القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية المصير البارت الثالث الأخير بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه


رواية المصير البارت الثالث الأخير بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 





رواية المصير البارت الثالث الأخير بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 


المصير


الفصل  الثالث (الأخير)


رانيا:

- مين الست جمالات؟ وايه اللى مينفعش يتقال وهي قالته؟


رحمة بأبتسامة باهتة:

- الست جمالات دى واحدة من اللى بيلقطوا رزقهم هنا فى العمود، يعني تعملها فرش زي امي، تساعد اللى عايزة تشتغل فى خدمة البيوت فى انها تلاقي شغلانة وتاخد حسنتها، واعوذ بالله كان لها فى سكك تانية كنا بنسمع عنها من ابويا لكن احنا مشوفناش حاجة...كل اللى لينا ان معاملتها معانا طيبة وخلاص.


رانيا بفضول:

- كانت جايبة لوالدتك شغل فى البيوت ولا ايه؟


رحمة بأستهزاء:

- ياريت والله، كان بقى احسن وارحم من اللى حصل.


رانيا:

- طيب قولي زودتي فضولي.


رحمة:

- كانت جايبة لأمي عريس...اول ما دخلت لقيتها بتسلم على امي وبتوسها وبتبص ناحيتي وانا نايمة على الكنبة وهى بتقول بضحك:

- عيني عليكي يا حبيبتي شيلتي الهم وانتي لسة صغيرة، جوزك مات وقعدتي على بت مشلولة لا عارفة تشيلك ولا تشيل نفسها حتى.


فى اللحظة دي حسيت ان قلبي وجعني من الكلمة، أه هي الست جمالات مقالتش حاجة جديدة، لكن وجع قلبي كان بسبب انها عندها حق، امي فعلا لسه صغيرة على انها تشيل الهم اللى هي شايلاه وانا لا عارفة اساعدها فى شغل ولا فى بيت لكن لاء ده انا كمان حمل تقيل عليها، لكن امي بأبتسامة رديت عليها وقالتلها:

- رحمة...دى رحمة ربنا ليا ياست جمالات، ده بعتلى حسناتات كده من غير ما اتعب فيها وبنتي أشيلها لو انا بطلّع فى الروح حتى...أما عبده بقى الله يرحمه ده امر ربنا.


جمالات:

- سمعت انه مات بسبب البلاوي اللى بيشربوها دي.


أمي بتكذيب:

- لا ياختي، عبدا ماكانش له فى الكلام ده خالص، وبعدين يوم ما بيقول شرب كان بتبقى هي سيجارة اى حد يعزمه عليها لكن غير كده ولا الهوا.


جمالات بسخرية:

- لاء انا عارفة بقولك ايه، ده ميت من المخدرات ومش حشي...لاء دي بودر...

قاطعتها ماما علشان تغير الموضوع:

- الله يرحمه، بس خطوة عزيزة يعني ياست جمالات، خير ياختي فى حاجة ولا ايه؟


جمالات بتبص ناحيتي بصة مفهمتهاش ووجهت كلامها لأمي:

- باب السما اتفتحلك يابت يا سندس.


أمي بفرحة:

- الخير على قدوم الواردين، فرحيني ياختي ربنا يفرح قلبك.


جمالات:

- لقيتلك اللى هيشيلك انتى وبنتك فى عنيه، ومش بس كده ده كمان هيستتك ويقعدك فى بيتك معززة مكرّمة.


أمي وهي لسه مفهمتش:

- قصدك ايه ياست جمالات؟ مش فاهماكي ياختي.


جمالات:

- عريس يا سندس...عريس ميتعايبش، كسّيب وراجل مجدع وشاريكي انتي وبنتك، ومش هينقصكوا حاجة.


كنت بتابع الموضوع وانا ماليش حيلة فى اني ارد عليها، اصل ده هيبقى قرار امي هى الوحيدة اللى تقول اذا كانت محتاجة حد يشيل معاها او هتقدر هي لواحدها تشيل الحمل ده، بس الست جمالات معطيتش لأمي فرصة تتكلم وقالتلها:

- أنتي عارفاه، طارق، بتاع الهدوم.


