الحلقة الثانية والاربعون🫂 عشقت كفيفه
بعد مرور أسبوعين..
كان قد سافر كلا من مالك واخته ملك وصديقيه وابنة خالته وشقيقها الصغير الى المانيا تاركين كل شئ من خلفهم، بينما تولين منذ ان علمت بذلك الخبر وهى حبيسة لغرفتها لا تخرج منها الا لضرورة القسوة، اما امير فقد اصبح وكأنه شخص آخر ففى صباح كل يوم يذهب إلي قبر زوجته يتحدث معها طويلا من ثم يتجه إلي شركته التى اصبحت أكثر تقدمًا من ذى قبل وايضا هو لقد أصبح أقل حدة وعصبية فى التعامل مع الموظفين لديه وهذا ما كان يثير الإعلام عنه لكنه لم يعطى أى اهتمام لأحد من شركات الاعلام..
اما عدى فقد كان خلال الاسبوعين المنصرمين كثير المحادثه مع ملك سواء كانت من خلال تطبيق (الواتساب) او يحدثها مكالمة هاتفية .. كانا يتحدثان بكل شئ واى شئ هو يخبرها عن يومه وماذا فعل وهى نفس الشئ، وقد فاجأته بانها صاحبة (بيدچ) على الفيسبوك باسم "عاشقة الليل" فهو من متابعين تلك الصفحة لكنه ابدا لم يتخيل ان تكون هى صاحبتها..
ومروان كان قد خرج من المشفى لكن مازالت يده وقدمه متجبرتان (الجبس) كان قد قضى اسبوع فى المشفى والاسبوع الاخر فى منزل والديه فقد كان يشعر بالحزن والاسف على نفسه لا يعلم ما به حتى لا يجتمع مع من يحب او مع من يحبه، فقد كان يعتقد انه يحب ملك لكنه اكتشف انها لم تكن غير اعجاب فقط حيث انها عندما اخبرته بانها ستافر لم يحزن كثيرا فقط تأثر بنفس اللحظة التى اخبرته بها، لكن الان ما يحزنه هو رفض حبيبة له للمرة الثانية، هو متأكد من مشاعرها تجاهه فلمَ ترفضه المرة الثانيه؟
ومصطفى كما هو مازال يعيش داخل عالمه الخاص الذى انشأه لنفسه، ملاحظًا افعال سما التى تفعلها لجذب انتباهه لكنه يتجاهلها متعمداً رافضًا ان يفتح قلبه مرة اخرى.
______________
" أريد ولو لمرة واحدة أن أنول الأشياء التي أريدها لا تعويضها .."🥺
______________
كانت تجلس فوق فراشها مربعة القدمين وجسدها يرتجف الامام والخلف وتمسك هاتفها بين كفيها بقوة وعينها تنظر الى ذلك الاختبار الملقى امامها فوق الفراش وبيه خطين باللون الاحمر الذى يدل علي انها حامل، لتحدث نفسها قائلة بذهول وتلعثم من اثر الصدمة
=انا.. انا دلوقتي.. حامل.. يعنى ابنى.. انا ومالك.. كمان 8 شهور ونص هيكون.. موجود
لتتذكر جملته فى اخر لقاء بينهما عندما قال لجدها بكل جدية "المحامى هيجى ويخلص كل اجراءات الطلاق" لتحدث نفسها قائلة بقوة وكانها تشجع نفسها
=لا مش هخليه يطلقنى، اكيد ربنا رزقنا البيبى دا عشان تكون اشارة ان احنا نكمل مع بعض، انا لازم اكلم مالك واقوله.. ايوة لازم يعرف..
