القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الهجينة عروس الالفا الجزء الثاني البارت الحادى والخمسون 51بقلم مآآهي آآحمد

 

رواية الهجينة عروس الالفا الجزء الثاني البارت الحادى والخمسون 51بقلم مآآهي آآحمد 




رواية الهجينة عروس الالفا الجزء الثاني البارت الحادى والخمسون 51بقلم مآآهي آآحمد 



كم قـ ـبراً سأحتاج لأدفن كل ما مـ ـات بداخلي!!

إن الأبشع من الشعور السىء هو محاوله كتمان ماتشعر بهِ ربما تعتاد الروح على اعطاء الحنان بالرغم من فقده ، فأسوء شعور يمر على المرء أظهار عكس ما بداخله شعور ممـ ـيت، ممـ ـيت الى حد لا حد لهُ

———————–

كما المعروف نتائج حماقاتك تتحملها وحدك ولكن في قاموس “ياسين” حماقات الأقرب لقلبه يتحملها هو ، كحماقات “شمس” التي تزداد سوءاً يوم تلو الأخر .. هكذا الوضع مازالت تستند برأسها على صدره يمسح بأصابعه على خصلاتها بهدوء تشعر بالسكينه والأطمئنان نطق “ياسين” بما شعرت وكأنها تسمعه للمره الأولى:

_مرتاحه انتِ كده هــــا

أنتهى شرودها ترفع رأسها من على فؤاده فثبت هو رأسها بكف يده على صدره قائلاً بمشاكسه:

_رايحه فين ده انا ماصدقت

أنهى كلماته وتركته تركت عينيه متعلقه بها بعدما أجبرت شفتاها على الأبتسام ، تترجل من السياره تابع أثرها بعينيه حتى وقفت تسند بظهرها على مقدمتها ضغط على زر تشغيل الكشافات ودون قصد فتح المذياع لم يغلقه بل تركه ورحل خلفها وقف أمامها يتأمل ملامحها الباهته اقترب منها وأمسكها من خصرها ثم رفعها وأجلسها على سطح مقدمه السياره تفاجأت “شمس” مما فعله حاولت النزول ولكنه طالعها بنظراته لديه القدره دائماً على سلبها منها بنظراته البريئه لها ، حاولت الهروب بعينيها بالنظر ارضاً حاولت كتم شهقاتها مد يده ليلتقط ذقنها رافعاً رأسها لأعلى يطالعها بعيونه السوداء كسواد الليل يحاوط كفه كفها بحنان:

_مافيش سبب في الدنيا يستاهل ان دموعك تنزل عشانه

ثم أشار على نفسه متابعاً:

_وطول ما الروح جوه الجسد لسه ماخرجتش اعرفي ان كل حاجه هتبقى تمام

قال كلماته عل يبث بها بعض القوه وحاوطها بعيناه شعرت وكأنها تغرق داخله استرسل حديثه بقول:

_اعرفي اني هفضل معاكي دايماً وجنبك ، وعايزك تعرفي ان ابن الصاوي بيحس بيكي ياشمس

لمعت عيناه ببريق مختلف وهو يخبرها الأتي:

_تعرفي ان امي الله يرحمها

كمشت حاجبيها باستغراب على تغيير مجرى الحديث هكذا فجأه فهز رأسه بالأيجاب يتابع قوله:

_اه ما تستغربيش ما انا برضوا اتولدت من ام زيكم مش زرع شيـ ـطاني

فابتسمت من بين دموعها بعدما جذب انتباهها فهذه هي المره الأولى التي يتحدث بها عن والدته الحقيقيه فأكمل هو يخبرها بعدما رأى بعينيها تطلب المزيد:

_ كانت بتقولي الضحكه الصافيه اللي بتطلع من جوه القلب وانتَ في عز غـ ـضبك دوا لقلوب نهشها الوجع ، اضحك ياياسين أضحك في وش الوجع يمكن الوجع يختشي على دمه ويسيبنا في حالنا ويمشي..

تابع بابتسامه مصاحبه لقوله:

_الظاهر كان عندها حق ياشمس لما سمعت كلامها طلع الوجع بيختشي من الضحكه اللي بتطلع من القلب بجد لمجرد انك مع ناس بترتاح معاهم وبتطمنلهم من وقتها وانا سمعت كلامها وبحاول اضحك في عز وجعي

تابع كلامه بتأثر:

_وانا عارف انك موجوعه ، وعارف انه هييجي اليوم اللى هكون فيه اول واحد تشتكيله وجعك وترمي عليه حمولك وهبقى السبب في ضحكتك في عز وجعك بس كله مع الوقت

استدار يعطيها ظهره يطالع الفراغ أمامه:

_اللي انا معنديش اكتر منه وانتِ تستاهلي

طالعها مره أخرى يخبرها بصدق نابع من عينيه:

_ تستاهلي استنى عشانك طول الوقت من غير حساب

فاختتم هو بنبره أذابتها كلياً بما قاله سابقاً:

_أضحكي ياشمس. عشان ضحكتك بتنور دنيتي

قالها بابتسامه وتوجه للدخول بداخل السياره فنطقت هي بما اوقفه:

_كنت مرعوبه

ظهرت ابتسامه جانبيه على شفاه فاستدار بصمت لتسرد لهُ مايريد سماعه:

_بالرغم أني مكنتش برد على اتصالاتك بس قلبي كان متعلق بدعا واحد بس وهو أنك تبقى جنبي ومعايا وبالرغم أنك كنت بعيد بس احساسي مخيبش انك هتيجي وتنجدني من اللي كنت فيه

أقترب منها فطالعته بحزن ظهر في عينيها حين تذكرت ما فعله بها “فريد” منذ ساعات مضت:

_اول ما هجم عليا حسيت ان الدنيا ضلمت حسيت أني مش قادره اخد نفسي ، احساس وحش اوي ياياسين

احتضن عينيها بنظرات اسفه يعتذر لها على ذنب لم يرتكبه فأكملت بنبره مرتعشه:

_لما لمس جسمي كنت حاسه ان في جبل واتحط فوقيا

مطت شفتيها وابتلعت غصه مريره في حلقها قبل ان تسترسل:

_حسيت ان نفسي بيتسرق والدنيا ضلمت ، حسيت ان رجعت تانى أيام القبو وانا محبوسه بين اربع حيطان بس المره دي اتحبست بين أحضانه ومش عارفه اخرج ، كنت هستسلم.. كنت هستسلم من كتر الوجع اللي كنت حساه بس قبل ما تفتح الباب حسيت بيك وحسيت بقربك مني في المكان حسيت ان الدنيا نورت بقربك مني

_ لمعت عيناه بدموع وقفت على حافه رموشه تنذر بنزولها تأثراً بحالتها مسح دموعها يعيد خصلاتها الجانبيه خلف أذنها ثم أحاط وجهها بين كفيه يطمأنها بقوله المصاحب لبسمته :

_هووووووش كله مشي.. كله راح ياشمس مافيش حاجه وحشه هتحصلك تاني

قبل رأسها وهو يعتذر محملاً نفسه ذنب ما حدث:

_الغلط من عندي لو مكنتش سافرت وسيبتك مكانش حصل كل ده ، بس ده مش هيتكرر تاني خلاص

احتضنها وكأنه يثبت لها بأنه هنا جوارها دائماً وأبداً تشبثت بهِ أكثر فشعور الأمان الذي تشعر بهِ الأن لا يضاهي اي شعور شعرت بهِ من قبل فبادرت بقول ماتشعر بهِ سانده رأسها على فؤاده:

_حاسه اني عاجزه مش قادره افكر ولا اتكلم حاسه اني محتاجه عكاز اتعكز عليه من كتر ضعفي

لم يستطع منع نفسه وأبعدها عنه ببطىء حين طالعها بعينيه الصافيتين بنقاء صادق نابع منهما:

_يبقي خدي قلبي اتعكزي عليه

فكرر طلبه برجاء:

_اتعكزي على قلبي يمكن ترتاحي ياشمس

قال لها هذا فشعرت بخفقان قلبها تنبض بالأطمئنان فقط لأنها بجواره مسح دموعها فأخبرها بقوله المصاحب لبسمته:

_اضحكي بقى.. عشاني

حاولت الأبتسام فالتقطت أذناه في الخلفيه كلمات الأغنيه في المذياع وهي تقول:

_تهب يارياح الحياه دايماً بما لا أشتهي واللي السنين مقدماه غير اللي قولت نفسي فيه يلاقي قلبي فين دواه واللي أذاه اقرب ما لي ده جرح بيعلم

تركها يتجه الى السياره تتبع هي أثره بعينيها فوجدته يرفع صوت المذياع قليلاً ينظر اليها سائلاً:

_مش ده صوت نمره حمزه اللي أنتِ بتحبيه

ضَـ ـربت بكف يدها على جبينها فاقترب منها هو بخطواته فأجابته قائله:

_حمزه نمره ياياسين احفظه بقى

فوضع يده على خصرها يقربها منه أكثر انكمش حاجبها سائله وقبل ان تنطق فأكمل هو بقول:

_ هحفظه عشانك.. تسمحيلي بقى بالرقصه دي

ابتسمت باستغراب فقبض بلين بكف يده على كفها يلفها مره في الثانيه على انغام الأغنيه وهي تقول:

_ركز ياقلبي فاللي جاي والف شكر للي باع ماصانش حتى بق شاي سلام ياتلتوميه وداع واللي لقانا مايسعوش في خانه الوداع تساع مشاعرنا مش لعبه

لفها بكف يده وعادت “شمس” الى احضانه من جديد بعدما لفها عده مرات تخبره بابتسامه:

_بس دي اغنيه حزينه ماينفعش نرقص عليها

انكمش حاجبه باستغراب يتمايل بها يساراً ويميناً يردد كلماتها ومازالت كلمات الأغنيه في الخلف:

_حزينه!! غريبه اومال انا مش شايفها حزينه ليه؟

فأجاب على نفسه يقصدها بكلماته:

_ممكن عشان انا مش عايز اشوفها حزينه

فابتسمت ابتسامه عريضه بعدما فهمت قصده ابتسامه نابعه من قلبها بصدق اقتربت منه تطالع عينيه الصافيتان وبدأت بقول:

_أنا كمان مابقيتش شايفه الأغنيه حزينه

فداهمتهما منتصف الأغنيه من جديد بموسيقى عذبه راقصها هو واضعاّ كف يدها على فؤاده واستجابت هي لهُ يتمايلون على أنغام الموسيقى

يسمع صوت ضحكاتها من بين شفتيها ابتسامه نابعه من قلبها بصدق وهو كان السبب بها

اسندت برأسها على صدره وأخذ هو يربت على خصلاتها بلطف سكنت تماماً بداخل أحضانه وهي تتعجب من جمعه للنقيضين قبل قليل كانت تشعر ان خوفها كله هو السبب فيه والأن أمانها كله معه

بينما هو يفكر وهي بداخل أحضانه في القادم

——————(بقلمي ماهي احمد)——————

تلاحقت الأنفاس في صوره غير منتظمه ، انفاس أنهكها التعب ، تقف “ساره” الأن على اعتاب منزل خالها فهو كل ما تبقى من عائله والدتها دق “يزن” الباب بدقات متتاليه ولكن دون رد فطلب بألحاح :

_مش قولتلك ياساره مافيش حد جوه تعالي معايا نرجع شقتي

اعترضت “ساره” بعدما أسندت ظهرها على الحائط والتعب بدى على وجهها جلياً :

_لاء كفايه عليك أنتَ كده يايزن أنتَ معايا من الصبح ومانمتش من امبارح انا هرجع عند خالي

اشار الى حالها الذي يرثى لهُ:

_مين قالك اني تعبان بس.. خليكي في نفسك ياساره أنتِ شايفه حالتك عامله ازاي وبعدين مافيش حد جوه

وما انتهى من قوله حتى سمع خطوات احدهم يقترب من الباب فابتسمت ساره قائله:

_شوفت اكيد كانوا نايمين هيفتحوا دلوقتي

ومامرت إلا ثواني ففتحت ابنه خالها الطفله التى لم تتجاوز السابعه من عمرها تبسمت ساره تستعد للدخول بقول:

_أنتِ اللى صاحيه ياخديجه اومال فين خالي ومرات خالي

أتت من خلفها زوجه خالها التى صدمتها بقول:

_خالك مش موجود ياحبيبتي او بصراحه كده موجود بس مالهوش وجود

فأتى خالها من الخلف يبتلع ريقه بعدما كسا الخجل ملامحه من ابنه شقيقته الواقفه على اعتاب منزله فبادرت” ساره “بسؤالها الناتج عن عدم فهم:

_تقصد ايه طنط بالكلام ده ياخالي

لم يقدر على النظر اليها بل وضع عيونه بالأرضيه فأجابت زوجه خالها بدلاً عنه:

_يعني ياحبيبتي القرشين اللي كنتي بتدهوملنا عشان نقعدك معانا بيهم خلاص، خلصوا، بح.. كفايه طول العشر سنين اللي فاتوا دول شلناكي وخدمناكي فيهم وخلصتي جامعتك وكمان اتخطبتي يبقى كفايه علينا لحد كده أنتِ دلوقتي واحده مريضه وعايزه حد يشيلك ويشيل مرضك وأنا مافييش صحه لكل ده

كان عقلها عاجز عن الأستيعاب لم تصدق ما تفوهت به تلك المرأه الواقفه امامها الأن ، بهتت تقاسيمها وهي تسمعها اضافت كلماتها عليها المزيد من الأرهاق وزاد عليها التعب بشكل كبير بعد أن قضت يوماً حافل بالمشفى حاولت” ساره”

ان تجمع كلماتها ولكن تفاجأت بفعله “يزن” بعدما بصق على خالها وانخرط بغضـ ـبه :

_أخص على اللي سماك راجل أنتَ راجل أنتَ بعد كل اللي ساره ادتهولك من ورث امها ووقفت جنبكوا طول السنين اللي فاتت دي تعمل فيها كده دي صرفت كل فلوسها عليكم وعلى جوازه بنتك

ليست كلمات بل صفعات متتاليه لم تطق زوجه خالها سماع كلماته فأردفت بغضب:

_زي ما هي ادتنا احنا ادناها كنا بالنسبالها العيله والأمان وبقت وسطنا طول العشر سنين اللي فاتوا يعني خدمه قصاد خدمه لكن بقى مرض ونطبطب ونسهر وندلع لاء كفايه لحد كده

طالع زوجه خالها باشمئزاز واضح بعينيه:

_اقسم بالله لو ماكنتي ست لكنت عرفت شغلي معاكي وساره اللي مش عايزاها دلوقتي وبتطرديها من بيتك عشان المرض عرف طريقها بكره اجيبك تبوسي جزمتها عشان بس تنولي رضاها وحياه قهرتها قريب اوي اندمك على كل كلمه قولتيها في يوم .. يلا ياساره

استدار ليتابع سيره متحكماً بذراع “ساره” التي بدت معترضه بقول:

_ استنى يايزن

اقتربت “ساره” من خالها بعيون دامعه لتجده يرفع نظارته يمسح بسبابته دموعه فابتسمت من بين دموعها وهي تقول:

_بلاش تبكي ياخالو انا عارفه ان مافيش بأيدك حاجه ماتزعلش من يزن هو مش قصده

هنا تحدث “يزن” يربت على كتفها اثناء قوله:

_يلا ياساره مالهوش لازمه الكلام ده ئلته احسن

طالعها فوجد توازنها شبه يختل ، أدرك ان حالتها ليست الأفضل فدقق التركيز يسألها:

_أنتِ كويسه

أشارت برأسها بالايجاب فقرر هو أن ياخذها معه الى المنزل يكرر عليها سؤاله اثناء قيادته للسياره:

_ساره لو حاسه بأي حاجه قوليلي اوديكي المستشفى حالاً

هزت رأسها نافيه فأكمل بها الى حيث منزله ، فتح باب منزله فرأى ترنحها تقبض بكف يدها على رأسها اسرع هو لمساعدتها فتح الباب بمفتاحه ودخل بها تتكىء عليه حتى تمددت على الفراش فأسرع بقول :

_هجبلك الدوا حالاً

تقدم خطوات قليله للأمام ثم استدار يطالعها فتابع قوله عل يبث لقلبها الطمأنينه:

_كل اللي بيحصل ده طبيعي الدكتور قال ان بعد الجلسه هتحسي بتعب ودوخه وترجيع

وقبل ان ينتهى من حديثه حتى وجدها تخفض رأسها لطرف الفراش تشعر بالغثيان هرول ناحيتها يضم كف يداه الأثنان ببعضهما يستقبل غثيانها بين يديه لم يشمئز من غثيانها القابع بين كفيه

حاولت منع نفسها بصعوبه من البكاء ولكنها لم تفلح بكت تطالعه بعيون دامعه:

_أنا أسفه مكانش قصدي ماعرفتش امسك نفسي مره واحده لاقيت نفسي بستفر

فبتر هو حديثها يمسح يده بالمنشفه بجواره:

_ساره أنتِ بتقولي أيه؟

لم يتحمل عبراتها المتتاليه من عينيها فجلس بالجهه المقابله لها على طرف الفراش يتابع حديثه سائلاً:

_ساره أنتِ مكسوفه مني؟

هربت بعيونها تطالع الفوضى التى احدثتها على الفراش رفع ذقنها حتى لا تهرب عيونها عنه:

_بتخبي عيونك مني ليه؟

طالعته بثبات تخبره بما تشعر:

_خايفه لا تقرف مني ، هتفضل لحد امتى تضيع عمرك عشاني

رد دون تردد:

_العمر كله

فكرر يؤكد على كلماته سابقاً:

_ العمر كله ياساره ، تحت رجلك عمري كله ولو طولت اعيش عمرين على عمري بس لخدمتك هعيشه وانا راضي

كل اقواله في هذه الليله تأسرها كلماته الحانيه بأمان مست قلبها اقترب منها فتاهت في عينيه وقبل ان تنطق بما تريده شعرت بالغثيان مره أخرى هرولت على دوره المياه تقف امام الصنبور حانيه رأسها حتى لا تحدث فوضى من جديد هرول هو خلفها يمسح على رأسها يعيد خصلات شعرها للوراء بحنان وبعد أن انتهت استدارت له تمسح فمها بظهر يدها سائله:

_هو أنتَ بتحبني أوي كده ليه ؟

اقترب منها اكثر يخبرها وهو يراقب تفاصيل وجهها وكأنه يحفظها:

_عشان أنتِ قاسيه أوي على نفسك فلو كنتِ مابتحبيش نفسك أنا هحبهالك

لمعت عيناها ببريق مختلف فنطق بما يطمئنها:

_أنا رافض أني اقبل أنك تكوني خايفه

عادت البسمه لها من جديد من بين دموعها وقالت بامتنان حقيقي لهذه المشاعر:

_انا مش خايفه من المرض انا خايفه مابقاش معاك

أنهت جملتها فدمعت عيناه ضمها الى فؤاده بقوه لمساته الحانيه بأمان مست قلبها حاوطته بذراعها هي الأخرى تغلل شعور الأمان الى قلبها سكن كل شىء حولهما وغمرها موجه من الدفء بين احضانه

——————-(بقلمي ماهي احمد)——————

لم تهدأ “زهره” منذ الساعه التي علمت بها بعدم وجود أبنتها داخل المنزل طلبت “الطبيب” بعدما بحثت عنها بكل مكان بالقريه تجلس “الخاله” بتوتر بجوارها بعدما شعرت

بالخـ ـوف والقـ ـلق بسبب عدم تواجدها تلقى “الطبيب” اتصالها يهتف بضجر:

_عايزه ايه يازهره؟

الحقني ياعلي

خرجت كلماتها منها بشهقه مكتومه اتلفت اعصابه مما جعله يسأل بلهفه:

_في ايه يازهره مال صوتك؟

هتفت بقهر مرارته في حلقها كالعلقم:

_شمس ، شمس مش موجوده في اوضتها من المغرب دورت عليها في كل مكان في القريه حتى عم نصير روحتله مالقيتهاش بتصل بيها تليفونها مقفول

قطب “الطبيب” حاجبيه بتساؤل:

_أنتِ مش عارفه أنها في القاهره؟

استكملت هى بحزن وتوالت بالأسئله على الطبيب:

_ لاء معرفش اوعى يكون ياسين غصبها انها تنزل معاه على مصر

تنهد بعدم رضا:

_يادي ياسين اللي واكل دماغك بنتك مش صغيره ياسين نفسه مايعرفش انها في القاهره واستغرب زيك بالظبط هو عرف طريقها ورحلها بحاول اكلمه بس ما بيردش هو كمان انا قلقان ومش فاهم في ايه

لم تصدق فكل أنش يخبرها بالعكس لذلك هتفت بعتاب:

_ وهو اللي مفهمك كده وانتَ طبعاً زي الأهبل صدقته

سقط حديثها كدلو ماء بارد على مسامعه فردد كلماتها بعدم تصديق:

_اهبل!!

فأهملت قوله وعادت تحذره من جديد بضيق:

_بنتي ترجعلي في أقرب وقت وأنتَ اللي هترجعهالي ياعلي انا مش هكلم ياسين أنتَ أولى بي مني

أغلقت زهره الهاتف من دون حتى القاء السلام تعلم أنها بدايه النهايه بينها وبين “الطبيب” ولكن لم تكترث للأمر فكل ما يهمها الأن هو ابعاد ابنتها عن” ياسين “سأمت “الخاله” من حماقاتها المستمره سندت بيدها على عكازها تحذرها من جديد:

_اللي بتعمليه ده مش في مصلحتك يازهره ، أنتِ كده بتخسري علي واللي يخسر ولدي يخسرني

بقت صامته امامها ولم تتكفل عناء الرد اكملت الخاله امام صمتها:

طول عمري معتبراكي زي بتي وقريبه مني رغم أني كنت بحب المهدي وكبرت معاه لسنين بس لما شافك وافتكر فيكي مهجه مراته الاولانيه معترضتش على جوازكم وقربت منك اكتر وخصوصاً لما مـ ـات واتغـ ـدر بي كنت بشوفوا في ملامحك أنتِ وشمس بحس بوجوده طول ما أنتوا موجودين حواليا، ساعدتك كتير ومعنديش مانع اساعدك أكتر ولما ولدي طلبك وحبك وافقت ورحبت عشان تفضلي أنتِ وشمس في حضني بس أنتِ مش هتيجي أغلى من ولادي يازهره ياسين وعلي دول ولادي اللي حجري اتملى بيهم من بعد دنيا فاضيه ومش هسمح اشوفك بدمري علي قدامي واسكت

سألت “زهره” بنفاذ صبر:

_عايزه تقولي ايه ياخاله؟

طالبت “الخاله” بتبرير فوري لما تفوهت بهِ “زهره” للطبيب ابدت “زهره” انفعالها وهتفت بضجر:

_زي ما أنتِ خايفه على ولادك اللي مش من صلبك أنا كمان خايفه على بنتي اللي من لحمي واللي هييجي عليها ويقرب منها هاكله بسناني

تابعت بقلب أم خائفه على طفلها:

_ياسين مايصلحلهاش ياخاله ومش هسمح ابداً انه يلمس شعره منها في يوم ولا تكون حلاله أنا أم وعارفه مصلحه بنتي كويس هي لسه صغيره وفي غشاوه على عنيها من اللحظه دي انا هاخد حسان وارجع بيتنا القديم عشان اعرف احافظ على بتي فيه

قالتها وقد داهمتها الدموع وتجمعت في مقلتيها:

_ماتزعليش مني ياخاله بصيلى بعيون أم خايفه على ضناها الضنا اللي أغلى من كل شىء وده ياسين اللي مهما اتغير هيفضل برضوا ياسين

غادرت “زهره” المكان وتتبعت “الخاله” اثرها بعينيها تغلق الباب خلفها أدارت وجهها بصمت تجلس على المقعد والدهشه تملؤها وتردد بذهنها سؤال لم يسمعه أحد الا هي:

_معقول يازهره ترمي حب علي ورا ضهرك بطريقتك دي بكره تندمي في وقت ماينفعش في الندم عليه

———————

مازال يقبض على هاتفه بكف يده لم يستوعب ما بدرَ منها منذ لحظات أتى “بربروس” من خلفه قائلاّ:

_عمت مساءً ياأخي

رد متهكماً:

_بربروس مش فايقلك

علم بحدوث شىء ما بسبب الضيق في نبرته فسأل بجديه:

_ألم تعلم عن ياسين وشمس شيئاً بعد

تنهد بضجر وهو يمسح على وجهه ثم قال اثناء جهاده ليلزم الهدوء:

_لاء لسه ماردش

قطب حاجبيه يجلس بالمقعد المقابل له ُ سائلاً:

_ماذا بكَ ياصديقي أحدث لهم خطباً ما

جاهد لكي لا يتفوه بشىء بعدما أجبر شفتيه على الأبتسام نافياً لسؤاله:

_لا ابداً مافيش حاجه أنا بس

قطع حديثه دقات الباب المتتاليه فأسرع “بربروس” بفتحه ليجد أول شخص تمنى أن يراه

وجد “مارال” أمامه ابتسم ابتسامه حانيه لرؤيتها وانمحت ابتسامته سريعاً عندما رأى الضجر يطغى على ملامحها تراجع ليعطيها فرصه للدخول ولم تنتظر هي بل دفعته للخلف مما جعله سائلاً بهدوء لكي يمتص غـ ـضبها:

_ما بكِ يابلوتي والباء حاء

أثار غيظتها بهدوئه مما جعلها ترد بطريقته:

بعمل عمل خيي ومابلاقيش مقابل قصاده

فجادلها ساخراّ:

_ذكريني بعمل خيري واحد اقدمتي عليهِ بحياتك

_حبيتك

جمدته اجابتها جاهد لألتزام الهدوء فنطقت بعينين لامعه:

_أيه اللي أنتَ هببته ده يابيدقوس ييضيك كده اهوه اخويا هيتنيل يجوزني لـ “كي كي” هو مش احنا كنا متفقين بلاش ياسين يتكلم خالص ونسيب دكتوي علي هو اللي يتكلم

استدار “الطبيب” يطالعها بابتسامه بسيطه:

_اهدي بس يامارال

اشار لها بعينيه يحثها على الجلوس فقابلت طلبه بالرفض:

_ماينفعش انا سايبه ماما لوحدها واخويا ممكن ييجي في اي لحظه

وجهت حديثها لـ “بربروس” بعتاب:

_ أنتَ مقديتنيش يابيدقوس

فأكملت بنحيب:

_ ده حتى الويد اللي أنت جايبه بيحتاج تقديي

طالعها هو بعدم فهم:

_ولكنك لستِ ورده يامارال

رد لها ما شعر به منذ ثواني فوجهت حديثها “للطبيب” :

_شايف، شايف يادكتوي علي بيقول ايه قول بقى انك مش عايز اصلاً الجوازه دي وانا هايوح اتجوز كى كي

تلاعب “مارال ” بالكلمات واضح بالنسبه لهُ فأخذ يستغفر ربه هامساً وهو يقول بنفاذ، صبر:

_أهذا اعتقادك فلا والله وبعقد الهاء لن أتركك لهذا المدعو المثير للسخريه والاشمئزاز وما هذا الأسم اللعـ ـين هل انتهت الأسماء من على وجه الأرض

اردفت بغـ َضب:

_اللعين ده لو ماتصيفتش بسيعه يابيدقوس هيبقى جوزي واخويا هيصمم نعمل اكليل كامل في اسيع وقت

أخبرته بدموع تتلألأ بعينيها ملامحها البريئه اقرب من الوتين للقلب طالعها هو يخبرها بصدق نابع من قلبه:

_اتعلمين بأنك حبراً ضممته من دون راء الى قلمي والميم باء ، أرعونه أنتِ خرقاء فوالله وبعقد الهاء، لن أتركك لغيري، حتى لو أخاكي شاء فقد أصبحتِ لي قمر والميم دال ولا يستطيع أحداً الهروب منه الا الجبان

لانت تقاسيمها تطالعه بحب يطالعهما الطبيب ببسمه مشفقه على جنونهم يقول بداخله:

_مجانين والله

——————–(بقلمي ماهي احمد)—————-

أتي الفجر وانتشر ذلك الضوء الذي يبعث الراحه في النفوس نسمات منعشه تعم الأجواء خصيصاً بتوقيت الفجر من يراهُ أثناءالذهاب يقود بسرعه جنونيه وكأن الموت يهرول خلفه يقود بلا اي ذره تعقل لا يراهُ الأن وهو يعود مطمئناً فقط لأنها بجواره توقف “ياسين” بالسياره أمام مقهى “الفيشاوي” ذاك المقهى الذي طالما كان يتردد عليه قبل معرفته” بالضبع” أمرها بالنزول فترجلت من السياره بتردد سائله:

_أحنا بنعمل ايه هنا؟

قبضت بكف يدها على حقيبتها وبداخلها مذكراته فأجابها بما تود سماعه:

_طالما عدينا على الشارع ده فحبيت اعرفك على القهوه اللي عيشت فيها أجمل ايام حياتي

سألها بهدوء وتوسلت عينيه للقبول:

_ايه رأيك تحبي نقعد فيها شويه

وأمام نظراته بعيناه الصافيتان تلك لم تستطع الرفض أشارت برأسها بالموافقه وتحركت معه طواعيه حاوط كف يدها لكي يعبر بها الطريق نزلت عيناها الى كف يدهُ المتشبث بكفها تبتسم ابتسامه حانيه بأمان فأشار لها بيده للجلوس على أحدى الطاولات يخبرها بحنين نابع من قلبه لهذا المكان:

_تعرفي المكان ده لي عندي ذكريات كتيره أوي

فانصتت لهُ باهتمام سندت وجهها بكفها تتذكر ما دونه بالمفكره الخاصه بهِ عن هذه القهوه كم مره حثها فضولها وأتت الى هنا بمفردها لمعرفه ما تبقى من القصه ، ما الشىء الناقص الذي لم يدونه اسئله كثيره وضحت بعينيها فأرضى هو أسألتها بقول:

_القهوه دي احسن حاجه فيها انها مابتتغيرش تخيلي ان بقالها اكتر من 120 سنه جه فيها شعراء وادباء كتير اوي

استكمل حديثه يدور بعينيه وهو يطالع كل أنش بالقهوه ، يدرس ما طرأ عليها من تغيير أيضاً فابتسم ابتسامه حانيه عند رؤيته للصور الفوتوغرافيه بالأبيض والأسود الموجوده بالحائط فأشار لها بسبابته بلهفه مراهق يشتاق لذكرياته:

_شايفه.. شايفه الصور دي.. دي صوره محمود درويش أكتر شاعر كنت ومازالت بحبه وحافظ كل اشعاره كان بييجي هنا كل ما ينزل مصر ويقعد مع نجيب محفوظ هو اصلاً فلسطيني عرفاه

فأشارت برأسها بالأيجاب قائله:

_أه طبعاً عرفاه

فاستكمل حديثه ببريق يلمع بعينيه:

_مكانش لي ساعه معينه بييجي فيها وكنت بفضل استناه هنا بالساعات على طرابيزتي من كتر ما كنت باجي هنا كان ليا طرابيزه معينه هي اللي بقعد عليها ومن كتر ما صاحب القهوه عرفني وعارف قد ايه انا كنت بحب محمود درويش خلى الطرابيزه دي ليا وعشاني وخلاني أكتب عليها أسمي بالطباشير وكنت كل ما أجي هنا امشي على خطوط اسمي بالطباشير لحد ما أسمي أطبع على خشبها

لمحت عينيه اللامعتين بسعاده فهتفت سائله:

_للدرجه دي كنت بتحبه

ابتسم وقد وصلت الى سبب ابتسامته:

_كنت بعشق حروف قلمه وكلامه

وقفت أمام الصور الفوتغرافيه تشير بأصبعها عليه:

_أنتَ اللي هناك ده

كانت صوره بداخلها الشاعر محمود درويش يجلس بالمنتصف واضعاً قدم فوق الأخرى ومن خلفه شباب المقهى يرتدون البذلات يظهر بينهم ياسين والطبيب بالطبع كان مازال شاباً لم يتعدى العشرينات من عمره كانت ملامحه أصغر مما تبدو عليه اليوم فسألها بدهشه بوجه ضاحك غامزاّ لها:

_لاء لعيبه، عرفتيني ازاي

وقبل أن تنطق بالأجابه وجدت من يتكلم من خلفهما والرعشه تمتلك صوته يتعكز على عكازه بمعاناه يخبره:

_أنا ذات نفسي عرفتك

استدار الأثنان ليجدا رجلاً مسن يتجاوز التسعين من عمره قائلاّ بجديه تمتلك الدهشه ملامحه:

_ياسين الصاوي مش كده بس ازاي وانتَ لسه شباب ماتغيرتش

طالع كلاً من ياسين وشمس بعضهما بحيره:

_أنتَ مش عارفني انا محمد العيل الصغير اللي كنت بتاخدني على رجلك لما مالقاش مكان لما محمود درويش ييجي في القهوه ونسمع أنا وأنتَ الشعر بتاعه جدي هو اللي كان صاحب القهوه دي وقتها

حاول ألا يتفوه بشىء يندم عليه لاحقاً

تنهد قبل أن يقول بعينين برعا في تحويل الكذب للصدق:

_ايوه.. ايوه افتكرت محمد العيل الصغير اللي كان بيحب كنت بتقعد على رجلي

اشار الرجل برأسه بحماس بالموافقه:

_ايوه

وكنت بتلبس دايماً شورت كحلي وكان نفسك تطلع دكتور

ابتسم الرجل ابتسامه عريضه يحاول أن يفرض جسده من كثره انحناءه:

_أيوه

_ولما كان محمود درويش بيتأخر كنت بتحب تسمع الشعر بتاعي

ارتفعت أمال المسن كثيراً ناطقاّ بالأستجابه فهز

“ياسين” رأسه بالرفض مخيباً أمال الرجل في لحظه وهو يقول:

_لا مش انا ده جدي

لم يصدق فكل شىء سمعه والشبه يخبره بالعكس لذلك أقترب منه وسأله من جديد:

_أنتَ متأكد يابني ان ياسين الصاوي ده يبقى جدك

اضاف “ياسين” وقد زرع الألم في عينيه بالأجبار يتصنع الكذب ببراعه:

_ايوه للأسف جدي ومات من عشر الاف سنه ادعيله بالرحمه ياحج وانا طالع نسخه منه اصل امي كانت بتحبه ابوها بقى ولازم تحبه

أصل انا سمعت

فبتر حديثه قبل ان يكمل:

_ايه اللي أنتَ سمعته؟ اوعى تصدق اي كلمه من اللي قولتهالها ده انا بسرح بيها مش اكتر وهي هبله وبتصدق انا جدي كان بيحب يحكيلي كل حاجه كانت بتحصل معاه في قهوه الفيشاوي وحكالي عنك كمان

طالعته “شمس” بنظره معاتبه فأشار لها يرفع حاجبيه مع ابتسامته الساحره فوافقته وهي تقول:

_على فكره بقى انا عارفه انك بتسرح بيا هو برضوا ياحج في واحد يبقى عايش اكتر من تسعين سنه ولسه شباب كده

اقتنع العجوز بحديثهما فابتسم وهو يردد:

_الطرابيزه اللي كان جدك ياسين بيقعد عليها لسه موجوده هي وطرابيزه محمود درويش اصل كنت بحب شعر جدك اوي زيه زي محمود درويش عشان كده احتفظت بالطرابزتين دوول بس هي في المخزن هبعت الولد يجييها

لم يكد يصدق “ياسين” ما قاله وما مرت سوى ثواني حتى اتى بها الشاب من المخزن جلس ياسين عليها يمرر أصبعه على خطوط اسمه تجلس “شمس” بجواره على مقعدها يطلب مشروبه المفضل أما عنها فقد طلبت كوباً من القهوه اخرجت هاتفها من حقيبتها لتلتقط صوره للطاوله التى تحمل اسمه فسألها باستفسار عن سبب أخراجها لهاتفها فتحت كاميرا الهاتف وهي تقول:

_هاخد صوره للطرابيزه وهي عليها اسمك

فبحث بعينيه قبل ان تلتقط الصوره ليجد قطعه من الطبشور ملقاه بالأرضيه اسرع بالتقاطها يدون أسمها بجانب اسمه “شمس” يشير لها بعينيه قائلاً:

_دلوقتي تقدري تصوري براحتك

ابتسمت بعدما التقطت الصوره تضع كوب القهوه على الطاوله بعدما ارتشفت منه قائله:

_معقول كنت بتقول شعر زمان

هز رأسه بغرور يصوب عينيه أتجاهها

_ احمدي ربنا بقى أنك قاعده معايا

هربت بعينيها منه واتسعت ابتسامتها:

_ايه الغرور ده كله كان في ناس بتقول عليك مغرور وانا كنت بكذبهم

فنطق مؤكداً:

_لا أنا مغرور فعلاً هما ماكذبوش

فطالبته بنبره لم يستطع الرفض بعدها:

_طب ماتقولي حاجه من اللي كنت بتقولها زمان يامغرور

علق بنبره استنبطت السخريه منها:

_حاجه من اللي كنت بقولها زمان

لمع الاصرار في عينيها سائله برجاء:

_ياسين بتكلم جد

اقترب منها أكثر جاذباً مقعده نحوها حتى اصبح وجهها على مقربه من وجهه عيناه لا تتركها وهو يقول بنبرته المؤثره:

_وجهها لا ينتمي لهذا الزمان خليط من قرون عديده نادر وفاتن ، عتيق جداً كتحفه نادره

فأنهى جملته يهيم بعيونها التي لطالما أحبها:

_فهي نعمتي المختلفه عن كل النعم

نظراته لها كيف له بنظراته الساحره قادراً على سلب روحها سيهزمها فؤادها الأن كيف لا وهو ينظر اليها هكذا يمارس نظراته الساحره عليها تغيرت نظراتها لهُ لم تعد تطالعه باشمئزاز عكس السابق بداخلها بريق مختلف فأدار كفه الحديث بعدما قلق من نظراتها واصبح حديثه جاد الأن حول وضعهما ونطق بما لم يخطر ببالها:

_اوعي تحبيني ياشمس ، اوعي تفكري او ييجي في يوم في بالك انك تحبيني

عند هذه النقطه تحديداً شعرت بالضياع نطق وهو يمسح على عنقه بتعب:

_اليوم اللي هتحبيني فيه اعرفي اني هختفي فيه من حياتك ، الحاجه الوحيده اللي مقرباني منك ومخلياني معاكي هو أني متأكد أنك عمرك ما هتخافي عليا ولا تحبيني في يوم عشان كده بقرب وانا مطمن ان مهما اعمل هتصديني زي ما كنتي بتصديني زمان

فأكمل بما جعلها تفاجأت من سؤاله :

_البحر هيعمل ايه لو وقع في حب السفينه؟

سؤال عارفه اجابته كويس ياشمس

القى بسؤاله على مسامعها واعطاها ظهره راحلاً يغادر المقهى تتبع هي اثره بعينيها بذهول تام تعلم اجابه سؤاله جيداً فالبحر سيغرق السفينه ولن يستطع احداً منهم النجاه رفعها حد السماء وعلى دون غره اوقع بها على ارضيه بارده ، أحمق من ظن أنه يعرف ياسين حقاً

—————-( بقلمي ماهي احمد)——————

الحريق في عينيه لا يساوي اي حريق

وكأن مقابلته مع ابو المعاطي وبدر تمكنت ولو قليل من أخماد ثورثه العارمه صعد “فريد” سلالم الڤيلا يصفر ببال هادىء عكس تماماً النار المشتعله بداخله فأوقفه والده بحزم وهو يقول:

_فريد كنت فين لحد دلوقت

تأفف بانزعاج بعدما استدار يطالع والده بعدم اهتمام:

_أنت عارف كويس انا كنت فين اوعى تفتكر اني مش عارف بالناس اللي بتراقبني كل دقيقه ويصورولك انا فين وكنت مع مين

ابتسم “والده” قبل أن يجيب بسخريه:

_لاء شاطر وعشان كده جيبت شمس دي الكباريه عشان تعرفني انك مش ساكت افرض كان اللي اسمه ياسين كان قتـ ـلك فيها

مايهمنيش

كلمه واحده قالها ببطىء يدرك معناها جيداً يسترسل حديثه:

_ممكن لو قتـ ـلني وقتها تتحرك وتعمل حاجه

وتقــ ـله

ومين قالك اني مش هعمل انا بس مستني

بتر حديثه بصرخه عاليه:

_وانا مش قادر استنى ، مش قادر استنى لما حضرتك تقعد على الكرسي وانت مطمن مش قادر حاسس بنار تحت جلدي كلامه وسخريته مني مابتخرجش من وداني عايزه يدوق اللي دوقته

واغتـ ـصابك ليها هو الحل:

أجاب بنبره هادئه بعض الشىء يشير برأسه بالأجابه:

_اه ، هو الحل اللي هيخليه ماينامش

أنتَ اتجننت

استدار يعطيه ظهره يصعد على الدرج متوجهاّ الى غرفته فصاح والده بقول:

_اقف يافريد أنا بكلمك

اهمل قول والده وأكمل طريقه وكأنه لم يكن دخل غرفته يلقى بجسده على الفراش يطالع السقف بعينيه ينظر الى صوره “شمس” فهو يضع صورتها بالكامل على السقف لتصبح أول شىء يراه عينيه عند استيقاظه واخر شىء يراها قبل نومه

———————–

نحيب يشعل القريه النيران تأكل الأراضي والزرع أصبح رماد يهرول اهل القريه بكل مكان ومعهم غدير وحسان الكل يساعد الاخر يد بيد ولكن النيران تطول الجميع بلا استثنا ظنوا انهم سيعيشوا بسلام بعد سنين من التعب ولكن كان هناك من له رأي اخر انه “فريد”


يتبع…..


تكملة الرواية من هناااااااااا

اكتب ف بحث جوجل موسوعة_القصص_والروايات 

الرواية كامله من هنا👈( رواية الهجينة 2)

اضغط على اسم الروايه ☝️☝️☝️

الرواية كامله الجزء الأول كامل 👈 (رواية الهجينه) 

اضغط على اسم الرواية ☝️☝️☝️



تعليقات

التنقل السريع