الحلقة السابعة والثلاثون 💛
يجثى على ركبتيه امام قبرها ينظر اليه بعينيه الحمراء من كثرة البكاء
ليقول بدموع وهو يتلمس التراب بيده
=تعرفى انك وحشتينى اوى، مش عارف اذا كنت وحشك ولا انتِ زعلانة منى؟
ليكمل بألم وهو يبتلع الغثة التى تشكلت فى حلقه ويمسح دموعه
=ممكن تكونى زعلانه منى علشان انا السبب فى كل اللى وصلتيله، اول مرة احس ان حبى ليكى كان كله اذ"يه ليكى، حبيبتك اكتر من نفسى بس بطريقه غلط، طريقة خلتك تروحى وتبعدى عنى .. ولما أقرب واقول خلاص هنعود قلاقيكى مع غيرى وشايلة اسمه
ليكمل ببكاء وشهقات مرتفعه كأنه طفل صغير يشكو لأمه من قسوة الحياة، وني*ران الندم تشتعل بداخله يشعر بب*شاعة ما قاله بحقها
=مش عارف ازاى عقلى طوعينى ان اقول عنك الكلام دا انا هتجنن، كان فى عقلى وانا بشوف سمعتك قدامه وبقول كدا عنك ... بس بس يا سارة مش انا لوحدى اللى غلطان هو هو كمان لو كان بيحبك مكنش صدق أو على الأقل معملش كدا ووجعك .. بس انا كمان وجعتك انا سيبتك ومشيت فى اكتر وقت احتاجتينى فيه .. بس مش معنى كدا انك تمشى وتسبيى خالص يا سارة، يا سارة والله انا راضى انك تكونى مع غيرى بس متكونيش تحت التراب، ليه استسلمتى ليه يا حبيبتى
ليردف بالم ممزوج بالدموع =ياريتك معايا بجد مش قادر اتخيل انى هكمل حياتي من غيرك، مش قادر اكمل حياتى فكرة انك خلاص مبقتش موجوده بتق*تلينى، انا بقيت اتعس واحد فى الدنيا من يوم ما عرفت انك موتى .. ادعيلى احاول استريح من وجع القلب وعذا*ب الضمير اللى انا عايشة، انا تعبان اوى، تعبان وندمان، تعبان من كل حاجه من بابا وخوفى عليه بسبب مرضه، وامى اللى بقت مستهترة ومش قادر اكون معاها كل الوقت، مش عارف هى بتفكر ازاى ماشية وراه دماغها والجاه والسلطة ومش بتفكر فى حاجة
ليكمل بعدها بقوه واهية وهو يمسح دموعه التى لا تكف عن الانهيار
=بس خلاص انا بوعدك .. انا النهاردة هروح لمالك واقوله الحقيقة هقوله اللى انا .. انا اللى طلعت عليكى كلام وقولت انك جاية القرية عشان تفتكرى ذكرياتنا هقوله ان انا السبب فى موتك مش امير .. يارتنى ما قبلت امير ولا كلمته ولا روحت القرية من أساسه ياريتك كونتِ لسة عايشة حتى لو مع غيرى .. انا اسف اسف يا حب عمرى الاول والاخير سامحينى يا سارة عشان عمرى ما هسامح نفسى
انا جبت ليكى الورد اللى بتحبيه يارب تكونى سمعانى وحاسة بيا .. يا اغلى شئ مرة عليا
ليمسح دموعه وهو ينهض من جلسته ليقوم بنفض الاتربه من ثيابه، ويرحل من المكان محددا وجهته القادمة
______________
غصة الروح، وجع القلب، تعب الوتين، تمزَّ*ق الأطراف، تلاشي الأفكار، الإفراط في التفكير، التنهيدة عقب كل نفس ..🖤"!
لا أراكم الله شيئاً منها
______________
لأول مرة منذ اسبوع يترك غرفة اخته الراحله، أصبحت حالته يشفق لها، شاربه الغير حليق وعيونه الذابلة التى تحيطها الهالات السوداء وايضا جسده الذى قل وزنه بصورة ملحوظة خلال هذا الاسبوع..
ما ان خرج من الغرفة حتى رأته تولين التى كانت تجلس بالقرب من باب الغرفة، لتنهض مهرولة باتجاهه قائلة بلهفة ونبرة حزينة
=مالك ارجوك استحمل......
ليشير لها بالصمت وهو يضع كفه فوق فمها قائلا بنبرة ضعيفه لأول مرة تسمعها هى منه
=تولين ارجوكِ مش عاوز اتكلم .. انا بس عاوز اروح اوضتى وياريت تجبيلى تلفونى
لتمسك هى مرفقه جاهلة اياه يتكأ عليها فقد كان ضعفه واضحا بصورة كبيرة لتتجه به الى غرفتهم تجلسه على الفراش برفق من ثم تتجه الى حجرة الملابس لتخرج له (ترينج) مريح بلون الأزرق، لتعود اليه وبيده الثياب لتجلس على عقبيها امامه قائلة بحنان
=ادخل خد شور عشان تفوق واول ما تطلع هكون جهزت لك الاكل
ليردف قائلا وهو يحرك رأسه بالنفى
=صدقينى مش قادر اعمل حاجة انا بس عاوز تلفونى
لتردف قائلة بنبرة حزينه وهى تراه بتلك الحالة التى تمزق قلبها الى اشلال
=حبيبى لازم تقوى عشانا وعشان ملك، انا عارفة ان الفراق صعب ويوجع.. بس لازم نقاومه .. سارة دلوقتى حاسة بينا وسمعانا واكيد مش عاجبها انك تكون كدا .. عشان خاطرى خليك قوى
انهت حديثها برجاء ودموعها قد سالت عندما رأت دموعه التى بدأت فى الانهيار بصمت فوق وجنتيه، لتنتفض من مكانها واقفة محتضنه اياه بقوة ليتشبت هو بها ولأول مرة بعد دفنه لاخته يطلق الدموع التى كان يكتمها داخله فقد كان يمنع دموعه حتى لا يعذبها فى حتفها الاخير، لكنه لم يعد يتحمل ان يكتم حزنه توأمه وشقيقته وصديقته وكل شئ له قد تركته ورحلت عنه بل رحلت عن العالم كله، نقائها وطيبتها لم تقدر على مواجهة كل هذه الآلام والضغوطات فى تلك الحياة القيا"سية عليهم، فى البداية تأخذ من والديه والان تأخذ منه توأمه !..
يتشبت بزوجته وكأنها امه ويطلق العنان لدموعه التى لم يمنعها كبريائه من ان تسيل ويظهر ضعفه وحزنه على اخته، وكانت هى بدورها تربت على ظهرها بحنان تزيد من قوة ضمها اليه وهى تهمس له بآيات من الذكر الحكيم حتى تهدأه ..
وبعد بضع دقائق كان هدأ من وتيرة بكائه ليبعد تولين عنه قليلا ولكن قبل ان يتحدث سحبته من يده ليطاوعها هو بكل هدوء، واليد الاخرى تسحب الثياب التى كانت قد اخرجته له، وتدلف به الى المرحاض كانت تريد ان تتركه ويكمل هنا لكن حالته وضعفه البادى على ملامحه، هم ما جعلوها تتغلب على خجلها مذكرة حالها بأنه زوجها امام الله وأمام الناس، وبالفعل تبدأ بمساعدته فى الاستحمام وتغير ثيابه
وبعد مدة لا بأس بها.. كانت تولين تُسند مالك الذى كان لا يستطيع ان يقف وكأن ذلك المجهود قد أنهك طاقته كليًا، لتساعده هى فى ان يستلقى فوق الفراش، وما ان جاءت لتتحرك امسكها من معصمها قائلا بنبرة جديه ولكن يغلفها الحزن
=خليكى معايا محتاجك
لتربت هى على وجنته بحنان قائلا بحب
=حبيبى انا جمبك على طول بس انت لازم تاكل هروح اجيب الاكلك واجى
ليردف قائلا وهو يعتدل بجلسته قائلا
=انا مش عاوز اكل مليش نفس، هاتلى بس التلفون وعاوز برشامة مسكن .. حاسس ان دماغى هتتفجر
جاءت لتقاطعه معترضه على ما يقول لكنه اكمل قائلا
=مفيش حيل للمناقشة صدقينى اعملى بس اللى بقولك عليه
لتومأ له برأسه بحزن تنهض لتجيب له هاتفه من احدى الادراج لتقدمه له وتقول
=بس بردوا لازم تاكل حتى لو كام لقمة
ولم تعطيه فرصة للرد بل انصرفت سريعا قبل ان يعارضها بينما هو تنهد تنهيدة طويلة وهو يعبث بهاتفه من ثم يضعه فوق اذنه ليأتيه الرد من الطرف الآخر
=مالك دا انت؟ انت كويس؟ ألوو
ليجيبه مالك بهدوء ونبرة صوت جدية قائلا
=اهدى يا الياس انا كويس، بس عاوزك تجيلى ضرورى لازم نحط النقط على الحروف وننهى كل حاجة
ليأتيه الرد من الياس الطرف الاخر قائلا
=هو دا اللى لازم يحصل يا صحبى مسافة السكه هكون عندك .. اه كنت هنسى تيم هيجى معايا
ليردف مالك باستغراب وهو يضيق ما بين حاجبيه
=هو تيم جه مصر؟
ليردف الياس قائلا بمرح مصطنع ليخفف عن الاخر قليلا
=ايوة اتخانق مع سيدرا وجه على هنا، مقولكش مصدعنى بطريقة تشل
ليبتسم مالك بخفة قائلا
=ربنا يهديهم، يلا انا مستنيكم متتأخروش
لتأتيه الموافقة من الطرف الاخر ليغلق بعدها الخط، ملقى الهاتف باهمال فوق الفراش، فى نفس اللحظة التى دلفت بها ملك الى الغرفة بعد ان طرقت الباب لتهمس باسمه بصوت حنون يسوده الحزن
=مالك ينفع ادخل
ليعتدل جالسا فوق الفراش بعد ان كان مستلقى قائلا بلهفة =طبعا حبيبتي
لتجلس هى امامه فوق الفراش تفرك يديها معا لا تعرف بماذا تتحدث هى فقط تريد ان يكون معها بنفس المكان لتشعر بالأمان، لينظر لها مالك مطولا لياسر تلك المشاعر والامور التى تعصف بداخلها ليسحبها من احدى ذراعيها ضما اياها اليه فى عناق اخوى، وكأن هذا ما كانت تتمناه هى لتسرع بتطوق يدها حوله مشددة من احتضانه، قائلة بضعف وهى تد"فن رأسها بصدره وقد تغلبت عليها الدموع التى كانت تحبسها
=مالك ارجوك متسبينيش، أنا عارفة انك زعلان وكلنا زعلانين على فرقها بس عشان خاطرى متسبينيش، انا كنت مفتقداك الاسبوع اللى فات، فاكر وعدنا لبعض ان احنا نشارك بعض كل حاجة حتى حزننا بس انت وسارة خلفتوا وعدكم هى سابتنى وراحت حسيت ان في الوقت دا ان انا لوحدى لأولمرة احس ان بقيت يتي...........
ليقاطعها هو عندما ابعدها عنه محاوطا وجنتيها بحنان قائلا بحنان اخوى دائما وابدا ما كان يغدقها به هى واختهم سارة الراحله
=انا عمرى ما هسيبك ابدا، حقك على الفترة اللى فاتت كانت صعبة انا اسف انا خليتك تحسى كدا، بس وعد عمرى ما هخليكى تحسى كدا انا اسف
ليمد انامله تزيل دموعها قائلا بمرح مفتعل وهو يرسم بسمه فوق ثغره خرجت مهزوزة ضعيفة
=يلا بقى بلاش دموع، فين كوكى القوية
لتبتسم هى بخفة وهى تزيل دموعها فتلك الجملة التى انهى بها حديثها كانت اختها هى من تقولها لها عندما كانت تيأس من شئ لتردف قائلة بحنين واشتياق
=خلينا نتجمع يوم يا مالك .. بص نتجمع كلنا ونصفى كل الخلافات صدقنى مفيش حاجة تستاهل، كلم الياس واتفق معاه واتصافوا مع عمو مراد .. سارة كان نفسها ان احنا نرجع عيلة واحده زى زمان ... وكمان تيم هنا فى اسكندريه ودا هيكون أسهل
لتبتسم بخفة فى وسط حديثها لتكمل قائلة
=هو اه عصبى بس بيحب الكل ... سامح يا مالك سامح وخلينا نبعد عن كل اللى هنا نسافر اى حته ونستقر هناك عاوزة ابدأ حياة جديدة زى ما سارة كان نفسها، عاوزة اعمل كل الحاجات اللى كان نفسها فيها وملحقتش تعمله
ليقبل مالك جبينها بحنان ما ان انهت حديثها ليجيبها هو بصدق
=ان شاء الله كله حاجة تتعدل بس الصبر
لتومأ له براسها قائلة وهى تنهض من مكانها قائلة بهدوء
=انا هروح ارتاح شويه وانت حاول تاكل حاجة
ليومأ لها برأسه وهو يتابعها بعينيه تغادر الغرفة، لتقابل هى تولين وهى تحمل صينية الطعام لتردف قائلة بحب اخوى وجدته مع ملك التى اعتبرتها اختها وصديقتها
=ملك كويس انك هنا كنت لسه هروح انادى عليكى تعالى يا حبيبتى كلى
لتبتسم لها ملك بخفة قائلة بهدوء عكس طبيعتها وشخصيتها المرحة وكأنها اصبحت شخصا اخر قليلة الكلام، وكثيرا ما اصبحت تجلس بمفردها
=الحمدلله حبيبتي انا اكلت كلو انتم
لتكمل بهمس لا يسمعه غيرها وهى تقترب من اذنها
=خليكى معاه متسبهوش لحزنه انا عارفة انك بتحبيه وهتستحملى الفترة اللى هو فيها
لتردف تولين قائلة بنبرة هامسه مماثلة لنبرة ملك
=ربنا وحده اللى عالم هو بالنسبالى ايه، وأن شاء الله كل حاجة هترجع زى الاول
لتربت ملك على كتف الاخرى تاركه لها المجال لتدلف الى اخيها بالطعام .. لتضع تولين صنية الطعام فوق الطاولة التى تتوسط الغرفة لتقترب بعدها من مالك تسحبه من يده ويبدأ كلاهما بتناول الطعام فى هدوء وصمت
بعد مرور 3 ساعات
كان كلا من مالك والياس وايضا تيم يجلسون ثلاثتهم فى حجرة الصالون بمنزل مالك
(الحوار مترجم)
ليتحدث الياس بجدية بالامانية وهو ينظر الى مالك الذى تبدو فوق ملامحه الارق والحزن
=وانت ناوى على ايه دلوقتى يا مالك
ليتنهد مالك بتعب قائلا بجدية
=هصفى كل حاجة واسافر، ملك مش عاوزة تفضل هنا وانا كمان بس الاول عاوز اصفى اللى بينى وبين مراد
ليسأله تيم باستفسار
= هترجع المانيا؟!
لينفى مالك براسه قائلا بحزن حاول صبغه بالبرود وهو ينظر امامه بشرود
=لا بقيت بحس ناحيتها بالنفور ... هشوف ملك واللى تحبه هنروحه بس مصر والمانيا خلاص
ليردف الياس بحذر
=وتولين..؟!
ليغمض مالك عينيه بتعب وهو يشعر بالتيه، هو اصبح لة يستطيع الاستغناء عنها ولكنها الان معه بسبب تلك الصفقة المتفق عليها من قبل، ولا يستطيع ان يجبرها لتأتى معه فهى لديها حياتها هنا وأهلها وعملها وكل شئ لها هنا بمصر .. بينما هو لن يجبرها على أن تأتى معه وتهاجر من هنا للأبد، فمن المؤكد انها سترفض ومن الممكن ايضا ان تطلب منه الانفصال بعد ان ذهب الشئ الذى كان السبب فى كونهم مجتمعين وهو "سارة" فبعد موتها سيعود كل شئ كما كان وتنتهى الصفقة وكل شئ من بعدها، ليردف قائلا بتعب
=مش عارف بس اكيد مش هجبرها على حاجة ولا هجبرها انها تفضل معايا، هى ليها حياتها هنا
ليبتلع تلك الغثة التى تشكلت بحلقه بصعوبة وهو يكمل حديثه بنبرة تكسوها الحزن
=اكيد بعد مو'ت سارة هتطلب انها تفصل
ليربت تيم على فخذه قائلا بتعاطف
=لو بتحبك هتختارك
ليردف الياس بسخرية قائلا
=ما بلاش انت تكلم عن الحب، دا انت سايب سيدرا ومش سائل فيها من ساعة ما جيت مصر
لينفلت من مالك ضحكة ساخرة فهو يعلم بالمشاغبات بين تيم وسيدرا وان كلا منهما لا يقف عن تعصيب الاخر، ليردف تيم قائلا بعصبيه مضحكه
=سيبك يا بنى دى تحسها بتعمل أقصى ما عندها غشان معليش يوم من غير ما نتخانق......
لياقطع حديثه هو طرق باب الغرفة ليأذن مالك للطارق بالدخول، لتدلف ملك الى داخل قائلة بحذر وهى تنقل بصرها الى ثلاثتهم لتتحدث قائلة بالعربية
=مالك، مصطفى واقف برا وعاوز يقابلك
_______________
كم تكون الايام ناقصة حين يغيب فيها شخص احببت وجوده بكل لحظة🖤..
_______________
يجلس شارد وحزين ينظر امامه الى اللاشئ، منذ ذلك اليوم الذى ذهب ليعزيها وهو لم يراها اى منذ 5 ايام ولم يراها يتواصل معها فقط على موقع التليجرام، لقد اشتاق اليها حد الآلام كم تألم لرؤيتها بهذا الحزن الذى يكسو ملامحها البريئة .. تنهيدة طويله تخرج من اعماقه لعلها تهدأ من تلك الاحاسيس والمشاعر التى تعصف بداخله، ليأتى صديقه حازم يجلس فوق الكرسى المجاور له وهو يتنهد بضجر، ليلتفت مروان ينظر اليه بتساؤل قائلا
=مالك يا سبع البرمبه؟!
ليردف حازم بغيظ وهو ياكل اظافره من شدة الغيظ والعصبية
=هتشل من البنت فتون، دا لو حجر كان زمانها فهمت
ليعقد مروان ما بين حاجبيه قائلا باستغراب وهو ينظر الى صديقه باشمئزاز وهو يأكل اظافره
=تفهم ايه؟! وبعدين انت مالك ومالها ! مش دى صاحبة ملك؟! ولا بطل تاكل ضوافرك يا مقرف
ليتحدث حازم بضيق وهو يحرك احدى قدميه بعصبية
=ايوة هى فتون صاحبة ملك .. وانا معجب بيها وعشان أقرب منها عملت حجة تافهه عشان اعرف اتكلم معاها وهى صدقتها .. بس دلوقتى مش معبرانى
ليردف مروان بهدوء يشبه هدوء ما قبل العاصفة
=حجة ايه دى يا حازم؟!
لينظر له حازم مطولا ليزدرق ريقه قائلا بخفوت
=انك بتحب ملك وانا بحاول اخليكم تقربوا من بعد وانها تساعدني
لينظر له مروان مطولا يحاول استيعاب ما قاله صديقه للتو ليردف قائلا باستغراب
=عملت ايه ؟
ليردف حازم قائلا باسف
=والله يا مروان ما قصدش حاجة بس كنت عاوز أقرب منها ومكنش فيه قدامى غير الحل دا
لينتفض مروان من مكانه بغضب صائحا بعصبية
=وانت مفكرتش فى شكلى لما تروح تقولها ان انا......
ليقاطعه حازم وهو يقترب منه ويلاحظ ان من حولهم قد انتبه الى صوت مروان
=يا مروان اهدى الناس بتبص علينا
ليردف مروان صائحا وهو يغادر المكان بعصبية
=تبص ولا تتنيل .. زى ما عملت اللى هببته دا .. اتفضلوا وتصلحه وبعدين من امتى وانت بتعمل حاجة من غير ما تقولى او نتفق عليها .
ليغادر المكان فورا دون أن ينتظر الى رد الاخر بينما حاول حازم ان يلحقه لكن بلا فائدة، لم يلحقه، ليغادر هو ايضا
بينما كامت هى تتابع كى ما يحدث من بعيد، لا تعلم هل تحزن لانها علمت انه قام بذلك من اجلها وانه اخترع تلك الحجة ليقترب منها فقط، أم تحزن لكون صديقه الاخر لا يحب صديقتها كما هى تكن له المشاعر .. ليقاطع تفكيرها هو رنين هاتفها المحمول وأم يكم غير صديقتها ملك لتستقبل المكالمه ما ان رأت الاسم وتبدأ فى المحادثه معها غافله تماما عن تلك العيون التى تملأها الح'قد والك*راهية والغيره، التى تتابعها وتتابع حديثها مع صديقتها.
______________
يبدأ الإنسان حياته بكمّ هائل من الأحلام والأماني حتى أن ذاكرته لا تُسعفه في تذكرها كاملة، شيئًا فشيئًا يصبح حلمه الوحيد أن يكون مُطمئنًا لا أكثر .. فلا أحد يعلم ما أصابك، لا أحد يعلم كيف هي معركتك الخاصة مع الحياة، ما الذي زعزع أمانك، وق*تل عفويتك، كم كافحت وكم خسرت، لا أحد يعلم حقًا مَن أنت .. تتعٌود على الفراغ، وعلى مُرور اليوم دون صوت أو رسالة أو حتى وجه يطٌل عليك، تعٌود أن تكون وحيِد حتى لاتُعاني كثيراً عِندما يبتعد عنك شَيء أعتدت عليه .. لكن إحذر لن تتعود على فقدان حبيب......
كان يدون تلك الكلمات التى ينفطر قلبه الى أشلاء وهو يسجبه فى تلك المدونه التى طلبها من صديقه عدى، فأصبحت هى وقلمه رفيقاه، يكتب بهما كل ما يشعر كل ما يريد ان يتحدث عنه، وكأن تلك المدونه اصبحت انسان يتحدث اليه ويشكو لها ما يبليه من هموم
تنهيدة طويلة تخرج منه فى نفس الوقت الذى يغلق به المدونة ويرجع برأسه الى الوراء يغمض عينيه بألم، ليشعر بدخول احد الى الغرفة لكنه لم يبدى اى رد فعل يظل كما هو على حالته، ليشعر بالم فى ذراعه يفتح عينيه بألم ليبتسم له الطبيب المعالج ولم يكن غيره هو نفسه الطبيب معاذ الذى كان يعالج زوجته
=معلش يا امير بيه ميعادها
كان يتحدث بهدوء وابتسامه واسعه تزين ثغرة لأول مرة يراه يبتسم فهو هنا بالمشفى فيما يقارب الاسبوع ولم يراه يبتسم قط، ليحرك رأسه بنفى وكأنه يخرج تلك الاوهام من رأسه، ويشعر يتخدر كامل فى جميع أنحاء جسده وان تلك السحابة السوداء تسحبه الى عالمها ليحاول ان يقاومها لكن بلا جدوى، ليستسلم لها غارقا فى تلك الدوامة السوداء .
______________
=مالك، مصطفى واقف برا وعاوز يقابلك
بعد ان ألقت جملتها امامهم، لينظر لها مالك باستغراب غامض بينما الياس ينظر الى مالك بقلق فمجئ مصطفى الى هنا مؤكد سينتهي الأمر بكارثة، اما تيم فكان ينظر اليهم بتساؤل، فهو ضعيف باللغه العربيه
ليردف مالك قائلا بجدية
=طب اطلعى فوق انتِ وتولين ومحدش فيكم ينزل
لتومأ له ملك وتتجه الى الداخل، بينما هو تنهد بطول وهو ينهض من محله يتحرك باتجاه باب المنزل وبعد لحظات يعود ويسير خلفه مصطفى وهو يخفض رأسه بخزى، ليجلس مالك بمكانه قبل ان ينهض بينما مصطفى لا يزال يقف بمكانه، ليردف الياس قائلا بحدة عندما طال صمت الاخر
=انت جاى تتأمل جمالنا
ليحمحم مصطفى بحرج وهو ينظر الى مالك قائلا برجاء
=مالك لو سمحت عاوز اكلم معاك على انفراد
ليردف مالك بضجر وشعور غريب داخله يريده ان يمسكه الان لمصطفى ويلقنه درس لا ينساه لكن لا يعرف ما السبب
=وهو فى حد غريب ما انت عارف الياس وتيم والاتنين مش بخبي حاجة عنهم
ليزدرق مصطفى ريقه بتوتر يشعر بجفاف حلقه من شدة التوتر لكن ندمه هو ما يشجعه على أن يعترف بالحقيقة ليتحدث مباشرة دون اى مقدمات قائلا بنبرة سريعه حتى لا يقاطعه أحد
=امير مش هو السبب فى انه يضرب سارة او انه يعاملها بقسوة، انا اللى عملت كدا انا اللى قعد اقوله انها خلته يجيبها قرية وسام عشان هى القرية اللى كنا محددين ان احنا نتجوز فيها وان اسم القريه على اسمنا واسامه ولادنا اللى هنجبهم، وانها استغلته عشان ترجع لذكرياتى معاها..........
ليقاطعه لكمه قوية انهالت عليه من مالك الذى امسكه من ياقة ثيابه وهو يسبه قائلا بغضب حارق
=يا ابن ×× انت اللى خلته يعمل فيها كدا ... هو"لع فيك حى يا ابن ×× .. عملتلك ايه عشان تعمل كدا .. كلكم كنتوا عاوزين تد"مروها .. لحد ما موتها ورحمة امى وابويا واختى اللى قلبى وا"جعنى عليها لحر*قكم كلكم يا ولاد ××
كان مع كل كلمه يضر*به لكمه تط"يح برأسه الى الجانب الاخر وخط من د*ماء اصيح يس"يل من فمه وانفه، وعندما انهارت قوة مقاومته مع قوة مالك التى تزداد من شدة الغضب ليسقط على الارض بينما تيم والياس يحاولون رفع مالك عنه الى ان نجلا اخيرا ليردف مالك قائلا بلهاث من اثر المجهود
=انا كنت ناوى اسامحكم كلكم بس محدش يستاهل يا ولاد ×× كلكم ××× من بعض
لينهى جملته وهو يبثق عليه بازدراء، ويركله بقدمه فى بطنه بغضب بينما الياس ينظر اليهما فى توتر وعقله اصبح يدور فى جميع الاتجاهات حتى يثنى مالك عما نواه الان
______________
بينما فى الاعلى
كانت ملك تمنع تولين بصعوبه من عدم نزولها الى الاسفل فهى تكاد ان تجن على مالك وهى تستمع الى صوت صراخه بمصطفى وسبه بتلك الطريقه تريد ان تنزل الى الاسفل وان تطمئن عليه لكن ملك تمنعها
لتردف ملك قائلة بحزن ورجاء
=يا تولين صدقينى مش هينفع تنزلى دلوقتى مالك والياس وتيم وكمان مصطفى تحت ولو مالك شافك تحت هيقلب الدنيا بالله احنا مش ناقصين الله يكرمك
لتردف تولين بحزن
=انتِ مش سامعه يا بنتى صوتهم اكيد فى حاجة انا قلقانه على مالك اوى
لتردف ملك بمرح مصطنع ليخفف عن الاخرى
=قلقانه ايه بس يا بنتى انتِ مش سامعه صوته دا شايل البرج كله
لتتحدث تولين بخفوت وهى تفرك يدها بتوتر وتتحرك ذهابا وايابا بالغرفة
=ربنا يستر .. يارب
_______________
بينما فى الاسفل
كان تيم يساعد مصطفى على النهوض بينما مالك يتحدث مع الياس قائلا بقوة
=القضية اللى اتنازلت عنها لأمير عاوزك تعملها بس مش بصفتنا مصرين وانه السبب فى قتل مراته والكلام دا لأ
لينظر اليه الياس بقلق مستغربا نبرته وتلك النظرات التى تملاها الغضب والكره والتى جعلت من زرقتيه تتحول الى الى الأزرق الداكن من شدة الغضب
=اومال بصفتك ايه
مالك بشر
=بصفتى مواطن المانى، عاوز السفارة تدخل فى الموضوع مش عاوز يكون فى حاجة اسمها امير.....
ليقاطعه مصطفى بضعف
=حرام امير ملوش ذنب فى اللى حصل انا السبب
ليردف تيم قائلا بسخرية
=مش تخاف خبيبي ... دورك انت كمان جاى .. دلوقتى يلا بغا (برا) واستخد (استعد) للى هتشوفه
ليخفض مصطفى رأسه بخزى وهو يغادر المكان وعندما تأكدوا من خروجه، اردف الياس قائلا
=مالك ايه اللى انت بتقوله دا؟ وعاوز تعمله؟ انت ناسى ان مراتك تبقى اخت امير ؟! واكيد هتتأثر باللى انت عاوز تعمله فى اخوها.
ليردف مالك بقسوة جديدة عليه وهو ينظر الى اللاشئ
=مفيش حد هيهون كل حاجة كانت لعبة من البداية واللعبة دى بوخت وانا اللى هنهيها وعلى طرقتى
ليردف تيم بحذر وهو يخشى من إجابة صديقه
=وانت ناوى على ايه مع تولين؟
مالك بقسوة وهو يتحامل الآلام التى تغزو قلبه بقوة
=هننفصل .. زى ما قولت قبل كدا كل حاجة كانت عبارة عن صفقة.......
صوت ارتطام قوى هو ما قاطعه ليلتفت ثلاثتهم الى مصدر الصوت ليفزع حين رأها متسطحة فوق الارضيه الصلبه ليصرخ باسمها بفزع وهو يركض باتجاهها قائلا بهلع وخوف حقيقى
=تولييين .....
_______________
" كان يُفترض بها أن تكون غصن زيتون، بستان، نهر بين حدائق، قلادة في عنقِ طفلة، أجمل بكثير من أن تكون بشراً يتألم ويبكي" 💛.
_______________
=امير .... امير ... يا امير
ذلك الهمس الرقيق الذى يتسلسل الى أذنيه، يجعله يشعر بالسعادة فهذا هو صوته، هل سينعم الله عليه بأن يحلم بها ليتكرر ذلك الصوت مرة اخرى لكن تلك المرة بنبرة ملحة
=يا .. امير اصحى .. امير
ليفتح عينيه بخفوت يرمش بعينه عل الرؤية تصبح اكثر وضوحا ليراها امامه ليحدث نفسه بسعادة وابتسامه مشرقه تزين ثغره وعيناه تكاد ان تدمع من شدة التأثر والسعادة
=هى ايوة هى نفس العيون اللى بتأثرنى، الشعر المجعد والنعم فى نفس الوقت، البشرة البيضا الصافية اللى شبة بشرة البيبي
ليردف بصوت مسموع قائلا بصوت متحشرج من شدة التأثر =سارة دى انتِ
لتردف قائلة بابتسامه مشرقة
=ايه لحقت تنسانى يا امير
جاء ليجيبها فورا لكنها منعته وهى تشير اليه بالصمت لتكمل قائله برقة
=قبل ما تقول اى حاجه انا جاية اشكيلك من نفسك
ليردف قائلا بحزن واسف ونير"ان الندم تشتعل داخل قلبه
=انا اسف .. انا عارف انى جاية تشتكي وتعازينا بسبب اللى عملته فيكى انا هفضل طول عمرى مش قادر اسامح نفسى
لتردف هى قائلة ببساطة
=ومين قالك اني جاية اعمل كدا ؟ .. انا جاية عشان اقولك انك لازم تفوق وترجع امير بتاع زمان
ليردف قائلا بحزن
=مش هعرف امير خلاص بقى ولا حاجة من غيرك انتِ سبتينى ومشيتى
لتقول بجدية وحزن
=كان لازم ارتاح .. انا دلوقتى احسن بكتير من لما كنت معاك ااو مع غيرك
لتكمل بسعادة
=انا عايزاك تبقى كويس وترجع قوى زى ما انا عرفاك اوعى تخلى الحزن يمسكك وتستسلم اوعى تعمل زى ما ان عملت هتندم اشد الندم
ليردف برجاء ودموعه قد سالت فوق وجنتيه
=ارجعيلى
لتردف بالم وهى تبتعد عنه
=كنت خليت بابا يرجعلى.
ليراه تبتعد الى ان اختفت تماما من امامه، ليصرخ باسمها ودموعه تسيل بغزارة فوق وجنتيه
______________
أنتهت رغباتي في الحياة هناك رغبة وحيدة فقط لاتنتهي رغبة في أن أذهب إلى مكان بعيد جداً التقي بأشخاص جدد أن أبدو وكأنني ولدت للتو ، أي مكان في هذا العالم غير الذي أنا فيه •🖤
______________
*تفتكروا مين اللى بيراقب فتون؟!
*مروان هيعمل ايه وليه اتعصب؟!
*حازم وفتون ايه حكايتهم؟!
*ايه اللى هيحصل لتولين؟!
*تغير مالك المفاجأ؟!
*حال امير ؟!
تفاعلكم على الفصل دا حقيقى هيفرق معايا 🖤
"نهاية الفصل"
تعليقات
إرسال تعليق