القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

نوفيلا عهد الهوى الفصل الخامس 5بقلم فاطيما يوسف


نوفيلا عهد الهوى الفصل الخامس 5بقلم فاطيما يوسف 





نوفيلا عهد الهوى الفصل الخامس 5بقلم فاطيما يوسف 




#بسم_الله_الرحمن_الرحيم

#اللهم_صلي_وسلم_وبارك_علي_سيدنا_محمد_وعلي_آله_وصحبه_وسلم 

#نوفيلا_عهد_الهوي

#بقلمي_فاطيما_يوسف

#البارت_الخامس


في منزل والد علي حيث يقطن علي في الدور الثالث ووالده في الدور الأول ،

نزلت أسماء مع طفليها لكي تسهر معهم ، 


وتتبادل معهم أطراف الحديث علها تنسي المرار التي تعيش به ، 

دخلت بوجه بشوش مرددة:

_ السلام عليكم ورحمة الله ،


 ونظرت إليهم بحب نابع من قلبها وقالت بابتسامة:


_ عاملين ايه يا حلوين ، 

وأشارت إلي أطفالها مازن ويزن يالا ياحبايبي سلموا علي تيتا وجدوا واحضنوهم حضن كبيييير قد البحر وسمكاته ،


ترك الطفلان يديها بسرعة يسبق كل منهما الآخر محتضنين أجدادهم قائلين  ببراءة في صوت واحد:


_أحلي تيتا وأحلي جده في الدنيا بحالها ، 


احتضنوهم بسعادة غامرة وألقوا عليهم وابل من القبلات مدغدين إياهم بشغف مرددين :

_ حبايب تيتا وجدوا وأغلي الغالين ،

عاملين ايه يا حبايبي واحشني أوي ،

 

واسترسلت بحنان وهي تمسك يداهم:


_تعالو لما أحط لكم تاكلوا يانور عيوني انتوا.


أجابوها ببراءة:

_ الحمدلله ياتيتا إحنا أكلنا وشبعانين علي الآخر ، 

سألها يزن :

_ آمال فين المكعبات ياتيتا عايز ألعب بيها 

ماما مش بتخلينا نلعب بيها فوق خالص، بتقول بتضايقني .


أجابتهم الجدة بحنو بالغ:

_ يانهار أبيض من العين دي قبل دي ياعيوني ، 

وقامت علي الفور وجلبت لهم المكعبات وأجلستهم في جانب وتركتهم يلعبون مع بعضهم ، وأوصتهم بأن لايتشاجرو مع بعضهم وخرجت لزوجة إبنها .


ونظرت إليها مردفة بابتسامة:


_إيه ياسمسمة ياحبيبتي تشربي إيه أعمله لك 


ردت عليها أسماء بشكر:


_ متتعبيش نفسك ياماما أنا لو عايزة أشرب حاجة هدخل أعملها لنفسي أقعدي ياحبيبتي أنا مش غريبة ، 

وأفسحت بجانبها مكان لكي تجلس بجوارها 


جلست بجانبها قائلة بحب:


_ غريبة إيه ياحبيبتي ده إنتي بنتي التانية وأخت جهاد ومحبتك زيها بالظبط ، 

قالتها بصدق حقيقي ، 

وأكملت بتساؤل:

_ مالك ياأسماء ياحبيبتي وشك دبلان كده ليه ؟ 

هو علي مزعلك ؟ 

عرفيني لو مزعلك وانا أشد لك ودانه ، ده إنتي أم الغاليين ،


ونظرت إلى أحفادها بمشاعر حب صادقة .


اجابتها أسماء بإبتسامة كاذبة:


_ لأ ياماما مش مزعلني ولا حاجة ، ده أبو مازن مفيش منه تسلم تربيتك ياأمي ، 


واسترسلت حديثها بكذب كي لاتقلق هذه الطيبة قائلة:

_ إنتي عارفة الأولاد تاعبيني ومش بيبطلو خناق وضرب في بعض وبيعصبوني .


نظرت إليها أم علي :

_ معلش ياحبيبتي العيال كلهم في السن ده كده ربنا يعينك علي تربيتهم يارب، ويطلعو من الأتقياء الأنقياء الصالحين يارب .


