الحلقة الواحد و الاربعون 🖤
فى صباح اليوم التالي
كان مروان قد خرج من غرفته يحك عينيه مزيحًا عن راسه اثر النعاس رغم ان الساعة ان الساعة الان الثالثة عصرًا، عندما سمع صوت بعض الاشخاص فترجل للخارج ليرى من، اصطدمت عينيه بحبيبة وابوها وامها قد جاءو لزيارة ابيه وامه، رحب بيهم وكان سيتحرك نحو المرحاض لكنه توقف فجأة وعاد بعينيه الى حبيبة، شكلها مختلف قليلا .. ام انه يُهيأ له؟
ارتسمت ابتسامة بلهاء على وجهها كالمعتاد عندما وجدته ينظر لها، لكن نظرة الاستغراب على وجهه وترتها وجعلتها تنظر بعيدًا فى حين تدارك هو نفسه وتخرك نحو المرحاض ليتحمم ويتوضأ ويغسل أسنانن وهو ما زال يفكر، لماءا شملها يبدو مختلفًا؟
عاد بعد نصف ساعة ليجلس معهم بعد ان غيى ملابسه لبنطال جينسى وسترة بيضاء وجلس مقابل حبيبة ثم تحدث الى والدها
=ازيك يا عمى؟ السكر عامل ايه معاك دلوقتى؟
ليجيبه منصور قائلا بطيبه
=والله يا حبيبي بقيت متعايش معاه اهو وباخد العلاج...
كان منصور يبلغ من العمر خمسين والذى يكون صديق ابيه ثم ينظر الى ثديقه مكملا حديثه
=المهم صحة ابوك، انا اول ما عرفت انه عيان جيت بسرعة عشان اشوفه
ليكمل ممازحًا صديقه ... واضح ان العضمه كبرت
ضحك محى وسخر
=ده بعينك
ثم بدأ جميعهم بالضحك والجدال ورمى النكات التى تعود التى تعود الى القرن السادس عشروالتى مازالو يضحكون عليها بنفس الشغف، فى حين علق مروان عينيه على حبيبة التى تقع امامه
ضيق غينيه وتفحصها من اعلى الى اسفل، بدت مهندمة اكثر من ذى قبل، هو يتذكر انها كانت ترتدى ملابس غريبه غبر مرتبة والوانها لا تناسب بعض اما الان فهى بفستانها النبيتى المحتشم الفضفاض وخمارها الابيض الذى يزيدها جمالاً، بدت مرتبة وانيقة ويبدو انها تضع بعض مساخيق التجميل ايضًا، يستطيع ببساطة رؤية طلاء الشفاة الوردى الذى تضعه
انتبهت لكونه ينظر لها فانكمشت على نفسها وضمت كتفيها لبعضهما، حمحم الاخر وابتعد بعينيه بعيدًا عنها، حتى جائتها مكالمة وحاولت استقبالها لكن الشبقة كانت ساقطة فحركت امه راسها لها واردفت
=معلش يا حبيبتى الشبكة بقالها يومين واقعة عندنا فى الشقة، اخرحى البلكونه هتبقى كويسة
ثم نظرت الى مروان بابتسامة خبيثة واردفت ببراءة مزيفة
=خدها يا مروان البلكونه
نهض يبتلع لعابه وقادها نحو البلكونه ووقف يستند على السور معتمدًا عدم الخروج ليتجسس على مكالمتها تلك، يريد ان يعرف هل هى ستكلم الرجل ام سيدة وسؤال غريب داهم عقله "هل سبب تغيرها هو وجود رجل بحياتها..
لكنها بدت مكالمة من زميلة فى الجامعة يتكلما فيها عن ميعاد تسليم بحثٍ فقط وانتهت سريعًا لكنها لم تتحرك ووقفت تنظر الى الشارع بحانبه .. حرك راسه لها وسال بطريقة مستنكرة
=كان اشرف
توترت وابتلعت لعابها لتحيب بتلعثم واضح وهى تحاول السيكرة على ضربات قلبها التى ارتفعت كعادتها عندما تكون تحادثه
=لا لال.. لا دى زميلتى
اومأ بضيق وبدا وكأنه لا يريد اغلاق موضوع اشرف ذلك الشاب الذى اخبرته به منذ 3 سنوات يتذكر عندما قام بحادث لانه كان سكير وقد تم اخده الى السجن، توصل الى والده وقتها حتى يخرجه وعندما اصر والده على رفض مساعدته بواسطة معارفه اخبره بانه سيتزوج من حبيبة وعندما هاتفها امام والده حتى يأكد له انه سيتزوجها اخبرته هى بانها تحب اشرف مساعد مُعلمها، يتذكر شعوره بالحزن والخبية وقتها لكنه اعاد ذلك الى انها كانت طوق نجاته ..
ليكمل قائلا بضيق
=وهيجى يخطبك إمتى بقى؟ ولا هو بيلعب ولا ايه؟ أظن دبلة وخطوبة مش حاجة صعبة يعنى بدل الكلام الفارغ ده، انا ساكت بس عشان انتِ قولتيلى اسكت بس انا مش حابب تدخلي علاقة من ورا أهلك، ده ما يصحش وما ينفعش...
=وانت مالك اصلا؟
قالت فجأة فتوسعت عينيه وكأنه لم يتوقع تلك الاجابة ورفع احدى حاجبيه واردف بعناد
=مالى ان قريبك ودى حاجة تمس العيلة، وبعدين ما دام مالى فانا ممكن اروح واقول لابوكِ على الكلام ده وصاحب الشأن يتصرف واقوله ان بنته بقالها 3 سنين فى علاقة
امسكت بذراعه بخوف وابتلعت لعابها
=مروان لا بالله عليك
ظهرت لدغتها فى حرف الراء واضحة عندما نطقت اسمه وهو لوهلة ظن ان اسمه يبدو لطيفًا بتلك الطريقة وكان سيبتسم لكنه سيطر على ابتسامته وقطب جبينه عندما تذكر امر اشرف ونطق من تحت اسنانه
=ماشى
وقفا بصمت حتى تكلم مرة اخرى ذاكرًا سيرة اشرف وكأنه لا يستطيع اخراجه من عقله
=وانتِ مغيرة فى شكلك ولبسك عشانه؟
لتحرك راسها بالنفى قائله بخجل
=لا بس متابعة بلوجى محجبة وحبيت لبسها فبقيت البس شبها
ليردف بهدوء =بس حلو
لتهمس له شاكرة له =شكرا
ضحك مروان عند سماعه للدغتها لتشاركه هى ايضا الضخك بخجل غير مفتعل وبعد لحظات تنهد كلا منهما بطول، لتتذكر هى بانه يجب ان تقطع هى ذلك الحديث قبل ان يقطعه هو
ورغم انها لم تكن تريد انهاء الحديث مع مروان لكنها فعلت رغمًا عنها فنظرت له وقالت بهدوء
=طب انا هدخل بقى عشان احنا اتاخرنا عليهم جوا
وقبل ان يجيب كانت قد تحركت للداخل لتتركه واقفًا ينظر امامه بغيظ لا يعرف مصدره
ربما لانها اصبحت تتجاهله؟ فضلت رجلا اخر عليه؟ والاهم من ذلك انها بدت مختلفة! لم ينكر انها تبدو جميلة الان، ليتنهد بطول وهو يعود الى الداخل مرة اخرى ويجلس بنفس مكانه امامها، وفى كل مرة ينظر اليها بنظرات لم تفهمها هى
_____________
=بسرعه زود الكهربا
نطق بها الطبيب الشاب بصرامه الى الممرضة وهو يقوم بضرب الصدمات بقلب تلك الفاقدة للحياة بقوة بينما ويبدا الطبيب بالصدمات الكهربائية ويضربها فى صدرها وكان جسدها ينتفض من الصدمات
