القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

نوفيلا عهد الهوى الفصل السابع 7بقلم فاطيما يوسف




نوفيلا عهد الهوى الفصل السابع 7بقلم فاطيما يوسف 







نوفيلا عهد الهوى الفصل السابع 7بقلم فاطيما يوسف 



#بسم_الله_الرحمن_الرحيم

#اللهم_صلي_وسلم_وبارك_علي_سيدنا_محمد_وعلي_آله_وصحبه_وسلم


#نوفيلا_عهد_الهوي

#بقلمي_فاطيما_يوسف

#البارت_السابع


في منزل والد مهرة

جلست مهرة في غرفتها محطمة الآمال بعدما علمت رفض أبيها للمرة الثالثة وأصبحت فاقدة للأمل تماماً وعلي الفور تذكرت حلمها وأنه تحقق فقد تركها جواد وحدها في آخر الحلم وهذا تحقق من رفض أبيها ،

 جهزت حالها للذهاب إلى درس التجويد الذي نقل لمكانه الجديد وستذهب مع صديقتها إليه ، ارتدت فستان باللون الأسود وبه خطوط عريضة باللون الذهبي ، ثم ارتدت حجابها باللون الذي يشبه لون القهوة قبل أن تطهي،

 وارتدت حذائها وكانت في غاية الشياكة ، فمهرة رغم احتشام ملابسها إلا أنها عصرية ومتناسقة جدا ، 

وهاتفت صديقتها واتفقا علي أن يتقابلا أمام الشارع ، وبعد مدة تقابلا ووصلتا للمكان المنشود ودخلتا الشارع الذي يوجد به مكان الدرس ، وأثناء مشيهما وجدت مهرة من تنادي عليها من الأعلي ، 

رفعت رأسها وفتحت عيناها علي وسعهما ،

فقد نادت عليها هنا زوجة أخو جواد من الشرفة  بهتاف قائلة:

_ مهرة يامهرة . 


نظرت لها مهرة بصدمة فهي الآن أمام منزل جواد ، نظرت للمنزل بدقات قلب سريعة تكاد من دقاتها تقفز منها ضلوعها ، 

فأجابتها بإستحياء:

_ إزيك ياهنا عاملة إيه ؟ 


ألحت عليها هنا بالطلوع إلي شقتها لكي تسلم عليها ومعها صديقتها ، 

فقالت بإلحاح شديد :

_ اطلعي يامهرة بالله عليكي أنا عايزة افرجك علي شقتي وتشربي حاجة وتنزلي ، يارب يخليكي يامهرة تطلعي . 


نظرت إليها وقالت بتصميم:

_ معلش ياهنا مقدرش أطلع اعذريني ، وكمان ورايا درس ومش عايزة أتأخر .


ردت عليها هنا بتصميم أكتر :

_ لأ يامهرة لازم تطلعي والله العظيم ماهأخرك ، وكمان جواد مش هنا مسافر متقلقيش ، اطلعي علطول علي الدور الرابع وأنا مستنياكي ،


وأكملت برجاء:

يارب تفرحي  ماتكسفيني يامهرة . 


نظرت مهرة إلي صديقتها رقية تستشيرها بعيونها علي إصرار تلك الملحة ، 

أمائت لها صديقتها أن يصعدا وقالت لها بصوت منخفض:


_ تعالي يامهرة نسلم عليها وإحنا واقفين وننزل علشان متكسفيهاش ، 

وبالفعل دلفت المهرة بيت الجواد بخجل شديد ، ودقات قلب سريعة لم تقدر علي تفسيرها أهي وَحشة ، ألفة ، راحة ، اشتياق الروح للروح ، 

صعدت إلى الطابق الثالث بتوهان ودقت علي زر الجرس وانتظرت الإجابة، 

وإذا بها تتفاجأ بامرأة أخرى يبدوا أنها صِهرتها ، 


نظرت لها مهرة بخجل شديد وقالت بتساؤل :


_ السلام عليكم،  

هي دي مش شقة هنا ؟


إبتسمت الأخري لها وتحدثت بوجه بشوش مرددة:


_ لأ ياحبيبتي شقة هنا إللي فوقي . 


اعتذرت منها مهرة بخجل  قبلته الأخري بسعة صدر ، ثم صعدت إلى الطابق الرابع،


وجدت هنا تنتظرها علي الباب بابتسامة عريضة مرددة :

_ يادي النور يادي السرور مهرة بحالها عندنا ياولاد ، 

ووضعت يدها علي صدرها وقالت بدعابة :

_ قلبي ياناس ، تعالي حبيبتي اتفضلي إنتي وصاحبتك .


إبتسمت لها مهرة بخجل وردت عليها بإمتنان علي ترحيبها بهم قائلة :


_ معلش ياهنا مقدرش أدخل أكتر من كده أنا طلعت أسلم عليكي علشان متزعليش ولازم أنزل حالاً . 


أمسكتها هنا من يدها تدعها للدخول قائلة بتصميم:


_ لاااا والله لازم تدخلي وتشربي حاجة ، مينفعش تنزلي إلا لما تشربي حاجة عيب عليكي يامهرة والله أزعل .


نظرت إليها بخجل ثم تحركت هي وصديقتها وجلست علي أقرب كرسي بحوار الباب ورددت بإستحياء:


_ طالما إنتي مصممة هاتي لنا كوباية مايه ساقعة بس  ، مقدرش أشرب حاجة والله أكتر من كده .

اجابتها علي الفور :

_ من عنيا ياأجمل مهرة . 


ودلفت إلي المطبخ وجلبت لهم كوبان من العصير الفريش ، وزجاجة مياه مثلجة وخرجت لهم بعد دقائق معدودة ، 

وقدمت لهم المشروبات مرددة بابتسامة:

_ اتفضلو ياحلوين جبت لكم عصير فريش ساقع علشان الجو حر ، وبالله عليكم تشربوه وماتكسفو إيدي .


نظرت إليها مهرة بقلة حيلة وأخذت المشروب لها ولصديقتها وتجرعت منه قليلاً جداً وأعطته إياها وقامت علي الفور ، 

مستأذنة للخروج وشكرتها علي حسن الضيافة.


نظرت إليها هنا بانزعاج علي عدم مكوثها أكثر من عشر دقائق وعلي عدم تكملة المشروب ، وألحت عليها أن تجلس ولكن مهرة صممت علي الإستئذان والذهاب ، 


وبالفعل نزلت مهرة وصديقتها بهدوء دون أن يشعر بهم أحد كما صعدو ، 

نزلت مهرة بنفس الإحساس الذي صعدت به ونفس المشاعر ونفس الدقات ونفس التيهة والتخبط .


وبعد نزولهما خرجت زوجة أخو جواد وسلفة هنا منادية عليها بفضول لكي تعرف من تلك الراقية الجميلة التي دخلت قلبها ، 

ونادت عليها:

_ هنا ياهنا . 


أجابتها هنا:

_ نعم ياأم ملك عايزة حاجة ؟


سألتها بفضول:

_ مين البت القمر دي ؟

ردت عليها بابتسامة علي فضولها:

_ متعرفيهاش ! دي اللي جواد عايز يخطبها .


إبتسمت إليها قائلة بتعجب :

_ بقي القمر دي اللي جواد عايز يخطبها ودايب فيها دوب ! 

وأكملت بتأكيد:

_ طيب والله عنده حق يصمم عليها دي الله وأكبر عليها الجواب باين من عنوانه ، 

وأكملا حديثهما عن مهرة .


أما بعد مهرة ماخرجت هي وصديقتها وذهبت إلى مكان الدرس وإذا بمكانه بجانب بيت جواد مباشرة .


يالها من صدف عجيبة ، ويالك من قدر  لن يقدر أن يعاندك البشر ،

ولكن هل ستجمع عاشقان فرقهما بُعدِ النظر؟


____________________________


في منزل نور

نادر بجدية وتساؤل:

_إيه إللي بينك وبين علي يانور ومتكذبيش . 


انصدمت من سؤاله ونظرت له بصدمة من معرفته وعلي الفور ردت بهجوم شرس :


_ مين إللي حكي لك الموضوع ده يانادر ؟

أكيد الست نسرين هانم إللي مبيتبلش في بقها فولة ، 

وأكملت بهجوم آخر:

_ وطبعا قالت لماما وبابا وعملت لي هليلة في البيت هنا  ، وبقيت حديث الساعة والمدينة ، 

واسترسلت بتوعد :

_ماشي يانسرين ماشي . 


أجابها أخيها بتهدئة:

_ إهدي يانور هيا مقالتش غير ليا أنا بس ، وبعدين نسرين مش وحشة أوي كده ولا عدوة ليكي علشان تتكلمي عليها بالمنظر ده ، دي أختك وبتحبك وخايفة عليكي ، ومش هتلاقي حد يحبك ويخاف عليكي اكتر مننا ، 


واستطرد قائلاً بحنية:

_ وبعدين أنا  بسألك بكل هدوء ومن غير عصبية ، أقول لك ياستي اعتبريني واحدة صاحبتك واحكي لي ومتقلقيش سرك في بير غويط ، 

بس أنا بجد عايز أسمع منك إنتي ياحبيبتي.


لانت واستكانت هي من نبرته الحنون الصادقة واطمأنت وقررت أن تحكي له ولن تخاف منه ، فهو أخيها المقرب إليها والتي تحبه جداً ، 

نظرت إليه وتحدثت بلجلجة: 

_ اتعرفت علي "علي"  من سنتين ، هو شافني كنت خارجة من صلاة الجمعة مع صاحبتي وأعجب بيا ولقيته باعت لي معاها إنه عايز يتكلم معايا في أمر مهم ، رفضت طبعاً مرة واتنين وبعد محاولات كثيرة وافقت أكلمه وأشوفه عايز إيه وفعلاً بعد ماوافقت لقيته باعت لي رسالة علي الواتساب بيستأذني يكلمني فرديت بفضول أشوفه عايز إيه ، 


المهم كلمني وحكي لي ظروفه مع مراته وإنها مش مريحاه وإنه صابر عليها ومش عايز يطلقها علشان أولاده ، وأنه معجب بيا ونفسه يرتبط بيا ، 


واسترسلت بتوتر :

_ في الأول رفضت وقاومت كتيييىر لكن مرضيش يسبني وحاصرني بحبه ليا وحنانه عليا ، وتمسكه بيا وإنه عايزني ومحتاجني ، 


ثم أكملت بتيهة وهي تنظر أرضاً من شدة الخجل وتفرك يداها :

_ مقدرتش أقاوم حبه بعد كده يانادر ولا أرفض النعمة إللي ربنا بعتهالي ، وأخد قلبي ومشاعري البدائية وبقي حبي الأول والأخير إللي ربنا كرمني بيه يانادر .


نظر إليها أخيها بحسرة علي براءة مشاعرها وعذريتها التي خدعها صياد ماهر وماكر ، وتحدث بنبرة حنونة متسائلا:


_ حبيتي في إيه ياحبيبتي ؟


أجابته بتوهان وخجل :

_ حبيت فيه حنيته عليا يانادر ، حبيت فيه خوفه عليا  حتي من رمش عنيا حتي ، حبيت فيه إن كل لما أزعل لو طال يجيب لي نجمة من السما هيجيبها لي ، حبيت حبه إللي محاوطني في كل مكان .


سألها بفطنة لكي يشتتها :

_ طيب ونسيتي إنه متجوز وعنده أولاد؟


مجاش في بالك إنه ممكن يكون بيضحك عليكي وبيوهمك بحبه وبيخدعك علشان يوصل للي هو عايزه ؟

مجاش في بالك إنك كده بتهدمي بيت وأسرة وأطفال محتاجين لرعاية أبوهم وأمهم مع بعض ويربوهم في سكينة ويوصلوهم لبر الأمان إللي ممكن يتقلب لبر الضياع لو اتفرقوا ؟


مجاش في بالك مراته اللي بيخونها وبيقهرها وبيقارنها بيكي كل يوم ؟


مجاش في بالك ربنا اللي قال "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض" ؟


مجاش في بالك بابا وماما وأنا ونسرين وأنتي بتنزلي من شأننا قدام سافل زي ده ؟


مجاش في بالك برده إنه بعد ده كله هيطلع بيخدعك وبيسلي وقته لحد ما يوصل لحاجة معينة هو عايزها وعملها مع غيرك كتير ولسه مستمر معاكي علشان لسه مطالهاش ولما يطولها للأسف هيرميكي ؟


ومجاش في بالك إنه استغل مشاعرك البريئة وحولك لواحدة خوافة وبتستخبي من أقرب الناس ليها علشان تكلمه في الحرام ؟


كانت تستمع له بدموع منهمرة وقلب منفطر لتعنيفه لها حتي ولو كان بمنتهى الحنية واللطف ، 

ثم نظرت له وتحدثت باعتذار:

_ سامحني يانادر إني مقلتلكش في الأول وجيت لك وحكيت لك عن "علي"  وحبه ليا ، 

أنا معترفة إني غلطانة إني كلمته من وراكم ومعترفة إني غضبت ربنا وهستغفره كتير ، 


وأكملت بدفاع:

_ بس صدقني علي بيحبني حب حقيقي ، علي ده ملاك نزلي من السما يانادر ومتتصورش بيحبني قد إيه ،


 انت فاهمه غلط والله العظيم ، 

وبعدين في حكاية بيته ومراته هو مفهمني إنه مش هيقدر يطلقها علشان ولاده وقال لي إنها تاعباه جداً ومش مريحاه وأنهم علطول في مشاكل وخناقات،  ومش عارف يعيش معاها في مودة ورحمة زي إللي بيحس الناس عليهم في الخطب بتاعته ، 


واسترسلت باقي دفاعها بثقة :

_ وبعدين قال لي إن ربنا حلل للراجل يتجوز مثني وثلاث ورباع لو احتاج لكده ومقتدر علي كده وهو ماشاءالله عليه مقتدر جداً ، 


وأنا قبلت بيه وبظروفه علشان حبيته حب حقيقي وميجيش نقطة في بحر حبه ليا.


نظر إليها نظرة مطولة تنم عن حزنه علي أخته المضحوك عليها وعلي حالها الذي يدمي القلوب ،

 

ثم قال لها بتساؤل:

_ يعني إنتي متأكدة من حبه ليكي يانور ؟


نظرت له بإبتسامة وبوادر أمل وقالت :

_ جداً جداً يانادر ده أنا نور أيامه وحلم عمره زي مابيقول لي .


أصبح نادر الآن قاب قوسين أو أدنى ولكن قرر كشف الحقائق لأخته ، بل كان مؤخراً مواجهتها حتي يأتي لها بدليل يجعلها لن تتركه فقط بل وتدهسه بقدميها كما تدهس الحشرات الضارة بالمثل ، 

ثم وجه بصره إليها وتحدث بثقة:

_ طيب تسمحي تبصي كده علي الرسائل دي وتسمعي الفويسات دي وأعطي لها الهاتف 


_____________________________


في منزل الشيخ علي 


بعد عودته من صلاة العشاء جلس مع والديه بضعاً من الوقت ثم صعد إلى شقته ، 


أدخل المفتاح في الباب وفتحه وإذا به يدخل الشقة وينصدم مما رأي ، 


حيث وجد أسماء مشعلةً شموعاً مضيئة بألوان متعددة وجذابة ، وجالسة بملابس مثيرة للنظر وتستمع إلي موسيقتها المفضلة لديها ورائحتها معبأة بالمكان ، وتمسك كتاباً تقرأه ومتمعنة فيه جداً ، 


حدث حاله بتعجب  :

_ ماهذا ياعلي ، ومن تلك؟

 وأشار بعينيه إلي أسماء ،

 أهذه أسماء التي كانت فانيةً حياتها في التنظيف والأولاد ومشاغل المنزل التي لم تنتهي بعد ؟ 

أتهت أنا بالعنوان والتبس عليا الزمان والمكان ؟


لا وربي ذلك منزلي وتلك امرأتي ، 


ذهب إليها متحدثاً بتعجب وقال:


ايه ياأسماء الحاجات الحلوة دي ، والقاعدة الرايقة دي ، والجمال إللي يخطف ده ؟


وأكمل بغشم :

_ مش متعود منك علي كده خالص ، متعود دايما أدخل ألاقيكي يابتغسلي يابتمسحي يا في المطبخ ، يابتذاكري العيال ! 


ثم أكمل حديثه بغمزة:

_ بصراحة بهرتيني النهاردة ، 


وذهب إليها مغيباً فكل الذي يحركه شهواته الدنيئه ذالك العلي الذي ليس بعلي ابدا .


نظرت إليها بإبتسامة نصر علي نجاح مخططها في تأثيرها عليه ولكن نفذت المثل المشهور "التقل صنعة"  وأجابته بدلع :

_ ليه ياعلي هو أنا يعني بشتغل في البيت ٢٤ ساعة وكنت عاملة زي أمنا الغولة ، 


ولا ده ذنبي إن عايزة أعيشك في مكان هادي ورايق ومترتب ، 


واسترسلت بدهاء أنثي:

_ إنت شفت بعينيك لما دخلت الشقة ولقتها متبهدلة اتصدمت إزاي وكنت مش مصدق إللي عيونك إللي يجننوا دول شافته ،


ثم ذهبت إليه وأمسكته من لياقة جلبابه وتحدثت بزعل مصطنع:

_ اخص عليك يالولو أنا كده زعلانة منك ومخاصماك علي سوء الظن بيا ، 


ثم تركته وذهبت إلى غرفتها بسرعة ، ووقف هو ينظر إلي طيفها بوله وفجأة دخل خلفها بسرعة البرق.


هذا هو الرجل حبيباتي بيدك أنتي مفاتيحه،


 فإذا كان زوجك يُعَفْ بالإهتمام به فاهتمي به واتركي كل شيء في حضرته ، 


وإذا كان يُعَفْ بدعابتك وأناقتك واهتمامك بنفسك فاهتمي بها وكوني له أميرة يكن لكي ملكاً .

_______________________________ 


أيعقل أن تكون قصتنا انتهت قبل أن تبدأ حبيبتي ، 

أيعقل أن تكوني لغيري ويعشقك مثلي مهرتي ، 

لاا وألف لا لن تكوني لغير الجواد ولن ينالك غيري معشوقتي ، 

فسأحارب كي أحظي بكي وأخبأك بداخل أحضاني عزيزتي ، 

ولن يري طيفك ويحظي بجمالك غيري جميلتي ، 

وكيف ينولك غيري فالجواد للمهرة والمهرة للجواد مملوكتي ، 

وهذا وعد من جوادك فخذيه عليا ميثاق مهرتي .


كان جواد جالساً في غرفته يفكر في مشكلته المعضلة كيف يمكن حلها ؟

دقت والدته الباب ودخلت عليه بإبتسامة حنون وقالت :

_ إيه ياجواد قاعد لوحدك ليه من ساعة ماجيت من الشغل ؟

وحتي الغدا قلت لي مش جعان دلوقتى ،


وأكملت بحزن قلب أم علي ولدها:

_ إنت ياحبيبي هتفضل تفكر في الموضوع ده كتير  انساها ياجواد انساها يابني ، ربك ماجعلش ليكم نصيب مع بعض ،


والله أنا ساعات بقعد أندم نفسي إني قلت لك تعالي شفها يابني ، 

وأكملت باستغفار وهي تنهر حالها:

_ استغفر الله العظيم يارب سامحني مش بعترض علي حكمك يارب .


نظر إليها قائلا بتنهيدة تعب وهو يشير علي موضع قلبه  :


_ وهو ده بإيدينا ياأم جواد نقوله كفاية متحسش بده يقوم ميحسش ، 


ولا هو زرار بنضغط عليه علشان نقفله  فيتقفل علشان ميصدعناش ويوجع قلبنا، 


كل مرة بترفض فيها بنجرح جرح بيعلم في قلبي والجرح ده ملهوش طبيب يداويه غيرها ياأمي ، 

كل مرة بعدها بحس إني مدبوح من الرفض إللي سببه صعب تحقيقه ولو اتحقق عايز سنين واحتمال تضيع من بين ايديا علشان أحققه ، 

كل مرة أغضب وأثور وأحس بالإهانة لكن أرجع أصبر نفسي وأهديها إن الرفض مش منها وأنيم إحساسي بإنها حاسة بيا وعايزاني ومش رافضاني ، 


كل مرة القدر يبعت لي إشارة وأطير عليها وقلبي يقول لي خلاص المرة دي هتتوفق وتنول مرادك وأفوق علي صدمة متبقاش في بالي ولا في خيالي من كتر عشمي في الخلق ونسيت إني لازم ألجأ للخالق علشان القلب يرتاح ويهدي ، 


واسترسل حديثه بأمل خلقه من تلقاء نفسه مرددا:


_بس المرة دي ياأمي قالتها وسمعتها بوداني إنها موافقة من حيث المبدأ لكن متقدرش تعارض رأي أبوها لما كانت بتتكلم عند عمها وكنت معاهم علي التليفون من غير هيا ماتعرف ، 


مش هقدر ياأمي أنساها ولا أتخطاها ولا أكمل من غيرها ولا أفكر أربط إسمي بغيرها.


انفطر قلب والدته عليه ودموع عيونهاعلي وشك النزول ، 

ونظرت إليه قائلة بدعاء:

_ ربنا يابني يريح قلبك ويرزقك بيها ويجعلها من نصيبك ويهدي لك العاصي يارب ، 


ثم تبادلا أطراف الحديث لكي تلهيه قليلاً وتخفف عنه ثم قامت وخرجت لكي تري شؤون منزلها ، 


أما هو بعد خروج والدته قام وتوضأ وأدي فريضته ، وبعد أن انتهي جلس علي سجادة الصلاة يناجي ربه أن يجعلها من نصيبه وأن يهدي قلب أبيها ، 

ظل يناجي ربه أن تكون مهرة امرأته لاغيرها ، 

وبعد أن انتهي من دعاؤه قال بقلب خاشع وهو ينظر إلي السماء:

_اللهم تقبل دعاء .

_____________________________


في منزل والد مهرة 


حيث أتي لزيارتهم عم والدتها فقد كان مسافراً منذ سنة وعاد وجاء لزيارة أم مهرة وكانت سعيدة للغاية بزيارة عمها فهي تحبه جداً ، فأخذهم الحديث حتي سأل عن بناتها وأحوالهم ، 

فنظرت له أم مهرة بحزن وتحدثت قائلة:

_والله ياعمي بناتي كلهم كويسين وفي نعمة وفضل من الله إلا مهرة ، حالتها اتغيرت بقت علطول سرحانة وحزينة .


سألها بجدية:

_ ليه مالها مهرة وايه سبب حزنها ، فيه حد مزعلها ولا ايه ؟


أجابته بهدوء:

_ والله ياعمي ماحد زعلها بس فيه حاجة حصلت هقول لك عليها ،


 وقصت له عن جواد وتقدمه لخطبتها ثلاث مرات ويرفض أبيها ، وحكت له عن سبب الرفض وأنها تشعر براحة مهرة تجاهه ولكن لا تقوي علي مواجهة أبيها أو معارضته من الأساس.


استمع لها ثم ردد متسائلا:

_ اسمه جواد إيه ياأم مهرة ، ابن مين يعني ؟


أم مهرة :

_ اسمه جواد عزيز العمري .


انصدم مما سمع لتوه وقال بإستغراب:

_ بن الحاج عزيز العمري إللي شغال في المعهد الديني ، 


واستطرد مرددا بذهول:


_ده صاحبي من زمن وبيجي يقعد معايا في المحل علطول، 


 إنتي متعرفيهوش ولا إيه  ؟


 نظرت إليه بأمل وتحدثت:

_ معرفهوش أوي ياعمي اكمني مبروحش المنطقة بتاعتهم دي كتير ، بس عارفة أبوه الله يرحمه ويحسن إليه.


قال لها بأمر :

_طيب اندهي لي مهرة كده عايز أتكلم معاها. 

نادت عليها وهي مكانها وخرجت مهرة من غرفتها حيث كانت تذاكر دروسها ، ودخلت مستأذنة بأدب ورددت بإبتسامة :

_ السلام عليكم ورحمه الله ، ازيك يا جدو عامل ايه وسلمت عليه .


رد عليها السلام بمحبة وقال لها بنبرة حنونة:

_ تعالي يامهرة اقعدي جمبي هنا ، 

ذهبت مهرة وجلست بجانبه  سألها عن أحوالها واجابته ، 


ثم أكمل متسائلاً بجدية:

_ قولي لي يامهرة إيه رأيك في جواد ؟


تلألأت في الحديث وفركت يدها بتوتر ونظرت أرضاً دليلاً على خجلها الزائد وقالت:


_ ماله ياجدو ؟ 


أنا معرفهوش ومعرفش عنه أي حاجة.


أجابها :

أنا عايزة اعرف إنتي مرتاحة له ولا مش مرتاحة من حيث المبدأ ؟

مهرة بخجل ولكنها تشجعت هذه المرة :

_مرتاحة له ياجدو بس طالما بابا رفض مقدرش أعارضه ولا أراجع كلمته.


قال لها بطمئنة:

_ لأ ملكيش دعوة بأبوكي سبيه عليا أنا  المهم إنك مرتاحة له ، 

وأكمل بتساؤل:

_ ولا فارق معاكي موضوع الكلية والحوارات بتاعت أبوكي دي .


أجابته بخجل :

_ إللي يهمني ياجدو إنه يكون محترم وابن ناس ويتقي ربنا فيا . 


ابتسم لها وردد بتأكيد ودعابة :

_ لأ من الناحية دي حطي في بطنك بطيخة صيفي يابت يامهرة، ده ابن ناس أوي وابن أصول ومش هتلاقي في أصلهم يابنتي ، ادخلي كملي مذاكرتك واللي فيه الخير يقدمه ربنا .


ماإن أنهي حديثه حتي دخل والد مهرة مرددا بإبتسامة وترحيب:

_ يا اهلا بالغالين المنورين بيتنا .


وقام باحتضانه وجلس بجانبه . 


تبادلا السلامات ثم تحدث عمها مباشرة باستنكار:

_ إنت إزاي يامحمد ترفض بن الحاج عزيز العمري ؟ 


هو ده يترفض يامحمد ! ده واد محترم ورجولة وابن ناس وكفاية البيت إللي بنتك هتروح فيه ، ده إنت توديها بنفسك وأنت مطمن ياشيخ أنها هتعيش عيشة مرتاحة وربنا هيهدي سرها هناك ، 


وأكمل بلوم :

_ لأ ده إنت زعلتني والله ، كلية إيه اللي بتتكلم فيها ، ده سيدنا النبي أشرف الخلق أجمعين كان أمِّي قبل نزول الوحي وكانت مهنته رعي الأغنام وبالرغم من كده حبته السيدة خديجة وكانت من الأثرياء وساعتها مفكرتش في علام ولا مال فكرت إنها تتجوز راجل سمعت عن صدقه وأمانته واتعلقت بيه وكان أحلي نصيب ليها صلي الله عليه وسلم ،

وبعدين هو  من شروط قبول العريس إللي الرسول صلى الله عليه وسلم قالها إنه يكون متعلم نفس علام العروسة ؟ 


الراجل علي دين واخلاق عالية وراجل من ضهر راجل ، وبالذات جواد أحسن واحد في ولاد الحاج عزيز ، 


واسترسل حديثه بأمر :

_ أنا هقوم حالا وهبلغ الحاج عزيز يجيب ابنه ويجو ياابو مهرة  ولو مكانش شاري ومتقل بنتنا بالغالية مكنش راح وجه واترفض تلات مرات ، ولو زعلتني ورفضت والله مانا مكلمك تاني ها .


إبتسمت أم مهرة وقالت لزوجها:

_ خلاص يابو مهرة توكل على الله وطالما هي عايزاه ومرتاحة له خلاص ، ايه لازمته العند .


نظر إليهم وقال بإستسلام: 

_ خلاص إللي تشفوه .


علي الفور قام العم إبراهيم وخرج من عندهم إلي منزل صديقه والد جواد ، 

دلف إليهم وسلم عليهم ورحبو به وبعد تبادل السلام ، 

قال لهم العم إبراهيم بوجه بشوش:

_ إلا قولي ياجواد لسه عايز مهرة ؟


انفرجت أسارير جواد وتخبط قلبه بين ضلوعه وعبرت الإبتسامة النابعة من قلبه وجهه وردد بسرعة:

_ ياه ياعمي ابراهيم دي أمنية حياتي إللي عايش عليها دلوقتى ، 


واسترسل بتمني:

_ والله لو مااديتوني بنتكم يبقي ربنا مبيحبنيش ، وصدقني هحافظ عليها وهحطها في عنيا الاتنين . 


ابتسم  إبراهيم لما قاله ونظر له قائلا:

_ طيب حيث كده يالا قوم تعالي معايا لبيت مهرة تكلم والدها ونديها فرصة تقعد وتتكلم معاك علشان نعرف قرارها النهائي . 


ابتهج وجهه وبات غير مصدقاً لما استمعه للتو ! 

أيعقل أنه سيذهب للمهرة الآن ويجلس معها ويتحدث؟ 


أيعقل أن ربه رضي عنه وسيكافئه بمهرة قلبه 

وحدث نفسه:


_أيٌعقل بعد عشق أصاب قلبي عذاباً أن ينال ،

من شهد المهرة يشرب ويسكر وينسي الإذلال ،

نعم الإذلال في فراقك وأنا أراكي تضيعي من بين يدي  وصبري في حبك شامخ كالجبال ،

 فقد عشت أحلم أتمني الوصال  ولم يمل قلبي من الصبر والانتظار بأي شكل من الأشكال ،

وخضت حرباً لايخوضها إلا الأبطال   لكي أنال عشقاً صعب المٌنال،

 وها أنا ذا فزت به وانتصرت في معركة العشق ولم أرضي الإنسحاب والإعتزال ، 


#خاطره_ جواد_لمهرة

#بقلمي_فاطيما_يوسف .

___________________________


في منزل الشيخ علي


جلس في غرفة مكتبه وهو يمسك هاتفه كل حين ليري رنا فتحت وردت عليه أم لا ، 

استغرب كثيرا فهي منذ ثلاثة أيام هاتفها يرن عليه  مغلق ، وحسابها على الفيسبوك لم يعثر عليه ، 

وحدث نفسه بحيرة وتعجب :

_ راحت فين دي وليه اختفت مرة واحدة كده ؟


معقولة حد حس بينا واحنا بنتكلم فأخدو منها الموبايل ؟

دي لما كنت ببعت لها رسالة بترد في ثانية، 

وكمان معرفش أوصل لها من أي حد دي من بلد معرفهاش ، ومش معايا اي حاجة توصلني ليها غير ايميلها ورقمها ، 

والايميل مش موجود يبقي اتعملي حظر من عليه ، 

ياتري إيه إللي جرالك يابت يارنا ! ده إنتي كنتي مسلياني وشاغلاني ومروقة عليا ، 

شكلك اتقفشتي وربنا يستر .

 

#انتهي_البارت

#نوفيلا_عهد_الهوي

#بقلمي_فاطيما_يوسف


تري هل انتهت رحلة العذاب لجواد أم ماذا؟


تري ماذا ستري نور وماذا يخبأ لها  أخيها؟


تري أين اختفت رنا ولم اختفت ؟


كل ذلك سنتعرف عليه في البارت القادم بإذن الله.

تكملة الروايه اضغط هناااااااا 

تعليقات

التنقل السريع