القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

نوفيلا عهد الهوى الفصل الرابع 4 بقلم فاطيما يوسف



نوفيلا عهد الهوى الفصل الرابع 4 بقلم فاطيما يوسف 






نوفيلا عهد الهوى الفصل الرابع 4 بقلم فاطيما يوسف 



#بسم_الله_الرحمن_الرحيم

#اللهم_صلي_وسلم_وبارك_علي_سيدنا_محمد_ وعلي _آله_وصحبه_وسلم


#نوفيلا_عهد_الهوي

#بقلمي_فاطيما_يوسف

#البارت_الرابع


في منزل محمد الشريف

بعد عودة مهرة من الجامعة ، أدت فريضة العشاء وقرأت وردها اليومي في خشوع وبعد ساعة خرجت من غرفتها ، 

وجدت والدتها في المطبخ وقد انتهت من طهي طعام العَشاء ، 

دخلت مهرة إليها وهي مشمرة عن أكمامها قائلة بأدب :


_هاتي ياماما أكمل تحمير البطاطس وأنتي استريحي ياحبيبتي ، إنتي هتلاقيكي تعبانة في شغل طول النهار .


اجابتها والدتها بنفي:

_ لا ياحبيبتي والله أخواتك البنات ماشاء الله عليهم مكنش وراهم دروس النهاردة ومسكو البيت روقوه زي مانتي ماشايفة كده وأشارت بيدها إلي بيتها المنظف والمرتب ،


وأكملت وهي تكمل طهي طعامها قائلة بحنو :

 

_روحي إنتي استريحي  إنتي جاية من سكة سفر والسفر متعب جداً ياحبيبتي ، 

وانا خلاص خلصت .

أمائت بموافقة لوالدتها وخرجت تستريح من تعب اليوم وإجهاد السفر  ، 

وبعد مدة قليلة خرجت أم مهرة بطعام العشاء ونادت مهرة علي والدها ليتناول معهم العشاء ، 

وبعد مدة انتهوا من تناول الطعام ، وأخبر محمد زوجته انه خارجاً للقاء أحد أصدقائه ، 


فنظرت له وقالت بسماحة :

_ ماشي يابو مهرة ، لاإله إلا الله ،


قالتها بابتسامة مودعة أثناء خروجه .


رد عليها ببشاشة:

محمد رسول الله ( عليه أفضل والسلام) .


ثم وجهت حديثها إلي مهرة وقالت لها بتروي:


_تعالي يامهرة ياحبيبتي عايزاكي تطلعي تجيب لي حاجة من العالي جوة من أوضتي وأنا مقدرش أطلع ،

ولكنها تريد أن تختلي بمهرة لكي تتحدث معها دون أن تجرح شعور أخواتها  حتي لاتتناجي اثنتيهما دون أخواتها ،


فأم مهرة حريصة جداً على تعاليم دينها وتريد بثه بالمواقف والأفعال والكلام أمام بناتها كي تعلمهم دينهم تعليماً صحيحاً ، 


استجابت لها مهرة علي الفور وردت بإحترام:


حاضر ياأمي وسبقتها علي الغرفة ،

 

علي الفور دخلت ورائها بعد أن استأذنت بناتها الدخول ، وذهبت كل منهن إلي مذاكراتها .


دلفت أم مهرة الغرفة وأغلقت الباب ورائها ثم تحدثت لمهرة بتأني وتروي :


_ تعالي يامهرة ياحبيبتي اقعدي جمبي، 


 وأشارت إلي تختها واسترسلت متسائلة بإبتسامة هادئة:


_هتكلم معاكي شوية الأول ياحبيبتي .


استجابت لها مهرة وسارت إليها بموافقة وقالت:


_ حاضر يا ماما ، اتكلمي ياحبيبتي أنا كل آذان صاغية ياقمر ، 


قالتها بدعابة .


علي الفور دخلت أمها في الحديث متسائلة بهدوء :


_ احكي لي ياحبيبتي جواد قال لك إيه ومتخبيش عني حاجة يامهرة .


 فركت مهرة يدها بتوتر وخجل مجيبة والدتها:


_ حاضر ياماما ، أنا أصلاً مقدرش أخبي عنك حاجة حبيبتي ، 

ثم سردت لها حديثه وردها بالتفصيل وعلامات الإحمرار  بادية علي وجهها كنار تدفئ بردان في ليلة شتاء شديدة البرد .


استمعت إليها والدتها وربتت علي ظهرها بحنو بالغ قائلة لها:


_ وأنتي إيه رأيك في كلامه يامهرة ؟

ومستريحة ولا لأ ياحبيبتي ؟


أجابت والدتها بتأني وخجل :


_ أنا معرفهوش ياماما ولا أعرف شكله حتي ، بس والدته من كلامي معاها في العيادة ست طيبة جداً وتتحب وتدخل القلب بسرعة ، بس إللي إنتي تقولي عليه إنتي وبابا يبقي أمر بالنسبة لي وانا واجب عليا الطاعة .


نظرت لها والدتها وقالت بتساؤل:


_ طيب إنتي حسيتي من كلامه معاكي بالراحة ولا كان كلامه تقيل علي قلبك ؟


استكانت في ردها وأجابت والدتها بهدوء:


_ بصراحة ياماما أنا حاسة براحة جداً من غير حتي ماأشوفه ولا أعرفه ، بس أنا هشوف بابا الأول ورأيه هو فاهم وأدري أكثر مني ، 

وعندي ثقة فيكم بعد ربنا إن رأيكم هو اللي هيوصلني لبر الأمان ، 


استكانت معالم وجهها وأحست بالفخر من حسن تربيتها وحمدت ربها علي أدب وأخلاق ابنتها ثم ربتت علي ظهرها مرددة بحب:


_ ربنا يكملك بعقلك ياحبيبتي ويجعل الخير كله من نصيبك وإن شاء الله لما يجي باباكي هتكلم معاه وطبعاً رأيه وإللي يشوفه هيبقي الصح والخير ليكي حبيبتي .


استمعت إلى حديث والدتها بحرص وأمائت برأسها دليلا على موافقتها لكلام أمها،


ثم قامت واستأذنت والدتها في الخروج بأدب:


_ تؤمريني بأي حاجة ياأمي .


اجابتها والدتها:

_ الأمر لله وحده ياحبيبتي ، يالا روحي نامي وارتاحي من تعب السفر .


خرجت علي الفور بدقات قلب سريعة ، وخجل لأول مرة يعبر جسدها بهذا الشكل ، 


ودخلت غرفتها وحاولت النوم ، وبعد مدة غفت في ثبات عميق .


______________________________


في منزل الشيخ علي 

رجع على من المسجد بعد صلاة العشاء ،


 ودخل المنزل وجده يعم بالهدوء فنادي بصوت عالي:


_ياأسماء ، يامازن ، يايزن ، 

ولا يوجد رد منهم ، استغرب لذلك فبحث في الغرف فلم يجدهم، ثم ذهب إلي الشرفة حينما سمع صوت يزن يصفق فدخل إليهم وجدها تلعب مع أطفالها لعبة بنك الحظ ومندمجين فيها، ثم نظر إليها قائلا بتأفف:


_ الهانم إللي قاعدة هنا وأنا عمال أنادي ومبتردش ، 

إيه القطة بلعت لسانك ؟ 


أجابته ببرود  دون أن تنظر له  :

_ مسمعتكش ، كنت عايز حاجة ؟


أجابها ببرود مماثل:

_ أيون عايز أتعشي حالاً علشان عندي حصة كمان ساعة ، قومي يالا حطي لنا الأكل عقبال ماأغير هدومي .


إحنا أكلنا أنا والولاد ، 

قالتها ببرود دون أن تنظر له ولا ترفع رأسها من الأساس ، 

ثم أكملت حديثها بإختصار :


_ الأكل في المطبخ علي الترابيزة متسخن وجاهز ومتغطي ادخل كل ، 


ثم أكملت تسليتها مع قرة أعينها .


نظر إليها قائلا باستخفاف:

 

ومن امته الست أسماء هانم بتاكل لوحدها من غير ماتستني جوزها ؟


نظرت إليه قائلة بتحدي وقوة:

_ من النهاردة ياعلي ، ومش بس كده ده حاجات كتير أوي هتتغير يا ياشيخ علي ،


 قالتها بتريقة .


نظر إليها نظرة غضب ثم كور يديه بغل وقال لها:


أسماء انظبطي في الكلام معايا ومتنسيش نفسك ياماما ، مش أنا إللي تتكلمي معاه بالطريقة دي ، 

ثم قال بصراخ وحدة:


_ فاهمة ولا مش فاهمة ؟


لم يرمش لها جفن فهي علي يقين بغضبه عليها عند مخالفته ، 


وكانت مجهزة ردات الفعل بحرفية كالداخل علي إمتحان صعب ومذاكر جيداً الأسئلة الصعبة ومحضراً لها الأجوبة المناسبة ، 


ثم رفعت رأسها إليه بوجه خالي من التعبير وقالت:

 

_لأ أنا مش فاهمة أصل بعد الشر عنك الفهم بقي بعافية شوية ، 

ثم وجهت بصرها إلى أطفالها المندمجين في اللعب قائلة بإبتسامة:

_ يالا يا حبايب ماما ننزل نقعد  تحت مع تيتا وجدوا شوية ، 

ثم نظرت إليه وهي مستعدة للمغادرة:


_ بعد إذنك ،

 وخرجت علي الفور هيا وأطفالها ، وغادرت الشقة .


نظر هو إلي طيفها بإستغراب محدثاً نفسه بتساؤل:


_ هيا مالها البرنسيسة أسماء سايقة العوح كده ليه ! 

وأكمل بضيق بان علي معالم وجهه:


دي أول مرة تنزل وتسيبني وأنا داخل أدي درس علي اللابتوب ! 


دي كله شوية ألاقيها داخلة عليا الأوضة بمج نسكافيه ، وقهوة ، وشاي ، 

جرالها إيه دي ؟ 

ماعلينا لما أدخل أتعشي علشان ميعاد الدرس ،

 ودلف إلي المطبخ وتناول طعامه بمفرده دون عائلته الصغيرة  حقاً أحس بالفرق ، 

لم يأكل إلا قليلاً يسد جوعه ، ثم قام وغسل يديه وأحضر لنفسه كوباً من الشاي ، 


وإذا به يمسك البراد بيده ليصب محتواه في الإناء حرق يداه وتركه علي الفور فانزلق علي جلبابه وأودي إلي قدميه فنالها من الحرق،

 فصرخ صرخة عالية وفر إلي الحمام يغسل قدميه  ويضع عليها مرهم الحروق ، 


وأخذ يشتم حظه في سره ويلعن دخوله إلي المطبخ من الأساس ، 

ثم أغلق المِشعل وذهب إلى غرفة المكتب ليلقي الدرس دون أن يتناول شيئا .


فلننظر إليه قليلاً ونطرح عليه بعض الأسئلة:


_ لما ياشيخ المسجد تفعل هكذا بقُرَّةِ عينيك ؟

لما تكن فظاً غليظ القلب ، وهؤلاء قال عنهم الله سبحانه وتعالى " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك " ؟


ماذا تشعر وأنت تقف تخطب خطبتك وأنت واقف علي المِنبر في نفس مكان  رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لمكان له هاله وقامة وقيمة وتفعل تلك الأفعال المشينة ؟


لما تكن من الذين قال الله فيهم " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون"  ؟

لما ولما ولما ، أعاذنا الله من أمثالكم .

______________________________

في يوم الجمعة قبل الصلاة 


دق نادر الغرفة علي أخته نور باحترام ووقف منتظراً الرد ، واستغرب تأخرها في الرد ولكنه ظل واقفاً منتظراً ردها ،  إلي أن فتحت الباب وهي تخلع حجاب الصلاة من علي رأسها وتقول له بأسف:


_ معلش ياندورة كنت بصلي الصبح ، 

حقك عليا يادكترة ؟


نظر إليها برضا قائلا:

_ مقدرش أزعل من أم عيون ملونة وغمازات مرعبة،

 وغمز لها بشقاوة .


_حبيبي حبيبي حبيبي حبيبي خمسة حبيبي ،

 قالتها بشقاوة ، 


ثم أفسحت له المجال ليدلف للداخل مشاورة بيدها كطريقة للدخول:


إتفضل أخي الحبيب .


ابتسم هو علي شقاوتها وحديثها وقال محدثاً نفسه بشرود:


_ خدعكي ماكر وألقي بكي في شباك العهر،

وأنتي لم تتعلمي العوم وغرقتي في شط الغدر، 

وأسكرك من معسول كلامه أنهارا من الخمر،

وسيتركك تتخبطين وأنتي تائهة من السُكر،

وستفيقي عزيزتي على مر علقم سيظل طعمه في حلقك طيلة العمر ،

لكن لاتقلقي غاليتي سأمسك بكي قبل أن يمسسكي الضر ،


 فاق علي يداها وهي تشاور بها أمام عيناه مرددة:

_ ايه يا عم الطبيب جاي تسرح وتتوه  عندي هنا . 


إبتسم بمرارة وتحدث وهو يهدهد علي ظهرها قائلا بحنو :


_ إيه رأيك نخرج النهاردة أنا وأنتي تنقي لي طقم حلو كده يليق بأخوكي الدكتور علشان عندي ميعاد في مستشفى خاصة كانت عاملة إعلان إنها عايزة دكاترة حديثي التخرج ، 

وغمز لها قائلاً:

_وبالمرة أعزمك علي أحلي ساندويتش سوري من عمك فواز السوري ،

 

يالا أهو كله بثوابه،

 قالها بهزار .


قفزت من مكانها بسرعة البرق واحتضنته قائلة :


_ ياخراشي أحلي دكترة ده ياولاد ، 

امته بقي ياشقيق علشان البرنسيس نور تجهز حالها ،

قالتها بفخر .


رد عليها بنفس الفخر والهزار :


_ ياسعدك ياواد يانادر هتخرج مع البرنسيسة نور بجلالة قدرها ، ده إنت تبقي محظوظ،  


وقرصها من خدها علي سبيل المداعبة ، 


ثم قال لها وهو يغادر :

_ هلحق أنا اتوضي بقي علشان صلاة الجمعة ، وجهزي نفسك علي بعد صلاة المغرب ، ولو ملقتكيش جاهزة هروح للبت نيرو علطول . 


أجابته بسرعة:

_ نيرو مين ياعم الشباب ، هو في حد في زوق نورا الأمورة،

 وأشارت علي حالها بفخر علي سبيل الدعابة :

_ هتلاقيني بعد المغرب مستنياك تحت قدام الباب يابرنس .


رد عليها وهو خارج من الغرفة:

_ ياخراشي يانادر علي إللي بلفتك في ثانية وثبتتك وبتقولك عم الشباب كمان وبرنس ، 

ثم قال لها مداعبا:

_ ضيعتي هيبة البالطو الأبيض ياشقية ، 


ابتسما كلاهما ثم خرج إلي غرفته ، ودخلت هي إلي تختها بوجه سعيد من ذالك الأخ الجميل .

____________________________

في منزل محمد الشريف

يجلس هو وزوجته وابنته مهرة يتحاورون في موضوع جواد ، 

حيث سردت والدة مهرة لزوجها ما قصه جواد لإبنته قائلاً لهم بعتاب لطيف:

_ كده ياأم مهرة تخليه يكلمها وتخليها ترد عليه ؟


اچابته بوجه بشوش وابتسامة:

_ متحبكهاش ياابو مهرة الواد إنت سألت عليه محترم وابن ناس محترمة ومتربي،


 وبعدين ده متقدم لها وكان عايز يصارحها بحاجة مهمة ، 


واسترسلت حديثها بنبرة واثقة:

_ وبعدين أنا واثقة في تربية مهرة العالية إنها مش هتتجاوز أبدا ، 


بدليل إنها كلمتني استأذنتي وأنا لولا عارفة إنك بتثق فيا وبأرائي أذنت لها وقلت لها مطولش عن عشر دقايق ، 


وهيا ماشاء الله عليها بنت أبوها بصحيح وتربية أمها ، 

وأشارت علي نفسها بإعتزاز مكملة :

_ يعني مفيش حاجة بنتي تجاوزت فيها ، 


كل ذلك ومهرة تفرك يداها بتوتر وخجل،

 

ثم نظرت إلى ابنتها متسائلة بهدوء:


_ صح يامهرتي ؟ 


اكتفت مهرة بإيماءة خفيفة من رأسها مؤمنة  كلام والدتها ، ولم تستطيع النطق من شدة الخجل .

نظر إليهم محمد قائلا بحكمة:


طيب ياأم مهرة أنا شاورت عقلي وبصراحة كده أنا مش موافق .


انقبض قلب المهرة من حديث والدها وكأنها سمعت خبر موت عزيز عليها ، ولكن لم تفتح فمها بكلمة ، وظلت علي وضع الصامت تستمع إليهم ،

إلي أنا قال والدها عن أسباب الرفض بطريقة عقلانية بعدما سألته أم مهرة  :


شوفي ياأم مهرة هو بيقول إنه مخلصش الكلية وقعد منها وبنتنا هيبقي معاها كلية ، وأكمل بحكمة :

_ ينفع تاخد واحد أقل منها في التعليم ، هيا في الكلية وبإذن الله هتخلصها بتقدير محترم زي إللي جابته السنة إللي فاتت ، 

وكان في دماغها تعمل دراسات عليا ، 


واسترسل حديثه بتعقل:


_ وكمان مش معاه شغلة مستقرة ولا هيبقي معاه شهادة معقولة يقدم فيها في شغلانة 

حلوة ، 

فأنا شايف إننا منتسرعش ، وبعدين دي كان لسة متقدم لها عريس وكان مدرس ، 

وشغال محفظ كمان ، 

وقالت مش مرتاحة يابابا ، يبقي نصبر عليها دي لسة صغيرة هرد عليهم بكدة وهقول لهم إنها لسة صغيرة وإنها مش هترتبط إلا لما تخلص كلية ،

علشان ميحسش إن سبب الرفض الفرق التعليمي ونجرحه ،

 

وذهب إلى ابنته واحتضنها وقبل جبينها قائلا بإعتزاز:


_ مهرتي الجميلة ووردة أبوها الغالية إيه رأيك ياحبيبتي في كلامي؟


نظرت إلى والدها بخجل وتحدثت بتلعثم:


اللي تشوفه يابابا أنا مقدرش أعارض حضرتك ،

ثم قامت علي الفور مستئذنة للخروج :


محتاج مني حاجة تانية يابابا قبل ما أخرج .


أجابها والدها بإبتسامة رضا:


لأ ياحبيبتي روحي شوفي مذاكرتك وربنا يوفقك ياحبيبة أبوكي إنتي .


خرجت علي الفور وهي تشعر بدقات قلبها تعنفها جدا وكأنها تلومها على ذلك الرفض، 


ودخلت غرفتها واغلقت الباب ورائها ، 

ووضعت يدها علي صدرها محدثة نفسها :


إهدي يا مهرة في إيه ؟ 

ليه قلبك بيدق بسرعة كده ، وعلشان إيه يدق أصلاً ؟


وليه إحساس الزعل والقهر ده ، ده إنتي حتي متعرفيش شكله ؟

وإشمعنا ده بالذات إللي فرق معاكي كده ، 

وشغل بالك بالطريقة المرعبة دي ؟


كل هذه الأسئلة طرحتها علي نفسها ولم تجد لها إجابة ، وتلقائياً رفعت بصرها إلي السماء تدعوا الله أن يريح بالها ويوصلها إلي بر الأمان .


أما في الخارج عند والد مهرة ووالدتها ما زالا يتحدثان ، 

حيث قالت أم مهرة لزوجها بتروي:


_ ليه يابو مهرة ترفض علشان فرق التعليم ، ده الرسول صلى الله عليه وسلم قال " إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " 


ومجابش سيرة فرق التعليم خالص ، وبعدين أنا جسيت نبض البنت ولاقتها مرتاحة جداً كمان ، 


وأكملت بتذكر :

وبعدين قبل كده كنت بسألها وتقولي مش مرتاحة ياماما إلا المرة دي بالذات ، 

لقيتها بتقول لي أنا حاسة براحة ياماما غير كل مرة ، 

وبعدين يابو مهرة من رضي بقليله ربنا رضاه بكتيره ، متصعبهاش أوي كده .


رد عليها باستنكار وحدة خفيفة :


مش مهرة اللي أرضي لها بالقليل دي بنت عمري وبنت قلبي  إللي شافها قبل عيني ، 


وبعدين أنا عامل لمصلحتها علشان ميحصلش مواقف بينها وبينه في يوم من الأيام بسبب الموضوع ده ويبقي فيه حساسية ، 

فكده أفضل بكتير ياأم مهرة ، أنا شايف إن الجواز لازم يكون مبني علي توافق فكري وعلمي ، 


والراجل لازم يكون مستواه في العلم أعلي من الست ،

وخلاص البنت اقتنعت وقالت اللي تشوفه يابابا ، 

فمتتكلميش تاني قدامها علشان منعلقهاش بوهم وحاجة مش هتحصل ،


ثم أكمل برفض قاطع :

أنا مصمم ومش هغير رأيي وهبعت لهم الرد  إن شاء الله علطول دلوقتى.


استمعت له وقالت بطاعة :


خلاص إللي تشوفه ياابو مهرة ، كلامك علي عيني وراسي .


ثم أمسك بالهاتف واتصل بزوج عمة جواد وبعد السلامات أبلغه الرد علي إستحياء ،


 ثم أغلق الهاتف وبعث إشارة اطمئنان بعينيه  إلي زوجته معناها أن كده الأفضل لجميع الأطراف .


____________________________


في نفس اليوم بعد المغرب ، 

كانت نور مرتدية ملابس الخروج المناسبة لكي تستعد للخروج مع أخيها وهي في قمة فرحتها ، 

خرج أخيها من غرفته وممسكاً بمفاتيح دراجته البخارية " الموتوسيكل" 

ونظر إلى أخته بإشارة تدل علي المغادرة متحدثاً:


_ يالا يانونا قبل ماأرجع في كلامي .


انتفضت من مكانها كمن لدغها عقرب قائلة :

_ترجع إيه ده إنت دكتور قد الدنيا ، هو فيه دكتور يرجع في كلامه ، 

وغمزت له بأعينها كنوع من الدعابة .


أجابها بحب اخوي:


_ أنا أقدر أرجع في كلامي مع القمر والشمس والنجوم وزادهم كمان النور ياإخواتي ، 


إبتسمت له وبعثت له قبلة في الهواء دليلا علي فرحتها بكلامه ، 

 فتح يديه واستلم قبلة أخته وقفل بها علي يديه ووضع عند موضع قلبه وغمز لها علي سبيل الشقاوة ،

ثم نظر إليها قائلا بتعجل :


_ يالا ياشقية إنتي اخرجي قدامي ، 


وخرجا اثنتيهما وذهبوا وركبوا الدراجة ، 

في طريقهم أولاً إلي محل الملابس ، 


وصلوا إلى المنطقة المزدحمة بالمحلات وأخذوا يدوروا فيها مايقارب الساعة ، 


ثم انتقوا طاقماً في غاية الشياكة ، وكان من اختيار نور فهي ذوقها عالي جداً ، 


ثم ذهبوا إلى الكاشير وسددوا الفاتورة وغادروا المنطقة ،


ثم أخذها إلي مطعم سوري خاص بأكلة بالشاورما التي تعشقها وطلب لها ماتريده ، 


وطلب لنفسه ، وبعد انتهائهم من تناول الطعام،

 حمحم بصوته ونظر إليها قائلا  بتأني:


نور عايزة أتكلم معاكي في موضوع مهم ممكن ؟

أجابته قائلة بابتسامة عذبه ظهرت غمازاتها من خلالها :


_ يعني مخرجني ومعشيني وباسطني وكمان بتستأذن ، 

ده انت تؤمرني أمر أطيع فوراً ، 

قالتها بهزار وإبتسامة .


رد لها الإبتسامة وتحدث بجدية ....


__________________________


في منزل جواد

حيث أبلغه زوج عمته برفض والد مهرة وقال له سبب الرفض ، 

وعند سماع جواد بذلك الخبر غادر المنزل علي الفور ، فهو يريد الإختلاء بنفسه كي


 لايلحظوا عليه علامات القهر التي ظهرت فوراً علي ملامحه رغم ظهوره لهم بمظهر ثابت ،


إلا أن وجهه بان عليه جدا لاحظت والدته ذالك وحزنت كثيرا ، 

وبعد خروجه من المنزل حدث نفسه بحزن :


أيعقل أن يخونني شعوري بارتياحها لي !


أيعقل أن أكون متوهماً  أنها لم تشعر بي من النظرة الوحيدة من عيني لعينها والتي عبرت بها عن مكنون الحب من النظرة الأولى ، 


أيعقل أن تكون المهرة لجواد غيري يروضها ؟ 


وعند ذالك السؤال انقبض قلبه ورفض رفض تام مرددا مع نفسه بحيرة :


_لقد حلِمت أحلاماً وبنيت قصورا من الحب في أحلامي  

وزينته بالعشق وطرزته بالغرام في أوطاني ،


وألبسته حُلةً من الأمل والآمال وتغلغل في كل كياني ،

وأغلقت علي بابه بمفتاح من الهيام وجلست أشاهده بكل أماني،


ولكني رٌميت بقنبلة الفراق وتُرِكت أحترق وتهدمت أمالي، 


وبابي مغلق ولم أعرف أفتحه فدمرني غرامي وأصبحت هشيماً  لأوهامي ،


لأ وألف لا لن أتنازل عنكي يافرسة أحلامي فالجواد لايليق به إلا أنتي يامهرة أحلامي . 


#خاطرةجواد

#بقلمي_فاطيما_يوسف


وصمم في نفسه علي أن لايتنازل عن مهرته مهما كان  سيحارب لأجلها وبإذن الله سيصل لها .


#انتهي_البارت 

#نوفيلا_عهد_الهوي

#بقلمي_فاطيما_يوسف


تري هل سيجتمع عشاق الروح ويلين والدها أم سيفترقوا ؟


تري هل ستفوز أسماء في معركة التحدي أم للعلي رأي آخر؟


تري هل سيستطيع نادر إخراج نور من تلك النار ؟

تكملة الروايه اضغط هناااااااا 


اللي عاوز البارت الجديد يعمل متابعه من هنااااااا علشان توصلكم الرواية كامله 


الرواية كامله من (نوفيلا عهد الهوى)

اضغط على اسم الروايه ☝️☝️☝️

تعليقات

التنقل السريع