كان جسد المريضة مع كل صدمه يتنفض وضربات القلب كانت قد توقفت وجهاز قياس دقات القلب يصدر صوت ان القلب وقف وصورة دقات القلب كانت بلا حركة (______) ومع ذلك لم يوقفوا العمل ويزيدوا من سرعة الصدمات الكهربائية للقلب الا انه عاد للنبض مرة اخرى ليتنفس الطبيب بعمق وابتسامه واسعه زينة ثغره ويعطى التعليمات للممرضه ويخرج بعدها من الغرفة متجها الى مكتبه ليقوم بالاتصال بأحد لينتظر عدة لحظات حتى يأتيه الرد من الطرف الاخر
=لقد تخطت مرحلة الخطر ستفيق فى اى وقت فى ال24 ساعة القادمة
ليصمت للحظات يستمع الى الطرف الاخر وعندما انتهى اردف قائلا
=نعم بخير رغم كل ما تعرض اليه، انصحكم ان تعودوا فى أقرب وقت يجب ان تجدكم حولها عندما تفيق
وعندما جاءه الرد من الطرف الاخر اغلق الهاتف وابتسامه واسعه تزين ثغره قائلا بهمس الى نفسه
=قريبًا ملك
_____________
كان مالك قد دلف الى منزله للتو ليجد الياس يجلس فوق الاريكة بكل أرياحية ويشاهد التلفاز ليجلس بجانبه بارهاق ليلتفت الياس ينظر اليه وعندما وجد علامات الإرهاق والحزن باديه على وجهه اغلق للهاتف واعتدل بجلسته ليردف قائلا
=فى ايه يا مالك حصل حاجة تانية؟....
ليقاطعه مالك قائلا بنبرة هادئة يتخلله الحزن
=انا وتولين هننفصل، اختارت عيلتها
ليربت الياس على كتف الاخر قائلا بهدوء
=لعله خير وبعدين انت قولتها ازاى هتعيش معاها بعد اللى اخوها عمله فى سارة
ليعتدل مالك فى جلسته فاركا وجهه باحدى فكيه قائلا بتهرب من هذا الموضوع
=سيبك منها خلاص، المهم انا روحت البنك لقيت الباقي من الفلوس 20 الاف جنيه بس ودول اصلا ميكملوش المؤخر بتاع تولين دا غير ان ملك رافضة تمامًا انها تفضل فى مصر وعاوزة تسافر.. لا بجد كتير عليا انا تعبت
ليحاول الياس كتم ضحكته على شكل صديقه وهو يقوم بسرد معانته وتعبير مضحك يرسمه فوق ملامحه الاجنبيه
=يا عيني عليك يابنى دا انت عاوز اللى يتبرعلك، راحت فبن فلوسك دا انت كنت اغنى واحد فينا
لينظر له مالك بضيق قائلا بنبرة ساخرة
=ههيئ خفة يا ظريف .. يا عم من ساعة ما عرفت عيلة الشهاوى دى وانا فلوسى بضيع اه والله مش بهزر يا زفت واسمع
ليضع الياس يده فوق فمه كاتما الضحكة، ليكمل مالك قائلا
=اه والله الاول الشرط الجزاء بتاع انى اسيب الشغل بعد كدا فرح وفساتين وعفش وبتنجان ومش عارف ايه وايه وطبعا مالك يدفع يغنى فى اسبوع الفرح معدى ال200 الف يا نهار ابيض انا لو كنت حسبتها كنت طلعت عمره بدل الهم دا كله .. بس انت عارف عيلة الشهاوى دى رغم كل الغنى الفاحش اللى هما فيه دا بخيلة اه بخيلة انت بتضحك...
لم يستطع الياس ان يكتم ضحكته اكثر لينفجر فى الضحك ليشاركه بعدها مالك هو ايضا الضحك، ليردف الياس بضحك ونبرة ساخرة مضحكة
=يا دنيااا
ليكملها مالك قائلا بضحك=غداارة .!
ليعتدل الياس فى جلسته قائلا بغرور مصطنع وهو يعدل من ياقة قميصه بتكبر
=كملها انت بقى انا مستوايا المادى ميسمحش ليا اكلم واحد زيك
لينظر له مالك وهو يرفع احدى حاجبيه بغضب طفولى قائلا بعناد
=مستوى ايه يا معـ.ـفن، هو انت لاقى تاكل دا انا بصرف عليك من ساعة ما جيت وانا اللى بصرف عليك دا انت نايم واكل شارب عندى
ليضيق له مالك عينيه بتركيز بينما ينظر اليه الياس ببراءة مصطنة ليردف مالك بهدوء يشبه ما قبل العاصفة
=انت كنت مبيت هنا وانا مش موجود؟
ليحمحم الياس قبل ان يجيب قائلا بارتباك لكنه قال بشجاعه
=اديك قولت مش موجود يعنى اسيبهم لوحدهم
ليردف مالك بسخرية
=لا حنين اوى
ليكمل بعدها بحدة ... ودا من امتى دا انت هتستـ.ـعبط يا الياس، مش معنى انك خلاص خلصت من مراد يبقى تفرح ان ديما هتكون جمبك طول الوقت وانت كمان قال ايه تبات هنا.....
ليقاطعه الياس قائلا
=طب انا مستعد اتجوزها دلوقتى وترحمنى من المحاضرة اللى بتقولها دى
ليتنهد مالك بضجر قائلا بجدية
=انا مش بهزر يا الياس مينفعش وبعدين انا مش بضمنك من هنا لحد الكرسى دا مع ديما عارفك سا.فل وهى هبـ.ـلة
ليضحك الياس ويردف قائلا بمرح
=يبقى تجوزهالى محدش هيستحمل هبلها غيرى ولا حد هيستحمل سفا.لتى غيرها
لينظر له مالك بغضب ولم يجيبه ليصمت كلا منهما للحظات، ويقطع ذلك الصمت الياس وهو يقول بجدية
=انا حجزت تذاكر لألمانية هنسافر كلنا بكرة الفجر
وعندما وحد ان مالك سيرفض سبقه قائلا بجدية
=من غير ما تقول حاجة عارف انكم مش عاوزين تسافروا المانيا بس لازم نروح نخلص كام حاجة كدا تبع السفارة ونشوف قضية مراد هتوصل لحد فين
ليزفر مالك الهواء بصخب وهو يلكمه بكتفه قائلا بسخط
=تعمل المصيـ.ـبة وبعدها تقولى انا عملت كدا
ليجيبه الياس ممازحًا
=تنكر انه بيعجبك وعلى هواك
ليحرك مالك راسه وابتسامه ساخرة على وجهه ولم يجيبه
_____________
إنني أتحول يومًا بعد يوم إلى شخص أقل إكتراثًا من قبل، ولا أعلم إن كان هذا أفضل مافي الأمر أو اسوأه .. 🖤
_____________
=صباح الخير يا فتون
نطق بها حازم الذى يقف امام تلك الجالسة تقرأ احدى الكتب التى دائما ما يراها تقرأ منها، لترفع هى راسها تنظر اليه وما ان راته زفرت الهواء بعنف معيدة بصرها الى الكتاب مرة اخرى ليسحب هو كرسيًا ويضعه امامها ليردف قائلا بنبرة حزينه ام معاتبة لم تسطع هى تفسيرها
=فى ايه يا فتون؟ انتِ زعلانة مني او انا عملتلك حاجة زعلتك؟ فتون بكلمك لو سمحتي ردى عليا..!
لتغلق عى الكتاب ملقيا اياه بقوة فوق الطاولة التى امامها قائلة بنبرة قوية
=فى انك كذاب
ليضيق هو ما بين حاجبيه ينظر اليها باستغراب، نعم هو متسكع ويسهر وكان يحادث فتيات .. لكنه بحياته لم يكذب حتى عندما يحادث الفتيات كان يتحدث معهم وكأنهم اصدقائه لا بعطى لأى واحدة منهم بوعود كاذبة، ليهمس هو قائلا بصدمة
=كذاب انا ..؟!
لتومأ له براسها مكملة بنفس نبرتها القوية التى لأول مرة يسمعها منها وخاصةً معه فهى دائما الفتاة الرقيقة المسالمة والان هى القطة الشرسة
=الموضوع بالنسبالك تافه بس حقيقى فرق معايا، وهو انك كذبت عليا وقولت انك عاوز تقرب صاحبك مروان من ملك وتخليهم يتعرفوا على بعض واتضح ان الفيلم الهندي دا حضرتك عمله بس عشان تتسلى بوقتك وانا صدقتك بسهولة جدا....
قاطعها هو قائلا بحب ظاهر
=عشان نقيه
تفاجأت من مقاطعته لها لكنها تمالكت نفسها قائلا بعصبية طفيفة مصححه له
=لا عشان هبـ.ـلة وانت الصادق .. عن اذنك
لتسحب كتابها بعصبية، تشعر بالغيظ منه فهى بالفعل صدقت انه يريد ان يجمع صديقه بملك، نعم هى معجبة به لكن هو بفعلته تلك يستغفلها ويستغل طيبتها .. وما ان جاءت لتنهض امسكها هو من معصمها قائلا بحب
=تتجوزنى يا فتون..؟
لتنظر له بصدمة واعين متسعه قائلة بذهول
=انت قولت ايه؟
ليقف هو امامها وابتسامه واسعة تزين ثغره
=قولت عاوز رقم ابوكِ .. ولا اقولك بلاش خلينى اتعب لحد ما اوصله عشان احس بالسعادة اكتر .. سلام يا فتنتى
ليغادر فوراً غير مكترث بتلك التى تفتح فاهها من اثر الصدمة هل سيذهب الى والدها ليطلب يدها ويتزوجها بتلك البساطة؟!
_______________
لست شخصاً مكتملاً لكنني لا أنافق ولا أجامل ولا أوهم أحداً ب أشياء مزيفة 🖤..
_______________
=عامل ايه؟
نطقت بها ملك بتوتر وهى تفرك يدها، ليبتسم ذلك الذى يقبع امامها قائلا بهدوء
=انا كويس الحمدلله، انتِ اخبارك ايه؟
لتبتسم هى بخفة =الحمدلله
ليستمر الصمت بينهم لعدة لحظات ليردف هو قائلا بصخب =لا ملك انا ماما ماما بتقلق عليا
لتضحك هى بخفة قائلة باسف
=اسفة بس مش عارفة ابتدى ازاى؟
ليردف هو بتشجيع =من الموضوع قولى وانا هفهم
=انا مسافرة لا مش مسافرة انا مهاجرة
ليردف هو بصدمه قائلا بتلعثم واضح
=ايه..؟ ازاى؟! يعنى هتمشى
لتردف هى قائلة بتوتر
=انا مش بحب الوداع واللحظات الحزينة بس انت اعز صديق اتعرفت عليه او الصديق الوحيد ليا .. فحبيت اشوفك واسلم عليك قبل ما اسافر
ليبتسم هو بسخرية لنفسه محدثا نفسه بانه كان يوم امس يجادل ابيه بان يذهب معه ليخطبها له والان هى تخبرع بانها ستهاجر الى بلد اخرى، يتسأل داخله هل اذا اعترف لها عن حبه الان ستظل؟ بكل تأكيد لا والف لا فكنا قالت منذ لحظات هو صديق ليس الا صديق لها .. ليخرج من شروده عندما نادت باسمه لينتبه لها راسمًا ابتسامة مصطنعه قائلا بنبرة حاول اخراجها طبيعية بقدر الامكان وقد نجح اخيرا
=هتوحشينى ..
=وانت كمان، تعالى ناخد صورة ذكرى
لتنهض تجلس بجانبه وتقوم بالاتقاط صورة لهما وتصافحه بعدها قائلة بود
=خلى بالك على نفسك
=وانت كمان، بس انتِ مقولتيش هتسافرى على فين؟
لتجيبه وهى تلوى شفتيها بضيق
=هنرجع المانيا تانى للاسف هو الياس قالى ان هنقعد هناك فترة بس وبعد كدا هننقل لاى دول انا او ديما بنت خالتى نحددها بس انا عارفه ان هو واخويا هيكسلوا وهنفضل فى المانيا
ليردف مروان قائلا باستغراب =يعنى انتِ مش مصرية صح؟ ومكنتيش عاوزة تقوليلى
لتجيبه هى بمرح قائلة
=يا بنى انا مصرية اكتر منك؟ بس هريحك واقولك انا ابويا المانى وامى مصرية ومولده انا واخواتى فى المانيا وعايشين طول عمرنا هناك ومجناش هنا غير من 4 سنين قبل ما بابا وماما ما يعملوا الحادثه بسنه
ليردف مروان باسف
=الله يرحمهم
لتأمن هى من بعده مستأذنه منه لتغادر فهى تريد ان تذهب الى فتون ايضًا حتى تودعها فعندما اخبرها الياس صباحًا عن امر سفرهم فى مساء الغد لتخبره هى بان لديها اكثر من موعد وتستأذن منه للمغادرة ويوافق بدوره هو حيث كان مالك لم يكن متواجدا فى ذلك الوقت
______________
يقف امام باب غرفتها فمنذ ان ذهب زوجها وهى حبيسة غرفتها اى منذ امس لم تأكل او تشرب، ليطرق على الباب قائلا بحزن
=يا تولين حرام اللى انتِ بتعمليه فى نفسك دا .. طب على الاقل افتحى خدى الاكل
ليأتيه صوتها الضعيف المبحوح الذى يدل على انها كانت تبكى لفترة طويلة
=مش عاوزة يا امير مش عاوزة حاجة
=يا حبيبتي اللى انتِ بتعمليه مش هيفيدك بحاجة بالعكس هيتعبك
=انا كويسة يا امير مش عاوزة حاجة
ليصمت هو للحظات مبتلعًا تلك الغثة التى تكونت فى حلقة ليردف قائلا بحزن واسف، وشعوره بانه هو المتسبب الوحيد فى خر.اب بيت اخته
=انا اسف يا تولين .. انا السبب فى كل دا انا السبب فى كل حاجة بتحصل انا اللى بسبب غرورى وكبريائى عميت قلبى وعقلى وخليت شيطانى بتحكم فيا لغاية ما......
لم يستطع ان يكمل حديثه شاعرا بقلبه يتمزق وصورته وهو يضربها ويدفعها لتسقط فوق الارضية الصلبه ارتسمت امامه ليغادر فورا القصر مستلقى سيارته منطلقا بها باقصى سرعه وكأن بالداخل شياطين تلاحقه، بينما كانت تولين فى الداخل تبكى بصمت وهى تستمع الى اخيها بقلب ممزق تعلم انها خسرت مالك والى الابد لكنها لا تستطيع ان تخسر اهلها حتى وان خسرت العالم بأجمعه..
_____________
كانت تنتظر داخل سيارة اخيها بأن يأتى ومعه معشوقها التى دائما تكن له الحب فى صمت بينما هو لا يراها من الاساس، لتشعر بضربات قلبها تزداد داخل قفصها الصدرى عندما راته يطل بهيئته السالبة للانفاس .. جسده العضلى عيونه التى تشبه عيون الصقر الحادة اخذه من لون العسل الصافى لتلمع تحت الضوء الشمس التى تنعكس عليها، خطواته الواثقة وذلك الضيق الذى ما بين حاجبيه ولحيته النابته كل هذا لا يزده الا وسامه تسلب لها انفاسها، لتفيق من تأمله له عندما فتح اخيها باب السيارة ليجلس خلف المقود بينما هو جلس بجانبه لينظر لها من المرأة قائلا بجدية
=ازيك يا سما
لتشعر بجفاف حلقها فجأة وضربات قلبها فى تزايد مثل كل مرة يحدثها لتردف بتلعثم واضح
=الحـ.ـمـ.ــد لله
ليومأ لها براسه ويبدأ فى الحديث هو واخيها متجاهلين اياها تماماً لتطصنع انها تعبث فى هاتفها وبين كل مدة ليست بالكثيرة تسترق له النظرات فى الخفاء حتى لا يلاحظها اخيها
وما ان وصلا الى المنزل نزل كلا من اخيها ومصطفى متجاهلين اياها تمامًا بينما جاءت إبنة احدى الخادمات لتأخذ الحقائب لتنظر لهما بغيظ طفولى وهى تدبدب يقدميها فوق الارضية قائله بسخط
=رخمين هما الاتنين لسه فكرينى العيلة الصغيرة.. يووا
ولكن ما اشعرها بالغيظ اكثر هو سماعها لغزل تلك الفتاة التى تخرج الحقائب من السيارة
=وحياتك يا سما تعالى دخلى معايا الشنط عشان الحق امشى قبل ما الدنيا تعتم
لتنفجر سما قائلة بعصبية مضحكه
=والله يا غزل وهو دا وقت شنط دا بدل ما تواسينى وتصبرينى البيه ماشى وبيتكلم مع محمود ولا اكنه كان بايت فى حضنى والنبى قوليلى اعمل ايه؟ اعنل بلياتشو عشان ياخد باله منى
كانت تستمع اليها وهى تضحك يينما تحمل حقيبتين سفر كبار وتتجه بهم الى داخل المنزل بخطوات بطيئة بسبب ثقل وزن الحقائب ولم تجيب تلك الشعنونه كما يطلقون عليها بينما سما قد ادركت ان غزل قد تركتها عندما لم يأتيها رد أو توقفها عن مواصلة الحديث كما يفعل الجميع بل وجدت غزل قد دلفت الى المنزل لتتبعها هى بخطوات بطيئة وهى تذم شفتيها كالاطفال
______________
كان يضع سماعة هاتفه ويتحدث بسعادة قائلا الى الطرف الاخر
(الحوار مترجم)
=لقد فاقت اليوم استعادت كامل وعيها وقد تم نقلها الى غرفة عادية
ليأتيه الرد من الطرف الاخر قائلا بسعادة مماثلة
=الحمدلله، ولكن كيف هى حالته النفسية
ليردف الطبيب باسف قائلا
=ليست بخير ولكن بنفس الوقت ليست بالسيئة الامر فقط يحتاج الى الوقت ليس إلا، لكن فضلا اسرعوا بالمجئ فهذا سيساعدها على المقاومة اكثر
ليأتيه الموافقة من الطرف الاخر قائلا بهدوء
=فى اقرب وقت سنصل فقط اعتنى بها واستمر باخبارى بكل جديد معك
ليجيبه الطبيب بالموافقة من ثم يغلق الخط ويتنهد بسعادة
______________
كان يقود سيارته بشرود ينذكر وداعها له، لا يعلم لما مشاعره اصبحت باردة هكذا، يتسأل داخله لما لا يذهب الان الى اخيها ويطلب يدها منه، ويمنعها من السفر فهو ليس بالضعيف حتى لا يفعل ذاك لكنه لا يستطيع ان يعبر عن شعوره الداخلى، هل هو قبيح حتى لا تعتبره حبيب..
ليخرج من شروده وتفكيره هذا عندما استمع الى صوت بوق الشاحنه التى امامه وتبتعد عنه بقليل من المسافة ليحاول الانحراف من امامها لكنه لم يستطع فكانت الشاحنة قريبة منه،ليصطدما ببعضهما فى مشهد مؤلم ..
وبعد لحظات من الحادث تجمعت الناس حول سيارة مروان تحاول اخراجه .. كان جبينه ينزف بغزارة وخط من الدماء يسيل من انفه ليحاول ان يتحمل الالام التى تعصف به فى كامل جسده لكن تلك الغيمه السوداء كانت اقوى من تحمله لتسحبه اليه ليبفقد هو الوعى ولم يعى للناس التى تحاول اخراجه وقد اخرجته بالفعل
بعد مرور عدة ساعات
كان كلا من والدته وابيه لمروان يجلسان بجانبه فى الغرفة التى نقله اليها بعد ان انتهى من العملية، لتردف مرفت امه ببكاء موجها حديثها الى زوجها محى
=محى انت هتجوز مروان للبنت اللى اختارها انا مش هستنى لحد ما ابنى ما يضيع وقول ياريت اللى جرى ما كان ..
ليجيبها محى بالم من منظر ابنه الذى كامل راسه مغطى بالشاش وتلك الخدوش التى تملأ وجهه
=هعمله كل اللى هو عاوزه بس يقوم بالسلامة...
قاطع حديثه هو طرق الباب ودخول منصور وزوجته وخلفهما ابنتهما حبيبة التى كانت عيونها محمرةً وتبدو انها كانت تبكى لفترة طويلة، ليتحدث منصور قائلا بنبرة قلقة
=خير يا محى مروان حصله ايه
ليشير له محى ناحية ابنه المستلقى فوق الفراش لا حول له ولا قوة
=الحمدلله مفيش حاجة خطيرة .. كسر فى ايده اليمين وشرخ فى الرجل الشمال واخد 15 غرزة فى جبينه
لتبكى مرفت وهى تستمع الى ما اصاب ابنها مرة اخرى، لتربت حنان زوجة منصور فوق كتف الاخرى قائلة بطيبة
=ان شاء الله هيقوم بالسلامة وتفرحى بيه وبعياله
لتردف مرفت قائلة برجاء ودموع
=يارب، يارب اشفيلى ابنى وقومه بالسلامة يارب
لتدلف فى نفس الوقت الممرضة وهى تقول لهم يجدية يتخللها الحدة
=لو سمحتوا تواجدكم هنا غلط شخص واحد بس اللى يكون موجود مش كلكم...
لتردف مرفت قائلة بلهفة
=انا مش هسيب ابنى انا هفضل جمبه
لتمسك حنان معصمها قائلة بخفوت
=تعالى بس الاول معايا اغسلى وشك واشربى بوق مايا وصلى وادعيله وحبيبة هتقعد لحد ما نيجى، يلا بس انتِ لسه هتفكرى
لتسير معها مرفت وعندما اصبحت بجانب حبيبة توقفت قائلة
=متسبهوش يا حبيبة
كانت نبرتها عميقة لم تسطع الاخرى فهما ان كانت تقصد تتركه وترحل من المشفى ام تقصد بصفة عامة ان لا تتركه، وما ان خرج جميعهم من الغرفة اغلقت الممرضة الباب .. لتجلس فوق الكرسى الموضوع بجانب فراشه لتنظر اليه بالم قائلة بدموع وقلبها يعصف من الالام وهى تراه بتلك الحالة
=مروان انا عارفة انك مش سامعنى ولا حاسس بيا، يمكن تكون دى المرة الوحيدة اللى اقدر اتملم فيها معاك مم غير ما اتوتر .. انا بحبك يا مروان عارفة انك عارف انى بحبك ودا اللى واجعنى انك عارف بمشاعرى ومع ذلك متجاهلنى .. كذبت عليك وقولتلك ان بحب غيرك بس والله العظيم انا لا بحب غيرك ولا اعرف غيرك ولا عاوزة غيرك من الاساس .. انا عارفة انك مش بتحبنى ولا شايفنى من اصله .. قوم يا مروان وانا اوعدك انى هبعد قوم عشان مامتك وبابك والبنت ال.. اللى بتحبها
=يعنى مفيش حد اسمه اشرف
لتصدر هى شهقة مفاجأة وهى تراه يفتح عينيه بصعوبة متحدثا ببطئ وكانه لا يستطيع النطق، لتنتفض هى بمكانها مقتربه منه قائلة بلهفة
=مروان انت كويس؟ استنى انادي على دكتور
ليردف بخفوت قائلا
=استنى بس وردى عليا .. ليه كذبتى وقولتى انك بتحبى غيرى؟
لتجيبه بحزن قائلة بدموع
=مش وقته يا مروان
ليردف بتعب قائلا بالم
=طب ايه اللى حصل انا جسنى كله بيوجعنى ومش قادر اتحرك
=اصلك دخلت فى ترله .. استنى هجيب الدكتور
ليقاطععا هو قائلا بتعب وهو يمسك معصمها بيده السليمة
=تتجوزنى يا حبيبة
___________________
"نهاية الفصل" التكملة اعملوا متابعه من هنا
بدأنا فى العد التنازلى للرواية 🤫😂
#عشقت_كفيفة
تكملة الروايه من هنا
تعليقات
إرسال تعليق