لتفتح هاتفها وما ان جاءت لتتصل به تذكرت ان هذا رقم هاتفه المصرى (شريحة الخط) وهو الان بقارة اخرى فمن المؤكد انه غير رقم هاتفه يناسب البلاد التى بها لتهتف بغضب من نفسها
=ايه الغباء اللى انا فيه دا، اكيد غير رقمه اول ما سافر.. يارب طب انا هوصله ازاى؟.. انا لازم اكلمه
لتظل تعبث فى هاتفها الى تذكرت انها يمكنها محادثتها عن طريق تطبيق الماسنجر لتفتح الشات الخاص بهما وتبدأ فى كتابة اول رساله والتى كان مضمونها
[ مالك ازيك.. بقولك انا حامل]
لكنها مسحتها قبل ان ترسلها معنفة نفسها على ما كتبته قائلة بعصبية =ايه الهبل اللى انا كتباه دا
لتتنفس بعمق محاولة ان تأتى بهدوئها، لتكتب بعد ان استعادت بعضًا من هدوئها
[ مالك .. اخبارك ايه وحشتيني اوى]
[ انا عارفه انك زعلان منى من اللى حصل اخر مرة شوفنا بعض فيها فى القصر]
[ مالك ينفع تنزل مصر محتجالك .. ارجوك]
[ انا عارفة انه طلب غريب .. بس ارجوك محتجالك اعتبر ان دا اول واخر طلب اطلبه منك]
[ هستناك يا مالك]
لتتنهد بتعب وهى تلقى الهاتف بضجر فوق الفراش وتستند برأسها فوق ظهر الفراش قائلة بنبرة قوية وكانها تبث القوة داخلها، وهى تضع كفها فوق بطنها تحدث ابنها
=ان شاء الله يا حبيبى بابى هيجى وهنروح معاه فى اى مكان يكون فيه مش هنسيبو تانى
______________
تسير هى وصديقتها معا، هى تعقد ذراعيها تحت صدرها وهى تستمع الى حديث صديقتها بتركيز وملامح العبوس الطفولية مرتسمه فوق ملامح وجهها البريئة لتبدو كالملاك
=بس انتِ يا حبيبة مكنش ينفع ترفدى مروان كدا من غير سبب.. انتِ بتحيبه ودى تانى مرة ترفضيه هو فى ايه بالظبط ولا هو نفسى فيه واقول يفتح الله؟!
لتجلس على احد المقاعد وتحرك راسها بالنفى وهى تعبس بملامحها الرقيقة كالاطفال قائلة
=لا يا شهد مش كدا، الموضوع مش بسهولة دى مش معنى ان بحب مروان يعنى اوافق اول ما يطلب ايدى، مروان المرة الاولى اللى طلب يجوزنى كدبت عليه عشان ابعد عنه وزى ما بيقوله اكدب الكدبة واصدقها وفعلا فضلت الكدبة مستمرة ل3 سنين .. بس لما فضفضت معاه فى الكلام كنت فكرة انه مش فى واعيه بس للاسف سمع كل حاجه وعرف ان اشرف دا مجرد كدبة......
لتقاطعها صديقتها قائلة بسرعه
=طب ما هو عرف ان اشرف دا كدبة وطلبك للجواز ليه بقى ترفضى
لتصيح بها حبيبة قائلة بنفاذ صبر فلا احد يقدر ما تشعر به، هى لا تريد ان تكون بعلاقة حب من طرف واحد بل تريد ان تعيش قصة حب كلا منها هى وبطلها يتبادلون الحب لا ان تكون هى فقط الطرف المضحى او العكس فقط تريد حياة بسيطة
=يا بنتى الموضوع مش زى مانتِ شايفه مش معنى انه قالى تتجوزنى اجرى اخده بالحضن، الموضوع موضوع مشاعر واحساسيس، مروان لما قالى تتجوزنى كان بيقولها كانه بيكلم اى حد مفهاش احساس او تمنى مش معنى انى بحبه يبقى اقبل بقى حاجه، الموضوع مش دبلة وخاتم وفستان وليلة حلوة وشهر عسل والكلام دا الموضوع اكبر من كده........
ليقاطعها رنين هاتفها الذى صدح بالمكان لتنظر اليه تجدها امه لتستقبل المكالمة مجيبه اياها وبعد لحظات انهت المكالمه لتردف وهى تنهض من مكانها
=ماما بتستعجلنى انا همشى.. سلام عليكم
لتومأ لها شهد وهى تراها تغادر المكان وكلمات حبيبة تدور بعقلها فهى لم تفكر بتلك الطريقة التى تفكر بها حبيبة
_____________
جلس مالك يجاور صديقه تيم امام احدى الشاشات العملاقة يلعبون احدى الالعاب الالكترونية بحماس شديد لبعض من الوقت كانت تتعالى فيه صرخات حماسهم فقط حتى انتهت اللعبة بفوز مالك ليهتف تيم باحباط
(الحوار مترجم)
= انا مش عارف انا ايه يخلنى العب معاك وانا عارف اخرتها كل مرة
ضحك مالك بصخب هاتفا بمرح
= علشان كل مرة بتفكر انك هتقدر عليا ومش قادر تقتنع ان استحالة حد يغلب مالك الصياد
زفر تيم بخنق قائلا بغضب زائف
= مااشى ياعم الخطير اتعلمنا الدرس
ليكمل بجدية هو يتراجع فى كرسيه براحة
= ما قلتليش عملت ليه كده فى كل اللى فى الادارة كل ما اسألك تغير الموضوع
ابتسم مالك ببطء قائلا ببرود
= مش مهم عملت كده ليه المهم انى خلصت منهم واللى غلط لازم يتعاقب دا غير انهم تبع مراد
زفر تيم بحنق قائلا بقلة صبر
= مانا عارف انهم اكيد غلطوا انا بقى عاوز اعرف هما غلطوا فى ايه ومتقوليش مش مهم تعرف ها عملوا ايه؟ ووزاى عرفت انهم تبع مراد؟
قص عليه مالك ماحدث صباحا فى الشركة التى اصبحت ملكه هو واخوته بعد ان عاد له حقه من نصيب والده المتوفى ليردف بلا اهتمام ساردا ما حدث من هؤلاء العاملين فى الادارة فاتضح له انهم أصدقاء مراد ويقومون باختلاس الاموال بجانب ان سم'عتهم سيئة وما ان انتهى حتى هتف تيم بقوة
=بس يا مالك مش من اول يوم ترفض كل الادارة مفكرتش الخساير اللى ممكن تحصل او ان المناصب دى حساسية وبتاخد وقت لحد ما تلاقى حد تثق فيه
اغمض مالك عينيه قائلا براحة
= وتعتقد برضه انى هتصرف كده قبل ما اعمل تحقيق واعرف ان كان الكلام مظبوط ولا لا بس الحمدلله طلعوا ازبل من ما كنت اتوقع
اقترب منه تيم ينكز كتفه بكتف مالك قائلا بعدم تصديق
=مالك، انا مش مصدقك مبقاش تيم لو الموضوع دا مفهوش ان
ابتسم مالك بسخرية وتهكم وهو مازال مغمض العينين ليراه تيم ليهمس مرة اخرى لنفسه وهو يهز راسه بتأكيد
= عيب زاى ما قلت الموضوع فيه إن وإن كبيرة كمان.....
ليقاطعه هو دخول الياس الذى القى بجسده بجانب مالك بقوة مما صدم مالك بكتفه بقوة ليصيح مالك بغضب مصطنع وهو يرى تهجم وجه الاخر
=ايييه حمـ.'ـار بيقعد مش تفتح
ليجيبه الياس بنفاذ صبر
=مش وقتك يا مالك
ليميل تيم على مالك مستندا بمرفقيه فوق فخذى الاخير قائلا بخبث وهو يوجه لمالك
=تقريبا سابته وراحت تقابل واحد غيره
لينظر له الياس بطرف عينيه بغضب ولم يجيبها بينما اكمل مالك قائلا بخبث
=وانا سمعتها امبارح بتقول لملك انها نفسها فى واحد يكون اسمرانى وعيونه سود...
ولم يكد ان ينهى جملته حتى راى الياس وهو ينتفض من مكانه بغضب وانفعال قائلا بعصبية وهو يتحرك ناحية الباب
=دا انا اللى هخلى حياتها سودا .. قال عيونه سود
لكن قبل ان يغادر كان كلا من مالك وتيم يمسكانه من مرفقيه ساحبين اياه للداخل مرة اخرى وهما الاثنين يضحكون بصخب بينما الياس ينظر لهما بغضب ليردف له مالك قائلا من وسط ضحكه على شكل الياس وهو يتذكره عندما انتفض من مكانه ووجه محمراً من شدة الانفعال
=لا مكنتش اعرف انك بتغير اوى كدا
لينظر اليه الياس ببرود وهو يجلس مكانه مرة اخرى ليصيح به فجأة
=دا من امتى دا؟
ليربت تيم على كتفه بتعاطف وهو يرسم ملامح الجديه فوق ملامحه لكنه اردف قائلا بسخرية
=لا يا ايسو انت لازم يكون عندك ثقة فى نفسك مش كدا، دا انت شعر اصفر وعيون زرقة
ليضربه الياس فوق كتفه قائلا بحنق
=هيهئ خفيف..
ليقاطعهما مالك وهو يقول بنبرة جادة
=بسس انتم اللى اتنين .. فى ايه يا الياس ايه اللى حصل انت كنت خارج كويس؟
ليجيبه الياس بتهكم
=لا كتر خيركم انك سألت
ليهمس له تيم فى اذنه بنبرة خبيثه وهو يحاول كتم ضحكته
=الناس مقامات يا ابو الصحاب
ليردف الياس بنبرة غضب مصطنع وهو يمسكه من ياقته قائلا بحده
=هو انا لو ق'تلتك حد هيزعل عليك
ليبتلع تيم لعابه بصعوبه قائلا وهو يحول بصره الى مالك الذى بدأ باللعب مرة اخرى همس باسمه عدة مرات لكن مالك لم يعيره اهتماما بل كان يصب كامل تركيزه الى الشاشة، ليردف الياس بحدة وابتسامه خبيثه تزين ثغره
=قولتلى الناس مقامات مش كدا، تعرف ان انا لو قتلتك دلوقتي هكسب ثواب كبير فى سيدرا ان هر"حمها منك واريحها
ليذم تيم شفتيه بحزن مصطنع وقد قرر التلاعب بالياس حتى يتركه فهو يعلم ان صديقه يكره ان يستفزه احد وخاصة عندما يكون فى مزاجه العصبى فلا يرة امامه وقتها
=سيدرا ايه بقى ما خلاص كل حاجة راحت لحالها
ليتركه الياس بقرف مصطنع وهو يجول بنظره بين مالك الذى وكأنه بعالم اخر هو وتلك الالعاب فقط والى تيم الذى يقبع بجانبه وبدا فى تناول المقرمشات ببرود ليردف قائلا وهو يمط شفتيه
= دا انتم صحاب تعـ.ـر واحد هيطلق مراته والتانى بيتخانق مع خطيبته اكتر ما بيتصالحوا
تيم وهو ينظر اليه بحاجب مرفوع قائلا بطريقه ساخرة لكن نبرته بها من الهدوء والبرائة المصطنعين
=دا على اساس انك عايش انت وديما فى تبات ونبات ومخلفين صبيان وبنات
ليدفعه الياس بغضب حقيقي
=قوم يالا من جمبى قوم جتك نيلة
ليتليه صياح مالك وهو يهتف بسعادة
=كسبتك يا ميسى، الله عليك يا ابو صلاح
لينهض من مكانه يلتفت حوله وكانه يبحث عن شئ، ليردف تيم قائلا
=لو بدور على تلفونك هناك على الطربيزة ورسايل كتير اوى جاتلك على فكرة
لينهى كلامه بغمزة خبيثه وهى يبتسم ابتسامة سمجة لينظر له مالك باستغراب قائلا
=انت اتهـ.'ـبلت يا تيم؟ هيكون مين يعني اللي بعت....
لم يكمل جملته فقد رأى اسمها هى التى بعثت له الرسائل عبر الماسنجر ليفتحها وهو يخطو بعيدا عن صديقيه.. ليض"رب الياس تيم بذراعه قائلا بخفوت
=مين اللى بعتله؟
ليجيبه تيم وهو يتلاعب بحاجبيه
=تولين مراته
ليومأ الياس براسه وهو يستند بها فوق ظهر الكرسى مغمض عينيه، ليتذكر انه لم يخبر مالك بما قد جاء من اجله الان لينوى انه عندما يأتى الاخر سيخبره بما فى الامر
_______________
كان قد خرج مالك الى الشرفة ليستطع ان يحادث تولين بهدوء ليفتح الشات الخاص بهما ليجد انها ليقرأهم بهدوء ورغم تخبطه الداخلى وفضوله الذى يصره على ان يذهب اليها ويعرف ما الامر لكنه كتب اليها
[ فى حاجة ضرورية..؟]
وما كاد ان يخرج من الشات حتى اتاه الرد منها كاتبة له
[ جدا جدا يا مالك حقيقى هتفرق معاك ومعايا]
ليعقد حاحبيه وهو يكتب لها
[ تولين مش فزورة هى فى ايه؟]
لينتظر لحظات حتى اتاه الرد منها كاتبة
[ انا اسفة يا مالك انا عارفه انك زعلان منى وانك مش طايق حتى تكلمنى بس حقيقى انا محتجالك] وترسل بعدها وجه مدمع (ايموجى)
ليتنفس مالك بغضب وهو يكتب لها
[ ان شاء الله يا تولين ربك يسهلها وهحاول انزل مصر]
ليغادر من الشات الخاص بها، فهى قد استفزته بحديثها فكيف تخبره انها تريده ان ينزل الى مصر فى الحال وفقط منذ أسبوع قد تركته واختارت عائلته رافضة بان تسافر معه، هو لا يفهمها ولا يفهم ماذا تريد؟ وايضا لا يفهم مشاعره الى الان!...
________________
فى الصباح اليوم التالي..
كان يسير كلا من مالك وملك خلف الياس الذى اتى بهما الى تلك الشقه ذات الاساس العصرى، ولم يخبرهم ما سبب مجيئهم وقد مر من الوقت اكثر من ساعة وهما على نفس الحال ليردف مالك بضجر وهو ينهض باتجاه صديقه
=لا الياس انت بتهزر بقلنا ساعه قعدين وعمال تقول هتتفاجأو ولا شفنا.....
لكن ما قطع حديثه هو ذلك الصوت الذى جعل بدنه يرتجف ليرمش بعينيه عدة مرات وقد ظن ان هذا الصوت ما هو الى من خياله، ليكمل بصوت هادئ غير الذى كان عليه
=الياس لو مفيش حاجه خلينا نمشى
وما ان التفت رأها ليثبت بمحله وكان العالم باكمله قد توقف فى تلك اللحظة هل ما يراه الان حقيقى ام ان كل هذا مجرد منام وما ان يستيقظ منه سترحل من امامه ليهمس باسمها قائلا بخفوت
=سارة..؟
لتبتسم هى بدورها تقوم بمد يدها ليقترب منها بلهفة محيطًا وجهها بكفيه وقد تغلبت عليه دموعه ليردف قائلا بفرحة
=سارة دى انتِ بجد؟ يعنى انا مش بحلم؟
لتبتسم وهى تمسك باحدى كفيه تقبله وهى تربت علي كتفه قائلة بابتسامة مشرقة
=ايوه انا سارة يا مالك.. انا اسفة على...
لكنه قاطعها وهو يعناقها بحب واشتياق اخوى لتسيل دموعها بصمت وهى تبادله العناق لكن ما قطع هذا الاشتياق الاخوى هو شهقة ملك المتفاجأة ليبتعد مالك عن سارة ذاهبا باتجاهها ساحبا يدها ليقف ثلاثتهم فى دائرة منغلقه بهم
لتردف ملك بتلعثم واضح
=ازاى.. سا.. رة مش.. فاهمه
لتجيبها سارة بدموع وهى تمرر يدها فوق ملامح شقيقتها قائلة باشتياق
=انا عايشة يا ملك الحمدلله، ممتش
لتسيل دموع ملك هى الاخرى وتبتسم فى نفس الوقت وتعانق شقيقتها الكبرى فى محبة ويشاركهم مالك هو الاخر العناق ليكون عناق اخوى بين ثلاثة اشقاء تحملوا الكثير من الشقاء ومتاعب الحياة، فقدوا والديهم، من كان من المفترض ان يكونوا سندا لهم لم يكونو غير منبت للالام..
ليبتعد كلا منهما ببطئ ليسحب مالك سارة من يدها جاعلها تجلس ليردف قائلا بجدية
=ينفع اعرف كنتِ فين طول الفترة اللى فاتت وازاى انتِ عايشة؟ اومال مين اللى دفنها؟
لتجيبه سارة قائلة بهدوء بقدر المستطاع
=انا عارفة انى غلط بس عشان خاطري بلاش تزعل من الياس او تاخد على خاطرك منه، هو خبه عليك عشان كان عارف انك ممكن تتهو....
ليصيح مالك بغضب مقاطعًا لها فجأة
=يعنى الياس كان عارف انك عايشة ومقليش
ليردف الياس بتوتر بعد ان ظهر مرة اخرى فكان قد اختفى للداخل تاركا لثلاثتهم الفرصة حتى يقابلوا بعضهم
=على فكرة انا كنت رافض ان اخبى عليك بس هى اللى حلفتينى مقولش ليك
لينظر مالك وملك الى سارة بصدمة لتردف ملك قائلة بدهشة واستنكار
=انتِ مكنتيش عاوزانا نعرف انك عايشة؟ كنتِ بتفكرى ازاى واحنا كل يوم نبكى بدل الدموع دم على فراقك؟
ليجيبها مالك بجدية وهو يحاول ان يحصل على اكبر قدر من هدوئه الداخلى
=مش وقته الكلام دا يا ملك.. حد فيكم يقولنا ايه اللى حصل بالظبط وازاى قدرتوا تكذبوا علينا كلنا؟ وازاى أصلا قدرتى تسافرى يا سارة من مصر لهنا؟
ليجيبه الياس بهدوء
=انا اللى جهزت كل حاجة.. من اول ما سارة فاقت اول مرة....
༺ فـلاش بـاك ༻
لم يكن بالممر الذى به الغرفة التى تقبع بها سارة غير الياس ولا يعلم اين هم لتمر لحظات وهو يجلس امام الغرفة الى ان جاء احدى الاطباء الخاصين بمتابعة سارة ولم يكن غير ذلك الطبيب المدعو بـ "معاذ" ليسأله معاذ قائلا بخفوت
=حضرتك الياس جوزيف؟
ليومأ له الياس براسه وهو ينهض يقف امام الطبيب قائلا بتوتر لكن حاول ان يخرج صوته بنبرة هادئة
=ايوة انا خير يا دكتور فى اى جديد فى حالة سارة؟
ليقاطعه الطبيب بشئ من الحدة
=من غير كلام كتير تعالى ورايا
ليسير امامه بينما الياس يتبعه بدهشه واستغراب الى ان دلف معاذ الى باب احدى الغرف لينتظر الياس ان يدلف وما ان دلف الاخير اغلق الباب وضغط على احد الازرار الموجودة فوق المكتب ليظهر باب سرى لا يختلف عن الحائط بل وكأنه جزء منه ليشير معاذ الى الياس بالاقتراب ولكن قبل ان يقترب الياس طلب منه معاذ ان يرتدى الملابس المعقمة..
ليردف الياس بحدة
=ينفع افهم فى ايه يا دكتور ايه شغل العيال دا نا تقول فى ايه؟ سارة حصلها حاجة؟
ليجيبه معاذ بصبر قائلا
=ينفغ طوتى صوتك وهتفهم كل حاجهةدلوقتي بس ارجوك اختصر الوقت
ليرتدى الياس الزى المعقم، يريد ان يعرف ماذا يريد هذا الطبيب منه، ليقترب منه الياس ليدخلا الى ذلك الممر ويسيران معا لمدة دقيقتان من بعضها يتضح انهما داخل احدى الغرف ذات الرعايا العالية بها الكثير من الاجهزة الطبية ويجد فراش مستلقى فوقه تلك الجميلة التى تحيطها الاجهزة وتلك الاسلاك والخراطيم الموصلة ب'جسدها التى تجعلها على قيد الحياة..
ليقترب منها الياس بدون وعى يشعر بالام وهو يراها بتلك الحالة وما ان همس باسمها ليراها تحاول ان تفتح جفنيها لينظر الى الطبيب بتفاجأ لكنه اشار له بالهدوء ليشعر الياس بالصدمه لتمر لحظات الى استطاعت هى ان تفتح جفنيها لتبتسم بضعف هامسة
=الياس، الحمدلله انك جيت..
ليقاطعها الياس بلهفة
=حبييتي ارتاحى متكلميش الحمدلله انك قومتى بالسلامه كلنا مستنينك برا...
لتقاطعه هى قائلة بضعف =لا يا.. الياس مش.. عاو.. زه حد يعرف.. ان.. انا فوقت.. وبالذات مال.. ك
لينظر لها بصدمة
=ازاى؟ ما نتِ اكيد هتقومى وتبقى كويسه
ليقترب معاذ فى تلك اللحظة قائلا بجدية
=كفاية كلام يا سارة، وانا هفهم استاذ الياس
لينظر الى الياس مكملا بحدية اكثر وعملية
=حضرتك مدام سارة دلوقتي الحمدلله حلتها بتتحسن بوضوح، بس هى عاوزاك تساعدها انها تسافر لالمانيا من غير ما حد يعرف حتى بشمهندس مالك وانسة ملك وقبل ما تسال اى سؤال انا هكون جوبتك على كل الاسئلة اللى ممكن تخطر على بالك .. دلوقتى سارة حامل بطفل بعد ما كانت حامل فى اتنين ودا طبعاً بعد الضرب اللى اتعرضله فى طفل احه'ض، وهى حابه انها تبعد عن كل اللى هنا يعنى تقدر تقول تاخد راحة من حياتها بكل اللى فيها وحضرتك الوحيد اللى تقدر تساعدها بسبب نفوذك وامكانياتك
ليعقد الياس حاجبيه بعدم فهم قائلا
=ودا ازاى؟ ازاى عاوزة تسافرى من غير ما حد يعرف انك سافرتى ايه هتلبسى طيقة لخفة
لتردف سارة بضعف =انا مش بهزر يا الياس.. معاذ هيقولهم انى موت وبعدها انت هتساعدنى انى اسافر
ليصيح الياس بعصبية
=انتِ سامعة انتِ بتقوليه؟ انتِ مش عاوزانى اخدك افسحك انتِ عاوزة تسافرى لقارة تانية لا ومش بس كدا عاوزة تفهمى الكل انك موتى
لتجيبه بنفس نبرتها الضعيفة
=عاوزة ان'تقم منهم يا الياس تعبت منهم كلهم، كلهم بيدورو على اللى يريحهم سواء بقى كان امير مصطفى كوثر كلهم، مصطفى اللى سابنى وانا فى اشد حاحتى ليه، وامه اللى هى السبب فى انى اكون كفيفة، ولا امير اللى فجأة لقيته ماسك فيا ض"رب وجاى يقولى ان بخو"نه مع مصطفى؟!.. بذمتك دا يرضي ربنا مش من حقى يعنى ان اخد حقى
ليردف معاذ مقاطعا لها قائلا بقلق
=سارة ارجوك كفايه بلاش مجهود انتِ لسة تعبانه
ليتحدث الياس قائلا بهدوء
=يا حبيبتي صدقينى انا ومالك هنجبلك حقك منهم كلهم بس تفكيرك دا غلط
قاطعته قائلة برجاء =ارجوك يا الياس
ليغمض هو عينيه لا يريد احزانها وهى بتلك الحالة وبنفس الوقت لا يوافقها على ما تقول، ليجيبها بصبر
=طب على الاقل نبلغ مالك
لتنفى براسها ودموعها تسيل فوق وجنتيها قائلة
=محدش هيعرف غيرنا احنا التلاته، عاوزاك بس تجهز كل حاجة بطريقتك اهم حاجه امشى من هنا عشان خاطري، واتفق مع معاذ هو اللى هيقولك امتى بالظبط اقدر اسافر
ليردف الياس بصدمة
=هو انتِ خلتينى اوافق وخلاص هحدد الميعاد
ليرد معاذ تلك المرة قائلا بجدية مقاطعا لهما
=سارة انا هديكى مهدء ترتاحى شوية عليه
ليعطيها بالفعل من ثم ياخد الياس ويخرجان من تلك الغرفة وماان وصلا الى المكتب اردف معاذ قائلا بجديةكعادته
=مفيش خيار تانى، حضرتك املها الوحيد، هى حاليا معتقدة ان بسفرها هيخلصها ويريحها من اللى هى فيه فبالتالى هنحاول على قد ما نقدر نسهلها الامور، وكمان عشان الحالة النفسية
ليزفر الياس بضيق فهو لا يعلم ماذا عليه ان يفعل او بمن يستشير فى ذلك الموقف لكنه اضطر الى الموافقة فاهم شئ لديه الان هو صحة سارة..
وبالفعل يمر الوقت وهو يطمئن عليها بالخفاء ويعلم عن تحسنها بينما ينشرون عن عدم تقدم حالتها وعندما اصبحت بصحة قادرة تتحمل عناء السفر اخبر معاذ الياس بذلك ليستعد الاخر للسفر
لتأتى لهم فرصة اشهار خبر موتها الكاذب بعد ما دلف مالك اليها بالخفاء ليشغل معاذ الانظار الخاص بالطوارئ بعد خروجه وكان قد اعطى سارة حقنه لتجعلها شبه متوفية ويستطيع ان يقوم بالخطة كما حددوا، ليأتى اليه تولين وعدى ما ان ضغط على زر الطوارئ ليبدؤوا باسعافها وبسبب تلك الحقنه التى حقنها بها ليعتقد عدى وتولين موتها وعندما خرج كلا منهما ليخبروا من فى الخارج عن م'وتها قام هو هو باعطائها الترياق لتلك الحقنة..
فى وقتا لاحق
كان الياس يتحدث مع معاذ فى مكتب الاخير
الياس بجدية وهو يضع قدم فوق الاخرى
=انا هاخدها فى طيارة خاصه ومحدش هيعرف ولا هيحس بحاجة وبدلها بأى جثه من اللى فى المستشفى وخليهم يخدرو مالك لحد ما نخلص خلى الموضوع يعدى على خير
معاذ بتوتر =الموضوع مش سهل يا الياس زى ما انت فاكر دا ستر من ربنا ان ةمسر جاله انهيار وعطينا لمالك المهدأ
الياس بغضب وشعوره بالندم يؤلمه وهو يرى حال الجميع الذين اصبحوا فى حالة من الحزن
=لا متستعبطش انت جاى دلوقتي تقول الموضوع مش سهل .. اللى مش سهل انى اخون ثقة صاحبى فيا واشوفه وهو بيتعذ"ب على فراق اخته .. اللى مش سهل انك تخون مهنتك يا دكتور
انهى كلامه بنبرة ساخرة
تنحنح معاذ بحرج =مالك اتعصبت كده ليه انا بس بوضحلك الصورة عشان تكون على علم بالموضوع
الياس بحده =متنيل عارف وياريت نخلص الطيارة فاضلها ساعه بالظبط وتهبط على سطح المستشفى
وفعلا بعد ساعه كانت سارة فى احدى الطائرات ذاهبه الى المانيا
عاد الياس الى حيث تتجمع العائله بغرفه مالك الذى تبدو على ملامح وجه الشحو"ب والتعب والالم
عندما رأى الياس منظره هكذا اغمض عينيه بألم وهو يتذكر ما فعله منذ قليل
༺بــــاگ༻
اردفت سارة قائلة بعد ان سرد الياس خطتهم لتردف قائلة
=واول ما جيت كملت علاج هنا والحمدلله انا وابنى بخير
ليردف مالك بهدوء وملامحه لا تفسر اى شئ
=وكنتو ناوين تقولوا امتى على لعبتكم دى؟ معنى كلامكم ان لو احنا مرجعناش المانيا مكناش هنعرف انك عايشة!
ليردف الياس قائلا وهو يخشى من ون يقاطعه مالك بسبب ما فعله وسبب كذبه عليه
=لا يا مالك مش زى ما انت فاهم....
قاطعه مالك وهو يرفع كفه مشيرا الى الاخر بالصمت قائلا بنبرة جادة غير قابلة للنقاش
=بلاش نتكلم دلوقتي يا الياس عشان ممكن نخسر بعض
لتهمس سارة باسم اخيها قائلة بدموع
=مالك لا
لكن لم يعيرها اى اهتمام بل نهض من محله ببطئ وهو يشعر بالم حاد يغزو قلبه وهو يشعر بان اخته قد استغنت عنه رافضة بان تخبره انها على قيد الحياة جاعلة اياه يعيش فى حزن والم رغم شعوره بالسعادة من كونها مازالت على قيد الحياة لكن ذلك الشعور يجتاحه دون ارادة منه ليردف قائلا
=الحمدلله انك كويسة دى بالدنيا وما فيها يلا بينا
ليشير براسه لملك بان تاتى هى بها بينما هو قد سبقهم الى الاسفل مغادرا بسرعة وشعور بالضيق يعتلى صدره لتمر دقائق قيليلة يرى ملك وسارة يلحقان به خلفهم الياس الذى يحمل حقيبة سفر ويبدو انها تحتوى على ملابس سارة ليصعد كلا من سارة وملك فى المقعد الخلفي وما ان اغلق الياس باب السيارة وقبل ان يتخرك ليجلي بجانب مالك كان الاخير قد انطلق بسيارته تاركا الياس يقف محله ينظر فى اثر السيارة التى انطلقت كالصاروخ ليبتسم بحزن، هو لا يلوم صديقه فهو يعلم انه غاضب وهذا حقه..
_______________
"كن لطيفًا فهناك لحظة وداع ليس لها وقت"
تذكرت تلك المقولة بالم وهى تتذكر حديثه السام معاها فى اخر مرة تقابلت معه بها عندما احرجها امام العمال لديهم لتشعر بارتفاع غثات البكاء وهى تتذكر
" مش عاوز اسمع صوتك انتِ فاهمة وقسما عظما يا سما لو لمحتك عتبتى برا باب اوضتك هيكون ليا معاكى تصرف مش هيعجبك "
لا تعلم لما يعاملها بتلك القسوة منذ ان اتت تلك المدعوة بـ "سلمى" ابنة خالتها التى اتت اليهم منذ ان علمت بان مصطفى قد جاء اليهم، الا يكفيها ان تراها وهى تتمسح به وبكل دقيقة والاخرى تكون معه وبجانبه ورغم هذا فان سلمى لا تتركها الا وتجعل سما تخرج عن شعرورها وما ان يقترب مصطفى تمثل دور الفتاة البريئة المسالمة وتصبح هى امامه انها تلك الفتاة الشريرة ... لتتنهد بتعب وهى تفكر بياس ان ذلك الحب الذى تكنه له لا يأتى لها غير التعاسة واليأس، تتسأل هل لاحظ غيابها اليوم؟ فهى تجلس بغرفتها منذ صباح امس اى منذ صياحه بها لا تخرج الا عندما تتاكد بانه قد غادر المنزل
لتبتسم بسخرية وهى تحدث نفسها
=اكيد ولا على باله زمانه بيقول الحمدلله خلصت منها.....
لتنبه الى صوت اشعار هاتفها معلنا عن وصول رسالة لتفتحه وما ان قرات مضمونها حتى انتفضت من مكانهت هاتفه بسعادة
=يا مااما.. ماااماا
وهى تغادر الغرفة وتضحك بقوة وتنزل الى والدتها ولم تنتبه الى تلك المنامة التى ترديها التى تصل الى ما بعد ركبتها بانشات قليلة لتدلف الى غرفة المعيشة وهى تقغز بجانب امها فوق الاريكة قائلة بسعادة
=ماما.. عارفة مين كلمينى دلوقتي
لتردف امها قائلة بدهشة من حالة ابنتها
=خير يا بنتى فى ايه؟
لتجيبها سما وابتسامه سعيدة مشرقة تزين ثغرها قائلة بحب يطغى فى عيناها
=سام كلمنى وقالى انه جاى الليله هيقضى الاجازة بتاعته كلها هنا معانا
لتضربها امها بخفة فوق راسها قائله بضيق مصطنع
=بقى الهيصة دى كلها عشان خاطر سى سام بتاعك اطلعى غيري ميكى موس اللى انتِ لابسه دا
لتنظر سما الى ما ترديه قائلة بجدية
=دا بيتر مان يا ماما مش ميكى موس.. عن اذنك عشان الحق سام قبل ما يرجع
لتننهض من مكانها بسعادة وتتراقص وهى تسير غافلة عن ذلك الذى يقف خلف احد الاعمدة ليشعر بالرجفة تسرى فى جسده وهو يراها بذلك النظهر الفاتن، لكن ما اثار دهشته وتسأله هو حديثها عن ذلك المدعو بسام فهو لا يتذكر انه يعرف احد يدعى بذلك الاسم؟!
_______________
"نهاية الفصل"اعملوا متابعه من هنا هنا
تعليقات
إرسال تعليق