القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية المصير البارت الثاني بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه

رواية المصير البارت الثاني بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 


رواية المصير الفصل الثاني بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 









رواية المصير البارت الثاني بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 

المصير


الفصل الثاني( قبل الأخير)


رحمة فى اللحظة دي دموعها نزلت، مش عارفة ايه وجع القلب اللى حسيته من ناحيتها ده، اه انا قلبي ضعيف وبتأثر بسرعة لكن متخيلتش ان شوية دردشة من غير تفاصيل تخلي عيني تدمع بسرعة كده، كمان ان البنت قاعدة على كرسي متحرك وموجودة وعايشة فى المكان ده خلاها تصعب عليا اكتر، أنا عارفة وواثقة ان ألأبتلاء ده أفتكار من ربنا طبعا لكن هي برضو صعبت عليا وكنت بتمنى انها تطلع مجرد واحدة بتستغل الكرسي ده علشان تاكل عيش وتتسول زيها زي ناس كتير لكن للأسف اللى حكيته وكملته وجعلي قلبي عليها اكتر.


استرسلت رحمة فى الكلام وقالت:

- كنت بلعب مع العيال برة باب العمود بليل بعد م الدكاكين اللى فى السوق قفلت، الشارع بيكون فاضي وخلاص مفيش حد رايح ولا جاي على العمود فى الوقت ده يعني مش محتاجين نقف نستنى الرحمة من حد علشان كده طلعنا نلعب فى الشارع، عارفة ياست، أنا عمري ما اتمنيت حاجة مش معايا، والله كنت راضية اوى بكل حاجة حواليا ومكنتش بتكسف ابدا اني عايشة فى التُرب ولا امي وابويا وشغلهم، لكن مع اني راضية بكل حاجة حواليا يظهر كده ان ربنا حب يحطني فى عيشة اصعب من اللى انا عايشاها وراضية بيها، من بين خمس عيال بيلعبوا فى الشارع جت عربية وكأنها ظهرت من الخلا، معرفش ازاي كانت جاية قصداني باين ولا ايه...كل اللى فاكراه شكل الأرض اللى كانوا واقفين عليها العيال اللى بلعب معاهم وهما باصين عليا فوق وكأن العربية طيرتني من على الارض علشان اشوفهم وهما مفجوعين عليا وبيتفرجوا وبس وأنا من بعد النظرة دي مش فاكرة حاجة غير لما فوقت فى مستشفى ألميري...أكيد حضرتك عارفاها، بيقولوا المستشفى دى اللى داخل فيها مفقود والخارج منها مولود.


رانيا بحزن ودموع بتحاول تداريها:

- كملي يا رحمة، ده انتي حكاية.


رحمة بتبتسم من بين دموعها وهي بتقول:

- صحيت من النوم لقيت نفسي فى أوضة كبيرة مليانة سراير وناس كل واحد فيهم حالته اصعب من التانية، كانت امي قاعدة على السرير جنبي حاطة ايديها على رأسها وبتعيط وأنا حاسة بوجع فى جسمي كله علشان كده قبل ما اتكلم أتوجعت وده خلى امي تاخد بالها اني فوقت.


أمي:

- يابركة سيدى الاباصيري والمرسي ابو العباس، الحمد لله ياختي كده تفجعيني عليكي يارحمة؟


رحمة:

- جسمي واجعني اوي ياما، هو ايه اللى جرالي؟


أمي:

- قضا ربنا يا بنتي، منه لله يقعدله فى طريقه، خبطك بالعربية وطار حتى موقفش يبص عليكي.


رحمة:

- أنا اتخبطت بعربية؟ علشان كده جسمي كله واجعني؟ أنا تعبانة اوي ياما.


أمي:

- اتخبطتي يابنتي بس هنقول ايه! الحمد لله أن ربنا فاكرنا، عايزاكي بقى تشدي حيلك علشان نرجع على البيت.


فى الوقت ده حاولت اقوم من على السرير علشان نمشي بس مقدرتش، انا مش بحب الدكاترة ولا المستشفيات، عندي اعيش بين التُرب ولا اني اقعد ساعة على سرير فى مستشفى، بس علشان دى مستشفى حكومي وهما خلاص عملوا اللى عليهم فلازم يخرجونا علشان حد غيرنا يتسفاد بالسرير، وعلشان كده كان لازم حتى لو تعبانة امشي مع امي، وعلشان كده لقيتها بتقولي:

- هتتعبي شوية بس لحد ما نطلع برة، وابوكي هيشيلك واحنا مروحين علشان مينفعش انا وهو ندخل هنا وانا يا حبيبتي مقدرتش اسيبك.


