انا قتلت بنت جوزى ..مكنش قصدى اقتلها لكن
هو ده اللى حصل ..كانت لحظة من اللحظات اللى
الشيطان مسكنى فيها و سيطر فيها على عقلى ..
من يوم ما اتجوزت جوزى وليد و انا مكنتش طايقها
لكن مكنتش ممكن اتخيل انها توصل للقتل ..
هى كانت صغيرة جدا لما اتجوزت ابوها ..كان
عندها سبع سنين ..كانت عندها مشكلة انها كانت
بتعانى من التنمر جامد ..كانت كل يوم ترجع معيطة
من المدرسة بسبب تريقة زمايلها عليها ..كان شكلها
وحش جدا و كانت عورة ..كان عندها عين مفقودة
من و هى صغيرة ..هالة مكنتش قادرة تتأقلم مع
زمايلها و كانت بتعانى جامد ..انا بعترف انى كنت
بتعامل معاها بقسوة و عنف لكن بجد مستأهلش منها
كل ده ..مش عارف انا ايه اللى مخلينى احكى لكن
انا اقسم لكم انى معرفتش انام من يوم ما قتلتها
..كل لحظة بتعدى عليا من ساعة ما ماتت و انا بفتكر
انا كنت بعذبها اقد ايه ..كنت بكويها بالنار لما تغلط
..كنت بمسك السكينة و احطها على النار و اسلخ
بيها جلدها و وشها ..كنت مثال للأم القذرة ..
فاكرة لما كنت بضربها على وشها لحد ما الدم ينزل
من بوقها كله ..فاكرة لما كسرت لها صف سنانها كله
و زمايلها فى الفصل فضلوا يتريقوا عليها لما
شافوها بالمنظر ده ..كان كل شئ ممكن يتدارك
..كان كل شئ ممكن يتصحح لحد ما فى يوم
عملت اللى لا يمكن اى ام ممكن تعمله ..جوزى سافر
لمدة اسبوع بره عشان شغله ..و كانت هالة بنته حابسة
نفسها فى الاوضة و كانت بتعيط و بتصرخ
..مكنتش قادرة استحمل صريخها و عيطها ..
مكنتش قادرة استوعب اى مشكلة منها انا كان
فيا اللى مكفينى ..فضلت انبهها و اقولها تبطل
عياط لكن مكنتش بتسكت ..لحد ما فجأة فقدت
اعصابى و معدش قادرة افكر ..رحت على اوضتها
و فضلت اضربها على وشها جامد و هى كانت بتصرخ
اكتر من الاول لحد ما فجاة زقتها على السرير عشان
دماغها تتخبط فى مولة السرير و تتفتح و مخها
يطلع بره رأسها من كتر الخبطة ما كانت قوية
و الاقى الدم مغرق كل حتة فى رأسها و على
الارض ..مكنتش مستوعبة انا عملت ايه ..انا قتلتها
..حاولت افوقها ..حاولت اقومها من مكانها ..
مكنتش بتتحرك ..حاولت اسمع صوت نبضات
قلبها لكن مكنش فى نبض خالص ..كانت ماتت
خلاص ..الدم عمال ينزف و يسيل على الارض
و انا مكنتش عارفة اعمل ايه ..قعدت ساعتين اقدام الجثة افكر انا هعمل فيها ايه ..مرة واحدة جات
لى فكرة ازاى اتخلص من جثتها ..قطعت جثتها
بالساطول لحتت صغيرة و فصلت رأسها عن جسمها
خالص ..الحاجة الوحيدة اللى مكنتش هعرف اتصرف
فيها هى الرأس ..بحكم انى اشتغلت صيدلانية
قبل كده كنت عارفة انا هعمل ايه بالظبط ..رحت
الصيدلية و جبت مواد حمضية مركزة بحمض
الكبريتيك ..كنت عارفة انا هعمل ايه عشان الجثة
ميبقاش ليها اى اثر ..وديت الجثة على الحمام
و حطتها فى البانيو و حطيت عليها المواد الحمضية
ديه و نزلت عليها المية و سبتها تتفاعل و تدوب
الجثة ..سبتها يومين كاملين فى البانيو لحد
ما المواد الحمضية دوبت الجثة خالص و مبقاش
ليها حاجة متبقية غير العظم ..بعد كده مسكت
العظم المتبقى و حطيته فى كيس اسود هى
و الرأس و رميتها فى شنطة العربية و رحت بيها
على طريق مهجور بالليل و دفنتها هناك ..لما رجعت
البيت نظفت الارض و البانيو و كل حاجة عشان
ما سبش اى اثر للجثة ..بعد يومين بالظبط ..كلمت
جوزى بالتليفون و طلبت منه يرجع لمصر لأن بنته
اختفت خالص و بلغت البوليس عن اختفائها ..
اخر حاجة قولتها لجوزى و ظباط المباحث انى
اخر مرة اشوف فيها هالة كانت بتلعب فى الشارع
بالكورة بتاعتها و لما جيت اشوفها تانى لقيتها
اختفت خالص ..كنت ببكى جامد ادام جوزى كأنى
كنت خايفة عليها بجد ..كنت بعيط جامد ادام
ظباط المباحث كأنى معملتش حاجة خالص ..
كأنى مش انسانة قذرة و حقيرة ..كأنى امها بجد
..الحقيقة انى كنت ببكى لأنى مكنتش متوقعة
انى عملت كده ..لأنى مكنتش عايزة اشوف نفسى
بالمنظر ده ..منظر القاتلة الحقيرة ..انا بعترف انى
استاهل كل اللى يحصلى ..انى احقر و اوطى
من كل اللى هتقولوه عليا ..لكن الحكاية منتهتش
عند موتها للاسف ..موتها كان البداية بس ..
جوزى كان متوتر جدا لما عرف انها اختفت ..
و زاد توتره اكتر لما عدى اكتر من شهر على اختفائها
و مفيش اى اخبار ..ظباط المباحث فضلوا يدوروا
كتير و يسألوا كتير لكن محدش عرف الحقيقة ..
فى الاخر القضية اتحفظت ضد مجهول و محدش
عرف حاجة عنى ..المشكلة الوحيدة اللى مكنتش
عارفة احلها انى مش عارفة انام ..مكنتش عارفة
انام خالص ..منظرها و الدم بينزل من راسها كان
بيطاردنى كل يوم فى المنام ..بدأت اخد حبوب
مهدئة لكن مكنتش بتجيب نتيجة ..لحد ما حصلت
حاجة غيرت حياتى ..انا خلفت ..خلفت مريم
من جوزى ..بعد سنتين من موت هالة خلفت مريم
و بدات احس بأحساس الامومة ..كانت بالنسبة
لى هى حياتى و نور عينى و كانت دلوعة ابوها
برضوه ..كبرت مريم و بقى عندها سبع سنين ..
بقى عندها سبع سنين بالظبط و تمن اشهر و تلات
ايام ..عارف ليه انا فاكرة التاريخ ده ..لأنه فى نفس
العمر اللى قتلت فيه هالة ..فى نفس اليوم اللى
بقى عمر مريم بقى نفس عمر هالة حصلت حاجة
غريبة مش قادرة افسرها ..الموضوع حصل بالليل
..كنت على وشك انى انام و قفلت النور خالص
عشان احس بصوت خطوات بتقرب من السرير
..صوت خطوات بطيئة اوى ..و صوت عامل زى
" تك ..تك ..تك "
صوت حاجة بتنقط على الارض ..فجاة لقيت صوت
الخطوات ديه وقفت لحد ما جت جنب السرير
عشان احس ببرودة جامدة اوى و رعشة جامدة
بتجتاح جسمى و اسمع صوت بيقول
" ماما "
قمت من النوم و انا فاكرة ان مريم بنتى هى اللى
جت لى على الاوضة ..مؤكد مش عارفة تنام فى
اوضتها و جاية عشان تنام فى حضنى ..فتحت
النوم و اول ما فتحت النور اطرافى كلها اتشنجت
..مكنتش عارفة ابلع ريقى من كتر الرعب و الصدمة
..مش معقولة تكون هى ..حسيت بشكة كبيرة فى
حلقى و قلبى بقى بيدق جامد
" ماما ..ليه قتلتينى ؟ "
كانت هى ..ايوه هى ..هالة بشحمها و لحمها ..
بس كانت رأسها مفتوحة و الدم عمال ينزف منها
و يغرق الارض و عينيها الاتنين مكانوش موجودين
..ايوه زى ما بقولك كده ..وشها شاحب و ازرق
كانها جاية من القبر ..اول حاجة عملتها انى صرخت
جامد و قعدت اعيط لحد ما جوزى قام من جنبى
من كتر ما كان صريخى جامد ..جوزى حاول يهدينى
لكن انا مكنتش عارفة اهدى و بصت له و شاورت
له على هالة لكن لقيتها اختفت ..اختفت خالص ..
زى ما جات فجاة اختفت فجأة ..جوزى سألنى
ايه اللى حصل و لقيت بنتى مريم صحت من النوم
و جات على اوضتى من كتر الصريخ ..قولت لهم
انى شفت هالة غرقانة فى دمها و كانت قريبة منى
جنب السرير ..جوزى قالى ان ديه هلاوس و تخيلات
من دماغى و ان مفيش حاجة لكن اقسمت له انى
شوفتها جنبى ..محدش كان مصدقنى ..محدش
كان حاسس بيا ..عدى اليوم الاول و بعد كده لقيت
نفس الموقف بيتكرر تانى ..كل يوم بصحى على
صوت خطوات بطيئة و صوت الدم و هو بينقط
و بينزل على الارض ..كانت بتقف جنبى و تقولى
" ماما ..ليه قتلتينى ؟ "
مكنتش قادرة اتمالك نفسى ..مكنتش قادرة اسيطر
على اعصابى ..بمجرد ما اشوف الدم و هو بينزل
على راسها و بوقها و وشها الشاحب كنت بصرخ
بكل قوتى عشان البيت كله يصحى ..عشان
جوزى و بنتى يصحوا و بمجرد ما يصحوا هالة
كانت بتختفى ..جوزى قالى ان الموضوع زاد
عن حده و انى لازم اروح لدكتور نفسى ..بنتى
مبقتيش عارفة تنام كويس بسبب صريخى و جوزى
مبقاش عارف يروح الشغل بسببى ..روحت لكذا
دكتور و كتب لى على ادوية نفسية لكن برضوه
كنت بشوفها ..لحد ما جاه اليوم اللى عمرى
ما نسيته و لا عمرى هنساه ..اليوم اللى جوزى
سافر فيه بره و نمت لوحدى فى البيت ..كنت على
وشك انى انام خلاص لكن سمعت صوت الخطوات
البطيئة بتقرب تانى من السرير ..صوت التنقيط
اللى على الارض بيرجع تانى ..قمت من النوم
عشان اشوفها تانى ..وشها كان شاحب اوى المرة
ديه ..كان فى انتفاخ جامد فى خدودها و دوالى
زرقة مغرقة رجليها و ايديها
" ماما ..ليه قتلتينى ؟ "
من كتر الخوف و الرعب مكنتش عارفة اعمل ايه
..مدريتش بنفسى الا و انا بمسك التليفون القديم
اللى جنب الكومدينو و بنزله بأقصى قوة و غل
على رأسها ..كنت بمسك التليفون و عمالة اضربها
على وشها و على رأسها اللى بتنزف ..فضلت
اضربها و انا بصرخ جامد و بقولها
" ايوه قتلتلك ..ايوه قتلتلك ..ايوه قتلتلك "
فضلت اضربها بالتليفون لحد ما الدم غرق هدومها
و هدومى و الارض و التليفون اتكسر مية حتة
و وقعت جثتها على الارض ..عشان اضحك جامد
و اغطى نفسى باللحاف و اروح فى النوم و انا
اخيرا هعرف انام من غير ما تظهر لى تانى ..
اخيرا انتصرت عليها ..قمت من النوم على صوت
جوزى و هو بيبكى جامد ..قمت من على السرير
عشان الاقى جوزى قاعد على الارض و بيعيط
و بركة دم كبيرة جنبه ..كمية دم رهيبة على
الارض و كان فى تليفون متكسر جنبها و كان فى
جثة ..جثة مريم بنتى ..ايوه زى ما بقولك كده ..
جثة مريم بنتى كانت على الارض و الدم بينزف
من كل حتة من راسها ..اللى جات المرة الاخيرة
كانت مريم مش هالة
يتبع ..
#القتيلة_٢
#محمود_محمد
#الجزء_اتانى
هربط الاحداث ببعضها فى الجزء التالت مستنى منك
التفاعل
رواية القتيلة ممكن البارت الثالث
ردحذفتم الجزءالثالث لو سمحت
ردحذف