القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية هويت رجل الصعيد البارت 12بقلم نورا عبد العزيز في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله

 

هويتُ_رجل_الصعيد 

الفصل التانى عشر (12) 

___ بعنــوان "خـاتـم زواج" ___


بحث جميع الرجال عنها ولم يعثروا عليها ولف “عطيه” البلد كاملة بسيارته ولم يجد لها أثر ليشعر بقلق شديد وخوف سكن قلبه عليها والساعة تجاوزت الثالثة ليلًا وجميع الشوارع فارغة ليس بها شخص واحد لكن هذه الفتاة الغريبة عن المكان مُختفية، ضرب مقودة سيارته بقبضته بانفعال شديد وعينيه تنظر يمين ويسار بلهفة مُتمنيً أن يجدها لكن لا جدوى  


 بينما تجلس “عهد” جوار ”نوح” فى ردهة المنزل بالأسفل بقلق شديد من 


 أختفى صديقتها المفاجيء تحدثت “عهد” بقلق:- 


-هتكون راحت فين وهى متعرفش حد هنا؟ 


أربت “نوح” على يدها بلطف يطمئنها قائلًا:- 


-خير يا عهد أن شاء الله 


نظرت “عهد” إلى ساعة يدها وكانت السادسة ونصف فتمتمت بقلق:- 


-قوم يا نوح نروح ندور عليها  


أومأ لها بنعم ثم أخذها إلى سيارته وأنطلق إلى حيث لا يعلم فقط يبحث في البلد عنها من اجل زوجته التي تكاد تموت قلقًا على صديقتها ليرن هاتف “عهد” بمنبه لتنظر فأتسعت عينيها عندما رأت الهاتف فسأل “نوح” بقلق:- 


-في أيه يا عهد 


نظرت له بحزن خيم على وجهها وليس قلق بل دمعت عينيها بحزن ثم قالت:- 


-أنا عرفت ليلى فين 


أستغراب من حديث زوجته وهى تخبره بأن اليوم ذكرى وفأة والديها  


-ليلى عندها فوبيا من اليوم دا بتخاف تقعد بالبيت دايمًا هتقضي اليوم دا برا البيت عشان باباها ومامتها ماتوه بسبب تسريب غاز في البيت، بس هي هتروح فين هنا؟ 


_____________________ 


خرجت “ليلى” من الكافي لتُصدم به أمامها لتتجاهله وهى تكمل سيرها لكن “عطيه” لم يكمن غضبه بداخله أيضًا فسار نحوها حتى مسكها من ذراعها بقوة كاد أن يعتصر عظامها في يده وهو يقول:- 


-كنتِ فين؟ دا أيه البرود اللى انتِ فيه 


نفضت ذراعها بقوة من قبضته غاضبة من حديثه ثم قالت بضيق:- 


-أيه دا فين أنت بتزعق ليا كدة ليه 


رفع يده في وجهها بغضب شديد وهو يصرخ قائلًا:- 


-وأفلج دماغك نصين كمان عشان مفيش واحدة محترمة تخرج من الدار بليل أكدة ولوحدها ومن غير أذن كمان  


أتسعت عينيها على مصراعيها بدهشة من صراخه بها وانفعال الشديد لتقول:- 


-أنت قصدك أنى مش محترمة 


مسكها من يدها بقوة وهو يجذبها له بعنف شديد وهو يقول:- 


-وعزة لا إله إلا الله لو هملونى عليكى لأكون كاسر رجلك دى عشان متعملهاش تانى 


صرت على أسنانها بضيق منه ثم دفعته بعيدًا عنها وهى تصيح به قائلة:- 


-أيه دا أنت بتكلمنى كدة ليه وبعد أنت مالك اخرج ولا أدخل أنا حرة  


تحدث “عطيه” بانفعال شديد قائلًا:- 


-حرة لكن تموتى الناس عليكى من الجلج وحضرتك أهنا بتجولى أنا حرة 


صمتت دون ان تجيب عليه ودمعت عينيها وهى بداخلها حزن وأشتياق لوالديها كافى لأبكاها وزاد علي اوجاعها صراخه بها، تنهد بغضب شديد ثم قال بحدة:- 


-خلاص ما تبكيش  


فتح لها باب السيارة لكى يأخذها إلى المنزل ثم أرسل رسالة إلى “نوح” يخبره بأنه وجدها ليبادله “نوح” الأرسال يخبره بألا يغضب عليها فاليوم ذكرى وفأة والديها وهو يعلم جيدًا أن “عطيه” ليس مثله في الهدوء والحنان بل عصبيته تسيطر عليه دومًا، نظر “عطيه” للهاتف ثم لها وكانت تنظر للنافذة بصمت باكية فتنهد بهدوء شديد وأخذها إلى منزل “نوح” وكانت “عهد” بأنتظارها في الحديقة وفور رؤيتها تترجل من السيارة وهرعت إليها لتقول:- 


-كدة يا ليلى تخضينى عليكى 


نظر “ليلى” إلى “عطيه” عندما عاد إلى سيارته غاضبًا ثم قالت:- 


-أنا هطلع أنام شوية 


صعدت للأعلى فتعجبت “عهد” من تصرف صديقتها لتشعر بيديه تلف حول عنقها وهمس فى أذنيها قائلًا:- 


-وإحنا مش هنام ولا إيه؟ 


أومأت “عهد” غليه بنعم ليأخذها ويدخلوا المنزل معًا فرأى “أسماء” تنزل من الأعلى ثم حدقت بهما بغل وغضب يلتهم قلبها بعد أن قتل “نوح” أخاها لأجل هذه المرأة، رأتها ”عهد” وهى تحدق بهما بغضب وتذكرت كيف أخبرتها بأنها ستأخذ زوجها منه فتشبثت بذراعيه بدلال لكى تُثير غضب “أسماء” أكثر فطيبتها وحسن نيتها لن تفلح مع هؤلاء النساء الماكرات، ترك “نوح” يدها وهو يقول:- 


-أطلع يا عهد وأنا هجيب التليفون من المكتب وأحصلك 


تبسمت بدلال وهى تقول بنبرة رقيقة مُفرطة من الدلال:- 


-طيب هستناك هنا بسرعة 


دخل للمكتب فعقدت “أسماء” يديها أمام صدرها بغيظ شديد وهى تردد كلمة “عهد” بسخرية:- 


-طيب هستناك هنا 


نظرت “عهد” لها بغرور شديد وقالت:- 


-فى حاجة يا أسماء على الصبح 


أربتت “أسماء” على كتفها بتهديد وهى تمر من جانبها وتقول بسخرية:- 


-أنتِ أكيد فاكرة وعدى ليكى يا عهد، وبعد اللى حصل لخالد أفتكرى أنك السبب فى اللى حصله وتأره عندك ونوح هأخده يعنى هأخده 


أبعدت “عهد” يد “أسماء” عنها ثم قالت بنبرة حادة غليظة وواثقة:- 


-بعينك يا أسماء أنتِ أخرك مع نوح انك بنت عمه اللى مبيطقهاش غير كدة متحلميش بأى مكانة تانى  


رأت “نوح” يخرج من غرفة المكتب فتبسمت بمكر شديد وعندما وصل إليها قال:- 


-يلا  


تبأطات “عهد” ذراعيه وهى تقول:- 


-أسندنى يا نوح لأحسن حاجة أنى هبطت من السهر 


أخذها فى يديه ويلف ذراعيه حول ظهرها لتشتاط “أسماء” غضبًا وهى تراهما بينما تنظر “عهد” للخلف عليها ثم اخرجت لها لسانها كطفلة صغيرة وصعدت معه، دخلت للغرفة فأبتعدت عنه وهى تسرع فى خطواتها للداخل ثم أخذت شيكولاته من الموجودة على الطاولة فتابعها “نوح” بعينيه بسعادة ثم قال:- 


-أنا ملاحظ ان الهبوط راح 


ضحكت بدلال وهى تنزع عن أكتافها سترتها الجلدية ثم ركضت إلى الفراش بسعادة وهى تقول:- 


-ما خلاص بقى يا نوح أنا بيجيلى هبوط وكرشة نفس لما بشوف بنات عمك  


تبسم عليها وهى تتسلل أسفل الغطاء فصعد بجوارها لتقول بخجل:- 


-أنتِ بتعمل أيه؟ 


نظر “نوح” لها بدهشة من سؤالها ثم قال:- 


-هنام منمتش من امبارح 


حدقت به بخجل شديد لتقول:- 


-ما تنام على الكنبة  


تبسم وهو يجذبها إليه ثم طوقها بذراعيه وأغمض عينيه بينما يقول:- 


-نامى يا عهد  عشان انا ورايا شغل  


وضعت قطعة من الشيكولاته فى فمه وهو مغمض العينين ليتناولها فى صمت ثم قال:- 


-نامى بجى من غير شكاوة الله يخليكى عشان تعبان 


وضعت رأسها فوق ذراعه بهدوء وسكنت بين ذراعيه صامتة، تبسم “نوح” عليها وهو يشعر بيديها تداعب لحيته بلطف وكأنها لن تترك له المجال للنوم اليوم ففتح عينيه ببطيء شديد ليراها تنظر به ويديها تداعب لحيته والأخرى على صدره، تحدث “نوح” بنبرة خافتة:- 


-وبعدين معاكي  


تبسمت وكأنها لم تفعل شيء وتجاهلت حديثه قائلة بغزل:- 


-تعرف أن شكلك فى الدقن حلو أوى  


تذمر عليها بشفتيه وهو يقول:- 


-هييا  أنتِ اللى بتوترينى أهو 


ضحكت بسعادة لتخترق صوت ضحكتها أذنيه وهو تأمل ملامحها فخجلت من نظراته وهى تتوقف عن الضحك وتقول:- 


-خلاص هنام بجد  


أنزلت رأسها إلى صدره فأستمعت لصوت ضربات قلبه ثم قالت بهمس:- 


-هى دى نبضات الحب 


همس فى أذنيها وهو يغلق عينيه قائلًا:- 


-دى نبضات عهد 


أغمضت عينيها لتغوص فى نومها ساكنة بين ذراعيه وغارقة فى سمع نبضاته حُبًا لها... 


___________________ 


جلست “عليا” فى المطعم مع “عمر” وتناول وجبتها فى صمت مُنتظرة أن يتحدث لكنه مُكتفي بأختلاس النظر لها مما زاد من ربكتها وتوترها فترك “عمر” الشوكة من يده وقال بجدية:- 


-عليا ممكن أتكلم معاك من غير رسمية شوية 


تركت الملعقة من يدها ورفعت نظرها به قائلة:- 


-ممكن  


ثم نظرت لساعة يدها وقالت بعفوية مُبتسمة:- 


-وممكن كمان بسرعة عشان ميعاد حضانة يونس وهتأخر عليه 


تبسم بأرتباك وتوتر ثم قال:- 


-عليا أنا بصراحة حاسس أنى مشدد ليكى مش هقولك حُب لأن أنا لسه معرفكيش ومتعاملتش معاكي كتير لدرجة اللى تخلينى أحبك لكن ممكن نقول إعجاب وحابب أقرب منك وأعرفك اكتر وتعرفينى وكدة .. 


تنحنحت “عليا” بحرج شديد منه بعد أن سمعت حديثه المُفاجي لها ثم قالت بهدوء:- 


-أنا مكنتش فاكرة أنك عاوزنى فى كدة، وبصراحة مش عارفة أرد أقولك وخصوصًا أن أنا الفترة دى مش مهتمة بفكرة الأرتباط أو حد يدخل حياتى 


أقترب “عمر” من الطاولة بحماس قبل أن ترفضه وقال:- 


-أدينى فرصة نتعرف ونرفع الرسميات بينا لو أرتاحنا إحنا الأتنين نكمل لو حد فينا مرتاح يبقى خلاص لكن متقفليش الباب كدة من غير ما تجربى وتحكمى عليا  


صمتت قليلًا ثم أومأت له بالموافقة وغادرت للحضانة من اجل طفلها الصغير.. 


___________________ 


__ منـــــزل الصيــــاد__ 


رن هاتف “نوح” مع اذن العصر وكان غارقًا فى نومه وعندما نظر بالساعة أستيقظ بتعب شديد فى جسده وقال:- 


-عهد 


بحث عنها ولم يجدها فأخذ خمام دافي وبدل ملابسه إلى عباءة رمادية اللةن بدرجة فاتحة ثم صفف شعره للأعلى وخرج يبحث عنها ليراها بنهاية الرواق  بجوار الشرفة على الأريكة الدوار والطاولة الزجاجية، جالسة مع “ليلى” ومندمجة بدرجة كبيرة من التركيز فى اللاب بينما “ليلى” مُندجمة فى الأوراق الموجودة وتباشر عملها، كانت الطاولة غارقة فى الشيكولاته والمقرمشات للتسالى وأكواب كثيرة أحدهما للقهوة والأخرى للمشروب الهوت شوكليت المفضل لها أم عن “ليلى” كانت ترتشف العصائر، نزل للأسفل دون أن يزعجها او يقطع عملها لتناديه “سلمى” قبل أن يدخل المكتب وقالت:- 


-نوح تعال يا ولدى  


أقترب “نوح” منها بخطوات هادئة ثم قال:- 


-صباح الخير يا امى 


قالها ثم قبل رأس والدته، فتح الباب وأخذت “حُسنة” بعض الطلبات من “خلف” وطلبت المال ليعطيها “نوح” بعد أن علم بأن هذه الطلبات لأجل زوجته وأخذت الطلبات للأعلى حيث “عهد” ، أخذت “سلمى” يده وقالت:- 


-تعال يا ولدى عاوزاك فى حاجة مهمة  


أخذته للأعلى حيث غرفتها ورأى “عهد” وصديقتها يتناول الطعام الجاهزة عبارة عن سندوتشات، دخل للغرفة مع والدته ثم تركت “سلمى” يده وسارت نحو الدولاب وأخرجت منه صندوق نحاسي ثقيل وجلست على الأريكة ثم قالت:- 


تعال يا نوح 


جلس جوارها لتفتح الصندوق وكان مليء بالذهب والحلى فقالت:- 


-خد يا ولدى الذهب دا أنا أشتريت شبكة لمرتك ولا تبجى متجوزة الكبير ولد الكبير ومتجدملهاش شبكة ومهر كيف العرايس 


نظر للذهب ثم رفع نظره إلى والدته وقال:- 


-أديهولها أنتِ يا أمى أنا ورايا شغل 


قالها وهو يقف بلا مبالاة لتجذب يده بقوة وتجعله يجلس مرة أخرى ثم قالت بحدة وتحذير:- 


-شغل أيه؟! بجولك أيه يا نوح الشغل دا متترميش عليه وتنسي مرتك وأنك دلوجت فى رجبتك واحدة أنا بجولك أهو، مش كل حاجة تجول الشغل أيوة أنا عاوزة أشيل عيالك وأنا بصحتى فاهم يا ولدى 


تنحنح بحرج شديد فتابعت “سلمى” قائلة:- 


-الشبكة أنت اللى هتجدمها لمرتك لكن عجد العيلة اللى خدته من حماتى أنا اللى هدهولها بيدى 


أومأ لها بنعم ثم أخذ الصندوق ووقف لكى يغادر فوقفت “سلمى” من مكانها تستوقفه بحديثها قائلة:- 


-نوح 


أستدار لها بصمت فتابعت وعينيها بعينيه قائلة:- 


-حب مرتك يا ولدى وحطها جوا عينيك .. تشيلك فوج رأسها إحنا الستات أكدة غلابة والحنية غلبنا دايمًا كلمة حنينة تجبنا وكلمة قاسية تبعدنا، أبوك عمره ما زعلنى ولا جالى كلمة بكتنى فى يوم عشان أكدة عمرى ما شوفت رجل غيره فى الكون ولو طلب عينى متأخرش عنه بيها، الحب بيغنى النفوس والقلوب يا ولدى فاهمنى 


أومأ لها بنعم ثم غادر الغرفة لتتنهد “سلمى” تنهيدة هادئة بإرتياح ثم قالت:- 


-ربنا يسعدك يا ولدى ويبعد عنك ولاد الحرام  


دلفت “عهد” إلى غرفتها وهى تمسك قطعة من البيتزا فى يدها فرأت صندوق على الفراش لكنها لم تبالى ولا تفتحه دون اذن منه وسارت للأريكة المليئة بالدفاتر ثم أخذت الدفتر وأستدارت لتصطدم به واقفًا خلفها ففزعت من ظهوره فجأة أمامها لتضرب صدره بيدها قائلة:- 


-وقفت قلبى يا نوح 


تناول قطمة من البيتزا بعفوية ثم قال:- 


-سلامة قلبك يا قلب نوح 


تبسمت بعفوية وهى ترفع إبهامها إلى شفتيه تمسح عنه الكاتشب وتقول:- 


-لابس كدة وخارج على فين  


رد عليها وهو يضع وشاحه على أكتافه هاتفًا:- 


-هجعد مع عطيه هبابه تكونى خلصتى شغلك  


-أمممم عطيه قولتى  


قالتها بشك من أمره ثم أقتربت منه تشم رائحة عطره التى تبث منه ثم قالت :- 


-وحاطط برفيوم ومتشيك كدة عشان هتقعد مع عطيه فى الأرض؟ 


تبسم على غيرتها الواضحة ثم قال:- 


-وأنا كنت معفن جبل كدة ولا أيه ما أنا طول عمرى بخرج كدة بس أنتِ بس اللى مبتركزش 


ضحكت بغرور وثقة من نفسها قائلة:- 


-أنا من يوم ما جيت هنا وأنا مركزة بس البعيد بقى اللى كان جبلة  


أقترب خطوة منها لتصطدم بالأريكة وكادت أن تسقط عليها فلف ذراعيه حول خصرها يجذبها إليه ثم قال:- 


-يعنى كنتِ بتعاكسنى من زمان بجى 


تنحنحت بخجل منه ثم أفلتت نفسها منه وقالت:- 


-محصلش  


ضحك وهو يترك قبلة على جبينها بلطف وقال:- 


-ماشي هنشوف الموضوع دا لما أعاود وتكونى خلصتى شغلك  


أستدار ليغادر لكن قلبها أوقف قدميها مُتراقصًا فرحًا بهذه القبلة الرقيقة، نظر “نوح” لها قبل أن يغادر وقال:- 


-الصندوج دا عشانك 


أنصرف وأغلق الباب خلفه ثم رحل لتبتسم وهى تركض للسرير وتفتح الصندوق لتُدهش من كمية الذهب وفرحت كثيرًا ليس لكميته بل لأن هذا الصندوق هدية منه لها، تذكرت "ليلى" الجالسة بالخارج فأغلقته وهربت للخارج قبل أن تغضب منها....

_______________________


 تحدث الرجل بغضب شديد ونبرة غليظة:-

-أنا جبت أخري من بتك يا حج حمدى، تغلط فى خيتى وأمى كدة كتير، بتك عندك وأنا معاوزهاش تانى فى دار


تحدث "حمدى" بضيق شديد قائلًا:-

-اهدا طيب يا بنى وكل مشكلة ليها حل 


وقف الرجل من مقعده بضيق شديد وهو يقول:-

-أنا معاوزش حلول يا حج حمدى بتك طالج وكل حجوجها هتكون عندك


غادر من المكتب لتأفف "حمدى" بضيق شديد ثم خرج ليرى "حورية" تجلس جوار والدتها "فاتن" فقال بغضب شديد منها:-

-عجبك اكدة، شوفتى اخرت جلة ربايتك ولسانك الطويل، فى واحدة متربية تغلط فى حماتها اكدة 


تحدثت "فاتن" بانفعال شديد:-

-هى اللى ست تستاهل ضرب ستين جزمة، دى المفروض تبس يدها أن بنتى شايلها 


غضب "حمدى" وهى يرفع نبوته فى وجههما ثم قال:-

-دا بدل ما تعجلى بنتك، أنتِ اللى مجويها أهى اتطلجت وجعدت لك فيها افرحى أنتِ وبنتك


غادر بضيق بينما وقفت "حورية" من مكانها ببرود دون أن تهتز مما حدث فقالت:-

-أنا طالعة ياما أرتاح فى أوضتى 


صعدت "حورية" للأعلى، نظرت "فاتن" إلى "سلمى" لتراها تجلس على الأريكة تشاهد التلفاز صامتة فوقفت من مكانها بضيق من الكوارث التى تحل عليها... 


______________________


خرج "عطيه" بصحبة "نوح" من المحجر وهو يقول:-

-متأكد أن هو 


أجابه "عطيه" بثقة وهو يفتح باب السيارة:-

-متأكد أن هو الموتسكل اللى كان راكبه الولد اللى ضرب نار على نادر 


صعد "نوح" معه فأنطلق "عطيه" بسيارته إلى حيث المرأب الذي يوجد به الدراجة النارية وسأل غفير المرآب ليخبره بأنه لا يعرف صاحب الدراجة النارية ومُنذ أن وجدها هنا من سنة ونصف ولم يأتى أحد لها ليرحل "نوح" غاصبًا وعاد للمنزل فى المساء ودلف إلى غرفته فتعجب بشدة منها عندما رأى مكتبة خشبية أحتلت أحد زوايا الغرفة وبجوارها مكتب ذات اللون الأبيض والكثير من الكتب هناك على الأرض وزوجته تقف هناك مُرتدية بيجامة قطنى عبارة عن شورت فضفاض يصل لركبتها وتي شيرت بكتف واحد نصف كم والأخرى عارى وشعرها مرفوع للأعلى على هيئة دائرية حول قلم خشبي وترتب الكتب فى المكتب، نزع عمته ووشاحه وهو يقول:-

- بتعملى أيه يا عهد


أجابته دون أن تلف له وهى تفف فوق المقعد قائلة:-

-زى ما أنت شايف أشتريت كُتب وبرتبها 


سار نحوها ثم وقف خلفها يعطيها الكتب مُساعدها فأخذت منه الكتب ووضعتها فى الأرفف بترتيب لتنتهى بعد ساعة فحملها من خصرها لينزلها عن المقعد، وقفت أمامه تحدق به وعينيها تتابع يده وهو يبعد خصلات شعرها الفوضوية عن وجهها بسبابته ثم رفع يده للأعلى ليسحب القلم عن شعرها لينسدل بحرية على ظهرها ووجهها فقال بدلال:-

-بتبجى كيف البدر فى تمامه وشعرك مفرود أكدة


تبسمت بلطف وهى ترفع غرة شعرها للأعلى وتقول بغيرة:-

-كل دا كنت مع عطيه 


تبسم وهو يضع يده فى جيب عباءته ويقول:-

-ربنا يعلم أن من ساعة ما هملتك وأنا مع عطيه بس روحت الأول جبل ما جابل عطيه اجيب لك دا 


أخرج يده من جيبه لتراه بضع فى يده خاتم زواج لتندهش بسعادة ويرفرف قلبها فرحًا ويتراقص بمرونة عشقًا لهذا الرجل الحنون، رفعت نظرها إليه وهو يأخذ يدها إلى يده ووضع الخاتم فى بنصرها الأيسر ليعلن للجميع بأن هذه الفتاة ملك لرجل واحد فقط لتقول:-

-أنا كدة بقيت متجوزة 


ضحك وهو يضع قبلة فى قلب كفها ثم قال بعفوية:-

-الخاتم يعنى اللى هيخليكى متجوزة مش أنا 


رفعت يدها إلى عنقه ثم وضعت قبلة على وجنته لتقول:-

-أنت أعظم رجل فى الدنيا وأنا أكتر بنت محظوظة عشان متجوزك أنت يا نوح 


وضعت رأسها على صدره وادخلت ذراعيها أسفل ذراعيه تطوق خصره بهيام ثم قالت بتعب وأرهاق:-

-النوم بيغلبنى من بدرى يا نوح بس كنت مستنياك 


تمتم بعبوس شديد قائلًا:-

-نوم أيه يا عهد أنا عاوزك نجعد هبابه نتحدد سوا ونلعب 


تنهدت بتعب ثم قالت بصوت مبحوح:-

-تعبانة يا نوح عشان خاطرى 


حملها على ذراعيه وهو يقول بأستسلام لها:-

-نامى وأمرى لله 


سار بيها إلى الفراش ثم وضعها به ووضع الغطاء عليها تاركًا قبلة على جبينها، ذهب إلى المكتبة ينظف المكان من فوضتها ثم مسح سطح المكتب ووضع اللاب على سطحه وجلس على الأريكة ينظر فى هاتفه وبدأ يشترى لها كل ما يمكن يزين المكتب وركنها المفضل فقط من أجل أسعادها وحتى لا تمل أو تشعر بالنقص بعد أن تركت عملها وحياتها فى القاهرة وجاءت إلى الصعيد زوجة له... 

شعر بشيء يُثقل على كتفه فنظر ليراها تجلس جواره وتضع رأسها على كتفه، وتتشبث بذراعيه فسألها وهو يترك الهاتف جانبًا:-

-منمتيش ليه؟


تمتمت "عهد" بخفوت قائلة:-

-قلقانة شوية 


نظر إليها بقلق شديد يقول:-

-من أيه يا عهدى 


رفعت نظرها به ثم قالت بتوتر:- 

-هو مينفعش نروح نقعد فى بيت تانى، أنا خايفة أعيش هنا وكمان حورية بنت عمك أطلقت النهاردة وجت تقعد هنا، أنا بقيت بدخل وأقفل على نفسي بالمفتاح وبخاف أخرج من أوضتى وأكلى بطلبه من برا 


أخذ وجهها بين راحتى يده بهدوء ثم قال بجدية:-

-ليه يا حبيبتى كل دا، أخرجى وأطلعى كيف ما تحبى ومحدش يجدر يرفع عينيه فيكى والأكل اللى تحبيه أطلبيه من حُسنة، متخافيش يا عهد أنت ست الدار دى والبيت دا كله ملكى أنا وأنتِ مرتى واللى يرفع عينيه فيكى أرمي برا ومهيفرجش كتير ويايا 


تحدث "عهد" بضيق شديد قائلة:-

-مش بالقوة والقسوة يا نوح، هترمى أهلك برا وتعمل زى ما عليا عملت فيا ،أنت عارف شعور أنك تكون مطرودة من أهلك عامل أزاى، أنتوا جايبين القسوة والجبروت دا منين وأنا هنا بموت على أهل يحبونى ويخافوا عليا مش يفرقونى ويوجعونى


أنهمرت دمعتها بحزن شديد وهى تتحدث باكية عن قسوة الأهل ووحدتها وهى لا تملك غيره فى الحياة، تنهد "نوح" بضيق ثم قال:-

-بس عمى مش الأهل اللى تحبي تعشريهم يا عهد، عمى أنا لو أتنازلت عن حذري هحصل نادر على يده، هو اللى بيكره ويقسي مش أنا 


وقفت "عهد" صارخة بيه بانفعال شديد:-

-أنت أيه يا نوح مبتعرفش تغفر وتصالح، مبتعرفش تحل المشاكل ،عمك كدة عشان أنت واكل حقه فى ورثه اللى أنت أصلا مالكش فيه ولا أنت مش واخد بالك أن أملاك جد لوالدك وعمك مش ليك أنت 


وقف "نوح"من مكانه بغضب سافر وهى تتحدث عنه بهذه الطريقة ورفع يده فى وجهها كى يصفعها لتُصدم بهلع من فعلته وأتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها وهو على وشك صفعها فى حين أنه أغلق قبضته بغضب شديد يتحكم فى غضبه قبل أن يفعل ثم أنزل يده بعيدًا وهو يقول:-

-أطلعى فى فرشتك يا عهد 


تحدثت "عهد"بعناد وغضب سافر بعد أن كان على وشك ضربها:-

-أنت عاوز تضربنى يا نوح عشان خايف عليك من عمك، هو لو اذاك هعيش أزاى من غيرك ها هستفاد أيه بالمال والأملاك وأنت مش معايا 


أغمض عينيه بضيق شديد يتحكم بأعصابه ثم ألتف لها وقال:-

-تنجطع يدى جبل ما توجعك يا عهد


كاد أن يقترب منها لتعود خطوة للخلف بإستياء ثم قالت بانفعال:-

-متفكرش تلمسنى يا نوح قبل ما ترجع الحقوق لأصحاب وتخلينى أعيش معاك فى أمان من غير خوف وقلق 


ليشتاط غضبًا ثم يترك الغرفة لها ويخرج بانفعال، جلست "عهد"على فراشها تبكى بأنهيار بعد أن دخل الحزن والغضب بينهما فرفعت يدها لكى تجفف دموعها لتشعر بخاتم زواجها فنظرت له بحزن فاليوم ألبسها خاتم زواجهما وهى بدأت الشجار معه وجعلته يهجرها، خرجت للشرفة تبحث عنه فى الحديقة بنظرها لتُصدم عندما رأت "أسماء" تحتضن زوجها من الخلف وهو واقف هناك ساكن لم يبعدها عنه أو يغضب بل كان مرحبًا بعناقها له .......


هويتُ_رجل_الصعيد 

نور_زيزو 

نورا_عبدالعزيز

يتبع 

تكملة الروايه من هناااااا

تعليقات

التنقل السريع