آمنت أسماء علي كلامها وتبادلا أطراف الحديث ، ثم نظرت أسماء إليها متسائلة بجدية:

_الضغط والسكر أخبارهم إيه معاكي النهاردة ياحبيبتي ؟


تنهدت بضيق وأجابتها:

_ والله ياأم مازن الدوخة مش سايباني والزغللة في عنيا ، 

وأكملت بحمد:

_ بس الحمدلله إحنا أحسن من غيرنا كتير .


نظرت إليها أسماء بإبتسامة حانية وأردفت:


_ ربنا يشفيكي ويعافيكي يارب ياحبيبتي بس أهم حاجة خدي العلاج في مواعيده بانتظام ،


ثم رفعت أنظارها تجاه المطبخ وجدت الحوض ممتلئ بالأواعي المتسخة ،

فاستأذنت منها قائلة:

_بعد إذنك ياأمي هجيب كوباية مايه أشرب ،


 وقامت ودخلت المطبخ وارتدت المريول وأخذت تنظف الأواعي في هدوء ، وبعد مدة خرجت وأكملت جلستها مايقارب من الساعتين ثم أخذت أبنائها وصعدت لكي يخلدوا للنوم .


___________________________


قبل ساعتين من الآن 

حيث تجلس نور وأخيها نادر في المطعم السوري يتناولون الطعام بمرح وحب أخوي ، 

نظر نادر إلي أخته قائلاً بمحبة:

_ إيه رأيك في المطعم حلو يانونا ؟ 

والشاورما عجباكي ولا إيه ؟ 


أجابته بإبتسامة وهيا تمسح صوص الكاتشب من علي فمها بالممسحة الورقية:


_ تحفة جدا يادوك ،

ابقي جبني هنا علطول واكسب ثواب في أختك الغلبانة دي،

 وأشارت بإصبعها علي حالها بابتسامة شقية تنم علي سعادتها. 


نظر إليها قائلا بغمزة:

_ الجميل جمال ملهوش مثال يؤمر وأنا عليا الطاعة أميرتي الصغيرة .


لااا لااا كده هتغر ياندروة،

 قالتها بغرور مصطنع. 


ابتسم لها وردد:


_اتغر براحتك ياقمر هو إحنا عندنا كام نور يعني ،

ثم نظر إليها قائلا بجدية:

_ نونو عايز أستشيرك في حاجة وآخد رأيك فيها  شاغلاني من بقالها كتير ومخوفاني .


نظرت إليه بجدية مماثلة مرددة بقلق:


_ مالك ياحبيبي إيه إللي شاغل بالك ومغير حالك ؟


نظر إليها مدعياً الحزن علي علامات وجهه :

_ أنا هحكي لك وتقول لي رأيك ، 


بصي ياستي أنا كنت معجب بواحدة صاحبتي وهي في أولي جامعة في كلية التجارة ، 

المهم مش هدخلك في تفاصيل اتعرفنا إزاي ، وبعدين الاعجاب مع الأيام اتحول لحب وكنت بكلمها علطول بس مرة واحدة فقت وقلت أنا عندي إخوات بنات وإللي بعمله في بنات الناس هيترد في إخواتي ، 


واسترسل حديثه بجدية:

_ فكلمتها وقلت لها بصي يا بنت الناس إحنا مش هينفع نتكلم مع بعض من غير علاقة شرعية تربط مابينا ، 


وأنا خفت عليكي زي مابخاف علي إخواتي بالظبط ، بس حالياً أنا مينفعش أجي أخطبك إنتي عارفة أنا لسة قدامي ٤ سنين  علي ماأخلص الجامعة وسنة الامتياز يعني قدامي لسه ٥ سنين علي الأقل ، 


 هتقدري تستنيني ؟ 

أنا مش هجبرك بس لازم ترسيني علي بر علشان معلقش نفسي بأمل كذاب ، 

المهم بقي إنها ثارت ساعتها وغضبت إني مش هكلمها ، بس أنا هديتها وفهمتها بالراحة وأقنعتها بوجهة نظري ، 


