القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

نوفيلا عهد الهوى الفصل الاول 1بقلم فاطيما يوسف


نوفيلا عهد الهوى الفصل الاول 1بقلم فاطيما يوسف 





نوفيلا عهد الهوى الفصل الاول 1بقلم فاطيما يوسف 





#بسم_الله_الرحمن_الرحيم


#اللهم_صلي_وسلم_علي_سيدنا_محمد_وعلي_اله_وصحبه_أجمعين


#نوفيلا_عهد_الهوي


#البارت_الاول

بينما هي جالسه تحفظ وردها اليومي المقرر عليها في الجامعة في العيادة التي تعمل بها،


 دخلتا عليها امرأتين إحداهما في العقد الخامس من عمرها ،والأخري في العقد الثاني،

فأغلقت مصحفها ورفعت أعينها  وقالت بوجه بشوش:


_ أهلاً بيكم اتفضلوا، 


 وتابعت بعملية:


_كشف ولا استشارة؟ 

أجابت السيدة الكبري:


_كشف إن شاء الله .


سألتها عن الإسم وأعطتها إياه،

 سجلت الإسم في مدونة الكشوفات وقالت بمهنية :


_  تمام يامدام هنا دورك الثالث والدكتور قدامه ساعة ويجي  وللأسف الحجز بالتواجد إنتي عارفة إحنا في قرية والناس مش بترحم حد .


 ردت حماتها وقالت بطيبة:

_عادي إحنا هنقعد نستني الدكتور ورانا إيه يعني ، 

واسترسلت متسائلة بإبتسامة:


_ اسمك إيه بقي ياقمر ؟ 


ردت الممرضة بإبتسامة:

_ إسمي مهرة ياحاجة .


سألتها باستكشاف:


_بنت مين يامهرة ؟

 قلبي ارتاح لك أول ماشفتك ياعسل .


 أجابتها مهرة بإبتسامة خفيفة:


_بنت محمد الشريف  .

ابتسمت لها السيدة إبتسامة تنم عن معرفتها بأبيها قائلة:

_أها عارفةباباكي وعمك كمان يبقي اسمه وليد مراته أم محمد كانت صاحبتي جدآ ،


 هيا عامله إيه بقالي كتيييييير مشفتهاش ؟


 أجابتها مهرة بود قائلة:


_ كويسة الحمدلله هبقى أوصل لها سلامك ياحاجة.


سألتها باستكشاف آخر:


_إنتي بتشتغلي هنا بقالك كتير؟ 


مهرة : لأ بقالي شهرين بس ، بسلي نفسي وكليتي مش بروحها كتير، 


ثم وجهت حديثها إلي زوجة ابنها قائلة:


_وأنتي ياقمر جاية تعبانة من إيه؟ شكلك عروسة جديدة ومش بقالك كتير .


ردت هنا وقالت:

_ آه متجوزه بقالي شهر وبطني تاعباني فجيت أكشف.


 ردت  حماتها وقالت بصدق:

_علشان نشوف القمر أم وش بشوش دي .


قالت مهرة بخجل:

 تسلمي لي يا حاجة ،ده إنتي إللي قمر والله وتبادلا أطراف الحديث ومر الوقت ، 


ثم قالت السيدة بتأكيد:

_ والله لاأجوزك إبني ده إنتي دخلتي قلبي من أول ماشفتك وحبيتك يامهرة ياقمر إنتي.


قلب وجه مهرة ألوان الطيف ولم ترد، واستغربت حديثها وتلك الجملة التي رددتها كثيراً ، 

وفجأة بالهاتف المحمول الخاص بالعيادة يرن استجابت علي الفور وردت بمهنية شديدة:

_ أيوه يادكتور ، حضرتك مش جاي النهاردة ؟


 رد عليها قائلا:


_أيوه يامهرة عندي حالة ولادة اعتذري للناس، واللي حاجز النهاردة يجي بكرة


أجابته بطاعة قائلة:

_ تمام يادكتور ، 


ثم وجهت بصرها إلي الجالسين جميعهم قائلة بأسف وأدب:

_بعتذرلكم جدآ ياجماعة الدكتور مش جاي  عنده حالة ولادة متعسرة ألغي الحجز ولا هتيجو بكرة إن شاء الله؟ 


ردوا جميعهم:

-لا جايين بكره إن شاء الله .


في اليوم التالي جاءت هنا وحماتها وأخو زوجها معهم، 

استغربت مهرة من مجيئه ولم ترفع  أعينها عليه ولا حتي لمحته وتبادلت الحديث معهم بشأن الكشف،

 ثم أمسكت مصحفها وجلست في جانب وبدأت تحفظ وردها ولكن في حرج شديد، لفهمها مغزي مجئ ابنها معها .


أما هو منذ دلوفه إلي تلك العيادة 

لم يرفع اعينه من عليها ولو ثانية تفحصها جيداً بصمت تام ووقف قبالتها مايقارب الساعة وأمه كل حين تتبادل معها الحديث لتلفت انتباهها له ، 

ولكن هيهات لم ترفع عينها عليه ولو برمشة عين ، فهي عندها غض البصر شئ لاتحيد عنه أبدا ،

 حتي ولو كان رئيس الجمهورية بذاته هو الواقف أمامها! 

فتلك هي مهرة الأدب والحياء والخجل مبدأ حياتها ولا تحيد عنهم أبداً . 


_______________________

جالسة في غرفتها تمسك هاتفها  تفعل مايحلو بها وغافلة عن مذاكرتها طالما تتبع هوي النفس قائلة:

_ إنت إللي وحشتني أكتر ومتتصورش وأنت معدي من قدام بيتنا ببقي طايرة من الفرحة،


 وأكملت بحزن شديد:

_ بس لما تبقي مراتك ماشية جمبك ببقي متضايقة ومخنوقة علي الاخر امتي بقي تاخد الخطوة وتفكر تتقدم لي ؟ 


 رد عليها علي بخبث فهي عادته: متتصوريش أنا بفكر في اليوم ده وبرتب له إزاي بس إنتي لازم تراعي ظروفي علشان الخطوة دي صعبة جداً ولازم أرتب لها كويس جداً إنتي عارفة إني متجوز وعندي ولدين وأخذ يبلف عقلها يميناً ويساراً،


 تارة بالكلام المعسول وتارة أخري باللف والدوران، نعم فهي عادته عند إيقاع صيد جديد من صيداته ولننظر إليه تقشعر الأبدان من ذاك الخبيث فهو إماما ًوخطيباً ! 


نعم هو كذالك بمثابة رجل البر والتقوى  شكلاً وليس مضمونا  فهو يخدع الفتيات ويصور لهم أنه التعيس في حياته  الذي يعيش مع زوجة كئيبة وفيها طابع النكد المستمر لكي يجذب شعورهم بأنه مظلوم ،


 وإحقاقا للحق فهو يعيش مع ملاك  جمال وعلم واخلاق عالية ولكن فراغة العين ودناوة الطبع  جعلو منه إنساناً غير سوي  يوقع البنات في شباكه بكل سهولة ويسر ،


 ولما لا فهو صاحب العيون الخضراء والجسد الطويل الرياضي الممشوق، والثياب المنمقة ،ورائحته تسكر عقول الفتيات ولكنه تعلب ماكر يعرف كيف يصطاد بكل سهولة ويسر ،

 وظلا يتحدثان بكل وقاحة ودنائه ، نعم فهو يخون زوجته أم أبنائه، وهي تخون أبيها وقبل منهم يخونا ربهما المطلع عليهم وسيجازيهم أعظم الجزاء .

________________________

في عيادة النساء ظل ذالك الواقف متسمرا يراقب تلك الملاك التي لم ترفع شلالات العسل ، نعم فعيونها شلالات من العسل المسكر إذا نظرت إليهم تتوه وتغرق في بحورها ، صاحبة الوجه المنير والجمال الطبيعي الرباني ،


نعم فمهرة تمتلك بشرة شقراء وعيون عسلية وجسد يمتلك من الأنوثة مايهلك ولكنها تخفيه وراء الملابس الفضفاضة الواسعة ولكنها منمقة وعصرية جدآ في ملابسها،


 طالت نظرته وعقله يفكر كيف يصل إلي هذه؟ 

فلقد دخلت القلب وعبرت أسهمها الجسد، وطيرت عقلة من لحظات بسيطة رآها بها وأصبحت الحلم الذي سيسعي جاهداً أن يناله ويردد قائلا: 

   _انظري إلي فلقد اخترق السهم ونفذ

    أريني البراءة المفقودة في وجوه

          الإناث ولم تعد موجودة إلا قليلاً

      ماذا لو نورتي دنياي واحلامي؟

    فبات أقصي أملي وآمالي وسلامي

فبنظرة من عيني لعينك امتلكتي فؤادي           وحطمتي أسواري وبنيتي عشقك بخلاياي


كل هذا حدث من نظرته ومتابعته لها في كيفية معاملتها مع الموجودين ، مراقباً لردات فعلها بعيون صقر تريد استكشاف المزيد والمزيد عن تلك الخجولة التي اخترقت أسهمها القلب بلا رحمة لحاله ،


جاء الدكتور وتوالي الكشف ونادت مهرة علي هنا بعملية:

_ اتفضلي ياهنا دورك ،  دلفت هنا مع حماتها إلي غرفة الكشف وأغلقت مهرة الباب ثم عادت إلى مكتبها وممسكة هاتفها تقلب به بإرتباك شديد لعلمها بالواقف أمامها ولم يحيد ببصره عنها ، 


نعم هي تعلم أنه لم ينزل بصره من عليها فهي ذكية جدا ولماحة جدا ولكنها لم ترفع بصرها إليه،  وظل الواقف يرتب كيف العبور الى المني والمنال؟ 


 أدت هنا الكشف وخرجت، ثم قامت مهرة  تتابع خروجها من غرفة الكشف وتتابع عملها  وإذا بها تغلق باب غرفة الكشف أدارت وجهها وجدته يقف في ظهرها مع حفظ المسافة،  

تلاقت العيون وخفق فؤاد كلاهما، واحمر وجهها بشدة وأخفضت بصرها سريعاً من ذلك المتصنم بها ولا يحيد ببصره قائلا: 

_________________________

في اليوم التالي قامت نور بالإتصال علي من تسميه حبيب عمرها  فهي كالمغيبة تماما عن الخطأ الذي تلقي نفسها به ، حالها كحال فتيات كثيرة ، ومراهقات حالمات بالرومانسية والزواج بطريقة الأفلام والمسلسلات التي لغت عقولهم عن الحلال والحرام ، الصح والخطأ، عن إتخاذ الخطوات  الشرعية الصحيحة لتلك الخطوة وذالك المصير الذي تبني عليه حياتهم ، متعجلين علي الدلوف لعالم في خيالهم شئ والواقع شئ آخر ، ولكن انتبهي ياكل فتاة من تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه ،


 ردت نور علي هاتفها قائلة: 


_ ازيك ياحبي ، عامل إيه ياقلبي ؟


رد عليها علي قائلاً بحرفية صياد ماهر يعرف كيف يوقع شباكه بمهارة عالية:

قلبي اللي واحشاني ومجناني ومطيرة النوم من عيوني بشقاوتها وحلاوتها إللي جابتني علي ملا بوزي ، ودخلت القلب وربعت وقفلت عليه .


ردت عليه نور ببلاهة وتيهة :

بجد ياعلي  للدرجة دي بتحبني ومش قادر على بعدي عنك، وكلامك ده بجد .


رد عليها قائلاً وهو يبتسم ابتسامة سخرية من تلك البلهاء:

طبعاً ياقلبي ، كده تششكي في حبي ليكي ووقوعي في غرامك وسحر عيونك ، لأ كده أزعل منك وأخاصمك يانوري .


ردت عليه بحزم قائلة:

_امال هتيجي تتقدم لي امته؟


رد عليها بمماطلة وكذب:

قريب جدا جدا ياقمر هخطفك من الدنيا بحالها وأجيبك لقلبي يابنت قلبي وهقفل عليكي بمفتاح الهنا والسعادة بس اصبري عليا شوية هظبط أموري وهبلغك بالخطوة دي عاجلاً ياحبيبي .


ردت عليه نور بحُلم: 

_تمام ياعلي هصبر عليك بس إنت عارف إني قربت اخلص الجامعة يعني كلها شهور بسيطة ،  

وتيجي بعدها علطول  أنا مش قليلة ولا وحشة علشان تماطل معايا وافتكر إن أنت إللي جريت وسعيت ورايا علشان بس أوافق اكلمك وأرد عليك .


علي بخبث ودهاء: 

_ده إنتي إللي ليا والعين الجوانية وقلبي امتلكتيه وبصمتي عليه بالعشرة محدش يدخله بعدك  ويطرد كل إللي قبلك بس اديني فرصتي بس وأنا اثبت لك حسن نيتي ، يعني واحد زيي إمام وخطيب هيضحك عليكي وأنا عارف ربنا كويس جدا ،


جبس إنتي عارفة إللي فيها  ، 

ثم تلألأ في الحديث ورد عليها بتوتر:


_طيب معلش هقفل معاكي مراتي رجعت من السوق سلاااام .

