيرة لديه، ولكنه قام بطردها عندما اتفقت مع الشركة المنافسة له ضده وسرقتها لأوراق مهمة من الشركة وارسالها اليهم ، واثناء عملها لديه تعلقت به تعلق مريض وجُنت عندما عرفت زواجه باخرى....!!

هتفت السكرتيرة بغضب : 

- لو سمحتي مينفعش اللى بتعمليه دا !!

هتفت "مارلين" بتكبر : 

- انا ادخل فى المكان اللى يعجبنى

وجه "ادهم" حديثه للسكرتيرة بثبات : 

- خلاص روحى انتِ شوفى شغلك

بعد خروج السكرتيرة التف "ادهم" الى "مارلين" قائلاً بغضب : 

- هو انتِ ليكى عين تيجى هنا تانى بعد اللى عملتيه ؟!

تكلمت "مارلين" وهى تعيد وضع خصلات شعرها الاسود خلف اذنها قائلة : 

- عملت ايه ؟!!

رد ببرود : 

- انتِ عارفة انتِ عملتى ايه..والخاين ملوش مكان عندى

تمتمت "مارلين" بحزن زائف : 

- انتَ ظالمنى على فكرة..وانتَ اكتر حد عارف انى كنت شاطرة فى شغلى واللى حصل دا سوء فهم 

اتكأ "ادهم" على المقعد قائلاً : 

- وهو انك تسرقى ورق مهم وتوديه لناس تانية اعداء لينا ودا فيه ضرر كبير للشركة دا بالنسبالك سوء فهم ؟!

- خلاص سيبك من موضوع الشركة دا انتهينا منه 

ثم واصلت بحدة : 

- لكن انك تبقى مرتبط بيا ومواعدنى وتروح تخطب غيري..لا وتكتب الكتاب كمان...دا تسميه ايه ؟!!

امتلأ وجه "ادهم" بالذهول لما تتفوه به : 

- انتِ مجنونة ؟!!!.. هو انا وعدتك بحاجة اصلاً !! ولا خيالك المريض بيصورلك حاجات محصلتش !

كادت ان تتحدث بغضب ولكن قاطعها "ادهم" عندما قال وهو يشير ناحية الباب : 

- ويلا اتفضلى من غير مطرود وياريت متعتبيش باب الشركة تانى

هتفت "مارلين" بغضب وجنون : 

- ماشي يا "ادهم"..بس انا مش هسكت وهتشوف هعمل ايه....

وخرجت من المكتب بل من الشركة بأكملها..بينما عاد "ادهم" الى ما كان يفعله متجاهلاً حديثها وكأن لم يحدث شئ......................!!

ومن هنا نبدأ احداث جديدة مع ابطالنا بمزيد من الحب..

ولكن هل سيستمر هذا طويلاً ام ان للقدر اراء اخرى !!

تابعوا الاحداث برواية "غَرام الصِبَا"  

بقلم نورهان خالد

********__________********__________********

تكملة الروايه من هنا هنا  



 

تعليقات

التنقل السريع