القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

نوفيلا عهد الهوى الفصل الثالث 3بقلم فاطيما يوسف



نوفيلا عهد الهوى الفصل الثالث 3بقلم فاطيما يوسف 





نوفيلا عهد الهوى الفصل الثالث 3بقلم فاطيما يوسف 




#بسم_الله_الرحمن_الرحيم

#اللهم_صلي_وسلم_وبارك_علي_سيدنا_محمد_وعلي_اله_وصحبه_وسلم


#نوفيلا_عهد_الهوي

#بقلمي_فاطيما_يوسف


#البارت_الثالث


بعد ساعتين من خروج أسماء من غرفة المكتب الخاص بزوجها علي جلس فيهم 


 يلقي درساً عبر الإنترنت علي حاسوبه بدقة ومهنية فهو ممتازاً في مهنته جداً ومتطوراً،


 فيها فهو بجانب عمله كإماماً وخطيباً يذهب ليٌلقي دروساً خاصة في المنازل لأبناء الطبقة المخملية من المجتمع ،


ويلقي دروساً أخري عبر الإنترنت للأطفال خارج البلاد العربية والغربية وساعده ذلك علي تحسين دخله حيث أنه منشئا صفحة ممولة من وهو طالب في الجامعة وتجمع العديد من المتابعين مايزيد عن مائة ألف وأكثر ،


 ينشر فيها فيديوهات عن كيفية إلقائه الدروس وكيفية تعامله مع الأطفال بطريقة عصرية حديثة وسهلة مما جعله يتقدم في مهنته سريعاً ويصبح من ذوي الشهرة نوعاً ما ، 


وفجأة أعلن هاتفه عن وصول رسالة صوتية عبر تطبيق الواتساب وقام بفتحها وهو متوقع ماتكنه تلك الرسالة ،

فتحها ناظراً إليها بمكر ودهاء فهو متوقع ماتحتويه،

 فاستمع إليها محدثاً نفسه بتأفف قائلا:

_ أبو نكدك ياشيخة إنتي كمان هو أنا ناقص نكد منك ليها ، ده إنتي الواحد قرف منك ومن زنك كل شوية،

 الواحد يشوف له مزة حلوة كده يروق باله وأعصابه معاها بلا وجع دماغ وروشة علي الفاضي ، 

وأكمل باستقطاب:

_بس برده يابت يانور إنتي عاجباني ومكيفاني ولسة موصلتش للي أنا عايزة أوي وخلاص فاضل تكة والحلو يلين ويتقدم لي علي طبق من ذهب ، 

وأكمل حديثه مع نفسه بإنتشاء وهو يحك ذقنه:

_ اصبر ياود ياعلوة واللي إنت عايزه قرب ومتتهورش ده إنت صارف عليها هدايا بقالك سنة علشان تدلع وتهنن ومستني الطبطبة إللي هتجي لك تطبطب علي روحك وتروق لك مزاجك إللي معكراه البومة اللي برة دي ،


 وعلي رأي المثل " اصبر تنول" ،


ثم فعل معها كما يفعل كل مرة عند البلوك الذي تلقيه في وجهه ، بعث إلي صديقتها المقربة وهيا جارتها وتعرف كل شيء عنهم رساله نصية عبر الواتساب نصها:

_ ازيك يامني ، عاملة إيه ؟


بقولك صاحبتك عملت لي بلوكات من كل حتة كالعادة علشان نفس السبب بتاع كل مرة ،

 هيا مش مقدرة إني متجوز ومخلف ولازم أحافظ علي منظري قدام مراتي دي بردوا أم ولادي ، 

عرفيها إنه بيبقي غصب عني ومش بإيدي ياستي  ،

وهبعت لك دلوقتى علي فودافون كاش كالعادة تجيبي لها هدية حلوة كدة في بوكس شيك وكام واحدة شيكولاتة كده من المحترمين وتوصليهم عندها وتفهميها ،


علي كلمتين حلوين كده من عندك، وهبعت لك مبلغ إنتي كمان هاتي لك حاجة نفسك فيها يابت وأكمل ببكش:

_ يالا بقي لجل الورد ينسقي العليق،

 ثم ضغط زر الإرسال.


استلمت صديقتها الرسالة في التو والحال وقرأت محتواها وتأففت بفمها وردت بزهق قائلة :

_ إيه هو مفيش ورايا غير الكونتيسة نور كل شهرين أدخل لها ببوكس هدايا منظري بقي وحش قدام أمها وإخواتها وهيشكوا فيا كده ،

 كبر دماغك وأنا هروح لها وأميل لك دماغها بس تبعت لي حسابي  ومتنسانيش ياإما مش هتحرك من مكاني،

 ثم ضغطت زر الإرسال .

 استلمه منها على الفور وقرأ محتواه وزفر بملل وتحدث قائلا لها:

_ بقولك إيه اعملي إللي بقولك عليه وبلاش مناهدة ، خليها تقابلك برة واديهولها  ومتقلقيش مش ناسيكي .


ردت عليه قائلة بتأفف:

_ ماشي يااخويا إنت حر أنا كنت عايزة أوفر لك بس أنت مش راضي براحتك بقي ، 


ابعت يالا خلينا أشوف هجيب إيه للكونتيسة هانم.

أرسل لها المبلغ المطلوب علي فودافون كاش واستلمته وهمت لتغادر المنزل لتفعل ماأمرت به .


وهذا هو الصاحب السوء ياسادة فلقد صدق المثل الذي يقول "الصاحب ساحب" فاحذروا،

 وانتقوا أصدقائكم بعناية ودقة لكي تسلموا أذية صاحب السوء وكما قال تعالى ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)


 فاحرصوا علي أخلائكم لو وجدتم فيهم المنبع الأصيل الطيب الذي يردكم عن الخطأ فتشبسو بهم بأيديكم ولا تتركوهم ،


أما إذا أضلوكم الطريق فابتعدوا علي الفور وانجوا بأنفسكم من تهلكة صاحب السوء ،

 

أخذت المبلغ من سنتر المحلات الالكترونية القابع بجوارهم،


 وذهبت لمحلات الملابس وانتقت لها طاقماً غاية الشياكة فهي تعلم مدي محبة نور الشديدة  للملابس جيداً ووضعتهم في حقيبة شيك كي لاتظهر أنها هدية وينكشف أمرها ثم أكملت بيشكولا من النوع الفاخر،


 وذهبت إليها وكالعادة انبهرت نور وأخذت تشاهد الهدية بانبهار وتقيسها عليها كنوع من الفرحة،

ونسيت كل شيء بسبب الهدية وكلام صديقتها عن ندمه وحبه الشديد لها وفكت البلوكات وانتظرت مكالمته لها كي يراضيها .


علي الفور علم بفك البلوكات من رسالة صديقتها وحمل الهاتف وغادر المنزل وذهب يتمشي علي النهر الموجود في القرية،


 ثم ضغط زر الاتصال عليها بفرحة عارمة لنجاح صلحها وانتظر الإجابة ، 


رأت اتصاله علي الفور ودق قلبها بوتيرة سريعة وقالت بحالمية  في نفسها قبل أن تجيب:

_ ياه ياعلي قد كدة بتحبني ومتقدرش تستغني عني وكل شوية تدخل وتتابعني تشفني فكيت البلوكات ولا لأ ،

 آه يامعذبني في حبك ومجنني في هواك،

 ثم ضغطت علي زر الإجابة قائلة بدلع وزعل مصطنع:

_ نعم ياعلي بتتصل ليه وعايز ايه ؟ 

__________________________


في منزل محمد الشريف حيث تجتمع الأسرة البسيطة علي طاولة الطعام يتناولون طعام الغداء عقب عودة أبيهم من العمل في جو كله ألفة ومحبة ،


 نعم فأبو مهرة رجل أقل مايقال عنه أنه أطيب خلق الله وذو خَلق وخُلق ،


ومربيا بناته علي الأخلاق والقيم التي أصبحت تنعدم رويداً رويداً ، انتهوا من تناول الطعام وتفرقن الفتايات كل واحدة منهن تستلم مهنتها في المنزل من غسيل أواعي ، وتنظيف مكان الأكل، وعمل مشروب الشاي بالنعناع المفضل لدي والديهم ، 


وذهب محمد وزوجته إلي مكانهم المفضل الجلوس فيه بعض الطعام وهي الشرفة،


و الموضوع فيها منضدة وحولها كراسي بعدد أفراد الأسرة ويزيد ،


وحولهم الزرع الأخضر حيث أن أم مهرة تهتم ببيتها جيداً منتظرين قدوم الشاي من إحدي بناتهم ، 


وجلسا وبدأ الحديث عن العريس المتقدم لمهرتهم غاليتهم قائلاً أبيها بقلق:


_ والله ياأم مهرة أنا شايف إن مهرة لسه في أولي جامعة وصغيرة لسه وأخاف تنشغل عن دراستها وتهملها وتقديرها يقل وهيا بسم الله ماشاء الله عليها ، ودي بنتي البكرية وبنت عمري مش عايز أشوفها مهزومة أبداً ولا انتي إيه رأيك ؟


تقدمت منهن إحدي بناتهم مستأذنة الدخول علي والديها وقدمت لهم الشاي قائلة بدعابة محببة :


_ أحلي كوباية شاي من إيديا لحبايب عنيا،


 ثم أكملت حديثها بغمزة شقية :


_لجوز الكناريا دول، عصافير الجنة ياإخواتي ،

ووضعته واحتضنتهم وخرجت .


 ابتسمو علي دعابتها بصدر رحب، ثم أكملت أم مهرة بجدية وشغف أم:


_ والله ياابو مهرة أنا نفسي الفرح يدخل بيتنا ونفرح ببناتنا  ومتقلقش بناتي عمرهم مايقصروا في دراستهم وبالأخص مهرة ، نسأل عليه الأول وبعدين نفاتح مهرة  وإللي فيه الخير يقدمه ربنا .


اقتنع بوجهة نظرها ورد عليها بتأكيد:


_ خلاص ياأم مهرة إللي تشوفيه أنا بكرة هسأل عليه وأشوف كده ولعله خير ، ولو طلع ابن حلال ومتدين ومحترم أخد رأيها وإن وافقت نتوكل علي الله ، وربنا يرزققها الخير كله يارب .


آمنت علي حديثه وناولته كوب الشاي في محبة وألفة وأكملا تسامرهما المحبب لقلبهما في ساعة العصاري .


هؤلاء هم الآباء الأسوياء ، الذين يفنون حياتهم في تعليم أبنائهم وبناتهم علي التدين


 وقيم ومبادئ أوشكت أن تنتهي ، ونصحيتي لكل أم صاحبي أولادك وخاصة البنات ،


 كوني قريبة من بناتك جيداً ولا تتركيهم وشأنهم ، ربي فيهم حياء وتدين المرأة ولا تخنقيهم،

 عودي ابنتك علي الصراحة معك فهي قمة الراحة لكُن ، اغرزي فيها الحب الحلال ، علميها كيف يكون السكن والسكينة ، علميها كيف تصبح أما رائعة ، 


علميها أن الإناث خلقن للإحتشام لا للخلاعة التي أصبحت موجوده بإفراط ،


علميهم كيف يكونوا أمهات تبني مجتمعات وتربي أجيال نافعة ، تقية ، نقية ، نافعة .

________________________


 في اليوم التالي ظهرا في غرفة جواد 


 فلقد طار فرحا من زيارة عمته واقترابه من مناه والذي أصبح شغله الشاغل ، أمنيته السعيدة التي لو ود أن يقطع من الزمن عمرا وتصبح مهرته بين يديه لفعلها ولن يتردد ،


 وأخذ محدثاً نفسه بسعادة غامرة:


_ آه ياقلبي المعذب من نظرة عيناها،

نظرة واحدة أفقدتك عقلك وبت منتظرا لقاها ،

فياربي قرب لي بعيدا واجعله قريباً مني كي ألقاها،

فلقد أحببت بل عشقت وأصبحت أتمنى رؤياها،

وأتشبع من عسلية وسكر عيناها، 

#خاطرة_بصوت_جواد

#بقلمي_فاطيما_يوسف


ثم أخذ يدندن أغنية عبدالحليم بتلوموني ليه، بصوت عذب للغاية  نعم فجواد يمتلك صوتاً يطرب الآذان بطريقة ساحرة .


وأخذ يفكر مع نفسه في حجة كي يتصل بها وبعد وقت من التفكير إهتدي إلي أن يبعث لها رسالة عبر الواتساب وأن يكتب بها أنه يستأذن منها مهاتفاتها لكي يوضح لها أموراً مهمة عن شخصه ،

حتي يكونا علي نور من البداية ، فهو لن ولم يخدع تلك البريئة النقية الأبية بأحاديث الخطاب المعسولة وأغلبها ماكرة وكاذبة ،


 وبالفعل بعث لها تسجيلاً صوتيا بذالك وانتظر ردها.

__________________________

في جامعة الازهر الشريف 


تجلس مهرة وصديقتها بعد إنتهاء المحاضرة الأولي في مكان جانبي بعيدا عن ضوضاء الجامعة ، 

وهم يتناولون مشروبهم المفضل لديهم القهوة الفرنسية بأكوابهم الحافظة للمشروبات الآتين بها من منازلهم ،

 تحدثت مهرة وهي تحتضن الكوب بيداها قائلة بتوتر وخجل:


_ مش قلت لك يارقية أنا حاسة إنه مش بيلعب بيا ولا نظراته اللي حسيتها واللي من شدة إحساسي بيها وصلت لي من غير ماأبص له نظرة واحدة ،


 مش عارفة حاسة إني مشدودة لي من غير ماأعرفه ولا حتي أعرف شكله ، 


مش عارفة ليه كل شوية يجي علي بالي وساعتها قلبي يدق دقات غريبة محستهاش قبل كده ؟

وأكملت باندهاش لصديقتها:


_ معقولة إللي أنا فيه ده يارقية ، وإللي أنا حاساه ده وإللي مش لاقيه له تفسير .


نظرت إليها صديقتها بشرود وتيهة وتحدثت قائلة بتساؤل:


_اوصفي لي إحساسك بالظبط يامهرة ،

 ومتقلقيش ياحبيبتي هفهم عليكي ، اتكلمي يامهرة ومتخبيش عني حاجة حبيبتي ،


قالتها بمحبة وصدق نابعين من قلبها الجميل.


رفعت أنظارها إلي صديقتها وتحدثت بتيهة وحيرة:


 _ هقول لك إيه يارقية،  هقول لك إن من أول ما ماماته فتحت معايا الموضوع وقالت لي والله لأجوزك إبني وأنا في العيادة وأنا قلبي دق بالرغم إنك عارفة إني من ساعة مارحت العيادة وسمعتها من ستات كتيير ولا كان يفرق معايا ،


 ولا أقول لك إن من أول مابدأت كلام عن ابنها وأنا مستمعة لكل حرف بتقوله وكأن في حاجة بتشدني وتسحبني إني أنتبه وأتفاعل معاها بتعبيرات رضا عن كلامها بوشي ،

 ولا أقول لك إن لما الدكتور اتصل وقال لي مش جاي حسيت ساعتها إن ده القدر علشان يجي ويشفني وحسيت بنبض قلبي بيدق بطريقة غريبة عمري ماعهدتها ولا شفتها قبل كدة في حياتي ،


 وكله كوم ولما جه تاني يوم بمجرد دخلته وراهم بحجة إنه جاي ياخد والدته علشان يوصلها علشان أخوه ومراته خارجين بعد الكشف ،

 وأول مادخل خيال طلته بهرني وشتت كياني مع إني مشفتهوش ومرفعتش عيني فيه حتي ،


 أقول لك إن الساعة إللي وقف فيها قدامي يطلع لي فيها كأني في امتحان خفت أفشل فيه وساعتها قلبي انقبض من حكاية فشلي وأنا معرفش ليه قلبي ينقبض بالشكل ده أصلاً ! 


ولا وأنا بقفل الباب وبدَّور ورايا لقيته في وشي ومن غير ماأشوف ملامحه ومن نظرة واحدة في عنيه هزتني وهزت كياني رغم اني خفضت بصري في ثواني،

 لدرجة إنه كان قريب جدا مني ولكني مشفتش حاجة من ملامحه بس نظرة عنيه توهتني ، 


ولا لما كلمني وسمعت صوته في التليفون ايدي كانت بتترعش من صوته بس برغم إني كلمته بحدة ،


 ولما قفلت معاه حسيت بحنين جامد لأني أسمع صوته تاني من مجرد مكالمة متعدتش خمس دقايق ، 

وأكملت بنبرة صوت متوترة ومشتتة:


_ معقولة تكون دي المراهقة اللي بيقولوا عنها؟

  ولايكون الحب إللي من نظرة إللي بيحكو عنه ؟

قولي لي يارقية وفسري لي الإحساس إللي أنا فيه ده إيه؟


إقشعرَ بدن صديقتها من وصف حالتها وتمتمت لها بتأكيد وخبرة عن تجربة:


_ ياحبيبتي يامهرة كل ده إحساس حسيتي بيه وشغل بالك ومقلتليش !


 كل دي أسئلة قاعدة تطرحيها مع نفسك ومشاركتنيش إحساسك بيها ؟ 


طمني قلبك يامهرة ياحبيبتي  دي مش مراهقة دي بداية حب وباين كمان من عنيكي ومن إحساسك وأنتي بتحكي .


ردت عليها مهرة بإستغراب وعيون تائهة:


_ حب!  حب إزاي يارقية ده أنا حتي معرفش شكله ولا أعرف عنه أي حاجة هحبه إزاي ؟ 


هو الحب ده مش بنحب إنسان شفناه وعرفناه ولمسنا منه مواقف تعلقنا بيه ومع الوقت ننشغل بيه ونفكر فيه ويبقي كده اسمه الحب ، 


لكن أنا معرفهوش يارقية يبقي إزاي ؟


اجابتها رقية بمحبة وصدق بعد أن ضمتها لتهدأ روعها من هول الموقف قائلة:


_ مين قال لك كده يامهرة عن الحب ، 

مين قال لك إن الحب إنك لازم تشوفي إنسان وتعرفيه الأول علشان تحبيه، 


آمال محبتنا لربنا إللي نابعة من قلوبنا واحنا مشفنهوش وده أسمي أنواع الحب وأصدقهم ، 


ومحبتنا لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام إللي بنشتاق لشوفته ورؤيته وده تاني أصدق أنواع الحب إللي مش متشاف ومفيش زي النوعين دول في جمال حلاوتهم وتذوقهم ،


 وأكملت حديثها برتابة :


_ إللي إنتي فيه يامهرة حب صادق، 

حبك للروح مش المظاهر الخداعة، حبك ده نابع من جوه قلبك لِطَيْف مر عليكي وعلشان متقعيش في سهم نظرة إبليس ربنا ريح قلبك وشغلك بنصيبك علشان عارف عبدته إنها بتخافه ، 

وصفك ده يامهرة مش حب لأ ده وصل للعشق يامهرتي ، 

ثم أكملت بإرشاد ونصح :


_ بس أنا عايزاكي تستغفري ربك ومتنشغليش بغيره وسيبي خطاكي لربنا هيسرها لك وإن كان خير ليكي هيقربه منك وإن كان شر ليكي هيبعده عنك  ماشي ياحبيبتي ،

 ثم فجأة أعلن هاتف مهرة عن وصول رسالة عبر الواتساب أخرجت هاتفها من حقيبتها الجلدية وإذا بوجهها يتوهج إحمرارا من رؤية رقمه الغير مسجل ولكنها حفظته جيداً عن ظهر قلب  باعثاً لها برسالة صوتية ،


 ارتعب داخلها ولكنها أوت إلي صديقتها المقربة لقلبها تستشيرها ماذا تفعل، وعلي الفور اجابتها رقية بجدية :


_ اصبري ماتفتحيش أنا هدخل علي الإعدادات بتاع الموبايل وهعمل لك خاصية إنك تفتحي الرسالة المبعوتة ليكي من غير إللي باعتها مايعرف إنك شفتيها ، 


وبالفعل اخذت الهاتف ونفذت علي الفور ، واعطت  لها الهاتف قائلة بإبتسامة مطمئنة:


_يالا ياقمر افتحي الرسالة وشوفي محتواها .

استجابت لها علي الفور وقامت بفتحها وسماع مافيها وعندما استمعت صوته دق قلبها بسرعة جنونية ، وعندما أنهي رسالته نظرت إلي صديقتها تسألها بحيرة :


_ أعمل إيه يارقية بيستأذن مني بيقول عايز يكلمني علشان يوضح لي  أمور مهمة علشان أحطها في اعتباري قبل ماأوافق أو أرفض ، قولي لي أعمل إيه؟

اجابتها صديقتها علي الفور بنصح:


_ حالاً تبعتي محتوي الرسالة لوالدتك وتشوفيها هتقول لك إيه وبناءا عليه تتصرفي .

استمعت لنصيحتها ونفذتها علي الفور وأعادت توجيه رسالته كما هي إلي والدتها،


 ثم بعثت رسالة صوتية أخرى إليها قائلة بخجل :

_ قولي لي ياماما أتصرف إزاي ؟ 


وعلي الفور استلمت والدتها الرسائل وسمعت محتواها بتركيز شديد فهي عادتها دائما هاتفها يلازمها طالما قرة أعينها خارج البيت ، لكي تطمئن عليهم دائما وترد علي اتصالاتهم فوراً ،

 ثم أجابتها بحكمة :


_ إبعتي له رسالة وقولي له إنك موافقة بس المكالمة متزدش عن عشر دقايق يامهرة ، فاهماني ؟ 

وابقي عرفيني قال لك ايه وعايز إيه  ؟


استلمت الرسالة الصوتية من والدتها وسمعتها جيداً وردت عليها بإحترام:


_ حاضر ياأمي ربنا يخليكي ليا ياست الكل . 


وأبلغت صديقتها بما قالته والدتها وقالت لها بتأني:

_ اصبري نص ساعة وبعدين ابعتي له رسالة نصية إنك موافقة بس بشرط ماتطولش عن عشر دقايق بس ، 

وبالفعل تبادلا أطراف الحديث وانتهت النصف ساعة وبعثت له الرسالة النصية بالمختصر الشديد .


وحاله لايفرق عن حالها ، فكان منتظراً ردها على أحر من الجمر ويسير بهاتفه يميناً ويساراً دليلاً على سرعة انتظاره لردها ،


وبعد طيلة انتظار بالنسبة له أعلن هاتفه عن وصول رسالة نصية فتحها علي الفور وقرأ محتواها وانفرجت أساريره ثم بعث لها رسالة نصية محتواها:


_ طيب ينفع أرن عليكي دلوقتى ياآنسة مهرة ولا مش فاضية؟


انتظرت خمس دقائق وأرسلت له رسالة مختصرة جدا محتواها:


_ إتفضل ياأستاذ جواد.

استلمها وفوراً ضغط علي حروف كلمة "Ha_BeB" التي يسجلها بها منتظراً الإجابة.


استأذنت منها صديقتها لتعطي لها الحرية الشخصية في الرد لكي لاتتطفل عليها وقالت بنبرة جادة:


_ هروح أجيب لنا ساندويتشات ناكلها عقبال ماتخلصي وتركتها علي الفور ، 

ثم ضغطت مهرة علي زر الإجابة قائلة بنبرة صوت حازمة وجادة وفي نفس الوقت خجلة:


_ السلام عليكم ورحمة الله.

رد عليها السلام بسلام مثله وزاد قائلا بدهاء:


_ إزيك يا مهرة ، عاملة إيه؟


ردت عليه باختصار شديد:


_ في نعمة وفضل من الله ، إتفضل ياأستاذ جواد قول إللي انت متصل علشانه أنا سامعاك.


رد عليها بجدية وصدق:


_بصي يامهرة كنت حابب أعرفك علي شخصي بنفسي ووالدك ممكن يتأكد طبعاً من كل كلمة بقولها، 

واستطرد قائلا بحديث صادق:


_ أنا إسمي جواد العمري وعندي ٢٩ سنة ، معايا ثانوية أزهرية ومكملتش الكلية انشغلت بالعمل في مهنتي إللي أنا بحبها ومكملتش الكلية ، 

أنا بشتغل شيف حلواني وساعات بسافر في شغل برة كمساعد لشيف  مطلوب لشغل معين وبرجع تاني ، 

وكان ليا علاقات عابرة زي أي شاب ومنكرش إن ده غلط،


 وأكمل بدعابة:


_ بس عفي الله عما سلف ،ولما شفتك اتعلقت بيكي ونفسي تكوني ليا .


زلزلتها تلك الكلمة وبعثرتها " نفسي تكوني ليا" تاهت بها وصمتت ولكنها تذكرت حالها سريعاً وأفاقت وردت عليه بصوت هادئ مختصر:


_ إن شاء الله ياأستاذ جواد إللي فيه الخير يقدمه ربنا  وردي هتعرفه من والدي ،


 ودلوقتى مضطرة أقفل معاك بعد إذنك.


استمع لكلامها بآذان واعية متلهفة ورد عليها بشغف:


_ ربنا يجعلك من نصيبي ياأحلي نصيب ، وأغلق الهاتف علي تلك الكلمة.


تاهت بكلامه البسيط وذابت به ، وعلي الفور رجعت صديقتها وقصت لها ماحدث ،


 وهاتفت والدتها وقصت عليها بالتفصيل دون زيادة أو نقصان ، وردت عليها والدتها بتمني:


_ لما تيجي نتكلم ياحبيبتي في الموضوع ده وربنا يهيئ لك الخير يارب .


أمنت علي كلام والدتها واغلقت الهاتف واستكملت حديثها مع صديقتها .

_____________________________ 


في نفس اليوم عصراً عقب خروج علي من منزله ، قامت أسماء من قيلولتها وعلمت خروجه عندما استمعت قفل الباب ،


 وسرحت مع نفسها قليلا تعيد ترتيب أفكارها في إعادة تأهيل ذلك العلي وعزمت الأمر علي أن تعيد تربيته من جديد وأنها ستغير طريقة تعاملها معه وستريه الويلات وستشغله بها إجبارا وسترده لها ذليلاً ،


 وستحيط به وببيتها كما أحاط هدهد سيدنا سليمان علماً بنبأ سبأ وهو كان علي يقين ،


 وجلست ترتب أفكارها من أين تبدأ ، وكيف تبدأ ؟ 

واخذت تدعو الله أن يمنحها القوة في حفاظها علي بيتها وزوجها ، 


لاتريد هدم بيتها ولا انهزام حياتها ولا تشتت أبنائها ،

 فوضعت خطة محكمة علي يقين أنها ستجدي نفعاً مع شريك عمرها الذي عقدت أمرها علي أن لاتخسره ولا تنسحب ،


قامت وأيقظت أبنائها وحممتهم وألبستهم ملابس بيتية مريحة ولملمت الفوضي من ورائهم وذهبت وأعدت لهم طعام الغداء دون أن تنتظر علي أو حتى تتصل به كما كانت تفعل وها أولي خطتها ،


 ستهمله ولا تهتم به  لكي تريه الفرق  وليكن مايكن ستستمر وتشغله بها غصباً ، 


ثم انتهت من تناول الطعام وأجلست أبنائها للإطلاع إلي دروسهم فوراً وانشغلت هيا في تنظيف اواني الطعام بنظام شديد ،


 فهي تعشق النظافة والترتيب وتكره الفوضي، 

واستمرت في الترتيب بسرعة رهيبة كأنها تسابق الزمن قبل أن يرجع علي الي المنزل .


أما علي فخرج متمشياً علي نهر بلدتهم وقام بمهاتفة نور وانتظر الإجابة على عجل، ثم أتاه الرد منها بزعل مصطنع قائلة:


_ نعم ياعلي عايز ايه وبتتصل ليه؟ 


أجابها سريعاً بحنية مصطنعة:


_ حبيبتي إللي زعلت مني وأنا مليش ذنب ومش مقدرة وضعي مع إني متفق معاها ومعرفها ظروفي،

 وأكمل مدغدغا مشاعرها:


_ وبالرغم من كده وإن أنا إللي الحق أزعل مهنتيش عليا وبعت لك هدية بسيطة تليق بمقامك الغالي يانوري، 

وخلاص بقي حني علي الغلبان من الهجر والخصام وارجعي للود والوصال يانور أيامي . 


كانت تستمع لمغازلته بحالمية وقلبها يدق بوتيرة سريعة من كلامه المعسول وهى لاحول لها ولا قوة بمكره الهائل ، 


وأجابته قائلة بحب صادق:


_ بجد ياعلي أنا نور أيامك، وبجد بتحبني، متتصورش إحساسي إني أحبك وأنت متجوز بيقطعني من جوايا وبيحسسني إني واحدة خاينة ،

بيحسسني إني واحدة أقل مايقال عنها إنها خطافة رجالة ، متتصورش الإحساس ده بيقتلني .


تأففت بوجهه من كلامها ولكنه جاراها ورد عليها بزيف:


_ ليه كده يانور ،ليه بتقولي الكلام ده ؟ 


وأنا حاكي لك كل حاجة عن حياتي المريرة مع أسماء، ريحي بالك وقلبك ياحبيبتي لأني مش هسيبك خالص وماسك فيكي ومتبت ، ومش هسيبك إلا وأنتي في حضني يانوري .


ردت عليه بحب ودلع:


_ بجد ياعلي مش هتسبني في يوم من الأيام، ولا هترجع في كلامك معايا ؟


أجابها بصوت شغوف لينيم ضميرها:


_ مقدرش أسيبك ياقمري وقريب أوي هدق بابك وأخطفك لقلبي يابنت قلبي بس يارب باباكي يوافق وميعترضش .


أجابته بلهفة وعشق:

_  متقلقش ياحبيبي هخليه يوافق بابا بيحبني ومعودنا علي الديمقراطية واحترام 


آرائنا وهحايله إنه يوافق بس أنت تعالي بس،

 قالتها ولاتدرك أن أبيها لن ولم يوافق علي 

تلك المهزلة  ،

 مخطئة انتي يافتاة وحساباتك خاطئة للغاية وسترين عقاب استهتارك يافتاة من ربك ومن أهلك . 


#انتهى_البارت

_________________________________


بشكركم جدا علي تفاعلكم الجميل معايا ويارب النوفيلا تنال إعجابكم ، 

عايزة أتكلم في نقطة مهمة كذا واحدة زعلانة إني جبت علي إمام وخطيب وقالوا لي كان ممكن تجيبيه راجل متدين جدا ويعرف ربنا أوي ، هرد عليكم في النقطة دي ، طيب ياجماعة هو الإمام والخطيب معصوم من الخطأ ووساوس الشيطان ، 


أو هو نبي أنزل مينفعش يغلط أو نطلع صورته سيئة علشان هو امام وخطيب ، 


طيب مفكرتوش كام واحد حوالينا واخد الدعوة ستار يتداري فيها ورا أعماله المهينة وواخد الدين والخطابة سلاحه،

 دول تقريباً بقو كتير أوي ، 


طيب مفكرتوش برده إن في عقليات بنات كتير ساسجة وهوائية وبيتأثروا بأي كلام فما بالكم بقي لما يطلع من إمام طبعاً بعلقيتهم هيصدقوه ، 


طيب مجاش في بالكم إن ولو 5٪ من البنات دي تشوف النوفيلا دي وتستفاد منها، 


وساعتها الجزاء هيبقي جميل ، إحنا بنتعلم ياجماعة من الأخطاء والفضائل مع بعض مش من الفضائل بس ، 


وعايزة أنوه لحاجة مهمة إني أزهرية وخريجة جامعة الأزهر قسم الشريعة وأصول الدين وطول عمري في الكتاتيب ، 


والأزهر والخطابة بالنسبة لي قيمة وقامة وفخر ووسام أعتز بيهم بس اسمحوا لي أقدم النموذج كما ينبغي يكون علشان كلنا نستفاد .


#رواية_عهد_الهوي

#بقلمي_فاطيما_يوسف


تري هل ستكون المهرة من نصيب الجواد أم أن للقدر رأي آخر ؟ 


تري هل ستستطع أسما الفوز في الحرب التي شنتها علي ذالك العلي ؟


تري هل ستُنقذ نور من ذالك الماكر ؟ 


*************************

تكملة الروايه اضغط هناااااااا 


تعليقات

التنقل السريع