هويتُ_رجل_الصعيد
الفصل الثالث عشر (13)
___بعنــــوان "عنـــــاد"___
غادر الغرفة غاضبًا من هذا الشجار الذي تحول يومهما الجميل لشجار وغضب، ننزل للحديقة يقف بها ثم أخرج علبة السجائر وأشعل سيجارة بين أنامله وهو ينفث الدخان من فمه شاردًا بأفكاره فهل هو من صنع هذه العداوة والكره لعمه أم جده الذي كتب هذه الوصية، هل هو من قتل “خالد” أم أفعاله الخبيثة الشنيعة؟ لما يلومه الجميع على أفعال لم يرتكبها هو؟، شعر بيدي تلف حول خصره وتحتضنه من الخلف فتنهد “نوح” بهدوء وهو يغمض عينيه ويفكر بها للحظات أثور عليه؟ أم يضع نهاية لهذه الشجار وكأنه لم يحدث فتحدث بنبرة جادة هادئة:-
-مش جولتلى مش هتلمسنيش
تبسمت “أسماء” بخبث شديد وهى تعلم بأن علاقته مع هذه الزوجة تكاد تكون معدومة فهمست له بلطف ودلال:-
-سيبك من اللى مغضبك يا نوح، هي متستاهلكش
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته ثم ألقى السيجارة من فمه سريعًا وأبعدها عنه وهو يستدير لها بوجه عابس ويقول:-
-أنتِ جنتي يا أسماء
رفع نظره للشرفة بخوف من أن تكن “عهد” رأتهما ويزيد الخلاف والشجار بينهم وكان ما يخشاه حدث عندما رأى “عهد” واقفة بالأعلى تحدق بيهما وعندما تقابلت أعينهما فرت هاربة للداخل فركض مسرعًا للداخل تاركًا “أسماء” وهو لم يبالى بها، صعد للأعلى ركضًا وعندما ولج من باب الغرفة رأها تجلس على الفراش باكية بضعف وخذلان، تنحنح بهدوء وهو يسير نحوها ثم قال:-
-عهد!!
قطعته بصراخ شديد مُنفعلة هاتفة:-
-طلعت ليه ما كنت تخليك تحت مع الهانم شوية
أخذ “نوح” يدها بلطف في يده وقال بلهجة دافئة:-
-متفهميش غلط يا عهد
دفعته بقوة بعيدًا عنها وهى تصيح به قائلة:-
-أفهم غلط أيه؟ أنا فهمت اللى شوفته بعينى ولا المفروض أعمل نفسي عامية عشان بحبك.. لا يا نوح مش هتضحك عليا بكلمتين وهنسي بيهم خيانتك
أتسعت عينيه على مصراعيها بذهول من حديثها وكيف حولت موقف لخيانة ثم قال:-
-خيانة!! بجولك سوء فهم وأنتِ بتجولى خيانة
تحدثت “عهد” بعناد شديد وعينيها لا تكفى عن البكاء:-
-ما هو كل حاجة عندكم سوء فهم حتى الخيانة سوء فهم، مروحتش على أوضتها ليه بدل ما تيجى هنا ولا كنت أرجع ليا وابنك على أيدك
مسكها من ذراعها بقوة وهو يجذبها نحوه بغضب سافر يتطاير من عينيه حادقًا بعينيها ثم تحدث بنبرة مُخيفة قوية:-
-أنا لو عايز أسماء كنت أتجوزتها وأنتِ هربانة ولا جبل ما تيجى أصلًا فأهدى كدة وأعجلى كلامك جبل ما تجولى وابنى دا ميكونش له أم غيرك يا عهد
رمقته بعناد شديد ثم قالت بتحدى:-
-بعينيك يا نوح تقرب منى
كز على أسنانه بضيق شديد منها ثم جذبها له بقوة لتلتصق بجسده وكأنها دمية في قبضته وقال بغضب:-
-أنا مهملك بمزاجى يا عهد والمفروض تفرحى أنى محترمة رغبتك لكن دا مش ضعف منى وخوف منك مثلا فأتمنى متختبرش صبرى كتير وياكى
أرتجف قلبها خوفًا من نبرته لكنها تشبثت بعنادها وهى تعلم بأنه لم يفعل شيء يأذيها فقالت بعناد:-
