بارت 14_15
اتسعت عيون أم حمزة بصدمة: أنت بتقول ايه يا بنى؟
أبتسم بسخرية: هو أنا لو كنت إبنك فعلا كنت عملتي فيا كل ده؟ كنتِ تكسريني بالطريقة دى من غير تفكير ؟
احنت رأسها: يا بنى أنا كنت بعمل كدة علشان.....
قاطعها بقهر: أوعى تقولي علشاني أوعي تتجرأِ و تكدبي عليا تانى وتقولي علشاني ده كله كان علشانك، علشانك أنتي وبس.
نظر بعيدا ثم عاد ببصره إليها وهو يحاول الكلام ولكنه لم يقدر لشدة تأثره: أنا....اا..
تنهد عميقا وقال بأسى: أنا جرحي منك عمره ما هيشفي أنتِ كنتِ مصدر الأمان بالنسبة ليا، الموضوع مش حكاية وئام حكاية أنانيتك أنك تحققي الحاجة اللى عاوزاها حتى لو كانت سبب وجعي و حزني.
أمسك بالحقائب وقال بصرامة: يلا بينا يا مريم.
ذهبوا ف عادت أمه تجلس وهى تنظر أمامها بحزن ثم لمعت فكرة فى رأسها وقالت بحنق: أكيد البت لعبت فى دماغه علشان يمشي وتستفرد بيه، هو مهما كان زعلان مني عمره ما هيمشي من البيت .
أبتسمت بخبث وأردفت: اصبري عليا يا مريم أنا هعرف إزاي أرجع أبني لحضني و أرميكِ برة.
بقلم ديانا ماريا
انتظر مؤمن ووئام طويلا حتى أتي طبيب يخبر وئام أن والدتها أفاقت و تريد رؤيتها.
تبعت ممرضة إلى حيث والدتها و ما إن رأتها حتى أسرعت إليها تمسك بيدها وتبكى.
وئام: ماما حبيبتى عاملة ايه؟
قالت والدتها بصعوبة: ا..ال..حمد لله يا...حبيبتى، في..ن
عمك؟
انهمرت دموعها وهى تغمض عينيها بألم: الله يرحمه يا ماما.
أبتسمت والدتها إبتسامة غريبة: أهو أرتاح و راح لآمال أنا متأكدة أنها وحشته.
حدقت بها والدتها بنظرة معينة: زى ما أنا كمان وحشني أبوكِ يا وئام.
انهارت وئام: يا ماما بالله عليكِ متقوليش كدة متسبنيش أنتِ كمان، هعمل ايه من غيرك؟
قالت والدتها بحنان: هتقدري يا وئام أنتِ قوية وهتقدري
دلوقتى كارم هيبقي محتاج لك، هتبقي أنتِ أمه من دلوقتى.
كانت تبكى بقوة: طب وأنا يا ماما؟
والدتها بثقة: مؤمن هيبقي موجود علشانك يا حبيبتى أنا دلوقتى مطمنة عليكِ لأنك هنا معاه طول عمره ولد جدع وطيب و هياخد باله منكم، ربنا يا حبيبتى يريح قلبك ويعوضك خير أنا دائما هكون معاكِ و جزء منك ومتخافيش من حاجة أبدا يا وئام ربنا دائما معاكِ يا حبيبتى وأعرفي أنه أنا دائما هكون راضية عنك.
بدأت أنفاسها تتسارع: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد عبد الله و رسوله.
حدقت بها وئام بتشتت ثم سقطت يد والدتها من يدها ف نظرت لها بعدم استيعاب ثم تطلعت لوجه والدتها ف وجدتها تنظر لاعلي وهى تبتسم .
توقف الزمن بالنسبة لها ولن تعد تري شئ غير وجه والدتها أمامها، لم تعي قدوم الأطباء لفحص والدتها التى توقف نبضها ولا الممرضة التى أمسكت بها حتى تأخذها للخارج
بل كانت فقط تحدق إلى وجه والدتها تسير كالمنومة مغناطيسيا.
تركتها الممرضة فى الخارج ف أكملت وئام السير وهى تتذكر كل لحظاتها مع والدتها، كل لحظة ساندتها ودعمتها بها، كل ذكرى حلوة بينهم، حتى توسلها لوالدة حمزة لأجل سعادتها، حزنها عليها وأخيرا اللحظة الأخيرة بينهما.
سارت فى الممر دون أن ترى أمامها ثم شعرت بدوار، نظرت فى كل أنحاء المكان بضياع و الرؤية تتشوش بشدة أمامها، و قبل أن يسيطر عليها السواد كليا همست بتشنج : ماما!
ثم وقعت مغمى عليها على الأرض تزامنا مع صرخة مؤمن: وئام!
بقلم ديانا ماريا.
ذهب حمزة برفقة مريم إلى شقة قريبة من منزله القديم
و أخبرها بصوت بارد أن هذه الشقة لصديق له.
ترك الحقائب فى الصالة و جلس ثم قال لها بإقتضاب: اتفضلي جوا يا مريم تقدري تعتبري ده بيتك التانى لحد ما نلاقي شقة لينا.
وقفت مريم صامتة ولم تتحرك ف حدق بها بإستغراب: مالك واقفة كدة ليه؟
قالت بجمود: ليه؟
حمزة بتعجب: ليه إيه؟
مريم بألم: ليه مقولتليش أنك مش بتحبني؟ ليه مقولتليش أنك بتحب وئام؟ ليه اتجوزتني أصلا؟
أشاح بوجهه عنه وهو يقول بندم: مريم...
قاطعته بحرقة: مريم ايه يا حمزة ها؟ طب لو كنت قولتلي أنك اتجوزتني علشان خاطر خالتي كان هيبقي اهون بكتير إنما أنت كملت مع خالتى فى لعبتها والكلام اللى قالته أنك بتحبني وكنت بتحبني من الأول و أنا زى الهبلة صدقت، صدقت لأنى كنت بحبك وكنت مبسوطة أوى أنك جيت لي وعايزني مفكرتش صح، أنت مجرب الوجع ده يا حمزة ليه ترضاه على غيرك؟
ليه خلتني أبني أحلام وفى الآخر كل ده يطلع وهم ليه؟
لم يجيبها بل بقي صامتا وهو ينظر بعيدا والشعور بالذنب يقبض على قلبه ك الجمرة المشتعلة ،وقفت تبكى بصوت عالى ثم استدارت حتى تبتعد عنه ولكن داهمها دوار مفاجئ ف وضعت يدها على رأسها حتى وقعت على الأرض و فقدت الوعى.
نظر لها حمزة بصدمة: مريم!
#يتبع.
#قسوة_أطاحت_بى.
#ديانا_ماريا.
بارت 15
نهض حمزة و ركض لها بخوف: مريم.
ركع على ركبتيه أمامها ثم ضر*بها بكفه ضربة خفيفة على خدها لم تعطي رد فعل ف رفعها بين ذراعيه إلى غرفة النوم و مددها على السرير، ثم أسرع يحضر شيئا ما يساعده على إفاقتها.
عاد و معه زجاجة عطر وضع القليل على يده ثم قربه من أنفها حتى تجعدت ملامح وجهها بضيق وبدأت تستعيد وعيها ببطء.
حدق بها حمزة بحزن ف منذ صغرهما معروف عن مريم أنها إذا حزنت بشدة تفقد الوعى لفترة قصيرة.
أفاقت ثم نظرت إليه بعتاب ف قال بندم: مريم بالله عليكِ اسمعيني.
قاطعته بجفاء: مفيش حاجة تتقال يا حمزة الموضوع كله غلطي زى ما هو غلطك، مركزتش فى حاجة غير فرحتي أنك اتقدمت ليا وبس، لغيت العقل وسيبت القلب هو اللى يحكم ويتصرف و دى النتيجة.
ظل ينظر لها بحزن ف قالت بغصة: متبصليش كدة يا حمزة بالله عليك، صدق أنك صعبان عليا زى ما أنا صعبانة عليا نفسى بالضبط.
لم يتحمل حديثها ف ترك الغرفة و خرج بينما وضعت مريم يدها على فمها تبكى بقهر.
بقلم ديانا ماريا
بدأت وئام تفتح عينيها ببطء، سمعت صوت بجانبها يقول: وئام سمعاني؟ عاملة إيه دلوقتى؟
نظرت بجانبها لتجد مؤمن يحدق إليها بقلق، عادت تحدق بالسقف وهى تتذكر ما حدث قبل اغماءها ف انهمرت دموعها وهى تقول بصوت منخفض متألم: ماما.
قال مؤمن بصوت متعب: وحدى الله يا وئام، أدعى لها وادعى لبابا هما محتاجين ده دلوقتى واسندي نفسك علشان كارم.
قالت وئام بفزع وكأنها تذكرت فجأة أمر كارم: كارم ، كارم فين؟
نهض مؤمن يحاول أن يهدئها: هجيبه لك بس أهدي.
قالت وئام بتوسل: هاته بسرعة بالله عليك أنا محتاجة ليه أوى.
خرج مؤمن بعد أن وعدها أنه ذاهب لإحضاره بينما وئام تطلعت حولها بعيون ذابلة، نظرت إلى المحلول الذى فى يدها بعدم اهتمام و انتظرت قدوم أخيها بفارغ الصبر وهى تذرف دموعا صامتة على خسارتها.
بعد قليل دلف إليها مؤمن برفقة كارم الذى ركض إليها وصعد إلى سريرها يحتضنها بقوة.
ضمته إليها وهى تبكى أما هو تطلع لها ببراءة وقال بتساؤل: وئام هى ماما وعمو راحوا فين؟
ضمته لها بقوة أما مؤمن ف اقترب منهم وأخذ كارم من وئام ثم جلس بجانبه على أريكة صغيرة فى الغرفة.
مؤمن بهدوء: كارم يا حبيبى هو أنت عارف بابا فين؟
تطلع له كارم بحيرة ولكن قال بذكاء: ايوا هو عند ربنا فوق .
ازدرد مؤمن ريقه ثم قال: أهو مامتك و عمو راحوا هناك عند ربنا فوق معاه يا حبيبى.
بدا الحزن و التأثر على وجه الصغير : يعني أنا مش هشوفهم تانى؟ مش هشوف ماما تانى خالص؟
احتضنه مؤمن : لا طبعا يا حبيبى عارف لو أنت بتحب ماما هى هتبقي دايما معاك، هتبقي دايما شايفاك من فوق مش إحنا لما بنحب حد عمرنا ما بننساه؟
أبتعد كارم وهو يهز رأسه إيجابيا ف قال مؤمن بإبتسامة مهزوزة: علشان كدة أنت عمرك ما هتنسي ماما هى هتفضل موجودة فى قلبك ولما توحشك تقدر تحضن صورتها و تقولها كل اللى نفسك فيه هتحس دايما أنها معاك، لازم تعرف أنها دلوقتى فى مكان أحسن من كدة بكتير، مكان حلو أوى هى مبسوطة فيه .
كارم ببراءة: طب ليه أنا كمان مروحش المكان ده معاها؟
شهقت وئام ف نظر لها مؤمن بتحذير ثم عاد يحدق ب كارم وقال بحنان: علشان كل واحد ليه الوقت المناسب اللى بيروح فيه يا حبيبى، كلنا هنروح طبعا بس كل واحد هيروح فى وقت ربنا وحده اللى عارفه وأحنا أن شاء الله بعد عمر طويل هنروح هناك إحنا كمان الأحسن دلوقتى أنك تدعى لماما وبابا وعمو كمان و متزعلش يا حبيبى
ماما هتفضل حاسة بيك علطول وهى لو حست أنك زعلان هتزعل هى كمان .
ثم مسح على شعره بحنان وقال : عارف أنك محظوظ يا كارم أنت دلوقتى بقي عندك وئام هى أختك و مامتك وكل حاجة إنما أنا بقي كان عندى ماما واحدة و ماتت.
احتضنه كارم: خلاص وئام تبقي مامتنا إحنا الاتنين.
أبتسم مؤمن ف أبتعد عنه كارم وهو يسرع إلى وئام و بدفن رأسه فى عنقها وهو يقول: وئام أنا بحبك أوى متسبنيش.
وئام بصوت مخنوق: وأنا كمان يا حبيبى، متخافش طول ما أنا عايشة عمرى ما هسيبك أبدا بإذن الله.
تطلعت إلى مؤمن و وجدته يضع يده على ذقنه وهو يتطلع إلى الأمام، رأت الدموع العالقة فى عينيه وأقل شئ يمكن وصف نظراته بها هى الألم!
بقلم ديانا ماريا.
رفضت مريم أن تخرج من الغرفة طوال اليوم و حتى أتي حمزة بطعام فى المساء ليأكلوا ف هما لم يتناولا شئ منذ الصباح.
أتي إتصال له من شقيقته الأخرى سلمى ف رد بهدوء : ايوا يا سلمي؟
قالت سلمى بضيق: ممكن أعرف إزاي نصحي من النوم عادى كدة نلاقي ماما تقول إنك مشيت من البيت؟
قال ببرود: طب وهى قالتلك أنا مشيت ليه؟
سلمى بتعجب: لا ! بس مهما كان يا حمزة إزاي تسيبنا و تسيب ماما لوحدها وتمشي؟
زفر بحدة: سلمى أنا طبعا مش هسيبكم لوحدكم أنا رجل و مسؤول عنكم لكن اللى عملته ماما معايا مش شوية وتقدري تسأليها أنا خرجت من البيت ليه مكنش ينفع أفضل بعد كل ده، كان لازم أخد هدنة على الأقل.
سلمى بحزن: يعنى خلاص هتسيبنا؟
وبخها حمزة بمزاح: اسيبكم ايه يا بنتى هو أنا هاجرت !
أنا يدوب خدت شقة برة يعني كان ممكن أتجوز برة أصلا من الأول عادى لكن أنا لسة زى ما أنا و هفضل معاكم علطول .
سلمى بتردد: طب فيه موضوع عايزة أتكلم معاك فيه.
حمزة بإهتمام: موضوع ايه قولي؟
سلمى بتوتر: لا مش هينفع فى التليفون لما تيجي .
حمزة بصرامة: مش هاجي البيت يا سلمى نتقابل برة بكرة أن شاء الله وقوليلي اللى أنتِ عايزاه.
سلمى بإحباط: تمام يا حمزة.
أغلق معها الهاتف ثم تطلع إلى باب غرفة النوم بتفكير.
نهض ثم طرق على الباب عدة مرات حتى فتحته مريم وهى تطلع له بجمود.
قال بتوتر: أنا جيبت عشا علشان نأكل ممكن تيجي تأكلي علشان أنتِ مأكلتيش من الصبح و مناعتك ضعيفة أصلا يا مريم.
قالت بسخرية: بجد مهتم بيا و بصحتي يا حمزة؟
قالت لها بعتاب: اه طبعا يا مريم أيه اللى بتقوليه ده؟
مهما حصل أنتِ بنت خالتى.
تطلعت له بهدوء: تمام .
جلسا معا على الطاولة يتناولوا العشاء بصمت حتى قطعته مريم بقولها: أنا عايزة أقولك على حاجة.
حمزة بإنصات : نعم؟
مريم بنبرة شديدة الهدوء: أنا عايزة أطلق يا حمزة.
#يتبع.
#قسوة_أطاحت_بى.
#بقلم_ديانا_ماريا.
رأيكم و كومنتات كتير و شير البارت يا حلوين ❤️.
تعليقات
إرسال تعليق