أمي:

- مش واخدة بالي يا ست جمالات، بس لاء ياختي لا جواز ولا غيره، مش هدخّل راجل غريب على بنتي انا.


جمالات:

- هو ايه اللى بتقوليه ده؟ انتى لسه صغيرة وحلوة وفيكي الطمع لو مبقاش ليكي راجل يتعمل حسابه هتلاقى الصيع بتوع العمود حاطينك فى دماغهم...وانتى عارفة دول اللى مش بياخدوه بالذوق بياخدوه بالعافية ومش هتعرفي تاخدي منهم حق ولا باطل، وبعدين بنتك دى عيلة هتبقى زي بنته تمام.


أمي:

- ياست جمالات، انتى جاية تخوفيني ولا ايه؟ وبعدين انا طول عمري وسطهم هنا محدش اتعدى حده معايا الشهاده لله، هييجوا دلوقتي بعد ما الشقا اخد مني اللى اخده يطمعوا فيا.


جمالات:

- زمان جوزك كان موجود، وواحد منهم، لكن دلوقتي انتي وبنتك ولايا لواحدكم...وهى لامؤاخذة يعني عايزة اللى يخدمها ويساعدها فانتي بقى بأكل العصافير ده هتاكل ولا تأكليها ولا تعملي ايه بالظبط؟ وبعدين طارق ده اه ظروفه على القد لكن واقف على فرش هدوم برة فى الشارع وبيعرف يجيب القرش، ولو الدنيا زنقت معاه بيعرف يجيب القرش من عين العفريت يعني مش هينقصك حاجة، وتسيبي العشة دي وتقعدي معاه فى بيته.


امي:

- هو عنده بيت؟


جمالات:

- بصي هو عنده أوضتين فوق بعض هنا فى العمود بس جوة ناحية الباب الاخير، تحسيها شقة يابت، المحروسة بتك هتبقى فى الاوضة اللى فوق لواحدها وانتي وهو باقى المطرح ترمحوا فيه براحتكم بقى، يابت شوفي نفسك ده انتي لسه فى عز شبابك، شيلي بنتك من العوزة وبدل ما بتسيبيها اليوم كله فى الشارع ولا قاعدة بروحها كده مبتعرف تأكل نفسها اللقمة.


كنت بتفرج على رد فعل امي وشايفة الحيرة فى عنيها، الست جمالات عرفت تلعب على النقص اللى احنا عايشينه بجد، اه أمي مش عارفة تكفينا حتى مع اننا مش محتاجين غير الاكل بس، لكن حتى اللقمة بقيت صعبة اننا نلاقيها، وده كان مخلي عين امي تلمع بدموع اليأس والاستسلام، بس لحقتها الست جمالات من تاني:

- يابت وافقي، لو انتي ياختي مشم حتاجة راجل يحسسك أنك ست...بنتك بقى محتاجة راجل يكون لها اب يحميها من اللمامة اللى برة دول، انتى ياختى بتسيبيها لواحدها اليوم كله لو حد دخل عمل فيها حاجة ولا هتعرفي تعملي حاجة، ياكلوكي انتي وبنتك ويدفنوكم مكان ما انتم، والغلابة اللى زينا مالهمش دية عند الحكومة.


الست مخدتش وقت ولا مجهود علشان تقدر توصل مع امي للموافقة، اصل كل اللى قالته هي عندها حق فيه...أحنا فى العمود هنا لو حد جراله حاجة ولا اتقتل حتى بيدفنوه وخلاص اهو لا له معاش ولا له حاجة تخلي اللى وراه يدوروله على ورق يثبت موته، بيدفنونا على حالنا كده، أنتي مش عارفة ياست العيشة هنا حاجة والعيشة برة المكان ده حاجة تانية...أوعي تفتكرى اننا من اللى عايشين على وش الارض، لا  والله خالص ده احنا زينا زي الميتين اللى تحت الارض بالظبط الفرق بينا وبينهم ان هما خلاص ارتاحوا برغم ان كل اللى ليهم فوق الارض، لكن احنا مش مرتاحين وعايشين علشان الناس اللى فوق الارض هى اللى تدوس علينا ومياخدوش بالهم من وجودنا.


رانيا بحزن:

- مامتك وافقت على الجواز؟


رحمة:

- طبعا...كان لازم توافق احنا كنا بنشحت انا وهي، وانا فرحت ان امي هتبقى معايا طول اليوم الصراحة، بدل ما ببقى قاعدة لواحدى وببقى خايفة من كل حاجة حواليا بالذات لما الليل يدخل، وأتجوزت امي اللى اسمه طارق ده...ياسلام بقى ياست لما تلاقي فجأة كده طاقة القدر اتفتحت قدامك، بقينا نفطر ونتغدا ونتعشى زى الناس، أمي قاعدة معايا طول اليوم فى البيت، هو كان بيتعامل معانا كويس وكأني بنته فعلا...بس مفيش حاجة بتفضل على حالها، مفاتش شهر على جواز امي إلا وبدأ يظهر على حقيقته، المخدرات اللى مكناش نعرف انه بيشربها ولا بيقربلها بقى ييجي يشربها فى البيت، لكن امي متقدرش تتكلم اصلها هتقول ايه يعني هى ارتاحت من مرمطة القاعدة فى الشارع وطالما هو بيشرب بس مكفي بيته مالهاش تتكلم.

رانيا:

- غلطانين طبعا.


رحمة بتكمل بضحكة:

- من بعد ما بقى يشرب فى البيت امي أبتديت تخاف عليا، وده خلاها طول ما هو فى البيت سايباني فى الاوضة فوق لواحدي، كانت بتبعدني عنه على قد ما بتقدر هي عارفة ان المخدرات بتخلي الواحد مش واعي لعمايله وكانت خايفة من ده، وبقى معظم الوقت بقضيه لواحدى فى الأوضة قصاد الشباك اللى بيطل على ...ههههه...التُرب، والله ياست انا مكنتش مضايقة خالص من الحال ده، اقعد فى الدفا جوة البيت شبعانة دى كانت بالدنيا أحسن من قعدتي لواحدي طول اليوم مش عارفة اجيب لنفسي كوباية مياه...المهم مع الأيام اللى انا بكبر فيها كان طبع جوز امي بيبان على حقيقته اكتر وأكتر، لحد ما جه اليوم اللى امي اتأكدت من انه بيشتغل فى المخدرات كمان وبيبيعها وده اليوم اللى طلبت منه الطلاق...كانت اول واخر مرة امي تعمل كده وتتجرأ وتطلب الطلب ده، كنت سامعة صراخ امي وصوت الحزام وهو بينزل على جسمها كأني شايفاها بعينى برغم انى قاعدة على الكرسي بتاعي فى الاوضة فوق قصاد شباكي، الا ان الصوت كان بيرن لدرجة انه له صدى فى وداني، ومن بعد العلقة دي أمي سكتت....


رانيا بمقاطعة:

- ماتت.


رحمة:

- ههههه ماتت وهى بالحياة ياست، اه روحها فى جسمها لكن حسيت انها مش ليها، روحها بقى اللى بيحكم ويتحكّم فيها هو طارق جوزها وبس اللى الفُجر وكل الوحش اللى فيه ظهر وبقى مفيش حاجة تستخبى وعيشنا معاه فى خوف مش بيخلص، للدرجة اللى كانت بتخلينا مش عايزين الليل ييجي علشان هو ميرجعش، وبدل ما كنت بنزل أكل معاهم واطلع تاني على الاوضة أمي منعت نزولي تحت خالص وهى بتقضى اليوم معايا فوق وقبل ميعاده بتنزل تحت، ولو سأل عليا تقوله اني نايمة، على الحال ده فترة طويلة لحد فى يوم من الأيام وأنا قاعدة فى الشباك زي كل يوم لقيته جاي وهوا عمّال يطّوح يمين وشمال من القرف اللى بيشربه...خوفت وحركت الكرسي بسرعة روحت طفيت النور علشان مياخدش باله اني صاحية وقاعدة فى الشباك...أصل هو منفسي الوحيد حتى لو اللى بتفرج عليه هو القبور والرهبة اللى فيها وحواليها لكن اتعودت خلاص، ده انا حتى مش بخاف من منظرها بليل ده انا بقيت برتاح وانا بتفرج عليها...فعلا طفيت النور ورجعت شوفته وهو داخل البيت عمال يتمرجح وحسيت ان ريحته القذرة دخلت فى مناخيرى بمجرد ما شوفت منظره، كرهته وكرهت أى حاجة خاصة بيه بالذات بعد ما بدأ يكرر ضرب امي كل ما يبقى متعكنن ولا القرف اللى شربه معدلش مزاجه، كنت ببص ناحيته بقرف وبتمنى انه ميلحقش يدخل البيت لكن للأسف مفيش دعوة كانت بتتقبل مني.


رانيا:

- كملي.


رحمة:

- دخل وبعدها بشوية سمعت صوت امي بتصرخ جامد وبتعيط وهي بتستغيث، وهو صوته عالي وعمال يقول الفاظ قذرة جدا مينفعش تتقال ولا من واحد لمراته ولا حتى من واحد لواحدة جايبها من الشارع...دى الفاظ متتقالش عموما، بس هو بقى بيخترع كل يوم طريقة جديدة يأذى بيها امي، هو بيستمتع بالطريقة الرخيصة القذرة دي وامي كانت كل يوم تبقى على امل ان ربنا هيرحمها منه ومش هيرجع زى ما ابويا خرج ومرجعش من قبله، كنت قاعدة فى الشباك مش عارفة المفروض اعمل ايه ولا اتصرف ازاي؟ دموعي نازلة وبس مش عارفة اساعد امي...ده انا مش عارفة حتى انزل أبعده عنها أاو اتوسل له انه يسيبها، بس اللى حصل فى اللحظة اللى انا كنت بلعن القاعدة اللى انا قعداها دي هو اني شوفته من بعيد.


رانيا:

- شوفتي مين؟


رحمة:

- شوفت هيئة بني ادم من بعيد...ضخم جدا للدرجة اللى كانت مخلياه ظاهر من بين كل المقابر اللى قدامي، مسحت دموعي علشان اركز وأتأكد من اللى انا شايفاه، لقيت الكائن ده بيقرب بهدوء وهو ماشي ناحية بيتنا، كنت مستغربة جدا، مين اللى ظهر فجأة ده؟ مين اللى ماشي بالهدوء والراحة بين المقابر فى وقت زى ده؟ وأصلا جه منين مرة واحدة كده؟

كنت مركزة معاه لدرجة خلتني أنسى استغاثة امي وصوتها العالي، وركزت بس مع الكائن ده اللى وشه فى الارض ولما قرب شوفته وهو لابس عباية سودة مخبياه كله جواها تقريبا، كان شكله بالنسباله يرعب ويخوف، بس مقدرتش اعمل حاجة غير اني اركز اكتر وهو قرب اكتر لكن الغريب ان رجليه كانت بتغرس فى الارض وكل ما يشيلها علشان ينقلها لخطوة تانية كانت بتطلع بمادة غريبة كده مش عارفة اوصفهالك ازاي بس مش حاجة سايبة لاء دى كانت....


رانيا:

- لزجة يعني؟ 


رحمة:

- ايوة حاجة مقرفة كده.

رانيا:

- وبعدين.


رحمة:

- كنت هموت من الخوف والاستغراب، خصوصا بقى لما جه وقف قصاد بيتنا احنا بالظبط وبص لفوق.... وهنا محسيتش بنفسي غير وأنا برجع بالكرسي بتاعي لورا ومن غير ما اخد بالي حركت الكرسي جامد فأتقلبت على ضهري وقعت على الارض، كنت باخد نفسي بالعافية وانا مش قادرة اقوم وبحاول ازحف علشان اقدر اسند على حاجة لحد ما اطلع السرير ولا اقعد على الكرسي، بس اللى صدمني الايد اللى لقيتها متعلقة فى الشباك وبتنزل دم جوة الاوضة على الارض تحت شباك اوضتي...وقبل ما تحصل اي حاجة تانية كانت خرجت مني الصرخة اللى محسيتش بعدها بنفسي.


