القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية المشوه الجزء الثالث البارت 14_15_16_17بقلم الشيماء محمد جميع الفصول كامله


الحلقة الرابعه عشر من الجزء الثالث 

المشوة 

هالة فضلت تنقل نظراتها بينهم بين أدهم المخيف اللي فاقد السيطرة علي اعصابه وبين عفاف في ايدها التليفون بتقولها تطلب الأمن ..

أدهم زعق : انتي بنصايحك وارائك الغبية ضيعتي مراتي مني .. انتي مين عطاكي الحق انك تدخلي في حياتي ! هاه ! وبأي حق تدخلي ! 

هالة خرجت من ورى مكتبها : سيادة المقدم ياريت لو تهدى شوية علشان تقدر نتفاهم ونتكلم !

أدهم اتنرفز اكتر : ولا ههدى ولا هتفاهم ! انتي السبب وانتي تتحملي نتيجة اللي حصل ! ليلى طول عمرها معايا وطول عمرها بتتحملني ودي أول مرة تسيبني بالشكل ده فإنتي السبب 

هالة شاورت لعفاف تبعد وتقفل الباب وقربت من أدهم اكتر : مش يمكن لأنك أول مرة تطردها وتمنعها تكون جنب عيالها ! او يمكن لأنك أول مرة تقولها ان حياتك معاها غلطة وانت ندمان عليها ! ولا يمكن علشان سيادتك عارف واحدة غيرها ! تعددت الاسباب لكن ما اعتقدش أبدا ان انا ينفع أكون ضمن الأسباب دي 

أدهم بنرفزة : انا معرفتش واحدة غيرها .. مش بقولك دي أفكارك الغبية اللي سممتيها وسممتي علاقتنا بيها ! 

هالة علت صوتها : ما تبطل بقى تلومني وفكر في اللي انت عملته مع مراتك خلاها تسيبك ! انت ينفع تضحك علي نفسك للصبح لكن في النهاية انت عارف كويس قوي مراتك مشيت ليه !

أدهم سكت شوية وبعدها اتكلم : علشان غبية ! ايوه هيا غبية ! ازاي تخيلت انه ينفع احب غيرها او أكون مع حد غيرها ! 

هالة بهدوء : إمتي اخر مرة قولتلها الكلام ده ! امتي قولتلها انك بتحبها هيا ومش هتحب حد غيرها أبدا ! 

أدهم سكت وبصلها وهيا عرفت انها بدئت توصله وتقتحم اسواره ولازم تكمل وتضغط عليه !

هالة : ليلى بتحبك يا أدهم وانت عارف ده كويس .. هيا بس محتاجة ترجع تحس بالأمان معاك علشان تقدر ترجع لحضنك من تاني .. 

أدهم سكت وكشر : وازاي احسسها بالأمان وأنا تايه بالشكل ده ! فاقد الشيء لا يعطيه ولا ايه يا دكتورة ؟

هالة : وليه انت فاقد احساسك بالأمان ! كل حاجة واتعدلت في حياتك فليه احساسك ده

أدهم ضحك بوجع : كل حاجة اتعدلت ! انتي شايفة كده ! ده انا كل حاجة باظت واتهدت تماما .. بيتي وخلاص بخ .. مراتي ومشيت .. عيالي وبعدوا مع أمهم .. أهلي ونوعا ما قاطعتهم .. حتي شغلي أخدت اجازة منه وتيجي دلوقتي وتقوليلي حياتك اتعدلت .. 

هالة : كل الحاجات دي مؤقتة يا أدهم وكلها في إيدك ترجعها 

أدهم : لا مش بإيدي ... ليلى سابتني غصب عني ومش هعرف ارجعها ! 

هالة بهدوء : ليه مش هتعرف ترجعها ! انت عارف انها بتحبك ! 

أدهم : بتحبني ! وهو فين الحب ده ! ليلى اعتقد كانت بتحب حاجة معينة هيا فقدتها وعلشان كده كل حاجة اتهزت دلوقتي ! الله اعلم بقى كانت بتحب حبي لها ! ولا تشوهي وانها هيا الوحيدة اللي تقبلتني ! ولا احساس مثلا بالافتخار انها قدمتلي عيلة انا عمري ما كنت هعرف اعملها  ! ولا فضل منها عليا انها قبلتني في حياتها ! ولا مثلا ان الناس تشاور عليها ويقولو مسكينة بص اتجوزت واحد مسخ ازاي زي ما كان بيحصل في بداية جوازنا وكل حد يقولها يا بنتي بقى بعد ما ترفضي زينة شباب البلد تتجوزي ده ! ده اكيد ذنب ربنا بيخلصه منك ! 

اتنهد واخد نفس طويل وهز راسه بعدم فهم : صراحة مش عارف هيا ارتبطت بيا ليه لحد دلوقتي ! لكن حب ........... مش ظاهر هيا بتلومني اني ببعد ومش واخدة بالها انها هيا اللي بتبعدني ايوه بترجعني بس برجع علشان بحبها مش علشان هيا بترجعني وده هيا مش فهماه .. 

هالة : ودلوقتي ! في رأيك مشيت ليه !

أدهم : علشان كل اللي قولته ده ! خلاص ما بقتش مشوه ! مبقتش هيا المحور ! معدش حد هيشاور عليها ويقولو مسكينه ولا ربنا يكون في عونها ! علشان هتجرب مثلا الغيرة ! انا مش عارف هيا بعدت ليه ! هيا اخدت قرارات كتيرة غلط وبدال ما تتحمل نتيجتها هربت وطلعتني انا الغلطان وانا اللي سيبتها وانا الوحش وانا اللي بعرف عليها واحدة تانية علي الرغم من انها واثقة تماما ان مفيش حاجة بيني وبين داليا .. هيا من جواها عارفة ده كويس بس اهي حجج بتتقال والسلام 

هالة : انت مش ملاحظ انك جاي عليها قوي وحطيت عليها كل الاسباب ! طيب انت ما غلطتش خالص ! انت بيرفكت يعني !

ادهم : لا طبعا انا مش بيرفكت ولا اي نيلة ! بس انا واضح قدامها وصريح .. رجعت وقولتلها انا زي ما انا مش معني شكلي اتغير ان انا هتغير .. اترجيتها تتقبلني بشكلي الجديد ... اترجيتها نرجع بيتنا .. اترجيتها نرجع لحياتنا بس هيا كانت مصرة .. ايوه غلطان اني مش عارف اتقبل الحياة الجديدة دي واني مش عارف اتقبل اهلي بس ده مش بإيدي .. مش قادر اعيش في البيت ده ! سميها بقى مرض ، جنان ، غباء ، اي مسمى ، المهم اني مش قادر اعيش فيه .. كل شوية كنت بقولها اني مش راجل طبيعي زي باقي البشر انا وضعي مختلف وظروفي مختلفة وكتر خيرك تتقبليني كده وبحاول اعوضها عن عقد النقص اللي جوايا بس هيا مصرة تعتبرني انسان طبيعي سوي وانا مش كده .. فايوه انا مليان اخطاء ومليان عقد بس هيا عارفة العقد دي .. ومش بإيدي اغيرها مهما اعمل فقدامها حلين يا تبعد عني يا تتقبلني بعقدي دي وهيا بتقول متقبلاني بس تصرفاتها ابعد ما يكون عن التقبل وديما بتحاول تغيرني 

هالة : ليه ما تقولش انها مش بتستسلم وعايزة تساعدك انك تكون طبيعي !

أدهم بصلها : لان ده مش هيحصل 

هالة : تعرف منين ! تعرف منين انه مش هيحصل ! مش يمكن لما تروح الڤيلا وتعيش وسط اهلك تكتشف ان الجروح خفت وتتقبل وجودك هناك ! مش يمكن لما تتنقل حياة جديدة تكون مبسوط اكتر ! تعرف منين الإجابة من غير ما تجرب ! لو افترضت انك عارف الاجابة ووقفت محلك سر ده معناه انك بتستسلم لواقع ممكن يتحسن مع الوقت واعتقد ده اللي مراتك بتعمله .. الحياة عبارة عن تجارب ومن خلالها بنعرف الصح من الغلط وبنتعلم من اخطاءنا .. لكن لو قفلنا علي نفسنا واكتفينا من اللي نعرفه فقط هنفضل ديما مكانا محلك سر .. لو مراتك مكنتش اتعرفت علي والدك ووالدتك كنت هتفضل لحد دلوقتي مشوه بتسأل نفسك يا تري مامتك ليه ما حبتكش وليه ما دافعتش عنك وايه الغلط اللي ارتكبته خلى ابوك يكرهك ! ليه ده مش نقطة في صالحها ليه حطيتها ضدها ؟

أدهم بصلها ومش عارف يرد عليها 

هالة : لو هيا ما راحتش الڤيلا كنت هتعرف منين انك لسه ما اتعالجتش كويس ! ولسه الماضي فيه رواسب محتاجة تتعالج ! لو هيا محبتكش زمان كنت ازاي هتعيش في بيت عيلة ويكون عندك ولد وبنت بيقولولك بابا ! ازاي ده مش في صفها .. ليه بس شايف الوحش مش شايف الحلو اللي هيا عملته ! 

ادهم برضه ساكت مش بيرد عليها ومش عارف اصلا يرد عليها 

هالة : انا عايزة اسألك سؤال واحد جاوبني عليه بمنتهى الصراحة وخد وقتك في الإجابة .. لو ليلى مكنتش حبتك واتجوزتك كنت هتكون فين دلوقتي ووضعك ايه ! 

أدهم بصلها كتير قوي وبدون ما يرد خرج من عندها ومشي وفضل كتير سايق عربيته وذكرياته من اول يوم لمح في ليلى لحد النهاردة بتمر قدامه وفكر في سؤال الدكتورة لو مكنتش ليلى حبته كان هيكون فين دلوقتي ! وشاف نفسه ماشي وحيد وكلبه ماكس وراه وحاطط ايديه في جيوبه ورافع طقيه التيشرت علي دماغه مغطيها علشان يداري وشه وسط الناس وباصص للأرض وماشي بصمت وحيد ... دي الاجابه اللي هو بيهرب منها .. من غير ليلى كان وحيد وبس .. وحدة مطلقة ملهاش اول من اخر .. كوابيسه بتطارده ليل نهار وحياة مزعجة ما بتنتهيش ..

روح شقته وفضل فيها لحد ما النهار فرد نوره وقام مسك موبيله ورن علي مراته بس موبيلها لسه مقفول فاتصل علي حماه اللي رد بسرعة بترحيب : كان نفسنا نشوفك يا ادهم مع العيال بس ليلى قالت انك مشغول واول ما امورك تتظبط هتيجي بإذن الله 

ادهم ابتسم انها مقالتش علي اللي حصل : ان شاء الله يا عمي اول ما ظروفي تتعدل شوية هاجي .. هيا فين ! خليها تكلمني !

عم محمود نادى علي ليلى وبلغها ان جوزها عايز يكلمها وهيا راحت بتردد : الو 

ادهم : موبيلك لسه مقفول ليه ! ولنفترض عايز اطمن علي العيال المفروض اطمن عليهم ازاي ! 

ليلى أحبطت ان ضيقه علشان خاطر عياله فقط : تتصل علي تليفون البيت عادي يعني 

ادهم اتخنق هو كمان انه مش فارق معاها للدرجة دي : سيادتك تفتحي موبيلك ولو مش عايزة تردي خلي حد من العيال يرد اعتقد كلامي واضح !

ليلى اتخنقت منه جدا واتنرفزت : واضح جدا .. زياد زياد تعال كلم باباك 

وقبل ما هو يعترض كان ابنه بيكلمه واطمن عليه هو واخته وقفل متضايق اكتر من مراته.. 

عمال يفكر يعمل ايه ! طيب يروح يجيبها غصب عنها من بيت ابوها ويحطها قدامه ! ولا يروح يرمي عليها يمين الطلاق اللي هيا اتجرأت وطلبته علشان بس يشوف صدمتها ! يعمل ايه ؟ ايه الصح اللي المفروض يتعمل دلوقتي ؟ ازاي يقلل كمية الغضب والغيظ اللي هو حاسسهم ؟ معندوش إجابة وقاعد مكانه دمه محروق فقط من تصرف ليلى ولا مبالاتها 

قام اخيرا لبس هدومه ونزل وراح اشترى موبيل جديد وراح لوالدته عطاهولها 

حنان بفرحة : ليه بس يا ادهم تعبت نفسك ! مش قولتلك ما تهتمش ! تعبت نفسك ليه يا حبيبي !

أدهم : مفيش اي تعب .. بعدين حبيت اني اشتريلك حاجة 

حنان بفرحة : حبيبي ربنا يحميك ليا يارب .. مش هترجع بقى وسطينا هنا ! وتروح تجيب مراتك تاني معانا ؟

أدهم وقف ورد باقتضاب : ربك يسهل يا ست الكل .. ربك يسهل ! يالا هستأذن أنا علشان عندي شغل سلام 

سابها ومشي برضه مش عارف هيروح فين بس اتفاجيء بنفسه قدام مكتب الدكتورة هالة وبص لعفاف اللي خافت منه وسألها بهدوء : هيا موجودة ؟؟

عفاف شاورت بدماغها اه وهيا مكانها فأدهم زعقلها بس بهزار لانها خايفه منه : طيب قومي قوليلها اني هنا ! 

عفاف اتفزعت وقامت من مكانها بسرعة وجريت من قدام أدهم لباب الاوضه ودخلت بسرعة بلغت الدكتورة اللي وقفت : دخليه بسرعة 

عفاف خرجت وشاورت بإيدها للباب علشان هو يدخل وهو داخل بصلها فجريت بعيد لمكتبها وهو ضحك وهو داخل علي رعبها منه 

هالة ابتسمت : داخل بتضحك اهو ! ده تغير كويس 

ادهم لسه ابتسامته علي وشه : لا بضحك علي ممرضتك اللي بره وبتخيل لو كانت شافتني في الأول كانت عملت ايه ؟ اذا كان دلوقتي وبشكلي ده وخايفة مني ما بالك وانا مشوه كانت عملت ايه ! انتحرت ! 

هالة : مش يمكن كنت عجبتها وانت مشوه اكتر !

أدهم بصلها وكشر : في خلال عشرين سنه ده ما حصلش غير مرة واحدة فقط ان واحدة تعجب بيا وانا مشوه وما اعتقدش هيحصل تاني قريب 

هالة ابتسمت وشاورتله يقعد قصادها وبعد تردد قعد قصادها 

هالة سألته : عرفت اجابة سؤالي يا تري ! 

ادهم: عرفتها 

رجع بذكرياته سنين كتيرة وسرح كتير وبعدها رد بهدوء : كنت هكون اسطورة القتل في شغلي ورجل المهمات المستحيلة وسفاح بمعنى الكلمة وعايش لوحدي زي ما انا عايش في كوابيسي اللي مكنتش بتنتهي ابدا .. 

هالة : وايه كمان ! مين هيكون معاك !

ادهم بتوهان : ماكس الكلب بتاعي .. كنا هتفضل لوحدنا 

هالة : ودلوقتي انت ايه ! ده ما شفعش لمراتك غلطة ارتكبتها بدون قصد في حقك ! او ترددها او تأخرها في انها تتقبلك بعد ما اتغيرت تغير كلي وجزئي ! 

أدهم بتعب : انا تعبان ومخنوق ... مبقتش عارف ايه الصح وايه الغلط ! ومين عنده حق ومين اللي عليه الحق ! 

هالة : وعلشان كده بس ليلى عطتك المساحة تقرر فيهم وتشوف انت عايز تعمل ايه في حياتك علشان لما تروحلها تعرف المرة دي ترجعها لحضنك لاني ما اعتقدش انها هترجع بسهولة او هتسامحك علي طردك لها مرة بعد مرة وابنها في المستشفي .. انت غلطت في حقها كتير يا ادهم .. هيا اه غلطت بس غلطك انت كمان كبير .. 

أدهم بقلق : هيا ممكن ما ترجعش ؟ 

هالة : ممكن ليه لأ ! ساعات الانسان لما بيفيض بيه بيوصل لمرحلة خلاص مبقاش قادر

أدهم زعق : هو مين اللي بيفيض بيه ! هاه ! هيا تنازلت عن ايه علشان يفيض بيها ! 

هالة بأسف : طول ما ده تفكيرك يا أدهم هتفضل ديما عندك احساس انك ضحية وهيا جنت عليك ! 

أدهم : مش حكاية ضحية بس فعلا انا جيت علي نفسي كتير علشانها !

هالة : وهيا مجتش علي نفسها !!! 

أدهم سكت ومردش عليها 

هالة : طيب ايه رأيك يا أدهم لو تحكيلي حكايتك !! عايزة اسمعها منك ! من يوم ما وعيت علي الدنيا لحد النهاردة 

أدهم قام وقف : انتي شكلك فاضية وواخدة شغلانتك دي تسلية تسمعي حكاوي الناس 

هالة : وانت مشغول ! مش لسه قايل شغلك واخد اجازة منه ! يعني انت كمان فاضي 

أدهم : حتى لو فاضي معنديش استعداد احكيلك حاجة بعد اذنك واه ياريت لو تشيلينا انا ومراتي من دماغك .. وابعدي عن مراتي وابعدي افكارك الغريبة دي عنها 

كان خارج بس وقفته بسؤال غريب : ظهرك ليه وجعك وما استحملتش لمسة مراتك عليه بعد اللي حصل مع ابنك في المدرسة

ادهم بصلها باستغراب ومردش عليها 

هالة : ليه حسيت بالوجع والألم علي الرغم من انه مش حقيقي ! 

ادهم بصلها كتير : في رأيك انتي ليه !

هالة : لانك ببساطة عايش في الماضي يا ادهم وسمحتله يتحكم فيك ولو استمريت هتخسر كتير 

ادهم بتهكم : هخسر ايه اكتر من اللي خسرته ؟ 

هالة بجدية : مراتك .. بيتك .. عيالك .. حتي اهلك .. نفسك .. شغلك .. كل حاجة يا ادهم ! لو وهم وشبح الماضي سيطروا عليك هيدمروك 

ادهم بتريقة : والمفروض بقى اخاف من كلامك واقعد واتكلم وارغي معاكي وبكده اكون اتعالجت صح !

هالة باستغراب : انت انسان مثقف ومتعلم يا ادهم فليه رافض المرض النفسي ! ليه مقلل من اهميته ! المفروض واحد في مجالك وخبراتك عارف اهمية الطب النفسي فليه كل الرفض ده ! 

ادهم : لاني عارف اني مش هلاقي عندك اي حلول ، بس كلام مش اكتر .. هنفضل نتكلم ونتكلم ومش هنحل حاجة

هالة : مين قالك ! ليه ديما بتفترض الاسوأ ؟

ادهم زعق : لان ده اللي بيحصل ديما .. الاسوأ

هالة : ازاي بقى ! جوازك من ليلى كان الاسوأ ! خلفتك لزياد ومن بعدها اية كان الاسوأ ! مقابلتك لاهلك ورجوعك لحضنهم كان الاسوأ ؟ ليه بعد كل ده لسه مصر تختار الاسوأ .. مش كفاية افتراضات وتعال نرجع للواقع اللي احنا عايشينه فعليا ! 

ادهم ما ردش عليها بس بعد فتره وهو خارج : انا مش فاضي لرغيك ده .. ورايا شغل اهم من كده .. بعد اذنك 

سابها وخرج وهيا ابتسمت لانها حست انه بدأ يفتح قلبه لها ويتكلم معاها بمنتهي الصراحة .. 

عدى يوم كامل بيحاول فيه يمنع نفسه انه يكلم مراته ويطمن عليها وفي اخر النهار قرر يتصل علشان يطمن علي عياله او هو اقنع نفسه بكده انه بس هيطمن علي عياله ويقفل علي طول .. اتردد يرن علي موبيلها ولا علي تليفون البيت بتاع ابوها وفي الاخر رن علي موبيلها وهيا ردت عليه 

أدهم : ازيك عاملة ايه !

ليلى : كويسة الحمد لله 

أدهم : زياد وايه اخبارهم ايه في البلد ؟

ليلى : كويسين ومش مبطلين لعب وتنطيط في كل مكان .. عاجبهم الجو 

أدهم : غريبة مع ان الجو حر جدا في الفترة دي عندك في البلد 

ليلى : اقصد الجو العام مش درجة الحرارة

ادهم : اممم .. تمام 

الاتنين سكتوا شوية ومش لاقيين كلام يقولوه 

ليلى سألته فجأة : أخبار داليا ايه ! 

أدهم كشر واتنرفز : انتي وبعدين بقى معاكي .. ما قولتلك داليا ما تعنيليش اي حاجة نهائي .. انتي ليه مصرة ؟ 

ليلى : تعنيلك ولا ما تعنيلكش صراحة مبقاش يفرق معايا يا ادهم .. بس لما تكون عارف واحدة بتكلمها باستمرار وبتعزمها وبتعشيها وبتقابلها وبتتخانق مع مراتك علشانها وتعزمها غصب عنها لمجرد لوي دراع فده مالوش غير معنى واحد 

ادهم كمل بتريقة : اني بحبها وعلى علاقة بيها صح ! مش ده تحليلك ! علي فكره انت غلط وتفكيرك غلط جدا 

ليلى : انا اللي تفكيري غلط ولا سيادتك اللي افتراضاتك غلط ! تسمي ايه ارتياحك في الكلام معاها ؟ هاه ؟ 

أدهم بغيظ  : مش علاقة يا ليلى  

ليلى :  امال ايه ان شاء الله ؟ بتسميها ايه ؟ 

أدهم : اي مسمى يعجبك 

ليلى : وانا سميتها علاقة .. واحدة بتعرفها علي مراتك .. اي مسمى من النوعية دي 

أدهم اخد نفس طويل : براحتك سميها زي ما تحبي مش هجادلك يا ليلى نادي علي العيال لو سمحتي

ليلى بغضب نادت زياد وعطته الموبيل وسابته وبعدت وزياد وايه كلموا ابوهم كتير وقبل ما يقفل سأل زياد : مامتك فين ؟

زياد : طلعت التراس يا بابي 

ادهم : تراس ! هو جدك عنده تراس ! 

زياد : احنا مش عند جدو يا بابي 

ادهم باستغراب وقلق : امال انتو فين ؟ 

زياد باستغراب : في بيتنا يا بابا يعني هنكون فين ! فضلنا عند جدو اول يوم بس وبعدها جينا هنا الفيلا بتاعتنا واحنا فيها من ساعت ما جينا من القاهرة .. انت هتيجي امتي يا بابي ؟

ادهم ابتسم : قريب يا زيزو قريب  .. 

قفل مع ابنه وفكر يسافر للعيال بس مش دلوقتي لازم ياخد الخطوة اللي بيأجلها وبيهرب منها كل شوية  

تاني يوم خرج وراح لعند هالة ودخلها وهيا بصاله ومستنياه يتكلم 

أدهم اخد نفس طويل وطلعه وبصلها : اسألي وهجاوبك علي كل اسئلتك .. 

هالة ابتسمت : ايه اللي اتغير !

ادهم : عايز مراتي وعيالي في حضني ومش عارف اكون معاهم وانا عايز اكون معاهم .. فلو الحل هو اني اقعد معاكي واجاوب اسئلتك فاتفضلي اسألي وانا هجاوب 

هالة شاورتله يقعد : طيب تعال نبدأ من الاول يا ادهم .. 

ادهم : من ساعة ما عرفت ليلى ؟ 

هالة بتصحيح : من ساعت ما وعيت علي الدنيا .. احكيلي من البداية خالص 

ادهم اتنهد وبدأ يحكيلها من البداية وهيا بتسأل وهو بيجاوب .. 

هالة : كفاية النهاردة .. عايزه استأذنك بكرة يكون معانا حد تاني 

ادهم باستفسار وبترقب : حد مين ! 

هالة : والدتك 

ادهم بصلها : ليه ! 

هالة : عايزاكم تتواجهوا .. انت محتاج لده وهيا كمان محتاجة لده

ادهم : ولو رفضت !

هالة : فكر في زياد وآية وانت هتوافق .. انت بتعمل كل ده علشانهم 

ادهم قام ومشي بدون ما يرد عليها بس هيا قالتله وهو خارج : الساعة عشرة الصبح هستناك اتمني ما تتأخرش 

ادهم قفل الباب وفضل طول الوقت متردد يروح ولا لأ ! 

الصبح راح علي الرغم من انه قرر ما يروحش بس راح ودخل كانت حنان منتظراه ومبتسمة وقعدوا الاتنين بتكلف وبيتكلموا بحساب وهالة في النص بتحاول تخلي ادهم يتكلم بتلقائيته ويقول اللي جواه 

هالة : يعني انت يا ادهم خلاص سامحت والدتك علي كل اللي فات وعلي تخليها عنك !

ادهم باقتضاب : هيا شرحتلي ظروفها وانا تقبلتها 

هالة : وتفسر بإيه انفجارك في ليلى لما زياد اترفد من المدرسة ! كلامك كله كان معناه ايه !

أدهم سكت شوية : كنت رافض ان حد يجي علي ابني 

هالة : يعني ما تخيلتش نفسك مكانه !

ادهم بصلها شويه : اكيد تخيلت نفسي مكانه 

هالة : وتخيلت ايه تاني !

ادهم : عشت اللي حصلي زمان من تاني .. الخناقة .. الرفد ..................... الجلد ! نفس الالم حسيته ومكنتش عارف اعمل ايه غير اني استسلم الاحساس ده يقف لوحده

هالة : ووقف ؟

ادهم : معرفش .. نمت .. ولما صحيت اكتشفت ان الالم شنيع وكأني لسه مجلود بجد 

حنان : انا حاولت يا ادهم امنعه مقدرتش 

ادهم بصلها وماردش 

حنان : صدقني حاولت 

ادهم بصلها كتير : ومحاولاتك فشلت وكان النتيجة اني اتدمرت .. 

بدؤا الاتنين في نقاش شبه محتد من ناحية ادهم و بيقابله عياط من حنان لدرجة ادهم اتنرفز وزعق : عياط عياط عياط وبعدين ! هو ده اللي عندك ! العياط وبس ! عملك ايه العياط زمان ! ومتخيلة هيعمل ايه دلوقتي ! كان لازم تكوني اقوى من كده ! كان لازم تتصرفي وتشوفي حل حتي لو كان الحل انك كنتي تنهي الحمل ده طالما جوزك مش متقبله ! كان لازم تدافعي عن ابنك مش تستسلمي بالشكل ده والحل عندك انك تقاطعيني خمس سنين كاملة .. خمس سنين ما اسمعش حرف واحد منك ويوم ما تتكلمي تقوليلي موت .. موت بقى ... بعد خمس سنين منتظر منك حرف واحد حتي تيجي وانا في قمة ألمي وتقوليلي موت بقى .. يعني ياريت كان الموت بإيدي كنت قتلت نفسي من زمان وارتحت .. وبعدها اختفيتي تماما من حياتي .. مفكرتيش انا روحت فين ؟ مكنش عندك فضول تعرفي ابنك المرمي في المستشفي راح فين ! مفكرتيش مصيره ايه ! 

حنان بعياط : كنت بموت 

قاطعها : وفايدته ايه طالما واقفة مكانك ! 

حنان : كنت عايزني اعمل ايه ! كنت ضعيفة 

ادهم بغضب واضح : فعلا كنتي ضعيفة ومش ضعف لانك لوحدك لا كنت انسانة ضعيفة لان كان في حلول كتيرة ممكن نعمليها بس كنتي اجبن من انك تاخدي موقف 

حنان : حرام عليك .. حاولت وما قدرتش 

ادهم : حاولتي اه بس كان مجرد محاولة 

حنان بصتله بصدمة : انا حاولت علي قد ما اقدر 

ادهم صدمها اكتر : يبقى مكنتيش بتحبيني كفاية علشان تحاولي اكتر من كده وبجدية اكتر من كده 

حنان مسحت دموعها وبصتله : كنت عايزني اعمل ايه اكتر من اني حاولت امنعه كتير وهربت منه كتير ! كان المفروض اعمل ايه وما عملتوش ؟ 

ادهم بلهجة غريبة : لا كان في كتير قوي ممكن تعمليه

حنان : زي ايه هاه ! قولي كان ممكن اعمل ايه ؟

ادهم : كان ممكن ترفعي عليه قضية طلاق وتطلبي حماية البوليس وخصوصا لما اتجلدت وكان ساعتها معاكي الدليل ! 

حنان سكتت وبصت للارض لانها عمرها ما فكرت تعمل كده او لانها كانت اجبن من انها تاخد خطوة زي دي 

ادهم كمل : لو رفعتي ساعتها سماعة التليفون وطلبتي البوليس كان هيتصرف معاه لكن انتي كنتي باقية عليه هو مش عليا انا .. بلاش البوليس انتي بتحبيه كان ممكن تلجأي لأهلك .. لاعمامك ولابن عمك كمان اللي اتهمك بيه وكانوا هيحموكي منه وهيحموا ابنك منه .. بس طبعا خوفتي لساعتها يصدق الكدبة اللي اتسبكت صح ! واختارتي برضه حياتك مع جوزك علس حساب ابنك .. كان قدامك حلول كتيرة لكن انتي اكتفيتي بعياطك وبس ولما اطردت من البيت قولتي كويس اهو هيرتاح من اذاه وما فكرتيش ازاي عيل مشوه هيواجه اللي حواليه بتشوهه ده .. قولتي كنت بساعدك من بعيد لبعيد مش عارف مساعدتك دي هتفرق معايا في ايه ! هاه ! انتي للأسف اختارتي تنجحي كزوجة علي حساب كل حاجة تانية .. واديكي نجحتي واهو جوزك في حضنك وبيحبك والزمن اثبتله انك عمرك ما خنتيه واعتقد انتي كده كسبانة عايزة ايه تاني بقى ؟ هدفك اتحقق المفروض تبطلي عياط وتفرحي !

حنان بوجع : عايزاك تسامحني اني مكنتش بالقوة اللي انت بتتكلم عنها دي .. انا مش الست اللي تقدر تحبس جوزها وترفع قضيه او اروح لاهلي يحبسوه ولا يقتلوه لانه مكنش هيسكت ابدا وكانوا هيحاولوا يحموني زي ما قولت ومش بعيد يقتلوه فاسفة يا ادهم مكنش عندي الجرأة دي 

ادهم بأسف : بس كان عندك الجرأة تشوفي ابنك بيموت قدامك كل يوم مليون مرة وتتفرجي 

حنان بعياط : سامحني يا ادهم 

ادهم بوجع وجمود نوعا ما : سبق وقولتلك اني سامحتك .. من ساعة ما دخلتي بيتي وقولتلهالك كنت قاصدها ومازلت قاصدها 

حنان بصت لهالة وبصت لادهم : مسامحني ازاي وانت رافض تيجي البيت عندنا ولسه في قلبك كل اللي حصل واهو الكلام اللي قولته 

أدهم وقف : اطمني انا مسامحك ومش معنى كلامي اني زعلان منك او مش متقبل وجودك في حياتي بالعكس انا ياما حلمت بحضنك وبرجوعك لحياتي فما تقلقيش انا مسامحك .. بعد اذنكم .. ورايا مشوار مهم 

انسحب بهدوء وحنان كانت هتقوم تمنعه بس هالة شاورتلها تسيبه وبعد ماهو خرج بدئت تفهمها 

هالة : سيبيه يمشي خليه براحته هو مش سهل عليه يواجهكم فسيبيه 

حنان هزت دماغها بموافقة وسألتها : مش حاسة انه سامحني بجد وطول ماهو فاكر كل الماضي بحذافيره ازاي هيسامح ؟ 

هالة : ما تتخيليش يا مدام حنان ان الماضي ممكن ينتهي ويتمسح من ذكريات ادهم .. الماضي جزء منه وهو اللي شكله 

حنان : امال احنا هنا ليه ! مش علشان ينسى الماضي ؟

هالة : لا طبعا احنا هنا علشان يتعايش مع الماضي ده ويتقبله ويبطل يعيش فيه ..  لكن النسيان ده صعب جدا ان مكنش مستحيل .. احنا بس مش عايزين الماضي يفضل هو المسيطر وكل موقف يحصل شبيه للماضي ينهار او يعيش نفس الوجع من تاني 

حنان : طيب وامتي هيسامحني ! وامتى هيرجع الڤيلا ويعيش معانا ؟

هالة : هو مسامحك بس اللي جواه كان لازم يخرجه .. كان لازم يفضي كل الكبت اللي جواه وكان لازم تسمعيه .. اما حكاية يرجع البيت فدي شبه مستحيلة .. البيت ده كله ذكريات و وجع وتعب وحرمان .. ولو احنا عايزينه ينسى الماضي شوية ما ينفعش نوديه لبؤرة الاحداث كلها ونقوله انسى .. فسيبوه براحته .. لكن ما تضغطوش عليه .. ليلى غلطت لما راحت البيت عندك وحطته في امر واقع .. كان غلط كبير جدا منها ودي كانت اول صدماته بعد رجوعه من السفر او دي كانت الصدمة الرئيسية اللي عملت كل البلبلة اللي حصلت دي وبهدلت الدنيا .. 

حنان : يعني ابني مش هيرجع يعيش معانا تاني ابدا ؟

هالة : الرمن كفيل بكل شيء .. سيبيه براحته وبطلوا تضغطوا عليه وتدخلوا في حياته وتشكلوها براحتكم لانه مش متعود علي كده وهيبعد عنكم لانه مش هيعرف يرفض تدخلكم فالحل هيكون البعد .. فلو عايزينه قريب سيبوه براحته هو يمشي اموره براحته .. 

ادهم خرج من عند هالة مخنوق من كل حاجة حتي من نفسه ومن هجومه بالشكل ده علي امه .. ركب عربيته واتحرك ومعندوش فكرة هيروح فين بس فجأة لقى نفسه علي اول الطريق الصحراوي فوقف علي جنب يفكر هيكمل الطريق ولا يرجع لشقته وفي الاخر داس بنزين وكمل طريقه وما وقفش غير قدام بيته وتردد ينزل بس زياد ابنه لمح العربية وطلع يهلل ويصرخ وينادي علي اخته وامه ويبلغهم بوصول ابوه للبيت فنزل مبتسم لعياله اللي جايين يحروا عليه فرحانين .. 

شالهم ودخل البيت وليلى وقفت تستقبله من بعيد فشافها وهز دماغه لها وهيا هزت دماغها وده كان سلامهم .. مجرد اشارات 

قعد وسط العيال الاتنين بيتكلموا ويحكوا كل حاجة عملوها وشافوها وهو من وقت للتاني بيخطف نظرة علي مراته اللي قربت 

ليلى بمحاولة انها تكون طبيعية : هتتغدى معانا ! 

أدهم بصلها : لو معندكيش مانع 

ليلى وضحت : ده بيتك ودول عيالك فهمانع ليه !

ادهم كمل : وعلي ما افتكر انتي كمان لسه مراتي ولا ايه ! 

ليلى قلبها دق بس حاولت تظهر عادية : ده موضوع نشوفه بعدين هروح هجهز الأكل 

الاكل كان علي النار استوى وبدئت تعمل السلطة لما هو دخل عندها وقف علي الباب يراقبها وسط حالة من التوتر بتحاول تداريها علشان تظهر طبيعية 

ادهم بهدوء : اساعدك !

ليلى بطرف عنيها بصتله : شكرا 

شد كرسي وقعد قصادها وهيا بتقطع السلطة : بصيلي 

ليلى بنظرة خاطفة : نعم 

ادهم وضحلها : انا مفيش حاجة بيني وبين داليا 

ليلى بصتله : بس بترتاحلها وبتفضفضلها وسيبتني اروح بالليل بوحدي علشان تقعد معاها وكانت في بيتي الله اعلم ليه 

ادهم : ولنفترض اني فعلا حبيت اني اتكلم معاها .. كنت محتاج اتكلم مع اي حد وهيا كانت في وشي 

ليلى بتريقة : النهاردة محتاج تتكلم ، بكرة تفضفض ، بعده محتاج واحدة في حضنك ، بعده واحدة في سريرك صح كده ! والله اعلم بعده ايه 

ادهم اتنرفز منها وفضل باصصلها ومش عارف يقولها ايه ؟

أدهم بغضب مكتوم : تعرفي ان عندك المقدرة الكاملة انك تخرجي الانسان عن شعوره وتوصليله لكمية غضب رهيبة لدرجة انه ممكن يقتلك 

ليلى بهدوء نرفزه اكتر : ليه ! علشان كلام جه علي البطحة ؟

أدهم بنرفزة : انا مفيش علي راسي بطحة يا ليلى 

ليلى ببرود : ولما مفيش علي راسك بطحة بتبرر ايه ليا ! 

ادهم وقف وقرب بوشه لها : حقك عليا انا غلطان لأهلك .. 

سابها وخرج وهيا اتخنقت من نفسها وكملت تجهيز الأكل وقعدوا كلهم وسط ضحكات من العيال وصمت مطبق من الاتنين لحد ما خلص الغدا وخلص اللعب والعيال بدئت تنام وابوهم طلعهم اوضتهم وفضل جنبهم لحد ما ناموا وهو خرج متردد يعمل ايه ! يفضل مع مراته الباردة ولا يرجع لشقته 


للمتابعه اترك تعليق



الجزء الثاني من الحلقه الرابعه عشر 

المشوة 


ادهم وقف وقرب بوشه لها : حقك عليا انا غلطان لأهلك .. 

سابها وخرج وهيا اتخنقت من نفسها وكملت تجهيز الأكل وقعدوا كلهم وسط ضحكات من العيال وصمت مطبق من الاتنين لحد ما خلص الغدا وخلص اللعب والعيال بدئت تنام وابوهم طلعهم اوضتهم وفضل جنبهم لحد ما ناموا وهو خرج متردد يعمل ايه ! يفضل مع مراته الباردة ولا يرجع لشقته الأبرد ؟ 

دخل أوضته كانت مراته قدام المرايا بتحط كريم في ايديها واستغربته : محتاج حاجة !

أدهم باستغراب : هيا مش دي اوضتي ولا انا بيتهيألي ؟

ليلى بتوضيح : انت مش هتنام هنا علي الاقل مش في الأوضة دي ؟ 

أدهم بيقرب منها وهيا وقفت : مين قال كده ؟

ليلى بتتراجع : انا .. 

أدهم بهدوء : هتمنعيني ؟

ليلى برجع : همنعك 

مرة واحدة مسكها من دراعها وشدها بعنف لحضنه وثبتها وهيا بتحاول تزقه ومش قادرة عليه : ادهم اذا سمحت ابعد 

ادهم : ابعديني انتي ..

ليلى : قوتي مش ند لقوتك ابدا ومش هقدر ابدا اقف في وشك 

ادهم بهدوء : وانا مش هستعمل العنف معاكي يا ليلى فلو عايزة تخرجيني خرجيني 

ليلى بعدم فهم : امال هتعمل ايه ! 

أدهم بصلها كتير وركز نظراته علي شفايفها اللي بتتحرك واقتص منهم وكأنه بيعاقبهم علي الكلام اللي بيخرج منهم وهيا اتفاجئت برد فعله ده واتلجمت مش عارفة تبعده ىلا تتجاوب معاه ولا تسيب نفسها لحبيبها اللي واحشها ولا تعمل ايه بالظبط ! حبيبها بين ايديها فاتح دراعاته لها ودلوقتي هيا اللي هتقرر ايه اللي هيتم .. ادهم حاسس بحيرتها بس مش رفضها .. هيا ما بين كرامتها المجروحة منه وما بين شوقها له  واخد قرار جواه يعالج كرامتها المجروحة ويصلح كل اللي اتكسر ما بينهم ويرجع الأمور لطبيعتها .. بعد عنها للحظة عنيهم متعلقة ببعض ورجع تاني بهدوء لشفايفها ولرقبتها وهيا مش قادرة تبعد بس مرة واحدة تخيلت صورته ومعاه داليا في نفس الوضع ده فزقته بعيد عنها وهو بصلها واتفاجيء 

ليلى بلهجة غضب غريبة : اطلع بره الاوضه وياريت لو بره البيت كله .. انت قولت مش هتستعمل العنف معايا فأخرج بهدوء .. ليك هنا عيالك يا ادهم وعسالك كانوا في حضنك النهار كله 

ادهم باستغراب : ومراتي ؟

ليلى بوجع : مراتك انت خسرتها لما لومتها علي كل حاجة حصلتلك في حياتك ! مراتك هيا وجعك ! مراتك هيا اللي دمرت حياتك ! مراتك هيا اللي عيشتك في جحيم ما بينتهيش ! مراتك هيا اللي عايرتك انك مشوه لما حبت تخلف ! مراتك هيا اللي راحت اتصاحبت علي ابوك وامك ! مراتك هيا اللي اتخلت عنك ! مراتك هيا اللي اهملت في تربية عيالك وخذلتهم ! مراتك هيا اللي معرفتش تحتويك وروحت لغيرها ترمي همومك علي اكتافه ! 

ادهم رجع خطوة لورى بيسمعها بذهول 

ليلى كملت : للأسف يا ادهم انت طردتني من حياتك وحملتني فوق طاقتي كتير ودلوقتي جاي ..... انا مش فاهمة انت جاي ليه ! انت ما بتحبش هنا فجاي ليه ؟ انا جيت هنا علشان ابعد عنك فاحترم قراري ده .. معنديش استعداد اسامحك علي اي حاجة دلوقتي !! طلبت مني اديك مساحة وعطيتهالك فانت كمان اديني مساحة خليني اعرف افكر وارتب اموري يمكن اقدر اسامحك 

ادهم بنرفزة : هو مين اللي يسامح مين يا ليلى ! مين اللي اتخلى عن مين !

ليلى : ولما انت مش مسامحني ولما انت شتيفني اتخليت عنك جاي ليه لعندي !

ادهم : جيت لعيالي 

ليلى : واديك شوفت عيالك 

أدهم بصلها كتير : ما تقلقيش همشي يا ليلى .. وسوري لو كنت ضايقتك او تطاولت عليكي بعد اذنك 

كانت عايزة توقفه بس اتربطت مكانها مقدرتش تنطق وفضلت جامدة مكانها لحد ما سمعت رزعة الباب ودوران عربيته ساعتها بس قعدت علي سريرها تبكي بحرقه وندم لانه كان بين ايديها ... هيا اللي مشته ده كان اختيارها هيا .... 

للمتابعه اترك تعليق


الحلقه الخامسه عشر من الجزء الثالث 

المشوة 

ليلى بعد ما ادهم مشي قعدت مكانها تعيط بهدوء وافتكرت اول ما وصل ودخلت المطبخ تجهز الغدا 

فلاش باك 

سابته ودخلت بسرعة المطبخ واخدت موبيلها تكلم هالة : ادهم هنا !

هالة باستغراب : هنا فين !

ليلى : هنا عندي في البلد ، في البيت ، بره مع العيال 

هالة ابتسمت : طيب اهدي اكيد محتاج يشوف عياله ده طبيعي يعني 

ليلى : ايوه ماشي بس بيقولي انتي لسه مراتي اقوله ايه ؟

هالة : انتي قولتيه ايه !

ليلى : قولتله نشوف الموضوع ده بعدين بحجة ان العيال قاعدين  .. اتعامل معاه ازاي؟

هالة : زي ما انتي ! المفروض انك زعلانة ومسافرة زعلانة مفيش حاجة اتغيرت 

ليلى بشوق : بس هو واحشني وانا نسيت كنت زعلانة ليه ..

هالة ابتسمت : زعلانة علشان داليا اللي بيرتاحلها،، اللي شوفتيها معاه في بيتك .. زعلانة علشان هو حملك كل مشكلة حصلتله في حياته .. زعلانة علشان طردك من المستشفي لما ابنك كان تعبان .. زعلانة علشان كتير قوي يا ليلى 

ليلى كشرت : انتي شرانية قوي على فكرة 

هالة : لو اتصالحتي معاه دلوقتي ادهم مش هيخرج من بيتك 

ليلى بعدم فهم : طيب ماهو ده شيء كويس 

هالة : لا طبعا ادهم اخد خطوات كبيرة في علاجه ولو اتصالح معاكي ورجع بيته مش هيكمل علاجه ودي خطوة مهمة يا ليلى .. لو بتحبي ادهم لازم يمشي من عندك ولازم يكمل مواجهة ماضيه علشان يبطل يعيش محاصر فيه .. طبعا انا مقدرش اجبرك تمشيه بس انا واثقة في حبك له وحبك هنا هيكون في بعده عنك .. طول ماهو فاكر انه خسرك هيحاول يعمل المستحيل علشان يرجعلك 

ليلى : ولو زعل مني وطلقني وما رجعش ؟

هالة : انتي سامعة نفسك بتقولي ايه ! ليلى ادهم اللي عندك بره ده حالته نفس حالتك واكتر والشوق واللهفة اللي جواه هما اللي خلوه يحاول يتعالج ويصلح من نفسه علشان يرجعلك فارجوكي خلي السبب ده موجود 

ليلى كشرت : حاضر هفضل بعيد وهمشيه من عندي .. ( غيرت لهجتها بتوسل ) طيب يبات النهاردة وبكرة امشيه !

هالة بتهديد : ليلى ! 

ليلى : يووووه خلاص هيتغدى ويمشي .. 

قفلت وهيا مخنوقة ومش عارفة هتمشيه ازاي من عندها ... 

اهي عرفت تمشيه مجروح من عندها وقلبها موجوع يمكن اكتر منه كمان .. لحد امتى هيفضلوا في الوجع ده ! وامتى هيرجعوا لبيتهم ولحياتهم المستقرة .. تعبت بقى من كل حاجة بتحصل .. تعبت وبس ..

أدهم مشي من عندها مخنوق وحاسس انه قرب يفيض بيه من مراته .. ازاي تطرده من عندها بالشكل ده ! ازاي ما شافتش شوقه لها واحتياجه ! ازاي عرفت تتخلى عنه ؟ معقولة بسبب داليا ! لا هيا جواها عارفة كويس ان داليا ما تعنيش اي شيء له ده موضوع منتهي وهيا فاهمة ده كويس فليه طردته بالشكل ده !! بدأ يفتكر كل خناقاته ولومه لها الفترة اللي فاتت واتهامه لها مرة بعد مرة انها فاشلة في كل ادوارها .. نفخ بضيق وحس انه تايه اكتر من الأول .. حس ان كل حاجة بتضيع من بين ايديه .. قرر انه لازم يكمل مشواره مع هالة مع انه حاسس ان مفيش حاجة بتتعدل ولا حاجة بتفرق بس معدش قدامه غير الطريق ده ولو ده طريق بيته الدافي هيمشيه للاخر .. 

ادهم استمرت جلساته مع هالة وكلامها في الماضي ورفضها انه يتكلم عن علاقته بليلى الا لما يخلص كل الماضي الأول .. وكتير بيزهق منها ويسيبها ويمشي مخنوق وعنده احساس شنيع انه نفسه يقتلها .. 

في واحدة من جلساته بيزعق قصادها وواقف قصاد مكتبها عايز لو يلف لعندها ويقتلها : وبعدين معاكي ! احنا محلك سر .. مش فاهم بنتكلم في الماضي ليه ماهو انتهى وخلص .. حياتي بتضيع من ايدي ومستقبلي بيضيع وانتي مصرة نتكلم برضه عن اللي فات .. شكلك اصلا فاضية وعايزة تتسلي بتتعلمي فيا وبس !

هالة : أدهم اهدى واقعد 

ادهم اتنرفز : ياما كلمة اهدى دي بتعصب فعلا ! 

هالة اخدت نفس طويل : خلاص ما تهداش .. اقعد من غير ما تهدى ..

ادهم قعد بغضب وبيهز رجله بتوتر وايده على دقنه وباصصلها بغضب : اتفضلي اديني اترزعت 

هالة بهدوئها المعتاد اللي بيعصب ادهم اكتر واكتر : اولا يا ادهم انا دكتورة من اكتر من عشرين سنه وعمري تخطى الخمسين وخبراتي الحمد لله كتيرة ومر عليا حالات كتيرة 

أدهم بغيظ : بتقوليلي الكلام ده ليه !

هالة : علشان بتقولي شكلك فاضية وبتتسلى وبتعلم فيك فبوضحلك بس اني ولا فاضية ولا بتسلى ولا بتعلم فيك 

أدهم استقر في قعدته واعتذر : سوري ما اقصدش المعنى ده بس فعلا انا متنرفز اوكي

هالة : عارفة ان سيادتك متنرفز 

ادهم : ولما عارفة ان سيادتي متنرفز ليه ما نتكلمش في اللي انا عايز اتكلم فيه ! علاقتي بليلى حاليا اهم من اي حاجة تانية واهم من اي حد تاني خلاص ؟

هالة : عارفة ده كويس بس علشان علاقتك بليلى تتصلح لازم تصلح كل حاجة الاول يا ادهم .. صدقني علاقتك بيها هتتصلح تلقائي 

أدهم : ولو هيا زهقت مني ! واصرت فعلا على الطلاق واكتفت مني ! 

هالة ابتسمت بينها وبين نفسها ان الاتنين خوفهم واحد وهو انهم يخسروا بعض 

هالة : انت سامع انت بتقول ايه ! ليلى اللي حبت أدهم المشوه ووقفت قدام أبوها والمجتمع والناس كلها ممكن تزهق وتسيبك ؟ انت متخيل ان ممكن ليلى تكتفي من ادهمها ومن حبها !

ادهم بتردد : هيا اكتفت فعلا وسابتني ومشيت 

هالة بتصحيح : انت طردتها مش هيا اللي مشيت بلاش نخلط الامور 

ادهم بمغالطة : طردتها من المستشفى مش من بيتي هيا اصلا ما جاتش بيتي 

هالة : انت لو هتفضل تغالط نفسك كده مفيش حاجة هتتصلح .. انت طردتها من حياتك وحملتها كل اللي حصل فوق دماغها وقولتلها محتاج لمساحة زعلان بقى دلوقتي انها احترمت رغبتك وعطتك المساحة ؟

ادهم : مين فينا اللي بيغالط دلوقتي ! سيادتها ما بعدتش علشان تديني مساحة سيادتها بعدت علشان طالبة الطلاق وحتى لما روحلتها البيت طردتني من عندها وقالتلي ليك عيالك وبس 

هالة : وده ليه يا سيادة المقدم المبجل ؟ هاه ؟ 

ادهم بهروب : معرفش 

هالة بتأنيب : لا سيادتك عارف كويس .. هيا كانت رايحالك بعيالها بيتك او راجعة بيتها وهناك اتفاجئت بواحدة مكانها 

ادهم قاطعها باعتراض : بلاش والنبي الكلام اللي مالوش لازمة ده ليلى مفيش حد ممكن يكون مكانها والمفروض انها عارفة ده كويس 

هالة : كانت عارفاه مع جوزها القديم اما الشخص الجديد ده ! اللي ما بيديش لاي حد فرصة يتكلم او يسمع لاي حد ! اللي لاول مرة يروح لحد بره بيته يفضفض معاه ! اللي بيهجم على الكل ! اللي عمال يتهمها مرة بعد مرة انها فاشلة في كل أدوارها ! الشخص ده هيا مش واثقة فيه ومش فاهمة تفكر ازاي معاه ! فكان لازم تطمنها وتاخدها في حضنك وده علشان يحصل لازم انت كمان تكون مستقر وترجع لطبيعتك ولحياتك وساعتها كله هيرجع تباعا..

ادهم زمجر بصوت قلة الصبر وهو مش طايق نفسه ولا اللي بيحصل حواليه ولا داخل دماغه كلام هالة ومفيش في دماغه غير ليلى ورجوعها لحضنه .. 

هالة بصتله : المهم دلوقتي 

ادهم بصلها : ايوووة المهم .. ايه هو المهم ! 

هالة بصت لساعتها وبصتله : خلينا نسيبنا شوية من علاقتك بليلى ونركز في علاقاتك انت ! هينضم معانا حد النهاردة 

ادهم بتوتر : مين ! لو ابويا هقوم امشي .. انا مش عايز اتكلم معاه 

هالة بتفهم : لسه ابوك شوية بس لازم هتتواجه معاه 

ادهم : مش عايز 

هالة : مش مستعد بس هيجي الوقت ما تقلقش وتستعد .. الموضوع وقت مش اكتر

الباب خبط وادهم بصلها : امال مين هينضملنا النهاردة ؟

هالة ابتسمت وقالت بصوت عالي : اتفضل !

ادهم عنيه معلقة بالباب واتفاجىء بأخوه أحمد داخل بارتباك وبصوا الاتنين لبعض كتير لحد ما هالة : اتفضل اقعد باشمهندس احمد قصاد اخوك 

احمد بتوتر : حاضر .. ( بص لاخوه ) ازيك !

ادهم بلهجة عادية : الحمد لله وانت !

احمد بتوتر : كويس ... كويس

الاتنين بصوا لهالة منتظرينها هيا تتكلم وهيا ساكتة وبصالهم هما الاتنين 

أدهم بنفاذ صبر : وبعدين هنفضل احنا التلاته نبص لبعض كده وساكتين !

هالة بهدوء : طيب اتكلموا !

ادهم باستغراب : نتكلم نقول ايه ! انا معنديش حاجة اقولها 

هالة بصت لأحمد فجاوب : وانا معنديش حاجة أقولها ! حضرتك كلمتيني وطلبتي مني اجي وانا اهو جيت !

أدهم : طيب بما اننا كلنا معندناش حاجة نقولها استأذنكم أنا 

قام وقف بس هالة اتكلمت : اقعد يا أدهم في كلام كتير لازم يتقال واكتر منه يتسمع 

أدهم وهو واقف : ماهو انا معنديش واحمد قالك معندوش يبقى ايه بقى ؟

هالة بصتله : يعني مش عايز مثلا تلوم أخوك على اللي حصل لزياد ودخوله لمكان عقابك على اساس انه مكانك المفضل ! انت لومت ليلى واتهمتها بالاهمال على الرغم من ان كلنا كأمهات عيالنا مش قدام عنينا ال ٢٤ ساعة فمش عايز تلوم احمد ! 

ادهم سكت وما ردش فهالة بهدوء : اقعد يا ادهم الكلام كتير جدا واللي هيتقال صدقني اكتر اقعد .. اقعد 

أدهم قعد وسكت اما هالة بصت لأحمد منتظرة منه توضيح ولما استمر سكوته سألته : طيب انت يا احمد مش عايز توضح اللي حصل ده كان ليه ! ليه قولت لزياد ان ده مكان أبوه المفضل ! 

أحمد فضل كتير ساكت ولما هالة فقدت الأمل انه يتكلم فاجئها بكلامه : يمكن لانه مكاني المفضل ... او مكان أحلامي  !

أدهم بصله باستنكار : المكان ده مكانك المفضل ؟ ليه ؟ علشان كنت بتعذب فيه ؟ 

أحمد بصله ووضح : لا طبعا 

أدهم بغضب : امال ايه ! تقصد ايه بالحركة دي !

أحمد : معرفش ليه بالظبط بس ده مكاني المفضل فعلا يا ادهم .. اكتر مكان قعدت فيه 

ادهم بغيظ : انت ! انت يا احمد عمرك ما دخلته ده كان مكاني انا ولا شكل الادوار لبست في دماغك ؟

أحمد بتوضيح : تعرف ان انا اللي فرشته علشانك !

أدهم بصله بعدم تصديق وهو كمل : انت كنت فاكرها ماما وانا سيبتك تتخيل ده بس كنت انا وقولت علشان لما نلعب مع بعض اخر الليل نلاقي حاجة تشغلنا.. محبتش اعرف حد اصلا اللي في بالي ايه ! 

أدهم بعدم تصديق : انت متخيل اني هصدق التخاريف دي ! مين دول اللي يلعبوا مع بعض ؟ وامتى ! انت عمرك ما حاولت حتى تتكلم معايا كبني ادم !

أحمد اخد نفس طويل وبص لأخوه : كنت بلعب معاك وبتكلم معاك وبنحكي وبنهزر وكنا اكتر من اي اخوات في الكون 

ادهم اتنرفز جدا وزعق : ده امتى ان شاء الله التخاريف دي ! امتى كنا اخوات ! وانا بشيل عنك مصيبة بعد مصيبة ! ولا وانا بتضرب بدالك مرة بعد مرة ! ولا لما اتجلدت زي العبيد ! ولا لما اتشوهت بسببك ! ولا لما اطردت من البيت ! فهمني بس امتى !

احمد بصله بأسف : طول الوقت يا ادهم ! طول الوقت كنت اخويا 

ادهم وقف بعصبية وبص لهالة : انا شكلي هسيبكم وامشي الحكاية مش ناقصة تأليف 

فهالة اتدخلت : وضح يا احمد تقصد ايه بكلامك ! 

ادهم انتظر يسمع شرح اخوه اللي سكت شوية وبص للارض وبعدها اتكلم بوجع : في احلامي !

ادهم دور وشه باستنكار ان معندوش استعداد يسمع الكلام ده واحمد كمل بصوت مهزوز : طول الوقت يا ادهم كنت بتخيل اننا اخوات طبيعين ! اننا بنلعب وبنحكي وبنتكلم ! اننا بنحب بعض اكتر من اي حد ! طول الوقت كنت بدخل المكان ده واتخيل اننا مع بعض بنلعب ! كام مرة يا ادهم دخلت لقيت لعبة جوه ! او كتاب او مجلة ! كنت متخيل مين بيحطهم ! كنت بحاول اتواصل معاك بانك تشاركيني حاجتي المفضلة 

ادهم افتكر الحاجات اللي كان بيلاقيها بس طول الوقت كان متخيل ان حنان اللي بتحطهم علشان يعرف يقضي وقت فراغه واستغرب انها بتختار حاجات فعلا بتعجبه ! 

أحمد كمل : ادهم يمكن انت اتعاقبت جسديا واتعذبت بس انا كان ليا نصيبي من العذاب ده . واتوجعت يمكن زيك ويمكن 

قاطعه ادهم بغضب : يمكن ايه ! اكتر ! ليه ! جربت تكون مشوه وكل واحد يدور وشه يشتم فيك وفي شكلك ! جربت تسمع من كل واحد انك مسخ ! جربت ان الناس تستعيذ من شكلك كل ما تشوفك او يبصولك باشمئزاز وقرف ! جربت كره ابوك وامك  ! جربت تعيش في مكان انت منبوذ فيه ! جربت تحس انك عالة على كل اللي حواليك ! جربت انك تكون متربط ومتبنج وحاسس بسكاكين بتقطع في جسمك وانت مش قادر حتى ترمش او تمنعم وتقولهم كفايا ارحموني شوية ! جربت انك لما تحب الكل يستكتر عليك ده ويلوموك ازاي جالك عين تحب ! جربت ان كل حياتك تكون واقفة على شكلك !لا مجربتش وطالما مجربتش حاجة من كل ده يبقى تسكت خالص يا احمد تسكت 

احمد وقف قصاد اخوه وهالة عرفت ان دي لحظة المواجهة وكل واحد هيقول اللي جواه 

احمد اتكلم بوجع : لا مجربتش يا ادهم كل اللي انت بتقوله ده بس مش ده العذاب الوحيد اللي ممكن الانسان يتعذبه .. انا وعيت على الدنيا مع جدتك الله يرحمها ولاّ يسامحها وعلى طول كانت في خلاف مع ماما وبتتمنى تبعدها لحد اللي حصل ده كانت فرصتها وانا كنت عيل يدوب ابن اربع ولا خمس سنين واقنعتني ان وجودك هيخليهم يطردوني من البيت واني لازم اخلي بابا يصدق انك مش ابنه والا انا هكون مكانك وهيمشيني انا وعلشان كنت عيل صدقت ونفذت كلامها مكنتش فاهم ايه اللي هيحصل وايه اللي هيتم وانت كنت مجرد بيبي وحسيت ان كلامي مش بيعمل حاجة بس جدتي كانت بتقنعني ان ده الصح واني بكده هفضل في البيت وكبرت على الخوف ده والجبن ده وبدأت افهم واشوف ان كل خناقات بابا وماما كانت عنك انت وبس وحسيت انك انت محور اهتمامهم وان انا ماليش لزوم في البيت وبعدها ماتت جدتي ووصتني قبل ما تموت اني لازم اخلي بالي وافضل في البيت والا هيطردوني وهيا لما تموت مش هيكون عندي حد اروحله وهروح الشارع وبعدها ماتت فعلا والخوف اللي جوايا اتحول لرعب وطول الوقت خايف اني فعلا اكون في الشارع لو غلطت ولقيت اني كل ما بقول انت بابا بيصدق وحسيت ان دي طريقة اقدر احافظ بيها على وجودي كنت عارف انها غلط بس كنت خايف .. كنت بتمنى نكون اخوات .. بس معرفتش اعمل ده لان حتى بابا بقى يهددني اني ما العبش معاك ولا اتكلم معاك والا هكون زيك وخوفي زاد .. كنت ديما عايش مرعوب .. مرعوب من كل حاجة .. كنت زيك بالظبط ديما لوحدي .. بتقول انك عمر ما كان عندك ام او اب او اصحاب قولي امتى انا كمان كان عندي حاجة منهم ! امك كرهتني يمكن انت كنت حاسس بحبها لكن انا كانت بتكرهني وزي ما ابوك كان بيقولك انه بيكرهك امك كانت بتقولي انها بتكرهني .. اما ابوك فكان مشغول بيك انت وبعقاب ماما عن طريقك تقدر تقولي امتى كان اب ليا ! فأنا زيك بالظبط ولا اب ولا ام ولا مسموح يكون عندي اخ .. واصحاب ؟ معرفتش اكون اجتماعي ويكون عندي اصحاب .. الحفلات اللي بتتكلم عنها كنت بعلن عنها والعيال كانت بتيجي تلعب وتاكل لكن عمر ما كان حد فيهم صاحبي واكيد انت عارف ده كويس .. ادهم انا كنت مخفي في البيت ولحد النهاردة أنا مخفي .. محدش بيحس بيا .. محدش بيشوفني .. انا عشت نفس وحدتك تماما بخلاف جزء الضرب فقط .. نفس الحرمان اللي انت عشته انا عشته بل بالعكس انت كنت عارف ان امك بتحبك وهيا مجبورة لكن انا لأ .. الاتنين اتشغلوا بخناقاتهم عليك لدرجة انهم نسيوا ان عندهم ابن تاني حتى آية اختنا حبتك انت ومحبتنيش وكأن هيا كمان كانت عارفة اني جبان .. حاولت كتير اكلمك بس انت كنت بترفض وتقولي لو بابا جه وشافك هتتعاقب وكنت بتهرب مني ... كنت بحاول اكلمك وانت بترفض .. بعد ما كبرت .. شربت! حد فيهم حس بيا ؟ ولا همهم ! صاحبت اسوأ ناس ولا فرق معاهم ! بعدها اطردت انت من البيت وقولت يمكن يشوفوني بس بالعكس امك قفلت على نفسها وانسحبت من الحياة كلها وابوك رمى نفسه في شغله وفضلت انا برضه لوحدي .. قررت اني لازم اذاكر يمكن الفت نظره .. ( ضحك بوجع ) تخيل ان انا جبت امتياز .. انا احمد الفاشل جبت امتياز وكنت فرحان وقولت اخيرا هيشوفني واخيرا انا جبت زي ما ادهم كان بيجيب بس سمعني وهز دماغه وقالي كويس ومشي ده كان رد فعله كلمة كويس .. اتخرحت بتقدير عالي ماهموش .. مسكت الشركة معاه وحاولت اكون زيه او اثبتله اني ابنه واني ناجح زيه بس برضه ولا فرق معاه ... مهما اعمل انا مخفي يا ادهم .. انت الاساس .. انت محور حياتهم .. ولما ظهرت من تاني رجعت برضه محور حياتهم .. تعرف لما عرفوا اني مبخلفش كان عادي جدا ولا همهم .. انت لما شافوا عيالك ومن غير ما يعرفوا انهم عيالك حبوهم .. واول ما اتأكد انك ابنه اول حاجة قال هكتبله كل حاجة باسمه وارجعله حقوقه وساعتها عملت اللي عملته .. مش فارق معايا الفلوس بس نفسي اكون انا مرة محور تفكيرهم .. مهما اعمل مش بيشوفوني .. ابوك وقع واتشل وكل تفكيره انك تسامحه طيب انا .. ليه محدش شايفني ؟ ليه محدش حاسس بوجعي ! ليه محدش حاسس بوحدتي ! ليه مهما اعمل ما بتحسوش بيا ! وديته دار المسنين وقولت يمكن يحس بيا حتى لو بالكره المهم يحسوا بيا بس ساعتها انت انقذت الموقف واخدتهم عندك وبقيت برضه انت محور حياتهم وانا برضه زي ما انا لوحدي .. جيتلك بيتك وقولتلك نفسي في اللي عندك .. ( دموعه كانت نازلة ) ولحد النهاردة يا ادهم نفسي في اللي عندك ! نفسي في حبهم ! نفسي يحسوا بيا ! نفسي امك في مرة تضمني ! مرة واحدة تضمني بحب ! انت بتقول اتحرمت من حضنها .. امتي حضنتني ! عمرها .. اديك اهو رجعت لحضنها بس لحد النهاردة هيا لسه بتلومني .. مش قادرة تفهم اني كنت عيل اتلعب بيه .. كان المفروض تاخدني في حضنها وتطمني انها على طول هتكون امي وعلى طول هتحبني لكن هيا استسلمت لشر جدتي وسلمتني لها فبتلومني انا على ده ؟؟ انا عايش في وجع مستمر ما بينتهيش ! حد فيكم حس بده ؟ حد فيكم حس ان ورى رخامتي دي وجع بحاول اداريه ! حد فيكم لاحظ ان نفسي يكون عندي عيال زي زياد وآية ؟ حسيت انت اني بحب عيالك انا وسهر؟ 

اتهمتني لما قولت لزياد على المكان ده اني عايز انتقم منك مثلا او عايز اعيد الماضي ولو ما اتهمتنيش مباشرة نظراتك كانت بتتهمني! حاولت تسألني ليه عملت كده ! بس اتهام صامت .. لو كنت سألتني كنت هقولك اني اتمنيت نكون انا وانت مع بعض ويكون ده مكانا السري ولما معرفتش احقق ده معاك حققته مع ابنك وده كان مكانا السري .. هو فرشه وساعدته في انه يكون مريح بكل طريقة واسأله هيقولك اننا كنا بنلعب فيه مع بعض انا وهو .. اسف يا ادهم اعذرني اني عشت مع ابنك اللي معرفتش اعيشه معاك انت .. اعذرني بس الكلام معاك صعب جدا ومرهق جدا .. حاولت اقرب منك ولحد دلوقتي ولحد اللحظة دي بحاول اقرب منك بس انت فعلا صعب جدا .. مش عارف اقرب منك .. فقربت من ابنك .. ولو عايزني ابعد عنه هبعد .. اللي انت عايزو انا هعمله .. اللي يرضيك هعمله ..

أحمد قعد مكانه بتعب وبيحاول يوقف دموعه ويسيطر على اعصابه لانه اول مرة يتكلم مع حد في كل الامور دي واول مرة يفتح قلبه لحد ! لحظات صمت كتيرة عدت على الاتنين وادهم واقف هو كمان عنده ذهول من اللي بيسمعه وعقله بيحاول يحلل الأمور دي ويفكر فيها ويفكر في لمحات من الماضي .. 

هالة بتنقل نظراتها بين الاتنين ومحترمة سكوتهم لانها عارفة انهم هما الاتنين لازم  يوصلوا لبعض بنفسهم .. 

ادهم بصوت مبحوح : اخدت سنين كتيرة بره ليه محاولتش توصلي بره ! 

أحمد بيحاول يتكلم بطريقة طبيعية وبدون ما صوته يتقطع : سافرنا بره فترة طويلة ولما رجعنا حاولت كتير اوصلك بس كنت بتبقى مسافر وبعدها كنت شخص له وضعه وله اسمه وحسيت ان ممكن دخولي لحياتك يأذيك بسبب بابا ففضلت بعيد 

ادهم فضل ساكت شوية وقعد مكانه قصاد اخوه مش عارف يتكلم وحاول يقول اي حاجة : بس انت لك وضعك في البيت مين قال ان انت مخفي ولا محدش بيشوفك .. بيتهيألك !

احمد بصله : تحب اثبتلك ؟ طيب انا مش هرجع البيت وهكلم سهر تروح عند باباها يومين وتعال نشوف امتى ابوك او امك هياخدوا بالهم اني مش موجود .. 

ادهم باصرار : هياخدوا بالهم 

احمد : مش قبل يومين ده لو لاحظوا 

هالة اتدخلت : احنا مش هنا علشان نعمل تحديات احنا هنا علشان توصلوا لبعض

ادهم بصلها : انتي كنتي عارفة كل اللي حصل ده ؟

هالة : طبعا لا بس كنت عايزة اسمع منه هو ليه بعد عن اخوه الصغير .. سمعت مراتك وسمعت والدتك وسمعتك فكنت عايزة اسمعه لاني واثقة ديما ان كل حكاية فيها طرفين وكل حكاية اصلها حكايتين .. فكنت عايزه اسمع الحكايتين .. 

ادهم : ودلوقتي ايه المفروض يتم ! نقول حصل خير ونقوم نسلم على بعض ! ايه ! منتظرين مني اعمل ايه ! بعد سنين طويلة كل واحد بيجي يقولي غصب عني ! المفروض انا اعمل ايه ! مش عارف انتو منتظرين مني ايه ! 

احمد اتكلم بخنوع : محدش منتظر منك حاجة اللي يريحك اعمله 

ادهم وقف بنرفزة : وايه هو اللي يريحني ! هاه ! ( ادهم غمض عنيه ) انتو بتتكلموا في اكتر من عشرين سنه عذاب .. المفروض الواحد ينساهم ازاي ؟ يتجاهلهم ازاي ! انا اتعذبت وانت اهو بتقول اتعذبت طيب ايه العمل دلوقتي ! ( بص لهالة ) قوليلنا انتي المفروض نعمل ايه ؟ 

هالة : محدش طلب منك تعمل حاجة يا ادهم ! انت كان مطلوب منك تسمع وبس .. تفهم .. تحس .. اما دلوقتي مش مطلوب منك اي حاجة ! 

ادهم بجمود : كويس لاني مش مستعد اعمل اي حاجة غير اللي سبق وعملته .. سماح وسامحت الكل اكتر من كده مش هقدر .. ( بص لاخوه ) مش هقدر يا احمد الغي السنين اللي فاتت دي كلها واعتبرها مفيش .. 

هالة : محدش طلب تلغيها بس تقدر تفتح صفحة جديدة .. انت بقيت انسان جديد فإبدأ حياة جديدة .. خد وقتك وابدأ من جديد .. أما انت يا احمد ابدأ عيش حياتك وبطل تنتظر التقدير من اللي حواليك عيش لنفسك مش لغيرك .. دلوقتي بقى عندك بيتك ومراتك اللي بتحبك فعيش ليهم وعلشانهم .. ابوك وامك بيحبوك بس للاسف اتشغلوا بخلافاتهم عنك بس ده مش معناه ابدا انك مش مهم او انك مش موجود بدليل انك اول ما تعبت كلهم كانوا جنبك وابوك حاول يشتريلك الكبد ولا نسيت ! لدرجة انه راح لاكتر شخص بيكرهه وطلب منه ووافق علشانك يعمل صفقة من اصعب ما يكون ( نظراتها كانت علي ادهم ) .. حتى اخوك كان ممكن ما يتبرعش وده كان المتوقع منه بس لانك اخوه اتبرع .. فانت محبوب يا احمد من الكل انت بس محتاج تهتم بأحمد شوية وتبطل تستنى تقدير اللي حواليك .. السنين اللي فاتت كانت صعبة على الكل والكل اتجرح والكل اتوجع بس جه الاوان بقى نقفل الجروح دي .. قوموا يالا روحوا .. كفاية النهاردة .. 

الاتنين خرجوا وكل واحد فيهم مشي من طريق واحمد راح لعربيته ودخل ودورها بس فضل مكانه شوية  وبعدها سند على دركسيون العربية وعيط من قلبه .. 

ادهم راح لعربيته ودورها واتحرك وبعدها لمح أحمد في عربيته في وضعه ده فمشي وبعدها وقف ورجع لاخوه خبط على قزازه واحمد رفع دماغه باستغراب واتقاجىء بأدهم واقف فمسح دموعه بسرعة وفتح قزاز العربية وحاول يكون طبيعي : خير ؟

ادهم بيحاول هو كمان يكون طبيعي : انت كويس ؟

أحمد ابتسم : كويس .. عادي يعني ! 

ادهم بعد ما كان هيمشي بصله : تعال معايا

احمد باستغراب : فين ! 

ادهم : البيت ! اقفل عربيتك وتعال 

ادهم مشي ومعطالوش فرصة يرد واحمد اتردد بس بعدها قفل عربيته ونزل ركب مع اخوه واتحرك بيهم للبيت 

احمد وهو باصص لقدامه : هنروح فين ؟

أدهم بدون ما يلتفتت ناحيته : البيت عندي .. انا لوحدي وانت لوحدك خلينا نفضل مع بعض يمكن نعرف نقرب من بعض 

احمد سكت وشوية واتصل بسهر وطلب منها تروح لبيت باباها وتبلغ حنان انها ماشية وتعرفها انها استأذنت جوزها وبس وما تقولهاش حاجة تانية .. 

ادهم بصله : على فكرة هتتصل بيك ، وتسألك على الاقل مراتك مشيت ليه ! 

احمد ضحك بوجع : تسألني هههه ده انا طلقت مراتي ما سألتنيش اطلقنا ليه ! على العموم هنشوف 

ادهم : هنشوف 

وطلعوا مع بعض على البيت في صمت وقعدوا قصاد بعض 

احمد اخيرا اتكلم : عيالك عاملين ايه ! 

ادهم بهدوء : كويسين 

أحمد : ليه خليتهم يمشوا ؟ 

أدهم هز اكتافه : مش انا .. هما مشيوا .. 

أحمد : ليلى بتحبك !

ادهم : عارف ومش الحب مشكلتنا 

احمد باستغراب : امال ايه مشكلتكم !

أدهم سكت شوية وبعدها بصله : اننا اغبيا 

احمد مفهمش بس سكت وبعدها اتكلم : حاول ترجعهم .. ( كمل بوجع ) حاول تكون اب لعيالك غير الاب اللي احنا اتربينا معاه .. ما تخليش عيالك بعيد عن حضنك 

ادهم بنرفزة : اكيد مش بمزاجي 

احمد : مراتك بتحبك وانت بتحبها يبقى مفيش حاجة اسمها مش بمزاجي .. شوف ايه اللي يرجعكم لبعض واعمله مهما يكون ! 

ادهم معرفش يقوله ايه فبصله : ما تخليك في حالك !

احمد بص للارض : حاضر هخليني في حالي 

قام وقف يمشي فادهم اتكلم : انا ما قولتلكش تمشي 

احمد بصله : وده مش معناه اقعد 

ادهم : اووووف .. بص اقعد بس ما تتكلمش عن مراتي ولا عيالي .. ولا تتكلم عن اللي فات .. 

احمد ابتسم بوجع : مش هتكلم حاضر 

ادهم شاور بدماغه : تشرب ايه ! 

احمد : اي حاجة 

ادهم دخل وعمل قهوة بس خرج كان اخوه على الكنبة ونايم فابتسم وسابه وشرب هو قهوته وهو بيفكر في اللي حصل وعنيه على اخوه بيحاول يتخيل لو كان سمح لاحمد يقرب منه هل كان في حاجة اختلفت ! 

قام يعمل اي حاجة ياكلها وقلب في الفريزر يشوف يعمل ايه ! بس قفلها ونزل يشتري اي حاجة من تحت .. اشترى كل حاجة محتاجها ورجع على البيت واقف في المطبخ وفرش الحاجة اللي اشتراها مش عارف يبدأ منين ويعمل ايه ! قدامه كبدة وفلفل اخضر وليمون وبصل اخضر وعيش .. طيب يبدأ بإيه ؟

اخيرا قرر يستعين بصديق وطلع موبيله وطلب المساعدة .. 

قاعدة في بيتها واستغربت رنة موبيله واترددت كتير ترد عليه ! ياتري عايز ايه منها بعد اللي حصل بينهم اخر مرة ! وبعد مصارعة مع نفسها قررت ترد عليه : الو ! 

للمتابعه اترك تعليق



الحلقة السادسه عشر من الجزء الثالث 

المشوة 


ادهم فرش الحاجة اللي اشتراها مش عارف يبدأ منين ويعمل ايه ! قدامه كبدة وفلفل اخضر وليمون وبصل اخضر وعيش .. طيب يبدأ بايه ؟

اخيرا قرر يستعين بصديق وطلع موبايله وطلب المساعدة .. 

ع الجهة التانية قاعدة في بيتها استغربت رنة موبايله واترددت كتير ترد عليه ! ياتري عايز ايه منها بعد اللي حصل بينهم اخر مرة ! وبعد صراع مع نفسها قررت ترد عليه : الو ! 

أدهم ابتسم انها ردت بس كشر ورد بصوت عادي : ايوه يا ليلى كنت عايز خدمة منك لو ينفع !

ليلى استغربت : اكيد اتفضل !

أدهم : قدامي كبدة وبصل اخضر وفلفل اخضر وليمون وعيش 

ليلى باستغراب شديد : وبعدين ! كل بالهنا والشفا 

أدهم كشر : ايوه مش لازم يتعملوا الاول ولا يتاكلوا كده !

ليلى هزت دماغها وابتسمت : اههه .. وانت هتعملهم !

ادهم بتريقة : عندك بديل ! 

ليلى بابتسامتها : الكبدة شكلها ايه !

ادهم : ايه شكلها ايه دي ! اهي كبدة! سؤالك غريب 

ليلى كشرت : يا ذكي متقطعة ازاي ولا علي بعضها !

ادهم ابتسم : كتلة علي بعضها 

ليلى : وليه يا فصيح ماخليتهوش يقطعهالك !

ادهم بنفس اللهجة : علشان يا فصيحة جايبها من السوبر ماركت مش من جزار 

ليلى كانت عايزة تضحك بس كشرت : طيب يا فصيح قطعها قطع صغيره بس الاول انت عايز تعملها ايه ! هتحمرها ببصل وفلفل اخضر ولا هتعملها اسكندراني !

ادهم بنفس التريقة : ماعنديش ادني فكرة عن اللي بتقوليه دي ! اهو اي كبدة والسلام المهم نتعشى !

ليلى يدوب هترد بس اخدت بالها من كلمة نتعشى ! مين يا ترى معاه ! وماقدرتش تمنع نفسها : مين دول اللي يتعشوا ؟ مين معاك !

ادهم ابتسم من غيرتها الواضحة : هيكون مين يعني ؟ أحمد معايا 

ليلى : امممممم احمد ! بس اشمعنى ! ايه اللي لمكم علي بعض ؟

أدهم : مش اخوات لازم مسيرنا نتلم علي بعض . المهم ام الكبدة دي في ليلتها دي ؟

ليلى بدأت تشرحله طريقة عمل الكبدة الاسكندراني لانها اسهل عليه وبتستوي بسرعة وفضلت معاه علي الفون وهو بيعملها 

ادهم بيدوقها : طعمها تحفة ..

ليلى ابتسمت : بالهنا .. اخص عليك جوعتني واحنا اخر الليل ونفسي راحتلها ! 

ادهم بأسف : يا ريتك كنتي قريبة 

ليلى قبل ما تضعف اتكلمت بلهجة قوية : يلا بالهنا ! لو عوزت اي حاجة ابقى كلمني ! تصبح علي خير 

قفلت قبل ما يرد وهو فضل كتير باصص للفون وبيسأل نفسه ليه مراته مش في حضنه ! وليه بعيدة عنه كده ! 

فاق من افكاره علي صوت احمد : يا ترى الطعم هيكون بجمال الريحة اللي صحتني من احلى نومة دي ولا ايه ! 

ادهم ابتسم : تعالي دوق ! اعتقد استوت 

داق احمد وبذهول : انت بتعرف تعمل اكل بالروعة دي معقولة ؟

ادهم كان عايز يقوله لأ دي ليلى كانت معاه خطوة بخطوة بس تراجع وابتسم وسكت 

حطوا الأكل وقعدوا الاتنين ياكلوا بشبه صمت وكل واحد غرقان في افكاره .. ادهم بيفكر في ليلى وعياله وأحمد بيفكر في كل اللي فات ومواجهة النهاردة وبيفكر هل امه هتتصل بيه ! 

قاطع سرحانهم الاتنين موبايل احمد اللي اتحمس وادهم ابتسم وكأنه بيأكد انها امه هتطمن عليه علشان اتأخر ..

احمد قام بسرعة لتليفونه وبص لادهم بإحباط : سهر 

ادهم هز دماغه ورجع لطبقه واحمد انسحب للبلكونة يكلم مراته وبعد فترة طويلة خرج وقعد قصاد ادهم اللي لسه مكانه 

ادهم : كمل اكلك 

أحمد : الحمد لله أكلت

ادهم : تشرب حاجة ! 

أحمد وقف : خليني اعمل انا القهوة .. قهوتي هتعجبك 

ادهم وافق وبدأ يشيل الاكل وبص لباقي الكبدة ماعندوش ادنى فكرة هيعمل بيها ايه ! 

قعدوا يشربوا القهوة مع بعض وادهم قطع الصمت : هتتصل 

أحمد ابتسم بوجع : مش هتتصل .. دي لا اول مرة ولا اخر مرة اغيب فيها عن البيت .. عادي يعني 

ادهم : بس ده زمان كان الوضع مختلف 

احمد : امك كرهتني زمان علشان استغلال جدتك وبعدها كرهتني علشانك والكره بقى الطبيعي 

ادهم : اكيد مش بتكرهك .. مفيش أم بتكره عيالها 

احمد بصله باستنكار : طب حد غيرك يقول الكلام ده .. 

ادهم بص لبعيد وسكت ومابقاش عارف ايه الصح ومين الصح ولا مفيش حد اصلا صح ؟

بعد فترة ادهم وقف : انا هقوم انام .. وانت الاوضه دي تقدر تنام فيها 

وراه اوضه الضيوف واحمد دخلها واخوه جابله هدوم لو احتاج يغير وسابه وراح اوضته وحاول ينام بس مرة واحدة قام ودخل المطبخ وخرج علي عربيته واتحرك علي الطريق اللي ياما ساقه كتير قبل كده .. 

وصل بعد الفجر ودخل بهدوء كان الكل نايم وهو ف الصالة وقف تماما مكان ما كانت ليلى نايمة على الارض بفستان فرحها افتكر ليلة فرحهم وازاي قال لليلى انه مابيحبهاش وانها فارضة نفسها عليه وانه مهما يتهرب منها الا انها بترجعله تاني وبتفرض نفسها تاني وانه مش قادر يتقبل جوازه منها وانه يومين وهيسيبها ويطلقها وغمض عينيه بيفتكر منظرها المصدوم وكسرة نفسها واستغبى نفسه وقتها قد ايه ظلمها وكان قاسي عليها وهي كانت شارياه وفضلت تحاول معاه لاخر لحظة وتخيل لو هي استسلمت لكلامه ومعافرتش معاه كان حاله بقى ايه ؟وحياته ازاي ؟ والجواب كان انه هيكون من غير حياة أصلا وجود ليلى ف حياته دخل كل حاجة حلوة ليها .. بيت واولاد وحتى اهله اللي رافضهم حاجات كتير وضحت واتصححت بينهم .. وحمد ربناا وشكر ليلى انها فضلت تحاول معاه .. طب دلوقتي ايه ! معقول كلامه واتهامه ليها كان موجع المرة دي اكتر من رفضه ليها ليلة فرحهم ولا ايه بالضبط ؟ مش فاهم ومش عارف .. دخل المطبخ وافتكر محاولاتها تقرب منه وازاي كانت كل شوية تخترع حجة شكل عشان تقربله وابتسم لمواقف كتير كانت مجنونة فيهم وبتجننه معاها .. هز راسه وقفل باب الذكريات واتحرك راح ناحية أوضة ولاده واطمأن عليهم وطبع بوسة خفيفة على جبين كل واحد عشان ما يحسوش بيه ويصحوا وابتسملهم وخرج وبعدها دخل بهدوء وتوتر عند مراته كانت نايمة وكمشانة في بعضها .. مابتنامش بالطريقة دي غير لما تكون بردانة أو تعبانة أو زعلانة منه .. بص حواليه وحس ان البلكونة جايبة هوا ساقع فقفلها وقرب منها وفرد نفسه جنبها و ضمها وهي استكانت بين ايديه وفردت نفسها لما حست بالدفء .. فتح عينيه على وسعهم عشان يشوفها ويشبع منها وحس زيها بالدفء والاستقرار وعرف لحظتها قد ايه وحشاه ووحشه قربها والامان اللي بيحسه بوجودها ايوة هي امان روحه الضايعة اللي مش عارفلها طريق واكتشف انه ماعندوش حبيب الا ليلى .. باس جبينها وريح دقنه بالراحة جدا على راسها وفضل على حاله عشان ماتحسش بيه وافتكر ساعتها كل لحظة حلوة عاشها في حضنها .. كل بسمة كانت هي سببها .. كل فرحة في حياته كانت هي اساسها .. هي كانت تعويض ربنا علي كل حاجة مُرّة في حياته...ليلى هي سر سعادته وكفاية اوي انها أهدته اجمل هديتين في عمره زياد وآية ...  فاق من ذكرياته علي  الشمس اللي بدأت تنور ... لازم ينسحب خلاص.. كان محتاج لقوة قهرية علشان تخليه يبعد عنها ويقوم ويمشي من عندها ..لكن قام وطلع بعد ماتحرك بعربيته ليلى انتبهت فجأه وحست باحساس غريب .. 

بصت حواليها واستغربت ان البلكونة مقفولة .. هي ماقفلتهاش ..

عقلها رافض يعترف .. مسكت هدومها وشمتها كانت ريحته وريحة برفانه واضحة ! معقولة كان جنبها ! قامت بسرعة ونزلت لتحت جري حافية ودورت عليه زي المجنونة بس مفيش للاسف .. الولاد ! اكيد هو عندهم ! طلعت جري لاوضتهم بس نايمين لوحدهم ! معقولة جه ومشي ! طيب ليه مافضلش ! ماكانتش هتقدر تمشيه المرة دي ! دخلت اوضتها بإحباط وهنا لمحت علبة صغيرة علي الكوميدينو وعليها ورقة : (بالهنا .. ماينفعش يكون نفسك فيها وماتكنش بين ايديكي )

ابتسمت بتلقائية وفتحت العلبة وريحة الكبدة جوعتها اكتر واكتر ولقت كيس فتحته كان فيه عيش شكله طازة قعدت مكانها وأكلت وهي مبتسمة وفرحانة ومش عايزة تفكر في اي حاجة .. 

علي الظهر ادهم وصل بيته كان احمد منتظره بيستعد للنزول 

احمد : كنت فين كده ؟ قلقتني ! 

ادهم باستغراب : تقلق ليه ! 

احمد : خرجت من الليل ومارجعتش

ادهم : طيب وفيها ايه ؟ عادي يعني ! 

احمد : عادي عادي .. المهم انا همشي 

ادهم ابتسم : اتصلوا بيك صح ! مش قلتلك !

احمد ابتسم : مش قلتلك انت انك موهوم ! يا ابني ماقلتلك انا في البيت انفيزبل ( غير مرئي) .. حاجة مالهاش وجود بالنسبالهم .. كمالة عدد لا مش كمالة عدد ده كمالة العدد محسوس اكتر مني .. انا ولا حاجة في البيت .. ممكن لو غبت اسبوع ممكن يلاحظوا 

ادهم بصله ومش عارف يقوله ايه فقاله بلهجة عدم اقتناع : بيتهيألك .. اكيد بيفكروا فيك و 

احمد قاطعه : انت مش محتاج تقولي حاجة تريحني .. ده وضع اتعودت عليه من ساعة ما وعيت علي الدنيا .. انت محور الاهتمام في كل الحالات .. حب ، كره ، غضب ، خناق ، حب 

كله من الاخر

ادهم : مش هقولك غير اللي الكل بيقولهولي .. اسمع من الطرف التاني .. مش يمكن يكون لها وجهة نظر انت مش واخد بالك منها !

احمد بابتسامة صفرا : يا حبيبي انت وضعك مختلف .. كانت مجبورة ومغصوبة لكن انا قالتهالي صريحة وكتير انها بتكره وجودي في حياتها وبتكرهني شخصيا 

ادهم وقف جامد واحمد ابتسم وقرب منه : مش محتاج تقولي حاجة يا ادهم .. الوضع ده اتعودت عليه خلاص وتعايشت معاه كان فارق معايا انت وبس .. كان لازم افهمك الوضع كله ومازلت عند كلامي اللي قلته لو مش عايزني جزء من حياتك وحياة ولادك انا متفهم ده ! دي حريتك ودي 

قاطعه ادهم : بطل هبل وكلام اهبل .. انت عم عيالي وده وضع عمره ما هيتغير .. بعدين الولاد بيحبوك اصلا .. ( هزر ) مش عارف ليه بس بيحبوك 

احمد ابتسم وبصوا لبعض وادهم كمل : بعدين احساس ظريف يكون عندك اخ اكبر .. اينعم رخم ودمه تقيل بس احسن من مفيش 

ضحكوا الاتنين واحمد ضم ادهم اللي استغرب لوهلة وبعدها ضم اخوه ...


احمد مشى يجيب مراته وروح بيها البيت ودخلوا كالعادة البيت ساكت وكل واحد في اوضته .. 

دخل بحزن وقعد علي سريره ومراته قعدت جنبه ورفعت وشه : مالك بس يا أحمد ايه اللي جرالك ؟ ليه الحزن ده كله ! ايه اللي اتغير ؟

أحمد بوجع : مابقتش قادر يا سهر ! خلاص تعبت ! وكأني في سباق مابينتهيش ، مهما اجري مفيش اخر ولا في نهاية !

سهر بحب : الحياة كلها عبارة عن سباق وكل واحد بيتسابق علي حاجة مختلفة ومابينتهيش السباق الا بنهاية الحياة .. ليه عايز تنهي سباقك ؟

احمد : علشان تعبت ومش قادر اكمل 

سهر بحزن : طيب وانا ! انا فين في حياتك يا احمد ! كمل علشاني .. حياتنا قدامنا 

أحمد : وهي فين الحياة دي يا سهر !

سهر : انت ليه يا أحمد محسسني ان الحياة محصورة هنا بس ! احنا ممكن نعيش يا أحمد براحتنا بره البيت ده ! من زمان وانا نفسي اطلع بره البيت ده بس خايفة انت تزعل ! تعالي نخرج لبره ونعيش لوحدنا ، ليه رابطنا بهنا ! 

أحمد بصلها وكأن الفكرة غريبة او جديدة او مش فاهم ليه فعلا رابط نفسه بهنا ورد عليها : بس هنا بيتنا يا سهر 

سهر : هنا ذكريات العذاب وبس سواء ليك أو لأخوك او حتي والدك ووالدتك ..

تعالي يكون لينا حياة بره ونبني بيت صغير وعيلة صغيرة ونتبني بيبي صغير ونربيه ونتبني تاني وتالت كمان .. تعالي يا أحمد نعمل حياتنا بايدينا ..

أحمد سرح في كل كلامها وبيوزنه في دماغه وبيسأل نفسه هو ممكن يعمل اللي مراته بتقوله ده ! ولا هيفضل هو كمان عايش في دوامة العذاب والماضي ومش عارف يخرج منها !! 

ليلى بعد تردد كبير اتصلت بهالة وحكتلها اللي حصل 

هالة : طيب كل ده كويس ومتوقع علي فكرة .. ايه بقى ؟

ليلى باستغراب : ايه ايه ؟ وايه هو اللي متوقع ده ! 

هالة : اللي حصل يا ليلى ! حب جوزك ! انا مش عارفة ازاي شكيتي في حبه ! حبه واضح وضوح الشمس 

ليلى : ماشي واضح بس دلوقتي ايه العمل ؟

هالة : انتي عايزة توصلي لايه ؟ 

ليلى : اكلمه ! يرجع بيته ! نرجع مع بعض ! 

هالة سكتت شوية وبلهجة شك وتردد : براحتك 

ليلى كشرت : بتقوليها كده ليه ! 

هالة : ليلي ياحبيبتي انا مش بخطط لحياتك ولا انا بحركها .. دي حياتك انتي ودي قرارتك ! انتي حرة ترجعي لجوزك أو لأ ! انتي حرة تسامحيه أو لأ ! ماينفعش أنا اخد القرار عنك أو افرض عليكي رأي انتي رافضاه .. انتي نسيتي اتهامه انك زوجة فاشلة وأم أفشل ارجعيله ! نسيتي طرده ليكي في المستشفي ارجعيله ! نسيتي قلب كل الموازين ضدك وقلب كل حقيقة في حياته عليكي ارجعيله ! سامحتيه بالسرعة دي ارجعيله ! دي حياتك انتي يا ليلى ! دي قراراتك ! بس القرار اللي هتاخديه لازم تكوني واثقة منه وتكوني متأكده انك مش هتندمي بعدها؟  مش هتقولي ياريتني كنت أخدت موقف ! ياريتني كنت وقفته وقلتله معاملتك ليا بالشكل ده مرفوضة واتهاماتك مرفوضة ! فضفضتك لغيري مرفوضة ! إنك تقفل في وشي باب حياتك وقلبك مرفوض ! في حاجات كتيرة محتاجة يتحط علي حروفها نقط علشان يكون ليها معنى ! لكن لو انتي عندك كل الكلام واضح ونقطك ظاهرة فخلاص ارجعي

ليلى سرحت في كل الكلام ده وعقلها كان بيصورلها كل كلام الدكتورة وكل الكلام اللي بيتقال وكل الاتهامات اللي حبيبها وجهالها ... 

ليلى اعتذرت وقفلت الموبايل وفضل عقلها يراجع كل اللي فات .. من يوم ماعرفته لحد النهاردة .. وحست بالخنقة .. اتخنقت جدا .. اختفت ابتسامتها وافتكرت شريط حياتها وقد ايه جت علي نفسها كتير علشانه بس كمان هي غلطت معاه كتير .. امتي بعدوا بالشكل ده عن بعض وليه بعدوا عن بعض وليه اتهموا بعض بالشكل ده ! غمضت عينيها بوجع ونفسها لو تقدر بعصاية سحرية ترجع حياتها زي ما كانت قبل ما يسافر وكل دنيتها تتقلب بالشكل ده .. بس للاسف مفيش عصاية سحرية ومفيش جنية بتحقق الاحلام ومفيش غير الواقع الأليم ده وهو انها هي وجوزها واقفين في مفترق طرق وكل واحد بيشد التاني في اتجاه وللاسف محدش فيهم عايز يسيب مكانه ويروح جنب الثاني .. لحد امتي هيفضلوا كده مش عارفة ! بس مفيش قدامها غير انها ترمي همومها واتكالها علي ربنا وتدعي ان هالة تقدر تمحي اثار الماضي لان الماضي نفسه عمره ما هيتمحي وتدعي ان جوزها يرجع يشوف الدنيا بنظرة مختلفة ويرجع يوزن الأمور بعقل مش بالماضي .. 

ادهم راح لهالة وقعد قصادها كتير ساكت بيهز رجله بتوتر .. هالة منتظراه يتكلم لكن هو ساكت وباصصلها 

هالة : وبعدين ! مالك ! حساك زي القنبلة الموقوتة وعايز تنفجر ! انفجر 

ادهم بغضب مكتوم : عايزاني اقول ايه !

هالة : قول ايه اللي مضايقك !

ادهم وقف وبغضب : وسيادتك مش عارفة ايه اللي مضايقني ! هاه !

هالة بهدوء : ايه ! مش هنجم 

ادهم بغضب : بعد مراتي وعيالي عني ! سفرهم لاخر الدنيا ! علاقتي باهلي ! اخويا اللي سيادتك مش سايباه في حاله وخليتيه هو كمان ينهار ! انتي عارفة ! انتي عاملة زي الخراب اللي كل ما بيدخل حاجة بيهدها ! انتي بتهدي مش بتصلحي علي فكرة .. انتي .... انتي .... انتي بتدمري اي شيء تدخليه .. 

هالة بهدوء : انت شايف كده !

ادهم بعنف : مفيش غير كده ! انتي سيادتك مش واخدة بالك انتي عملتي ايه ! 

هالة : لا مش واخدة بالي عملت ايه ! 

ادهم باتهام : هديتي حياتي 

هالة : تصدق عندك حق ! انت كنت عايش في شهر عسل وانا لما عرفتوني بدأتوا تتخانقوا ! 

ادهم بغضب : بتتريقي حضرتك ؟

هالة : اتهامك ليا مش هيريحك يا ادهم ممكن اتهام مراتك يخفف عنك الحمل لكن اتهامي انا ماعتقدش .. مش في محله 

ادهم بدفاع : انا مابتهمش حد 

هالة : امال تسمي ايه اللي بتعمله دلوقتي ! هو انت حياتك كانت مضبوطة قبل ما تيجيلي ! انت سيبت الماضي يأثر عليك يا ادهم .. رجعت تعيش فيه من تاني علي الرغم من انك كان المفروض تقفله تماما 

ادهم : حاولت اقفله بس ليلى فتحت الباب علي اخره 

هالة : ليلى برضه ! ليه دايما بتتهم ليلى ! 

ادهم : امال اتهم مين ! مش هي اللي ودتنا للفيلا ! مش هي اللي رمتني في وسط النار !

هالة : ماشي خليني معاك .. هي رمتك في النار ... كرها فيك ؟ 

ادهم بصلها وسكت وماردش 

هالة كررت : ليلى عملت ده قاصدة تؤذيك ! جاوبني 

ادهم بصلها : اكيد مش قاصدة 

هالة : ولما هي مش قاصدة بتعاقبها ليه؟

ادهم بنرفزة : وهو فين عقابي ده !

هالة : وهو من ساعة ما رجعت من السفر انت بتعمل ايه غير انك بتعاقبها علي احساسك الداخلي ! 

ادهم وقف رافض يعترف بده : لا طبعا هي ماتقبلتنيش 

هالة : طبيعي لما واحدة جوزها يرجع بعد شهور طويلة وشه مختلف تماما لازم تتاخد وبعدين ذنب مين البعد ده اصلا ! مش انت اللي رفضت انها تسافر معاك واصريت تسافر لوحدك ! مش انت اللي منعت يكون في اي اتصال بينكم طول الفترة دي ! مش انت اخترت تقطع نفسك لوحدك هناك ؟ بعد ما رجعت بتعاقبها هي علي قراراتك ؟

ادهم : ماكنتش عايزها تتعذب معايا ، ماكنتش عايزها تشوفني ضعيف بالشكل ده وبنهار من عملية للتانية ، كنت عارف انها هتكون رحلة وجع واخترت اتحملها لوحدي ده غلط ؟

هالة : بغض النظر ده غلط ولا صح بس ده اختيارك انت يبقى ماتلومش حد تاني علي نتيجة اختيارك 

ادهم دور وشه بعيد : انا مالمتهاش انا اتصدمت من قراراتها واتصدمت من رفضها .. انا عشت في الم مستمر طول سفري ورجعت بحلم باللحظة اللي ليلى تشوفني فيها وادفن نفسي في حضنها وارجع بيتي واتصدم ان بيتي فاضي واتصدم تاني ان مراتي رجعت لبؤرة عذابي واتصدم اكتر برفضها ليا في اللحظة دي حسيت بجبال بتتحط فوق اكتافي .. جبال حنتني ومابقتش قادر اقف و اواجه من تاني 

هالة كملت : فقررت ترمي حملك كله فوق ليلى وتتهمها بكل كبيرة وصغيرة في حياتك

ادهم باعتراف : كنتي عايزاني اتهم مين ! ابويا ولا امي ؟ اتهامهم الاتنين اصعب من بعض 

هالة : ليه صعب ! ليه يا ادهم اتهامهم صعب ؟

ادهم بصلها كتير : علشان ندمانين .. موجوعين ...

هالة بهدوء وبصوت يشبه للهمس : وفي نظرك ده كفاية علشان تسامحهم ؟ 

ادهم بصلها واستغرب نفسه وهو بيجاوب : لا طبعا مش كفاية .. بس في نفس الوقت مش عارف اقاطعهم ولا عارف اسامحهم ... فالأسهل كان ...

سكت فهالة كملت كلامه بتفهم : الاسهل كان انك تطلع غضبك علي ليلى اللي انت عارف كويس انك مهما تعمل هتتحملك !

ادهم هز دماغه بموافقة : فعلا كان الاسهل .. بس ماتخيلتش انها هتوصل بينا للمرحلة دي ودلوقتي ولا انا عارف ارجع لأهلي ولا انا عارف ارجع لمراتي .. دلوقتي انا بقيت واقف في النص ومش عارف اعمل ايه ! قوليلي انتي اعمل ايه ! كل الاختيارات صعبة قدامي 

هالة : للاسف يا ادهم ماينفعش انا اقولك تعمل ايه ! ده اختيارك ودي قرارتك انت .. 

ادهم بصلها : وكالعادة ماعندكيش حلول وكالعادة ماعندكيش رأي مفيد 

هالة : انت بتختار تشوف ده فانت حر 

ادهم سكت : انا مش هاجي هنا تاني علي فكرة بعد اذنك 

ادهم مشي وهالة اخدت نفس طويل ورفعت سماعة التليفون وعملت اتصال اخد منها وقت طويل وقفلت التليفون بانتصار نوعا ما .. 

عدى يومين وادهم بيفكر في كل اللي بيحصل حواليه وفي الظهر تليفونه بيرن فلقى اسم هالة وقرر مايردش بس تالت مرة بترن عليه رد : نعم ! قلتلك مش هاجي تاني عندك 

هالة ابتسمت : حتي لو قلتلك ان مراتك هنا عندي مش هتيجي ! علي العموم براحتك انا مش بحب اضغط عليك ! احنا في المكتب لو غيرت رأيك 

ادهم تفكيره وتردده دام لثواني وبعدها اتحرك لعند هالة 

ليلى بتوتر : علي فكرة ممكن مايجيش ادهم بيعشق العند 

هالة : علي فكرة هيجي خلال دقايق !

ليلى بتفرك ايديها بعصبية : لا انا كنت باردة معاه في المرات الاخيرة هيجي ليه ! مش هيجي

هالة : سافر ست ساعات علشان بس قلتيله نفسك راحت للكبدة متخيلة مش هيجي مشوار عشر دقايق ! يعني بأي منطق ! 

وبالفعل خلال ربع ساعة كان ادهم بيخبط علي باب هالة ودخل وهو بيحاول يخلي ملامحه جادة : السلام عليكم 

الاتنين ردوا السلام وهالة كملت : اتفضل اقعد 

ادهم دخل وقعد وبص لناحية مراته : ازيك !

ليلى : الحمد لله كويسة 

ادهم : زياد واية فين ؟ 

ليلى : سيبتهم في البلد مع ماما 

ادهم هز دماغه وبص لهالة : خير ! طلبتيني 

هالة : خير بس انت اتواجهت مع الكل الدور علي مراتك 

ادهم بتهكم : ماتقلقيش اتواجهنا واعتقد كل واحد فينا قال اللي عنده

هالة : طيب انا عايزة اعرف ايه اللي عندكم ! ايه اللي وصلتوله ؟

ادهم بتهكم : ان انا ابن ستين في سبعين واني قليل الاصل ونسيت كل حاجة حلوة في حياتها واني شيطان وقلبي اسود ومش عارف اسامح حد ..( بص لليلى ) صح كده ولا نسيت حاجة ؟

ليلى اخدت نفس طويل وبصت لهالة 

ادهم اتنرفز : بتبصيلها ليه ! انا اللي بتكلم فكلميني انا 

ليلى بصتله : مش هتكلم لان سيادتك بتحور في الكلام علي هواك فمش هتكلم غير معاها هي او ردا علي سؤال غير كده مش هتكلم 

ادهم بص لهالة : اتفضلي سيادتك اسأليها 

هالة لادهم : مين قال انك شيطان او ان قلبك اسود ؟

ادهم : كلامكم ! نظراتكم ! اتهاماتكم 

كل حاجة بتقول ان ده تفكيركم 

هالة : لا طبعا محدش قال كده ولا ينفع اصلا حد يفكر كده .. ادهم اللي انت اتعرضتله في حياتك ماكانش قليل وما ينفعش نطلب منك تتجاهله او تنساه وبعدين احنا النهاردة مش عايزين نتكلم عن الماضي احنا عايزين نتكلم عنكم .. مش ده اللي كنت بتطلبه مني ! تتكلم عنها ! اتكلم اهو 

ادهم دور وشه بعيد : ماعنديش كلام اقوله 

هالة ل ليلي : طيب اتكلمي انتي !

ليلى هي كمان دورت وشها بعيد : ماعنديش كلام اقوله 

هالة مطت شفايفها : امممم طيب ايه رأيكم انا اسأل وانتو تجاوبوا ! اعتقد ده حل مريح .. بداية يا ادهم ليه سافرت تعمل العملية !

ادهم استغرب وبصلها وهي وضحت : هنتكلم من الاول 

ادهم : هي عارفة سافرت ليه

هالة : لا لا مش عايزة اجابات بالشكل ده ولا هي عارفة ولا هو عارف عايزة اجابة واضحة .. سافرت ليه يا ادهم ؟

ادهم : علشانها .. من حقها تعيش حياة طبيعية مع راجل طبيعي 

هالة : وانت ماكنتش طبيعي ؟

ادهم : لا طبعا .. كنت بهرب من اي اجتماعات في اي مناسبات ، كنت مختفى من اي نشاط اجتماعي وتباعا هما كمان اختفوا معايا ! حاجات كتيرة قصرت فيها علشان تشوهي 

هالة : ده السبب الوحيد لسفرك ؟

ادهم : لأ .. السبب الثاني كان علشان والدي ووالدتي .. احساسهم بالذنب يقل شوية .. ابويا متخيل انه لو عالجني ده ممكن يلغي السنين اللي فاتت فأنا حبيت اديه الاحساس ده حتي لو مؤقت 

هالة : وليه رفضت مراتك تسافر معاك ؟

ادهم : انا سبق وجاوبتك علي السؤال ده !

هالة : سمعني تاني وسمع مراتك إجابتك 

ادهم : كنت عارف ان فترة العلاج هتكون طويلة ومؤلمة وماحبتش هي تشوفني بالشكل ده وبالضعف ده غير كده ماحبتش برضه اننا نسيب الولاد لفترة طويلة لوحدهم من غيرنا احنا الاتنين ! 

هالة : طيب ليه رفضت اي اتصال بينكم طول شهور سفرك ! 

ادهم سكت شوية : معظم الوقت كنت تعبان ومن عملية للثانية وكنت بتوجع ولو كلمتني وانا خارج من عملية ماكانتش هتتحمل ومن صوتي هتعرف انا تعبان قد ايه سواء من العملية او من بعدي عنهم او من القرار ده في حد ذاته .. ماحبتش انها طول الوقت تفضل مفترضة وجعي وعذابي وحبيت اني اعيشه لوحدي

هالة عقبت : وده كان تاني غلط ارتكبته .. غلطك الاول كان برفضك ان مراتك تسافر معاك وتتعود علي تغيرك وتشاركك فيه واحدة واحدة والثاني رفضك انها تكون علي اتصال بيك .. دي يا ادهم كانت بداية سلسلة الاخطاء اللي اتراكمت بعد كده

ادهم باستغراب : خوفي علي وجعها كان غلط مني ؟ 

هالة : الحياة الزوجية مشاركة للاوجاع قبل الافراح .. كان المفروض مراتك تكون معاك وساعتها ماكانتش هتحتاج لوقت تتعود فيه على شكلك لانه اصلا اتغير قدامها خطوة خطوة لكن انت سافرت بشكل ورجعت بشكل تاني خالص .. الصدمة الاولي كانت منك 

ادهم : طبيعي هتيجي في صفها وهتحاولي تطلعيني غلط في كل حاجة

هالة : انت عارف كويس اني ما باخدش صف حد 

ادهم بنرفزة : طيب يا ستي انا غلطت هي ماغلطتش ! 

هالة : غلطت طبعا بداية من نقل حياتها لبيت حماها دون موافقتك ( بصت لليلى ) ليه اخدتي الخطوة دي ؟

ليلى : كان المفروض اعمل ايه ! حمايا تعبان وكان شبه مشلول وماكانش قادر يروح ويجي كل يوم علشان احفاده وكنت لوحدي وماعرفتش ارفض طلبه والحاحه وهو بالحالة دي ! واحد مشلول بيجي المشوار ده يوميا علشان يشوف احفاده وبيترجاني اروح عندهم يكونوا قدامه ماعرفتش ارفض كتير وبعدها بدأت الدراسة والباص رفض ياخدهم المشوار ده كله وعلشان يروحوا بالسواق كان لازم يطلعوا من البيت الساعه ٥ الفجر علي الاقل علشان يوصلوا في ميعادهم وحسيت اني بعذب الولاد علشان اصحيهم الساعه ٤ الفجر ويرجعوا البيت ٤ او ٥ العصر والاتنين صغيرين وخلال اسبوع انهاروا من التعب وكرهوا المدرسة وبقت مأساة يوميا الصبح في الصحيان ومأساة لما يرجعوا وحمايا رفض الوضع ده وساعتها قرر ينقلهم وبالفعل خلص اوراقهم ولما عرفت مصاريف المدرسة كان كل حاجة تمت .. هو عارف والده بيتصرف ازاي ! اصلا خلال يوم كان نقلهم ودفع مصاريفهم وخلص كل حاجة .. كان المفروض برضه هنا اعمل ايه ؟ ماكانش في حلول قدامي ( ليلى بصت لادهم ) قلي انت كان المفروض اتصرف ازاي ؟

ادهم بيحاول يتخيل تعب الولاد ومأساتهم ولام نفسه  علي ده وبعدها بص لمراته : ماكانش المفروض من الاول تسيبي بيتك ! كانوا هما قعدوا معاكي لحد ما انا ارجع .. ابويا كان بيسحبك للڤيلا بطريقته واستغل تعبه علشان يضغط عليكي 

ليلى : وانا ماعرفتش اتصرف .. ماعرفتش مش هنكر بس كان في ايدي ايه اعمله ! 

ادهم بزهق عليها : ما تحطيناش في المشكلة وبعدها تقوليلي اعمل ايه ! 

هالة اتدخلت : طيب يا ادهم اتحطينا في المشكلة والامور مشيت وانت رجعت 

ليه بعدت عنها ؟

ادهم : صدمتني بمقابلتها ليا ورفضها 

ليلى بصتله : صدمني شكلك .. ماتخيلتش انك هتتغير للدرجة دي ! حسيتك انسان تاني مش جوزي ! المفروض كنت اعمل ايه ؟ اجري ارمي نفسي في حضنك وازغرط ؟ 

ادهم بجمود : ما تجريش يا ستي بس مش تتصدمي 

ليلى بصتله كتير وهو باصصلها : علي فكرة انا مش هنكر اني كنت بعشق وشك المشوه .. ايوه يا ادهم كنت بحبه 

ويمكن اكون افتقدته .. ايوه مش عايزاك مشوه بس انا حبيتك كده وعشت معاك عمر بحاله كده ، اكيد مش في لحظة همسح كل السنين اللي فاتت واقلب الصفحة واحب الشكل الجديد .. كنت خايفة تكون اتغيرت وبالفعل انت اتغيرت واتحولت لانسان غريب 

ادهم : انا ما اتحولتش انا بس كنت بصد ضرباتك اللي كانت بتنزل عليا ضربة ورا ضربة .. ماكنتش ملاحق منك 

ليلى : انت اللي مش ملاحق ولا انا ! انت سيبت البيت ورفضتني ورفضت تديني بس شوية وقت 

ادهم زعق : وانا مين يديني الوقت ده ! شهور بحلم برجوعي لحضنك وارجع الاقيكي بتقولي ( اتكلم بتريقة ) ايه ده ! ياااا مش عاجبني رجع القديم كان احلى عليك وكأنه قميص مثلا هغيره 

ليلى هي كمان صوتها علي : ماقدرتش ! ماقدرتش اديك الاحساس ده اعذرني .. اولا كنا في بيتكم وقدام اهلك كنت منتظر مني ايه ! انا اللي كنت منتظرة منك تقرب مني وانت برودك صدمني 

ادهم بصدمة : برودي ! برودي انا ؟ 

ليلى : ايوه لان المفروض سيادتك اللي تاخد الخطوة الاولي مش انا 

ادهم : وانا من يوم ما عرفتك يا ليلى وقلتلك ماتنتظريش مني خطوات اولي 

ليلى بغضب : ده كان زمان واخدت الاف الخطوات الاولي المرة دي كانت عليك انت لانك انت اتغيرت ورجعت انسان تاني مختلف .. انا اسفة ( بصت لهالة وبصتله ) انت بتقول انك مجروح مني بس انا مجروحة منك فوق ما تتخيل .. 

هالة : قولي يا ليلى كل اللي جارحك من ادهم !

ليلى سكتت شوية 


للمتابعه اترك تعليق


الجزء الثاني من الحلقه السادسه عشر 

المشوة 


هالة : قولي يا ليلى كل اللي جارحك من ادهم !

ليلى سكتت شوية وبصتله : كل مرة كنت بتسيبني وتروح لشقتنا القديمة كنت بتجرحني .. كل مرة بتخرج من البيت بتجرحني .. كل مرة بتنام في طرف السرير بتجرحني .. 

ادهم بهدوء : ولما انا بجرحك بخروجي ليه مفيش مرة جيتي ورايا ! كان ممكن كله يتحل بمجيك مرة ( كمل بوجع ) بس مرة !

ليلى بوجع : او كان ممكن تطردني من عندك وساعتها تقفل كل الطرق بينا ؟

ادهم بصلها بصدمة : اطردك ؟ وهو انا عملتها قبل كده في حاجات اصعب من كده ! ده احنا كنا متطلقين ولما جيتي فتحتلك بابي .. ازاي فكرتي كده ! ازاي تخيلتي اني ممكن اطردك !

ليلى هزت دماغها : ماعرفش يا ادهم .. كنت راجع مختلف كل حاجة فيك مختلفة وتفكيري مشوش وانت رفضت تطمني .. خفت منك ومن ردود افعالك .. حسيتك عايز تبعد وتكون لوحدك وماحبتش اضغط عليك .. كنت بموت في الليلة مليون مرة وبمنع نفسي الف مرة اجيلك

ادهم بوجع : ياريتك كنتي جيتي !!

ليلى بوجع : وياريتك ماكنت مشيت 

ادهم : ماكانش ينفع اقعد في المكان ده ! انتي ازاي تخيلتي اني ممكن اقدر افضل فيه ! كل ركن فيه ذكري مؤلمة رجعتيني لبؤرة عذابي يا ليلى 

ليلى : فكرت انك هتعمل ذكريات تانية جديدة تغطي القديمة 

ادهم : ما ينفعش ... ما ينفعش يا ليلى يكون عندك مثلا حرق في ايدك وله اثر بشع وعلشان تغطيه او تداريه تقومي تحرقيه من تاني .. ده اللي انتي عملتيه فيا .. رجعتيني تحرقيني من تاني وتعيدي كل اللي فات تاني 

ليلى دموعها نزلت : ماكانش ده قصدي 

ادهم بأسف : بس ده اللي حصل !

الاتنين سكتوا وهالة سابتهم شوية يلتقطوا انفاسهم وبعدها رمت قنبلتها الثانية : طيب وداليا ! بتسمي علاقتك بيها ايه يا ادهم ؟ 

ادهم كشر : مش علاقة اولا 

ليلى بصتله بحدة : امال ايه ! اللي بترتاح في الكلام معاها تسميها ايه !

ادهم بغضب : علي فكرة انا قلتلك ساعتها الجملة دي علشان بس اضايقك لانك كنتي مستفزة ساعتها 

ليلى : ده علي اساس انك ماكنتش فعلا بتشوفها وتقابلها وتتكلم معاها ؟

ادهم : كنت محتاج لحد يا ليلى ! انتي كنتي بعيدة وكنت عايز اي حد ! اي حد بغض النظر هو مين المهم حد اتكلم معاه وبس .. مافكرتش في كل اللي بتقوليه ده ولا علاقة ولا زفت بس كنت محتاج لحد يسمعني ما تخيلتش ان سيادتك هتفسري ده غلط او هي كمان هتفسره غلط 

هالة : للاسف يا ادهم اي واحد هيتكلم مع واحدة ويحكيلها مشاكله ويرمي عليها همومه لازم يتفهم غلط .. 

ادهم : اصلا هي غبية بتقول كانت بتحسدنا علي حبنا وبتتمني دايما تعيش حب زي كده يقوم لما تحصل بينا شوية مشاكل تتخيل اني هحبها ؟ مش ده غباء ؟

هالة : لا طبعا .. داليا حبت قصة الحب اللي بينكم ولما الظروف اتغيرت بينكم تخيلت انها ممكن تعيش نفس القصة دي معاك .. اعتقد يا ادهم ان داليا ماحبتكش انت شخصيا هي حبت حبك لليلى واتمنت تعيشه مكانها .. حبت قصة الحب نفسها واتمنتها لنفسها وتخيلت انها ممكن تكون مكان ليلى وتعيش الحب ده ..

ادهم : حبتني او حبت الحب ده مش فارق معايا ..( بص لليلى ) داليا مش سبب نتخانق عليه انا وانتي ولا سبب ان الشك يدخل بينا ؟

ليلى كشرت : مش سبب للشك بس ده ما يمنعش انك جرحتني بلجوءك لغيري وفضفضتك مع غيري .. 

اتكلموا كتير وهالة بتتدخل من وقت للتاني 

هالة : اتكلمنا كتير ودلوقتي مش هقدر اقول ان حد فيكم كان غلطان لانكم انتوا الاتنين اتشاركتم الغلط .. ليلى انتي اخدتي قرارت نوعا ما مش مقبولة وحضرتك وقفت تتفرج عليها وقلتلها تحملي نتيجة غلطاتك وسيبتها 

ادهم باعتراض : كان المفروض اعمل ايه !

هالة : انت رب الاسرة يا ادهم .. انت قبطان المركب .. لو حد اخد قرار غلط وظيفتك تصلحه مش تسيب المركب تغرق كلها .. كان الصح لما ترجع وماتحملتش تفضل في الڤيلا تاخد عيالك ومراتك وتمشي وماتقليش الولاد لانه كان ممكن تفهمهم ان وجودهم في بيت جدهم كان وضع مؤقت لبعد رجوعك من السفر وبرجوعك ترجعوا بيتكم .. لكن اللي عملته انك بعدت وده غرق مركبكم اكتر واكتر يا ادهم 

ادهم : ودلوقتي ! ايه الصح ! نفضل منفصلين ! نرجع لبعض ! مابقتش عارف صراحة اي حاجة !

هالة : انت في اجازة حاليا يعني تقدر تسافر مع مراتك !

ليلى بصتلها باستغراب وهالة كملت : سافر معاها البلد وابعدوا عن كل الضغوطات اللي هنا .. عاتبوا بعض واسمعوا بعض واوصلوا لبعض من تاني .. عالجوا بعض ببعض وعالجوا اخطاءكم وانتوا مع بعض .. قربوا من بعض بس في نفس الوقت خليكم بعيد عن بعض 

ادهم : فزورة دي يعني !

هالة ابتسمت : لا مش فزورة اللي اقصده اني مش عايزة علاقة زوجية تتم بينكم 

ادهم باعتراض : ليه ان شاء الله ؟

هالة : لانها بتشوش الأفكار يا أدهم وبتقلب الحقايق والغلط بيكون صح والصح بيكون غلط .. هتقربوا من بعض وتسمعوا بعض وتسامحوا بعض ولما نصفى تماما من بعض ساعتها نقرب بقى بجد من بعض 

ليلى بهدوء : يعني قصدك كل واحد فينا في اوضه ؟

هالة : لا طبعا ده اكبر غلط واكتر شيء ممكن يدمر علاقة زوجية .. محدش فيكم يسيب اوضته ابدا مهما كان الاختلاف او الزعل ... 

ادهم باستفسار : انتي عايزانا نفضل مع بعض ونتكلم مع بعض ونكون مع بعض في أوضه واحدة ومفيش علاقة تحصل بينا ! ( بتريقة ) انتي واعية للي بتقوليه ؟

ليلى كانت هتضحك علي اسلوب ادهم 

هالة ردت : صدقني هتندهش من قوة الإرادة اللي هتكتشفوها عندكم 

ادهم بتريقة : إرادة اه قولتيلي !! بس كده مش عايزة حاجة تانية ؟

هالة كملت : لا طبعا في حاجة مهمة جدا 

ادهم بتريقة : اللي هي؟ 

هالة : سيادتكم هتقسموا الايام علي بعض 

الاتنين : يعني ايه ؟

هالة : يعني انتي هتقومي يوم بكل طلبات البيت والولاد من اكل وشرب وكل حاجة وهو هيقوم يوم 

ادهم اعترض : نعم ! ده ايه ده ان شاء الله ! لا طبعا 

ليلى بعد ما كانت هتعترض هي كمان الا انها بصت لادهم : وفيها ايه يعني ! 

ادهم : لا فيها كتير ده مش دوري 

ليلى : انك تساعدني مش دورك ؟

ادهم : ماتحوريش كلامي .. انا لا بعرف اعمل اكل ولا اغير لولاد ولا الكلام ده لكن مساعدتي مش بتأخر وانتي عارفة ده كويس 

هالة : طيب هي برضه هتساعدك زي ما كنت بتساعدها .. احنا هنقلب الادوار تماما .. كل واحد هيتقمص دور الثاني في اليوم بتاعه وهنشوف 

ادهم : انت عايزة توصلي لايه !

هالة ابتسمت : عايزة ادهم وليلى كيان واحد ده اللي عايزة اوصله 

ادهم اخد نفس طويل : انتي شايفة ان دي الطريقة الصح ! نبدل ادوارنا ؟

هالة بابتسامة : ده مجرد يوم ويوم صدقني مش صعبة 

ادهم : طيب عايزة توصلي لايه بكده ؟

هالة بغموض : هتعرف لوحدك .. هتعرف ودلوقتي خد مراتك وروحوا علي بيتكم يلا امشوا ... 

اخد مراته وروح الاول علي شقته لم حاجته المهمة وليلى واقفة بتتمشي في بيتها واتمنت لو يقضوا الليلة دي هنا في حضن بعض بس كلام هالة مفيش اي علاقة تحصل كشرت لما افتكرت ..

ادهم متابعها بتبتسم وتكشر وقرب منها فاجئها وراها وحط ايديه حوالين وسطها وهي كل نواقيس الخطر ضربت لان مقاومتها تقريبا زيرو .. 

للمتابعه اترك تعليق


الحلقة السابعه عشر من الجزء الثالث 

المشوة 


أخد ادهم نفس طويل جدا وباس رقبتها بحب وهي حاولت تشد نفسها وهمست : دكتورة هالة

قاطعها : مامنعتش اننا نقرب من بعض ابدا .. 

شدت نفسها من بين ايديه وواجهته : لا منعت وقالت نقرب من بعض الأول ونصالح بعض ونتكلم مع بعض 

أدهم بهزار : انا مسامحك .. قربي مني 

ليلى اتضايقت وكشرت : وانا مش مسامحاك .. والموضوع مش مجرد كلمة وينتهي وانا مش أمر مسلم ولا بإشارة من إيديك هرمي نفسي بين دراعاتك وهدفن نفسي في حضنك 

ادهم كشر : انتي اللي مش مسامحاني ؟ وانتي سبب كل البعد اللي بينا !

ليلى بغضب : البعد كان اختيارك انت قبلي وبعدين أنا لو بعدت فكان بدون قصد مني لكن انت كل حاجة عملتها بقصد وكنت عايز تجرحني واديك جرحتني فماتجيش دلوقتي ببساطة تفرد ايديك وتنتظر مني أدفن نفسي بينهم لأن ده مش هيحصل ومش بالبساطة دي يا أدهم 

دورت وشها بعيد تتنفس وتسيطر على أعصابها مستغربة منين جابت القوة دي علشان تواجهه بالمنظر ده وبدون ما تلتفت ناحيته : مش عايزين نتأخر على الولاد فيلا علشان نتحرك .. لو محتاج لمساعدة في تجهيز شنطتك بلغني 

أدهم : لا متشكر 

نزلوا الاتنين واتحركوا في طريقهم ومعظم الطريق كان صمت 

أدهم باقتضاب : عايزة حاجة قبل ما نتحرك على الطريق ؟

ليلى : لا شكرا هنام 

أدهم سكت وساق بصمت وهي بالفعل نامت لحد ما وصلوا الفجرية وادهم وقف فهي اتعدلت وبتبص حواليها وبصوت نايم : احنا وصلنا فين كده ؟

أدهم : وصلنا قدام شارع ابوكي واحنا الفجر نجيب الولاد ولا نخليهم للصبح ؟

ليلى بصت حواليها كويس : معقولة وصلنا بسرعة كده ؟

ادهم بتريقة : ماهو انتي نايمة هتحسي ازاي بالطريق ؟ المهم الولاد ؟

ليلى : لا مش هنصحيهم دلوقتي ونقلق البيت كله خليهم للصبح

أدهم كمل طريقه لحد بيتهم و وقف ونزل بتعب وارهاق ودخلوا بيتهم مع بعض وطلعوا لأوضة نومهم مباشرة وادهم غير هدومه بالعافية وغرق في النوم بمنتهى السرعة .. أما هي فضلت كتير مراقباه وحست ان الأيام الجاية مش هتكون سهلة أبدا .. 

أدهم صحي من نومه على ولاده بتتنطط جنبه وبيصحوه بفرحة اتعدل ضمهم وبص للساعة كانت بعد الظهر بكتير واستغرب ازاي غرق في النوم بالشكل ده .. فوق نفسه ونزل مع ولاده ومراته كانت في المطبخ دخلها 

ادهم : صباح الخير 

ليلى ابتسمت : صباح النور .. حاولت أمنع الولاد بس صبرهم نفد وأصروا يصحوك 

أدهم ابتسم : لا كفاية كده نوم وكويس إنهم صحوني .. كانوا واحشيني أصلا 

بعد شوية صمت ليلى سألته : جعان ؟ 

أدهم : ميت من الجوع سيادتك رفضتي ناكل حاجة على الطريق 

ليلى بصتله باستنكار : وأنا مالي انت سألتني عايزة حاجة قلتلك لأ 

أدهم : ما أنا مش هقف على الطريق وأنزل أكل

لوحدي !

ليلى بتريقة : ليه يعني ! صغير ولا بتتكسف ؟

أدهم بصلها وكشر عينيه وبيفكر يسكتها ازاي المخلوقة دي بس انقذها دخول زياد اللي شده لبره يقعد معاهم 

عدى أول يوم بسلام وبدون أي مشاحنات يمكن لأن الولاد معظم الوقت مستحوذين على أبوهم ومش مدينه اي فرصة يبعد عنهم للحظة وده ريح ليلى كتير .. كمان الليل عدى بسلام لأنها ماعرفتش تنام بعد ما وصلوا فبالتالي نامت بمنتهى السرعة . 

النهار طلع وادهم كان نايم على الفجر وصحي على صوت الولاد بينادوا عليه فزعق : سيبوني أنام شوية واطلعوا بره

زياد : بس يا بابا احنا جعانين قوي 

أدهم رفع دماغه حاجة بسيطة وبصله : روح لأمك قلها 

زياد : ماما قالت إن النهاردة يومك انت وانت اللي هتفطرنا وتغدينا وتعشينا 

أدهم كشر وافتكر كلام هالة فبرطم : أبوكي على أبو اللي جابك على اللي يعرفك يا شيخة .. قال يومي قال 

( على صوته ) انت يالا انزل لأمك وقلها إن انت جعان يلا انزل وسيبني أنام 

حط المخدة ع دماغه ورجع لنومه بس دقايق وابنه وبنته كمان رجعوا تاني 

آية : يا بابي جعانة بقى 

أدهم بص لابنه : أمك فين !

زياد : يا بابا ماما قالتلي ملهاش دعوة وحضرتك مسئول النهاردة عن كل حاجة وأي حاجة عايزينها نطلبها منك انت مش منها .. ودلوقتي انا جعان أعمل ايه بقى !

آية : وانا كمان يا بابي جعانة خالص 

أدهم اتعدل : أووووووف .. امك فين !

زياد : تحت 

أدهم نزل بغيظ ولقاها نايمة على الكنبة وماسكة مبرد لضوافرها وبتبرد فيهم وده وصله لقمة غضبه فزعق : ليلى !

ليلى بهدوء رفعت دماغها بصتله : نعم 

أدهم بغيظ : مش شايفة عيالك جعانين ؟ 

ليلى بلا مبالاة : طيب أكلهم يلا .. سخن اللبن وحطلهم كورن فلكس واسلق بيضة لآية وأقلي واحدة لزياد وحطلهم جبنة وقطع خيارة علشان آية بتحب الخيار مع الجبنه اما زياد بيحب الطماطم اكتر .. بس كده

أدهم بيسمعها وبيراقبها وهي بتتكلم وبتبرد ضوافرها وبدون حتى ما تبصله وهو واقف مكانه عايز ينزل يقتلها ولما سكوته طال بصتله : مستني ايه اتحرك واه صح ما تنساش الشاي بلبن بتاعي تعمله كله لبن وبس تحط فيه فتلة الشاي وماتنساش قطعتين كيك معاه ، وكملت ببراءة :وطبعا ماتنساش نفسك يا حبيبي شوف تحب تفطر ايه !! 

أدهم نزل لحد عندها وشد المبرد من ايدها وشدها كلها وقفها قصاده وبغضب هي خافت منه : انتي متخيلة ان انا هعمل كل اللي انتي قلتيه ده ! انتي بتهرجي ولا بتستظرفي .. يعني انتي صاحية وبتبعتي العيال يصحوني علشان افطرهم ! اوعي تفتكري اني هنفذ الكلام الفاضي اللي المجنونة بتاعتك دي قالت عليه !

ليلى بعد ما كانت هتتراجع إلا إنها قررت تكمل : احنا اتفقنا وانت وافقت فمش هترجع في كلامك دلوقتي .. ولا دلوقتي بقى عادي عندك ترجع في كلامك ! 

أدهم بغضب ساب ايديها ومش عارف يقولها ايه بس كل اللي عارفه انه حاليا عايز يضربها هي او هالة 

ليلى كملت وبصت للساعة : على فكرة يادوب تلحق تفطرهم وتبدأ تجهز للغدا 

ادهم وهو بيكز على اسنانه : ليلى 

ليلى ابتسمت : على فكرة اليوم لسه في أوله وللأسف مابينتهيش بسرعة 

قبل ما يرد زياد اتدخل : وبعدين مين هيأكلنا ! احنا جعانين ! 

زياد نقل نظراته بين أبوه وأمه اللي واقفين قصاد بعض في تحدي 

ليلى ابتسمت وهربت من عينين ادهم اللي مابقتش قادرة تواجهه اكتر من كده وإلا هتستسلم فراحت وراه وحطت ايديها على أكتافه الاتنين واتكلمت بهزار : النهاردة هيكون أجمل يوم علشان هناكل من ايدين بابي 

علت صوتها في بابي بهزار والولاد اندمجوا معاها وهيصوا الاتنين واتنططوا وهي بالراحة زقت أدهم يتحرك ناحية المطبخ والولاد مسكوا ايديه الاتنين يشدوه وهي وراه بتزقه وهو هيولع من الغضب لحد ما دخلوا المطبخ 

وقف وحط ايديه في وسطه وليلى قعدت على كرسي الترابيزة وزياد وآية قعدوا على التربيزة نفسها 

زياد : بابي الاول اللبن تسخنه هتلاقيه في التلاجة 

أدهم بص حواليه فاتكلمت ليلى : قدامك اهي على الحوض اللي هتسخن فيها اللبن

ادهم بص وشدها وفتح التلاجة بيدور على اللبن 

ليلى : في برطمان مليان قدامك

ادهم : قصدك بتاع السمنة ده ! ده فيه لبن !

ليلى ابتسمت : ايوه بالظبط .. 

ادهم طلع وحط اللبن وكل ما يوقف ليلى تقوله كمان لحد ما قالتله كفاية

ادهم : لبن ايه ده ! ومنين !

ليلى : لبن طبيعي بابا بيجيبه 

ادهم باستفسار : بيشتريه يعني ؟ 

ليلى : لا طبعا بيحلبه من البقر اللي عنده .. كل يوم اخر النهار وهو مروح بيعدي عليا الاول يديني اللبن طبيعي وطازة !

زياد : انا روحت معاه مرة يا بابي واتفرجت وهو بيجيب اللبن وشوفت النونو الصغير ابن البقرة وهو بيشرب اللبن من مامته .. كان كيوت اوي يا بابي 

ادهم بتريقة : كيوت فعلا .. ربنا يخليلك جدو 

آية باعتراض : مارضيش ياخدني يا بابي انا عايزة اشوف نونو البقرة

أدهم : هخليه ياخدك حاضر 

عدى الفطار تحت اشراف ليلى وطلعوا قعدوا يادوب والولاد بيلعبوا قصادهم 

ليلى جنب ادهم : على فكرة المفروض تبدأ في تجهيز الغدا 

ادهم بنرفزة فاجأتها فاتفزعت منه : ما تضايقينيش يا ليلى .. وبعدين انا عمري ماشوفتك بعد الفطار بتقومي جري تجهزي الغدا ولا سيادتك عايزة توريني قد ايه بتتعبي ! وبعدين من امتى انا كنت الراجل الجاحد اللي مش مقدر تعب مراته في بيتها ومع عيالها ! 

ليلى حست فعلا انها جاية عليه لانه عمره ما بخل عليها بمساعدته ابدا 

ليلى : ماكنتش بقوم علشان بكون مجهزة الغدا قبلها بيوم ومجهزة كل حاجة علشان اعرف اقعد معاك وماقضيش اليوم في المطبخ 

أدهم كشر وبصلها : وطبعا انتي امبارح ماعملتيش حاجة خالص علشان تسحليني انا في المطبخ النهاردة ؟ ولا علشان تهربي من الوقت اللي المفروض نقعده مع بعض ؟ 

قام وقف وبصلها : انا هعفيكي عن الوقت ده وهقللهولك على قد ماقدر ماتقلقيش والغدا ياستي ماتهتميش بيه مش الغدا عليا انا .. شوفي عايزة تتغدي الساعة كام وبلغيني بعد اذنك 

قبل ما تتكلم كان سابها وطلع على فوق وهي كشرت لان مش ده اللي في بالها أبدا .. بس يمكن تكون زودتها شوية معاه ! نزل لابس وبصلها : ورايا مشوار هعمله وارجع ! وقت الغدا كلميني في الفون لو لسه مارجعتش

سابها ومشي قبل ما تتكلم وخرج يسلم على معارفه في البلد و وقت الظهر صلى ف الجامع مع حماه وبعدها روح وهو معاه الغدا اللي وصى عليه من بدري وكله مشاوي انواع مختلفة حتى الرز و الخضار جابهم .. 

ليلى بدخوله بصت للي في ايديه والولاد جريوا يستقبلوه وهو حط اللي في ايده وسألهم يتغدوا امتى ! بس رفضوا ياكلوا وقالوا بعدين .. 

طلع اخد شاور وخرج كانت منتظراه بصلها وعدى يلبس هدومه وقفته 

ادهم : نعم !

ليلى قصاده : كل المشاكل اللي كبرت بينا اتبنت على سوء تفاهم ورا التاني لحد ماوصلت للي وصلناله ده 

ادهم : وبعدين ! 

ليلى : انا ولا كان قصدي اسحلك في المطبخ ولا كان قصدي اتحجج علشان ماقعدش معاك 

ادهم بصلها : امال اسلوبك اللي اتعاملتي بيه الصبح ده تسميه ايه !

ليلى فكرت شوية وبصتله : بتدلع عليك ! هو ماينفعش الواحدة تتدلع على حبيبها وهو مأجز في البيت !

ادهم كشر شوية : ده ماكانش دلع يا ليلى وانتي عارفة ده كويس .. دي كانت مجرد غلاسة او نوع من الانتقام لكن مش دلع ابدا وبعدين انا مش حبيبك علشان تتدلعي عليا 

ادهم بعد خطوة بس وقفته تاني وبصدق : لا انت حبيبي وانت عارف ده كويس 

ادهم شد ايده منها : حبيبك لما كنتي في حضني ومش محتاجة لحد يقولنا امتى نقرب من بعض وامتى نبعد 

ليلى اصرت : انت حبيبي وانت عارف ده كويس وبعدين انا مش بعيدة عنك علشان هالة قالت نبعد لأ .. انا بعدت لاني محتاجة اقرب منك من تاني ونهد كل الأسوار اللي اتبنت بينا ونرجع كيان واحد من تاني .. 

ادهم باستغراب : وهو وجودك في حضني هو اللي هيمنع ده يا ليلى ! 

ليلى بصتله : وجودي في حضنك اكتر شيء بعشقه في الكون ده كله بس للأسف بيلغي فعلا عقلي تماما .. بكون مسلوبة الفكر والارادة 

ادهم بصلها باستغراب : يعني قبل كده كنتي مسلوبة الفكر والارادة يا ليلى ! هي دي علاقتنا وحبنا ! 

ليلى : لا طبعا 

ادهم : انتي لسه قايلة اهو إنك مسلوبة الفكر والارادة وانتي في حضني 

ليلى : زمان كنا مختلفين عن كده

ادهم : ازاي ؟ 

ليلى : كنا انا وانت واحد واثقة فيك وفي تفكيرك وفي قرارتك فلما اكون في حضنك بكون كيان واحد معاك لكن دلوقتي ... دلوقتي يا ادهم بعدنا عن بعض قوي ومحتاجين فعلا نقرب من بعض المسافات دي الأول ..

مسكت ايديه الاتنين بحب ووقفت قصاده : ارجوك يا ادهم خلينا نبدأ من الأول بدون الماضي واللي فيه وبدون وجع خليه بس حب .. ( فكرت شوية ) اعتبرني خطيبتك مثلا واسعدني .. 

قربت اكتر منه ورفعت ايديها لوشه وعينيهم اتواجهت وهمست : انا حبيبتك وانت حبيبي خلينا نقرب من بعض ، رجعني اسعد انسانة في الدنيا دي ، خلي الناس تحسدني من تاني على حبيبي ، خليني اقعد وسط صحباتي زي زمان واحط رجل على رجل واقولهم بكل فخر بيحبني وبيعشقني .. رجعني يا ادهم ملكة متوجة من تاني .. خلينا نبطل الافتراضات والبعد وكل واحد بيفكر بمزاجه ونرجع انا وانت كيان واحد وفكر واحد .. ممكن ! 

أدهم بهدوء تام نزل ايديها من على وشه وسط استغرابها ورجع خطوة لورا وبكل هدوء : الأكل تحت هيبرد .. هلبس هدومي وننزل نتغدي 

سابها ودخل يلبس هدومه وهي حست بخنقة او ضعف او فقدان أمل .. نزلت تجر رجليها بالعافية لتحت أما هو فدخل ووقف قدام دولابه يتنفس بالعافية وكل اعصابه ثايرة عليه ، ازاي قدر

يصدها كده ! كانت مادة ايديها وكل اللي كان عليه انه يمد ايديه .. كانت بين ايديه كلها هو اللي بعدها .. هيفضلوا في الغباء ده لأمتى ؟ لو بس ضمها كانت هتتجاوب بس لأ .. هي عايزة البعد ، اه عايزة تقرب منه بس مش القرب اللي كان هيحصل لو هو تجاوب مع كلامها لانه لو أتجاوب ماكانش في قوة على الأرض كانت هتقدر تبعده عنها،  فكان لازم يبعد لو هينفذ امنياتها وأحلامها دي كلها .. وافتكر كلمة هالة لما قالت " هتندهش من قوة الارداة اللي عندكم " فعلا استغرب قوة ارادته في انه يعرف يبعد عنها وهي في حضنه بالشكل ده ! بس للاسف طريقة البعد دايما موجعة .. علشان يقدر يبعد لازم يوجعها وعلشان تقدر تبعد لازم توجعه .. الظاهر ان الوجع ده جزء مكمل للحب ... بس مش هيخلي الوجع يستمر وهينهيه .. 

نزل واتغدوا كلهم في جو شبه صامت يادوب فيه الكلام على القد بين ادهم وليلى .. بعد الغدا ادهم قعد جنب ليلى يحاول يبرر موقفه بس قامت بسرعة من جنبه وقعدت جنب آية وعملت نفسها بتساعدها في عروستها اللي اتخلعت في ايديها وادهم ماحبش يضغط عليها بس عرف انه جرحها وهي مش هتاخد خطوات تانية ناحيته .. ادهم طلع الولاد يناموا شوية الظهر بحيث يعرف يتكلم مع مراته فطلبوا من ابوهم يطلع معاهم ينيمهم وفعلا طلع معاهم وفضل جنبهم يحاول يخليهم يناموا لحد ما هو اللي نام وسطهم وهما قاموا نزلوا يكملوا لعبهم 

ليلى : باباكم فين ؟

آية ضحكت : هو اللي نام 

ليلى ابتسمت : اه يا قرود انتوا ! قرود 

نيمتوا باباكم ونزلتوا انتوا تتنططوا 

زياد بضحك : نطلع نصحيه !

ليلى بسرعة : لا سيبوه ينام شوية كفاية الصبح .. 

صحي من نومه واكتشف انه لوحده فقام من اوضه الولاد وراح اوضته كانت فاضية ويادوب لحق يصلي العصر وغير هدومه ونزل كانت ليلى مش قدامه بس الولاد عاملين مهرجان ومشغلين اغاني على موبايل مامتهم 

أدهم : مامتكم فين !

زياد : جدو نادى عليها وطلعت تاخد منه اللبن 

ادهم باستغراب : وجدو مادخلش ليه !

زياد : مش بيرضى وهو راجع كده بيحب يروح يغير هدومه ويلبس هدوم جميلة الاول وبعدها بيجي ساعات يسهر معانا 

ادهم هز دماغه بتفهم ويادوب هيخرج مراته دخلت باللبن وبصتله وهتكمل طريقها 

ادهم : لسه بره باباكي ؟

ليلى باقتضاب : لا مشي خلاص 

دخلت تغلي اللبن وهو قعد مع الولاد محتار يعمل ايه وازاي يصالحها وازاي يتخلص من القرود دول !

زياد بيزقه : يا بابا رد عليا 

ادهم انتبه : عايز ايه ياد يا رخم انت ؟

زياد : عايز صوت عالي عن صوت الموبايل بتاع ماما ! ما تجيب موبايلك !

ادهم كشر وبص لابنه وابتسم : والله انت واد بتفهم 

زياد ابتسم بس مافهمش حاجة من ابوه اللي قام وراح ناحية الشاشة 

زياد باستغراب : بابا بتعمل ايه !

ادهم بصله : مش انت عايز صوت عالي ! الموبايل ياحبيبي مهما تعليه له اخر لكن هنا .... ابوك عنده سماعات واستريو وهخليلك الصالة دي تبقى صالة ديسكو دلوقتي .. قفل الشبابيك دي والبلكونة وكله ، خلي الصوت ما يضايقش حد بره 

جريوا الولاد وقفلوا كله وهو ظبط السماعات 

زياد جنبه بزهق : بس يا بابا الجو !  بقى حر لما قفلنا كله ! 

ادهم بصله : في اختراع اسمه تكييف شغله ياناصح

زياد : ماما شايلة الريموت

ادهم : روح هاته منها اجري .. 

جري ابنه وهو استغرب ليه مراته شايلة الريموت وشوية ورجع زياد بالريموت وهو شغل التكييف وشغل السماعات ووصل الموبايل وزياد بيختار الاغاني والصوت فوق العالي وليلى طلعت بسرعة بتزعق وادهم شايفها بتتكلم وبتشوح بايديها بس مش سامعها وبيشاور علي ودانه وبيشاور بايديه مش سامع وهي مكشرة وزهقت كانت هتمشي فأدهم بسرعة شغل اغنيه كان مجهزها وجري عليها شدها 

( https://youtu.be/dUU3Sz10VuI )

((بغض النظر عن المغني وعن ان الاغنيه اجنبيه بس سيبكم من كل ده وتخيلوا واحد بيغلس على واحدة بطريقة لطيفة وعياله بيتنططوا وبيشاركوه وهي بتحاول تمثل انها زعلانة منه))

وبدأ يغلس عليها ويغني مع الاغنية ويزقها وهي مكشرة وكل ما تيجي تبعد يزقها تاني ويلفها غصب عنها والولاد بيضحكوا واشتركوا مع أبوهم في الغلاسة على مامتهم اللي بتحاول جاهدة ماتضحكش من مناظرهم وبتحاول ما تتأثرش بكلمات الاغنيه اللي ادهم اختارها .. خلصت الاغنية كانت بتضحك وهربت من عينيه وهزرت

مع عيالها وهو اختار اغنية تانية وشدها عليه جامد من ايدها وهمس ( كل حرف في الاغنية دي مكتوب علشانك انتي وبس )

قلبها دق مع بداية الاغنية وحاولت تركز مع كل حرف هو بيقوله وتضحك مع الولاد بس منتبهة لكل كلمات الاغنية وخصوصا وهو بيقولها ( دعيني احبك let me love you )) او وهو بيقولها مش هستسلم ابدا فانتي ما تخذلنيش .. 

لينك الاغنية 

( https://youtu.be/H1_9d_aLLJI) 

ادهم كان بيرقص وسطهم وحس انه مبسوط من جواه 

رجع خطوة لورا وحس انه مش سامع اي حاجة بس شايفهم بيتحركوا بالحركة البطيئة وهو بيراقبهم ويراقب ضحكهم وهما بيبصوله ومتابع تنطيطهم حتى ليلى اللي كأنها عيلة معاهم بتتنطط وبتضحك وشعرها بيطير وراها مع تنطيطها وسط عيالها وهو مركز مع حركاتهم وبس

لحد ما جت آية وشدته من دراعه وقطعت تخيلاته ورجع للديسكو اللي هو مشغله .. 

اخيرا قفلوه والكل بيخبط على ودانه وبيضحك وحاسين ان الصوت بيرن وهما بيتكلموا وحالة من الضحك الهستيري مسيطرة على الكل .. وفين لحد ما الولاد هديوا وناموا وهما مبتسمين وفرحانين وابوهم طلعهم اوضتهم وحس ان سعادتهم وفرحتهم دي بالدنيا كلها ومفيش اي شيء تاني يهم غير سعادة عيلته الصغيرة دي .. 

خرج من عندهم واتفاجيء بليلى داخلة اوضتها فوقفها وبصتله 

ادهم : تعالي ننزل نقعد في التراس شوية !

ليلى بعد ما كانت هترفض الا انها اتراجعت : طيب خليني الاول اغير هدومي بحاجة مريحة شوية غير الجينز اللي لبساه من بدري 

ادهم هز دماغه : هستناكي تحت 

نزل وقعد منتظرها وهي جريت على دولابها وفتحته وبتفكر تلبس ايه ! فستان ! طيب هو ده اللي مريح ؟ لا طبعا مش عايزة تكون اوفر ،، طيب بدي وبرمودا ! لا مش هينفع يعني كان لازم تقول كلمة مريح دي ! ايه الغباء اللي هي فيه ده ! 

اوووف يا ليلى مالك ! ده جوزك من يجي عشر سنين مش من امبارح ولا اول علشان الحيرة دي ودقة القلب دي اهدي بقى كده وركزي هتلبسي ايه !

عايزة تكوني مثيرة بس في نفس الوقت عادية ،، مغرية بس محترمة انتي مش نازلة تغريه ،، طيب ايه اللي يحقق كل الشروط دي !! اوووووووف 

في الاخر استقرت على بيجامة روز برمودا وبأكتاف قصيرة جدا منفوشه شوية وبعد ما لبستها حست انه طفلة كبيرة شوية .. مغرية بس بدون قصد 

فكت شعرها وحطت توكه طوق بفيونكة صغيرة وقبل ما تنزل جابت شال صغير حطته حواليها يداري ايديها شوية لو الجو برد او ناموس مثلا ونزلت

اما ادهم فقاعد تحت متوتر بيهز رجله بعصبية وشوية ويقوم يقف ويروح ويجي منتظرها ومستغرب بتعمل ايه كل ده ! ده يادوب هتقلع وتلبس الاسدال مثلا وتنزل .. هي لما بتطلع بره الجنينة  ويسهروا بتلبس الاسدال اللي بيكره شكله اصلا ونفسه لو يمسك مقص ويقطعه مليون حتة .. ايه يا ادهم اللي بتفكر فيه ده ! انت هتقولها انك موافق على فكرة الخطوبة الجديدة تقوم تفكر في اللي هتلبسه واللي هتقطعه خليك محترم شوية في تفكيرك !

اوووف منك يا ليلى انتي واللي اسمها هالة ال .... طلعتيلي منين يا حيزبونة انتي وبعدتيها عني بالشكل ده ! انا اخطب مراتي ده في شرع مين ده ! بس لو حد يناولني رقبتك ! 

ياما نفسي اطلع يا ليلى واشوفك بتعملي ايه كل ده ! ده احنا لو خارجين مش بتتأخري كده ! ايوه هتفضل فوق وتنزل في ايديها جوز القرود انا عارف اشكالهم !! ممكن تكون مش هتنزل ! معقولة ! بس هي قالت نازلة !

سمع صوت واتشاهد انها اخيرا نازلة وبصلها وساعتها اتفاجيء واتثبت مكانه وهي نازلة بشبشبها الفرو البينك وبيجامتها اللي مخلياها

عيلة عايز يخطفها وشعرها المفكوك وحتى الفيونكة اللي في شعرها مجنناه ! ليلى هتلعب الدنيئة وهتلعب على حصونه اللي هتنهار في اول جولة ! هيرفع الراية البيضا ! بس ايه ده ! يمكن هي عايزاه هو ياخد الخطوة الاولي ويكسر كلام هالة ! معقولة يكون ده تفكيرها ! 

وسط تساؤلاته وافكاره سمعها عمالة تحمحم وتتنحنح لحد ما فرقعت بصوابعها : ايه يا ابني وصلت لفين ! 

ادهم ابتسم : بفكر لو قتلت هالة هتحاكم ولا دي يجوز قتلها ؟

ليلى فجأة ضحكت بصوتها وهو ضحك معاها : طيب المسكينة عملتلك ايه !

ادهم بصلها : وهو اللي انا فيه ده قليل ؟ انتي عاجبك وضعنا كده ؟

ليلى بجدية : بس مش هالة اللي خلت وضعنا كده يا ادهم 

ادهم اتعدل وبصلها : عارف .. شوفي يا ليلى انا فعلا مش عاجبني ابدا وضعنا ده ومش عاجبني ان يكون في حواجز بينا بالشكل ده ومش عاجبني اني افضل افكر في كل حرف تقوليه تقصدي ايه وغرضك ايه ؟ 

ليلى بتأكيد : طبعا وانا كمان مش عاجبني ده ! ده انت الصبح شوف تفكيرك كان ازاي !

ادهم بهزار : سيبك من الصبح علشان سيادتك كنتي بتتشفي فيا فمش هنتكلم عن الصبح 

ليلى شهقت بهزار : انا ! انا اتشفى فيك ! اخص عليك يا ادهم ! انا شمت فيك شوية بس 

ادهم ابتسم وهي كمان وبصوا لبعض 

و مسك ايديها : المهم انا موافق على فترة نبعد فيها عن بعض ونقرب براحتنا واحدة واحدة .. انا بحبك وطالما انتي عندك شك في ده فلازم ارجعلك ثقتك فيا 

ليلى بصتله : انا ماعنديش شك في حبك ابدا .. انا بس حاسة اننا الفترة اللي فاتت دي كانت صعبة والمصايب كانت نازلة ترف فوق دماغنا ..( اخدت نفس طويل واتنهدت ) عايزة اخد هدنة منها .. ادهم الفترة اللي فاتت كل ما كنت احاول اقرب الاقي النتيجة عكسية تماما وانت فسرت الموضوع بطريقة عكسية تماما 

ادهم بانتباه : زي ايه !

ليلى فكرت شوية : اهو اتفضل مش فاكرة حاجة خالص 

ادهم ابتسم وهي عايزة تقوله انها مش مركزة غير مع شفايفه اللي بتتحرك وبتتمنى لو هو يبطل تقله ده ويقوم يقربها منه وهي مش هتمانع ابدا 

اما هو فبيتمنى لو ماكانش غبي للدرجة دي ولسه قايلها حالا انه موافق على البعد .. بعد ايه يا متخلف وانت القمر قدامك بينك وبينه ربع خطوة .. شايف شفايفها ، رقبتها ، كلها على بعضها دي المفروض تقوم وتشيلها وما تخليهاش تنطق حرف واحد ! ما تديهاش فرصة اصلا تنطق 

فاق وهي بتقول فجأة : افتكرت 

ادهم استغرب لانه نسي هما بيتكلموا عن ايه اصلا : افتكرتي ايه !

ليلى كشرت وبصتله وهو قال لنفسه فوق كده فوق وركز معاها لتسيبك وتقوم 

ليلى بتكشيرة مصطنعة : افتكرت حاجك فسرتها غلط 

ادهم هز دماغه : اه قولي طيب ايه ؟

ليلى : عيد ميلاد اية 

ادهم كشر : ماله !

ليلى : قولت اهي حفلة وننبسط زي كل عيد ميلاد وكنت عايزة اعمله مفاجأة وانا وانت نقرب مع بعض فيه 

ادهم هز دماغه وسكت 

ليلى بحرص : سكتت ليه ؟ دي كانت نيتي بس لقيتك اتجننت وقلت بهمش دورك

ادهم ابتسم : لاني ساعتها كنت قررت نقرب من بعض وخططت اخدكم ونسافر لشرم واعملها عيد الميلاد على البحر ونقضي يومين 

ليلى كشرت اوي : اخص عليك طيب ليه ماقلتليش ! كنت عرفني !

ادهم بصلها : اقولك ازاي وانتي حتى الناس عزمتيها ! انتي عرفتيني من باب العلم بالشيء يا ليلى 

ليلى بزعل : والله ما كان ده قصدي 

ادهم : على العموم الموضوع عدى وانتهى خلاص 

سكت شوية : ايه تاني !

ليلى بصتله : ايه تاني ايه ؟

ادهم : فسرته غلط !

ليلى بعد شوية تفكير : كل مرة كنت بتصل بيك فيها كان نفسي اقولك تعال ارجع لحضني وانت بتحاول تقفل كنت بتحجج بالولاد وانت ساعتها فسرت ده اني بايعاك انت ومهتمة بالولاد بس

ادهم : كان نفسي ساعتها تتكلمي عننا .. عن حبنا .. عن حياتنا .. عني انا وانتي لكن مش الولاد ابدا .. حسيت ان هو ده اللي فاضل بينا .. عيالنا وبس !

ليلى بلهفة : كنت بتمسك بأي قشة يا ادهم 

ادهم بلهفة اكتر وقرب منها : كنت محتاج تتمسكي بيا انا مش بالولاد يا ليلى !! بحبيبك وكنت هرجع لحضنك 

ليلى كشرت بدلع : بدل حضن داليا؟

ادهم هز دماغه برفض : حبيبتي داليا ملهاش اي وجود نهائي حتى في ... في ايه .. اقول ايه ! ( بيتكلم وكأنه بيكلم نفسه ) قلبي ده وملكك وعقلي برضه ملكك ( بصلها ) طيب اقول ملهاش وجود في ايه وانا كلي اصلا ملكك انتي وبس ؟ 

هنا بصتله وركزت اوي مع شفايفه وعضت شفايفها وده كان كارت اخضر لادهم اللي بدون اي مقدمات مسك دقنها وشدها عليه وباسها .. لفترة طويلة؟ قصيرة ؟ قد ايه ! الوقت مابقالوش معنى ابدا وهي في حضنه كده ! الكون كله اختفى اصلا من حواليه ! شدها عليه وهي قامت وقعدت على رجليه بحب وضامة راسه في حضنها ولا قادرة تبعد ولا هو ناوي يبعد أصلا .. وقف وهي بين ايديه وهنا موبايلها رن فبصتله وهو همس : سيبك منه ! 

باسها تاني بس الموبايل رن للمرة الثانية فهمست : خليني ارد عليه

نزلها غصب عنه وهي راحت لموبايلها ولقت هالة فابتسمت وهو سأل : مين الفصيل ده !

ليلى ابتسمت : هالة 

ادهم ابتسم : قولتش حاجة انا .. يخربيت فصالة اللي جابوها .. فصيلة فعلا .. ردي ردي عليها ( غمغم ) أم الليلة باظت اصلا .. 

ليلى ضحكت وادته ضهرها وردت على هالة اللي اول ما سمعت صوت ليلى المتوتر ضحكت  وسألتها : ادهم معاكي ؟

ليلى : اه معايا 

هالة ابتسمت : وانا جيت في الوقت المناسب بالضبط صح ! ليلى حبيبتي فين قوة الارادة ؟ يوم واحد يادوب وضعفتي !

ليلى بصت لادهم اللي ساند على السور بره واتكلمت : امال انا حاسة ان سنين عدت ليه ! وبعدين فين قوة الارادة دي ! دي انتحرت بينا 

هالة ابتسمت : يا بنتي خليه يتفنن يصالحك بتقطعي برزقك ليه ! اتكلموا يا ليلى الاول ! اسمعوا بعض ! قربوا من بعض ! هدوا الاسوار اللي اتبنت بينكم وخلوا بقى قربكم ده هديتكم ومكافئتكم في الاخر 

ليلى : هو مين قالك ان في اسوار بينا ! احنا مفيش حاجة بينا ( غمغت ) ده يادوب خطويتن 

هالة بتفكرها : ليلى .. ادهم عايزاه يواجه والده .. هو رفض تماما يتواجه معاه .. لازم العيلة دي كلها تتواجه والا بمجرد ما ترجعي هنا وتروح نقطة اللهفة اللي مسيطرة عليكم دلوقتي هتلاقي نفس ادهم اللي طلبتي منه الطلاق من يومين !! صدقيني هو موجود بس دلوقتي اللي عندك العاشق الخالي من الضغوط .. لكن بمجرد ما هيتحط تحت الضغط من تاني هيرجع من تاني فخلينا نخلص منه الاول ونسيب العاشق بس .. هاه هتساعديني ! ولا هتستسلمي ؟

ليلى وعينيها عليه : هساعدك .. انا عايزة حبيبي في حضني على طول مش عايزة افضل مهددة او احس بالهجر منه تاني .. عايزة افضل في حضنه العمر كله 

هالة بتفهم : بإذن الله ده اللي هيحصل بأمر الله وبمساعدتك هيحصل 

ليلى : طيب هو ممكن يمل ويزهق ؟

هالة : لا يمكن .. يا حبيبتي ده جوزك من عشر سنين مش عشر ايام واللهفة اللي بينكم زي اتنين في شهر العسل واللهفة والشوق دول هيخلوه يعمل المستحيل علشان يرجع لحضنك .. فده محرك اساسي يا ليلى

ليلى قفلت 


للمتابعه اترك تعليق


الجزء الثاني من الحلقه السابعه عشر 

المشوة 


هالة : لا يمكن .. يا حبيبتي ده جوزك من عشر سنين مش عشر ايام واللهفة اللي بينكم زي اتنين في شهر العسل واللهفة والشوق دول هيخلوه يعمل المستحيل علشان يرجع لحضنك .. فده محرك اساسي يا ليلى

ليلى قفلت معاها وراحت وقفت جنبه بصمت وهو بصلها وابتسم وحط ايده حواليها يطمنها : ما تقلقيش .. كله هيكون كويس وكله هيتعدل بإذن الله 

ليلى سندت على كتفه بحب : بإذن الله يا حبيبي 

ادهم بصلها : ايه رأيك لو اعزمك بكرة على العشا ! 

ليلى بصتله باستغراب : تعزمني ! فين !

ادهم ابتسم : مالكيش فيه بقى .. كل المطلوب

منك الولاد تشوفيلهم حد يبات معاهم او هما يباتوا عند ابوكي مثلا 

ليلى كشرت : هي فيها بيات ؟

ادهم ابتسم : مش اللي في دماغك بس علشان نسهر براحتنا مش اكتر .. طلعي الافكار دي من دماغك بقى وخليكي مؤدبة !

ليلى باستنكار : انا اللي اخليني مؤدبة برضه ؟

ادهم ضحك وهي ضربته على كتفه وهو مسك ايدها وضحك وباسها وضمها : المهم اطلعي ارتاحي ونامي كويس علشان بكرة مفيش نوم 

ليلى ابتسمت : وانت !

ادهم اتنهد : سيبيني اعد في النجوم 

ضحكوا الاتنين وبعدها ادهم كمل : بعدين بكرة يومك يا حلوة حذاري حد يقرب يصحيني بدري 

الاتنين ضحكوا جامد وهي فضلت كتير في حضنه مش عايزة تطلع ولا هو بيسيبها واتنهدت : ماهي الخطوبة جميلة اهي !

ادهم بصلها باستنكار وزقها من على كتفه : ايه الجميل فيها يا اختي ! 

ليلى بضحك : الليل والرومانسية والنجوم والهوا الجميل 

ادهم بهزار بيحاول يكشر : وبالنسبة للحرب اللي جوه دي ايه هاه !  ولا قوة الارادة اللي تهد جبل دي ايه ! الاخت ما بتحسش ! 

ليلى ضحكت على اسلوبه بهستيريا وهو بيبصلها بغضب ونفسه لو يضربها لانها مش حاسة بيه حاليا 

ادهم : قومي يا بت نامي والا قسما بالله لا انتي ولا هالة ولا الجن الازرق هيعرفوا يخلصوكي من ايدي الليلة دي

قامت بسرعة : من غير حلفان والله هقوم .. الطيب احسن 

ادهم : ايوه اطلعي على اوضتك واقفلي عليكي 

ليلى : انت مش هتيجي ؟

ادهم بزهق : يا بنتي ما قولنا بلاش ايحاءات بقى الله .. روحي الله يهديكي 

ليلى ضحكت وسايباه وطالعة وهو قلبه وروحه

طالعين معاها وهي بتضحك وبتقوله : تصبح على خير 

رد وعينيه متعلقة بيها لحد ما اختفت : وانتي من اهل الخير 

طلعت اسعد انسانة في الدنيا وفرحانة وعمالة تلف حوالين نفسها فرحانة 

اما هو فضل يتمشى في الجناين اللي حوالين البيت وافتكر لما كان بيمشيها مع ماكس لوحديهم عمره ما تخيل ابدا انه ممكن يعيش مبسوط ويكون عنده بيت واولاد ومستقر وكله كان علشان ربنا حب يعوضه بليلى اللي عمرها ما استسلمت ابدا وسابته .. 

خطر على باله اخوه اللي هو كمان اخد نصيبه من العذاب يمكن مش زيه وبنفس القسوة والعنف بس هو كمان اتعذب طلع موبايله واتصل بيه ويادوب جرسين ورد عليه 

أحمد : ادهم ! خير !

ادهم باستغراب : ايه اللي ادهم خير ؟ في ايه يا ابني هي دي طريقة ترد بيها على الموبايل ! 

احمد ابتسم : لا بس دي اول مرة تكلمني فخفت يكون في حاجة !

ادهم ابتسم : لا يا سيدي من هنا ورايح اتعود اني ممكن اكلمك في اي وقت ( لحق بسرعة ) طبعا ده لو مش يضايقك ؟

احمد : يضايقني ايه يا ابني انت مش متخيل من امتى بحلم تكون بينا العلاقة دي !

ادهم بجدية : بقولك طيب علشان بس ماليش في سكة النحانيح دي 

احمد ضحك : قول يا عم النحنوح 

ادهم : عايز اعدم ليلى على العشا بكرة 

احمد باستغراب : تعدم ليلى ! تعدمها ازاي يعني ! 

ادهم كشر : ايه المتخلف ده ؟ اعدم مين يا ابني ! انت اهبل ياد ولا ايه اللي جرالك ! اعزم اعزم .. اعزمها مش اعدمها .. ( بعد ما سكت واحمد بيضحك ) انت عبيط يالا هو في حد بيعدم مراته ! 

احمد بضحك : انت اللي قولت عايز اعدم مراتي 

ادهم : طيب واعدمها على العشا ليه ما اعدمها الصبح !

احمد باستظراف : ما يمكن تكون مشغول الصبح وفاضي بالليل 

ادهم بتناحة : يخربيت رخامتك يا اخي انا غلطان لاهلك اصلا .. 

احمد ضحك جامد : يا عم اهدأ كده وقول هديت 

ادهم برخامة : هديت قول عندك مكان حلو ولا اشوف غيرك ؟

احمد : اصلا ماعندكش غيري اصبر كده خليني امخمخلك في مكان يخليها تطير كده في السما بمناسبة الاعدام

ادهم : انا عارفك رخم .. وانا غلطان اني كلمتك اصلا .. انت فصيل 

احمد : خلاص خلاص اصبر والله .. بص يا سيدي اهم حاجة في الخروجة دي انك ماتحيرهاش !

ادهم باستغراب : ماحيرهاش ازاي ! واحيرها ليه اصلا ؟

احمد : في السؤال الأزلي ! ألبس ايه ؟بص تقريبا ده أهم شيء عند الستات كلها في الكون كله  ..شوف .. لبسها تاخد عينيها 

ادهم بيكرر وراه : لبسها تاخد عينيها ده مثل ده ولا ايه !

احمد : دي اختراع يا كوتش .. فانت تنزل الصبح كده زي الأمور تشتريلها فستان 

ادهم : طيب ده أولا وثانيا هنتعشى فين ! 

احمد فكر شوية : بص حاول يكون مكان فيه مياه .. ماتفهمش ايه علاقة الرومانسية بالمياه .. يعني بحر ، نيل ، بحيرة ان شالله حتى ترعة المهم مياه في الموضوع 

ادهم هنا هو اللي فكر فين المياه اللي ممكن ياخدها فيها ! طيب يسافر بيها ! بلدهم بعيدة عن كل حاجة ! طيب ايه ! يعمل ايه !

فاق على صوت احمد : المهم صح طمني عليكم اخباركم ايه !

ادهم اتنهد : احنا كويسين الحمد لله اتخطبنا اهو من جديد وربك يسهل بالباقي 

احمد ضحك بصوته كله وادهم شوية وشاركه في الضحك 

احمد : اتخطبتوا ! ده بجد بقى !

ادهم : اه والله زيمبقولك كده 

احمد : طب ده من ايه !

ادهم : حكم الحيزبونة هالة 

احمد ضحك : وانت سمعت كلامها !

ادهم سكت : للاسف حسيت كلامها ساعات كتيرة بيكون صح .. اينعم مابتقلكش جملة مفيدة او تقولك تعمل ايه بس بحس ساعات انها صح ! 

احمد : علي مااعتقد يا ادهم انها بتوجهك ناحية القرار اللي هي عايزاك تاخده او هي بتساعدك تفكر مش اكتر من كده .. بتوضح الأمور قدامك بحيث تعرف تختار صح .. يعني صراحة انا عمري ما كنت هتكلم معاك بالاريحية دي لولا تدخلها 

ادهم : ماهو علشان كده بسمع كلامها .. في خطوات كتيرة اخدتها معايا ومريحاني 

احمد : تعرف بفكر اروحلها كام مرة كده تاني 

ادهم بهزار : روح بس اوعى تاخد معاك سهر لترجعكم اولي خطوبه تاني 

هزروا مع بعض كتير وقفلوا والاتنين ابتسموا انهم اخوات .. احساس افتقدوه من زمان .. احساس منعش بالأمان انك تحس ان ليك سند ممكن تتسند عليه .. 

الصبح ليلى بتفطر مع عيالها واتفاجئت بأدهم نازل بكامل هدومه 

ليلى باستغراب : خارج ولا ايه ؟ 

ادهم باسها في خدها : اه ورايا كام مشوار مهمين 

ليلى بتكشيرة : ما اتفقناش انك هتخرج 

ادهم باستغراب : وماتفقناش اني هفضل في البيت ليل ونهار

ليلى : طيب هتتأخر ؟

ادهم : الله اعلم ورايا شوية حاجات يلا بينا تليفونات سلام 

باسهم كلهم وخرج وفي دماغه فكرة خطرت على باله بالليل للمكان اللي هيتعشوا فيه وراح يجهزه لبليل ..

كلم احمد و اتفق معاه انهم هيجيبوله الفستان هو وسهر وهو هيكون معاهم بالموبايل ويكلموه بالكاميرا بالفيس تايم

وهو يختار معاهم الموديل وسهر هتختار المقاس لانهم تقريبا نفس الجسم وبالفعل اختار فستان احمر طويل نوعا ما وشكله تحفه واحمد اتحرك يبعتله الفستان في الاتوبيس اللي طالع البلد وادهم هيستقبله ..

ليلى كل شوية تكلم ادهم ويرد عليها وحاسة بكركبة جنبه ودوشة وكأن صوت عمال وحد رايح وحد جاي وهتموت وتعرف هو بيعمل ايه وهو مش مريحها ابدا .. وطول الوقت بتفكر هتلبس ايه وهيروحوا فين وكل ما تسأله يقولها ماتشغليش بالك انتي .. 

ادهم اخد الفستان واتفاجيء ببدلة كمان معاه وابتسم لذوق أخوه الكبير واحتار مين يسلم مراته الفستان ! لحد ما استقر على حماه فراحله وبعد السلامات 

ادهم : محتاج خدمة 

عم محمود : أؤمر يا ابني 

ادهم : الامر لله بس محتاج تروح عند ليلى البيت وتديها دي وتبلغها تجهز على الساعة ٧ وكمان تاخد الولاد وانت مروح 

عم محمود ابتسم وبرخامة : الولاد اوديهم فين بقى ؟ 

ادهم : ايه توديهم فين ! تخليهم هنا عندك ! ولا معترض ؟ اسفرهم لجدهم ؟

عم محمود بسرعة : لا لا لا وعلى ايه الطيب احسن .. اي اوامر تانية ؟

ادهم بحرج : العفو يا عمي مش اوامر ابدا دي خدمة 

عم محمود ابتسم : عارف يا ابني ربنا يسعدكم .. طيب انت رايح فين !

ادهم : بجهز لبنتك مكان يليق بيها تتعشى فيه 

عم محمود ابتسم : ربنا يسعدكم يا ابني 

ونفذ اللي ادهم طلبه بالظبط وليلى طارت بالفستان اللي عجبها لاقصى درجة وبدأت تجهز وعلي الساعة ٧ كانت بتحط اللمسات الاخيرة لما جرس الباب رن واستغربت بس سمعت صوته بيناديها وابتسمت بتلقائية وقامت تستعد لمواجهته .. خبط خبطة خفيفة على الباب ودخل وانبهر بيها وبجمالها اللي خطفه وهي كمان حست انه في قمة وسامته وحست انها بدأت تحبه من الاول وجديد .. 

مد ايده ليها وهي مسكتها بحب قرب منها وباسها في خدها وطلع علبة صغيرة فتحها كان فيها عقد صغير سيمبل جدا فرحت بيه لاقصى درجة وهو لبسه ليها على رقبتها وباسها بخفة 

ادهم بهزار : تعالي نخرج من الأوضة دي بسرعة لاحسن ملغمة وممكن تنفجر دلوقتي 

ليلى بهمس : خليها تنفجر 

ادهم بهزار : وحياة ابوكي ما مستحمل همس هي مش ناقصة اصلا الحكاية 

مسك الكرافتة في ايده وبيشده كانه هيقلعه : هتتعشي ولا... ؟

ليلى ضحكت : مفيش ولا هتعشى يلا

ادهم ضحك : طيب يلا بينا 

نزلوا لعربيته فتحلها الباب وركبها وابتسامة عريضة منورة وشها لحد ما ركب جنبها

ليلى : هنروح فين !

ادهم ابتسم : خليني افاجئك 

ليلى : اصلا اليوم كله بتفاجئني 

ادهم : ولسه اصبري

طول الطريق بتحاول تعرف منه هيروحوا فين وهو مش بيجاوبها لحد ما وقف وركن عربيته وهي مستغربة : احنا مش في اي مكان يا ادهم وقفت ليه ؟

ادهم : هخطفك !

ليلى ابتسمت : موافقة اخطفني ( افتكرت زمان ) فاكر زمان لما سافرنا لشهر العسل ابويا اتصل بيك وقالك ( بتقلده ) بنتي فين وعملت فيها ايه ؟

ادهم ابتسم : قتلتها ورايح ادفنها 

ليلى بضحك : يا مجنون 

ادهم : اعمله ايه ! هو كان مستفز 

ليلى : المهم وقفنا هنا ليه ؟

ادهم ابتسم وخرج من جيبه شريطة : عايز اغمي عينيكي ممكن ؟ 

ليلى ابتسمت : ممكن 

ادهم ربط عينيها ودور عربيته ودقايق ووقف وهي عقلها هينفجر من التفكير هما فين لانها عارفة ان بلدهم مافيهاش مكان رومانسي يبقى هو عمل مكان ليها بس فين ؟

ادهم نزل وهي سألته : افتح عينيا ؟

ادهم : لأ اصبري

نزلها بالراحة وماسك ايديها وبيوجهها وهي كل ما بتيجي تقع ايده حواليها متعلقة فيها .. ومستمتعة جدا بالمغامرة دي لحد ماهو وقف وشال الغطا من ع عينيها وهنا فتحت عينيها اوي وحاسة بحالة من الانبهار باللي هي شايفاه قدامها .. انبهار تام وبصتله مش مصدقة ابدا وهو مبتسم من انبهارها ده .. 

للمتابعه اترك تعليق


اعمل متابعه هنا👈 اضغط هناااااااا👉عشان يوصلكم كل الاجزاء الباقيه هتوصل للمتابعين فقط

تكملة الروايه من هنااااااا 
 

تعليقات

التنقل السريع