القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين الحقيقة والسراب الفصل السادس وعشرون 26بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)

 

رواية بين الحقيقة والسراب الفصل السادس وعشرون 26بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)






رواية بين الحقيقة والسراب الفصل السادس وعشرون 26بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)



رواية بين الحقيقة والسراب 

 بقلم فاطيما يوسف

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

اليوم تجلس ريم تمسك في يدها كتاب الله تقرأه بتدبر ،

أنهت قرائتها ونظرت إلى السماء داعية:

_ اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك ، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك"

أنهت دعائها وقامت من مكانها وارتدت ملابسها السوداء

 فهي رغم انتهاء عدتها منذ شهر إلا أنها مازالت في حدادها علي عزيزها الراحل ،وحملت حقيبتها وهبطت الأدراج بثقل ،

وجدت والدها ينتظرها بالأسفل ينظر لها بابتسامة مشرقة مرددا:_ متقلقيش ياحبيبتي ولازم تعرفي أيا كان حكم المحكمة إن ربنا سبحانه وتعالى كل أقداره خير وإن رب الخير لا يأتي إلا بالخير .

لانت ملامحها وشعرت براحة اجتاحت روحها لحديث ذاك الأب الحنون الذي وصل لأعماق قلبها وتوغل في روحها وأجابته:_ متقلقش عليا ياحبيبي أنا ورثت منك حاجات كتيره أووي إن صاحب الحق لازم عينه تبقي قوية 

وميسبش البجح هو إللي تبقي عينه قوية ،وتابعت بكلمات الأمل التي تخرج من فمها :_ عمرهم ماهيقدرو يزعزعو إيماني بربي إللي اداني كل الحق إني أرفض جوازة زي دي ،

وطالما مبعملش حاجة تغضب ربنا فأنا إيماني بيه أكبر

 من أي عواصف تهدني.

ربت علي ظهرها ونظر لها نظرات فخورة بتربيته ،

وأشار إليها أن يستعدوا للمغادرة برؤوس شامخة مرفوعة في السماء لطالما قوت حالها برب السماء ،

وصعدا السيارة هي ووالدتها التي أبت بشدة أن تتركها ، وتبعهم رحيم بسيارته الآخر ،

ذهبت وهي تنظر من الزجاج الخلفي للسيارة تودع مريم

 التي تجلس بأبنائها بسعادة عارمة وذهبت الي المصير المجهول في قضية عمرها التي افتراها عليها أناس

 لايتبعون إلا الباطل وجعلوه منهجهم ،

بعد حوالي ساعتين من وصولهما الي المحكمة تأبطت ذراع أبيها بفخر ودلفا جميعا إلي القاعة ووجدوا تلك الشمطاء وولدها وزوجته يجلسون في المقاعد المتقدمه وبدورهم جلسوا في المقاعد المقابلة لهم ،

فكانت اعتماد تنظر إليها نظرات شر وتوعد ،

أما هي فلن تنظر ناحيتهم قط ولم تعتبر وجودهم من الأساس وكأنهم سراب غير موجود مما أربكها وجعلها تفقد الثقة قليلاً من قوة ريم التي رسمتها ببراعة علي وجهها ،

ولتعلموا ان النظرات القويه التي تلقوها في وجه عدوكم تربكه وتجعله غير واثق من نتيجه قراره ولوهلة انه خاطئ وانه حتما سيخسر وكل ذلك من نظره واحده تجعل المضاد لك يخاف بشده ويكاد قلبه يقفز بين قدميه وان السحر سينقلب على الساحر ،

وهكذا كانت نظرات ريم التي لم تنظرها لهم بل وجهتها 

في اللاشيء مما اربكهم ،

بعد دخول القضاه والإطلاع على اوراق الدعوه طلب من المحامي المسؤول عن رفع الدعوه بالمرافعه ،

قام بوقار وبدأ مرافعته:_السيد القاضي نائب رئيس المحكمة، السادة قضاة المحكمة أتوجه إليكم برفع دعوة الولاية للسيدة اعتماد الجمال وصية علي أبناء ولدها نظرا لما قدمته لكم من أسباب قوية سوف تؤدي بمستقبل هؤلاء الأبناء مع والدتهم التي لاترعى الله فيهم ،

شكراً سيدي القاضي.

اطلع القاضي علي ملف الدعوة سريعا وراجع الأسباب الذي درسها من ذي قبل ثم طلب من محامي المدعي عليه بالدفاع ،

قام محامي ريم وأدي مرافعته بحرفية تثبت أن ريم 

وعائلتها في محل ثقة وأنها لم يسبق لها سابقة تخص 

الشرف كما ذكر في ملف الدعوة .

طلب المحامي الذي رفع الدعوه التحدث فأذن له القاضي فهتف : _ سيدي القاضي إن جدة هؤلاء الأبناء وولدها حاضرين وتريد أن تتحدث إلي عدالتكم كي تأخذكم عين الرأفة بحال أم فقدت عزيزها وعلي مشارف الحرمان من أحفادها .أذنت لها المحكمة أن تتحدث باختصار ،

قامت تستند علي ولدها ورسمت علامات الطيبة الشديدة بدهاء على وجهها ونطقت بهدوء مغلف بالحزن المصطنع:

_ أنا جاية النهاردة وطالبة منكم ترأف بحالي ياحضرة القاضي ،أكملت حديثها وهي تشير إلي ريم :

_ كانت السبب في كانت كل يوم تتخانق معاه وهو كان مهنيها بشهاده كل اللي حوالينا يا سياده القاضي وكان بيتمنى لها الرضا ترضى اما هي قابلت الموده والرحمه منه بالعصيان وجابت له سكته قلبيه خلته مات بسبب كلامها اللي زي السم اللي كل يوم كانت تقوله له ،

وفي الاخر عايزه تتجوز وتاخد ولاد ابني مني وهي كانت السبب في موت ابوهم انا مش عايزه منها حاجه تتجوز براحتها وتعيش حياتها براحتها الله يسهل لها ولينا رب هو اللي هينتقم منها ويجيب حق ابن اللي مات بسببها ،

كل اللي انا طالباه ولاد ابني ما اتحرمش منهم مش كفايه ابني اللي مات وهي خرجت من بيته تشوف حياتها براحتها وتعيشها ولا كأن جوزها ميت قبل عدته حتى ما تنتهي ودي كانت طبيعه حياتها التسيب .

سالها القاضي:_دلوقتي سؤال واحد يا ست تجاوبيني عليه انت دلوقتي بتشككي في اخلاقها انها ما تنفعش تبقى مسؤوله عن اطفال ايه دليلك على كده ؟

استدعت دموع عينيها التي احضرتها ببراعة وليده اللحظه وقالت:_قدامك الدليل يا سياده القاضي ابني اللي مات 

وهو في عز شبابه بسبب كلامها اللي قالته ليه وحرقت

 قلبه وموتته ناقص عمر ،

وسلفتها هنا تشهد عليها باللي سمعته منها وخلته مات 

من الصدمه من كلامها .

ارتعبت هند ما إن ذكر اسمها واصبحت الكوره في ملعبها 

اما ان تركلها بمهارة ستتعب من أثرها قليلا ثم تستريح

 ، أو تحرزها في الأوت ومن بعدها ستلقي ملامات من 

فريقها وهم " قلبها الذي سيحطم ، بيتها الذي سيهدم ، 

عمرها الذي سينتهي غيرة وألما "

فكرت قليلاً بعد أن أشار لها القاضي أن تتحدث فقامت 

بنظرة خالية من أي مشاعر وأردفت بشهادة حق بعد

 أن تأكد القاضي من هويتها:

_الحق يتقال يا سياده القاضي ان ريم طول عمرها

 محترمه وبنت ناس وعمر العيبه ما صدرت منها ابدا 

وجوزها كان بيعشقها وهي كمان كانت بتبادلوا نفس 

العشق والحب وحياتهم كانت مستقره جدا ،

والموت ياسيادة القاضي ده عمره وقضاء ربنا منقدرش نعترض عليه .

اتسعت أعين الجميع اندهاشا مابين حامدا لربه علي

 شهادة الحق فكانت  الحامدة هي ريم وفي ذاك الوقت نظرت إلي إعتماد نظرة انتصار أحرقتها ،

أما زاهر ووالدته في موقف لايحسدون عليه موقف 

يُنظر لهم فيه انها افترت وطعنت في شرف زوجة 

ولدها وهي بشهادة كنتها عفيفة لاتعرف طريق التسيب 

كما ذكرت الأخري ،

كانت تود أن تنشق الأرض وتبتلعها ولا أن توجد في

 ذلك المكان لحظة أخري ،

تتوعد في داخلها أشد الويلات الى هند 

 أكمل القاضي أسئلته : يعني ريم جميل المالكي مرمتش لجوزها كلام يأذي نفسه ووصله للموت ،

ومكنتش امرأة متسيبة زي ماذكرت والدته ،وتابع القاضي بتحذير:_ وخلي بالك إنتي حالفة يمين تشهدي بالحق .

أخذت نفسا عميقا وأكملت :_ ياسيادة القاضي أنا قلت 

إللي عندي أنا عاشرتها تمن سنين كانت فيهم مثال الشرف والعفة وعمرها ماكانت متسيبة أو خليعة أبداً ،

وأه اتخانقت هي وجوزها ليلة وفاته لكن خناقة بين أي

 راجل ومراته عادي وموته ده كان قدره من ربنا .

أغلق القاضي الملف الذي أمامه ناطقاً بالحكم وكل من ريم ووالديها يضعون يديهم علي قلوبهم راجين الله حكم العدل ،

أما اعتماد تيقنت أنها خسرت معركتها الثانية أمام ريم وازدادت حقداً ووعيدا وكل منهم في ملكوته إلي أن انتهوا إلي كلمة القاضي: حكمت المحكمة حضوريا برفض الدعوة المقدمة من السيدة اعتماد الجمال وصية علي أبناء ولدها لعدم كفاية الأدلة المقدمة لدي عدالة المحكمة ، رفعت الجلسة .

احتضنها ابيها فرحا ناطقين جميعاً:

_ ربنا برأك من التهمة الشنيعة بالظبط زي براءة الذئب 

من دم ابن يعقوب مبارك عليكي حبيبتى ولاية أولادك 

بحكم المحكمة كمان .

أما اعتماد فكانت في حالة يرثي لها وأخذها ولدها

 وخرجا من القاعة بسرعة رهيبة وتلتهم هند ترتعب

 خوفاً ورعبا من القادم ،

ولكن الذي يطمئن روحها ماتستند عليه وتحت قبضتها 

والتي ستجعلهم لايقتربون إليها وإلا ستقلب عليهم العالم

 بما في قبضتها .


بعد المحكمة عانت هند كثيراً ضربا وسبابا وقذفا وطردها زاهر من البيت وكما توقعت صديقتها أن حماتها لن تتحمل بناتها أسبوعاً وقد كان بعثت لها أخيها وأرجعتها منزلها وهي علي مضض ،


اما عن مريم فاليوم سيتحدد مصيرها فقد استطاعوا بفضل المولى سبحانه وتعالى وذكاء نادر ووقوف جميل بجانبها ان يترصدوا لتلك الشبكه التي ستؤذي بمستقبل الفتايات اللائي لاعلم ولا دراية بهؤلاء الخبيثون وبفضل الله تم القبض عليها وبجهود النيابة استطاعت أن تجعلها تعترف عليهم بسهولة ووقع الفئران في مصيدة العدالة ،


وحقاً كم كانت رحلة مؤلمة لمريم حيث انها كانت معركة شنيعة بين الحق والباطل وبفضل ايمانها بربها وعدم خضوعها لمسالك الشيطان استطاعت أن تنقذ ،


ومرت الأيام عليها وظهرت نتيجتها والتي كانت مبهرة لها حيث نجحت بتقدير الامتياز المعتاد لها ولكن هذه السنة كانت الأولى على دفعتها ،


انهالت المباركات عليها من الجميع حتى فريدة التي سعدت من داخلها بأنها حتما ستغادر وتترك لهم المنزل وتبتعد عن ابنها ولكن ما افسد عليها سعادتها قول رحيم بعيون سعيدة:


_مبروك يا دكتورة مريم بقيتي معيدة في الجامعة فهمي رسمي نظمي وما بقاش في حد احسن من التاني وكلنا بقينا في الهوا سوا .


فهمت فريدة مقصده ولكنها لم تعقب عليه وادعت انها لم تاخذ بالها من تلك الكلمات ،


فتحدث جميل قائلا بنصح وهو يشير بيديه إلي رحيم:


_شوفي يا مريم يا بنتي انا هعرض عليكي العرض اللي انا عرضته على الولد ده وهو رفض واختار انه يكمل طريقه كدكتور جامعي ،


انا متعود في البنك عندي اني اخد دايما اوائل كلية التجارة وبدربهم عندي على أعلى مستوى وطبعا شغل البنك غير شغل الجامعات خالص في عمولات وربح احسن ومستوى ارقى ،


واستطرد شارحا:


_انا كأب وبعتبرك زي بنتي انا عايزك معايا في البنك لأني لمحت ذكائك جدا في كذا حاجه ،


ايه رايك فكري كويس جدا واحسبيها ان شاء الله هأمن لك مكان كويس في البنك .


أحس رحيم بالضيق الشديد من عرض والده لتلك الوظيفة لها فهو يحلم باليوم الذي ستكون معه بنفس المكان في العمل وهذا سيسهل عليهما التقرب من بعضهما ،


وما ان عملت في البنك لن يستطيع ان يراها الا في فترات بعيدة ،


فاستشاط غضبا وأردف بنصح مغلف ببعض الحدة لها :


_لا يا مريم اوعي توافقي إنتي قدامك مستقبل تبقي دكتورة جامعية وتاخدي الماجستير والدكتوراه سيبك من شغل البنوك ده خالص مستقبل الجامعة برستيج وهتبقي قيمة وقامة عالية جدا .


شعر جميل بغيرة ولده ورفضه التام للعرض الذي عرضه عليها ولكنه رأى ان مستقبلها المادي والمعنوي سيكون افضل في البنك،


فتحدث ولم يعير لكلام رحيم اعتبار مرددا بتشجيع:


_طبعا يا بنتي الشغل في الجامعه واللقب برستيج زي ما قال رحيم لكن إنتي برده تقدري تعملي البرستيج ده وإنتي في البنك انك تحضري الماجستير والدكتوراه وإنتي شغاله وبتقبضي مرتب كويس جدا وبعمولات ممتازه ،


فأنا رأيي ليكي إنك توازني بين الاحتياج المادي والمعنوي وتوافقي على وظيفتك في البنك وصدقيني مش هتندمي لو مشيتي ورا كلام عمك جميل .


احتدت عين رحيم بالغضب الشديد ولكنه لن يقدر ان يعارض والده وفضل السكوت غصبا وهو يكتم حديثه بصعوبة بالغة إلى أن يجلس معها وحدهم ،


انقضت هذه الجلسة على أنها ستفكر في الأمر جيداً وترد عليه غداً ،


ثم ذهبت إلى ملحقها وقد قررت مغادرة المنزل فهي الآن اصبحت في أمان تام ،


واثناء انشغالها في تجهيز حقيبتها جاءتها رساله على الواتساب محتواها:


_قابليني في المطعم اللي بنتقابل فيه على طول حالا وعلى الله تتأخري يا مريم هتلاقيني بخبط عليكي الباب ومش بعيد أكسره وانتي حره بقى لو ما جيتيش وطنشتي .


زفرت بملل وألقت الهاتف من يدها ولوهله قررت ان لا تذهب لمقابلته ولكن اصبح معها كالمجنون فخافت ان ينفذ تهديده وتنال من بطش فريدة وهي ليس لها ذنب فأجابته باختصار :


_ حاضر نص ساعه وجاية .


وبالفعل اخذت حماماً سريعاً وارتدت ملابسها على عجالة وذهبت الى المطعم وجدته منتظرا لها والنيران تشتعل من وجهه تدل على غضبه الشديد،


وصلت الى مكانه وألقت السلام بحدة ،


اما هو فور ان رآها أمامه تبدلت معالم الغضب الشديد البادية علي وجهه الى معالم الحب والوحشة الشديدة في نفس اللحظة كيف ذلك هو لا يفهم !

مرددا سلامها قائلاً بابتسامة محب عاشق لحبيب يتمنى لقياه :


_ وعليكم السلام ورحمة الله ، هلا وغلا فيكي ياحبيبة الروح والقلب .


اهتزت وتيرتها من حديثه وأردفت وهي تتهرب من عيناه قائلة بلوم:


_ من امتي كنت همجي كدة يارحيم !

مش متعودة منك علي كدة .


تبدلت معالم وجهه وعادت إلى غضبها مرددا باستنكار:


_ ومن امتي وإنتي بتاخدي قرار مصيري في حياتك من غير ما نتناقش فيه وتعرفي رأيي ونتحاور مع بعض ونوصل لحل مناسب لينا احنا الاتنين؟


رفعت حاجبيها باستنكار قائلة:


_هو انا لسه اخدت القرار اصلا علشان خاطر تقول لي لو ما جيتيش هكسر عليكي الباب !

انت مش متخيل اصلا ان انت لو عملت كده والدتك هتشوفني ازاي اكتر ما هي شايفاني!


حرك راسه يمينا ويسارا بغضب وتحدث مقاطعا حديثها:


_لو سمحتي سيبك من الموضوع ده دلوقتي وردي علي حالا انت حقيقي هتوافقي على عرض بابا ومش هتقبلي وظيفة معيدة في الجامعة وانتي طالعة الأولى ؟


نظرت له بعيون تخفي ضعف يستكين بداخلها وقلب يخفق ألماً وعشقاً معاً ورددت بتوضيح:


_هجاوبك بكل اللي انا فكرت فيه انا بعتبر عمي جميل في منزله والدي بالظبط اللي لو كان موجود وعايش كنت طبعا هاخد رايه ،


لما فكرت لقيت ان كلامه صح جدا إني لازم أوازن بين الاحتياج المادي والمعنوي وانا محتاجه ان يبقى ليا مكان اعيش فيه خاص بيا وابني مستقبلي وبرده مش هستسلم وهقدم في الماجستير وباذن الله ووراه الدكتوراه على طول ،


واسترسلت وهي تنظر له بتمني:


_ارجوك فكر زي ما انا وهو بنفكر بالظبط وانت هتلاقي ان انسب حل ليا علشان خاطر طنط فريدة ما تفكرش اني بعارضها او اني بعند معاها مش هتلاقي حل غير اني أبعد فعلا وتعرف ان انا مش طمعانة فيك .


وكمان أحس ان ليا كيان وكينونة بمعني أصح أحس إني ليا وجود يارحيم .


نظر لها بحزن وهتف باحتياج:


_ بس أنا محتاج وجودك جمبي ومش قادر أتصور انك تبقي في مكان بعيد عني ،

باختصار اتعودت علي وجود ريحتك في نفس المكان إللي أنا موجود فيه حتي لو مش شايفك كفاية نفَسك فيه .


زفرت بتعب وأوضحت له وجهة نظرها :


_ متفكرش إني لما أبعد هبقي مرتاحة يارحيم ،

أنا زيك بالظبط ويمكن أكتر وأظن وضحت لك السبب قبل كدة ،


وتابعت بشجن:


_ أنا محتاجة أثبت لنفسي أولا وللمجتمع إللي جني عليا ثانياً إن بنت الملجأ عافرت واجتهدت وكملت لآخر نفس فيها بدون ماتغضب ربها إنها تبقي حاجة ومش هرضي بأي حاجة لازم أكمل للأخر علشان أوصل لأني أبقي أبقي حاجة متخجلش منها أبداً في يوم من الأيام.


ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة :

بس أنا هتعب أووي يامريم أرجوكي ثقي فيا إني مش هتخلي عنك وسيبي لي أنا المعافرة أنا أطول منك في النفَس .


نظرت بعيد عن عينيه تحاول كبت عبراتها، لكنها إستعادت قواها وأخفت كل مشاعرها التي تملكت منها كلماته بكل قوة وأردفت بتمني:


_ أرجوك يارحيم أنا مش عايزه أخسرك إنت تعافر من مكانك وأنا أثبت نفسي في مكاني وصدقني هنتقابل بإذن الله وظروفنا محدش هيقدر يمنعها ومحدش هيقدر يفرق بينا لأن الأسباب ساعتها هتكون بطلت أو علي الأقل اتحسنت شوية .


بعد حديث طويل ونقاش دام لأكثر من ساعتين وافق رحيم علي رأيها وهو علي مضض ولكن أخذ وعد منها أن تحادثه دوماً وأن ترد على مكالماته وإلا سيجن جنونه ويفعل ما لا يحمد عقباه ،


بعد يومان أبلغت مريم جميل بالموافقة علي طلبه وغادرت منزلهم واستلمت شقتها ذو الإيجار البسيط في منطقة شعبية هادئة قد وفرتها لها شريفة مديرة الدار وساعدتها في ذلك وشكرتها مريم بامتنان ومنذ خروجها ورحيم يشعر بالاختناق الشديد والاكتئاب الذي بدا علي معالمه بغزارة شديدة لاحظها كل من جميل وفريدة وبدأت تشعر بالذنب إلا أنها تقنع حالها بأنها فتره ستمضي وسيتعود علي بعادها كما تعود علي حضورها ولكن هل سيكن اعتقادها صحيحا وأن مايشعر به رحيم هو تعود ؟ فلنري مالذي تخبأه له الأيام من ندبات تؤثر علي روحه ؟

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع