نوفيلا عهد الهوى الفصل الثاني 2بقلم فاطيما يوسف
نوفيلا عهد الهوى الفصل الثاني 2بقلم فاطيما يوسف
#بسم_الله_الرحمن_الرحيم
#اللهم_صلي_وسلم_وبارك_علي_أشرف_الخلق_أجمعين
#نوفيلا_عهد_الهوي
#البارت_الثاني
في محطة القطار بالتحديد في الساعة الثالثة عصراً تخطوا مهرة خطوات سريعة جداً لكي تلحق موعد القطار الذاهب إلي قريتها بخطوات سريعة جداً أشبه بالركض ، فلو فاتها الموعد ستضطر أن تنتظر ساعة أخري لحين قدوم موعد القطار التالي ،
فجرت مسرعة حتي وصلت إلي الرصيف ولكنها صعقت عندما رأت القطار يبتعد أما نظرها رويداً رويداً ولكنها قالت متحدثة نفسها بصبر:
ياه فرقت خمس دقايق يامهرة ووضعت يدها علي صدرها تهدأ من أنفاسها المنقطعة أثر الجري مهدئة حالها قائلة:
_يالا قدر الله وماشاء فعل مليش نصيب أركب القطر ده النحس ورايا ورايا ،
ووضعت إبهامها علي شفتيها كنوع من التفكير مرددة بذكاء:
_ لما اروح الجراج بقي أركب القطر من هناك علشان ألحق مكان يعني هيبقي تأخير وأقف كمان ،
ثم ذهبت متمهلة خطاها إلي حيث مكان القطار وبالفعل وصلت ووجدته ممتلئ ببعض الركاب دخلت واستقرت بمكان هادئ فهي تحبذ دائما المكان الذي لا يوجد به أناس كثيرة ،
جلست في مربع فارغ ثم فتحت حقيبتها الجلدية في هدوء وأخرجت هاتفها لكي تطمأن والدتها وتحكي لها ماحدث عن تأخيرها وبعد دقائق أغلقت الهاتف مع والدتها ثم فتحت تطبيق "الفيس بوك" وبدأت بتفحصه وفجأة رأت هاتفها يعلن عن مكالمة لرقم غير مسجل ،
إستغربت لأنها قلما يرن أرقاماً غريبة علي هاتفها ولكنها قررت أن تجيب،
ثم ضغطت علي زر الإجابة وتحدثت بنبرة جادة قائلة:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ، مين معايا.
حمحم بصوته ورد قائلا بفرحة لسماعه صوتها:
وعليكم السلام ورحمه الله ، إزيك يا آنسة مهرة ، أنا جواد العمري أخو سامي وهنا.
انصدمت الأخري وضرب وجهها ألوان الطيف ، واستغربت اتصاله ولكنها أجابت علي الفور بحدة وجدية:
آه تمام عرفت حضرتك ، بس ياتري جبت رقمي منين أنا مش بدي رقمي لحد خالص،
وأكملت بلوم :
_ أكيد أخدت الرقم من هنا مع إني قايلة لها متديش رقمي لحد خالص ومحذراها صح ولا أنا غلطانة ؟
رد عليها جواد بلطف شديد:
أيوه أخدته منها بس متظليمهاش أنا اتحايلت عليها كتير علشان تديهولي ومكنتش راضية ولولا أنها واثقة فيا إني مش هتضايقك مكانتش ادتهولي .
إستمعت لمبرراته ثم قالت بجدية وتساؤل:
آمال حضرتك بتتصل عليا ليه ، يعني إيه سبب المكالمة ؟
أجابها بصوت هادئ ونبرة صادقة قائلا:
_بصراحة كنت عايز أتعرف عليكي وأتكلم معاكي شوية ، ومتقلقيش مش هضايقك كتير مكالمة بسيطة أعرفك عليا وتعرفيني عليكي وإللي فيه الخير يقدمه ربنا.
تهجمت ملامحها بشدة وردت عليه بنبرة حادة:
_إنت إزاي تسمح لنفسك ترن عليا وتطلب مني نتعرف علي بعض ، إنت فاكرني إيه ها؟
واستطردت حديثها بنبرة ملامة وتساؤل:
_إحنا مفيش بنا أي علاقة شرعية تخليك ترن عليا أصلاً مش نتعرف على بعض ، أنا مش من نوعية البنات دي خالص .
