القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية المصير البارت الاول بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه


رواية المصير البارت الاول بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 

رواية المصير الفصل الاول بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 








رواية المصير البارت الاول بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 


المصير


الفصل الاول


مش عايزة اتكلم معاكم كتير عن المقابر واللى بيحصل فيها، اللى يسمع اسمها ولا يشوفها ولا يضطر يروح يزور غالي عليه بقى موجود تحت التراب، يبقى عارف ان ده المكان الوحيد اللى كلنا لازم هنرجع له فى يوم من الايام من غير اي مفر منه، لكن لأني الفترة دى وبسبب وفاة بابا بقيت بروح هناك زيارة كتير علشان اتكلم مع بابا شوفت وعرفت حاجات اصعب بكتير من ان الواحد يصدقها، الموضوع مش مقتصر بس على الاسحار والأعمال، الموضوع مش مقتصر على الجن والعفاريت بس...ولا حتى تجارة المخدرات لالا المواضيع اللى بتحصل فى المقابر حرفيا مالهاش نهاية، مع ان ده المكان الوحيد اللى نهاية البني ادم بتكون راجعة له...لكن من المكان ده ابتديت وانتهت حكايات كتير اغرب من اننا نصدقها.


مش هعرف نفسي لكن انا هتكلم عن رحمة...البنت اللى سنها متعداش ال18 سنة...جميلة وعيونها الزرقا وبشرتها الصافية لا تدل ابدا على انها اتولدت واتربيت بين جدران المقابر دي، خصلات شعرها الكستنائي اللى نازلة على عنيها بأنسيابية كانت تقول ان البنت دي مكانها جامعة من جامعات القمة وسكن فى منطقة هادية راقية ومستوى تاني خالص مختلف تمام الاختلاف عن المستوى اللى هى عايشة فيه، لكن بين كل الوصف اللى وصفتهولها ده نسيت اقول انها من ذوي الاحتياجات الخاصة، عندها اعاقة فى رجليها خليتها ملازمة الكرسي المتحرك من عشر سنين فاتوا، تعالوا احكيلكم ايه اللى حصل فى اخر زيارة روحت زورتها لبابا، كنت زي كل مرة بروح ادور على المشايخ اللى تقرأ قرأن على قبر بابا وياخدوا اللى فيه النصيب، بس لأن الموضوع ده كان الاسبوع اللى فات بالظبط يوم الأثنين نفس اليوم اللى الدنيا مطرت فيه جامد، روحت بعد صلاة الظهر ومع المطر الجامد اوي اللى نزل مرة واحدة من غير ما حد يكون عامل حسابه...لقيت المقابر فاضية تماما، مفيش اثر ولا لشيوخ ولا حتى للتُربي ولا المتسولين اللى بيكونوا قاعدين على باب المدافن... الوضع ميخوفش خالص كده كده النهار طالع وكلها ساعتين زمن والعصر يأذن والناس تبدأ تظهر من تاني وقت الدفن بتاع العصر، دخلت انا قربت من المدافن بتاعتنا وعنيا بتدور على اي حد من غير فايدة لحد ما وقفت أنا فتحت المصحف بتاعي وابتديت اقرأ لبابا وادعيله واتكلم معاه، وفجأة سمعت صوت ناعم اوي وكأنه جاي من الة عزف مش من بني ادم وبتقولي:

- حضرتك مش عايزة مياه على التربة؟


ارتجفت فى البداية من الصوت المفاجئ لكن لما لفيت ورايا وشوفتها برغم اني بنت زيي زيها بس سبحان الخالق، البنت حرفيا تسحر...جميلة جمال مالهوش وصف ملاك على الارض، بلعت ريقي وانا ببتسم وببص لها على الكرسى اللى قاعدة عليه وقولتلها:

- مفيش مشكلة، رشي مياه.


لقيتها طلعت من شنطة معلقاها فى كتف الكرسي بتاعها زجاجة صغيرة فيها مياه ورد وقربت بالكرسي بتاعها من مدفن بابا وابتديت ترش عليه لحد ما قربت تخلص الزجاجة، لقيت نفسي بقولها:

- خلاص كده كفايا.

ومديت ايدي فى شنطتي وطلعت اللى فيه النصيب، بس هي خطفت قلبي الحقيقة وده خلاني افتح معاها كلام:

- انتي بتشتغلي هنا؟

رديت بأدب:

- أيوة.

سألتها:

- أسمك ايه؟

رديت بصوتها الهادي:

- أسمي رحمة.

أبتسمت وانا بحاول اتكلم اكتر معاها:

- أسمك جميل، انتي كام سنة يا رحمة، ومنين؟


رحمة:

- انا عندي 18 سنة، ومن هنا من التُرب.


لقيت نفسي ببص بأستغراب:

- انتي عايشة هنا فى المقابر بجد؟!


رحمة بأبتسامة:

- اه والله، انا مولودة هنا كمان.


بصيت لها واستغربت اكتر، البنت شكلها مؤدبة جدا ومش من الناس اللى يتخاف منها او تتشاف انها متسولة، اه هدومها تدل على انها معدمة من شدة الفقر لكن كانت عزيزة النفس جدا، وده خلاني استغرب لأنها مش باين عليها متسولة او حتى بتقلب رزقها والسلام...لاء دى بتتعامل بمنتهى الادب والحياء وعلشان كده كملت كلام معاها وفضولي خدني:

- طيب وانتي ليكي مكان يعني بتنامي فيه ولا انتي قاعدة فى الطل كده؟ اصل انا اول مرة الاقى المقابر فاضية بالشكل ده!


رحمة:

- اه لينا اوضة بس فى الناحية التانية من التُرب، عايشة فيها انا وامي، بس اكل العيش بقى قولت فرصة ان كلهم مستخبيين من الشتا ومستنيين دفنة العصاري اطلع يمكن الاقى حد جاي يزور أهي نواية تسند الزير.


فى اللحظة دي لقيت نفسي بتطفل بشكل اكبر:

- طيب وباباكي فين يا رحمة؟


رحمة:

- بابا مات من سنين، الله يرحمه.


لقيت نفسي بعرفها على نفسي وبقولها:

- أنا اسمي رانيا، أنا كمان بابا اتوفى الشهر اللى فات هو اللى انا جاية ازوره دلوقتي.

رحمة:

- ربنا يرحمه هو وكل امواتنا.


رانيا:

وبتدرسي يا رحمة ولا ايه؟ ما تحكيلي كده ولا انتي مش حابة نكون اصحاب.


رحمة بحزن:

- مش حابة ايه بس؟ ده انا اتشرف ياست الستات، انا بس مش عايزة اصدعك، ولا بحب احس اني صعبانة على حد.


رانيا:

- ياستي تصعبي عليا ايه بس؟ ده انا لو حكيتلك عني انا اللى هصعب عليكي، اتكلمي اتكلمي أنا لسه قاعدة شويا لأنى مش بمشي علطول لما باجي لبابا، خلينا نتكلم مع بعض بدل ما انا خايفة من الفضا اللى احنا فيه ده.


رحمة بابتسامة:

- انا كنت فى المدرسة لحد سنة تالتة.

رانيا:

- سيبتي المدرسة بعد وفاة والدك؟

رحمة:

- لاء، سيبتها بعد ما العيال بقوا يعايروني اني مشلولة.


رانيا بحزن:

- وليه تخلي كلام فاضي يخسرك مستقبلك، انتي جميلة وكان لازم يكون ليكي مستقبل احسن من كده بكتير.


رحمة:

- ياست يعني هيكون ايه مستقبلي، أبويا كان تُربي وامي زيه، هطلع ايه يعني مُدرسة ولا دكتورة؟


رانيا:

- وايه يعني شغل مامتك وباباكي مش عيب، ومش عيب انك وسط كل ده تطلعي دكتورة ولا مُدرسة ولا حتى مهندسة.


رحمة:

- انا حكايتي طويلة شوية ياست، مخلصتش عند سيباني للمدرسة، انا اه يمكن سني مش كبير لكن شوفت حاجات كتير خلتني اكره كل حاجة، نفسي وحياتي وكل حاجة حواليا.


رانيا:

- طيب احكيلي بقى، علشان انا مش قادرة اتوقع ايه اللى ممكن تكوني شوفتيه فى ال18 سنة، وبعدين احكيلي أنتي بقيتى بالوضع ده نتيجة أيه يعنى تعبتي ولا كان فيه حاجة حصلت اثرت على رجليكي؟


رحمة بحزن وابتسامة مكسورة:

- والله ياست انا كنت زى العيال، شوفتي انتي العيال الصغيرة اللى مرميين بين التُرب اللى بتشوفيهم فى كل مرة بتيجي...اللى بيبقوا مستنيين الناس اللى تيجي تزور علشان ناخد كيس فيه جوافايا ولا قرصتين ولا حتى نص رغيف عيش باللحمة رحمة ونور على الاموات! انا واحدة منهم، عايشة مبسوطة بحالي ومش ببص لحد لأن اصحابي اللى بيلعبوا معايا زيهم زيي...أمي وابويا شغلهم هنا ابويا يدفن الميتين، يروح يرش مياه على التُرب للي ييجي يزور، يفتح التربة ولا يقفلها، وامي بقى تقعد تبيع اكل عصافير وبخور واهو كان الحال ماشي، دخلت المدرسة وعيلة زيي زي العيال، معييش عيال اغنيا علشان ابص لحد كلنا زي بعض يعني، حاجتنا شبه بعضها وبناكل زي بعض، امي وابويا كتر خيرهم كانوا مش مقصرين معايا بيحاولوا يخلوني مش اقل من العيال اللى معايا، واه عايشين بين الميتين لكن حالنا ماشي، وبالنا رايق، ومش باصين لحاجة فى الدنيا غير ان اليوم يعدي واحنا مستورين، لحد اليوم اللى من بعده كل حاجة اتغيرت فى حياتنا....حياتنا مش حياتي لواحدي، أصل اللى حصل....


يتبع تكملة الروايه اضغط هناااااااا 


تعليقات

التنقل السريع