رحمة:

- طيب ياما انا مش قادرة اتحرك، خلي ابويا ييجي يشيلني علشان نمشي وانتي استنينا برة.


أمي:

- حاضر يا حبيبة امك.


فعلا امي طلعت ودخل ابويا هو اللى شالني وأخدنا عربية كارو هي اللى لقيناها فى الوقت ده لأننا كنا متأخر اوي ووصلتنا لحد باب العمود وبعدها ابويا دخل بيا للأوضة ومعايا كيسة فيها شوية علاج ودموع امي أمي وكسرة فى عين ابويا مش فاهمة سببهم فى الوقت ده، فات كام يوم وأنا باخد العلاج بس مش بتحرك من على الكنبة يا نايمة يا قاعدة ولو عايزة ادخل الحمام أبويا يشيلني او أمي لكن رجلي مفيش فيها أي حركة:

- هو انا هدوس على رجلي امتي ياما؟ وهروح المدرسة امتى؟


أمي بحزن:

- رجليكي عجزت يابنتي، منه لله اللى كان السبب.


رحمة:

- عجزت يعني ايه؟ هى هتخف امتى؟


أمي:

- مش هتخف يا روح امك، فى المستشفى قالوا ان رجليكي مفيش فيها فايدة أتشلت.


أه امي قالتلي الكلام بنفس الطريقة، ست بسيطة وغلبانة على قد حالها اوي ومعندهاش تزويق للكلام، زى ما الكلام اتقال قدام منها قالته بالحرف، وأنا كنت مش فاهمة المعاناة اللى هعانيها بعد ما اسمع الكلام ده، علشان كده مش هقولك اتصدمت لاني مكنتش فاهمة اوي وبرضو فاكرة اني شوية وهخف، لكن اللى حصل أني كنت فعلا مشلولة، مش بتحرك وحمل تقيل على امي لأن هي تعتبر اللى بتراعيني طول الوقت اصل انا حتى الحمام مكنتش بقدر اروحله لواحدي، وهى كانت ما بين الشغل ومابيني...طلع عينها معايا وابويا لما بيرجع بيساعدها فيا بس بتبقى هى خلاص بقى خلصت من هدة حيل اليوم كله، فضلت على الحال ده محبوسة فى الاوضة لحد ما في يوم وانا قاعدة على الكرسي قدام اوضتنا علشان اشوف الشمس لحد امي ما ترجع من الشغل، اصلها كانت بتقعد على باب العمود برة...شافتني واحدة ست كانت جاية فى دفنة جوزها، ولما شافتني وقربت تتكلم معايا شايفة العيال بتلعب قدامي وانا قاعدة قالت تعرف أنا مش بلعب ليه؟ علشان تساعدني بأى صدقة تطلعها على جوزها لحد ما عرفت من العيال اللى حواليا اني مشلولة...وهي صراحة ربنا جوزها كان غالي عليها اوي بعد ما عرفت الموضوع تاني يوم علطول لقيناها جاية عند أوضتنا ومعاها الكرسي اللى انا عليه ده، يانهار ابيض على فرحتي ساعتها، عارفة يعني ايه ياست بنت معندهاش 10 سنين على بعض يوم ما تفرح بحاجة تفرح بكرسي بعجل علشان يبقى بدل رجليها اللى عجزت؟ كنت طايرة من الفرحة قولت بركة اهو على الاقل هعرف اتحرك فى الاوضة وبرة الاوضة من غير ما استنى امي تشيلني ولا تدخلني ولا..ولا.. لكن برضو مكنتش بعرف اعمل حاجة لنفسي الحمد لله، كنت راضية برضو ومرتاحة لكن اني مش عارفة العب مع العيال وبكتفي اني اتفرج عليهم بس كانت وجعاني، ماهو انا برضو عيلة يعني ليه مبقاش زي باقي العيال؟ لكن مفيش حاجة هتتغير مهما كان اللى حساه، واللي العيال اصحابي فى التُرب كانوا بيعملوه لما يغيظوني انهم بيلعبوا وانا لاء، فى المدرسة كمان كانوا بيعملوا كده ويفضلوا العيال بقى يزقوني بالكرسي ويدوخوني ومعرفش اعمل حاجة، كنت بتبهدل فى وسطهم ومحدش بيعملهم حاجة كانوا فى الفسحة بيلعبوا بيا انا مش بيلعبوا أى لعبة تانية...لحد ما قولت لأمي اني خلاص مش هروح المدرسة:

- ليه يا رحمة يا حبيبتي؟ ده انا قولت انتي اللى هتنصفينا وتطلعي من العيشة اللى احنا عايشينها دي.


رحمة بحزن:

- لالالا، اللى زيي ياما مالهوش نصيب ولا حظ فى الدنيا دي، انا واحدة مشلولة وعايشة فى التُرب هتستنى الدنيا تنصفني ازاي أذا كنت عايشة فى المكان اللى الناس نهايتها بتكون فيه؟ ياما أنا مش هروح المدرسة تاني العيال بيضحكوا عليا وبيلعبوا بيا.


أمي:

- طيب اروح اشتكي للأبلوات بتوعك يزعقولهم ويخلوهم يسيبوكي.


رحمة:

- وهما بيعملوا ده قدام الأبلوات يعني ياما؟ لالا ده من وراهم، علشان خاطري ياما خليني اقعد هنا اكرملي.


ولأن امي على قد حالها وافقت علطول، هى عارفة ان مهما طلعت ولا نزلت حالي مش هيجد عليه حال، وابويا عارف ان العلام برضو مبينفعش غير أصحابه اللى اهاليهم هتتوسطلهم فى يوم م الايام علشان يشتغلوا شغلانة كويسة، وبقيت كل يوم اصحى الصبح اكل مع امي وابويا وتدخلني الحمام وتطلعني اقعد على باب الاوضة اتفرج على الدفنة اللى طالعة واللى جاية واللى بيزوروا واللي..واللي... وتروح هي وابويا الشغل يرجعوا على المغربية بقى، مش عايزة اقولك كنت بتعذب ازاي اني ابقى عايزة ادخل الحمام ومش قادرة أخدم نفسي ولازم استناهم يرجعوا...كانت اوقات امي تسيب الفرش لأى حد وتيجي تشوفني لو عايزة ادخل الحمام ولا لاء؟ وساعات كانت مينفعش تسيب الفرش لحد لما يبقى فيه زحمة فى العمود...ومشيت الايام وبقيت منبوذة من كل العيال محدش بيقرب مني غير علشان يغيظوني وهما بيلعبوا ويشاوروا عليا ويقولوا المشلولة اهي...وكأنه حاجة تستاهل المعايرة يعني.


رانيا بمقاطعة:

- أستسلمتي بدري اوي يا رحمة، كنتي محتاجة تعافري، اللى زيك كان اكيد هيوصل.


رحمة بحزن:

- الدنيا استكترت عليا كل حاجة، حتى ابويا اللى مات فى يوم وليلة، جالنا واحد من اللي شغالين مع ابويا قالنا:

- ألحقوا ده عبده كان نازل يدفن وقع جوة التُربة مات.


الوقت ده كانت امي فى البيت جاية تدخلني الحمام، وسمعت الخبر بقيت زي المجنونة، ابويا اصله كان سليم مش عيان ولا فيه حاجة، ابويا حتى مكانش بيشتكي من عيا أه بيشرب سجاير ويوم ما يتمعظم اوي يشبرها ملفوفة لما يبقى قاعد فى سهرة مع اصحابه كده لكن غير كده مفيش حاجة، يموت فجأة كده؟ أبويا لا معاه مال قارون ولا هو أبن بارم ديله...لكن ابويا برضو قهرني وقهر امي عليه، اصل هو كمان كان طيب وحنين علينا وقرشه كله ضايع علينا احنا له بيروح يقعد على قهوة، ولا بيقول اشوف نفسي، حياته كلها معانا ومع الميتين، مات ابويا والذل اللى على حق بدأ بجد.


رانيا بدموع:

- هو انتي هتقوليلي على موت الاب ووجعه؟


رحمة:

- أمي بقيت تخرج تقعد بالفرش بتاع البخور واكل العصافير على بوابة العمود، واقعد انا بفرش زيه جوة العمود بين التُرب، قاعدة على الكرسي بتاعي شايفة نظرات اتهام من الناس بأن الكرسي ده وسيلة بس لأكل العيش وكأني بدّعي المرض، كان اليوم بيعدي صعب وتقيل اوي، الحال ضاق وكان ممكن نفطر ومنتعشاش ولا نتغدا أصل يعني هنبيع اكل العصافير بكام فى اليوم؟ كنا بنستنى اللى يحنّ علينا بلقمة ولا جنيه تقدري تقولي كنا بنشحت بجد، الوضع بقى صعب اوي أمي مش حمل الشقا طول اليوم وتيجي تشيل وتحط فيا وتخدمني بدل ما انا اخدمها، وانا بقيت اتعب من كُتر القاعدة فى الهوا الشتا وأني ابقى هموت واكل او ادخل الحمام ومقدرش اعمل ده كان بيتعبني اكتر، لحد ما جت فى يوم الست جمالات وقالت اللى مكانش ينفع يتقال.


يتبع

تكملة الروايه اضغط هناااااااا 


 

تعليقات

التنقل السريع