رواية صغيرة في قلب صعيدي البارت الأخير بقلم دعاء احمد
رواية صغيرة في قلب صعيدي البارت الأخير بقلم دعاء احمد
الفصل الثاني و الثلاثون
الأخير
بعد شهرين تقريباً من طلاق چنا
ملاك كانت بتتعامل معاهم بهدوء رغم انه باين عليها الارتباك و مش عارفة تتعامل معاهم زي الاول و بالذات الحج محمد.
جاد كان بيحاول يطمنها أن والده مش وحش زي ما هي معتقده هو بس صارم شوية في تعامله مع اللي حواليه.
رجعت المعهد لكن المرة دي و هي مش خايفه من كلامهم و عارفة ان محدش فيهم له حاجة عندها و اللي كان بيحاول يرزل عليها كانت بتقف له،
اتعرفت على ندى اللي كانت بتدافع عنها و بقوا أصحاب مقربين "
كانت بتذاكر في اوضتها
سما كانت عند الدكتور لأنها مؤخر تعبت و شكت انها حامل، مصطفى اخدها و راحو للدكتور..
سليم و جاد كأننا في المصنع و الحجة فاطمة كانت عند اخوها رائد
سمعت صوت عالي برا اوضتها لفت انتباهها اكتر من مرة و كان حد بيكح بصوت عالي
قفلت الكتاب و قامت بسرعة خرجت، سمعت الصوت جاي من ناحية أوضة الحج محمد
اتوترت شوية لكن راحت ناحية اوضته خبطت على الباب محدش رد
لكن سمعت صوت حاجة بتنكسر، فتحت الباب و دخلت لكن وقفت مصدومة و هي شايفه واقع على الأرض و الفاز مكسورة
جريت عليه و هي مش فاهمة في ايه، قعدت جانبه لقيته مش بيتنفس
اتوترت للحظات بخوف و هي مش عارفة تعمل ايه لكن بدأت تهدأ و تفتكر اللي اخدتها في المعهد و ازاي تتصرف لو المريض قاطع النفس و في حالة السكتة القلبية
مرت دقايق و هي بتعمله اسعافات أولية لحد ما فجأه رجع له النبض..
قامت بسرعة اخدت الموبيل و كلمت الإسعاف و بعدها كلمت جاد
بعد حوالي تلات ساعات في المستشفى
جاد كان واقف مع مصطفى و سليم و هم مرعوبين على ابوهم
ملاك كانت قاعدة مع الحاجة فاطمة اللي بتعيط و بتلوم نفسها انها خرجت و سابته
ملاك :خلاص بقا يا ماما كفاية دموع... إن شاء الله هيكون بخير صدقيني..
فاطمة؛ يارب... يارب
بعد دقايق
خرج الدكتور كلهم راحو ناحيته بخوف
الدكتور بهدوء:
-الحمد لله لحقناه.... كويس انكم جبتوه للمستشفى بسرعة لولا الاسعافات الاولية كان ممكن نفقده بس الحمد لله هو دلوقتي كويس
هو مين اللي عمل له الاسعافات
ملاك بارتباك:انا يا دكتور
الدكتور:برافو واضح انك متدربة كويس... احنا هننقله أوضة عادية بس الفترة الجاية بلاش تخلوه يشتغل او يبذل مجهود و بلاش اي ضغط عصبي... انت فاهم خطورة اللي هيحصل يا دكتور جاد
جاد بجدية :
-فاهم ...
الدكتور بابتسامة:بعد اذنكم..
جاد بص لملاك بامتنان و مسك ايدها بقوة
بعد مدة
فاطمة و جاد خرجوا من أوضة الحج محمد بصوا لملاك اللي اتوترت
فاطمة بحنان :
-ملاك... محمد عايز يتكلم معاكي...هو طلب يشوفك
ملاك:انا؟ بس...
جاد :متخافيش يا ملاك... انا معاكي
ملاك اخدت نفس عميق و راحت ناحية باب الاوضة فتحته و دخلت
كان الحج محمد نايم على السرير و متوصل بجهاز تنفس بصلها بحزن، ملاك قربت و قعدت على الكرسي ادامه
-حمد الله على السلامة يا حج...
الحج محمد شال جهاز التنفس و بصلها بهدوء
-عرفت انك انتي اللي ساعدتيني لما فقدت الوعي
ملاك :
-أنا بس حاولت و الحمد لله حضرتك معانا دلوقتي
الحج محمد بلع ريقه بصعوبة:
-ليه.. عملتي كدا يا ملاك؟ مع اني من يوم ما دخلتي البيت متكلمتش معاكي كلمة كويسة و لا عمري طيبت خاطرك.
ملاك :
-أنا عملت اللي كان اي حد هيعمله و بالنسبة للي فات فهو ماضي و انا متعودة مقلبش في الماضي و حضرتك كنت بتتعامل مع طبيعي على الوضع اللي انا كنت فيه
يعني انا كنت مجرد بنت دخيله في حياتكم
بنت المفروض تكون أم احفادك مش اكتر و أنت عارف ان جاد مكنش بيحبني فكان طبيعي معاملتك معايا بالشكل دا
و بالنسبة لعصبيتك يوم ما عرفت اني باخد حبوب لمنع الحمل
فأنا كنت مقدره دا و مزعلتش و الله دا حقك أنك تكون عايز تبقى جد بس صدقني انا كان عندي أسبابي
الحج محمد :
حقك عليا يا ملاك جاد فهمني كل حاجة و فهمني انه كان عارف و أنا من وقت اللي حصل و انا بئنب نفسي على عملته بس مش عايزك تزعلي مني يا بنتي و تفهمي موقفي
ملاك ابتسمت بود
نو انا فاهمة و صدقني دي حاجة بتاع ربنا وقت ما يأذن محدش هيقدر يعترض و الحمد لله ان حضرتك كويس
الحج محمد :يعني صفي يا لبن..
ملاك بود؛ خلاص يا حج خلينا نبدأ صفحة جديدة
عدت الايام
الحج محمد رجع البيت، ملاك بدأت امتحانتها، سما كانت فرحانة جدا لما عرفت انها حامل تاني و مصطفى كان بيعاملها و كأنهم لسه متجوزين و خوفه عليها متغيرش، فاطمة الام لملاك و سما
جاد مشغول في شغله في المجلس و بيقضي فيه معظم وقته و بيسافر مصر كتير..
في آخر يوم امتحانات
ملاك خلصت الامتحان و خرجت و هي مرتاحة و حاسه انها عملت اللي عليها... ودعت ندى و كانت ماشيه لكن لقيت سما واقفه برا أدام المعهد، خافت و استغربت ان ممكن يكون حصل حاجة
قربت منها بسرعة
-سما في حاجة؟
سما بابتسامة
:لا ابدا انا بس جيت اقابلك نخرج بما انك خلصتي كدا
ملاك هزت راسها بيأس
-خوفتيني يا سما.... حرام عليكي
ماشي يا ستي انا خلصت هنعمل ايه بقا
سما بمرح :
-هتخرج نتغدا سوا و بعدها نروح اتيليه جامد نشتري شوية حاجات
ملاك بدهشة:
-يا بنتي هو انتي مش بتزهقي من كتر الحاجات اللي بتشتريها دا انا زهقت و الدولاب بقا فيه كل حاجة تقريبا
سما بخبث:
-لا المرة دي الموضوع مختلف تعالي بس و مش هتندمي
ملاك خرجت معها راحوا لمطعم اتغدا و بعدها اخدتها اتيليه
ملاك دخلت معها باستغراب لان معظم لفساتين الفرح و السوارية...
ملاك:
-سما هو انتي هتشتري ايه هنا معليش
سما؛
-فستان سوارية اصل في فرح قريب لواحدة قريبتي بس ايه قمر ياله ادخلي شوفي انتي اللي هيعجبك و انا هروح اشوف السوارية
ملاك فضلت تتفرج على فساتين الفرح و باين عليها الإعجاب و الحزن
فضلت تلف في المكان لحد ما لقت اللي واقف ادامها
ابتسمت بدهشة؛
-جاد انت بتعمل اي هنا...
جاد بخبث:
-جيت اتفرج معاكي على فستان الفرح و لا انتي بقا عايزاه تختاريه لوحدك...
ملاك بنظرة غريبة :يعني اي..
جاد قرب منها و حاوط خصرها بايده
-يعني مش معقول العروسة اختار فستان الفرح من غير العريس ما يكون موجود و بعدين لازم اتأكد أن الفستان حلو
ملاك بصتله و عيونها لمعت بالدموع
وتقصد اي بقا بعريس و عروسة دي
جاد بابتسامة :
يعني أنا و حضرتك يا مدام ملاك... اصل انا نسيت اقولك انا رتبت لفرحنا كمان اسبوع يا دوب تكون كل البلد عرفت و جهزنا كل حاجة في البيت.... و انتي تعزميني صحابك و تجهزي نفسك علشان بعد الفرح هاخدك و نطير برا مصر اسبوعين كدا بما اني كنت مشغول الفترة اللي فاتت
ملاك ابتسمت بسعادة و حضنته بقوة، جاد ابتسم
-ها بقا احتارت انهو فستان
ملاك بسعادة :
-دا حلو اوي و دا كمان و دا... جاد انت بتتكلم جد... يعني فرح و فستان ابيض و الناس تيجي تبارك
جاد:اكيد يا ملاك انتي تستاهلي كل حاجة حلوه في الدنيا
ملاك ابتسمت بحب و بدوا يختاروا سوا فستان الفرح و هي كانت حاسة ان في مفاجأت رائعة بتحصل بدون حتى ما ناخد بالنا....
عدي اسبوع و جيه يوم الفرح و الكل كان فرحان ليهم رغم ان في ناس حضرت الفرح و هم متضايقين من ملاك لكن هي مكنتش مهتمة بكل دا و قررت تكوني أنانية و لو لمرة في حياتها و تفرح و متخليش كلام الناس يزعلها
لأن كل حاجة حصلت بينهم كانت قدر و نصيبهم حتى لو الناس هيشوفوها وحشه
سفروا باريس لمدة شهر و عاشوا أجمل أيام بينهم هتفضل ذكرى جميلة لعمرهم
انفصلوا عن باقي العالم و عن كلام الناس علشان يقدروا يكملوا سوا
بعد ست شهور
جاد دخل البيت لقاهم بيتعشوا لكن ملاك مش موجوده كلهم بصوا لجاد و هم مبتسمين و باين عليهم المكر
جاد:مساء الخير
الكل بصوت واحد
-مساد النور يا غالي...
جاد بصلهم بشك و هو بيحاول يفهم في اي
اومال فين ملاك
سما بسعادة:فوق اطلع لها و انا هبعتلكم العشا فوق..
جاد:مالك يا سما انتي سخنه
سما:لا يا خويا انا كويسة جدا الحمد لله ياله بس اطلع لها
جاد طلع فعلا بس علشان يهرب من نظراتهم و ضحكتهم الغريبة
فتح الباب دخل وقفل وراه
-اتجننوا دول و لا ايه
ملاك خرجت من الحمام وراحت ناحيته حاوطت رقبته بسعادة
؛ توتو محدش اتجنن و لا حاجة بس هم خايفين عليك أنت يجرالك حاجة لما تعرف
جاد :اعرف ايه انتم مخبين عليا حاجة صح
ملاك هزت رأسها بسعادة و مالت عليها بهمس
-أولا انا بحبك دا اولا يعني .. ثانيا بقا أنا حامل
جاد فضل واقف و مداش اي ردة فعل
ملاك؛ جاد!
جاد بدهشة:ملاك انتي بتتكلمي جد
ملاك هزت راسها بالايجاب و هو فجأه ابتسم باتساع و حضنها بقوة
-طب و الله العظيم بحبك يا ملاك....
ملاك ابتسمت بحب و غمضت عنيها بسعادة
مرت الايام و ملاك خلفت عز و زمرد
عاشوا كلهم أخيراً كعائلة هادية بيحبوا بعض
صغيرة في قلب صعيدي... دعاء أحمد
تعليقات
إرسال تعليق