-أنت متقدرش تعمل حاجة يا نوح، أنت أضعف من كدة بكتير
تركها وهو يرفع يده ليصفعها بعد أن لعنته بالضعف، نظرت له بدهشة من فعلته وأرتجفت خوفًا فهل سيثبت لها قوته بصفعها وضربها لكنه تمالك غضبه قبل أن يفعل وندم لاحقًا على ضربه لها فأنزل قبضته لتثير غضبه أكثر بحديثها عندما قالت:-
-هى وصلت لأنك تفكر تضربنى مش كفاية اللى شوفته بعينى.. لا كمان لك عين تزعق ليا وتعمل راجل عليا ما كنت تعمل راجل فى حقوقى وواجباتك ولا الرجولة قالتلك تخلى أى واحدة تحضن فيك
اشتاط غضبًا من حديثها وطريقتها البغيضة التى تتحدث بها، جذبها من ذراعها بقوة نحوه ورمقها بعيني نارية ثم قال بلهجة غليظة:-
-أتحددى زين يا عهد وخدى بالك من حديدك ويايا، أنا مهصبرش عليكى كتير
دفعته بقوة بعيدًا عنها ثم قالت بأغتياظ شديد:-
-لا والله خوفت منك وهعيط، أستن هعيط يا نوح والنبى
صر على أسنانه من برودها ثم قال بلهجة قوية:-
-أنا طالع قبل ما أعمل حاجة نندم عليها إحنا الأثنين بعدين
أستدار لكى يخرج فهرعت مُسرعة أمامه وتقف على الباب تمنعه من الخروج وتقول:-
-طبعًا لازم تخرج وتروح للهانم اللى مستنياك تخرج من عندى عشان تقهرنى وتحرق ليا قلبى
دفعها بقوة بعيدًا عن الباب ثم فتح الباب لتتحدث باكية بحزن شديد قائلة:-
-هو دا العهد اللى عهدتهولى، دا العهد اللى عمرك ما هتخلفه يا نوح، عهدتنى أن عمرك ما هتبكينى ولا هتزعلنى لكن دلوقت سابنى مقهورة وماشى هو دا اللى العهد دين
استوقفه حديثها قبل أن تخرج فتنهد بهدوء ثم أغلق الباب وألتف لها يحدق بها، كانت تقف بمنتصف غرفتها باكية ووجهها أحمر من البكاء والغضب معًا، ترمقه بنظرات عتاب وحزن شديد يمليء قلبها العاشق ومشاعرها الحزينة تضارب عقلها وقلبها، أستسلم مهزوم أمام عهده لها فلن يتحمل مخالفة العهد وعقوبتها، فتح أذراعه لها لتركض مسرعة إليه وبالرغم من حزنها وغضبها منه إلا أنها لا تملك سبيل إلا إليه وكل طرقها تؤدي إليه وحده، حتى فى غضبها منه تذهب إليه فطوقها "نوح" بذراعيه وهمس فى أذنيها قائلًا:-
-أنا عارف أن حتى حضنى مش هيكفى غضبك وحزنك يا عهد بس معلش تسامحنى المرة دى
تمتمت بضعف باكية:-
-أنا غضبانة منك وقلبى والع نار بس ماليش حد أشتكيك له يا نوح غيرك، أنت واجعنى بجد
مسح على رأسها بحنان ثم قال:-
-وأنا هجبلك حقك يا عهد حتى لو منى، أشتكينى ليا ولو مجبتلكيش حقك أبجى أختارى العقاب اللى يعجبك وأنا هعمله من غير جدال وياكى، لكن أنا مهخلفش عهدى ليكى يا عهدى، بحق حُبك وكل المشاعر الحلوة اللى جوايا ليكى وبحق كل نبضة حُب أتعلمتها على يدك لأعمل الممكن والمستحيل عشان تسامحى بس وأمحى الوجع دا منك....
كان يعلم بأن ما فعلته “أسماء” يجب أن يدفع ثمنه هو لأجل محبوبته وسعادتها فإذا كان هو من رأها هكذا ورجل أخرى يمسك يدها وليس يعانقها فكان سيحرقهما معًا، تفهم أوجاعها وحزنها الممزوج بالغضب...
