رواية قسمت البارت 15_16_17بقلم ميمي عوالي في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه
رواية قسمت البارت 15_16_17بقلم ميمي عوالي في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه
رواية قسمت البارت 15_16_17بقلم ميمي عوالي في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه
15
قسمت
الفصل الخامس عشر
العشا خلص ومدحت وشاهى ودعوا ضيوفهم بكل حب ورحابة صدر بعد ما اتفقوا ان العزومة الجاية على عزيز ، لكن قرروا يعملوها فى بيت قسمت القديم ..عند احمد ، وطلبوا من قسمت تعمللهم بعض الاكلات الشعبية ، واللى عرفوا منها انها شاطرة جدا فى عمايلها ، وهالة وعدتهم بعمل اصناف من الحلويات قالتلهم انها هتعجبهم
و زينة ودعتهم كلهم بجمود ، وكان جواها قلق شديد من المقابلة اللى اتفقوا عليها واللى هتبقى بعد اسبوع واحد بس
بعد ما البيت فضى على اصحابه ، زينة اخدت الهدايا بتاعتها وطلعت على اوضتها ، وبعد ما حطتهم على التسريحة بتبص فى المراية لقت مدحت واقف وراها وبيبصلها بابتسامة رغم انها ابتسامة واسعة الا انها ما استريحتلهاش
مدحت : مبروك عليكى ياحبيبتى ، عجبوكى
زينة : ااه ، الحقيقة حلوين اوى
مدحت : وهدية قسمت واحمد
زينة : الحقيقة هديتهم فاجأتنى ، راقيين فوق العادة وغاليين اوى
مدحت : كل واحد بيهادى بقيمته يا حبيبتى
زينة : تقصد بقيمة اللى قدامة
مدحت : تؤ ، غلط ياقلبى ، بقيمته هو ، مهما كان اللى قدامى قليل فانا برضة لازم هديتى تبقى كبيرة زيى ، دى قاعدة
زينة : ومين بقى اللى حط القاعدة دى
مدحت قرب منها وكان بين كل كلمة والتانية بيبوسها : الاصول والاتيكيت والشياكة واللياقة
زينة شدت نفسها منه وقالتله : انت ليه مافرجتنيش على الهدايا اللى جبتها لاخواتى قبل ماتديهالهم
مدحت بسخرية : اخواتك … معلش بقى ، اصل بصراحة خفت لا ترفضى ، او تقولى انها كتير عليهم ، وكانت هتبقى وحشة اوى فى حقى
زينة : كلفوك كتير
مدحت : يعنى ، بس مايغلوش عليهم
زينة بصتله فى المراية وقالتله : عملت ايه فى موضوع شاهى
مدحت خدها فى حضنه وقاللها : ايه رأيك لو بعتلك نصيبها فى الميراث
زينة برقت عينيها بطمع وقالتله : بجد يامدحت
مدحت : اصلى بصراحة خايف اضعف قدامها وانتى عارفة انا بحبها اد ايه ، وممكن فى لحظة ارجعلها كل حاجة تانى ويمكن فوقها نصيبى كمان
زينة : لا لأ ، عندك حق ، بس هتعمل الكلام ده امتى ، لازم تنجز يامدحت ، خلينا نفوق بقى ونركز هنعمل ايه بعد كده
مدحت : وهو ايه اللى عاوزين نعمله بعد كده
زينة : يعنى ياحبيبى ، نشوف بقى شغلنا ونركز عشان نكبر شغلنا ونوسعه
مدحت : طب هنعمل ايه فى فلوس شاهى اللى لازم احطهالها فى البنك
زينة : احنا مش قلنا كفاية المجوهرات بتاعة مامتك اللى اخدتها
مدحت باعتراض : لا يازينة ، انا بحب شاهى جدا وما اقدرش اتصور انى ممكن اخسرها ، دى مهما ان كان اختى الوحيدة ، واى حاجة فى الدنيا ممكن تتعوض الا اختى ، هعوضها ازاى دى
زينة : ماتنساش انك صرفت كتير عليها ، المفروض انها تبقى ممنونالك بده طول عمرها
مدحت : زيك انتى وقسمت كده
زينة بنرفزة : تقصد ايه بكلامك ده يامدحت
مدحت : ما اقصدش حاجة ياحبيبتى ، بس الصراحة بعد الكلام اللى احمد قاله النهاردة ، قسمت عليت فى نظرى جدا ، خصوصا لما لقيت كلام احمد زى كلام عمك مصطفى بالظبط
زينة : ماهى دى قسمت ، دايما عاملة فيها الشمعة اللى بتحترق من اجل الاخرين
مدحت : بس هى فعلا كده ، وما ينفعش تنكرى ده اكتر من كده ، بلاش تخوفينى منك ياحبيبتى
زينة : تخاف منى انا
مدحت : طبعا ياقلبى ، لما تبقى اختك شقيقتك ، ويبقى ده رأيك فيها بعد كل اللى سمعته عن اللى عملته معاكى ، يبقى لازم افكر الف مرة قبل ما اسلمك عمرى كله واللا ايه
زينة باضطراب : لا ياحبيبى ، ده انت عمرى كله ، وعشان خاطرك انت انا هحاول اصلح علاقتى باخواتى طالما انت عاوز كده
مدحت خدها فى حضنه وقاللها وهو بيشيل الشال من على راسها : انا ياحبيبتى مش عاوز غيرك انتى
……………………
عند عزيز وقسمت
كان واخدها فى حضنه ونايمين ، وعزيز لاحظ ان قسمت سرحانة ومش معاه
عزيز وهو بيلعب فى شعرها : مالك ياحبيبتى ، من ساعة ماخرجنا من عند مدحت وانتى مش زى عوايدك
قسمت : مش عارفة ياعزيز ، مش مستريحة لموضوع مدحت ده ، ومش عارفة هو ناوى على ايه
عزيز : ماتقلقيش ، اللى عرفته من عصام ان مدحت عقله كبير
قسمت بتريقة : ده عقله كبير ده
عزيز : على فكرة .. الدماغ عمر ماكان ليها علاقة بالسلوك ، وبعدين الشهادة لله ، من ساعة ما اتجوز وهو فعلا اتغير ، بس ربنا يستر بقى ، ماحدش عارف هيحصل ايه بعد كده
قسمت : من ساعة ماسمعت من عصام انه حبها ، وانا قلقانة ، البنى ادم لما بينجرح من الانسان اللى بيحبه بيبقى جرحه صعب وانتقامه اصعب
عزيز : بالعكس بقى ، ده المفروض انك تتطمنى عليها اكتر ، لان اللى يحب بجد ، لا يمكن ابدا يأذى حبيبه باى شكل من الاشكال
وبعدين سكتوا وبعد شوية عزيز قاللها : هتقدرى على العزومة بتاعة الاسبوع اللى جاى واللا ايه
قسمت بابتسامة : ماتقلقش عليا ، ومريم قالتلى انها هتساعدنى
عزيز : طب و مها
قسمت بضحك : وعدتنا تتفرج علينا واحنا بنشتغل
عزيز ضحك اوى وقاللها : طول عمرها فاشلة ، بنت خالتى وعارفها
قسمت بتردد : لو طلبت منك تحكيلى عن خطيبتك الله يرحمها ، تتضايق
عزيز اتنهد وقال : الله يرحمها ويرحم ماما ، امنية الله يرحمها كانت فيها كتير من طبع مها ، كانت مرحة ، وحابة الحياة بكل مافيها ، وكانت طيبة لاقصى الحدود
قسمت :كانت جميلة
عزيز : كانت ملامحها قريبة جدا من مها
قسمت : يعنى كانت جميلة
عزيز : امنية ومها وارثين الملامح الاوربية من جدتهم مامة باباهم ، لانها كانت انجليزية ، وعشان كده بشرتهم وعيونهم ملونين
قسمت : كنت بتحبها
عزيز : لما عصام حب مها وطلب من بابا وماما انهم يخطبوهاله ، ماما استكبرت انها تخطب مها ولسه امنية ما اتخطبتش لان امنية الكبيرة ، وكمان انا الكبير وما خطبتش
فعرضت عليا انى اخطبها ، وانا ماكانش فى حد فى حياتى ، وفى نفس الوقت امنية ماكانتش تتعايب الحقيقة
قسمت : صدمتك كانت فى مين اكتر وقت الحادثة ، او بمعنى اصح مين فيهم اللى حزنك عليه وصلك للحالة اللى كنت فيها
عزيز سكت شوية وهو مغمض عينيه لدرجة ان قسمت ندمت انها سألته فضمته بايدها وباسته فى خده وقالتله : حقك عليا ، ماكنتش اقصد اضايقك
عزيز فتح عيونه وضمها ليها اكتر وقاللها : انا ما اتضايقتش ، انا بس بحاول اجاوب على سؤالك
قسما : وهو انت ماتعرفش الاجابة
عزيز : ماحاولتش اسأل نفسى السؤال ده قبل كده
وقت الحادثة ، كل حاجة حصلت فى لحظة ، امنية وقعت فى البحر ولما كانت بتحاول تمسك نفسها ايدها مسكت فى هدوم ماما فاخدتها معاها ، لانهم وقعوا فجأة وماكانوش واخدين خوانة ، اتخبطوا فى راسهم جامد ، لدرجة انهم ماحسوش بوقعتهم ، فالماية سحبتهم على القاع ، وعلى مانا وعصام ركزنا ونطينا وراهم وقعدنا ندور عليهم شوية وعلى مالقيناهم وعرفنا نطلعهم ..كانت كل حاجة انتهت
بعد ماكل حاجة خلصت ودخلت اوضتى ، لمت نفسى كتير ، انا اللى عملت الحفلة فى اليخت ، وانا اللى عزمت امنية ومها ، وانا اللى غوطت باليخت لجوة ، وانا اللى ماقدرتش انقذهم
شكل بابا يومها قتلنى ، ولما خالتى جت وعرفت ..كانت بتموت حرفيا ، يمكن عمر ماحد وجهلى اتهام ولا قاللى اى كلمة ممكن احس منها بتأنيب او عتاب ، الا انى كان عندى احساس رهيب بالعجز ، لدرجة انى اتمنيت وقتها انى ابقى عاجز بجد عشان فعلا ماحسش بالذنب
قسمت : انت ماعليكش ذنب ابدا ، ولا تدرى نفس باى ارض تموت ، دى اعمار واقدار ، مين فينا له دخل فيها ، واللا مين فينا يقدر يغيرها
عزيز : بابا تعب اوى لما ماما ماتت ، حسيت ان هو كمان بيموت بس بالبطئ ، كان بيحبها اوى ياقسمة
قسمت حبت تغير الموضوع فقالتله : تعرف ان انا كمان بحبك اوى
عزيز بابتسامة : لا ما اعرفش ، انتى ماقولتيليش
قسمت : رغم انك اونطجى ، بس ماعلينا ، اقولهالك تانى ، بحبك اوى يا عزيز قلبى وعينى
…………………..
زينة بقت متوقعة بين اى لحظة والتانية ان مدحت ينقل لها املاك شاهى باسمها
وبقت مستنية اللحظة دى على نار ، وبقت باستمرار تتعامل برقة فوق العادة مع مدحت وشاهى ، وبقت لما تيجى سيرة اى حد من اخواتها ماتعلقش الا للضرورة وبكلمات مختصرة جدا
واخيرا مدحت وعدها بمفاجأة عمرها يوم مايتجمعوا مع بعض فى عزومة عزيز وقسمت واللى ابتدت من ساعتها تعدلها الدقايق والساعات
………………….