وبعدين قالت لي هستناك طبعاً أنا كمان لسه قدامي ٤ سنين جامعة ، واتفقنا خلاص هطمن عليها من بعيد لبعيد وهيا كمان ،


 وأنا وعدتها إني مش هسيبها وهفضل أدعي ربنا إنها تكون من نصيبي، وفضلنا علي وعدنا ده سنة بحالها أعرف أخبارها من بعيد لبعيد وهيا كمان ، 

واستطرد حديثه قائلاً  :

_ وفجأة مرة واحدة بقيت مش عارف أوصل لها ولا عارف عنها حاجة لمدة شهرين ، 

لحد ما ظهرت في الجامعة ولقيتها ماشية جمب واحد وبتعرف صاحباتها عليه إنه خطيبها ، وهتتجوز بعد ماتخلص سنة تالتة وهتاخد السنة الأخيرة عنده لما تتجوزه ، وعلامات السعادة باينة علي ملامحها ، 


المهم اتصدمت وزعلت منها جدا ورغم حبي الشديد ليها اتمنيت لها السعادة ورضيت بعذاب قلبي ، 

وللأسف مقدرتش أنساها وكل مابشوفها قلبي يدق جدا ، بس ولا مرة ضعفت وبعت لها ، 

ومن سنة بالتحديد كده جالي رسالة علي الواتساب منها انصدمت أول ماشفت الرسالة ،

كانت باعتة بتقول لي إنها تعيسة في حياتها مع جوزها وأنها اتسرعت إنها سمعت كلام أهلها ومستنتنيش وأنها ندمانة ،

المهم هديتها وقلت لها حاولي تصلحي من حياتك وغيري من جوزك واصبري ،


ردت عليا بدموع وقالت لي:

_ تسمح لي نبقي أصدقاء وأشتكي لك دايما علي إللي تاعبني ، المهم هيا صعبت عليا جدا ووافقت لأني منكرش عليكي قلبي لسه متعلق بيها ، 

كل ذلك ونور تومئ برأسها لأخيها أن يكمل وكلها آذان صاغية ،


أكمل نادر حديثه بشجن:


_ بس ومن ساعتها المكالمات بينا بدأت تزيد يوم عن يوم ، 


بس ضميري بيأنبني إني وبيقول لي إنت خاين ، 

إزاي تكلم واحدة متجوزة وعلي ذمة راجل تاني ، 

وأكمل حديثه متسائلا:


_ قولي لي أعمل إيه بقلبي المتعلق بيها يانور ومش قادر أنساها؟

قولي لي أعمل إيه في ضميري إللي معذبني وبيجلدني كل يوم ؟


أنا حاسس إني خاين ، خاين ، 

خاين لربنا، ولجوزها، ولبابا، وماما ، وليكم انتوا كمان .


انصدمت هيا مما استمعت له للتو وأجابته بنبرة صوت قلقة :


_ ياحبيبي يانادر كل ده عذاب شايله لوحدك ؟

كل دي هموم مكتف بيها وتقيلة علي قلبك ؟


وقامت من مكانها وجلست بجانبه واحتضنت كفيه وأكملت حديثها بنبرة حنونة ونصح :

_ لازم تبعد عن البنت دي يانادر وتحاول تنساها ياحبيبي ، الله أعلم دي بتكذب عليك ولا بتمثل عليك ، 

ولاتلاقيك حليت في عنيها بعد ماخلصت بتقدير امتياز وطالع الأول علي دفعتك وندمت عليك ، وقالت في نفسها ده هيبقي ياما هنا وياما هناك، 


واستغلت طيبة قلبك  وطفولة مشاعرك إللي اتولدت علي إيديها أول واحدة ، 


ابعد عنها يانادر واعمل لها بلوك من كل الصفحات ومتكلمهاش تاني ، 


أقول لك غير خط الفون بتاعك خالص ، والأكونت بتاعك اعمل لها حظر من عليه ، 

وابعد عنها خالص ياحبيبي ، وقرب من ربنا وادعيه يهدي قلبك ويبعد عنك الخبيثين ويحط في طريقك الطيبين ياأطيب خلق الله ، 


ابتسم داخله علي براءة أخته التي دمرها الخبيث وعزم أمره علي أن لايواجهها قبل أن يأتي لها بالدليل علي دناوة ذالك العلي ،


 ووعد حاله أن يجاورها كثيراً ولا يتركها كثيرا لذلك العلي ، وأن يحاوطها هو وأخته نسرين وأن لايتركوها لحالها تتوه في ظلمات الهوي الكذاب.


وبعد عودتهم إلي منزلهم دخلت نور غرفتها وهي تشعر باضطراب شديد في عواطفها ، 

خلعت ملابسها وبدلتها بأخري بيتية مريحة ولملمت ملابسها الأخري ووضعتها بعناية في الدولاب ثم توضأت وصلت فريضة العشاء


 وجلست مع حالها تحدث نفسها بحيرة :

_ ليه يانور قلبك انخلع من مكانه لما سمعتي إللي أخوكي حكاه ؟

ليه عقلك ربط بين حكايتك وحكايته وتاعبة حالك ؟

ليه أعضاء جسمك كلها بتنتفص لحد دلوقتي وگأنك زي الخاينة المتجوزة إللي بتبعت له ؟


وبعد حيرة شديدة استقرت علي أن علي حبيب روحها ليس كمثله شئ وفوراً بعثت له رسالة برجوعها ، ونيمت ضميرها بكلام علي عن عناؤه الشديد مع زوجته.

____________________________


في اليوم التالي في العيادة

تجلس مهرة ممسكة هاتفها تتصفح الفيس بوك بملل وقلبها وعقلها منشغلين بالتفكير علي أمل ضاع وحزينة علي ضياعه ولا تدري مالسبب ، 

وحدثت حالها بتيهة:

_ أيعقل مهرة أن تكوني أحببتيه؟

 أيعقل أن تكوني عشقتي طيفاً لم تنظري إليه ولم تعرفي ملامحه حتى ؟

كيف ذالك ياربي لقد زارني في حلمي أمس ، جائني كملاك ذو طلة هادئة وحدثني ولكني لم أري ملامحه ، 

أيعقل أن  يحب الإنسان ويعشق الروح من نظرة عين لم تكمل الدقيقة حتي !


كُفَّ قلبي عن الدقات ستقف من تلاها ،

كُفَّ عقلي عن الانشغال سوف تنفجر من الفكر وتتوه في غياهب دنياها .


وعلي نفس حالها يجلس جواد في شرفة بيته يتقطع ألماً علي من تمناه ولم يلقاها ،

محدثاً حاله بشوق:

_ حبيبتي انتظريني فلن أتركك لغيري  ولن أتخلي عنكي ملاكي ، 

سأصنع المعجزات لكي أفوز بكي وأنال رضاكي ، 

وسأصنع حِيَلاً وسأعبر شوكاً كي أنعم بطلة بهاكي ، 

وسترين كيف يفعل الجواد لأجلكي مهرة  كي ينول لقاكي ،

وأنا واثق جدا من أنكي تنتظرين جهادي لكي أنعم برؤياكي ،


وبعدها سأسقيكي أنهارا من عشق الجواد ولن تملي منها ياأغلي مافي حياتي . 


ثم أفاق علي والدته وهيا تدلف إليه تربت على ظهره بحنان قائلة :

_ متستعجلش علي المكتوب ياحبيبي وربك رب قلوب ، وأكيد ملكش نصيب فيها وربنا هيرزقك ببنت الحلال إللي تنور دنيتك ، 


ده انت جواد يعني فارس الفرسان ألف من تتمناك ياحبيب قلبي .


نظر إليها قائلا بتأكيد:

_ وأنا من الألف دول ياأمي مش عايز غير مهرة ، ولو مش موجودة فيهم هترهبن وأعيش على ذكراها، 


وأكمل حديثه بتحدي :

_ طمني قلبك ياأم جواد إبنك قدها وقدود وهيعافر علشان ينول المهرة ويوصل بيها ومعاها لبر الأمان .


طبطت عليه وقالت له بدعاء :

_ ربنا ينولك مبتغاك ويوصل لك لمناك ويجعلها من حدك ونصيبك يارب .


قبلها من جبهتها قائلا بهزار:

_ أيون كتري من الدعوات دي ياحجيجة ياقمر انتي .

نظرت له بحب وتحدثت بطيبة:

_ ربنا يريح بالك وقلبك ويرزقك الخير كله ، ويجعل السعادة دارك وراحة البال مقدارك  ياجواد يابن بطني .

أمن علي كلامها ، ثم أكملا حديثهما في ألفة وهدوء .

________________________


 صعدت أسماء لشقتها ودلفت بأطفالها إلي غرفتهم وقبلتهم وأمرتهم بالنوم ، ثم خرجت بعد أن اطمأنت عليهم ، 

ودخلت إلي غرفتها وأحضرت ملابس بيتية مريحة وذهبت للحمام لتنعم بحماماً دافئاً يزيل عنها تعب اليوم ، 

وبعد أن انتهت من حمامها وتصفيف شعرها سمعت زوجها علي ينادي بعصبية:

_ ياأسماء إنتي فين ؟


خرجت إليه وقالت بهدوء :

_ نعم محتاج حاجة ؟ 


رد عليها متسائلا بإستغراب:

_ طلعتي امته ولا سمعت لك صوت ، ولا جيتي طليتي عليا وأنا بدي الدرس زي عوايدك في إيه كده مالك ؟ 


أجابته ببرود :

_ مالي علي الله ياشيخ علي ، أنا ولا فيا حاجة ولا محتاجة  ، كل مافي الحكاية إني قررت أسيبك براحتك خالص ، وموجعلكش دماغك كل شوية زي ماكنت بتقول لي .

نظر إليها بإبتسامة مستفزة:


_ ياحلاوة ياولاد أخيراً شغلتي الجمجمة بتاعتك دي وهتبطلي شكوك وأوهام في جوزك أبو ولادك .


أجابته باستفزاز مماثل:

_ علي الآخر ياعلي خد راحتك وعيش حياتك وانبسط علي كيف كيفك ، وأنا برده هعيش وانبسط علي كيف كيفي وكل واحد ينام علي الجمب إللي يريحه يالولو ، 


ثم أشارت له بيديها وأولته ظهرها  قائلة بلا مبالاة:


_أنا داخلة أنام تصبح على خير. 


نظر علي طيفها بشرود مرددا:

_ وانتي من أهله .


ثم حدث حاله بإستغراب قائلا:

_ هيا مالها دي فيها إيه ؟

وتقصد إيه بكلامها ده ، هو أنا ناقصك إنتي كمان ، 

تاتكم القرف نسوان نكدية ،


 قالها بتأفف وغادر المكان .

____________________________ 

بعد مرور شهران علي أبطالنا 

حالهم تغير وأصبحو مهمومين ، 

فمهرة لم تستطيع نسيان طيفها وأصبح ملازمها ، والجواد يفكر في طريقة للوصول لها ، 


ونادر ونسرين محاوطين نور ومكالمتها مع علي قلت كثيرا ، 

وأسماء مستمرة علي التجاهل التام لعلي وذالك شىء بات يثير جنونه .


في منزل والد جواد 

حيث جاء صديق والد جواد الحاج رمضان ، رجل ذو وجه بشوش البسمة لاتفارقه،  يجلسون في الشرفة يتحدثون هو وجواد ووالده في أمور الحياة ، ثم أخذ بهم الكلام وتحدث والد جواد بضيق للحاج رمضان قائلا:


في حاجة مضايقاني يا رمضان من جاركم ونسيت أقول لك عليها ، ومزعلاني جدا .


نظر إليه رمضان بإستغراب وتحدث بتساؤل:

_ جاري مين إللي مزعلك يابو جواد ، وعمل معاك ايه ؟


أجابه والد جواد بضيق:


_ جاركم محمد الشريف ياسيدي ، أبو مهرة  تصور الحاجة أم جواد شافت مهرة بنته في العيادة وعجبتها ولأجل الحظ الدكتور مجاش في اليوم ده ،

 فاأم جواد قالت له تعالي معايا العيادة وشوفها هتعجبك أوي وأصرت عليه ، المهم راحو تاني يوم وشافها والحمدلله ارتاح لها ودخلت قلبه ، 

تاني يوم علطول بعتنا أختي ليهم وقالت لهم علي جواد واستنت رأيهم ، مفيش يومين لاقينا أبوها باعت الرد إنها لسه صغيرة ومش هيجوزها دلوقتى ، 


وأنا مش مصدق السبب ده خالص ولا يخيل علي أي حد ،

ثم نظر إلي إبنه جواد بإعتزاز قائلا:


_ هو إبني معيوب ولا في حاجة لاسمح الله علشان يترفض ، طيب والله العظيم هما الخسرانين ، 

ونظر إلي جواد بدعم .


أجابه العم رمضان بمحايلة:

_ إزاي بقي الكلام ده ، ده جواد راجل مفيش منه ولا في أدبه ولا في أخلاقه ، 

ونظر لجواد نظرة استحسان وأكمل بجدية له :

_ متزعلش نفسك ياحبيبي ، ده إنت تستاهل  ست البنات كلهم وربنا يعوض عليك بالنصيب إللي يستاهل لك يابن الغالي .


نظر إليه جواد نظرة شكر وعرفان وردد بتصميم :


_ ومهرة هي نصيبي الحلو وقسمتي إللي أستحقها من الزمن ياعمي رمضان ، وأنا مش عايز نصيب غيرها وهعافر علشان أنولها ،


وهعمل المستحيل علشان أخدها ومش هستسلم ، بس أنا قلت أخد وقت شوية وأتقدم لها تاني لعل وعسى والدها قلبه يحن لما يلاقيني متمسك بيها ومش عايز غيرها . 


نظر إليه عم رمضان بفخر وردد بتساؤل:

لحقت تحبها كل الحب ده ياجواد ، علي العموم أنا هعدي عليه النهاردة كده وهجس نبضه وأقول لكم ، ويمكن ربنا يوضع سره في أضعف خلقه ، 

ثم قام من مكانه وانتوي المغادرة قائلا:

_ أنا همشي بقي يابو جواد ومتزعلش نفسك ولعل المانع خير ،

ثم ألقي تحية السلام وخرج وقام معه أبو جواد لتودعته ، 

ونظر جواد إلي والدته قائلاً بابتسامة:

_ ست الكل ممكن كوباية قهوة من إيديكي الحلوين دول حكم راجع من الشغل دماغي ضايعة .


اجابته والدته بإبتسامة رضا وتحدثت قائلة:

_ حاضر يا حبيبي من عيوني ،تحب أجيب لك فاكهة معاها ؟


أجابها:

_ لأ ياأمي فنجان قهوة،  أنا هدخل البلكونة أشم شوية هوا ولما تخلصيها اندهي عليا أخدها.


ولجت والدته إلي المطبخ لكي تصنع له القهوة المانو التي يحبها عزيز عينها وهي تتنهد بضيق لأجله محدثة نفسها:

_ ربنا يديك وينولك إللي بتتمناه ياجواد ياحبيبي ، 

ثم أفرغت محتوي القهوة في الإناء وذهبت إلى الشرفة وأعطته إياه بمحبة وإبتسامة ، وعادت إلى المطبخ علي عجل لكي تطهي طعام العَشاء.

أما عن جواد في داخل الشرفة وهو يحتسي القهوة ، أمسك هاتفه وبعث لمهرة رسالة أجَّل إرسالها عدة مرات منذ أيام ولكنه قرر إرسالها وليكن مايكن ، فهو ملتزم جداً معها ولا يضايقها أبدا رغم اشتياقه الشديد لها ،

ولكنه لم يعد للصبر حدود فضغط الإرسال إليها ، 


كانت مهرة في ذلك التوقيت تجلس في العيادة ممسكة بمصحفها تحفظ وردها اليومي ، وفجأة جائها رسالة عبر الواتساب وكان نصها كالآتي :

_ ازيك يا آنسة مهرة ، عاملة إيه ؟

يارب تكوني بخير ، معلش إني بتطفل عليكي بس أنا كنت حابب أطمن عليكي بس إنك بخير .


قرأت الرسالة بدقات قلب سريعة جداً لم تقدر على تفسيرها أهي عشق، اشتياق، حنين، مفاجأة، وَحشة ، رغبة به ، 

ثم أمسكت هاتفها وحضنته كتعبير عن فرحتها بتلك الرسالة وانتظرت قليلاً، 

ثم بعثت له رسالة نصية قصيرة محتواها:

_ أنا بخير الحمدلله ياأستاذ جواد ،

ثم ضغطت الإرسال إلي من حفظت رقمه عن ظهر قلب ولكن لم تدونه ، 

أما هو طار فرحا برسالتها القصيرة التي عدد كلماتها تعد علي أصابع اليد، ولكن كانت بالنسبة له طوق نجاة وخيط يوضح له أن يفعل ماقرره تجاهها ، 

ثم جلس يغني بصوته العذب أغنية العندليب الأسمر داخل الشرفة بسعادة غامرة:


_ حبيتها أيوه أنا أنا أنا حبيتها ، مش قادر أنسي ضحكتها ، مش يمكن دي فرحة عمري والفرحة ماصدقت لقيتها ، 

كان فين اليوم ده غايب عني كان فين ، 

تسلم لي وتسلم ضحكتها ،

______________________________


في منزل الشيخ علي 

يجلس في غرفته وممسكاً هاتفه يتصفح التعليقات علي آخر فيديو له ويرد عليها ، 

وفجأة أعلن هاتفه عن وصول رسالة نصية عبر الماسنجر لأكونت غريب عنه ، 

فتح الرسالة وقرأ محتواها ،

 وفوراً بعث لصاحبة الرسالة الرد قائلاً بمهنية: 

_ وعليكم السلام ورحمه الله ، مين حضرتك ؟


أجابته علي الفور :

_ أنا إسمي رنا  من القرية إللي جمبكم  وعندي ٢٢ سنة  ومعايا معهد خدمة اجتماعية ، 

شفت فيديوهات لحضرتك عن كيفية تعليم الأطفال بطريقة عجبتني جداً ، بس بصراحة أنا معنديش أطفال ولا ليا إخوات أنا بكلمك علشان نفسي آخد الدورة التعليمية الخاصة بطريقة نور البيان إللي حضرتك بتتعامل بيها مع الأطفال  وعندي أمل متكسفنيش ،


علشان مقدمة على شغل في حضانة خاصة ومن شروط قبولي للشغل إني أكون عارفة طريقة نور البيان ، 

ها قلت إيه حضرتك ؟


أجابها علي بابتسامة خبيثة ظهرت علي معالم وجهه وهو يحدثها،

 فهو فوراً دخل صفحتها ورأي صورتها الشخصية وصورة غلافها وانبهر بجمالها وخاصة الغمازات التي تحتل وجهها قائلا مدعياً الجدية :

_ وحضرتك ياآنسة رنا عندك استعداد نفسي أولاً، ووقتك يسمح ثانياً تاخدي الدورة في المواعيد إللي هحددها لك ؟


أجابته:

_ أيوه بإذن الله عندي استعداد نفسي ، وكمان عندي وقت فراغ كبير أنا مخلصة المعهد من سنة ومش بعمل حاجة، 


وعلشان كده فكرت في الشغل ، وقالو لي علي شرطهم وبصراحة بعد بحث طويل ملقتش غير حضرتك تديني الدورة دي . 


أرسل إليها قائلا بجدية:

_ تمام بإذن الله معنديش مانع هشوف مواعيدي وأبلغك بالمواعيد الخاصة بيكي ، هما هيبقو ٣ جلسات في الأسبوع لمدة ٣ شهور .


ردت عليه قائلة:

_ علي بركة الله ، وإن شاء الله المبلغ إللي حضرتك تحدده هبعته لك علي فودافون كاش ، ومتشكرة جدا لزوق حضرتك ياشيخ علي .


بعث لها إيموشن تأكيد دليلاً على إنهاء المحادثه . 


تفاعلت هي معه وأغلقت الهاتف . 


أما هو فعاد محدثاً نفسه بفرحة:

_ آه ياواد ياعلوة شكلك هتغير الصنف ، وتجدد النوع وترجع لأيام الشقاوة ، 

وجلس يرتب مع حاله كيفية مدخل تلك الحسناء النضرة . 

___________________________


في منزل محمد الشريف

كان رمضان جاره وصديق والد جواد يجلس معه ويحتسي مشروب الشاي ويتحدثون في موضوع جواد ومهرة حيث أنه أتي كي يستفهم منه سبب الرفض ،

 ووالد مهرة لم يعرف يفلت من إلحاحه فأجابه بإمتعاض :

_ إنت مصر يعني تعرف السبب ، هيفرق معاك إيه يعني ، ولا هيزود ولا هينقص ده قسمة ونصيب وهما ملهمش نصيب في بعض .

رد عليه رمضان بإصرار:

_ أيوه مصمم أعرف ياجدع هي مش مهرة زي بنتي ، وبرده جواد زي ابني يالا اتكلم وخلصني تعبتني معاك ياجدع .


أجابه والد مهرة باختصار:

_ بصراحة كده يا رمضان جواد ده معندهوش شغل مستقر  وده مش السبب الأساسي برده ، أنا رفضت لأنه مش مكمل تعليمه وبنتي هيبقي معاها كلية إن شاء الله ، وهتكمل دراسات عليا إن شاء الله وجواد  مكملش الكلية والتعليم مهم جداً بالنسبة لي ، حتي لو بيكسب دهب من صنعته دي ، 

بس ده مهرة مش أي حد لازم إللي ياخدها يكون مستواه التعليمي والفكري أقوي منها ، وأنت عارف إنها بسم الله ماشاء الله عليها دماغها توزن بلد ، ها استريحت لما عرفت. 


أجابه رمضان بتأكيد:

_ بس جواد ده راجل أوي يامحمد وشاريها جدا لحد دلوقتي ومش مقتنع بالسبب إنها لسه صغيرة ، 

ليه ترفض الشاري إللي ماسك فيك بإيده وسنانه ؟

 فكر تاني وربنا يجعل نصيبهم حلو مع بعض وسيبك من التعليم جواد برده مش جاهل دي دماغه متفتحة جداً وتوزن بلد بحالها والله ، ده أنا أعرفه كويس جداً ومش هيزعل مهرة في يوم من الأيام ، وحتي لو حصل مشكلة مابينهم ده ابن أصول وعمره ماهيهنها .


أجابه والد مهرة بعدم اقتناع:

_ معلش يا رمضان أنا أدري بمصلحة بنتي وخلاص بقي أنا رديت مرة ومش هرجع في كلمتي . 


أخذ رمضان يحاول معه مرات عديدة ولكن كما هو متيبس الرأس فقام واستأذن المغادرة قائلا: 

خلاص إللي إنت شايفه أنا ماشي بقي رايح الأرض هشقر علي الزرع ، سلام عليكم. 

رد عليه السلام وأوصله للخارج  .

وبعد خروجه ذهب إلي أرضه وجلس تحت ظل الشجرة ممسكاً هاتفه وهاتف والد جواد وقص عليه ماحدث بالحرف دون زيادة أو نقصان ، وأخيراً علم جواد القابع بجواره سبب الرفض وانكوي قلبه ألماً ، وغادر المكان علي الفور بقلب منفطر علي المهرة التي ضاعت منه ، 

وحدث نفسه بحسرة :

_ أيعقل أن تضيعي من بين يدي وأخسرك ،

أيعقل أن يراوض المهرة جوادا غيري وأنا أعشقك ، 

أيعقل أن قلبي الذي أخدتيه وأغلقتي عليه بقفل ورميتي مفتاحه في أعماق الهوي أن يتركك، 

لا وألف لا مهرة لن أُضيعك ومن غرامي سأُشبعك ، ومن هيامي سَاُغرقك ، 

ولن أفقد الأمل يانبض الفؤاد وروح الجواد.

تري هل حكاية مهرة وجوادها انتهت أم للقدر رأي آخر ؟

تكملة الروايه اضغط هناااااااا 

اكتب ف بحث جوجل موسوعة_القصص_والروايات 

اللي عاوز البارت الجديد يعمل متابعه من هنااااااا علشان توصلكم الرواية كامله 


الرواية كامله من (نوفيلا عهد الهوى)

اضغط على اسم الروايه ☝️☝️☝️


تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع