الحلقة السابعة والاربعون 💗 (الجزء الاول)
مر اسبوعين واكثر والى الان لم ياتى امير ... لم يهتم الاغلبية الى كونه قد تأخر بالعودة بينما هى تكاد تموت قلقا عليه فهو قد اخبرهم انه يومان وسيعود والى الان لم ياتى او يحدثهم لكن ما طمئن فؤادها قليلا اتصاله باخيها واخباره انه تأخر لظروف ليست بارادته، لكن صوت ما داخلها يخبرها انه يوجد امر اخر لتبدأ الشكوك والتساؤلات داخلها .. حاولت اكثر من مرة ان تهاتفه لكن شجاعتها تختفى ما ان ياتى بمخيلتها انه من الممكن ان يغضب ويثور عليها ويتهمها بانها كاذبة وانها خدعته وهذه الامور ... لتشعر بالغيظ منه ومنها محدثة نفسها بغضب طفولى
=بقى انا مستنية كل دا وهو ولا هنا ولا حتى سأل فيا هو انا مش وحشته زى ما هو واحشنى ..
لتكمل بقلق وهى تضع يدها فوق بطنها المنتفخ
=معقول يكون مش عاوزنى من اصله وهو متحجج بالسفر عشان مش عاوز يقابلنى
لتشعر فجأة بالالم اسفل بطنها لتتجه تجلس فوق الفراش بتعب وشعور من الحزن يتملكها من ان اتت ببالها هذه الافكار
__________________
بيجي ببالك مرّات تبعد عن النّاس، بتحس إنك محتاج نفسك أكثر مِن حاجتك للناس 🖤!
__________________
يقف خلف نافذة الشرفة يتطلع الى زخات المطر وهى تسيل فوق الزجاج يفكر فى ما مضى وما هو قادم، يخشى العودة لاول مرة بحياته يشعر بذلك الخوف .. الخوف من المجهول ولا يعرف ماذا عليه ان يفعل، يفكر بيأس انه من الممكن ان تطلب منه الانفصال، او ان تتهمه وتلومه كيف له ان يقف امامها وينظر الى عينها وهو اكثر شخص قام بإيذائها هو من تسبب بقتل طفله قبل ان يعرفا بوجوده ... لكن ورغم هذا الا انه مشتاق اليها حد الموت يريد ان يذهب اليها فى الحال يشبع شوقه لها ياخذها وينصرفا الى مكان بعيد لا يوجد به غيرهما وتكون قد سامحته على ما فعله بها..
ولكن كيف؟ كيف لها ان تسامحه وهو لا يستطيع ان يسامح نفسه، يتأكله الندم.. لاول مرة بحياته يخشى من المواجهه .. يغمض عيناه بتعب ويتجه ليلقى بجسده فوق الفراش
ليظل على حالته للحظات وينهض فجأة يبحث عن هاتفه وما ان وجده قام بالاتصال على اخته لياتيه الرد بعض لحظات
=حبيبى عامل ايه وحشتنى اوى يا امير ايه مش ناوى ترجع
ليجيبها بصوت متعب لكن حاول صبغه بالجدية
=انا كويس الحمدلله بس عاوز اعرف.....
قاطعته هى من الطرف الاخر قائله بنبرة هادئة
=سارة مش كدا؟ قلقان صح؟
ليجيبها بنبرة خافته
=ايوة
لتكمل بنفس نبرتها الهادئة
=هى كويسة وعلى فكرة هى اللى عاوزة تقابلك ومستنياك لحد دلوقتي
ليردف بقلق وهو يتحسس جبينه
=طب متعرفيش.. يعنى انها هتكلمنى فى ايه عاوزة تكمل ولا لا؟.. فهمانى؟!
لتشعر بالشفقة وهى ترى اخيها لاول مرة هكذا نبرته القلقة وتوتره الواضح من مجرد الحديث عن ذلك الامر عبر الهاتف
=مش عارفه والله هى مش بتكلم قدامى عن الموضوع دا .. هى اصلا اغلب الوقت فى اوضتها ومش بتكلم كتير انت اكيد عارف طبعها
ليهمس لنفسه بالم =ياريتنى فهمته من زمان
=بتقول ايه مش سامعه
ليتنفس بعمق قبل ان يردف قائلا بتهرب
=المهم قوليلى انتِ عامله ايه؟ وحبيب خاله عامل ايه؟
لتبتسم بسعادة وهى تجيبه
=كويسة الحمدلله .. عاوزة اقولك على حاجه
انهت جملتها وهى تضحك بسعادة، ليشعر هو بسعادتها ليجيبها بحماس مفتعل حتى لا تحزن
=شوقتينى اعرف .. فى ايه؟
=فى توأم فى الطريق
ليهتف بسعادة وفرحة لاخته الصغيرة
=مبروك يا روحى الف مبروك ان شاء الله يكونو زرية صالحة .. انا هبقى اكان مالك اباركله
لتهتف بقوة مقاطعه حديثه
=لا اوعى يا امير والله ازعل منك
ليعقد ما بين حاجبيه باندهاش قائلا
=ليه هو مالك ميعرفش؟
لتجيبه بغيظ تولد لديها ما ان تذكرت ما يفعله مالك بها، وهى تحرك قدمها بعصبية
=ايوه ومش هقوله البيه مانع عنى اى نوع من انواع الكافية والشبيسهات وكل الاكل الجاهز ممنوع يدخل البيت اصلا ..
ليضحك هو على تفكيرها الطفولى، ليحاول منع نفسه من الضحك ما ان هتفت اسمه بعصبية، ليجيبها بهدوء قدر الامكان
=يا حبيبتي مش انتِ دكتوره وعارفة ان الحاجات دى غلط على البيبي
جاءت لتجيبه لكن ما اخرسها هو رايتها لسارة وهى تخطو بتعب متجه اليها لتنهض فى اتجاهها لتسندها هاتفه بها بقلق ومازالت تضع الهاتف فوق اذنها
=ساره انتِ كويسة؟
لتجيبها سارة بدموع وهى تمسك بطنها بحماية
=تولين انا بنزف ودينى المستشفى بسرعة
لتشهق بفزع وهى تتجه الى غرفتها بسرعه لتاتى بمفاتيح سيارتها =ايه طب استنى هطلع اجيب المفاتيح ونروح المستشفى اهدى بس
ليردف امير بقلق وهو يستمع الى اختها ولكنه لم يستمع الى حديث سارة
=تولين سارة مالها؟ فى ايه؟
لتجيبه بقلق وهى تعود الى سارة بعد ان اخذت مفاتيح سيارتها والفيزا الخاصة بها التى لم تستخدمها منذ ان تزوجت
=سارة بتنزف هروح بيها المستشفى .. انت كلم مالك يحصلنا على هناك يلا سلام
ولم تعطيه فرصة للرد واغلقت الخط بينما هو كاد قلبه يتوقف من القلق ليقوم سريعا بحجز اول طائرة الى مصر بعد نصف ساعة التى تليها بعد 6 ساعات ليحجز فى التى ستقلع بعد نصف ساعه .. وفى اقل من خمس دقائق كان قد جهز حقيبته وغادر الجناح، ليأخذ سيارة من الفندق وينطلق بها الى المطار ورغم ان الطريق من الفندق الى المطار ما يقارب النصف ساعة واكثر الا انه وصل الى فى ثُلث ساعة وقام بكل الامور المتعلقة للسفر لينهى كل هذا فى الوقت المحدد وبعد نصف ساعه كان امير بطريقه للصعود على متن الطائرة، وهو يلعن نفسه على تفكيره الغبى الذى طالبه للهروب وتركها وان هذه المرة الثانيه التى تتعب وتذهب للمشفى ولا يكون معها ليدعو ان تكون بصحة جيدة وان لا يصيبها شئ
________________
ستبقى في قلبي خير من أحببت وخير من سأحب وخير الحياة بأكملها ♥️💍
________________
=مبروك يا عريس
هتف بها حازم بسعادة وهو يعانق صديقه مروان، ليردف مروان بايتسامة واسعة
=عقبال ليلتك يا حازم
=يارب انا وانت
ليكمل بمرح وهو يغمز له =بس الصراحه انت فجأتنى انا عمرى ما كنت اتخيل انك تتجوز حبيبة دا انت مكنتس بطيقها
ليردف مروان بابتسامه وهو يعدل من خصلاته
=مش عارف ايه اللى حصل بس فجأة حبها اتزرع فى قلبى من وقت اول ما شوفتها لما كانت عندنا هى واهلها حسيت ان اول مرة اشوفها
ليربت حازم على كتفه قائلا بخبث
=احسن حاجه فى كل دا انك طلعت مسيطر وهتخلوا كتب كتاب كمان
ليضحك الاخر بصخب قائلا من بين ضحكته
=هو انا زى حالاتك ولا ايه....
=يا عم الحمدلله انى خطبتها دا ابوها كان رافض المبدأ لحد ما تخلص وتشتغل.
قاطعه الاخر بنبرة ساخرة ولكن بها شئ من الحزن المفتعل وهو يعقد ما بين حاجبيه بضيق حقيقى، فحماه العزيز والد فتون خطيبته كان يرفض ان تتم الخطبه وليس سببا به او شئ كهذا بل كلن رافضا المبدأ من الاساس وكانت حجة انه يردها ان تهتم بدراستها اولا وبعد ان تتخرج تفكر فى تلك الامور، ولكن مع اصرار حازم وكونه لم يستسلم فبعد ان رفض والد فتون جعل امه تتحدث مع والدة فتون لتقنعها وبالفعل خلال شهر كان قد تمت الخطبة خطية حازم وفتون ولكن كان شرط والدها ان الزفاف سيكون بعد تخرجها ليقبل به حازم حتى وان كان يريدان يتم الزواج بعد تخرجه ولكن ليس باليد حيلة كما يقولون
فى نفس الوقت
كانت حبيبة تجلس تحت يد خبيرة التجميل التى تزينها من اجل هذا اليوم التى ستتم خطبتها ويعقد قرانها بمن نال قلبها من كانت تدعو الله بكل سجدة صلاة ان يكون حلالها ونصيبها فى الدنيا وقد استجاب الله لها ..
لتخرجها من تفكيرها هى تلك تقوم بتزينها
=ما شاء الله يا انسة حبيبة بشرة حضرتك مش محتاجة حاجة
لتشعر الاخرى بالسعادة وهى تستمع الى كلمات تلك السيدة
=ربنا يخليمى تسلمى
لتعجب تلك السيدة بادبها ورقتها لتردف قائلة
=احنا كدا خلصنا المكياج اتفضلى البسى الفستان عشان نلف بعدها الطرحة
لتومأ لها حبيبة وهى ترى تلك السيدة تغادر ومعها باقى الفتيات المساعدة لها، لتنهض هى بخفة تتجه نحو الفستان المعلق، ابتسمت بخفة فور تذكر تزمر امها على هذا الفستان فقد كان فستانها هادى ورقيق، لتتنهد. بسعادة وتبدأ فى تبديل ثيابها بحذر حتى لا تخرب زينة وجهها
وبعد مرور عدة دقائق
كانت تنظر الى نفسها بالمرأة بعد انتهائها من كل التجهيزات لتمر لحظات وتستمع الى طرق على الباب لتسمح للطارق بالدخول وكانت امها التى ادمعت ما ان راتها لتقترب حبيبة معانقة اياها قائله بحنان
=بتعيطى ليه يا ماما بس دلوقتي مش طول عمرك نفسك تشوفنى العروسه
لتجيبها امها بابتسامه وهى تمسح وجنتيها
=دى دموع الفرحة مش مصدقة يا بيبو ان خلاص هيجى واحد وياخدك منى، ربنا يجعله زوج صالح ليكى ويكون سندك ويراعى ربنا فيكى
لتأمن هى على حديث امها وتقبل وجنتيها بحب، لتتحدث بمرح وهى تبتعد عنها
=قولى انك زعلانه عشان مش هتلاقى حد يغسلك المواعين بعد كدا
لتضحك امها، لتردف بتذكر
=نستينى انا كنت جاية ليه، العريس والماذون وصل يلا عشان تطلعى مع بابا
ولم تكد تكمل جملتها حتى وجدا منصور يدلف الى الغرفة وعلى وجهه ابتسامه وعينيه تلمع بالحنان لكنها لا تخلو من تلك اللمعه الحزينة فوحيدته ستتزوج وتنتقل لبيت اخر لكن هذه هى سنة الحياة، لتقترب هى منه معانقة والدها بحب ليربت هو على ظهرها ويطبع قبلة رقيقة فوق راسها لتبتعد عنه بعد لحظات، ليردف قائلا بحنان
=مبروك يا قلب ابوكى
لتجيبه بابتسامه رقيقة =الله يبارك فيك يا حبيبي
ليتجه ثلاثتهم الى الخارج، حيث الجميع متواجد ويتجها نحو المكان المخصص لعقد القران وما ان راهم مروان حتى نهض من مكانه وابتسامه واسعة تزين ثغره ليفتتن بجمالها الهادئ بذلك الفستان الرقيق وما زادها جمالا هو حجابها الرقيق الذى جعلها تشبه الملائكة
ليجلس منصور امام محى وبجانبه حبيبة التى تجلس امام مروان، وكانت تنظر بخجل الى الارضية وهى تشعر بالتوتر من هذا الموقف بالاضافة الى ان مروان ينظر لها من بين الحين والاخر .. لتبدأ مراسم عقد القران وما ان جاء الدفتر امامها شعرت بتنفسها يزداد بمعدل غير طبيعى لتلتفت بنظرها اليهم، تجد مروان ينظر اليها باستغراب وحاجب مرفوع كونها تأخرت فى التوقيع لتتنهد بطول وهى تمسك القلم توقع وبعد لحظات انهى المأذون بجملته الشهيرة
=بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير
وما ان انهى جملته انطلق صوت الزغاريط والمباركه بين الجميع وما هدا الوضع قليلا وغادر الماذون اقترب منها وابتسامه سعيده على وجهه فها هو الان بعد كل ما فعله وكل من تعرف عليهم من بنات الا ان حبيبة لها تاثير عليه مختلف دقات قلبه هذه ليست بالطبيعية ما ان يراها حتى ملك لم يشعر معها بما يشعر به الان، خطر بباله للتو انه من المؤكد ان الله قد سخر له ملك حتى تكون سبب فى توبته ليكون بالزوج المناسب لحبيبة، تلك الفتاة التى لم يكن يتحمل رؤيتها لدقيقة واحدة الان هى زوجته ويشعر بالسعادة ما ان ينظر اليها .. لتنظر هى له بخجل ليشعر هو وقتها بامتلاك العالم فقد كافأه الله بعد توبته ليتجها معا الى المكان المخصص لهم ليقوما بتلبيس الدبل لبعضهم فى جو يسوده السعادة والحب
________________
يؤذيكَ إنتهاء الموقف، بينما لا زالَ في صدرِك كلام لمْ يُقال ."🖤
________________
وصل كلا من سارة وتولين الى المشفى، كانت الاخيرة بد اتصلت بالمشفى حتى يستعدا لقدومها بسارة وما ان وصلا استقبلهم فريق طبى، لتنتظر تولين بخارج الغرفة التى دلفت بها سارة كون هذا التخصص ليس تخصصها لتمر دقائق ويأتى مالك الذى ترتسم فوق ملامحه القلق ليردف بقلق
