القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

نوفيلا عهد الهوى الفصل التاسع 9 الأخير بقلم فاطيما يوسف


نوفيلا عهد الهوى الفصل التاسع 9 الأخير بقلم فاطيما يوسف 






نوفيلا عهد الهوى الفصل التاسع 9 الأخير بقلم فاطيما يوسف 




#بسم_الله_الرحمن_الرحيم

#اللهم_صلي_وسلم_وبارك_عليك_يارسول_الله


#رواية_عهد_الهوي

_بقلمي_فاطيما_يوسف

#البارت_التاسع_والأخير


التقينا ونبض الفؤاد وافترقنا وعشنا وجع البعاد واحترقنا،

 ولكن كنا علي عهد الهوي أوفياء وبالعشق أثرياء ، 


في يوم الجمعة في منزل الشيخ علي


كان علي داخل المرحاض يأخذ حماماً منعشاً

ليخرج لصلاة الجمعة وكان يأخذه علي عجالة  لقرب دخول وقت الجمعة ، 

خرج من المرحاض وارتدي زي الإمام والذي كان عبارة عن قفطاناً باللون الأسود الفاتح وعلي رأسه عمامة من نفس اللون ونثر عطره الكثير المحبب لقلبه وارتدي حذائه الأسود اللامع بمهارة وأخذ مفاتيح سيارته وخرج بسرعة ، 


وأثناء قيادته تذكر ماحدث مع نادر وانفعل شديداً بسبب وقوعه في فخ كيد النساء، 

ولكن مهلاً ياعلي فالجزاء من جنس العمل ، 


وأثناء شروده وانفعالاته إذا بسيارته تصتدم بشاحنة نقل كبيرة وفجأة انقلبت السيارة وهو بداخلها فاقداً للوعي إثر اصطدام رأسه بمقود السيارة بشدة ناتجة عن دماء غزيرة أودت به إلي الإغماء ، 


تجمهر الناس حوله بسرعة وقاموا بإخراجه من السيارة وفوراً قامو بالاتصال بالإسعاف ، 

وما هي إلا دقائق ووصلت سيارة الإسعاف ونقلت علي إلي أقرب مشفي ، 

وقام بعض الناس بمهاتفة والده وأخبروه بالحادثة فهو إمام معروف ومشهور في بلدته والبلاد المجاورة ، 

وصلت سيارة الإسعاف إلى المشفي وفوراً تجمع الأطباء حوله متفحصين لحالته ، 

وبسرعة فائقة أدخلوه إلي غرفة العناية المركزة ، 


وبعد نصف ساعة من دخوله جائوا والديه وزوجته مسرعين وآثار الرعب بادية علي وجوههم ، ثم صعدوا إلي غرفة الإستعلام وسألو عن ولدهم وعلموا أنه دخل غرفة العمليات منذ دقائق قليلة ، 


انفطر الوالدين  علي ابنهم الوحيد وظلوا يتضرعون إلي الله بالدموع لكي ينقذ لهم فلذة كبدهم ،


وخلفهم أسماء تنفطر دموعاً علي زوجها فهو مهما كان أبو أبنائها وعشرة العمر ، 


حتي لو آذاها ودمر مشاعرها ولكن هي تلك المرأة التي تخرج من بيت أصل وتربت علي الأصول ، 


وظلت تدعوا الله وهي تبكي أن ينجي لها زوجها بقلب صادق .

_______________________________


في نفس اليوم في منزل والد مهرة 


حيث تقف أم مهرة وبناتها علي قدم وساق حتي مهرة العروس تعمل مثلهم كل منهن مختصة بعمل شىء معين في المنزل استعداد لاستقبال جواد وأسرته حيث اليوم هو يوم الإتفاق لخطبة مهرة وجواد ، 


وعلي قرب آذان المغرب كان المنزل معبأ بالعطور الذكية ، والأثاث المرتب وعليه الأقمشة المنسوجة بشكل مبهر ( بياضات)  ، 

ثم وجهت أم مهرة بصرها إلي مهرة قائلة بإستعجال:

_ يالا يامهرة ياحبيبتي ادخلي إنتي خدي شاور والبسي الدريس الجديد إللي جبتيه ، وأنا وإخواتك هنظبط بقية الحاجة وهنرص الجاتوه في الأطباق.


مهرة برتابة:

_ حاضر ياماما ، مش عايزة أعمل معاكم حاجة تاني ؟


أم مهرة:

_ لأ يانور عيني ادخلي إنتي يالا عقبال ماتجهزي نفسك تكون العشا أذنت ويكونوا علي وصول ، 

وأكملت بدعاء:

_ ربنا يكمل فرحتك علي خير يابنتي ويبعد عنك العيون يارب .


أمنوا جميعاً علي دعائها ، ثم دخلت مهرة إلي المرحاض لتنعم بحمام دافئ ، وتحضر حالها استقبالا لحبيب الروح .


بعد صلاة العشاء اصطحب والد جواد أخيه الأكبر وأبناؤه وزوجته وجواد إلي منزل مهرة في منظر يبهج الروح ، 

أما عن جواد كام مرتديا زِياً من الكاجوال عبارة عن تيشرت باللون الأسود وبنطال من اللون الأسود وعليه جاكت (بليزر) من اللون الأبيض الداكن ويرتدي حذاء من اللون الأبيض ، وناثرا عطره المفضل بسخاء ومصففاً شعره بعناية فائقة فكان حقاً كنجم سينمائي أو أمير خارج من أحد الأساطير ، 


وصلوا منزل والد مهرة واستقبلهم هو وزوجته وجَدِّ مهرة وإخوالها وعمها الوحيد بحفاوة مرحبين بهم علي أكمل وجه ، 

جلسوا في غرفة الاستقبال وبعد السلامات والتحيات من جميع الأطراف ،

تحدث والد جواد الحاج عزيز قائلا:

_ إحنا جايين النهاردة يا أستاذ محمد نخطب الآنسة مهرة لجواد ابني وعشمنا إنك توافق ، وبإذن الله طلباتك مجابة ومش هنختلف في أي حاجة ، 


أجابه والد مهرة:

_ والله ياحاج عزيز أنتم شرفتونا  ونورتونا ، وإحنا مهرة نجهزها ونجيبها لكم لحد عندكم كفاية أصلكم الطيب وتشريفكم عندنا النهاردة ،


ابتسم إليه والد جواد وردد بتعقل :

_ ده إحنا اللي زادنا الشرف والله ، بس بردة لازم تقول لنا طلباتك ايه ؟


استمع لحديثه وأردف بهدوء قائلاً:

_ أنا مش هطلب حاجة ياحاج عزيز إللي تقدروا تعملوه أعملوه أهم حاجة عندي راحة مهرة وإن جواد ميزعلهاش علشان مهرة غالية وعالية عندي أوي.


ماإن استمع جواد لحديث حماه حتي رفع رأسه وقال باحترام:

_ مهرة في عنيا الاتنين ياعمي محمد ومتقلقش عمري ماهزعلها وربنا شاهد علي كلامي .

 والد مهرة:

_ بس مهرة حالياً لسه في الكلية وقدامها ٣ سنين ومش هتتجوز قبل ماتخلص الكلية بتاعتها .


الحاج عزيز بثقة:

_ ميجراش حاجة لما تاخد سنتين عندك والسنة الأخيرة تاخدها عندنا ، ووعد مني هخليها تاخدها متقلقش.


ابتسم لحديثه براحة ثم قال بإبتسامة:

_ علي بركة الله نقرأ الفاتحة ،

 وعلى التو قاموا بقراءة الفاتحة واتفقوا علي أن يأتوا بالشبكة بعد شهر من الآن وتكون عائلية فقط ، 

ثم قال والد مهرة بفرحة:

_ ادينا زعروطة ياأم العروسة واندهي للعروسة تسلم علي أهلها. 


استجابت أم مهرة لقوله وهللت بفرحة نابعة من القلب وخرجت لتنادي مهرة ،


دلفت للداخل وجدت مهرة في حالة شديدة من التوتر فمهرة رغم قوة شخصيتها إلا أنها شديدة الخجل جداً ، 


تحدثت إليها والدتها وربتت علي ظهرها تحاول تهدئتها قائلة :

_ حبيبة قلبي إللي كبرت وبقت عروسة زي القمر وعريسها وأهله مستنين القمر في ليلة اكتماله يطل عليهم ، 


وجذبتها من يدها تحثها علي الخروج معها مرددة بابتسامة:

_ يالا ياقمري علشان تقدمي الحاجة الساقعة للناس وأنا معاكي بالجاتوه ومتقلقيش ياحبيبتي وهدي نفسك خالص .


رفعت أنظارها إلي والدتها وتحدثت بتوتر:

_ أنا مكسوفة جداً ياماما مش هقدر أدخل قدام الناس دي كلها .


ابتسمت لها وأردفت بحب:

_ معلش حبيبتي اركني كسوفك دلوقتى ويالا علشان بابا ميقلقش في وسط الناس .


أجابتها بطاعة:

_ حاضر ياماما .


حملت مهرة المشروبات المثلجة ووالدتها قطع الحلوي ودلفا للداخل ، أم مهرة أولاً وتليها مهرة مطأطأة رأسها لأسفل، 

ورددت بإستحياء:

_ السلام عليكم ورحمة وبركاته ،

ثم وزعت عليهم العصائر بيد مرتعشة من شدة الخجل ،


رددوا جميعاً السلام ،

 ثم قالت أم جواد بانبهار لجمال مهرة الطبيعي الهادئ:

_بسم الله ماشاء الله ، إيه الجمال ده تعالي ياقمر لما أسلم عليكي .


خجلت مهرة وذهبت إليها بخطوات بطيئة ومدت يدها بالسلام قائلة:

_ إزيك ياخالتي أم جواد .

ابتسمت لها أم جواد وأخذتها بين أحضانها وباركت لها وأجلستها بجانبها ، 


جلسوا مايقارب الساعة ثم قاموا واستأذنوا وتركوا جواد يجلس مع عروسته ،

وخرج والد مهرة ووالدتها وجلسا مقابلهما ليتركوهم يتعارفوا ،  


وأصبح العاشقان بمفردهما وفور خروج الجميع قام جواد من مكانه وجلس بالقرب منها مع مراعاة التباعد متحدثاً بعيون تنطق عشقاً:

_ القمر إللي لما يطل الطلة كله يقول ماشاء الله ، إيه الحلاوة والجمال ده ياقلب الجواد ونبضه ، 

واسترسل حديثه بوله:

_ مبروك لقلبي إللي نال أحلي مهرة ، مبروك لينا ياحبيبي.


دق قلبها بوتيرة سريعة جداً ورددت بإستحياء:

_ الله يبارك فيك ياجواد .


ردد بدعابة:

_ ياعيني عليك ياجواد من أول دقيقة ودبت آمال هتستني سنتين بحالهم إزاي .


أمائت له بابتسامة وهي تفرك يداها بخجل ، 

ولم تستطيع نطق شئ ولا تملك رداً على حديثه .


نظر إليها بتساؤل :

_ مبسوطة يامهرتي ؟


رفعت رأسها علي إستحياء وعيونها داخل عيونه ورددت:


_ مبسوطة جداً ياجواد ربنا يبارك لي فيك  ويكمل لنا على خير يارب .


حدثتها عيونه:

_ أتأمل جمال عيونك وأغيب في سحرها ، 

وكأنهما أنهار من العسل المصفي وأذوب في جمالها ، 

وأضيع من ضحكتك وقلبي يتخبط من بسمتك وعيني تسهر تتمني رؤيتك مهرتي ، 


كم أنتي جميلة بريئة وببرائتك سلبتي عقلي وسلبتي روحي وجئتك لأفي بعهد الهوي معشوقتي .


أما عن عيونها:

_ ليس لي بحديث العشاق جوادي ولكن قلبي 

بات ينطق هواك وعلي عهدك  باقي ، 


 وعيني تتشوق دائماً لرؤياك  وكل آمالها أن تلقاك وتنتظر هواك جوادي .

____________________________ 


بعد يومان داخل المشفي


والد علي :

_ يعني يادكتور علي هيفضل في الغيبوبة دي كتييير ، بقاله يومين عامل العملية  ولسه  مفاقش .


الدكتور بعملية:

_  الحادث إللي عمله كان اصطدام بالغ القوة وسبب له جرح شديد في راسه  ، 


واسترسل حديثه يطمئنه:

_وأملنا في ربنا كبير ياحاج ميطولش في الغيبوبة كله بإرادة ربنا ، بس الحمدلله مرحلة الخطر عدت وبإذن الله خير ، 

وتركه وغادر ووقف الآخر يدعوا الله لعزيز عينه أن يشفيه ، 


تحدثت والدة علي بقلب منفطر علي ابنها الوحيد:

_ يعني إيه ياأبو علي كده ابني راح مني وهيفضل في الغيبوبة دي كتير ، 


ورددت بدموع وهي تضع يدها موضع قلبها قائلة:

_ آه ياعلي آه يابن عمري يااااارب متورنيش فيه حاجة وحشة ، 


يارب ده إبني الوحيد ونور عيني واللي منور عليا دنيتي ، 


يارب رجعهولي سليم معافي ورجعه لبيته وولاده ومتوجعش قلبهم عليه .


انفطر قلب زوجها عليها وعلي ولده وأردف قائلا بهدوء ظاهري ليطمئنها:

_ استهدي بالله ياأم علي ربنا إن شاء الله مش هيورينا في حاجة وحشة  وهيقوم بالسلامة بس إنتي ادعي له ومتنوحيش علشان النواح حرام ، 


اهدي ياأم علي اهدي وربنا رب قلوب وإن شاء الله مش هيضرنا في ابننا الوحيد .


أمنت علي كلامه وظلا يدعيان الله لسلامة عزيز عيناهم بقلب صادق .

____________________________

بعد مرور أسبوعان علي تلك الأحداث 


في داخل المشفي تجلس أسماء بجوار علي تتلوا عليه آيات الذكر الحكيم بخشوع وملامح وجه حزينة علي رجلها وأبو أبنائها ، 

وفجأة استمعت لهمهمات آتيه من زوجها ، 

انتفضت علي الفور وذهبت إليه مسرعة وحاوطت وجهه بكفيها  ورددت بسعادة:


_علي حبيبي، إنت فقت ياعلي ؟

هروح أنده لك الدكتور بسرعة وجاية ، 


وعلي وجه السرعة جرت للخارج وذهبت إلى غرفة الدكتور المتابع لحالته ودخلت دون استئذان من أثر الفرحة وقالت بابتسامة:

_ أنا آسفة جداً يادكتور ، علي فاق ممكن تيجي تشوفه ؟


أجابها برتابة:

_ حالاً ياأم مازن إتفضلي قدامي .


أفسحت له المجال وخرجا بخطوات سريعة متجهين إلي غرفة علي ووجداه يأني بتعب مرددا:

_ آه ،  عطشان ، عايز مايه .


فحصه الدكتور وبدأ بحقنه مصلاً لإفاقته ، 

وماهي إلا دقائق معدودة حتي أفاق وفتح عيناه رويداً رويداً ، وبدأ يدور بالغرفة بعيناه إلي أن استقر علي زوجته متحدثاً بتعب:

_ أنا فين ياأسماء وايه إللي جرالي ؟


أمسكت بكف يديه وقبلته وقالت بسعادة غامرة:

_ إنت بخير الحمدلله ياعلي كانت حادثة بسيطة ورجعت لنا بالسلامة يا أبو مازن ، 


وأردفت بحب وراحة :

_ اللهم لك الحمد والشكر يارب ، الحمدلله حتي يبلغ الحمد منتهاه ، 


ثم قامت بمهاتفة والديه وأخبرتهم بأنه علي فاق من غيبوبته وأصبح بخير الحمدلله ، 


علي الفور جائوا مهرولين إلي المشفي ودلفوا إليه مسرعين باحتضانه والإطمئنان عليه ، شاكرين ربهم علي نجاته وسلامته ، 

قائلين بفرحة وكل منهم يحتضن كفاي يداه :

_ حمد لله على السلامة يانور عيني ، ألف حمد وشكر ليك يارب ،

حمد لله على السلامة يا أبو مازن ربنا كرمك ياحبيبي واستجاب دعانا ، 


هكذا ردد أباه بفرحة وسعادة لسلامة ابنه .


ساعات ربنا بيكرمنا بفضله وكرمه رغم كمية الذنوب إللي محاوطانا بسبب دعوة صادقة خارجة من قلب إللي بيحبونا .


_________________________________


في منزل محمد الشريف


محمد بإستعجال :

_ يالا ياأم مهرة قولي لمهرة تخرج بقي علشان عريسها يلبسها الشبكة ، الناس جايين بقالهم نص ساعة ، 


أم مهرة:

_ حاضر حاضر ثواني بس يابو مهرة بتلبس الكوتشي بتاعها وخارجة أهي  ، 

وبعد دقائق نادت مهرة والدتها فدخل أبيها فوراً ، 

رفع أنظاره إليها مبتسماً بحب قائلاً:

_ حبيبة قلب أبوها إيه القمر ده كله ، ربنا يحرسك من العين ياقلب أبوكي ، 


وأخذ كف يدها وخرج بها إلي الخارج حيث كان الوقت عصراً وكانت حفلة صغيرة مقتصرة على أهل جواد المقربين جداً وأهل مهرة المقربين جداً ، 


أخذها وصعد بها إلي سطح المنزل المرتب والمزين ببعض الزينة الخفيفة والهادئة ، 

وأوصلها إلي المكان المزين بالبالون على شكل مبهر والذي صنعه أخوات مهرة بطريقة مبهرة ، 


استقبلها جواد بقلب ينبض وابتسامة راحة بانت علي معالم وجهه ثم جلسا علي الكراسي المخصصة لهم ، 


نظر إليها بإبتسامة عشق قائلاً:

_ ايه القمر ده بس ياناس أنا كده هدوب من الجمال والدلال والسحر ده يا قمري ، 


وأكمل بإنتشاء وسعادة:

_ مبروك يا مهرتي ، أنا أسعد واحد في الدنيا علشان أخيراً هتلبسي دبلتي المحفورة بإسمي  ، خلاص كده مش محتاج حاجة من الدنيا تاني .


استمعت إلي حديثه بقلب ينبض عشقاً ورفعت عيونها الكحيلة والتي زادها الكحل سحراً مخصوصا بعيون المهرة فقط لاغيرها وقالت بإستحياء وحب:

_ الله يبارك فيك ياجواد أنا كمان مبسوطة جداً وحاسة بسعادة تكفي الدنيا بحالها ، 


تاه بجمال كلماتها الآخاذة وفي عيونها الساحرة وهي مثله ، إلي أن أتي والديهم وأقاربهم يباركون لهم بفرحة وسعادة ، 


ثم رددت هنا من بين المهنئين لجواد بدعابة:

_ متبصش جوه العيون كتير ياجود علشان هتتوه وهتغرق في بحر ومش هتلاقي حد ينقذك .


قهقه عالياً وأجابها بدعابة مماثلة قائلا بغمزة شقية:

_ مين قال لك إني هغرق  ياماما ،


وأشار إلي نفسه بافتخار محبب:

_ إرميني بس في بحر العسل ده وأنا هسبح بمهارة ، 


ثم نظر إلي مهرة بوله قائلا:

_ وبعدين ياهنا عمرك شفتي عيون بالجمال ده والسحر ده ، وحتي لو غرقت عادي سيبوني أغرق وأبقي شهيد عيون المهرة .


وحقاً فعيون مهرة ذات سحر خاص وخاصة في ضوء الشمس تكون لامعة وتعطي لونا كلون حبات الزيتون  في لونه الداكن ، 


استمعت مهرة لحديثه بخجل شديد من هنا فهي لاخبرة لها بألاعيب ذلك العاشق الولهان واكتفت بإيمائة بسيطة لهم تنم علي حيائها . 


انتهي الحفل بأجوائه السعيدة واللطيفة غير المتكلفة كما يحدث في تلك الأيام  وغادرا الجميع عدا جواد ، 

نزلا جميعاً مهرة وجواد ووالديها إلي الأسفل ليتناولوا طعام العشاء في جو أسري لطيف ، 


جلست مهرة وجواد بمفردهما في غرفة الاستقبال متخذين جانباً فلا يراهم من بالخارج ، 


نظر جواد إلي مهرة وهو يجلس بجانبها بحب وأردف قائلا:

_ ياه يامهرة لو مكنش باباكي لان ووافق ورحتي لغيري كنت هموت كل ثانية ، أنا متخيلش أبدا إنك تكوني لغيري ، 

متتصوريش فرحتي النهاردة عاملة إزاي بيكي وبوجودك جمبي يانبض قلبي ، 


ثم فجأة التقط يديها ونظر داخل عيونها


 وقبلها باشتياق قائلاً بوله:

_ أنا بحبك أوي أوي يامهرة ، 


وفي نفس اللحظة وضع إحدى كفيه علي رقبتها وقرب وجهها إليه وقبلها من جبينها بكل غرام وهيام ، ثم هبط إلي شفتيها وكاد أن يتذوقهما ،

 

 إلا أن مهرة انتفضت بسرعة وأبعدته عنها  غير مصدقة لما حصل للتو ورددت بصدمة :

_ جواد إيه إللي إنت عملته ده أنا مش مصدقة نفسي ؟


نظر إليها بإستغراب قائلا:

_ في إيه يامهرة أنا بوست دماغك علشان أبارك لك وأعبر لك عن فرحتي .


نظرت إليه بإرتباك وهي تفرك يداها بتوتر وقالت:

_ بعد إذنك ياجواد متعملش كده تاني أنا حبيت فيك إحترامك ليا وإنك محاولتش تضايقني في أي مرة ولو حتي بمكالمة ، 


حبييت فيك رجولتك وعدم تسليتك بيا ، 

فلو سمحت متكررش كده تاني علشان ده أكبر حرام ، 


إنت عارف قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " لأن يطعن أحدكم بمخيط في رأسه خير له من أن يمس إمرأة لاتحل له" 


واسترسلت بتعقل:

_ أنا عايزة نبدأ مشوارنا وربنا راضي عننا.


نظر إليها بإعجاب شديد وردد باستجابة ودعاء:

_ حاضر يامهرة هحاول أجاهد نفسي ، ربنا يبارك لي فيكي ياملاكي إللي ربنا بعتهولي ،


ومعلش حقك عليا متزعليش مني وأوعدك هحاول أمسك نفسي وأنا قدامك ياأغلي مافي حياتي كلها.


_____________________________

في منزل نور

نادر بإستعجال:

_ خلصي يانور نسرين لبست من بدري إحنا زهقنا من الإنتظار ، والله نسيبك ونمشي .


نور وهي تفتح الغرفة وتخرج بسرعة مرددة بدعابة:

_ جري إيه ياندوره ياجميلة إنتي إن الله مع الصابرين .


نظر إليها قائلا بسخرية وهو يشير علي حاله:

_ بقي الدكتور نادر يتقال له ياندورة ياجميلة ، هزلت يابشرية ، 


وأكمل بدعابة:

_ قدامي ياشبر وإقطع .


واصطحبهما للخارج فقد قام بعزيمتهم على الغداء خارج المنزل ليتنزهوا سوياً ، 


وصل بهم إلي أحد المطاعم وأجلسهم ثم نظر لهم قائلا بابتسامة:

_ إخواتي البرنسيسات تؤمروا بإيه .


ابتسمن له وردت نور بحماس :

_ أنا عايزة نجرسكوا بيعملوها هنا جميلة .


_ وأنتي يانسرين تطلبي ايه ؟

قالها بتساؤل .


ابتسمت له وقالت بدعابة:

_ إللي تطلبوه أهم حاجة تأكلوني يابشر هموت من الجوع.


نادي على الجرسون بأدب وتواضع مملياً طلباته ، 

وبعد دقائق معدودة عاد الجرسون محملاً بأصناف الطعام الشهية ، 


تناولوها  بمحبة ودعابة بينهم ، وبعد الإنتهاء طلب لهم مايشتهون من الحلوي والمشروبات ، 


ثم نظر نادر إلي نور قائلا بمحبة أخوية :

_ ها يانور ياحبيبتي خفيتي من جرحك ولا لسه الألم الخبيث بينقح عليكي ؟


فهمت مقصده وردت عليه بدموع حبيسة تجمعت في مقلتيها علي الفور تهدد بالنزول قائلة بحزن دفين :


_ هكذب عليك لو قلت لك إني خفيت وشفيت شفاء كلي اعتبرني لسه في مرحلة النقاء ، ده كان مرض ملازمني سنتين من عمري وصعب أتبرأ منه بالسهولة دي .


نظر لها بإبتسامة خفيفة وردد بصدق:

_ ياحبيبتي ليه الدموع إللي ظهرت في عنيكي دول ؟


إنتي أقوي من كده أقوي من إن زوبعة رخيصة تزلزلك ، إنتي نور الجميلة الرقيقة وهتفضلي كده ، 


واسترسل حديثه بتعقل ونصح قائلا:

_ إنتي قوية وهتخرجي منها أقوي وأحسن واتعلمتي الدرس وأنتي لسه في أول حياتك ، 


متخليش الصدمات تهزك ولا تهدك والضربة إللي مابتموتش بتقوي، 


قلبك ده متديهوش إلا لشاري بالغالي ويعافر علشان ينوله ، 

حبك ووفائك مش لأول واحد يخبط علي بابك تقوم تفتحي له الباب علطول لأ ، 

استني واستشيري إللي بيحبوكي وهيقوموا يفتحوه بدالك ولما يطمنوا هيقولو لك افتحي بسلام ، 


لازم إللي عايز النور يكون في النور وفي علاقة شرعية وحلال وقدام الناس كلها ميكنش في الضلام أبداً علشان النور ميضعفش وبعد كده يفقد بهاه وطلته ، 


واسترسل حديثه بتساؤل:

_ فهمتيني يانور ؟


نظرت له ودموعها الحبيسة خرجت تأثراً بحديث أخيها الحنون ، ونزلت علي ماضي كاد أن يدمرها لولاه أنقذها من براثن ذئب ،

 

ورددت بشرود :

_ حاضر يانادر ، حاضر ياأحلي وأحن أخ في الدنيا بحالها ربنا يخليك لينا وميحرمناش منك أبداً .


أحياناً يكون بجانبنا أشخاص نأخذ نصائحهم ونرميها في القمامة ولا نعتريها اهتماما لأنها نابعة بقسوة ، 

وأحيانا يكون بجانبنا أشخاص نأخذ نصائحهم ونضعها في قلوبنا ونصب أعيننا ونمشي عليها خطوة بخطوة لأنها نابعة بحنان ورحمة ، 


وما بين ذلك وتلك قلوباً تضيع من شدة القسوة وقلوباً تستقبل الحياة من شدة الحنان .

_____________________________


بعد مرور أسبوعان خرج نادر من المشفي وعاد إلى بيته بكسوراً خفيفة ولكن تلك هي الكسور الظاهرة وإذا نظرنا بداخله وجدناه مهشماً ومحطماً وعلي حافة الهاوية ، 


وأثناء جلوسه في غرفته واستقراره فيها ، وبعد نزول والديه إلي الاسفل  وخروج أسماء إلي المطبخ لكي تعد له الطعام ،

حدث نفسه بندم قائلاً :


_ ياه ياعلي كنت هتموت في لحظة وهتقابل  وجه رب كريم ، 

كنت هتقابله تقول له إيه ياعلي لما يسألك عن أمانة المنبر إللي خنتها؟


كنت هتقول لربك إيه علي البنات إللي وهمتهم بحبك وكسرت قلوبهم ؟


كنت هتقول لربك إيه عن سنين عمرك إللي ضيعتها في اللهو والنظرة الحرام والقباحة إللي كنت بتعملها؟ 


كنت هتقول لربنا إيه عن مراتك إللي في عز جرحك ليها وقفت في شدتك ومسابتكش لحظة وأنت في كل دقيقة كنت بتدمرها وبتحطمها وبتشككها في أنوثتها وهي أجمل مايكون ؟


كنت هتقول لربنا إيه لما يسألك عن عمرك فيما أفنيت وعن مالك فيما أنفقت ؟


واسترسل بدموع تنزل ندماً علي وجهه مكملاً حديث النفس:


_ ربنا ادالك المال بسخاء واستعملته في الحرام ، 

ادالك الزوجة الصالحة وهنتها وبهدلتها وعيشتها سنين مرار وماافتكرتش الحديث إللي بتقوله في خطبك "رفقاً بالقوارير" 


ادالك أب وأم مفيش في حنيتهم واللي لولاهم مكنش نجاك من الموت ، 


ادالك ولدين جُمَال وهاديين زي مامتهم ومصنتهمش ، 


ادالك الصحة والعافية والجسد القوي إللي خدعت بيهم البنات وماافتكرتش قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن غض البصر ، 


ربنا ادالك حقك أكتر من ٢٤ قيراط وأنت مشكرتش وكنت ناقم علي النعم إللي لاتعد ولا تحصي ، 

ثم نظر للسماء قائلا بدموع الندم والخشية:

_ لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وظل يناجي ربه أن يغفر له ذنوبه التي بلغت عنان السماء والأرض .


فكل منا يحصل علي حقه في الحياة كاملاً لاينقصه شىء ، 

ولو كل منا أشغل حاله بحاله ولم ينظر لغيره سنعيش في سلام نفسي ولكنها النفس فاللهم اجعل نفوسنا من النفس اللوامة ولا تجعلها من النفس الأمارة بالسوء 


ولو كل منا رضي بما قسمه الله له سنعيش في راحة بال ورضا ، فاللهم لك الحمد حتي ترضي ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد أبداً أبدا .


__________________________


بعد مرور عامان وبالتحديد في حفلة زفاف مهرة وجواد بعد صراع مهرة مع جواد من أجل الحفاظ علي ميثاق الخِطبة نقياً وشريفاً ،

 

حان الآن موعد زواجهم بعد لوعةَ واشتياق وجهاد من ذلك الجواد حتي ينال تلك المهرة الأبية الشامخة ،


وكل العيون حولهم تنظر لهم بسعادة وقلوب متراقصة علي ذلك العاشقان اللذان جمعهما القدر بعد عناء ،  


كانوا واقفين علي ساحة الرقص مستعدين لرقصة عشقهم ، 

ثم بدأت الموسيقى وأمسك جواد الميكروفون بيد واليد الأخري محتضناً خصرها بتملك  وينظر داخل عيونها منشداً لها بصوته العذب  بغرام :


_ ياأجمل هدية بعتهالي القدر ليا ياقمري في عز لياليا أوصف لك إيه ، 

والله والدنيا بقت في عنيا حاجة تانية ، هواكي قابلته وفي ثانية جريت عليه ، 


سنين شايفك في أحلامي بنادي عليكي ضميني ، ليالي كنت مش عايش ومستنيكي تحييني ،

وحشتيني وحشتيني سنين بعدك علي عيني ليالي كنت مش عايش ومستنيكي تحييني ،

 

ثم ترك  المايك واحتضنها رافعاً إياها في الهواء وأخذ يلف بها كالطائر الخفيف في يده بسعادة وهيام وبكل الغرام ، 


وبعد مدة أنزلها مقبلاً إياها قبلة شغوفة بث فيها كل معاني الحب قائلا لها بوله :

_ الحرب لأجلكِ سلام .


نظرت له ونادته بهمس:

_جواد 


أجابها بنفس الهمس :

_ عيونه .


قالت بحب وعشق:

_ بحبك ياأحلي جواد في الدنيا ، وعمري ما ندمت اني اخترتك ياحبيب العمر وشريك المودة والرحمة والسكن والسكينة ياقلبي.

____________________________


بعد مرور عاماً من زواج مهرة وجواد كانت مهرة في جامعة الأزهر تؤدي آخر يوماً في الإمتحان وكانت في شهرها التاسع من الحمل ، 


وفي ذلك اليوم كان جواد يؤدي امتحانات السنة الأولي له في الجامعة حيث التحق جواد بكلية الحقوق بعد أسبوعين من زواجه بمهرة لكي يثبت لمن حوله أولاً بأنه جدير بمهرة ، 


ولكي يحسن من مستوي وظيفته ثانياً ، نعم فجواد بعد خطبته علي مهرة بحوالي ستة أشهر التحق بمعهد الشرطة واجتاز الفحص و الاختبارات بجدارة ومكث في ذلك المعهد ستة أشهر، 


 ثم تخرج بعد ذلك وعمل شرطياً في الحراسات الخاصة وهاهو سينتظر سنيناً معدودة لكي يحقق الحلم الذي يريقه، 


أحست مهرة بضربات في بطنها يميناً ويساراً وتخبط مؤلم أثناء أدائها الإمتحان ، 

واست حالها كثيراً حتي ينتهي آخر يوماً لها في مسيرتها التعليمية ، 


وبعد ساعة سلمت ورقتها وخرجت وهي تمسك أحشائها من شدة الوجع وقامت بمهاتفة جواد  ، وأتاها الرد على الفور

مجيبا بقلق:

_ حبيبتي عملتي إيه في الإمتحان ؟


أجابته بدموع ووجع:

_ أنا تعبانة أوي ياجواد بطني بتتقطع وفي خبط شديد في بطني .


انقبض قلب الآخر ورد عليها مطمئناً إياها:


_ متخافيش ياحبيبتي الدكتور قال لسه قدامك أسبوع ، كلمي رقية وخليها تجيبك لحد المحطة وأنا هبقي مستنيكي ياحبيبتي ، 


ومتقلقيش هتوصلي بالسلامة .


استمعت له وقالت بطاعة وهي تجفف دموعها:

_ حاضر هكلمها حالا .


وبالفعل هاتفت صديقتها وأخذتها وغادروا الجامعة ، وبعد ساعة وصلوا للمحطة وجدت حبيب عيناها منتظرها بقلق عارم ، 


استقبلها من يدها وأدخلها السيارة بحرص واطمئن عليها وطمأنها حتي وصلا إلى بلدتهم ، 


هدئ الوجع قليلاً ولكن بعد عدة ساعات من رجوعها انطلق الوجع بغزارة وعلي الفور أخذها جواد ليلاً وذهبا إلي الطبيب المتابع لحالتها ، 


فحصها الطبيب ثم قال بإستعجال:

_ المدام هتدخل العمليات حالاً هتولد بإذن الله . 


ودخلت مهرة غرفة العمليات ووضعت جنينها بولادة طبيعية وأنجبت طفلا جميلاً مثلها ، 


أعطاه الطبيب لجواد ،وعلي الفور احتضنه جواد فهو ثمرة حب الجواد للمهرة ، أخذه بين أحضانه ثم كبر في أذنيه ونظر له نظرة اشتياق قائلا:

_ نورت الدنيا على بابا وماما يايوسف ،

أيوه أنا هسميك يوسف زي ماحنا مامتفقين أنا وماما ياحبيبى .


وبعد أسبوعان من ولادة مهرة جائها خبر نجاحها بالتقدير المعتاد "جيد جداً"  ، 

فكان جواد ووالدتها خير معين لها في تلك السنة الأخيرة واجتازت الاختبارات بمهارة عالية وأكملت مشوارها التعليمي ولم تهمل فيه بسبب زواجها بفضل الله ثم جواد ووالدتها ، 


واليوم جائها إتصال باستلام شهادة التكريم من علماء قريتها فهي معتادة على ذلك التكريم كل عام نظرا لتفوقها الدائم ، 


ولكنها كانت في فترة النفاس ولا تستطيع الخروج فأبلغت جواد بذلك وأنها سترفض


 التكريم ولكنه امتنع بشدة وأردف قائلا:

_ ليه نرفض التكريم ياأم يوسف هروح أنا أستلم الشهادة مكانك ياحبيبتي  وأجبهالك .


أجابته بإبتسامة ومحبة قائلة:

_ ياحبيبي تسلم لي ومنحرمش منك ابدا ياقلبي بجد بجد إنت أحلي حاجة حصلت لي في حياتي .

_____________________________

#انتهي_البارت

#عهد_الهوي

#بقلمي_فاطيما_يوسف


وبهذا أكون قد انتهيت من سرد أول عمل روائي لي نوفيلا  "عهد الهوي"


 أتمني أن ينال إعجابكم وأن تكونوا استمتعتم به ، 


ونفسي بجد أي حد قرأ النوفيلا يقول لي رأيه فيها ولو بريفيو صغنون ، 

عايزة أعرف رأيكم في السرد والحوار ومتبخلوش عليا رجاءا 

وأخيراً وليس آخرا دمتم في رعاية الله وحفظه.


★★★★★★★★★★★★★★★★

اكتب ف بحث جوجل موسوعة_القصص_والروايات 

اللي عاوز البارت الجديد يعمل متابعه من هنااااااا علشان توصلكم الرواية كامله 


الرواية كامله من (نوفيلا عهد الهوى)

اضغط على اسم الروايه ☝️☝️☝️






تعليقات

التنقل السريع