رواية روح جحيمي الفصل 36_37_38 بقلم هايدي سيف
رواية روح جحيمي الفصل 36_37_38 بقلم هايدي سيف
- امم شكل فعلا محدش يعرف بحاجه زى دى
- حاجه ايه؟!!!
- أنه عنده ورم فى المخ
احست روح بصدمه كبيره وارتجف قلبها لسماع ذلك
- مكنش هنا كمتابعه هو اصلا مش مهتم بحالته ، معرفش ينفع اقولك ولا لا عشان دى اسرار مريض بس جايز كلامى معاكى يطلع بنفع ، هو ايامه معدوده ولما جه دلوقتى كان بسبب الاعراض الى بتظهر عليه فبيوقفها مش اكتر بس الورم بيكبر وممكن التلت شهور الى باقينله ميكملهمش .. حاولت اقنعه بالعمليه بس هو مش عايزه ورافض هى اه نسبه نجاحها ضعيفه بس احسن ما يكون قاعد ومستنى المرض ينهيه
مكنتش روح مصدقه الى سمعته وحاسه ان الارض لا تتحملها وكأنها صعقت بخبر شقها لنصفين، كان قلبها بيدق بخوف ورعب بصلها الدكتور من وشها التى تغير لونه قال
- انتى كويسه، بعتذر لو تقلت عليكى بالكلام
كانت فى حاله شبه لا واعى لتقول - مستحيل
بصلها وهى تردد فى نفسها وتنفى براسها وعينها مدمعه - مستحيل
مشيت سريعا وتركته وهو يطالعها ، خرجت روح من المستشفى وهى مصدومه وعينها ترتجف مسكت دماغه بكلتا يداها وبتفتكر كلام الدكتور افتكرت يوم اما كانو على السطح والتعب الى ظهر عليه افتكرت يوم اما كانو هيعملو حدثه ولقت دم بينزل من مناخيره منغير سبب .. هذا الضعف كان بسبب مرضه الورم بيكبر ممكن التلت شهور الى باقينله ميكملهمش "
- يحي
قالتها بصوت ضعيف افتكرته وهما على السطح " حققتى انتقامك ياروح .. عايزك تستريحى انا بموت سمعتينى "
نفيت برأسها بخوف وهى بتقول - لا .. انا عملت ايه
افتكرته لما كان مش فى وعيه " عيشت بتعذب على ذنب انا معملتوش، انتى نهتينا ونهتينى معاكى .. انا حبيتك بجد"
سالت دمعه من عينها وايدها بتترعش واعصابها تتلف
- عانيت قد اى يا يحي .. عانيت عمرك كله عشان يحصلك ده فى الاخر .. معقول اكون انا سبب من ضمن الاسباب فى مرضك
افتكرت نفسها قديما بكائها فى الليل انكماشها على نفسها وقوفها وهى تردد دعائنا ان يقتص الله منه، سجودها ليلا ونهارا دموعها التى كانت تتساقط وتدعى الله مع كل قطره الا تنزل هباءا .. معقول .. الن ينسي الله دعائها لحد هذا اليوم .. ان الله حقق مبتغاها وقبل دعائها بعدما شعرت انه لم يتقبله لكن لم تعلم انه سياتى هذا اليوم انها تتراجع .. هل بعدما أحبته سيسلبه منها كأى شئ احبته
- مش عايزه حقى .. مش عايزاه يارب .. بعد اما خلتنى احبه هتاخده منى لى ... بتعقبنى على اى انا عايزاه يفضل جنبى .. لى تردلى دعائى دلوقتى وتعاقبنى على قسوتى بالشكل ده .. يبقى ظلم وانت عادل مبترضاش بالظلم ابدا ... محدش اتظلم قد يحي، اتظلم كتير ومنى انا ... ازاى كنت غبيه كده وعيدت غلطتى للمره التانيه
افتكرت والدتها قسوتها ورؤيتها لها وهى مسطحه على فراشها وتعانقها وكان عناقها الاخير لها رغم انها لم تبادلها لكن يحي كان السبب فى ان تراها قبل مماتها .. متعملتش من الى حصل وازاى خسرت والدتها وهى لم تراها وبعيده عنها فتره كبيره .. دلوقتى عملت نفس الحاجه .. قسيت على ييحي الشخص الى رجعها من جديد واهتم بيها .. الى ضحكها ومسبهاش لحظه وتحملها بكل تقلباتها .. هتخسره بنفس الطريقه لكن بالموته الشنيعه .. الموت .. ذلك الشئ الذى سيأخذه منها .. ماذا فعلت بحماقتها .. كيف اوصلتهم لهنا .. صارت تلعن نفسها فى تلك اللحظه .. أنها عادت لرشدها لكن بعد ماذا
وصلت روح لشركه وكانت تسرع اليه قابلت احمد أستغرب من وجودها قال
- روح
بصتله بحنق تقدما منه وقالت بغضب - انت كنت عارف .. صح كنت عارف ومقولتليش اتكلم
- عارف اى
- ان يحي مريض يوم المستشفى كدبت عليا
سكت احمد ومردش وحاسس بالضيق صرخت فى وشه وهى بتقول
- لى سايبه كده .. ازاى تخبى عليا حاجه مهمه زى دى .. محدش يعرف صح .. محدش يعرف غيرك .. ازاى تسكت عن حاجه مهمه زى دى لى تكون عارف واحنا منعرفش
- ياروح افهمى يحي مش عايز حد يعرف .. هو اصلا مقاليش أنا عارف من قريب يعنى مش من مظه يوم كنت معاه فى المكتب ولقيت الأعراض إلى لتظهر عليه ووقع من طوله طلبتله الدكتور وودناه على المستشفى وقتها عرفت يعنى مش هو إلى قايلى .. هو مكنش هيقول لحد .. انا عملت الى فى ايدى والى قدرت معاه بس هو مبيسمعليش
- مش مبرر حرام عليك .. ا..انا لو مكنتش شوفته انهارده مكنتش عرفت .. هتقولنا امتى لما يموت
- ياروح انا ...
مشيت وسابته وهى متوجه ليحي بصلها بشده ولحقها قال - روح استنى
مردتش عليه وكملت طريقها فتحت الباب ودخلت المكتب بإندفاع كان يحي بيشتغل ومعه اثنان من موظفينه بصولها من دخلها دخل احمد وهو بيقول
- روح..
بص يحي ليها من وجودها وبص لأحمد التى كان يتبعها قالت روح
- عايزه اتكلم معاك
بصلها باستغراب لم يبالى كثيرا بص للموظفين اومأو له وذهبو بصتلهم روح حتى خرجو وقف يحي ببرود وقال
- اى الى جابك وازاى تدخلى المكتب كده
بصتله روح ومردتش استغرب من صمتها لقا عينها بتدمع وهى بتبصله وتندفع الى بقوه لتنصدم بصدره وهى تعانقه اتصدم يحي وبصلها بشده من قربها منه والحواجز التى لم تهتم بها
- روح
لقاها بتنشج اتصدم اكتر وبدأ صوت بكاها يعلو ويقدر يسمعه بصلها بشده قال
- مالك
ضمته اليه أكثر وهى تقول - متبعدش ارجوك انت وحشتنى اوى
مكنش فاهم اى حاجه واقف بصمت ويبصلها لتقول - لى مقولتيش ومخبى علينا حاجه زى دى
بعدت عنه وضربته فى كتفه وهى تقول- لى معرفش بمرضك .. فاكر انها حياتك لوحدك
اتفجأ من الى قلته هل باتت تعلم بمرضه .. لكن كيف ومتى ومن اين .. بص لأحمد ببرود الى كان يقف فهو من يعرف لا احد غيره
- مش احمد الى قالى انا عرفت من عن طريق المستشفى الى كنت فيها
- مستشفى!
اومأت له وهى تقول - اه كان عندى تدربت وشوفتك احساسي انى اعرف سبب وجودك خدنى بانى بحثت عليك لتكون من المرضى إلى هناك وقابلت دكتورك وهو إلى قالى
احس بالضيق من تلك الصدفه المستشفى التى ذهب إليها ذاتها التى كانت روح لديها تدريب اليوم بها، عادت لعناقه نظر اليها لتقول من بين بكائها
- كنت هتخبى لحد امتى
بص احمد ليحي وروح التى تعانقه احس بألم ايسر صدره تنهد وخرج ليتفادى ذلك المشهد فايا يكن ان قلبه لا يزال يحبها
كانت بتعيط وهى تطوق عليه بزراعيها وكأنها تريد ان تخترق صدره
- ابعدى
قالها يحي بجفاف بصتله بأعين دمعه وقالت - ايه
حط أيدها على كتفها وهو يبعدها بصتله بشده فهذه المره الاولى التى يبعدها عنه قالت
- عارفه انك زعلان منى .، عارفه انى قسيت عليك واذيتك بكلامى قبل افعالى .. عارفه انك استحملت كتير .. انا اسفه سامحنى
- عايزانى اسامحك وانا ملقتش السماح منك رغم كل الى عملته عشان سبتيني عشان كدبه .. بالسهوله دى اسامحك يا روح
احست بالحزن والذنب الملتف حول عنقها قالت
- انا .. انا مقصدتش نكون هنا .. عارف انى اتسرعت بس ..
قاطعها وهو يقول - بس اى يا روح .. اى هو الى مقصدتهوش ... كسر قلبى ولا انى اعيش تلت ستين بتعذب وانتى بعيده عنى .. اعيش مع ذنب مرتكبتوش
سكتت ومردتش ليردف - كنت بسأل نفسي انا بتحاسب على اى ومش لقيله اجابه ... عايش بتحاسب على اى طول عمرى ومحدش بيدينى جواب مقنع .. بس انتى جيتى وادتينى اجوبتى ويارتنى ما عرفتها .. شوفت نفسي مغفل اوى ان كل الى كنت بعمله على ما فيش .. كرهك مقلش وجودك كان لسبب وهو الانتقام .. بتعيطى لى دلوقتى احساس بذنب بس افرحى انا الشخص الى بتكرهيه وهتستريحى من شوفته الى لما بيجمعك مكان بس بتتخنقى لوجوده معلمى .. هترتاحى من كل ده زعلانه ليه
- اسفه على كلامى الى مكنش من قلبى والله كنت حاسه انى بقولك كده لرد كرامتى
قربت منه وهى بتقول - انا حسيت معاك بكل حاحه انت عملتها عشانى .. انا حبيتك بس .. مقدرتش اعترف بالحب ده لنفسي .. والله ما كان غرضى الانتقام انا مش عايزه غيرك زى بظبط .. والله بحبك
- وانا معدتش عايزك يا روح
حست ان قلبها بيتكسر من الى قاله ليكمل - وانا واقف قدامك شايفك كدابه بتخدعينى زى ما خدعتينى قبل كده، حتى الكلمه الى نفسي اسمعها منك بجد بقيت بضايق لما تنطقيها .. مش قادر اصدقك .. جوايا حاجه ماتت ناحيتك
- كفايه يا يحي كفايه ارجوك
- هو كفايه فعلا .. امشي
بصتله بشده اعطاها ظهره واكمل ببرود - امشي ياروح .. مش عايز اشوفك هنا تانى
سالت دموع من عينها بحزن وقهر وعينها منكسره وهى تشعر بألم شديد من ما فعلته به وبنفسها
لفت ومشيت وهى تتمنى ان يوقفها لكنه لم يفعلها .. ألم يعد يحبها هل انطفأ تجاها .. انها السبب فى كل ذلك .. يصلها أحمد من شكلها وهى تسير وحزينه فظن أن الأمور ستتحسن بينهم .. ماذا حدث
نزلت من الشركه رن تلفونها وكان على ردت عليه
- اى يا روح انتى فين
- فى حاجه
- سبتى التدريب وروحتى فين
- معلش كنت بعمل مشوار مهم
- تمم انا قلقت عليكى بس
- شكرا يا على
- على اى، اكلمك بعدين
وانها مكالمتها بصت على. الشركه من أعلى ناحيه مكتب يحي تتمنى ان تراه واقفا يراها لكنه لم يكن موجودا أحست بالخيبه ومشيت
كان يحي واقف فى مكتبه يضع يده فى جيبه بجمود دخل احمد بصله وهو معطيه ظهره قال
- يحي .. روح خارجه بتعيط لى
بصله يحي من سؤاله عنها قال بتوضيح - اقصد حصل حاجه
رد بكل برود - لا
تعجب احمد لكن لم يعلق وذهب أنه ظن أن وجود روح معه سيفرق معه الكثير وهذا ما يريده لكن يبدو أنه فهم خاطئا انه لا يبالى برؤيتها وعودتها له
فى المساء توقف يحي بسيارته امام منزله ترجل ودخل لكن تفجأ كثيرا واتبدلت ملامحه لما شاف روح قاعده على اول درجتين عند الباب وكانت ضامه دراعتها وباين انها قاعده بقالها كتير بصت ليحي ولاحظت وجوده وقفت لما شافته قربت منه بس هو قال بكل برود
- بتعملى اى هنا
حست بالحزن ولم تقترب اكثر قالت - مستنياك
- ليه؟
- محتاجه اتكلم معاك
- مفيش حاجه نتكلم فيها
- لا يا يحي ارجوك اسمعنى فى كتير الى بينا مش قليل
مهتمش بيها تخطاها وهو بيقول - روحى قبل اما الجو يقلب
- بس انا مش همشي قبل أنا أتكلم معاك يا يحي
- وانا معنديش كلام أقوله
- اسمعنى كفايه عناد مبينا احنا إلى اتنين .. ارجوك معدتش مستحمله كفايانا لحد هنا
سمع تلك الكلمات لم تتبدل ملامحه دخل وهو يقفل الباب تطلعت الى الباب المقفول فى وجهها وكأنه لم يعد منزلها تنهدت بحزن بصت لسما وتلك الغيوم والرياح
فى الليل كان يحي فى غرفه مكتبه بيشتغل سمع صوت الهوا يرتطم بزجاج والسحب تتصام ليبدأ هطول المطر تنهد وقام راح عشان يعمل قهوه بس وقف فجأه بص من الشرفه واتصدم لما شاف روح لسا قاعده ضامه جسمها والمطل يهطل والرياح شديد رمى الاوراق التى بيده بضيق
كانت روح جالسه وبدأت فى أن تتبلل فتح الباب لفت ورفعت عيناها ليحي قال بغضب
- ما مشتيش ليه
- قولتلك مش همشى غير ما نتكلم
قالتها بوجه يخلو من التعبيرات تعصب يحي مسك دراعها وقفها حست روح بألم قال
- انا مش قولتلك مش عايز اتكلم معاكى .. انتى مبتفهميش قاعده أحد دلوقتى ليه
مردتش عليه بص يحي على دراعها وغضبه فهو ينفعل فى الآونة الاخيره بعد أيده عنها
- أدخلى
بصتله روح بشده دخل وهو يقول - اعقدى جوا لحد اما الدنيا تتعدل ابقا اروحك، مش عايز حاجه تحصل زى المره إلى فاتت .. أدخلى متخافيش
- مش خايفه
يصلها لوهله لم يهتم وذهب
كانت روح جالسه تشعر بالبرد حست بحاجه تضع على كتفاها وكان يحي احضر غطائا لها بصت ليظاه وقربه منه لكنه لم يكن ينظر إليها ابتعد عنها وذهب، بصت على البطانيه إلى حطها عليها ليدفأها رغم أنه يشغل المدفأه
كانت قاعده لوحدها عطست لما حست بزكام لقت ايد بتمدلها وبها فنجان بصت ليحي خرجت أيدها وخدته منه وهى تقول
- شكرا
لم يرد جه يمشي مسكت روح أيده بتمنعه بصلها قالت
- أعقد معايا متسبنيش خلينا نتكلم ارجوك يا يحي
- معنديش كلام أقوله
- بس انا عندى ولازم تسمعه
- كنتى فين وانا كان جوايا جبل عايزه اقولهولك لقتنى لوحدى
دمعت عينها قالت بحزن وندم - انا اسفه ولله معترفه بغلطى انى سيبتك منغير ذنب .. معترفه انى مكنش ينفع اقولك يومها الكلام ده بس انا بخاف .. انا بخاف من انى اظهر مشاعرى الحقيقه .. بابين قسوه مش فيا خوفا على نفسي .. يحي انت اكتر واحد عارفنى .. حطلى عذر انت شوفت خوفى ده بنفسك .. خوفى من الكل انا كنت مضطربه نفسيا بس .. بس بيك رجعت زى الاول بس لما غلطت فى حقك .. انا معترفه بغلطى
وقفت قربت منه قالت - بصلى يا يحي .. انا روح الى كنت بتعتبرها بنتك قبل اما تبقى حبيبتك مش عايز تسامحنى .. قولتيلى قبل كده انك مبتزعلش منى .. معقول معدتش عايزنى زى ما قولت الصبح
- انا حبيت واحده مش موجوده بنيت شخصيه وهميه انتى رسمتهالى
سالت دمعه من عينها وقالت - والله كل إلى عشته معاك كان حقيقه .. مخدعتكش ولا كنت بمثل الحب عليك .. لو بصتلى هتعرف ده بنفسك .. روح لسا موجوده انت رجعتها وانت بس الى بتكون معاك على طبيعتها محدش غيرك .. يحي بلاش نبعد اكتر من كده كفايه
- معدتش له لزوم الكلام ده
- مش عايز تسامحنى يا يحي قولى اعمل اى ونرجع ...
حس يحي بألم داخل رأسه وسمع صوت كصفير يعج رأسه اعتصر عيناه بألم وهو لا يسمع شئ سواه كان يراها تحرك فمها ولا يقدر على السماع
- ابعدى
سكتت روح بصتله وقالت - ايه
- ابعدى بقولك
اتخضت من صوته المرتفع وغضبه فلت أيده بقوه تألم روح مشي يحي وهو يحاول أن يتمالك حتى يبتعد عن ناظريها يحاول الا يظهر شئ به
دخل الاوضه مسك دماغه بوجع شديد وعروقه بارزه وجبهته تتعرق من ضعفه، كان لا يستطيع التنفس من الألم سند بيده على المنضده فتح التيشيرت قليلا
اتقدم روح من الأوضه إلى يحي دخلها لا تعلم لما تشعر بالقلق عليه طرقت الباب تستأذن بالدخول لكن لم تجد ردا تعجبت فتحت الباب بتردد وأما دخلت لقت يحي يسند على الحائط وباين عليه التعب
قربت سريعا قالت - يحي
مسكته برفق قعدته قالت - مالك انت كويس
أراح ظهره حط دراعه على عينه بصتله وتفاجأت حين وجدت دمعه تسيل على وجهه قربت أيدها من يده ومسكت زراعه بعدته عن عينه لقته عينه مدمعه قالت بهمس
- يحي
- من امتى وانا كويس
حست بالحزن الشديد وهى تراه هكذا ونبرته الضعيفه يبدو أنه يعانى من تلك الأعراض التى تشتد عليه، مسك وشه ومسحت دموعها وتتساقط دموعها هى، وكأنها لا تتحمل أن قلبها ينفرط من الحزن عليه
- مش هقدر اسامح نقسي ، انا السبب فى الى انت فيه .. سامحنى ارجوك كل الى قولتهولك كدب
يصلها قربت منه واحتضنته وهى تقول - انا بحبك اوى يا يحي .. بحبك وبخاف اعترف بالحب ده .. انا اسفه مش هقدر ابعد عنك أكتر من كده .. كفايه ارجوك كفايه نبعد عن بعض أنا محتجالك اوى
بصلها وهى تحتضنه وتبكى بانهيار وتنشج رأى خوفا وارتجافا فى كلماتها التى تخرجها بصعوبه، رفع زراعيه بتردد إليها استسلم لقلبه فلم يعد مكانا لتمثيل البرود أكثر من ذلك
احتضنها هو الآخر وكأنه ادرك أنه سيغادر الحياه لا محاله فلا داعى بأن يخفى مشاعره ويدع بروده يتملك منه أن أيامه محسومه، سالت دمعه من عينه وهو يحتضنها ربت عليها لتهدأ وهو يرى خوفها، ضمته روح أكثر اليها وكأنها تطمأن نفسها أنه معها لن يتركها لكن دموعها تستمر بالنزول تدعى بقلبها الا يسلبه منها أن يجبرهم بعطائه الواسع أنها خائفه .. هذا الشعور يقتلها الرعب الذى يحل عليها أن ترا زراعيها خاليين .. تتمنى أن يكون هذا كابوس ويفيقون عليه وهم نائمين جنبا لجنب ويطمأنها كعادته لكن يبدو أنه الواقع .. الواقع المؤلم الذى يعتادون عليه
- روح
هم هممت بمعنى نعم أبعدها عنه نظر إليها وعيناها وانفها الاحمران
- ممكن تهدى
ابتعدت غصه حلقها وهى تأومأ بالطاعة لكن دموعها تستمر بالنزول مسحت وجهها بيدها وقالت
- مش عارفه يا يحي .. سامحنى مش بأيدى
بصلها لثوانى مسك أيدها وهو يقول - لو بتحبينى بجد وقفة عياط عشان ده بياثر عليا أنا
احست بالحزن قالت - بحبك
- من قلبك
بصت فى عيناه مباشره وقالت - محبتش حد قدك .. عمرى مكدبت عليك فى الكلمه دى إذا كان زمان أو دلوقتى .. حبى ليك مقلش للحظه يايحي كنت علطول بفكر فيك
قاطعها وهو يقول - بلاش نفتح القديم
- حاضر
أنها الأخرى تريد أن تنسا اى شئ فى الماضى
- عيزانى
سكتت وبصت فى عينه إلى كانت مدمعه وكان هو الآخر حزين اومأت إيجابا دون تردد
- حقيقلى اخر امنيه ليا عايز اعيش معاكى اليومين دول الله اعلم هكمى أو لا
بصله فى عينها واردف- عايز املكك
شعرت بغصه فى حلقها وكبحت دموعها ابتسمت قالت
- هترجعنى امتى
يصلها وكانت هذه كمواقفه منها رأى ابتسامتها بادلها ابتسامه خفيفه قال
- دلوقتى
بصتله بشده وقالت - ازاى هتلاقى مأذون دلوقتى والجو و ..
- سبيها عليا .. بس كلمى والدك وعرفيه بحاجه زى دى ممكن يضايق عليكى من الطريقه ابقى هاتى أكلمه
- هقنعه
اومأ لها مسح دمعه من على وجهها بصت ليده وحنانه وقف وتركها
وفعلا يحي عمل مكالمه من هنا لأحد مسؤلينه التى يعتمد عليهم وبعد قليل أتى بمأذون وقام يحي بإرجاع روح إليه، كانت لا تعلم هل تشعر بالسعاده أنه عاد إليها ام الحزن الذى يحل عليهم لكن كانت ترسم ابتسامه صادقه نابعه من قلبها أنه أصبح زوجها
كانت واقفه فى الشرفه تحدث والدها قالت
- معلش يابا معرفتش اكلمك
- على قالى انك سبتى التدريب يعنى المفروض تكونى هنا من الصبح .. انتى فين لحد دلوقتى ومبترديش على تلفونك ليه
- معلش مسمعتوش حضرتك عارف انى بعمله صامت ايام التدريب فنسيت ألغى الخاصيه دى
تنهد بضيق قال بهدوء - ماشي يا حبيبتى أنا بس قلقت عليكى .. ممكن اعرف أنتى فين
- عند يحي
قال بصدمه - يحي
- اه
قال بغضب - عند يحي ازاى يعنى انتى فى بيته .. اتجننتى انتى فكراه لسا جوزك
- بقا جوزى ، يحي رجعنى ليه
اتفاجأ كثيرا مما تقوله قال بصدمه - انتى بتقولى ايه
دخل يحي ووقف بجانبها بصتله قالت - اسفه عارفه انك متفاجأ وهتضايق عشان مقلتلكش حاجه مهمه زى دى .. احنا قعدنا واتكلمنا وخدنا القرار
- ازاى تاخدى قرار زى ده منغير ما ترجعيلى
- مقصدتش اضايقك أنا بس ..
مد يحي أيده بصتله ادته التلفون خده وكلمه بعيدا وبعد قليل عاد إليها بصتله خدته منه
قال عماد - تمام ياروح خلى بالك من نفسك
- مش مضايق منى
- هضايق ليه أنا كنت عارف انك لسا بتحبيه وبتكابرى وفى الاول وفى الاخر هترجعو بس اضايقت من الطريقه نفسها
- انا اسفه
- خلاص حصل خير ميفرقش حاجه عندى غير انك تكونى سعيده .. وانا عارفه أن سعادتك مش هتلاقيها غير مع يحي
ابتسمت وشكرته لانه يفهمها فعماد لطالما كان حنون معها وكأنه يعوضها عن حنان الابوه التى حرمت منه ويعوض نفسه هو الآخر بحبيبته التى فقدها وابنته التى تبقت له
بصت ليحي التى كان هادئا قالت باستغراب
- انت قولتله ايه
بصت ليحي الى كان هادئا قالت
- انت قولتله عشان يهدا كان باين أنه مضايق اوى
- فهمته الوضع مش اكتر إذا كان دلوقتى أو بعدين كنت هرجعك
بصت له بأمل وحب قالت - بجد يا يحي
بصلها ولم يرد ام يعلق لكن أمسك بيدها بحب وكأنه يعطيها الاجابه ابتسمت وامسكت بيده هى الأخرى
- أدخلى عشان متبرديش
- وانت ؟
- جاى وراكى
اومأت له بتفهم ومشيت وسألته وقف ينظر إلى السماء تنهد وخفض رأسه من المفترض أن يكون سعيدا .. لكنه ليس كذلك ابعد شعره للخلف وهو ياخذ نفسا بعد وقته من هدنته مع نفسه ذهب
توجه لغرفته وعندما دخل وجد روح تقف وكانت ترتدى قميص نوم اسود مناسق بجسدها يبرز مفاتنها وكانت جميله حيث جعلته متوتر أكثر منها لمجرد رؤيتها قفل الباب واتقدم منها كانت خافضه وشها الى كان احمر من الخجل مسك دقنها ورفعها ليه ليرى وجهها التى يعشقه كانت تتضع بعضا من مساحيق التجميل تزيدها جمالا وشعرها البنى الناعم التى رائحته تتغلغل فى انفاسه
- لسا عندك فرصه تتراجعى
نفيت برأسها بصلها يحي وكأنها تعطيه موافقتا الكامله تقدم واصبح امامها مباشره قرب من شفتاها وقبلها بحب وحنين، دمعت عين روح لكن بادلته وكبحت دموعها رفع ايده الى حملات قميصها وانزله من عليها ليقع ارضا أخذها بين زراعيها حملها الى السرير وهو ينزلها برفق وكأنه يخشي عليها ان يؤذيها كفراشه يعاملها برقه كى لا تخدش بمكروه
وزع قبلاته على رقبتها بشغف ودفأ لكن سمع صوت بص لروح لقاها دموع تسيل من عيناها وهى تغمضهم وكأنها تعافر احس بالحزن الشديد والندم قال
- لدرجادى مش عاوزانى وخايفه منى
فتحت عينها بصتله كان هيبعد مسكته وهى بتمنعه بصلها قالت
- لا يا يحي
- بتعيطى لى ياروح انا مش هقدر اجبرلك على حاجه
- انا مش خايفه منك انا .. خايفه انك تسيبنى
قالت اخر جمله بحزن وخوف عرف انها تقصد بمرضه التى سينهيه مسكت وجهه يكفيها وتقول
- خليك متبعدش عنى متسبنيش ماشي
احس بالحزن الشديد هو الاخر بصلها ومسح دموعها قال - مش هسيبك
بصتله بأمل وثقه وقالت - اوعدنى
سكت يحي وكأنه مش عارف يرد هل يوعد لها بشيء لن يتحقق ان مصيره محدد وهو الموت قبلها بشوق سالت دمعه من عين روح فلقد احست ان قبلته واقترابه كأنه يقوم بتوديعها ، كان مع كل لمسه يلمسهالها بحنان وحب وكأنه بيمحى اى ذكره سيئه تركها لها كان يمحى اثار الماضى ويذيقها عشقه وإلى اى قاع قد وصل
فى اليوم التالى كان يحي ينظر الى روح النائمه فى اعماق احضانه الدافئه وترتدى قميصه كانت لا تزال تبدو كطفله نظرته لها لا تتغير، كانت الصباح ينير وجهها ببشرتها الصافيه قرب ظهر أيده من وشها وهو يلمسها بحنان احست روح لمساته فتحت عيناها قليلا ابتسمت بنعاس اقتربت منه وهى تعانقه ابتسم عليها ابعد شعرها من على وجهها وهى تقول
- روح كفاياكى نوم
فتحت عيناها نظرت إلى صدره العارى التى تحتضنه رفعت وجهها ونظرت اليه- صباح الخير يا حبيبتى
قالها بابتسامه احمرت وجنتها خجلا وخفضت انظارها وهى تخبأ نفسها وترفع الغطاء على وجهها ابتسم عليها وقال
- ده إلى هو اى ده
مردتش أردف قائلا - هقوم اخد دش
اومأت براسها لكى يذهب ويتركها، ابتسم شال الغطا من على وشها اتخضت لقته بيبصلها فى عينها وبيقول
- متيجى ناخده سوا
بصتله بصدمه وقالت - انت قليل الادب
- انتى لسا واخده بالك
لقا وشها احمر كثيرا وكأنه سينفجر وتكتم غيظها منه باسها من خدها بصتله بشده قال- بحبك
قام وسابها ودلف الى الحمام حطت أيدها على خدها ابتسمت
فى منتصف اليوم دخل يحي المطبخ لقا روح واقفه تعد طعاما لهم وكانت لا تزال ترتدى قميصه التى يعطى جسمها منحنى اخر
قرب منها لف دراعه على وسطها من وراها اتخضت بس لما شافته هدأت كان يتشمم عنقها بتخدير وشعرها المنسدل كانت روح تشعر بلمساته لفت اليه واصبحت مقابله بصلها يحي طبع قبله على شفتاها دق قلبها جامد، حط ايده على وسطها رفعها وقعدها على الرخامه كان حاسس بضعف شديد وصدره يعلو ويهبط وينظر إلى شفتاها
قربت روح ايدها من ملابسه مسكته نظرت فى عينه وسحبته اليها وقبلته امسك يحي وجهها وتعمق فى قبلتها ثم ابتعد قليلا حتى تأخذ انفاسها حضنها وحاوطت رقبته بزراعيها شالها وهو بيقول
- بتعملى فيا ايه
ابتسمت خدها ومشي وقفته وهى بتقول - الاكل
- مش مهم دلوقتى ناكل بعدين
ابتسمت ومالت على صدره بأستجابه ابتسم عليها توجه لغرفتهم وضعها على السرير قبلها وهو يميل عليها وانفاسهم مختلطه .. ظن أن فى اللحظه الذى سيملكها سيكون اسعد انسان على وجه الارض لكن الوضع اختلف كثيرا يشعر وكان مع كل لمسه يلمسها لها قلبه يتحطم وتتناثر شظاياه من الانكسار والخوف الذى يحل عليه .. أجل بات يخاف الموت لأجلها .. ابتعد عنها قليلا بصتله روح قال
- اوعدينى انك متحبيش حد غيرى
شعرت بغصه فى حلقها ودمعت عينها ليردف - عارف انى انانى فى إلى هقوله بس انا مش عايز حد غيرى يملك دى اكتر حاجه خايف منها .. اتجوزى مش همنعك بس قلبك يكون ليا متنسنيش افتكرينى دايما بالحلو
سالت دمعه من عينه وهو يتحدث وهى تراقب حركه عيناه بحزن شديد
- اسف على انانيتى سامحينى على اى حاجه عملتها بقصد او منغيره
اصمتته بقبله حنونه لكن كانت الدموع تتساقط من عيناها وهى تقبله ابتعدت وسندت جبهتها على جبهته قالت
- مسمحاك المهم انت تسامحنى .. متتاسفش أنا مقدرش احب حد أو حد يقربلى غيرك .. عيزاك تتأكد من حاجه اعحكه بس .. أنا ملكك انت وبس
كانت شايف دموعها إلى بتنزل وعارف الحزن والخوف إلى حاسه بيه من كلامه، مال عليها وهو يثبت ملكيته بالفعل ويغمرها فى بحور عشقه، يتمنى لو كان بيده لبقى العمر بأكمله وحقق ما تمناه معها .. لكن يتعهد بأنه سيفعل ما فى يده لأن يحقق بعضا من تلك الأمانى ويزيل الحزن والصعاب إلتى واجهتهم لتفرقهم لكن حبهم زاد عن السابق
فى المساء خرج يحي من الحمام وهو يجفف شعره بالمنشه لقا روح لا تزال نائمه ابتسم قرب منها وباسها على رأسها بحنان اتعدلت بصتله قال
- هتفضلى نايمه كتير .. صاحى بقالى ساعتين مستنيكى عشان ناكل سوا
قالت بنعاس وكسل - كل انت أنا مش جعانه
- لا منتى هتصحى فى الحالتين عشان مش هعقد لوحدى كده كتير
بصتله ابتسمت بادلها الابتسامه قعدت بس حست بوجع بصلها يحي قرب منها قال
- مالك
نفيت برأسها وقالت - مفيش تعبانه شويه
سكت يحي وحس بالحزن والندم فهى ليست بمقدورها أن تتحمله قال- أنا اسف
مسكت وشه بحنان وقالت - متتاسفش أنا كويسه
بصلها ومكنش باين عليها كذلك ابتسمت مسكت المنشفه وجفتت شعره بمشاغبه وقالت
- هتاخد برد لو خرجتلى كل شويه من الحمام وانت مبلول كده .. احنا مش فى الصيف
بص لأيدها وكأنها بتعامله كمثل أمه تعاتب ابنها ابتسم بص لشفتاها حس بالضعف بعد عنها فتلك الفتاه ستلقى بحتفها أن استمريت بتلك الأفعال سيفقد السيطره على نفسه وقفت اتوجعت لكن أخفت ذلك قالت
- يحي
بصلها أردفت بنبره طفوليه - أنا جعانه
ابتسم عليها بادلته الابتسامه خرجو وجلسو على السفره وأكلو سويا كانت روح تتدلل عليه وكانت بتأكله مسكها يحي وقعدها على رجله اتصدمت بصتله
- يلا أكلينى
بلعن ريقها من ابتسامته الماكره جت تقوم مسكها ومنعها قال
- لا وانتى كده
توترت أكلته حاوط خصرها وقربها منه ابتسمت عليه واكملو جلستهم
كانو قاعدين فى الشرفه روح مايله على صدر يحي وتمسك بفنجان قهوه بكلتا يداها والغطاء عليها وتنظر إلى السماء التى تبدو صافيه اليوم حيث يظهر القمر والنجوم .. أنهم تحت هذه الأجواء الهادئه
مسك يحي أيدها بصتله خرج شئ وتفجأت لما لقته خاتمها التى تركته على المنضده يومها
- لسا معاك
- احتفظت بيه ممكن يجى يوم والبسهولك تانى وكان معايا حق
ابتسمت لبسهولها وعى نظرت إلى الخاتم قالت - اقولك الصراحه فكرت قبل كده انى ارجع واخده عشان كنت حاسه بنقص كبير وانا مش لبساه .. كنت لنا اشوفه بيفكرنى بيك واحس بلأمان .. بس انا فقدته لما بعدت عنك بغبائى .. كنت عايزه اى حاجه تفكرنى بيك بس ملقتش غير دى
بصلها وكانت خرجت تلفونها ورته صوره واتفجأ لما لقاها صور ليهم كانو فى سويسرا وهم يتحولون فى الشوارع وبياكلو ايس كريم خد التلفون وبص عليها ابتسم وقال
- مش قولتلك يومها امسحيها
خدت التلفون منه سريعا وقالت بتذمر طفولى - وانا قلتلك لا، شكلك كيوت فيها انزلها على الفيس
قال ببرود - اعمليها
ابتسمت وقالت - خايف لحد يشوفك وتنهار مكانتك هاا
- لا المشكله مش فيا أنا متفرقش معايا حاجه غيرك .. فاياكى تنزلى حاجه عشان مش عاوز حد يشوفك
سكتت شويه قالت - عشان كده مفيش صوره ليا معاك
وكانت تقصد كلام نرمين إلى تتذكره لما قالت إنها بحثت عن يحي ومبقتش صور ليهم
- انا إلى منعت حاجه زى دى، مبحبش اعرض مراتى لحد
ابتسمت من غيرته الشديدة فهى فهمت خطأ كعادته .. امها لم تكن تفهم يحي على الرغم أنه لطالما كان يتفهمها
كان يحي صامتا وجدها تطبع قبله على شفتاه بصلها ابتسم وقال
- بقيتى جريئه أوى ياروح
بصتله بشده حست بالحرج قالت - لا كشكر مش اكتر
قرب منها بص فى عينها ووقال - طب والصبح شكر بردو
افتكرت حين كانو فى المطبخ وقبلته تصاعدت الدماء لوجنتها بخجل تضايقت سابته ومشيت
- راحه فين
- مش عايزه أعقد معاك
مشيت وهى بتسيبه دخلت بس لقت إلى بيسحبها ويشيلها اتصدمت بصتله بشده قالت- يحي انت بتعمل اى نزلنى
- عيب تسبينى وتمشي ولا اى يا روحى
بصتله اتكسفت قالت - روحك!!
- اول مره تعرفى
ابتسمت بص يحي لوجنتها قبلها بصتله روح ابتعد نظر إليها انزلها هلى الكنبه وهو مائل عليها بس مقربش منها كان باصصلها تنهد وقال
- لو حملتى منى عايزك تقوليله انى كنت بحبه .. اتمنيت انى يكون عندى ابن منك انتى بس ياروح
دمعت عينها وهى حاسه بغصه فى حلقها
- كنت عاوز احسسه بحنان ابوه مشافوش كنت هعوض نفسي فيه ومخليهوش يبقى زى .. متخلهوش يزعل منى عرفيه انى مكنش بإيدى انى اسيبه
- ششش
قالتها وهى تقاطعه بصلها مسحت دمعته قالت
- هتكون بخير إنشاءالله .. مش محتاجه أقوله انت بنفسك الى هتوريه حبك ليه .. متقولش الكلام ده تانى
أردفت برجاء - ارجوك
أومأ لها خدها فى حضنه ومسح بيده على شعرها وقال
- انا اسف
بادلته العناق وهى تدفأ به
مر اسوبعان وكانو عايشين بسعاده تغمرهم يوميا لا يبتعدون عن بعضهم يمرحون والعشق يملأهم لكن السعاده لا تكتمل فكان يحي تظهر عليه أعراض مرضه فى بعض الأوقات كان يخفى عنها بس بيظهر عليه كانت روح قلبها بينفطر عليه وهى شيفاه بيتألم ولما تسأله يقولها أنه كويس ويعود لمرحه معها كى لا يحزنها
فى يوم كانت بتسرح شعرها اتقدم منها وقف خليها حط أيده على كتفها قال
- طالعه جميله
يتبع
- مبروك ياروح
بصتلها بإستغراب وقالت - مبروك على ايه؟!!
- انتى حامل
اتبدلت ملامح روح بصدمه كبيره وهى لا تستوعب بصت لوالدها ورجعت بصتلها مكنتش روح مصدقه الى سمعته قالت
- بتتكلمى بجد
ابتسمت كوثر وقالت - هى الحاجه دى فيها هزار بردو
استوعبت روح بصت على بطنها ابتسمت ودمعت عينها بسعاده كبيره بصت لوالدها
- بابا انا حامل
ابتسم قرب منها وضمها وهو بيقول بسعاده - الف مبروك يا حبيبتى
ابتسمت وبادلته العناق بفرحه قالت - انا
لازم اقول ليحي بصلها بعدت كانت هتقع مسكها وقال - خلى بالك ياروح
- اسفه
قالتها بحرج من فعلتها لكن سعادتها كبيره ومبتسمه على نفسها
- طب اعقدى وانا هتصلك بيه بلاش حركاتك دى عشان غلط دلوقتى، حركتك لازم تكون بحساب
اومأت بطاعه ابتسم عليها ربت على راسها بحنان ومشي
قالت كوثر - انتى محستيش باى حاجه قبل كده انتى
- كنت بحس بدوخه بس بحسبها حاجه عاديه
ربتت على يدها وقالت - الدكتوره قالتلتا انك لسا فى الاسبوع التانى ولازملك الراحه ماشي
- حاضر .. يحي هيفرح اوى حاجه زى دى هتفرق معاه هناك هتحفزه مش كده
- اكيد
ابتسمت دخل عماد بصتله روح قالت بلهفه - رد عايزه اكلمه
- لا مردش بيدى مشغول
استغربت شعرت ببعض الخيبه قالت كوثر - مفيش مشاكل تلاقى حد معاه على الخط هو اول ما يخلص هيكلمك
اومأت بتفهم سمعو صوت من برا استأذن أحمد بالدخول بص لروح قال
- فى حد جه
قالت كوثر - مين
دخلت سلمى وزينب إلى باتت تسير على قدماها بصت لروح ابتسمت قالت
- عامله اى يا روح اتغيرتى
ابتسمت وقالت- الحمدلله
قالت كوثر - رجعتو سلمى فين
قربت منها ابتسمت وخدتها فى حضنها قالت - طولتى فى الغيبه المرادى
لم تكن سلمى يظهر على وجهها اى تعبيرات بعدما انتهو من عناقهم بصت لروح وقالت - فين يحي
يصلها أحمد فهى لم تلقى السلام حتى على روح قال - يحي سافر مش انتى عارفه
بصت له بشده وقالت - بس انا بعتله مسج أنه يستنانى على الأقل اجى اشوفه ويسافر
- ممكن مشفهاش يا سلنى عادى لما يتصل كلميه فيديو كول
سكتت ولم ترد قالت كوثر بابتسامه - سلمى مش هتباركى لروح
قالت بتعجب - اباركلها على أيه
- هتبقى عمه
تفاجأ وابتسمت زينب بسعاده كبيره بصت لروح قربت منها وقالت - بجد انتى حامل ياروح
أومأت برأسها بخجل بصتلها ساندى ومن تجمع المل حولها بصتلها روح هى الأخرى لتحدها تقول بلا مبالاه
- مبروك
مشيت واستغربو منها والروح خصيصا لأنها ظنتها ستسعد كثيرا مثل البقيه فهى كانت كصديقه لها لكن تبدو متغيره هل بسبب عودتها
قال عماد - روح مش لازم تعقدى هنا لوحدك تعالى اعقدى معايا لحد اما يحي يرجع انشاءالله
بصت له روح وقالت - بس انا عايزه اعقد هنا
- مينفعش تكونى لوحدك فى الفتره دى
قالت كوثر - خلاص ارجعى القصر معانا انتى عارفه من الاول ان يحيي لما يجى هيجيبك تتيجو تعيشو معايا ، تعالى عقبال ما يرجع
قال عماد - ملوش لزوم التعب
- تعب اى يحي ابنى وروح تكون مراته يعنى زى بنتى عارفه انك عايزها تكون جنبك بس انت اكيد عندك شغل مش هتعقدلها انا هكون معاها وزينب وسلمى وكل الى فى القصر عارفك يا روح وهيهتمو بيكى ووالدك مش هتعطليه عن مشاغله
سكتت روح وهى بتفكر فى كلامها بصت لوالدها قالت - خلاص يباابا انا هروح معاهم
ابتسمت كوثر قال عماد - مفيش مشاكل المهم تكونى مرتاحه
قالت كوثر - فى اى وقت تحب تشوفها مرحب بيك ، مش هنقصر معاها يحي موصينى عليها
وصلت روح القصر الى لما الكل شافها تفاجئ كثيرا وكيف تغيرت قربت صفيه وهى مبتسمه وقالت
- روح
ابتسمتلها روح لرؤيتها قالت - عامله اى يا طنط صفيه
- الحمدلله يا حبيبتى حمدلله على السلامه يا ست هانم اى ده الست زينب والانسه سلمى وأستاذ احمد القصر رجع نور ... بس فين يحي بيه
ابتسمت كوثر وقالت - هيجي قريب إنشاءالله، المهم الاوضه جاهزه؟
- اه زى ما حضرتك طلبتى
- تمام يلا ياروح
قربت صفيه منها قالت موثر - على مهلك ماشي خلى بالك منها
- حاضر
طلعو الاثنان ودخلت سلمى دون أن تنطق ببند كلمه قرب احمد من والدته قال بمزاح
- اول تلت أفراد وصلو القصر
ابتسمت قالت - أربعه انت مش هتمشي من هنا
- ازاى
- الى ازاى ، عايز تمشي وتسيبني تانى خليك يا احمد احنا محتاجينك عشان يكون معانا راجل ويحي يرجع ونتجمع من تانى
صمت قليلا ثم قال- حاضر
ابتسمت بصتله وقالت- اه صحيح يحي اتصل ولا لسا
- لا
- مش عارفه لى مش مطمنه من امبارح وهو متصلش
- هو يحي كده بيحب يقلقنا عليه عشان كده كنت عايز اسافر معاه عشان بروده ده
- ربنا يستر ويرجعه بالسلامه
- يارب
فى الغرفه بصت روح للجناح وهى بتفتكره بصت فى المرايا وقفت عنده وبصت على بطنها ابتسمت حطت ايدها عليها وهى تلمسها بحنان ابتسمت تذكرت يحيي فهى الان تحمل شيئا منه ينمو بداخل أحشائها وينمو حبها معه، لا تستطيع ان توصف ذلك الشعور انه ترك ما يذكرها به وتروى شوقها منه ويسعدها بدلا منه لحين عودته
- مش عارفه اذا كنت حاسس بيا ولا لا .. عارفه ان بدرى انك تسمعنى بس انا بحبك اوى و..
ابتسمت بلطافه ورقه وهى تكمل - وبابا كمان بيحبك هيفرح اوى لما يعرف بوجودك
بصت زينب لكوثر قربت منها حست كوثر بيها وقالت
- فرحانه انك رجعتى يا زينب
- بس فرحتى برجوعك كبيره يا كوثر، حاسه انى بكلم صحبتى إلى اعرفها
- الندم يعمل اكتر من كده ويفوق النفس إلى غفلتها لفتره، الجشع وحش والفلوس ملهاش تلاتين لازمه منغير ما احس ان ولادى معايا
ابتسمت زينب بصتلها وقالت - جه الوقت انك تجمعيهم حواليكى .. هما ولادك فعلا من صغرهم وانتى كنتى ام ليهم
ابتسمت وقالت - مكنتش مرات الاب الشريره يعنى
- والله ما حد كان بيفهمك تختفى على يحي وحابه عايزه تاذيه وتاخدى فلوس وتغيرى أنه حد ياخده منك كابنك .. مكنتيش مفهومه المهم انك دلوقتى فهمتى نفسك
- فهمتها بسبب البت روح دى .. عيله قدرت توقعنى بس اشكرها عشان هى فوقتنى قوى وعرفتنى الدنيا مبتمشيش بالفلوس
ابتسما جائت الخادمه واخبرتهم بالطعام ثم ذهبت قالت كوثر
- يلا نعقد عقبال ما الولاد ينزلو .. كان نفسي يحي يكون معانا .. ربنا يرجعه سالم
- امين
ابتسما وذهبوا ليجلسو على المائده ونزل كل من أحمد وسلمى وروح وبدأوا فى الأكل كانت روح شارده تقلب فى طبقها بصلها احمد وأنها مبتكولش كان عاوز يسألها مالها بس حس أنه الكل هيشوف سؤاله غريب وأنه متابعها فمحبش يحرج نفسه
- احمد
يصلها من ندائها عليه وكأنها قرأت أفكاره قالت
- يحي متصلش بيك
سكت فهل كانت تفكر فى يحي نفي برأسه وهو بيقول - لا هتصل بيه تانى يا روح .. حاضر
- شكرا
ابتسم لها بصتله سلمى تعجب لكن لم يبالو بلأمر كثيرا
فى الليل كانت روح قاعده فى البلكونه بتبص على السما
- مستنياك بفارغ الصبر
بصت على بطنها ابتسمت وقالت - متعودتش اجمع أننا شخصين بس هحاول .. بفكر استنا بابا لما يرجع واقوله لما اشوفه كمفاجأه وكده بدل ما قولهاله على تلفون
- هى هتكون مفاجاه فعلا
بصت روح لصوت وكانت زينب ابتسمت وقررت منها قالت - اى إلى موقفك هنا ياروح
- مفيش كنت بكلم نفسي شويه
- طب خشي يلا ممكن تبردى
ابتسمت روح بصتلها زينب باستغراب قالت - مالك
- افتكرت يحي كان يلاقينى واقفه فى البلكونه بردو يقول خشي عشان ميحليكيش برد بس كأنه بيتريق عليا
وكملت بحب - وبيخبى اهتمامه بيا رغم أن أفعاله بتسبق كلامه بكتير
ابتسمت زمانها من سامعها قالت - ده يحي لما يحب .. فرحانه انك رجعتو تانى وهتجيبو نونه صغير زى ما قولت اهو .. اه خدتو وقت كتير بس المهم انك عملتوها
حطت أيدها على كتفها بحنان وقالت - ربنا يخليكو لبعض بس يلا ندخل عشان لو عيتى هيحملنا المسؤوليه وربنا ما يوريكى غضب يحي
قهقه روح وقالت - لا منا عرفاه
ابتسمو ودخلو لداخل ليتجنبو الرياح الشديد
كانت روح نايمه وكانت تبدو مضطربه حيث تعقد حاجبيها ليصدر صوت رعد وبرق فتفتح عيناها وهى تجلس وتصرخ بقول
- يحي
بصت للاوضه حوليها وكان صدرها يعلو ويهبط حط أيدها على دماغها أنه حلم ليس إلا .. سمعت صوت الرعد بصت على الشباك وهى تشعر بالقلق والريبه .. أنها لا تشعر بلأطمنان البته وكأن ثمه شئ ما .. كأن حبيبها ليس بخير
فى اليوم التالى سالت روح احمد إلى كان بيتصل بيحي كتير عشانها قالت
- ها رد
- لا مش عارف مبيردش ليه هو كمان ناوى يوترنا
- أنا قلقانه حاسه أن يحي مش كويس أنا عايزه اروحله
- تروحيله فين بس يا روح متقلقيش
- مش عمليته المفروض كانت امبارح وزمانها خلصت مبيردش ليه
- انتى عارفه ان العمليه بيعملوا تخدير للجسن كله وخصوصا لو عمليه زى بتاعت يحي متواصله بلأعصاب فممكن بسبب التخدير مش اكتر .. لسا مش من يوم وليله كده ياروح كل حاجه هتخلص انتى عارفه أنه هيخدله اسبوعان هناك على حسب ما يعرف يرجع كويس
تنهدت وهي تقول - عارفه .. المهم يرجع بالسلامه ابقا اتصل بيه يا احمد لو ارد قولى معلش هتعبك
ابتسم احمد وقال - عيب تقولى كده
ابتسمتله بامتنان ومشيت
مر ايام كانت روح مستغربه من تعامل سلمى معاها بجفاف مش زى اخر مره شافتها فيها أو زى الاول خالص، مكنتش مهتمه كتير كان الجميع يهتمون بها عماد يراها ويطمئن عليها وهى تنتظر كل يوم ذلك اتصال يحي عودته على احر من الجمر ، كانت بتروح جامعتها وترجع اليوم الى بيعدى وهى متسمعش حاجه عنه من احمد تقلق هو كمان مكنش عارف يتواصل معاه كانو بيطمنوها بس هى باتت خائفه
- فين يحي انتو مخبين عليا اى
قالت كوثر - هنخبى اى بس يا روح انشاءالله راجع
قال أحمد- جايز تكون العمليه ليها اثار ومحجوز مش اكتر ولما يفوق هيتواصل معانا ويرجع متقلقيش
- بس .. طب لى مكلمنيش قبل اما يدخلها هو قالى انه هيكلمنى قبل اما يعمل اى حاجه وهو داخل المستشفى وهو بيجهز قالى هيحسسنى انى معاه بس هى مكالمه وبعدها متصلش بيا تانى
مشيت سلمى وسابتهم بصتلها روح وحست بالحزن قالت - حتى سلمى قلقانه زى ، يعنى قلقى مش على الفاضى
قالت زينب - احمد هيشوفه بس انتى اهدى ده غلط عليكى عشان ابنك
سكتت ربتت كوثر عليها وقالت - احنا كمان مستنينه يا روح هيرجع عشانك ممكن قرر ياخد وقت هناك شويه كراحه ليه ويجى .. احمد مازال بيتصل عليه زى ماطلبتى اطمنى هير إنشاءالله
احست بكلماتها براحه لكن قلقها .. قلقها لا يزال مستمر تشعر بشعور غريب قلبها لا يعلم ما الأمر لكن ثمه شيئا ما بيحي .. تشعر كأنه نبضات قلبها حبا تتوقف تجاهه ولم تعد تعلم سبب توقفها
ومر شهر فى الجامعه كانت روح مع اصدقائها وانتهت محاضرتهم للتو
- انا جعانه تيجو ناكل
- وانا بصراحه الدكتور تقل علينا انهارده
- يلا
بصو لروح الى كانت ساكته ولم تشارك معهم قالت نرمين - مالك ياروح
- ها لا مفيش، بس انا مش هينفع اكل برا السعرات غلط
بصولها باستغراب وعدم فهم - لى يعنى انتى عيانه
- يلا يا روح متقليش فى الاكل ده فى كافيه الجامعه عادى حاجه خفيفه
ترددت روح فهى تريد ان تهتم بغذائها لأجل ابنها ولا تأكل شيئا من الخارج لا تعلم محتواه وممكن او يضر به لكن وافقت فى نهايه المطاف انها لا تزال فى البدايه يحق لها الاكل اينما شائت لكن لا يمنع بعض الحذر
كان على خارج من الجامعه مع رفيقه اقتربت احدى الفتيات منه قالت - دكتور على بخصوص محاضره النهارده كنت عايزه اسال حضرتك على المذكره عشان اذاكرها وكده
- هتلاقيها فى المكتب
- طب بخصوص محاضره انهارده
- اى حاجه هتلاقيها فى المذاكره
- تمم شكرا
أومأ لها وذهب بصله رفيقه ابتسم وقال - يا أخى ارحم امى ما البنت قمر اهيه وعايزه تكلم معاك لى بتقفلها كده
- بس يبابا
- انت فى واحده فى حياتك ومخبى على صاحبك ولا اى اصل مش معقول لحد دلوقتى متكنش مرتبط معقول تكون مفركش
ابتسم قال باستدراك- انا بقول انك معقد من الاول
لم يعلق على تفوه صديقه واكمل سيره دخلو احد المقهى لقو تزاحم تعجبو وكان جرسون يحمل مائا وقفه رفيقه وهو بيقول
- هو فى اى
- طلبو مايه عشان يفوقه واحده اغم عليها
دعه يذهب واستغرب على تقدم منهم وهو يختلس النظر لقى نرمين تفاجأ لانها صديقه روح، مستحيل هل روح هى ...
اسرع وذهب اليهم وانصدم لما شافها ملقاه على الارض بعدهم سريعا وقرب منها بصوله من اقترابه
- روح فوقى
وجدوه يضع اصبعيه على رقبتها يحس نبضها وجده ضعيف واصدقائها ينظرون اليه ولبعضهم باستغراب واندهش الجميع حين وجدوه يحملها صاح فيهم بغضب
- ماتبعدو
افسحو الطريق له بخوف من انفعاله لاول مره فهو هادئ الطبع مشي تحت الانظار التى تثقبهم
- هو ازاى يشيلها كده حتى نادها منغير القاب
- هو فى حاجه ولا اى
بصتلهم نرمين بحده وقالت - بتقولى اى انتى وهي
- انتى صحبتها المقربه مننا قولننا هما مرتبطين
- انتى عبيطه يابت ولا اى روح متجوزه هترتبط بيه ازاى يعنى بطلو هبل
خد شنطتها ومشيت لترى صديقتها، كان على بيركب سيارته قربت منه قالت
- ينفع اجى معاها
يصلها أومأ لها لكى تكون معها جلست بالخلف وروح جنبها وساق سريعا
فى المستشفى كانت الطبيبه واقفه مع على بعدما انتهت من فحص روح قالت
- لازم يكون فى عنايه اكتر من كده
- فى حاجه ولا اى؟
سكتت شويه تنهدت وقالت - مش عارفه لأن حملها لسا فى البدايه واول شهرين بس شكله مش ميسر والجنين مش احسن حاجه شكلها هتتعب فى الحمل ده كتير
بص على إلى روح عبر الزجاج كانت نرمين معها قال - تقصدى أن فى خطر عليها
- خطر عليهم الاتنين ، ممكن بعدين فى الشهور الاخيره بس اتمنى ما يحصلش حاجه من دى .. هى لو اهتمت بنفسها إنشاءالله كل حاجه هتبقى بخير
أومأ لها بتفهم بصتله وقالت - حضرتك جوزها
بصلها بشده سكت وهو مش عارف يقول اى
- لا هى بنت خالى
- امم تمام ياريت توفرولها الراحه والاهتمام زياده عشان زى ما قولتلك الحمل مش احسن حاجه
- حاضر
استأذنت ومشيت تنهد ودخل بصتله روح ونرمين
قالت روح - الدكتوره قالت اى
- مفيش حاجه تقلق شويه هبوط
اومأت بأطمئنان قال - ممكن تخلى بالك على نفسك بعد كده ومش اى حاجه تاكليها
بصتله وقالت - هو فى حاجه يا على
- لا عادى مجرد كلام عشان حملك وكده
- حاضر
اومأ لها ثم نظر إليها وذهب وهو يشعر بالقلق عليها ومتضايق أنه لم يقول لها عن هذا الحمل الذى ممكن أن يؤذيها لاحقا أنه قلق عليها منه لكنها متعلقه بيه كثيرا
قالت نرمين - مقولتليش ليه انك حامل بتغزى العين ولا اى
- هغزى العين ليه يا عبيطه ومنك انتى
ابتسمت قالت - فرحانالك اوى والله .. هبقا خالتو
ابتسمت روح قال نرمين باذكر - اه صحيح انتى ناظيتى الدكتور ب على حاف وهو بيتكلم معاكى كده ازاى انتى تعرفيه
- ابن عمتى
بصت لها بصدمه قالت - ثانيه بتقولى ايه .. اى ده يعنى لما سافرتى تتعلمى برا كان معاه هو بردو كان بيعمل ماجيستير فى كندا
- اه .. احنا هنمشي من هنا امتى عايزه اروح
قالتها بخنقه فساندتها نرمين لذهاب اوصلها على إلى منزلها شكرته ثم ذهب بروح متوجه لقصرها وفى طريقهم يصلها كانت سرحانه قال
- مالك
فاقت من شرودها قالت - مفيش
- يحي لسا متصلش
استغربت لانه عرف انها بتفكر فيه، حست بالحزن وصمتت ولم تتحدث
فى القصر قالت سلمى بعصبيه - ايوه يعنى يحي فين لحد دلوقتى
قال أحمد - لى بتكلمونى على أساس أنى عارف ومخبى
- عشان انت إلى بتعرف اى حاجه عن يحي يا احمد
بصو لصوت وكانت روح يصلها فهو يمنع ذكر يحي أمامها كى لا تقلق بص لسلمى إلى مكنتش مهتمه أنها سمعت
- انت عارف هو فين صح .. قول بس هو كويس ولا لا أنا مبقتش عارفه أنام
- والله ما اعرف هو فين أنا بعمل إلى فى ايدى عشان اتواصل معاهم هناك وأشوفه هو فين وازاى .. اول ما يبقى فى جديد هقولكو .. المفروض طالما اتأخر يكون فى المستشفى بس
قالت سلمى - بس اى
- لما عرفت اتواصل معاهم عرفت انه مش فى المستشفى حتى الفيله بتاعته هناك بيقوله أنه مش فيها ومشافهوش اصلا ودى غريبه ما دام يحي عمل العمليه كان هيعقد هناك لحد ما يبقى فى حالته الطبيعيه وتستقر بعدين يرجع
قالت روح بنبره مرتجفه - تقصد اى يا أحمد
يصلها وكأنها فهمت ما يعنيه حس بالحزن قالت
- أن العمليه منجحتش ويحي دلوقتى ..
لم تستطع أن تكملها قالت - مستحيل
قال أحمد - كل دى احتمالات يا روح إنشاءالله ده يكون احتمال خاطئ هعرف واوقولك
سكتت روح ولم تعلق مشيت وهى لم تعد مطمأنه بتاتا كيف احمد لا يعرف اين هو .. إذا اين هو يحي .. لقد دي الخوف لقلبها التى ارتجف من ما استدركته من كلام احمد
ومر اسبوعان لم تكن روح باحسن حال لفرط قلقها بل الجميع سار فى قلق تام، فى يوم نزلت روح وجدت احمد ووالدها التى كان يساعده فى معرفه يحي عرفت أن الأمر يخصه نزلت وقربت منهم بصلها عماد لم تفهم نظرته وهذا الهدوء المخيف
- عرفتو حاجه عن يحي .. كلمتوه
قالتها ببعض الامل قال أحمد - متواصلناش معاه اتواصلنا مع الناس إلى هناك .. يحي مش فى المستشفى
- انت قولتلى ده قبل كده .. اى الجديد هو فين يعنى
تنهد وقال بضيق وحزن - العمليه منجحتش يا روح
انصدمت الجميع قالت سلمى - يعنى اى
سكت احمد وروح بحلقت فيه قالت بصوت مبحوح
- منجحتش ازاى .. ويحي فين
- حد من الممرضين هناك سربو معلومه دى عشان هما بيحفظو اسرار المريض بس مش متأكد منها .. معرفش يحي فين بس احتمال يكون فى المستشفى بس فى ركن تانى
قالت كوثر بعصبيه - متتكلم يا احمد اى الالغاز دى
- احتمال يكون فى المشرحه فى .. تلاجه الم*وتى ومستنيين حد يحي ياخده
شهقت كوثر بصدمه ودمعتها نزلت بحزن وقعت تلك الكلمات على روح واحده تلو الآخرى كالصاعقه قالت سلمى بصوت يجهش بالبكاء
- انت بتقول اى يا احمد
- الاحتمال ده جايز والاحتمال التانى اتمنى ما يكونش صح
خفض عيناه وهو يردف - أنه يكون أدفن هناك
- الاحتمال ده جايز والاحتمال التانى اتمنى ما يكونش صح
خفض رأسه واردف - ممكن يكون يحي أدفن هناك
احست كوثر وكأن الأرض لا تتحملها وقعدت وهى حاطه أيدها على قلبها قالت بحزن
- ابنى
بص عماد لبنته التى كانت صامته ثم تحدثت وهى تقول
- يحي عايش
بصولها من إلى قالته أكملت - يحي ما مامتش ممكن ما يكونشي فى المستشفى وتمت العمليه اصلا
سالت دموع من عينها بصتلهم بغضب وصاحت بهم - بتعيطو ليه بقولكو يحي عايش
قال أحمد - خلاص يا روح
- خلاص ايه ..
قال بانفعال وعينه مدمعه - حتى لو يحي كان عايش فمدته خلصت .. لو مامتش من العمليه فأكيد بعد ما المده خلصت يحي مات
سكتت وهى باصه لأنفعاله لكن لا تقدر على الحديث من بعد اخر كلمه قالها واحست بأن الأرض لا تتحملها من صدمتها
- الشهرين خلصو يا روح احنا داخلين على الاسبوع التالت يعنى مش بعيد يكون ميت من تلت اسابيع والله اعلم ممكن يكون قبلها كل حاجه بتشير أن يحي ...
صمت وهو يشعر بغصه فى حلقه تنهد وقال - هنكلم السفاره عشان نرجعه مصر ويدفن هنا ده لو مكنش لسا أدفن
كملت بضيق وندم - كان لازم يروح لوحده قولتله العمليه مش سهله ومهتمه وهذا الى فى دماغه .. ياريتنى ما سمعتله وروحت معاه على الأقل مش هنحتاس زى دلوقتى
صمت الجميع وكانت الدموع تسيل من عيناهم بحزن شديد
- انتى السبب
قالتها سلمى بصولها رفعت وجهها وعيناها حمراء مليانه دموع وبتبص لروح إلى كانت متصنمه فى مكانها لتصرخ بقول
- انتى السبب مفيش حد غيرك
ركضت إليها وهى تمسكها من كتفها بعنف سحب عماد أبنته إليه وأمسك احمد بسلمى وهى منفعله وتصرخ وتخرج ما بداخلها وسبب تغيرها
- انتى السبب فى موت يحي .. كنتى السبب فى مرضه ومعاناته السنين دى ولسا بيعانى بسببك وبسببكو كلكو .. انتى الى قتلتيه يا روح سمعتينى
كانت روح صامته وجهها يخلو من التعبيرات وكأنها لا تعي على هذا الواقع ولا تشعر بهم، كادت سلمى أن تنقض عليها صاح احمد فيها بغضب - اسكتى يا سلمى انتى بتقوليه اى يحي بيكون جوزها
- اسكت انت ... يحي مش جوزها ولا دى مراته دى إلى قتلت اخويا مش هسيبها
كان عماد يحمى ابنته التى كانت صامته قربت كوثر من روح بتبعد سلمى عنها فهم خائفين عليها قالت
- خد سلمى يا احمد لحد ما تهدى
صرخت سلمى وهى تدفعه بعيدا عنها وهو يأخذها - انتى السبب يا روح فى موت يحي .. انتى السبب فى كل ده
خدها احمد وهو يحاول اصماتها قالت زينب
- روح انتى كويسه حصلك حاجه
لم تكن تتحدث بصلها عماد بحزن شديد من صمتها فيبدو أن جرحا عميقا داخلها لا تستطيع إظهاره وليس قوه بل ضعفا أنها غابت عن ذلك الواقع لصدمتها
قالت كوثر بتعب - خ..خديها .. يا زينب لأوضتها
بصت لها زينب خد عماد أبنته وقال - روح هتعيش معايا مش عايز حد يأذيها
وكان يقصد سلمى وتهديدها لروح والمره الذى ظهر عليها، بصت له زينب بشده
- أنا ههتم بيها شكرا ليكو .. يلا يا روح
قالت كوثر - عارفه انك خايف على روح بس احنا مش هنعملها حاجه وبخصوص سلمى قدر موقفها احنا كلنا فى حاله صدمه هى متقدرش تعملها حاجه تأذيها صدقنى سلمى طيبه بس مكنتش بحب حد قد يحي حطلها عذر
- شايف انها لو بقيت معايا افضل للأتنين بدام الاختلاط مبينهم هيكون صعب
كانت زينب هتتكلم بس روح بعدت عن عماد بصلها لقتها بتمشي وتسيبهم وكانت طالعه لأوضتها كان هيناديها قالت زينب
- روح عايزه تعقد معانا سيبها ما بينا
سكتت عماد تنهد ووافق فى النهايه ويشعر بالقلق على ابنته مشي وهو حاسس بالحزن الشديد
حطت كوثر أيدها على قلبها وقعدت بتعب بصتلها زينب وقالت - انتى كويسه
- اه
قامت ومشيت بصتلها زينب ومن قوتها فهى لم تبكى لأجل يحي مثلها
فى مكان أخر قالت سلمى بغضب - ابعد عنى سيبنى
- متهدى بقا انا مقدر إلى انتى فيه بس قدرى حاله روح هى كمان
- مالها حالتها هاا مالها .. صعابنه عليك .. اه ما طبيبعى تتحمألها ما هى حبيبت القلب
قال بحده - سلمى
- بس بقا فرحان أنه الجو خلي ليك مش كده فاكرنا هننسي انك كنت بتحبها ومازلت وبتخبى بس عينك فضحاك
تضايق كثيرا قال - انتى شايفه كده .. عيب تقولى الكلام ده روح زى اختى وانا مستحيل اخون يحي بانى ابصلها باصه مش تمام وهو مستأمنى عليها وواثق فيا ده اخويا يا سلمى .. لى شيفانا كده احنا زعلانين عليه زيك .. روح إلى مستهونها بوجعها ومتعرفيش قد اى الصدمه كبيره عليها لانك متعرفيش هى بتحبه قد اى .. هى كمان خسرت جوزها افهمى بقا
قالت بسخرية - وإلى بيحب بيعمل كده فى إلى بيحبه .. يسيبه ويعاني من بعدها وبعدين ترجعله بكل بساطه حتى امك سامحها بسبب حبه ليها .. بس انا مش مسمحاكو كلو انتو إلى خدتو اخويا ... روح إلى بتتكلم عنها الحياه قدامها حبها هيتنسي تقدر تحب غيره وتتجوز وتعمل حياه من بعده مهياش هتموت
سالت دموع من عينها وقالت بغضب - أنا إلى هموت سمعتنى .. يحي كان كل حاجه ليا .. هى عندها عيله وانتو بس يحي كان هو عيلتى ومليش غيره .. يحي يكون اخويا إلى أول ما وعيت على الدنيا كان سندى فيها .. تفتكر اقدر اجيب اخ ليا تانى من بعده زى ست روح .. تفتكر اخويا هيرجعلى بعد ما خدته الدنيا منى وبقيت لوحدى
دمعت عينه بحزن وهو بيحاول التمالك قربت منه وقالت - ما ترد .. قولى أنه راجع .. قول أن يحي مامتش
سالت دمعه من عينه اثار غضبها ومسكته من هدومه وهى بتقول - اتكلم سكت لى .. هو بقا كان بيسمعنى علطول .. كان بيرد عليا ويطمنى .. هتقدر ترجعلى اخويا من تانى
سالت دموع من عينها وهى تضربه فى صدره وتقول - أنا عايزه يحي يا أحمد .. ارجوك رجعهولى
لتخور قواها وهى تجس أرضا وتبكى بصلها احمد تنهد وجلس امها قال
- أنا آسف
بصت له من نبرته الحانيه وكانت عينها مدمعه حضنته تفاجأ احمد كثيرا لكن وجدها تبكى وتنشج بانهيار حس بالحزن عليها بادلها العناق وهو يضمها إليه ويمسد على شعرها بحنان وهو حزين كثيرا عليها لكن يتمالك فقط لتهدأتها
فى الغرفه كانت روح جالسه تنظر فى الفراغ ولا تتحدث عقلها الباطل يخيل لها اشيائا ويغمرها فى القاع بصت على الكنبه التى تجلس عليها تذكرت يحي وهو ينام عليها افتكرت حين ركض لينام بجانبها على السرير وحين كانت ستتحدث كتم بقوها وهو يضمها إليه حتى لا يعلم أحد أنه لا ينام بجانبها تذكر كيف قام بجز اسنانها على يده وكيف كبح ألمه حتى أبعدها عنه " اى ده "
" احسن عشان تقربلى اوى "
" لا كنت اخليها تخش وتشوفنى نايم على الكنبه عشان ساعتك"
" على اساس أنا مشافتش الخلف ده باين من هنا"
" هيبقى بسببك "
" وانا مالى "
ابتسمت وعينها مدمعه وهى بتفتكر مشاجرتهم بصت ناحيه الحمام تذكرته وهو يخرج وهى تصدم به وتخرج وتلف سريعا " اى ده مش تاخد هدومك معاك "
" نسيت "
" طب وسع عايزه ادخل"
لما وقعت بسبب الميا ومسكت فيه وقعته معاها على ضهره ليقول بإختناق" يخربيتك الغضروف"
ابتسمت وظهرت أسنانها لتقهق وهى تتذكره لكن صوت قهقهاتها بدأت بالخفو شيئا فشيئا وباتت الدموع تسيل من عيناها ويتحول صوتها لصوت بكاء مقهور، تجز على أسنانها وهى نخفض رأسها والدموع تنهمر كشلال لم تستطع أن تكبحه وكأن نفسها اشفقت على حالتها والدموع سالت لتحريرها من حزنها
- لى تخلف بوعدك
قالتها بصوت ضعيف يكاد يكون مسموعا لنفسها شعرت بشئ يلمس يدها رفعت وجهها حتى التقطته عيناها وكان هو يجس على ركبتيه مقابلها ينظر إلى وجهها ودموعها " بتعيطى ليه يا روح "
قرب يده من وجهها ومسحت دمعتها لتغمض عيناها بحزن شديد وقهر فهذا المشهد حين بكيت بسبب امتحاناتها وهو من واسها " مش قولتلك انى مبحبش اشوف دموعك ... حتى لو كنت انا السبب فيها .. انتى حساسه اوى يا روح بصى لوشك زى أما يكون كنتى خناقه"
تذكرت وهى تدفعه وتقول بغضب " مين دى إلى خناقه تقصد اى"
كان قلبها ينفرط بحزن أكثر ابتسامه حزينه ترتسم على شفتاها من تذكر مزاحه وجدالهم وكيف كانو وكيف اصبحو، مددت وهى ترفع قدماها وتستلقى على الأريكة وتضع يداها تحت رأسها وتنكمش بجسدها تتخيله وهو نائمه
- سبتنى ليه
سالت دموع من عينها لتقفلهم بحزن وهى تريد النوم .. النوم مدى الحياه
دخلت زينب لقت كوثر قاعده قربت منها حست كوثر بوجدها مسحت دمعتها قالت
- روح عامله ايه دلوقتى
- مبتردش على حد
- سيبها مع نفسها شويه .. المهم تخلو بالكو منها دى وصيه يحي .. غير كده هى شايله ابنه ومش عايزه اى حاجه تحصلها
- لى بتمثلى الجمود ده يا كوثر
سكتت شويه تنهدت وقالت - مش عايزه أضعف يضعفو معايا .. أنا خسرت ابنى .. ابنى إلى ظلمتو .. حساه مش مسامحنى يا زينب كان نفسي يرجع القصر من تانى ويعيش معانا
عيطت وهى بتقول - عايزه ابنى .. عايزه يحي يرجع وانا مش هزعله منى تانى .. قولتله انى مش هبعد عنه وهو فى المقابل ميبعظش بس بعد ... بعد اوى .. يارتنى كنت أنا وهو لا .. إلى بيحصل فيه من صغره حرام .. حتى ابنه اتحرم منه .. لى ابنى يعيش حياته كده .. لى يموت وهو صغير وبعيد عنى حتى .. حتى قبره مش عارفين نوصله وبيقولك أدفن هناك يعنى مش هتعرف نزوره .. لحد دلوقتى مش مقتنعه بالى بيحصل عقلى هيطق مش قادره استحمل
عيطت بانهيار وحزن وندم وهى تتذكره فى مخيلتها وهو صغيره " لو فى حاجه واحده حلوه فى حياتى فهى انتى"
تذكرته وهو يقبل يدها ويلقى برأسه على حجها ويقول " سعات بحسد نفسي انى عندى امى زيك"
عيطت بحرقه فهى لم تعد تستطيع الصمود وقلبها بيوجعها وتهتف بأبنها وتنادى ربها بارجاعه إليها
مر شهر على أجواء القصر التى كان منطفأ لا يدخل فيه حتى نور الصباح كانت روح ملازمه غرفتها لا تخرج منها كانت اوقات تمتنع على الأكل ويحاولون معها
قالت كوثر - ياروح لازم تاكلى بتعملى فى صحتك ليه
- مش جعانه سيبونى لوحدى
قالت زينب - طب أهدى ده غلط عليكى
قالت كوثر - انتى حامل يا بنتى إلى بتعمله ده حرام عايزه يحي أما يشوف اهمالك يزعل ويضايق مننا ومنك عشان مبتهنميش بنفسك
بصتلها روح ربتت عليها وهى تقول - الله يخليكى كفياكى فكرى فى ابنك
بصت روح على بطنها ودمعت عينها اومأت وهى تقول - حاضر
ابتسمو لأنها استمعت لهم فهى أيضا تحب ابنها كثيرا لكن حزنها التى يملكها يسيء حالتها تاكل لكن بغير نفس باتت تستفرج فى معدتها كثيرا فتضطر للأكل ثانيا فوق طاقتها كان عماد يرى حاله ابنته ويحزن عليها يريدها أن تأتى للعيش معه لكن يرى أنهم لا يقصرون معها حيث مر شهر اخر وحالتها لا تزال كما هى باتو يقلقو عليها فيجب أن تخرج
- روح مش ناويه ترجعى جامعتك
قالها على لكنها لم ترد عليه قال عماد - هيكون احسن ليكى وتغيرى حو من حيث دراستك
- مش عايزه
تنهدو بقله حيله فلا يسع أحد الكلام معها والجدال فهى حازمة بما تريده ولن تقتنع برأى أحد
قالت كوثر - بتعمل اى يا احمد
- بحجز تذكره لسويسرا
حست بالحزن وعينها دمعت قالت- عرفت حاجه جديده
- معلومات قليله بس ما فادتنيش .. محدش يعرف حاجه عنه يا أمى، لازم اروح هناك وارجعه فى اى حاله مش هسيب روح كده كتير
- وانت مرواحك هيعمل ايه هترجعولها عايش
- ياريت كان بإيدى.. بس هيفرق رجوعه على الأقل يكون فى بلده تقدر تزوره مش بعيد عننا
قام ليحضر شنطته وقفته كوثر بصلها قالت - خليك معانا ابعت حد بدالك بس متسبناش يا احمد انا بقيت خايفه اى حد فيكم يبعد عنى
- متخفايش بس دى اقل حاجه اعملها ليحي
- ولو حصل حاجه وانت مش هنا .. عارفه ان فيه حراس بس انت الراجل الى معانا خليك ومتنساش ان روح وصيه يحي متسبهاش
حس بالحزن وجد دموع تسيل من عين والدته تنهد وضمها اليه ويحاول ان يخفف عليها رغم حزنه الشديد
فى يوم كانت روج قاعده وتنظر لخاتمها وهى تائهه تتذكر حين وقف خلفها وحاوطها بزراعيه وألبسه لها " متقلعهوش من ايدك تانى" سالت دموع من عينها وهى بتفتكر
F
كانو واقفين فى الشرفه قال يحي - تعرفى يا روح أنا لما عرفت بمرضى متفأجاتش ولا اضايقت عشا متوقعتش ان نهايه واحد زى هتكون غير كده
- واحد زيك ازاى
بص قدامه وقال - يعنى .. بيرتكب معاصى وذنوب ويعمل محرمات .. حقيقتى زمان إلى مش قادر انساها
حست بالحزن وهى بتفتكر نفسها لما بتقوله أنه واحد زانى قالت
- وحقيقه دلوقتى غير يا يحي
مسكت أيده بصلها ابتسمت من بين دموعها وقالت
- انت مخترتش تكون كده زمان ولما جالك فرصه أنك تتغير اتغيرت وتوبت .. شوفت جانبك التانى إلى هو نفسك دلوقتى انت لقيت نفسك يا يحي .. فا متبصش لورا .. انت دلوقتى احسن بكتير وربنا غفور رحيم اكيد قبل توبتك .. دى مش نهايتك انت هترجع وتكون معايا
رفعت اصبعها فى وجهها بتحذير - متنساش انك وعدتنى
ابتسم ابتسامه خفيفه وأمسك اصبعها وهو بيقول
- منستش .. اعرفى انى مش هسيبك هكون دايما معاكى
ابتسمت له واقتربت منه وهى تضمه ابتسم وبادلها
B
سالت دموع من عينها وبكيت بانكسار
- انت فين
قالتها بصوت ضعيف مبحوح ، قامت وتوجهت إلى فراشها حست بألم سندت شويه وهى تتنهد ثم نامت وهى تضم يدها إلى صدرها بحزن شديد
فى اليوم التالى صحيت من نومها وكانت حاسه بوجع راحت الحمام غسلت وشها وهى سنده أيدها على الحوض وتتنهد
لكن شعرت بشيئا يسير بصت للأسفل واتصدمت لما لقت دم بينزل منها لتنطلق صرخه مدوايه منها
كان احمد بلأسفل جالسا معهم سمعو صوت روح بصو لبعض بصدمه واسرع. بالذهاب إليها
ركض احمد وطرق على الباب لكن لم يأتيها ردا قالت كوثر
- افتح الباب يا احمد
فتح ودخل ملقهاش فى الوضع بس شاف باب الحمام مفتوح توحه ناحيته ووقف بصدمه وشهقت زينب بخوف وهى تقول
- روح
كانت معنى عليها وفى دم على الأرض قرب احمد منها قال بقلق
- روح فوقى مالك
بص فى أيدها وهو يتفحصها قال - الدم ده منين هى مش متعوره
قالت كوثر سريعا - شيلتها يا احمد وهاتها أحنا لازم نروح على المستشفى
أومأ أحمد إيجابا شالها سريعا وذهب
فتحت روح عينها بتعب وجدت نفسها فى فى المستشفى والجميع حولها ينظر إليها لكن على وجوهم اثار الحزن افتكرت إلى حصل بصتلهم اتعدلت بس حست بوجع
قالت الدكتوره - خليكى مرتاحه دلوقتى عن اذنكم
مشيت وروح شايفه الصمت الهائم قالت - اى إلى حصل
لم يرد أحدا بصت على بطنها بخوف وقلق وقالت - الدكتور قالت ايه .. واى الدم ده
- اطمنى يا روح حصل إلى كان نفسك فيه
قالتها سلمى بسخريه نظر إليها الجميع قال كوثر
- مش وقته
- خلصتى منه تقدرى تعيشي حياتك ما ده إلى كنتى عايزه .. حتى ابنه مقدرتيش تحافظى عليه بسبب اهمالك
بصتلها روح بشده قال أحمد بحده - بس يا سلمى
أما روح لا تستوعب بعد بصتلهم قالت - هى بتقول اى .. أنا مش فاهمه
كانت عينها مدمعه وبتهته وكأنها مش عارفه تتكلم قالت - ابنى كويس مش كده .. هى بتقول اى كلام عشان تضايقنى بس ابنى ..
تنهدت كوثر قالت وهى تربت عليها - للأسف يا روح خسرتيه .. مات جواكى من امبارح والرحم بتاعك مش احسن حاجه
كملت بأسف وحزن شديد - احتمال ما تخلفيش تانى
اتصدمت روح من الى سمعته وكأن قلبها تكسر إلى أشلاء لم تعد تستطيع أن تجمعها ، لقد مات الامل التى تعيش من أجله لقد خسرت ابنها التى تبقى لها من حبيبها
- كدابين
قالتها بصراخ وانفعال ودموعها تنهمر وتقول - ابنى عايش .. أنا حاسه بيه .. كلكو كدابين بتخدعونى .. زى ما بتخدعونى بموت يحي وتبعدوه عنى
قالت بنداء - يحي
نزلت قدماها رغم الماها وضعف جسدها منعوها لكنها ابعدتهم بغضب وانفعال وتبكى جائت أحد الممرضه لتهدأتها فوقعت روح مغشيا عليها
مر اسبوع فى القصر كانت روح فى غرفتها سائت حالتها سوئا لم تعد تتحدث مع أحد بتاتا
كانت سلمى واقفه عند الباب بصالها وهى قاعده جوا كانت باصه للفراغ وتحت عيناها اسود وحالتها مذريه وجدتها بتلف دراعها حولين بطنها وكأنها بتحضن ابنها التى لم يعد موجودا تنظر له وكأنها تتخيله من عقلها الباطل
- بصلها كويس يا سلمى ممكن تحسي بالى حاسه بيه
بصت لصوت وكان أحمد تعجبت من وقوفه فهى لم تنتبه له
- لو لحظتى ان روح مأهملتش فى نفسها بالعكس هى كانت بتحاول تنسي حزنها عشان عارفه انه غلط على حملها وتكمل غصب عنها عشان ابنها .. بس الحزن مش احنا إلى بنتحكم فيه لانه فى القلب هى حاولت بس ده قدر .. لو بصتليها وافتكرتى كلامك ليها هتحسي قد ايه انتى جرحتيها .. روح خسرت جوزها وابنها .. تفتكرى فى حد يستحمل ده كله مره واحده
بصت سلمى لروح التى كان وجهها يخلو من التعبيرات شعرت ببعض الحزن والشفقه عليها لكنها متضايقه تمنت لو أن ياتى ابن أخيها وتراه وكأنها تنظر ليحي لكنه قد غادر هو الآخر
لفت ومشيت بلا مبالاه بص احمد على روح كان حزين من أجلها وقلبه يؤلمه من رؤيتها هكذا
فى يوم طرقت صفيه الباب على روح تستأذنها بالدخول لكن لم يأتيها جواب كانت تريد ان تعرفها أن والدها وعلى هنا، اطرقت ثانينا لكن بلا جدوى
- ممكن تكون نايمه بلاش ازعجها
فتحت الباب لتطمان عليها لكن انصدمت
كان عماد جالس ينتظر أن يرى ابنته كان يزورها كثيرا لكن على أراد رؤيتها ويأتى معه تلك المره سمعت صوت
قالت صفيه - الحقى يا ست هانم
اتخضو من نبرتها قالت كوثر - فى ايه
- مدام روح ..
قالت عماد بقلق - روح مالها
- مش موجوده فى اوضتها
اتصدمو قالت كوثر - مش موجوده ازاى يعنى هتكون راحت فين
مشي عماد وطلع عشان يشوفها ولما دخل لم يجدها
- روح
قالها بنداء عليها وهى يبحث عنها أنصدم احمد فأين هى بحث عنها فى القصر والجميع والخدم قلبو القصر عليها لكن لم يجدوها
قال عماد بقلق - روح فين
بص على إليه وكان قلق ايضا قال - ممكن خرجت
قال أحمد - كان حد من الحراس شافها وهى بتخرج
قال عماد - حتى لو خرجت هتكون راحت فين مهى مش فى القصر يعنى برا ودى المصيبه
وكان يقصد حالتها فى الآونة الاخيره سكت على شويه لكن خطر له شيئا وقال
- أنا عرفت روح فين
بصله بشده لقوه بيمشى سريعا دون أن ينطق ببند كلمه اخرى
فى مكان أخر كانت روح فى بيتها تقف فى منتصفه شارده، بصت على الاركان فهى غابت عن من لها كثيرا يبدو الأجواء كأيبه عن ما تركته، نظرت لغرفه المعيشه تذكرتهم وهم يجليسون امام التفاز وهى مايله على صدره ويبتسمون
سمعت صوت على ناحيتها الاخره بصت وجدت طيف له وهو يسحبها لصدره العارى " يحي ابعد "
" كده تبعدى عن جوزك حبيبك ، لسا بتتكسفى منى يا روحى "
" اه سيبنى "
" لا"
سحبها معه لداخل لتصرخ وهو يضحك عليها
دمعت عينها سارت خطوتين ببطئ لكن توقفت وبصت على يمينها لقت مشهد وهى تركض وراه وتحمل سكينا " هق*تلك يا يحي ، عشان تحسلى الجامعه و تستعرض نفسك اوى"
بص على المخده الى دخلتها وكادت ان تصيبها بصلها بصدمه " يابنت المجنونه" لكنها اتبعته وهى تركض وتنوى قتله زقها على الكنبه وهو فوقها ومسكها وخد السكينه من ايدها وهى بتصرخ ليقول بابتسامه وحنان " كده كخ يا حبيبتى "
فلتت ضحكه خافته منها وهى تتذكر مزاحه
" يعنى انا كنت هموت من شويه عشان مشاعر غيره ، ده انتى غيرتك خطر على كدة"
تذكرته وهو يضحك عليها ويدفعون بعض بالوسائده ثم اخذها فى حضنه من التعب ونامت دون ان تشعر
سالت دمعه من عينها فهى لطالما كانت تشعر بلأمان وهى معه اما الان .. انها قلقه مصدر امانها قد تلاشي واصبحت خائفه.. خائفه كثيرا
- انت فين
قالتها بصوت ضعيف ودموعها متحجره سارت بخطواتها الثقيله وقدماها لا تستطيع ان تحملها،دخلت غرفتهم نظرت الى السرير تذكرته وهو ياخذها فى احضانه ويناما فى امان تام ، تذكرته وهى تجفف شعره بالمنشفه بمشاغبه وتقول "لو كل شويه هتخرجى وانت مبلول كده هتاخد برد"
تذكرت وهى واقفه امام المرآه وهو يحتضنها من الخلف وتبتسم ... تذكرت سعادتهم كيف كانت .. لقد رحل .. رحل وترك لها الذكريات
- وعدتنى انك مش هتسيبنى انت فين .. قولت انك مش هتتأخر واتأخرت .. كنت بتكدب عليا
سالت دموع من عيناها قالت - انا خسرت ابنى .. خسرته وخسرتك .. الحاجه الى سبتهالى منك مقدرتش احافظ عليها ومات جوايا .. قتلته زى اما قتلك
انهمرت دموعها صرخت وهى تقول - مبتردش عليا ليه .. ارجعلى واقولى ان ده مش حقيقه .. قولى ان ده كابوس
افتكرته وهو ينظر لها ويمسك وجهها ويقول " هموت ياروح .. انا عايزه اعيش العمر الى باقينلى معاكى متخدهمش منى" احست بالم شديد وهى تتذكر الحاهها عليه
- ايوه انا الى. قتلتك ... سامحنى انا السبب انا الى وديتك للموت بإيدى محقتلكش الى نفسك فيه وحرمتك من اليومين الى كان نفسك تعيشهم معايا بس .. بس انا اتمنيت عمر بحاله يكون معاك .. تفتكر غلطت من حبى وخوفى عليك كان نفسي تعيش منغير ما تتوجع .. تعيش العمر كله جنبى منغير مده ... نحقق الى نفسنا فيه .... بس انا خدت منك ده كله .. حتى ابنى قتلته زى ما قتلتك .. انا السبب .. انا مستاهلش اعيش
رفعت راسها وهى تصرخ وتقول- يارب رجعهملى .. بتعمل معايا كده لى .. دعيت انك متاخدوش منى وخدته وخدت ابنى .. لى مخدتنيش معاهم .. سايبنى اتعذب لي
مسكت الازازه وكسرتها وهى هائجه بين بكائها بصت للازاز باعين حمراء
نزل على من عربيته اتقدم من البيت بسرعه وكان الباب مفتوح دخل
- روح
كان بينادى عليها مشي وهو بيدور عليها بص على الاوضه راح لكن وقف مكانه بصدمه
- رووح
كانت واقعه الى الارض وفى ازاز جنبها، قرب منها على الفور حط راسها على قدماه وربتت على وشها جس نبضها عرف انها اغم عليها شالها ومشي
كان بيسوق سيارته سمع رنين هاتفه وكان عماد رد عليه وقال
- انت فين يا على
- روح معايا يا خالى أنا رايح على المستشفى هبعتلك عنوانها
- مستشفى ايه هى فيها حاجه
- لا هى كويسه متخافش
وانتهى مكالمته وركز فى سواقته
كان على واقفا عند غرفه روح وينظر لها وهى فى الداخل كانت مستيقظه تنظر فى الفراغ ولا تتحدث والطبيب معها لقا عماد جه وكان معه احمد قربو منه
- روح فين
- جوا الدكتوره بتتكلم معاها
بص عليها وكمل - بس روح ساكته مبتتكلمش من ساعه ما فاقت
قال أحمد - انت لقيتها فين
- فى بيتها إلى كانت عايشه فيه مع يحي
بصو لعماد التى لم يعلق دخل وبص على روح نظرت له كان قلبه يتألم من رؤيتها تائه هكذا قرب منها قال
- روح انتى كويسه
لم ترد بصلها وقال - كنتى بتعملى ايه هناك ومقولتلناش ليه كده تقلقينا عليكى
رواية روح جحيمي روح ويحيي 36
سالت دموع من عيناها تختلط بمياه البحر المالحه لتغمض عيناها باستسلام مودعه تلك الحياه المأساويه التى لم سلبت أمانيها
وفى لحظه كان أحدا قفز فى الماء وسبح للاسفل تجاه روح واقترب منها، امسك وجهها وربت عليها لكن لا حياه فيها حط ايده على وسطها وسبح للأعلى يخرجها
كان يحملها على زراعيه وهو يسير على الرمال وضعها على الارض برفق وضغط ناحيه ايسر صدرها
- روح .. روح فوقى
لم تكن تتحرك حتى انفاسها مقطوعها مسك وشها وفتح فمها ولصق شفتاه بهمها ويعطها تنفس صناعى لكن بلا جدوى
- لا يا روح متعمليش كده فيا
عاد لأعطاها تنفس اقوى عن ذى القبل وسقطت دمعه من عينه لامست وجهها ويحاول جاهدا حتى شهقت وهى تبصق المياه التى استنشقتها
- روح
سمعت ذلك الصوت فتحت عيناه بضعف وجدت شخصا لكن لم تكن رؤيتها واضحه
- فوقى يا حبيبتى انا جيت .. معلش لو كنت اتأخرت عليكى
كانت تسمع صوته وكأنه يحدثها كلمات ذلك الشخص التى لا تفهمها لكن صوته .. صوته التى يتردد فى اذنيها كنغمه تعرفها جيدا، بدأت غشاوه عيناها تبتعد والصور تتوضح لها شيئا فشيئا حتى راته عيناها كان حبيبها لم تكن تصدق انها تراه هل ماتت وقابلته كما ارادت .. لقد خشيت ان حتى فى موتها تحرم منه ابتسمت وعيناها تدمع وتقول بصوت هامس
- يحي
- انا معاكى اهو
انها لا تميز بين الواقع والحلم والكابوس والخيال لكن تشعر ان لا يزال قلبها ينبض هل هى لا تزال حيه هل هذا شخصا وتتخيله هو حبيبها.. عجبا لا تريد ان ينتهى ذلك الحلم تتمنى لو كان واقع اقفلت عيناها وارخت يداها مغيبه عن ما حولها
فتحت روح عينها بصت على سقف الاوضه إلى هى فيها نظرت حولها فكان القصر .. لكن كيف .. ومن أحضرها لهنا ..كيف ..
شعرت بشئ ما فى يدها بصت جانبها حتى بحلقت عيناها بصدمه وارتجف بؤبؤ عيناها وتغلغت الدموع من بينها وهى تنظر إليه كان هو يحي ويمسك بيدها وجالس بجانبها
- الحمدلله انك فوقتى
تحركت شفتاها لكن لا تستطيع النطق وكأن حبال صوتها قد تلاشت وتسيل الدموع من عيناها بصمت وكان ينظر إلى كل دمعه تسقط منها ويراقب تعبيراتها
- ي..يحي
قرب منها وهو يقول - اى يا روحى
دق قلبها وهى تسمع صوته بلهجته التى تشتاق إليها كررت لكن بصوت يجهش بالبكاء
- يحي
اندفعت إليه بعناق قوى فأخذها هو الآخر وعانقها ودموع عيناه تسبقه ويضمها اليه أكثر وكأنه يريد أن يدخلها بين اضلعه وألا تخرج منها
- مكنش حلم انتت .. انت عايش مش كده
- عايش يا حبيبتى .. قولتلك مش هسيبك
ضمها إليه ودمعه تسيل من عينه وهو يدفن وجهه فى عنقها يشم رائحتها بحزن وشوق ويتنهد بارتياح لأنها عادت لأحضانه
- لى تعملى فيا كده
وكان يقصد بالقاء نفسها نحو الموت قالت - كنت عايزه اجيلك بأى تمن
- تقومى تحاولى تموتى نفسك
- أنا كنت ميته اصلا
- ولو حصلك حاجه .. مكنتش هسامح نفسي قولتلك أنا مقدرش اعيش من غيرك
- مكنش بإيدى كان راحه للأحساس إلى كنت بحسه .. لى سبتنى المده دى كلها .. متعرفش اليوم كان بيعدى عليا ازاى وانت مش فيه .. لما قالولى انك مت مصدقتش بس هما .. هما أثبتوا ده فى دماغى .. انا تعبت اوى يا يحي .. تعبت وخسرت ابننا .. أنا مكنتش جديره بالمسؤليه ومعرفتش احافظ عليه
- ششش
قالها وهو يمسد على شعرها ويكبح حزنه وعينه فيها دموعه
- ده مش ذنبك قدر ربنا .. حقك عليا يا حبيبتى مكنتش اقصد اسيبك ده كله لوحدك
- لى متصلتش عليا لى قطعت التواصل معايا لى تسيبنى عايشه لا عارف إذا كنت عايش او ميت .. لى تعمل فيا كده
- أنا آسف
- مش قابله اعتذارك .. انت .. انت السبب .. كنت متعمد تختفى وتسيبنى طول الفتره دى
تفاجأ من ما قالته دفعته بعيدا عنها وقالت بصراخ
- محملاك المسؤوليه إلى أنا فيها .. استفادت اى من اختفائك .. انت كده كان احمد معاه حق بتحب تقلقنا عليك اقنعتنا بموتك عشان اى .. لى تعمل كده .. بسببك ابنى مااات جوايا .. اتعذبت وصلت بيا للأنتحار .. لى انقذتنى .. جايلى لى دلوقتى ... خلاص امشي مش عايزه اشوفك
قرب منها بحزن شديد وخدها فى صدره بعناق
- أنا آسف يا حبيبتى والله ما كان بإيدى
- كدااب ابعد عنى .. ابعد انت السبب فى إلى أنا فيه
- بس يا روح كفايه انتى متعرفيش حاجه والله ما تعمدت ان كل ده يحصل ... هحكيلك كل حاجه بس أهدى .. أهدى ارجوكى انتى لسا تعبانه
حضنته رغم غضبها منه وهى تمسك به باظارفها كى لا يبتعد .. تريد ابعاده وسبه ونفره بعيدا عنها لكن لا تستطيع تخشي أن يكون حلما وتفيق على واقعها وهو ليس معها
- انت السبب فى إلى أنا فيه يا يحي انت ما فيش حد غيرك
قالتها بغضب وهو حضناها وبتضربه بقبضتها الضعيفتان
- أنا آسف كفياكى بقا متعيطيش ارجوك .. قلبى بيوجعنى عليكى اكتر مهو واجعنى
- خليه يوجعك زى ما وجعتنى عمرك ما هتتخيل بشاعه الشعور إلى حسيت بيه والى مريته فى الفتره دى
لم يعلق ربت عليها وهو يمسد على شعرها ويجز على أسنانه وينظر للأعلى وكأنه ينادى ربه أن يرحمه من ذلك العذاب وهذا الالم الذى يشعر به يناديه بأن يخفف عليها ويحمله العبأ عنها
بدأت تهدأ لكن هدوء مريب وارخت يداها وقواها قد زالت أبعدها يحي قليلى بصلها كانت قد غفوت من الأرق، بص لوشها التى مغترق فى البكا كان يؤلمه ذلك حضنها وهو بيقول
- متعرفيش خوفت عليكى ازاى أنا منمتش من يومين من خوفى ليحصلك حاجه .. سامحينى يا حبيبتى كل حاجه هتبقى بخير
ابعدها عنه وهو ينزلها على السرير برفق رفع الغطاء عليها وقبلها برقه من رأسها وتسيل دمعه من عينه بص على بطنها وكأنه يتخيل ابنه التى فقده
سمع صوت من الخارج تنهد وتركها لتنعم بالهدوء والسكينة
خرج قابله احمد نظر إلى الغرفه وهو يقفل الباب قال
- فى ايه
- والد روح هنا
أومأ له ونزل فكان هو الذى هاتفه ليطمأنه على روح تقدم منهم بصله هو وعلى وسلمى وزينب وكوثر التى كانو يبدو منتظرينه
قال عماد - هى فين
- اهدا هى نايمه دلوقتى عشان تعبانه جبتلها دكتوره وعملتلها الازم بسبب إلى حصل
- هو اى إلى حصل انت لقيتها فين
صمتت يحي قليلا بصله أحمد باستغراب قال
- لحد دلوقتى منعرفش شوفت روح فين
قال عماد - اى إلى حصلها يا يحي متتكلم
- كانت هتموت نفسها
F
كان احمد نازل وهو يمسك بهاتفه ويعمل مكالمه قالت كوثر - عملتو اى لقتوها
- لا هنبلغ
وقف وبصلهم قال - المهم لو عرفتو حاجه اتصلو عليا وعرفونى ممكن تيجى هنا
قالت سلمى بتردد - معرفتوش اى حاجه عنها من امبارح
بصلها احمد وسكت فهى تخفى اهتمامها لأمرها تنهد وقال - المهم تكون كويسه وترجع
- هى مين دى
جائهم هذا الصوت من الخلف ولم يستطيعو ان يستوعبو نظرو الى صاحبه وتثمرو مكانهم بصدمه كبير تجتاح وجوهم ولا يصدقون ما تراه اعينهم انه يحي كان يقف ومعه حقيبته ويبدو انه قد عاد للتو تقدم منهم دمعت عين سلمى
- يح..يحي
ركضت اليه بسرعه وهى تحتضنه بقوه وبكيت بشده بصلها يحي وهى حضناه ابتسم ابتسامه خفيفه وبادلها العناق وهو يربت عليها بحنان
قالت كوثر بعدم تصديق - يحي
ابتسمت زينب وقالت - هو يا كوثر يحي
كانت سلمى بتعيط قال يخي - اهدى يا سلمى مالك
رفعت وجهها اليه ونظرت له قالت - انت عايش صح يعنى انا مش بحلم
تعجب كثيرا من ما تقوله وجد كوثر تقترب منه وتلمس وجهه وعينها مدمعه - مش حلم يسلمى يحى رجع
اخذته بعناق حانى وشوق ودموع تسيل بعيناها لا تصدق ان ابنها قد عاد اليها بادلها يحي العناق فلقد اشتاق لها ايضا نظر الى صديقه كان بيبصله وهو مصدومه عينه مدمعه وفرحان انه شايفه قرب منها ابتعدت كوثر لهم صافحه وجذبه لصدره وهو يربت عليه
- منك لله يا اخى وقعت قلبنا عليك ولا عرفنلك طريق
ربت عليه يحي ابعده وقال - هحكلكو بعدين بس فين روح
صمتو وتبدلت ملامحهم نظر اليهم وقال - عرفت انها عايشه معاكو .. فينها مش شايفها ليه ، فى جامعتها؟
قالت سلمى - روح مش هنا، بقالها مده بعيده عن القصر
بصلها باستغراب شديد وقال - بعيده فين .. عايشه مع ابوها يعنى ولا ايه
- لا فى المستشفى
تفجأ كثيرا وقال - مستشفى ايه هى كويسه
سكتو بصلهم باستغراب وقال بعصبيه - ساكتين ليه ما تتكلمو
حس بوجع وظهر على وشه معالم الالم بسبب عصبيته ومسك دماغه بصوله بقلق
- مالك يا يحي أنت كويس
تنهد وهو يقول - روح .. انجزوا قولو مالها
تنهدت كوثر وقالت - لما سافرت اكتشفنا ان روح حامل
لمعت عينه لسماع ذلك قال - حامل
حسو بحزن لما شافوه فرح لكن لم تكمل فرحته حتى اخبروه بكل شيء قد مرو به فى غيابه كيف حل الحزن عليهم بسبب موته واختفائه و كيف اثر الحزن على حاله روح الى ان خسرت طفلها وخسرت نفسها كالأن وباتت فى حاله مزريه وكانت فى المستشفى للعنايه بها لانها كانت تشكل خطرا على نفسها كان بيحكوله وهو مش مستوعب ما مرت به ومصدوم وعينه مدمعه وعقله يكاد ينفجر من كثرت هذه الاحداث
- كل ده يحصل فى غيابى
سكتو بصلهم واردف بغضب - ارجع الاقى ابنى مات ومراتى فى المستشفى هى دى الى انا سيبهالكو عشان تخلو بالكو منها فى غيابى .. تقوللها انى مت وانا لسا عايش
قال احمد بأنفعال - وانت كنت فين .. سايبنا المده دى كلها وبتخدعنا بموتك لى .. احنا دورنا عليك وكأنك اختفيت من على الارض .. المستشفى وعرفنا العمليه منجحتش والمده فى حياتك وكانت خلصت ... كل حاحه كانت بتشير انك ميت يا يحي
- وحتى لو عرفت حاحه زى دى لى تقولها وانت عارف انها حامل وده هيأثر عليها .. كنت اكدب عليها اى مفيش مخ
- اكدب عليها اه على أساس أن الحقيقه فاخت بمجرد بس مكنش فى خبر عليك كانت تسالنى .. بتتكلم عادى عشان مشفتش كام مره سألت عليك ده كانت كل يوم تسألني عنك اتصلت ولا لا اخبار العمليه عايش فين بيعمل اى .. مكنتش بعرف ارد عليها وانا عايز اديها اجابتها بس انا حتى مش عارف .. روح كانت مستنيه اى خبر عنك .. فكرك كنا احنا هنعرف وهى لا .. بالعكس كانت هتعرف اول واحده هى اصلا كانت قلقانه عليك ويحصاها مضاعفات بسبب قلقها .. انا مكنتش عارف الاقيها منين ولا منين، بدور عليك من هنا وشركتك وشغلك بحاول امشيهم مراتك وابنك واختك ..انا كنت بحاول على قد ما اقدر اكون مع الكل ومقصرش ..
ابتسم يحي فصمت احمد واستغرب من ابتسامه
- ابنى !!
قالها بسخريه إلى ما قاله ليردف بحزن - هو فين ابنى ده
قربت كوثر منه بحزن وقالت - معلش يا يحي ربنا هيعوضك
- يعوضنى ازاى .. ده كان آخر امل ليها انها تكون ام ، الرحم بتاعها اضرر بسببه لما مات .. يعنى مش هتحمل تانى .. عانيت كتير وفى الاخر تكون لوحدها فى المستشفى
قالت سلمى - انت مشفتش روح كانت عامله ازاى، احنا كنا خايفين عليها
غصب يحي وقال - خايفين عليها من مين كان المفروض تكون معاكو مش تتخلو عنها
تعجب احمد فهو لا يزال معاه ولن يتركها قال - بس احنا متخلناش عنها ..
قاطعه بغضب وهو يقول - بس بقا هات زفت عنوان المستشفى دى بسرعه
صمت احمد قليلا وعم الهدوء تعجب يحي وقال - اى متعرفش هى فين كمان
- عارف
- وساكت لى
- لا معدتش هناك يا يحي .. روح هربت
بصله يحي بصدمه وقال - انت قولت ايه .. هربت ازاى يعنى
- خرجت من المستشفى ومحدش .. يعرف طريقها ده تانى يوم ليها وهى برا
وقع هذا على يحي كخبر صادم قال - يعنى برا البيت بقالها يومين
كمل بغضب - وانتو بتعملو اى بتقول انك كنت مخلى بالك عليها وقاعد هنا ولا على بالك ولا ابوها.. انتو عايزين تشلونى
- لا انا كنت لسا خارج رايحلهم، احنا بندور عليها والله
- انا لسا هستناكو لما تدوروانا هلاقيها بنفسي
خرج يخي نادته سلمى لكنه لم يرد على أحد فهو لا يستمع سوى لنفسه فتلك حبيبته ولا يعلم اين ممكن ان تكون وبأى حاله هي
ركب عربيته بص لعجله القياده وكانه متردد يقود وكأن شيئا ما به يخشي حدوثه وهو انه لا يزال مريض لكن تنهد وقاد لا مباليا بنفسه خرج تلفونه وهو بيسوق وعمل مكالمه
- اى يا يحي عاش من سمع صوتك
- عايزك فى خدمه
- طب تعالى انت عارف مكانى
قفل معاه وأقام مكالمه اخرى
كان عماد مع على رن تلفونه شاف علطول لانه ممكن ان يكون متعلق بابنته بس لما شاف الرقم تفاجئ كثيرا
قال على - مين
- ده رقم يحي
قال على بدهشه - يحي .. طب رد ممكن يكون تلفونه مع حد وفى حاجه جديده
ازمأ له وبالفعل رظ لكن قبل ان يتكلم سابقه صوت يحي وهو يقول
- المستشفى الى روح كانت فيها اسمها ايه
اتسعت قدحتا عيناه بصدمه لسماع صوته وهو لا يصدق حتى كلامته تلاشيت
- اانت .. ازاى ..
- بسرعه يا عمى مش وقت صدمه انا عايش المهم هات سجل الكاميرات الى فى المستشفي إلى هناك خلال فتره قعاد روح فيها وهبعتلك عنوان تعالى عليه
وانهى مكالمته على ذلك بص على الى عماد وقال - فى حاجه يا خالى
- يحي .. يحي عايش
اتصدم على وبصله بشده وقال - عايش
اومأ عماد وهو مصدوم فهل كل ما مرو به ومعانة ابنته كانت محض سخريه منه ، تذكرها فقال - روح
وصل يحي المكان التى يقصده نزل وكان امام قسم شرطه دخل وتوجه لمكتب دخل لينظر اليه رجل فى الاربعين قرب من وصافحه قال
- عامل اى بقالى كتير مشفتكش اخر مره لما وصتنى على الواد صاحب الصوره الى نزلتلك مع البت الى هيا..
تنهد يحي وهو يقول - مش وقته
- مالك .. اى الخدمه الى انت عايزنى فيها صحيح
- انت الى مسؤل عن كاميرات المنطقه دى
- مش انا بس اعرفك اوصلك ليهم
- طب تمام يلا
- الى تشوفه
وفعلا خد جاكته وخرج معه قابل عماد وعلى وكانو لسا واصلين بصوله بصدمه من رؤيته فهو بالفعل على قيد الحياه انهم لم يتخيلو، لم يبالى يخي من صدمتهم فهو على عجله من امره
- جبت السجل
اومأ له واداله كرت خده يحي وركب مشي فتبعوه ووصل يحي الى مكان وكان وحده مسؤله الموطنه الخاصه بالمنطقه ومعرفه ما يحدث فيها بصو ليحي تقدم منهم الرجل سلمو عله اخبرهم بما يريده يحي وكان متابعه اى لقطات قبل يومان استغربو من طلبو بس نفذو ما يريده واحضرو له السجل فى هذا اليوم والشوارع الى مفهاش كاميره كلمة اصحاب المحلات فى هذا الحي وخدز سجل الكاميرات المطله على الشارع كانو يفعلون ما يريده يحي
حيث حل الليل واحضرو ما يريده فقام بتشغيل كل شيء فى الحاسوبات التى امامه وجلس وهو يتابع اى حركه وعيناه معلقه على كثير من شاشه كان عماد وعلى واحمد بنظرون اليه والجميع يساعدونه فى رؤيتها حيث مر الوقت وكانت عيناه لا تزال مبحلقه فى الشاشات وصل منتصف لحد الفجر والجميع قد غفى على نفسه من الجلوس ويحي مستيقظ فى تلك الغرفه ولم يمل ولم ياتى له غفله ان عقله حائرا مشغولها بها واين ممكن ان تكون لا يريد ان يسرع اى لقطه فتمر من امام عينه وهو لم يراها
طلع الصباح وجدوه لا يزال مستيقظ سالوه ان كان قد راى شيئا لكنه نفى فهو يرى لقطات يوم كامل لكن قبل ان بتحدث كانت عيناه التقطت روح لم يصدق انه رأها
كانت تسير نظر اليها ولحالتها وهو متشوق اليها لكن احمرت عيناه وهى تدمع وهو يرى حالتها وتضم زراعيها وتخفض راسها وشعرها مبعثر حتى لا ترتدى حجابها ولا تنتعل حذاء حيث كانت تسير وخطواتها ثقيله وتتعرج من الاشياء التى تتدهس فوقها لكن لا تتالم كأنها مغيبه
كل هذا لاحظه وهو يراها وقلبه يؤلمه كثيرا جمع قبضته وعروقه بارزه وعيناه تجحظان ويشعر بغصه فى حلقه بصله احمد وكانو حزينين لرؤيتها ايضا لكن يحي التى كانت الصدمه لانه عاد وراها هكذا وهو تركها مشرقه
وجوده يتابع ويتمالك ويرى الشوارع الاخرى التى سلكتها مر وقت وكان يرى عنوان كل ما تمر به حتى انقطعت ولم يعد يراها
قال على - راحت فين
كانو مستغربين قال يحي - الشارع الى جاى الطريق العام نهايته ابعد من تحددها كاميرا مراقبه عشان كده فى بوليس مرور
رفع وجهه وهو يكمل - يعنى ممكن يكونو شافوها
وما أن انهى جملته وذهب على الفور نزل من المبنا ركب سيارته وغادر دون ان يستمع لأحد
وصل لذلك المكان وشاف بوليس زى ما كان فى معلمواته سأله عن روح فسالوه عن مواصفتها فوصفها لهم لكنهم بدى على وجههم الجهل
- ممكن تكون معدتش من هنا اصلا
- ازاى؟
- فى طريق مباشر غير ده عشان زى منتا فاهم اللجن وكده
- فين الطريق ده
- هتلاقيه فى وشك على ايدك الشمال
اومأ له يحي ومشي سريعا وذهب لطريق وهو ينظر من النافذه يتمنى ان يراها وفى منتصف الطريق توقف بسيارته دفعه واحده حين رأى شيئا
فتح باب ونزل واتقدم وجد وشاح ملقى على الارض انحنى والتقطه ولما بص فيه تذكر روح فكان هذا الوشاح حول عنقها اسرع وركب سيارته وانطلق بها حين علم انه على الطريق الصحيح
- ارجوكى ياروح استنينى أنا جايلك
كان يمسك وشاحها بقبضته وهو مشتاق لها وقلبه ينبض خوفا عليها
حتى ظهر على الطريق الجانبى له شاطئ لا يعلم شيئا ما اراده ان ينظر نحوه وبالفعل غير مساره وتوجه هناك لكن الصدمه كانت حين اقترب وراها عند البحر انحرف عن طريقه وهو ينطلق بسيارته إليها وانصدم حين وجدها تلقى نفسها فى عمق البحر
- رووووح
B
لو كان يحي قد تأخر عنها لكانت روح فارقت الحياه بالفعل
قعد عماد وهو مصدوم والخوف يتملكه وعينه مدمعه على بنته
- روح
مكنش مصدق الى بنته حاولت تعمله بص ليحي قال بحنق
- انت .. ايوه انت السبب لو كنت خسرت بنتى ما كنت هرحمك وهخليك تحصلها
لم يكن يظهر على يحي سوى الصمت قال على - أهدى يا خالى مننساش أنه هو إلى رجعها
- بعد اى أنا بنتى اتحرمت من الامومه بسببه
لم يعلق يحي بصوله لصمته اكمل عماد - رجع بعد أما زيف موته .. مكملتش تمثليتك لي .. استفدت اى باختفائك ده
كان منفعل بصله يحي تلك المره وقال بصوت مبحوح - انا مقدر خوفك عليها بس انا فيا إلى مكفينى بالله عليك سيبنى فى حالى
بحه صوته كانت تشير إلى حزنه وكأنه يمنع نفسه من البكاء
- اسيبك مكفكش إلى حصلها من وراك وال كان لسا هيحصلها
تنهد وهو يقول - انتو مش فاهمين حاجه بتحطو اللوم عليا وانا مقصدتش كل ده يحصل
قالت كوثر - متفهمنا يا يحي احنا مبنحملكش مسؤوليه الى حصل انت اكتر واحد بتحب روح وخوفت عليها اكتر مننا بس لى تبعد المده دى
صمت يحي كان عماد لسا هيتكلم سمعو صوت من الأوضاع علمو أن روح افاقت
دخلو بص عماد على ابنته وهى تستعيد وعيها قرب منها بحزن وحضنها
- روح .. انتى كويسه يا حبيبتى
لم ترد لكن حزنت من خوف والدها يبدو أنه عرف
- كده توقعى قلبى عليكى لى تعملى كده عايزه تسبينى
- أنا اسفه
- أنا إلى آسف متزعليش منى عشان سيبتك هناك ومشيت، المهم انك كويسه
صمتت قليلا ثم قالت - بابا
- نعم
- عايزه امشي من هنا
تفاجأ الحنيع من طلبها لكن عماد لم يتردد وقال
- حاضر يلا
تدخل يحي وهو يقول - يلا أى وتمشي على فين ده بيتها
- معدتش بيتى
بصلها بحزن من إلى بتقوله سندها عماد وقف يحي أمامه ببرود وقال
- روح مش هتخرج من هنا
بصله عماد بشده وقال - جرا اى يا يحي انت هتمنعنى اخد بنتى ولا ايه
- بنتك إلى هى مراتى وليا حق عليها وانها متسبش بيت جوزها
- البت مش عايزه تعقد هنا هو بالعافيه
بص يحي لروح قرب منها قال - روح معقول مش عايزه تشوفينى .. بعد أما رجعتلك عايزه تبعدى عنى
مكنتش بصاله وعينها مدمعه فهى لسا مش مصظقه أنه عايش أنها سعيده وحزينه فى نفس الوقت بما فعله واختفائه التى ضر بها كثيرا طائشته وتهوره بالجازاه بها
- روح قولى انتى عايزه تمشي
لا تزال فى صمتها بصولهم وقال - معقول تفكرونى اختفيت عشان اظهرلكو انى ميت وارجع ولا كآن حاجه حصلت .. أنا مختل عشان اعمل كده .. طب وهستفاد اى
مسك أيدها بصلها فى عيناها وقال - وحياتك عندى ما كان فى ايدى أنا عمرى ما اعمل فيكى كده
كبحت دموعها وهى تتفادى النظر إليه
- طول الفتره دى مختفتش من فراغ أنا كنت فعلا غايب ... نا كنت بموت وفى اى لحظه خبر موتى كان هيبقا مؤكد للكل مش ليكو بس
بصوله بشده واستغراب شديد وهما مش مستوعبين إلى بيقوله صمت قليلا وهو يخفض عيناها ويقول
- أنا متعافتش بالكامل اصلا
بصوله بصدمه ليجدوه يكمل
- أنا لسا مريض
رواية روح جحيمي روح ويحيي الفصل 37
- أنا متعافتش بالكامل اصلا .. أنا لسا مريض
انصدم الجميع وخصيصا روح بصتله بصدمه فاومأ لها وهو يقول - ايوه يا روح جيتلك وانا لسا مخلصتش علاجى اول ما فوقت جيت على مصر عشانك
قالت برجفه فى صوتها - ا..انت بتقول اى يا يحي ا..ازاى يعنى انت لسا عيان
- اعقدى وانا هفهمك .. هفهمكو كلكو انى مليش دخل باى حاجه من إلى حصلت
قعدو بالفعل واصغو إليه تنهد يحي وقال
- الحاجه الوحيده إلى اخترتها بإرادتى هى انى متصلش أو اعمل مكالمه تانى بس .. مش بلمده إلى دخلنا فيها
F
توقف سياره عند مشفى ترجل يحي ليتقدم من ثلاث أشخاص ينتظرانه ، لف وكان جايكوب وايلين وشخص اخر قرب منه صافحه جايكوب - كانت الرحله طويله ولا اى
- اتمنى متطولش
- خير
سلم على ايلين قالت - مجبتش روح معاك؟
- لا هى اكتر حد مينفعش يكون معايا، معتمد عليكو فى غيابى عشان كده مخدتش حد
أومأو بتفهم بص جايكوب للرجل وقال - This is Mister Yehia, who we are waiting for now هذا السيد يحيى الذي ننتظره الآن
- Good let's go, the doctors are waiting for us جيد لندخل الأطباء فى انتظارنا
دخل يحي نظر لهاتفه لكن اكمل سيره حتى وصل إلى غرفه ارشدوه الممرضات ليقم بتجهيز نفسه وارتدى زى المرضى الخاص بالعمليات ويشعر بأنقباض صدره لكن يكمل حين يتذكر روح فهو يطمح للعيش معها عمرا أنه لا يفعل شئ لها بل لنفسه
دخل رجل يرتدى معطف ابيض عينه خضراء وبعض شعيرات بيضاء ويبدو عليه الوقار بص ليحي وكان جايكوب وايلين معه
- It was an honor to meet you, Mr. Yahya. I hope that we are on good terms. تشرفت بلقائك سيد يحي، ارجو أن نكون على وفاق .. يلزم لك فحصوصات لنعلم لأى حد وصل الورم وفى اى مرحله انت
أومأ له يحي قال - How long does the surgery take? كم من الوقت تستغرقه الجراحه
صمت ادوار انزل نظارته قليلا بتفكير وقال -The time is not important, because you will not be in your senses anyway.. but it will not take long. The important thing is that you succeed and that everything becomes easy. Do not worry. ليس المهم الوقت فأنت لن تكون فى رشدك على أى حال .. لكن لن تطول المهم أن تنجح ويتيسر كل شئ ... لا تقلق لا شئ خطر فى الأمر مررت بهذا كثيرا
لتقاطعه دخول ممرضه وتقترب من يحي قامت بتعريه زراعه نظر إليها حقنته لم يفهم فقام ادوارد بتفسير
- They will take a sample of your blood to see which blood group you are and prepare blood similar to yours for surgery. If an abnormality occurs, we will replace the blood that will be here for you. سيأخذون عينة من دمك لمعرفة فصيلة الدم لديك وإعداد دم مشابه لدمك لإجراء الجراحة. في حالة حدوث أى خلل ما ، سنقوم باستبدال الدم الذي سيكون هنا من أجلك.
بص يحي إلى زراعه قام بارخائه قال ادوارد -When we finish the checks, we'll start over حين ننتهى من الفحصوات سنباشر فى البدأ
وتركهم وغادر واتم يحي الفحصوات عمل اشاعه ولم تكن النتيجه ميسوره كان الورم زائد لكن ادوارد لم يقلقه وهذا ما استغربه يحي لكن طمأنه حسب أفعاله وهدوئه أنه مر بحالته ويعلم ما يفعله جيدا أخبره أن اليوم لن يفعلوا شيئا سيكون لأستراحته فقط وغدا تكون الجراحه لم يبالى بلأمر فى الحالتين سيفعلها، كان يدعى الله أن يغفرله أن كتب له الموت أن يلتقيه وهو خالى من الذنوب ام يترك المزيد من العمر ليكفر عن اخطاه .. يدعى أن يعود إلى إدراجه وحبيبته التى تنتظره
كان قاعد فى اوضته بيبص فى تلفونه فتح الصور واحضر صورتهم سويا التى نقلها من هاتفها إليه ليراها فى تلك الغربه وفى اى وقت
دخل جايكوب وايلين التى كانو لا يزالو معه بصوله وهو باصص فى تلفونه قال جايكوب - اتصلت بيهم من ساعه ما جيت ولا لسا
- مره
قالت ايلين - مره واحده طب اتصل بروح شكلها قلقانه عليك
- ولو اتصلت هوقف قلقها .. هتسألنى عملت اى وانا مقدرش اكدب عليها .. هقولها على نتيجه الفحصوات إلى متبشرش بالخير عشان خوفها يزيد اكتر
صمتو الاثنان تنهد جايكوب وقال - يعنى انت مش هتتصل بيها ولا اى .. منتا يا دلوقتى يا قبل العمليه هتكلمها
- مش عارفه بفكر اقطع الاتصال الله اعلم أن كنت هقوم تانى ولا لا
تنهد ونظر إلى صورتها وقال - أوقات بحس انى ظلمتها برجوعها ليا، بضايق من نفسي أنى رجعتها وانا عارف انى مريض ومش هكمل معاها .. علقتها بيا اكتر بسبب انانيتى لو كنت بحبها بجد كنت سبتها خلتها تنسانى عشان تشوف حد غيرى يكمل معاها مش واحد مصيره الموت
قرب جايكوب منه حط أيده على كتفه وقال- انت عشان بتحبها عملت كده، منتاش انانى يا يحي فكرك هى كانت هتسيبك هتفهم انك بتبعدها عنك .. الحب إلى مبينكو مش قليل
سكت وهو مش مقتنع بكلامه قال جايكوب- طالما مضايق وندمان معملتش كده من الأول لي .. مش كنت عايز تكرها فيك تبعدها عنك اى إلى منعك
حس بالضيق والندم بصت ايليلن لحايكوب قالت - انت بتقول اى
- بواجهه بأنانيته هو ذات نفسه معترف بيها .. بس خلينى اتخيلها معاك يا يحي .. نفترض انك مرجعتهاش وبعدتها عنك وروح اتجوزت واحد غيرك
انصدم يحي وهو يتخيل قرب جايكوب منه وقال - تقدر تتخيلها مع راجل تانى غيرك
برزت عروقه وسرعان ما امسك يحي برقبته جايكوب وهو يدفعه إلى الحائط ويخنقه بقبضته انصدمت ايلين وحريته عليه كان يحي عيناه حمراء من الغضب
- روح ليا محدش يقربلها غيرى
حاول جايكوب أن يفلت من يده قالت ايلين - سيبه يا يحي ارجوك
ابتسم جايكوب قال - خلاص يا يحي هموت فى ايدك
فاق يحي من نوبه غضبه بص لنفسه وصديقه بعد عنه على الفور فسعل جايكوب بأختناق ربتت عليه ايلين بخوف وقلق
-Jacob, are you okay, did something happen to you? جايكوب انت بخير هل اصابك مكروه
- I'm fine don't worry أنا بخير لا تقلقى
بص ليحي قال - يخربيت إلى يقولك حاجه دنا بقول تخيل
لم يرد يحي كان محرج من ردت فعله التى فعلها بصديقه لا يعلم لما فقد أعصابه هكذا،حس بحد بيقرب منه وكان هو
- عشان كده عايزك تحط السبب ده إلى يخليك تكون عايز ترجعلها مش محبط ومستسلم للموت .. أنا بحطلك السبب إلى انت هنا عشانه وهى روح
- مكنتش خايف من الموت غير ما هى ظهرت .. خلتنى احب الحياه معاها واشوفها بمنظور تانى عن ما كنت شايفها .. هى عرفتنى معنى كلمه حياه قد اى هى حلوه علظتنى ازاى اعيشها سعيد معها .. حبيت الشعور ده ومتمنتش يخلص فى الفتره إلى عشتها معاها .. عشان كده خايف .. خايف اموت
- خايف تموت ولا خايف تسيبها
صمتت يحي أنه يشعر وكأنه إذا مات فهو تخلى عنها يشعر أنها ستكون فى خطر بدونه حاسس بمسؤليه تجاها ومش عايز يسببها فى الدنيا دى لوحدها يريد أن يحميها دائما ويكون بجانبها، بص لجايكوب نظر إلى رقبته قال
- معلش
ابتسم تحسس عنقه وقال - على اى كنت هتقتلنى بس
ابتسم ابتسامه خفيفه وكانو هذا ما يرودنه أن يجعلوه يبتسم
وفى اليوم التالى جهزت العمليه واستعد لها يحي بص فى صوره روح جائت الممرضه وقالت- Come on, it's timeهيا حان الوقت
راح معاها ودخل العمليه كانت مجهزه من كل شئ ، كان جايكوب وايلين بانتظار هروح يحي لكن العمليه قد طالت عن الوقت المتوقع حتى خرج ادوارد واطبائه اقتربو منه
: Was the surgery done? هل تمت الجراحه
صمت تنهد ادوارد وقال - Doneتمت..
سعدو لكن لم تكمل فرحتهم حتى اكمل وهو يقول - However, a defect occurred when we removed the tumor from the brain, but we were careful not to enter into the nerves so as not to harm itلكن حدث خلل ما عندما استئصلنا الورم من المخ لكن حرصنا الا ندخل فى الأعصاب كى لا يضر به
أصاب قلبهم الخوف من النتيجه التى لم تكن ميسوره
تمالك جايكوب وقال - What do you mean by your words that he will not live and the surgery failedماذا تقصد بكلامك أنه لن يعيش والجراحة فشلت
- He is still breathing and his heart is beating, but this situation will not last until the mind stops sending controls to its organs, and then it stopsمزال يتنفس وقلبه ينبض لكن لن يطول هذا الوضع حتى يتوقف العقل من ارسال التحكمات فى اعضائه ومن ثم تتوقف
نظرو له بصدمه قالت ايلين -Of course there is a solution. You said he's still breathing. You can save him بالطبع يوجد حل انت قلت إنه لا يزال يتنفس بوسعكن إنقاذه
نظر لهم ادوارد لم يفهمه نظرته ذهب ولم يرد عليهم والحق به الآخرين كأنهم يخبروهم أن لا جدوى من النقاش ، حزنت ايلين وضع جايكوب رأسه بين يديه
فى الليل كانو عند غرفه يحي وجدو الباب يفتح نظرو وتعجبو حين وجدوه ادوارد فالاطباء قد غادروا
نظر إلى يحي التى كان معلق له محاليل وأجهزه كثيره للحرص تقدم وهو يتفحصه تعجب من نظراته
-You want life for your friend تريدون الحياه لصديقكم
نظرو إلى بعضهم باستغراب شديد قال جايكوب What do you mean.. can you save him- ماذا تعنى .. هل بوسعك إنقاذه
-yes أجل
نظرو إليها بشده قالت ايلين - how كيف
- We'd like to get him out of the hospital if you want me to يحب أن نخرجه من المشفى إن أردتمونى أن أفعل ذلك
قال جايكوب بتعجب -We take him out, how can you not see his condition نخرجه كيف الا ترى حالته
-The surgery I'm going to perform on him is illegal, and I don't want to risk my career الجراحه الذى سأقيمها له غير قانونيه ولا أريد أن إجازف بمهنتى
انصدمو وقف جايكوب وقال - Illegal.. You are crazy, you want to risk his life and your profession is afraid for itغير قانونيه .. اجننت تريد أن تجازف بحياته ومهنتك تخشي عليها
رد عليه بكل هدوء -His life is already settled.. What I'm doing is risky, but it can lead to saving him and his return again حياته محسومه بالفعل .. ما أفعله مجازفه لكن ممكن ان تؤدى لإنقاذه وعودته من جديد
-How can we not evaluate it here with the help of the medical staff also because it is not legal in the first place كيف ولما لا تقيمها هنا بمساعده الطاقم الطبي أيضا لما ليست قانونيه اصلا
-Because it risks the life of the patient and can lead to his death لأنه مخاطره على حياه المريض وممكن أن تؤدى لقتله
نظر إلى يحي وأكمل -Here we fear for the life of the patient. If he has three days left of his life, we will not give him up and make it a day. This is why it is illegal. In the eyes of society, I would be a murderer who is not a doctor. This is why I will not do it to him here. نحن هنا نخشي على حياه المريض فإن تبقى له ثلاث ايام من حياته لا نقدمه ونجعلها يوم .. لهذا غير قانونيه سأكون فى أعين المجتمع قاتل ليس بالطبيب .. لهذا لن افعلها له هنا
- What if you don't succeed will he die? ماذا إن لم تنجح سيموت ؟
-Did you not understand yet that your friend is inevitably dead? What is the difference between death and death? الم تفهم بعد أن صديقك ميت لا محاله .. ما فرق الموت عن الموت
قالت ايلين بتساؤل -And when you do that ولماذا تفعل ذلك
-If the operation fails, I will not be honored to try, and if it succeeds.. that will make me look a lot higher and my research will be more advanced. أن فشلت العمليه يمفينى شرف المحاوله وان نجحت .. يعلو ذلك من سأنى كثيرا وبحوثاتى ارتقى ستكون خطوه لى إلى المجد أكثر وسيفرق فى دراسه الكثيرا
قال جايكوب بسخرية -You are not doing this for him, being a doctor, but rather you want to experiment on him with your research. انك لا تفعل هذا من أجله وكونك طبيب بل انك تريد أن تجرب عليه بحوثاتك .. تظنه فار تجارب بوسعك اللهو فيه كما تشاء
- I do not know why you understood me like this.. I am talking that the success of the surgery will make a great difference in my field of medicine.. but anyway I came to tell you this, because you are the ones who asked if there was a way to save himلا اعلم لما فهمتنى هكذا .. أنا أتحدث أن نجاح الجراحه ستفرق فى مجال الطب لدى كثيرا .. لكن على كلٍ جئت لاخبركم بهذا فأنتم من سألتم أن كان يوجد طريقه لإنقاذه
- way to end itبل طريقه لإنهائه
تنهد وهو يعدل نظارته - You have the choice and rejection, but do not delay, because this will increase the possibility of failure of the surgeryلكم الاختيار والرفض لكن لا تتأخرو لان هذا سيزيد احتماليه فشل الجراحه
نظرو إليه التفت ليغادر وهو يتركهم نظرت ايلين إلى يحي قالت
-When do we get him out of here? متى نخرجه من هنا
توقف ادوارد ونظر جايكوب إليها بشده قال
- What are you sayingماذا تقولين
-Let's agree in both cases, he will die, what is the difference, may he return to life لنوافق فى الحالتين سيموت ما الفرق عسي أن يعود الى الحياه
- But we'll be done with him..we'll be killing himلكننا سننتهى معه .. سنكون قتله
صمتت ايلين بضيق قالت -Let's do it. You forgot to greet our friend. You remember when we were in Egypt and we were about to be deported. He was the one who kept us and took a risk too. لنفعلها نسيت أن يحي صديقنا .. تتذكر حين كنا فى مصر وكدنا أن نتعرض لترحيل أنه من ابقانا وجازف أيضا
-It makes a lot of difference الأمر يفرق فى الكثير
- What's the difference.. let's do itما الفرق .. لنفعلها
بصت لإدوارد واومأت له بمعنى أنه موافقين ولم يعترض جايكوب رغم قلقه أخبرهم ادوارد أن سيكون هناك سياره فى الخارج سيركبوها وينقلوهم إلى المكان المحدد وذهب وأرسل اليهم ممرضتين قامو بمساعدتهم وفصل الاجهزه بحرص وخرجوا من المشفى تعجب حين لم يعترضهم أحد وينظرون اليهم فهم خرجو من الباب الاعتيادي
وصلو إلى المكان وكانت مشفى أخرى اخذو يحي ذهبوا معهم وتوجهه لمكان غريب بعيداً عن غرف المرضى وجدو ادوارد وكان فى انتظارهم
-What is this place ما هذا المكان
- It's a special lab for me.. I can start the process and keep it hereيكون مختبر لى من نوع خاص .. استطيع بدء العمليه وابقائه هنا
- How did we get out of the hospital in this normal wayكيف خرجنا من المشفى بهذه الصوره الاعتياديه
-He was written out from there to be transferred to another hospital, but I did not write that it would be my private hospital, so as not to arouse suspicion كتب له خروج من هناك لنقل لمشفى أخرى لكن لم اكتب أنها ستكون مشفتى الخاص .. كي لا اثير الشبهات
أومأو بتفهم قال جايكوب - Confident in what you doواثق في ما تفعله
- Don't worry, I told you that it is a normal surgery, only some people fear it because of this name of killing.. But with its success, we will save many people like the case of Mr. Yahyaلا تقلق أخبرتك أنها جراحه معتاده فقط يخشاها البعض من مسمى القتل هذا .. لكن بنجاحها سننقذ الكثير من فى مثل حاله السيد يحي
صمتو ولم يعلق وبعدما ايتعدو لكل شيئا دخل هو وطاقمه ليعملو الجراحه كانو قلقين لكن لا ينكرون أن شخصا كإدوارد دكتور معروف مثله لم يقل هذا إلا وهو يثق ان نسبه نجاحه أعلى من نسبه فشله وهذا دما دفعه ليفعل الجراحه ليحي .. وبعد قليل خرج وأعلمهم أنها نجحت لكن..
شعرو بالربيه وهو يكمل أنها لم تكتمل علاكمل وجهه الذى تجعله يمتطدى حياته بشكلها الاعتيادى ..كن ممكن أن ينتج هذا فيما بعد لم يعلموا لحد الآن ما سيتضرر لكن يتمنون ألا تكون فى حياته العاديه عندما يعود سالما، وأنهم سيحرصو حين يفيق الا ينتج ذلك ، شعرو بالقلق عليه تركهم قليلا قالت ايلين
- هنعمل ايه
- زى ما يحي معمل .. مش هنتصل بحد
- بس روح زمانها قلقانه عليه
- ولما نكلمها هنقولها ايه أنه ممكن يموت فى اى لحظه والعمليه دى كمان منجحتش على الآخر وحياته لسا فى خطر
- بس الدكتور قال هيكون كويس لما يفوق
- بنسبه ضعيفه يا ايلين .. اتمنى يحي يكون لسا فاكر كلامى رغبته بأنه يعيش هتساعده .. لما يفوق هو ذات نفسه يكلم روح ويطمنها عليه
سكتت وقالت بحزن وتردد - ولو مفاقش
صمت جايكوب تنهد وهو يخفى حزنه وقال - هنضطر نكلمهم عشان يرجع بلده يدفن فيها مش هنا
دمعت عينها بحزن قالت - احنا كده هنكون .. هتكون قتلناه
ضمها جايكوب إليه وقال - لا، احنا حاولنا ننقذه
كان بيحاول يطمنها قال بضيق - لو كان يحي متأخرش المده دى كلها فى العمليه وعملها بدرى كانت هتكون نتيجتها غير دلوقتى .. اتمنى يكون بخير مش مهم يفوق امتى المهم يفوق وهو كويس
مر يوم عن يوم والايام تأخذ اسابيع ويحي لا يعي على هذا الواقع والأسابيع اخذت شهور وكان الوضع يزيد إضرابا للجميع من عدم استياقظه
حتى فى يوم فاق وعلم الأطباء وأخبره دكتور إدوارد التى كان يتابع حالته كحاله خاصه يتحمل مسؤوليتها كامله وينتظره هو الآخر
فتح بحي عينه بضعف بص فى الاوضه وهؤلاء الأشخاص وجد امرأه بجانبه وتبتسم له لوهله رأها روح لكن كانت ايلين وجايكوب يقف بجانبها ودكتور ادوارد، ابتسم جايكوب وقال - حمدالله على السلامه يا بطل اى النوم ده كله
لم يستوعب الأمر هل هو على قيد الحياه قال بصوت ضعيف - اى إلى حصل العمليه نجحت
- ياه انت لسا فاكر
استغرب قال - يعنى اى
- عدى خمس شهور من يومها
اتصدم يحي وقال - ايه وانا كنت فين المده دى
قال ادوارد -Emotion is a mistake for you to explain to you, but to calm down الانفعال خطأ عليك ينشرح لك، لكن لتهدأ من روعك
وفهمومه كل ما فى الأمر وانهم اتمو له جراحتين وهو لم يكن على أرض الواقع حدثت مشاكل اثناء نومه كانت لتؤدى لموته لكنهم كانو يهتمون به ويفعلون الازم ويعيدو نبضاته
قال يحي -I do not know whether it has been cured or not yet لم افهم هل تعالجت أم ليس بعد
قال ادوارد -We will see this, but you are in a better condition. This is a promising result. I apologize if I put your life in danger, but we had nothing else to do. سنرى هذا لكنك بحال افضل هذه نتيجه مبشره.. اعتذر أن كنت عرضت حياتك للخطر لكن لم يكن بأيدينا شىء آخر
قال يحي -I must thank you.. I risked my life يجب على شكرك .. لقد جازفت وانفذت حياتى
قال جايكوب - لو مكنتش صحيت كنا هنروح فى ستين داهيه .. يلا عديت على خير كنا مرعبين من المده إلى دخلت فيها
قال ادوارد -For a well-known person like you who has relations, his disappearance once is not an easy thing, as I learned from the hospital that they are looking for your file, as information came from the embassy about you. شخص معروف مثلك ولديه علاقات اختفائه مره واحده ليس شئ سهل حيث علمت من المشفى أنهم يبحثون عن الملف الخاص بك فقد أتى اعلام من السفاره بشأنك .. وان اكتشفوا امرك وما فعلناه سنصير بنظر القانون مختطفين وقتله
قال يحي -You must have suffered during this period because of me لابد من انكم عانيتم فى هذه الفتره بسببى
-The important thing is that the risk is gone, the success of the surgery is a success for me المهم أن الخطر قد زال نجاح الجراحه هو نجاح لى
بينما من كل ذا كان يحى يفكر فى المده .. المده فقط وليس إلا .. فهو غاب وروح كيف هى الآن أنها لا تعرف شئ عنه بل الجميع .. أنه يشعر بالقلق قلبه غير مطمأن .. يتذكر ما قالوه عن من سألوه عنه وأمر السفاره هل ممكن أنه من مصر
- لازم ارجع
نزل قدماها قال جايكوب - ترجع فين .. مصر ؟
- اه
-انت بتقول ايه يا يحي انت لسا محتاج تكمل علاج مينفعش تمشي كده هيضر عليك احنا مصدقنا استنى لحد ما ترجع زى الاول
- متخفش هكون كويس بس مش هفضل اكتر من كده
B
كانو مندهشين وهم يصغون إليه ولا يصدقون ما مر به وأنه كان مغيبا لا يعلم بما يجرى به، كانت روح صامته بصلها يحي لقا عينها مدمعه وبتجز على شفتاها وهى تخفى تعبيرات وجهها بص عماد لروح قال- روح هتفضلى ؟
لم ترد تعجب يحي هل لا تزال تريد المغادره تنهد وقال - ممكن تسيبونا شويه
بصوله واوماو بتفهم وخرجو وسابوهم قرب يحي من روح قعد جنبها مسك دقنها ورفعها ليه وشاف حزنها قال - مالك ياروح
- ماليش
- مش هتقولى حاجه
- حاجه زى ايه
حس بالخيبه من جمودها وهى ترد بلا مبالاه قال - انتى مش مصدقانى ؟
- عايزه امشي
بصلها بشده جت قامت ومشيت لكنه مسك يدها وقغت وهى تكبح دموعها قال - هتمشي وتسبينى بعد اما رجعتلك
تنهدت بصتله قالت - عايزنى افضل لى .. عايز تكمل مع واحده مبتخلفش ومش هتكون اب زى ما انت بتتمنى
قال بحزن - لى بتقولى كده كل حاجه فى ايد ربنا نجدنى من الموت اكيد بفضله يكتب لنا نخلف تانى
- هتفضل عايش معايا على امل ولما العمر يفوت وانت لسا نفسك تبقى اب وقتها تندم
بصلها بشده قال - انتى بتقولى ايه
لم ترد ودموع تسيل من عينها قرب يحي منها بصتله قال - مش عايز عيال يا روح مش عايز خلفه ولا عايز ابقى اب .. مش عايز من الدنيا دى غيرك
بصتله وعينها بتلمع قالت - لى بتحبنى اوى كده يايحي
- معرفش انتى الحاجه الوحيده الى مبعرفش اتحكم فيها وهى مشاعرى تجاهك الى بتزيد مبتقلش .. مفيش حاجه تفرق معايا غيرك
- بتقول كده عشان معشتهوش بس لما نكمل وانت مفتقد انه يكون عندك ابن
تنهد بضيق وقال - يعنى انتى مش عايزه تكملى ياروح
ساب ايدها وهو يقول بافنعال - قولتلك مش فارق معايا الخلفه وانتى مصره تبعدى .. اعمل اى
- متعملش انا مش عايزه ابقى عاهه على حد
بثلها وهدأ رد ببرود - انتى بتحججى .. عايزت تمشي امشي ياروح المهم تكونى مرتاحه مقدرش اجبرك على حاجه
بصتله لوهله لكن ابعدت عيناها وهى تذهب وتتركه فتحت الباب وخرجت سالت من عينها دمعه نزلت بصلها الجميع نظرت الى عماد وقالت - نقدر نمشي
تعجب كثيرا فهل تريد ان تتركه حتى على استغرب جدا الكل اندهش منها لكن سلمى كانت تنظر له بهدوء
دخل احمد الجناح بص ليحي الى كان قاعد وحاطط راسه بين ايده قرب مهه قال - انت سبتها تمشي حصل حاجه
- مقدرش اجبرها تعيش معايا هى الى اختارت
- بعد ده كله
- خلاص يا احمد
- انت ناوى على اى
- هسافر
- فين سويسرا .. لي
- عشان اكمل علاج جيت اطمن عليها اتمنى تكون بخير
- يعنى حالتك وضعها ايه دلوقتى
- لسا معرفش قال ادوارد أن النتيجه متحددتش عشان كده طلب منى افضل هناك عشان يتابع معايا بس أنا سافرت .. بس ظهرت اعراض عليا لما جيت
- زى ايه ؟
- صداع و .. شويه وجع بس بيجى ويروح لحاله
- كان كده فى الاول
- لا ، عشان كده مش هتأخر وارجع لنقطه السفر
- تمم الى تشوفه انشاءالله خير
وقف عشان يمشي وقفه يحى وقال - متزعلش منى بسبب الى قولته وعصبيتى انا عارف انك مقصرتش
- محصلش حاجه مقدر موقفك الأحداث كانت كتيره وصدمت بالنسبالك .. المهم انك رجعت
ابتسم له بهدوء خرج احمد وتركه قليلا كما يريد نزل شافهم قاعدين لم يتكلم وذهب بصتله سلمى تبعته
- احمد
وقف وبصلها قالت - هى روح خلاص مشيت
- اه
مشي وهى صمتت وهى شارده
كانت روح فى غرفتها صامته تذكرته وهى تعانقه تذكرت صورته شكرت ربها انه بخير وعاد اليها لكن حين تذكرت انها تركته سالت دموع من عينها ثم وضعت وجهها فى راحت كفيها وكيت يانهيار وهى تنشج بحزن
كان عماد مار من الغرفه سمع ثوتها وقف ويص وكان الباب مفتوح قليلا وشافها وهى بتعيط حزن كثيرا وهو يعرف السبب ، دخل اليها نظرت له روح قرب منها وحلس بجانبها قال
- بتعيطى لى دلوقتى
- وحشنى اوى بس مقدرش .. عدى بكل ده هناك اتعذب وحياته كانت فى خطر كان ممكن يموت لولا ستر ربنا .. ولسا بيتألم .. كنت انا السبب فى المه وانى اوصله لهنا .. كفايه انى شوفته بخير بس كان نفسي اكون معاه اوى .. ملحقتش اشبع منه لسا لحد دلوقتى مش مصدقه انه عايش ورجع وبغبائى سبته بس مضطره
- لى بعدتى بدام بتحبيه اوى كده
- كنت مضطره يبابا .. يحي عمل عشانى كتير اوى .. لما بشوف حبه ليا وبشوف الاذى الى سببتهوله قلبى بيوجعنى وضميرى بيأنبنى .. حتى لحد اخر لحظه اتخلى عن انه يكون اب عشان يبقى معايا بس انا مقدرش اطلعه فى ده وانا عارفه ان ده حلمه حاولت اعمل حاجه عشانه .. تفتكر غلط
- غلطى ياروح .. لى يابنتى تسبقى الاحداث وانتى والدكتوره قالت ان انشاءالله هتخلفى بس بوقت عقبال ما ترجعى كويسه لى تحسبينها كده العمر قدامك وانشاءالله ربنا يعوضكو
- بس احتمال ضعيف هقعده جنبى على ايه
- بس مهواش مستحيل الامل عند ربنا كبيره
- ونعم بالله
- ربنا يهديكى ياروح ارجعيله يحي بيحبك بجد وانتى بتحبيه بلاش تكابرى
- مبكابرش بس انا شيفانى اذى ليه .. مش هقدر بصلها شويه ثم تنهد وهو يقول - اعرفى انتى عايزه اى وانا معاكى
سابها ومشي وهى بقت مع نفسها تبكى بحزن سببه الاشتياق والحنين
مر يومان كان احمد فى القصر ماشي وقف لما شاف سلمى قعده لوحدها امام النافذه الزجاجه الطويله المطله على على الجنينه كانت شارده
- بتفكرى فى اى
بصت لصوت وجدته احمد قالت - لسا منمتش
- لا ينفع اعفد معاكى
اومأت له جلس بجانبها ويترك مسافه نظر اليها قال - مالك
- مش عارفه حاسه باحساس ذى الذنب
- من ناحيه مين
- يحي وروح .. حسا انى السبب فى انه يزعل زى دلوقتى انها سابته وحسا انها سابته بسببى
- لى بتقولى كده
- يعنى هتكون مشيت ليه واحنا عارفين الحب الى كان باين عليها فى غيابه .. مكنتش مقتنعه بيتبي انا شفته لدىجه وصلت بيها الاانتحار ..لما خسرت ابنها كنت زعلانه عليها لانى برغم حزنى من اننا كلنا خسرناه بس هى كانت مستنياه اوى
تنهد وهوويقزل بقله حيله - ولله مانا فهمها كانت هتموت نفسها عشانه وبعد اما رجعلها هى بعدت وسبته
- بس انا حسا انى فهمها
قال باستغراب - ازاى
- مش هكدب عليك انا سمعت روح وهى بتقول السبب انها تبعد عنه انا مش هتخلف رغم انها عارفه ان الدكتوره قالت "ممكن" متخلفش مش هتخلف خالص .. يعنى مكن لو تابعت مع دكتور تخلف عادى بس روح خدت السبب ده وهى خفيت السبب الخقيقى .. ممكن مشفتش الحزن الذى ظهر عليها لما يخي حكالنا على الى حصله هناك لانها حاولت تخفيه وتبين لا مبالاتها بس حتى دموعها سابقتها
- مش فاهم امال بعدت لى
- شافت نفسها السبب فى الاذى الى حصله .. بتهيألى افتكرت كلامى يومها لما قلتلها انها السبب لى مرضه ولما كانت بتسمع ليحي كانت بتتخيل المعاناه الى عانها وان حياته كانت فى خطر وبمعجزه عاش .. حست انها السبب فى كل ده فعلا فبعدت رغم انها بتحبه
كان احمد مندهش قال - واضح ان دراستك هناك خلتك تحللى المواضيع بتفصيل ولا كأنك هى
ابتسمت وقالت بغرور - بس اى رايك
بصلها من ابتسامتها بادلها وهو يقول - جميله استمرى
بصتله وهم ينظران لبعضهمها دق قلبها نظرت أمامها وهو الاخره تنهد ثم قال - متحمليش نفسك ذنب يا سلمى ملكيش دخل بالى جصل
بصتله قالت - تفتكر ؟
اومأ لها قالت - وهو ناوى على اى
- هيرجع سويسرا عشان يكمل علاجه ومترجعش حالته بدل ما يتقدم
سكتت شويه ثم قالت - بتهيألى فى حاجه اقدر اعملها
- حاجه اى ؟
- هتعرف
مر يومان كانت روح فى الفيله جائت احد الخادمات واخبرتها ان هناك من يريد رؤيتها تعجب راحت عشان تشوف واتفجأت لما لقتها سلمى بصتلها اقتربت منها عم الصمت قليلا قالت
- عامله اى ياروح
تعجب لان لهجتها عادت من جديد قالت - الحمدلله خير مش شايفه ان فى سبب انك تجيلى حصل الى كنتى عيزاه
- متخديش غلطك عليا ياروح .. انا ولا كنت عيزاكى تبعدى عن يحي ولا فرقتكو عن بعض انتى الى اخترتى ده بنفسك
صمتت روح وهى حاسه بغصه فى حلقها تنهدت وقالت - معاكى حق انا الى اخترته
بصلها سلمى وهى تراها تخفى حزنها قالت بكل هدوء - يحي مسافر انهارده
اتصدمت روح وبصتله بشده كملت وهى تقول - ايوه هيرجع سويسرا عشان يكمل علاج .. حبيت اجى اقولك مدام قافله تلفونك وكل التواصل معاكى
بصت على ساعتها وقالت - دلوقتى لازم امشي
التفت وهى تتركها وتتمنى ان تكون كلماتها اثرت بها وتفكر بطريقه صحيحه هذه المره ، اما روح كانت مصدومه خايفه من هذا الكلمه
- يسافر
تتذكر ذهابه وعدم رجوعه وكيف تعجبت انها خائفه من تكرار هذه المأساة .. هل تخلى عنها الم يحاول كما يفعل .. لماذا .. لماذا يريد الابتعاد وتركها .. لن تسمع بحدوث هذا،فعلا خرجت وهى متوجه اليه ركبت السياره واخبرته السائق أن يسرع وهى على عمله مرتبكه ان تتأخر ويغادر .. رنت عليه بس لقيت تلفونها مقفول تضايقت فكيف ستمنعه
وصلت روح للقصر دخلت سريعا نظرو اليها لم تتطلع بأحد ذهبت سريعا وهى تصعد الدرج تتوجه إلى جناحها وما ان وصلت كان الباب مقفول طرقت الباب بسرعه لكن لم يفتح احد شعرت بالخوف ان يكون قد سافر لكن الباب فتح لها وطل يحي بصلها من وجودها وهى ما ان رأته دمعت عينها بصت على الاوضه شافت حقيبته وكأنه كان يحضرها فعلا وخلاص هيمشي، اندفعت تجاه صدره وهى تعانقه بقوه وتدفن وجهها به وتبكى
- فاكر نفسك رايح فين عايز تبعد عنى تانى
بصلها وهى تعانقه والى ما قالته قال - روح
- مش هسمحلك يا يحي حياتى مش لعبه فى ايدك .. بعدك عنى انك بتاخد حياتى الى رديتهالى برجوعك فلى تسيبنى لى
بصلها بهدوء رفع زراعيه وهو يضمها اليه باشتياق وحنين - مش عارف جبتى الكلام ده منين بس انا مكنتش مسافر اصلا
استغربت بصتله وقالت- ازاى والشنطه دى
- كنت باخد هدوم مش بلمها
- يعنى انت مكنتش مسافر زى ما سلمى قالتلى
قال باستغراب - سلمى !! هى قالتلك كده
اومأت له فقال - انا كنت فعلا مسافر بس مش انهارده ..ومش هتخلى عنك واسيبك وامشي وانتى بعيده عنى .. حتى لو سافرت كنت راجع عشان مقدرس اعيش من غيرك عمرى ما اسيبك يا روح فى حد يسيب روحه
ابتسمت بسعاده كبيرن ضمته اليه وكانها تثبيت ملكيتها وهى تقول بحب - يبقى متبعدش
رفعت وجهها وعينها مدمعه وقالت بحزن - اسفه لو بغبائى طلبت منك انك تبعد بس والله مكان من قلبى
مسح دموعها بكفيه وهو يقول - عارف عشان كده مبخدش على كلامك ياروح عارف انك بتخبى مشاعرك الحقيقه
ضربته فى صدره بغضب وهى تقول - ولما انت عارف عايز تسافر لى
- شوفتينى هعقد هناك كنت رايح اكمل وراجع
- لا منا مش هستناك لما تعقد
- مش فاهم
- يعنى رجلى على رجلك اول واخر مره تسافر لوحدك خلاص مش هتتكرر
ابتسم قال - عايزه تيجى معايا ؟
- مبخيركش انا فعلا جايه
ابتسم عليها امسك بيدها وقال - هتبقى فكره حلوه المره دى يبقى شهر عسل بحق وحقيقى
ابتسمت بصتله ومسكت يده هى الاخره
- خايفه مرجعش
- خايفه انك تبعد
- مش هبعد
_____________________________________
تحت سماء زرقاء صافيه كانت روح جالسه على الارض الخضراء عند شجره تسند بظهرها وتتطلع الى السماء نظرت الى يحي الذى كان مستقلى على الارض ويلقى برأسه على قدميها كانت تضع يدها فى شعره وكان يغمض عينيه باسترخاء
- يحي
هم همم بمعنى نعم لكنها صمتت فتح عيناه ونظر اليها قالت - لما يجي هتحبه اكتر منى
بصلها باستغرا ثم فهم ابتسم عليها وقال - مش لما يجى الاول .. هرمونات الحمل ابتديت تقصر عليكى يا روح
فلقد مرت ثلاث سنوات وروح حملت من جديد مع متابعه اطباء تسألون عن يحي لقد تعالى و بات فى صحه جيده أثناء سفره برفقه روح التى لم تتركه
عقدت حاحبيها بتذمر وقالت - قصدك اى انه لما يجى هتبطل تحبنى
مسك ايدها بصتله قام بتقبليها برقه فاكتست وجنتها بالحمار خجلا- عمري ما ابطل احبك ياروح حبى بيزيد مبيقلش
ابتسمت بسعاده بادلها الابتسامه ثم سمعو صوت ضجيج زفر يحي بضيق وهو يقول- مش هنخلص
وظهر احمد وسلمى التى كان الشجار منهم بصو لروح وليحي ابتسم احمد وغمز وهو يقول - عجبك كده خلتينا نزعج عصافير الحب
ابتسمت روح اما يحي اعتدل وقال بضيق- بفكر اعزل القصر ده بسببكو
قال احمد- منتا تشوفلك حل فى اختك دى
عقدت سلمى زراعيها وهى تقول- مالها اخته
- جتلى الشغل وكنت مع عميله قال اى بخونها خلت شكلى زفت
- مهو لو انت مبتعملش حاجه غلط وشغل فعلا كنت رديت على تلفونك
- يابنتى انا لسا سايبك الصبح مبقاليش تلت ساعات لم ترد بص احمد ليحي وقال- ما تحضرنا ياعم دى يتشك اكتر ما بتثق فيا
- مش هى بس كلهم وحياتك
بصتله روح بشده وقالت - تقصد مين
- مش انتى طبعا يا قلبى
قال أحمد- يا ررراجل
بصله يحي وقال - روحو حلو مشاكلكو بعيد بقالكو سنه متجوزين وجالنا صداع منكو
بص احمد لسلمى قال - يلا عشان يحي جاب اخره
بصتله مسك ايدها وسحبها معاه ابتسمت روح عليهم بصلها يحي وقال- بتضحكى
- بيفكرونى بينا
اقترب منها وقال - بس احنا غير
ابتسمت عليه
قالت سلمى - ابعد مش هكلمك
كان احمد مسكها وهو يتوجه لغرفتهم لكنها اوقفته وهى تقول - متلمسنيش
- نااعم اى ملمسكيش دى
- اه روح للعمليه بتعتك
ابتسم احمد قرب منها قال - يا حبيبتى ده شغل لازم تحددى غيرتك .. وبعدين تفكرى فيا انا اخونك كب اسالى يحي هيقولك انى كش كده
- وبالنسبه لشغلك الى اكتريته ستات
- اديكى قولتى شغل انا مال امى
قالت كوثر بصوت مرتفع - بتقول حاجه يا احمد
رد عليها وهو يقول - لا يا حبيبتى
بص لسلمى التى ابتسمت قال - عجبك كده تعالى نتكلم بقا انتى وحشتينى
قرب منها بعظت عنها وهى تقول - وانت لا
بصلها وبص لنفسه ابتسمت وهى تذهب وتتذكره
ثم أخبرتهم بالطعام جاء يحي وهو يسند روح ابتسمت زينب لما شةفتهمفهو يهتم بروح كثيرا فى فتره حملها ولا يجعلها تبذل اى جهد رغم انها لا تزال فى الاونه الاولى لكنه يخشي عليها فلقد انتظر هذا الطفل كثيرا
قالت كوثر - يلا ناكل بس فين احمد وسلمى
سمعو صوتهم وهما نازلين ولا يزالو يتشاجرون ابتسمو بقله حيله عليهم وقعدو على المائده وأكلو بالسعاده تحوم حولهم بهدوء تام
فى احد الليالى كان يحي نائما استيقظت مفظعا على صوت صراخ روح وهى تفيقه بصلها وقال- فى اى انتى كويسه
- وجع يا يحي قوم
قال بأرق - هونا المسكن بتاع كل مره ولا اى
لتنطلق صرخه عاليه قرب منها بغزع وقال- مالك يا روح
- بموت الحقنى يا يحي شكلى بولد
- ايه بتولدى ..مستشفى ايه الى فاتحه دلوقتى
- انجز انت لسا هتحكى
- اعمل اى طيب
مكنش عارف حاجه ومتوتر وحائر ومش عارف يعمل اى وهو سامع صريخها الى ملغبطه اسرع وخرج وجد زينب وكوثر يقابلانه - فى اى يا يحي روح بتصوت لى انت عملت اى
- معملتش حاجه .. روح شكلها ب..
وقاطعه صوت صراخها فاسرعت كل من زينب وكوثر اليها واستيقظ الجميع على صوت صراخ روح التى يعم جدران القصر كان يحي قاعد جنبها ماسك ايدها بقلق وشايفها بتتوجع قال- الدكتوره زمانها جايه
كان يحي واقف بيبص فى الساعه هو مضايق بصتله روح قالت - يحي
بصلها وهى تنطق بصعوبه وعروقه عايزه ومتعرقه قال - نعم يا حبيبتى
- هتفضل تحبنى
بصلها بشده لتكرر وهى تقول - لو جه مش هتحبه اكتر منى مش كده
مكنش مصدق الى بتقوله فلتت قهقه من سلمى بصلها
- قول يا يحي هتحبنى انا مش هو
- ااه هفضل احبك ياروح
ابتسم وهى متعبه وكأنها حصلت على ما تريده لم يصدق جنون تلك الفتاه جائت الطبيبه جه يحي يقوم مسكته روح من هدومه بصلها قالت - متسبنيش
بص للجميع وبصلها قال - مش هسيبك اهدى بس مينفعش ابقى هنا
نفيت براسها وهى متشبثه به بقوه وتصرخ وتنفى برأسها لم يعلم ماذا يفعل والجميع ينتظره وهو محرج قال - روح سبينى مينفعش
مسك ايدها وبعدها عنه باعجوبه وفلت منها ليتركها اليهم ويغادر
فى الاسفل كان يحي ياتى ذهابا وايابا وهو مرتبك واحمد بيبصله قال - متعقد يابنى مش كده
- قلقان يا احمد اخر مره كشفت الدكتوره قالت ان ولادتها هتكون صعبه
- انشاءالله خير وتقوملك بالسلامه
- يارب
سمعو صوت وكان عماد الذى جاء تقدم من يحي وهو يقول بغضب - فين روح، عملت اى فى البت اى يا يحي
- هو فى اى انتو كلكو عليا والله ما عملتلها حاجه دى بتولد
ابتسم احمد بصله يحي بحده فحمم بحرج سمعو صوت وكانت زينب قالت- مبروك يا يحي
بصلها بفرحه قرب منها قال بقلق - روح
- ابنك وروح بخير
تنهد بارتياح وهو يحمد الله ابتسم احمد وباركله وعماد الذى كان سعيدا بحفيده ومشتاق لرؤيته كان القصر يعم بالفرحه
فى الغرفه كان يحي واقفا ويمد زراعيه وهو يحمل مولوده ابتسم وهو ينظر اليه قرب من اذنيه وهو يأذن بصوت منخفض نظر الى روح التى كانت مبتسمه قرب انحنى وهو يقبلها برقه من راسها ويقول- حمدالله على سلامتك
- الله يسلمك
قالت سلمى بمرح وهى تقترب منه - يحي انا كمان عايزه اشيله
بعد عنها وهو يقول - لما تعقلى الاول اشيلهولك
- اى الظلم ده انا حتى اختك وعمته على فكره
ابتسمو عليها وهم فرحين وبالطبع سعاده يحي وروح مضاهيه من ان يكونا عائله بعد معانتهم كل هذا جبر الله بخاطرهم ولم يردهم خائبين،جائت نرمين وعلى .. اجل فهما تزوجا منذ سنتان ومعهم مولود ايضا كان نرمين اصبحت من ضمن العائله ورفيقه روح كشقيقه لها وسلمى هى الاخرى وبارك الاقرباء لهما بمولدهم وقام عماد بتوزيع على الفقراء واهل بلده وهم يهللون له بلأدعيه والمباركه من قبل الجميع
فى احد الامسيه كان يحي نائما سمع صوت بكاء نظر الى روح كانت نائمه قام وراح إليه مد زراعيها وحمله- شش ماما نايمه بلاش نصحيها
كان يعلم انها تتعب كثيرا ويريد ان يريحها د تقدم وهو يقف أمام النافذه وينظر اليه وكان الطفل هو الاخر ينظر اليه باعين بريئه وكأنه يتعرف عليه كان يحي فرخان من تلك النظره المبعثه دفأ وحنانا كبيرا
حس بحاجه وراه بص لقاها روح وقفت جانبه بصت لصغيرها قال يحي- اى الى صحاكى قلقتك؟
- لا بتهيألى هو الى قلقك مش كده
ابتسم عليها قال - لو هقلق علطول منه معنديش مشاكل
عقدت حاحبيها وهى تقول بتذمر وضيق - بدأت اغير منه على فكره
ابتسم لف دراعه على كتفها وهو يقربها منه ويقول - بحبك
ابتسمت وقالت - وانا كمان
بادلته العناق بحب شديد وهو يضم حبيبته وابنه تلك نبضات قلبه المفعمه بالسعاده هذا الشعور لا ينتسي
نظر عبر النافذه الى ضى القمر الخافت الساقط عليهم ويشكر الله من صميم قلبه على تلك النعمه النى انعمها عليه بعذا كل ذلك الشقاء فى حياتهم قام بإبدال كل شيء بحكمته لسعاده كبيره .. يشكره ان بعد عذابه وجد النعيم والراحه .. الحياه التى لطالما كان يتمناها ها هى ذا
بالفعل ان جبر الله لا يمكن ان يتصوره المرء بقدره العادى .. باتت حياته مشرقه من تلك الفتاه التى عشقها قلبه .. سيقوم أيامهم كما يشاؤون هناك ايام حلوه تنتظرهم وحكايات جميله لم تروى بعد ... فقصه عشقتك لم تنته .. بل لا تزال تنمو فى بدايه المشوار
رواية روح جحيمي روح ويحيي الفصل 38
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق