القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

نوفيلا عهد الهوى الفصل الثامن 8بقلم فاطيما يوسف



نوفيلا عهد الهوى الفصل الثامن 8بقلم فاطيما يوسف 






نوفيلا عهد الهوى الفصل الثامن 8بقلم 

فاطيما يوسف 




#بسم_الله_الرحمن_الرحيم

#اللهم_صلي_وسلم_وبارك_علي_سيدنا_محمد_وعلي_آله_وصحبه_وسلم

#نوفيلا_عهد_الهوي


#بقلمي_فاطيما_يوسف

#البارت_الثامن


في منزل نور 

وجه  نادر بصره إلي أخته وتحدث بثقة:

_ طيب تسمحي تبصي كده علي الرسايل دي وتسمعي الفويسات دي وبعدين تقرري إذا كان زي مانتي مابتقولي كده ولا هتغيري رأيك ؟

وأعطي لها الهاتف بقلب حزين على الجرح الذي تتلقاه أخته الآن . 


أمسكت الهاتف بيد مرتعشة خوفاً مما ستراه والتي استنتجته من ملامح أخيها الواثقة ، 


فتحت الصور وتمعنت بها وهي تشاهدها واحدة تلو الأخرى وتقرأ محتواها بصدمة ألجمت حواسها من هول مارأت ، حيث رأت رسائل لحبيبها الأول وحب عمرها كما كانت تلقبه وهو يتواصل مع فتايات غيرها ، 

قرأت كلماته ورسائله لهم القذرة والمقززة ، 


ثم دخلت من نفس الفولدر علي الفويسات المبعوثة منه لكثير من الفتيات وضغطت زر التشغيل واحداً تلو الآخر ، 

ثم فجأة سقط الهاتف من بين أيديها وأحست بدوار شديد وبسرعة مالت على تختها فاقدة للوعي ، 


جري إليها أخوها بهلع وحمل رأسها علي ذراعيه وضغط على أنفها بطريقة يعلمها جيداً عند الإغماء لأي شخص فهو دكتور ومدرك لتلك الأشياء ، 


حاول إفاقتها بهدوء حتي لا يشعر بهم أحد 

وبعد دقيقتين إذا بها بدأت بفتح عينيها رويداً رويداً ومع كل ثانية تعود فيها إلي رشدها تتذكر ماشاهدته منذ دقائق قليلة ، 


ثم دخلت في نوبة بكاء شديدة بكل قهر علي خائن حسبته حبيب ، علي حب حسبته مستقبلها ، علي مشاعر أعطتها لمن لايستحق ، 

تركها أخيها تفرغ مافي صدرها من قهر وضيق وندم على من لايستحق دمعة واحدة من عيناها ، تركها تبكي وتبكي لعل البكاء يخفف من ألم صدرها ، 

نعم فالصدمة لقلب برئ مثلها دٌهِس علي يد غدار مثله تجعلها تنفطر ندماً وألماً وقهراً ، 


ردد أخيها في نفسه بألم وهو يشاهدها:

_ لاتبكي أختي الكريمة فقلبي ينفطر لأجلك ، 

ولو أن الوجع ينقسم ماتركته لكي وأخذته وحدي أميرتي ، 

ولو أن الزمان يعود يوماً لاقتربت منكي وكنت مثل ضلك عزيزتي،

لا تٌذبلي عيونك بالبكاء فعيونك لاتستحق غير الضحكة كريمتي ، 


ولكن انهضي وعودي بقوة لعهدك المحبوب وبهاكي المنثور حوريتي ، 


وأنا سأعدك أني لن أتخلي عنكي ولن أترككي أبدا أختي حبيبتي. 


وأخذها بين أحضانه وهو يربت علي ظهرها لكي يهدأ من ألمها إلي أن هدأت واستكانت ومسحت دموعها العزيزة بحدة وغضب قائلة:

_ لازم أكلمه حالا يانادر وأهزقه وأخليه مايسواش ، 

لازم أطفي النار إللي جوايا وولعها جواه وأخليه ميعرفش يطفيها ، 

واسترسلت بتوعد:

_لازم أخد حقي منه  بالله عليك يانادر تسبني أكويه ولو مرة واحدة بس .


استمع إليها ثم أجابها بدهاء:

_ وهو ينفع الحاجة إللي بنرميها في الزبالة نرجع نعمل لها قيمة تاني ولو حتي علشان نحقرها ؟ 

وهو برده ينفع يبقي عندك أخ بيحب أخته كده وبيموت فيها وميعرفش يجيب لها حقها ؟


وهو ينفع أصلاً رقمك يظهر علي تليفون الزبالة الواطي ده تاني ؟ 


واسترسل حديثه بتعقل:

_ ممكن أختي حبيبتي تهدي وتقوم تتوضي وتصلي وتستغفر ربنا وتدعيه ووترجاه يسامحها علي الذنوب إللي ارتكبتها في حقه ، 


ثم نظر داخل عيناها بإهتمام وحب وتحدث قائلا:

_ ممكن برده طلب أخير من أخوكي حبيبك ؟ 


أشارت إليه بعينيها أن يطلب مايريد . 


سألها بتوسل:


ممكن برده لما قلبك الجميل ده حد يشاغله يرجع لي ويسألني ويستشيرني يعمل إيه ؟


وصدقيني مش هتلاقي حد في الدنيا هيحبك قدي وهيديكي النصيحة الصحيحة غيري ، 

ومحدش هيخاف عليكي بعد ماما وبابا غيري أنا ونسرين فأكيد هندلك علي الصح ،

 

ممكن ولا مش ممكن يانور؟ 


إبتسمت بوجع ولانت ملامحها أخيراً وقالت له بعرفان:

_ متشكرة جداً ياأحلي أخ في الدنيا ، 

متشكرة جداً إنك وقفت جمبي ووعتني ونجتني من غير إهانة ولا ضرب ، 


متشكرة جداً إنك سترتني قدام بابا وماما وجيت بكل حنية وعرفتني طريقي الصح وبعدتني عن الطريق الغلط ، 


متشكرة جداً إنك أخويا وأنك في حياتي ياأحلي أخ في الدنيا ، 


واستطردت حديثها بإمتنان:

_ وأوعدك من النهاردة مش هخبي عنك الهوا وإني خلاص مش هفتح قلبي لحد غير لحلالي إللي ربنا يكرمني بيه ، 

ودلوقتى حالاً هعمله وهعمل كمان لصاحبتي دي بلوكات من كل حتة وهبعت لها متجليش هنا تاني وإلا مش هيحصل لها طيب ،


وأكملت بدعابة:

_ أنا كده عرفت إن حكايتك إللي مع صاحبتك المتجوزة كانت تلقيح عليا وأنا كنت زي الهبلة إللي دماغها في التراوة ، ولا دريانة بدماغ عبقرينو إللي قاعد قدامي . 


أمسك يدها وتحدث بحنان أخوي:

_ متشكرنيش علي واجبي تجاهكم ياحبيبتي ، إنتي ونسرين أغلي إخوات وأنا بعتبركم ولادي البكريين إللي عمري ماهتخلي عنهم في يوم من الأيام أبدا، 


ثم أكمل بدعابة :

_ اتفقنا خلاص ، نمضي العقود بقي ولا إيه ؟ 


إبتسمت ورددت :

_ نمضي يادكترة .


وهذا هو الأخ عندما يكون سنداً وعوناً لإخوته ، ولكي يكون الإبن مثل ذلك فلابد من كل أم أن تربي أبنائها علي حبهم لبعض، 

أن تحثهم علي أن يكونوا مترابطين وترابطهم تجمعه صفة واحدة هي الإيثار ، 


نعم الإيثار فهو معناه حب الخير للغير وتفضيل الغير في كل شئ علي نفسه ، 


"ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"

لابد من كل أم أن تجعل أبنائها في ترابط وتلاحم دائما فلا تفرقهما المصالح ولا يفكك ترابطهما مشاغل الحياة ،


لابد أن تحثهم دائما علي المودة والرحمة فيما بينهم وتربي فيهم  قلوبا ترعي بعضها ولا تقبل عليها الأذي أبدا ، 


تجعلهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضواً تداعي له سائر الجسد بالسهر والحُمَّي

______________________________

 

 في منزل جواد 


 إبراهيم:

_طيب حيث كده يالا قوم تعالي معايا لبيت مهرة تكلم والدها ونديها فرصة تقعد وتتكلم معاك علشان نعرف قرارها النهائي ، أنا هعدي عليك كمان ساعة كده هعمل مشوار في السريع كده وأرجع لك  ، 

 

جواد بلهفة:

_ هتيجي تلاقيني مستنيك علي البوابة. 


ابتسم إبراهيم ثم خرج وأمسك هاتفه ورن علي والد مهرة وأبلغه بإتيان جواد لمنزلهم بعد ساعة من الآن حيث قال :

_ أيوه يامحمد جواد جاي كمان ساعة استقبله كويس جداً ده هيبقي عريس مهرة إن شاء الله ، 

وأكمل بتنبيه:

_ يعني لما يجي لك أقعد معاه شوية وسيبهم يقعدوا مع بعض ليهم حق الرؤية ، 

ومتبقاش أفوش عليهم ماشي.


محمد برضا ولوم :

_ هو أنا يعني ياعمي إبراهيم بقابل حد في بيتي وحش لما هقابل إللي جاي يخطب بنتي ، متقلقش حاضر هقابله كويس وهبلغ مهرة تجهز نفسها دلوقتى. 


أجابه إبرهيم بموافقة:

_ عين العقل ياأبو مهرة ربنا يبارك لك فيها ويجعل الفرح نصيبها يارب .


أمن علي دعائه وأغلق الهاتف ثم أبلغ زوجته بقدوم جواد بعد ساعة من الآن وأن تبلغ مهرة بقدومه وتستعد لمقابلته .

طار قلبها فرحا بذالك الخبر وبدورها دخلت إلي مهرة تبلغها أن تجهز نفسها لقدوم عريسها جواد لرؤيتها ، دقت الباب ودخلت قائلة بعيون تشع سعادة:


_ مهرة حبيبتي تعالي ياقمر .


مهرة :

_ نعم ياماما . 

ابتسمت لها والدتها وأردفت بحب :

_ باباكي بلغني أقول لك إن جواد جاي كمان ساعة ، فجهزي نفسك علشان هتقعدي معاه علشان تشوفي نفسك مرتاحة ولا لأ  وبعدين نديهم الرد النهائي إللي متوقف عليكي دلوقتى حبيبتي .


نظرت إلى أمها بخجل من تلك المفاجأة وقالت بتلعثم:

_ إزاي ياماما جاي بعد ساعة وهقعد معاه ، لأ أنا هتكسف جداً ياماما مش هقدر .


نظرت إليها أمها بتفاخر وقالت :

_حبييتي الجميلة بتتكسف ياناس ، متخافيش هقعد معاكي ومش هسيبك لوحدك ياقمر انتي ، 


وأكملت بإستعجال:

_ يالا قومي البسي دريس حلو كده والبسي حجابك ياحبيبتي علشان خلاص قرب يوصل   .


مهرة بطاعة:

_ حاضر ياماما ،

 

وقامت وفتحت أدراجها وأخرجت فستاناً من اللون البنك الهادئ وحجاباً بنفس اللون  وارتدتهم ، وقبل أن ترتدي الحجاب سمعت رن الجرس علي الباب ، 

دق قلبها بوتيرة سريعة ولم تقوي علي الوقوف وارتمت علي السرير تهدئ من روعها ،

الي أن دخلت والدتها عليها قائلة بصدمة:

_ ايه ده يامهرة لسه ملبستيش حجابك ده جواد قاعد برة مع باباكي بقاله عشر دقايق ، 


انجزي حبيبتي يالا ،


وتركتها وخرجت ، 


ارتدت مهرة حجابها بإتقان ولم تضع أي من مساحيق التجميل علي وجهها ، فبمجرد أن تلف حجابها وجهها يشع نورا من جمال الإحتشام ، فهي لاتحتاجه من الأصل فمهرة تمتلك بشرة شقراء كوالدتها ووجهها من شدة الخجل يشع إحمرارا وبلمسات بسيطة تصبح كملكة جمال ، 

انتهت مهرة من تجهيز حالها وجلست مكانها منتظرة مناداة والدتها لها ، 

وبعد نصف ساعة جلسها جواد مع والد مهرة يحاكيه عن نفسه فوالد مهرة يسأل وجواد يجيب بلباقة ورجولة بادية من كل حرف ينطق به ،

ثم قام والد مهرة وقال لجواد :

_بعد إذنك هنادي  علي أم مهرة . 


جواد بإحترام :

_اتفضل ياعمي .


خرج والد مهرة ونادي علي زوجته قائلا:

_ ياأم مهرة هاتي مهرة وتعالي في الريسبشن هنا .


أجابته بإبتسامة:

_ حاضر يابو مهرة .


ثم نادت علي مهرة قائلة :

_ تعالي يامهرة ادخلي معايا بابا بينادي عليكي . 


مهرة بخجل شديد:

_ مش هقدر ياماما أدخل أنا مكسوفة جداً ورجلي مش شايلاني .

ابتسمت لها وأمسكت يدها وأردفت بحب:

_ هاتي إيدك ياحبيبتي وتعالي متتكسفيش ياقلب ماما ،

 

وسحبتها من يدها بصعوبة للداخل ، 

ومن إن دخلت لم ترفع بصرها وظلت عيونها ناظرة للأرض ووجهها من شدة الإحمرار والخجل كنار متوهجة ، 


جلست بجانب والدتها ونطقت :

_ السلام عليكم ورحمة الله. 


ردو جميعاً السلام ، 

أما هو فبمجرد دخولها خطفت الأنفاس ، وخطواتها بالنسبة له كالألماس ، 

ونطقها للسلام وسماع صوتها يعبر الجسد بكل الإحساس ،

 

نظر لها مطولاً وتاه في هدوء الملامح ، وبراءة الوجه المزين بالخجل ، وتناسق الجسد المعطر بالعفة ، 

كم أنتي جميلة مهرة وجمالك مميز بالنسبة لي ، فقد خضت بلادا كثيرة ولم أجد مثل ذلك النقاء الذي ينبعث من طلتك البهية .


تحدثت أم مهرة بتساؤل:

_ عامل ايه يا جواد ووالدك ووالدتك عاملين ايه ؟

أجابها بإحترام:

_ في نعمة وفضل من عند الله بيسلموا عليكم كتير ، 

ثم وجه بصره لمهرة :

_ وبإذن الله لو آنسة مهرة وافقت هجبهم وهاجي يوم الخميس بإذن الله.


استمعت إليه وتحدثت:

_ يارب دايما في نعمة وكرم  وربنا يخليهم لك يارب ويبارك فيك وفي أخواتك . 


وتبادلا الحديث عن مهنة جواد وأشياء أخري ،

ثم نظر والد مهرة إلي زوجته وهو يقف قائلا:


_ طيب هنسيبكم تقعدو مع بعض شوية وتتكلموا مع بعض وأنا وأم مهرة قاعدين قصادكم بره ، 

ونظر إلى أم مهرة:

_ تعالي ياأم مهرة أعمل لي كوباية شاي ، ولجواد ومهرة كوبايتين قهوة . 


ابتسمت لهم وقامت ورددت بإبتسامة:

_ من عنيا ياأبو مهرة ،

ونظرت إلي جواد قائلة بتساؤل:

_ بتشرب قهوتك ايه ياجواد .


أجابها بدبلوماسية :

_ أي حاجة تعمليها لي من إيدك تبقي جميلة ياماما .


ابتسمت بشدة لحديثه العذب المنمق ورددت بإبتسامة:

_ ياحبيبي تسلم لي ويسلم لسانك إللي بينقط شهد، 


واسترسلت بتساؤل:

_ بس برده قول لي بتشربها إيه ؟


أجابها:

_ بشربها  سكر خفيف خالص.


أم مهرة :

_ من عنيا ياحبيبي.


تسلم عيونك ياست الكل ، 

قالها بصدق .


استئذنت منهم وخرجت،  وبقيا الجواد والمهرة لحالهما ينظر إليها بإبتسامة محارب انتصر في معركة شرسة وفاز بها في النهاية ، 

نعم فهو قبل أن يتحدث معها يعلم موافقتها ومتيقن منها علم اليقين ، 

تنهد بإرتياح ونظر إليها بحب يكفي العالم أجمع متحدثاً بوله:

_ ازيك يا مهرة الجواد .


أجابته بتيهة دون أن تنظر له وهي علي وضعها منذ أن دخلت قائلة:

_ الله يسلمك ياجواد . 


ماإن سمع إسمه ينطق من بين شفتيها طار قلبه فرحاً من عذوبة نطقه علي لسانها ،


 نظر إليها بعشق مميت قائلا:

_ مهرة ممكن تبصي لي ، نفسي عيوني تقابل عيونك وأنا بسألك أهم سؤال في حياتي ؟


لم تقوي على رفع عينيها ، 

وأجابته بارتباك وخجل :

_ إتفضل اسأل أنا سامعاك .


ابتسم لها وأردف قائلا بتساؤل وعيون عاشقة:

_ بيقول لي إني هقعد معاكي دلوقتى علشان نتكلم مع بعض وبناءا عليه هتحددي إنك موافقة عليا ولا لأ ؟


وأكمل بعيون هائمة :

_ كان نفسي أرد عليهم علطول وأقول لهم مهرة بتعشق الجواد من غير حتي ماتعرف شكله ، 

مهرة حبت الجواد وارتاحت له من أول نظرة عين ماكملتش ثواني . 


واسترسل بتساؤل:

_ صح كلامي يامهرتي ولا أنا إحساسي غلط ؟


لم تستطيع إجابته ولكن أمائت برأسها بخجل دليلاً على موافقتها على كلامه ، 

وكيف ترد على ذلك الخبير بحديث المحبين ، وهي لاعلم لا خبرة به ليس لديها إلا الإحساس بغرامه وهيامه لكنها لاتقوي علي النطق .

تاه هو بجمال عيناها وقال بحب ورجاء :


_ نفسي بجد يامهرة ترفعي راسك ، نفسي أشوف عيونك إللي سحروني وزلزلوني من أول نظرة وتوهوني في دنيا مش هطلع منها إلا وأنا شبعان ولو أني عارف إني مش هشبع ومش هكتفي .


استمعت لرجاؤه وجاهدت حالها وركنت خجلها ورفعت عيونها الساحرة إليه ، وما إن فعلت حتي دق قلبه بسرعة شديدة من نظرة عين ،

 تسمرت العيون وتحدثت عيونه بهيام :

_ أي أنثي أنتي مهرتي ، كيف لجواد مثلي أن يذوب في هواكي حبيبتي ، 


عيونك تملك سحراً رهيباً معشوقتي ، 


أجابته عيونها: 

_ كفَّ عيونك عني جوادي سوف أذوب من أول لقاء وأنتهي ، 


كٌفَّ حديثك المسكر عني سوف أُدمنه وأصبح أشتهي ، 


وبعد دقائق من حديث العيون قال جواد بجدية:

_ نفسك تعرفي عني إيه يامهرة اسأليني وأنا هجاوبك بكل صراحة . 


أخذت نفسا عميقا وسألته بتوتر:

_ هسألك أهم سؤال وإجابته تهمني جداً ، 

إنت بتصلي ياجواد ؟


أجابها بصدق حقيقي وهو مفتخرا باختياره لتلك الملاك:

_ هو فيه مسلم مبيصليش يامهرة ، الصلاة دي فرض علينا مش اختيار هيا إللي بتفرق بين المسلم والكافر وطبعاً أنا مسلم الحمدلله فبالتالي لازم أكون بصلي وبأدي فريضتي.


ابتسمت له وتحدثت بابتسامة سحرته :

_ يبقي خلاص كده بالنسبة لي إللي يعرف حق ربنا عليه أكيد هيعرف يحافظ عليا .


وأخيراً قالتها ياجواد مهرة الفؤاد فلتشكر رب العباد ، 

وليهدأ قلبك من ألم البعاد ، 

ولتنام ليلك الذي فات من ألم السهاد ، 

ولترح جسدك من معركة الجهاد .


ابتسم علي موافقتها وتواضع روحها ثم قال بهيام :

_ نورتي حياة الجواد يانبض قلبه ونور عيونه وعمره إللي جاي يامهرتي ، 


وأكمل حديثه بعشق:


_مهرة نفسي أغني لك أغنية كنت عايز أغنيهالك أول ماعيوني جت في عيونك.


ابتسمت له وقالت بهمس:

 وأنا كمان نفسي أسمعها. 


استمع الى همسها وردد بصوت عذب وهو ينظر داخل عيناها :

_ بأمر الحب اسمع للهوي وسلم ، 

بأمر الحب افتح قلبك اتكلم ،

بلاش نهرب بلاش نتعب تعالي نحب ونسلم بأمر الحب ،

حياتي دنيتي عمري بأمر الحب مش أمري ، 

حرام نقفل علي قلوبنا حرام الشوق يدوبنا، 

تعالي نحب ونسلم بأمر الحب . 


استمعت له بوله وكل خلية بجسدها تطالبه بالمزيد ، لو كانو قصوا عليها متعة  سحر اللحظة ماكانت صدقت حلاها واستشعرت بهاها كمثل الذي تشعر به الآن ، 

وابتسمت له واخفضت رأسها من خجلها الزائد .

ثم دخلت لهم والدتها بالقهوة وقدمتها بحب وقالت بشبه تأكيد :

_ نقول مبروك يا مهرة .


أجابها جواد بدعابة:

_ عيب عليكي إنتي كده بتشككي في قدارات جواد .

ضحكت علي مداعابته  بشدة وقالت لمهرة بدعابة مماثلة :

_عيني عليكي يابنتي إنتي تيجي إيه في لؤم الجواد ربنا يعينك ياحبيبتي.

 

ثم نادت علي زوجها وأبلغته بارتياح مهرة واتفق معهم علي أنه سيأتي بوالديه وإخوته بعد يومان للاتفاق على عهد حياته .


____________________________


في منزل الشيخ علي


كان يجلس على اللابتوب الخاص به يلقي درساً لأحد طلابه وإذا بهاتفه يعلن عن وصول رسالة،  لم يفتحها إلا بعد أن ينتهي من إلقاء درسه وإذا بالرسائل تتوالي واحدة تلو الأخرى ، استأذن من الملقي إليه الدرس وأغلق اللابتوب ، 

أمسك هاتفه وفتح الرسائل المبعوثة إليه من رقم رنا وإذا به ينصدم مما رأي، حيث وجد جميع المحادثات بينهما والرسائل الصوتية القبيحة والتي كان يأمرها دائما أن تمسحها ، 


فهاتفها علي الفور وما إن استمع الى إجابتها نزل عليها بوابل من الشتائم القذرة مثله ، 


وإذا به ينصدم ممن رد عليه ويحدثه قائلا باستفزاز:

_ اهدي ياسيدنا الشيخ لايطقلك عرق ولا حاجة،

وأكمل باستهزاء:

 _ياشيخنا الجليل .


هدئ علي من حاله وردد قائلاً بإستغراب:

_ مين إللي بيكلمني ، مش ده رقم الآنسة رنا ؟

ضحك الآخر ضحكة مستفزة وردد بمكر :

_ الآنسة رنا ! هو الأدب لحق نزل في ثانية عليك  حضرته بسرعة ياجامد إنت ، 

واسترسل حديثه بسخرية:

_ مانت صحيح عامل زي الحربابية بتتلون بميت لون ،هموت وأعرف بتعملها إزاي دي ياشيخ؟

استمع إليه وردد قائلاً بتساؤل :


_ ماتخلص ياض إنت وانطق إنت متعرفش بتكلم مع مين ؟


أجابه الآخر بضحكة عالية ثم ردد بسخرية:

_ يعني هكون بتكلم مع مين يعني ، بتكلم مع واحد سافل وقذر عايش حياته يصطاد في بنات الناس وواخد مهنته ساتر ليه علشان يعرف يسيطر عليهم بحكم بقي إنه شيخ ويعرف ربنا ، وإنت أبعد ما يكون عن ربنا ، 


وأكمل بلوم مغلف بالقهر  :

_  إزاي واحد يقف على المنبر ويعمل القذارة دي ! ياشيخ ده المنبر ده مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المكان ده له عظمته وهيبته واللي يقف فيه لازم كل مرة قبل مايطلع عليه يكون عنده خشية وخشوع ، 


إزاي واحد قذر زيك يقف يخطب بالناس ! 

بجد مش فاهم والله ، 

مجاش في بالك كده وإنت بتقرأ قول الله تعالى " يأيها الذين آمنوا لم تقولون مالاتفعلون & كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون " 


استمع علي لذلك الحديث وقلبه بات يأني رعباً مما سيراه علي يد ذلك المتحدث ، 


وسأل نفسه :

_ كيف حصل ذلك علي تلك المحادثات ؟

من أين أتي بها ذلك الخبيث ؟


ثم أجابه وهو يدعي عدم الفهم:

_ إنت بتتكلم عن إيه أنا مش فاهم حاجة ؟


ضحك بصوت عالي ضحكة سخرية من ذلك الأبله ثم قال بفحيح :

_ أنا عملك الإسود اللي هيطلع علي جتتك البلا الأزرق ، وهيجيب حق البنات الغلابة إللي ضحكت عليهم ومثلت وجه البراءة تحت قناع المشيخة ، 

أعرفك بنفسي ، 


واسترسل حديثه بنبرة حادة:

_ أنا الدكتور نادر أخو نور إللي استغليت برائتها وسرقت عذرية قلبها بكلامك المعسول المتزين .


طَبَّ قلب الآخر وأرجع رأسه للوراء برعب وجسد مرتعش ، لقد وقع في الفخ علي يد من هو أمكر وأذكي منه .


ثم أكمل الدكتور نادر بسخرية:

_ إيه هي القطة أكلت لسانك دلوقتى ، مش نفسك تعرف أنا عرفت بلاويك منين وجبت لك كل رسايل البنات إللي بتكلمهم كلهم من ٣ شهور ، 

أقول لك ياغبي باشا .


فلاش باك


في جامعة عين شمس حيث يجلس مجموعة من الطلاب في كافيتريا الجامعة وكان من ضمن الجالسين نادر وأصدقاؤه من الشباب والبنات 


علياء بتساؤل:


بقولكم إيه ياجماعة متعرفوش حد آخد عنده طريقة نور البيان أونلاين من غير ماأروح ولا آجي .


فوراً ماإن سمع نادر طلبها أتته المنقذة التي كان يبحث عنها ليكمل خطته وهاهي الآن جائته علي طبق من ذهب .


نظر إليها وقال بتساؤل :


_ طيب بقولك ايه ياعاليا ماتيجي معايا نجيب ساندويتشات من الكافتيريا وشاي واحنا ماشيين هقول لك علي حد أعرفه هيعلمهالك ويخليكي برفكت فيها . 


أجابته بفرحة بإمتنان:

_ بجد يانادر طيب تعالي يالا وقول لي علي التفاصيل .


استئذنا من الجالسين وقاما وبعد دقيقتين من المشي قال لها نادر:

_ بقول لك إيه تعالي نقعد علي النجيلة إللي هناك دي عايزك في موضوع مهم .


أطاعته وذهبت معه فنادر معروف بأخلاقه الحسنة في الجامعة أكملها ، 


جلسا في المكان ثم حدثها بهدوء:

_ عايز أطلب منك طلب وياريت متكسفنيش ، إنتي لو وافقتي هتنقذي بنات كتير من كلب بيستغلهم وأولهم أختي إللي الحمدلله لحقتها قبل ماتوصل لنفس درجة البنات دي .


نظرت له وتسائلت بحيرة:

_ في إيه نادر مالها أختك ؟


نادر:

_ أختي نور في واحد من بلدنا شاغلها ، 


وسرد عليها الحوار بأكمله.


نظرت إليه بحزن وأردفت قائلة:

_ ياعيني عليكي يانور ، 


وأكملت بتساؤل:

_ طيب قول لي المطلوب مني وأنا لو في استطاعتي هعمله .


أخذ نفسا عميقا وتحدثَ برجاء:

_ بصي ياستي أنا عندي إيميل قديم من زمان كنت مسميه الضحكة الحلوة وكنت بنزل عليه منشورات كوميدي بس الكلية والمذاكرة لهوني ومبقتش أفتحه فأنا هديكي الإيميل ده تنزلي عليه فيديوهات الميكب بتاعتك إللي إنتي بتنزليها وتشغليه شوية لمدة شهر كده ، 

وهديكي رقم تليفون برده من الأرقام إللي معايا حطيه علي تليفونك ، وتبعتي رسايل لعلي علي الماسنجر تطلبي منه يديكي كورس في الطريقة النورانية وعلي فكرة ركزي معاه وخديها لأنه ممتاز جداً ربنا عاطي له موهبة يوصل بيها المعلومة ، وكده يبقي ضربنا عصفورين بحجر

هو له صفحة ممول علي الفيس بوك وبينزل عليها فيديوهاته ، 

هتدخلي له من الصفحة دي طبعاً وتطلبي منه يعلمهالك ، فطبعاً هيوافق وهيدخل علي ايميلك يبحث ويفحص مادي عادته ولما يلاقيكي بنت جميلة مش هتفلتي من تحت إيديه ، 

واسترسل بذكاء:


_طبعاً إنتي هتاخدي الطريقة أونلاين يعني هتطلعي صوت وصورة عايزك بقي تطلعي بشكل مختلف تماماً عن شكلك وأنتي أستاذة في الميكب وده سهل بالنسبة لك ،

عايزك بقي تهاوديه في الكلام بس سبيه هو إللي يتكلم أكتر وكل محادثة تخلصيها معاه تجيبي لي الخلاصة بتاعتها اسكرينات والفويسات كمان تبعتهالي  ، ومتقوليش اسمك علياء خالص غيري للإسم إللي يعجبك ، 


وبعد ماتخلصي مهمتك هاخد منك الإيميل تاني هحظره من عليه وخط التليفون هقفله وهسيبه يتجنن وبعد كده هدخل له بقي ، وطبعاً إنتي مش هتضري لا الإيميل إيميلك ولا الشكل إللي كان بيكلمه شكلك ولا إنتي من نفس المكان أصلاً فعلشان كده متقلقيش، 


وأكمل بتوعد :

_وإن ماخليته يتوب ويعرف إن الله حق  مابقاش أنا نادر .


كانت تستمع له بفاه مفتوحة ومصدومة من تلك الدماغ التي خططت ببراعة ، 


ثم قالت بتلعثم:

_ طيب إن كشفني يانادر هعمل إيه ؟ 


_ أجابها بثقة:

_ وهيكشفك إزاي ده إنتي من الشرق وهو من الغرب ، وبعدين إحنا بنعمل حاجة ننقذ بيها بنات كتير وبننقذه هو شخصيا وبننقذ بيته ومراته الغلبانة إللي وقعت في ايد كلب زي ده ، 

وأكمل بمحايلة:

_ بالله عليكي وافقي ياعاليا نفسي أبرد ناري واخد حق أختي وأرجع لها بدليل يخليها تكرهه وتكره اليوم إللي عرفته فيه ، واعتبريه جميل ومش هنساهولك طول العمر . 

استمعت إليه وقالت بموافقة :

_ حاضر يانادر موافقة توكلنا على بركة الله.


عودة من الفلاش باك 


نادر:

_ رنا دي أنا إللي باعتهالك تجيب آخرك وكل محادثة كانت بينكم كانت بتبعتهالي وكمان خليتها تهكر موبايلك بحتة لينك بعتتهولك وإنت ضغطت عليه ، وكل بلاويك عندي وهجرسك علي صفحة القرية وهخلي الناس تعرف دناوتك وخستك ياخسيس .


أما عن الآخر فبات قلبه يهوي بين قدميه من شدة الرعب واستطرد قائلا بتمويه لعل نادر يخاف:


طيب مانا بردوا كل محادثاتها معايا وممكن أجرسها علي صفحتها وأخلي إللي مايشتري يتفرج وكمان مش من إيميلي .


نادر باستهزاء:


وأنت فاكر إن حاجة زي دي تعدي علي الدكتور نادر برده عيب عليك ،


واسترسل بدهاء:


الصفحة إللي كانت بتكلمك من عليها اتقفلت ومبقتش موجودة أصلاً ، وبخصوص الصور اللي معاك دي تبلها وتشرب مايتها ، دي طالعالك بشكل غير شكلها خالص ، 


وحتي الرقم مش بتاعها ولا هيا من نفس البلد ياعلوة ، عيب عليك ده أنا لبستك في الحيط وهخلي إللي مايشتري يتفرح عليك ، 

بس إنت قول يارب .


أنتفض الآخر برعب  متحدثاً بتوسل قائلا:

_ لاااا بالله عليك متعملش كده أبويا وأمي ومراتي هينهارو وولادي هيجيلهم العار بسببي ، 


واسترسل برجاء:

_ وأنا والله العظيم أوعدك إني هستقيم ومش هعمل حاجة تاني ولا هعرف بنات تاني ، 

ولو عايزني أعتذر للآنسة نور هعتذرلها بس بالله عليك متضيعش مستقبلي .


ضحك الآخر ضحكة مستفزة وردد:

_ إيه ياشيخ علي يامدوب قلوب البنات قلبت قطة دلوقتى ؟

وأكمل بتوعد :

_ عموماً أنا متربي وابن ناس ومش هعمل كده وهستر عليك مش علشان خاطرك لاااا إنت كلب ولا تسوي عندي ، علشان خاطر أمك وأبوك ومراتك الغلبانة ، 


بس خلي بالك إن ربنا سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل فاتعدل علشان ماتروحش في خبر كان ، وإذا كنت أنا سترت عليك النوبة دي مش هتلاقي إللي يستر عليك المرة الجاية ، 


وأكمل بتحذير:

_ وعلي الله خيال أختي بس يجي في بالك ساعتها والله العظيم ماهرحمك وهطلع المستخبي كله ولا هيهمني وقد أعذر من أنذر .


أجابه بسرعة:

_ لا والله العظيم ماهخليها تلمح طيفي تاني ولا تسمع صوتي .


ابتسم الآخر وأغلق الهاتف ومال علي أريكته وحدث نفسه بتسلية ودعابة :

_ والله برواة عليك ياواد يانادر دماغك متكلفة ، والله تنفع ظابط مخابرات وتسيب مجال الطب ده خالص .


تكملة الروايه اضغط هناااااااا 

اكتب ف بحث جوجل موسوعة_القصص_والروايات 

اللي عاوز البارت الجديد يعمل متابعه من هنااااااا علشان توصلكم الرواية كامله 


الرواية كامله من (نوفيلا عهد الهوى)

اضغط على اسم الروايه ☝️☝️☝️





تعليقات

التنقل السريع