القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية روح ملاكى الفصل 21-22-23-24الاخير بقلم رحمه نبيل (جميع الفصول كامله)

 رواية روح ملاكى الفصل 21-22-23-24الاخير بقلم رحمه نبيل (جميع الفصول كامله)



رواية روح ملاكى الفصل 21-22-23-24الاخير بقلم رحمه نبيل (جميع الفصول كامله)


٢١

#روح_ملاكي

#عصابة_الحي

#الواحد_وعشرين



_______________


۞ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ۞


حتى فى بطن الحوت كان هناك أمل ونحن نفقد الامل فى أبسط الأمور لا إله إلا الله محمد رسول الله 🌸


صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم 


كانت مريم ترتعش برعب وهى تحاول أن تعدل من نظارتها خوفا من نظرات كريم التي كان يصوبها لها حاولت دفعه بيدها بعيدا ولكنه امسك يدها وضغط عليها بشدة وتحدث وقد وصل وجعه لمداه :

_مش حاسة بيا ها؟؟ مش حاسه بوجعي؟ مش حاسه بالنار اللي بتاكل فيا لغايه مابقيت حاسس اني بتحرق؟؟

نظرت له مريم بتشوش بسبب دموعها التي غطت نظارتها وهى تهمس بإرتعاش ورعب وجسدها ينتفض تحت يده :

_ عايزة سليم، سليم، انا خايفة آوي يا كريم ابعد انا خايفة

صرخ بها كريم وقد فقد عقله تماما مما يحدث :

_ آنتي مفكره انه بيحبك ها؟؟ ال**** إسلام مش بيحبك أبدا ده بيضحك عليكي افهمي بقى بيضحك عليكي مع صحابه وواخدك نكتة ليهم

نظرت له بصدمة وعدم تصديق ثم هزت رأسها برفض وهى تحاول دفعه ولكن لم تستطع فصرخت به :

_انت كداب اسلام بيحبني وهو قالي كده، انا شوفت حبه في عيونه وهو الوحيد اللي بيحبني، هو بيحبني بس انت مش بتحبه أساسا عشان كده بتقول عليه الكلام ده، انت كداب وهو كان عنده حق لما قالي انك هتحاول تبوظ الجوازة، هتحاول تبعد الوحيد اللي حسسني اني مرغوبة حرام عليك انا عملت ليك ايه 

رفع كريم الهاتف امام عينها لترى بنفسها حديث اسلام عنها مع اصدقائها وهو يسخر منها فقد اخترق كريم حسابه ليراقبه بناءا على تعليمات براءة، خلعت مريم النظارة بأيدي مرتعشة وهى تمسحها من دموعها وترتديها وهى ترتعش ولا تريد أن تصدق، ومن صدمتها وكسرة قلبها حاول عقلها ان يجد اى حل ليبرر لاسلام موقفه هذا فهى لن تعود مجددا الفتاة الحمقاء التي يسخر منها الجميع بعدما شعرت انها مرغوبة لأول مرة في حياتها فتحدثت بلا وهى كلمات لم تقصدها ولكن لتمنع ذلك الألم الذي بدأ يتغلغل بداخلها :

_انت اللي عملت كده صح؟ انت شاطر في الحجات دي وتقدر تزور الشات فأنت اللي عملت كده عشان انت مش بتحبه وعايز تبوظ الجوازة وخلاص 

بكت مريم بشده ثم صرخت بكريم وهى تضرب صدره بعنف  :

_يا أخي سيبني في حالي انت عايز مني ايه بقى

وصل كريم لحافة صبره فصرخ بها وهو يصفعها بشدة :

_اخرسي بقى 

وضعت مريم يدها على خدها بصدمة وقد تجمدت في وقفتها بينما كريم نظر ليدة وهو يضغط عليها بعنف ثم أغلق عينه وصرخ وهو يضرب يده في الحائط ويسب نفسه لما فعله ومريم مازالت في حالتها وهى تنزوي في الركن وتضع يدها على خدها بصدمة ودموع اقترب منها كريم وقد سقطت دموعه وهو يقول برجاء :

_مريم انا اسف والله اسف حقك على قلبي، بالله عليكي ما تزعليش مني، انا  اسف 

نظرت مريم له بدموع ثم قالت وهى تشهق بعنف :

_بيضحك عليا؟ كلهم بيضحكوا عليا؟ عشان انا وحشة صح؟ محدش بيحبني عمري ما حد حبني عشان انا وحشة صح؟ 

انهار كريم في هذه اللحظة وهو يجذبها لاحضانه بعنف ويبكي بحدة وشهقاته تعلو وهو يردد بجنون ويضمها اكثر وكأنها يرغب بإخفائها عن هذا العالم برمته :

_لا لا لا،انتي مش وحشة لا انتي احلى واحدة  في العالم ده كله وأطيب واحدة في العالم كله، انتي احلى واحدة والله يا ريمو 

بكى بعنف اكثر وهو يضمها اليه ويصرخ بها :

_انا اسف، انا اسف والله اسف يا مريم، يا رتني كنت انشليت ولا مديت ايدي عليكي، والله غصب عني والله 

اخذت شهقاته تعلو بشدة فنظرت له مريم ومسحت دموعه بحنان ثم قالت بحزن وهى تهز رأسها برفض :

_لا متعيطش انا بس إللي اعيط عشان انا اللي استاهل الحزن اللي انا فيه ده 

انتحب كريم وهو يضمها اكثر :

_ لا اوعى تقولي كده انتي متستحقيش غير السعادة، والله العظيم يا ريمو مش هخلي حد يزعلك أبدا ولا هخلي الدموع تقرب من عيونك تاني والله بس انتي وافقي واتجوزيني ماشي 

نظرت له مريم بعدم وعى وصدمة فابتعد هو عنها ومسح دموعه بسرعة وقال لها ببسمة موجوعة :

_بصي انا انا هجيب شقة ليا هنا في العمارة دي عشان تكوني جنب سليم ماشي، وهجيب عربية صغننة ليا انا وإنتي بس، وهجبلك كل حاجه بتحبيها لحد عندك بس انتي وافقي والله هعوضك يا مريم، والله هعوضك 

سقطت مريم أرضا وهى تبكي اكثر لما فعلته بكريم ولتلك الحالة التي اوصلته لها، اوصلت كريم لكى يترجى وصالها، كريم الذي تتمناه اى فتاة يترجاها هى مريم التي لا ترى ما تحت قدميها، لم يكذب الناس حين وصفوها بالعمياء، فهى رأت حب اسلام رغم انه خداع، ولم ترى حب كريم رغم انه واضح ولكن هى كانت عمياء 

انحنى كريم على ركبته وقال بصوت حنون زاد من شعورها بالذنب :

_مريم انا وجعتك؟ اسف بصيلي طيب لو عايزة اروح لاسلام واقنعه انك مــ

لم يكمل حديث حيث رفعت له نظرها وهى تصرخ :

_لا مش عايزة اشوفه الحقير ده مش عايزه اشوفه انت بكرهه بكرهــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

أشار لها كريم ان تهدأ ثم قال :

_طب انا اسف اهدي طيب، اللي انتي عايزاه انا هعمله ماشي؟ 

هزت رأسها ثم قالت بصوت ضعيف تتخلله شهقات ضعيفة :

_عايزاك متسبنيش يا كريم ارجوك مش مستعدة اخسرك عشان واحد زبالة زيه خليك جنبي

اقترب منها كريم وقال بحنان شديد :

_حتى لو انتي كنتي طلبتي مني اسيبك عمري ما كنت هعمل كده يا مريم، لانك هتفضلي مريم الصغنونه اللي انا سمتها هتفضلي مرِيم حبيبة كريم 


سمعت ام رأفت طرق على الباب فنهضت وهى تتحرك بثقل بسبب ضرب تلك المجنونة لها ازدادت ضربات الباب 

فصرخت بغضب :

_يوووه ما تهدا هو أنا نايمة ورا الباب ولا إيه جاك شلل 

فتحت الباب بكدة وكادت تصرخ لولا انها لمحت رأفت وهو يسقط عليها بتعب وقد امتلئ وجهه بالجروح كما أن جسده شبه مدمر صرخت والدته بفزع وهى تلتقطة بسرعة  وصدمة مما حدث له :

_رأفت يا حبيب امك كنت فين يابني وايه اللي عمل فيك كده 

تنهد رأفت بوجع ثم قال :

_دخليني الأول ياما انا جسمي مبقاش فيه عضمة سليمة 

امسكته والدته ثم سندته للاريكة حتى تسطح عليها وهو يصرخ بوجع شديد فضربت والدته صدرها بخوف :

_من ايه ده انت عملت حادثة ولا إيه 

ضحك ابنها بسخرية وهو يتأوه :

_ آه خبطت في قطر قام فرمني 

تحدث والدته بفزع شديد وعدم تصديق :

_قطر؟ قطر ايه يابني ده 

تحدث رأفت بغضب وحقد :

_الكلب ابن ال**** اللي عند الست أشرقت لقيته في يوم مستنيني قدام البنك واخدني لمخزن وبقى كل يوم يتصبح ويتسمى بيا لما مبقتش قادر اتنفس من الوجع وانهاردة خلاهم يسيبوني 

نهضت والدته برعب وهى تهتف :

_ليه هى سايبة ولا إيه ده انا أفضح الكونتسية اللي فرحان بيها دي اديني الصور وانا بقى هوريه 

ضحك ابنها بصخب وهو يمسك بطنه بوجع :

_صور ايه ده اخد التليفون خلاه ابيض ومسح الصور من كل مكان بعدين كسرة ميت حتة 

عضت والدته على شفتيها بغيظ شديد ثم قالت :

_يعني إيه هنسكتله؟ طب والله لاكون وا

لم تكمل حديثها بسبب نهوض ابنها وهو يصرخ بغصب :

_خلاص خلصنا يا اما لا هنعمل ولا نسوي المرة دي رجعت مكسر المرة الجاية الله اعلم هنرجع ازاى 

نهضت والدته ثم تخصرت وقالت :

_يعني إيه يابن بطني 

تحدث رأفت وهو يدخل غرفته :

_يعني خلصنا ياما يارتني ما سمعت كلامك من الأول، الحكاية خلصت هنا واقفلي بقى على الموضوع ده لاني مش هفتحه تآني عايز اعيش حياتي بعيد عن القرف دة كله يارتني ماسمعت شورتك السودة دي، هدمر حياتي بأيدي عشان مين، عشان أشرقت؟؟ يتهني بيها مش عايز اشوف خلقتها أساسا ولو سمعتك ياما بتجيبي سيرة الموضوع ده تاني، انا هسيبلك البيت 

أنهى حديثه ودخل للغرفة بوجع وهو قد قرر غلق هذا الموضوع للأبد 


كان الجميع يجتمع في شقة ادهم وقد أتى عزيز ومعه رؤوف ليحضروا عقد قران ادهم وهالفيتي وحضر أيضا المأذون 

نظر ادهم للجميع ببسمة وضربات قلبه تتسارع بشدة في انتظار طلتها عليه وفي ثواني شعر بضربات قلبه تصرخ مطالبة قربها حينما وقعت عينه عليها تتهادى في فستان من اللون السكري وهى تقترب من مكانه وعيناها معلقة عليه بينما هو تنفس بعنف لا يصدق انها امامه ملاكه ووردته، عالمه بأسره المتمثل في تلك الفتاة 

نظر بجانبه لاصدقائه فوجد شادي يمسك دف ويطرقه بحماس شديد وهو يغني اغنية (الزين والزينة) ابتسم له ادهم بأمتنان واخذ الجميع يصفق بحماس شديد مع شادي اتجه زين لبراءة وامسك يدها بحنان وهو يبتسم لها بعشق بينما هى بادلته نظراته بنظرات مشابهه اتجه ادهم لام فتحي وقد نسى تماما جميع من حوله، توقف امامها مباشرة وهمس بعشق كبير :

_دقايق يا ملاكي دقايق وتكوني ليا ومعايا دايما 

نظرت هى لعنيه بدموع واخيرا قد عوضها الله بمن ينتشلها من هذه الحياة القاسية لنعيم عشقه 

تقدم رؤوف وهو يستند على يد زين وتوقف امام هالي وهو يمد يده بإرتعاش لها ودموع شديدة فبكت هى بعنف وارتمت في أحضانه وهى تضمه اليها باحترام وتقدير وهو أيضا يهمس لها :

_مبارك ياقلب عمك مبارك يا حتة من قلبي، اخير هموت وانا مرتاح 

بكت هالي بعنف اكبر وهى تضمه إليها :

_بعد الشر عليك يا عمي ربنا يطول في عمرك يا يارب ويديمك ليا يا غالي 

ابتعد عنها رؤوف وهو يمد لها يده ليمسكها ويتقدم للطاولة التي يوجد عليها المأذون وتبعهم ادهم بسرعة ولهفة ثم جلس على الطاوله وهو يقول :

_بلا يا شيخنا الله يكرمك خلص الحوار على السريع 

ضحك الجميع على لهفته تلك بينما هو كان لا يرفع عينه عنها 

ركضت براءة بسرعة وأخذت من شادية السماعات التي احضرتها من الأعلى وغمزت لها وقالت :

_تتردلك في الأفراح يا شوشو 

ضحكت شادية وهى تدخل وتزغرد بشدة وخلفها باقي الفتيات، واشرقت التي تجهزت أيضا ومعها والدتها ومريم التي تبتسم بفرحة بسبب سعادة اخوتها 

قامت براءة بتشغيل اغنيه (كتبوا كتابك) وأخذت تغني هى والفتيات معه 

وبعد دقائق صدح صوت المأذون بجملته المعهودة :

_بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير وعافية 

وبمجرد انهائه لكلمته نهض ادهم سريعا وحمل هالي بعشق وهو يضمها اليه بعدم تصديق ثم أخذها وابتعد عن الجميع بسرعة ريثما ينتهون من عقد قران سليم 

اخذ ادهم ام فتحي لممر جانبي بعيدا عن الجميع ثم ضمها إليها بشده وهى أيضا ضمت رأسه إليها بعشق وعدم تصديق ولكن فجأة شعرت بدموع تخترق حجابها ووصلت لرقبتها ففتحت عينها بصدمة وحاولت أبعاد رأسه عن رقبتها  ولكنه رفض  قالت هى  :

_ادهم انت بتعيط مالك يا ادهم 

بكى ادهم بعدم تصديق انها الان بين يديه وزوجته امام الله والجميع ضمها اكثر وهتف بصوت ضعيف :

_كنت خايف، كنت خايف تضيعي مني، كنت خايف متبقيش ليا ومعايا 

ابتعد عنها ونظر لها نظرات عشق قد تخطت الحدود ثم امسك رأسها وقبلها بكل ذرة عشق يمتلكها وهمس :

_بعشقك يا ملاكي بعشقك يا كل حياتي 

بكت هالي من كم المشاعر التي تحاصرها ثم اقتربت منه ووقفت على أطراف اصابعه ثم قبلته على خده بحنان وهى تمسك وجهه بين يديها وتهمس له :

_من يوم ما عرفتك سواء وانت صغيرة او وانا كبيرة اعتبرتك كل حياتي وكٲن العالم بتاعي كله بيدور حوالين ادهم، وارجع اقولك ان ادهم مينفعش يكون لغير ام فتحي، وأم فتحي مينفعش تكون غير مع ادهم 

ضحك ادهم من بين دموعه ثم ضمها بشده حتى ارتفعت عن الأرض وهى مازالت بين أحضانه حيث تمنت الا تخرج منها أبدا 


أنهى المأذون عقد القران الثاني وانطلقت الزغاريد بصوت عالي ضم زين براءة وهو يقبل رأسها بحنان وينظر للجميع بفرحة شديدة، بينما كانت شادية تضم أشرقت بحنان وهى توصيها على سليم الذي كان يحدث والدته مكالمة فيديو لتكون معهم فيها الأمر حيث كان الأمر مفاجأه لم تستطع السفر بهذه السرعة 

ذهبت مريم لسليم وضمته بسعادة وهى تبكي بتأثر واخيرا حقق أخيها حلمه 

ابتسم لها سليم وهو يضمها اليه بحب وباليد الأخرى يمسك يد أشرقت التي كانت تنظر لهم بحنان وتربت على ظهر مريم 

بينما كريم كان يقف بعيدا عنهم رامقا مريم بعشق يتمنى لو استطاع ان يكون اليوم هو زواجهم هم أيضا ولكن صبرا يا صغيرتي فإن غدا لناظره قريب 

نظر شادي للجميع ببسمة وشرود وهو يتمنى لو كانت منه معهم وبينهم الان ولكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه 

خرج ادهم وهو يمسك يد ام فتحي ولم يتركها ثانية وبدأ الجميع يغني ويرقص وتتعالى صيحات الفرحة كما حمل الشباب ادهم واخذوا يقذفونه في الهواء وهم يصيحون بسعادة كبيرة ويغنون له ثم امسك الأربعة ببعضهم البعض واخذوا يرقصون رقصة تشبه الدبكة 

فوقعت عين ادهم على زين الذي يرمقهم من بعيد ببسمة فركض له وامسك يده وجذبه معهم ثم أخذوا الخمس شباب يرقصون بسعادة كبيرة ويصيحون بصوت جهوري وشاكر كان يصور كل ما يحدث كى يحتفظ به، مسح عزيز دمعة هبطت منه وهو يسمع صدى ضحكات ابنه التي لاتخرج كثيرا وقد شكر الله على كل شئ حدث لهم منذ دخول براءة لحياته 

حمل فرج العصا واخذ يرقص بها وسط الشباب وبراءة تصفر له ثم أمسكت عصا وأخذت تراقصه بها كما يفعل الصعايدة عادة وفرج يضمها بحنان وحب كبير وهى تضحك له وأم أشرقت بعيدا تصفق وهى تبكي بتأثر لفرحة ابنتها واخيرا وجدت من يسعدها 

لاحظ عزيز والدة أشرقت التي تقف بعيدا وحدها فابتسم وذهب إليها وطلب منها الاقتراب من الجميع  فابتسمت له بخجل وذهبت حيث شادية والجميع وهكذا عمت الضحكه والسعادة قلوب الجميع حتى فُتح الباب ودخل منه اخر من كانوا يتوقعون 

هتف رؤوف وهو ينهض بتعجب وصدمة :

_فادي؟ 


 


كانت منه تقف امام المرآة وهى تراقب والدتها تعطي الأوامر للسيدة ان تعدل من وضع الفستان الذي ترتديه ثم اقتربت منه منه قائلة ببسمة :

_ايه رأيك بقى يا منه جميل اوي، انا متأكده ان العرض ده هيكون خبر الموسم 

ثم قالت ببسمة خبيثة :

_وكمان خبر خطوبتك برامي هيكون قنبلة 

لم تجب عليها منه حيث كانت تقف امام المرآة وكأنها تمثال من الشمع فقط للعرض ولكن بلا مشاعر او شئ اخر 

زفرت شاهي بضيق وهى تقف خلفها وتنظر لها خلال المرآة :

_يمكن تشوفيني دلوقتي اني ظالمة او غيره بس بعدين بنفسك هتفهمي انا بعمل كده ليه 

ثم وجهت حديثها للفتيات اللاتي كن يضعن اللمسات الأخيرة على الفستان الرئيسي بالعرض :

_روحوا شوفوا شغلكم 

انصرفت جميع الفتيات وهى خلفهم وتركت منه تقف امام المرآة وسمحت لنفسها اخيرا بالبكاء ثم أمسكت إحدى المزهريات بجانبها والقتها في المرآة وهى تصرخ بجنون وتبكي بعنف ثم سقطت أرضا وهى تشهق وتصرخ لعل احد يشعر بوجعها ذاك ولكن من يشعر بها في وسط هذا المكان الذي استبدل من به قلوبهم بحجارة 


صرخت ام فتحي بصوت عالي ولهفة غريبة على الجميع :

_فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادي

انهت صراخها وهى تركض له بسرعة كبيرة وتلقي نفسها لاحضانه و تضمه بشده وتبكي وتضحك في نفس الوقت فهذا هو فادي أخيها العزيز ورفيقها الوحيد والذي كان سبب خلاصها من قسوة إخوته من كان يعطيها الطعام عندما تحرمها والدته من ذلك، من كان يضمها وقت بكائها، من كان يداويها وقت تعبها، فادي ذلك الرقيق الحنون عكس إخوته، رغم انه كان يدعي دائما قسوته وضربها امام إخوته حتى لا يمنعوه من الاقتراب منها، الوحيد الذي كان يخفف عليها ليالي حزنها 

ضمها فادي بشده وهو يتنهد براحة لسلامتها ثم همس لها بعشق اخوي وحب كأنها ابنته وليست اخته في الرضاعة  :

_قلب فادي وعمره، وكل دنيته ياهالفيتي القلب 

ابتسمت هالي بدموع فهو الوحيد الذي كان يناديها بأسمها كاملا 

ابتعدت عنه وهى تنظر له بحب ثم حذرته وهى تطلب منه أن ينزلها ضحك لها وهو يرى ملامح ادهم التي اسودت بشكل مرعب فهمس فادي لها :

_جوزك شكله هيقتلني 

ضحكت ام فتحي بخفوت على ادهم وقالت :

_انت عرفت؟ 

هز رأسه بإيجاب وقال ببسمة حنونه وهو يربت على رأسها :

اممم بابا قالي 

تحدث ادهم وقد فاض به الكيل وهو يتجه له ويلكمه بعنف شديد وغضب جحيمي صارخا به :

مش عشان اخوها يبقى تسوق فيها 

ضحك فادي وهو يضع يده على أنفع بألم :

_كده برضو يا ابو النسب ده انا  حبيبك برضو

نظر له ادهم بإشمئزاز وهو يجذب ان فتحي لاحضانه :

_حبيبي طول ما انت بعيد عن ام فتحي

ضحك فادي بعنف على ذلك الاسم الذي أطلقه ادهم على ابنة عمه 

تحدث زين بمكر وهو يضحك :

_فادي جاسوسي العزيز، الظاهر انك مش جاسوس ليا انا بس 

ضحك فادي وهو يغمز لزين ويقول :

_اى حد عايز جاسوس على اخواتي انا في الخدمة ياباشا

ابتسم له زين ففادي دائما كان عينه التي يرى بها كل شئ في منزل الشريف 

تحدث كريم متدخلا بالسؤال الذي يدور في رأس الجميع الان :

_هو مش ده فادي الشريف اخو مؤنس وشامل برضو ولا انا غلطان 

هز ادهم رأسه وقال وهو ينظر لفادي بغموض :

_هو فعلا يبقى اخوهم واخو ام فتحي في الرضاعة برضو 

سليم وهو ينظر للجميع جيدا ثم قال بتصميم :

_لا معلش تفهموني بقى اللي بيحصل هنا 


دخل عبدالرحيم لغرفة ابنته بغضب شديد وعدم تصديق لما سمعه بالأسفل من زوجته فصاح هادرا بأبنته :

_ صحيح اللي سمعته ده يا منه، انتي هترجعي تآني لعروض امك المهفوفة دي 

رفعت منه عيونها وهى تنظر له بحزن ودموع فهى تفعل كل ذلك لأجله هو لا غيره فلا غالي لها بهذه الحياة سوى والدها العزيز 

مسحت دموعها ثم نهضت وهى تحمد ربها أنه لم يعلم بعد بأمر عقد قرانها وقالت :

_ عادي يعني يا عبده، انا مليت من البيت وقولت اشغل نفسي شوية، كمان عشان ده حلم ماما من زمان والعرض ده انت عارف مهم ليها ازاى 

اقترب منها عبدالرحيم وهو يجذبها لتستدير وتواجهه ثم نظر لعيونها جيدا وهو يقول بنبرة اظهرت لها انه يعلم جيدا دواخلها:

_ مش عليا الكلام ده يا منه انا عارفك آكتر من نفسك يابنتي ريحي قلبي وقوليلي هى امك اجبرتك على كده 

هبطت دموع منه بشدة وهى تلقي نفسها في أحضان والدها ونحيبها يرتفع وهى تشعر بمرارة في حلقها مما تمر به، شعور ان والدتها تتخذها أداة لتحقيق أحلامها يقتلها بعنف ودون رحمة 

صرخت في أحضان والدها وهى تبكي بعنف وتقول :

_متسبنيش يابابا بالله عليك ما تسبني يابابا 

ابعدها عبدالرحيم عنه بفزع وهو ينظر لوجهها ويفكر في سبب انهيارها :

_ابعد عنك ايه يا منه؟؟ أنا لا يمكن ابعد عنك ياقلب ابوكي، ليه بتقولي كده؟ 

ابتلعت منه ريقها وعى تحاول السيطرة على احزانها وقالت :

_أصل أصل امبارح حلمت بكابوس وحش آوي يابابا رمن وقتها وانا خايفة آوي، اوعى تسبني يابابا ارجوك 

ضمها عبدالرحيم بقلق شديد وشعور ان ابنته حزينة يقتله نظر لها بغموض وعاهد نفسه على فعل ما خطط له سابقا 


جلس الجميع في انتظار تفسير ما يحدث فبدأت ام فتحي تقص عليهم ما حدث من جهتها :

_في يوم كنت نازلة عادي اجيب العلاج لعمي، فسمعت صوت شامل وهو بيزعق في فادي، فخوفت علي فادي وجريت للمكتب اشوفه بيزعق ليه؟ فسمعت بالصدفة ان شامل عايز يخلي الصفقة الأخيرة بإسم عمي، يعني يدخل شحنة غير قانونية للبلد بس بتوقيع عمي عشان لو حصل حاجة يكون عمي هو اللي في وش المدفع 

نظر رؤوف أرضا وهو ناكسا رأسه بحزن على أولاده الذين لا يهمهم سوى الأموال، امسك فادي والده وضمه اليه بحنان وهو يقبل رأسه بأسف شديد على ما يفعله إخوته 

اكملت ام فتحي بدموع وهى تتذكر ما حدث :

_ وقتها فادي اعترض من غير ما يبين انه مش موافق يعني حاول يجيب الموضوع من ناحية انه مش منطقي لان عمي تعبان بس شامل كان مصر على كلامه فجأة لقيت حد ماسكني من ورا ببص لقيته مؤنس كان شافني وانا بتصنت، وقتها حسيت برعب الدنيا كلها اتجمع في قلبي من نظراته كان بيبصلي بصة خلتني اتمنى الموت ولا اني اشوف اللي بيفكر فيه 

ضمها ادهم بحنان وهو يحاول التحكم بغضب لأجل كل ما عاشته بعيدا عنه، استندت هى برأسها على صدره وهى تكمل بشرود :

_اخدني وقتها للمخزن وهو بيجرني وراه وبيقولي انه هيندمني على اللي عملته ورماني في المخزن وسابني ومشي وانا قعدت اصرخ اني مش هقول لحد بس يفتح ليا عيطت كتير ومحدش سمعني ناديت ومحدش رد عليا لحد ما نمت من التعب محستش بنفسي غير وصوت جنبي بيصحيني بفتح عيني لقيته فادي وهو بيديني شنطتي وفلوس وبيقولي انه أمن الطريق واني لازم اهرب بسرعة 

سقطت دموعها بشدة وهى تتذكر تلك اللحظات بينما فادي يرمقها بشفقة فأكملت هى ببسمة تتخلل دموعها :

_وقتها عطاني عنوان وقالي خدي ده عنوان ادهم روحي عنده وهو هيساعدك، وقتها مصدقتش نفسي وقعدت اقوله انه بيضحك عليا فحلفلي وقتها انه دور عليك لغاية ما لقى العنوان، ما صدقتش نفسي واخيرا هلاقي ادهم، الفارس اللي عطاني حصان وانا صغيرة وقالي انه دايما هيحميني 

ضمها ادهم بشده بشدة وكأنه يرغب في إدخالها في صدره ومسحت هى دموعها وهى تقول :

_ وقتها هربت وخرجت من البيت وانا بوعد نفسي اني مش هدخله تآني أبدا، ورحت للموقف وخوفت وقتها اركب اول عربية ممكن توديني القاهرة ليكون حد مراقبني، فحاولت اضللهم وركبت عربية لدمياط ومن هناك كنت هتصرف في حاجة توديني القاهرة، المهم اطمن ان محدش ورايا بس جينا في استراحة ونزلت واخدت معايا محفظتي عشان اشتري اكل ليا وسيبت شنطتي فيها بس وانا في الاستراحة شوفت رجالة شامل بيدوروا عليا في كل مكان فاستخبيت منهم لحد ما يمشوا بس للاسف لما مشيوا كانت برضو العربية اللي جيت فيها مشيت وقتها ملقتش غير عربيات قليلة بتعدي من هناك ولقيت عربية لعيلة، كانت رايحة دمياط واخدوني معاهم ومن هناك ركبت للقاهرة بس بمجرد ما وصلت هناك معرفتش اروح فين لان العنوان كان في شنطتي، حسيت الدنيا ضاقت ومبقتش واعية ايه اللي بيحصلي خرجت تليفوني واتصلت بفادي وانا بعيط وبقوله العنوان ضاع مني، ومرة واحدة سمعت صوت عربيات عالي وصريح، ملحقتش اشوف حتى فيه إيه، وحسيت بنفسي بتخبط في حاجة جامد وبس، دي اخر حاجه فكراها قبل ما ادخل في الغيبوبة 

اكمل فادي القصة ليفهم الجميع ما حدث كله :

_لاني كنت اخر واحد مكلمها فالناس اتصلوا بيا وقتها جيت بأسرع وقت لقيتها اتنقلت للمستشفى ولما اطمنت على حالتها، طلبت نقلها للمستشفى اللي بيشتغل فيها ادهم على أمل انه يشوفها او يصادفها وبالفعل نقلتها للمستشفى دي وبقيت اراقبها كويس وحطيت عيون ليا هناك عشان أخبارها توصلي، طبعا الوقت ده كله واخواتي مفكرين اني بصيع او بشرب زى ما هما واخدين فكرة عني، بس انا اللي كنت بحاول ابين ليهم الموضوع ده عشان محدش يركز معايا واقدر اني اوصل أخبارهم لزين وفي نفس الوقت اتابع شغلي 

انتبه له والده وقال بنبرة متعجبة :

_شغلك؟؟ 

ابتسم له فادي وهز رأسه بإيجاب :

_ايوة يابابا شغل، انا بدأت من الصفر وبفلوس حلال بعيدا عن عيالك، واشتركت مع شلة صحابي وفتحنا شركة استيراد وتصدير صغيرة والحمدلله ربنا رزقني وبقى عندي شقة وعربية وكله من تعبي وفلوسي و

صمت لا يعلم كيف يقول ذلك ولكنه تنهد وقال :

_ واتجوزت 

نظر له المنيع بصدمه من ضمنهم هالي فهى لم تعلم ذلك أبدا فقالت بتعجب :

_حسناء؟؟ 

هز فادي رأسه بحزن وقال :

_ايوة بس انا كتبت الكتاب بس لحد ما اخلص كل حاجة هنا واخلص من مؤنس وشامل وكنت هعلن جوازي منها بس شامل سبقني وعرف كل حاجة عنها.......... وقتلها

شهق الجميع بفزع فيبدو ان شامل ذلك ليس بالهين أبدا ولكن اكمل فادي ببسمة باهتة لا يريد فتح هذا الجرح ابدا رغم انه لم يندمل بعد ولكن يكفي بكاءا لا يريد أن ينهار امام الجميع :

_ المهم نرجع لموضوعنا، انا اللي كنت ببعت رسايل لادهم وصاحبه عشان ميدوروش ورا مؤنس وشامل وانا اللي حذرتهم ان شامل ومؤنس عرفوا مكانك في المستشفى وطبعا انا كنت براقب ادهم وصحابه ٢٤ ساعة وعارف كل حاجة بتحصل معاهم، ولما اخدوكي هنا اتطمنت عليكي، وانا اللي ساعدت عزيز باشا عشان يطلع بابا من البيت طبعا بتعليمات من زين باشا، وطبعا قبلها كنت قابلت ادهم وبلغته كل حاجه 

ابتسم له زين بحنان فذلك الشاب أبدا لم يكن يشبه إخوته بأى شكل من الأشكال بل كان دائما طاهر وطيب القلب وحنون بدرجة كبيرة على كل من حوله. 

نظر له ادهم بأمتنان شديد وقال :

_مش عارف اشكرك ازاى، بسببك روحي رجعت ليا بعد سنين عشتها زى الميت 

نظرت له هالي بعشق، فأبتسم له فادي وقال :

_ خلي بالك من اختي وكده شكرك وصلني 

ضم ادهم هالي لاحضانه وهو يقول بحب :

_ في قلبي قبل عيوني 


فتح سليم باب شقتهم وهو ينظر لتلك التي تقف وهى تنظر أرضا بخجل شديد وتتمنى لو تركض لاسفل فأبتسم سليم بحنان وقال وهو يشير بيده لها :

_تعالي يا أشرقت 

نظرت أشرقت ليده الممدودة بتردد وهى تلعن نفسها على موافقة الجلوس معه بمفردهم فقد استأذن والدتها ليختلي بها بعض الوقت، فهو يرغب في محادثتها وحدهم بعدما اخذت شادية مريم لتجلس معها وذهب الجميع تاركين الشقة لادهم وعروسه الجديد. 

امسك سليم يدها ليخرجها من شرودها ثم وقف امامها وهو ينظر لعيونها بعشق وقال بهمس جعل جسدها يرتجف من نبرته :

_أشرقت انتي خايفة مني؟ 

رفعت أشرقت عينها له ونظرت له ثواني قبل أن تهز رأسها برفض وتقول بهمس منخفض دليل على خجلها :

_لو هخاف من الدنيا كلها عمري ما هخاف منك يا سليم 

ابتسم لها سليم ثم سحب يدها وسار بها لشقته وهى خلفه فقط تنظر له بحب دخل سليم وأغلق الباب ثم جذبها للبهو واجلسها على الاريكة وهمس لها بحنان وحب :

_خليكي هنا شوية وجاى 

نظرت له بتعجب وهى تهز رأسها بموافقة فأبتسم لها ثم ابتعد قليلا ولكن عاد مجددا وهو يقبل جبينها بحنان وهمس لها :

_مبارك يا زوجتي العزيزة

انهي حديثه وهو يخرج من الشقة بسرعة ويغلق الباب وتلاحقه نظراتها المتعجبة لتصرفه ولكن كانت شاكره له حقا فقد أعطاها فرصة لتتمالك نفسها، اخذت تدور بعينها في تلك الشقة التي لم تطأها قدمها منذ كانت طفلة صغيره تأتي لتلعب مع سليم بها، ابتسمت ودموعها تهبط وهى لا تصدق هذه الحياة، من كان يظن ان تدخل هذه الشقة مجددا ولكن ليس بحثا عن سليم، بل زوجة لسليم

سمعت صوت فتح الباب فنهضت وهى تنظر وجدته سليم يحمل حقائب كثيرة وهو يقترب منها ببسمة واسعة وسعادة تكاد تغرق العالم رفع الحقائب وهو يقول وكأنه يحدث صغيرته وليست زوجته :

_بصي جبتلك ايه، نزلت جبت كل الحلويات اللي بتحبيها وجبت شوكولاتات كتير اوي اوي وجبت كل الايس الكريم اللي بتحبيه

وضع الحقائب واخذ يفرغها وهو يتحدث :

_معلش سيبتك ونزلت لاني مكنتش عامل حسابي

رفع نظره لها وقال ببسمة حنونة :

_لو كنت اعرف ان انهاردة هتكوني على اسمي انا كنت جبتلك الدنيا كلها يا أشرقت

هبطت دموع أشرقت بشده ثم نهضت واقتربت منه فننر هو لها بتعجب ولكن تجمد جسده وهو يشعر بها تندفع له وتضمه بعنف وهى تبكي وتتحدث من بين شهقاتها :

_بحبك يا سليم والله العظيم بحبك اكتر من نفسي

خرج سليم من حالة زهولة وهو يضم خصرها إليها بقوة ويغمض عينه براحة شديد واخيرا قد أصبحت بين ذراعيه بعد ليالي طويلة من المعاناة.


نظرت شادية وبراءة لمريم التي تبكي منذ ذهب سليم مع أشرقت

زفرت براءة وهى تقترب منها وتضمها بحنان قائلة :

_مريم يا حبيبتي انتي زعلانة ان سليم اتجوز؟

هزت مريم رأسها برفض وهى تقول بخفوت :

_لا لا انا فرحانة خالص والله، بس هو هيوحشني

نظرت براءة لشادية لثواني ثم انفجرن بالضحك على تلك الفتاة الصغيرة رغم عمرها الكبير

بينما مريم لوت شفتيها بضيق وهى تنظر لاسفل، لا تريد أن تخبرهم سبب حزنها الحقيقي والذي اكتشفته قبل عقد القران، لم يسأل احد على إسلام ولما لم يأتي حيث اتصلت به وقد اسمعته كلام جرحه واهانه كما فعل معها، واخبرته الا يريه وجهها حتى لا تفضحه امام الجميع اغمضت عينها بوجع تأبى تذكر او التفكير في كل ما تمر به، خرج شادي من غرفة بعدما استحم ثم قال براحة :

_الواحد مكانش عايش يا جدع

هزت براءة رأسها وهى تقول بجدية :

_فعلا النتانة بتخلي الواحد يحس انه مش عايش

نظر لها شادي بحنق ولكن لفت نظره مريم التي كانت دموعها ما تزال تبلل خدها، فأقترب منها وهو يهمس بحنان :

_اميرتي زعلانة ليه

رفعت مريم عينها لشادي وهى تبتسم بخفوت، فقد مر وقت طويل لم يناديها بهذا اللقب، اكمل شادي بحنان وحب اخوي :

_حد زعل اميرتي وانا اضربه

هزت مريم رأسها بنفى وهى تمسح دموعها فاكمل شادي وهو يدفع براءة لتسقط أرضا :

_لا فيه حد مزعلك، قولي مين، يكونش الواد سليم

هزت مريم رأسها برفض، فأكمل هو :

_طب ابيهك ادهم

ضحكت بضعف وهى تهز رأسها برفض، فأكمل يعدد لها الاشخاص :

_طب انا زعلت اميرتي مني طيب

وايضا رفضت فقال بخبث كبير وهو يركز انظاره عليها :

_ما هو اكيد مش كريم، ده كريم مش بيأذي نملة

وعند سماع اسم كريم ازداد بكائها وهى تردد في رأسها انها هى من ظلمت كريم، كريم الذي لم يأذيها يوما، كريم أقرب الأقربين لقلبها، من لم تعرف له تصنيفا في حياتها بعد، تذكرت انها كانت قبل ما فعله كريم ستفاتح أخيها في أمر رفض إسلام حتى لا تظلمه بمشاعرها المجهولة نحو كريم والتي لفتت براءة نظرها لها، كما أن اعتراف كريم مازال يتردد صداه في عقلها وقلبها معا.

سمع شادي صوت رنين هاتفه في الداخل فرحمها قليلا من نظراته ودخل ليجيب على الهاتف، ثم غاب ليخرج وهو يرتدي قميصه ويقول :

_قومي يا ريمو هنروح نتفسح سوا، عوض عطاني اجازة يلا

لو كانت في وقت غير ذاك الوقت لقفزت سعيدة ولكن الآن لم تكن ترغب في شئ فهزت رأسها برفض، لم يقبل شادي رفضها وذهب ووقف فوقها وهو يقول بإصرار:

_اخلصي يا أميرة مش كفاية كل واحد مع مزته وانا قاعد في خلقة شادية وبراءة ترضيهالي دي

ضربته براءة بوسادة بينما مدت شادية يدها وضربته على ظهره، فقال وهو يضحك :

_اخلصي يابنتي هيقتلوني

نهضت مريم بتثاقل تحت اصراره وتشجيع براءة وشادية لها ثم تحركت معه نحو الاسفل فقال ببسمة :

_يلا يا ريمو هوديكي كل حتة انتي بتحبيها

ابتسمت له ابتسامة باهتة ثم لحقت به حتى وصلوا لاسفل العمارة ففتح لها الباب المجاور لمقعد السائق في سيارة عوض، نظرت له ببسمة ثم صعدت فوجدته يغلق الباب ويتجه لجهه السائق قائلا، ثم يميل على النافذة ويقول بمكر :

_افتكرها ليا يا كيمو عشان قريب هحتاجك

فزعت مريم من حديثه واستمتعت بصوته الذي وكأنه طُبع في قلبها وهو يقول :

_ نردهالك وعليها بوسة يا شادي

أنهى حديثه ثم انطلق بالسيارة بينما نظر شادي في اثرها ببسمة واسعة وهو يتمنى لهم السعادة دائما وكاد يصعد للعمارة لولا صوت احد صبية ابيه وهو ينادي :

_يا استاذ شادي الراجل ده بيسأل عليك

استدار شادي بتعجب فوجد رجل كبير في السن تقريبا في عمر والده يمد يده له بأحترام وهو يقول ببسمة حنونة :

_عبدالرحيم الزيني والد منه


كان ادهم يجلس في الصالة بعد رحيل الجميع وهو ينظر أرضا ولا يعلم ما عليه فعله، هل يدخل لها الآن ويتحدث معها، ام يتركها لتهدأ فهى مرت بالكثير حقا. 

خرج من شروده على يد تمسك بيده فنظر لها بتعجب وجدها تبتسم له وهى تجلس أرضا بجانبه كاد يتحدث لولا فعلتها التي جمدت الدماء بعروقه فقد مالت على يده وقبلتها بكل العشق الذي تملكه له، شعر ادهم بجسده يهتز بعنف جراء فعلتها تلك فنهض بسرعة وامسكها من كتفها ورفعها وهو ينظر لعيونها بعشق ثم اجلسها مكانه وجلس هو على ركبتيه امامها وامسك يدها كما كانت تفعل هى وقال وهو ينظر له بهيام وحب أوشك على الدخول لمراحل الهوس :

_ انتي مكانك مش عند رجلي يا ملاكي، انتي فوق راسي وفي قلبي ماشي؟ 

دمعت عينها من حديقه فلأول مرة يشعرها احد بمكانتها، اقترب ادهم من عيونها وقبلها بحنان شديد وحب، وهو يهمس لها بأنفاس عاشقة لكل ما بها :

_وعد مني يا وردتي، العمر كله هعيشه عشانك انتي وبس، لاني واخيرا لقيت سبب اعيش عشانه، لقيت حد اعيش عشان اسعده 

لم تتمكن هالي من طبت شهقاتها اكثر فخرجت منها وهى تقول :

_ خايفة يا ادهم خايفة، ارجوك خليك جنبي على طول 

نهض ادهم وامسك يدها ثم سحبها خلفه وهو ينظر لعيونها بحب ثم اجلسها على فراشه ونهض ونظر لها وهو يقول بحنان :

_استني هنا جايلك، متتحركيش 

ثم خرج بسرعة وغاب لدقيقة او اقل ودخل وهو يحمل الحصان الخاص به ثم رفعه امام عينها وقال ببسمة :

_بصي يا وردتي، الحصان ده شهد على قصتنا كلها وحاليا انا جايبه عشان يشهد على وعدي ليكي 

ثم وضعه بجانبها وهى تطالعه بتعجب كبير، نهض ادهم وهو يعدل من ثيابه ثم رفع يده وكأنه يقول قسم ما :

_اقسم انا ادهم الألفي انني اتعهد من هذه اللحظة ولبقية حياتي لوردتي وملاكي وام فتحي وهالي وهالفيتي، اني هعتبرها بنتي لما تغلط هضمها لقلبي واعرفها غلطها بدون عصبية  وعمري في حياتي ما هزعلها أبدا، وهعتبرها اختي اللي ههزر معاها واعمل فيها مقالب واضحك معاها دايما 

ضحكت ام فتحي من بين دموعها وهى تنظر له بعشق، بينما هو اكمل بصوت حنون اكثر :

_وهتكون امي اللي اول ما الدنيا تضيق بيا هجري لحضنها وابكي واشكيلها حزني كله واللي اول ما قلبي يوجعني هروح اضمها ليه عشان يستريح، وهتكون صاحبتي اللي كل أسراري معاها، وهتكون زوجتي االي هنسحب بعض للخير دايما، وهتكون ام ولادي اللي هكون مطمن انها تنشأهم نشأه صح، وهتكون كل حياتي اللي في بعدها هتدمر، وهتكون قلبي وانفاسي اللي في بعدها هموت. 

أنهى كلامه تزامنا مع نهوض هالي وإلقاء نفسها في احضانه بعنف عاد على اثره للخلف ولكن تدارك الموقف وضمها اقوي واقوي اليه وهو يدفن وجهه في رقبتها ويتنفس بعشق ثم همس لها بحب شديد :

_ وليت الحياة تتوقف وانا بين احضانك يا ملاكي، فلا حياة خارج أحضانك، ولا وجود لي بعيدا عنكي 

دفنت هالي نفسها به اكثر وهى تهمس له :

_كنت دايما فارسي ومنقذي، كنت دايما أملي في بكرة، واخيرا جه الوقت اللي تكون فيه شريك حياتي وانفاسي يا ادهم 


لم تتحدث مريم طوال الطريق بسبب صدمتها ونظرت من النافذة محاولة ان تبعد نظرها عنه فهى تشعر به يضعفها كثيرا فجأة شعرت بتوقف السيارة فنظرت له بتعجب فأبتشم لها وقال بحنان :

_استأذنت من سليم انك تقضي اليوم معايا وهو وافق شرط نكون في مكان مفتوح 

لم تجب عليه بل اكتفت بالنظر لوجهه فأبتسم لها وترجل من السيارة دون كلمة اضافية فهبطت هى خلفة بتعجب ولكن فتحت فمها بتعجب وهى ترى نفسها امام مدينة ملاهي كبيرة، كانت الاضواء بها جميلة جدا، تقدم كريم جهة تلك مدينة الملاهي الليلة ونادى لها بصوت عالي بعدما قطع التذاكر فتقدمت منه بأقدام ضعيفة جدا وهى ترمقه بنظرات غامضة وقد فشلت في تحديد تلك المشاعر التي تحتل قلبها تجاهه 

ابتسم لها كريم ودخل قبلها وهى لحقت به ولا ترفع عينها عنه فأشار هو للمدينة وهو يقول :

_بصي ياستي المدينة كلها قدامك تحبي نبدٱ بايه 

لم تحب بل سقطت دموعها وهى تشعر بأختناق كبير يحتل قلبها فأبتسم هو وسحب يدها وهو يقول :

_عرفت هنركب ايه 

لم ترفع عينها حتى لا يرى دموعها، وسحبها هو خلفه واجلسها في عربة ما وجلس هو بجوارها وربط حزام الأمان الخاص بها وحزامه الخاص ثم اقترب منها وهمس لها :

_عايزك تصرخي يا مريم زى ما تحبي محدش هياخد باله من حاجه طلعي كل حزنك وكل وجعك طلعي كل اللي جواكي اصرخي بوجعك يا مريم 

نظرت له بدموع ثواني وتحركت العربة ببطئ حتى بدأت تزداد شيئا فشئ وبدأت الأصوات تعلو بينما مريم يتتابع امامها مشاهد عديده من اهانتها والتنمر عليها والسخرية منها ووصفها بأبشع الألفاظ، جرحها بأبشع الطرق كل شئ يمر امام عينها واخرهم تلك المحادثة بين اسلام واصدقائه عن مدى حمقها، بدأت تبكي بنشيج وصوت عالي حتى تحول بكائها لصراخ مجروح، صرخت وصرخت، صرخت وجعهها صرخت ظلمها، صرخت كل ما مرت به في حياتها 

كان كريم يشعر بتمزق قلبه ويود لو يجذبها لاحضانه مجددا ولكنه لن يكرر خطأه الذي قام به في المخزن، توقفت العربة تزامنا مع توقف صراخ مريم التي كانت تتنفس بعنف وقد احمرت عينها، نظر لها كريم وقال بحنان :

_تآني يا ريمو؟ 

نظرت له مريم نظرات جعلت قلبه يهتز في مكانه، فهزت هى رأسها ببسمة صافية يراها لأول مرة منذ زمن على وجهها فاشار كريم لحارس تلك اللعبة انه سيصعد دور اخر وأعطى له تذكرتين اخرتين 

وتكررت نفس العملية حتى أصبحت مريم تصرخ بضحكات في آخر ذلك الدور، ابتسم لها كريم بينما هى صرخت بصوت عالي :

_انا مش وحشــــــــــــــــــــــــــــة انا مش عاميـــــــــــــــــــــة. 

ومجددا انتهى الدور ولكن تلك المرة كانت بسمة مريم ترتسم على وجهها بسعادة حقيقة فقد شعرت للحظه حينما كانت تصرخ بوجع انها محظوظة، نعم محظوظة فهى لديها أخوة كأدهم وشادي وسليم لديهم استعداد لفعل اى شئ لأجل سعادتها لديها والدتها وهاجر وشادية وبراءة واشرقت دائما لدعمها لديها عوض وشاكر بدلا من والدها الذي تركها صغير واخيرا لديها كريم ذلك الذي ترى به عالمها كله 

نظرت لكريم الذي ابتسم لها وقال بحماس :

_استني هنا هوريكي حاجة 

ثم تركها وركض بسرعة بينما هى ابتسمت له بحب وفجأة وجدته يعود ومعه دبدوب عملاق وهو يختفي خلفه فأخرج رأسه من خلفه وهو يقول ببسمة وكأنه يحدث طفلته:

_اي رأيك بقى دبدوب طولك اهو 

نظرت له وهى تكاد لا تصدق كم المشاعر التي تكنها له، والتي يبدو أنها كانت ترقد أسفل الرماد حتى انتفضت لتشعل قلبها بعشق ذلك الرجل الذي احتل كيانها 

ترك كريم الدبدوب أرضا وهو ينظر لها بتعجب ويقول :

_ايه مش عجبك 

ولكن لم يسمع منها رد، بل تجمدت عروقه ولم يستطع النطق او التحرك وكأن عالمه توقف بالكامل حينما ألقت مريم بنفسها في احضانه وهى تصرخ وتعلنها تمام الجميع :

_بحبك يا كريم، بحبــــــــــــــــــــــــك


استوب دلع زى كده مفيش رومانسية وكل ما تهوى الأنفس تفاعل خلو كده بقى عشان إللي جاي 


دمتم سالمين 

رحمه نبيل ❤️

٢٢

#روح_ملاكي

#عصابة_الحي

#الفصل_الثاني_والعشرين


الفصل نزل بدري شوية اهو

وطبعا متنوش لو التفاعل حلو هنزل المفاجأة بتاعتي


__________


۞ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ۞

قد لا يعرف الناس بعض أخلاقك الطيبة لا تحزن الذي خلق تلك الأخلاق في قلبك يعلمها 🌸


صلوا على خير الخلق سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام ❤️ 


تجمد جسد كريم وهو يستمع لتلك الكلمات من سارقة قلبه، للحظة شعر انه يحلم ولكن دقات قلبه الهادرة انبئته انه مستيقظ لا يحلم، ودون شعور منه مدّ يده محاوطا اياها بعنف شديد وكأنه يخشى ان تتبخر من يده، ضمها اكثر وهو يهتف بنبرة قد وصل بها العشق لمداه :

_ بعشقك يا ريمو بعشقك

نزلت دموع مريم بشدة على ما اضاعته بعيدا عنه بغبائها فجأة وجدته يبعدها عنها وينظر لها بعيون تلتمع من الدموع وهو يقول بنبرة رجاء :

_ مريم تتجوزيني

نظرت له بصدمة من عرضه ذاك ولم تكد تجيب حتى امسك يدها وقال بنبرة عاشقة :

_والله يا مريم عهد عليا ما هخليكي تحسي بوجع ولا اى دمعة هخليها تنزل منك

نظرت له مريم وازدادت دموعها وهزت رأسها بإيجاب فضحك بصوت عالي كالمجانين ثم امسك يدها وسحبها خلفه بسرعة كبيرة حتى وصل للسيارة وهى لا تفهم لما يفعل ذلك، فتح لها باب السيارة وهو يصعد بجانبها بينما هى ترمقه بعدم فهم لما يقوم به، قال كريم وهو ينطلق بسيارته :

_ مش هنام انهاردة غير وانتي على اسمي يا مريم

فتحت مريم عينها مصعوقة  لما يقول ولم تستطع التحدث او تصديق ما يحدث لها، وكأنها في حلم

زاد كريم سرعته وهو يشعر وكأن الطريق اصبح طويل جدا، حتى وصل للمنزل فهبط بسرعة وانطلق لداخل العمارة دون أن يهتم لمريم التي ما تزال تجلس في السيارة وصعد درجات البناية بأقصى سرعته حتى وصل لشقة سليم واخذ يطرق الباب بكلا يديه وعنف شديد وهو يصرخ :

_يا سليم افتح يا سليم، تعالى جوزني اختك يا سليم

ثم ابتعد عن الشقة ونظر للأعلى وهو يهتف بصوت عالي :

_يا شـــــــــــــــاكر تعالى خلي سليم يجوزني مريم

فتح شاكر بابه بسرعة كبيرة وهو يستمع لصراخ ابنه فظن انه تعرض بأذى وهبط سريعا وهو يرتدي ثياب المنزل وهتف بقلق وهو يقترب من كريم :

_ فيه يا كريم حصلك حاجة؟

امسك كريم يده بفرحة  وهو يشير للباب :

_ خلاص يا شاكر هسيبلك الشقة خالص، بس خلي سليم يجوزني مريم دلوقتي حالا

تعجب شاكر من حالة ابنه ولكنه ضمه بشده وحنان شديد وهو يقول بجدية :

_ هتتجوزها ياقلب شاكر ودلوقتي ولو اخوها موافقش، هاخدك انت وهى وهروح اجوزكم بنفسي

ضم كريم والده بشدة وهو لا يصدق ما يعيشه الان وبعدما فقد الأمل، جبر الله بخاطره يشعر بأن فرحته أصبحت اكبر من قدرته على الاحتمال


في الداخل كانت أشرقت تتوسط أحضان سليم وهو يقص لها كل ما حدث له حتى وصل لهذه اللحظة ولكن فجأة انتفض الاثنان على صوت صراخ كريم وطرقه العنيف فنهض سليم برعب ظنا ان مريم قد تأذت وفتح الباب وجد شاكر ينظر له بصرامة شديدة وهو يضم كريم ومريم تقف على الدرج وهى تنظر أرضا وتكاد تحترق من الخجل

تحدث سليم بعدم فهم لما يحدث :

_فيه إيه يا شاكر؟؟ ماله كريم؟

ثم اقترب من كريم وهو ينظر له بدقة وهمس بشر :

_عملت حاجة في اختي ياض

نظر له كريم ببسمة لم يراها سليم سابقا وقال وهو يمسك يده :

_ يا شيخ بالله عليك لتجوزني اختك

نظر سليم لمريم بتعجب فوجدها تنظر أرضا وهى تكاد تبكي خجلا من أفعال وحديث كريم

فجأة سمع الجميع صوت زغاريد تهز جدران العمارة نظر الجميع للأسفل فوجدوا براءة تزغرد بصخب وهى تقول بصوت عالي :

_واد يا كريم لو مرضيش تعالى ياض وانا هجوزكم

سمع الجميع صوت شادي وهو يصيح بفرح :

_ ايوة يا كيمو يا جامد، اتجوزها ياض غصب عن عين اخوها

ظهر صوت ادهم الذي كان يضم ام فتحي قائلا بضحك :

_وانا هشهد على العقد

زغردت شادية بصخب وهى تقول :

_ هدخل اجيب الشربات محدش يمشي

كان سليم يرمق الجميع بصدمة وهو يرى الكل قد خرج من شقته يحتفل بزفاف اخته هو، دون حتى أن يعرف

سمع الجميع صوت شادي وهو يتحدث من الدور الاسفل بصوت عالي :

_واد يا كريم انا كلمت المأذون ياض حطه قدام الأمر الواقع

خرجت أشرقت وهى تنظر لسليم قائلة بضحك :

_ وافق يا سليم حرام عليك العيال استوت

صعدت شادية الدرج وهى تمسك اكواب الشربات وتوزعها عليهم وكأنهم قد تزوجوا فعليا

كان سليم يشعر انه في فيلم ما وهو فقط مجرد مشاهد فجأة صرخ بالجميع :

_بس منك ليه، هو فيه إيه خلاص قررتوا وبتوزعوا شربات

صعدت براءة وهى تقول بحدة وصراخ مقابل سليم :

_ايوة هيتجوزوا العيال خللت ولا يعني عشان حضرتك متجوز خلاص بقى

تقدم ادهم منهم ومعه ام فتحي ثم غمز لكريم وهو يهمس :

_ لو رفض ياض خد اخته وامشي من هنا اتجوزها بعيد

صاح سليم بنزق وهو يربع ذراعيه :

_ سامعك على فكرة، بعدين مين قال اني مش موافق

ثم اقترب من كريم ولكمه بعنف قائلا:

_ دي عشان بوظتلي ام الليلة

ثم ضمه وهو يضحك بصخب ويقول وهو يضرب على ظهره بخفة :

_يا اهبل أرفض ايه ده انا اول واحد هفرح ليك هو انا هلاقي فين عريس لاختي زيك يا عبيط

ابتسم كريم بإتساع وهو ينظر لمريم ثم غمز لها

انطلقت هالي وهى تمسك يد مريم قائلة :

_تعالي هنجهزك بقى يا عروسة

ضحكت براءة على مريم التي كانت تبكي من الخجل فضمتها بحنان قائلة :

_ ايه ياريمو انتي مش موافقة ولا إيه؟

انتفض كريم بفزع وهو ينظر لمريم التي هزت رأسها برفض فأبتسمت أشرقت وهى تقول :

_دي بس مكسوفة يا براءة خلينا نجهزها يلا

امسك ادهم يد كريم قائلا بحنان اخ كبير :

_هنكتب كتابك في شقتي يا كيمو، كلكم هتكتبوا الكتاب عندي حتى شادي

ابتسم له كريم بحب وهو يضمه :

_ربنا يديمك ليا يا ادهم يارب 

ابتعد عن كريم عن ادهم ونظر لوالده قائلا بمشاكسة :

_اديني هتجوز اهو واريحكم مني 

ضمه شاكر بشدة وهو يمنع دموعه من الهبوط قائلا بخفوت  :

_  بس انا مش عايزك تريحني يا كريم، انا عايزك دايما معايا 

ابتسم كريم وهو يخبره بحب :

_هخلي عم عوض يفضي ليا الشقة اللي قصاد ادهم يا شاكر وهفضل دايما جنبك يا غالي 

ضمه شاكر اكثر وهو لا يصدق ابنه وصغيره الوحيد كبر وأصبح اليوم شاب على وشك الجواز، هتف شاكر بصرامة :

_اكلك وشريك وقعدتك معانا في الشقة شقتك دي تروحها على النوم بس، ولو على مريم تعتبر الشقة بتاعتها تعمل اللي هى عايزاه وأكيد هاجر مش هتمانع مش كده؟ 

أنهى حديثه موجها سؤاله لهاجر التي كانت تبكي بسعادة قائلة :

_مريم من صغرها وهى بنتي يا شاكر دي الشقة ليها قبلي كمان 

ابتسم سليم وهو يتنهد براحة ويكاد يبكي فرحا لأجل صغيره والتي واخيرا اطمئن عليها فهو كان دائما يخشى ان تتزوج من يذيقها الشقاء. 


دخلت منه غرفة والدتها وهى تقول بجمود :

_ نعم يا شاهي هانم حضرتك طلبتيني

رفعت شاهي نظرها عن الأوراق التي امامها وقالت ببرود شديد :

_ جاهزة لعرض بكرة

كرمشت منه ملامحها بتعجب قائلة:

_بكرة؟؟ بكرة ازاى مش فاهمة مش هو بعد اسبوع

ابتسم شاهي وهى تعود بظهرها للخلف قائلا بنبرة عادية :

_ هو محدش بلغك ولا إيه إن العرض أتقدم وهيكون بكرة

هزت منه رأسها بعدم اهتمام فالنهاية واة سواء غدا أو بعد سنين حتى، قالت بنبرة باردة :

_تمام، فيه حاجة تانية؟ 

نظرت لها شاهي ببسمة جادة ثم أضافت :

_متنسيش اتفاقنا، بكرة بعد العرض هيتم كتب كتابك لرامي

ثم أضافت محذرة وهى تشير بأصبعها :

_ابوكي ميعرفش حاجة عن الموضوع فهمتي 

ابتسمت منه ساخرة من حديث والدتها ثم هزت رأسها بطاعة :

_ حاضر هنعمله مفاجأة بكره انه كتب كتاب بنته الوحيدة، اى اوامر تانية يا شاهي هانم؟؟ 

هزت شاهي رأسها برفض :

_ لا مفيش تقدري تروحي تستريحي عشان تكوني فايقة بكرة 

ابتسمت منه بسخرية ثم ابتعدت خارجة ولكن توقفت قليلا ثم استدارت قائلة :

_سؤال واحد بس عشان محسش بالذنب  

تنفست بهدوء وهى تحاول هبوط دموعها قائلة بصوت مختنق بالبكاء :

_ في حياتي كلها هل عمري في مرة صعبت عليكي؟؟ هل عمرك عيطتي عليا في مرة او بصيتي ليا بشفقة؟ هل عمرك قعدتي مع نفسك وحسيتي اني مظلومه او اني استحق اعيش زى باقي البشر؟ 

رفعت شاهي حاجبها وهى ترمقها بسخرية ثم فتحت احد الإدراج ومدت يدها حاملة مفكرة صغيرة والقتها على المكتب لمنه وهى تقول ببرود :

_ دي تخصك 

نظرت منه لوالدتها وقد هبطت  بوجع شديد كانت تأمل ان تعطيها سبب واحد فقط تمنع كرهها من الازدياد نحوها، اخفضت نظرها للمكتب وكانت الدموع تعشى عينها فأصبحت الرؤية مشوشة تمام، حتى اغمضت عينها فسقطت الدموع على خدها لتضح الرؤية فترى مذكراتها الخاصة، ابتسمت بعدم تصديق للمرحلة التي وصلت إليها والدتها، اذا من هنا علمت بحبها لشادي 

مدت يدها التي كانت ترتعش بوجع وحملت مذكراتها ثم نظرت لوجه والدتها مرة اخيرة قبل أن تخرج ببطئ ووجع وبمجرد خروجها أخرجت هاتفها وهى تفتحه لتنظر لصورة مصعب التي اخذتها دون أن ينتبه في إحدى المرات، سقطت دموعها على الهاتف وهى تبكي بتشنج وتقول بصوت متألم :

_ يا رتني ما كنت عرفتك على الاقل كان الوجع هيكون اخف 

صعدت لغرفتها وهى تضم مذكراتها وتبكي بشدة 


صدح صوت المأذون بجملته الشهيرة :

_بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير

بدأت كل الفتيات تزغرد بصخب بينما ام فتحي كانت تصفق وتصفر وادهم يهز رأسه بيأس عليها، اقترب الشباب من كريم مهنئين اياه بفرحة كبيرة والفتيات يهنون مريم التي كانت تشعر انها بحلم.

اقترب كريم من مريم وامسك يدها وهو يقول ببسمة عاشقة :

_ واخيرا بقيتي مراتي والله حاسس اني بحلم

نظرت مري أرضا وهى تشعر بوجهها يحترق بينما اقترب منهم سليم وهو يمد يده لكريم بمفتاح شقتهم قائلا وهو يغمز له :

_هروح اوصل أشرقت، اقعدوا سوا بإحترام يا كيمو ماشي

ضمه كريم بفرحة وامتنان وهمس له سعيدا :

_ انت عطتني أغلى هدية في حياتي كلها يا سليم، ربنا يديمك ليا يارب

ضحك سليم وهو يبادله العناق هامسا :

_ زى ما هى اختي فأنت اخويا يا كريم

ابتعد سليم وهو يمسك يد أشرقت قائلا :

_يلا عشان منتأخرش

وبعدها خرج مصطحبا اياها للخارج

وخلفه شاكر الذي ضم ابنه بشده لدقائق وهو يهمس بصوت مختنق بالدموع :

_مبارك يا قلب ابوك مش مصدق انك خلاص كبرت واتجوزت يا كريم

ضمه كريم بحب فهو ابيه وصديقه الأقرب إليه، ثم همس قائلا :

_ ربنا يديمك ليا يا شاكر يارب انت وهاجر

اقتربت هاجر وهى تربت على شعره بحنان قائلة بفرحة :

_مبارك يا حبيبي ربنا يهديكم لبعض يارب ويسعدكم

ابتسم كريم مقبلا يدها ثم قبل رأسها وهو يؤمن على دعائها، وبعدها اخذ مريم صاعدا لشقة سليم وفتح لها الباب فنظرت له بتردد وهى تشعر بأنها على وشك البكاء من الخجل

فابتعد كريم عن الباب وقال بحنان :

_ريمو حبيبتي انتي خايفة مني، انا كريم ياريمو

تحدثت مريم وهى تمنع دموعها من الهبوط :

_ لا مش خايفة بس ينفع متبصش ليا

ضحك كريم بصخب ثم اقترب منها وجذبها لداخل الشقة معانقا اياها بعشق ثم همس لها بحنان وكأنه يهدهد ابنته الصغيرة :

_ اشششش بس يا قلبي اهدي ليه متوترة كده احنا هنقعد نتكلم سوا، تعالي يلا

ثم جذبها للأريكة واجلسها عليها وبعدها جلس هو على ركبته امامها وامسك يدها ثم قال بحب :

_بص ياريمو يا قلبي، عايزك تتعاملي معايا كأن محصلش حاجة،، طبعا مقصدش تعامليني زي اخوكي وكده، لا قصدي يعني متحطيش بينا الحدود دي، انا متفهم انك خايفة بس

صمت وهو ينظر لعيونها بعشق قائلا :

_ تأكدي اني عمري ما هفكر اني اعمل حاجة توجعك ولو وجع صغير حتى

هزت رأسها بإيجاب فنهض هو وجلس بجانبها وفتح ذراعيه لها وهو يدعوها للدخول في احضانه فترددت  مريم قليلا ولكن بعدها دخلت لاحضانه وهى تستند برأسها على صدره فأبتسم لها وقال بحنان :

_ مريم انتي بتحبيني بجد؟ نفسي اسمعها تآني منك

عضت مريم شفتيها بخجل شديد ثم اخفت وجهها في صدره قائلة بطفولية :

_بتكسف يا كريم

ربت كريم على رأسها بحنان ثم قال متفهما :

_ ماشي مش مشكلة هسيبك تتقبلي الوضع ده الأول بس بعد كده هسنعها منك مرة قبل الأكل ومرة بعد الأكل

ضحكت مريم بخفوت وهى تقول :

_ليه هى دوا

أجاب كريم مشاكسا وقد اسعده مزاحها وعودتها للطبيعة :

_ايوة دوا ايش عرفك انتي

رفعت مريم رأسها ونظرت لعيونه قليلا ثم قالت بحب :

_ كريم هو أنا كنت هبلة الأول عشان محسش بيك

ابتسم كريم وهو يمد يده ويكوب وجهها بحنان مقبلا عيونها بعشق :

_ حتى انا كنت مغفل وانا مفكرك انك زى اختي، بس بعدين رجعت اقول لنفسي، اختك مين يا اهبل هو إنت هتفكر تبوس اختك

فتحت مريم عيونها بفزع فضحك كريم بشده وهو يضمها بشدة قائلا:

_ لا اجمد كده يا وحش ده احنا لسه في ليفل الاحضان دلوقتي

ضربته مريم على صدره بحدة فضحك هو بشدة عليها


توقف سليم مع أشرقت امام منزلها ثم مد يده بالحقائب التي كان يحملها وترك معه حقيبة واحدة:

 فأخذتها هى ببسمة قائلة :

_اوعى تكون نسيت الايس كريم

لوى سليم فمه بسخرية قائلا :

_ الله يرحم لما كنتي بتتكسفي تكلميني دلوقتي بقيتي تبجحي كمان

ضربته أشرقت في كتفه فتأوه بخفة ضاحكا وهو يقول لها بلوم :

_ ايدك تقيلة يا زفته انتي، بعدين آه ياختي جبت آيس كريم، اهو ده اللي باخده منك إنما حضن او غيره تلوي بوزك

ضحكت عليه أشرقت ثم انتبهت الحقيبة بيده قائلة :

_ هى دي ليا برضو؟

نظر سليم الحقيبة وقال ببسمة حنونة :

_ لا دي لريمو

ضيقت أشرقت عيونها ثم اقتربت وفتحت الحقيبة ونظرت بها حتى مدت يدها واخرجت علبة صغيرة قائلة :

_ لا دي بتاعتي

نظر لها سليم بعدم فهم فأخذت منه أشرقت الحقيبة واعطته الحقيبة التي كانت معها قائلة :

_ مريم مش بتاكل آيس كريم الشوكولاته وبتاكل الفانيلا عكسي بحب الشوكلاته وحضرتك بدلت الشنط

نظر سليم للحقائب قليلا ثم ابتسم بخجل وهو يحك رقبته  واحذ منها الحقيبة الأخرى قائلا :

_شكلي اتلغبطت

ضحكت له أشرقت ثم نظرت حولها واقتربت منه سريعا وقبلته على خده بحب قائلة :

_تصبح على خير يا سولي

ابتسم لها سليم وهو يقبل يدها بحنان :

_وانتي من اهل الخير يا قلب سولي

ثم تركها لتدخل هى منزلها وتقف بشرفتها لتراقبه حتى ذهب

بينما دخل سليم للعمارة وهو يفكر قليلا هل يعود الان للشقة ام لا ولكنه حسم أمره وتوجه لشقة عوض ودخل ليجلس معهم قليلا حتى يتيح لاخته الفرصة لتتحدث قليلا مع كريم.


بينما عند ادهم وأم فتحي، كان ادهم يضمها وهم يتسطحون على الاريكة أثناء مشاهدة التلفاز كما أصرت ام فتحي ان تفعل، تفهم ادهم توترها ولم يرد ان يضغط عليها، استدارت ام فتحي وهى تنظر لادهم بحب وتتحسس لحيته بحنان قائلة :

_ادهم 

اغمض ادهم عينه مستمتعا بلمساتها وهو يتمتم بنعم فأكملت هى ببسمة :

_هتنام؟ 

فتح عينه وهو يناظرها بعشق ثم ارجع خصلات شعرها للخلف قائلا بحنان :

_انتي عايزة تنامي؟ 

هزت رأسها برفض قائلا بحب :

_لا انا عايزة افضل ابص عليك كده على طول 

ضحك ادهم بخفوت ثم اعتدل قليلا وهو يقبل انفها بحنان :

_ طب انتِ هتتفرجي على الفيلم 

هزت رأسها برفض فنهض ادهم وهو يقف على قدميه وانحنى حاملا إياها بحنان شديد متجها لغرفته ثم وضعها على الفراش وقبل رأسها بحنان وتركها وخرج دون كلمة أخرى فنظرت له بتعجب وهى لاتعلم بما تفكر ولكن وجدته يدخل عليها حاملا صينية مليئة بالطعام ثم وضعها امامها قائلا ببسمة حنونة وهو يعيد شعرها خلف اذنها :

_ اعتقد انك مأكلتيش كويس من فترة طويلة، ايه رأيك ناكل سوا 

رفعت عينها له بنظرة عاشقة ثم امسكت يده التي تستقر أعلى رأسها وقبلتها بحنان واضعة اياها على خدها وهى تهز رأسها بالموافقة 

فابتسم لها ادهم وبدأ يطعمها ببطئ مستمتعا برؤيتها امامه وشعور انه أصبح يمتلك سبب للعيش لأجله وانه أصبح معه رفيق في وحدته يجعله يشعر بسعادة كبيرة 

أنهى الطعام ووضع الصينية بجانبه ولم يكد يعتدل في جلسته حتى ألقت ادهالي نفسها في احضانه هامسة له :

_ هو أنا قولتلك قبل كده اني بحبك 

ابتسم لها وهو يهز رأسه قائلا وهو يقترب منها اكثر :

_ بس احب اسمعها تآني 


استيقظ ادهم في الصباح بكسل شديد ونظر جانبه ولكن لم يجد هالي فأبتسم بحنان شديد وهو يبعد عن الغطاء ويلتقط ثيابه ليرتديها ويخرج قائلا بحب :

_ اكيد صحيت الصبح بدري عشان تعملي فطار 

بحث عنها ولكن لم يجدها في البهو فأنطلق للمطبخ وهو يتقدم ببسمة واسعة قائلا :

_ ليه ياقلبي تتعبي نفسك الصبح كده كنـــ.....

توقف عن الحديث وهو ينظر بغباء لهالي التي كانت تجلس على طاولة المطبخ وتمسك علبة كبيرة من المربى وتتناولها بشراهة تقدم منها ادهم ثم نظر للعلبة بيدها وهو يقول بعدم فهم :

_ فين الفطار؟ 

نظرت له ام فتحي بغباء قائلة وهى تتناول المربى :

_ فطار ايه؟؟ 

أشار ادهم للسفرة قائلا بعدم استيعاب لما تفعل :

_كنت بشوف زمان ان العروسة بتصحى بدري تعمل فطار لجو......انتي بتعملي ايه؟؟ 

توقف عن الحديث وهو يجدها تلتفت حولها تبحث عن شئ ما، تحدثت ام فتحي وهى تلتقط ساندوتش صغير وتعطيه لادهم قائلة ببسمة بريئة :

_لو جعان خد انا عملت ليك سندوتش

اخذ منها السندوتش وهو ينظر له بغباء ثم قال :

_ ده لحد ما تعملي الفطار؟ 

تحدثت ام فتحي وهى مازالت مستمر في الأكل بغباء :

_ فطار ايه؟؟ انت من وقت ما صحيت وانت عمال فطار فطار 

زفر ادهم وهو يلوح بيده ثم قال وهو ينظر السندوتش وقد استسلم للأمر الواقع :

_طب خدي ده وهاتي واحد مربي 

نظرت ام فتحي للسندوتش الذي في يده وقالت :

_ مهو مفيش مربى انا اكلتها فعملت ليك جبنة 

تحدث ادهم بتذمر وهو يتجه للثلاجه :

_ مليش فيه انا عايز مربى اشمعنا انتِ يعني بعدين أنا جايب علبتين مربى و... 

صمت وهو لا يجد اى مربى في الثلاجة فنظر لها بغباء قائلا :

_كان فيه برطمانين مربى هنا، فين؟؟ 

ابتسمت بغباء وهى تهبط من فوق الطاولة قائلة :

_ مهو انا يا حبيبي صحيت كده حسيت اني نفسي في مربى قمت... 

توقفت وهى ترى اقتراب ادهم منها بنظرات تطلق نيران وفي ثواني كانت تصرخ وتخرج خارج المطبخ وصراخها يعلو ويعلو وخلفها ادهم يصيح بها :

_ خلصتي المربى يا جذمة، ده انا هرجعك روح تآني على الاقل مكنتيش بتكلفيني 

توقفت ام فتحي على بعد منه قائلة وهى تشير له إلا يتحرك :

_خليك مكانك احسن اصرخ واقولهم بيتحرش بيا 

ضحك ادهم بسخرية قائلا وهو يغمز لها :

_وحيات امك بتحرش بيكي، طب انا بقى عايزهم يمسكوني تلبس 

ثم ركض لها بينما هى صرخت بفزع ودخلت غرفته وهى تحاول إغلاقه ولكنه فتح الباب وجذبها من ثيابها بعنف وهو يصرخ بها :

_خلصتي علبتين مربى يابنت الفلطوس انتي، هتفلسيني بدري يخربيتك ده مرتبي كده مش هيكفي وجبتين 

كادت تجيب عليه لولا نظرها لنقطة بعيدة عنه فنظر ادهم لما تنظر وجد الجميع يقف على باب الشقة وينظر لهم بغباء وبلاهة شديد فقال ادهم بعصبية وحدة وهو يخفي ام فتحي خلفه بسرعة :

_في إيه واحد وبيأدب مراته اول مرة تشوفوا واحد بيضرب مراته 

تحدثت ام فتحي وهى تحاول الفكاك من يده :

_خرج يابني ام التليفون وصور عشان هبهدله في محكمة الأسرة. 

تحدثت براءة وهى تنظر لهم بقرف :

_ هما دول اللي صحتونا مفزوعين عشانهم 

تحدث كريم وهو يمسح وجهه بنعاس :

_ هو انتم الاتنين ملتكم ايه انا عايز افهم، يعني قايمين مرعوبين واحنا مفكرين ابن عمها هجم عليكم تطلعوا بتتخانقوا على علبة مربى 

ضحك شاكر بسخرية وهو يقول :

_ وانا اللي كتفي انخلع وانا بفتح الباب 

نظر لهم سليم بإشمئزاز قائلا :

_ اقسم بالله ما شوفت علاقة نتنة كده 

ضحكت ام فتحي بشده فنظر لها ادهم بشر ثم تحدث للجميع :

_جرا ايه منك ليه فيه إيه يعني لما نتخانق على علبة مربى بعدين دي علاقتنا وبنمشيها بمعرفتنا واحنا متعودين على العفانة دي يلا بقى كل واحد على شقته 

ضرب الجميع كف بكف ورحلوا وهم يضحكون عليهم بينما ضمن ام فتحي ادهم من الخلف وهى تقول :

_ تفتكر يا ادهومي هيقولوا علينا مجانين 

ضحك ادهم بصخب وهو يستدير لها ويقبل خدها بحب :

_يقولوا اللي يقولوه ياقلب ادهم دي حياتنا وبنعيشها زى ما احنا متعودين، بعدين أساسا مفيش حد في العمارة عاقل غير عوض واهو على وشك انه ينضم ليهم. 

ضحكت ام فتحي بصخب ثم أمسكت يده وسحبته للمطبخ خلفها بينما هو يبتسم بعشق لها وفجأة تركت يده وانحنا أسفل الطاولة التي كانت تجلس عليها وتخرجت صينية كبيرة مليئة بالطعام وقالت وهى تضعها فوق الطاولة :

_ عملتك احلى فطار لعيونك ياباشا، بس كنت بختبرك  والحمدلله سقطت في الاختبار، بس تعرف لو كنت نجحت كنت هقول أنك اتغيرت وبقيت ممل بس thanks God لسه لسانك طويل كالعادة 

ضحك ادهم بشدة وهو يقترب ويضمها بحنان شديد وهو يقول بخفوت وحب :

_ ياقلب ادهم انتي ليكي دنيتي كلها اكيد مش هستخسر فيكي علبتين مربى بعدين الصراحة كان هيجرالي حاجة لو معملتش كده 

ضحكت وهى تضمه اكثر وتقول ببسمة :

_لا خليك زى ما انت كده، بحب اننا نفضل زى ما عرفنا بعض 

قبلها ادهم بحنان شديد ثم قال وهو ينظر لعيونها :

_حبيبتي هفضل دايما كده بس ده ميمنعش ان ادهم ساعات بيخاف على وردته فبيركن ام فتحي على جنب ويطلع ادهم بتاع هالفيتي 

ضحكت له وهى تجذبه ليجلس وتقول :

_ امبارح أنت اكلتني، والنهاردة دوري أنا 

ابتسم لها ادهم وفي داخله يشكر الله على عوضه. 


كان الجميع يعمل على قدم وساق وهم يجهزون للعرض الذي سيقام خلال ساعات قليلة من الأن، كانت منسقة الثياب تعمل هنا وهناك على الفساتين المطلوبة، وكانت منه هى المكلفة بالفستان الرئيسي تحدثت له منسقة الثياب وهى تمد يدها بغطاء كبير قائلا :

_  الغطا ده هتحطيه عليكي واول ما توصلي لنص المنصة هتشيليه تمام؟؟ 

هزت منه رأسها بجدية ثم قالت :

_ تمام فهمتك بالنسب للشوز هلبس اى واحد 

أشارت منسقة الثياب لإحدى الفتيات قايلة بصوت عالي :

_الشوز الروز يا ملك بسرعة 

ثم ذهبت بعيدا لترى باقي الفتيات، بينما نظرت منه لنفسها في المرآة وهى تقنع نفسها انها تفعل هذا لأجل والدها فقط. 

كانت شاهي تقف في الخارج وهى تتحدث مع منسق الاضواء :

_زود الإضاءة قدام كده هيبقى مش واضح لو سمحت مش عايزة غلطة 

تحدث المنسق وهو ينظر حيث تشير :

_ تمام يا شاهي هانم بإذن الله كل حاجة تكون زي ما تخيلتي 

ابتسمت له شاهي ثم تقدمت لمديحة التي تقدمت ومعها ابنها رامي مرحبة بهم بتكلف كبير :

_اووه مديحة هانم حقيقي بشكرك على قبولك لدعوتي 

نظرت لها مديحة من أعلى بكل تكبر وهى تقول :

_لولا أن رامي متعلق ببنتك يا شاهي عمري ما كنت فكرت اني اجي 

قال رامي وهو ينظر حوله بخبث :

_ خلاص يا مامي بقى عموما كلها ساعات وتبقى موني ليا ومراتي كمان، انا كلمت المأذون وهيجي على بعد العرض كده 

هزت شاهي رأسها ببسمة وهى تفكر في ردة فعل عبدالرحيم ولكن ما يطمئنها هو أن ابنتها ستكون معها هذه المرة 


فتحت مريم باب الشقة وهى تفرك عينها بنعاس فشعرت بقلبة على خدها، فتحت عينها بفزع وهى تنظر لكم قبلها فوجدته كريم وهو يقول :

_ صحي النوم ياكسولة، ايه ده كله لسه مصحتيش

نظرت له مريم بتشوش قائلة :

_مش انت اللي فضلت مسهرني طول الليل 

ضحك كريم عاليا وهو يدخل خلفها قائلا :

_ طب يلا يا باشا البسي لبسك عشان هنروح مكان حلو كده 

نظرت له بتعجب وهى ترتدي نظارتها :

_مكان ايه؟ 

اقترب منها كريم وهو ينزع نظارتها ويقول بحنان شديد :

_ مكان هيخليني ابص في عيونك زى ما انا عايز من غير ما تكوني لابسة النضارة 

لثواني لم تفهم مريم حدثه حتى أدركت فيما بعد قصده فنظرت له بحزن شديد ولم تكد تتحدث، حتى قال كريم بتحذير :

_اوعك يا مريم تكوني فاكرة اني بقول كده لاني مكسوف منك، والله لو عايزة يا مريم تقلعي النضارة من غير ما تعالجي عينك هكون انا عيونك ياقلبي وهرفع راسي بيكي قدام الناس كلها 

امتدت يده لتضم وجهها وهو يقبل عيونها بحنان :

_انا بس بعمل كده عشانك انتي يا ريمو، عشان تمشي رافعة راسك من غير ما تحسي ان الناس بتبص عليكي بس لو عليا فده اخر همي 

نظرت له مريم ثم هتفت بصوت منخفض :

_ انا خايفة من العملية يا كريم هتوجعني 

ضمها كريم بعشق وهو يهمس بصوت حنون :

_ قلب كريم هكون جنبك دايما ومش هسيبك أبدا في كل خطوة ياحياتي، ولو مش عايزة خلاص بلاها ياستي 

هزت رأسها بنفى وهى تمسح دموعها قائلة :

_  لا لا انا عايزة يا كريم عايزة امشي معاك ومحدش يقول اني مستاهلش حد زيك 

نظر لها كريم بغضب قائلا :

_مين اللي يقول كده؟ اعرفي انه غبي لأني انا مستاهلش ملاك زيك

نفخ وهو يقول بصعوبة :

_يا مريم انا ببقى خايف اجرحك غصب عني، وانتي زى البسكوتة كدة 

ضحكت مريم وهى تخرج من أحضانه قائلة :

_ طب هروح اجهز وجاية على طول ماشي 

ابتسم لها بحنان ثم اخرج أنفاسه بتعب فهو كان يخشى ان يجرحها بأى كلمة

خرج سليم من غرفته وهو ينظر لكريم بترقب قائلا :

_وافقت؟ 

هز كريم رأسه ببسمة فضمه سليم بقوة وهو يقول :

_ الحمدلله كنت خايف ترفض تآني او تفهم غلط 

بادله كريم العناق وقال :

_مريم محظوظة بيك يا سليم والله، عندها اخ حنون زيك كده 

ابتسم له سليم وهو يقول :

_ ما انت التاني اخويا يا كيمو 

ثم جذبه من ثيابه بحدة قائلا بتحذير :

_ ولا حضرتك عندك رأى تآني 

ضحك كريم وهو يعانقه :

_لا ياباشا ده انت اخويا وابويا لو عايز 


دخل ادهم للمنزل بعدما فتحت له ام احمد وقد قرر ان يصارحها بكل شئ، فوجدها تنظر له ببسمة حنونة 

كعادته قائلة :

_وازعل ليه يابني؟؟ بالعكس لما عرفت انك اتجوزت فرحت واطمنت عليك أن بقى معاك اللي يراعيك، عقبال بكا احمد يطمني عليه يارب

نظر ادهم لها بتردد كبير ثم نهض وجلس على ركبتها أسفل قدمها وقال بعيون يكبح بها الدموع بصعوبة :

_ مش انتي بتعتبريني زى احمد؟

تعجبت ام احمد حالته تلك وهزت رأسها وهى تربت على خده بحنان قائلة :

_ربنا اللي يعلم يابني غلاوتك من غلاوة احمد بالضبط

هبطت دمعة من ادهم وهو يقول :

_ وانا امي ماتت من صغري وبقيت يتيم، بس بس انتي هتكوني امي صح؟ 

هزت رأسها بأيحاب وهى تبكي لدموعه دون أن تعرف سببها :

_ صح يا حبيبي انا امك يا ضنايا

بكى ادهم اكثر وهو ينحني على يدها مقبلها اياها :

_ سامحيني ارجوكي سامحيني، انا اسف يا أمي

وصلت حيرة ام احمد لاقصاها وهى تراقب بكاء ادهم قايلة بعدم فهم :

_ مالك يا بني قطعت قلبي، واسامحك علي إيه يا حبيبي هو إنت عمرك زعلتني حتى

قال ادهم وهو ينظر لها من بين دموعه :

_ مش انتي طول عمرك بتقولي عندي خمس عيال، انا وسليم وشادي وكريم واحمد 

هزت رأسها بإيجاب وهى تشعر ان القادم لن يكون هين فأجمل ادهم وقد علت شهقاته :

_ربنا اخد أمانته يا أمي، واخذ واحد من عيالك الخمسة عنده 

نظر له ام احمد بعدم استيعاب ودموع تهبط وهى تشعر بقلبها يتفتت بشدة :

_ احمد؟؟ 

بكى ادهم اكثر وهو يهز رأسه قائلا بدموع :

_كان بيحبك آوي ووصاني عليكي قبل موته، وبيقولك تدعيله يا أمي ادعيله كتير 

بكت ام احمد بعنف وهى تصرخ وترثي نفسها لفقدان فلذة كبدها :

_ احمد يا ضنايا يابني، موت بعيد عن حضني يا حبيبي، موت من غير ما اشوفك، ليه يابني ليه تعمل فينا كده 

ازداد بطليها وهى تصرخ بوجع :

_ يا رتني ما وافقت يارتني ما خليته يسافر بعيد عني يارتني ما سيبته 

وقف ادهم سريعا وضمها اليه وهو يحاول ان يهدئها وكان بكائها يقطع نياط قلبه اخذ يحاول تهدئتها جنى سكنت بعد مرور ساعات وهى تنظر للفراغ امامها فقال ادهم ببكاء :

_طب ردي عليا طيب عشان خاطري هو أنا مليش خاطر عندك، مش لسه كنتي بتقولي اني ابنك زيه، مش بتحبيني زيه ولا إيه؟؟ 

نظرت له ام احمد بدموع ثم ضمته لقلبها وهى تقول :

_  وجع قلبي اوي يا ادهم وانا مش عارفة اندفن فين ولا حصله ايه

حاول ادهم ان يطمئنها :

_متخافيش والله هو اندفن واتكرم يا أمي، وكمان كان سايبلك الجواب ده والبطاقة دي، كان قلبه حاسس انه مش هيشوفك فحاول يسيبلك حاجة تفتكريه بيها

نظرت ام احمد للرسالة بدموع ثم انتبهت للبطاقة البنكية وقالت بدموع :

_احمد اللي بعتها

نظر ادهم للبطاقة التي قام كريم بإستخراجها وتبرع كل شخص منهم بمبلغ كبير وخاصة زين الذي وضع به تقريبا مبلغ بضعف حجم المبلغ الذي جمعه من الجميع وهذا حتى لاتشعر لاحقا انها تمثل عبء على احد او تشعر انها ثقيلة على غيرها

هز ادهم رأسه ببسمة وقال وهو يمسح دموعه :

_ايوة دي كل الفلوس اللي هو جمعها في الغربة بدون ما ينقصوا مليم وهو كتب انهم يسلموا ليكي انتي لانه ملوش غيرك.

ضمت ام احمد الرسالة والبطاقة بدموع وهى تقبلها بشدة وتبكي، 

بينما ادهم اغمض عينه بوجع وقد أنهى واخيرا هذه المهمة الصعبة ولكن عليه أن يخبر هالي بالبقاء معها أثناء عمله حتى لا تترك نفسها للحزن فتسوء حالتها.


بدأت العارضات تنطلق على الممر المصصم لسيرهن واحدة تلو الأخرى تحت نظرات امتعاض من عبدالرحيم ونظرات فخر وتكبر من نظرات الإعجاب وكاميرات الصحافة التي ترصد وتوثق كل لحظة من هذا الحدث الكبير والذي يمثل نقطة تحول في حياة شاهي هانم.

واخيرا انخفضت الاضواء استعدادا للفستان الأساسي لهذا العرض، شعرت شاهي بالحماس الشديد ونسبة الادرينالين تزداد في دمها.

تقدمت منه بخطوات مدروسة رشيقة جدا وهى تمسك الغطاء الذي يخفي جسدها كله كما اخبرتها منسقة الازياء ولكن فجأه تشنجت تعابير الجميع وهم يستمعون لتغير الأغنية التي كانت موضوعه بأحد أغاني المهرجانات الشعبي والتي كانت ( محدش يتوقعني)

نهضت شاهي بفزع من هذه الاغنيه بينما ابتسمت منه من أسفل الغطاء وأخذت تؤدي بيدها حركات شعبية حتى وصلت لمنتصف المنصة وهنا نزعت الغطاء لتصدح شهقات الجميع وهم يرون منه ترتدي عباءة شعبية سوداء وتلف حجاب على شعرها بإهمال وهى ترقص رقص شبابي بأستخدام يدها وهى تتحرك بحركات مستفزه لوالدتها وتغني مع الأغنية :


محدش يتوقعني بِغَيْب بِغَيْب وَارْجِع تَسْمَعُنِي 

بِغَنِيّ رَأْب وبغني الشَّعْبِيّ 

بنزل ساحتي اعْمَل قَلْبَان وفيش حَدّ هيمنعني 

وَلَا عَلِيٌّ وَرَا خَطَؤُه يُرْجِعُنِي 

وَاللَّيّ فِي وَقْتِ الشِّدَّة لدعني 

حَقِّي رَاجِعٌ مَش قلقان 

حَقِّي رَاجِلٌ مَش قلقان 


فتحت شاهي عينها بفزع من تلميحاتها وحركاتها الشعبية تلك ولكن شهقت بفزع وهى ترى عبدالرحيم يغني مع ابنتها ويقوم بحركات تشبهها وهو يقترب من شاهي ويغني لها بسخرية:

بَعد ياعيني وَبَعْد يَا لَيْلِي 

وَبَعْدَ مَا قَالَ إنَّهُ ملوش غَيْرِي 

وَإِنِّي نَصِيبُه هُو نَصِيبِي 

وَأَنَّهُ فِي عِزِّ الْجُرْح طَبِيبِي 

سَبَّنِي وَرَاح لِمَكَانِه التَّأَنِّي 

سَبَّنِي وَبَعْدَه يَا نَاسِي بعاني 

سَبَّنِي أَنَا عَايِش عَلِيّ أحْزَانِي 

أَنَا اللَّيّ كُنْت عشانه بضحي 

جِئْت عَلِيّ نَفْسِي وَجِئْت عَلِيّ رَاحَتَي 

متخيلتش أَبَدًا يَوْم أَنَّهُ يَكُونُ هُوَ إلَيّ جارحني 

أَنَا طَيَّب مَش شِرِّيرٌ تَلَقَّانِي بِجَرْي معاك ف الْخَيْر 

الْمَبْدَأ كَان تَقْدِير وانتو الْمَبْدَأ كَان تَغْفِيل 

الْعَيْش وَالْمِلْح بتاعكو عَمِلْت غَسِيلٌ مُعَدَّة ورجعتو 

علشان صونتكوا وانتو خدعتوا. 

ثم اخذ عبدالرحيم يصفر لابنته وهو يقول بصوت عالي :

_ that's my girl 

ثم ابتسم بشماتة لشاهي قائلا :

_بنعرف نتكلم انجلش برضو 

انهي كلامه بغمزه ثم صعد على ممر العارضات وهو يمسك يد ابنته ويصفر بصخب ويقوم بحركات شعبيه مع ابنته والصحافة بدأت تصور هذا الحدث الذي لا يتكرر أبدا 

واخيرا انتهت الاغنيه وامسكت منه الميكرفون وهى تنظر لوالدتها ببسمة واسعة :

_وزى ما انتم شايفين سيداتي سادتي، أنا بعتزل المهنة القذرة دي وبعتزل العالم المزيف ده، وهروح اشهق على الملوخية لزوجي قرة عيني وشكرا. 

ثم ألقت الميكرفون بعنف ونظرت لوالدها الذي هز رأسه لها ببسمة فرفعت عبائتها وركضت خارج ذاك المكان وهى تضحك بصخب ثم صعدت للسيارة وهى تقودها بسرعة وتصرخ :

_ واخيرا انا حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة


كان يجلس في غرفته وهو ينظر لبعض الأوراق امامه و يدخن سيجارته في هالة من الغموض التي تسبب الرعب لمن يراها ولكن سمع طرق على باب غرفته فتحدث بصوته الخشن المعروف:

_تفضل 

تقدم اليه احد الشاب والذي يشبهه كثيرا حيث كان ذو قمة طويلة مع جسد رياضي بإمتياز وملامح مرعبة وعيون تجعل من امامه يموت رعبا، تقدم من جده قائلا بنبرة توحي ان القادم ليس سهلا أبدا :

_جدي 

نظر أليخاندرو فوستريكي لحفيده الأكبر معيرا اياه كامل انتباهه فقال انطونيو  فوستريكي بنبرة تشبه الجحيم :

_ ابنة عمتي 

اعتدل أليخاندرو في جلسته جيدا ونظر بأعين مخيفة لحفيده قائلا :

_ مابها صغيرتي انطونيو ؟؟ اكتشف احد امرها؟؟ 

قال انطونيو بنبرة مرعبة حد الموت:

_يبدو أن مؤنس الشريف كان يخدعنا طوال تلك السنين، وقد نسى وعده بحماية الصغيره هالفيتي. 

في ثواني كان الباب يُفتح بعنف ويدخل منه ثمان شباب لا يختلفون عن انطونيو او أليخاندرو كثيرا. 

فقال أليخاندرو وهو يرمقهم بنظرات مخيفة :

_اذا تجهزوا للذهاب لمصر فهناك من يبحث عن جحيمه. 

تغيرت نظرات كل الموجودين في تلك الغرفة لدرجة تجعلك تبكي رعبا من اشكاكلهم فهمس انطونيو بفحيح :

_ سوف اجعله يتوسل الموت...... 


٢٣

#روح_ملاكي

#عصابة_الحي

#الفصل_الثالث_والعشرين


البارت بدري عشان إللي كان طالب اني انزل بدري


_________________®


۞ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين ۞

تشتَد وتشْتد وتَشتد ، ثُمَّ يأتِي الفرَج من حِيث لا تحتسب .

فكُن علَى ثقَه بِالله دائمًا ، ستأتِي بَعدَ زحام البلاء أفراح ! 🌸


صلوا على نبى الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم 


كان صدى خطواته تصدح في ذلك الهدوء المحيط به، اقترب اكثر من فراشها حتى وصل له وجلس على حافته ومد يده ليرجع شعرها للخلف وهو يبتسم ابتسامة عاشقة، ولكن فجأة وجدها تفتح عينها بفزع وتنتفض من فراشها وهى تنظر حولها برعب وبمجرد رؤيته حتى ارتمت في احضانه بسرعة ولهفة وهى تتنفس بعنف، بينما هو ضمها بقوة وهو يهمس لها بكلمات مهدئة يحاول بها ان يجعل جسدها يرتخي ثم ابعدها عنه وضم وجهها بحنان قائلا :

_ انا جنبك يا قلبي انا جنبك متخافيش

نظرت في عيونه نظرة قتلته ثم بكت وهى تقول :

_ كان هيقتلني، كان هيقتلني يا فادي

ضمها فادي بسرعة وخوف وهو يحمد الله على سلامتها قائلا:

_ لو كان ده حصل كنت هموت وراكي يا حسناء، انا حاليا عايش عشانك انتي واخواتي وبابا وبس ولما اخسرك هكون عايش بجسمي اسوء عيشة

ضمته حسناء وهى تحاول منع دموعها من الهبوط وتتذكر تلك اللحظات التي شعرت فيها بقرب أجلها وصعوبة شديد اجرت إتصال بفادي حيث كان آخر رقم تحدثه ولكن لم تستطع نطق كلمه واحد وسقطت مغشيا عليها مودعة تلك الحياة، بينما من الجهة الاخرى كان فادي يصرخ بها ان تجيبه او تقول اى كلمة ولكن لم تجيب بل كانت دموعها تهبط دون ارادة منها، استطاع فادي أن يتتبع مكانها ووصل لها في أسرع وقت وجدها تحاكي الموت لا يريد أن يتذكر حالته وقتها فقد كان في حالة انهيار حرفية حيث كان يصرخ كالأطفال لولا احد أصدقائه الذين استوعبوا الموقف واسعفوها للمشفى بسرعة ورغم ذلك تعرضت لمضاعفات بسبب خسارتها لدماء كثيرة، بقيت في المشفى كل تلك الأيام تحت الملاحظة وفقط البارحة استفاقت وهى تحاول الصراح ظنا انها ما زالت تعيش ذلك الكابوس مجددا ولكن وجدت فادي بجانبها يضمها ويطمئنها.

تنهد فادي بهدوء ثم ابعدها بحنان وهو يقول بعشق :

_ نامي ياقلب فادي نامي وارتاحي وانا جنبك دايما 

ابتسمت بضعف له ثم ارخت رأسها على وسادتها وهى تتمسك بيد زوجها وحبيبها بينما فادي كان يحرك أصبعه على باطن يدها بشرود وهو يفكر فيما هو مقدم عليه، فهو لن يدع إخوته يفلتون بفعلتهم تلك.

قاطع شروده اتصال من المنزل فأمسك الهاتف ليجيب بتعجب قائلا :

_ نعم يابابا فيه حاجة؟؟

فجأة شعر بتجمد الدماء في جسده فركض للخارج بسرعة وهو يصرخ في الهاتف :

_ امنعهم يا بابا امنعهم ارجوك، أو آخرهم انا جاى على طول متقلقش ماشي خليهم يستنوني اعمل اى حاجة يا رؤوف يا شريف


®________________®


فتحت شادية غرفة شادي الذي كان يغط في نوم عميق ومن خلفها كانت تقف منه وهى تبتلع ريقها وتشعر بضربات قلبها تكاد تُسمع الجميع، تقدمت شادية من فراش شادي وهزته بلهفة وهى تقول :

_ شادي، انت يازفت اصحى البت منه مستنياك برة، انت ياض قوم

خرجت في ذلك الوقت براءة وهى تأكل جزر وتنظر بترقب لما يحدث.

زفر شادي بضيق وهو يبعد يد شادية عنه :

_ يا شادية حرام عليكي نفسي انام يوم طبيعي في ام العمارة الزفت دي، يا جدعان ارحموني بقى

ضربته شادية بجدة على كتفه وهى تنظر لمنه التي تنتظر بالخارج :

_ انت ياض متخلف بقولك البت جاية عشانك تقولي عايز انام قوم شوفها يا رخم بعدين نام براحتك

فتح شادي عيونه بنعاس شديد ثم رفع رأسه قليلا وتحدث بحنق :

_ وانا عايز انام يا شادية، اقولك خليها تيجي تنام معايا

ثم رفع يديه الاثنان قائلا ببسمة  لمنه التي دخلت الغرفة :

_ تعالي يا منه، تعالي ياقلبي نامي جنبي

نظرت له شادية بغضب وكادت تصرخ به ولكن فتحت فمها ببلاهة شديد وهى ترى منه تتجه له بسرعة وهى تلقي نفسها في احضانه فضمها  بشده وهو يقبل رأسها بحنان هامسا :

_ شليتي ماما ياقلبي

هزت منه رأسها ببسمة فأبتسم هو وضمها قائلا بنعاس:

_ طب نامي ياحياتي ، وانتي يا شادية اقفلي الباب وراكي

صفرت براءة من الخارج وهى تصفق بيدها قائلة:

_ الواد ده معلم شوفتي اخدها بالحضن ازاى

كانت شادية لا تستوعب شئ ولكن بدون وعى خرجت وأغلقت الباب كما قال شادي ونظرت لبراءة قليلا ثم قالت:

- هما جوا سوا ولا انا كنت بتخيل

قالت براءة وهى تقطم الجزرة بإستمتاع :

_ ده ظرفها حتة حضن إنما ايه عالمي

واخيرا استوعبت شادية ما يحدث فركضت للغرفة وهى تنوي قتله ولكن خرج عوض من غرفته وهو يناظرها بتعجب قائلا :

_ مالك يا شادية شايطة كده ليه؟ 

نظرت له شادية بشر ثم صرخت وهى تشير للغرفة :

_ ابنك اللي مترباش واخد البت في حضنه ونايم ولا على باله

كرمش عوض ملامحه بإنزعاج قائلا :

_ بت مين دي؟

قالت شادية وهى تتخصر بضيق :

_ البت منه

ابتسم عوض وهو يمسك والدته من كتفها قائلا :

_ حقك عليا انا الموضوع تم امبارح بسرعة ونسيت اقولك

نظرت له شادية بتعجب قائلا :

_ تقولي ايه

ضحك عوض وهو ينظر لملامحها الفضولية هى وبراءة قائلا :

_ ان امبارح شادي اتجوز منه

وفي ثواني كانت زغاريد براءة تصدح في الشقة كلها بل العمارة وهى تصفق قائلة:

_ اشطا على الخباثة يا عوض، مقبولة منك

كانت ملامح شادية غير معروفه فقالت وهى تشير للغرفة :

- اتجوزوا إزاي يعني

سحبها عوض خلفه وهو يجلسها على الاريكة بجوار براءة قائلا بتمهل :

_ هقولك بصي ياستي امبارح شادي كلمني انزله تحت ضروري واما نزلت لقيت ابو منه تحت وقالنا ان منه في خطر وان امها ناوية ليها على شر


F. B


تحدث شادي بعدم فهم قائلا :

_انا مش فاهم حضرتك خطر ايه اللي منه فيه

سقطت دموع عبدالرحيم بقهر قائلا :

_امها الله يسامحها بكرة ناوية تجوزها غصب عنها من واحد زى اختها أساسا كل ده عشان الفلوس

انتفض شادي بفزع قائلا :

_ ومنه موافقة؟؟

نظر له سليم بتحذير وهو يحذبه ليجلس مجددا ثم قال لعبدالرحيم :

_ أتفضل كمل

اكمل عبدالرحيم وهو يمسح دموعه بحسرة :

_ في مرة كنت راجع من الشركة وسمعت صوت في المكتب روحت عشان اشوف فيه إيه لقيتها واقفة بتكلم حد وتقوله انها خلاص اخدت توقيعي على صفقة مشبوهة واني لو اعترضت على جواز بنتي برامي هتحبسني، وانها هددت منه انها لو نطقت بكلمة هتنفذ اللي في دماغها، ومنه سكتت لأنها خافت عليا، هتدمر نفسها عشاني

انهي حديثه وهو ينفجر في البكاء فنهض ادهم وجلس على ركبتيه وتحدث بوجع قائلا :

_اهدى ارجوك والله كل حاجة وليها حل انت بس اذكر الله كده وسيبها على الله وعلينا

نظر له عبدالرحيم بوجع وقهر هاتفا:

_ انا والله مستعد اعمل كل حاجة بس ساعدوني انقذ بنتي من ايدها، انا والله عندي استعداد انحبس ولا انه يجرالها حاجة

هبطت دموع ادهم وهو يقبل يده ويقول بوجع :

_ تعرف كان عندي استعداد اني اضحي بكل ما املك عشان يكون عندي اب يحبني ويخاف عليا كده

ربت عبدالرحيم على رأسه بحنان فأكمل ادهم ببسمة :

_ اطمن يا غالي مش هيجي بكرة غير وتكون منه هنا في وسطنا وانت كمان معاها

ثم نظر لكريم وقال :

_ تعرف تتصرف في الحوار ده يا كريم

مسح كريم دموعه وهز رأسه قائلا :

_ لو هى محتفظة بالورق على اى جهاز انا اقدر امحيه خالص

هز عبدالرحيم رأسه برفض وهو يبكي اكثر :

_ لا ده عندها في خزنة الدار بتاعتها، الورق ده خلت السكرتير بتاعي يمضيني عليه واستغلت اني مش عطيه خوانه

نظر الجميع لبعضهم البعض بقلق حتى هتف شاكر قائلا :

_ انا اقدر اجيبه ليك

نظر له الجميع بتعجب فقال شاكر ببسمة :

_ ايه بتبصوا كده ليه انا اقدر اجيبه فعلا

تحدث كريم وهو ينظر لوالده بدهشة قائلا :

_ تجيبه ازاى

ابتسم شاكر قائلا بخبث شديد :

_ هبعتلها حرامي من عندي 

فتح الجميع افواههم بصدمة فأكمل شاكر بضحكة :

_ هخلي واحد من الحرامية المتمرسين يروح يفرغلها الخزنة من كل اللي فيها

ضحك سليم بشده وهو يقول :

_ وايش ضمنك بقى انه يجيبهم ليك بجد

قال شاكر بمكر:

_ متخافش انا ضامنه

نظر الجميع لبعضه طويلا ووافقوا شاكر على اقتراحه وبالفعل نهض شاكر واتجه مع عوض للمركز وقام لإخلاء سبيل احد اللصوص قائلا :

_ عارف انك توبت بس دي حالة انسانية لاب واقع في مشكلة وبنته هتضيع منه، مش انت عندك بنت برضو اعتبرها مكان بنتك وانقذ حياتها اللي هتدمر ، هتساعدني؟ 

هز الرجل رأسه ضاربا على رقبته قائلا :

_ رقبتي سدادة يا باشا، وانا هساعدك لاني مرضاش لبنتي الاذى وأكيد مرضاش لاب ان قلبه يتحرق على بنته 

ابتسم شاكر وهو يربت على كتفه قائلا :

_ ووعد مني هكتب فيك تقرير حسن سير وسلوك يحسن من موقفك وكمان اخرجك وترجع لبنتك بالسلامه يا سمير

ابتسم المدعو سمير ثم قال بخبرة :

_ قولي هعمل ايه ياباشا وانا هعمله بالحرف

وبالفعل اخبره شاكر كل المطلوب بعد أن اخترق كريم نظام المراقبه والحماية في دار الازياء وتمت العملية بنجاح وأعاد شاكر سمير للسجن مع وعد بالمساعدة

امسك عبدالرحيم الورق بيده وهو يبكي قائلا :

_ مش عارف اقولكم ايه بجد ربنا يكرمك يارب، جميلكم ده فوق راسي، اطلبوا كل اللي انتم عايزينه وانا هنفذه

نظر سليم له ببسمة ثم قال بمكر :

_ طب انا عندي طلب

نظر له الجميع بتعجب وعبدالرحيم رمقه بلهفة :

_ اطلب كل اللي انت عايزه وانا هنفذه

قال سليم وهو يتحرك ليجلس على يده مقعد شادي ضامما اياه له قائلا :

_ عايزين نفرح الواد الغلبان ده ونجوزه والصراحة بقى هو طالب القرب منك في بنتك، ومش عشان إللي عملناه من شوية والله بس هو بيحبها وصدقني هيسعدها و

قاطعه عبدالرحيم وهو يقول ببسمة :

_ وانا موافق وهتصل بمنه تيجي دلوقتي

أطلقت ام فتحي زغرودة و كانت تستمع من بعيد حيث كانوا يتجمعون في منزل ادهم

ضحك ادهم وهو يتجه لها قائلا وهو يجذب اذنها  :

_ بقينا نلمع اوكر يا ام فتحي

تألمت ام فتحي قائلة بسرعة :

_ والله أبدا بس سمعت صوتك وانت بتعيط فخوفت وجيت اشوف مالك 

ابتسم ادهم وضمها من كتفها وهو يقبل رأسها بحنان :

_ انا بخير طول ما انتي جنبي 


وبالفعل هاتف عبدالرحيم منه واتت وتم عقد قرانها هى وشادي بحضور رجال العائلة وأم فتحي وكان شادي يود في ان تبقى معه ولكنها رفضت ذلك ليس قبل أن تذيق والدتها بعضا مما عاشته

B

  أنهى عوض حديثه فنهضت شادية وهى تطلق زغرودة ومعها براءة حتى انتهت كلل منهما وهما يعانقان بعضها البعض


®_______________® 


في المطار

كان التسعة شباب يسيرون جنبا إلى جنب في مشهد مهيب لمن يراهم فلا ترى كل يوم تسع شباب من اوسم شباب العالم يرتدون جميعهم اللون الاسود مع اختلاف الشكل فتجد أحدهم يرتدي بذله سوداء واخر يرتدي ثياب غير رسمية سوداء واخر يرتدي تيشرت وبنطال وفوقهم بالطوا جلدي اسود، كان مظهرهم يدعوك لإخراج هاتفك والتقاط صورة لهم 

وخلف التسع شباب كان يسير بكل شموخ منافي لعمره تماما فهذا ليخاندرو فوستريكي، من أخطر رجال العالم، وهؤلاء احفاده التسعة والمعروفين بأبواب الجحيم التسعة فكل منهم يعتبر باب للجحيم فقط تكفي نظراتهم لتحرقك حيا 

وقف الجميع امام المطار فتحدث انطونيو للجميع قائلا بنبرة مرعبة :

_ لا تدعوا له ذكرى في هذه الأرض 


®__________________® 


كان ادهم يمر على حالاته في المشفى فسمع صوت ضحكة سامي تأتي من آخر الممر فمسح على وجهه بإرهاق قائلا :

_ جينا للمصايب 

اقترب منه سامي وهو يقول بضحكته المعهودة :

_ دكتور ادهم ههههههههه الحق ههههههه في مشكلة كبيرة آوي هههههههههه شكلها المرة دي فصل من النقابة كلها هههههههههههه دكتور عزمي عايزك بسرعة ههههههه

دفعه ادهم بحنق قائلا :

_ هتوقع ايه منك اكيد مصيبه، انكشح من خلقتي جاتك مصيبة يا أخي تخلصنا منك ومن ضحكتك دي يا سمج 

ذهب ادهم وضحكات سامي تترد خلفه، وكما هو المعتاد عند حدوث مشاكل في العمل وجد الجميع ينتظر امام الباب ليستمع وبمجرد رؤيته ابتعد الجميع مفسحين له الطريق ليصبح كما لو كان ممر شرفي :

_ محسسني اني ماشي على الريد كاربت اوعوا من خلقتي جتكم البلى 

تحدثت هناء بفضول كعادتها:

_ هو إنت عملت ايه يا دكتور؟ 

نظر لها ادهم وهز رأسه بعدم معرفة :

_ والله ما اعرف يا هناء انا زيي زيك بس اوعدك لما اعرف هتكوني اول واحدة تعرفي عشان تلحقي تنشري الخبر قبل ما حد يسبقك 

هزت هناء رأسها بحماس ثم أشارت له ان يدخل :

_ طب بسرعة طيب عشان تلحق تخلص قبل الاستراحة 

دق ادهم الباب ثم فتحه ودخل بحنق وهو يقول :

_ آه صح نخلص تهزيق قبل الاستراحة عشان تقطعوا فروتي براحتكم 

دخل المكتب وهو يقول ببسمة غبية :

_ زوما يا زوما يا زوما طب والله واحشني 


®___________®

كانت مريم تتعلق بذراع كريم ولا ترغب في الذهاب للدكتور ومعهم سليم  الذي كان يحاول ان يجذبها وهى تتعلق في ذراع كريم بعنف شديد:

_ لاااا مش عايزة خلاص غيرت رأيي مش عايزة خلاص 

كان سليم يجذبها من خصرها وهى تتعلق بذراع كريم الذي كان يصرخ :

_ يا سليم سيبها يا أخي هتخلغ دراعي دي عاملة زى الخفاش لازقة بغرا 

تركها سليم بضيق وهو يقول بتحذير :

_ مريم مش بنهزر، المفروض انهاردة نحدد معاد العملية اخلصي 

هزت مريم رأسها برفض وهى تختبئ في كريم ودموعها تسيل على وجنتيها :

_ لا مش عايزة، قوله يا كريم اني مش عايزة خلاص مش عايزة حاجة 

ربت كريم بحنان على رأسها ثم نظر لسليم قائلا :

_ خلاص يا سليم سيبها دلوقتي ولما تهدى ترجع تاني 

صاح سليم وقد نفذ صبره :

_ دي تالت مرة يا كريم دلعك ده هيفسدها 

نظر له كريم بحده قائلا بتحذير :

_ ملكش دعوة بيها يا سليم حتى لو معملتش العملية ميهمنيش 

زفر سليم بعيد ثم لوح بيده وتركهم ورحل بينما نظر كريم بحزن لمريم وجذبها حتى يخرجوا وهى تتابع حزنه ذاك بألم ولكن ماذا تفعل ذلك الخوف بداخلها يمنعها من فعل اى شئ، ولكنها ستحاول من أجل كريم. 


®___________®


كان مؤنس وشامل يتحركون نحو سيارتهم بسرعة كبيرة ومرعبة وشامل يحمل سارة دون رغبتها وهى تصرخ ولكن قام بضربها بعنف لتسقط كغشيا عليها وخلفه مؤنس يحمل والده الذي خدره مغادرين ذلك المنزل بأسرع ما يمكنهم، فقد وصلت له اخبار من جواسيسه في قصر أليخاندرو انه قد وصل لمصر مع احفاده وقد علموا بما كان يفعله طوال تلك السنين، كان مؤنس يشعر برعب يكاد يفتكه في أرضه 

صعد مع شامل في سيارتهم بسرعة كبيرة واتجهوا للمطار بطريق غير الطريق المعروف، في نفس الوقت وصلت سيارة فادي والذي اسرع خلف سيارات إخوته حتى وجد نفسه يقف في مهبط طائرات وهناك طائرة خاصة تم وضع اخته وابيه بها وشامل ومؤنس يقفون امام الطائرة بإنتظار شئ، ارهف سمعه جيدا فعلم انهم قد ارسلوا لخطف هالي لكى يضمنوا من خلالها عدم المساس بهم من قِبل عائلة والدتها 

اخرج هاتفه بسرعة كبيرة وهو يحاول مهاتقة ادهم ولكن كان هاتفه يرن حتى يتوقف، شعر بقلبه يتوقف برعب فهاتف كريم بسرعة وانتظر قليلا حتى سمع رد كريم فقال بسرعة ورعب :

_ كريم الحق هالي بسرعة مؤنس بعت  حد يخطفها زمانهم وصلوا ليها بسرعة ابوس ايدك دول ناويين ياخدوها ويسافروا بره مصر، وادهم مش بيرد خالص 


®___________®


عاد ادهم لمكتبه بعدما انتهى من تقريع عزمي له كالعادة وجلس بتعب وهو ينظر حوله فلمح هاتفه، تذكر  انه نسى أخذه أثناء ذهابه، فحمله ليتصل بهالي ولكن وجد مكالمات كثيره من سليم وكريم وفادي واخرهم رسالة من فادي  جعلت الدماء تتجمد بعروقه وشعر وكأن العالم يدور به فنهض بتثاقل وهو يرى عامله ينهار امام عينه فركض بجنون في ارجاء المشفى 

كانت هناء تسير وهى تقص لإحدى الممرضات ما حدث لادهم فوجدته يركض بطريقة مرعبه جهتهم فقالت بخوف ان يكون سمعهم :

_ دكتور ادهم انا 

لم تكمل كلامها بسبب تخطي ادهم لها وهو يكاد يسقط أرضا من الرعب، يشعر برغبة في البكاء يريدون اخذ السبب الوحيد الذي يعيش لأجله 


كان سليم وكريم في السيارة ولكن كان الطريق متوقف بشكل مزعج فهبط سليم وقد نفذ صبره واخذ يقفز من فوق السيارات ويركض مثل المجنون في الشارع بينما كريم لم يستطع ترك مريم التي كادت تنهار من الخوف، و كريم بجانبها يشعر ان قلبه يرتجف رعبا فإذا حدث ما خطط له مؤنس سيخسرون ادهم وللابد. 

®___________®


كانت هالي تحمل بعض الملابس التي احضرتها سابقا مع ادهم وخرجت من شقتها لتريها لبراءة وشادية واشرقت في الأعلى ولكن بمجرد أن اغلقت المنزل واستدارت صرخت بفزع وهى ترى رجال ضخام الجسد يتوقفون أمامهم ومظهرهم مرعب أطلقت صرخة عالية وهى تحاول الهروب منهم ولكن امسكها أحدهم وكتم فمها، بينما هى تتحرك برعب شديد وتشعر ان قلبها سيتوقف من الخوف. 

هبطت شادية واشرقت وبراءة برعب بسبب صرخة هالي ولكن توقفوا بفزع لرؤيتهم بعض الرجال يحاولون سحبها للأسفل فأخرجت براءة هاتفها واعطته لشادية بسرعة وهى تصرخ بها :

_ اتصلي بزين بسرعة 

انهت حديثا وهى تركض للرجال وحاولت ضربهم فأصابت أحدهم في عينه بضربة عنيفة وكادت تضرب الاخر فأمسكها أحدهم بغضب وضرب رأسها في الجدار بعنف جعل دمائها تتفجر فصدحت صرخة اقتلعت قلب زين الذي كان يحدث شادية على الهاتف

ركض زين خارج عمله وهو يصرخ بالهاتف كالمجنون :

_ برااااااااااءة، حصلها ايه يا شادية براءة حصلها ايه 

لم يلقى جواب فصعد لسيارته وقادها دون أن يعير اى شئ امامه أهمية. 


بكت أشرقت برعب وهى تحاول التقدم منهم لإنقاذ هالي ولكن وجدت أحدهم يرفع المسدس عليهم فتوقفت برعب هى وشادية التي كانت تشعر بوجع في قلبها 

بينما هالي كانت تبكي بشدة وهى تصرخ :

_ ادهــــــــــــــم. 

استطاع الرجال سحب هالي للخارج والقوها بعنف في السيارة بينما ركضت أشرقت لبراءة التي كانت تنزف بعنف وهى تحاول أن تحركها لعلها تستجيب ولكن دون فائدة

خرجت السيارة من الشارع في نفس الوقت الذي هبط فيه ادهم من السيارة ولمحها تقاوم الرجال في السيارة فصرخ صرخة شقت قلوب من حوله :

_هالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

وجد سائق السيارة التي تحمل هالي شخص يتوقف امامه فأمره احد الرجال بإكمال طريقه حتى لو عبر من فوق جثته صرخت هالي برعب وهى تتحرك بعنف حتى ضربها أحدهم فسقطت مغشيا عليها بينما كادت السيارة تدهس ادهم الذي كان أكثر من مرحب بالموت لو كان بعدها هو المقدر، ولكن لآخر لحظة شعر بمن يجذبه بعنف وعبرت السيارة من أمامهم مكملة طريقها، سقط ادهم في أحضان سليم الذي كان يحكم ذراعيه حوله، ولكن ادهم كان يبكي ويصرخ بحالة هستيريه وهو يحاول أبعاد سليم عنه :

_ حرام عليك يا سليم خدوها مني، خدوها مني اوعى ابوس ايدك سيبني اجيبها، حرام عليك هموت يا سليم ابوس ايدك سيبني 

بكى سليم بعنف وهو يضمه اكثر ويحاول ان يهدئه ولكن يبدو أن ادهم فقد السيطرة واخذ يتحرك كالمجنون في نفس الوقت الذي دخل شادي للشارع مع منه فقد خرجوا منذ ساعات لشراء بعض الأشياء ولكن رؤية ادهم في تلك الحالة جعلت شادي يلقي كل ما بيده ويركض له بسرعة وهو يحاول ان يمسكه جيدا في نفس وقت وصول كريم الذي ركض لهم وهو يبكي بعنف وقد تحققت مخاوفة، كان ادهم لا يشعر بأحد حوله كل ما يفعله هو التحرك بهستيرية وهو يردد ( خدوها مني) 

وصل زين ولم يهتم حتى بأن يصف سيارته وهاله بشده حالة ادهم تلك ولكن ركض بسرعة للمنزل فوجد أشرقت وشادية يبكون بجانب زوجته التي يبدو كمن غادرت الحياة بسبب شحوب وجهها، نظر زين حوله برعب واخذ جسده يرتعش وهو يرفع وجهها ويضمها بخوف قائلا بحالة اشبه بالجنون :

_ خلاص يا حبيبتي خلاص انا جيت اهو متخافيش هنروح سوا ماشي مش هسيبك تمشي زيهم كلهم، انتي قولتلي قبل كده انك عمرك ما هتمشي زيهم صح، خلاص خلاص هاخدك ونروح سوا 


في الخارج سقط ادهم في احضان سليم الذي صرخ بشادي ان يحضر سيارته بينما كريم يقف بعيدا بخوف وهو يبكي. 

خرج عوض من القهوة عندما سمع الصراخ ظن في البداية انهم يتشاجرون كعادتهم ولكن صدم حينما سمع بكاء ادهم وكريم فخرج بفزع وجد الشباب يحملون ادهم الذي يبدو بأنه قد سلم روحه بنفس راضية، وضع الشباب ادهم بالسيارة فكاد عوض يذهب إليهم لولا صرخات والدته التي سمعها تأتي من المنزل فركض برعب وهو يتمتم :

_ اللهم أجرنا في مصيبتنا، اللهم أجرنا في مصيبتنا 

دخل وجد زين في حالة اشبه بالجنون وهو يرفض أبعاد براءة عنه ويهمس لهم :

_ مش هتسبني والله هى قالتلي عمرها ما هتسبني 

استطاع عوض بصعوبة ابعاده عنها في الوقت الذي دخل به شاكر وتفاجئ بما يحدث فركض سريعا دون تفكير وحمل براءة وهو يركض بها وخلفه  الجميع 

صرخ زين بهم ان يتركوه فاخذه عوض معه وذهبوا خلف الجميع. 


®___________®


كان أليخاندرو واحفاده يقفون امام منزل الشريف الذي كان يشتعل بكل ما فيه بعد أن أحرقوا جميع المخازن والشركات التابعة لهم. 

تحدث فبريانو الحفيد الثالث وأكثرهم دموية :

_ لقد اقلعت طائرة مؤنس منذ قليل لروسيا 

تحدث أليخاندرو وهو يرمق احفاده بنظرة باردة بشدة :

_ تخلصوا منه ومن جميع من يعرفه بتلك الحياة. 

كاد يذهب لولا توقفه على حديث فبريانو الذي قال :

_ ابنة عمتي معه، لقد خطفها من زوجها وهو الآن في المشفى 

تجمدت يد أليخاندرو بعدما كان على وشك فتح السيارة  ثم قال بنبرة قاتمة تثير الرعب في النفوس :

_ أريده حيا بدون أن يمسه شئ احضروه حيا 

تحدث انطونيو والذي يتميز بغضبه الشديد :

_   ولكن يا جدي لقد وعدتني ان اقتله انا 

تحدث أليخاندرو ببسمة مرعبة :

_ حسنا لنقم بلعبة ممتعة

انتبه التسعة له وارتسمت ابتسامات شيطانية على وجوههم فهم يعرفون العاب جدهم جيدا، اكمل أليخاندرو رامقا احفاده التسع والذي لكل واحد منهم طريقته في القتل تختلف عن الاخر :

_ من يأتيني به اولا، يكون له 

نظر التسع أحفاد لبعضهم البعض ببسمة ومرعبة ونظرات متحدية وكل منهم يرغب في النيل من مؤنس وكل منهم يفكر في طريقة بشعة لقتله ولكن عليهم اقتناصه وإحضاره اولا قبل بقية اولاد عمه 

تحدث أليخاندرو ببرود شديد :

_ والان دعونا نقوم بواجبنا تجاه زوج حفيدتي،ماركوس 

تحدث تقدم ماركوس والذي يتميز بذكاءه المرعب :

_ اوامرك جدي 

تحدث أليخاندرو وهو يصعد لسيارته :

_ اريد كل ما يخص زوج هالي أمامي قبل أن نصل للمشفى 

ثم أشار للسائق لينطلق بالسيارة، فنظر جميع الأحفاد لبعضهم البعض وقال انطونيو بتحذير  :

_ لا تفكروا حتى في الأمر 

أنهى كلمته في الوقت الذي ركض كلا منه لسيارته ومنهم من ركض لدراجته النارية ليسبق الآخرون 

صاح فبريانو وهو يشير بيده :

_ القاكم في المشفى يا أغبياء 

وفي ثواني كانت هناك سحابة غبار كبيرة بسبب السرعة التي انطلق بها كلا منهم وهو يمني نفسه من انتهاء تلك الزيارة سريعا والذهاب لإحضار مؤنس اولا قبل الباقين. 


®___________®


فتح عينه بفزع وهو ينظر حوله ازدادت أنفاسه بشده كأنه يغرق ويُسحب للعمق هاجمته الذكريات والأحداث السابقه فاغمض عينه بسرعه وقوة وهو يضغط عليها واخذ يردد بصوت خافت :

_ انا بحلم انا بحلم انا بحلم

هبطت دموعه وهو يضغط علي فراش السرير ويقول بصوت متحشرج :

_أنا بحلم  انا بحلم انا بحلم

فتح عينه بقوه وصرخ بوجع فاق الحدود والم ينخر  قلبه نخرا :

_ يا هالــــــــــــــــــــــــــي

بكي بصوت عالي وشعور بالضعف يتملكه:

_هالـــــــــــــــــــــي

دخل اصدقاءه برعب بينما هو بكي يشده وهو يصرخ :

_ خدوهـــــــا يا سليم خدوهــــا مني، ليه ياخدوها هما عندهم ناس كتير، وانا مليش غيرها  معنديش غيرها خدوها من حضني خدوها مني خدوا امي، قتلونــــــــــي بقيت يتيم تآني، بقيت يتيم تاني، بقيت يتيم 

ثم اخذ يبكي بصوت عالي وهو يصرخ :

_ يا هالي بالله عليكي يا هالي ارجعي، ارجعي 

بكى وبكى الجميع لم يحتمل كريم الأمر وخرج ونظر حوله وهو يتنفس بعنف ويقاوم غصه البكاء تلك ضرب الحائط بقوة ولم يستطع التحمل فسقط أرضا وهو يضع رأسه بين يديه وصوت صراخ ادهم يقتله بكي كريم بعنف وهو يتحرك للأمام والخلف ويقول :

_يارب يارب يارب ريحه يارب يا رب هو تعب كتير اوي يارب، والله تعب كتير 

ضم شادي ادهم بينما كان ادهم  يبكى بعنف:

_بقيت يتيم تآني يا شادي اخدوها من حضني اخدوها مني اخدوا بنتي يا شادي اخدوا حياتي اخدوا الوحيدة اللي كانت معايا اخدوا اخر حد باقي ليا، قتلوني يا شادي قتلوني وكسروني، انا مكنتش عايز غيرها والله، ليه ياخدوها هى، اشمعنا انا اللي مش حابين يشوفوني مرتاح، حرام عليهم، حرام عليهم 

لم يستطع سليم التحمل فجلس أرضا بجانب الفراش وهو ينتحب كالطفل ويلوم نفسه لعدم مساعدته لاخيه، وشادي دموعه تهبط وهو يحاول التماسك

ادهم ببكاء :

_كانت بين ايدي كانت في حضني كانت معايا  واخدوها يا شادي اخدوا وردتي يا شادي اخدوا ملاكي حاسس اني مش قادر اتنفس مش قادر ااااااا 

قاطع كلامه وهو يتأوه بقوه ويضع يده علي قلبه بوجع فزع شادي ونهض بسرعه وخرج من الغرفه وهو يركض في الممر ويصرخ :

 _دكتــــــــــــــور بسرعه دكتور 

بكت شادية بشده وهي تستند علي يده مريم وتقول :

_ دبحوا ابني حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل يارب ريح قلبه يارب دبحوك يا حبيبي قتلوك  منهم لله منهم لله 

بكت مريم بشده خاصه وهي تري منظر كريم الذي يبكي كطفل صغير فقد والدته للتو، كانت حالة كريم تثير الشفقة في القلوب فكان يبكي كما لو لم يبكي سابقا. 

جاء الطبيب وهو يركض بسرعه وخلفه شادي والممرضات دخل الغرفه وجد عيون ادهم شاخصه للأعلي وصدره يتحرك بحركة رتيبه ويبدو انه يتنفس بصعوبه شديده صرخ بالممرضه التي بكت علي الطبيب ادهم الذي لطالما كان صديق ورفيق للجميع :

_بسرعه هاتي أكسجين بسرعه

ثم ركض لادهم وهو يحاول معرفه ما حدث وبكي :

_ استحمل يا أدهم انت قوي استحمل عشان خاطر كل اللي بيحبوك استحمل


كان زين يستند برأسه على الجدار الزجاجي وهو يرى براءة تسكن بدون حركة في الداخل فقال ببسمة باردة مخيفة :

_ هجبلك حقك يا قلبي هجبلك حقك انتي بس استحملي عشاني ماشي. 


®___________®


في احد المنازل في روسيا وبعد مرور ساعات مما حدث، كانت عالي قد استفاقت لتجد نفسها في غرفة غريبة وبعد الصراخ باسم ادهم والبكاء دخل لها مؤنس وقام بضربها بحدة ثم تركها مسطحة أرضا دوم اى حركة كأنها فقدت الحياة.

كانت هالي تنظر لسقف الغرفه كأنها قد فقدت الحياة واستسلمت للألم شعرت بالباب يفتح وبشخص يدخل اقتربت سارة منها وهي تهمس بخفوت وخوف:

_هالي انتي كويسه؟ 

ابتسمت هالي  وهي تهز رأسها بسخريه وتهمس :

_ كويسه؟؟ آه آوي حتي شايفاني بستجم  وبسترخي اهو

بكت سارة وهي تهمس لهالي :

_اسفه مقدرتش اساعدك اسفه يا هالي حقك عليا

لم تنظر لها هالي بل كانت مازالت تنظر للسقف طال صمتها حتي ظنت سارة انها ليست في وعيها ولكن خالفت هالي  ظنها وقالت ببسمه تظهر وجعها :

_ عارفه لما تشوفي حمامه طايرة في الجو وبترفرف بجناحتها بكل فرحه ومره واحده بوووووم يجي الصياد الشرير يضربها رصاصه تقوم صايباها وتبدأ تقع، عمرك حسيتي بشعور الحمامه دي وهي بتقع عمرك حسيتي بالرعب وهي بتبص للسما وخايفه مترجعش ليها تآني او ترفرف فيها تآني عمرك حسيتي بالوجع وهي شايفه مسكنها وحياتها وامانها بيبعدوا عنها عمرك فكرتي في مقدار الكسره اللي بتحسها وهي حتي متملكش اقل حق ليها في الدنيا دي "المحاوله" وهتحاول إزاي وجناحها اتخلي عنها، بتفضل تبص للسما وهي بتودعها بقلبها وبعيونها وفجأه تغمض عينها في لحظه ما تلمس الأرض وتستلم للموت بكل صدر رحب اهو انا بقي الحمامه دي وحاليا انا في مرحلة السقوط وانا شايفه السما بتبعد عني ومستنيه لحظه اني المس الأرض  عشان اموت وارتاح

ابتسمت ودموعها تهبط :

_اكيد هرتاح لما اموت عشان ربنا مش عنده ظلم ولا قهر ولا  وجع ويوم القيامه هقف قدام ربنا وابكيله واشكيله الظلم اللي حصلي، والله هشكي لربنا كل حاجة، هشكيك لربنا يا مؤنس هشكيك للي مش بيظلم هشكيك اللي اقوي واكبر منك ومن جبروتت، هشيك لربك 

بكت بعنف وصرخت وهى تشعر بالانهيار :

_ أنا خصيمته يوم القيامة يا سارة والله خصيمته يوم القيامه هقف قدام ربنا واقوله قد ايه جرحوني وقد ايه عذبوني وقد ايه كسروني هقوله حتي ابسط حقوقي مخدتهاش

ثم نظرت لسارة وبكت بعنف :

_ حتي رصاصه الرحمة حرموني منها يا سارة حرموني اموت واستريح حرموني روحي يا سارة بعدوني عن ادهم يا سارة بعدوني عنه

علا صوت بكائها وصراخها وهي تهتف :

_ ضربوني في نص قلبي  ومش عايزين يرحموني حتي مش عايزين يموتوني ويروحموني يا سارة

بكت سارة بشده وهي تقول :

_ والله ربنا هينتقملك دعوه المظلوم ليس بينها وبين الله حاجب يا قلبي آنتي بس قولي يارب قولي يارب

بكت هالي بشده وهي تحرك جسدها للأمام والخلف وهي بين أحضان سارة وهي تصرخ باعلي صوت وتقول :

_ ياررررررررررررررررب يارررررررررررررررب


توقف أليخاندرو مع احفاده وقد علم قبل أن يصل من فبريانو كل ما يخص ادهم ومن معه، فقال ببسمة شبه ميته :

_ آه انظرو للقدر يا أعزائي، هذا سبب اخر نضيفه لقائمة مؤنس

تحدث انطونيو وهو يرمق المشفى ببرود :

_ ماذا سنفعل الان يا جدي

قال أليخاندرو ببسمة بادرة :

_ دعنا اولا نرى أدهم اري ان اجلس معه واتحدث اليه في شئ ما وبعدها نبدأ لعبتنا........ 


دمتم سالمين

رحمة نبيل ❤️

美心

#روح_ملاكي

#عصابة_الحي

#الخاتمة


طبعا مش محتاجة اقول ان نص المشاهد كتبتها وانا صايمة يعني تقريبا كنت فصلت 😂😂♥️


____________________

❤💥💥لعلك المقصود : 

لَن ينسَاك ربك ، سيُؤتيك من الغيْب أحلَاه,ثُم يعوِّضكَ بِما يليقُ بِقلبك ، فـ لا تظنُ أن دعواتك السابقة والحالية ذهبت سُـدى ! كلَّا والله ، ما كانَ ربُكَ نَسِيَّا .


صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم ❤️❤️


تحرك زين وهو يسير في ممرات المركز الخاص بوحدته وعيونه تطلق شرار ثم دق احد الأبواب فسمع إذن، ليدخل سريعا وهو يؤدي تحية عكسرية ويقول بجمود كبير :

_ تمام يافندم

نظر له قائده بغموض وهو يقول :

_ سمعت إنك جمعت قوتك عشان هتطلعلوا عملية

هز زين رأسه بجمود مرعب :

_ حصل يافندم

ارجع القائد ظهره للخلف ثم قال بحدة قليلا :

_ اقدر اعرف فين العملية دي يا سيادة المقدم

قال زين وهو ينظر له بعملية واحترام :

_ روسيا يافندم هنشن هجوم على مؤنس الشريف

ابتسم قائده بسخرية ثم قال :

_ بس كده احنا بنتخطى حدودنا يا حضرة الظابط احنا كده هنكون برة ارضنا

قال زين وهو ينظر له باصرار :

_ هتحمل المسئولية كلها يافندم

نهض قائده ثم استدار واقفا امامه قائلا بتفكير :

_ الموضوع شخصي؟

نظر له زين وقال بحقد شديد وغضب :

_ أظن يافندم مؤنس الشريف حاليا بقى على قوائم المطلوبين

تحدث القائد وهو يدور في الغرفة :

_ بس دي مش من مهمات وحدتك يا حضرة الظابط انت وحدتك خاصة بالهجوم على بؤر الإرهاب وتحرير الرهاين

هز زين رأسه قائلا بعملية شديدة:

_ بس وحدتي تقدر تنفذ المهمة يا فندم

نظر له القائد قليلا ثم قال بعد مرور فتره ببسمة واثقه :

_ تمام يازين لو حصل اى مشكلة مش هلاقي غيرك قدامي يتحاسب

ابتسم له زين ببرود قائلا :

_ اكيد يا فندم، تسمحلي أغادر؟

أشار له قائده بالرحيل فخرج زين واتجه لغرفة الأسلحة والتجهيزات ووجد رجال وحدته هناك فقال لهم:

_ خمس ثواني واتجمعوا في مهبط الطيارات

أنهى كلامه وهو يتجهز ويرتدي ثياب العمليات الخاصة ويأخذ ذخيرته واسلحته، ثم خرج وخلفه رجال وحدته لي منظر مهيب متجهين لمهبط الطائرات فقال زين لهم :

_ المرة دي غير يا رجالة. مش عايز مؤنس يطلع عايش لا هو ولا شامل......


في نفس الوقت كانت سيارات التسع أحفاد تتسابق على الطريق بسرعة مرعبة بعد أن اوصلوا جدهم للمشفى ولكن وجدوا ادهم مازال في غفوته لذا اقترحوا أن ينتهوا من مؤنس اولا ثم يعودوا، وعند احد المفترقات نجد كل سيارة او دراجه نارية اتجهت في طريق غير الأخرى حتى وصل كل منهم لمكان معين وخرجوا من السيارات متجهين للطائرة الخاصة.

هبط انطونيو ( الحفيد الأول) وهو ينزع عنه قفازاته ثم يصعد للطائرة الخاصة به وهو يقول ببسمة مرعبة :

_ إلى روسيا يا عزيزي


اما جاكيري ( الحفيد الثاني) هبط من دراجته النارية وركض سريعا للطائرة الهليكوبتر الخاصة به وصعد إليها وقادها بنفسه وهو يصرخ بجنون معروف به بين الجميع  قائلا :

_ قادم يا عزيزي


تقدم فبريانو (الحفيد الثالث) بخطى مرعبة لطائرته بنظراته المخيفة كالعادة وهو يتحدث بصوت يثير الرعشة في القلوب فهو أكثرهم دموية حتى اكثر من انطونيو الذي يتميز بالغضب الشديد همس قائلا لمساعده :

_ لديك ساعة واحدة تخبرني فيها أين يوجد ذلك ال.... مؤنس والا ودع حياتك وابنتك الجميلة. 


هبط مارتن(الحفيد الرابع) من سيارته وهو يبتسم بخبث حيث انه يتميز من بين جميع اولاد عمومته بأنه اكثره خبث ومكر وذكاء، صعد مارتن للطائرة وحمل جهازه المحمول واخذ يضرب ازرار كثيرة لفترة لم تكن بالطويلة جدا حتى ابتسم بمكر قائلا :

_ ها أنت ذا يا عزيزي؟ مثل الفئران تختبئ ولكن سوف استمتع باجبارك على الخروج من مخبأك 


أوقف مايك (الحفيد الخامس) دراجته الناريه وهو يسير بعبث كعادته حيث يعد هو أكثرهم عبثا ولهوا ثم صعد لطائرته الخاصة ولكن وجد ماركوس (الحفيد السابع) اكثره لطفا ان اعتبرنا ان قتل الضحية دون تقطيعها لطفا فنعم ماركوس هو الالطف بينهم  يجلس وهو يتناول التفاح ببرود قائلا :

_ لم اشأ ان اذهب وحدي فأنت تعلم انني احب الرفقة

زفر مايك ثم اتجه له ودفع قدمه بضيق قائلا :

_ ابتعد عن وجهي

ضحك ماركوس بشدة على ملامح أخيه الأكبر


وهكذا صعد كل الأحفاد لطائراتهم وكلا منهم يسابق الريح حتى يربح مؤنس قبل الآخرين وكأنهم في سباق سيارات على من يصل لخط النهاية اولا.


®___________®


كانت شادية ماتزال تبكي امام غرفة ادهم بوجع على ابنها الذي ربته منذ صغره، تشعر بألمه كان صراخه يقطع قلبها لقطع صغيره، شعرت بمن يجلس جانبها وهو يقول بلغة انجليزية بها لكنة إيطالية بعض الشئ :

_ لا تقلقي سوف يصبح بخير وحفيدتي سوف تعود سالمة اطمئني ارسلت احفادي لإحضار مؤنس وأخيه لهنا

نظرت شادية لذلك الرجل الذي يجلس جانبها بتعجب ثم قالت وهى ترمق مريم بتعجب قائلة من بين دموعها :

_ مين الخواجة ده؟ وبيقول ايه انا مفهمتش غير مؤنس بس

قالت مريم وهى تنظر برعب لاليخاندرو :

_ ده ده يبقى جد ام فتحي هو جه عشان يشوف ادهم

هزت شادية رأسها بعدم اهتمام فهى حاليا لا تهتم الا لحفيدها الذي يجلس بالداخل .

فجأة سمع الجميع صراخ ادهم الذي علا وشهقاته العالية وهو ينادي هالي

فنهض أليخاندرو سريعا وركض للغرفة وهو يقتحمها بعنف فوجد بعض الشباب يحاولون التحكم بأدهم الذي كان يبكي بعنف وهو يصرخ طالبا هالي، اتجه له أليخاندرو مسرعا ثم ودون مقدمات كان يلكمه بعنف فتوقف الجميع عن الحركة وتصنمت اجسادهم وهم يرمقون أليخاندرو بصدمة.

وبدون وعى ركض سليم وكاد يصرخ بأليخاندرو فأمسكه كريم بسرعة مرتعبا أن يتمادى سليم معه، فأليخاندرو قادر على أن يقتلهم جميعا بنظرة واحده، ولكن دون شعور وجدو شادية تتقدم من أليخاندرو وهى تصرخ به وتسبه :

_ يا أخي قطع ايدك هو ناقص الله يحرقك يا زبالة

ولم تكمل بسبب شادي الذي كتم فمها قائلا :

_ اهدي الله يكرمك ليولع المستشفى بينا

نظرت له شادية وصفعته بحدة وهى تقول :

_ ليه يعني كان نجيب سويرس بروح اهله

لطم كريم وهو يكاد يصاب بأزمة قلبية جراء مايحدث بينما تحدث أليخاندرو بهدوء مرعب وهو يرمقهم جميعا بنظرة مميتة قائلا:

_ الجميع للخارج

نظر الجميع لبعضه بقلق وكاد سليم يعترض فنظر له أليخاندرو نظرة مميتة، ولكن عكس المتوقع لم يهتز سليم أبدا وبقى ينظر لاليخاندرو بتحدي لولا سحب كريم له بعنف للخارج بينما كانت شادية ترمق أليخاندرو بغيظ شديد فأشار هو لها أن تخرج فابتسمت بسخرية وجلست على المقعد بجانب الفراش وهي تقول :

_ تقدر تتكلم براحتك كده كده مش هفهمك

لم يفهم أليخاندرو حديثها ولكنه تجاهلها كليا واخذ ينظر لادهم ثم جلس على طرف الفراش وقال ليلقت انتباهة إليه :

_ لقد ارسلت لإحضار هالفيتي إليك

وفي ثواني كان ادهم يلتفت لاليخاندرو قائلا بدموع وعدم تصديق :

_ هل أنت جاد

ابتسم أليخاندرو وهو يقول ببرود :

_ وهل تراني امزح

ابتسم ادهم وهو يحاول أبعاد العطاء عنه قائلا :

_اذا لنذهب إليها اريد ان اكون اول من يستقبلها

امسكه أليخاندرو واجلسه مجددا وهو يقول :

_ سوف يحضرها أحفادي لهنا ولكن قبلا احتاج منك وعدا لي 

انتبه له ادهم جيدا وهو يستمع لما سوف يقوله هذا الرجل المرعب


بينما في الخارج كان جسد سليم متحفز لأى حركة غير طبيعية بالداخل فتحدث شادي بحنق قائلا :

_انا هروح اشوف براءة بدل ما امسك في خناقك، رايح تهاجم زعيم مافيا اما كان الأهبل اللي وراك محذرنا منه

صرخت مريم بشادي قائلة :

_كريم مش اهبل يا شادي

فتح شادي فمه ولم يكد يتحدث حتى وجد كريم يضم كريم بحب وهو يقول :

_سبيه ياقلبي هو عارف مين الأهبل كويس، ولو ناسي درجاته في الدراسة تفكره

تقدمت منه التي كانت عند براءة وسمعت اخر حديث لكريم فقالت بتذمر :

_ الرك على المخ يا أخ كريم مش الدرجات

همس شادي لها بضحك:

_ هو برضو مخه اذكي مني

نظرت له منه وهى تحاول كنك ضحكتها قائلة :

_ طب اعملك ايه طيب مش لاقية ميزة واحدة ادافع بيها عنك

صرخ بهم سليم وهو يتحرك بجنون :

_يا مثبت العقل والدين يارب، ارحموني منك ليها بدل والله هعلقكم على باب المستشفى

نظرت مريم لكريم بخوف وهى تقول :

_هو سليم هيعلقنا بجد لو اتكلمنا

ضحك كريم وهو يربت على رأسها قائلا:

_ متخافيش يا حبيبتي مش هنهون على ابيه سليم ولا إيه يا سولي

نظر لهم سليم بضيق ثم دون شعور ابتسم لهم وهو يفتح يده لهم ليضمهم بحنان قائلا :

_اديكم على دماغكم كمان بس عشان مصلحكتم

قال شادي ضاحكا :

_ انا اكبر يا سليم

ضحك سليم قائلا :

_ اذا كان اكبرنا اللي هو ادهم  ومش بعتبره الكبير

سمع الجميع صوت ضعيف خلفهم يقول :

_ طب واكبركم ده ملوش مكان بينكم

نظر له الجميع بفرحة لخروجه من حالته ثم هجموا عليه وهم يضحكون بشدة بينما هو ضمهم بحنان اليه وهو يهمس :

_ يارب رجعها لحضني سالمة يارب


®___________®


دخلت سارة الغرفة فوجدت هالي تنظر للسقف دون تحرك وكأنها تحتضر فهزتها بعنف قائلة :

هالي، هالي فوقي

نظرت لها هالي بعدم اهتمام ثم استدارت قائلة :

_سيبيني يا سارة ارجوكي

قالت سارة وهى تنظر خلفها برعب:

_ قومي يا زفته معايا لازم اخرجك من هنا، عشان فادي مستنينا، هيخرجك من هنا

انتفضت هالي من مكانها وهى تقول بفرحة كبيرة:

_ بالسرعة دي؟

نظرت لها سارة بتعجب لتغيرها السريع ذاك فقالت بغباء :

_ بسرعة ايه

نهضت هالي وكأنها لم تكن تلك التي كانت تبكي منذ قليل قائلة وهى تسحب سارة:

_ طب بسرعة طيب بطلي رغى بسرعة خلينا نلحق نهرب

اوقفتها سارة وهى تقول بتهكم:

_ يا حبيبتي يابنتي انتي اتجنيتي هو أنا بقولك تعالى نتفسح فبتقوليلي يلا قبل ما نتأخر، بقولك هنهرب يعني لسه مش دلوقتي استني لبليل عشان تعرفي تهربي

نظرت لها هالي بشر ثم تركت يدها بعنف قائلة وهى تصيح بها:

_ ولما هو لسه مش دلوقتي بتخرجيني من حالة البؤس ليه؟ اكتئب ازاى انا دلوقتي

نظرت لها سارة بنفاذ صبر ثم تركتها وخرجت بسرعة قبل أن تقتلها واتجخت لغرفة والدها حتى تعتني به ولكن بمجرد دخولها وجدته يسألها بلهفة هن ابنة اخيه قائلا :

_ هالي عاملة ايه يا سارة هى كويسة؟

تقدمت سارة منه وهى تقول بسخرية:

_ آه كويسة يابابا متقلقش بس هى حاليا زعلانة شوية

قال رؤوف بحزن وتعب :

_منهم لله اخواتك ربنا يسامحهم يارب على اللي بيعملوه فيها

قالت سارة وهى تضحك بسخرية :

_ لا حضرتك فهمت غلط هى مش زعلانه عشان اخواتي ولا حاجة

قال رؤوف بتعجب :

_أمال زعلانة ليه

ادعت سارة عدم المبالاه قائلة:

_ أبدا ياسيدي دي زعلانة عشان خرجتها من حالة الاكتئاب اللي هى فيها

نظر لها رؤوف بعدم فهم فاقتربت منه وهى تهمس له بخفوت كل ما حدث منذ حدثها فادي من فترة قصيرة.


في الأسفل كان فادي يراقب المنزل وهو يبتسم بمكر فقد علم من كريم ان أحفاد أليخاندرو في طريقهم لهنا هذا يعني التخلص واخيرا من إخوته، فجأة لمح فادي سيارة سوداء تدخل لمنتصف المنزل ويهبط منها شاب يتشح بالسواد فابتسم  بخبث قائلا:

_ودلوقتي نعلن بداية النهاية


كان مؤنس يجلس في مكتبه يتحدث مع احد اكبر رجال المافيا وهو يحاول اقناعه بالوقوف بجانبه والتخلص من أليخاندرو واحفاده ولكن فجأة سمع صوت اشياء تُكسر في الخارج فنهض بتوتر وهو يحمل مسدس ويخفيه في ثيابه. 

خرج مؤنس من مكتبه على صوت صرخات شامل ولكن بمجرد خروجه حتى وجد شاب يرتدي زى اسود يمسك شامل كما الفأر قائلا بنبرة مستمتعة :

_ انظروا من هنا؟ انه مؤنس العزيز. 

اخرج مؤنس سلاحه سريعا وهو يهتف بصوت غاضب ولا يعلم من امامه فهو لم يسبق أن رأى بعينه الشباب التسعة ولم يكن يعلم انه امام الحفيد الثاني ( جاكيري) والذي يشتهر بجنونه وحركاته الغريبة، صرخ مؤنس به قائلا :

_ من انت؟ هيا اترك أخي وابتعد والا قتلتك

ضحك الشاب بعنف وهو يلقي شامل بعنف أرضا مما جعله يتأوه ثم قال بكل براءة :

_ ها هو ذاك ولكن ارجوك اخفض سلاحك فأنا ارتجف رعبا منك اتسمع دقات قلبي انها تصرخ طالبة الرحمة 

فجأة فتح الباب ودخل منه شاب اخر ملامحه اكثر مرحا من الاخر ولم يكن سوا الحفيد السادس  (مارسيلو) المشهور بمرحه حتى أثناء القتل يمزح قائلا :

_ آه انظروا من سبقني لهنا، انه جاكيري الغبى ولكن لابأس سوف نتقاسمه سويا 

دخل في ذلك الوقت بهيئته المرعبة حد الموت وهالته الدموية قائلا بنبرة باردة :

_ هالووو مؤنس 

كان مؤنس لا يستوعب ما حدث

زفر مارسيلو بضيق  قائلا :

_ فبريانو(الحفيد الثالث) أتى، لم يعد الأمر ممتعا

دخل انطونيو وهو يبتسم ساخرا وهو يقول :

_ هناك مقوله لشكسبير يقول فيها الجحيم فارغة، فالأوغاد كلهم هنا

دخل ماركوس ( الحفيد السابع) ومايك( الحفيد الخامس)

فقال مايك ببسمة باردة :

_ هل ذكر احد الأوغاد، فمارتن لم يأتي بعد

دخل مارتن وهو يقول بمكر مشهور به :

_ بلى يا عزيزي فمارتن هنا 

بدأ مؤنس يدرك الان انه امام الأحفاد التسع لاليخاندرو ابتلع ريقه برعب وهو يعود للخلف فأصطدم بجايك (الحفيد الثامن) الذي نظر له نظرة مرعبة وهو يقول:

_ بوووو

وبعدها دخل الحفيد التاسع وهو اصغرهم وأكثرهم عقلا (ادم) وهو يقول :

_ يبدو انني تأخرت قليلا ولكن لابأس فمازالت  الحفلة لم تبدأ بعد 

انتفض مؤنس مبتعدا عنه وهو يرتجف وينظر حوله قائلا :

_لا أحد يقترب لاتنسوا ان ابنة عمتكم معي وان تأذيت انا سوف تموت

صرخ جاكيري برعب مصطنع محركا يده في الهواء كالنساء وهو يقول :

_ ياللهول سوف اموت رعبا، ارجوكم انقذونا سوف يقتلنا رعبا 

ضحك انطونيو وهو يقترب منه وخلفه التسعة شباب وهو يقول بنبرة جعلت مؤنس يرتعش :

_ حسنا يا شباب ما العمل الان هل نقوم بقرعة ام نقسمه لتسع قطع وكل منا له مطلق الحرية في قطعته

ثواني وكانت قوات الوحدة الخاصة بزين تقتحم المكان بحرفية عالية فتحدث مارسيلو وهو يلوي فمه قائلا :

_ هذا ليس جيدا، الان زادت عدد القطع

نظر انطونيو بجدية لزين وهو يشير لمؤنس قائلا :

_ إذا كنت أتيت راغبا في قطعة أيضا، فيؤسفني أن أخبرك انه عليك الانتظار، أو ربما نعطيك قطعة من ذلك الحِمار الذي يتسطح ارضا

أنهى حديثه وهو يشير لشامل بسخرية فتحدث احد رجال زين قائلا :

_ من الأفضل أن تسلموه لنا فهو هارب من بلادنا ونحن من يجب أن نعاقبه

قال فبريانو بسخرية كبير :

_ اوووه حقا، ولكن نحن من اتينا اولا، لذا يجب عليك الوقوف في الصف للحصول على حصتك

كاد رجال زين يتحدثون لولا يد زين التي رفعها ليمنعهم قائلا ببسمه :

_ حسنا لما لا نعقد اتفاق

تقدم مارتن قائلا بتفكير مصطنع :

_ ومن قال أننا نريد ذلك

ابتسم زين ببرود شديد ثم قال:

_ اعتقد انك مجبر على ذلك سيدي وإلا سألجأ المخابرات العالمية وسيكبر الموضوع، لذا الا تفضل أن يظل الموضوع بيننا نحن دون شخص آخر

قال ادم بهدوء شديد وهو يفكر في اقتراحه بجديه :

_ وما هو عرضك

ابتسم زين بخبث وهو يرفع يده فجعل رجاله يخفضون اسلحتهم قائلا :

_ لن اقترب من مؤنس او شامل هم لكم ولكن بشرط

انتبه الجميع له فأكمل :

_ بعد أن تنتهوا منه، تسلموهم لنا ولامشكلة إن لم يكونو أحياء

تحدث جاكيري وهو يفكر بجدية :

_ هل تقبل بالقطع ام يجب أن يكون قطعة واحدة فقط

تحدث زين بجدية كبيرة :

_ نعم اتمنى أن يكون قطعة واحدة من فضلكم

قال جاكيري ببسمة مرعبة :

_ واى قطعة تفضل انت؟

لم يكد زين يجيب حتى سمع صراخ من الخلف فنظر الجميع بسرعة لذلك الصوت حتى فتحوا فمهم بصدمة كبيرة....


®___________®


تحدث شاكر وهو يتأفف بضيق :

_ يا شادية ارحمي اهلي انا مش ناقص

تحدثت شادية بعدم فهم مصطنع وهى تقول :

_ مش فاهمة انا من وقت ما عربية الحرنكش عدت من قدام المستشفى وجبت منها وانت مش ع بعضك

نظر لها شاكر بشر ثم صرخ :

_ تعرفي يا شادية لولا احنا بمستشفى انا كنت وريتك هعمل ايه

شهقت شادية بفزع وهى تدعي الخوف :

_ ياما ياما الحقوا حرنكش خوفني، هيموتني بالاسهال 

نهض شاكر واتجه لشادية فركضت للخارج وهي تصرخ :

_ انا مش فاهمة انت زعلان ليه؟ 

نظرت منه لشادي بفضول قائلة :

_ شادي هى ليه دايما شادية بتغيظ شاكر بحرنكش هو مش بيحبه ولا إيه 

ضحك الجميع بشدة فتحدث سليم قائلا وهو يجلس بجوار أشرقت :

_ لا بس هو حصله موقف زمان مع الحرنكش يعني فتلاقيه مش بيحب حد يجيب سيرته

اقتربت منه بفضول شديد من شادي قائلة :

_ طب احكولي 

ضحك ادهم بضعف وهو يمسك صدره بألم قائلا :

_ لو شاكر سمعك هيولع فينا بالمستشفى 

قال شادي وهو ينظر للجميع :

_ الكل هنا عارفها وانا هحكيلك عشان تكوني زينا 

هزت منه رأسها بفضول كبير فبدأ شادي يقص عليها كل شئ وقال :

_ زمان لما شاكر ساب الصعيد ونزل القاهرة سكن في شقته اللي هو متجوز فيها دلوقتي كان مجرد شاب بيدرس ومكنش بيحب يكلم حد او انه يختلط بحد كتير لغاية ما في مرة كان نازل من العمارة ورايح الكلية بتاعته، وتحت العمارة كان الراجل بتاع الحرنكش واقف وبيوزن حرنكش لشادية وحطه في السبت اللي هي كانت منزلاه من البلكونه وبعدين وشادية بتشد السبت لفوق مرة واحدة فلت من ايدها ووقع على دماغ شاكر اللي كان بالصدفة معدي من تحت البيت 

ضحكت منه بعنف وهي تتخيل الأمر فاكمل سليم قائلا بضحك :

_ ومش بس كده اول ما السبت وقع عليه شاكر زى اللي مقدرش يتوازن فأتشنكل(تعرقل) في طوبة ومتعرفيش بقى حظ ولا إيه بس بالغلط وقع على حرف (حافة) عربية الحرنكش واللي كانت عربية كارو( عربة تجر بواسطة حمار) وقتها فلما جسمه وقع على الطرف ده خلا العربية تبقى عاملة زى الميزان اللي كفة من الكفتين بتوعه اترفعت عن التانية 

قاطعته منه وهى تحاول التخيل :

_ مش قادرة اتخيل 

اكمل شادي قائلا :

_ بصي يا قلبي، العربية كانت واقفة عادي ولما شاكر وقع على طرف منها ده خلا الطرف التاني يترفع وبالتالي كل الحرنكش اتدحرج للجنب اللي وقع عليه شاكر وهووب شاكر اتغطى كله بالحرنكش وفضلت ريحة الحرنكش ماسكة فيه يوم كامل وتعتبر الحادثة دي اول تعامل بين شاكر وشادية ووقتها مكانتش بتناديه غير حرنكش لحد ما في مره اتعصب عليه وبطلت الاسم ده بس لما يعصبها كانت بتغيظه بيه. 

انفجر الجميع في الضحك على تلك القصة التي تقصها شادية عليهم مرارا وتكرارا

بينما قال كريم بحنق وهو يلوي فمه:

_ لاحظوا ان حرنكش ده يبقى ابويا 

ازدادت الضحكات بين الجميع بينما كان ادهم شاردا في السقف وهو يفكر في زوجته ويعد الثواني حتى تعود له وبين احضانه


®___________®

صُدم الجميع من رؤية هالي تنقض على شامل وهى تضربه بغصب وعنف و تصرخ به بقهر شديد وهى تتذكر اهانته لها وتعذيبه أيضا، كان أول من يخرج من صدمته هو زين الذي ركض سريعا لهالي وحاول ابعادها عن شامل قائلا :

- اهدى خلاص، هالي اهدي بلاش تعملي حاجة وتندمي عليها

فاقت هالي من الحالة التي تلبستها بمجرد رؤيتها لشامل أثناء هبوطها برفقة فادي والذي دخل إليها من البوابة الخلفية.

تحدث جاكيري ببسمة وهو ينظر لهالي :

_ آه انظروا لهذه القطة الصغيرة الشرسة، لكم هي لطيفة!!

ابتسم مارسيلو وتقدم من جهة ابنة عمته وابتسم قائلا :

_ هالفيتي

التفتت هالي للصوت الذي ناداها فوجدت شاب بعيون خضراء أقرب للون الزيتي وبشرى غامضة بعض الشئ وجسد متناسق، ثم نظرت خلفه فوجدت شباب اخرين اشبه به بعض الشئ وكلهم يتشحون بالاسود، استدارت لزين وهى تقول بغباء :

_ إيه طقم الحلل التيفال الأسود ده

لم يتمكن زين من التحكم في ضحكته بينما الشباب يرمقونه بتعجب ولا احد يفهم لما يضحك فقال زين وهو يشير لهم :

_ هالي دول عيال خالك

أشارت هالي لهم بصدمة قائلا :

_ كل دول؟؟ طب وانا كنت فين من كل ده؟؟

ثم رمقت الشباب بصدمة قائلة :

_ فعلا ربنا كان ليه حكمه اني متربيش وسطهم

هز زين رأسه بايجاب ثم همس لها :

_ ايوة فعلا، العيشة كانت هتكون صعبة معاهم خصوصا أن حياتهم كلها دم وقتل

نفت هالي برأسها قائلة بتوضيح :

_ قتل ايه ودم ايه!؟؟ مش عشان كده خالص، انا بس كنت وقتها هحتار اعاكس مين ولا مين دول تسعة برضو مش شوية، بعدين انت مش شايف الطقم ماشاء الله كامل الأوصاف ازاى

ثم أشارت لادم قائلة وهى تصنع تعابير لطيفة :

_ بص بص بزمتك ده كيوته ازاى، شكله هادي آوي وكيوتة

ولا ده (أشارت لانطونيو) يا أخي تبا لشعرك يا خي ولا ده ( أشارت لفبريانو) لا بلاش ده شكله هياكلني أساسا

ابتسم انطونيو وهو يتحدث لزين قائلا :

_ لما كانت تشير لي

تحدث جاكيري وهو يغمز لمارتن قائلا :

_ انظر يبدو أن القائد قد سقط في العشق، اذا هل نقتل زوجها؟

قال فبريانو ببسمة مرعبة :

_ انا اقتله

تحدث زين وهو يهمس لهالي بضحكة :

_ دول بيخططوا يقتلوا ادهم عشان يجوزوكي لواحد منهم

شهقت هالي بصدمة وهى تنظر لهم صايحة بحدة:

_ ولا ولا مش عشان مزز تيجوا على الحتة بتاعتي ده انا أولع فيكم

ثم نظرت لزين قائلة:

_ ترجم

ضحك زين بشده قائلا :

_ لو قولت ليهم كده، هيولعوا فينا احنا

زفرت هالي قائلة بهدوء مصطنع :

‏_ قولهم لو عايزين يتجوزوني يبقى محدش يمس ادهم، انا هطلق منه واتجوز ، مش لأجلي لا ده لأجل أدهم

مسح زين وجهه بضيق ثم نظر للشباب قائلا :

_ اريد جميع رجال مؤنس لي

اقترب جايك وهو يقول :

_ ماذا تريد اخذ كل هؤلاء لك وحدك ونحن نأخذ فقط اثنين

جذبت هالي ثياب زين قائلة بضيق :

_ ما تترجم بدل ما انا زى الطورة في النص كده

ترجم لها زين ما قاله هو وردهم عليهم فصاحت هالي قائلة :

_ إيه البجاحة بتاعتك دي، اما طماع بصحيح ده حتى ميرضيش ربنا يا أخي، قسموا سوا وبلاش جشع بقى

ضحك زين بشدة ثم سمع صوت هاتفه فابتعد عن الجميع وهو يجيب على والده قائلا :

_ ايوة يا عزيز

_ قلب عزيز ومرات ابن عزيز

توقف زين عن الحركة وهو يستمع لصوت وضحكات براءة المشاكسة فقال بلهفة كبيرة :

_ براءة حبيبتي انتِ بخير ياقلبي

ابعدت براءة شادية عنها قائلة :

_ الحمدلله انا بخير وادهم كمان بخير، انت فين يا زين 

نظر زين خلفه لهالي والشباب قائلا :

_ انا  في بيت مؤنس وجبت هالي 

صاحت براءة بسعادة كبيرة قائلة :

_ جبت هالي بجد 

ولكن وبسرعة كبيرة شعرت بأحد يدفعها ويأخذ منها الهاتف بسرعة قائلا بلهفة :

_ هالي؟؟ انت لقيت هالي يا زين صح؟؟ اديني اكلمها بالله عليك 

ابتسم زين على حالة ادهم ثم نظر خلفه لهالي التي كانت تركض الشباب بتقييم وهى تحدثهم بكلمات غير مفهومة فقال بصوت عالي :

_ هالي، ادهم عايز يكلمك 

تجمد جسد هالي وانكسرت القشرة المرحة التي كانت تخفي خلفها خوف وقلق وشعور بعدم الأمان بعيدا عن ادهم، تقدمت من زين ببطئ شديد حتى ترك لها الهاتف قائلا :

_ هروح اخلص كل حاجه مع عيال خالك عشان نمشي 

هزت رأسها بايجاب ثم وضعت الهاتف على اذنها وهى ترتعش قائلة :

_ ادهم 


®___________®


كانت  شادية تتحدث لهاجر واشرقت  بجانب ادهم وهو فقط يستمع لهم ويحاول ان يبتسم لئلا يحزنهم معه، ولكن هو يعلم جيدا ان بسمته تلك لا تخدع أحدا فالجميع يلاحظ شروده. 

في ذلك الوقت وجد الجميع براءه تدخل للغرفة وهي تستند على الجدار قائلة ببسمة ضعيفة :

_ سمعت ان فيه واحد عامل نفسه تعبان 

نهض ادهم سريعا من على الفراش وهو على يكاد يركض ليسند براءة فقالت بمزاح :

_ اثبت مكانك لتولع وانت واقف، زين لو شم خبر ان فكرت حتى تسندني هيجي يكسر ضهرك ويسندك هو 

ضحك ادهم بضعف وهو يعود لمكانه قائلا :

_ تعالي يا ختي اخرتنا قاعدين متكسحين كده مش عارفين نعمل حاجة 

ضحكت بشدة عليه ثم نظرت للموجودين قائلة بتعجب :

_ الاه هو فين الباقي 

تحدثت شادية وهى تقشر فاكهه لهم قائلة :

_  شادي راح يودي منه لابوها عشان تقريبا تعبان 

وسليم راح يوصل عوض عشان يرتاح، وكريم اخد مريم وراح يحدد ميعاد العملية بعد ما ربنا هداها ورضيت تروح، إنما شاكر راح يسرح بحرنكش...... اااااه 

صرخت شادية وهى تشعر بشئ يصطدم برأسها فوجدته جاكت شاكر، حيث دخل شاكر أثناء تحدثها عنه 

زفرت شادية وهى تبعد الجاكت عن وجهها وهى تلقيه لشاكر :

_ياباي عليك متعرفش تهزر بعدين ده انت لو مستني برة لحظة الهجوم مش هتبقى دقيق كده 

قاطع ذلك دخول عزيز وهو يحمل دبدوب كبيرة ويقول :

_ مين الصغنن اللي عيان 

نظر له ادهم ببسمة وهو يمد يده قائلا :

_ مكنش له داعي يا عزيز والله تت

توقف عن الحديث وهو يرى عزيز يمد يده بالدبدوب لبراءة فأكمل ادهم قائلا :

_ تتعب نفسك 

ثم رمقه بحنق فضحك عزيز وأخرج من خلف ظهره حقيبه بها علبة شوكلاته وهو يقبل رأسه بحنان قائلا :

_ الف مليون سلامة يا غالي 

نظر له ادهم بعيون ممتنة قائلا :

_ الله يسلمك يا عزيز 

جلس عزيز وشاكر معهم واخذ الجميع يتبادل الحديث بينما ادهم يشرد بعلبة الحلوى التي احضرها عزيز وهو يتذكر عندما علم والده بما حدث ارسل له رسالة هاتفية مقتضبة يتمنى له الشفاء، يقسم انه لو كان جاء بنفسه ورأى في عيونه لهفة وحزن لكان حاول مسامحته ونسيان الماضي ولكن لم يأتي.. 

انتبه فجأه من شرودة على صوت براءة وهى تقول بلهفة كبيرة:

_ جبت هالي بجد 

ولم يشعر بنفسه سوى وهو ينزع الهاتف منها وهو يتحدث لزين بلهفة انه يرغب في سماع صوتها ويرغب في محادثتها واخيرا ارتوى قلبه بقطرات كلماتها وسمع اسمه من فمها مجددا ابتعد عن الجميع وهو يشعر بغصة بكاء يرغب في ان يخر أرضا ويبكي ويشكر الله ان منحه هذه الفرصة مجددا همس بصوت باكي :

_ قلب وحياة ادهم يا وردتي 

تحدثت هالي وقد بدأ خوفها ورعبها في الساعات السابقه يطفو على السطح قائلة :

_ وحشتني اوي يا ادهم وحشتني اوي

تحدث ادهم وهو يحاول أن يتمالك نفسه :

_ حد عملك حاجه يا هالي حد لمسك

هزت رأسها بنفى قائلة :

_متخافش لو زمان كانو يقدروا على هالفيتي فدلوقتي محدش يقدر على ام فتحي

ضحك ادهم وهو يمسح دموعه التي سقطت ثم قال بعد صمت :

_ لما ترجعي مش هسيبك أبدا يا وردتي، هنرجع زى الأول هتيجي معايا في كل حتة وكل مكان بس المرة دي وانتِ جسم مش روح 

ضحك هالي وهزت رأسها قائلة:

_هيحصل حتى عشان اطمن ان محدش بيعاكسك ولا فيه بنات بتجري وراك

ضحك ادهم من بين دموعه قائلا :

_ هو أنا مقولتش ليكي؟؟

قالت هالي بصوت مختنق بالدموع :

_ لا مقولتش

ضحك ادهم قائلا وهو ينظر للجميع :

_ مش البنات اتكسحوا

ضحكت هالي بعنف وهو فقط يغمض عينه مستمعا لها ثم قالت بعدما هدأت ضحكتها :

_ عايزة ارجع الاقيك مستني في بيتنا يا ادهم استناني هناك

ابتسم ادهم وقال بحنان :

_ عيوني يا ملاكي هتلاقيني مستنيكي هناك

وهنا أغلق ادهم الهاتف ثم اتجه ونزع الجاكت الذي كان شاكر وشادية يتقاذفون به وارتداه وهو يخرج سريعا قائلا :

_يلا عشان هنروح

وخرج قبل أن يتحدث احد فقال شاكر وهو يشير لخروجه :

_ هو مشي راح البيت

هزت شادية رأسها وهى تنظر لاثره بصدمة ثم فتح الجميع عينه فجأة وهم يركضون خلفه وصرخ شاكر قائلا  :

_ بسرعة الحقوه

أسند عزيز براءة وهو يسير خلفهم بتعجب وكذلك براءة التي لاتفهم اى شئ


®___________®


تم نقل كلا من مؤنس وشامل لمقر أليخاندرو بايطاليا وهذا يعني أن ساعات جحيمه قد بدأت للتو، اخذ الأحفاد هالي إلى طائرتهم وكذلك صعد زين ووحدته للطائرة المكلفة بعودتهم متجهين جميعا لمصر 


®___________® 


كان شادي يقف مع بعض الاشخاص امام باب العمارة وهو ينظر للأعلى قائلا :

_حلو بس زودلي بقى الورد هنا وفوق على الشمال ماشي


صرخ سليم بالرجل قائلا :

_ياعم خدني على  قد عقلي معلش، انا دلوقتي طلبت كراسي كتير ليه جايبلي ١٠٠ كرسي بس؟ 

تحدث الرجل وهو يحاول اقناع سليم بالأمر :

_ ماهو يا دكتور لو جبنا كراسي كتير هيكون المكان ضيق 

زفر سليم قائلا وهو يشير لبعض الأركان:

_ شكلك مكنتش مركز معايا بس ياسيدي الكراسي هنحطها هنا وهنا وهنا.... 


كان كريم يقف على سلم طويل وهو يعلق فروع النور ويتحرك بمهارة فسمع صوت صبى القهوة وهو يقول :

_ يا استاذ كريم احنا ركبنا الشاشات باقي بس حضرتك توصل الكابلات 

ابتسم له كريم وهو يقول :

_ تمام هخلص تعليق الفروع دي وهنزل اوصلها 


كان كلا من عوض وعبدالرحيم يقفون في القهوة وهم يراقبون العمال فقال عوض :

_ فين الجاتوه لحد دلوقتي ما وصلش 

صاح أحد الصبية :

_المحل اتصل وقال انه جهز يا معلمي بس ناقص حد يروح يجيبه 

تبرع عبدالرحيم قائلا ببسمة :

_ انا معايا عربيتي هروح اجيبه واجي بسرعة 

ربت عوض على كتفه ببسمة وهو يهز رأسه 

خارج القهوة كان فرج يقف مع بعض الغفر لديه وهو يقول :

_عايز الحارة كلها تكون فاضية يعني ابعدوا اى عربيات او حاجة تضيق الشارع طبعا استأذنوا من صحابها الأول، ونضفوا الشارع كله يلا بسرعة، وانا هحلي ليكم بقكم 

قال أحد الرجال ببسمة :

_ده احنا نخدمك بعيونا يا حاج 

ربت فرج على كتفه قائلا :

_نردهالك في الأفراح يابني 

انتهى فرج من حديثه وهو يستدير فأصطدم بفتاة تحمل حقائب كثيرة فاعتذر قائلا :

_ لا مؤاخذه يا بنتي ما خدتش بالي 

ضحكت منه وهى ترفع رأسها قائلة :

_ ولا يهمك يا عمدة 

ضحك فرج قائلة :

_ هو آنتي يا منه؟ كنتي فين كده 

قالت منه وهى ترفع الحقائب وعلى يدها هناك حقيبه طويلة معلقة :

_كنت ياسيدي بجيب الحجات بتاعة العروسة الفستان والإكسسوارات والجذمة والميكب وال

قاطعها فرج قائلا :

_خلاص يابنتي يارتني ما سألت روحي يلا بسرعة عشان هنكنس الشارع ونرشه

ضحكت منه وهى تسير للعمارة وتقول :

_ اشطا عليك يافرج 

فجأة سمع همس خلفها يقول :

_اشطا عليك يا جميل 

ضحكت منه دون أن تستدير قائلة :

_ عدي يومك يا شادي 


كانت شقة ام احمد مخصصة للطهو حيث اجتمعت بها نساء الحارة لطهو الطعام فهذا ليس زفاف عادي بل زفاف الدكتور ادهم الذي لم يتوانى يوما عن مساعده احد ولو على حساب نفسه 

دخلت ام علي وهى تحمل قِدر كبير قائلة وهى تلهث :

_ ملقتش اكبر من دي يا ام سليم 

نظرت ام سليم والتي عادت اليوم من رحلتها عند شقيقتها قائلة:

_ تمشي يا ام علي يلا روحي شوفي اللحمة وتبليها، مين اللي بيعمل الصواني بتاعة البشاميل؟

قالت أم أحمد وهى تشير لغرفة ما :

ام أشرقت هتخلص ام علي وتعملها 

قالت أم سليم بتعجب :

_ام أشرقت هتخلص ام علي ازاى؟ هتقتلها ولا إيه؟ 

ضحكت ام احمد قائلة بتوضيح  :

_قصدي ام علي الحلويات يعني انتِ عارفة ادهم بيحبها منها اوي

ابتسمت ام سليم وهى تهز رأسها ثم قالت بصوت عالي :

_يا جماعه اللي بيعمل الجلاش يجي ياخد اللحمة خلينا نخلص 


دخل ادهم الحارة بعدما فشل شاكر أن يمنعه ولكن بمجرد دخوله حتى لاحظ حركة غريبة في الحارة كلها، فنظر لشاكر قائلا :

_هو فيه إيه يا شاكر؟ 

لم يكد شاكر يتحدث حتى سمع صياح أحد الصبية الصغار يقول بصوت عالي :

_ العريس وصل يا عيال 

نظر ادهم لهم بتعجب ثم قال لشاكر :

_ انت خلاص نويت تتجوز على هاجر يا شاكر 

مد شاكر يده وضم هاجر وهو يقول بتذمر :

_ يا أخي بقى انت عارفها بتصدق، اتجوز مين بس

تحدث ادهم بتعجب :

_أمال مين اللي هيتجوز؟؟ 

فجأة وجد شباب الحارة يأتون إليه ويجذبونه ناحية العمارة وهو يحاول معرفة ماذا يحدث فوجد الشباب الثلاثة ينظرون له بتعجب وقال كريم :

_ ادهم ايه اللي جابك بدري كدة 

قال ادهم وهو ينظر حوله بدهشة :

_ هو فيه إيه 

قال فرج بضحكة عالية من الخارج :

_ ده فرحك يا ادهم مبارك ياحبيبي 

نظر شادي لفرج قائلا ببسمة :

_متشكرين يا فرج يا حبيبي 

قال سليم حتى لا يدع لادهم فرصة للتفكير :

_ يلا منك ليه خدوا ادهم لشقتي فوق بسرعة عشان يجهز 

ولم يكد ادهم يستفسر عما يحدث حتى وجد الجميع يسحبه 

فضحك الثلاث شباب على صراخ ادهم المفزوع منهم 


®___________®


في المساء امتلئت الحارة بالاضواء فأصبحت كالنجوم التي تتلألأ في الحارة

كان ادهم ينظر لنفسه في المرآة وخلفه يقف الثلاث شباب وهم يعدلون وضع ثيابهم، وجاء سليم من الخلف وهو يضم ادهم قائلا :

_ عريسنا قمر يا جدعان 

ضربه ادهم بخفه في معدته قائلا:

_قمر مين يا غبي اسمها وسيم 

ضحك كريم وهو يدفعهم ويقف امام المرآة قائلا :

_خلاص يا عم انا قمر متزعلش 

دفعه شادي وهو يقف ويغمر لنفسه في المرآة قائلا :

_ البت منه هتتحسد عليا انهاردة 

قفز الثلاثة عليه وهم يضحكون بشده فقال ادهم :

_مش كنتم عملتوا برضو فرحكم معايا 

قال سليم وهو يعدل من وضع الكارفات الخاص به :

_ عشان نبقى فايقين ليك اما لو فرحنا كلنا محدش هيكون فايق للتاني وانا عايز كل واحد مننا التلاته التانيين يكونوا معاه بكل كيانهم 

ابتسم ادهم بشدة ثم ضمهم وهو يقول :

_ انتم لو كنتم اخواتي من لحمي ودمي مكنتوش عملتوا كده 

ضحك كريم وهو يقول:

_ ياعم احنا اخواتك، متخليش سليم يديك بوكس يفسد الشكل العام بتاعك 

ضحك الجميع بشده 

ثم سمعوا صوت زغاريد عالية تقترب منهم حتى دخلت شادية وهى تنظر له بدموع وتمد يدها لادهم بحنان فركض لها بسرعة وهو يرتمي في احضانها قائلا بدموع :

_ ربنا عوضني عن امي بيكي يا شادية من صغري وعمرك ما سبتيني أبدا ، ربنا يديمك ليا 

بكت شادية وهى تضربه على ظهره بخفة قائلة :

_بس يا اهبل انت ابني غصب عنك

ثم ابعدته عنها وهى تمسح دموعها قائلا :

_يلا عشان الكل مستني 

ثم سحبته وخلفهم الشباب يحملون الدفوف ويزفونه زفة شعبية وادهم يقول بتعجب :

_ استنوا بس هى العروسة أساسا لسه جات ازاى ه‍‍

توقف عن التحدث حينما وصل الطابق الخاص بعوض فوجد هالي تخرج من الشقة برفقة الفتيات وهى تبتسم بخجل وتنظر له، توقف ادهم عن التحرك وهو لا يستطيع التنفس مما يرى امامه فقالت منه ببسمة :

_إيه رأيكم بقى في القمر دي 

لم ينتبه ادهم لاحد فكل ما يراه هو هالي وفقط، تقدم منها بخطى متمهلة ثم توقف امامها وقبل جبينها طويلا ثم ابتعد وهمس ببحة مثقلة بالمشاعر قائلا :

_ مبارك عليا انتِ يا ملاكي 

لم تتحمل هالي الأمر فألقت نفسها في احضانه وهى تضمه  بشده 


®___________®


في الأسفل كان أليخاندرو يجلس مع احفاده الذين نسوا من هم واندمجوا مع الحضور 

قال فبريانو لمارسيلو الذي يتناول الحلويات الشرقية :

_مارسيلو عزيزي توقف عن الأكل فوزنك لا يسمح لك 

ضحك مارسيلو قائلا بسخافة :

_ حسنا اعتقد انه مهما زاد وزني لن أصل لمرحلتك تلك يا فابري

ابتسم فبريانو ببرود قائلا :

_عزيز انت لن تود ان تخوض معي في هذا 

صاح مارتن بنزق بهم :

_هلا توقفتم ارجوكم فأنا لا احتمل اى شجار أود التركيز قليلا لعلي أجد فتاة جميلة هنا. 

زفر انطونيو قائلا بتفاذ صبر :

_ مجموعة أطفال 

ضحك أليخاندرو على احفاده وفجأة توقف الجميع وهم يستمعون لصوت الزفة التي يقودها الشباب ثواني وظهر ادهم وهالي وهم يسيرون وسط غناء براءة وعزف الشباب ومعهم زين الذي انضم لهم هو وعزيز والجميع. 

صعد ادهم ومعه هالي على المنصة المصممة للعروسان (الكوشة) وحولهم جميع احبابهم 

تقدم أليخاندرو وخلفه الشباب التسعة ثم صعدوا للكوشة وهنئوا الاثنان، بينما ارتمت هالي في أحضان جدها الذي كان أول من استقبلها عندما خطت قدمها ارض مصر، ضمها أليخاندرو بحنان وهو يهمس :

_ هالفيتي العزيزة تشبهين والدتك كثيرا يا جميلتي، اتمنى لو كانت برفقتنا اليوم 

ورغم انها لم تفهم شئ إلا أنها كانت تبكى لذلك العناق المحمل بكم من الحنان لم تشعر به سابقا سوى مع ادهم فقط. 

سلم عليها التسع شباب واحدا الو الاخر ولم يسلم أحدهم من غزل هالي التي كانت تستغلهم لتغيظ ادهم 

تقدم فادي ومعه حسناء ورؤوف وسارة وهنئوا الاثنان 

بينما انصرف أليخاندرو واحفاده مضطرين ليلحقوا بطائرتهم بعدما ودع التسعة شباب هالي . 

بدأت الليلة تشتعل يرقص الشباب وضحكهم، وفي ثواني سحب الشباب ادهم لمنتصف المسرح واخذوا يقذفونه في الهواء وصرخاتهم تتعالى، بينما ذهبت منه والتي كانت تتألق بفستان ازرق يلائهما ومعها مريم التي كانت ترتدي فستان وردي رقيق واشرقت التي ارتدت فستان باللون العسلي، اقتربت الفتيات من هالي واخذاو يعدلون لها من المكياج ويضحكون معها وهم يسمعون صراخ ادهم الذي علا بسبب رمى الشباب له عاليا جدا. 

حمل أحد شباب الحارة ادهم على كتفه وكذلك فعلوا مع الشباب الثلاثة فأمسك الأربعة ايدي بعضهم البعض ورقصوا كثيرا وضحكاتهم تتعالى وفي الاسفل كان زين يضم براءة وهو يصفر بصوت عالي وشادية تراقص عوض شاكر يضم هاجر ويراقصها وفرج يحدث عبدالرحيم وعزيز واعين الثلاثة تلتمع بالفرحة لذلك المشهد. 

هبط الشباب واتجه كلا منهم لزوجته وضمها بحنان واخذ يراقصها بفرحة عالية. 

اقترب ادهم من اذن هالي وقال لها :

_ آه وردتي الصغيرة لكم أنا عاشق لك فرفقا بقلبي يا حبيبتي 

ضحكت هالفيتي وهى تقول :

_ رومانسيتك باظت يا ادهم والله، ولكن ستظل وحتى تحترق النجوم وتفنى العوالم الجبنة القديمة حجي يا حبة الجلب 

ضحك ادهم بشدة وهو يضمها اكثر ثم دار بها تحت صافرات الشباب وهم يصفقون 

تحدث براءة وهى تغمز لزين :

_ ما تطلع مسدسك ياباشا وتضربلنا كام طلقة كده عايزين نشغلل الجو 

‏ضحك زين وهو يقترب منها ويهمس بنبرة منخفضة :

‏_ عندي اقتراح تآني بيشعلل آكتر 

‏نظرت له بتساؤل فسحبها لداخل العمارة وهو يقول بضحك :

‏_ هنرقص رومانسي  زى الروايات مش انتِ قرفاني انك عايزة تعملي كده 

‏وضعت براءة يدها حول رقبته وهى تقول :

‏_ يلا سمعني نبضك بقى ودفيني بنار حبك والله ابيك الليلة وحدك، والله ياسيد لو ما قربت عليا يا سيد لخليهالك ده ياسيد

‏ضحك زين وهو يضمها بحنان وعشق تخطى حدود العقل ويراقصها برومانسية 


تحدث كريم لمريم وهو يضم وجهها بحنان قائلا :

_ ريمو القمر خايفة من العملية 

ابتسمت له مريم وهى تقول بطفوليه :

_ مش انت هتكون معايا؟ 

هز رأسه بعشق وهو يقول :

_ لآخر نفس 

ابتسمت مريم قائلة :

_ خلاص مش خايفة 

ابتسم كريم وضمها بحنان 


ضحكت منه وهى تبتعد عن شادي قائلة :

_ والله لو قليت أدبك لهفضحك 

ضحك شادي وهو يجذبها اليه قائلا :

_ يابنتي انا مفضوح أساسا، حتى اسألي ام علي هناك اهي دي انا بعتلها باد على الانستا من شهور ولسه معلقاني 

انفجرت منه في الضحك بينما هو يرمقها بحب وحنان 


تحدثت أشرقت وهى تنظر للجميع ببسمة قائلة:

_ ربنا عوضني بيك يا سليم بالعيلة الجميلة دي ربنا يديمكم ليا 

امسك سليم يدها وقبلها وهو يقول بحنان :

_ ويديمك ليا ياقلب سليم، انتِ كنتِ حلم يا أشرقت واخيرا حققته 


سمع الجميع صوت المصور يناديهم لأخذ صورة جماعية فأقترب الجميع من ادهم وهالي ووقفوا سويا فأشار ادهم لام احمد ام تأتي فذهبت إليه وهى تبكي بتأثر فقبل يدها ورأسها وهمس لها :

_ يعني ينفع يكون فرج ابنك ومتقفيش جنبه 

بكت ام احمد وهى تربت عليه بحنان قائلة :

_ ربنا يسعدك دايما يا حبيبي يارب 

سمع ادهم صوت يعرفه جيدا وهو يقول :

_ يا دكتور ادهم ههههههه استناني هههههه هتصور معاك ههههههه

نظر ادهم وجد دكتور عزمي وسامي يتجهون ناحيته ولكن أثناء صعود سامي المنصة تعرقل وسقط، فضحك الجميع بشدة عليه وهنا استغل المصور الموقف والتقط لهم صورة وهم يضحكون بتلقائية

فقال سامي بحنق وتذمر :

_ والله ده حرام البدلة اللي جايبها باظت 

ضحك ادهم وهو يتجه له ويرفعه قائلا :

_ ياعم تعالى بس نفضها يلا عشان هناخد الصورة 

ثم أشار لام أشرقت وأم سليم وأم علي ودكتور عزمي وعبدالرحيم وفرج والجميع ونظر لهالي وهو يضمها بحنان قائلا :

_ يمكن زمان خسرت ام او اب، بس ربنا رزقني بعيلة كبيرة آوي 

ابتسم له ووقف الجميع وتجهزوا للصورة وابتسموا وهم ينظرون للكاميرا. 

التقط المصور تلك الصورة التي تحمل العديد من الأوجه والتي تتباين نظرات كلا منهم فهذا ادهم ينظر لام فتحي يحب وبسمة وزين ينظر لبراءة بامتنان وعشق وكريم ينظر لمريم بحنان وحب وسليم ينظر لاشرقت نظرة حماية وعشق وكذلك شادي الذي كان يضم منه وهو ينظر لها بحب وخبث وشادية تناظر الجميع ببسمة ام حنونة وشاكر يضم هاجر بحب وفرج يضم عوض وعبدالرحيم وعزيز ينظرون للجميع ببسمة، وسامي يضحك ببلاهة،  وأم أحمد تضحك على حركات ام علي، وأم سليم تقف بجانب ام أشرقت وهن يبتسمن بحنان للجميع، لتصبح الصورة وكأنها لوحة تنطق بكم المشاعر التي تحتويها، فلم تكن تلك مجرد صورة عادية ولم تكن تلك مجرد عائلة ولم تكن تلك مجرد حكاية، بل كانت وببساطة حياة عشاناها بكل مشاعرها بكينا وضحكنا معهم، عشنا حزنهم وعاصرنا فرحهم، تأثرنا لفراقهم، واحتفلنا لتجمعهم، بإختصار لم تكن تلك مجرد عائلة عادية بل كانت حياة كاملة عشنا كل تفاصيلها.... وما اجملها من تفاصيل سجلناها في القلوب قبل العقول.... تفاصيل حفرت في كتاب كبير ضم العديد من القصص المختلفة ولكن يجمعها شئ مشترك الا وهو..... العائلة والصداقة.... والعشق. 

فلم تكن مجرد روح ظهرت له بل كانت روح غيرت حياته، كانت روح لملاك..... روح ملاكي 


تمت بحمد الله 


تعليقات

التنقل السريع