تقبل حديثها بترحاب وسعة صدر ، بل كان متوقعاً منها نفس الرد ولم يندهش فهو بنظرة خبير علم أنها ليست من نوعية الفتيات اللاتي تلهوا في الأحاديث مع الشباب ، نعم سيماهم علي وجوههم وهو خير من يعرف نوعية الفتيات ، استمع إليها ثم أجابها بدهاء ومكر:
_ أنا آسف جداً والله ياآنسة مهرة إن كان اتصالي ضايقك ، وحاشا لله إني أفتكرك زي مابتقولي ولا أنا من الشباب إللي بتتصل علشان تعاكس أو تضيع وقت ،
أنا مقصدي خير وكنت متصل أسألك سؤال واحد هيفرق معايا كتيييييير ، ممكن أسأله وتجاوبيني وبعد كده هقفل مش هطول ؟
أجابته بإحترام وجدية مختصرة قائلة:
_اعتذارك مقبول ، اتفضل يا أستاذ جواد أسأل سؤالك علطول علشان مش هقدر أطول مع حضرتك كتير علي التليفون.
لانت ملامحه كثيراً ثم سألها بفطنة:
_ممكن أعرف ياآنسه مهرة إنتي مرتبطة أو لأ ، معلش مش حابب أقدم علي خطوة جادة قبل ما أتأكد من إجابة السؤال ده .
خجلت جدا من سؤاله ولكنها أجابته سريعاً بأدب واختصار شديد:
_ لأ ياأستاذ جواد مش مرتبطة ولا أنا من نوعية البنات إللي ممكن ترتبط بشخص وتتكلم معاه وتجاريه ،
وبالمختصر أنا مش من نوعية البنات إللي بتمشي مع شباب أيا كانت الأسباب ،
الارتباط بالنسبة لي علاقة شرعية تليق بيا وباللي رباني ، وأظن والدة حضرتك قالت لك إني مش مخطوبة وطالما مش مخطوبة يبقي مش مرتبطة ،
وآسفه مضطرة أقفل مع حضرتك حالاً ، سلااااام.
وأغلقت الهاتف سريعاً دون أن تنتظر سلامه أو أن يكمل باقي حديثه واضعةً يدها على صدرها تهدأ من هول الموقف ، مع أنها وضعت في مواقف مشابهة مثل تلك بل وأكتر الا أن تلك المرة مختلفة ، فلقد كان قلبها يدق بوتيرة سريعة وعالية، لما هي لاتدري !
ثم حدثت نفسها قائلة:
_ مابك يافتاة ، اهدئي ، مابك ياقلبي تدق سريعاً وكأن دقاتك تقرع كطبول عالية ، مابك ياجسدي ترتعش وكأنك في ليلة شتاء شديدة الصقيع، اهدئي مهرة اهدئي .
أما هو فابتسم ابتسامة محارب انتصر في معركة صعبة ، كان متأكداً من حديثها وأنها ستفعل مافعلت ، كان علي يقين أنها ليست كنوعية أكثر بنات هذا الجيل ،
دخل تحدي مع نفسه وربح التحدي ،وبعد تلك المكالمة تشبش بها وأثارت داخله أن يفوز بها ،
علي الفور نزل إلي والداته مقبلاً يداها ورأسها قائلا لها بإبتسامة:
_ ست الكل عاملة إيه ؟
أجابته بإبتسامة ورضا:
بخير ياحبيبي ، إيه كنت فوق بتعمل إيه لوحدك ؟
أجابها بصوت هادئ:
_ مفيش كنت قاعد ماسك الموبايل وبقلب فيه عادي ، بقولك ايه ياأمي أنا عايز أستقر بقي وأكمل نص ديني ، إيه رأيك أنا عايز أخطب ؟
ردت عليه بفرحة عارمة وابتسامة:
_أخيرا ياجواد أخيراً يابني هتحن علي أمك وتخطب وتشوف بنت الحلال يانور عيني ، ده إنت الاتنين إخواتك الأصغر منك اتجوزو واستقرو وأنت ولا أنت هنا ،
ثم أكملت بتساؤل ومكر:
_ ياتري مين بقي إللي عليها العين والنية؟
يارب تطلع إللي في بالي تبقي دعوة أمك اتردت لك ياحبيب قلبي .
أجابها سريعاً بأمل:
_هيا إللي في بالك ياأمي ، خطفتني وأسرتني وجابتني علي ملي وشي ، بس يارب توافق ، مهرة ياأمي هيا إللي نفسي تكون ليا ومش عايز واحدة غيرها .
أجابته بطيبة واستنكار لحديثه:
ومتوافقش ليه إن شاء الله ده إنت جواد إللي الناس كلها بتحبه وبتتمني قعدته من رجولته وجدعنته ، ترفض ليه ده إنت الله أكبر عليك طول بعرض وشياكة وأناقة ،
ثم أكملت حديثها بفخر واعتزاز بولدها:
_ متقلقش ياحبيبي هتوافق وهتبقي من نصيبيك يابن عمري ، بس قول يارب .
رد عليها مؤمناً علي حديثها:
_يارب ياأمي خلاص مبقتش عايز غيرها ، ربنا يجعلها من نصيبي وقسمتي يارب .
ردت عليه بوجه بشوش:
_ إن شاء الله ياحبيبي.
__________________________
مشيت علي أطراف أصابعها ووقفت أمام الباب ووضعت أذنها عليه آخذة وضعية التصنت بكل حذر علها تسمع همسه مع من يلهو ،
وبالفعل إستمعت إلي معذب روحها ومهلك قلبها ألا وهو زوجها وأبو أبنائها وليس فقط بل إمام المسجد وهادي العاصي وناصح المخطئ ولكن هذا وجهه أمام جميع الخلائق ،
أما الوجه الآخر بشع ومريب ، فلا تخدعنكم الرُتب ولا تبهركم المناصب،
إستمعت بدموع تنزل على خديها كنار تكويه، ولكن عزمت أمرها أن تقتحم الحصون وليكن مايكن فلقد طفح الكيل والصبر من صبري كل ومل، وبكل قوة فتحت الباب وتحدثت بقوة لم تعهدها:
_ برافووو ياشيخ علي ، برافووو ياإمام الجامع ، برافو يامحترم ، كمل كمل قفلت مع حبيبة قلبك ليه، قفلت مع إللي واحشاك ومطنشاك ليه ،
عيب عليك ياشيخ علي عيب علي واحد في مكانتك وظلت تلقي عليه مالا يخطر على قلب بشر من وعظ وإهانات بدموع تنفطر لها القلوب وإذا به يرد عليها بلا مبالاة وبرود:
_ إنتي إزاي يامحترمة تقفي تتصنتي عليا، إزاي يامتربية تفتحي الباب بالهمجية دي وتخرفي التخاريف دي وتتهميني التهمة البشعة دي، وتفترضي أوهام في خيالك ونازله جلد فيا؟
وأكمل تعنيفه لها بمماطلة قائلا بكذب:
_طيب لعلمك بقي أنا بكلم أختي وبهزر معاها عادي واتصلي بيها اسأليها، وتاني مرة متقفيش تتصنتي عليا ومش هسمح لك تتكلمي معايا بالطريقة دي تاني،
ثم قال بصراخ وحدة أرعبتها:
_ فاهمااااااااااة ولا مش فاهمة .
لم يهتز لها جفن ولم تصدقه فهي علي علم تام بكذبه ولكنها ليس معها دليل إدانته فقررت في نفسها أن تأتي بالدليل وتلقيه علي مرأي ومسمع من والديه ثم تتركه وترحل فقد تعبت وهزلت وفقدت الصبر ولم تعد تتحمل، فأجابته بدموع وضعف:
_ فاهمة ياشيخ علي ، وتركته وخرجت .
دخلت غرفتها وآوت إلي تختها تبكي بحرقة علي حالها، وحدثت حالها بقهر:
_ لما يامعذب قلبي لا ترحمني وتعتدل ، ألست حبيبتك وأم أبنائك كي تهتدي وتضمنا وتستقم ،
ألست من حقي أن أشعر بكياني وأني في مملكتي وأنت تحتويني وتبتسم ،
ظلت تبكي وتبكي حتي أخرجت كل مافي صدرها وكأن البكاء ملجأها المريح ، حتي قامت ومسحت دموعها بحدة بالغة قائلة في نفسها:
_ والله ياعلي وحياة كل دمعة نزلت من عيوني لأدفعك تمنها غالي، وحياة حبي ليك وغلاوتك في قلبي لاأخليك ترجع لي ذليل وتتحايل عليا وساعتها مش هرحمك، وزي ماقال المثل " اتقي شر الحليم إذا غضب" وقامت دخلت الحمام تتوضأ وتصلي وتدعي الله أن يأخذ لها حقها منه ويهدي قلبها .
__________________________
دقت نسرين الباب علي أخيها تستأذن للدخول فأذن لها ثم قالت لأخيها بصوت هادئ وحذر:
_ دكتور نادر ممكن أتكلم معاك شوية ولا أنت عندك شغل ؟
أجابها بصدر رحب وابتسامة:
_ تعالي ياسيري ياقمر ولو مش فاضي أفضي لك أنا عندي كام سيري زيك ياقلبي .
إبتسمت لمناغشته وقالت بتلعثم:
_ تسلم لي ياأحلي دوك وأجمل اخ،
ثم أكملت حديثها بتردد:
_ في موضوع عايزة أكلمك فيه بس توعدني قبل ماأقوله لك تكون حكيم في تصرفك ومتحكيش حاجة لماما ولا بابا .
رد عليها بقلق شديد:
_ مالك ياسيري فيه حاجة حصلت لك ياحبيبتي ، قلقتيني عليكي؟
أجابته بسرعة واطمئنان:
_ متقلقش عليا أنا بخير ونعمة من الله ،الموضوع ميخصنيش بس إوعدني الأول .
_ أوعدك ياستي ،
قالها ببسمة هادئة وأكمل :
_ ها اتكلمي بقي سيبتي ركبي ياشيخة حرام عليكي ده أنا غلبان وداخل علي امتحانات،
وبحنكة ودهاء أردف قائلا:
_ أكيد الموضوع يخص نور صح ولا أنا غلطان ؟
أجابته بأسف وحزن شديد وهيا تفرك يداها وتنظر له بنظرات كلها أمل قائلة:
_ فعلاً يانادر الموضوع يخص نور ، وفي منتهي الخطورة وعايزين نحله أنا وأنت مع بعض بهدوء من غير ماما وبابا مايعرفو علشان لو عرفوا هيجرالهم حاجة ، وهما ميستاهلوش مننا كده،
وأكملت برجاء واستعطاف:
_ أرجوك يانادر متقلهمش وعايزاك تستقبل الموضوع بصدر رحب ونحاول نحله وإن شاء الله أنا واثقة في ذكائك إنك هتطلع نور من المحنة دي بأقل الخساير .
قلق جدا من حديثها وأردف قائلا بقلق عارم:
_ في إيه يابنتي إيه البلوة الكبيرة إللي عملتها الهانم اشجيني ومتقلقيش أخوكي رجولة ومحدش هيشم خبر .
استكانت في جلستها وهدأت من روعها وأكملت بنبرة صوت خجلة وكلها توتر قائلة:
_ بص يا سيدي نور تعرف راجل متجوز ومخلف اتنين ، وبيتكلمو مع بعض في الفون كتييير وياما نصحتها وقلت لها ده خاين ملهوش أمان وابعدي عنه وسبيه لبيته ومراته وعياله،
إللي يخون مراته أم عياله وميعملش اعتبار للعشرة والعيشة الحلال يبقي كذاب ومخادع وانتي لسه صغيرة ملكيش تجارب ودخل لك دخلة مسهوكة وأنتي طبيتي في فخه بسهولة ،
وكل يوم أعيد وأزيد معاها وهيا ولا هنا ولا حياة لمن تنادي ، وكلمتها كتير لحد مافقدت الأمل وملقتش قدامي غيرك علشان أحكي له وتنقذها من الورطة دي ،
وأكملت بنبرة صوت ساخرة:
_ والأدهي من كدة بقي إنه إمام وخطيب تصور !
قالتها بذهول وهيا تضرب كف علي كف .
انصدم مما سمع لتوه واشتعلت براكين الغضب داخله وهب واقفاً بغضب شديد وكاد أن يخرج كالإعصار إليها ، إلا أن نسرين هبت واقفة في لمح البصر وسبقته عند الباب واحتجزته عن الخروج قائلة برعب بان علي معالم وجهها:
_ نادر إهدي إنت وعدتني تتصرف بحكمة ، ومتتسرعش يانادر،
وأكملت بتوسل :
_ علشان خاطر بابا وماما يانادر اهدي وأمسكته من يديه وأجلسته علي التخت محاولة تهدأته،
إلي أن استكان وهدأ روعه مما استمع له وقال لها بنبرة حادة:
_ إحكي لي كل حاجة بالتفصيل يا نسرين وما تفوتيش أي هفوة حتى ولو كانت بالنسبه لك بسيطة عايز اعرف كل حاجة عن الشخص القذر ده وما تقلقيش باذن الله هاخليها تكرهه وتبعد عنه وما تطيقش تشوف وشه ثاني بس لازم أعنفها واعلمها الأدب وخليها تمشي على الطريق المستقيم ازاي .
أجابته وهي تحاول تهدئته:
_طيب اهدي وانا هاحكي لك كل حاجة بالتفصيل وبالفعل قصت عليه كل ما تعرفه عن هذا الشخص، وكيف تطورت العلاقة بينه وبين اخته ؟
ولم تترك له شيئا الا وقصته له .
استمع اليها وكل خلايا جسده تحترق مما سمع حزنا على اخته الصغيرة التي وقعت أسيرة ذئبٍ جائع في صحراء لا اكل بها ولاماء ، ووعد حاله ان ينقذها بكل جهده وان يصل بها الى الطريق الصحيح ،
ابتسمت له اخته وقالت له براحة بانت على معالم وجهها قائلة:
_ كنت متأكدة والله ان انت اللي هتحل الموضوع ده معاها بدون علم ماما وبابا علشان ما يستاهلوش مننا يعرفوا الحاجات دي ، ربنا يخليك لنا يا اخونا وسندنا وما يحرمناش منك ابدا ابدا يا رب .
هذا هو الأخ ياسادة بالنسبة لإخواته ، هو الحصن الحصين لهم ، والسد المنيع لانفجاراتهم ، وعملة الأمان والدراع الحامي لأخواته ولكن إذا تربي تربية صحيحة ، فيا كل فتاة أنصحك بالتقرب من أخوكي واعتبريه صديقك ، وفضي مافي صدرك في أذنيه هو لا أذن غيرك ،
ويا كل أخ اسند إخوتك وكن خليلا لهم بمحبة وصدق ولاتتخلي عنهم واعتبرهم أبنائك الصغار وعاملهم بلطف وحتي في تعنيفك لهم علي خطأ ارتكبوه تعامل معه بحذر ومعهم بلين حتي تصلوا جميعاً إلي بر الأمان .
_____________________________
في غرفة نور جالسة بتوتر وهيا تفرك يداها بغضب وتحدث نفسها بغل:
_ بقي أنا ياعلي تقفل في وشي السكة علشان مين!
علشان ست الحسن والجمال الكونتيسة أسماء هانم إن ماوريتك مابقاش أنا نور ، وأمسكت هاتفها بغضب شديد وأرسلت له رسالة صوتية علي تطبيق الواتساب محتواها كالآتي:
_ بقي أنا ياعلي تقفل في وشي السكة ، لأ يابابا فوق مش أنا إللي تعمل معاها كده ، ده أنا نور فاهم يعني إيه ، ومن النهاردة متتصلش بيا تاني مش عايزة أعرفك ياوحش ها ،
وأنزلت دموعها علي من لايستحق وقالت له بصدق:
_ وأدي بلوك كمان يالا ،
ثم ضغطت زر الإرسال وفوراً أجرت له البلوك من جميع التطبيقات بغضب وجسد مشتعل ، وها هي عادتها وها هو البلوك الذي لم يُعرف عدده وبمجرد أن يصل إليها ويتحدث معها في غصون دقائق تفك البلوكات في لمح البصر وكأن شيئا لم يكن، وياحسرتاه علي جيل من الفتايات بات فاسدا، كيف تصبح هذه أما لعظماء وهيا بتلك السساجة والعقلية الضائعة ؟
كيف لمستقبل فتيات ينهار بأكمله في ظل التقدمات التي أودت ببناتنا إلي أسفل المنحدرات ؟
كيف تكن هؤلاء أمهات مسؤولات وسيصبحن مربيات فاضلات وهم بكل هذه التفاهة والعاطفة الهشة؟
كيف وكيف وكيف ؟
آه علي مستقبل ضائع في أيدي من تصنع الرجال ، أفيقي ياكل فتاة من وهم الحب الضائع واستقيمي.
___________________________
في اليوم التالي ظهرا في بيت جواد حيث تتحدث والدته عبر الهاتف مع أخت زوجها تحكي لها عن عروس جواد الذي تمناها
وقصت لها ماحدث وقالت لها بفرحة:
_ بس ياستي ومن ساعة ماأخدته معايا العيادة وشافها والواد واقع من ساعتها ومش علي بعضه مع إني وريته أشكال وألوان زي مانتي عارفة وكان يشوفهم من هنا ويقول لي ماما أنا مش مستعد للخطوة دي دلوقتى وأ خدته معايا المرة دي بالعافية ومكنش عايز يجي أبدا وأول مادخلنا وعينه جت عليها وهو فضل متنح لها ومنزلش عينه من عليها ياختي ،
والحق يتقال البنت قمر قمر دي لو رضيت هتنور له البيت من جمالها وأخلاقها وهدوئها ،
تصوري ماسبتش المصحف من إيديها طول ماحنا قاعدين الله أكبر عليها دخلت قلبي وربعت ،
وجابت جواد علي ملي وشه ومحدش عمل كده غيرها، فعايزاكي بقي تروحي لأمها وتلمحي لها إننا عايزين نتقدم لها،
إنتي إللي قريبة منهم وتعتبري جارتهم معلش بقي هتعبك معايا ياحبيبتي .
أجابتها بفرحة شديدة نابعة من قلبها بصدق قائلة:
_ يادي الهنا والنور تتعبيني إيه أنا عندي أغلي من جواد حبيب قلب عمته ده الوحيد في ولاد أخويا إللي بيودني وبيسأل عليا ،
ده أنا أروح له طايرة ومن عنيا دول ،
ثم تبادلا أطراف الحديث وانتهيا علي أنها ستغلق معها وتذهب إلى الفور عقب انتهائها من المكالمة إلي بيت أبو مهرة سريعاً دون الإنتظار ،
وبالفعل أنهت المكالمة وارتدت ملابس مناسبة للخروج وأخذت هاتفها استئذنت زوجها في قضاء مشوارها وأذن لها وخرجت في التو والحال بقلب سعيد لإبن أخيها المحبب لقلبها ،
ثم وصلت إلى المكان المنشود في غصون دقائق وضغطت علي زر الجرس بتأني وإحترام لأصحاب البيت ،
جاءها الرد على الفور وفتحت أم مهرة البوابة الحديدية المغلقة من الداخل،
ورأت الطارق ثم نطقت بوجه بشوش :
_ أهلاً ياأم محمد إتفضلي ياحبيبتي أدخلي وأفسحت لها المجال كطريقة للترحاب فأم مهرة خير من يستقبل الضيف ببراعة ،
دخلت عمة جواد الي المنزل وهي تهتف بسم الله ماشاء الله تبارك الله وألقت السلام علي مهرة وأخواتها ، ردوا السلام جمعيهم في أدب ، وأدخلتها إلي الصالون مكان الاستضافة ثم وجهت نظرها إلي كبيرتها مهرة آمرة بصوت حنون:
_ اعملي حاجة لخالتك أم محمد تشربها ياحبيبتي وهاتيها .
حاضر ياماما ،
قالتها بهدوء وأدب .
رددت أم محمد عمة جواد قائلة بخجل:
_ متتعبيهاش ياحبيبتي هو أنا غريبة يعني.
لأ يختي غريبة إيه ده إنتي صاحبة بيت،
قالتها أم مهرة بترحاب شديد .
إبتسمت عمة جواد لأم مهرة بود ثم قالت بإستعجال لطيف:
_ دايما عامر ياحبيبتي ، بقولك ياأم مهرة أنا جاية لك في طلب ويارب ماتكسفينيش ياقمر إنتي ،
ثم أكملت حديثها عن ماأتت له قائلة:
_ أنا بصراحة كده وبدون لف ودوران جاية أطلب منك إيد مهرة لإبن أخويا وأملي توافقوا ومتكسفونيش ، ده جواد إبن أخويا راجل وشاريها ويعجبك أوي،
وأكملت حديثها عن صفات جواد باستفاضة ولما لا فهو حبيب عمته ،
وبعد الإنتهاء من حديثها أجابتها أم مهرة بنبرة تعقلية:
_ أنا مقدرش أكسفك ياحبيبتي بس إنتي عارفة الأمور دي لازم باباها يعرف وياخد رأيها برده ويومين كده وهرد عليكي ياحبيبتي .
قامت عمة جواد استعدادا للمغادرة قائلة:
_ وإحنا هنستني رأي ست الحسن وست البنات كلهم وربنا يقدم إللي فيه الخير وخرجت علي الفور ، ومن ورائها أم مهرة تودعها بطريقة مهذبة تليق بخروج الضيف ،
ودعتها ودخلت على الفور بفرحة وأمسكت هاتفها واتصلت على زوجها وأبلغته ماحصل على الفور واجابها أنه سيسأل عنه ثم يرجع إلي ابنته غاليته يستشيرها ويعرف رأيها ويأخذ به أيا كان.
#انتهي_البارت
#نوفيلا_عهد_الهوي
#بقلمي_فاطيما_يوسف
تري هل سيوافق والد مهرة علي جواد؟
وهل سيكون جواد فارس الاحلام المناسب لمهرة ؟
تكملة الروايه اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق