بارت 16
توقفت يده حمزة التى تحمل كوب المياه فى الهواء وحدق بها بصدمة: نعم؟
قالت مريم بحزم: ايوا يا حمزة أنا عايزة أطلق إحنا مش هينفع نستمر بالطريقة دى.
وضع الكوب على الطاولة وبدا كأنه يجد صعوبة فى الرد بعدها قال برفض قاطع: مينفعش طبعا! أنتِ بتقولي ايه!
نهضت بقوة: لا ينفع يا حمزة و ينفع أوى كمان ده أحسن ما نستمر كدة، أنا مش هقدر استحمل.
نهض بدوره وهو يقول برجاء: مريم أنا عارف أنه أنا غلطت فى حقك لكن أنا آسف بجد اديني فرصة اعوضك عن غلطى وأنا أوعدك هتقي ربنا فيكِ و أعمل كل اللى أقدر عليه .
مريم بتهكم: طب و وئام؟
حمزة بتعجب: مالها؟
اقتربت منه وهى تنظر إلى عينيه مباشرة: هتقدر تنساها؟
هتقدر تحبني أنا بدالها؟
توتر و حدق فى الأرض ف ابتسمت بمرارة: شوفت إزاي مينفعش نكمل؟ حمزة حتى وأنت فاقد الذاكرة كانت فى بالك، و دلوقتى بعد ما عرفت أنها مظلومة بسبب مامتك هتفكر فيها أكتر و أكتر وتفكر فى الحاجات اللى ضاعت عليكم بسبب مامتك، إزاي تفرقتوا بسببها وكان زمانك متجوزها هى، هتفضل تفتكر و تتحسر، وعمرك ما هتشوفني.
رفع بصره لها وقال بإصرار: يا مريم مينفعش ده إحنا مكملناش أسبوع متجوزين!
مريم بإصرار أكبر: ميهمنيش أن شاء الله حتى يكون يوم واحد، أنا مش هستحمل يا حمزة .
حاول أن يقنعها: طب اصبري فترة بس لو متفقناش نتطلق.
هزت رأسها بالنفي بشدة ف عاد يقول مجددا برجاء: طب اصبري فترة على الطلاق مينفعش دلوقتى يا مريم
على الأقل علشان خاطر خالتي.
انهمرت دموعها وهى تقول بصوت منخفض: مينفعش يا حمزة، أنا إنسانة من لحم و دم وليا قلب، غصب عني ممكن أحس بأمل أنك تحبني، هبدأ أتمني و أحلم تانى.
اقتربت منه وهى تضع يدها على قلبه و تنظر فى عينيه مباشرة: مش هعرف أعيش معاك من غير ما أطمع فيك ولا فى قلبك يا حمزة، مش هعرف مكونش أنانية وممكن أرفض افترق عنك حتى لو مبتحبنيش.
أخفض رأسه بحزن ف ابتسمت وسط دموعها وقالت: الهوى غلاب يا ابن خالتى، الهوى غلاب و القلب ملوش سلطان غصب عني هحبك أكتر، غصب عني هلاقي نفسي بدعى كل يوم تحبني وده مش بإيدي زى ما هو مش بإيدك تحب وئام، محدش يقدر يحكم ولا يسيطر على قلبه وده مش ذنبى زى ما هو مش ذنبك.
انهمرت دمعة من عينيه وهو يحدق إليها ف ابتعدت عنه وهى تركض إلى الغرفة و نغلق الباب وراءها بقوة بينما جلست حمزة وهو يضع رأسه بين يديه
بقلم ديانا ماريا
فى صباح اليوم التالي توجه حمزة حتى يقابل شقيقته سلمى فى كافيه قريب.
قالت بعتاب: ممكن تقولي دلوقتى بقا ليه سيبت البيت؟
حمزة بهدوء: سلمى أنا بجد مش ناقص اللى مكفيني و زيادة قولتلك مرة اسألي ماما أنا ليه خرجت من البيت لو أنتِ جايباني هنا علشان كدة ف أنتِ بتضيعي وقتي و وقتك.
قالت بسرعة و استغراب: استني يا حمزة شوية النقاش مبيبقاش بالطريقة دى، وبعدين لا مش ده اللى كنت عايزاك فيه.
قال بملل: أمال عايزة إيه؟
ترددت وقالت بخجل: متقدم لي عريس.
