القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية المشوه الجزء الثالث البارت11_12_13بقلم الشيماء محمد جميع الفصول كامله وحصريه

الحلقة الحاديه عشر من الجزء الثالث 

المشوة 

الكل هيتجنن من اختفاء زياد ومحدش عنده أدنى فكرة هو راح فين ! 

أدهم بقلق : يعني هيكون راح فين ! خرج بره البيت ولا ايه ! ( بص لمراته ) ابنك فين يا هانم ! 

ليلى بخوف : معرفش .. كان بيلعب ومعرفش راح فين ! 

حسين بقلق : ليكون اتخطف .. أدهم ليكون حد خطفه ! حد في شغلك مثلا من اعداءك !

أدهم بص لأبوه وفكر للحظات : حاليا الدنيا مستقرة عندنا مفيش مشاكل يتقلق منها ، لا لا ده مستبعد   

حسين : طيب حد عايز فلوس مثلا ! 

أدهم حط إيده علي راسه بخوف وقلق وتفكير : طيب هيدخل الڤيلا ازاي وياخده ازاي من غير ما حد يحس به  .. سيد علي البوابة والجنايني كان بره وشوقية في البيت فهياخده ازاي ! لا ده برضه مستبعد 

حنان بخوف : لا حول ولا قوة الا بالله طيب الولد فين بس ! يمكن يا أدهم يكون زعلان منك لما زعقتله وعلشان كده مثلا خرج ! نطلع ندور في الشوارع حوالينا !

أدهم بص لمراته : علشان كده قولت للهانم دي تتكلم معاه وتطيب خاطره بكلمتين بس هيا من امتي بتهتم بأي حاجة اطلبها منها 

ليلى بتبرير : اتشغلت مع سهر ونسيت 

ادهم زعق وقاطعها : ابنك اهم من أي حاجة ممكن سيادتك تتشغلي بيها .. كان المفروض اول حاجة تنفذي اللي طلبته منك  قبل ما تتشغلي مع اي حد وعيالك يكونوا قدام عنيكي ، محرمتيش من اللي حصل لآية ! 

حنان اتدخلت : يعني يا أدهم الكلام ده دلوقتي واللوم والعتاب هيفيد بإيه ! خلينا ندور علي الولد الأول 

أدهم : أنا هطلع أدور عليه بره 

يدوب هيتحرك الباب كان بيتفتح وكلهم بتحفز بصوا للباب بس كان أحمد فأحبطوا 

أحمد حس بالقلق : في ايه مالكم ! 

حسين : زياد مختفي ومحدش عارف مكانه !

أحمد بقلق : مختفي يعني ايه ! خرج يعني بره ولا ايه فهموني ؟

أدهم : محدش عارف هو فين ولا مكانه فين !

أحمد بتلقائية بص لليلى : يعني قالك انه خارج مثلا يا ليلى ولا ايه ! ولا انتي كنتي بره ولا ايه !

أدهم : مالوش لازمة كلامك .. سيادتها ما تعرفش حاجة عنه ومحدش يعرف اي حاجة .. انا هطلع أدور عليه بره البيت 

أحمد : انا كمان هخرج معاك يالا 

آية بهدوء : بابا 

أدهم باقتضاب : مش دلوقتي يا آية بعدين 

بيتحرك بس وقفه صوت بنته : بس أنا عارفة زياد فين يا بابي 

هنا كلهم بصولها وأبوها في لحظة كان قاعد قصادها في الارض وايديه حوالين أكتافها 

أدهم : أخوكي فين يا آية ؟

آية : انا معرفش هو فين بالظبط بس عارفة مكانه !

أدهم كشر ومش فاهمة : آية انا مش فاهم منك حاجة يعني ايه عارفة ومش عارفه دي ! ماهو يا عارفة يا مش عارفة ! 

آية : عارفة .. هو في مكانه السري اللي علي طول بيستخبى فيه 

أدهم كشر : فين مكانه ده ؟ 

آية : ماهو انا معرفهوش بس هو كل شوية يستخبى مني ويقولي انه عنده مكانه السري وأنا مش عارفاه وهو دلوقتي أكيد فيه 

أدهم وقف وبص لليلى : فين مكانه السري ! 

ليلى هزت دماغها : معرفش .. 

أدهم بفقدان أمل : تعرفي أصلا انه عنده مكان سري ! 

ليلى هزت دماغها بلأ وبعياط وهو وقف مش عارف يعمل ايه ويدور فين ! 

أحمد هنا اتوتر وبهدوء وهو خايف من رد فعل أدهم واتكلم بتوتر واضح : أنا عارف يا أدهم مكانه السري 

أدهم هنا انتبه وبصله : فين يا أحمد ؟ 

أحمد شاور بإيده علي حاجة ورى أدهم فأدهم بص وراه بعدم فهم وبص لأخوه من تاني : مش فاهم يا أحمد ما هي مش نقصاك انت كمان ، فين المخبأ ده ! 

أحمد بص للأرض وبصوت يدوب مسموع : وراك يا أدهم 

كلهم بصوا مش عارفين حاجة إلا أدهم قلبه وقع لرجليه لانه مش ممكن أبدا يكون سجنه القديم هو مخبأ ابنه .. أسوأ أيام في عمره قضاها في المكان ده ! مضروب محروم من الأكل والشرب .. محروم حتي من مدرسته .. مش ممكن أبدا أبدا يقدر يقرب بمزاجه من المكان ده وكأنه اتربط في الأرض أو محتاج لقوة قهرية تحركه من مكانه ..

حسين بعدم فهم : انت بتهرج يا أحمد ما تتكلم ! فين الولد ! فين زياد ؟ 

أدهم بالعافية حرك رجليه وقرب زي الانسان الآلي ومسك الباب الصغير ده واتردد يفتحه وكأنه لسه عيل صغير هيضرب او هيتجلد او هيتحبس .. ماسك الباب بس مش قادر يفتحه 

حسين كمان اتجمد مكانه وفي لحظات شريط ذكرياته كلها مرت عليه وافتكر كل حاجة عملها في ابنه .. كام مرة حبسه هنا ! كام ليلة خلاه يقضيها هنا ! كام مره خلاه يراقب أخوه واصحابه بيلعبوا وهو مش مسموحله يخرج من هنا .. ولما خرجه من المدرسة كان بيحبسه وقت المدرسة كله في المكان ده .. حسين اتفاجيء ان رجليه مش شيلاه ووقع علي الكرسي وراه ..

حنان شهقت وحطت إيدها بخوف علي بوقها ومقدرتش تنطق بس فجأه شافت أدهم عيل صغير بيعيط وحسين بيجرجره ويرميه في المكان ده ويقفل عليه ومهما يخبط مكنش بيحن ولا يفتحله .. افتكرت جبروت جوزها مع العيل المسكين ده اللي عمرها ما قدرت في يوم تساعده وحتي لما كانت بتهرب بيه كان بيرجعها ديما لعذابها .. وبعد استسلامها لعذابه كل اللي قدرت تعمله انها تركب نور صغير لابنها في سجنه ده ، نور أقل من انه يظهر لبره علشان حسين ما يكتشفهوش .. يدوب نور بس يساعده يلمح اللي حواليه .. 

ليلى وسهر واقفين مش فاهمين كلهم مالهم وليه الحالة اللي صابتهم كلهم ! وايه المكان ده ! ده بير السلم مفيهوش حاجة تخوف مثلا فليه الرعب اللي سيطر علي الكل ده ! 

أدهم أخد نفس طويل وفتح الباب وهنا اتفاجيء بابنه نايم بس معقول يكون نايم وكل الدربكة والاصوات اللي بتنادي عليه وما صحيش ! شيء لا ارادي خلى أدهم يشده لبره وهنا اكتشف انه مش نايم ده مغمي عليه او مش عارف ماله هو بس بيرجع زي رغاوي بيضه من بوقه وغايب تماما عن الوعي 

أدهم حاول يعدله ويفوقه والكل اتجمع حواليه وهنا ليلى لاحظت ايده 

ليلى : أدهم ايده .. بص لايده ! 

أدهم مسك ايده : في حاجة قرصته .. ايه اللي ممكن يكون قرصه ؟ وايه اللي دخله هنا ! ومن امتي بيدخل هنا ! 

سهر : أدهم احنا لازم نكلم الاسعاف بسرعة علشان يسعفوه .. الله اعلم هو هنا من امتي !

أدهم شال ابنه ووقف وحالة جمود غريبة سيطرت عليه : أنا أسرع من الاسعاف ( بص لابوه ) كلم المستشفي وعرفهم اني في الطريق لهم واشرحلهم حالته 

حسين هز دماغه وهو شال ابنه واتحرك لعربيته ووراه حنان وأحمد وليلى 

أدهم : مش عايز حد فيكم معايا ! 

ليلى بدون ما تنتظر كلامه ركبت في الكنبة وري : هات علشان اشيله 

هنا أدهم استسلم ومفيش وقت اصلا يتخانق مع حد وبسرعة ركبت حنان جنبها وأحمد ركب قدام جنبه وأدهم اتحرك بعربيته ..

هنا كلهم عرفوا يعني ايه واحد يسوق بسرعة بعربية كلهم ربطوا حزام الامان لان أدهم مكنش سايق لأ ده كان طاير بالعربية وكلهم خايفين ان في أي لحظة ممكن العربية تتقلب 

أدهم شريط حياته كلها مر قصاده .. كل لحظة عذاب عدت عليه قبل كده مرت عليه دلوقتي ! جسمه بدأ يوجعه وكأنه بيتجلد دلوقتي مش جروح قديمة ! كل وجع حس بيه في يوم رجعله دلوقتي وكل ما بيتوجع كل ما بيدوس علي البنزين اكتر واكتر ..

أحمد : أدهم انت سايق بسرعة جامدة جدا هدي شوية 

أدهم بجمود : خايف علي نفسك قولي انزلك 

أحمد سكت وما نطقش بحرف تاني لحد ما وصلوا المستشفى كان في دكتور وكذا ممرضة في انتظارهم وبسرعة أخدوا الولد منهم وجريوا به 

الدكتور بيتكلم : ايه اللي حصله ! 

أدهم : اعتقد في حاجة لدغته الله اعلم ايه هيا ! احنا لقيناه كده ! 

الدكتور : امتي ! 

أدهم : معرفش إمتى 

الدكتور وقف وبص لأبوه : يعني ايه متعرفش !

أدهم : رجعت من شغلي لقيته كده ! 

الدكتور : فين أمه ! 

بص بتلقائية ناحية ليلى وسألها : متعرفيش امتي ! طيب امتي اختفي من قدامك ! 

ليلى بعياط : من الساعه ٤ تقريبا 

الدكتور بص للساعة في ايده وكانت داخله علي ٧ وبصلها : ٣ ساعات ابنك مش قصادك ومفكرتيش تطمني عليه ! 

ليلى مردتش بس نظرة أدهم لها كانت كفيلة توجعها أكتر من وجعها اللي هيا حساه ..

الدكتور : ربنا يستر 

سابهم ودخل يسعف الولد والكل بيدعي انهم ما يكونوش اتأخروا زيادة عن اللزوم .. 

أدهم وقف بعيد عنهم كلهم وعطاهم ظهره وساند دراعه علي الحيطه وساند راسه علي دراعه وساكت تماما والأفكار بتتزاحم في راسه وذكرياته اللي كان دفنها تماما كلها بتطلع من تاني وتهاجمه من تاني .. 

حنان خافت علي ابنها زي ما هيا خايفة علي حفيدها بالظبط وجواها احساس مبهم انها هترجع لوحدتها من تاني .. قربت من أدهم ويدوب لمسته في كتفه شد كتفه بعيد واتحرك هو بعيد عن المكان كله بدون حرف واحد 

حنان عيطت وأحمد قرب منها ضمها : هيكون كويس .. الاتنين هيكونوا كويسين .. لازم زياد يكون كويس ما تقلقيش 

أحمد عاتب نفسه كتير لان هو اللي اقترح عليه المكان ده ومش عارف ليه يعني قاله كده وهو عارف ان ده ممكن يوجع أدهم ويفكره بذكريات كتيرة موجعة بس عمره ما تخيل ان ابنه ممكن يجراله حاجة جوه !! ده يدوب علاقته بدئت تتصلح بينه وبين أدهم ويدوب بدأ يتعلق بعياله .. هل ممكن يكون السبب ان ادهم يخسر ابنه ! لا لا مش هينفع ابدا كفاية زمان كان هو السبب انه يخسر حياته كلها وكان السبب انه يخلي ابوه يكرهه وكان السبب في انه يخليه يسيب مدرسته وكان السبب في تشوهه مش هيكون السبب في قتل ابنه كمان .. دموعه نزلت غصبا عنه وتخيل لو زياد جراله حاجة ايه اللي ممكن يحصل !! وعرف ان حتي لو زياد بقى كويس فهو خسر أخوه بس المرة دي مش هيكون فيها رجعة من تاني ..

ليلى قاعدة وعمالة تفكر في اللي حكاه أدهم لها زمان وعن ذكرياته مع أبوه بس ما افتكرتش حاجة عن مكان سري .. بس افتكرت ان في مكان ضيق وظلمة ادهم حكالها عنه كان ديما يتحبس فيه ! هيا تخيلت ديما ان المكان ده عبارة عن أوضة صغيرة لكن ما تخيلتش ابدا ان المكان عباره عن حاجة تشبه الصندوق الصغير .. قلبها وجعها علي جوزها اللي جروحه كلها اتفتحت من تاني وعلي ابنها اللي ممكن يروح منها وعلي حظها اللي ملطش معاها .. لامت نفسها ازاي اتشغلت بالشكل ده مع سهر ونسيت ابنها ! ازاي ٣ ساعات ما تفتكرش تقوم وتسأل عنه ! مش يمكن لو كانت طيبت خاطره زي ما أدهم طلب منها كان فضل يلعب قصادها زي آية ومكنش جراله حاجة ! دعت من قلبها ربنا يحمي ابنها ويرجعه لحضنها من تاني .. 

أدهم واقف منتظر اي خبر من الدكتور وشوية افتكر ماكس .. ماكس كلبه الوفي مش عارف ليه جه في باله دلوقتي بس افتكر قد ايه كان بيحبه وقد ايه كان انيس لوحدته وكان صاحبه وافتكر اليوم اللي خسره فيه وكان بسبب ليلى وابوها .. افتكر نظراته الاخيرة له وكأنها نظرة وداع وبعدها هدوءه مرة واحدة .. دمعة نزلت منه غصب عنه مسحها قبل ما يعترف هو بها 

وافتكر تاني شكل آية وهيا غرقانة وهو بينعشها وهيا ميتة بين ايديه ودلوقتي ابنه كمان شايله ميت في ايديه !! وكل ده بسبب حبه الغبي .. حبيبته هيا اكتر حد وجعه في الكون ده كله .. وجعه في حياته كان كوم ووجعها هيا كان كوم تاني خالص .. رفض ابوها له .. اول جوازهم وكل المشاكل اللي كانت بتقابلهم بسبب ابوها اللي هيا كانت مخلياه جزء من حياتهم اساسي .. حملها في زياد واللي عملته فيه .. دخول حسين وحنان لبيتهم من تاني .. العملية اللي عملها .. رجوعه من السفر واكتشافه ان ليلى نقلت حياتها لبيت ابوه ولاكتر مكان بيكرهه .. وجعه اللي بيتجدد يوم بعد يوم في البيت ده .. رفضها هيا لشكله الجديد .. غرق آية .. ودلوقتي زياد .. حس انه عايز يصرخ بصوته كله .. حس انه عايز يقتلها بإيده علشان تبطل توجعه .. حس انه عايز يحضنها ويطمنها ان ابنهم هيكون كويس .. حس انه عايز يبعد عنها تماما ويروح لمكان محدش يعرفه فيه ابدا .. حس انه عايز ياخدها من ايدها ويرجع لبيته الصغير الدافي .. احاسيس كتيرة متلخبطة هو مش عارف يوجهها ولا عارف يسيطر عليها .. قاطع ذكرياته وصول حسين اللي راح ناحيته ووقف قصاده بس أدهم بعد عنه ووقف بعيد وحسين احترم هروبه ده .. 

وسط انتظارهم دكتورة هالة كانت معدية ولمحت ليلى فراحتلها وسلمت عليها 

هالة : خير في ايه ! 

ليلى بعياط : ابني .. حاجة قرصته وجبناه هنا .. والدكتور لسه مطمناش عليه 

هالة : طيب ان شاء الله هيكون كويس ما تقلقيش .. هيدوله حقنة مضادة للسموم والموضوع هينتهي علي كده ليه القلق ده كله 

ليلى بعياط : هو كان بيلعب في الجنينة ىواختفى واستخبي ومحدش فينا كان عارف مكانه ولما لقيناه كان مغمي عليه .. 

هالة : طيب اهدي الاطفال ياما بيحصلهم .. المهم انتي اهدي 

ليلى بعياط هستيري : اهدى ازاي وانا السبب .. انا مخلتش بالي منه ! كل اللي حصل بسببي 

هالة : تاني يا ليلى لوم نفسنا علي كل حاجة بتحصل ! العيال بتلعب هنربطهم يعني جنبنا علشان مفيش حاجة تحصل ! عيل بيلعب في جنينة وحشرة قرصته ايه اللي ممكن الام تعمله علشان تمنع حاجة زي كده ! هاه ! بطلي تلومي نفسك علي كل صغيرة وكبيرة .. جوزك فين ! 

ليلى شاورت عليه كان بعيد عاطيهم ظهره 

هالة : كان نفسي اتعرف عليه بس في ظروف افضل من كده .. المهم دلوقتي المفروض تكوني جنبه مش بعيد كده 

ليلى : هو مش قابل اي حد حتي يكلمه او يقف قريب منه وزي ما انتي شيفاه واقف بعيد ازاي ! 

هالة باستغراب : اوعى يكون بيلومك ان ابنك اتقرص ! ده كده أوفر قوي 

ليلى بصت للارض : بيلومني اه بس مش علشان القرص 

هالة باستغراب : امال علشان ايه ! 

ليلى : علشان زياد كان مختفى ومش عارفين بمكانه وعلشان فضلنا كتير ندور عليه ومش لاقينه وعلشان ..... علشان لما لاقيناه كان 

هالة : كان ايه يا ليلى ! 

ليلى بوجع : كان مستخبي في المكان اللي أدهم وهو صغير كان بيتحبس فيه 

هالة هزت دماغها : يعني حاليا جوزك بتهاجمه كل ذكرياته القديمة وكل أوجاعه القديمة بجانب كمان اللي حصل لابنه !

ليلى بعياط : بالظبط!

هالة بصت لليلى : انتي عارفة انك هتكوني المنفس اللي أدهم هينفجر فيه وهيلومك علي كل حاجة حصلت ومش بعيد كمان يلومك علي حياته القديمة 

ليلى : هو لامني مش لسه هيلومني 

هالة : جوزك محتاج لمساعدة ولو فضل رافضها هيخسر .. هيخسر كتير قوي ..

هالة بصت حواليها وخمنت شخصية كل واحد من الموجودين وبصت لليلى تاني : هيخسر كل اللي موجودين هنا 

ليلى : وبإيدي ايه اعمله ! 

هالة : لازم يقتنع الأول انه محتاج لمساعدة لازم يعترف انه عنده مشكلة وكبيرة ومحتاجة لحل .. ادهم كل جروحه القديمة مخفتش هو بس دفنها وعلشان كده هيفضل ديما مهدد انها تتفتح من تاني .. ودلوقتي اعتقد ان كل جروحه اتفتحت من تاني ..

ليلى : خلينا نطمن الاول علي زياد 

هالة هزت دماغها بتقبل ووقفت جنب ليلى تحاول تطمنها علي ابنها ..

الدكتور خرج وكلهم قربوا منه : احنا اسعفناه وعطيناه مضاد للسموم وان شاء الله هيكون كويس 

أدهم : هو فاق ؟ 

الدكتور : اه فاق وبيسأل عليك 

أدهم : ينفع ادخله ! 

الدكتور : طبعا بس ما تعنفوش او تزعق فيه 

أدهم : اعنفه ؟ انت بتقول ايه ! ابني كان هيروح مني ! اعنفه ازاي ! 

دخلوا عند زياد وأدهم قرب منه ومسك ايده باسها وزياد عيط : انا اسف ! 

أدهم باسه تاني : هششش المهم انك كويس .. مفيش حاجة في الدنيا كلها تهم غيرك انت واختك وبس ..

زياد : انت مش زعلان مني علشان استخبيت يا بابا !

أدهم دموعه نزلت براحة وهز دماغه : لا يا حبيبي المهم انك كويس .. 

حاول يسكت لحد كده بس مقدرش وكان لازم يعرف : زياد انت ايه اللي دخلك المكان ده ! وعرفته منين ! 

هنا احمد قلبه فضل يدق بسرعة وعرف ان اللحظة اللي كان خايف منها جت ومنتظر رد فعله هيكون ايه ! 

زياد بقلق : انا عارف انه مكانك المفضل يا بابا وآسف اني استعملته بدون اذنك ! 

أدهم باستغراب : مكاني المفضل ! مين قالك انه مكاني ! 

زياد بخوف : بابا انا اسف 

أدهم : حبيبي مين قالك ان ده مكاني ! 

زياد : عمو أحمد اللي قالي ! وانا اتفقت معاه يكون ده مكاني انا برضه السري

ادهم هنا بص لأحمد نظرة عمره ما هينساها في يوم أبدا وأحمد معرفش ينطق او يتكلم او يدافع عن نفسه بس أكتفى بإنه يبص للأرض 

أدهم بص لابنه : قالك ايه بالظبط ؟ 

زياد : قالي ان ده اكتر مكان كنت بتحب تقعد فيه وانت صغير 

ادهم دموعه نزلت غصبا عنه وصوت انفاسه مسموعة ومحدش أبداً عارف يقول ايه بس هو نطق بصوت مهزوز : اخرجوا بره 

حسين حاول يتكلم : أدهم 

أدهم كرر تاني : أخرجوا بره كلكم 

ليلى : ادهم انت بتقول ايه بس ! 

أدهم وقف وبصلها : انتي بالذات مش عايز اسمع حرف واحد منك .. اطلعوا بره كلكم وسيبوني في حالي .. اطلعوا بره 

كلهم خرجوا وسابوه وهو قعد جنب ابنه اللي عيط ومش عارف ايه اللي بيحصل 

زياد : بابا متزعلش منهم علشاني انا اسف .. ازعل مني انا بس .. لكن ما تزعلش تاني من ماما 

أدهم حاول يسيطر علي اعصابه وراح لابنه : انا مش زعلان منك ومش زعلان من حد 

زياد : بس انت طردتهم كلهم ؟

أدهم حاول يفهمه : ساعات بيكون الانسان محتاج انه يفضل لوحده شوية .. فأنا دلوقتي محتاج اقعد معاك لوحدنا شوية .. ينفع ! 

زياد هز دماغه بتقبل بس مش فاهم حاجة كل اللي فاهمو ان في مشاكل كتيرة حصلت ولسه هتحصل وبسببه .. 

زياد : بابا انت ليه زعلت اني استخدمت مكانك المفضل .. انا خليته جميل جدا .. فرشته وحطيت فيه حاجات خلت الارض طريه وحطيت ألعاب وخليته جميل ! 

أدهم عطى ظهره لابنه يسيطر علي انفعالاته ويمسح دموعه كويس وبعدها بصله وقعد جنبه : ده مكانش مكاني المفضل يا زياد أبدا بالعكس انا كنت ديما بحاول انسى المكان ده وتلاقي عمك أحمد نسي ده علشان ده كان من زماان قوي 

زياد باستفسار : امال ده كان ايه ! 

أدهم حاول يبسط لابنه : ده كان زي كرسي العقاب كده لما ماما بتقعدك عشر دقايق لما تغلط 

زياد كشر : يعني اللي كان بيغلط فيكم كان بيدخل فيه ! 

أدهم : أيوه ومش عارف ايه اللي فكر أحمد بالمكان ده وليه قالك عليه !

زياد : انا اللي شوفته وانا سألته عليه وفضل زيك يفتكر وبعدها قالي كده وانا حبيت المكان واتفقنا نخليه مكان سري ليا وخليته وعدني ما يقولش لحد أبداً علي المكان ده ..  

أدهم باسه ورقده علشان ينام ويرتاح : من هنا ورايح مش عايز تعمل اي اسرار عليا انا .. اي سر يخصك من هنا ورايح يكون معايا انا مش مع حد تاني .. مفيش اي سر علي بابا فاهم !

زياد ابتسم : اتفقنا .. بس انت مش هتقول لماما ولا لآية !

أدهم حاول يبتسم : اتفقنا ودلوقتي حاول ترتاح شوية .. وانا هفضل جنبك 

زياد بعد ما غمض عنيه فتحهم تاني وبص لابوه : بابا انا عايز آية علشان اصالحها 

ادهم ابتسم : هيا مصلحاك وعلي فكرة لولا آية مكناش عرفنا بيك ابدا 

زياد باستغراب : هيا كانت تعرف مكاني السري ! 

أدهم وضح : لأ بس هيا قالت انك اكيد في مكانك السري وساعتها 

زياد كمل : عمو احمد عرف ! 

ادهم : وكلنا عرفنا وخرجناك و

زياد زعل : ومبقاش عندي مكان سري 

أدهم مسك ايده : ده مكان مش حلو انا هعملك مكان سري يكون خاص بيا انا وانت ايه رأيك ! 

زياد تحمس : امتي !

ادهم : اتحسن بس الاول ونطلع من هنا 

قعد جنبه لحد ما نام وهو مش عارف يفكر الخطوة الجاية هتكون ايه ! وهيعمل ايه في حياته ! 

خبط خفيف علي الباب خلاه انتبه وبص للي بيخبط كانت ليلى 

أدهم بفتور : نعم ! 

ليلى : ايه نعم دي ! عايزة اطمن علي ابني !

أدهم بصلها ووقف : دلوقتي تطمني عليه ! وما اطمنتيش عليه ليه وانتي مشغولة مع سهر في الضحك والهزار هاه ! دلوقتي افتكرتي ان لكي ابن تطمني عليه ! 

ليلى : انت هتمنعني من ابني ولا ايه ! 

أدهم : انا معنديش استعداد اتكلم معاكي دلوقتي 

ليلى اصرت : وانا عايزة اتكلم دلوقتي يا ادهم 

أدهم بصلها : بلاش يا ليلى علشان لو هتكلم دلوقتي هقولك ان معدش من حقك تطمني علي عيالك لان مش هيكون عندك عيال تطمني عليهم من اصله ! 

ليلى حالة ذهول صابتها وبصتله : انت بتقول ايه ؟ انت عايز تاخد مني عيالي يا أدهم ! 

أدهم : ما انا علشان كده بقولك بلاش دلوقتي يا ليلى نتكلم لان لو اصريتي هيكون ده كلامي .. ممكن بقى تسيبيني اهدى وارتب افكاري لوحدي .. ابنك نايم وكويس اتفضلي بقى روحي انتي والناس اللي معاكي بره 

ليلى حاولت تتكلم بس هو سكتها وأكد عليها تطلع بره وهيا طلعت وهيا مذهولة وكلهم اتجمعوا حواليها 

أحمد : خرجتي ليه بسرعة !

ليلى بتوهان : ادهم طردني .. ( بصت لهالة ) ولما حاولت اتكلم معاه هددني انه هياخد عيالي مني وطلب مني امشي انا وانتم من هنا 

حسين بتعب : انا كنت عارف انه كله هيرجع من تاني .. كنت منتظر اللحظة اللي ينفجر فيها والظاهر ان اللحظة دي جت واسرع مما كنت اتوقع ..

هالة بصت لليلى : تسمحيلي ادخله انا واحاول اتكلم معاه .. 

ليلى : ما اعتقدش هيتقبل منك كلام 

هالة : عارفة انه مش هيتقبل انا بس هحاول اوريه انه محتاج للمساعدة .. خليني بس أحاول اتواصل معاه !

حنان بعياط : خلوني انا ادخله .. انا هعرف اطيب قلبه 

هالة : بلاش حضرتك 

حنان : ليه بلاش انا ؟ انا أمه !

هالة : وده تحديدا السبب ! حضرتك امه اللي معرفتش ومقدرتش تحمي ابنها ( بصت لليلى ) زيك بالظبط معرفتيش تحمي عيالك مش هيتقبل منكم الكلام .. مش هيتقبل يسمع لأي حد فيكم ..

أحمد : وهيتقبل منك انتي ! 

هالة : كتير الانسان بيكون سهل عليه جدا يتكلم مع حد غريب تماما عنه عن حد يعرفه او حد من اهله او حبايبه 

حسين : ادخليله وحاولي ترجعيه لنا من تاني 

هالة قبل ما تدخل : ادهم مش هيرجع بسهولة 

حسين هز دماغه : عارف .. عارف 

هالة خبطت بهدوء ودخلت وادهم بدون ما يبصلها : قولت مش عايز حد 

هالة بهدوء : وانا مش حد 

أدهم بصلها من فوق لتحت وبعدها اتكلم : ولا انتي هتكلم معاكي فاتفضلي بره 

هالة باستغراب : انت ما تعرفش انا مين ! مش يمكن اكون دكتورة ابنك وجاية اطمن عليه !

أدهم : لا مش دكتورة ابني 

هالة باستغراب : عرفت منين ! 

أدهم ابتسم بتريقة : هيا مقالتلكيش اني ظابط مخابرات 

هالة : مين هيا بالظبط اللي تقصدها ! 

أدهم هز دماغه : انتي عايزة تلعبي وانا للأسف مش فايقلك .. بس هرضي فضولك .. سيادتك لابسة بالطو ابيض فده معناه انك دكتورة مش حاطة سماعة علي رقبتك ولا في جيب البالطو وده معناه انك مش بشرية بس ده مش سبب ممكن تكوني نسيتيها علي مكتبك مثلا بس كمان لما دخلتي انتباهك كله عليا انا مش علي زياد وده ينفي انك تكوني دكتورته فبالتالي سيادتك جاية ليا انا واهتمامك بيا أنا وبما اني سليم جسمانيا فما فاضلش غير نفسيا وده معناه ان سيادتك دكتورة نفسية حلو بقى تحليلي ده ولا غلطان ! 

هالة اعجبت بتفكيره : لا مش غلطان 

أدهم بغضب بيحاول يسيطر عليه : تمام بما اننا اتفقنا اطلعي بره بقى لان معنديش استعداد اتكلم معاكي او مع اي حد حاليا لان حضرتك معندكيش ادني فكرة انا ازاي بعمل مجهود جبار علشان افضل اتكلم معاكي بأدب وما اعتقدش هفضل مسيطر علي اعصابي كتير 

هالة : انا مش عايزاك تسيطر علي اعصابك يا سيادة المقدم 

أدهم بإبتسامة غضب : لا بلاش علشان سيادتك مش قد انك تقفي قصاد غضبي 

هالة : حاول تتكلم يا سيادة المقدم وتطلع اللي جواك

أدهم : انتي معندكيش ادني فكرة عن اللي جوايا فاطلعي بره وبلاش تقفي في طريق انتي مش عارفه هيقابلك في ايه .. اطلعي بره

هالة : حاول تهدى وتتكلم بالعقل 

أدهم كز علي اسنانه بغضب وبصلها : بما ان الذوق مش جايب نتيجة فهضطريني لاسلوب تاني 

أدهم فاجيء الدكتورة بإنه مسكها من دراعها وشدها لبره الأوضة وخرجها علشان بس ابنه ما يصحاش وقفل الباب وبصلهم : قولتلكم سيبوني في حالي بس انتو مصرين تكملوا علي شوية العقل اللي فاضلين فيا ومصرين تخرجوني عن شعوري 

هالة : سيادة المقدم انت محتاج لمساعدة وبسرعة فياريت تسمحلنا نساعدك  

أدهم بصلها بنظرة نارية : تساعديني ! انتي ولا هيا ( بص لليلى) ! ولا مين بالظبط ! 

هالة : بلاش اسلوب التريقة ده وحاول تعترف ان عندك مشكلة ومحتاجة لحل 

أدهم بصلها وبدأ يفقد سيطرته علي اعصابه : وانتي متخيلة اني مش عارف اني عندي مشكلة ومشكلة كبيرة كمان ! هاه ! انتي فاكراني غبي ولا ما بفهمش هاه ! سيادتك شايفة ان اول خطوة اعترف اني عندي مشكلة ! هو ده علاجك ! الاعتراف بالمشكلة ! ( بص لليلى وزعق ) هيا سيادتها محكتلكيش اني أول حاجة قولتهالها اني مريض نفسي ! ان عندي عقد نقص وكتيرة او زي ما تسميها ! اني مش راجل طبيعي زي باقي الرجالة ولا هيا اختارت تتكلم بمزاجها 

هالة : طيب حاول بس تهدى علشان نعرف نتكلم 

أدهم بصلها  : اهدى ! اهدى ! طيب قوليلي سيادتك انا اهدى ازاي ! ابني كان هيموت مني وقبله كانت اخته وكله بسببها هيا وبسبب قرارتها اللي بتاخدها بغباء 

هالة : بطل تلومها هيا لوحدها علي كل مشكلة تحصل 

أدهم انفجر : امال الوم مين ! هاه الوم مين ! غيري انا وهيا ! لان قبل ما هيا تكون غلطانة فأنا غلطان قبلها ، غلطان لما سمحتلها تدخل حياتي من الأول .. ( بص لهالة ) انا كنت مشوه .. مشوه لدرجة لا يمكن تتخيليها وتقبلت تشوهي ده وتقبلت كره الناس ليا لحد ما هيا شافتني ومعرفش ليه فضلت ورايا واصدها مرة بعد مرة وهيا برضه مصرة لحد ما استسلمت لها وساعتها كانت جرح جديد يدوب دخلت حياتي توريني لمحة من السعادة وتوريني يعني ايه متكونش وحيد وبعدها ترجعني تاني تدفني بالحيا وتفضل ورى ابوها لحد ما يوافق نرتبط وترجعلي من تاني وتعيشني في وهم من تاني وانا وافقت .. وافقت أكون وسيلة لسعادتها هيا وبس بغض النظر عن انا هيجرالي ايه او هعاني من ايه 

اصرت تعمل فرح علشان تخليني فرجة للكل وكل اهل بلدها يتفرجوا علي المشوه اللي بيتجوز ست الحسن والجمال ومقدرتش احساسي ممكن يكون ايه وجه ابوها كمل وعمل اللي عمله يوم فرحنا وبعدت بس هيا برضه رفضت بعدي ده وفضلت ورايا لحد ما رجعتني لها من تاني ومن هنا كانت رحلة مأساتي معاها لان أبوها اللي كانت بتسمحله يحركنا زي العرايس في ايديه شرط عليا اسافر يوميا من القاهرة لبلدها ٦ ساعات رايح و ٦ راجع وعلشانها وافقت بس هيا مقدرتش صعوبة ده عليا وانا مكنش قدامي حلول ماهو يا ابعد عنها وده مرفوض يا اسيب شغلي وده ما ينفعش لاني ما املكش غيره اقدر افتح بيه بيتي يا اوافق واجي علي نفسي وده كان اختياري وعلشان ايه ! اتحمل سفر ١٢ ساعة تقريبا بشكل شبه يومي علشان بس اقعد معاها ساعة منها نص ساعة بتشكيلي ان الوضع ده مش عاجبها وكأنه بإيدي بس اتحملت وما بعدتش علشان سعادتها وهيا اخدت ده حق مسلم.. ( بصلها وكمل ) كنتي بتهتمي بنفسك وسعادتك وطلباتك وبس بغض النظر انا هنفذ طلباتك دي ازاي .. فاكره حفلتك السخيفة .. مجرد حفلة عادية في مدرسة وشرطتي عليا اني لازم احضرها ووافقت وعلشان اعرف احضرها كان لازم اعوض اليوم ده وطبقت يومين شغل علشان اجيلك وساعتها نمت في الطريق والعربيه اتقلبت واتدغدغت مليون حته وانا معاها ولما فوقت مهمنيش نزيفي ولا جسمي المتكسر ما فكرتش غير فيكي وبس والدكتور مهما يقنعني ان حالتي صعبة الا اني ما سمعتوش واتحملت باقي الطريق مع سواق العربية النقل اللي كان مستغرب ليه كل ده ومصيبة ايه اللي هتحصل لو انا ما روحتش ووصلت بالعافية ودخلتلك لقيتك انتي وابوكي منتظريني وما شوفتيش تعبي ولا وجعي ولا شوفتيني أصلا كنت منتظرة علشان تبلغيني ان خسارة الوقت اللي انتظرتيني فيه واخدتي شنطة هدومك ومشيتي .. فكرتي في يوم انا ساعتها حسيت بإيه ؟ لحد النهاردة يا ليلى عمرك فكرتي في اليوم ده انا حسيت بإيه ساعتها ! لا ما فكرتيش وما اهتمتيش ماهو بحبك وهتحمل اي حاجة علشانك .. وبعدت تاني وبرضه رجعتيني تاني وانا زي الغبي برجعلك مرة بعد مرة مهما 


للمتابعه اترك تعليق



الجزء الثاني من الحلقه الحاديه عشر 

المشوة 

وبعدت تاني وبرضه رجعتيني تاني وانا زي الغبي برجعلك مرة بعد مرة مهما بخسر الا اني برجعلك وانتي بتسوقي فيها بزيادة وبتدخلي أبوكي بزيادة وكل يوم كنتي توريني انتي وهو اني عمري ما هعرف اكون جزء من عيلتك الكبيرة وبتثبتيلي ده مش عارف ليه علي الرغم من اني قولتلك كل ظروفي وقولتلك انا مبعرفش اتقبل الناس واندمج معاهم بسهولة بس كنتي برضه مصرة .. عمال اخسر معاكي مرة بعد مرة وبرضه متمسك بيكي .. ليه انا مش عارف .. خسرت نفسي وخسرت اوفى صديق كان عندي ماكس فكراه ولا نسيتيه ؟ فاكرة ماكس اللي ضحى بحياته علشانك ! اللي ابوكي قال عليه وفيها ايه ده حتة كلب .. الكلب ده اللي لحد النهاردة عمر ما كان عندي صاحب وفي زيه تعرفي ان ماكس ده الكائن الوحيد في الكون كله اللي حبه كان بدون شروط وبدون مقابل .. اللي لحد النهاردة انا مفتقد حبه ده ومات علشانك علشان كان عارف انك مهمة بالنسبالي فضحي بحياته علشان ينقذ حياتك ساعتها كان لازم ابعد يا ليلى ومرجعش تاني بس برضه عرفتي ترجعيني تاني وبعدها اكتشفنا مشكلة الخلفة اللي عندك وتحولت حياتك لمأساة وما فكرتيش غير في نفسك وبس .. احساسك .. وجعك .. حياتك .. حرمانك .. لكن انا ! عايش ازاي ! او تقبلت الموضوع ده ازاي ! او فارق معايا او لا مفكرتيش ماهو اصل انا بحبك فما يهمش .. وأبوكي ساعتها بس تقبلني في حياتك ماهو بنته طلع عندها مشكلة واهو ضل راجل بقى وبدال ما يطفشه يقبله وخلاص وفجأة بعد ما كان كل يوم بيحاول يبعدنا عن بعض بقى يقولي ابني واعتبرني زي ابوك وكان المفروض احمد ربنا واسكت ماهو ابوكي خلاص رضي عني ... ولا حمل زياد ساعة ما حصل وجيبتي ابوكي تاني بينا وعايرتيني بتشوهي علشان ابعد عنك واسيبك تكملي حملك وبرضه مفكرتيش فيا انا ومفكرتيش غير انك عايزة تكوني ام بغض النظر النتيجة هتكون ايه او انا هيجرالي ايه واخدتيها برضه امر مسلم انك اول ما تولدي هرجعلك ماهو انا ما هصدق وللاسف برضه رجعت وخلفتي آيه وحمدت ربنا وقولت حياتي خلاص استقرت بس ازاي كان لازم انتي تدمريها من تاني وروحتي اتعرفتي عليهم .. دادو ونانا .. وتفاجئيني بيهم .. بأبويا اللي طردني من بيته وانا عيل بعد ما شوهني وامي اللي تقبلت ضعفها وسابتني له وتحطيني في امر واقع لازم تتقبلهم .. ويجي اخويا المبجل اساس كل مشكله وكل مصيبة حصلت يتعب ويحتاج لكبد فأبويا العظيم يجي يحاول يرشيني علشان يشتري مني الكيد اتبرعه لاخويا وكنت اضعف من اني اقولهم لأ .. ويندم ابويا ويطلب يكون جزء من حياتي ودخلتهم حياتي وتبدؤا كلكم تقنعوني اعمل العملية علشان ما ابقاش مشوه ( بص لابوه ) كنت متخيل انك هتصلح كل اللي عملته فيا بالعملية دي ! صح ! وطاوعتك وما رضتش احرمك من الاحساس ده انك توهم نفسك ان كل حاجة اتصلحت .. وسيادتك ( مراته ) قولتيلي من حقي ان جوزي ما يكونش مشوه ولتاني مره بتعايريني بتشوهي وقبلت علشانك انتي قبل اي حد تاني ورجعت بس كنتي اول واحدة ما تقبلتيش شكلي الجديد ووحشك جوزك المشوه اللي عمره ما يبص لغيرك .. اللي كان خاتم في ايدك .. اللي كنتي واخداه امر مسلم انه هيفضل في حياتك مهما تعملي هيغفرلك ومهما تغلطي هيسامحك ماهو مشوه بقى .. لكن دلوقتي معدش مشوه وتقبلت ده وقولت اديكي الوقت تتقبلي شكلي الجديد بس ساعتها اكتشف انك دمرتي كل حياتي وهديتي بيتي .. سيبتي بيتي ورحتي تعيشي في البيت اللي انا شوفت اسود ايام عمري فيه ! ازاي فكرتي اني ممكن اقدر اعيش فيه ! ( دموعه نزلت ) انا حكيتلك ازاي عشت في البيت ده وتروحي تعيشي فيه بعيالي وتقوليلي اصلك سامحتهم ! ولنفترض اني سامحتهم او اني بحاول علي قد ما اقدر ازاي تخيلتي اني هعرف اعيش هناك ! وعماله تاخدي في قرارات وتهمشيني شويه شويه ومعدتش عارف اعيش ولا عارف اكون اب ولا عارف اكون زوج ولا اكون اخ ولا ابن ولا عارف حاجة خالص ... محدش فيكم فكر قد ايه بحتاج لقوة علشان انزل من عربيتي وادخل البيت ده ! هاه ! البيت اللي اتعاملت فيه زي عبد من ايام العبيد واسوأ كمان منهم ! والمشكله انك بتلوميني اني ساكت واني بره البيت وانتي عمالة تضغطي عليا .. سيبتي بيتي بدون ادني وفرضتي عليا بيت تاني وسكت .. نقلتي عيالي من مدرستهم ودخلتيهم لمدرسة انتي عارفة كويس انها فوق قدراتي المادية وسكت وقلت اهي سنه وتعدي .. عمالة تخططي وتقرري وتنفذي وتبلغيني من باب العلم بالشيء وسكت عارفة ليه يا ليلى كنت بسكت وبتقبل ده ؟ علشان عيالي مبسوطة وسعيدة وعلشانك انتي وجيت علي نفسي تاني علشانهم وعلشانك وقولت مش مهم سعادتي ومش مهم اني اكون مرتاح المهم كلكم مبسوطين .. لكن تيجي تهملي في دورك كأم ويوم الاقي بنتي غرقانة في البيسين ويوم الاقي ابني ميت في ... في ... ( بص لاحمد ) انت ازاي تقول لابني ان المكان اللي كنت بتحبس فيه وبتعذب فيه هو مكاني المفضل هاه ؟ بأي وجه حق تخلي ابني يدخل للمكان ده ويعمله مكانه المفضل ! بأي وجه حق يا أحمد !! 

سكت وبص للسقف بيحاول يتنفس او يسيطر علي دموعه وعلي وجعه وعلي انهياره .. 

صمت مطبق مسيطر علي الكل بيقاطعه شهقات عياط من حنان او ليلى .. حسين منهار علي الكرسي رجليه مش شيلاه وأحمد هربان من عنين أدهم .. حتي هالة الدكتورة النفسية اللي المفروض تتكلم مسحت دموعها ومقدرتش تنطق ولأول مرة في حياتها المهنية ما تكونش عارفة تقول ايه ! 

أدهم بص لهالة و بصوت مهزوز ضعيف : هاه يا دكتورة اديني اتكلمت وقولت اللي جوايا ! اتفضلي قوليلي علاجي ايه ! انا معترف يا ستي اني مريض نفسي ومجنون ومتخلف وكل حاجة بس علاجي ايه ! ارجع معاهم البيت واحط جزمة في بوقي واسكت ! اخد عيالي وابعد ! المفروض انا حاليا اعمل ايه ! اتصرف ازاي !( زعق ) انطقي مش عمالة تزني علي مراتي وعليا اني محتاج لمساعدة ( مد ايده لها ) انا اهو قدامك مادد ايدي ساعديني زي ما بتقولي ! قوليلي اعمل ايه ! ( هالة مقدرتش تنطق وجمدت مكانها وبصت لأيده بعجز تام وبصت للأرض وهو ضحك بغلب ووجع ) عرفتي ليه كنت رافض فكرة الدكتور النفسي ! علشان عارف انك هتقفي كده قدامي معندكيش حل ... 

هالة اخيرا لقت صوتها : اعتقد يا سيادة المقدم ان الصح انك تنتظر الأمور تهدى والأزمة دي تعدي وساعتها نقدر ناخد قرارات صح ونفكر ايه الخطوة الصح مش دلوقتي !

أدهم بصلها : وده اللي انا قولته لها .. قولتلها تسيبني دلوقتي لحد ما اهدى والأمور تهدى بس انتو رفضتو .. اعتقد بما اننا اتفقنا يبقى من هنا لحد ما الأمور تهدى مش عايز اشوف حد فيكم .. كلكم .. من هنا لحد ما اعرف هعمل ايه مش عايز المح حتي حد فيكم .. بعد اذنكم ....

سابهم ودخل أوضة ابنه وقعد قصاده يحاول يستجمع انفاسه ويلملم جروحه اللي انفتحت كلها ويحاول يسيطر علي الألم اللي بيقطعه حاليا .. عمال يبص لابنه ويحاول يقنع عقله انه علشانهم لازم يكون أقوى من كده .. 

أما بره فحالة الصمت المطبق دي محدش عارف يقطعها ولا حد عارف ينطق 

ليلى بصت لهالة وكأنها بتستنجد بيها 

هالة هزت دماغها بأسف : انا اسفة يا ليلى بس ما تخيلتش كمية الوجع دي كلها انتي ركزتي اكتر علي الحب اللي بينكم مش وجعه ما تخيلتش أبدا كمية المآسي اللي مر بيها 

حسين بوجع : أدهم محكاش حتي واحد علي عشرة من كمية المآسي اللي سببتهاله ولا اي حاجة من اللي عملتها فيه .. مش هقولك علي رفضي له ولا اهانتي ولا ضربي له ولا حرماني له من ابسط الامور زي الاكل والشرب ولا هقولك كام مرة جلدته ولا هقولك اني رفضت اعتبره بني ادم وعاملته كحيوان واصريت ان الكل يعامله بنفس الطريقة ، مش هقولك ان عيل من يوم ما وعي علي الدنيا لحد ١٣ سنه انا كنت بتفنن ازاي اوجعه علشان اوجع امه وازاي اذيه وازاي اضره .. انتي عارفة ان انا اللي شوهته ! ادهم لو قلع القميص هتشوفي جسمه كله متقطع حتي بعد العملية رفض يعالج جسمه عالج بس وشه وساب جسمه تذكرة للي حصل .. 

هالة : ازاي شوهته ! ليلى قالت انه اتعرض لحادثة وانت رفضت تعالجه بس 

حسين ضحك بألم : اليوم ده مش قادر انساه ابدا ساعتها احمد خرج واتأخر بره وراح شرب وسكر وانا طلبت من أخوه العيل يخرج وما يرجعش من غيره وبالفعل هو لقاه لانه كان عارف هو بيشرب فين ولانه خاف عليه يحاول يسوق هو العربية علشان اخوه سكران .. مع انه عيل ما بيعرفش اصلا يسوق بس كان لازم يروح اخوه والا هيلاقي عقاب هو اصغر من انه يتحمله بس اخوه رفض واصر يسوق هو  وساعتها هو خاف علي اخوه مش علي نفسه فحاول يربط حزام احمد بس ما طالوش ففك حزامه وربط حزام اخوه وقبل ما يرجع مكانه كان احمد عمل الحادثة ولان ادهم مش رابط الحزام ومكنش حتي قاعد في كرسيه كويس طار من العربية ول حظه دخل في عربية محملة قزاز ومرايات والقزاز قطع جسمه ووشه وبدال ما انا اعالجه قررت ساعتها اخليه مشوه .. مش عارف ازاي عملت كده بس روحت ورشيت الدكتور وطلبت منه ان كل الجروح دي ما تتعالجش والدكتور ما صدق ان طاقة القدر اتفتحتله وساعتها كان بيحقن أدهم بحقن تعمله شلل لجسمه لكن بيفضل احساسه موجود وجاب طلبه تتعلم عليه ازاي يخيطوا الجروح وكل يوم يفكوا الغرز ويخيطوها تاني وكل ما وجعه وألمه بيزيد كنت بفرح اكتر وكنت بخلي الدكتور يصوره وكنت بتفرج علي الفيديوهات دي وافرجها لأمه واستمتع بعياطها ووجعها علي ابنها وبعد ما الجروح بدئت تدبل وتبطل نزيف لقيت الطلبة بيمسكوا المشرط ويعملوا جروح جديده علشان يخيطوها منهم واحد فتح جرح بطول دراعه كله بس ساعتها معرفش يسيطر علي النزيف اللي حصله .. ( بص للدكتورة اللي عندها ذهول ) شوفتي بقى انا عملت في ابني ايه ! شوفتي حد بالقسوة دي .. شوفتي جبروت بالشكل ده .. ولولا ان الولد اللي جرحه اكتشف بالصدفة انه واعي وبلغ أبوه الله اعلم كان اللي حصله دلوقتي .. وساعتها أبوه اتبناه وهنا ربنا رحمه مني .. ياتري بقى يا دكتورة استاهل انه يسامحني ! 

سكتت هالة وماردتش عليه فهو كمل :انا  عارف انه ما سامحنيش وانه محتاج لوقت بس ما تخيلتش اني بضغط عليه بطلبي منهم يعيشوا معايا او اني انقل العيال لمدرسة اكبر انا بس حبيت أعوضهم شوية واعوضه هو عن اخطاء الماضي .. ما تخيلتش انه هيفسر ده بالطريقة دي 

هالة اتنهدت : هو محتاج لوقت ومحتاج منكم تدعموه لكن مش تخططوا حياته نيابة عنه .. هو حاليا شافكم بتدخلوا في خصوصياته وكل واحد بياخد قرارات تخصه نيابة عنه .. كلكم للأسف غلطتم في حقه وهو وصل لمرحلة خلاص فاض بيه من الكل .. ادوله مساحة شوية 

حنان وقفت وراحت ناحية الأوضة فهالة مسكتها ووقفتها : حضرتك رايحة فين ؟ 

حنان : هدخل لابني وأخده في حضني 

هالة : للاسف هو حاليا مش محتاج لحضنك هو محتاج يبعد شوية سيبوه يبعد بدال ما تخسروه نهائي 

حنان : يعني نعمل ايه ! 

هالة : تمشوا وتسيبوه 

ليلى : لا يمكن امشي واسيب ابني ! 

هالة : معلش يا ليلى هضطري تمشي وتسيبيه مع أبوه بدال ما تخسريهم الاثنين 

وبعد حوارات كتيرة نفذوا رغبة أدهم ومشيوا وهو فضل جنب إبنه طول الليل مش قادر ياخد اي قرار في حياته ازاي هيمشيها 

الصبح بدري آية صحيت وفضلت تزن علي مامتها توديها عند أبوها وأخوها وفضلت مترددة لحد ما أخدت القرار تروح عندهم وخبطت ودخلت كان أدهم قاعد علي كرسي ورافع رجليه علي حرف السرير وحاطط راسه علي ايده وتقريبا نايم وهيا فضلت تبصله كتير وتسأل نفسها ليه وصلوا للنقطة دي وليه بعدت عنه كده ! 

آية راحت لأبوها وهزت دراعه فصحي وبصلها وأول ما شافها ضمها وابتسم : حبيبة قلبي 

رفع دماغه وشاف ليلى ودور عنيه بعيد عنها بسرعة 

ليلى : زياد حبيبي أخبارك ايه ! 

زياد : انا كويس يا مامي وفطرت كمان انا وبابا هو أكلني 

آية : انا كمان فطرت مامي فطرتني .. انت كويس يا زياد !

زياد ابتسم : اه كويس .. شوفتي اخدت حقنة في دراعي زي اللي انتي اخدتيها 

آية طلعت جنب أخوها : بتوجعك ! كانت بتوجعني كتير 

زياد بتفاخر : لا مش بتوجعني علشان انا راجل زي بابا 

ليلى بصت لأدهم : انت اخبارك ايه ! كويس ! 

أدهم باقتضاب : اطمنتي علي ابنك ! اتفضلي من هنا 

ليلى بصتله وقربت منه وقفت جنبه وهو باصص قصاده وقاعد مكانه فقعدت في الارض قصاده ومدت ايدها مسكت ايده : ادهم بصلي انا ليلى حبيبتك 

أدهم بجمود : وانا اكتفيت من ليلى حبيبتي .. معدش عندي حاجة اقدمهالك .. 

ليلى بقلق : أدهم انت ناوي علي إيه بالظبط ؟

أدهم : لما انوي يا ليلى هبلغك ودلوقتي اتفضلي شوفي وراكي ايه ! 

ليلى : انا عايزة أفضل جنب عيالي ! 

أدهم : عيالك حاليا معايا سيبيهم واتفضلي لحد ما اشوف هنعمل ايه وهنظبط أمورنا ازاي .. اتفضلي 

ليلى وقفت : أدهم انا مش هسيب عيالي 

أدهم بصلها وواجهها : ماهو يا تسيبهم دلوقتي وتتفضلي من هنا لحد ما اقدر افكر وأخد قرار يا هتسيبهم غصب عنك لاني هاخدهم واختفي فاختاري يا ليلى انهي حل هيناسبك 

ليلى بصدمة : انا مش همشي واسيب عيالي 

أدهم : يبقى هتسيبهم غصب عنك يا ليلى 

ليلى بتبصله مش مصدقة اللي بتسمعه منه وفكرت تفضل غصب عنه وتشوف هيعمل ايه يعني وهيتصرف ازاي ! ويوريها هياخد عياله منها ازاي ! 

للمتابعه اترك تعليق


الحلقة الثانيه عشر من الجزء الثالث 

المشوة 

ليلى بصدمة : انا مش همشي واسيب ولادي

أدهم : يبقى هتسيبيهم غصب عنك يا ليلى 

ليلى بتبصله مش مصدقة اللي بتسمعه منه وفكرت تفضل غصب عنه وتشوف هيعمل ايه وهيتصرف ازاي ! ويوريها هياخد عيالها منها ازاي ! 

ليلى : أدهم انت فاهم بتطلب مني ايه ! 

أدهم : بطلب منك ايه ! تروحي بيتك اللي انتي اخترتيه ، ايه الصعب في الطلب ده !

ليلى : الصعب اني اسيب ولادي وأمشي 

أدهم باستهتار : ده مش صعب أبدا بالنسبالك انتي عملتي اصعب من كده بكتير فاعتقد ده ولا حاجة مقارنة باللي عملتيه قبل كده .. انتي خلاص خطيتي مرحلة الصعب دي كل حاجة بالنسبالك بقت رخيصة وسهل الاستغناء عنها وكمان قابلة للاستبدال 

ليلى : ايه اللي بتقوله ده ! 

أدهم بصلها : هاتي حاجة واحدة من اللي قلتها ماحصلتش ! ماستغنيتيش عن جوزك ! ماسيبتيش بيتك علشان ڤيلا ! ماستبدلتيش مدرسة الولاد  بمدرسة أغلى !  ايه ! ايه اللي ماعملتيهوش !

ليلى : انت بتظهر كل حاجة بطريقة غلط 

أدهم دور وشه بعيد : ده اللي عندي حاليا .. اتفضلي بقى روحي من هنا والولاد معايا 

ليلى : يا أدهم علاقتي انا وانت حاجة وولادنا حاجة تانية خالص ما تخلطش الأمور ببعض 

أدهم بصلها : وانا وانتي ايه وولادنا ايه ! ما كلنا المفروض حاجة واحدة ولا صح سوري نسيت انتي جزأتي كل حاجة ورتبتي أولوياتك روحي دلوقتي ولما أوصل لخطوة هنفذها وهبلغك بيها اتفضلي 

ليلى : ادهم مش عايزة اسيب ولادي وامشي 

أدهم بصلها وبتريقة : مش عايزة ! مين قال اني هدور على اللي سيادتك عايزاه ! اتفضلي من هنا بهدوء بدل مااتصرف بطريقة مش ظريفة قدام الولاد لانهم مراقبينا .. خليهم يحتفظوا بالذكريات الحلوة عننا بلاش دلوقتي يشوفوا أبوهم بيتصرف بهمجية مع أمهم .. اتفضلي يا ليلى 

سابها وراح جنب الولاد وأعلن بكده انه انتهى من الكلام واللي عنده قاله فقربت من ولادها وباستهم وماشية 

زياد باستغراب : ماما انتي ماشية ! 

ليلى بتأثر : اعذرني يا حبيبي ماما وراها حاجة مهمة جدا ومشوار مهم 

بعد ما قالت جملتها دي عرفت انها غلطت في اختيار كلماتها 

زياد بزعل : أهم مني يا ماما ! ومن اني في المستشفى .. آية لما تعبت فضلتي معاها وماسيبتيهاش أبدا !

ليلى مش عارفة ترد وبصت لأدهم اللي بص لبعيد ورفض يتدخل او يساعدها وسابها تتحمل نتيجة تصرفاتها 

ليلى قربت وباسته : اعذرني يا زياد صدقني غصب عني لو بإيدي مش هبعد أبدا عنكم ..

باستهم الاتنين وضمتهم ودموعها نزلت 

ليلى : انا بحبكم جدا جدا ولا يمكن أبعد عنكم بمزاجي أبدا أبدا فلو يوم بعدت لازم تكونوا عارفين انه غصب عني .. فهمتوا ؟؟ 

الاتنين هزوا دماغهم وهما مش فاهمين حاجة من اللي بتحصل حواليهم .. بس حاسين ان في حاجة مش صح وفي مشاكل بس ايه هي مش عارفين !! 

ليلى مشيت وأدهم أخد نفس طويل مخنوق من تصرفه مع ليلى ومن زعل ولاده بالشكل ده بس حاسس انه متكتف ومش عارف يعمل ايه ! ولا يتصرف ازاي ؟ كل اللي عارفه انه مش عارف يعيش ! 

فاق على صوت زياد بيسأله : بابا هو في ايه ! ليه كل حاجة مش طبيعية وفين دادو ونانا وليه بتمشي اي حد فيهم بيجي هنا ! 

أدهم قرب وقرب كرسيه وقعد قصادهم الاتنين ومش عارف يتكلم ازاي ويفهمهم ازاي !

أدهم : شوف يا زياد وانتي يا آية مش هقولكم ان كل حاجة كويسة والأمور تمام لانكم أكيد ملاحظين ان في حاجة مش مظبوطة ومش هقدر برضه أشرحلكم كل اللي بيحصل لأنكم لسه صغيرين بس كل اللي هقدر أقوله حاليا إن في شوية مشاكل أتمنى تخلص على خير 

زياد : طيب ايه اللي هيحصل دلوقتي ! هنعمل ايه ! وماما مشيت ليه ! والمشاكل دي بينك وبين ماما ولا انت ودادو ولا مين بالظبط!

أدهم اخد نفس طويل وبص لابنه مش عارف يقوله ايه :

تقدر تقول يا زياد ان المشاكل دي بيني وبين الكل ! 

آية : انت ليه يا بابا من ساعة ما رجعت من السفر وانت مش زي زمان !

أدهم : مش عارف يا آية ! صدقيني مش عارف .. بصوا ياولاد انا محتاج لشوية وقت اكون فيه بعيد عن الكل .. 

آية : بس يا بابا اللي بيقعد لوحده مش حلو شفت زياد إمبارح لما راح وقعد لوحده حصله ايه ! انت عايز يحصلك زيه ! 

أدهم ابتسم لبراءة بنته وضمها : حبيبة قلبي الوضع بيكون مختلف شوية بالنسبة للكبار ..

زياد : انت شايف يا بابا انك لما تبعد وتفضل لوحدك ده الحل للمشاكل دي ؟  

أدهم حس انه محاصر وسط ولاده اللي ابعد ما يكونوا عن الاطفال وأسئلتهم الصعبة 

: والله يا زياد ساعات البعد بيكون الحل للمشاكل وساعات بيزود كل المشاكل 

آية : وانت بعدك عننا هيكون ايه يا بابا ؟

أدهم بصلها : حبيبتي انا مش هبعد عنكم 

آية : امال هتبعد عن مين ! 

زياد بص لاخته وكأنه بدأ يفهم الواقع حواليه او يتصدم بمعنى تاني : هيبعد عن ماما يا آية وهيبعد عن دادو ونانا ( بص لابوه ) طيب واحنا يا بابا هيكون وضعنا ايه ! مين فيكم هياخدنا ! انت ولا ماما ! ولا دادو ونانا ؟ ولا احنا مالناش دور في مشاكلكم دي ؟ 

أدهم بص لابنه ومعرفش يرد عليه وفضل كتير ساكت بيحاول يختار اجابة مناسبة 

: اللي بيحصل يا زياد محدش فينا بيختاره ! ساعات بنكون مجبورين نمشي في سكة معينة مش بمزاجنا ! 

زياد : انت سبق وقلتلي اننا ديما بنملك الاختيار حتى لو صعب بس بنملكه وقلتلي ان ربنا خلق الانسان مخير يعني كل واحد بيختار طريقه ودلوقتي بتقولي انه غصب عننا ومجبورين ! 

أدهم وقف وبص لابنه : ايوه الانسان مخير وايوه بنختار طريقنا 

زياد : يبقى انت يا بابا بتختار تبعد عن الكل 

أدهم : انت مش فاهم يا زياد .. انا مش بختار ابعد لكن انا .....

زياد : انت ايه يا بابا ! مش ده اختيارك !

أدهم : أيوه اختياري بس مش لاني عايز ابعد عنكم او ابعد عن مامتكم ! انت مش هتفهم 

زياد بزعل : مش هفهم ايه يا بابا انت مش بتحاول تفهمني ! 

أدهم قعد قصاده : في حاجات كتيرة حصلت زمان ! حاجات اصعب من ان انا اقدر اتخطاها والحاجات دي رجعت تاني دلوقتي تتحكم في حياتي وانا بصراحة تعبت من تجاهل كل اللي بيحصل فأنا محتاج لوقت اراجع فيه نفسي واراجع فيه قراراتي ! واشوف ايه الخطوة الصح اللي المفروض اعملها 

زياد : اكيد الصح اننا نكون كلنا مع بعض !

أدهم زعق : صعب .. صعب يا زياد ..

زياد : الصعب يا بابا اننا نعيش كلنا بعيد عن بعض 

أدهم بصله : طيب ماشي يا زياد انت مستعد تسيب ڤيلا دادو ومدرستك الجديدة وحمام سباحتك وكل حاجة عندك وترجع تعيش في شقتنا القديمة ! 

زياد بسرعة : لو هنكون مع بعض ايوة يا بابا ! ( بص لاخته وسألها ) آية توافقي نرجع بيتنا القديم انا وانتي وبابا وماما ولا نعيش لوحدنا مع دادو ونانا من غير بابا وماما ؟

آية : نرجع بيتنا مع بابا وماما مش عايزة اكون من غير بابا ولا ماما 

زياد بص لابوه : شوفت يا بابا ان الاختيار سهل بس انتوا بتصعبوه 

أدهم بعجز : زي ما قولتلك يا زياد في حاجات كتيرة انت مش عارفها والموضوع مش سهل زي ما انت متخيل 

زياد سكت وبص لاخته وهو معرفش يفهمهم ليه البيت بيتفرق بالشكل ده .. 

الدكتور كتب لزياد خروج وأدهم خلص اوراقه واخد ولاده وركبوا العربية ووقف محتار هيروح بيهم فين ! 

زياد لابوه : هنروح فين دلوقتي يا بابا ! 

أدهم بصلهم الاتنين وراه : عايزين تروحو فين ! انتو اختاروا 

آية : نروح كلنا الڤيلا عند دادو وماما 

أدهم : خلاص هوديكم ! 

زياد : طيب وانت يا بابا !هتيجي معانا ! 

أدهم بص لقدامه : لا يا زياد هوديكم انتو 

زياد : بس احنا عايزينك معانا 

أدهم : ماهو حاليا تختاروا يا تفضلوا معايا يا تروحوا لمامتكم ؟ 

آية : طيب نروح نجيب ماما ونيجي كلنا معاك ايه رأيك يا بابا ! 

أدهم حاسس بالعجز انه مش عارف يفهم ولاده لانهم ببساطة مش مستوعبين انه ينفع ابوهم وامهم كل واحد يعيش لوحده 

أدهم دور عربيته واتحرك 

زياد : بابا هنروح فين ! 

أدهم : هروحكم الڤيلا 

زياد : بس يا بابا انا 

قاطعه أدهم : بكرة هاجي أخدكم معايا 

زياد : ما نروحش دلوقتي ليه معاك ! 

أدهم : لان ببساطة سيادتك مش معاك هدوم لا انت ولا اختك .. النهاردة تروحوا تجهزوا حاجاتكم واجي اخدكم بكرة 

أدهم وصلهم لحد الڤيلا ودخلهم وكلهم جريوا عليه وكلهم اتجمعوا حوالين زياد يسلموا عليه وليلى نزلت وولادها الاتنين جريوا عليها وهي باستهم وضمتهم وبصت لابوهم اللي كان هينسحب بس هيا راحتله 

ليلى : ادخل 

أدهم باقتضاب : لا متشكر .. بكره هاجي اخد الولاد جهزيلهم هدومهم ولعبهم 

ليلى باستفسار : هتاخدهم فين ! 

أدهم : بيتي يا ليلى .. ده مش بيتي ولا عمره كان ولا هيكون 

حسين اتدخل : ده بيتك يا ابني 

ادهم بص لابوه : اعذرني بس ده عمره ما هيكون احساسي .. حاولت وما قدرتش .. 

حسين : الماضي يا ادهم خليه في الماضي وسامح بقى 

أدهم : ايوه ماضي بس للاسف الماضي هو اللي بيشكل حاضرنا .. فصعب دلوقتي نغيره 

اثار الماضي للاسف لسه موجودة وماعدتش عارف اتجاهلها .. انا مش زعلان من حد فيكم علشان تقولي اسامح بس برضه مش قادر أعيش وسطيكم .. خلونا كويسين كده 

حنان بعياط : انا ما صدقت ترجع لحضني يا أدهم 

أدهم : أنا مش هبعد عنك بس مش هعرف اعيش هنا معاكم .. بيتي مفتوح لاي حد فيكم بعد اذنكم 

سابهم وخرج وليلى خرجت وراه ولحقته قبل ما يركب عربيته وقف وانتظر يسمعها 

ليلى : اتكلمت عنهم كلهم وعن علاقتك بيهم وانك سامحتهم كلهم ومش زعلان من حد فيهم طيب واحنا .. انا وانت ... وولادنا ! 

أدهم : مشكلتي ماكانتش معاهم علشان ازعل من حد فيهم .. مشاكلي معاهم كانت ماضي وانتهى 

ليلى : يعني مشكلتك معايا انا ! ده قصدك ! 

أدهم بصلها : انتي شايفة ايه ! هو مين اللي هد بيتنا ودمره وفرقنا بالشكل ده ! مش انتي وقراراتك واختياراتك ! تحملي بقى نتيجة اختياراتك ! بعد اذنك 

ليلى وقفته : انت برضه ماقلتش انا وانت ايه اللي هيتم بينا ! دي مش اجابة

أدهم اتنهد : مش عارف اوك ! انتي قولي انا وانتي مصيرنا ايه لان انا مش عارف كل اللي عارفه اني حاليا محتاج ابعد لحد امتى ؟ او هرجع امتى ؟  او مصيرنا ايه ؟ كل الاجابات دي ماعنديش اجابة ليها .. كده جاوبتك ولا لسه ؟ 

ليلى هزت دماغها : جاوبتني ( بعدت خطوتين عن عربيته ) مش هعطلك اتفضل 

ركب عربيته ومشي وماوقفش لحد ما وصل بيته نزل ودخله وحس بالفراغ جواه .. البيت ده مليان ذكريات كتيرة حلوة .. وذكريات برضه موجعة .. 

قاعد لوحده سرحان مهموم مش عارف هيعمل ايه في حياته وتليفونه رن قطع الصمت اللي هو فيه بصله كانت داليا فرد عليها 

داليا : فينك مختفي بقالك يومين ! عسى يكون المانع خير !

أدهم بزهق : زياد كان تعبان وكنت معاه في المستشفى ويدوب روحته 

داليا باستغراب : روحته ! امال انت فين ! 

أدهم : أنا في شقتي ! 

داليا بحذر : لوحدك ! 

أدهم : أكيد ... هيكون معايا مين يعني ! 

داليا : اخبارك ايه انت وليلى ! 

أدهم سكت شوية : شكله كده معدش هيكون في حاجة اسمها أنا وليلى !

داليا ابتسمت وحست انها هتنتصر قريب وأدهم هيكون لها : تحب نتقابل ! 

أدهم : لا مش قادر ما نمتش من يومين ومحتاج ارتاح ! 

داليا ماحبتش تضغط عليه : طيب براحتك على العموم أنا موجودة في أي وقت تحب تتكلم فيه او تحتاج لحد يسمعك 

أدهم : اوكي متشكر يا دولي .. سلام 

قفل معاها وقام دخل اوضته ورمى نفسه على السرير ونام لحد الصبح بهدومه حتى شوزه ماقلعوش .. نام زي ما هو .. 

تاني يوم راح لولاده ياخدهم كانت ليلى مجهزاهم بشنطهم ولعبهم وهو أخدهم بدون اي كلمة مع أي حد .. أخدهم ومشي على بيته .. قضوا اليوم كله لعب وجري وطلبوا اكل من بره وبالليل ناموا مع ابوهم .. أخدهم يومين وروحهم لأمهم ومشي برضه من غير ولا كلمة مع اي حد ..

عدى يومين وأدهم جه اخد ولاده ورجعهم برضه بعد يومين وهنا ليلى أخدت قرارها وبعد ما ادهم رجع ولاده تاني يوم الصبح راحتله شقته .. وقفت قدام بيتها دموعها نزلت بس مسحتهم بسرعة لان ده مش وقت عياط أبدا .. بعد ما كانت هتفتح الباب بمفاتيحها تراجعت ورنت جرس الباب وانتظرته يفتحلها 

أدهم كان يدوب صاحي وغير هدومه وبيستعد للنزول لما سمع الجرس فراح يفتح واتفاجىء بها .. وقفوا قصاد بعض كتير محدش فيهم عارف ينطق لان كل واحد فيهم في مشاعر كتير متضاربة .. مشاعر ما تنفعش مع بعضها .. 

أخيرا ليلى نطقت : ينفع أدخل ! ولا تحب نتكلم على الباب ؟ 

أدهم فتح الباب وانتظرها تدخل وقفل الباب ودخل وراها 

أدهم : خير يا ليلى ! 

جزء منه جواه كان بيتمنى انها تكون جاية راجعاله .. جاية زي زمان لما جاتله بفستان فرحها وبدأوا حياة جديدة .. 

ليلى قطعت ذكرياته : جاية اتكلم والدور عليك تسمعني يا ادهم زي ما سمعتك في المستشفى .. المرة دي انت تسمع 

أدهم بهدوء : اتفضلي قولي ما عندك 

ليلى : انت جبت شريط حياتنا كلها في المستشفى وكله كان اتهامات ليا وحولتني لانسانة أنانية ما بتفكرش غير في نفسها وسعادتها وبس وده مش صح يا ادهم مش صح أبدا 

أدهم : ليلى انا 

قاطعته ليلى : اعتقد لما انت اتكلمت محدش قاطعك وسيبناك تقول كل اللي جواك ! سيبني أنا كمان اقول اللي جوايا بدون ما تقاطعني لو سمحت ! 

أدهم تراجع : اتفضلي قولي يا ليلى مش هقاطعك 

ليلى اخدت نفس طويل : بداية لما جيت بلدنا وصورتني اني كنت بطاردك وفضلت وراك لحد ما استسلمت ! دلوقتي يا ادهم بتسميها مطاردة ! مكنش حب يعني ! ده جزاتي اني حبيتك ورفضت اقبل قبولك بوحدتك ! ده جزاتي اني قدمت قلبي ملك ايديك ! انا حبيتك وانت عارف ده كويس جدا ومش ذنبي ان ابويا رفضك في بداية علاقتنا .. فماينفعش دلوقتي تحملني الذنب ده .. ومش ذنبي برضه انك قبلت شرط انك تسافر وتيجي انا رفضت الشرط ده وكنت هقدر اخلي ابويا يتراجع عنه بس انت اللي وافقت وقولت هخلي ابوكي يعرف اني بحبك بجد واني مستعد اعمل اي حاجة علشان سعادتك يبقى ما ينفعش دلوقتي تيجي وتتهمني بالاتهامات دي .. اما حكاية فرحنا فكان ممكن تعترض وترفض لكن انت وافقت وبمجرد ما حسيت انك متضايق قومت معاك ومشينا وبدل ما اكون عروسة فرحانة بعريسها قتلت فرحتي وعيشتني اسوأ ليلة في حياتي وليه علشان ابويا قالك كلمتين ! 

مجرد كلمتين من ابويا ماتحملتهمش وجيت تهد بيتنا وتنهي حبنا وتقتلني يوم فرحي عمرك سألت نفسك انا حسيت بإيه يوم فرحي وانت بتهده بالشكل ده ! واتمسكت بيك ورفضت اتنازل عنك بتلومني دلوقتي على ده ! بتلومني اني كنت أقوى منك وقدرت احافظ على بيتي وعلى جوزي ! ممكن اه أكون غلطت اني سمحت لابويا يتدخل بينا بس كان نفسي اقدملك عيلة تحبك وتحس انك جزء منها .. دي كانت نيتي ! تدخل عيلتي وتحس انها عيلتك فمش ذنبي برضه انك انت معرفتش تندمج معاهم لكن كان لازم احاول .. اه غلطت في حاجات بس برضه كنت صح في حاجات .. كنت عيلة وبغلط وبحاول اصلح غلطي لكن عمري ما استسلمت ابدا وعمري ماتماديت في غلط وكل محاولاتي ارجعك ليا ده اسمه بحافظ على بيتي وعلى جوزي وعكسك انت بحاول دايما ابني بيتي واحافظ عليه لكن انت كان دايما حلك لكل المشاكل انك تبعد وتنهي اللي بينا ولحد النهاردة ده ديما الحل اللي عندك .. بتتهمني اني هديت بيتنا ومش واخد بالك ان من يوم ما عرفتك لحد النهاردة انت اللي بتهد وانا اللي ببني .. بتتهمني اني برجعك امال كنت عايز مني ايه ! اسيبك تبعد وانهي حياتنا زي ما انت بتعمل ! بتتهمني اني السبب في انك خسرت ماكس شكلك نسيت ان السبب في خسارتك لماكس هو شغلك .. شغلك واعداءك هما سبب خسارتك لماكس وابويا لما قالك ده كلب كان بيقارن خسارة بنته بالكلب بتاعك .. بتلومني على ايه تاني ! اني سافرت وراك ! اني قررت اسيب اهلي وعيلتي علشانك واعيش معاك وابني بيتي اللي انت هديته ! ده بقى غلط دلوقتي ! اما مشكلة عدم الخلفة طبيعي اي واحدة لما تعرف انها مش هتخلف بتزعل ازاي كنت متوقع مني حاجة تانية ! ولما حملت في زياد كان اسعد شيء حصلي في حياتي ازاي كنت عايزني اتخلى عنه ! ازاي اقتل ابني بإيدي حتى لو حياتي هتكون التمن ! لو حد دلوقتي خيرك بين حد من عيالك وحياتك هتختار ايه ! وما تقوليش ان دلوقتي احساسك مختلف لان ده احساس الام من اول ما بتعرف انها حامل فمكنش ينفع انزله ومعرفتش اقنعك ممكن اكون غلطت لما عايرتك بتشوهك بس انت كنت فاهم انا بعمل كده ليه وبعدين النتيجة كانت زياد ابننا ! هل ده ماشفعليش غلطي عندك ! مش شايف ان وجود زياد في حياتنا غطى على غلطي في حقك وانا بقنعك نكمل الحمل ! وربنا رزقنا بعدها بآية وحياتنا كانت أجمل ما يكون وكل ده ليه علشان انا وقفت واتمسكت بيك وما استسلمتش زيك وكل ما بتبعد برجعك دلوقتي ده غلط ! دلوقتي بتلوم نفسك على رجوعك وتلومني اني برجعك ! 

وبعدها لما اتعرفت على دادو ونانا !!  والدك ووالدتك كانت صدفة وانت عارف ده كويس واول ما عرفت انسحبت على طول من حياتهم بس دي كانت البداية انك تلاقي عيلتك وكل الامور تتصلح وبالفعل بسبب الصدفة دي كل حاجة وضحت وعيلتك رجعتلك دلوقتي بتلومني على ده ! ابوك رجع وعرف انه غلط في حقك وانت فهمت والدتك ليه استسلمت وفهمت الماضي وعرفت مكانتك وقيمتك وعرفت ان عندك عيلة بتحبك وبتتمناك تعيش وسطهم .. ده بتلومني عليه ! 

ولو تفتكر لما مامتك جت عندنا انت اللي استقبلتها وقلت انا مش بقفل بابي ف وش حد مش انا بقى غلطي دلوقتي.. 

ولما كنت رايح المستشفى وحسيت انك ممكن تتبرع لاحمد بالكبد قلتلك اوعى من خوفي عليك فاكر ولا افكرك...

ولما باباك احمد بعته دار المسنين مشلول مين اللي جابه من هناك ؟؟ ها مش انت ؟! وانا بكل رحابة صدر قلتلك اهلك اهلي وانا هاحطه واخدمه بعيوني.. بقى ده غلطي اني عملت بأصلي واحترمتك انت واهلك بقى عيب بحقي...

دايما كنت تقولي نفسك في حضن من مامتك ولما صدفتي ساعدتك في ده بتلومني عليه ! كان نفسك في عيلة وبرضه صدفتي حققتلك ده وللاسف بتلومني عليه ! اه ممكن اكون غلطت لما سيبت بيتي هنا ورحت الڤيلا بس فكرت ان ده هيساعدك تلغي ذكرياتك القديمة و تبني حياة وذكريات جديدة وسط عيلتك ! كل حاجة عملتها في يوم من الايام بتقلبها ضدي .. طلعت نفسك ضحية وطلعتني انا شريرة الرواية ! انا حافظت عليك وعلى بيتي وعلى عيالي وده عمرك ما هتعرف تشوهه يا ادهم مهما تقول .. انت جواك عارف الحقيقة وعارف انا قد ايه حافظت على بيتي 

سكتت وادهم سامعها وبيفكر في كلامها 

أدهم : وبعد ما اقنعتيني اعمل العملية وبعد ما رجعت عملتي ايه ! 

ليلى : كنت محتاجة لشوية وقت .. بس شوية وقت علشان اتعود على شكلك الجديد .. الواحدة لو جوزها حلق شعره بطريقة مختلفة او ربى شنب او حتى حلق شنبه شكله بيختلف والواحدة بتاخد فترة لحد ما تتعود على شكله الجديد فما بالك بواحدة جوزها شكله اتغير كليا وجزئيا كنت متوقع مني ايه ! 

ادهم زعق : كنت متوقع تحاولي تقبليني لكن مش ترفضيني بالشكل ده ! انتي رفضتيني ! كنتي بتغمضي عنيكي وانتي في حضني 

ليلى زعقت : واديني قبلتك ! كنت محتاجة لوقت علشان اتقبلك وقبلتك واعتقد اخر ليلة لينا مع بعض افضل دليل اني قبلتك واني اتخطيت حاجز تغيرك .. 

أدهم : بعد ايه ! ها ! قبلتيني بعد ايه ! بعد رفضك ليا مرة بعد مرة ! 

ليلى زعقت : خفت يا ادهم ! خفت من تغيرك وخفت فعلا تستغنى عني ومش علشان انك بقيت وسيم فهتعرف تلاقي بنات بسهولة لا .. خفت انك زي ما شكلك اتغير انت كمان تتغير وللاسف بدل ما تطمني وتاخدني في حضنك وتتقبل خوفي ده وتديني وقتي اتقبلك بشكلك الجديد روحت وبعدت عني وعملتنى عدوة لك وعمال كل شوية تحملني كل حاجة فوق اكتافي وخليت الحمل تقيل عليا اوي .. كان ممكن كل الامور دي تتحل ببساطة بس انت عقدتها اوي ودلوقتي بتلومني انا 

أدهم : والوم مين يا ليلى ؟

ليلى زعقت : تلوم نفسك انك دايما بتستسهل الحل وحلك لكل مشاكلنا هو الفراق

أدهم : حاضر يا ستي هلوم نفسي ودلوقتي الحل ايه ! 

ليلى وقفت وقلعت دبلتها من ايدها وحطتها قدامه وسط حالة ذهول شديدة منه : ده الحل .. حلك السهل المرة دي اختياري .. أنا اكتفيت يا ادهم أبني اللي انت بتهده .. زمان كنت بحطلك اعذار لكن مابقاش عندي اعذار احطها ومابقاش ينفع احطلك اعذار .. لما تيجي تلومني على حبي وتسمي تمسكي بيك ورطة انا ورطتك فيها وتكون علاقتنا عبارة عن غلطة انت ندمان عليها ! يبقى مابقاش ينفع احطلك اعذار .. لما تروح ترمي حمولك لواحدة تانية وترتاح في الكلام مع واحدة تانية يبقى مابقاش ينفع احطلك اعذار 

ادهم قاطعها : واحدة تانية مين ! ما تخرفيش بقى !

ليلى : داليا ! نسيتها ولا ايه ! مش دي اللي بترتاح في الكلام معاها ! 

أدهم : داليا مش حاجة بالنسبالي مجرد 

قاطعته : مجرد ايه ! ها ! اللي تسيبني في الشارع لوحدي بالليل علشان تتعشى معاها تبقى مجرد ايه  ! 

ادهم : كان رد فعل لتصرفك !

ليلى بأسف : بجد ! انت مقتنع بكده ! على العموم كتر الكلام مالوش لازمة خلاص .. اهي قدامك هي هتموت عليك وعايزاك روحلها ... انت بتقول مش عارف تاخذ قرار فخليني انا اخده نيابة عنك واسهلهالك ، انا مش هتمسك بيك تاني ومش هرجعك ليا تاني ...  طلقني يا أدهم ..

أدهم بذهول : .. اطلقك ! انتي بتقولي ايه !انتي عايزة تتطلقي مني ! 

ليلى : انتي قلبت كل حاجة ضدي ولومتني على كل كبيرة وصغيرة فأه يا ادهم دلوقتي انا عايزة اتطلق منك .. 

ادهم سكت وما ردش عليها 

ليلى : الولاد ايه وضعهم ! انا هرجع لبيت أبويا وهعيش هناك لان مش هينفع افضل في بيت حمايا فشوف انت بقى الولاد هيكون وضعهم ايه ! هتيجي تاخدهم ولا هتسيبهم عند أبوك ولا هاخدهم انا معايا البلد ! قرر هنعمل ايه ! كويس انهم خلصوا امتحانات والا كانت السنه ضاعت عليهم وسط كل المشاكل دي ! قرر هتعمل ايه !

أدهم بصلها : خديهم معاكي البلد لحد ما اقرر هعمل ايه وهنتعامل ازاي ! 

ليلى : خلاص تمام و وقت ما تحب تشوفهم البيت مفتوح في أي وقت .. بعد اذنك 

سابته ومشيت وهو قعد مكانه وحط راسه بين ايديه مش عارف يعمل ايه ! ليلى واكتفت منه ! واهله وعاداهم ! وولاده وبعدهم هما كمان عنه ! فإيه الخطوة الجاية ؟ 

ليلى روحت الڤيلا وبلغتهم بقرارها وكلهم حاولوا يغيروا رأيها لكن خلاص وصلت لاخر تحملها وقررت ترجع لبيت أبوها وبدأت تستعد للسفر هي وولادها .. 

أدهم أخد أجازة من شغله لانه مش مركز في اي حاجة وحاسس انه تايه وان كل حاجة غلط 

داليا كلمته وطلبت تقابله وهو رفض يخرج من بيته لانه عايز يفضل لوحده وقفل معاها وبعد شوية اتفاجىء بيها على باب بيته ،، فتحلها وهو مذهول من مجيها لشقته 

أدهم : داليا ! خير ! 

داليا : ايه خير دي ! مفيش اتفضلي ! عايزة اتكلم معاك شوية .. انت ليه مُصر تفضل لوحدك !

أدهم : مش عايز اكون مع حد 

داليا : طيب هنفضل نتكلم على الباب ؟ 

أدهم اتردد شوية وافتكر اتهام مراته له بإنه على علاقة بها وسأل نفسه هي علاقته بداليا تتسمى ايه ! هو مجرد كان محتاج لحد يسمعه بعيد عن البيت واللي فيه ودايما بيكون الحد ده ليلى بس المرة دي هي ضده فمكانش قدامه غير داليا !! فاق على صوتها : ها

فتح الباب : اتفضلي اكيد ! 

دخلت بتتفرج حواليها : كل حاجة زي ماهي

ادهم : ايه اللي هيتغير يعني ! اتكلمي يا داليا في المهم .. اكيد مش جاية تتكلمي عن بيتي واتغير ولا زي ماهو !

داليا قعدت وبصتله : هتكلم حاضر .. شوف يا أدهم أنا مش قادرة استمر على الوضع ده .. لازم يكون ليا حق اشوفك او اتكلم معاك .. مش قادرة افضل أسرق اللحظات اللي أكلمك فيها .. لازم يكون ليا حق فيك يا أدهم 

أدهم بصلها كتير وبيحلل كل كلامها في دماغه وبيوزنه ..

داليا : انا محتاجة لقربك يا أدهم ومحتاجالك انت شخصيا .. اسمحلي أقرب وأنت كمان قرب مني أكتر .. اسمحلي اكون الحضن اللي تترمي فيه أخر النهار وترمي حمولك كلها فيه .. 

افتكر كلام مراته انه اختار واحدة تانية يرمي عليها حموله ! معقولة مراته كانت صح ! لا طبعا مش صح وعمرها ما هتكون صح .. 

أدهم باستغراب : داليا انتي فعلا قريبة مني 

داليا بانفعال : لا مش قريبة 

ادهم : احنا بنشوف بعض وبنتكلم وفعلا بفضفض معاكي .. 

داليا : مش كفاية يا أدهم .. 

أدهم : مش كفاية ازاي ! انتي اقرب صاحب ليا يا داليا .. انا تقريبا ماعنديش اصحاب قريبين مني وافضفض معاهم واتكلم بأريحية معاهم زيك .. انتي الصاحب ده 

داليا بصتله بصدمة : صاحب ! صاحب ازاي ؟ 

كان لازم يوقفها ويفهمها مكانتها لانه ماعندوش اكتر من كده يقدر يقدمه لها وماعندوش استعداد اصلا لاكتر من كده 

أدهم : صاحب .. هي الصحوبية ليها معاني كتيرة ! صاحب يا داليا زي أي اتنين اصحاب بيتقابلوا او يتكلموا او يخرجوا مع بعض .. صديق بمعنى تاني !!

داليا بصتله كتير مش قادرة تتكلم : صديق ازاي يا أدهم ! يعني أيه صديق ! 

أدهم ببساطة شديدة : انا مش فاهم يا داليا انتي مالك ومعترضة على ايه ! طيب بلاش انتي كنتي مسمية علاقتنا دي ايه ! او أنا بالنسبالك إيه !

داليا بدموع بتلمع في عينيها : انت كل حاجة يا أدهم ! عارف يعني ايه ! انت حياتي مش صاحب أبدا ولا صديق .. ما ينفعش أصلا تكون صديق 

أدهم بذهول : ده اللي هو ازاي يعني ! انتي عارفاني من كام سنة يا داليا وعارفة قد ايه بحب مراتي لا انا مش بحبها انا بعشقها .. انا بشتكيلك وجعي لمجرد احساس جوايا انها ممكن يكون حبها او اهتمامها قل فازاي تخيلتي اني ممكن أفكر في غيرها ! ازاي ترجمتي كلامي معاكي انه ممكن يتخطى الصداقة !

داليا بانفعال  : الراجل لما يقابل واحدة ويشكيلها مراته ويقابلها في السر ده مايتسماش صداقة ابدا دي علاقة 

أدهم بتصحيح : مين قالك اني بقابلك في السر ها ! اول يوم كلمتك مراتي كلمتك من موبايلي ولما كلمتيها وجيتي المستشفى ولما اتصلت بيكي انا وهي وعزمناكي على الحفلة ولا زمان قبل كده كانت هي همزة الوصل وهي صحبتك ! امتى انا قلتلك اني علاقتي بيكي سر ! ولو علاقتي بيكي سر هجيبك البيت عندي قدامها واخليها تكلمك بنفسها تعزمك ! يعني انا مش فاهم ازاي جالك الانطباع ده ؟ 

لو ستات الكون كله في كفة وليلى في كفة كفتها هي هتفوز دايما .. أنا بموت من مجرد فتور منها متخيلة اني ممكن اخونها او اعرف عليها واحدة ! انا مجرد ارتحت في الكلام معاكي احتجت لحد  افضفض معاه بعيد عن البيت ومشاكله وانتي عرضتي تكوني الحد ده لكن حب وعلاقة في السر لا طبعا ولو انتي عرفتيني كويس كنتي عرفتي إني مش من النوعية دي من الرجالة ( كمل بدهشة ) ده انتي اكتر حد بيحسدنا على حبنا ازاي تخيلتي اخونها ؟ 

داليا بذهول : قولت انها اتغيرت ! قولت ان حبها مش زي الاول ! قولت انها بتحب أدهم المشوه ! قولت كتير اوي يا أدهم 

أدهم : ولما اشتكي اني حاسس ان حب مراتي قل ده معناه اني هحب غيرها ! يعني ازاي ده يتترجم كده ! أنا قولتلك بموت لمجرد إني حاسس انها ممكن ماتحبنيش كده او ما تتقبلنيش فازاي اقولك كده وانتي تفكري ان ده بداية حب جديد لحد جديد ! يعني أي عقل يقول كده ! يقول اني ممكن اسيب حبيبتي وام عيالي والانسانة اللي عملتلي بيت وعيلة في الوقت اللي الكون كله كان بيسميني مسخ ! هل انتي شيفاني راجل معدوم الاخلاق والاصل للدرجة دي ! اول ما اعمل العمليه اروح احب عليها ؟ 

داليا : ده معنى تصرفاتك

ادهم هز دماغه برفض : ده سوري يا داليا غباء منك .. لما تكوني عارفة بمقدار حبي لمراتي وتتخيلي ان بمجرد مشكلة قابلتنا اني هحب عليها فده مالوش غير اسم واحد وهو غباء وبس .. أنا راجل لست واحدة فقط والست دي هي مراتي وبس ولو ربنا مش كاتبلنا نعيش مع بعض مش هعيش مع غيرها .. أعتقد كده وضحت اوي 

داليا دموعها نزلت 


للمتابعه اترك تعليق


الجزء الثاني من الحلقه الثانيه عشر 

المشوة 


داليا دموعها نزلت ووقفت : وضحت يا سيادة المقدم .. وضحت 

أدهم : أنا مش هقدر اعتذرلك على غباء تفكيرك بس كويس انك فاتحتيني بدري 

داليا : انت شايف انه بدري ! 

أدهم : أيوه طبعا بدري قبل ما الدنيا تتعقد اكتر من كده .. 

داليا بوجع وهيا بتفتكر كل كلمه أبوها قالهالها : وهيا لسه ماتعقدتش ! 

قبل ما أدهم يرد عليها قاطعه جرس الباب واستغرب مين ممكن يجيله في الوقت ده ! فاستأذن داليا وراح يفتح الباب وفتحه واتصدم لان اللي قدامه أخر شخص في الكون فكر يشوفه ..

زياد : مفاجأة حلوة يا بابي صح ! 

آية بحب : وحشتني يا بابي 

أدهم نقل بصره بينهم وبص وراه لداليا وبص لليلى وفكر ازاي هتفسر وجود داليا في شقته ! أو هو إزاي هيفسره !

ليلى بررت : كنا مسافرين والولاد أصروا يشوفوك قبل ما نروح للأتوبيس ومعرفتش أغير رأيهم ! قدامنا ساعتين على ميعاد الاتوبيس وهما أصروا يقضوها معاك .. مالك في ايه ! لو عايزهم يمشوا هاخدهم وهمشي 

أدهم بص وراه بتوتر ومش عارف يقول ايه : لا لا ... مش حكاية مش عايزهم 

زياد وآية دخلوا من تحت ايد باباهم 

آية بصوت عالي وبفرحة : مس داليا ... وحشتيني كتتتتير .. مامي تعالي ميس داليا هنا 

هنا ليلى بصت لأدهم بطريقة عمره ما هينساها أبدا وهو وقف مكانه مش عارف يفسر وهيا واقفة مصدومة 

آية جت وفتحت الباب كله وبتكلم مامتها 

آية : ادخلي يا مامي سلمي عليها أكيد وحشتك انتي كمان .. 

ليلى بصت لبنتها وبصت لداليا اللي واقفة واتقابلت عينيهم في نظرة طويلة وبصت لجوزها اللي بسرعة استغنى عنها وجايب غيرها في بيتها !!

ليلى نادت على ولادها: زياد ، آية ، يلا بينا يادوب نلحق الاتوبيس وبعدين بابي مش فاضيلنا دلوقتي و وراه الاهم يلا 

أدهم حاول يبرر : ليلى الموضوع غير ما انتي متخيلة 

ليلى ببرود تام : دي حياتك وانت حر فيها .. انت ناسي اني اكتفيت منك لك مطلق الحرية تعمل ما بدالك حتى لو هتجيب ساقطات في شقتك وليك عليا يا سيدي مش هجيب عيالك الا بميعاد علشان ما نفاجئكش في وضع مش ظريف زي النهاردة ... يلا ياولاد

أدهم بمحاولة منه للتبرير مسك ايديها يحاول يوقفها : ليلى بس اسمعي واستني وافهمي الموضوع 

ليلى زقت ايده : مش عايزة افهم .. انا همشي بولادي وورقتي توصلي في أقرب وقت وارجع للي بترتاح يا سيدي معاها ... ( بصت لولادها وزعقت ) يلا والا همشي من غيركم 

أدهم : ليلى اسمعي  ... 

للمتابعه اترك تعليق


الحلقة الثالثه عشر من الجزء الثالث 

المشوة 

أدهم بمحاولة منه للتبرير مسك ايدها يحاول يوقفها  : ليلى بس اسمعي واستني وافهمي الموضوع 

ليلى زقت ايده : مش عايزة افهم .. انا همشي بعيالي وورقتي توصلي في أقرب وقت وارجع للي بترتاح يا سيدي معاها ... ( بصت لعيالها وزعقت ) يالا والا همشي من غيركم 

أدهم : ليلى اسمعي  ...

ليلى : سمعت كتير منك فكفاية لحد كده .. روح للهانم لأحسن تتأخر عليها .. يالا يا عيال يالا .. 

شدت عيالها بعنف ومشيت بيهم وهو وقف مكانه يلعن الظروف اللي حطته في الموقف ده بص وراه لداليا اللي مسحت دموعها 

داليا بنوع من التريقة او الشماتة : طبعا انا مش هعتذرلك عن اللي حصل ده لانه غباء منك مش أكتر .. 

أدهم بهجوم وبغضب : غباء مني ! غباء مني يا داليا اني سمحتلك تدخلي بيتي ! 

داليا زعقت : ايوه غباء منك .. لما تدخل حياتي بالشكل ده غباء منك .. لما تيجي تفضفضلي وتشكيلي وجعك وألمك وغيظك من مراتك غباء منك .. لما تكون بتحبها زي ما بتقول وتروح لواحدة تانية تشكيلها مراتك يبقى غباء منك .. لما تلعب بمشاعري وعواطفي فده أكيد غباء منك 

أدهم زعق بإيدها وشاور عليها بايده : لا لا اوقفي هنا .. ما ترميش غلطك عليا وتقولي انا الغلطان لو في حد غلطان فده سيادتك .. انتي رايحة تحبي واحد متجوز كنتي بتحسدي مراته علي حب جوزها يبقى ده غباء من مين ! 

داليا : ما حبيتكش غير بعد ما رجعت مهموم وبتشكي قد ايه مراتك اتغيرت وقد ايه حياتك تعيسة وانك شايل هموم الدنيا ومحتاج لحد تفضفضله 

أدهم : حد افضفضله كصديق مش حبيبة ! انتي ترجمتي ده غلط 

داليا : انا ما ترجمتش غلط .. ربنا خلقنا راجل وست وفي ديما تجاذب بينهم .. لما يجي واحد يحكي مع واحدة ويقولها برتاحلك ويشكيلها همومه ومشاكله ويلعن بيته فده مالوش غير معنى واحد وبس .. 

أدهم بيبرر : ده تفكير ضيق ومتخلف منك 

داليا بأسف : ده تفكير اي حد في الكون ده لا له دعوة بتخلف ولا له دعوة بأي حاجة تانية .. الصداقة بتكون بين اتنين من نفس النوع لكن راجل وست فدي ملهاش غير مسمى واحد وهيا علاقة وبتطور لاي شكل بقى 

أدهم : ما تحاوليش تحمليني غلطك وغباءك 

داليا : علي الأقل خلي عندك الرجولة الكافية انك تعترف انك استغلتني وقضيت غرضك مني ودلوقتي جاي تقولي انتي غبية ! 

أدهم : انا ما استغلتكيش .. انتي عرضتي وانا اخدت اللي عرضتيه .. مش هنكر اني كنت محتاج احد اتكلم وافضفض معاه بس انتي عرضتي انك تكوني الحد ده انا ما ضغطتش غليكي انا حتي ما طلبتش ده منك انتي عرضتي يا داليا .. عرضتي تكون بديل مؤقت وانتي واثقة وعارفة حبي لمراتي فلا انتي اللي ما تجيش دلوقتي تعيطي وتقولي استغليتك .. الاستغلال ده لما اخبي عليكي مثلا اني متجوز .. او اقولك اني بحبك او حتي اقولك اني بهتم بيكي لكن انا كنت طول الوقت موجوع علشان حب مراتي قل .. امتى قولتلك اني بطلت احبها ؟ امتي قولتلك اني بفكر اسيبها ! امتي قولتلك اني هتخلى عن بيتي وعيالي ! امتي قولتلك انس عندي اي مشاعر ولو بسيطة ناحيتك ؟ فاذا سمحتي ما تلوميش غير نفسك .. انتي لعبتي بمزاجك الدور ده .. ودلوقتي بعد إذنك عايز ألحق مراتي وأحاول أصلح اللي سيادتك اتسببتي فيه ! 

داليا عيطت : انت استغلتني ولعلمك مراتك عارفة ده كويس .. عارفة علاقتي بيكي ولو أنا غبية يا أدهم ثق تماما ان مراتك هتكون أغبى مني وزي ما انا ترجمت علاقتنا غلط هتندهش ان مراتك هتكون تخطت تفكيري بمراحل وخصوصا بعد ما شافتني هنا في شقتك في الوقت اللي هيا بعدت فيه عنك .. عارف دي هتقول انك ما صدقت تخلص منها وجيبت غيرها .. ( مسكت شنطتها علشان تمشي وبصتله ) وفر محاولة اقناعي ان ده عادي لمراتك وروح اقنعها اني كنت مجرد صديقة وأبقى قولي صدقتك ولا ! بعد اذنك يا سيادة المقدم وآسفة علي غبائي .. 

سابته ومشيت وهو قعد مكانه ياترى فعلا يلى هترجم اللي شافته ده هنا غلط ! وهترجم وجود داليا غلط ! يا ترى هتصدق فعلا ان داليا ولا شيء وما تعنيش اي شيء ولا هتبني قصص وخيالات في دماغها ! 

طيب ليه هو مهتم باللي ليلى هتفكر فيه ! مش لسه كان بيلومها وبيعاتبها علي كل كبيرة وصغيرة في حياته ! مش لسه كانت بتترجاه تفضل جنبه وجنب عيالها وهو رفض وطردها من المستشفي وطردها من حياته ! مش لسه هيا طالبة الطلاق منه ومأكداه دلوقتي ! ليه بقى مهتم بتفكيرها واتهاماتها وعايز يبرأ نفسه ! ما يسيبها وأهى بعدت زي ماهو كان عايز ! مش كان عايز مسافة اهي المسافة اتحطت لوحدها .. بس لأ هو مش عايز المسافة تكون بشبهة خيانة .. ليلى حبيبته وهتفضل طول العمر حبيبته حتي لو انفصلوا ولازم تعرف انه عمره لا حب ولا هيحب غيرها حتي لو ما رجعوش لبعض .. 

داليا مشيت من عند أدهم منهارة من العياط لان كل كلمة اتقالت من أبوها وأمها كانت صح !! كانوا الاتنين شايفين اللي هيحصل بس هيا رفضت تفتح عينها وتشوف الحقيقة 

وصلت البيت واول ما أمها شافتها رمت نفسها في حضنها بعياط وأمها خافت : في ايه يا حبيبيتي مالك بس ! ايه اللي حصل ؟ فهميني يا دولي ! 

أبوها خرج علي صوت العياط : في ايه ! مالك يا داليا ! 

داليا راحت لابوها تعيط في حضنه هو كمان والاتنين مستغربين والف فكرة وفكرة جت في دماغهم ومش فاهمين بنتهم مالها ! 

داليا : كان عندكم حق ! انتو الاتنين كان عندكم حق ! كان لازم افتح عيني واشوف انه عمره ما هيبطل يحب مراته ! 

ابوها اتنهد وقلقه قل وخوفه : يا بنتي حرام عليكي وقعتي قلبي .. الحقيقة كانت واضحة يا دولي بس كان لازم تشوفيها بنفسك 

داليا رفعت دماغها وبصتله : النهاردة قالي اني غبية اني فكرت انه ممكن يحبني وانه بس كان محتاج حد يفضفض معاه مش اكتر

هو استغلني هو ضحك عليا 

أبوها بهدوء : هو اللي استغلك ! انتي كنتي عارفة وضعه وظروفه وحبه لمراته وانتي اصريتي تضحكي علي نفسك 

داليا : امال اهتمامه بيا كان ايه ! هاه ! كان بيقابلني ليه ! 

أمها : يا بنتي ده في الاول وفي الآخر راجل وبعدين هو كان في ورطة وحاسس ان كل اللي حواليه ضده وانتي قدمتيله نفسك بأدرع مفتوحة .. انتي سمحتي بده ! 

داليا : بس هو 

أبوها : هو ما ضحكش عليكي يا داليا وقالك انه بيحبك مثلا ! او انه عايز يرتبط بيكي ! هل ده حصل منه ؟

داليا هزت دماغها بلأ 

أبوها : يبقى هو كان صريح وما ضحكش عليكي 

أمها : هو ايه اللي حصل خلاه قالك انه بيحب مراته ! انتي واجهتيه ؟

داليا بتردد : هو ساب البيت ورجع شقته وساب مراته والامور بينهم اتأزمت وانا قررت اقف جنبه وروحتله البيت 

أبوها زعق : روحتيله البيت يا داليا ! وافرضنا يا بنتي ! افرض ! انتي مجنونه ! هيا دي تربيتي ليكي ! ولا حريتي ليكي هتفهميها غلط ! 

داليا زعقت : ما تقلقش هو وقفني عند حدي ووراني مكانتي ايه ! وقالي اني غبية 

ابوها : طيب الخمد لله ان عنده اخلاق وما استعلش غباءك ده وعمل ما بداله فيكي وبعدها يرميكي بره شقته 

داليا : بابا أدهم عنده أخلاق وبعدين ده ظابط مش بلطجي 

أبوها : والله الرجالة كلهم بيتشابهوا بغض النظر عن تعليمهم او مستواهم 

أمها : طردك يعني ؟

داليا : مراته جت بعيالها وشافتني هناك 

أمها شهقت : اوعي تكون هيا اللي طودتك بفضيحة من بيته !

داليا بعياط : لأ هيا اتصدمت وانسحبت بسرعة وساعتها هو اتجنن عليا انا واتهمني اني بخرب بيته اكتر ماهو مخروب 

ابوها : وهو عنده حق !! انتي روحتي تصطادي في المية العكرة .. استغليتي المشاكل اللي بينهم وروحتي تعرضي خدماتك وفي الاخر انتي بتلوميه ! يعني بأي عين بتعيطي وتلوميه ! بصي يا داليا محدش غلطان في الموضوع ده كله غيرك انتي وبس وتحملي نتيجة خطأك 

داليا : انت هتقول زيه يا بابا ؟

أبوها وقف : انا هحترم الراجل ده .. الموضوع يتقفل والحمد لله انه انتهي علي كده ومن هنا ورايح يا داليا عربيتك ما تخرجيش بيها وانا هوصلك لشغلك وهرجعك والحرية اللي كنت مديهالك ما بقتيش تستحقيها .. ثقتي فيكي اتهدت ووريني هترجعيها ازاي ! بعد اذنكم 

سابهم ودخل لمكتبه و داليا عيطت اكتر في حضن مامتها ...

ليلى خرجت من عند ادهم وسيطرت علي أعصابها لحد ما وصلت لتحت  ووقفت تاكسي وركبت هيا وعيالها .. واول ما استقرت سمحت لنفسها بالانهيار والعياط والعيال مش فاهمين مامتهم مالها ! بتعيط ليه ! حتى سواق التاكسي حاول يهديها بس هيا مستمرة بالعياط .. ومرة واحدة طلبت من السواق تغير  العنوان اللي هتروحله ..

وصلها ونزلت ماسكة عيالها في ايديها وطالعة بيهم جري لحد ما وصلت لقدام باب حاولت البنت علي الباب توقفها بس هيا زقتها ودخلت 

ليلى بانهيار وعياط : قولتيلي اسيبه ! دي كانت مشورتك ! قولتيله احسسه اني هبعد عنه واني ممكن اضيع وهو ساعتها هيفوق لنفسه بس سيادته ما صدق وراح لغيري .. انتي ضيعتيه بنصايحك الغبية مني .. كل مرة كنت بعرف ارجعه لحضني والمرة دي مشيت ورى كلامك وخسرته .. خسرت جوزي .. واهو هيطلقني بجد وهيروح لغيري بجد وهكون مجرد ذكرى ولا أم عياله اللي هيجي يسأل عنهم كل ما يشتاقلهم .. شوفتي اقتراحاتك عملت فيا ايه ! 

هالة وقفت وخرجت من ورى مكتبها وشاورت للبنت تخرج وتقفل الباب وهيا راحت ناحية ليلى : أولا اعدي علشان عيالك المرعوبين دول وهما مش فاهمين حاجة !

ليلى زعقت : لا فاهمين ! فاهمين ان أبوهم 

قاطعتها هالة : بيحبهم وبس محتاج لشوية وقت صغيرين وهيرجع كل حاجة ان شاء الله زي الأول واحسن كمان .. صح يا زياد ! صح يا آية ! 

الاتنين هزوا دماغهم وبصوا لأمهم اللي بتحاول تسيطر شوية علي عياطها .. 

هالة نادت علي الممرضة بره ودخلتلها : خدي زياد وآية وهاتيلهم عصير يا عفاف .. 

الممرضة اخدتهم وهما اترددوا وبصوا لمامتهم اللي شاورت بموافقتها ومسحت دموعها : روحوا يا حبايبي مع طنط بس اوعوا تبعدوا عنها او تتعبوها .. 

بعد خرجوهم هالة قعدت ليلى : اقعدي وفهميني ايه بس اللي حصل لكل ده ! وليه انهيارك ده ! وايه حكاية انه هيروح لغيرك ! 

ليلى بعياط : روحت علشان العيال يسلموا عليه قبل ما نسافر لقيتها في شقتي قاعدة معاه ! سيادته جايب واحدة في بيتي وقبل حتي ما ننفصل بجد ! ده انا يدوب هددت بالطلاق .. شوفتي أهو ما صدق .. يا رتني ما سمعت كلامك 

هالة : يعني الصح كنتي تروحيله وتفضلي تترجي فيه يرجع وهو يثبت في دماغه فكرة ان هو الضحية وانتي الانانية اللي سيطرت علي حياته ! ده الصح ! 

ليلى : علي الأقل مكنتش هخسره 

هالة : ده كده اللي كنتي هتخسريه بجد ان مكنش النهاردة يبقى بكرة .. اي ست بترمي نفسها تحت رجلين الراجل بيكون سهل يتداس عليها ويكمل طريقه .. لازم تكوني فوق وهو يرفع راسه لفوق علشانك لكن لو كنتي في الارض هيدوس عليكي ويمشي .. هتكوني مرحلة او خطوة بيخطيها .. لكن لو انتي فوق هتفضلي ديما قصاد عينه ديما باصصلك لفوق وديما بيحاول يوصلك وهتكوني تاج علي راسه مش في رجليه ! 

ليلى باندفاع : انا عمري ما كنت تحت رجلين أدهم وهو ديما بيحبني 

هالة : ماشي بس دلوقتي الأمور اختلفت وهو شيلك كل حاجة حصلت وخلاها ذنبك فلازم تقفي وتوريه ان مش انتي النقطة السودا اللي في حياته بالعكس ده انتي كنتي النور اللي خرجه من الظلمه .. هو لازم يعرف ده وبنفسه وساعتها هيرجعلك ولوحده ومش هيقدر تاني يقول انك بترجعيه غصب عنه .. 

ليلى : طيب اديني عملت كده .. روحتله واتكلمت وهو سمعني وطلبت الطلاق منه وكانت النتيجة ايه ! جاب غيري لشقتي وامتي ! تاني يوم بالظبط ! 

هالة : يعني ايه جاب غيرك دي ! انا مش فاهمة .. جوزك من اللي فهمته منك مش نوعية الرجالة اللي لها علاقات بحريم وكده 

ليلى : لا مالوش بس دي مش علاقة عابرة .. دي داليا اللي حكيتلك عنها .. اللي كان بيقابلها وبتكلمه وقالي هو بنفسه انه بيرتاح في الكلام معاها ... ما انا سبق وحكيتلك بالتفصيل عنها ! 

هالة هزت دماغها : طيب سوري في سؤالي انتي لما روحتي كانوا في وضع مخل !

ليلى باستغراب وزعقت : كانت في شقته عايزة ايه تاني اكتر من كده ! 

هالة باصرار : كانت قالعة هدومها !

ليلى زعقت : لا طبعا كنت قتلتها ..

هالة : طيب جوزك قالع هدومه !

ليلى بزهق : لا .. انتي عايزة توصلي لايه !

هالة : طيب كان بيحضنها ولا بيبوسها ولا قريب منها بأي شكل !

ليلى : اوووف يعني انا خبطت وهو قام يفتح فحتي لو كان بيعمل اللي بتقوليه ده ماهو قام يفتحلي ! 

هالة : هيبان يا ليلى ! هيبان علي شكلهم اللي كانوا بيعملوه ! وخصوصا لما مراته بعياله تطب عليه ! هيبان علي ملامحه لو هو متهم .. انتي يا ليلى لما بتكوني في وضع حميم معاه واهو جوزك لو حد دخل عليكم فجأة بيكون شكلك ايه ! 

ليلى كشرت وحاولت تفتكر ملامح داليا و شكل جوزها ايه 

هالة : ايوه ده اللي اقصده .. في الف سبب وسبب يخلي داليا تروح لأدهم ! 

ليلى بتحفز : قوليلي واحد 

هالة : لا اقولك كتير .. هيا قريبة من جوزك مش هننكر ده فممكن تكون بتطمن عليه كصديق .. ممكن يكون هو احتاجلها علشان يحكيلها اللي حصل منك ! ممكن تكون هيا عايزة فعلا توقعه في حبها وتاخذه .. ممكن تكون جاية تقف جنبه في محنته وتكونوالعلاقة بينهم بريئة جدا وهيا فعلا مجرد صديقة 

ليلى كشرت ومش متقبلة غير تفسير واحد : هو سبب واحد وهيا انها بتصطاد في المية العكرة وعايزة تخطف جوزي مني 

هالة : ده وارد جدا .. كتير جدا علاقات الصداقة بتترجم غلط بين طرفين دايما بيكون في طرف بيترجم الارتياح والفضفضة غلط وبيحب الشخص اللي قصاده .. 

ليلى : طيب أنا استفدت ايه دلوقتي ! 

هالة : أدهم بيحبك يا ليلى وده شيء مفروغ منه .. مش ممكن ومش احتمال لا ده شيء أكيد .. هو اتحمل كتير علشانك وانتي اتحملتي كتير علشانه .. انتي عارفة ده كويس ومقداره فاضل هو بعرف ده كويس ويقدره وده مش هيجي غير لما يحس انه خسرك .. هو محتاج الاحساس ده .. محتاج يشوف حياته شكلها ايه من غير مراته وعياله وساعتها هيجيلك ويستسمحك ترجعي تنوري حياته .. اديله المساحة اللي طلبها خليه يشوف بنفسه انتي ايه في حياته .. خليه يحاول يعالج جروحه القديمة علشان يقدر يكمل حياة سوية .. 

ليلى بقلق : وداليا ! لو أخدت مكاني ؟

هالة : داليا ايه دي اللي تقلقي منها ! دي مجرد مسكن ولا حتي مش مسكن دي مجرد حد حب يتكلم معاه في وقت حس انه لوحده .. دي منفس مش اكتر 

ليلى : ولو احتاج للمسكن أكتر وأكتر ! هسامحه ازاي ! 

هالة : يا بنتي لا يمكن .. الراجل اللي يرمي نفسه فوقك تخت انهيار صخور لا يمكن يخونك ! الراجل اللي يقبلك وانتي ما بتخلفيش لا يمكن يخونك ! الراجل اللي يشيلك فوق راسه ويتحمل اهانات من ابوكي مرة بعد مرة لا يمكن يخونك .. الراجل اللي يسافرلك ١٢ ساعة علشان بس يقعد معاكي ساعة ده ايه ! انتي ازاي قلقانة اصلا ! انتي ازاي مش قاعدة وحاطة رجل علي رجل وانتي كلك ثقة ان حبك هيفوز ! اذا كان انا بس من سماعي حكايتك عندي ثقة تامة فيه فما بالك انتي اللي عشتي الحب ده وعارفة هو بيحبك وبيعشقك قد ايه ازاي قلقانة ! 

ليلى : علشان ما اقدرش اعيش من غيره ! علشان بحبه اكتر من روحي ! علشان هو النفس اللي بعيش بيه 

هالة ابتسمت : وثقي تماما انك انتي كمان عنده كده .. خليه يتخنق وما يعرفش يتنفس وهيجي لحضنك يتنفس .. خليه يشوف الحياة من غيرك وهو هيرجع .. 

ليلى اخدت نفس طويل وبتفكر في كلام هالة 

هالة : ودلوقتي موبيلك اللي عمال يزن في شنطتك مش ده هو هيتجنن من اللي حصل وعايز يطمن عليكي ! وعايز يبرر اللي حصل ولا انا غلطانه ومش هو ! 

ليلى طلعت موبيلها وبالفعل كان جوزها بيرن عليها فابتسمت : هو .. أرد عليه ! 

هالة : لأ سيبيه يتجنن شوية 

ليلى : هيروحلي المحطة ! 

هالة بابتسامة : ومش هيلاقيكي هناك وهيروحلك بيت أبوه 

ليلى : ومش هيااقيني وساعتها هيتجنن اكتر واكتر فما ينفعش اسيبه يقلق بالشكل ده علي الأقل علشان عياله ! 

هالة ابتسمت من حبها لجوزها : ساعتها هتردي عليه وتطمنيه انك في الاتوبيس وانك كويسة وانك محتاجة للمساحة اللي هو طلبها انتي اللي محتاجاها مش هو وما تديلوش اي فرصة يشرح اي حاجة او يبرر هيا كانت عنده ليه .. خليه يحس انه مش فارق معاكي تصرفاته وانك استغنيتي عنه وهو حر 

ليلى اخدت نفس طويل : انا أصلا يدوب ألحق الأتوبيس لو هلحقه ! 

هالة وقفت : يالا هوصلك تعالي نجيب العيال وهوصلك ! شنطك فين ! 

ليلى : في الاستقبال تحت 

اخدتها هالة توصلها أما أدهم فكان هيتجنن وخصوصا انها مش بترد .. نزل علي المحطة ودور عليها كتير وملقاهاش .. فضل واقف شوية يرن عليها بس مش بترد وهو في قمة غضبه منها ومن غباءها ومن داليا وتفكيرها وخايف تكون ليلى بتفكر نفس التفكير الغبي

.. فضل واقف منتظرها تيجي المحطة جنب الاتوبيس اللي بيزمر علشان هيتحرك وهيا واقفة بعيد مع هالة مرقباه وعايزة تنزل تطمنه وكل شوية تبص لهالة  .. ادهم بص حواليه وحس انه بيضيع وقت فركب عربيته واتحرك علي الڤيلا يمكن تكون راحت علي هناك وأجلت سفرها .. بمجرد ماهو بعد ليلى راحت للاتوبيس اللي كان بدأ يتحرك بس وقفلها تركب هيا وعيالها وهالة سلمت عليها وطلبت منها تفضل علي أتصال بها .. 

ركبت واستقرت وسرحت في ادهم وتصرفاته الفترة الأخيرة وبتفكر يا تري هل تصرفها صح ! ولا كان المفروض تقف جنبه وتضمه ! بس افتكرت طرده لها في المستشفى ومنعه لها انها تفضل جنب ابنها واتهامها بكل حاجك حصلتله في حياته .. افتكرت كل كلمة قالها وساعتها اتضايقت وقالت يستاهل القلق اللي هو فيه حاليا .. 

أدهم وصل الڤيلا ونزل جري وخبط فتحتله شوقية : ليلى هنا ! هيا فين ! فوق ؟

بيتكلم وهو داخل وطالع علي فوق وحنان وقفت لما شافته 

حنان بقلق : خير يا حبيبي ! 

أدهم بتوتر : ليلى فوق ! هطلعلها !

حنان بقلق : ليلى سافرت يا ادهم ! اخذت العيال ومشيت ! 

أدهم بخوف : لا ما سافرتش .. جت عندي ومشيت بسرعة وحاولت احصلها معرفتش ومش بترد عليا ! روحتلها المحطة بس مافيش 

حنان : طيب اتصل بيها !

ادهم بانفعال : مش بترد عليا .. سيادتها ما بتردش 

حنان : طيب انت قلقان ليه قوي كده ! ماهي كانت جايك تبلغك بسفرها وانت عارف اصلا فليه دلوقتي عايز تمنعها ! 

ادهم : انا مش عايز امنعها انا بس ... 

معرفش يقول هو عايز ايه ؟فسكت وما اتكلمش 

حنان : انت بس ايه ! 

أدهم غير الموضوع : كلميها انتي يمكن ترد عليكي !

حنان جابت موبيلها ورنت علي ليلى اللي اترددت ترد بس بعد كده ردت 

حنان : ايوه يا حبيبتي قلقتيني عليكي 

ادهم شد منها التليفون وزعق : سيادتك ما بترديش ليه ! انتي فين ! 

ليلى بهدوء : وارد ليه ! اللي عندك قولته واللي عندي قولته وخلص الكلام لهنا فايدته ايه بقى الرغي الكتير !

ادهم اتخنق من طريقتها وخرج بره بالتليفون : ليلى افهمي داليا ما 

قاطعته : علاقتك بداليا تخصك انت وبس وما تخصش غيرك .. انت حر في تصرفاتك يا أدهم

ادهم اتنرفز : بطلي بقى تظهري الامبالاة دي علشان مش لايقة عليكي .. 

ليلى بهدوءها : انا قدمت حياتي كلها بين ايديك وولعت صواعبي العشرة شمع زي ما بيقولوا وكان المقابل هو اتهامي باني سبب تعاستك واني سبب كل مشكلة حصلتلك في حياتك فخلاص بقى اكتفيت .. مش هقدم حاجة تانية ليك لاني خلاص خلصت .. شطبنا يا ادهم .. حبي شوفته عبء .. وتضحياتي شوفتها تافهة وحياتنا مع بعض شايفها غلطة محتاجة تتصلح .. فصلحها بس صلحها بعيد عني .. كفاية عليا كده 

أدهم مش مصدق اللي بيسمعه منها : ليلى انتي بتقولي ايه ! ليلى انا 

قاطعته : انت محتاج لحد يسمعك ويطبطب عليك انا مش الحد ده يا ادهم .. سوري اتنازلت عن الدور ده لغيري .. عندك داليا روحلها ولا تلاقيها لسه منتظراك في البيت .. يالا علشان ما تتأخرش عليها لاحسن تزعل وبعدين مش كل الستات بيسامحوا زيي روحلها لا تطلع شعنونة 

أدهم زعق : ملعون ابو داليا علي اللي جابوها داليا مين وزفت مين اللي اروحلها .. بطلي بقى الغباء ده 

ليلى : سوري يا ادهم بس الشبكة هتقع وانا محتاجة انام شوية .. باي باي 

قفلت وهو هيموت من الغيظ ومسك التليفون بإيده بعنف فظيع ورماه بعنف علي الارض كسره ميت حتة وخرجت حنان بسرعة علي الصوت وشافته : خير يا حبيبي في ايه !

ادهم استوعب انه كسرلها التليفون : انا آسف يا حبيبتي اسف .. هعوضك علي الموبيل اللي كسرته ده .. اعذريني 

حنان بحب: موبيل ايه بس يا ادهم المهم انت 

ايه اللي حضل ونرفزك بالشكل ده ؟

أدهم بضيق : ما تشغليش بالك انتي 

حنان : طيب انت عامل ايه لوحدك! واخبارك ايه حبيبي ! مش هترجع هنا وسطينا !

ادهم فك ايدين مامته من حوالين رقبته : اعذريني انا لازم امشي ورايا شغل مهم .. والموبيل بإذن الله بكره هيكون عندك غيره اعذريني سلام .. 

حنان بحب : ما تشغلش بالك انت بالموبيل .. 

أدهم انسحب بسرعة مخنوق وحاول يرن تاني علي ليلى بس قفلت موبيلها وده ضايقه اكتر واكتر ومش عارف يعمل ايه مع حالة الغضب اللي مسيطرة عليه دي ! وفي الاخر قرر يروح يطلع غضبه علي اللي لعبت في دماغ مراته .. ده مش بعيد كمان يخنقها بإيديه تأديبا علي اللي عملته في حياته ..

راح لعندها ودخل زي العاصفة ووقفت الممرضة عفاف في وشه تحاول تمنعه عن الدخول بس نظرة نارية منه جمدتها وخافت منه ووقفت علي جنب وهو فتح الباب بعنف ودخل بعنف وزعق : انتي السبب في كل اللي بيحصل ! انتي السبب ولازم تدفعي تمن اللي عملتيه ! 

بيتكلم بطريقة مخيفة لدرجة ان هالة نفسها اتوترت منه ومن دخوله العاصف وبصت ناحية عفاف اللي واقفة بعيد وبتشاورلها انها تطلب الأمن يدخلوا .. وعفاف بتنقل نظراتها بينهم بين أدهم المخيف اللي فاقد السيطرة علي اعصابه وبين عفاف في ايدها التليفون بتقولها تطلب الأمن .. 

للمتابعه اترك تعليق


اعمل متابعه هنا👈 اضغط هناااااااا👉عشان يوصلكم كل الاجزاء الباقيه هتوصل للمتابعين فقط

تكملة الروايه من هنااااااا 

 

تعليقات

التنقل السريع