رانيا:

- اغم عليكي؟


رحمة:

- كل اللى فاكراه بعدها اني فتحت عيني لقيت امي واقفة جنبي ومخضوضة عليا ودموعها نازلة، وعلشان انا عارفة وجعها عليا قولتلها اني أتفجعت لما سمعت صريخها وجيت احاول اتحرك علشان اوصل للكرسي من على السرير فوقعت ودماغي اتخبطت.


أصل مكانش ينفع اقولها غير كده هي مش ناقصة هموم...ولا انا عايزة ازود خوفها عليا بس المنظر مش قادرة انساه، وفات اليوم والتاني والتالت وانا بتجنب خالص الشباك، بقيت اخاف ابص برة، لحد اليوم اللى رجع جوز امي وسمعت صوت الضرب والصريخ تاني، حسيت بخنقة كتمت نفسي ملقيتش نفسي بعمل حاجة غير اني بقرب على الشباك ومن غير قصد عيني راحت لوسط المدافن، عند التُرب اللى خرج من ناحيتها الكائن أياه، بس مكنتش متخيلة اني لما ابص هناك هلاقيه بيلف حوالين التُرب دي...اه كان واقف بنفس العباية السودة ورأسه فى الارض وبيلف بشكل غريب حوالين التٌرب بحركات بطيئة جدا...كنت بتفرج عليه بخوف وانا سامعة صوت امي وصوت جوزها وهو عمال يقول الفاظه القذرة ويضحك بطريقة بشعة، وأتكرر ده اكتر من ليلة...فى كل ليلة بالذات امي تصرخ ويحصل فيها اللى بيحصل من جوزها ده كان الكائن ده بيظهر وانا مش فاهمة فى ايه ولا هو مين ولا ليه بيلف حوالين التُرب دي بالذات... لحد ما جه اليوم اللى روحت قعدت قصاد الشباك بليل وسرحت فى نفس المكان اللى بيظهر فيه...وشوفته للمرة الاولى شوفت وشه مش قادرة احدد الملامح لان الدنيا ضلمة جدا لكن عنيه كانت بتلمع لمعة غريبة كانت واضحة جدا كأنها بتخرج شعاع متصدر على الشباك بتاعي وبس، ركزت معاه لدرجة اني محسيتش غير بأيد بتلف حوالين رقبتي وبتمسك صدري...شهقت وحسيت ان نفسي اتكتم فجأة وعيني هتخرج من مكانها بس قبل ما الف ورايا لقيت الكائن ده بيشاور بأيديه ناحيتي...بصيت ورايا برعب وخوف وانا مقتنعة ان فيه عفريت واقف ورايا لكن اللى لقيته كان جوز امي...تركيزي مع الكائن خلاني محسش أنه رجع من برة ولا حتى انه طلع اوضتي ودخلها، ورغم انه شاف الرعب والخوف والدموع كلهم اتجمعوا فى نفس اللحظة الا انه قاللي برغبة واضحة وضوح الشمس:

- أمك مخمودة، اسمعي كلامي بقى وانا هدلعك اخر دلع.


لقيت نفسي ببص ورايا للكائن وكأني بستنجد بيه، بس استغربت لما لقيته لسه بيشاور ناحيتي، مش عارفة ليه حسيت أن فيه هدف من الاشارة دي، أنا اه متعلمتش لكن مخي نضيف وذكية، بس الموقف كان صعب اوي وعلشان اقدر اخلي الكائن ده يساعدني لقيت نفسي بتصرف بعكس اللى جوايا وانا بقول لطارق:

- طيب ما هو هنا ممكن امى تصحى وتحس بينا، هتبقى مصيبة لو قفشتنا.


طارق وريحة الدخان طالعة منه تخنق ورغبة متتوصفش:

- وهي تقدر تتكلم؟ ده انا اقطع رقبتها.


رحمة بدلال:

- لاء دي امي اوعى تأذيها، بس احنا ممكن ننزل تحت فى الخلا محدش هيحس بينا، نتبسط براحتنا، ومش هقولك تلت التلاتة كام، بس انت نزلني من غير ما امي تحس.


طارق عنيه لمعت من الأندهاش بأني بتكلم معاه بالجرأة دي، ومكدبش خبر فعلا لقيته شالني بالكرسي بتاعي ونزل يتسحب بيا وخرجنا من البيت وقفل الباب وهو بيقول:

- اهو نزلنا يا حلوة، عندها حق امك تخبيكي مني.


رحمة:

- وطي صوتك تسمعنا، تعالى بس نبعد عن البيت شوية علشان محدش يحس بينا.

قولت كده وبقيت بحرك الكرسي ناحية مكان معين نفسي اعرف أشمعني هو، ورغم ان كل التُرب شبه بعضها الا اني كنت حاسة أني هوصل، وفعلا لقيت الكيان ده قصادي وصوت طارق من ورايا:

- أيه يا حلوة مش كفايا لحد هنا؟

ومجرد ما لحقني بالظبط وحصلني لقى الكيان ده قصاده، مش عايزة اوصفلك بشاعة المنظر، عيون جاحظة بتلمع، ملامح مشوهة بمعنى الكلمة والدم اتجلط عليها من كتر ما نزفت، أبتسامة مخيفة مش فاهمة معناها علشان اسمع الصوت اللى يفوقني من الفزع اللى صادمني من وش الكيان ده علشان يزود الرعب اللى جوايا وهو بيقول بخوف:

- أيه ده؟! انتي تاني ازاي؟ أحنا مش خلصنا منك؟ انتي مش موتي؟


مجرد ما طارق قال الجملة دي معرفش انا أزاي بعدت بالكرسي بتاعي لورا وانا شايفاها هي بالضحكة المخيفة بتقرب منه، رجعت لورا ومحاولتش الف وشي ناحيتهم خالص لحد ما عدلت نفسي بالكرسي وروحت ناحية اوضتنا بجري وانا سامعة صارخة طالعة من طارق لو الأموات دول بيحسوا كانوا صحوا على صوته، وصلت عند باب الاوضة وانا مش عارفة ايه اللى حصل معاه وبقيت اهبد على الباب علشان امي تسمعني وفعلا قامت فتحتلي الباب واترعبت لما شافتني، بس انا كنت وقتها مش قادرة اتكلم ولا افسر وخوفها خلاها تحاول تستنى عليا لحد ما اهدا...قضينا الليلة كلها وهى بتحاول تهديني وواخداني فى حضنها فى سريرها ومش شاغلة بالها ولا نفسها غير بيا لحد ما النهار طلع كانت عيني غفلت وصحينا على صوت هبد على الباب قلبي اتقبض:

- ده طارق يا ماما، هيموتني، متفتحيش.


ماما:

- اهدي يا حبيبتي، ده انا اجيب كرشه لو فكر يقربلك، متخافيش استني انتي.


كنت فى السرير برتجف ومرعوبة أنا عارفة انا هيدخل يقتلني، لكن المفاجأة اللى حصلت خلتني مش عارفة افرح ولا أتصدم...


رانيا بفضول:

- ايه اللى حصل؟


رحمة:

لقينا الست جمالات على الباب وبتتكلم بصوت عالى اقرب للصراخ وبتقول:

- الحقي يابت يا سندس، جوزك لقوه ميت عند تُربة من التُرب.


امي بأستغراب:

- طارق! مات.

جمالات:

- انتى لسه هتسألي؟ تعالي ياختي شوفيه، ده حالته حالة.

جت امي بصيت عليا وابتسمت وأنا اخدت نفسي، وسابتني وخرجت راحت شافته مرمي جنب القبر...والناس واقفة تتفرج عليه وخايفين يقربوا منه، لحد ما رجعت امي وهى مصدومة من المنظر.


رحمة بقلق:

- فى ايه يا امي؟


أمي:

- طارق يا رحمة، ميت جنب القبر اللى اتدفنت فيه البت اللى لقوها مقتولة هنا فى العمود من كام شهر، بس شكله ياختي اعوذ بالله كأنه ميت من شهور وعفن...وشه اسود وعنيه مفتوحة على وسعها وكأنها هتخرج من مكانها، وجسمه متخشّب كأنه حجارة.

رحمة بأستغراب:

- بت مين دي ياما اللى اتقتلت؟


أمي وهي مستغربة اللى حصل لطارق:

- دي بنت كده على باب الله، كانت بتيجي تلقط رزقها من الرحمة اللى بتتوزع هنا، بس فى ليلة شؤوم كان الوقت اتأخر والعمود فاضي شافوها ولاد الحرام اللى المخدرات عميا عنيهم وقلوبهم...ومرحموهاش يا حبة عيني نهشوا فى جتتها زى الكلاب السعرانة ومسابوهاش غير وهي قاطعة النفس، وعلشان يتأكدوا انها خلاص مفيش خوف منها نزلوا بحجارة على رأسها قتلوها...قتلوها مرتين يا حبيبتي...وعلشان الموضوع ميوصلش لس وج وعيش كل اللى بيسترزقوا هنا ميتقطعش راح قال واحد من اللي بيشغل المتسولين اللى فى العمود:

- البت دى باين عليها مالهاش اهل ولا لها حد، انا هدفنها فى تُربة من تُرب السبيل لا من شاف ومن دري، واكفوا على الخبر ماجور.


رحمة:

- مين ده اللى قال كده يا امي؟


أمي:

- الشيمي.


فى اللحظة دي حسيت ان اللى كانت بتظهرلي دى مش قاصدة تخوفني، لكن هي كانت بتساعدني وبتاخد حقي لأنها هى ملقيتش اللى ياخد حقها، اه انا عارفة ان اللى حصل ده هو يستاهله لكن فكرة ان كان فيه واحدة مقتولة بتظهرلي ده فضلت مأثرة عليا كتير وكنت بحلم بيها...ولحد دلوقتي أوقات بتظهرلي فى أحلامي لكن هقول ايه انا بشكرها والله وبتمنالها الرحمة، أما الشيمي ده بقى ربنا يريحنا منه لأنه سبب كل المصايب اللى بتحصل هنا فى التُرب.


رانيا:


انا سمعت كل اللى حكيته رحمة وانا مش متخيلة ان ده ممكن يكون بيحصل بجد، لكن تكرار اسم الشيمي مرة تانية على وداني خلاني اتأكد ان الشياطين طول ما هي محاوطة البشر هتفضل المصايب بتزيد...وفي نفس الوقت اللى اتظلم حتى لو ميت وروحه مرتاحتش مش هيسيب غيره على وش الدنيا يتظلم ظلمه، يمكن خيال ويمكن حقيقة...لكن الشياطين من الانس مش من الجن كمان ربنا يبعد طارق وامثاله عن رحمة وكل اللى زيها...وحق البنت اللى اتقتلت على ايد شوية كلاب ربنا مش هيضيعه واهو أنتقم من طارق اللى كان واحد من اللى عملوا فيها كده...واكيد واحد زي الشيمي دوره جاي وكل اللى عملوا فيها كده او في غيرها برضو هييجي دوره...يابختك يارحمة لقيتي اللى ينقذك ياريت هي كمان كانت لقيت اللى انقذها لكن ده قدرها ونصيبها، ومن الأحسن ان أنتي تلاقي حياة بعيد عن هنا...وده اللى انا هساعدك فيه...أنا هخليكي انتي ومامتك تخرجوا من المكان ده مش لازم تكون الحياة هنا هي مصيرك، لكن مصيركم هو انكم تعيشوا عيشة انضف من العيشة فى وسط المكان اللى مينفعش يكون غير للنهاية وبس.


تمت

تمت؛؛ انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا

مجمع الروايات الكامله والحصريه  اضغط هنا

تابعى صفحتنا على الفيسبوك عشان تبقى اول واحدة تقرأ البارت اول ما ينزل

صفحتنا على الفيسبوك اضغط هنا



أرائكم بقى


 

تعليقات

التنقل السريع