قال بحدة: نعم! وده يجي يكلمك بتاع ايه ملكيش رجالة؟
قالت بتبرير و توتر: لا والله مكلمنيش أبدا دى بنت عمه معايا فى الكلية ف هى اللى قالتلي وقالتلي لو أخوكِ وافق هتكلم إبن عمها يجي يتقدم .
حدق بها بدهشة و أبتسم بشئ من السعادة وملامح وجهه يظهر عليها التعجب : أنتِ كبرتي أمتي يا سلمي وبقي يجيلك عرسان؟
اخفضت رأسها بخجل ف قال : طيب أنتِ موافقة؟
سلمى بخجل: اللى تشوفه يا حمزة.
حمزة بصرامة: مش اللى أنا أشوفه اللى أنتِ تشوفيه أنتِ اللى هتتجوزي ولازم تكوني مقتنعة .
أبتسمت بخجل و لم ترد ف قال بمكر: لا واضح أنه فيه قبول أهو.
سلمى بتوبيخ: متحرجنيش بقا أنا سمعت عنه كلام كويس كتير أصله معيد فى كلية جنبنا والناس كلها بتشكر فيه وفى أخلاقه وأنه شخص محترم وطيب جدا.
قال بإبتسامة: طيب يا سلمى قولي لبنت عمه خليه يكلمني ويجي ونشوف.
نهضت سلمى و احتضنته ف قبل رأسها بمزيج من الفرح والحزن فهو كان يعتبرها أكثر من أخته كأنها أبنته الصغيرة وها هو رجل يأتي ليأخذها.
بعدما ودعها عاد إلى البيت و نظر حوله بريبة، كان الهدوء يحيط بالمكان، خرجت مريم من الغرفة فجأة ف حدق بها بتوتر.
قالت ببرود: أميرة كلمتني قالتلي على موضوع عريس سلمى، أنا مستعدة استني لحد ما الموضوع يمشي على خير بعدين نتطلق أحسن.
تقدم منها حمزة بسرعة و قال بضيق: متعمليش كدة بالله عليكِ يا مريم.
حدقت به بألم: مش بعمل حاجة والله يا حمزة.
حمزة بصوت مخنوق: أمال تسمي ده إيه؟ بالله عليكِ يا مريم سامحيني و متزعليش مني أنا بجد آسف.
أبتسمت له بضعف: مسمحاك يا حمزة و مقدرش أزعل منك فعلا.
حمزة بلهفة: بجد.
هزت رأسها إيجابيا ف أبتسم بإرتياح: أنا مش عايزة علاقتنا تبقي كدة يا مريم بالله عليكِ، على الأقل اعتبريني صديق ليكِ واهى صداقة فى الحلال.
ابتسمت بدهشة فى وجهه ف قال بعفوية: ايوا كدة اضحكِ.
قالت مريم بجدية: هحاول والله يا حمزة اديني وقت وبس، لازم كل واحد فينا ياخد وقت علشان يتعافي فيه.
حمزة بهدوء: حاضر يا مريم أهم حاجة دلوقتى متكونيش زعلانة مني وأن شاء الله بكرة نستعد علشان عريس سلمى.
بقلم ديانا ماريا.
عادت وئام إلى المنزل بعد دفن والدتها وعمها، دلفت إلى غرفتها بسرعة وهى تلقي بنفسها على السرير وتبكى بقوة، لقد ودعت والدتها لآخر مرة وعليها الآن أن تتعلم كيف تعيش بدونها وتكون أم لكارم أيضا ف ليساعدها الله على كل هذه الأعباء التى ظهرت فجأة.
بعد قليل سمعت طرق على الباب ف قالت بصوت مرتعش: مين؟
مؤمن بهدوء: أنا و كارم يا وئام.
اعتدلت فى جلستها و سوت حجابها جيدا : اتفضل.
دلف كارم يسبق مؤمن الذى كان معه صينية طعام.
كشرت وئام بإشمئزاز: مش عايزة أكل يا مؤمن .
رفع حاجبه : ومين قالك أنه بمزاجك هتأكلي وبعدين أنا و كارم كمان مكلناش أي حاجة ف هنأكل كلنا سوا.
تعلق كارم بها: اه بالله عليكِ يا وئام، علشان خاطر ماما طيب.
دمعت مجددا وقالت ببحة: هحاول.
وضع الصينية فى مكان ثابت ثم أعطي ملعقة لكارم وبعدها أمسك بيده و أخذ بها بعض الطعام ورفعها لوئام وهو مازال يمسك بيد كارم: اتفضلي حتى شوفي كارم بيأكلك بنفسه.
لم تستطع الابتسام فقط نظرت له بهدوء وهى تفتح فمها وتأكل بينما هو انشغل مع كارم أيضا يطعمه ثم يعود و يطعم وئام بيد كارم .
وئام باعتراض: طب أنت مكلتش حاجة خالص.
قال بإبتسامة خفيفة: بأكل الأطفال اللى معايا الأول بعدين هأكل.
عبست ثم نظرت لكارم: قوله يأكل يا كارم هو مش معاه أطفال ولا حاجة وكل واحد يقدر يأكل نفسه.
تنهد بشكل مبالغ فيه: دى أخرة اللى يعمل خير والله.
أكملوا الأكل بصمت وكل منهما يحاول التغلب على جراحه الداخلية .
بقلم ديانا ماريا.
فى مساء اليوم التالى حضر حمزة و مريم إلى البيت قبل موعد قدوم العريس بقليل، سلم على إخوته ولكن لم ينظر لأمه التى حدقت به بحزن و بمريم بغيظ لأنها ظلت صامتة بجانب حمزة.
حضر الشاب برفقة والدته وكان شاب وسيم يبدو عليه الاحترام وجلسوا جميعا سويا.
قالت والدة حمزة بترحيب: أهلا وسهلا يا حبايب نورتونا.
والدة الشاب بإبتسامة لطيفة: ده نورك والله يا حاجًة.
بدأ الشاب كلامه بهدوء وهو ينظر إلى حمزة: أحب أعرفك بنفسي الأول أنا خالد إبراهيم عندى 26 سنة معيد بابا متوفي وماما هى كل عائلتي، جيت النهاردة علشان أطلب أيد الآنسة سلمى.
قال حمزة بإبتسامة: وده شئ يسعدني جدا وطبعا الرأي فى الآخر رأي سلمى.
ازدرد ريقه وقال بتردد: بس فيه حاجة لازم اوضحها قبل أي شئ.
والدة حمزة بشك : حاجة إيه؟
خالد بجدية: لو سلمى وافقت أن شاء الله أنا حابب أنه والدتى تعيش معانا فى الشقة.
حمزة بذهول: ايه؟
والدة خالد بإرتباك: لا طبعا يا بنى هو مش يقصد.
نظرت لابنها: مش اتكلمنا فى الموضوع ده قبل ما نيجي يا خالد!
حدق بها بحزم: لو سمحتِ يا أمى.
عاد يحدق بحمزة: حضرتك أنا والدى متوفي و معندناش قرايب كتير وأنا مش حابب اسيب والدتى تعيش لوحدها بعد ما اتجوز لأنها كمان مريضة ومحتاجة رعاية وده شئ سلمى حرة الإختيار فيه، أنا هعتني بوالدتي بنفسي لكن الأهم تكون معايا علشان متكونش لوحدها ولا تكون محتاجة حد و طبعا ده مش هيحصل من أول الجواز بعد فترة منه لكن أنا حبيت أوضح موقفي من الأول.
حمزة بتعجب: وده شئ مش هينتهك الخصوصية بتاعتكم؟ معذرة لكن لازم أسأل بردو ده مستقبل أختي.
خالد بتفهم: طبعا فاهم قصدك لكن أنا قولت اللى عندى وسلمى هتتمتع بالخصوصية الكاملة زى ما هى عايزة، وممكن بردو نشوف حل وسط لكن الأهم مسيبش والدتى لوحدها.
قالت والد حمزة بصوت عالى: اه قول كدة من الأول أظهروا على حقيقتكم.
حدقوا بها بصدمة وقالت والدة خالد بحيرة: حقيقة ايه يا حاجًة؟
نهضت والدة حمزة بغيظ: قول أنك مش جاي تتجوز أنت جاي أنت و أمك وعايزين تاخدوا بنتى خدامة ليكم علشان تخدمكم و تراعيكم لكن ده مش هيحصل اطلعوا برة!
#يتبع.
بارت 17
نهض حمزة بصدمة: ماما أنتِ بتقولي إيه؟
نظرت له والدته بغيظ: بقول الحقيقة واللى جايين علشانه.
التفتت لهم مجددا وقالت تهينهم بقسوة: أنا بنتى تتجوز اللى أحسن منك وتعيش معززة مكرمة مش خدامة ليك ولامك.
نهضت سلمى تقول بذعر: ماما!
بهدوء نهض خالد و أمسك بيد والدته وحدق بها : أنا وضحت موقفي بكل هدوء و ذوق حضرتك متقبلتيش ده براحتك لكن أي إهانة لوالدتي أنا مش هسمح بيها أبدا.
قال حمزة بتوتر: أستاذ خالد أنا بعتذر جدا والدتى متقصدش لو سمحت اهدوا.
قال خالد بجدية: حضرتك أنا فهمت كلام والدتك كويس جدا لو هى رفضت الوضع ده هى وسلمى كان ممكن ترفض عادى و كل شئ قسمة ونصيب لكن الأسلوب ده والإهانة خصوصا لوالدتى ده شئ أنا مقدرش اغفره تشرفت بيك مع السلامة.
غادر خالد و والدته وحمزة ورائهم يحاول الاعتذار لهم واختراع أي عذر ومبرر لتصرفات لوالدته.
اقتربت سلمى من والدتها تقول بصوت عالى: ايه اللى أنتِ عملتيه ده؟
والدتها ببرود: عملت إيه يعنى؟
سلمى بحرقة: بتسألي كمان؟ بتهن"يهم ليه؟ هو مقالش حاجة غلط لكل ده!
رفعت والدتها حاجبها : مقالش حاجة ؟ هو أنتِ كنتِ مستنياه يقول أكتر من كدة !
انهارت سلمى وهى تبكى : قال ايه يعني؟ حتى لو غلط هو مش فيه حاجة إسمها أسلوب؟ ولا طريقة ولا ذوق !
ليه تعملي فيا كدة ليه؟ ليه تكسري فرحتي؟
أقترب منها مريم و أميرة يحاولون تهدئتها بينما عاد حمزة بوجه متجهم: مبسوطة باللي حصل؟
والدته بإستنكار: أنتم كلكم عمالين تغلطوني ليه؟ ده جزاء أنه عايزة مصلحة أختك وعايزاها تعيش ملكة ومش خدامة.
حدق بها حمزة بتحدي: والله!
توترت من مقصده أما سلمى وقفت أمامها وصرخت بقهر: ليه أنتِ فاكرة كل الناس زيك يا ماما؟
والدتها بصرامة: بنت ! قصدك إيه؟
ابتسمت سلمى بسخرية: قصدي اللى كنتِ عايزة تعمليه فى وئام أيام ما كانت خطيبة حمزة واللى بتعمليه فى مريم دلوقتى لما بقت مراته هو أنتِ فاكراني هبلة؟
لا أنا فاهماكِ أوى يا ماما من أيام خطوبة حمزة الاولانية
وأنا واخدة بالى وملاحظة كل حاجة ومتأكدة الخطوبة اتفسخت علشان وئام مرضيتش تبقي خدامة ومريم اللى رضيت!
توتر الجميع من حديثها و حدق حمزة بحزن إلى مريم أما سلمى أكملت بحسرة: بس هو كان غير لا هو ولا مامته كانوا عايزيني خدامة مش كل الناس أنانية زيك !
والدتها بغضب: اخرسى!
رفعت يدها حتى تص*فعها و أمسك حمزة بيدها ف حدقت به بدهشة : حمزة!
أنزل يدها وقال بجمود: مغلطتش فى حاجة علشان تضر"بيها وأنا مش هسمح أبدا أنك تضر"بيها طول ما أنا موجود، عايزة تعاقبيها ليه ؟ علشان قالت الحقيقة؟
ليه تتعاملي مع الناس بالشكل ده؟ ليه تكسري خاطرهم و خاطر سلمى كمان ؟
قالت بتذمر : أنا معملتش حاجة أنا كنت بحمي أختك.
رفع حاجبه بسخرية: بجد ؟
ابتعدت سلمى عن مريم و أميرة و هى مازالت تبكى قالت بمرارة: تحمى مصالح بنتك ! لا ضحكتيني أوى يا ماما.
غضبت جدا وحاولت ضر"بها مجددا لتقف مريم بينهما وهى تقول لخالتها واضعة يدها على كتفها: خالتو أهدى بالله عليكِ هى ...
دفعتها والدة حمزة بقوة و بغيظ قالت: يا شيخة اوعي أنتِ كمان ومتتدخليش بيني وبين ولادى.
كانت الدفعة قوية ف وقعت مريم على الأرض و ضر"بت رأسها فى طاولة بجانبها ف صرخت من الألم.
حمزة بصدمة : مريم !
أسرعوا إليها جميعا ماعدا والدة حمزة التى نظرت لها بفزع.
ركع حمزة جانبها وهو يمسك بيدها يبعدها عن رأسها ليري إصابتها، كان رأسها ينز"ف من الجانب من جرح صغير به، حدق حمزة به بغضب شديد ثم حدق إلى والدته التى تنظر إليهم بخوف مما فعلته.
نظر إلى سلمى و أميرة وقال بنبرة حادة: حد فيكم يجيب حاجة نحطها على الجرح بسرعة.
نهضت أميرة بسرعة لتحضر شيئا بينما أسند حمزة مريم إلى سلمى و نهض فى مواجهة والدته.
وقف أمامه وقال بنبرة خاوية: ليه؟
قالت بإرتباك: ل..ليه إيه؟
حمزة : ليه بتعملي كدة؟ ليه مصرة تشوفي نفسك وبس ؟
كنتِ كدة من أمتي وأنا مقدرتش اشوف حقيقتك؟ ليه بتأ*ذي كدة؟
ثم قال بصوت عالى: جاوبيني ليه بتعملي فينا كل ده؟
ارتعدت من صوته العالى وحاولت الإجابة بتلعثم: ا.. أنا
قاطعها بحدة: مش عايزة أسمع حاجة أنتِ جيبتي النهاية معايا مكنتش أتخيل فى يوم أنه يطلع منك كل ده، خسرتيني وئام وهتخسريني مريم حتى اخواتي بتحاولي تدخلي و تحكمي حياتهم هما كمان.
عاد إلى مريم و ساعدها على النهوض ولكنها كانت تشعر بدوار ف رفعها بين ذراعيه وقال لها بنبرة ميتة: من النهاردة تنسيني زى ما أنا هنساكِ.
اتسعت عيناها بصدمة: حمزة!
قالت سلمى بتصميم: خدني معاك يا حمزة أنا مش عايزة أقعد هنا .
همسات والدتها بعدم تصديق: سلمى!
حدقت أميرة فى والدتها ثم نظرت إلى حمزة وقالت بهدوء حزين: وأنا كمان يا حمزة خدني معاك.
انتقلت نظرات والدتها إليها وقالت بحزن: أنتِ كمان يا أميرة!
استدار حمزة واعطي ظهره لوالدته ورغم ما يشعر به من ألم قال ببرود: حصلوني على العربية علشان نودي مريم المستشفى.
غادر مع مريم ولحقت به أختاه بينما بقيت والدته واقفة تحدق ف أثرهم بذهول و عدم تصديق حتى جلست مكانها وهى مازالت تناظر الباب الذى غادروا منه بحسرة.
بقلم ديانا ماريا
ذهبوا إلى المستشفى وقد فحص الطبيب مريم و ضمد جرحها،أخبرهم أن جرحها ليس خطيرا ولا شئ يستدعي القلق ولكنها ربما تتعرض لنوبات صداع أو دوار فى الأيام القادمة واعطاها الدواء اللازم.
عادل إلى البيت وحمزة يسند مريم، نظر إلى إخوته: فى اوضة أطفال ادخلوا ارتاحوا فيها .
هزوا رأسهم و ذهبوا بينما أكمل مع مريم التى مازالت تشعر بالدوار حتى أجلسها على السرير، ثم ذهب و أحضر لها ملابس .
قال بهدوء: اتفضلي غيري وأنا هروح أجيب أكل علشان نأكل كلنا سوا.
أومأت ولم تتمكن من الرد عليه لذلك خرج، بدلت ملابسها بتعب ثم تمددت على السرير حتى تنام.
دلف عليها حمزة فجأة وقال : ايه ده أنتِ هتنامي، لا استني كُلي الأول.
مريم بتعب: مش قادرة والله يا حمزة حتى مش قادرة أفتح عيني كلوا أنتوا وأنا هنام.
حدق بها حمزة: استني .
خرج ثم عاد بعد قليل بصينية عليها الطعام وقال بجدية: أنا اديت ل أميرة و سلمي أكلهم و جيبت أكلنا علشان نأكل سوا.
نهضت بحرج ف وضع الصينية أمامها ثم جلس و رفع المعلقة أمام فمها.
ضحكت بإحراج: أنا بعرف أكل بأيدي على فكرة يا حمزة مش تعبانة اوى كدة.
حمزة بإصرار: لا طبعا أنتِ تعبانة اسمعي الكلام وخدي مني.
فتحت فمها بخجل واكلت منه حتى أنهت الطعام ثم أزاح الصينية و نهض ليجلس بجانبها .
قالت بخجل: إيه تانى؟
حمزة بتعجب: الدوا يا مريم أنتِ نسيتيه!
ناولها الدواء وكوب المياه وما إن أخذته حتى أحست بخمول شديد وقالت بنعاس: شكرا جدا يا حمزة.
تنهد حمزة: بتشكريني على ايه بس يا مريم، ده أنا حتى عايزة أعتذر منك على اللى ماما عملته، أنا بجد مضايق يا مريم و مضايق أكتر لأنك اتأ*ذيتِ مش عارف ماما بتعمل كل ده ليه، لكن هى مكنتش كدة ولا يمكن أنا اللى عمري ما شوفتها صح؟ مر....
قاطع حديثه رأس مريم الذى مال على صدره، نظر لها بتفاجُأ ف وجدها نائمة، أبتسم وهو يشعر بتوتر من قربها الشديد منه.
أخفض رأسه لينظر إلى وجهها المسالم البرئ و مسح على شعرها الأسود الطويل بحنان، عدل نفسه حتى يتمدد على السرير وهى مازالت تنام على كتفه، حتى أخذ وضعية مريحة له و أغمض عينيه لينام هو أيضا.
بقلم ديانا ماريا
فى الصباح استيقظت مريم وهى تشعر بشيء غريب فى وضعية نومها، فتحت عينيها لتجد نفسها تنام على صدر حمزة ف شهقت بفزع و ابتعدت ف أستيقظ حمزة ب هلع هو أيضا: ايه فى ايه؟ حصل إيه؟
نظرت له بحرج: م..مفيش حاجة أنا بس لما صحيت اتخضيت.
زفر بعمق: يا مريم أنا اتخضيت فكرت فيه مصيبة.
أبتسمت بخجل: ولا مصيبة ولا حاجة الحمد لله صباح الخير.
أبتسم: صباح النور.
نهض : أنا هقوم أخد شاور سريع بعدين أشوف أميرة وسلمى وخصوصا سلمى لأنها زعلانة جدا من اللى حصل.
أومأت برأسها ف خرج بينما احمرت وجنتيها بخجل ولكن سرعان ما اختفت ابتسامتها عندما تذكرت حقيقة الوضع.
نهضت هى أيضا لتدلف إلى الحمام و تستحم ثم ترتدي ملابسها وتخرج لتجدهم جالسين جميعا .
جلست ف نظرت لها سلمى بحرج: مريم كنت حابة أعتذر منك.
مريم بإستغراب: على إيه؟
سلمى بندم: على الكلام اللى قولته عليكِ أنا والله العظيم مكنش قصدي أنا مكنتش واعية أنا بقول إيه أصلا.
ابتسمت مريم بلطف: أنا أصلا مش فاكرة أنتِ قولتي إيه ف هوني على نفسك المهم أنتِ عاملة إيه ؟
ظهر الألم فى عينيها : هكون عاملة ازاي بعد اللى حصل أمبارح.
ضمها حمزة: هتكوني فى أحسن حال أن شاء الله متزعليش مش غلطك.
رفعت بصرها إليه: يا حمزة كلامها كان صعب اوى، حتى هو قال مستعد يشوف حل وسط وهى مستنتش ولا حتى رفضت لا أهان"تهم و طر"دتهم.
ربت على رأسها: كل حاجة تتصلح أنتِ متزعليش نفسك.
نهض وقال بصوت جدى: أنا رايح مشوار مهم .
حدقوا به بتعجب وقالت أميرة بفضول: مشوار فين كدة؟
أجاب بغموض: هتعرفوا لما أرجع أن شاء الله، مع السلامة.
تركهم وغادر وهما يحدقون فى أثره بحيرة و تفكير!
#يتبع.
#قسوة_أطاحت_بى.
#ديانا_ماريا.
تكملة الروايه بعد عمل متابعه من هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق