الجزء الثانى من الفصل الثامن و الثلاثون
مر يومان لم يفق محمد بعد من تلك الغيبوبة التى وضعه بها الاطباء حتى لا يشعر بالالم الشديد الذى يمر به جسده .... لكن الطبيب قد طمئنهم انه بخير و ما يمر به طبيعى جدا
حين فاقت زينة اول شئ قالته محمد .. و لم يصدق زين و فرح نفسهم حين سمعوا صوتها الذى حرموا منه منذ سنوات فلقد فقدت صوتها بسبب حادث بشع و عاد صوتها بسبب حادث بشع ايضا
لم تهدء حتى ساعدها والدها و اخذها لترى محمد ... وقفت امام النافذة الزجاجية تنظر اليه وهو موصول بالاجهزة و الضمادات تحاوطه من كل مكان لتنحدر دموعها متلاحقة خلف بعضها البعض ثم نظرت الى والدها و قالت برجاء ما جعل الدموع تتجمع فى عيون زين و هو يستمع الى صوت ابنته و لاول مرة بكلمات الرجاء و التوسل
- ارجوك يا بابا عايزة ادخله ... لو سمحت يا بابا علشان خاطرى
ليضمها زين بحنان ابوى و هو يقول
- حاضر يا قلب بابا .. حاضر
ثم ربت على كتفيها و تحرك ليذهب الى الطبيب ... اقترب محمود منها و هو يقول بحنان و ابتسامة حزينة
- متخافيش يا زينة محمد قوى و هيقوم منها ... و بعدين هو لما يعرف انك اتكلمتى بسبب الحادثة هيندم انه معملش حادثة من زمان
ضحكت رغم دموعها و نظرت اليه بتوسل و قالت
- بجد يا ابيه .. محمد هيقوم و يكون كويس
ابتسم بحنان لكلمه ابيه ثم قال
- اكيد هيقوم انا واثق فى ربنا جدا
حينها حضر زين بصحبة الممرضة و قال بابتسامة
- روحى معاها يا زينة
لتهز راسها بنعم و تحركت مع الممرضة و البستها الثياب المناسبة و دخلت اليه ..... ظلت واقفة عند الباب لنصف دقيقة تنظر اليه و دموعها لا تتوقف عن الهطول لا تتخيل ما حدث و ذكريات تلك الحادثة البشعة تتكرر امام عيونها
اقتربت منه و ظلت واقفة تنظر الى جسده بالكامل تلك الجبيرة التى تلف ساقه الأيمن و تلك الضمادة حول فخذه الأيسر و تلك الجبيرة حول يده اليمنى و جروح وجهه و عنقه لتجلس على ركبتيها ارضا تمسك اطراف يديه و قبلتها برفق خشيه من إيلامه
كل ذلك تحت نظرات زين و محمود المشفقة .... همست بهدوء
- محمد ....... محمد انت سامعنى
صمتت لثوانى ثم قالت
- قوم يا محمد علشان تسمع صوتى .... قوم علشان آنادى عليك بإسمك و ترد عليا ... قوم علشان اتكلم معاك و نتناقش فى كل حاجه ... قوم علشان عندى كلام كتير أوووى عايزه اقوله ليك كلام محبوس جوايا من سنين
صمتت لثوانى و هى تمد يديها تمسح بها فوق جبيره ذراعه و اكملت قائلة
- رغم حزنى و المى و وجع قلبى على اللى انت فيه بس انا فرحانه اووى انى اتكلمت ان صوتى رجعلى ... علشان متكنش خطيبة كابتن محمد عادل معيوبة .... و مش لايقة عليه
صمتت لثانية واحدة و اقتربت أكثر لتهمس بالقرب من اذنه
- قوم يا محمد قوم ... قوم علشان امشى جمبك و احط ايدى فى ايدك قدام كل الناس .. و تعرفنى على كل اصحابك بفخر و سعادة
صمتت لثوانى و كادت ان تنحنى مره اخرى لتقبل اطراف اصابعه ... ليأتيها صوته الواهن و هو يقول
- انا ديما فخور بيكي ... بس من دلوقتى ممنوع تتكلمى قدام اى حد ... علشان مدخلش السجن
لتنظر اليه بصدمة و عدم تصديق و وقفت سريعا تنظر الى عينيه الذى يحاول فتحها بصعوبة و قالت بسعادة
- محمد انت صحيت ... صحيت يا حبيبى ... حمدلله على سلامتك يا محمد
- احلى محمد سمعتها فى حياتى ياريتى عملت الحادثة دى من زمان انا لما هخرج من هنا هبوس اللى عمل الحادثة
قالها محمد بأبتسامة صغيرة مرهقة لتقول هى سريعا
- هخرج اطمن ابيه محمود ده بقالوا يومين قاعد قدام اوضتك لا اكل و لا شرب و لا نام
و خرجت سريعا ليرفع عيونه نحو النافذة الزجاجيه ليلمح وجه أخيه المرهق و القلق ليشعر بسعادة ان له أخ كمحمود يستطيع ديما الإعتماد عليه ... اخبرتهم زينة انه قد فاق و نادى زين للطبيب الذى دخل فورا له و بعد قليل خرج و طمئنهم انه قد اصبح بخير و سوف يتم نقله الى غرفة عادية ليتنفس الجميع الصعداء
*********************
كانت مريم خلال هذين اليومين جسد بلا روح جالسه مكانها صامته لا تستجيب لكلمات اى شخص معها حتى محمود لم تشعر بغياب عمر وكأنها فى عالم آخر تتذكر فقط الحادث و كيف كان حال أخيها و الدماء تغرق جسده و وجهه
اقتربت زينة منها و جلست بجانبها و قالت بسعادة
- محمد فاق يا مريم .... محمد رجع لينا بالسلامة
نظرت مريم اليها و الدموع بين عينيها و قالت
- الحمد لله ... هروح انا بقى
و وقفت لكى تغادر فامسكت زينة بيديها و هى تقول
- انت رايحة فين مش هتروحى تشوفيه و تطمنى عليه
نظرت مريم اليها بحزن و ابعدت يدها الممسكة بذراعها و قالت
- انتوا جمبه .... كفاية
و غادرت من فورها و الدموع تغرق و جهها لتشعر زينة بالصدمة و الخوف و عدم الفهم و لكنها قررت الذهاب الى محمود و اخباره بما حدث
*********************
وصلت مريم الى البيت فى نفس الوقت التى كان تغادر خديجة منه وقفت امامها و قالت بسعادة
- محمد عامل ايه دلوقتى طمنينى عليه انا نفسى أطير و أروح له
كانت مريم تنظر إليها بلا تعابير و كأنها جسد بلا روح و قالت
- معرفش انتِ رايحة اهو و هتعرفي بنفسك
و تركتها و غادرت لتقطب خديجة حاجبيها بإندهاش و حيرة ثم غادرت لتصعد الى السيارة التى ارسلها معها سفيان
دلفت مريم الى غرفتها و اغلقت الباب جيدا و القت بنفسها على سريرها تبكى بصوت عالى تخرج كل ما بداخلها من خوف و قهر ... خوف كان يخنقها و يكاد يقتلها ... وحدة مؤلمة وهى تتذكر غياب عمر عنها فى ذلك الوقت و خاصة ان الفاعل و المتسبب فى الحادث هو نزار ... احساس كبتته داخل صدرها و لم تستطع اخراجه .... ظلت على حالها حتى تعبت و ثقلت جفونها و غفت و دموعها تغرق وجهها
*************************
مر اسبوع كان محمد يستعيد صحته شئ فى شئ .. و لكن مريم لم تذهب اليه و لو مرة واحدة و لم تخرج من غرفتها فى الأساس ... فحسم محمود امره ان يتحدث معها خاصة و هو لا يستطيع الوصول الى عمر .... تذكر بعد أستعادة محمد وعية بيومان قرر الذهاب اليه و ترك عند محمد زينة و ميهره و خديجة و ذهب الى بيته ظل يطرق على الباب دون رد ليغادر ... و بعد يومان عاد من جديد ولكن نفس الشىء لم يجد رد ... لا يوجد مفر الان لابد ان يتحدث معها و يفهم لما تلك الحالة التى تتلبسها
طرق بابها فلم يجد رد ففتح الباب و دخل ليجد الغرفة غارقة فى الظلام ... ضغط زر الاضائة ليجدها تجلس فى منتصف السرير تستند برأسها على ركبتيها تنظر الى الامام دون ان يرف جفنيها اقترب بهدوء و جلس امامها لم تتحرك و لم تنتبه له ظل جالس امامها لعدة دقائق لم تتحرك و لو حركه بسيطة تدل على احساسها بوجوده .... ليربت على قدمها فنظرت اليه بعيون خاوية فقال هو باستفهام
- لحد أمتى هتفضلى على الحال ده ؟ و ليه ؟ محمد و الحمد لله عدى مرحلة الخطر و ان شاء الله كلها فترة صغيرة و يبقى أحسن من الأول .... لا و كمان خلصنا من نزار الى كان مخوفنا عليكى و بعدك عن عمر
- عمر و هو فين عمر ... عمر سابنى فى أكتر وقت محتاجاه فيه و أختفى
قالتها بغضب و ضيق شديد ...... ليقول هو بهدوء رغم ضيقه
- انتِ السبب
قطبت حاجبيها بعدم فهم و قالت بأندهاش
- انا السبب ... ازاى يعنى مش فاهمة ... انا اللى قولتله يتخلى عنى و يسيبنى فى اصعب وقت محتاجاه فيه
- ايوة انتِ ... لما تقولى ان هو السبب فى اللى حصل لمحمد .. و ان تمسكك بيه هو اللى خلى أخوكى فى الحاله دى ... و ان مجهودك فى خروج عمر من ظلمته تمنه أخوكى يبقا عايزه منه إيه
قال محمود موضحا ببرود ... وكانت هى جاحظة العينين بصدمة و بدء التوتر يظهر على ملامحها ليقف محمود و هو يقول
- و لمعلوماتك من وقتها انا معرفش عن عمر اى حاجه خالص ومش موجود فى بيته
لتقف سريعا و اقتربت من محمود و امسكت يده و هى تقول برجاء
- يعنى ايه مش لاقيه ... يعنى ايه مش موجود فى بيته راح فين ؟
ظل محمود صامت لعده ثوان ثم قال
- معرفش يا مريم حقيقى معرفش .. بس اوعدك مش هبطل أدور عليه .... بس انتِ لازم تخرجى من الحاله دى بقا محمد نفسه يشوفك و زعلان منك
هزت راسها بنعم و قالت
- حاضر هروح له ... هو كمان واحشنى اوووى و نفسى اضمه و اطمن عليه
ربت على كتفها ... ثم تحرك خطوتان للخلف و نظر اليها و قال
- فكرى لما نلاقى عمر هتصلحى اللى حصل ده ازاى
لتجلس مكانها لشعورها ان قدميها لم تعد تحملها ... و انحدرت تلك الدموع و هى تشعر بخوف حقيقى تلك المرة
و كان هو يفكر كيف يثأر لأخته هو حقا يتفهم موقف عمر لكن ايضا مريم لم تكن فى وعيها
*****************************
بعد مرور شهر .... كانت تقف امام النافذة كعادتها لكن اليوم مختلف تماما اليوم عادت من المحاكمه بعد ان تم الحكم عليها بإيداعها مستشفى الأمراض النفسية و العقلية ..... هى لا تعلم بماذا تشعر الآن هل هى حزينة لعدم إصدار الحكم التى تمنته وهو الإعدام و لم تستطع الذهاب لأخيها و والدها ام تشعر بالسعاده لانها عادت الى هنا من جديد حتى تظل مع سراج
ابتسمت عند تذكرها له فكم هو مرح و خفيف الظل دائما يجعلها سعيده مبتسمه .... و كأنه خرج من افكارها لتجده يقف امامها يبتسم ابتسامته المعهودة و هو يقول
- انتِ رجعتي تاني ؟!
لتبتسم بسعادة و هى تقول
- اه رجعت ... شفت بقى
ليقول هو بغروره المعهود
- اه شفت و مستغرب
ثم قفز ليجلس على حافة النافذة و أكمل قائلا
- بس تعرفي انا مبسوط أنك رجعتي ... حقيقي كنت هزعل اوووى لو مشيتي
جلست هى الاخرى على حافة النافذة و قالت بأبتسامة حزينة
- كان نفسى اروحلهم بس هعمل ايه القاضى مرضيش .... شاف انى استاهل افضل عايشة و اتعذب أكثر و أتعب أكثر
- و أنا روحت فين ... أنا موجود علشان اخلى دنيتك أحلى و على طول ضحكتك منورة وشك
لتضحك بصوت عالى و هى تقول
- نفسى اعرف جايب الغرور ده كله منين ؟!
ليضحك بصوت عالي و هو ينظر اليها بغرور و قال
- يا بنتى ده مش غرور دي ثقة .... انا عارف قيمة نفسى كويس فى حياتك و حياة الناس
لترفع حاجبيها بأندهاش ... و ضحكت بصوت عالى
و فى نفس الوقت كان الدكتور فهمى يقف عند الباب ينظر اليها باندهاش و هى تتحدث الى نفسها بحوار كامل مع شخص من خيالها ... ليظهر الضيق على ملامحه ... فحالتها لا يوجد فيها أمل للعوده الى طبيعتها من جديد للاسف و ظهر هذا بعد رد فعلها لموت والدتها و كأنها لم تسمع به من الأساس و الآن تعيش مع أشخاص خيالية من نسج خيالها بعيد عن الواقع
صحيح تكفل أدهم برعايتها و توفير كافة احتياجتها بما يتناسب مع فترة سجنها داخل المستشفى التى و للاسف و بالتقارير الطبية ستظل بها طويلا
***********************************
كان يقف بجانبها ينظرون الى و لده و زملائه بفخر و سعادة كبيرة فاليوم يصبح ولده ضابط شرطة يفتخر به و يحقق به حلمه القديم الذى لم يستطع اكماله بسبب الإصابة القديمة
و كانت جوري تقف بجانبهم تشعر بفخر و سعادة فذلك الرجل صاحب الهيبة المميزة هو خطيبها و زوجها المستقبلي
و كان كل من ادم و راجح يشعران بفخر كبير و سعادة فحلمهم لم يعد بعيد و اصبح فى متناول يديهم نظر كل منهم الى بعضهم بسعادة و غمز كل منهم الى الآخر
و فى نفس الوقت كانت تقف مودة و اخيه هناك يشاهدون احتفال تخرجه بسعادة كبيرة ... و ظل اخيه يصفق بسعادة كبيرة حين كان يتم تكريم راجح فإنه اليوم يوم عيده و تخرجه اليوم أصبح ضابط شرطة يفتخر به
و حين انتهت المراسم كان استقبال سفيان لأدم سعيد مبتهج ... غمره بحضنه وربت على ظهره بسعادة و فخر و حين ابتعد عن احضانه نظر الى والدته و وقف انتباه و القى التحيه العسكريه و هو يقول
- ملازم ادم سفيان صفوان الحديدى فى خدمتك يا فندم
لتدمع عينى مهيره بسعادة كبيرة و فتحت ذراعيها له لينحنى و يضمها الى صدره و رفعها عن الارض و دار بها بسعادة كبيرة و حين انزلها ارضا
ربتت على كتفه بسعادة و رضا ليقبل يديها بأحترام و يد والده .... ثم نظر الى جوري و غمز لها لتبتسم بسعادة ليقترب منها و قال بمرح
- خلاص بقيت ظابط بحق و حقيقى ... و هظبتك
لتضحك و هى تقول بدلا
- حاضر يا حظابط
ليضحك بإستمتاع و هو ينظر فى أتجاه صديقه الذى انحنى يقبل يد أخيه بإحترام و خلع كابه و وضعه فوق رأس أخيه الذى ابتسم بسعادة كبيرة و ربت على كتفه برضى
ثم اقترب من مودة و ضمها بسعادة و هى بدأت بالنظر اليه و الى بدلته و قالت
- خلاص ربنا حقق حلمنا الأول ... عقبال حلمنا التانى
لينحنى يقبل أعلى راسها و هو يقول
- قريب ان شاء الله يا مودتى
**************************
كان يجلس هو و والديه فى بيت الأستاذ عبد الرحمن بعد ان اهلكته بلسم فى المماطلة فى تنفيذ طلبه ... كان يتناول كأس الشاى و والده يتحدث مع والدها فى مواضيع شتا و كان عقله يسبح فى ذكريات تلك الايام فبعد ان طلب منها الزواج امام زملائها و تحديد موعد مع والدها .... تغيبت عن العمل لمدة ثلاث أيام و حين عادت ... تعمدت ان لا تظهر امامه .. لكنه لم يترك لها المجال .. بل قرر كسر ذلك الصمت الرهيب و تباعدها عنه و طلبها فى مكتبه و حين وقفت امامه كانت مقطبه الجبين و يبدوا على ملامحها الضيق ليقف امامها هو الاخر مقطب الجبين عابس و هو يقول
- فى واحدة تيجى تقابل خطيبها
- خطيبها
قاطعته بعصبيه ليقول هو بمرح ايضا
- بعتبار ما سيكون .... و بعدين متقطعنيش تانى و سيبينى اكمل كلامى
لوت فمها بضيق ليكمل هو قائلا
- فى واحده تقابل خطيبها بعد غياب ثلاث ايام مكشرة كده
ظلت صامتة تنظر اليه بضيق ليكمل هو كلماته
- ها هاجى أقابل بابا أمتى ؟
- هو أنت كنت بتتكلم بجد؟!
قالتها باستفهام مستنكر ليرفع هو حاجبه بتعجب و قال
- اومال كنت بهزر .. أعرفك منين علشان أهزر معاكى و بعدين بابا و ماما ديما ديما يقولولى متهزر مع حد متعرفوش
كانت تنظر اليه بتعجب لينحنى و يقرب و جهه من وجهها و كأنه سيقول سر خطير
- اصلهم بيخافوا عليا للناس الوحشين يخطفونى
لتبتسم دون إرادتها ليقول لها بسعادة
- ايوه كده النبي تبسم
و فجأة تحول و جهه و قال بجدية
- ها حددتى الميعاد و لا لسه ؟
لم تتحدث و ظلت تنظر اليه و هو يبادلها النظرات بالنظرات حتى قالت
- انت عايز منى ايه ؟
- دى تانى مرة تسالينى السؤال ده ... المرة اللى فاتت جاوبت بصراحة على نص السؤال .. المرة دى هجاوب بردوا بصراحه
صمت لثوانى كانت هى تنظر اليه بتحدى ليبتسم ابتسامة صغيرة و قال
- اول مره شفتك كنت كاره الدنيا و الناس ... كنت شايف الدنيا سودا مفيش فيها حاجة حلوة كنت خارج من قصة حب من طرف واحد او كنت فاكر انها قصة حب ... و اول ما شفت عينك حسيت انى روحي بتتسحب مني و قلبى اتحرك من مكانه ... حسيت انى محتاج اعرفك .. اعرف انتِ مين و اقرب منك .. كنت عايز اعرف اسمك باى شكل ... و لما عرفته فهمت انا ليه انجذبت ليكى لأنك بلسم لجروحي الى كنت مجرح نفسى بيها .. بلسم ... اسم على مسمى ... مش هقول انى بحبك لان الكلمه دى كبيرة ومش لعبة تتقال .. هقول انى معجب بيكى حد اليقين اللى يخلينى محتاجك فى حياتى .... هقول انك بقيتى شئ مهم جدا فى حياتى و ان يومى من غيرك ناقص كتير
صمت لثوانى يتابع تعابير و جهها التى يرتسم عليها الذهول و عدم التصديق ثم قال بأبتسامته التى تخطف روحها
- يا ترى الأجابة دى كافية بالنسبة ليكى
رمشت عدة مرات حتى تخرج من تأثير كلماته التى اسرت قلبها و عقلها و روحها و هزت راسها بلا معنى ثم قالت بعد معاناه لايجاد صوتها ...
- ممكن بس تدينى فرصة افكر
ليهز راسه بنعم و قال بأبتسامه
- ممكن بس لو سمحتى مطوليش عليا
لتهز راسها بنعم ... و ها هى بعد شهر من ذلك الحديث و اخيراً حددت له موعد مع والدها
فى تلك اللحظه دلفت هى و بين يديها أكواب العصير .... تنظر أرضاً بخجل لتقترب منه ميما و هى تقول
- مبروك عليك يا حبيبى ... عروستك زى القمر عرفت تنقي
ليبتسم بسعادة حقيقة رغم حزنه على نور التى لم و لن تكون فى يوم ما فتاة طبيعية .. تستطيع ان تعيش الحياة
لينتبه لكلمة والده
- نقرأ الفاتحة
لينظر الى بلسم بابتسامه و تسعه و غمز لها بشقاوة لتخفض راسها بخجل و اصبحت الآن بلسم عروس صهيب جواد الهاشمى
يتبع
تكملة الروايه من هنا
تعليقات
إرسال تعليق