_____________________
أستيقظت “عليا” صباحًا من نومها على صوت الهاتف وكان المتصل “عمر” تجاهلت أتصله ليرسل لها رسالة فتنهدت وهى تفتح الرسالة وكان محتواها (كنت حابب أصبح عليكى .. صباح الخير وأتمنى لك يوم سعيد) تركت الهاتف على الفر اش وخرجت من غرفتها بوجه ناعس ذاهبة إلى غرفة طفلها الصغير لتراه مُستيقظ في فراشه ويقف به متشبث به بسعادة ويضحك ضحكات حماسية عندما رأى وجه والدته لتحمله على ذراعيها مُتبسمة وبدأت تنزل عليه قبلاتها الناعمة المليئة بالحنان، سمعت صوت الهاتف يدق فعادت إلى غرفتها وهى تحمل “يونس” على ذراعيها مُبتسمة لتتلاشي بسمتها سريعًا عندما رأت أسم “عهد” يضيء الهاتف وخرجت تاركة الهاتف يدق كما هو ...
_____________________
أنزلت “عهد” الهاتف عن أذنيها بحزن شديد ثم نظرت إلى “ليلى” وقالت:-
-برضو مبتردش يا ليلى
تحدثت “ليلى” وهى ترفع الفيديو الجديدة على القناة بلا مبالاة:-
-سيبك منها يا عهد وأنسيها، هو أنتِ محتاجها في حاجة
تنهدت “عهد" وهى تجلس جوار “ليلى” على الأريكة في ردهة المنزل بحزن ثم قالت:-
-مش محتاجة منها مصلحة بس وحشتنى هي ويونس
أنهت “ليلى” ما تفعله وهى تتجاهل الحديث مع “عهد” عن أختها، جاءت “سلمى” لهما ثم قالت وهى تجلس على المقعد:-
-خلصتى شغلك يا عهد
أومأ “عهد” لها بنعم لتتحمس “سلمى” في بدء الحديث:-
-بصي يا عهد، إحنا عندينا فرح بنت العمدة وهنروح كلنا عاوزاكى على الساعة 6 تكونى جاهزة وأنتِ كمان يا ليلى
هزت “عهد” رأسها بالموافقة ثم قالت:-
-حاضر يا ماما
تبسمت “سلمى” بسعادة لأجل هذه الفتاة ثم وضعت علبة صغيرة من المعدن أمامها وقالت:-
-خدى يا عهد ألبسي دا كمان
فتحت “عهد” العلبة وكان بداخل عقد من الذهب كبير لم ترى بحجمه من قبل فرفعت نظرها إلى “سلمى” بدهشة لتقول:-
-دا عجد العائلة حماتى أديتهولى يوم جوازى وأنا ندرتها أن أديه لمرت نوح
نظرت “عهد” للعقد بتردد من أخذه منها ثم رفعت نظرها إلى “سلمى” بضيق قائلة:-
-خلى مع حضرتك دلوقت يا ماما
أربتت “سلمى” على يدها بلطف ثم غادرت تاركة العقد لها وصعدت “عهد” بصحبة “ليلى” وهى تقول:-
-أقعدى هنا بقى وقوليلى ألبس أيه؟
أخرجت كل ما بداخل الخزينة وحقائبها التي لم تفتحها بسبب كثرة الملابس والأغراض وبدأت ترتدى الفساتين واحد تلو الأخر و”ليلى” تسخر منها مع كل واحد ترتديه فقالت:-
-عهد يا حبيبتى أنتِ في الصعيد تفتكرى جوزك الصعيدى هيطلعك من البيت بالفستان دا
نظرت “عهد” إلى المرآة وهى تقول:-
-دا جاى من لبنان يا ليلى
تفحصت صورتها وهى ترتدى فستان أسود اللون بكم واحد والأخر عارى وضيق يظهر مفاتن جسدها وطويل لكنه مفتوح من قدمها اليسرى للأسفل، وقفت “ليلى” خلفها وهى تتشبث بذراعيها ثم قالت:-
-أتحدكى يا عهد تلبسي الفستان دا في الحياة بعد كدة، يا حبيبتى أنتِ بقيت زوجة لرجل صعيدى شرقى
فتح باب الغرفة ودلف “نوح” دون أذن حاملًا باقة زهور بنفسجية اللون من أجل أرضاءها ليراها تقف أمام المرآة وصديقتها معها وترتدي فستان جميل يظهر مفاتنها وأنوثتها، أنبهر بجمالها ورقتها عل عكسها هي التي ذهبت بنظرها إلى المرآة غاضبة منه ولم تهتم لمحاولته في مصالحتها، تحدثت “ليلى” بحرج من دخوله ووجودها في غرفة نومه:-
-طيب أسيبكم أنا
مسكت “عهد” يدها بقوة وقالت بنبرة غاضبة :-
-أستنى هنا، هو أنا مش بدفع لك مرتب عشان تشتغلى أقعدى هنا وأنا هغير وأجيلك
دلفت للغرفة الأخرى فجلست “ليلى” بحرج منه وجوده بينما جلس “نوح” على الفراش بعيدًا عنهما، خرجت بعد دقائق مُرتدية تنورة قصيرة تصل إلى ركبتيها وعليها سترة نسائي بدون أزرار طويلة من الجانب الأيسر تصل لحافة التنورة وقصيرة إلى الخصر من الجانب الأيمن وشعرها مسدول على ظهرها والجانب الأيسر وتضعه خلف أذنها اليمنى لتقول:-
-أيه رأيك
كان يحدق بها بحُب ونبضات قلبه مُتسارعة بدلال لها لكن سريعًا ما تحول إعجابه للغضب عندما سمع صوت “ليلى” تقول:-
-هو مقفول من فوق بس مفتوح أوى من تحت مينفعش فرح في الصعيد
وقف “نوح” من مكانه بغضب سافر وقال:-
-فرح أيه، دا متتطلعش به من باب الأوضة مش فرح
رمقته بضيق شديد ثم قالت غاضبة:-
-أنا بأخد رأى ليلى
حد من عينيه بغضب لتزدرد لعابها الجاف بخوف منه ثم دلفت للداخل هاربة من نظراته المُرعوبة ليرتجف قلبها رعبًا من غيرة هذا الرجل، بدلت ملابسها إلى فستان أحمر أسرت عينيه وقلبه سريعًا عندما رأها به، لم يتحمل تلك النبضات التي تضرب صدره الصلب وطلالتها سرقت غضبه بعيدًا، رأت “عهد” إعجابه الشديد برؤيتها هكذا لتخجل من نظراته المُسلطة عليها وتوردت وجنتيها حياءًا منه، كان فستانها باللون الأحمر اللامعة وطويل يزحف حول قدميها الحافيتين لتقطع شروده بجمالها صوت “ليلى” تقول:-
-لا يا عهد
نظر “نوح” لها بتعجب من سبب رفضها فتبسمت “عهد” بمكر شديد وهتفت ببراءة تترجى “ليلى”:-
-ليه بس ما هلبس كمان البلطو فوقه
سأل “نوح” بضيق من جمال زوجته:-
-ليه لا
تبسمت “ليلى” بخبث وهى تسير نحو “عهد” ثم مسكت يدها لتجذبها معها وتلف ليُصدم “نوح” عندما رأى ظهرها نصفه عارى فقط سلاسل على ظهرها، أغمضت “عهد” عينيها بضيق شديد من فعلت صديقتها فتبسمت “ليلى” لها وقالت:-
-أنا عملت الخير ورمته لنوح .. عن اذنكم
خرجت من الغرفة لتهرب “عهد” من أمامه إلى الداخل فركض خلفها بغضب وأتسعت عينيه عندما رأى غرفة المعيشة مليئة بالملابس على الأرض والأريكة وهناك فستان قصير على شاشة التلفاز، مسك أحد الفساتين الموجودة على الأريكة وكان قصير وبدون أكمام ليقول بغضب سافر:-
-ودا بتلبسي فين أن شاء الله؟
أختبأت “عهد” خلف شاشة التلفاز الموجودة على الطاولة الزجاجية من غضبه وقالت:-
-في أيه يا نوح انا مخرجتش أنا بس لسه بأختار
أقترب نحوها وهى يرمي الفستان من يده بعيدًا بأغتياظ ثم قال:-
-فكرة أنك بتختارى من الجرف دا معناه أنه عندك نية تخرجى به
تبسمت بعفوية وهى تقول:-
-وفيها أيه بس دى ماركات عالمية والله وغالية
وقف أمامها ولم يفصل بينهما إلا شاشة التلفاز ليقول:-
-فيها ايه؟ دا أنا اللى هو جوزك عمرى ما شوفتك أكدة عاوزة تخرجى للناس أكدة، أنا هجطع رجبتك يا عهد وأكسر رجلك جبل ما تعمليها
هربت من امامه وهى تأخذ الفستان الموجود على شاشة التلفاز وقالت بحماس:-
-أجرب بس أخر واحد وبعدين أكسر براحتك
هربت إلى غرفة النوم وأغلقت الباب الجرار خلفها، وقف غاضبًا يتطلع بالملابس ليمسك فستان سهرة يتلألأ لمعًا وكان طويل لكنه مفتوح من الأسفل جانبًا وبحمالة فتمتم بأغتياظ شديد:-
-ودا بتخرج بيه أكدة جدام الخلج، نهارك طين يا عهد
ألقاه بعيدًا ثم ذهب خلفها وفتح الباب وهو يصرخ بها قائلة:-
-عهد...
أبتلع حديثه عندما رأها تقف أمام المرآة وتضع أحمر شفايف مُرتدية فستان أزرق اللون بأكمام فضفاض من الدانتيل ويصل إلى أسفل الركبة وحول خصرها رابطة تظهر نحافة خصرها وواسع من الأسفل ومفتوح من العنق قليلًا، ألتفت له ليتطلع بها بوضوح أكثر من المرآة ووضعت أحمر شفايف وشعرها مُسدول على الجانبين حتى خصرها، سار نحوها بخفة مسحورًا بجمالها لتقول بعفوية:-
-دا ينفع!!
رفع يده إلى عنقها وداعبه ليقول بلطف دون شجار:-
-ودا؟!!
تنهدت “عهد” بضيق وحيرة ثم قالت:-
-كدة مفيش فساتين تانى وكله مش عاجبك
تحدث بغيرة تلتهم قلبه وعقله من أن يرى رجل غيره جمالها ويُسحر بطلالتها قائلًا:-
-كلهم عاجبينى لكن تلبسيهم أهنا ليا مش للخلج
أعطتها باقة الزهور ثم قال:-
-غيرى خلجاتك بسرعة عشان هنتأخر ولا أمشي وأسيبك تيجى مع الحريم
تبسمت بسعادة وحماسة وهى تركض للداخل:-
-لا أستنانى على طول أهو
أحضرت “ليلى” فستان من ملابسها لأجل “عهد” بالتأكيد لن يعترض “نوح” على هذا الفستان و”ليلى” محجبة...
____________________
كان “عطيه” واقفًا أمام المنزل بأنتظار صديقه ورأى سيارته تأتى من بعيد فأقترب له لكنه دُهش عندما ترجل “عهد” فعاد خطوة بعيدًا عن الطريق ثم ترجل “نوح” ليُدهش “عطيه” عند نزلت “ليلى” من السيارة مُرتدية فستان أسود اللون طويل وبأكمام وتلف حجابها الفضية، تشبثت بيدى "عهد" وهى تنظر إليه بخجل من نظراته، تطلع بها وهى هادئة وجميلة على عكس عاصفتها الدائمة وفى كامل أنوثتها لكنه تحشي النظر بها بأستحياء وأحترامًا إلى "نوح"، دخلا مع الرجال ودلفت" عهد" بصحبة صديقتها إلى المنزل حيث تجلس النساء وكانت "فاتن" بالداخل مع بناتها، حدقوا بها بغضب شديد فجلست "عهد" جوار "سلمى" بغرور لا تبالى بهما
__________________
أربت "على" على قدم "عطيه" بلطف وقال:-
-عجبالك يا عطيه لما نفرح بيك
نظر "نوح" على صديقه الذي تبسم بحرج شديد وهو يعرف أن "عطيه" معجب بصديقة زوجته لكنه على عكسه لن يملك الجراءة فى الاعتراف والأقتراب منها، هتف "على" بجدية وحماس قائلًا:-
-ليك عليا يا عطيه يوم ما أفرح بيك وترضي على عروسة من اللى بتجبهم لك خالتك أم نوح لأعملك ليلة محصلتش اعوض بيك ليلة نوح اللى متعملتش
هتف "نوح" هامسًا فى اذن صديقه:-
-خالتك أم نوح مهتجبلكش العروسة اللى مستنيها
نظر "عطيه" له بتعجب فقهقه "نوح" ضاحكًا بعفوية ثم قال:-
-ما أنت مفضوح جوى يا عطيه بس خد بالك بنات مصر متعبين جوي جوي يا صاحبى اسألنى أنا
أومأ "عطيه" له بنعم ثم وقف لكى يخرج وحده من هذه الضجة وعندما خرج رأها تقف فى الخارج وتتحدث فى الهاتف، تنهد بهدوء وذهب نحوها وكانت "ليلى" تتحدث فى الهاتف مع أحد الشركات وتقول:-
-بس أستاذة عهد مبتستقبلش أى إعلانات دلوقت لكن لو حضرتك تحب ترفع إعلان على القناة بتاعتها مفيش مانع
شعرت بأحد خلفها فأستدارت والهاتف على أذنها لتراه يقف صامتًا مُرتدي عباءته السوداء ويلف عمته البيضاء، تابعت حديثها على الهاتف قائلًا:-
-مفيش مشكلة بكرة أكون عندك... مع السلامة
أغلقت الهاتف لتنظر إليه فدهشت عندما رأته يخرج شيكولاتة من جيب عباءته فنظرت بعيني مُندهشة وصامتة فقال بحرج:-
-أنا أسف عشان زعجتلك المرة اللى فاتت
ازدردت لعابها بإرتباك شديد ثم أخذت الحلوى منه وقالت بهمس:-
-حصل خير!!
أستدارت لكى تدخل فأوقفها "عطيه" يسأل:-
-أنتِ راجعة القاهرة؟!
نظرت له بهدوء ثم قالت:-
-اه بكرة..
تبسمت بخبث شديد ثم قالت بحرج:-
-بالمناسبة تعرف عربية توصلنى بصراحة اتمرمط أوى فى القطار
ضحك عليها وهو يعلم بأنها تطلب أن يوصلها بطريقة غير مباشرة وبخبث شديد ماكرة مكر النساء، أومأ لها بنعم ثم قال:-
-هوصلك أنا
تبسمت بعفوية إليه ليبادلها البسمة فلأول مرة تبتسم من اجل دومًا تصارعه وتشاجره لكنها أهدته اليوم أجمل ما قد تراه عينيه.. بسمتها البريئة الجاذبة، دلفت "ليلى" للداخل لترى "عهد" تقف فى الردهة تتشاجر مع "حورية" و "أسماء" قائلة:-
-مش بقولك متخلفة، أنا مش هرد عليكى وهسيبك كدة تموتى بغيظك
صاحت "حورية" بضيق والبنات يمسكوا يديها قائلة:-
-أنتِ فاكرة نفسك ست ولا أيه يا بت دى أنتِ عرة الستات
ضحكت "عهد" بسخرية تثير غضبها اكثر ثم قالت بثقة وغرور:-
-دا أنا ست الستات يا حورية... ما تيجى تبصي ليا كويس كدة، أنا لو مش ست مكنتش اتجوزت كبيرك يا حلوة وكل القهرة والغل دا من غيظك
اخذتها "سلمى" و"ليلى"يدها وخرجوا من المنزل فهمست "سلمى" فى اذنيها قائلة:-
-جدعة يا مرت ولدى
ضحكت "عهد" بعفوية وكأنها لم تفعل شيء، وقفوا ينتظروا "نوح" لكنهم رأوه يركض إلى سيارته وأنطلق بعيدًا دون أن ينظر إلى زوجته فنظرت "سلمى" إلى زوجها الذي احضر سيارته لكى يأخذهم للمنزل وعلى وجهه القلق والذعر فسألت "سلمى" بقلق:-
-فى ايه يا على، نوح راح فين؟
صُدم الجميع مما قاله "على" لتنظر "عهد" إلى الخلف بقلق والرعب يداعب قلبها على زوجها.....
هويتُ_رجل_الصعيد
نور_زيزو
نورا_عبدالعزيز
تعليقات
إرسال تعليق