=تولين سارة مالها حصل ايه؟ امير كلمنى قالى انها بتنزف من ايه؟
لتمسك ذراعه تحسه على الجلوس بجانبها وهى تقول بنبرة هادئة
=اهدى حبيبي ان شاء الله مفيش حاجه تقلق، هو امير كان بيكلمنى فى التلفون وفجأة لقتها جاية بتقولى انا بنزف قولت لامير يقولك وانا جيت بها على هنا ولسه محدش بلغنا بحاجة
ليشعر مالك بالقلق على اخته ليستند بمرفقيه فوق ركبتيه وينحنى براسه محيطها بكفيه لتربت تولين على ظهره بحنان .. لتمر عدة دقائق مرت عليهم كالدهر لتخرج الطبيبة التى كانت مع سارة لينهض كلا من مالك وتولين وقبل ان يتحدثا سبقتهم الطبيبة قائله بهدوء وعملية بنفس الوقت
=مدام سارة الحمدلله كويسة، النزيف كان بسبب التوتر والزعل فعمل انقباض للرحم ودا السبب .. ياريت تبعد عن اى ضغوطات نفسية طول فترة الحمل، وهتفضل تحت الملاحظة 24 ساعة تجنبا لو حصل حاجه
ليردف مالك بجديه وهو لا يعلم ما سبب حزن اخته او توترها
=طب ينفع ندخل نشوفها دلوقتي
=اكيد بس ياريت لو تستنوا شوية تكون فاقت والمحلول يكون خلص
ليوما لها مالك لتتركهم الطبيبة، ليلتفت هو الى تولين يظظر اليها باسنفهام لترفع هى كتفيها ببراءة
=والله ما اعرف حاجه الموضوع زى ما قولتلك
ليردف بتفكير =طب هتكون زعلانه من ايه
=ممكن تكون خايفة لاحسن امير ما يجيش او متوترة من المواجهه
لينظر لها مالك وهو يعقد حاجبيه ويعودا للجلوس مرة اخرى حتى يسمح لهم بالدخول لرؤية سارة .. لتمر نصف ساعة ويدخلان بعضها يجدها تتسطح فوق الفراش ويبدوا على ملامحها التعب ليجلس مالك عند طرف الفراش قائلا بعتاب
=كدا تقلقينا عليكى؟
لتبتسم بخفة =حصل خير حبيبي انا الحمدلله كويسه، وعلى فكرة مراتك دكتوره شاطرة
ليعقد الاخر حاجبيه بمرح يريد اغاظة زوجته
=وهى ايه دخلها بالنسا وبعدين انا اوقات كتير بنساه انها دكتوره
لتقاطعه تولين قائله بغضب طفولى
=ودا ليه ان شاء الله مش دكتورة انا ولا مش دكتورة هاا
ولم تكمل جملتها حتى وجدت ملك تليها ديما ومعهم حازم شقيق ديما الاصغر وبدهم بلحظات الياس وتيم ومعه زوجته سيدرا اللذان اقام زفافهما فى المانيا من ثم نقلوا جميع متعلقاتهم الى مصر
ليبدأ الجميع فى الحديث مطمئنين على سارة وبعد مدة قليلة جاءت احدى الممرضات لتضع محلول اخر لسارة بعد انتهاء الاول ..
ليتحدث الجميع مع بعضهم مالك والياس وتيم ثلاثتهم فوق الاريكة يتحدثون فى مواضيع مختلفة بينما الفتيات يجلسون حول سارة تارة يضحكون على مناوشات ديما وملك وتارة يتحدثون عن امور مختلفة ليمر الوقت بهم جميعا غير منبهين للوقت الذى مضى فبعد مرور اكثر من 5 ساعات وجدوا شخص يدلف الى الغرفة ليعم الصمت المكان ينقلون ببصره بينه وبين سارة التى تنظر باستغراب اليه لم تتعرف اليه لكن ما صدمها او صياح حازم
=هو انت امير .. انا افتكرت انك مش هتيجى تانى
لتشهق سارة بصدمة وهى تضع يدها فوق فمها وتنقل بصرها الى امير بنظرة لم يفهمها الاخر لكن عيناه كانت تتحدث بما لا يستطيع نطقه، بينما ملك ارسلت شرارات غضب بعينها الى حازم الذى لم يهتم واخرج لها طرف لسانه بطفولة .. لتردف تولين وهى تنهض باتجاه اخيها عندما طال صمت الجميع واندهاشهم
=حمدالله على سلامتك يا حبيبي تعال ادخل
ليرحب امير بالجميع براسه ويجلس فى زوايه بعيدة عنهم بعض الشئ يشعر بالتوتر والقلق ولا يعلم ماذا عليه ان يفعل لتمر دقائق قليلة حتى نهض تيم تتبعه سيدرا متحدثا بالانجليزية حتى يفهمه جميع المتواجدين كونه لا يعلم كيف يتحدث باللغة العربية
(الحوار مترجم)
=هيا نحن سوف نذهب الان، اعتنى بنفسك سارة اتمنى ان تكونى بصحة جيدة
ليتجه ليصافح امير بابتسامة جادة وسيدرا تقبل الفتيات مودعة اياهم من ثم يغادرا .. ليشعر الياس بان الجميع فى حالة صمت ليبدا فى الحديث عن سوق العمل ليندمج ثلاثتهم هو وامير ومالك وبعدة مدة لا بأس بها يعتذر الياس للمغادرة ويأخذ معه ديما وحازم وايضا ملك فضلت الذهاب معهم وكونها سوف تطمئن على اختها من مالك وتولين عبر الهاتف ليظل بالغرفة سارة وامير ومالك وتولين
لتردف تولين بذكاء وهى تريد ان تساعد اخيها فى ان ينفرد بزوجته حتى يتحدثا بشكل هادئ ويحلا جميع المشاكل بينهم
=مالك ينفع تيجى معايا عاوزة اسال الدكتورة على حاجه
ليومأ لها مالك وقد فهم نيتها، لم يبقى بالفرفة غير امير وسارة لينهض امير ببطئ يجلس على احدى الكراسى الموضوعة بجانب الفراش ليظل الصمت عدة لحظات بينهم الى ان تحدث امير قائلا بارتباك
=ا.. انا انا مش عارف اقول ايه
لتجيبه هى بهدوء وقد تألم قلبها لرؤيته بتلك الحالة فقد كان نحيف بصورة ملحوظة بالإضافة الى تلك الهالات التى تحيط عينيه من شدة ارهاقه تكاد لا تصدق بان هذا هو امير فقد كانت معتقدة انه كما وصف لها مفتول العضلات ووسيم، هى لا تنكر وسامته وجاذبيته لكن ملامحه مرهقة
=قول اللى انت حسه
لينظر اليها وهو يحاول منع نفسه من يلقى بنفسه بين ذراعيه ويبكى كما يبكى الاطفال لامهم
=ندمان مشتاق فرحان انك عايشة زعلان على ابنى اللى مات، غضبان بس عذرك
لينظر اليها بدموع حبيسة قائلا بتخبط لاول مرة تسمع نبرته هكذا وهى التى طوال الفترة التى عاشتها معه كانت نبرته قوة وباردة ولا يتأثر بشئ والان هو يبكى امامها يحدثها عما بداخله من حزن، لتشعر بتمزق قلبها
=انا اللى عملته مش سهل واستحالة انك تسامحينى بالسرعة دى بس انكم كلكم تخدعونى وتكد... مش عارف
لتشعر هى الارتباك منه فهى لم تتوقع ابدا ان يعاملها بتلك الطريقة ويحدثها بهذا الهدوء فقد.كانت تتوقع انه سوف يصرخ ويتهمها بالكذب وتلك الامور
=انا مش قادرة اسامح .. ايوة انا قدرت اتخطى الموقف واتعايش مع اللى حصل .. بس مش هقدر اتقبل ان واحد اتهمنى فى الشرفى ومد ايده عليا لحد ما بقيت بين الحياة والموت ومع ذلك سابنى غارقناه فى دمى .. قولى انت غى حد. هيقدر يكمل حياته مع شخص كدا تقبل انت ان مالك يعمل فى تولين كدا
ليبتلع هو تلك الغثة التى تشكلت بحلقه مجيبا اياها بنبرة متألمة لكنه حاول صبغها بالبرود
=انا مش هدافع عن نفسى ولا ادى لنفسى مبررات انا عاوز ابنى لما......
قاطعته هى قائلة بقوة وهى تضع يدها فوق بطنها بحماية
=قبل اى حاجه البيبى هيعيش معايا، ودا موضوع غير قابل للنقاش استحالة اخلى ابنى يعيش مع واحد معندهوش قلب كفاية واحد راح
ليغمض عينيه بألم
=حرام عليكي انا ربنا وحده اللي عالم بحالى .. انتِ عاوزة ايه وانا هعملهولك
=انا مكنتش هقولك ان انا لسه عايشة ولا انى حامل، بس مالك اول ما عرف انى لسه عايشة قالى انك لازم تعرف غير كدا انا كنت كملت حياتى فى المانيا
ليردف الاخر بتساؤل
=معنى كدا ان مالك مكنش يعرف انك عايشة من الاول؟
لتحرك راسها بالنفى تكمل بجديه
=لا محدش كان يعرف، مالك عرف بعد ما سافر المانيا باسبوع تقريبا، بس من وقت ما عرف وهو كان عاوز يبلغك مش عارفه ليه بس قدرنا نقنعه ان نستنا لحد ما الامور تظبط هناك....
لتكمل بعدها بارتباك وبراءة
=بس.. بس انا كنت فكراك هتزعق وتتعصب لما تعرف ان انا كذبت وان سافرت وانا حامل وكدا
ليبتسم بالم على تخيلها الطفولى ليردف قائلا بمرارة
=انا كان ممكن اعمل كل اللى بتقوليه واكتر بس لو كنت امير القديم.. مش امير بتاع دلوقتي اكتشف حقيقته وانه وحش انسان من غير مشاعر خلا من اوهام سبب فى ان يـ.ـخر.ب بيته اللى كان لسه بيتبنى
ليتنهد بتعب فلا يعلم لما تحدث بتلك الطريقة لم اظهر نفسه بهذه الصوره امامها، حقا لا يعلم لتردف قائلة بارتباك
=هو ايه اللى المفروض يحصل دلوقتي؟
لينظر الى عينها بنظرة حزن يسودها لمعة الحب
=انا محتاجلك يا سارة .. انا اسف على كل حاجه عملتها غلط فى حقك .. تعالى نبدأ من جديد
لتخفض رأسها تفمر للحظات وبعدها تنظر اليه وهى تحرك راسها بالنفى قائلة باسف
=مش هقدر على الاقل الفترة دى .. انا كل ما اسمع صوتك افتكر صريخك فيا .. لا مش هقدر امشى يا امير امشى
لينهض من مكانه ببطئ يشعر بتثاقل جسده وكان مشاعره تجمدت يبتسم لها بحزن ليقترب منها مقبلا اعلى راسها ليهمس لها باعتذار وهو يبتعد عنها من ثم يغادر الغرفة بهدوء، وما ان خرج انفحرت هى بالبكاء لا تعلم هل ما حدث هو الصواب ام العكس ولقد حدث عكس ما كانت تتصور
بينما امير يسير الى الخارج بخطوات متثاقلة وكانه اصبح جسد بلا روح ملامحه جامدة الا عينيه التى كانت تلتمع بالدموع فقد خسر حبيبته وعائلته وصديقه ايضا وكل شئ فرغم ان عائلته تحدثه لكن ليس كالسابق فجده اصبح دائما ما يخلق ما مشاكل معه وتولين على الحايد لعدم حدوث مشاكل بينه وبين عائلو زوجها، اما الصديق فقد رحل مستغلا تلك الفرصة التى اتته ويهاجر البلد .. ليته يستطيع فعل ذلك لكن لن يقدر فقلبه وعقله هنا فى حبيبته من خطفتهما..
__________________
باقى الحلقة هينزل بليل عشان طويله ولو نزلتها كاملة مش هتفتح مع معظم الناس
تكملة الروايه من هنااااا
تعليقات
إرسال تعليق