عدت الايام لحد ما الاسبوع اللى اتفقوا عليه قرب يخلص ، مها ومريم اتفقوا مع قسمت انهم هيتجمعوا قبلها بيوم يساعدوها ، فقسمت قالتلهم انها مش مستاهلة ، وانهم بس يبقوا معاها يوم العزومة الصبح
وهالة قالتلهم انها هتجهز الحلويات عندها فى البيت وهتخلى احمد ياخدها على عنده على طول
واتجمعت البنات فعلا مع قسمة ، ومريم كانت بتحاول تساعد قسمت وطبعا مها زى ما وعدتهم كانت بتتفرج
وقسمت اتفننت انها تعمل كل الاكلات الشعبية اللى طلبوها ، وخصوصا عزيز واخواته وكمان مدحت واللى طلبوا انهم ياكلوا ممبار وكوارع ولحمة راس
قسمت عملت ممبار وكوارع ولحمة الراس وعملت رقاق و محاشى وبط وسلطات وطلبت من البنات يطلعوا اوضهم يجهزوا وهى كمان طلعت اخدت شاور بعد ما طلبت من الشغالين انهم يجهزوا الاكل عشان ياخدوه وهم ماشيين
وفعلا وصلوا عند احمد ورتبوا كل حاجة وقعدوا يستنوا مدحت وزينة
…………………..
عند مدحت ، رجع من شغله وكان معاه زينة ، واكلوا سندوتشات خفيفة عشان يقدروا يجهزوا للعشا
زينة طلعت اوضتها عشان تحضر نفسها فمدحت قاللها : بقوللك ياحبيبتى
زينة : قول ياحبيبى
مدحت : بقول بما اننا رايحين بيتكم القديم ، خلى لبسك بسيط ، وبلاش سوارية ، على الاقل تعرفى تقعدى وتندمجى مع اخواتك
زينة بامتعاض : يعنى البس ايه دلوقتى
مدحت قرب منها وحضنها من ضهرها وبصلها فى المراية وقاللها : فاكرة الفستان اللى شفتك بيه اول مرة لما جيتيلى مكتب الاستيراد والتصدير
زينة بابتسامة : ايوة فاكرة
مدحت : عندك هنا
زينة : ايوة عندى ، بس بتسأل ليه
مدحت : عاوزك تلبسيه النهاردة ، ممكن
زينة باعتراض : معقول يامدحت ، ازاى يعنى الكلام ده ، ده انا عندى لبس اشكال والوان ، اقوم اسيب ده كله والبس من هدومى القديمة
مدحت وهو بيبوسها من رقبتها : لو قلتلك عشان خاطرى هتوافقى
زينة بتنهيدة : حاضر يامدحت ، حاضر
مدحت لفها ليه وباسها بقوة ولما حاولت تشد نفسها منه قاللها : خليكى معايا ، لسه بدرى ،عاوز اشبع منك
…………………
احمد استقبل اخته وعزيز والباقيين كلهم ورحب بيهم جدا ، وكان محضرلهم القاعدة عشان المكان يساعهم كلهم
وراح جاب هالة وساعدها فى نقل الحاجات الحلوة اللى عملتها وقعدوا كلهم يتكلموا مع بعض لحد ماسمعوا جرس الباب واول ما احمد فتح لقى شاهى وهى بتقول بود شديد : السلام عليكم جميعا
كلهم : وعليكم السلام
دخل مدحت وزينة ورموا السلام والكل رد عليهم وابتدوا يسلموا على بعض ، وقعدوا كلهم يدردشوا وبعد شوية
قسمت : ياللا عشان الاكل مايبردش اكتر من كده
قاموا كلهم فعلا اتلموا حوالين الاكل والكل اكل بشهية عالية جدا وهو بيشكر فى قسمت وعمايلها
شاهى : الله ياقسمت ..تسلم ايديكى ، الاكل يجنن ، عمرى ماكلت محشى بالطعامة دى
مدحت : بجد بجد الاكل رائع ، تسلم ايديكى
قسمت : بالف هنا
قسمت بصت على زينة لقت انها كانت بتاكل باستمتاع لحد ما سمعتهم بيشكروا فى قسمت فتقريبا وقفت اكل
على : بجد يا قسمت ، انتى لازم كل شهر على الاقل تعمليلنا الاكل ده ، خلى الواحد يرم عضمه
عصام : ولو ينوبك ثواب تعلمى العيال دى معاكى
مها وهى بقها مليان اكل : بس ماتقولش عيال
كلهم ضحكوا على مها و مريم قالت : الصراحة قسمت طلعت مدرسة ، ده كفاية الرقاق ، تحس الواحد المفروض ياخده ويهرب
قسمت بضحك : من غير هروب ياحبيبتى ، خدى اللى انتى عاوزاه
عزيز بفخر : الحقيقة قسمة كل حاجة فيها حلوة
احمد : بصراحة ياقسمة اكلك كان واحشنى جدا
هالة : على كده لازم اخد معاكى درس بقى ياقسمت
احمد : خدى بالك انتى التقييم بتاعك بعد شوية اما ندوق الحلو
قسمت بضحك : صحيح يامراة اخويا ، عاملالنا ايه حلو
هالة : عملت لكم ام على ، وباباظ ، وكنافة باللوز
مدحت وهو بيقوم من على السفرة : هغسل ايدى والحقينى بام على ..ده انا بعشقها
كلهم كانوا بيتكلموا وبيضحكوا ، الا زينة ، وقفت اكل وقعدت تتفرج عليهم وتسمعهم
شاهى : انتى بتعرفى تعملى الاكل ده يا زينة
قبل مازينة ترد .. احمد قاللها : زينة طول عمرها كانت بتشارك بانها بتاكل وبس
شاهى بامتعاض : ياخسارة ، كان نفسى اتعلم الحاجات دى
قسمت : ولا خسارة ولا حاجة ، ابقى تعالى وانا اعمللك اللى انتى عاوزاه
شاهى : صحيح .. بس انا عاوزة اتعلم كمان واجرب اعمله لوحدى
قسمت : خلاص ، اعمللك واتعلمى وانا بعملهولك
شاهى : اتفقنا
بعد ماخلصوا اكل والبنات كلهم كانوا بيساعدوا فى ترويق المكان ، و زينة كانت بتمثل انها بتساعدهم لانها لاحظت ان مدحت كانت عينه عليها مافارقتهاش
واكلوا حلويات وشربوا قهوة وضحكوا واتكلموا ، وبعد فترة مدحت قام من مكانه وقال وهو باصص لشاهى : مش ياللا بينا وبعدين وجه كلامه لعزيز وقسمت وقال ..احنا متشكرين جدا على العشوة المتينة والسهرة الجميلة دى زينة وقفت وقالت له : ياللا بينا
مدحت بصلها باستغراب وقاللها : ياللا على فين
زينة : ياللا نروح
مدحت بجمود : انا اسف يازينة ، مش هقدر استقبلك فى بيتى تانى
زينة بصدمة : ايه اللى انت بتقوله ده
مدحت : بقول اللى هيحصل ، انا اخدتك من هنا ، ورجعتك من تانى لهنا ، وهسيبك هنا ، ودى اخر خطوة فى علاقتنا ببعض
زينة قعدت مكانها وهى مش مستوعبة حاجة وقالت : انا مش فاهمة حاجة ، انت بتقول ايه
مدحت : بقول انك خليتينى اتجوزك وانا متخيل واحدة تانية خالص غيرك ، لكن شوية بشوية لقيتك على العكس تماما
وهمتينى بحبك ، وصلتيلى احساس بانك مضطهدة وانك مظلومة ، وفى الاخر طلع كل ده مجرد تمثيل ، فانا بكل بساطة بقوللك انى مش عاوزك فى حياتى من تانى
شاهى كانت عمالة تشد فى كتف مدحت وتقول له : انت بتقول ايه ، ليه كده ، انت اتجننت ، انت بتحبها
مدحت بغضب : وعشان بحبها رجعتها هنا تانى ، عشان بحبها ماسجنتهاش على سرقتها لخاتم امى
شاهى بعدم فهم : خاتم ايه اللى اتسرق ، ماهو عندى ومعايا
مدحت بسخرية : تقصدى رجع بقى معاكى ، بعد مارمتهولنا جنب السرير واحنا بندور عليه
شاهى بشهقة وهى بتبص لمدحت باستغراب : حرام كده ، وهى هتعمل كده ليه
مدحت بص لزينة اللى واقفة بتراقب كل اللى بيحصل قدامها اكنها بتتفرج على فيلم سينما بجمود شديد : السؤال ده مايتسألش ليا ، السؤال ده يتسأل لها هى
مدحت قرب من زينة وقاللها بحزن وهو باصص فى عيونها : ليه يازينة .. ليه
شاهى بعياط : حرام عليك يامدحت
مدحت بغضب : حرام … اللى انتى زعلانة عشانها دى ومحسسانى انى ظالمها ، يوم ما اتفقنا على الجواز ..ماوصتهاش غير عليكى ، ورغم كده كانت بتحرضنى انى استولى على الميراث بتاعك
فى الاول قلت يمكن فهمت كلامها غلط وبقيت اقدملها مقترحات اسؤ لتنفيذ اللى فى دماغها ، وكل ما دا الاقيها بتتمادى وعاوزة اكتر
اللى قدامك دى لما قلتلها انك بتملكى ٦٥٪ من الممتلكات وانا ٣٥٪ بس كانت هتتجنن
شاهى باستغراب : بس الكلام ده مش حقيقى ، انا ما املكش غير ٢٥ ٪ بس
مدحت وهو بيراقب صدمة زينة بسخرية : ماهى دى كانت بداية نهايتها معايا
وبعدين قرب من زينة وهمسلها جنب ودنها : ماحبتش غيرك ، وماكرهتش غيرك ، ومش عاوز اشوفك تانى ويوم ماتفكرى بس انك تقربى من المجموعة بتاعتى او الفيلا باى شكل من الاشكال هأتضطرينى انى اذيكى يا زينة
انا حكيت قدام اخواتك على اللى يخصنى بس ، فياريت ماتضطرينيش انى احكى على حاجات تانية انتى فى غنى عنها
والتفت بص لشاهى وقاللها : ياللا بينا ، اعذرونى ياجماعة ، تصبحوا على خير
الكل كان قاعد بيسمع وبيتفرج بصمت رهيب ، واول ما مدحت وشاهى نزلت ، عصام وعلى استأذنوا يمشوا واحمد طلب من على انه يوصل هالة فى سكته
وعزيز قرب من قسمت سألها فى ودنها لو حابة تمشى معاه واللا تستنى ، فطلبت منه انه ينتظر شوية ، ففضل قاعد مكانه من غير اى صوت
زينة كانت قاعدة مكانها باصة على باب الشقة من ساعة ما مدحت خرج ، كأنها تمثال شمع ، ومافيش اى تعبير واضح على وشها
احمد وقسمت كانوا عمالين يراقبوها فى صمت ، شوية يبصولها وشوية يبصوا لبعض ويرجعوا يبصولها تانى مستنيينها تعمل اى رد فعل ، بس مافيش ، لدرجة ان عدا عليهم وهم فى الوضع ده اكتر من نص ساعة
احمد اخيرا قرر انه يقطع الصمت ده فقال : وبعدين
زينة زى ماتكون اتخضت على صوته فبصتله اوى ، وبعدين رجعت تانى فى ثوانى تبص على الباب وهى برضة ساكتة
احمد قام وراح قعد جنبها وقاللها : وبعدهالك يازينة ، ناوية على ايه
زينة بصتله اوى وقالتله وهى عماله تبص حواليها : ايه ده ، هو انا نمت وانا قاعدة واللا ايه ، هو مدحت فين
احمد بص لقسمت باستفهام اكنه بيقوللها اعمل ايه ، بس رجع بص لزينة وقاللها : جوزك سابك هنا ومشى يازينة
زينة باستنكار : يعنى ايه سابنى ومشى
قسمت بصت لعزيز مش عارفة ان كانت تتدخل فى حوار اخواتها واللا لا فعزيز هزلها راسه بالموافقة ، فقامت اخدت كرسى وحطته قدام زينة وقالتلها : ليه يازينة
زينة : ليه ايه ، انتى عاوزة منى ايه ياقسمت
قسمت : انا عمرى ماعوزت ولا طلبت منك حاجة يازينة
زينة اتكلمت اكنها بتكلم نفسها وقالت : عمرك ماعوزتى حاجة ولا طلبتى حاجة ، لكن كنتى بتاخدى منى كل حاجة ، رغم انى احلى واجمل منك بكتير ، لكن الحب كله كان لقسمت ، قسمت وبس ، حتى البنى ادم الوحيد اللى حبيته ، حبك انتى ، وكان عاوزك انتى
قسمت بذهول : بنى ادم مين ده اللى بتتكلمى عنه ، انا ماعرفش انتى بتتكلمى على ايه
زينة : ما هى دى المصيبة ، انه ولا على بالك اصلا ، ده ما اتعاملش معاكى غير مرة واحدة بس مافيش غيرها ، وبعدين اتهوس بيكى ، رغم ان انا اللى بحبه مش انتى
قسمت : انتى بتتكلمى على مين
زينة : كامل ابن عمو مصطفى ، فاكراه
احمد : بس لما اتقدم لاختك رفضته
قسمت : وماكنتش اعرف انه بيحبنى ، ولا كنت اعرف انك بتحبيه
زينة بغل : حتى عادل جارنا الكحيان اللى كنتم كل شوية تقولولى ده عينه منك ، اللى ماحدش يعرفه فيكم ان كان عينه منك انتى ، بس انا قلتله انك مرتبطة بابن عمنا فنقل العطا عليا
فيكى ايه مش فيا ، ليه يحبوكى انتى وانا لا ، حتى مدحت ، مدحت اللى الكل عارف انه بتاع بنات وشاف اشكال والوان ، برضة كان بيقول فيكى اشعار ، واهو بعد ما اتجوزته وابتديت احقق اللى بحلم بيه طول عمرى ، فى الاخر سابنى ورمانى هنا تانى
وبعدين قالت بحدة : بتعمليلهم ايه ، بتشاغليهم ازاى ، علمينى يمكن اعمل زى مابتعملى
قسمت لتانى مرة مدت ايدها وضربتها بالقلم وهى بتقوللها : اخرسى بقى ، انتى مش هتبطلى الغل والسواد اللى جواكى ده ، نفسى مرة تفكرى فى حد تانى غير نفسك ، بصى حواليكى ، هتلاقى حاجات كتير جدا تستاهل اننا نهتم بيها ، طول عمرك بتبصى على الناس من فوق رغم ان عمرك ماكنتى فوق ، ولما فعلا بقيتى فوق ، ماعرفتيش تحافظى على اللى وصلتيله ، تعرفى ليه ، لانك مابتشبعيش يازينة ، بقى عاوزة الاخ يستولى على حق اخته وميراثها وربنا يسيبك كده من غير مايعاقبك
ثم خاتم ايه ده اللى بيتكلم عليه انك سرقتيه ، هى وصلت بيكى لكده ، بقى بعد كل العز اللى عيشك فيه وبرضة باصة للى مش ليكى ، ليه ، ده بدل ماتحمدى ربنا على النعمة اللى انتى فيها وتحافظى عليها ، طب اهو ربنا جازاكى خير الجزاء
زينة ابتدت عيونها تتملى بالدموع وقالت : يعنى ايه ، كل حاجة ضاعت ، كل حاجة راحت
احمد اتنهد وقال لها : يازينة ، رغم ان قلبى موجوع منك من حاجات كتير واولهم موت امنا ، لكن مش يمكن ربنا اراد انك تقوقى بدرى شوية ، مش يمكن يكون ده درس عشان تتعلمى وتبتدى من اول وجديد على نضافة
زينة اكنها بتكلم روحها : كل حاجة راحت ، كل حاجة
احمد : وانتى اللى ضيعتى الكل حاجة دى
زينة وهى بتبص حواليها : هرجع اعيش هنا تانى
قسمت : البيت اللى طول عمره حامينا واوينا
زينة بصتلها بفضول وقالت : لما اقترحتى ان العشا يبقى هنا كنتى عارفة انه هيعمل كده
قسمت : انتى من جواكى تصدقى انى ممكن اعمل كده
زينة : طب ليه جبتينا هنا
قسمت : كنت فاكرة انى هفكرك باصلنا عشان تفوقى لروحك ، بس ده مايمنعش اننا كنا عارفين ان مدحت ناويلك على حاجة ، بس ماكناش نعرف هى ايه بالظبط
زينة : اشمعنى
قسمت واحمد حكولها على زيارة مدحت لقسمت فى مكتبها واللى حصل فيها
زينة بصدمة اكبر : كان بيعمل كل ده وهو عارف انه هيسيبنى هنا ، كان بيقوللى كل ده وهو بيضحك عليا ، وبعدين بصت لاخواتها وقالتلهم : وانتم .. ازاى ماتقولوليش ولا تنبهونى
احمد بتريقة : ونقوللك بصفتنا ايه بقى
زينة : بصفتكم اخواتى
احمد بتريقة : ماهو يا اختى ، الاخوات مابيعملوش مع بعض اللى انتى عملتيه ، الاخوات مابيتهموش بعض الاتهامات اللى اتهمتيها لاختك ، واللا نسيتى ، الاخوات مابيتعالوش على اخواتهم ، الاخوات يازينة بيكنوا لبعض الحب والاحترام ، مش الغل والغيرة ، الاخوات يازينة بيخافوا على مشاعر بعض ويقفوا قدام اللى يجرح اخواتهم مش هم اللى يجرحوا فى بعض زى ما انتى كنتى بتعملى فينا
ثم انى متأكد ان لو حد فينا كان حاول يحذرك كنتى هتفكرينا غيرانين منك يازينة ، واللا ايه
زينة قامت وقفت وراحت ناحية باب الشقة فاحمد وقفها وسألها : انتى رايحة فين
زينة : ماشية
احمد : ماشية فين ، هتروحى فين
زينة بعياط : مش عارفة
قسمت : ادخلى اوضتك يازينة ، واقعدى مع نفسك حاولى تتصالحى مع نفسك ومع اللى حواليكى ، وادعى ربنا انه يعفو عنك ويهديكى ويصلح حالك
زينة وهى لسه بتعيط : مش هعرف اقعد هنا
احمد : ليه ، خلاص اخدتى على عيشة الفلل للدرجة دى
زينة بعياط : لا مش ده ، بس مش هقدر ، سيبونى براحتى
احمد: يعنى لو سيبناكى براحتك هتروحى فين
زينة وهى لسه بتعيط : مش عارفة ، مش عارفة
عزيز قام وقف قدام زينة وقاللها : تحبى تيجى عندنا يومين على ما تروقى عشان تعرفى تفكرى براحتك
زينة بعياط : عاوزة ابقى لوحدى
عزيز سكت شوية وبعدين قاللها : طب خلاص ، ادخلى ريحى شوية لغاية الصبح وبعدين هبعتلك السواق ياخدك عند ابويا فى المزرعة ، منها تغيرى جو ومنها تقدرى تقعدى مع نفسك زى مانتى عاوزة من غير ماحد يضايقك
زينة بصت لعزيز وقالتله : مش عاوزة اضايق حد
عزيز : ياستى ماحدش هيتضايق ، ثم ان بابا عايش لوحده واحنا يادوب بنروحله كل جمعة ، وليكى عليا وانتى هناك ، هنخفف الزيارات لحد مانتى توافقى تستقبلينا
زينة بصت لاحمد وقسمت ورجعت بصت لعزيز وهزت راسها بالموافقة وراحت ناحية اوضتهم القديمة دخلتها وقفلت الباب وراها
احمد لعزيز : انت متأكد ان سالم بية مش هيتضايق
عزيز وهو بيطبطب على كتفه : عيب عليك
قسمت بحب لعزيز : انا مش عارفة اقوللك ايه
عزيز بهزار : قوليلى ياللا نروح بقى ، احسن من ساعة ما اكلت والاكل كبس على مراوحى
قسمت : خلاص ياللا ، ولو احتجت اى حاجة يا احمد كلمنى على طول
احمد : ماتقلقيش ، وانا مش هنزل الشغل بكرة لعاية ما اتطمن عليها
16
قسمت
الفصل السادس عشر
زينة دخلت اوضتها وقفلت على نفسها وهى فى جوة دماغها الف سؤال وسؤال
هو ازاى كان بياخدنى فى حضنه وهو ناوى انه يعمل معايا كده
ازاى كان بيغرقنى فى حبه وهو مخطط لكل حاجة بالشكل ده
ازاى بيقول انه بيحبنى وفى نفس الوقت يفضحنى ويعرينى قدامهم كده
هوريهم وشى ازاى بعد كده ، هتعامل معاهم ازاى بعد كده
طب لو حبيت ابعد هروح فين
طب مجوهراتى
مجوهرات ايه بقى ، ده رجعك بالفستان اللى شافك بيه
اكنه بيقوللى كنتى شحاتة ورجعتك من تانى شحاتة
بس انا ماكنتش شحاتة ، ااه كان الفرق بينا كبير اوى ، بس انا ماكنتش شحاتة
طب هروح عند حما قسمت فى المزرعة ، آدى قسمت اللى طول عمرك بتغيرى منها وتحاربيها ، رغم كل حاجة ، برضة لما هتستخبى من الكل ، هتستخبى عند حماها
انا حاسة انى فى كابوس ، كابوس طويل ومش قادرة افوق منه
فضلت زينة تنعى همها لغاية ماغلبها النوم وهى بهدومها زى ماهى
…………………….
مدحت وشاهى لما رجعوا البيت ، شاهى كانت رغم كل اللى مدحت قاله الا انها كانت زعلانة على اللى حصل ، كانت بتحب زينة ، ومش قادرة تصدق ولا كلمة من اللى مدحت قالها عنها
جت تطلع اوضتها مدحت مسكها وابتدى يتكلم معاها وكان باين عليه انه حزين جدا : ممكن اعرف انتى ليه واخدة موقف منى كده
شاهى : لان عمرى ما عرفت عنك القسوة دى وانت بتتعامل مع حد
مدحت ببعض النرفزة : برضة هتقوليلى قسوة بعد كل اللى عرفتيه
شاهى : مش يمكن ظالمها
مدحت بتنهيدة : للاسف ياشاهى ، ماظلمتهاش
شاهى : حتى لو كان ، كان ممكن تنصحها ، توعيها ، تفهمها ، لكن انت خليت بيها يامدحت ، ليه عملت كده
مدحت بحزن : لانى حذرتها من الاول ياشاهى ، حذرتها من الطمع ، لكن هى برضة طمعت ، وطمعت بالاوى كمان
شاهى : وحبكم
مدحت بسخرية : حبنا ، زينة عمرها ماحبتنى ، زينة من اول يوم وهى بتمثل عليا وانا الاهبل اللى صدقتها
شاهى : وانت كمان كنت بتمثل عليها ، تبقوا خالصين
مدحت بغضب : بس انا حبيتها بجد
شاهى : اللى بيحب حد مابيسيبوش يغرق وهو بيتفرج عليه ، وانت ماوقفتش اتفرجت وبس ، لا ده انت كمان علقتلها الرومانة
قلت عليها طماعة وقعدت تزغلل عيونها بزيادة ، اكنك بتريح ضميرك ان هى اللى وحشة ، لكن لا يا مدحت ، انت كمان وحش ، ووحش اوى كمان
شاهى سابته وطلعت اوضتها وهى غضبانة من اللى حصل ومن اخوها ومن زينة ، لكن مافيش فى ايدها اى حاجة تقدر تعملها
مدحت طلع اوضته ، كان قميص نوم زينة على السرير ، والسرير كان متبهدل مكان ماكانوا مع بعض قبل مايخرجوا ، قاللها ساعتها انه عاوز يشبع منها ، لكن ماشبعش منها
على اد غيظه وقهرته منها على اد ماهو حاسس انه ناقصه حاجة وحاجة كبيرة اوى
رغم انه فى الفترة الاخيرة ، كان بيخططلها ، لكن لما كان بياخدها فى حضنه ويضمها ، كان بيبقى عاوز يكسر ضلوعها بين ايديه ، بس تفضل بين ايديه
مسك قميص نومها قربه من وشه وشمه ، لقى ريحتها فيه ، قعد على الكرسى وهو ماسك قميصها فى ايده وقعد يفتكر كل اللى حصل وكل الكلام اللى قالتهوله شاهى
……………………..
عزيز وقسمت لما رجعوا البيت ، قسمت كانت حزينة جدا ، فعزيز قاللها : ايه رأيك لو تدخلى تقعدى فى حمام دافى كده وتفصلى مع نفسك كده شوية ، ولما هتخرجى هتلاقينى مستنيكى ، ومستعد انى اقعد اسمعك للصبح
قسمت ابتسمت لعزيز وباسته من خده وفعلا دخلت ملت البانيو ماية سخنة وفضلت فيه شوية حلوين ، وبعد حوالى نص ساعة لقت عزيز خبط عليها ، ودخل وهو ماسك البرنص بتاعها وقاللها : كفاية عليكى كده لاتبردى ، ياللا حبيبتى قومى
وفعلا قسمت قامت معاه ولبسها البرنص واخدها على السرير فى حضنه وقاللها : انا عارف انك تعبتى جدا النهاردة ، بس برضة عارف انك مش هتنامى بسهولة ابدا بعد اللى حصل ده
قسمت : انا موجوعة اوى ياعزيز
مدحت وهو بيبوسها فى راسها : سلامتك من الوجع ياقلب عزيز، ايه اللى واجعك قوليلى
قسمت : حاسة انى مقسومة نصين ، نص ناقم عليها وعاوزها تتعاقب ، والنص التانى هيموت من الوجع عليها ، ومش عارفة اعمل ايه
انا اقسمت انها لو حصللها ايه فى جوازتها دى عمرى ماهمدلها ايدى ابدا وهسيبها لوحدها ، وقتها كان قلبى محروق منها على موت ماما الله يرحمها
لكن وقت ما اللى كنت مخمناه حصل ، قلبى وجعنى ، بقيت عاوزة اخودها فى حضنى ، بس خفت
عزيز : خفتى من ايه
قسمت : من انها ترفضنى ، او انها تفكر انى بحاول اثبتلها انى احسن منها ، او انى … مش عارفة ياعزيز ، مش عارفة
عزيز : حبيبتى احنا بشر ، وطبيعى جدا يحصل جوانا كل اللخبطة اللى حصلتلك دى
بس زى مازينة محتاجة تحاسب نفسها ، انتى واحمد كمان محتاجين تاخدوا قرار بخصوصها
قسمت : قرار ايه
عزيز : يا تحاسبوها على كل اللى فات وبعد كده تقرروا ان كنتم هتعرفوا تتقبلوا بعض تانى ، واللا هتقلبوا الصفحة وتبتدوا من اول وجديد
ولما لقى قسمت سكتت بصلها بخبث وقاللها : مش ملاحظة ان بعد الاكلة المتينة اللى اكلتيهالنا النهاردة دى انك كده ظلمانى ، خليكى بقى مع جوزك حبيبك شوية وانسى اى حاجة تانية دلوقت
……………...
تانى يوم الضهر عزيز كلم احمد وقال له يبلغ زينة ان العربية موجودة تحت ، ولما زينة نزلت اتفاجئت ان عزيز هو اللى سايق العربية ، فابتسملها وقاللها .. اركبى ياللا عشان مانتأخرش على بابا
زينة ركبت وقالتله : انت اللى هتوصلنى بنفسك
عزيز طلع بالعربية وقاللها : الحقيقة لقيت انى اوصلك بنفسى عشان قسمة تبقى متطمنة عليكى اكتر ، وكمان انا اتطمن انك هتبقى مستريحة
زينة : انا مش عارفة اشكرك ازاى
عزيز سكت شوية وبعدين قاللها : اسمعى يازينة ، ماحدش فينا معصوم من الخطأ ، كلنا بشر ماحناش ملايكة ، لكن الشاطر بقى هو اللى يلحق نفسه
زينة كانت بتسمعه وهى ساكته فعزيز كمل كلامه وقاللها : انا عاوزك تعتبرى نفسك فى اجازة من كل حاجة ، تفصلى عن كل حاجة وتنسى كل حاجة الا حاجتين اتنين لازم تواظبى عليهم ، الصلاة والقرآن ، عاوزك لمدة تلات اربع ايام على الاقل ماتعمليش حاجة غير انك تاكلى وتنامى وتصلى وتقرى قرآن وبس ، وبعد كده ابتدى اخرجى ، امشى وسط الزرع والخضرة وانتى بتتفرجى وتسبحى الله وبس ، من غير ماتفكرى فى حاجة تانية ، بس برضة وانتى مواظبة على صلاتك وقرآنك ، وانتى ماشية وسط الزرع خدى نفس جامد وطلعيه ، هتحسى ان صدرك وسع من كتر الهوا النضيف ، ساعتها احمدى ربنا انك قادرة تتنفسى طبيعى من غير اجهزة صناعى ، وانك قادرة تمشى على رجليكى من غير مساعدة حد ، وانك قادرة تميزى الاشكال والالوان قدامك وغيرك كتير محروم من النعمة دى
اقعدى مع نفسك وحاولى تعدى و تحصى نعم ربنا عليكى ، صدقينى ، كل ماهتفكرى انك عديتيهم وعرفتيهم كلهم ، هتلاقى نفسك كل شوية بتكتشفى
نعمة جديدة ماكنتيش واخدة بالك منها
عزيز التفت لزينة لقاها بصالة باستغراب فابتسم وقاللها : لما هتعملى كل ده هتلاقى نفسك بتتصالحى مع روحك ، وصدقينى دى هتبقى اول خطوة لكل حاجة كويسة فى حياتك
فضل عزيز طول الطريق للمزرعة ينصح زينة بهدوء لحد ما وصلوا للمزرعة وعرفها على ابوه ووراها مكان اوضتها ، ووصى عليها ام سعيد وحكى لابوه نبذة عنها ووصاه عليها وقبل مايمشى سألها لو محتاجة حاجة فقالتله : انا متشكرة اوى على كل اللى عملته معايا ، بس عاوزة اسألك سؤال وبتمنى ماتفهمنيش غلط
عزيز بفضول : اتفضلى اسألى
زينة : لما حبيت قسمت ، حبيت فيها ايه ، واوعى تفكر ان نيتى وحشة فى سؤالى ، بس صدقنى عاوزة اعرف الاجابة
عزيز بصلها شوية وبعد اتنهد وقاللها : حبيت صدقها يازينة
زينة باستغراب : مش فاهمة
عزيز : افهمك ، قسمة صادقة فى كل حاجة ، صادقة فى حبها للى حواليها ، صادقة فى خوفها عليكى وعلى احمد ، صادقة فى بساطتها ، صادقة فى سلوكها ، وضوحها فى تصرفاتها فى حد ذاته صدق ، حتى لما بتغضب ، بتغضب بصدق واهم من كل ده بتخلص بصدق
صدقينى يازينة ، مافيش اسهل من البساطة ، ولا ابسط من الصدق
زينة هزت راسها وقلتله : انا بشكرك كمان مرة
عزيز : اعتبرى بابا زى والدك بالظبط ، ولو احتجتى اى حاجة ماتخجليش انك تطلبيها منه او من ام سعيد ، ام سعيد هى اللى مربيانا كلنا
زينة : ماشى ، شكرا
وسابها عزيز فى العزبة ورجع تانى على القاهرة
…………………..
عزيز لما رجع القاهرة قبل مايروح على شغله عدى على الشركة الاول عشان يطمن قسمت واول مادخل عليها ، لقاها قاعدة فاتحة ملف قدامها ، لكن بعيدة عنه تماما لدرجة انها ماحستش بيه وهو داخل عليها ، فراح ناحيتها ووطى باسها من خدها ، فانتفضت وحطت ايدها على قلبها من الخضة
عزيز وهو بيضمها : بسم الله الرحمن الرحيم ، ايه يابنتى السرحان ده كله ، اوعى تقولى ان اللى واخد عقلك حد غيرى
قسمت بابتسامة : مش كفاية عليك قلبى ، هيبقى قلبى وعقلى كمان
عزيز باسها بوسة خفيفة على شفايفها وبعدين قاللها : انا راجل طماع ، عاوزك كلك على بعضك لوحدى
قسمت بابتسامة : طمننى .. عملت ايه
عزيز : ماتقلقيش ، وصلتها واتطمنت عليها ووصيت بابا وام سعيد ياخدوا بالهم منها ، وسيبتلها الشنطة فى اوضتها
قسمت : اتكلمت معاها
عزيز : اتكلمت كتير ، بس اوعى تفكرى ان زينة لو حتى اتغيرت ، انها ممكن تتغير بين ليلة والتانية
قسمت : انا عشمانة فى ربنا انها تفوق وتلحق روحها قبل فوات الاوان
عزيز : ان شاء الله .. ربنا مايخيبش رجاكى ، بس انا عاوزك انتى واحمد ماتسيبوهاش ، لازم كل اسبوع حد فيكم على الاقل يكون عندها
قسمت : هى ممكن تطول اوى كده هناك
عزيز : على حسب اعتقادى ، انها هتقعد هناك اكتر مما يتصور اى حد ، وهى محتاجة ده
قسمت : ربنا يكتبلها الخير
……………….
مدحت صحى من النوم الصبح لقى روحه نايم مكانه على الكرسى وقميص زينة لسه فى ايده ، قام وهو بيحاول يدلك فقرات رقبته وضهره وساب القميص على السرير ودخل الحمام اخد دش ولبس ونزل
لقى شاهى قاعدة على السفرة بتشرب شاى
مدحت باس راسها وقاللها : صباح الخير ياحبيبتى ، ليه ماصحيتينيش لما صحيتى
شاهى : بقالك فترة بتصحى من غيرى
مدحت اتنهد وقاللها : فترة ولازم تتمسح من حياتنا
شاهى بتريقة : افلح ان صدق
مدحت متضايق من اسلوب شاهى معاه لانه مش متعود منها على كده فقام من غير مايفطر ولا يشرب قهوته وقاللها : انا ماشى
شاهى : مع السلامة
مدحت باستغراب : يعنى حتى مش هتقوليلى افطر واللا حتى اشرب قهوتك
شاهى بصتله بزعل وقالتله : مابقاتش تفرق ، مانت بقيت لما بتحب تعمل حاجة بتعملها على طول من غير حتى ماتفكر فى رد فعل ولا احساس اللى حواليك
مدحت وهو بيحاول مايتعصبش : هو انتى كل ده وبرضة اللى فى دماغك فى دماغك
ولما لقى ان شاهى مارديتش عليه قاللها : طب انا هحكيلك على اللى حصل بالتفصيل عشان بس تعرفى انى مش ظالمها
وابتدى مدحت يحكيلها اللى حصل كله من البداية ، ولما خلص وكان باين عليه جدا انه برضة متأثر من اللى حصل شاهى قالت له : عارف يامدحت انت عملت زى ايه ، زى اللى بيبقى ماشى بعربيته فى شارع مليان ماية وطين ، ويلاقى واحد ماشى هدومه متوسخة فيقوم بعزم مافيه مزود السرعة وهو سايق ويطرطش عليه كل الماية اللى فى الشارع وهو بيقول لروحه .. مش ذنبى هو كده كده كان متوسخ ، او مش ذنبى ده الشارع هو اللى كان مليان طينة
مدحت باستغراب : يعنى كنتى عاوزانى اعمل ايه مش فاهم؟
شاهى : هو المفروض لما واحد يبقى عنده مرض بنعمل ايه ، بنعالجه واللا بنحقنه بميكروب يزود المرض عنده ، انت عملت كده يامدحت ، ماشى ياسيدى انا معاك ان زينة وحشة ، بس هل انتى بقى حاولت ولو حتى مرة واحدة انك تشيل منها الوحاشة دى ، هل حاولت مرة واحدة تقوللها لا .. انتى غلطانة ومش المفروض تبقى كده ، حاولت مرة واحدة تقوللها انا هحبك اكتر لما تبقى احسن من كده
مدحت : انا حذرتها من البداية
شاهى : والمريض لما مابينفذش تعليمات الدكتور بتاعه ، الدكتور بيتخلى عنه وبيرميه واللا برضة بيفضل جنبه ويحاول يساعده
انا عارفة ان المحاولة مش لازم تبقى نتيجتها مبهرة ، بس على الاقل تبقى عملت اللى عليك وماترجعش تلوم نفسك ، لكن انت عملت زى الدكتور اللى قرر ان الحالة ميئوس منها وبدل ما يعالجها ، اداها حقنة قتلتها
شاهى مسكت ايد مدحت وقالتله برقة : صدقنى انا بقوللك الكلام ده عشان عارفة انك بتحبها وانك مش هتقدر تنساها بالساهل
مدحت بص لشاهى فى عينيها وابتسم نص ابتسامة وقاللها : انتى كبرتى وجبتى العقل ده كله من امتى
شاهى بابتسامة : انا طول عمرى عاقلة على فكرة ، بس انت اللى مش واخد بالك ، وهتفضل طول عمرك شايفنى شاهى الصغيرة وبس
مدحت اتنهد وقام باسها من راسها ومشى ناحية برة وهو بيقوللها : اشوفك اخر النهار
…………………….
زينة بعد ماعزيز سابها فضلت قاعدة فى اوضتها طول اليوم زى ماهى ، ورفضت تماما انها تخرج من اوضتها واتحججت انها مرهقة من الطريق ومش قادرة تنزل
ام سعيد وديتلها الاكل لغاية الاوضة وخبطت عليها ودخلت ، لقتها لسه قاعدة زى ماهى حتى ماغيرتش هدومها
ام سعيد : هو انتى تعبانة للدرجة دى يابنتى ، ده انتى لو جاية مشى مش هتتعبى كده ، وشدتها وقفتها وقالتلها .. قومى قومى ياللا غيرى هدوك وخوديلك دش حلو كده يفوقك وينعنشك ، وتاكلى اكلك كله على مااعملك كوباية شاى حلوة كده بنعناع طازة يعدل مزاجك
ومدت ايدها شالت الشنطة حطتهالها على السرير وهى بتقوللها : طلعيلك غيار حلو كده البسيه بعد الدش وانتى هتفوقى
وسابتها ونزلت ، زينة بصت للشنطة اللى جابهالها عزيز معاه وهى حتى ماتعرفش فيها ايه ، ولما فتحتها ، لقت فيها هدوم كلها جديدة ، بيت وخروج ونوم وحتى ملابس داخلية ، ففهمت على طول ان قسمت هى اللى عملت كده ، والحقيقة اعترفت ان كل الحاجات كانت على ذوقها بالظبط
اخدت لها غيار وبيچامة و دخلت عملت زى ما ام سعيد قالتلها ، ولما خرجت لقت ام سعيد قاعدة مستنياها وجايبالها الشاى فى مج حافظ للحرارة وقالتلها : ايوة كده ، ايه الحلاوة دى ، انتى اول واحدة اشوفها عيونها باللون ده ، غير قسمت مرات عزيز ، صحيح قاللى انك اختها بس هوانتى واخواتك كلهم عيونكم كده
زينة ابتسمت وقالتلها : ايوة ، كلنا نفس العيون
ام سعيد : وطالعين لمين بقى كانت عيونه لونها كده
زينة بزعل : لماما
ام سعيد طبطبت على كتفها وقالتلها : الله يرحمها ، ياللا ياللا ، عاوزاكى تاكلى اكلك كله وبعد ماتشربى الشاى ، لو حبيتى تنزلى تقعدى مع البيه الكبير شوية تعألى ، هتلاقينا قاعدين كلنا فى الجنينة
زينة باستغراب : كلكم مين ، مش عزيز سافر
ام سعيد : يووووه من بدرى ، البية بيحب يقعد حبة فى الجنينة بعد مايتعشى ، وبقعد معاه انا وعمك ابو سعيد وعم اسماعيل الجناينى واللى تبقى بايتة معانا بقى من البنات وبنتساير سوا لحد ما البية يحب ينام ، كلنا بنروح ننام
زينة هزت راسها وقالتلها : ماشى ، لما اكل واشرب الشاى هشوف ان كنت هنام واللا هنزللكم
ام سعيد : ماشى انا هنزل انا بقى عشان زمانهم عاوزين شاى
زينة كانت معتقدة انها مش هتاكل ، لكن اول ماشافت الاكل اكلت لانها مااكلتش حاجة من اليوم اللى قبله وشربت الشاى وطعمه عجبها جدا ، وقررت انها مش هتنزل ، هى عاوزة تقعد لوحدها ، عاوزة تعرف ليه مدحت غدر بيها كده ، وافتكرت لما كانوا مع بعض اخر مرة قبل مايروحوا العزومة ، وقد ايه ماكانش عاوزها تخرج من حضنه ، وافتكرت اما قاللها .. عاوز اشبع منك ، كان بيودعها ، خلاها تلبس فستانها القديم عشان ترجع بيت اهلها زى ماخرجت منه ، افتكرت يوم ماقاللها ..اوعدك انك تعيشى فى حلم جميل عمرك ماهتفوقى منه ، لكن خدى بالك … يوم ما اعرف ان حبك ده كان لمجموعة السيوفى مش لمدحت الحلم هيقلب لكابوس وبرضة مش هتفوقى منه
زينة بتريقة وبحزن : واهو قلب لاتقل كابوس ، بس مالحقش يعرف انى حبيته بجد ، ويمكن اكون انا اللى عرفت متأخر
زينة لاحظت دموعها اللى نازلة على وشها من غير ماتحس ، مسحتهم وقررت انها تنام وفعلا .. طفت النور ونامت
………………..
زينة صحيت على صوت آذان الفجر ، كان صوت الآذان عالى جدا واكتشفت ان سالم كان عامل مسجد صغير فى قلب المزرعة من جوة ، كان قريب جدا من بلكونة اوضتها ، اللى لما فتحتها لقت سالم داخل المسجد ، ومعاه ابو سعيد ووراهم كام راجل تانيين ، واستغربت لما لقت ام سعيد كمان وبنتين داخلين وراهم من نفس الباب ، وفضلت واقفة مكانها تسمع الصلاة واللى شدها صوت الامام فيها بحلاوة صوته ، بعد الصلاة ماخلصت ، لقت الرجالة خارجين بيتكلموا مع بعض وشوية وخرجت ام سعيد والبنتين اللى كانوأ معاها
زينة فضلت واقفة شوية ، كان عاجبها ريحة الجو اوى ، رغم ان الدنيا كانت برد لانها كانت على مداخل الشتا ، كانت ريحة الزرع مع ندا الصبحية اكتر من رائع ، وشوية ولقت اشعة الشمس ابتدت تشق غيام الليل اخدها شكل الشروق اللى لاول مرة من سنين طويلة تشوفه ، وافتكرت اخر مرة اتفرجت فيها على الشروق ، لما كانت طفلة ، وكانت صاحية مع اخواتها مستنيين ينزلوا يصلوا العيد مع ابوهم ، سنين طويلة عدت عليها وهى مابقيتش تستنى صلاة العيد ، فمابقيتش تحضر اللحظة دى
واعترفت بينها وبين نفسها انها اول مرة تحس بجمال المنظر وافتكرت كلام عزيز ، فراحت اتوضت وصلت ، صحيح كان الشروق طلع ، بس قررت انها لما تصحى على اذان الفجر مرة تانية مش هتضيعه تانى ولازم تصليه فى وقته
بعد ماصلت ..قامت قعدت فى البلكونة ، لقت ام سعيد بتخبط عليها وبتقوللها : صباح الخير يا زينة البنات ، لما انتى صحيتى وسمعتى الفجر ، مانزلتيش صليتى معانا ليه وكنتى اخدتى ثواب الجماعة
زينة : هو انتو بتصلوا كلكم مع بعض كده ازاى
ام سعيد : سالم بية كان عامل في المسجد اوضة صغيرة بالخشب من جوة عشان الست ام عزيز الله يرحمها كانت بتحب صلاة الجماعة ، فبقى الستات يدخلوا يصلوا فيها كل صلاة ، اعملى حسابك من النهاردة ، واتعودى كل اذان نصليه مع بعض
زينة هزت راسها وقالتلها ماشى
ام سعيد : طب ياللا عشان نفطركلنا سوا
زينة : دلوقتى ، لسه بدرى اوى
ام سعيد : ياللا بس اسمعى الكلام ، غيرى وانزلى وتعاليلنا على الجنينة ، اول ماتخرجى من الباب الكبير ادخلى شمال من عند شجرة التوت هتلاقينا كلنا برة
ام سعيد خلصت كلامها وسابت زينة وخرجت ، زينة ماكانتش عاوزة تشوف حد ، بس قررت انها تنزل النهاردة بس وبعد كده تبقى تتحججلهم باى حجة
لبست بنطلون وتيشيرت وحطت غطا على شعرها ونزلت تدور عليهم واول ماشافتهم لقتهم فارشين على الارض و سالم قاعد على شلتة عربى كبيرة وقاعد جنبه ابوسعيد وام سعيد وعم اسماعيل وقدامهم طبلية عليها من خيرات الله ، فطير وجبنة وقشطة وبيض وعسل
زينة اول ماشافتهم انصدمت من المنظر ، ازاى سالم قاعد وسط اللى شغالين عنده وبياكل معاهم ووسطهم بالبساطة دى ، وكانت عاوزة تلف وترجع تانى لكن سالم شافها ونده عليها : تعالى يابنتى ، يا اهلا وسهلا ، تعالى ماتنكسفيش كلنا هنا اهلك
زينة راحت عندهم وقالت : صباح الخير
ابو سعيد : صباح الفل والياسمين على عيونك ، ده المزرعة نورت
ام سعيد : ياللا ياحبيبتى اقعدى على الشالتة اللى قدامك دى وكلى ياللا
زينة : انا اصلا مابفطرش
سالم : هنا مافيش الكلام ده ، الجو عندنا اصلا بيجوع ، ياللا مدى ايدك وكلى على اد نفسك ، انتى فى بيتك يابنتى
زينة مدت ايدها وقالت فى نفسها انها هتعمل نفسها بتاكل ، لكن مافيش لحظات ولقت نفسها فعلا بتاكل واندمجت معاهم وهى بتسمعهم بيتكلموا على الشغل اللى هيتعمل ، وسالم بيقسم عليهم الشغل كل واحد هيعمل ايه ، واتنبهت على صوت سالم وهو بيقوللها : ايه رأيك يازينة ، انا هلف على المزرعة بالكاريتة ، تيجى معايا افرجك عليها واللا تحبى تتمشى انتى براحتك
ام سعيد : لا كاريتة ايه ، سيبهالى النهاردة ، انا رايحة نواحى الحوض القبلى ، هفرجها عليه ، اتوكل انت على الله
سالم هو بيعاكس ام سعيد : هو انتى اللى هتقولى واللا هى
ام سعيد باصرار : انا طبعا ، احنا ستات زى بعض ، سيبهالى وانا هخليها تهيص
وفعلا ام سعيد صممت تاخدها معاها ، وعلى اد ماكانت كبيرة فى السن ، بس كانت نشيطة وخطوتها واسعة ، اخدتها ومشيت بين الزرع وهى عمالة تحكيلها عليها وعلى جوزها وابنها ، وعلى عشرتهم مع سالم وولاده ، وخصوصا على اللى تعتبر هى اللى مربياه ، وكمان مرضعاه مع سعيد ابنها
وفضلت كل شوية وهى بتتكلم تقولها … املى صدرك من الهوا النضيف ، وسعى صدرك ونضفيه ، وكانت زينة من غير ماتحس تعمل زى مابتقوللها ، وفضلوا كده لحد ما وصلوا عند حتة ارض مزروعة كلها خضار ، ام سعيد كانت واخدة معاها سبت ، واول ماوصلوا مدت السبت لزينة وقالتلها ، شوفى عاوزة تتغدى ايه النهاردة وهاتيه
زينة بصدمة : انا اجيبه ، لا طبعا ما اعرفش
ام سعيد : لا هتعرفى وانا معاكى اهوه ، بس ياللا قولى هتاكلى ايه
زينة بصت على الارض لقت فيها كل ماتشتهيه الأنفس ، بس هى مش عارفة هى عاوزة ايه ، ففضلت واقفة مكانها
ام سعيد شدتها واخدتها على المكان اللى مزروع فيه الخيار والطماطم والفلفل وقالتلها ، طب تعالى نجيب حاجة السلطة الاول زينة ابتدت تقطف معاها الخضار، ام سعيد شاورتلها على الجزر فراحت تشده من الارض ، ولقت نفسها كانت هتقع وهى بتشد الخس من الارض فام سعيد قعدت تضحك وعلمتها ازاى بيجمعوه عشان الزرعة ماتبوظش
ولما شافت الكرنب فى الارض قالت : الله منظره يجنن
ام سعيد : ها .. تاكلى محشى
زينة بتردد : الحقيقة منظر الزرع وهو فى الارض بالمنظر ده يخلى الواحد نفسه تشتهيه كله
ام سعيد طلعت حاجة من جيب عبايتها زى المطواة وراحت قطعت بيها جدر كرنباية من الارض واخدتها فى حضنها وراحت اديتها لزينة
فزينة استغربت وقالتلها .. اعمل بيها ايه
ام سعيد وهى بتضحك : خليها تدفيكى على ما اجمع بقية الحاجة اللى محتاجينها وسابتها ودخلت حتة ارض قعدت تجيب منها حاجات وطلعت حطتهم كلهم فى السبت وقالت لزينة ياللا
زينة شايلة الكرنبة وهى محتاسة بيها ، بس الغريبة انها ماكانتش متضايقة وكانت بتضحك مع ام سعيد وفضلوا يتكلموا ويضحكوا لحد مارجعوا تانى البيت ، وام سعيد ادت السبت والكرنباية للبنات وقالتلهم يبتدوا يحضروا ويوضبوا عشان الغدا
وقالت لزينة : اطلعى بقى غيرى هدومك اللى اتبهدلت طين دى وتعالى
زينة بصت على ايدها وهدومها لقتهم فعلا غرقانين طين ، فشهقت وبعدين ضحكت وقالت : ايه اللى عمل فيا كده
فبنت من اللى بيشتغلوا مع ام سعيد وكانت فى العشرينات من عمرها قالتلها : ما انتى يا ابلة كنتى شايلة الكرنبة فى حضنك ، الكرنب مابيتشالش كده
زينة : اومال بيتشال ازاى
البنت حطت الكرنباية على راسها وهى بتقوللها : بتتشال كده
ام سعيد ضحكت اوى وقالتلها : يخيبك يامهجة ، وانتى بقى يا مخبلة عاوزاها تشيلها كده
مهجة : طب ماحنا كلنا بنشيلها كده ياخالتى
ام سعيد : انتى متعودة يا نن عين خالتك ، لكن الغلبانة دى لو عملتها تقعد اسبوع مصدعة ودماغها وجعاها ، روحى يابنتى غيرى وتعالى احسن لو فضلت تتكلم هنقعد مكاننا كده لبكرة
طلعت زينة على اوضتها ودخلت غسلت ايدها ووشها وغيرت هدومها ووقفت قدام المراية تظبط نفسها وبتبص على وشها اتفاجئت ان فى ابتسامة واسعة على وشها يمكن بقالها سنين طويلة ماشافتهاش
17
قسمت
الفصل السابع عشر
فى فيلا سالم بالقاهرة ، الاخوات التلاتة كانوا متجمعين مع بعض على الغدا مع زوجاتهم
عصام : ها ..قررتوا مين هيسافر لبابا الجمعة دى
عزيز : انا وقسمت ان شاء الله هنروحله بكرة ونبات معاه ونرجع تانى يوم اخر النهار
قسمت بصت لعلى وعصام وقالت : انا اسفة ياجماعة انى اتسببتلكم فى القلق ده
على : بالعكس ياقسمت ، احنا متطمنين على بابا فى وجود زينة معاه ، بابا بيقولى انها مسلياه خالص وواخده بالها منه
عصام : بلاش تبقى بالحساسية دى ياقسمت ، عادى يعنى
عزيز طبطب على كف قسمت وقاللها بابتسامة : كملى اكلك
عصام : صحيح ياقسمت ، مش ناوية تعمليلنا اكلة حلوة كده زى اللى عملتيهالنا يوم العزومة
مها باعتراض : اوعى ياقسمت ، احسن ده فضل متنح يومين بعدها
كلهم ضحكوا على كلام مها وعصام قال : ده على اساس انك ما كلتيش يومها
مها برضوخ : الا اكلت ، ده انا حسيت انى هنفجر يوميها من كتر الاكل ، بس كده هنتخن ياحبيبى
عصام بشغف : اتخنى ياحبيبتى ولا يهمك
مريم : ااه ، نيمونا احنا فى حلة المحشى وبعدين تروحوا تبصوا برة
على : حبيبتى انا ما اتكلمتش ، عصام اللى قال على فكرة مش انا
مريم : يعنى ايه بقى ياسى على ، يعنى لو تخنت هتبص برة
على بدعابة : طب بس اقدر على اللى جوة الاول ياحبيبتى
عزيز بغلاسة : بقوللكم ايه ، انا مراتى حبيبتى هتعملى انا وبس ، كل واحد يعتمد على نفسه
عصام : احنا فينا من كده ، ماشى ياعم الله يسهله
قسمت ضحكت وقالتلهم : خلاص بلاش خناق ، هبقى اعمل حسابكم معانا زى بعضه
على : كلك ذوق والله يامراة اخويا
قسمت سمعت صوت تليفونها فقامت تشوف مين ، ولقت احمد هو اللى بيكلمها
قسمت : السلام عليكم ، ازيك يا احمد
احمد : وعليكم السلام ورحمة الله ، انا الحمدلله ياقسمة ، انتى اخبارك ايه
قسمت: بخير ياحبيبى ، الحمدلله ، انت اخبارك ايه واخبار هالة
احمد : كله تمام الحمدلله ، انا كنت عاوزك تستأذنى عزيز انى اروح لزينة يوم الجمعة
قسمت : انا كنت هروحلها بكرة مع عزيز ونبات ونرجع بعد بكرة
احمد : معلش ياقسمة ، خلينى انا الاسبوع ده ، عاوز اتكلم معاها ، وابقى روحيلها انتى الاسبوع اللى جاى
قسمت سكتت شوية وبعدين قالتله : طب هقول لعزيز وارد عليك ، لاننا كنا خلاص اتفقنا مع اخواته
احمد : معلش ياقسمة ، واعتذرى لعزيز بالنيابة عنى
قسمت : حاضر ياحبيبى ، هبلغه ماتقلقش ، مع السلامة
ولما قسمت رجعتلهم على السفرة بصت لعزيز بفضول وقالت له : دا احمد ، كان بيستأذنك انه يروح لزينة هو يوم الجمعة ، قاللى انه عاوز يتكلم معاها وطلب منى انى ااجل زيارتى ليها للاسبوع اللى جاى ان شاء الله
عزيز : وليه ماتبقوش سوا
قسمت : مش عارفة هو طلب منى كده
على : خلاص ياعزيز ، يبقى خليكم انتم للجمعة الجاية ، وانا هروح ابص على بابا يوم الجمعة واخد احمد معايا ونرجع سوا
قسمت بصت بامتنان لعلى وقالتله : مش عاوزة ابوظلك خططك
على وهو بيقوم من على السفرة بعد ماخلص اكل : يا ستى بوظى ولا يهمك ، ثم انا الصراحة ام سعيد وحشتنى
مريم قالت بتريقة : خليك انت وام سعيد والعشق الممنوع بتاعك ده
عزيز بضحك : الصراحة احنا كلنا بنعشق الست دى ، بس على بالذات ومن الحب ماقتل ، هيفضل كده لحد ما ابو سعيد فى مرة يتهور ويبندقه
على بضحك :انت ناسى انها مرضعانى مع سعيد واللا ايه ، والله انا نفسى الست دى بالذات تيجى تقعد معانا هنا ، بس برجع تانى واقول واخدة حس بابا هى وعم ابو سعيد
…………………….
كان فجر الجمعة و زينة صحيت على صوت التنبيه بتاع صلاة الفجر زى عادتها من يوم ما وصلت المزرعة ، قامت واتوضت وحطت عليها اسدال جابتهولها مهجة ، ونزلت لحد تحت لقت ام سعيد ومهجة مستنيينها عشان يروحوا يصلوا سوا زى ما اتعودت بقالها حوالى اربع ايام ، و صلوا وخلصوا صلاة وبعدين قبل مايخرجوا من المسجد لفت نظر زينة لاول مرة رف محطوط عليه مجموعة من المصاحف ، فسألت ام سعيد وقالتلها : هى المصاحف دى بتاعة مين
ام سعيد : ده البية الكبير حاططهم هنا عشان اللى يحب يقرا قرآن يبقوا موجودين
زينة : طب لو انا حبيت اخد واحد ممكن
ام سعيد : طب ما البيت مليان مصاحف ، ماقلتيليش ليه وانا اجيبلك لو عاوزة
زينة بخجل : مانا ماكنتش اعرف ، بس لو ينفع فعلا ، ممكن تجيبلى واحد
ام سعيد وهى خارجة من باب المسجد : على ماتطلعى تغيرى ، هبعتلك واحد مع مهجة دلوقتى
زينة بابتسامة : شكرا
وفعلا ، اول ماطلعت لقت مهجة جايبالها مصحف كبير مزيل بالمعانى واسباب نزول الايات ، زينة فرحت بيه وقررت انها كل يوم بعد صلاة الفجر تقعد تقرا جزء من القرآن لحد الشروق ، وبعدين تصلى الشروق ، زى ما سالم نصحها
وبعد ماصلت الشروق لقت مهجة بتندهلها عشان يفطروا ، نزلت زى ما اتعودت وراحت قعدت معاهم على الارض ، وابتدوا يفطروا
سالم : هو انت يا اسماعيل مش ناوى تزرع لنا حاجة حلوة كده تبقى حوالينا واحنا قاعدين
اسماعيل بتريقة : وماله ، ابقى ازرعلكم كنافة بالمانجة
سالم : كمان بتتريق
اسماعيل : يوه ، مش بتقول حاجة حلوة
سالم : اقصد يعنى شوية ورد ، واللا ياسمين ، حاجة تبقى ريحتها حلوة كده وشكلها حلو قدام عينينا
اسماعيل : ماشى ياسيدى ، هزرعلكم ياسمين وورد بلدى
مهجة : ابقى خلينى ازرع معاك والنبى ياعم اسماعيل
اسماعيل : انا التقاوى عندى جوة ، هزرعها بعد ما نشرب الشاى ، يكون البية شاورلى على الحتة اللى عاوز يزرع فيها
سالم : زينة بقى تنقيلنا مكان نزرع فيه
كانوا طول كلامهم زينة عمالة تتلفت حواليهم وبعدين قالتلهم : ممكن نعمله حوالينا فى حضن الشجر زى الشريط كده ينفع
اسماعيل : ينفع اوى ، مش هيقول لا
بعد الشاى فعلا اسماعيل جاب البذور وابتدى انه بعمل احواض حوالين الشجر ويزرع البذور فى الارض وكانت زينة ومهجة بيساعدوه ، ويناولوه اللى يطلبه ، فجأة سمعوا صوت عربية جاية و نزل منها على واحمد ، وعلى زى عادته بعد ما سلم على ابوه جرى على ام سعيد سلم عليها وباسها وقعد يناكف فى ابو سعيد ، و زينة اول ماشافت احمد لاول مرة تحس انها ملهوفة على حد من اخواتها ، راحت ناحيته بسرعة واترمت فى حضنة وهى بتقوله : ازيك يا احمد ، وحشتنى
احمد حضنها جامد وطبطب عليها وقاللها : انتى كمان ياحبيبتى وحشتينى ، عاملة ايه
زينة : الحمدلله بخير
احمد : طب تعالى لما اسلم على الناس الاول وبعدين نبقى نقعد سوا
وراح احمد سلم على سالم والموجودين ، وقعد معاهم شوية ، وبعدين استأذنهم انه يقعد مع زينة شوية
سالم : خدى اخوكى يا زينة وروحوا اتمشوا شوية فرجيه على المزرعة
شكروه وزينة اخدت احمد وراحوا اتمشوا ناحية جدول ماية صغير بيرووا منه الارض ، وقعدت على الارض تحت شجرة كبيرة وقالت لاحمد : تعالى نقعد هنا شوية
احمد استغربها جدا انها قعدت على الارض ببساطة شديدة كده فقاللها : احكيلى ، عاملة ايه دلوقتى ، طمنينى عليكى
زينة : انا بخير يا احمد ، ماتقلقش عليا ، الناس هنا جميلة اوى ، انا فى الخمس ايام اللى فاتوا دول شفت واتعلمت حاجات ماشفتهاش فى حياتى كلها
احمد: طب وانتى
زينة : انا لسه بحاول افهم
احمد باستغراب : بتحاولى تفهمى ايه
زينة : بحاول افهم الغلطة منين
احمد : تقصدى انهى غلطة
زينة سكتت شوية وبصت فى الارض ، وبعدين اتنهدت وقالت : انا عارفة انى غلطت ، بس مش عارفة الغلطة ابتدت ليه ومن امتى
احمد : دى اول خطوة ازينة ، كون انك اعترفتى بغلطتك ، فدى فى حد ذاتها خطوة كبيرة جدا
زينة : هو انا وحشة اوى كده يا احمد
احمد : كنتى يازينة ، كنتى ، الحضن اللى حضنتيهولى اول ماجيت يخلينى متاكد انك فعلا عاوزة تتغيرى
زينة : انا عاوزاك تقوللى على كل الحاجات الوحشة اللى فيا
احمد : حبيبتى انا كنت جاى ومعتقد انك ممكن ترفضى تقابلينى ، لكن الحقيقة انتى فاجأتينى ، بس برضة هل انتى من جواكى حاسة انك عندك استعداد فعلا انك تصلحى من نفسك
زينة وعيونها بتلمع بالدموع اللى ابتدت تتجمع جواهم : انا عاوزة الناس تحبنى يا احمد ، عاوزة اشوف الحب فى عنيهم ، هو ده كتير عليا
احمد : مش كتير ابدا ، بدليل ان انا واختك رغم كل حاجة الا اننا بنحبك يازينة ، وواضح كمان ان كل الناس اللى شفتهم هنا بيحبوكى ، يعنى الحكاية مش صعبة خالص
زينة : يمكن تكون مش صعبة ليك او لقسمت ، لكن بالنسبة لى انا صعبة وصعبة اوى كمان ، لانى ما اتعودتش اتعامل بطبيعتى ، زيك انت وقسمت ، كنت دايما حاطة نفسى فى قالب مش بتاعى ، وكنت فاكرة ان ده اللى هيوصلنى للسعادة
كنت فاكرة الفلوس والمستوى الاجتماعى هم اللى هيخلونى سعيدة ومبسوطة ، لكن لما ده حصل ما انبسطتش ، بالعكس كنت طول الوقت خايفة ، طول الوقت بفكر ازاى اامن نفسى ، وحتى دى ماعرفتش اعملها ، او مالحقتش اعملها ، وبدل ما اكسب حلم عمرى واحافظ عليه ، خسرت البنى ادم الوحيد اللى حبنى بجد فى الدنيا دى كلها
فجأة زينة انهارت من العياط وهى بتقول : خسارتى ماتتعوضش يا احمد ، خسرت كل حاجة ، كل حاجة
احمد خد زينة فى حضنه وفضل ساكت شوية لحد ما ابتدت تهدى شوية فقاللها : لازم نبقى عارفين ان كل حاجة بتحصل بيبقى لها سبب ، يمكن ربنا اراد ان ده يحصل عشان ده اللى هيخليكى تتغيرى للاحسن ، ومين عارف ، يمكن ربنا يعوضك خير لما تندمى بجد وتصلحى من نفسك
بس لازم اعرف انتى ناوية على ايه ، وعشان كده صممت اجيلك النهاردة لوحدى من غير قسمة
زينة بصتله وقالتله بكسوف : هى قسمت كانت عاوزة تشوفنى
احمد : كانت هتجيلك امبارح وتبات معاكى ، بس انا قلتلها انى عاوز اجيلك انا المرة دى ، وبصراحة كنت خايف عليها منك
زينة بخجل : عندك حق
احمد باسف : ماتزعليش منى يا زينة ، انا ما اقصدش ازعلك ، بس انتى اكيد عارفة اسلوبك مع قسمة بيبقى عامل ازاى
زينة : ورغم كل اللى حصل منى ليها الا انها وقفت جنبى هى وجوزها
احمد : برضة ماقلتيليش ناوية على ايه
زينة : ناوية افضل هنا شوية يا احمد ، محتاجة ابعد عن كل حاجة وعن اى حد ، وهدور على شغل وهشتغل ، وهحاول ادور على سكن صغير
احمد باستغراب : سكن ليه
زينة : انت خلاص هتتجوز ، وانا مش ناوية ابدا انى ابوظلك حياتك انت او اى حد تانى
احمد : بلاش هبل
زينة بتصميم : بلاش انت تسبق الاحداث بس لازم تعرف ان ده قرار نهائى
احمد : طب مانتى ممكن ترجعى تشتغلى فى ابو النصر تانى
زينة بسرعة : لأ ، كفاية كده ، انا الاول هعمل محاولة انى اشتغل فى الجامعة زى ماكان معروض عليا ، ولو مانفعش ، هدور على شغل برة
احمد : ربنا يوفقك ياحبيبتى ، بس ياريت تشركينا معاكى وانتى بتفكرى ، ولازم تبقى متأكدة من جواكى ان ماحدش فى الدنيا دى كلها يهمه مصلحتك ادنا ، ولا حد ممكن يحبك زينا ، ولا يغفرلك برضة زينا
زينة بدموع : يمكن اكون غلطت معاكم كتير ، واوقات كتير كنت بغلط وانا عارفة انى بغلط وبفضل مصممة على غلطى ده
بس صدقنى ، انا كمان بحبكم ، يمكن تصرفاتى بتقول عكس ده ، بس انا خدت عهد على نفسى قدام ربنا ، انى هفوق من كل ده وهعمل زى ماكانت ماما الله يرحمها دايما تقوللى
احمد : واللى هو ايه بقى
زئنة ؛: هعيش عيشة اهلى وهحمد ربنا على اللى فى ايديا
احمد اخد راس زينة فى حضنه وباسها وبعدين قاللها بابتسامة جميلة : حضنك حلو يابت انتى ، ربنا يهديكى ياحبيبتى ويصلح حالك
زينة بابتسامة : ااه يا أحمد بالله عليك ، دايما ادعيلى كده كل ما اجى على بالك
احمد قام وقف ونفض هدومه وطلع مبلغ من الفلوس حطهم فى ايدها وقاللها : طب ياللا بينا بقى ، وخلى دول معاكى عشان لو احتجتى حاجة
زينة رجعتله الفلوس واترمت فى حضنه وقالتله : انا معايا فلوس ، صحيح فلوس مدحت ، بس عموما انا هنا مش محتاجة حاجة ولا ناقصنى حاجة ، ولو احتجت اى حاجة هكلمك اقوللك
احمد صمم يديها الفلوس وقاللها : برضة خليهم معاكى احتياطى عشان ابقى متطمن عليكى ، وياللا ينا عشان عاوز ارجع بدرى
زينة : مش هترجع مع على
احمد : انا ما اعرفش ظروفه ايه ، وانتى عارفة اخوكى ، مابحبش اتقل على حد ، وكتر خيره انه جابنى لغاية هنا
زينة بتفكير : تفتكر وجودى هنا غلط
احمد : انتى هنا بدعوة من عزيز ، واللى فهمته ان والدهم مرحب بيكى جدا ومبسوط بيكى كمان
زينة : الحقيقة كلهم بيعاملونى كأنى واحدة منهم
احمد : ولاد اصول ، كتر خيرهم
احمد وزينة رجعوا على البيت لقوا على قاعد مع ابوه واول ماشافهم : كل ده يا عم احمد ، ده احنا قربنا نموت من الجوع ، ياللا عشان نتغدى
احمد باحراج : لأ ، غدى ايه ، ده يا دوب استأذن عشان الحق ارجع انا
سالم : تعالى يابنى نتغدى الاول وبعدين نبقى نشوف موضوع رجوعك ده بعدين ، وبعدين قال بصوت عالى.. ياللا الغدا يا ام سعيد
على : يابنى اقعد اقعد ، دى ام سعيد لازم تحتفل بيا وتعملى اكل مخصوص ، وبعدين قلقان من ايه ماحنا هنرجع سوا
احمد : مش عاوز اتقل عليك
على بضحك : لا يا اخويا تقل براحتك ، ولما تدوق اكل ام سعيد هتعرف ان مجيك معايا انا بالذات مصلحة
سالم بضحك : ااه ياسيدى مانت اللى على الحجر
………………
عدى اسبوع وفى الاسبوع اللى بعده راح عزيز مع قسمت ووصلوا بعد الضهر ، واول ماركنوا العربية ونزلوا منها قسمت قالت : الله ، ريحة عيش بيتخبز تحفة
عزيز نزل واخدها تحت دراعه وقاللها تلاقى ام سعيد بتخبز ورأ ، تحبى تتفرجى
قسمت : لو عاوز الحق ، احب ادوق ، انا حاسة انى جعانة اوى رغم انى فطرت كويس
عزيز شدها من ايدها وقاللها : طب تعالى ، ولفوا حوالين البيت وراحوا ناحية الفرن وسمعوا صوت ضحك عالى وقسمت اتفاجئت ان الضحك ده صوت زينة
كانت زينة لابسة اسدال صلاة ومشمرة كمامها وقاعدة قدام الفرن وام سعيد بتحاول تعلمها الخبيز ، وكل مرة زينة تقعد تعاكس ام سعيد وهى بتوريها العيش وهو خارج من الفرن
قسمت كانت واقفة بتراقبهم وزينة ماسكة رغيف وقطعت منه حتة وبتحاول تحطها فى بق ام سعيد وهى بتقوللها ..لازم تدوقى عمايل ايديا عشان تعرفى انى شاطرة
قسمت راحت ناحيتهم بسعادة وشدت الرغيف من ايد زينة وحطت منه حتة فى بوقها وقعدت تمضغه وهى مغمضة عيونها باستمتاع وبعدين قالت وهى بصة لزينة بابتسامة : احلى عيش دوقته فى حياتى كلها ، تسلم ايديكى ياحبيبتى
زينة اتفاجئت بقسمت قدامها وهى بتعمل كده ، وبعد كده قسمت مدت ايدها مسكت وش زينة بايدها وباستها على خدها ، وقالتلها … وحشتينى
زينة عيونها دمعوا بس من غير ماتحس رمت نفسها فى حضن قسمت وبادلتها حضن بحضن وهى مش عرفة تضحك واللا تعيط
قسمت طبطبت على كتفها وقالتلها : افهم من كده انك مش هتكملى خبيز ، انا جعانة ، وبعدين بصت لام سعيد وقالتلها .. كده برضة ياخالتى ، بقى تعلمى زينة وانا لا
ام سعيد بضحك : تعالى يا اختى اقعدى معانا وانا اعلمك زى اختك
قسمت بحب : يبقى خلاص ، انتو الاتنين تعلمونى
بعد ما استريحوا واكلوا وخدوا قعدتهم كلهم مع بعض واليوم خلاص خلص ، قسمت استأذنت من عزيز انها هتبات مع زينة فى اوضتها ، وعزيز وافق هو ممتعض على الاخر
بعد ماغيروا هدومهم واستعدوا للنوم وهم فى حالة صمت تام ، زينة قررت تبدأ هى الكلام فقالت : عاوزة تقوليلى ايه ياقسمت
قسمت : طب مش يمكن عاوزة اسمعك
زينة : وبرضة عاوزة تقولى ، انا سامعاكى ، ولازم تصدقى انى عاوزة اسمعك
قسمت بصتلها شوية وبعدين قالتلها : انا الاول عاوزة اعرف انتى عاملة ايه دلوقتى … لسه زعلانة
زينة بصت فى الارض واتنهدت وقالت : اعتقد ان الزعل هيفضل ملازمنى لفترة طويلة ياقسمت
قسمت بحنان : خلينى اشاركك بازينة
زينة بابتسامة موجوعة : ما اعتقدش انه ينفع ، انا زعلانة من نفسى ، وعلى نفسى ياقسمت ، يمكن اكون جرحت ناس كتير حواليا ، بس اكتشفت انى شوهت نفسى ، حاسة انى بقيت مشوهة ، طول عمرى كنت متنمردة على حالى ، و بصة لدنيا تانية خالص مش بتاعتنا ، وكان كل همى انى اعيش الدنيا التانية دى ، وادينى وصلت للدنيا التانية ، بس ماعرفتش احافظ عليها ، وادينى اهوه لا طولت بلح الشام ولاعنب اليمن ، وروحت لسكة تانية خالص غير اللى كانت فى بالى ، وبقيت مطلقة وانا لسه ماجيبتش ٢٥ سنة
قسمت : بس مدحت ماطلقكيش
زينة بتنهيدة : دى مسألة وقت مش اكتر ، لكن النهاية المحتومة اكيد هتحصل فى اى وقت
قسمت : طب انتى دلوقتى محتاجة ايه او عاوزة ايه
زينة : هتصدقينى لو قلتلك انى حاليا مش عاوزة اكتر من انى اتصالح مع نفسى
قسمت بابتسامة : وانا متهيألى انك فعلا اتصالحتى مع نفسك يازينة
زينة بدموع : سامحتينى ياقسمت
قسمت اخدتها فى حضنها وقالتلها : ما انكرش انى زعلت منك ، وزعلت منك اوى كمان ، لكن رغم كل حاجة ماقدرتش امنع نفسى من انى اقلق عليكى ، ماقدرتش يازينة امنع خوفى عليكى ، ويوم ماحصل اللى حصل كنت حاسة بالعجز وانا مش قادرة اخدك فى حضنى وامنع عنك اللى حصل
زينة : صدقينى ندمت على كل حاجة عملتها عشان اضايقك ، وندمت على كل لحظة بعدت عنك فيها
قسمت بتنهيدة : كلنا بنغلط ، بس المهم اننا نتعلم من اخطائنا
زينة بدموع : تفتكرى ماما سامحتنى قبل ماتموت
قسمت : ده شئ فى علم الغيب يا زينة ، لكن اللى انا متأكدة منه ان ماما عمرها ماغضبت على حد فينا ، ماما كانت امنيتها الوحيدة انها تشوفنا اسعد ناس على وش الارض
زينة : تعرفى لما سألت عزيز عليكى ، كنت عاوزة اعرف ايه اكتر حاجة لفتت نظره ليكى او ايه اللى خلاه يحبك ، تعرفى قاللى ايه
قسمت بفضول : قاللك ايه
زينة : قاللى انه حب صدقك فى كل حاجة ، حتى فى بساطتك ، تصورى … بساطتك اللى كانت دايما بتجننى وابقى مفكرة انها هتخلى الناس تستضعفك ، اتضح انها اكتر حاجة كانت بتشد الناس ليكى ويحبوكى عشانها
قسمت : بس فى حاجة تانية برضة مهمة
زينة : ايه هى
قسمت : انك تبقى مؤمنة من جواكى ان كله خير ، اى حاجة تحصللنا خير ، واى حاجة تضيع مننا برضة خير ، لازم تؤمنى من جواكى ان تدابير ربنا لينا كلها خير ، ساعتها هترضى بكل اللى مقسوملك ، ومافيش احلى من الرضا ، صدقينى
…………………
بعد مرور حوالى شهر قسمت عرفت انها حامل وعزيز كان هيطير من الفرحة ، وبلغ سالم اللى قرر انه يدبح عجل بالمناسبة دى ويفرقها على الفقرا ، وكانت زينة واقفة معاهم وهم بيدبحوا ، لكن اول ماشافت الدم وشمت ريحته فجأة اغمى عليها ، وام سعيد فوقتها هى والبنات وخلوها تقعد بعيد عن منظر الدم وريحته ، لكن كان وشها اصفر جدا وفضلت كل شوية ترجع ، لحد ما ام سعيد قالتلها … خدى بالك على نفسك يازينة لاتكونى حامل
الجملة نزلت على ودن زينة بالذهول ، وما باقيتش عارفة تفرح واللا تزعل ، لكن حاولت تتماسك وقررت انها لازم تتاكد قبل اى حاجة ، صحيح هى ما كانتش حاطة الحمل نهائى فى حساباتها ، لكن برضة ماكانش عندها خبرة كفاية انها تاخد موانع للحمل
وطلبت من مهجة تجيبلها اكتر من اختبار للحمل من الصيدلية ، وعملت الاختبار وكل ماتشوف الخطين اللى بيأكدوا حملها تضحك بدموع ، وتعيد الاختبار مرة تانية ، وكل مرة نفس رد الفعل
وقررت انها ماتقولش لحد ، وانها لازم تفكر كويس وتقرر هتعمل ايه ، لكن اللى اتأكدت منه بعد ما اتأكدت من حملها انها فرحانة بيه ، واعتبرته انه الذكرى الوحيدة من الراجل الوحيد اللى حبها
مرت الايام وعدى حوالى شهرين على اللى حصل بين مدحت وزينة ، وزينة قدمت طلب بالتدريس فى الجامعة ، ولما اترفض ، قدمت على دراسات عليا وابتدت تدور على شغل ولما مالاقيتش ، سالم اقترح عليها انها تساعدة فى شغل المزرعة على ماتلاقى سغل يناسبها ، و زينة وافقت بس رفضت تاخد اجر وقالت له كفاية انه مستضيفها فى بيته الفترة دى كلها
لكن سالم صمم انه يعملها مرتب ، وفعلا زينة ابتدت تساعد سالم فى الاشراف على المزرعة وكانت بتشتغل باخلاص شديد جدا ، وابتدى ولاد سالم يرجعوا لعادتهم انهم يتجمعوا كل جمعة فى المزرعة من تانى ، واوقات كانوا بيعزموا احمد معاهم
احمد كان طول الفترة دى بيوضب فى الشقة وبعد ماخلص توضيب ابتدى يفرشها من المعرض بتاع صاحب عزيز ، ولما الشقة جهزت قرر انه يحدد معاد الفرح واللى كان بعد موضوع مدحت وزينة بحوالى اربع شهور
احمد راح المزرعة مع قسمت وعزيز واخواته عشان يعزم سالم ويطلب من زينة انها تقضى معاهم يومين قبل الفرح
احمد : هترجعى معانا يازينة
زينة : معلش يا احمد ، خلينى اجى مع بابا سالم وارجع معاه
احمد بمرح: انتى بقيتى كسولة اوى ، ده انتى حتى تخنتى ، واللا مش واخدة بالك ، طب قسمة تخنت وقلنا حقها ، حامل ، طب وانتى
زينة بصت لاحمد وبعدين بصت فى الارض وسكتت
احمد فكر انها زعلت فقاللها : زينة انا بهزر معاكى ياحبيبتى ، اوعى تزعلى منى
زينة بخجل : احمد … انا فعلا حامل
احمد انصدم وقاللها : انتى بتقولى ايه ومن امتى الكلام ده
زينة بخجل : انا فى الخامس
احمد بذهول : يعنى ماشية مع قسمت
زينة : حاجة زى كده
احمد : قسمت عارفة
زينة : ماحدش يعرف غيرك انت وخالتى ام سعيد و بابا سالم ، وحلفتهم انهم مايقولوش لحد
احمد: طب وليه ، هى دى حاجة تستخبى يا زينة
زينة : عشان مش عاوزة حد يروح يقول لمدحت
احمد : وهو انتى ناوية تخبى عليه انه عنده ابن واللا بنت ، مين اللى هيوافقك على ده ، ده حتى حرام
زينة : انا مش ناوية اعمل كل اللى انت بتقوله ده
احمد : اومال ايه ، فهمينى
زينة : انت طبعا عارف ان مدحت ماطلقنيش لحد دلوقتى
احمد : ايوة طبعا ، عارف
زينة بابتسامة امل : وانا نفسى انه مايطلقنيش ابدا ، بس انا عاوزاه لما يقرر انه يستمر معايا ، يستمر معايا لانه عاوزنى انا يا احمد ، مش عشان ابنه ، عاوزاه يفهم انى اتغيرت
احمد بابتسامة : هو ولد
زينة : ايوة
احمد : طب ماتسيبيه يعرف ، وشوفى بعد كده هو ناوى على ايه ، طول ما هو بعيد ومايعرفش عنك حاجة ، هيعرف منين انك اتغيرتى
زينة : معلش ريحنى واسمع كلامى
احمد بتنهيدة : حاضر يازينة ، بس على الاقل قسمت لازم تعرف ، علشان حتى ماتزعلش وتفكر انك اتعمدتى تخبى عنها
زينة بتفكير : خلاص ، ماشى ، هقولها النهاردة ، بس بلاش مدحت دلوقتى لو سمحت
……………….
عزيز واخواته ماسابوش احمد طول تحضيره للفرح ، وفجأووه انهم قرروا يعملوله الفرح بتاعه عندهم فى جنينة الفيلا ، وان دى هدية جوازه
احمد فرح جدا وخصوصا انهم وفروا عليه مبلغ كبير كان هيندفع فى القاعة وشكرهم بشدة
سالم قاللهم انه هيجيب زينة وييجى قبل الفرح بيوم عشان زينة تلحق تشترى فستان تحضر بيه الفرح ، ولما وصلوا زينة لقت قسمت جابتلها فستان زى بتاعها بالظبط وبنفس اللون ، وقالتلها احنا وصيفات العروسة ولازم نلبس زى بعض
يوم الفرح قسمت وزينة قضوه كله مع هالة فى البيوتى سنتر ، وهالة كانت سعيدة بيهم جدا وخصوصا زينة بشخصيتها الجديدة ، ولما احمد وصل عشان ياخد عروسته ، قسمت و زينة ركبوا مع عزيز وراحوا كلهم على الفيلا
الفرح كان جميل وراقى ، ومليان ناس من اصحاب احمد وقرايب واصحاب هالة وزمايل احمد فى الشغل ، وبعض رجال الاعمال اللى ليهم سغل مع شركة ابو النصر
قسمت وزينة ماقعدوش طول الفرح وكانوا بيرحبوا بكل الناس بمنتهى السعادة وهم الاتنين ايدهم فى ايدين بعض ، واثناء ماهم بيرحبوا بالناس ، زينة لقت شاهى قدامها وهى بتجرى عليها وبتحضنها بسعادة وهى بتقول : ياحبيبتى يازينة وحشتينى وحشتينى وحشتينى
زينة حضنت شاهى ومن غير ما تحس عيونها اتملوا بالدموع وقالتلها : ياحبيبتى ياشاهى ، انتى كمان وحشتينى اوى ، انا ما اعرفش انك جاية النهاردة
شاهى : انتى ناسية ان هالة وقسمت بقم صحابى واللا ايه بس ايه الجمال ده ، انتى احلويتى زيادة على حلاوتك ، بصراحة ماكنتش فاكرة كده ابدا
بس ايه ده ، قالتها شاهى وهى بتبص لبطن زينة بصدمة وقالتلها بشهقة : انتى حامل
زينة سحبت شاهى من ايدها لحتة بعيدة شوية عن الزحمة وقالتلها : ارجوكى ياشاهى ، مش عاوزة مدحت يعرف
شاهى بعدم فهم : انتى اللى بتقولى كده ، ده المفروض انك كنتى بلغتيه من ساعة ماعرفتى ، على الاقل كان ……
زينة قاطعتها وقالتلها : على الاقل كان رجعنى بيته مش كده
شاهى : ايوة
زينة : اسمعى ياشاهى ، انا مقتنعة انى غلطت ومعترفة بده ، واللى بيغلط بيتعاقب واللا ايه
شاهى باستغراب : وانتى بقى كده بتعاقبى نفسك
زينة : اوعى تكونى مفكرة ان بعد مدحت عنى كان سهل عليا ، بالعكس ياشاهى ، اقسملك ان مدحت قاعد فى قلبى ومربع ، بس مش عاوزة ارجعله وهو كارهنى ، مش عاوزة ارجع بيته مجرد تأدية واجب ، لأ يا شاهى ، انا عاوزة ارجع لمدحت اللى بيحبنى مش مدحت ابو ابنى
تكملة الروايه اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق