رواية بين الحقيقة والسراب الفصل العشرون 20بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)
رواية بين الحقيقة والسراب الفصل العشرون 20بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)
رواية بين الحقيقة والسراب الفصل العشرون 20بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)
رواية بين الحقيقة والسراب
بقلم فاطيما يوسف
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
في منزل باهر الجمال حيث صعدت عبير الى الطابق التي تمكث به ريم ودلفت بعدما فتحت ريم لها الباب وبعد أن زفرت أنفاسها بتعب من درجات السلم نظرت اليها مردده بجمود:_يا ريت تكوني فكرتي وعقلتي ووزنتي الامور كويس قوي يا ست ريم .
فكرت ريم ان تجاريها وتعترض لكنها فضلت ان تمثل انها لم تعرف ماذا تقصد ورددت باندهاش مفتعل :
_فكرت في ايه يا ماما بالظبط انا مش فاهمه تقصدي ايه؟
اتكأت بيدها على فخذها ونطقت باستنكار:
_شوفي بقى ما تستعبطيش عليا انتي عارفه انا اقصد ايه كويس جدا ،
واسترسلت بتنبيه:
_سيبيكي بقى من شغل السهوكه والسهتنه بتاعك ده وتعالي معايا دوغري يا ريم علشان الصبر نفذ وسايباكي بقالك شهر بحاله ما بسألكيش ولا باجي ناحيتك سايباكي تفكري في مصلحتك ومصلحه ولادك كويس جدا .
استفزتها بكلماتها وجعلتها تنتفض وغشاوه الدموع التمعت في عينها وباتت تفرك يدها بتوتر وعندما وجدت اصرارها فكرت ان تستعطفها بكلمات نطقتها لها :
_يعني إنتي يرضيكي يا ماما اتجوز واحد غير باهر الله يرحمه ؟
يرضيكي اسمي يتكتب على حد تاني هان عليكي باهر هان عليكي ابنك ؟
لوت فمها وأجابتها بنبرة ساخطة:
_شوفي بقى ما تحاوليش تمثلي عليا الاخلاص علشان اللي عرفناه وضح لي انك ما عندكيش بربع جنيه ذره وفاء لنور عيني الله يرحمه ،
واستطردت تهكمها علي تلك المسكينة:
_ اللي مات ابني واللي هتتجوزيه باذن الله ابني برده مش هتروحي لحد غريب واعملي حسابك ولاد ابني مش هيخرجوا بره البيت ده ولا هيتربوا بعيد عن حضني ويانا يا انتي في الموضوع ده .
هنا امتنعت عقارب الساعة عن الدوران إجلالاً لما نتج من تحدي العناد أمام جيوش الغضب ،
وهتفت ريم بتصميم مغلف بالكبرياء:
_وانا بقول لك يا طنط لو انطبقت السما على الأرض مش هتجوز ابنك ولا حد هيقدر ياخد مني ولادي علشان شرعا انا الوصيه عليهم طالما ما اتجوزتش ،
واسترسلت بقوه اكتسبتها طيلة الشهر الذي مكثته تفكر كيف تتعامل مع هؤلاء الاشخاص مرددة بجمود:
_وشوفي بقى انا كنت بعمل لك قبل كده احترام حتى لما كنتي بتأذيني بالكلام علشان خاطر باهر الله يرحمه لكن دلوقتي ما تفكريش اني وحيده فتستضعفيني وتقولي دي بنت هبله وهتلين انسي يا طنط .
اتسعت مقلتيها بذهول من تلك المكشوفة الوجه من وجهة نظرها ،
قامت من مكانها وذهبت مقابلتها
ثم قبضت علي معصمها بقوة وعنفتها بصوتها المملؤ بالجبروت:
_يبقى تجهزي نفسك على القضية اللي هرفعها بضم
الأولاد ليا واني اكون الوصيه عليهم ده اولا ،
ثانيا اسكندريه كلها هتعرف اللي حصل بينك وبين جوزك ومش بس كده انا ام ابنها مات وقلبه محروق هنزل فيديو هدفعله الافات وهخليه يلف العالم كله وهفضحك وهاخد رد فعل الناس معايا في ملف القضية ،
وثالثا ان شاء الله بعد ما اخذ الوصيه بتاعه الاولاد مش هخليكي تشوفي وشهم وهكرهم فيكي وهخليهم يعيشوا طول عمرهم وهم عارفين ان امهم كانت السبب في موت ابوهم .
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع تلك السيدة الظالمة لها ولكن استجمعت قواها وردت بعيون تنطق قوة ظاهرة لها عدم الخشية منها :
_شوفي بقى هتدخلي الحرب معايا هكشف وش القطه المخربشه اللي مستعده تهبش اللي يقدم لها او يقدم لعيالها ،
وهتضر.بي هضر.ب وهتك.سري هك.سر والبادي اظلم يا طنط ،واسترسلت وعيدها بشراسة مماثلة:
_ما تفتكريش ان انا وحيده ما ليش اهل انا لي اب له
معارف تبلعك انت وابنك بس انا لحد دلوقتي مش
عايزه اسوأ سمعتكم قدامهم
فخليكي جده طيبه لاولاد ابنك اللي مات وحنينه على مراته اللي مش عارفه تحزن حتى عليه بسببكم علشان انا مش من النوع اللي بيستسلم ولا الضعيف زي ما انتم فاكرين انا اقوى مما تتخيلوا وهقف قصادك الند بالند ونشوف بقى نفس مين الاطول .
اعتدلت بوقفتها وانتصبت وهو تنظر داخل عيناها مرددة بجحيم :_ يبقي على الدنيا السلام وهوريكي إللي عمرك ما شفتيه وهقطع لك لسانك يابنت المالكي .
فجرت كلماتها وتركتها وخرجت بحدة صافعة الباب خلفها وهي تتمتم بكلمات تهديد ووعيد ولن تكل ولن تمل .
................
في المساء
حيث عاد زاهر إلي منزله منهك من عمله ووجد والدته تقف علي أعتاب شقتها تنتظره وهي على أحر من الجمر وما إن رأته حتى اشارت اليه بيديها ان يدلف بعلامات وجه لا تبشر بالخير ابدا ،
أطاعها ودلف الى الداخل فقامت هي بإغلاق الباب والنوافذ حتى لا يسمعهم احد اما هو فضاق ذرعا فهو عائدا من العمل منهك ومتعب جدا ،
فنظر اليها وتحدث وهو يمسح على شعره بارهاق بدا على معالم وجهه:
_في ايه يا ماما ايه اللي حصل يا ترى مخليكي واقفالي على الباب ومستنياني كده لما ارجع يا رب ما يبقاش في مصيبه اصل البيت ده من ساعه باهر ما مات والمصايب ما بتبطلش فيه ؟اتأكت علي فخذيها بغل وأجابته بنبرة صوت حادة
وهي تجز أسنانها بعنف :
_ هو انت إيه ملكش دور خالص في الحوار إللي إحنا فيه ده ولا أنا إللي هحارب السهونة دي لوحدي !
واستطردت حديثها بصدمة لما استمعت إليه من تجبر تلك الريم :
_ دي البت طلعت قوية وحربوقة من الدرجة الأولى ووشها مكشوف أووي.
اندهش زاهر من غضب والدته ومن حديثها وألقي مفاتيحه بعن.ف وأردف متسائلاً باستغراب:
_ ليه ياأمي الكلام ده هي عملت ايه ؟
دي محدش بيسمع لها صوت ولا كأنها موجودة في البيت أصلا .
أخرت من بين أسنانها أصوات استنكار لما قال وتحدثت بفم مملوء بالعبارات التي أدلتها عليها ريم وانتهت بسرد كلماتها الأخيرة بقلب ينفض حقدا :
_ لا وتقول لي إيه كمان هتض.ربي هض.رب هتك.سري هك.سر وشادة حيلها عليا علي الأخر بنت المالكي ،
وتابعت آمرة إياه وهي تشير بإصبعها بأوامر صارمة :
_ عايزاك تطلع للبت دي وتميل دماغها وتحاول تلين معاها وتدخل لها في سكة حنية وأنا أشد وإنت ترخي مش عايزين نشد الحبل إحنا الاتنين حواليها فتفكر في الخروج من هنا ،
لازم تحس بحنيتك وانك عايزها فعلاً وانك مش هتأذيها وهتبقي أمان ليها ولولاد أخوك الله يرحمه .
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا:
يعني ايه ياماما معني كلامك ده!
إنتي عايزاني أشاغل مرات أخويا الله يرحمه وأدخل
لها دخلة الحبيب وهي فاضل لها شهر لسه في عدته !؟
قاطعت حديثه بحدة وهدرت به بنظرة غاضبة:
_ أخوك الله يرحمه مات وساب ولدين من صلبه وأنا عمري ماهسيبهم يخرجوا برة البيت ولا يتربوا بعيد عني كدة مش هيبقي مرتاح في تربته واللي بنعمله ده مجبورين عليه ،
إحنا يابني بنعمل الصح إللي هيخليه يرتاح في نومته ان ولاده مخرجوش برة بيته ،
واسترسلت حديثها وهي تضغط علي كتفيه مكملة حديثها بتشجيع :_ يابني الضرورات تبيح المحظورات والبت دي بجحة وعينيها قوية ولو معرفناش نسيطر علي الأمور وهي لسه في عدتها وأول ماتوفيها نكتب علطول مش هنعرف نعمل معاها حاجة .
كان في حيرة وتردد من أمر وحكم والدته ولكنه انصاع إلي طلبها وهتف بطاعة خشية أن تغضب منه ويصيبها مكروه وأومأ بموافقة:_ حاضر يا أمي هطلع لها دلوقتي وهحاول معاها وربنا يهديها وتلين معايا .
_ عين العقل يابني ربنا معاك ..... كلمات تشجيعية خرجت من فمها وهي تربت بيداها علي ظهرها ،
خرج زاهر من عندها قاصداً شقة ريم لكي ينفذ ماأملته عليه والدته دون أن يفكر مالعواقب ،
وصل إلي الطابق الثالث وضغط زر الجرس وماهي ثوانٍ معدودة حتي فتحت ريم الباب مرددة أمامه باستغراب :
_ زاهر ! هي طنط حصل لها حاجة ؟
ابتسم بسماجة وتحدث موضحاً لها:
_ لا ماما بخير متقلقيش ، أنا بس جاي لك عايز أتكلم
معاكي شوية ممكن أدخل ؟
لوت فمها وتحدثت بنبرة ساخطة:
_ تدخل فين يازاهر أنا هنا لوحدي ومش معايا غير
طفلين لاحول ليهم ولا قوة ،
واسترسلت وهي تشير إليها بكفاي يديها بامتعاض :
_ هو إنت ينفع تدخل عندي وأنا لوحدي ونتكلم مع
بعض في مواضيع ،
إنتم مفكرني ايه بالظبط إنت وطنط علشان تتعاملوا
معايا بالسذاجة دي !
ضم حاجبيه وعبس وجهه وسأل مستفسرا بدهشة ظهرت علي معالم وجهه الذي تصبب عرقا من تعنيفها :
_ ليه الكلام ده كله هو أنا هاكلك ولا حاجة !؟
دول كلمتين هنتكلمهم والباب مفتوح والبيت مليان
ناس فوق وتحت متستكبريش أوي كدة ياريم ،
واستطرد بدفاع عن موقفه:
_ وبعدين إنتي عايشة معانا بقالك سنين عمرك شفتي مني حاجة وحشة لاسمح الله تخليكي خايفة ومش مطمنة لي بالشكل دة ؟
رفعت حاجبيها وأردفت باستنكار وهي تغلق باب شقتها وتحدثه خارجا وهم علي درجات السلم :
انت متعرفش الحديث اللي بيقول "إياكم والحمو فالحمو الموت " بمعني إن الحمو ده أخو الزوج ومينفعش يقعد مع مرات أخوه في مكان لوحدهم أبداً ،
واسترسلت وهي تنجز في الحديث معه الذي لافائدة منه من الأساس :_ اتفضل معنديش مانع تقول إللي إنت عايزه هنا علي السلم علي البسطة دي اتفضل أنا سامعاك.
أحس بالحرج الشديد من كلامها ومن حدتها معه في الحديث وأمسك منديله الورقي وجفف حبات العرق الظاهرة علي وجهه من كلماتها التي ألقتها عليه ،
وتحدث مرددا بنبرة صوت حنونة :
ممكن أعرف إنتي رافضة مبدأ الجواز مني ليه بعد ما تنتهي عدتك وصدقيني ياريم كدة أفضل لينا كلنا لماما وللولاد وليكي إنتي كمان ،
وأنا والله العظيم ماهضايقك أبدا وكل تهديداتي إللي أنا هددتك بيها كانت من حرقة قلبي علي أخويا .
فتحت أعينها علي وسعهم من كلامه وبنبرة صوت عالية أسمعت من تحت فهي كانت تشعر بوقوفها منذ البداية مرددة بكلمات حادة لاذعة وهي تضرب كفا بكف:
_ صحيح اللي اختشوا ماتوا وبايني الرجاله ماتت في الحرب !
إنت إزاي يابني أدم انت تفكر ويجي لك الجرأة تطلع تطلب مني كدة وأخوك بقاله تلت أشهر ميت وأنا لسه في العدة ؟
كان واقفا أمامها ويعلم أن موقفه مخجل ومهين له لكنه رأي أعين والدته بالأسفل توحي له أن يكمل ولا يلقي بالا لغضبها ،
وأردف بنبرة صوت فيها بعض الحدة :
_ معلش بلاش تشبيهاتك اللي متصحش دي ،
أنا طالع في الخير وقاصد الستر ليكي إنتي وولادك اللي هما ولاد اخويا فعايزك تهدي وتفكري كويس قبل ما يصدر منك أي رد فعل تندمي عليه .
كانت عيناها تشع غضبا ووجهها من شدة الافتعال يشع احمرار وكأنه نارااا وفي لحظة قلبت المنضدة الموجودة بالمكان من شدة غضبها وخرجت الكلمات من بين أسنانها وهي تنظر لتلك الحماة من أعلي مرددة بغضب عارم :
_ والله عال ياماما عبير ياست كمل إنتي وشورة أمه اللي واقف قدامي مبقاش عندكم ولا دين ولا أخلاق ولا خشا من أي حاجة ،
ولا حتي احترمتوا العادات والتقاليد ده انتوا عديتوا ليفل البجاحة بمراحل .
وتابعت حديثها بحدة بالغه للغاية بتحذير لكل منهما :
_ شوفي بقي وربنا إللي في السما ده ومش هحلف بيه كذب لو مالميتي تعابينك إنتي وابنك بعيد عني لا خليلكم البيت مليان عقارب وان ماسبتونيش أنا وولادي في حالي لهخلي المنطقة كلها تتفرج عليكم وعلي بجاحتكم وعينكم المكشوفة دي ،
ويكون في معلومك جواز مش هتجوز ولو قلبتي قرد وعملتي المستحيل ماهخلي شرابة الخرج الدلدول دة يلمس شعرة مني ،
وإن وصلت تبقي ياقاتل يامقتول وولادي هسيبهم للي هيربيهم أحسن مني ،
فاشتري عمرك بدل مانا إللي هقلبها لك جحيم انا مش قليلة ولا ضعيفة ولا مكسورة الجناح زي ماظاهر لكم أنا وقت إللي يتعدي حدوده معايا أجيبه تحت رجلي ولا يهمني ،
أنا هنا عايشة في حالي وكافية خيري شري ،
ونظرت إلي زاهر مرددة بتحذير:
_ وحسك عينك تهوب ناحية باب الشقه دي تاني والله العظيم هندمك المرة الجاية أنا تربية جميل المالكي إللي عمرها ماتغضب ربها ولا عمرها بردوا هتوطي راسها.
كانت تلك الحماة تنتفض غلا يزداد كلما استمعت إلي حديث تلك الريم ولم ترد عليها بكلمة واحدة فقط نظراتها لها كانت كفيلة انها فهمتها .
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق