رواية الهجينة عروس الالفا الجزء الثاني البارت الخمسون 50بقلم مآآهي آآحمد
رواية الهجينة عروس الالفا الجزء الثاني البارت الخمسون 50بقلم مآآهي آآحمد
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الحلقة الخمسون
شعور الخوف مقـ ـيت خاصتاً أذا شعرنا بهِ بالأرغام
هذه الكلمات تصف حاله “غدير” الأن
جُرم لم ترتكبه يعاقبها عليه “فريد” فقط لأنها من عائله “ال صاوي” صـ ـرخت “غدير” صـ ـرخه كانت تصدح بالأجواء بعدما أمسك بها أحدهم وهو يقول:
_أخيراً مسكنا واحده من عيله الصاوي
ارتعدت اوصالها لما يحدث هاجمها أحدهم وتلطخ جسدها بالطين بعدما تكومت على الأرضيه واثناء هجومه عليها كانت هي الأسرع فقامت بركله بأحدى قدميها محاوله للوقوف من جديد بينما تستكمل ركضها هنا وهناك تنظر خلفها بعينين باحثه عن النجاه بين زهور عباد الشمس الطويله حتى وجدت “بدر” أمامها سكنت الرياح وغمرتها موجه من الدفء عند رؤيته هربت الكلمات من بين شفتيها حتى لم تستطع الحديث ولكن بنظراتها المستغيثه لهُ قد اوحت بكل شىء بداخلها.. نظر خلفها ليجد ثلاث رجال وبيد كل منهم قطعه حديديه يركضون خلفها.. احتضن كف يدها يشير بأصبعه على شفاه بمعنى أن لا تصدر صوتاً .. هرول بها بين الزرع يحاول الأختباء ممن يحاولون اللحاق بها ولكن الى أين فلا يوجد مفر وقف
” بدر” بالمنتصف يخبأها خلفه من نظرات الشر الواضحه بعيونهم فحاوطه الرجال الثلاث واصبحوا بالمنتصف ابتلع “بدر” ريقه مع محاوله بائسه لبدايه الحديث ولكن نطق أحدهم ساخراً بقول:
_وأنتَ بقى ياروح طنط الفارس اللي هتنقذها
طالع المتحدث من بينهم أحدهم الواقف بجواره وهو يقول بنبره أمره:
_خلص اللي جايين عشانه
اقدم ذلك الرجل عليها ولكن منعه “بدر” بالمساس بها بنبره تحذيريه مع شفاه مرتعشه يطالع الأداه الحاده بيده قائلاً:
_محدش يقرب منها وألا انا.. انا
اقترب منه الرجل ورفع رأسه بكبر بملامح مشوهه نشب عراك بينه وبينهم فسدد له احدهم لكمه بوجهه كانت لكمه قويه صـ ـرخت “غدير” للمره الثانيه ولكن هذه المره صرخاتها تحمل أسمه:
_بـــــَدر
شق صراخها الأجواء فرد “بدر” اللكمه لذلك الواقف أمامه بعدما استجمع شجاعته ولكن سرعان ما التف حوله الأخرون واستغل اثنان منهم الوضع وامسك بهِ من الخلف بشراسه رفع الاخير عليه اداته الحاده فقبضت “غدير” عينيها حتى لا ترى ما يحدث قبل أن يضـ ـربه بها على رأسه ولكن كان هناك سد منيع يحول بينهما لم تنتظر إلا ثواني معدوده حتى وجدت من يقبض على الأداه الحديديه بكف يده بعدما فتحت عيناها فدبت الطمأنينه بقلبها وهي تنطق بحروف أسمه:
_ياسين
نطق “ياسين” بنبره ساخره لهم نبره مستفزه تعرفها هي جيداً فاحتدت تقاسيمها واكتسبت الشجاعه بوجوده وكأنها وجدت الأمان على الأرض بجانبه وهو لا يبخل بهِ أبداً تستمع لهُ وهي تنحني تجلس بجوار “بدر” قائلاً:
_ طالما عاملين فيها سبع رجاله في بعض ماتورونا وشوشكم الحقيقيه
طالع الرجال بعضهم البعض بحيره وعدم فهم مما يقول فابتسمت “غدير” ساخره تقول من خلفه:
_دي اشكالهم ياياسين مش لابسين ماسكات
اشمئزت تقاسيمه بالنظر اليهم وكعادته لبس قناع البرود وهو يقول متسائلاً بجديه:
_ياساتر يارب معقول في بشر طلعوا اوحش من زُهره
ابتسمت “غدير” من قوله اما عنهم فكانت ملامح وجوههم مستفسره عن قصده فنطق أحدهم وقد استفزه حديثه قائلاً:
_وأنتَ بقى المنقذ بروح الحاجه الوالده اللي جواك
شهقت “غدير”بعد قوله هذا فنطقت بقول:
_الحق ياياسين ده بيغلط في كوكي
هز رأسه ببطىء يطالعه باستنكار نافياً دليل على اعتراضه:
_توء.. توء.. توء ماتجيبش سيره كوكي عشان بزعل وانا ببقى وحـــش اوي لما ازعل
اقترب أحدهم منه يرفع الأله الحاده يسددها على رأسه ولكنه أمسك بهِ بسهوله يلقيه من على بعد فزادت مقاومتهم الضعفين بعد أن علموا مدى قوته اجتمع عليهِ الجميع ولكن بسهوله استطاع هو الأفلات منهم بل وتلقينهم درساً لن ينسوه بحياتهم
استغرب “بدر” من سرعته فظل يراقب بعينين سائله أما عن “غدير” فكانت تعلم مدى قوته كانت تصرخ بنبره صارخه ممتزجه بفرحه قائله:
_اديلوا ياياسين.. اديلوا التخين ابو شنب ده الله يحرقه
استدار اليها يرمقها بغيظ وعاد ينظر أمامه من جديد فرمق سـ ـلاح موجه لوجهه من أحدى الرجال وهو يقول بأنفاس متقطعه ممزوجه بالغيظ:
_مابقاش دكر لو مـ ـوتك مابقاش على ايدي
وقبل أن يضغط على الزناد كان قد أحكم “ياسين” الأمساك بهِ وثني ذراعه خلف ظهره بعدما أمسك بسـ ـلاحه يشهره على رأسه وهو يقول:
_بط.. دكر.. بس دكر بط ياحيلتها
نظر الرجلان بخوف مما يحدث فهربا بسرعه يركضون بين الحقول اما عن هذا الرجل فقد حاول التملص من “ياسين” بكل قوته ولكنه لم يستطع فزاد أكثر من ضغطه على ذراعه فصـ ـرخ صـ ـرخه عاليه امتزجت بألمه فهمس “ياسين” بأذنه بكلمات لم يستطع كلاً من “غدير وبدر” سماعها فأجاب الرجل بالموافقه يهز رأسه بهيستريا قائلاً:
_هقوله.. هقوله انه باعت دكر بط.. دكر بط.. انا دكر بط وهقوله اني دكر بط
ابتلعت “غدير” ريقها وكأنه غصه مريره بحلقها من منظر الرجل فصاحت قائله:
_كفايه كده ياياسين هتـ ـموته في أيدك
أبعد “ياسين” الرجل عنه وقد رمقه بنظرات محذره وهو ينطق كلمه واحده من بين شفتيه ينطقها ببطىء شديد :
_أتكل
——————–(بقلمي ماهي احمد)—————-
لم يشعروا بمرور الوقت إلا بعدما دق الباب عليهم دقات متتاليه بعدما قصت شمس كل ما حدث لها منذ خروجها من المنزل حتى لحظه وصولها هي وياسين اليه فنطقت “ساره” تسمح بدخول الواقف خلف الباب دخل يزن وبكف يده الدواء وكوب من الماء قائلاً:
_الدوا ياساره الساعه بقت 12
تبادلت “شمس” و”ساره “النظرات ولكن” شمس”رمقتها بنظرات قلقه فقالت مستفسره:
_دوا ايه ده ياساره أنتِ طلع عندك ايه؟
لم تجب عليها بالكلمات كانت الأجابه نظره منكسره علمت “شمس” من نظرتها بأنها ليست بخير فشعرت بأنسحاب أنفاسها توقعت بأنه ذاك المرض الخبـ ـيث فبدا على وجهها التخبط مما جعلها تحتضنها بداخل صدرها قائله بنبره مؤكده مما تقول:
_ماتقلقيش المرض ده بقى سهل جداً هزيمته دلوقتي وفي ناس كتير خفت منه ياساره وبقوا احسن من الأول
وتابعت بأصرار بعينين دامعه:
_اعرف واحده كان عندها نفس المرض وخفت منه واتجوزت وخلفت وعايشه حياتها طبيعي
جلس “يزن” على مقعده مشيراً لـ “ساره” بحنان رأته في عينيه قبل حديثه:
_عندما ينتهي مرضك سنتزوج وستنبت الأرض زهوراً ستشبهك ورحمك سيحمل أجمل فتاه في الكون ستشبهك وتحبني
حل الصمت بعد جملته الأخيره وبقى فقط لقاء العيون ، حديثه الأن اعطاها الأمل في الحياه وانتزع جزء من مخاوفها فطالعته وهو يمد كف يده يحثها على أخذ الدواء:
_هتخفي ياساره.. واعرفي ان المرض ده أتفه من أنه ياخدك مني
استطاع بجملته الأخيره سحب ضحكه من بين شفاها فقاومت السكون السائد منذ بدايه حديثه حين مدت كف يدها تأخذ من يده الدواء قائله:
_ربنا مايحرمني منك يايزن
———————(بقلمي ماهي احمد)—————-
تجلس معه في الجراچ الخاص بهِ يتفحص دراجته الناريه بعين والعين الأخرى يتفحص غدير بها ولم يمر سوى ثوان ثم أتى سؤال “ياسين” الذي أراد عليه أجابه تفصيليه:
_وأنتِ بقى ياغدير تعرفي “بدر” منين
فقابلت سؤاله بسؤالها:
_هو أنتَ مش مصدقني ياياسين ما انا حاكيتلك واحنا راجعين
هز رأسه نافياً:
_لاء مش مصدقك عيدي كلامك تاني اللي قولتيه
هزت رأسها موافقه تعيد عليه السرد من جديد:
_انا شوفت بدر مرتين في حياتي اصلاً اول مره لما وقعت بالعجله وخبطت فيه والتانيه لما روحتله المحل بتاعه عشان هو اخد مني العجله يصلحها والله ده اللي حصل وبعدين المفروض نشكره على اللي عمله واحد غيره كان زمانه سابني وقال انا مالي مش كفايه البهدله اللي اتبهدلها بسببي
فاردفت بكلماتها التاليه بضجر:
_وأنتَ سيبته يمشي من غير ما حتى تشكره على اللي عمله معايا
أردف بنبره ساخره منها وهو يقول:
_أشكره مره واحده وهو كان عمل ايه يعني
اخبرته وهي تبتعد عنه:
_ياسين ده كان ممكن يمـ ـوت بسببي النهارده ولولاه..
فبتر حديثها يردد باصرار:
_أنا مش مرتاح للواد ده اسمعي كلامي ياغدير اليومين دول مش عايزك تثقي في حد مهما حصل، اللي حصل ده ممكن يحصلك تاني لمجرد أنك قريبه مني فريد بدأ حربه بدري أوي بس مش عايز اذيته تطولك خدي حذرك من الكل وأولهم بدر ما تطلعيش مره تانيه من البيت لوحدك خللي دايماً معاكي حسان او ماتنزليش غير معايا.. المره دي أنا كنت موجود المره اللي جايه مش عارف ممكن يحصل ايه؟
أتت الخاله من خلفه بخطوات بطيئه بعدما استرقت للسمع قائله:
_وكنت ناوي أمتى تقولي ياياسين على اللي حصل
فألقت نظره معاتبه لـ “غدير” وتابعت بقولها:
_وأنتِ ياغدير مكنتيش ناويه تقوليلي يابتي
شعرت بالأرتباك واردفت وهي تقول:
_أكيد كنت ناويه ياخاله بس مالحقتش
تحدث “ياسين” يطلب طلبه بأصرار:
_فريد مش هيخلينا نلحق نتنفس ياما احنا لازم نعمل حسابنا ونزود حراسه على ابواب القريه وماحدش يدخل ولا يخرج منها الا لما نكون عارفينه النهارده لحقت غدير مش عارف هعرف الحقها تاني ولا لاء
أشارت الخاله برأسها بالأيجاب:
_من غير ما تقول ياولدي من الليله اهل القريه هيناموا وحراسها هيصحوا
غادرهما ورحل أمام ناظريهما فأتى حسان من خلف الخاله مهرولاً:
_أنا جيت ياخاله
اشارت الخاله بعينيها لـ “غدير” تحثها على الخروج فاستجابت لطلبها صوبت كامل نظرها على حسان قائله:
_عملت ايه لما مشيت ورا مشيره ياحسان
وقف في الجهه المقابله يسرد لها ما حدث:
_مشيت وراها زي ما قولتيلي كانت ماشيه بتمد في خطوتها زي المجنونه ياخاله كانت بتقول كلام ما اخدتش بالي منه كنت لسه هقرب منها اتكعبلت في طوبه ووقعت على ما قمت ببص قدامي مالقيتهاش فضلت ادور عليها بس زي ما تكون اختفت
صكت الخاله على أسنانها قائله بغيظ:
_وانا ايه اللي جرالي في عقلي لما فكرت اعتمد عليك ياحسان
—————-( بقلمي ماهي احمد)——————–
دفء الفراش هو الأمثل في ليالي بارده كهذه ولكنها فضلت بروده الليل على أن تنعم جواره بالدفء فصاح “الطبيب” بتهكم:
_هتفضلي قاعده على الكرسي عندك كده كتير يازهره
هبت واقفه من مقعدها وقد زاد ارتباكها وهي تخبره:
_وهو انا هيجيلي نوم بعد اللي حصل.. بنتي.. بنتي الوحيده اللي طلعت بيها من الدنيا تتجوز بالشكل ده وتخرج عن طوعي
أخرج أحدى لفافات تبغه قائلاً وهو يدسها بين شفتيه:
_بنتك مش صغيره اتجوزت اللي هي عايزاه
فتابعت بكلماتها التي تضـ َـرب كسوط بلا رحمه:
_لا ياشيخ!!
وهو مين يعوز واحد زي ياسين.. ياسين ده مافيش حد يطيقه ساعتين مش يعيش معاه العمر كله ده شيطـ ـان بقرنين مش بني ادام يتعاشر ويحب ويتجوز ويوم ما يتجوز يتجوز بنتي أنا اللي ماحلتيش غيرها
صاح بها بكيل قد طفح منذ زمن:
_أنتِ بتكـ ـرهي ياسين أوي كده ليه؟ أنتِ ناسيه أن اللي بتتكلمي عليه ده يبقى أخويا
طالعته فرأى في عينيها ذلك التعبير الذي لاحظه منذ قليل وهي ترمق ياسين بنظرات البغض فعند سماع سيرته تتأكل بداخلها فنطقت بغـ ـضب:
_ياريت اقدر انسى انه أخوك على الأقل مكنتش هكـ ـره قربه من بنتي كده
قاطع حديثها الذي حاولت أن تبث فيه كل رفضها وهو يسأل بعدم فهم:
_يعني أيه مش فاهم أنتي تقصدي أنك بتكـ ـرهي ياسين عشان هو أخويا
رفعت كفها متابعه حديثها بالنفي مما جعله يرفع حاجبيه باندهاش:
_أنا بكـ ـرهه عشان زيك.. عشان هيعيشها نفس اللي أنتَ عيشتني فيه.. مش عايزاها تحس اللي انا بحسه وأنا معاك.. مش عايزاها تشوف نظرات الناس ليها بعد ما شكلها يكبر ويفضل هو شكله صغير تقدر تقولي بعد عشر سنين شكلها هيبقى عامل ازاي وشكله هو هيبقي عامل ازاي
طالعها بضحكه غير مصدقه فأكملت حديثها:
_طب بلاش دي ليه تتحرم من الخلفه وتتحرم من انها تبقى أم وتبقى زي بقيت البنات طب انا كنت محظوظه بخلفتها ومعايا حسان لكن هي.. ليه تعيش محرومه من نعمه الأطفال ليه تعيش مع واحد تبقى خايفه وهي نايمه جنبه لا ما يحسش بنفسه ومايقدرش يتحكم بنفسه ويشتهي د مها ليه ماتعيش عيشه طبيعيه زي بقيت الخلق مع واحد يكبروا سوا وتجيب منه اطفال ويكونوا أسره يعيشوا سوا ويمـ ـوتوا سوا عجبك ميرا ورعد وهما رايحين يتبنوا طفل مش من د مهم عشان ميرا مابتخلفش.. انا عايزه بنتي تعيش طبيعيه ياعلي
زاد اتساع حدقتي” الطبيب” أن مايسمعه بالتأكيد ليس حقيقي ، أثارت اهتمامه حقاً فانتبهت كافه حواسه لها تقول بعيون دامعه:
_أنا مش وحشه ياعلي أنا أم وخايفه على بنتها تعيش وتحس اللي بعيشه معاك
حديثها عصف بقلبه جعل عقله يسبح في بحور حاول كثيراً تكذيب نفسه بها:
_بقى بتخافي تنامي جنبي لا اشتهي د مك في يوم
وقف من على فراشه يكاد يجزم أنه سمع صوت تحطيم قلبه فأكمل حديثه النابع من قلبه بصدق:
_أنا كنت حاسس من الأول أنك اتغيرتي يازهره ومابقتيش زي زمان بس كنت بكذب نفسي واقول معلش ياعلي اتحمل دي زهره بنتك الصغيره حاولت أعوضك عن حاجات كتير ناقصاكي وعمري ما زعلتك في يوم.. كنت باجي على نفسي عشانك بس أنتِ ماقدرتيش ده.. قبل ما نتجوز انا قعدت معاكي وقولتلك أني يازهره مش هخلف ووافقتي كنتِ عارفه أنا أيه من الأول وعارفه أني شكلي مابيكبرش وأنك أنتِ اللي هتكبري وبالرغم من ده وافقتي أما عدم احساسك معايا بالأمان مش قادر أفهم هو وصلك من أيه؟ أنا عمري في يوم من اللحظه اللي شوفتك فيها ما فكرت أأذيكي ولا حتى عدى على خيالي شىء زي ده ولو خيروني بين حياتك ومـ ـوتي هختار حياتك من غير تفكير
طلعتي أنانيه أوي يازهره ومافكرتيش غير بنفسك وبس ونسيتي أن الدنيا مابتديش كل حاجه كان ممكن يبقى معاكي واحد شكله بيكبر وبيخلف بس بيهينك وموريكي المرار وبأرادته مش غصباً عنه زيي
تركها ورحل صافعاً الباب خلفه ترددت في أذنه كلماتها بعدم شعورها بالأمان معه كلمات قيل لهُ عكسها من سنين.. ساقته قدماه خارج المنزل ففاق من شروده على صوت “ياسين” وكأن أحدهم أنقذه من الغرق في هذه البحور التى تذكره بما لا يريد ، تنهد يحاول الأسترخاء قبل أن يتفوه بكلمه قائلاً:
_ياسين أنتَ كنت فين ، أنا كنت بدور عليك
رمقه ” ياسين ” بتساؤل عن حالته هذه فهرب “الطبيب” بنظراته يحاول تغيير مجرى تساؤلاته:
_أنت لسه بره لحد دلوقتي مانمتش ليه؟
تابع حديثه بجبر نفسه على الأبتسام وهو يقول:
_ده أنتَ حتى عريس النهارده
طالع “ياسين” البحيره أمامه يبتسم بسخريه مما قاله فأجابه بما هو بعيداً عن سؤاله:
_اتخانقت بسببي أنتَ وزهره مش كده
ابتلع ريقه وقد زاد الأرتباك بنبرة صوته:
_ايه اللي أنتَ بتقوله ده لاء طبعاً.. أنا حتى سايبها وهي بتشكر فيك في البيت
ضحك ياسين ضحكات ساخره من كلماته وهو مازال يطالع البحيره أمامه قائلاً:
_وانا كمان نفسي أشكرلها بسبب اللي عملته معايا بنفس طريقه شكرها ليا
قهقه “الطبيب” عالياً فتجرع “ياسين” من زجاجته المفضله قبض “الطبيب” بكف يده على الزجاجه يتجرع منها هو الأخر فقال بكلمات امتزجت بضحكاته الحزينه:
_الظاهر أنك مش لوحدك اللي عايز تشكرها ياياسين
انتزع “ياسين” الزجاجه من كف الطبيب فارتشف منها ما تبقى فأصبحت فارغه فألقى بالزجاجه بالبحيره التي امامه بكل قوته وهو يقول:
_سبني عليها أنتَ بس وانا هشكر فيها شكر محدش اتشكره قبل كده في حياته
شعر “الطبيب” بانسحاب أنفاسه عند سماع كلماته فجلس على المقعد المجاور محاولاً تمالك نفسه فهو لم يستطع سماع مكروه يصيبها ثني “ياسين” ركبتيه وجلس أمامه قائلاً بحنان:
_أيه ياعلي أنتَ صدقت أنا كنت بهزر أنا لا يمكن أشكر زهره في يوم ما هما عملت معايا
رمقه “الطبيب” بعيون مرهقه وجسد متعب فرأسه على وشك الأنفجار وهو يقول:
_أنا بحبها ياياسين ، بحبها ومش متخيل أن ممكن حد يأذيها في يوم حتى لو بالكلام
فهز رأسه بيقين:
_عارف وده اللي مصبرني عليها
ابتسم يوجه سؤاله بسخريه :
_بس اللي مش عارفه بقى بتحبها على ايه الوليه دي؟
اجاب “الطبيب” بعد تنهيده طويله خارجه من داخله بعمق:
_تفتكر لو كان لينا سُلطه على قلوبنا كنا أختارنا نحب في يوم
اعتدل “ياسين” بجلسته يجلس بالمقعد المجاور يطالع البحيره أمامه من جديد يستكمل حديث
“الطبيب” بعيون شارده:
_ ولا حتى كنا كرهنا في يوم.. بس عاوز اقولك ان كل اللي بيحصلنا ده هيعدي وزهره هترجع لعقلها ولو كان مشكلتك مع زهره بسببي انا وشمس فخليها تطمن أنا اتجوزت بنتها عشان أحميها مش اكتر يعني جواز على ورق ، ماقدرتش ياعلي اشوفها في خطر واقف اتفرج ، وبعد ما كل حاجه تنتهي ونخلص من فريد وابوه هطلقها عشان تشوف حياتها من جديد وتعيش مع واحد يستاهلها بجد
سأله “الطبيب” بسؤال صريح:
_لسه بتحبها ياياسين بعد السنين دي كلها
هرب بنظراته بعيداً يحاول اخفاؤها فابتلع ريقه بارتباك مع أجابته قائلاً:
_وهو اللي زيي ينفع يحب
اشفق الطبيب عليه بنظراته فقد كان حديثهم الأن ما هو إلا تفريغاً لما في الصدور ولكنه انتهى بنظرات مشفقه يطالع كل منهما الأخر بها على ما حل بهم من كسر قلوبهم القويه، جبر “ياسين” نفسه على الأبتسام قائلاً:
_فين شيخ عجوه دلوقت لو كان شاف حالنا كان قال وحسرتـــــاه
لم يكد أن ينتهي من كلمته حتى اصدر هاتفه ذلك الرنين المميز رنه مميزه يضعها لبربروس عند اتصاله.. بهِا صوته وهو يقول:
_وحسرتـــــاه
علت ضحكات “الطبيب” وقد مد كف يده لـ “ياسين” يضـ ـرب كف بكف طالعه “ياسين” وهو يعرف جيداً كيف يخرج الشخص الحزين من حزنه ويدفن هو ألامه بداخل صدره ، فتح المكالمه مع مكبر الصوت فسمع بربروس ينطق متهكماً:
_أين أنتَ أيها اللعين ، لقد هاتفتك عدة مرات وكنت قد أتلقى هذا الرد الألي الذي جعلني افقد صوابي كم هو صعب ايجادك ايها الملعون
رد “ياسين” بنبره يملؤها الغرور ساخراً:
_لقد أطفئنا الأنوار من يجدنا فليحرق نفسه
فرد عليه باستنكار:
_لا والله بعقد الهاء لن أحرق نفسي يا أحمق وسأجدك وقتما اشاء
فنطق “الطبيب” مازحاً بقول:
_ماتقولش كده ياشيخ عجوه ده ياسين الخير والبركه بيهزر معاك ما أنتَ عارفه
فكان رد “ياسين” محرجاً ونطق بضجر:
_الخير والبركه!! ليه كنت الست والدتك.. ماتبوس ايدي احسن
أوقفهما “بربروس” بكلماته:
كفى.. كفى أيها الأحمقان فلدي لكما خبران اولهما حزين والأخر سعيد بماذا تريدون أن أبدأ:
ضحك “الطبيب” وهو يقول:
_أي حاجه يابربروس انطق
فأجاب بربروس بضحكه عريضه:
_لقد وافقت مارال أخيراً على زواجنا
رد “ياسين” بتلقائيه مفرطه:
_طب وأيه الخبر الحلو
حاول “الطبيب” كتم ضحكاته وهو يقول:
_ده أكيد الخبر الحلو ياياسين ناقص الخبر الوحش
فأكمل بربروس حديثه:
_ربــَــــاه لقد طفح الكيل هذا هو الخبر السعيد أيها الملعون أما عن الخبر السىء فهو بأنه سوف يتقدم لخطبتها شخص أخر بغضون ساعات يجب عليكم أن تأتيا على الفور حتى أتقدم لخطبتها أولاً
كانت كلماته سريعه يترجى بها “الطبيب” بالحضور الى القاهره بأسرع وقت هنئه “الطبيب على الزيجه المباركه مقدماً بعدما أغلق الهاتف
——————-( بقلمي ماهي احمد)—————–
استيقظت تشعر بضوء الصباح من حولها ولم تجد
” ساره “بجوارها على الفراش بل وجدتها تستعد للمغادره ممسكه بحقيبتها قائله:
_أشوف وشك بخير بقى ياشمس
تحدثت وقد ظهر في صوتها اثر النوم:
_على طول كده
تحدثت بهدوء قبل أن تخرج من الغرفه:
_انا لازم ارجع القاهره النهارده اول جلسه كيماوي ليا هاخدها النهارده ادعيلي عشان انا خـ ـايفه اوي
غادرت” شمس” الفراش داعيه لها الوصول سالمه بعدما طمأنتها بأن كل شىء سيصبح بخير قامت واستقامت تتجه ناحيه النافذه وجدت الجميع يستعد للمغادره ومن بينهم” ياسين ” و “مشيره” بعدما اقنعته بضروره السفر للقاهره لتحضير بعض الأوراق الخاصه بها ، قام بأحضار سياره أخرى وقبل مغادرته رفع رأسه يطالع نافذتها فوجدها تطالعه ابتسم ابتسامه حانيه ظهرت على ثغره فانتفضت من مكانها عند رؤيته لها تضغط بأسنانها على شفاها تعود خطوه للخلف بحركه لا أراديه منها متمنيه بأن لا يراها وما مرت سوى ثواني معدوده حتى تقدمت خطوه اخرى بالقرب من النافذه بحذر يحثها فضولها على رؤيته من جديد فلم تجده اقتربت من النافذه اكثر حتى تستطيع الرؤيه بوضوح باحثه بعينيها هنا وهناك لتجد من ينقر بأصبعه على كتفها بلين:
_بدوري على حاجه
التفتت مسرعه بعدما وقعت عيناها عليه ابتعدت عنه بعيون هاربه حتى لا يراها هكذا تحاول التنفس بهدوء:
_حاجه.. حاجه زي ايه؟
أهمل سؤالها بقوله:
_اومال كنتي بتبصي على ايه في الشباك
فأردفت بقول:
_عادي ياياسين بلاش اقف في الشباك يعني
لم يقتنع بما يقول ولكنه حثها بقول:
_فين تليفونك
أشارت بعينيها على الأريكه المجاوره لها فالتقط الهاتف وبدأ بتسجيل رقم هاتفه فوجدها قد دونته بالفعل وبجانب اسمه قلب مكسور ابتسم باستهجان فقام بفعل شىء أخر لم تفهمه هي فبادرت بالسؤال باستغراب :
_أنتَ بتعمل ايه؟
ضحك عل استغرابها واخبرها وهو يدون شىء ما على الهاتف:
_أنا مسافر القاهره هنخطب لشيخ عجوه وللأسف لازم اسافر واسيبك علشان لو ماسافرتش هيحس ان في حاجه غلط وهيسيب كل شىء وييجي وانا مش عايزه يدخل في الليله دي انا ماصدقت ان مارال وافقت على جوازهم
اقترب منها خطوه يقبض على ذراعيها بحنان أمام صمتها وعيونها المراقبه:
_لو طلبت منك طلب ياشمس هتنفذيه
طالعها بعينين يشع منهما البراءه و كانت تنتظر هي المزيد وأرضى هو انتظارها بقوله:
_مش عايزك تطلعي من البيت مهما حصل لحد بكره مش اكتر ، أوعديني ياشمس
حاولت سؤاله ولكن قبل ان تلفظ كلماتها من بين شفتيها قاطعها هو بقول:
_ومن غير ليه ، عايزك تثقي فيا وبس ، واعرفي أن ابن الصاوي مش هيقولك حاجه فيها شىء يضرك
قال كلماته بعيون صادقه أسرتها فاستجابت تلبي طلبه فقط لأنه هو من طلب ذلك
———————(بقلمي ماهي احمد)—————-
عدت ساعات مرت على سفره فوجدت “غدير” حجه للذهاب لأحدى صديقاتها حاول “حسان” الذهاب معها ولكنها رفضت بأصرار صعدت على دراجتها بعدما وعدته بالعوده سريعاً متجهه الى محل “بدر” باحثه عنه بالمحل تنادي بأعلى صوتها:
_بدر.. يابدر
خرج بدر من الدكان وأثار الضـ ـرب ظاهره على وجهه قائلاً:
_ايه اللي جابك؟
كلماته أحرجتها وزادت من ارتباكها فبرر هو مقصده:
_اقصد، أنك ممنوعه من الخروج مش ياسين نبه عليكي قبل ما امشي انك ماتطلعيش بره البيت تاني لوحدك
سؤاله جعلها عاجزه عن الرد لثوان، حتى قالت اخيراً:
_عارفه ، بس أنا حبيت على الأقل اطمن عليك واشكرك على اللي عملته معايا وخصوصا أن ياسين
بتر حديثها قائلاً:
_تقصدي انه مادنيش وش ، طب ما عنده حق
استغربت من أجابته مما جعله يستكمل حديثه:
_أنا واحد غريب بره القريه مش منها وان اظهرلك مره واحده دي حاجه ما بين الزرع دي حاجه تخلي يشك فيا وانا احترمته على فكره ما تضايقتش منه خالص انا لو مكانه كنت هعمل كده واكتر
حثها حديثه على سؤاله تقول:
_طب وانت كنت بتعمل ايه في القريه في وقت زي ده ما بين الزرع
تردد بأخبارها ثم تابع بقوله:
_بحط مسامير في الطريق للعجل اومال انتِ فاكره كل العجل اللي عندي ده بييجيلي دايماً ازاي وانا بحط المسامير على الطريق كالعاده سمعت صرختك ما بين الزرع وجيت جري عليكي
جحظت عيناها بعدم تصديق فأكمل هو بقوله:
_عجلاتي بقى معلش ولازم اقلب رزقي
طالعته بجانب عيناها بغيظ:
_ايوه بس كده غلط وحرام
قبض بالكتب الموضوعه على الطاوله بكف يده يقول:
لو ماعملتش كده مش هعرف اشتري كتب الجامعه ولا هعرف اصرف على نفسي
جلست بجواره سائله:
_انت بتدرس
اشار برأسه بالأيجاب:
_ايوه انا في هندسه اخر سنه ليا السنه دي
انكمش حاجبيها وكسا تقاسيمها تعابير غامضه مما جعله يسأل:
_ايه صعبت عليكي
صدمها بقوله فرمقته باهتمام:
_بالعكس هتصعب عليا ليه أنا اصلاً استجدعتك وحسيتك كده راجل مسؤول عن نفسك وعايز تبقى حاجه كويسه في يوم
استدار يلتقط احدى الدراجات المعطله لأصلاحها فتأوه بألم من كتفه المصاب فنطقت هي باهتمام وضح بنبره صوتها:
_خللي بالك
استدار بوجهه يشير برأسه بالأيجاب مع ابتسامه حانيه
_حاضر
———————(بقلمي ماهي احمد)—————-
لا يوجد ابشع من الأنتظار فقد كان ينتظرهما “بربروس” على أحر من الجمر يتجول بمسكنه يميناً ويساراً حتى وجد ابو المعاطي بوجهه قائلاً:
_اخبرني ماذا حدث هل أتى العريس مبكراً
أبتسم “أبو المعاطي” بسمه ساخره:
_ولا حد عبرها
تحرك “بربروس” باتجاهه يقبض بكف يده على ياقه قميصه من الخلف بغـ َضب وهو يقول:
_بماذا تفوهت ايها الأحمق الصغير
فتمتم “ابو المعاطي” بكلمات بسيطه بصوت منخفض مما جعل “بربروس” صارخاً به لكي يوضح كلماته:
_طيب هقول اهوه ، انا واقف من الصبح قدام بيتها لحد ما رجلي فأفأت وطلعلي كلو عشان لو حد جه اعمل اللي اتفقنا عليه واتوهه ما خلهوش يدخل البيت ولحد دلوقت ولا حد عبرها أنتَ متأكد أن في عريس جايلها النهارده زى ما بتقول
طالعه “بربروس” بشك يتحدث داخلياً بما لم يسمعه :
_ أيعقل!!
قاطع شكه جرس الباب مما جعله نسى كل شىء وأسرع بفتحه وصلا الى القاهره أخيراً بعدما اوصل كلاً من يزن وساره ومشيره الى وجهتهم وكما توقع ” الطبيب ” فسرعه ياسين رهيبه وعند لحظه رؤيته للطبيب امسك “بربروس” بكف يده يجذبه خلفه قائلاً:
_هيا لقد تأخرنا بالفعل
أشار بأصبعه لـ “ياسين” محذراً:
_ياسين لا تتفوه بشىء أيها اللعين فقط دع علي يتحدث بالأمر
سأله “ياسين”بغير تصديق :
_ولما أنتَ مش عايزني معاك جايبني لحد هنا ليه؟
فصدمه” بربروس”بقوله:
_كماله عدد ليس إلا..
تابع قوله بضجر:
وأيضاً أنت لا تعلم ماذا فعلت؟
نطق “الطبيب”سائلاً:
_عملك ايه بس يابربروس
أجابه “ياسين” بغـ ـضب:
_عملتله قيمه
هز “بربروس” رأسه بقول:
_قيمتي عاليه اعلم ذلك.. فأنا لا أحبذ أن يثرثر فمك اللعين هذا بشىء اشعر بأنك ستخربلي الزيجه وانا لا احبذ هذا
أشار بيده للطبيب:
_اتحبذ أنتَ ياعلي
اشار الطبيب برأسه بالنفي قائلاً:
_أنا لا أحبذ
طب انا ماشي
قالها “ياسين” يستعد للرحيل فجذبه “الطبيب” من ذراعه يحثه على المغادره:
_يلا بقى ياياسين ماتاخدش على كلامه
——————(بقلمي ماهي احمد)——————-
هناك جلسات ننضم اليها رغماً عنا ، كهذه الجلسه
تدخل” ساره” اليها بجسد رافض وأيد مرتعشه فهذه المره الأولى التي يستقبل جسدها العلاج الكيماوي احتضن “يزن” كف يدها لكي يطمئنها بأن كل شىء سيصبح بخير ابتسمت هي بسمه أمنه بوجوده فهو بالنهايه هنا كما اعتادت دائماً فوجوده بجانبها يهزم مخاوفها
قابل “الطبيب” يزن وساره “ببسمه مرحبه يحاول قليلاً تهدئتها بقول:
_ماتقلقيش العلاج الكيماوي ما هو الا محاليل هركبلك كالونيه في الوريد لمده ساعتين بالكتير وممكن اقل
فداهمته بسؤالها:
_شعري هيقع يادكتور
طالع” الطبيب”يزن بنظره متردده فأجابها “يزن” بدلاً عنه:
_وايه المشكله لو وقع.. حتى لو وقع ياساره هيطلع غيره
ابتسم “الطبيب” وبدأ بقول:
_ماتقلقيش مش كل الحالات الشعر بيقع فيها ندعي بس الأول اذا كان جسمك هيتقبل الكيماوي ولا لاء
ربت “الطبيب” على كتفها بطمانينه وهو يغادر يستكمل قوله:
_وبعدين نشوف حكايه الشعر دي بعدين
اشار بيديه على المقعد المجاور لهما:
_اتفضلوا اقعدوا ، شويه وهتدخل انسه ساره تاخد جلستها
جلست” ساره ” على المقعد فأثنى يزن ركبتيه مقابلها قائلاً:
_اوعي تفتكري للحظه أني مش حاسس بيكي أنا عارف اللي جواكي وعارف بتفكري في ايه بس الخوف اللي جواكي ده شىء طبيعي كل حاجه بتحصل جديده عليكي زي ما هي جديده عليا ، انا واثق في الله انه مش هيأذيني فيكي وان اللي احنا فيه ده ما هو إلا مجرد اختبار صغير من ربنا عشان نرجعله ونلجأله وماننساهوش ، مش عايزك تخافي ياساره طول ما انا معاكي ماتخافيش
أمسك كف يدها يقبله بحنان ، ابتسمت برضا وأغمضت عينيها بأطمئنان وقد عرفت للراحه طريق الأن فقط لانه هنا كما اعتادت دائماً
———————(بقلمي ماهي احمد)—————-
ساعات ما قبل الغروب هي اقصى ما تحب تجلس أمام نافذه غرفتها ، الهدوء والسكينه التي تشعر بهما الأن هو كل ما تريد بعد ايام شاقه مرت بها لم يمر الكثير حتى وجدت “شمس” هاتفها المحمول يرن برنته المميزه فوجدته “فريد” طالعت الأسم ببغض وضح على تقاسيمها فأبت الرد وما مر إلا ثواني حتى بعث لها بفيديو قصير على موقع الواتساب ضغطت على زر التشغيل فوجدت
” ساره ويزن “بالمشفى تنتظر” ساره” دورها لتلقي العلاج ولكن هناك من يوجد خلفها ومعه حقنه مسممه فبعث “فريد” برساله نصيه وهو يقول:
_الحقنه دي مسممه وهتدخل جوه الكيماوي اللي ساره هتاخده لو ماجتليش حالاً على اللوكيشن اللي هبعتهولك ده انا مستنيكي
بهتت تقاسيمها وهي تقرأ كلامه فأكمل كتابه قائلاً:
_ اه مش محتاج افكرك لو حد عرف بالمسيچ دي او انك جيالي أنتِ طبعاً عارفه هيحصلهم ايه؟
لقد أصابها الذعر بكل أنش بجسدها الأن ، بعدما قرأت عيناها رسالته ، اغلقت الهاتف وقامت مسرعه بالاتصال بـ “ساره” ولكن دون جدوى فهاتفها مغلق وكذلك “يزن ” حتى بعث لها هو برابط على تطبيق الواتساب حثها فيه على فتحه باعثاً رساله نصيه اخرى وهو يقول:
_ماتحاوليش تتصلي بيهم عشان تليفوناتهم مقفوله
فتحت الرابط مسرعه فوجدت نفسها داخل بث مباشر هناك من يجلس بجانبهم الأن ويصورهم في الخفاء يضع جهاز صغير بالقرب منهم يشوش على أشاره هواتفهم ليجعله مغلق ، وضح القلق جلياً على وجهها توقف عقلها عن التفكير فهي تعلم جيداً مدى شـ ـره وخـ ـبثه ودون أن تتردد أحضرت حقيبه يدها مسرعه تهرول خارج المنزل تتبع اللوكيشن بهاتفها تبعث له رساله نصيه بأيد مرتعشه:
_انا جيالك حالاً مسافه الطريق ارجوك ما تأذيهمش هما مالهمش ذنب في اللي بيحصل
انتظرت ثواني ترى علامه يكتب الأن حتى بعث لها بكلمه واحده فقط وهي:
_مستنيكي
—————–(بقلمي ماهي احمد)——————-
_ابنك فين ياست هانم؟
قالها الدمنهوري بصوت جهوري بينما هي ردت عليه بعدم اهتمام لسؤاله تنفخ بأظافرها حتى يجف طلاء الأظافر قائله:
_من ساعه مارجعنا معرفش عنه شىء
ضر ب على الطاوله وهو يتحدث بغـ ـضب:
_طبعاً ماتعرفيش عنه حاجه وأنتِ فضياله يعني كفايه عليكي المانيكير والباديكير والنفخ والشد
فألقى بالهاتف بوجهها يحثها على النظر بداخله فأخذت تقلب تطالع الصور بأهمال:
_ماله صور لفريد ابنك بيشرب على البار اي الجديد يعني هي اول مره يشرب فيها ولا اول مره يرقص مع بنات
فتابع حديثه بغيظ:
_يابرودك ياشيخه أنتِ اتجننتي أنتِ مش عارفه ان ليا اعداء وممكن حد يصوره وينزلها في اي حته واتشال من الوزاره بسببه ، للدرجه دي مافيش دم
تأففت بانزعاج:
_يوووه ماتسيبه يادمنهوري يفك عن نفسه شويه مش كفايه البت دي واللي عملته فيه هتبقى أنتَ وهي على ابني أنتَ بس حركه التنقلات بتاعت الوزاره واكله عقلك اليومين دوول مش عارفه مش معنى المره دي اللي خايف اوي كده وبعدين مين ده اللي يتجرأ ويتحدى الدمنهوري
خشى “الدمنهوري” من القادم قائلاً:
_لحد دلوقتي لسه مافيش بس اعدائي كتروا
——————-(بقلمي ماهي احمد)——————
هنا حيث هم على اعتاب المنزل يطالع “بربروس” “الطبيب” بفرحه ممسكاً ببوكيه من الورد قائلاً:
_هل هذه الزهور كافيه ام كنا احضرنا شيئاً أخر
ابتسم “ابو المعاطي” بسمه عريضه بلهاء يغمز له بطرف عينيه قائلاً:
_يابختك ياشيخنا تفتكر هييجي اليوم اللي لاقي واحده تحبني واحبها وتوريني من الدنيا حلوها
هتف “بربروس” ولم تبتعد عينيه عن باقه الزهور:
_لا بأس ياصديقي سيأتي أحدهم يوماً ويعترف لك بحبه وتبدأ ايامك السعيده أيها الأبله
جحظت عيناه يقول بفرحه:
_بجد ياشيخنا
قبل أن يقول “بربروس” اي شىء قاطعه ياسين بجديه:
_اكيد لاء .. بذمتك شوفت قبل كده واحده اسمها أحدهم عشان تعترفلك بحبها
طالع “ابو المعاطي” ياسين باستغراب من رده فتحدث “بربروس” بانزعاج:
_دعك منه يا أحمق فقط انتظر بالخارج وكما اتفقنا اذا اتى احدهم
فأكمل “ابو المعاطي” يغمز له بثقه نابعه من داخله:
_ماتقلقش هزحلقه بس ده ان كان في عريس من اصله
فسأل “الطبيب” ابو المعاطي مستفسراً:
_أنت بتشتغل ايه ياابو المعاطي؟
تذكر “أبو المعاطي” ما حدث فضاق صدره:
_النهارده الصبح سبت الشغل ماستحملتش اللي المدير قاله:
رد “الطبيب” وقد غلبوا فضوله:
_وقالك ايه؟
هز “رأسه” بهدوء قائلاً وهو يتركهم:
_انت مطرود
رحل ابو المعاطي فحذره “ياسين” من حماسه الكبير هذا:
_بقولك ايه احنا هندخل جوه بلاش تدلق في الكلام عشان ناخدها بأقل سعر ومايطمعوش فينا
أبدى “بربروس” اعتراضه بضجر:
_ربـــــــاه ، تباً للبشر
ضغط “ياسين” باصبعه على جرس الباب بقوه فأصبح رنين الجرس متواصل دون أنقطاع حثه بربروس بقول:
_تريث يا أخي تريث
فتح شقيق “مارال” الباب على مصرعيه ليجد العريس ووالدته يجلسون بالردهه المقابله وأمامهم اكواب من العصير وقطع الجاتوه اتسعت عين “بربروس” وقد ظهرت الصدمه على وجهه مما رأى فمال يـ “ياسين” عليه هامساً بسخريه:
_كنت جيبت جاتوه ياشيخ عجوه
صاح بربروس بوجه باكي:
_ياوكستـــاه
——————( بقلمي ماهي احمد)—————–
هناك خساره صعبه وخساره مستحيله ولكن الأصعب من احساس الخساره هو الشعور بضياع الفرص تقف “مشيره” أمام “فريد” وسط ملهى ليلي و الضوضاء العاليه تقترب من أذنه هاتفه بصوتٍ عالى من كثره الضوضاء حولها :
_شوفت فكرتي نفعت ازاي
تجرع “فريد” من الكأس الممسك بهِ بكف يده مره واحده وهو يقول:
_المصلحه واحده لو أنا خدت شمس أنتِ هترجعي بياسين يعني مابتعمليش كده عشان سواد عيوني
رمقته بشراسه:
_اه صحيح المصلحه واحده بس برضوا ما تنكرش ان انا هبقى السبب في أنها تبقى ملكك
هتف وهو يستدير لها بنبره متهكمه:
_ماتفرحيش اوي كده لما نشوف اللي هيحصل الأول وبعد كده نبقى نقرر خطتك نجحت ولا لاء
استكملت حديثها تؤكد على ما قالته:
_هيحصل.. أنتَ بس اول ما تيجي خدها على الأوضه جوه خلص معاها وهات مناخيرها الأرض وهي بعد كده هتبقى تحت رجلك
رمقها مستفسراً:
_أنتِ متأكده أن ياسين مالمسهاش
_زي ما انا متأكده أني بكلمك دلوقت
تجرع كأساً أخر يمسح بكف يده على فمه:
_تبقى بتاعتي
——————(بقلمي ماهي احمد)——————
ثلاثتهم الأن يجلسون على الأريكه يتوسطهم بربروس ، الصمت كان له النصيب الأكبر من جلستهم فطالع شقيق مارال ساعه يده متأففاً بضيق شديد محاولاً فتح حديث سائلاً له:
_ياشيخ بربروس انا بقالي فتره كده مضايق ومش طايق حد يبقى كده عندي ايه؟
رد “ياسين” بدلاً عنه وهو على يقين من اجابته:
_يبقى عندك حق
ابتلع كمال ريقه يهز رأسه بالموافقه بعدما ساد الصمت مره أخرى فقرر أن يسأله دون تردد:
_في حاجه ياشيخ بربروس اول مره تشرفنا
طالع ثلاثتهم بعضهم بعضاً فتوترت الأجواء مما زاد تعقيدها ذلك العريس الجالس هو ووالدته بالمقابل
أشار الطبيب بعينيه لـ “بربروس” حتى يبدأ حديثه حسناً نظراتهم لبعضهم البعض اصبحت مخيفه الأن استغرب “كمال ” شقيق مارال مما جعله ينطق مره أخرى:
_لو مافيهاش اساءه أدب ياشيخ بربروس ممكن اعرف انتَ جاي ليه طبعاً زي ما أنتَ شايف الوضع
رفع “بربروس” حاجبه باستغراب سائلاً:
_وماهو الوضع
ابتلع ريقه يشير على قطع الكعك والعصير بيده ثم أشار بعينيه على العريس قائلاً:
_يعني جاتوه وعصير وناس قاعده هيبقى عندنا ايه
كمش “ياسين” حاجبه وهو يقول:
_عيد ميلاد!!
كان ذلك رد “ياسين” الذي نفاه “كمال”:
_لا عيد ميلاد أيه ده اتفاق جواز عقبال عندكم
اشعلت نار الغيره بقلب” بربروس”الذي لو كان ناراً الأن لألتهم الجميع شعر بهِ “ياسين” وبغيرته فربت على كتفه بلين بعدما أظهر تعبير الأستغراب الذي صنعه ببراعه على وجهه قائلاّ:
_عشان كده احنا جينا شيخ عجوه.. اقصد شيخ بربروس لما عرف ان في عريس جاي للأنسه مارال قال والله ما في حد هيكتب كتب الكتاب غيره
ضغط “ياسين” بكف يده على فخذه ساخراً يحاول استفزازه:
_مش كده ياشيخنا
زاد التوتر بجسد “بربروس” فنطق “كمال” باستغراب:
_كتب كتاب ايه احنا مسيحيين
تصنع “ياسين” عدم المعرفه:
_ياراجل صلي على النبي قول كلام غير ده
خرج بربروس عن صمته وهو يصيح قائلاً:
_ياحسرتــــاه
اشتعلت النيران في داخله ولكنه نجح في أخفاؤها وهو يقول:
_اذا كان الجالس أمامك هذا العريس ، ماذا أكون انا؟
مال “ياسين” برأسه على اذنه هامساً بضحكه مكتومه:
_تبقى طيشه
خرج “الطبيب” عن صمته قائلاً:
_كفايه بقى ياياسين.. انا هفهمك يااستاذ كمال شيخ بربروس جاي يتقدم لأختك مارال
لم يستوعب “كمال” مطلب علي فصحح كلامه له بضحك:
_انتوا اكيد بتهزروا ياجماعه
طالع وجوههم الثلاثه التي بان عليها الجديه بل الشراسه أيضاً فأعاد كلماته من جديد:
_انتوا بتتكلموا بجد
فنطق العريس بنبره نسائيه وهو يقف من على مقعده بجسد ملتوي:
_أنتوا.. انتوا بتقولوا ايه ياوحشين انتوا مش شايفني قاعد ولا ايه..
استدار بوجهه بجواره:
_يلا ياماما مافيش حد هنا محترم وجودي
تقدم العريس خطوات ناحيه الباب فقالت والدته:
_استنى بس ياكركر
نظر الثلاثه لبعضهم البعض يقولون بصوتاً واحد:
_كركر
وقف ياسين من مقعده يشير بكف يده على الباب قائلاً:
_يلا ياوليه يلا ياوليه من هنا روحي شوفي كركر لا يكركر على نفسه وهو ماشي
رحلت والده العريس وقد أغلق ياسين الباب خلفها وهو يشير بعينيه على “بربروس” يقول بصراحه مفرطه:
_الراجل ده عايز يتجوز اختك قولت ايه؟
——————-(بقلمي مآآهي آآحمد)—————–
مرور الوقت سريع.. هاهي تترجل من القطار بعدما نزلت الى القاهره وضعت الهاتف على أذنها بعدما هاتفته قائله:
_أنا وصلت يافريد اوعى تكون قربت منهم
تلقت رده فأجابته قائله:
_انا خلاص هركب تاكسي وجيالك بس أرجوك
وقبل أن تكمل حديثها أغلق الهاتف بوجهها قبضت عينيها بألم أشارت لسياره أجره تخبره بوجهتها قائله:
_الهرم يسطا
———————( بقلمي ماهي احمد)————–
يقف الثلاثه الأن على أعتاب الباب بعدما صفع شقيق “مارال” الباب خلفهم بقوه يصيح من الداخل بقول:
_قال يتجوزها قال ده على جثتي
نطق “الطبيب” بانزعاج:
_الراجل ده ازاي يطردنا كده دي مش اخلاق بني ادمين ابداً
فرفع “ياسين” كتفيه نافياً:
_ولا حتى بشر
ابتسم “الطبيب ” من رده فلا يوجد فرق بين البشر والبني ادمين .. تخطى “بربروس” الطبيب ليقف أمام “ياسين” سائلاً بنظرات قاتله:
_ما هي أكثر اللحظات المفضله لديك في صداقتنا أيها اللعين
فأجاب “ياسين” وهو يخرج هاتفه من جيبه بعدم اهتمام:
_لما كنا صغيرين
ضربه “بربروس” على كتفه قائلاً بتهكم:
_ولكننا لم نعرف بعضنا عندما كنا صغاراً أيها الأحمق
أشار “ياسين” برأسه بالأيجاب:
_بالظبط ابتديت تفهمني
_ربـــــَــــاه ، لقد طفح الكيل منك بل أكثر لحظاتك سعاده هي عند رؤيتي حزين فقد افسدت الزيجه ايها المفسد ألم أخبرك بألا تتكلم قبل قدومنا
قابل “ياسين” حديثه بأهمال بعدما أنكمش حاجبه وهو يطالع هاتفه بعدم تصديق رأى “الطبيب” تقاسيم وجهه بعدما تغيرت للأسوء قائلاً:
_في ايه ياياسين
رجفه تسري في جسده وشعور بالغثيان يداهمه ، صاحبه توتر فكرر الطبيب سؤاله بحده هذه المره من جديد:
_ماتنطق ياياسين مال وشك اتغير كده ليه فيك ايه؟
طالعه ياسين بريبه مما يرى:
_الأبلكيشن اللي حطيته في تليفون “شمس” عرفني انها هنا في القاهره ورايحه للهرم
حاول “بربروس” تهدئته قليلاً:
_هدىء من روعك.. هاتفها اولاً
حاول ياسين الأتصال بها مراراً وتكراراً لكن دون جدوى ترك المكان وغادر مسرعاً صعد بداخل سيارته ومن شده قيادته المتهوره يمكنك سماع صوت احتكاك أطارات السياره على الطريق لايعلم كيف ولكنه شعر بضياعها منه يقود سيارته عبر الطريق متجهاً الى “الهرم ” محاولات متكرره للأتصال بها ولكن الأجابه واحده وهي عدم الرد
——————-
مازالت بالسياره الأجره تطالع هاتفها الذي يظهر على شاشته أسم “ياسين” من كثره اتصاله بها تنهدت بحزن تطالع الطريق بجوارها عبر نافذه السياره
———————
انفعل من عدم ردها على الهاتف وظهر أنفعاله في صيحته المنفعله:
_ماتردي بقى
ألقى الهاتف بغضب وتابع الطريق بكل سرعته اليها
————————-
كانت قد قضت في السياره أكثر من ساعه للوصول لوجهتها واقفه بنظراتها الحائره على أعتاب مقهى ليلي تطالع ما يحدث بريبه هاتفها “فريد” عبر الهاتف فأجابت هي عليه:
_انا واقفه بره
حثها على الدخول وقبل ان تجيب اغلق الهاتف بسرعه نجح مخططه حتى هذه اللحظه ابتلعت ريقها بذعر تخطو خطوه وترجع الأخرى ظهر اليأس على وجهها دخلت “شمس” تسأل عنه هذه الأجواء والرقص الشرقي والمشروبات مع الموسيقى الصاخبه كل هذه أشياء ليست مثلها بحثت عنه وعيناها تدور بالمكان فرفع ذراعه حتى تراه من بعيد وجدته يجلس على البار بين شفاه لفافه تبغه اقتربت منه باقدام مرتعشه ابتسم لها بود ولكن بداخله النوايا الخبيثه..
اطفىء لفافه تبغه بالطفايه التى أمامه فسألته بتردد بأعين دامعه :
_أنا جيت يافريد وجيالك لوحدي من غير ما اقول لحد بس سيبهم في حالهم ساره ويزن مالهمش ذنب
لم ينظر لها بل تجاهلها فاستدار بجسده يشير بأصبعه لها بأن تتبعه، تبعته وهي تسير خلفه ببطىء بعدما تملكها الخوف دخل بطرقه طويله ودلف الى غرفه من الغرف الموجوده بها وقفت على الباب سائله:
_احنا هندخل هنا ليه؟
صاح فريد بنبره هجوميه:
_ادخلي يابنت ال **
وقبل أن يكمل سبه خرجت منها صرخه عاليه وهو يجذبها للداخل من خصلاتها أغلق الباب خلفها يشدد على خصلاتها بقوه يخرج كلماته من بين اسنانه بغيظ:
_بقى أنا فريد االدمنهوري أخرج من بيتكم قفايا يقمر عيش ده انا مش هسيبك الا اما اجيب أجلك النهارده
دفعها وسقطت على الأرضيه ثم تبع ذلك بشق ملابسها العلويه بوحشيه وتابع بقوله:
_انتي بتاعتي ياشمس عارفه يعني ايه بتاعتي واللي معرفتش اخده منك في الحلال سهل اوي اخده منك في الحرام وأنتِ اللي بدأتي
حاولت الدفاع وابعاد يده صارخه لم يكن يسمع صرخاتها بل لمعت عيناه عند رؤيه جسدها
——————
أما عنه فقد جاء بأقصى سرعته يقبض على هاتفه بكف يده ينظر عبر الشاشه فوجد نفسه يقترب من النقطه الحمراء اجتمعت النساء من حوله في محاوله لأغرائه ولكنه أبعدهم عنه في الحال بحث بعينيه ولكن التقطت اذنه صراخ متواصل بلا أنقطاع من “شمس” جعله يميز صوتها من بين الجميع ومن بين الضوضاء المزعجه ركل الباب بقوه فتوقفت هي عن المقاومه عند رؤيته ناطقه بأسمه بشفاه مرتعشه:
_ياسين
قبض بكف يدهُ على سترته من الخلف بعدما رفعه والقاه بخارج الغرفه فارتطم ظهره بالحائط انتزع “ياسين” سترته السوداء الجلديه من على جسده يضعها عليها مسد على خصلاتها بحنان يمسح دموعها من على وجنتيها أخذ يطمئنها ببادىء الأمر وبدأ بقول:
_اطمني أنتِ بخير ياشمس
حاول أعطائها الأمان والحنان ، عيناها تقابل عينيه وقد غزت حصونها الدموع ، نظراتها المستغيثه طالبه نجدتها ذلك الجدار البشري الذي تختبيء بداخله وهي واثقه تماماً بأنه لن يسقط عليها ولن يؤذيها مهما حدث وجدها تنظر خلفه بخوف استدار بجسده ليجد “فريد” قد غرز بجسده صاعق كهربائي قوته عاليه الألم يسري بكل أنش بجسده نظر له “فريد” نظره متشفيه وقد ظهرت بسمه ساخره على شفتيه قائلاً:
_كنت فاكرك اقوى من كده
تمالك “ياسين” نفسه فقبض بكف يده على عنقه يرفعه بذراعه فألقى “فريد” الصاعق من يده رغماً عنه فنطق “ياسين” من بين أسنانه بغيظ:
_وانا كنت فاكرك أرجل من كده
هنا توقفت الثواني عند سماع صرخاتها فقد أحمرت وجنتيه ثواني ويلفظ أنفاسه الأخيره فقد احكم ياسين قبضته عليه فاق من فعلته على صرختها:
_بلاش ياياسين ، سيبه عشان خاطري ماتلوثش ايدك بدمه ده مايستاهلش
فاق على صرخاتها بعدما فك قبضه يده من على عنقه ألتقط “فريد” انفاسه بصعوبه وكأنه كالغريق الذي يبحث عن الأكسچين جلس” ياسين ” القرفصاء يهتف بنبره تحذيريه:
_اللي بييجي على المدام يبقى حكم على نفسه بالأعدام ياروح امك
رفع أصبعه بوجهه بنبره تحذيريه:
_شمس.. لاء
اعتصر كف يدها يجذبها خلفه يخرجها من ذلك المكان المقزز بنسائه العا هرات اصبحوا خارج المكان ومازال يجذبها من خلفه بيد وبكف يدها الأخرى تضم سترته عليها تدارى بها جسدها لم ينطق سوى بكلمه واحده حين فتح باب سيارته لها:
_اركبي
هزت رأسها بالأيجاب وصعدت بالسياره على الفور تراهُ وقد بدأت بوادر نوبه تظهر عليهِ من جديد أغلق باب السياره وعيناها تتابعه يجلس على مقعده أمام عجله القياده احتكت اطارات السياره بالأرضيه تصدر صوتاً مرتفع كان يقود السياره بسرعه جنونيه سرعه يبث بها غضـ ـبه المتراكم
وكأنه يلتهم الطريق كانت تراقب الطريق بعينيها وهو يلتهمه من سرعته المهوله حاولت التقاط انفاسها دون أن تصدر صوت فكلماتها الأن لن تزيد شيئاً سوى زياده غضـ ـبه ظهر من العدم نهايه الطريق وقد كان هناك سد منيع طالعته بخوف شديد وقبل أن يصطدم به على بعد سنتيمترات فقط ضغط على المكابح بكل قوته فأصدرت السياره صوت فرمله مرتفع وضعت يدها على فؤادها تحاول التقاط انفاسها مال على عجله القياده يسند رأسه عليها ابتلعت ريقها ببطىء وهي
ترفع كف يدها تمسح على خصلاته لعلها تقوم بتهدئته حالته الأكثر عدوانيه الأن لذا أزال يدها بعنف مبالغ فيه واخترقت أذنيها نبرته الشرسه يضرب على مقود السياره وهو يقول صارخاً:
_ماقولتليش ليه
انتفضت من مكانها تطالعه بخوف شديد تخرج الكلمات من بين شفتيها بصعوبه:
_اصل ، اصل
بتر حديثها صارخاً بوجهها بقول:
_اصل ايه لأمتى هتفضلي تخبي عني هو بيهددك بأيه لأمتى هتفضلي تتصرفي لوحدك
نطقت بقهر صارخه:
_ماتزعقليش ماتصرخش فيا حرام عليك كفايه اللي فيا
وبدأت تسرد له مخاوفها:
_انا خايفه عليكم ، مش عايزه حد يتأذي بسببي
استدار يمسح على وجهه يطالعها بشر:
_من ايه خايفه علينا من أيه ومن مين من عيل زي ده
كانت شبه منتهيه تفعل كل شىء بارتعاد ودموع تنهمر على وجنتيها :
_أنتَ مش قادر تفهم العيل ده يقدر يعمل ايه وممكن يأذيك ويأذي ساره ويزن ويؤذيكم كلكم وده اللي ماقدرش اسمح بيه أبداً حتى لو في أذيتي
ضرب بيده على المقود بغضب عارم صارخاً بما جعلها تنتفض من مكانها:
_أنتِ مجنونه انا لو مكنتش لحقتك النهارده أنتِ فاهمه كان هيعمل فيكي ايه
لطمت بقهر متابعه سرد مخاوفها:
_عارفه.. عارفه وده اللي كان مخوفني بس بالرغم من كده روحت ، روحت عشان ساره ويزن ما يتأذوش
ما يتأذوش ولا أنتِ اللي عايزه كده حابه انك تعيشي دور الضحيه
بعض الكلمات مميته قادره على تمزيق أرواحنا فقد افقدتها كلماته النطق أحقاً اعتقد ولو للحظات انها تريد ذلك فأكمل هو يتابع بقوله:
_اقدر افهم ماقولتليش ليه.. اتصلت بيك الف مره مرفعتيش سماعه التليفون وقولتيلي ليه عرفيني انا هتجن
قنبله موقوته وقد اوشكت على الانفجار وظهر هذا جلياً في نبرتها:
_عشان مش هتفهم.. مش هتفهم ياياسين عمرك ما هتفهم
جذبت انتباهه اكثر بكلماتها طالعها باستغراب وبدأ بقول:
_ليه مش هفهم ليه قوليلي
فهدأت من نبرتها قليلاً وسردت ما بداخلها:
_عشان بتخاف عليا ومابتخافش على نفسك ، هتمنعني اني اشاركك هتبعدني وتحطني في اوضه وتقفل عليا مسحت بيدها عيناها المليئه بالدموع، لو كنت قولتلك النهارده انه كان ممكن يحط لساره حقنه مسممه في علاجها تقدر تقولي كنت هتعمل ايه كنت هاتروح وهو كان هيعرف وهيحطلها الحقنه قبل ما انت توصل كانت زمانها ماتت وكنت هتمنعني اني اروحله عشان مش هتكون شايف غير اني اكون كويسه وبس ومش مهم الباقي زي بالظبط لما هددني بالفيديو اللي صورهولك وانت بتحميني من مايه النار صور سرعتك وكان ممكن ينزلها في كل حته على السوشيال ميديا وتتعرف وطبعاً مش لوحدك وعلي وبربروس والخاله وكلكم ياياسين كلكم أنا بحاول احميكم بس أنتَ مش فاهم عشان كده قولتلك مش هتفهم ولا عمرك هتفهم
تسارع عنيف بدقات قلبه الأن ما بين حزنه منها وفعلتها التي لا تغتفر فاستدار يطالعها بنظرات ناريه وكأن ما سردته لهُ حديث غير مقنع
هزت رأسها بيأس من بين دموعها تفتح الباب بجوارها تطالعه بنظره منكسره:
_مش قولتلك مش هتفهم ياياسين
استدارت بجسدها تستعد للنزول فجذبها بيده يضمها الى أحضانه قاومته بقول:
_سيبني ياياسين سيبني عشان خاطر ربنا سيبني
رايحه فين؟
استطاع بصعوبه وضع أنزعاجه جانباً والابتسام وهو ينظر لها وبدأ في المسح على رأسها سألها بنبره هادئه فأخرجت كلماتها من بين دموعها:
_معرفش.. مش عارفه هاروح فين
ضمها الى صدره وسندت برأسها على كتفه ..
لم يستطع رفع عينه من عليها.. كم تبدو جميله عن قرب تنهد بهدوء وكأنه يخرج لوعه قلبه بهذه التتهيده نظر لشعرها المجعد الذي لطالما أغواه لمسه يمسح على خصلاتها بحب وبيده الأخرى يمسح دموعها من على وجنتيها بعدما أغلق عينيه قائلاً:
_فهمتك ياشمس.. فهمتك
أغمضت عينيها محاوله كتم شهقاتها من بين شفتيها وأه لو تعلم مقدار الالم الذي ينخر الان في قلبه بلا رحمه بسبب تلك النظره وقله الحيله التي تظهر في عينيها فأردف بحب مع ابتسامه بسيطه زادت من وسامته:
_تعرفي ياشمس انتِ لازم تقدمي بلاغ في شيرين عبد الوهاب اصلها انتحلت شخصيتك وقالت انا كنت طول عمري جامده وانا ماشفتش اجمد منك وانتي بتعيطي
ضربت بكف يدها بلين على صدره وقد اتسعت ابتسامتها وهذا هو مبتغاه أن يرى ابتسامتها من جديد
———————(بقلمي ماهي احمد)—————
هي فقط شعره رفيعه بين العشق والجنون شعره بسيطه منذ وقع في حب عيناها.. حب عيون شمس واصبح “فريد” كالمجنون ما زال بذلك المقهى الليلي الحقد بان في عيونه حقد امتزج بغضبه ينتظر بلهفه قدوم اشخاص بعدما هاتفهم بتزويده بمعلومات واخيراً وبعد طول الانتظار قدم كلاً من بدر وابو المعاطي التحيه لفريد فبدأ هو بسؤالهم
_عرفت تطلع من البت اللي اسمها غدير دي بحاجه يابدر
فرد بدر بالأجابه:
_اكيد طبعاً يافريد بيه
أشار بعينيه لابو المعاطي:
_وانت ياابو المعاطي؟
المره دي عرفت معلومات هايله مكنتش اعرفها عن بربروس قبل كده يافريد بيه
ابتسم فريد بخبث قائلاً:
_هجيبك ياياسين بس اتك على الصبر
يتبع….
اكتب ف بحث جوجل موسوعة_القصص_والروايات
الرواية كامله من هنا👈( رواية الهجينة 2)
اضغط على اسم الروايه ☝️☝️☝️
الرواية كامله الجزء الأول كامل 👈 (رواية الهجينه)
اضغط على اسم الرواية ☝️☝️☝️
تعليقات
إرسال تعليق