#هويتُ_رجل_الصعيد2
الفصـــل الثاني (2)
___ بعنـــوان "مغلوب القلب" ___
داخل قاعة الزفاف كان البعض في حالة من السعادة القصوى والبعض يجتاحهم الكثير من الغضب والحقد، تحدث “على” وهو جالسًا على طاولة خاص بعائلته ببسمة طيبة:-
-عجبال ليلتك يا أسماء
لم تُجيبه “أسماء” وظلت صامتة تحدق بـ “نوح” الواقف بعيدًا مع زوجته المُبتسمة وكأنها ملك توجت على عرش العالم بأسره بوجودها بجانبه، تحدث ذهنيًا:-
-أشمعنا أنا اللى لازم أتجوز من واحد مبحبهوش ولا طايجة، لا أنا ما هجبلش بالبيع دا ومهملكيش سعيدة يا عهد بعد ما خدتى حبيب جلبى مني، أفرحي كيف ما تحبي عشان الفرح دا مهيطولش كتير
نكزتها “فاتن” في ساعدها بخفوت ثم قالت:-
-سرحتى فى أيه يا بنت بطنى
تأففت “أسماء” بضيق ثم قالت وعينيها تحدق ببطن “عهد” رغم أنها لم تنتفخ كثيرًا بحملها التي لم تكمل منه سوى شهرين:-
-مفيش يا ماما
على الجهة الأخرى كان “نوح” يقف بجوار “عهد” كلاهما مُبتسم لكن حديثهما على خلاف مع بسمتهم فقالت “عهد” ببسمة مُصطنعة:-
-يعنى أنا عميت يا نوح مكانتش البهيمة دى بتبص ليك وغمزت لك
تبسم وهو ينظر للماريين من جوارهما وقال:-
-غمزت يا عهد أرتاحتى أكدة، بس هعمل أيه هروح أمسك عينيها واحدة مُنفلتة أنا صالحى أيه دلوجت
أخذت يده في يدها ومن يراهما يرى الحب بينهما بينما في الواقع كانت “عهد” تضغط بأظافرها في يده بغضب ناتج من حريق قلبها التي أشعلته الغيرة ثم قالت:-
-لا يا روحى متروحش أنت وخليها عليا
كادت ان تذهب للفتاة فمسك يدها بأحكام قبل أن تفتعل شجار وتخرب زواج أختها بجنانها ثم قال:-
-أهدى يا حبيبتى بس كدة عشان صحتك
ضحكت “عهد” بسخرية من جملته وقالت:-
-ها صحتى، خايف أوى على صحتى وأنا أصلا محدش هيموتنى ناقص عمر غيرك
ذهبت من أمام ليبتسم ضاحكًا على زوجته المُدللة وحتى فى غضبها تشبه الطفلة المُدللة، مرت “عهد” من جوار “ليلى” الواقفة مع “عطيه” تقول بجدية:-
-أنا مرت اللى حصل بمزاجي يا عطيه
ضحك “عطيه” بلطف عليها ثم قال:-
-كمان أنتِ اللى زعلانة يا ليلى
لفت بنظرها إليه بتعجب من جملته فقال ببسمة هادئة:-
-خلاص أنا غلطان يا ست البنات وحجك على رأسي بس ممكن متكشريش أكدة وأنتِ كيف الجمر
تبدل غضبها لضيق طفولى أكثر ثم قالت بجدية مُتذمرة على حديثه:-
-لا بقولك أيه لما أكون بتخانق تنسي ثلاث حاجات يا عطيه عشان حياتنا تستمر على خير
تعجب “عطيه” من جديتها فى الحديثها ونبرتها القوية فسأل بفضول شديد:-
-أيه هم يا ليلى
أقتربت خطوة منه فكادت ان تلتصق به فتمتم “عطيه” بقلق قائلًا:-
-أنتِ هتضربى ولا أيه؟
-واحد تنسي أى كلام حلو ممكن تقوله، أتنين بلاش معاكسات عشان أنا قلبى ضعيف وبيضعف ها، ثلاثة
ضربت يده التى تمسك يدها وقالت بأنفعال:-
-متلمسنيش وتحاول تضعف موقفى فى الخناقة مش أكمنى بحبك تستغل دا
تبسم بعفوية فى وجهها لتشعر بضربات قلبها تتسارع من هذه البسمة فتابعت قائلة:-
-أربعة ودى جديدة متبتسمش خالص عشان غمازاتك دى بتسحرنى
لم يتبع “عطيه” تعليماتها فتبسم أكثر لتحتل البسمة كل ملامح وجهه فرُسمت بعفوية على شفتيه وظهرت غمازاتها عى وجنته وتلألأت عينيها اكثر فرحًا فتنهدت “ليلى” أكثر بضيق شديد لتقول بتذمر من هذا الرجل:-
-تبا لك يا عطيه
أخذ يدها فى يده وقال بحُب:-
-دا تبا لأى زعل يضيج الجمر دا ويخبي ضحكته
تبسمت “ليلى” بعفوية مُتجاهلة هذا الغضب أمام عفويته، وصل المأذون فذهب الجميع حوله وهو يعقد القران عليها وكانت “عليا” جالسة بجوار “عمر” ويمد يده إلى المأذون والأخرى يمسك بها يد “عليا” بحُب وبدأ يردد الكلام مع المأذون “عليا” تنظر إلى “عهد” التى تقف جوارها وتربت على كتفها بحب وسعادة تغمر قلبها وبعد أن رفع المأذون المناديل عن يديهما ألتف “عمر” إليها مُتجاهلًا الجميع ليعانقها بسعادة وهو يدور بها وتضحك بقوة و”عهد” تقف جوار “ليلى” وتبتسم على سعادة اختها فجاءها موظف الدار من الخلف وقال:-
-مبروك يا مدام عهد
ألتفت الأثنين إليه لتتبسم “عهد” بخفوت وهى تقرص “ليلى” فى ذراعها بعد أن قوست شفتيها بضيق للأسفل بعد رؤية هذه الفتاة، تحدث هذا الشاب بعفوية:-
-عقبالك يا ليلى
ضحكت “ليلى” بسخرية على هذا الشاب وأشارت على نفسها وهى تُحدث “عهد”:-
-هو بيكلمنى أنا؟! لا متقوليش
ضحكت “عهد” على تذمر هذه الفتاة ثم قالت:-
-خلاص يا ليلى، عقبالك أنت يا فريد
-والله ليكى واحشة يا مدام عهد وللمناقشات معاكي من بعد ما اتجوزتى الواحد مبقاش لاقى حد يناقشه ويأخد رأيه
تبسمت “عهد” بتكفل على هذا الحديث فقرصتها “ليلى” فى ظهرها وهمست فى أذنها قائلة:-
-أتلمى بالضحكة اللى جاية من الودن للودن دى عشان جوزك لو جه هيساوى وشك بالمبتسم بالأسفلت
ضحكت “عهد” أكثر على حديثها ليربت “فريد” على كتفها بعفوية وهو يقول:-
-طب عن أذنك
لم يكمل كلمته عند أستوقفه بيد قوية تمسك يده الى لمست زوجته فنظرت “عهد” لتجد هذا الرجل الصعيدى فتحدث “نوح” بنبرة قوية والغضب يشتعل بداخله من الغيرة فقد تجاوز هذا الرجل كل الحدود بلمسه لها:-
-أنت عبيط ولا أيه
نظرت “عهد” للجميع وقد توقف الجميع عما يفعلوا عندما تحدث بنبرة قوية وبدأوا ينظروا عليهما فشعرت بحرج شديد وخوف من تخريب حفل زفاف أختها ثم قالت بهمس:-
-خلاص يا نوح
نظر “نوح” لها بغضب، نظرة كادت ان تحرقها فى التو من النيران التى تبث من عينيه بينما أزدردت “عهد” لعابها الجاف بقلق من نظرته وأنزلت يدها عنه من الخوف ليتحدث ”فريد” قائلًا:-
-مين الراجل المُهزق دا
ألتف “نوح” له بغضب أكثر وكأن هذا الشاب يسعى لموته الآن فـلم يتمالك غضبه أكثر فرفع ذراعه ولكم وجه هذا الشاب بقوة أسقطه على الطاولة وسقط الكأس من يده أرضًا ليتناثر الزجاج ونظر الجميع بدهشة، ألتف دون أن يكترث لأحد وأخذ يدها معه وسار خارجًا من القاعة، كانت تركض خلف خطواته المُسرعة دون أي مراعاة لخطواتها وكعبها العالي، فتح "نوح" باب السيارة وأدخلها بقوة ثم أغلق الباب وألتف ليصعد بمقعد السائق وأنطلق، أزدردت لعابها بخوف وأبتلعت كلماتها قبل أن تتفوه بها فى هذه اللحظة المشحونة بالصعقات الكهربائية وهو أشبه بسلك كهربائي عاري وكل من يلمسه يوشك على الموت، ضغط على المكابح فجأة فأرتطمت رأسها بيدها الموجودة على السيارة وتمسك الهاتف بها الذي أوشك على أقتلاع عينيها دون قصد، ترجل من سيارته غاضبًا ووقف بالخارج يشعل سيجارته فترجلت "عهد" من السيارة بقلق وقالت بخوف:-
-نوح..
لم يُجيب عليها فتابعت وهى تقترب بخطواتها نحوه:-
-أنا أسفة، عارفة أنى غلطت لما ردت عليه بس....
أستدار يصرخ بها وهو يلوح بيده أمامها تعبيرًا عن انفعاله:-
-لا يا عهد، أسفك مش مجبول لأنك مبتتعلميش من الغلط وبتتعمدي دايمًا تثيري غضبي، مش مقبول بالمرة يا عهد
توقفت قدمها فزعًا عندما صرخ بها وتصاعدت أنفاسها بقوة لكنها ظلت تحدق به بعيني خائفة فهو لا زال زوجها الذي تعشقه بجنونه، تابعت خطواتها بخوف ووثقت بصوت قلبها العاشق لتقف أمامه وعينيها تحتضن عينيه بضعف وتكاد تبكي ثم بدأت تُتمتم بحزن وندم:-
-أنا أسفة يا نوح، ممكن ترحم ضعفى لما أجيلك ندمانة وضعيفة ومتقساش عليا، متجيش عليا وأنا هشة ولا المفروض أطلع أجرى علي مين حتى لو غلطانة ما أنا لازم أجري عليك أنت، لأن أنت أنا ومحدش هيقبلنى غلطانة غيرك، أنت جوزى يا نوح مينفعش تكون اقسي الناس عليا، طب هو أعتذارى مش كفاية عشان تغفر غلطة غير مقصودة
كان يستمع لحديثها وعينيه تتطلع بها والدموع تسيل من عينيها، حدق بحاجبها الأيسر الذي تورم من أرتطم الهاتف برأسها وأصبح كدمة حمراء، رفع يده ببطي إلى حاجبها ووضع إبهامه علي كدمتها بلطف لترفع نظرها إليه فقال هامسًا:-
-بتوجع؟
أومأت له بنعم ولا زالت باكية فأنحني قليلًا ووضع قبلة على حاجبها ثم قال:-
-يتوجع العالم كله ويتأذي ولا أنك تتوجعي يا عهدي
ظلت تنظر بعينيه ليضمها إليه فى صمت وهو يلقي السيجارة من يده الأخرى بعيدًا......
____________________
أخذها “عطيه” إلى شقتها بسيارته ثم أوقف السيارة ونظر إليها وقال بنبرة دافئة:-
-أطلعى يلا وأنا مهتحركش من أهنا غير لما تطمئنى أنك طلعتي فوج وتجفلى الباب وراكي زين
ضحكت “ليلى” وهى تلف بجسدها إليه وتتكأ بظهرها على الباب وقالت بعفوية:-
-لما كنت غضبان يا دوب نزلت وطيرت بالعربية دلوقت هتستنانى لحد ما أطلع وأكلمك
تبسم بعفوية وهو يأخذ يدها فى يده وقال بلطف:-
-سيبك من اللى فات، أطلعى وفكرى فى ميعاد للفرح وأنا مهغصبش عليكى فى أى ميعاد هسيبك تختارى الميعاد اللى تكوني جاهزة فيه يا ليلى بس للعلم بالشيء وأنتِ بتفكرى تكونى عارفة أنى عاوزه من ساعة فاتت قبل كمان ساعة
نظرت إلى يده التى تحتضن يدها بلطف ثم رفعت نظرت إليه ورأت عينيه تتلألأ فرحًا مع كل كلمة يتفوه بها وإذا كان الحب يحتل كيانه كاملًا فماذا ستحتاج أكثر للتفكير به، تمتمت بلطف قائلة:-
-للعلم بالشيء ولا بتضغط عليا باستعجالك
-مهنكرش أنى مستعجل بس برضو مجدرش أضغط عليكى يا ليلى
خرجت منها ضحكة عفوية تتراقص على أوتار أذنيه ثم قالت:-
-أنت مستعجل كدة ليه؟
نظر إلى وجهها يتطلع به لثواني معدودة صامتًا مما زاد من ربكتها فتبسمت بحرج وقالت:-
-أيه
-مستعجل عشان بتوحشك وأنتِ جارى ما بالك وأنتِ بعيدة عن عيني رغم أن عمرك ما كُنت بعيدة عن قلبى، مستعجل عشان فى كل مرة بشوف دموعك فيها ببجى عاوز اخبيكي جوا صدرى لكن مجدرش، مستعجل عشان صوت أنفاسك اللى بسمعه لما بتنام وإحنا بتحدد فى التليفون بجى امنية حياتى أنى أسمعه من غير تليفون، مستعجل عشان لما تزعلى منى أخرنا هنام على الكنبة فى نفس الأوضة مش هتسيبى له البلد كلتها وتجعدى فى محافظة غيرى دا إذا كان فى زعل أصلًا لأن حتى فى زعلك هيكون بين يدى، مستعجل عشان أنتِ حلمي ومين فين مبيستعجلش على حلمه
كانت “ليلى” تحدق به بعيني لامعة تتلألأ ببريق الحُب والدفء الذي يغمرها بسبب لهيب الحب المُتراقص على أوتار قلبها كالجيتار المصنوع من العشق، رفع يده الأخرإلى وجنتها ليدخل تلك الخلصة التى فرت من حجابها للداخل مرة أخرى وقال بنبرة هامسة:-
-مستعجلش عشان بحب يا ليلى
لم تجد كلام يصف ما تشعر به فى هذه اللحظة فقالت بلطف:-
-تصبح على خير
غادرت مع بسمة مُشرقة فظل واقفًا حتى صعدت للأعلى وأتصلت به فأجاب وهو يطلق بسيارته لكنه سرعان ما ضغط على المكابح عندما سمعها تقول:-
-أنا موافقة نتجوز
توقفت السيارة على سهو بعد أن صدمته بقرارها المفاجيء فأنتزع الهاتف من الحامل ووضعه على أذنه يقول:-
-أنتِ جولتى ايه؟
تبسمت “ليلى” بعفوية على دهشته ثم قالت:-
-حدد الميعاد اللى يعجبك يا عطيه حتى لو قولت ليا هنكتب الكتاب أنا موافقة لأن واثقة فى الراجل اللى معايا وفى أختيارى ومستعدة مش بس أتجوزك أنا مستعدة أسيب العالم كله وأجيلك لوحدك لأن فضلت العمر كله وحيدة لحد ما ربنا رزقنى بونس عوض عن كل اللى فاتت، أنت ونيسي يا عطيه
رفرف قلبه فرحًا على هذا الحديث ثم قال:-
-مش بجولك مجدرش أستن نصيحة منى أنا بجى أنسي كل الكلام الحلو لحد ما تبجى حلالى يا بت
ضحكت “ليلى” بعفوية ثم قالت:-
-حاضر خلى بالك من نفسك وأنت سايق
أومأ إليها بنعم م أغلق الخط وأنطلق إلى حيث الفندق الذي يسكن به هذه الأيام
__________________
عاد “على” للصعيد بصحبة عائلته ومعه “يونس” وكان مُتشبث بعنق “سلمى” حتى نام لتضعه بمنتصف فراشها فقال “على”:-
-عجبال ما تشيلى ولاد نوح يا سلطانة قلبى
ألتفت “سلمى” إليه ببسمة مُشرقة وقالت:-
-ربنا يجومها بالسلامة وتجيبلى بدل العيل خمس
قهقه “على” عليها ضاحكًا وهو ينزع عمته ثم جلس على الفراش وقال:-
-ههه خمس مرة واحدة
تبسمت “سلمى” وهى تجلس جواره بسعادة وقالت:-
-خمس عشان الحسد يا راجل، أنت معاوزش عزوة ليك
مدد “على” قدميه على الفراش وقال:-
-العزوة مش بكثر العيال يا حجة، أنا نوح عندى عزوة العالم كلته، ولد صالح واحد يكون ضهر لأبوه ويحفظ ماله ويراعاه بالدنيا وما فيها يا سلطانتى، ربنا يكرمه بخلف صالح وذرية صالحة تكون له سند وتكن سبيله للجنة ومهيفرجش عددهما كام نحمد الله أنه أنعم عليه بنعمة الخلف
-الحمد لله
قالتها “سلمى” ببسمة ثم قبلت يد زوجها وهى تقول:-
-كيف لما ربنا يرزجنى براجل صالح كيفك أكدة
مسح على رأسها بيده عاشقًا لهذه الزوجة التى مهما كبرت كبر حُبها بداخله....
____________________
خرج “نوح” من غرفته فجرًا بعد ان أستيقظ من نومه ولم يجدها جواره، رأى باب المكتب مفتوح فنظر من فتحة الباب ليراها جالسة على المكتب أمام اللأب ويديها تلعب على لوحة المفاتيح بمهارة دون النظر عليها وكأن أناملها تحفظ هذه اللوحة، بجانبها ثلاث أكواب فارغة وتضع نظارة نظر على عينيها وترفع شعرها الطويل للأعلى وتشبك به قلم رصاص خشبية وكانت في حالة عفوية، دخل “نوح” للمطبخ دون أن يزعجها
كانت أناملها تتراقص على لوحة المفاتيح وعقلها مُندمجة بهذا العالم الخيالي التي ترسم به أبطالها ولا تشعر بشيء على هذا العالم حتى كسر تركيزها الشديد يده وهى تضع كوب من الأعشاب على المكتب جوارها فرفعت نظرها لترى “نوح” يلف حول المكتب ويقول:-
-مهسألش ايه اللى جومك من النوم لأن واضح أنه الشغل المُتراكم عليكي
عادت بظهرها للخلف وهى تنزع النظارة عن عينيها وقالت:-
-أزعجتك ؟
تعجب من سؤالها فنظرت للوحة المفاتيح وأصواتها عندما تلعب يديها عليها وصوت الموسيقي الهادئة فتبسم "نوح" على تفكيرها ثم أقترب وهو يجلس على المكتب امامها ووضع قبلة على جبينها وقال:-
-لو العالم كله ازعجنى مستحيل أنزعج منك يا عهدي، بالعكس أنا ممكن اساعدك لو تحبي
تبسم بعفوية إليه، فجذب المقعد الأخر ذو العجلات من الأسفل وجعلها تجلس ليجلس هو أمام الشاشة واستعد للكتابة عوضًا عنها وهى فقط تخبره بما يكتب، أرتشفت الأعشاب وهى تسير فى الغرفة قليلًا من التعب وتتحدث بما يكتبه، جلست جواره وأخذت اللاب لها تنظر على ما كتبه فتتطلع بها بحب ثم رفع نظره للأعلى ليسحب القلم من شعرها فينسدل على الجانبين لتترك اللاب وتنظر به ليقول وهو يداعب خصلات شعرها بسبابته:-
-ما أجملك يا عهدي حتى فى عز أنشغالك جميلة
رفعت يدها على المكتب وأتكأت برأسها على يدها مُتطلعة به ببسمة دافئة، تاركة له المجال فى فعل ما يريد وهى تعلم كم يعشق النظر لوجهها وشعرها مسدولًا، وضع خصلات شعرها خلف اذنها ليقول:-
-حتى كلامك يخطف القلب والعقل
نظرت للاب وهو يقصد كلماتها للاى ساعد فى كتابتها من أجل كتابها الجديد فقالت:-
-طب مش هتكمل شغلك بقى
-مهتدفعش اجرتي ولا ايه؟
نظرت له بدهشة من طلبه فهل يطلب الآن ثمن عمله معها ومساعدتها، جذب مقعدها ذو العجلات بقوة لترتطم بجسده فحدقت به بحب شديد، رأته يقترب منها لتضع يدها على شفتيها تمنعه ثم قالت ويدها على فمها:-
-لما تخلص شغلك تأخد أجرتك
قالتها وهى تضع الورق له ببسمة خبيثة ليضحك عليها ثم تابع الكتابة من الورق، أنتهى من الكتابة وأرسال الملف للدار مع شروق الشمس ليراها نائمة على سطح المكتب وتتطلع بها بحب ثم حملها على ذراعيه وأخذها للفراش كل تنال قسط من الراحة بعد ليل طويل من العمل وقال:-
-مأخدتش أجرتي برضو
اجابته وهى نائمة بصوت مبحوح:-
-بكرة اضاعفهالك
دفنت رأسها فى صدره فتبسم على هذه الزوجة الطفولية وسرعتها فى النوم، أينما وضعت رأسها غلبها النوم بسهولة وفى أقل من دقيقتين....
_____________________
شعرت "ليلى" بشخص يتجول فى شقتها لتفزع من فراشها فهى تسكن شقتها وحدها، تسللت على أطراف اصابعها نحو باب الغرفة وصُدمت عندما......
يتبـــــــــــــــــع...
#هويتُ_رجل_الصعيد2
#نور_زيزو
#نورا_عبدالعزيز
تعليقات
إرسال تعليق