دخلت زوجته منادية عليه بنفس منقطع إثر طلعوها من علي السلم قائلة:

_ ياعلي مازن ويزن فين مش سامعة صوتهم أنا سايباهم نايمين؟


 رد عليها من غرفته  بملل:


_ نزلو عند ماما تحت مش ناقص صداع ووجع دماغ وبعد كده وأنتي نازلة خديهم معاكي ولو نايمين صحيهم سامعة .


 أسماء بحزن:

_ ليه كده ياعلي هما ولادي لوحدي، ولا ولادي من راجل تاني يعني؟ 


علي بصوت عالي:

_ أنا زهقت منك ومن العيشة إللي كلها صداع دي الواحد بيتجوز مراته تدلعه وتهنيه وانا متجوزك تخلفي وتربي عيال، وتنضفي وعايشة حياتك في شغل البيت وانا ولا حياة لمن تنادي .


أسماء بترقب ودموع علي وشك السقوط: _وأنا مقصرة معاك في إيه ياعلي؟


 أنا بهتم بتربية ولادنا علشان يطلعو اتقياء أنقياء صالحين، وبهتم بنفسي جدا عمري ماكنت مهملة في نفسي ولا دخلت لقتني مرة شعري منكوش حتي ودايما بلبس أحسن لبس وعمرك مادخلت البيت إلا ولقيته نضيف وريحته حلوة،

  عايز إيه تاني أكتر من كده علشان أبقي حلوة في عيونك؟

 قولي علي تقصير قصرته في حقك أو في حق بيتي؟


علي بثرثره: 

_بيتي ،بيتي ،بيتي ، ياشيخه زهقتيني بنكدك ده أنا نازل المسجد وغاير من وشك .


اسماء بحزن شديد في نفسها: 

_استودعك اللهم الذي لا تضيع ودائعه، ربنا يهديك يا شيخ علي يارب .


ووقفت تناجي ربها بدموع وقهر علي حالها من ذالك الزوج الذي اعتقدت أنها تزوجت رجلاً يعرف الله ويتقيه ، بكت كثيرا وكثيرا بقلب منفطر وعقل منهك من كتر التفكير في كيف الإرضاء لذلك العلي قائلة:


_ يارب إنت عالم بحالي وداري بمراري ، يارب اهدي لي زوجي وأبو ولادي وابعد عنه الشيطان ، يارب رجعه لقلبي وعمري قبل مايفوت العمر واعيش السنين قهر وحزن .

____________________

في العيادة عند مهرة 


جواد بنظره شقية:

_هسلم علي الدكتور بعد إذنك ياآنسه .


 أفسحت له المجال بأدب شديد وعيون خجلة من الموقف، 


 وردد جواد قائلا بجدية: 


_ازيك يادكتور ،عامل إيه؟ 


 رد عليه الدكتور بإبتسامة: 

_أهلا ياجود عاش من شافك  مختفي فين كده ؟

 جواد باحترام:

_ والله كنت مسافر يادكتور ولسه راجع ، وكنت جاي أخد الحاجة فقلت أسلم عليك .


رد عليه الدكتور بابتسامة عريضة:

_ حمد لله على السلامة ابقي خلينا نشوفك .


نظر  إليه جواد قائلاً:

_ من عنينا يادكتور ، ووضع يده على صدره والأخري علي جبينه كطريقة لطيفة للمغادرة قائلاً:

_ تؤمرني بحاجة يادكتور ؟ 

سلامتك ياحبيب قلبي،  مع السلامة .


كل هذا ومهرة واقفة في صمت تام منتظرة خروجه وتبادل السلامات ولكن قلبها يخفق بشدة ولا تدري لماذا؟

 مع أنها وضعت في مواقف مشابهة لذلك كثيراً بسبب عملها إلا أن ذاك الموقف حيرها بشدة،

 وباتت تسأل لما خفق قلبي وأصبح يدق بوتيرة سريعة ؟

 نفضت الأفكار عن رأسها سريعاً وعادت مكملة عملها واندمجت ونسيت كل شيء مع الوقت .

_____________________________

في منزل جواد


جواد بتساؤل:

_هنا هيا مهرة ادتك رقمها؟ 


 ردت هنا بنظرة شقية :

_ إيه ياجود  هيا الصنارة غمزت ولا ايه؟ 


ده إحنا جبنالك بنات أشكال وألوان وكل مرة تأجل وتقول مش دلوقتي، مش دلوقتي، اشمعنا دي يعني؟ 


جواد بغيظ لأخيه: 

_إيه ياسامي ماتخف مراتك عني ياعم ، ايه ياهنا ده أنا بن عمتك برده .


 سامي بتسلية لهنا :

_هيا مش قالت لك متديش الرقم لحد ودي باين عليها ملتزمة جدآ ،


 ووجه حديثه لأخيه بغمزه شقية قائلاًبصراحة:

_ مش هتمشي معاك ياجنتلة  مش زي إللي قبلها خالص .


جواد بتأكيد وترجي:

_ لااااا دي سيبهالي دي إذا كانت هتمشي ولا لا ،  

ثم قال بقلة صبر:

_هاتي الرقم بقي يابنتي اخلصي في يومكم ده،  


ناولته هنا الرقم وسجله عنده ثم زفر بارتياح وأكمل قائلا: 

_طيب ياحبايبي اسيبكم أنا بقي إنتو لسه عرسان جداد ، ثم قام وشاور بيده مع غمزة شقيه تشاووووو.


ثم رحل جواد شاعراً بانتصار لحصوله علي الرقم وكأنه حصل على كنز،


ثم دخل غرفته ماسكا هاتفه متفحصاً تطبيق الفيس بوك باحثاً عن مراده بلهفة واشتياق لعل وعسى يحصل على مراده ،

وبعد مدة من البحث تهللت أساريره ووجدها أمامه بأكونت "حجابي عزة لشبابي" فورا دخل إلي الاكونت وبدأ بالسيرة الذاتية له ودق قلبه لما رآه!  


فلقد كانت مدونة سيرتها بالآتي( ابتعد أيها اللعوب فأنا أنثى أبيه شامخة لاتقبل التهور)


ثم أخذ يبحث في منشوراتها وجد أغلبها منشورات دينية وآراء لها تنصح الفتيات بالتزام الحجاب الصحيح والعفة والبعد عن مسالك الشيطان،


 انبهر حقاً انبهر  مما زاده إعجاباً بها وتشبساً بالدخول إلي عالمها تلك البريئة النقية ، فلقد كان له عدة علاقات نسائية عابرة من مثلها من بنات جيلها ، 

لكنها مختلفة عنهم كلياً من نظرة خبير علم أنها لم تكن مثل الذي عرفهم ، ثم أخذ يقلب إلي أن وجد لها خاطرة " التحدي هو أنا والعناد هو أنا فاذهب أيها اليأس فلا مكان لك بحياتي"

 ازداد رهبة من تلك القوية وعلم أنه سيخوض حرباً للوصول إليها ، ثم أخذ يقلب إلي أن وجد مشاركة منها لفيديو للبحر في هدوئه مع صنع القهوة وأغنية لفيروز ، دقت وتيرته عالياً مرددا بحماس شديد وحالمية:


 _ورومانسية كمان ده إنت لو نولتها هتقع واقف، أخذ يقلب إلي أن وجد الساعة الثانية صباحا بعد منتصف الليل ،فأغلق هاتفه وأخذ يجول بعقله كيف البداية معها ؟

 

كيف الوصول لعالمها ؟ 

كيف يحصل علي السكن والسكينة مع تلك بالتحديد ؟

 كيف وكيف وكيف؟


 أسئلة كثيرة ظلت تجوب عقله ثم أفاق علي كوكب الشرق تغني عيني عيني علي العاشقين حياري مظلومين  ثم ارتسمت ابتسامة جانبية علي ذلك المقطع الذي لم يركز فيه قبل ذاك إلي أن ذهب في ثبات عميق وحالمية تغزو جميع جسده .

______________________

عند علي وأسماء

علي بنبرة جادة وتحذير شديد:


_ أنا داخل اوضتي استريح شوية مش عايز ازعاج وصوت عالي علشان عندي درس آخر النهار.


أسماء بشك:

_ ماشي ياعلي .

 ثم دخل علي الغرفة وجلس قليلاً مدعياً الهدوء حتي يسمع انشغالها في أمور المنزل ويلهو كيفما شاء ،بعد قليل سمع صوت هاتفه إذا بنور تتصل انفرجت أساريره ثم فتح الخط قائلاً بخبث: 


حبيبة قلبي إللي وحشاني ومطنشاني، وفي هواها مدوباني ، وعلى بوزي جايباني ، آاااه ياني .

ردت نور بزهق: 

_آه كل بعقلي حلاوة مين إللي مطنش مين ها؟ 

رد عليها بكذب وزيف صياد ماهر:

_ أنا أقدر علي بعد الجميل مانتي عارفة ساعات مبقدرش أرد علشان مراتي بتبقي جمبي بس أنا بحبك جداً يانور أيامي،  وفجأة انفتح الباب ..

_______________________

ظهرا في جامعة الازهر 

تحدثت مهرة بحرج شديد:


_ يارقية بقولك طول ماهو واقف وأنا قلبي مبطلش دق أبدا ، مع إني مشفتهوش ومعرفش شكله حتي بس مش عارفة ليه؟


 وليه ده بالذات إللي قلبي اتخطف كده من ساعة ماحسيت بدخوله بس؟

 

أنا مش أول مرة واحد أمه تشوفني في العيادة أو اخته، ماحصل قبل كده كذا مرة وأنا لا أبالي ولا كان علي بالي .

رقيه بنصح:

_ لاا متعودتش منك علي كده يامهرة استغفري الله وسبيكي من لهو الشيطان ده ،


 ومتفكريش في الموضوع ده خالص ، وركزي فاضل علي امتحانات نص الترم شهرين  واللي عايزك هيدق بابك ، قومي يالا عندنا محاضرة .


 قامت مهرة من مكانها للإستعداد للمحاضرة مرددة بندم: 

_عندك حق استغفرك يارب واتوب إليك وقاموا علي محاضرتهم بكل جدية ونشاط نافضين عقولهم من تلك الأفكار ، وانقضي اليوم وخرجت رقية ذاهبة إلي المدينة الجامعية مودعة رفيقتها مهرة وهيا تدلف إلي السيارة لكي ترجع إلي بلدتها ، وأثناء رجوع مهرة رن هاتفها برقم غريب ! استغربت جداً وقامت بفتح الهاتف مرددة بجدية واحترام شديد: 

_السلام عليكم ورحمة الله .

_________________________

عند نور دخلت أختها وهي تتحدث مع ذالك العلي وجلست بجانبها بتأفف منتظرة إنهاء تلك المكالمة وإذا به يغلق الهاتف بسرعة في وجهها  ثم رددت بتعب من اختها: 

_يابنتي حرام عليكي والله  ده واحد متجوز ومخلف ليه تخربي بيته؟


 ليه تمشي ورا النسوانجي ده؟ 


أنا زهقت منك وهقول لماما علي عمايلك السودا دي، 

 وأكملت بعتب :

_إنتي جميلة  وأجمل الجميلات كمان يتمناكي واحد تبقي إنتي أول حد في حياته، مش واحد عديم الرجولة زي ده عاملي نفسه شيخ وهو مقضيها مع نص بنات البلد ،


 واسترسلت حديثها باستعطاف لعله يجدي نفعاً قائلة بتمني لعله يؤثر:

_ آه والله يابنتي كذا واحدة حكت لي عنه وعن قلة أدبه ابعدي عنه وسبيه لمراته وولاده وحياته  وكفاية كده بقي وارضي بنصيب من إللي بيبعتهولك ربنا علشان ماتفقيش علي كابوس يابنتي ، 


الرسول صلى الله عليه وسلم قال "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"  ربنا يهديكي يانور يارب ويشيل الغشاوة من علي عنيكي.

نور باستهزاء من حديث أختها وبنبرة كلها سخرية: 

بقولك ايه ياستنا الشيخة متوجعيش دماغي أنا متأكدة إنه بيحبني وبيموت فيا وميقدرش يستغني عني ابدا وقريب أوي هيجي لحد عندي يطلبني من بابا وهتشوفي .

 نظرت نسرين إلي أختها بحسرة فهي علمت أن كلامها لايسمن ولا يغني من جوع ، وعزمت الأمر بأن تحكي لأخيها في سرية بينهم لتصلح مايمكن إصلاحه . 

________________________


#انتهي_البارت

#نوفيلا_عهد_الهوي

#بقلمي_فاطيما_يوسف

تري ماالمكالمة التي جاءت لتلك المهرة والتي اذهلتها؟


تري من فتح الباب علي علي وجعله ارتبك واغلق الهاتف بسرعة ؟

تكملة الروايه اضغط هناااااااا 


تعليقات

التنقل السريع