القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه الثامن وعشرون 28بقلم ياسمينا أحمد حصريه وجديده على مدونة موسوعة القصص والروايات

 رواية بيننا شئ خرافي الحلقه الثامن وعشرون 28بقلم ياسمينا أحمد حصريه وجديده على مدونة موسوعة القصص والروايات 




رواية بيننا شئ خرافي الحلقه الثامن وعشرون 28بقلم ياسمينا أحمد حصريه وجديده على مدونة موسوعة القصص والروايات 


الثامنه والعشرين


“ما أراده الله لن يوقفه بشر ”

برغم من أن حفل الزفاف كان لعائله “رأفت” ابنه وبنته التى أشهر زفافها على ريان السعدى رجل الدوله

المعروف إلا أن السعاده لم تكن تغمر “رأفت ” كباقى الاباء فى ليله كهذه و برغم اشتعال الحفل بالرقص


والغناء إلا أن بداخله عزاء كبير منعه حتى من الابتسام الليله أعلن “ريان ” انتصاره وإحتفل بالشكل

الذى يليق به نصب عيناه ها هو يقف يده بيدها دون خجل أو خوف يراه يقبض على يدها بتملك وكأنها آخر

ما تبقى له ويلوح بيده الطليقه بسعاده ويبتسم إبتسامته البارده التى تشق صدره أكثر

لم يلتفت لعدى الذى بجواره بالاصل “مرام ” لا تشكل خطرا كهذا الذئب الضارى الذى سيدخله

عقر داره الآن خاصتا بعدما انتهى الحفل وبدأت مراسم الوداع


وقف عدى الى جوار “مرام” ليودع الجميع والى جواره “تمار” وكل من “ريان” من جهه اخرى


لم تكن تصدق “تمار” أن الحلم اخيرا تحقق بعد عام كامل من المعاناه مع والداها للحصول على

هذا المشهد وراحت توزع الابتسامات هنا وهناك وتلوح بحماس لصديقاتها الذين بادلوها الإشارات

كاد يطير عقلها وهى تضع يدها الاخرى بيد أعظم رجل رجلا عشقته دون قيود دون خجل

رجلا توالى كل الادوار فى حياتها من أخ لاب لصديق لسند حتى أصبح الآن زوجا لها

لم ينساها هو الاخر فى غمار فرحته ومال لأذنها ليداعبها قائلا :

_ أخيرا ابوكى هيعرف إنك بايته معايا


اطبقت شفتها داخل فمها لتحبس تلك الضحكات المتواليه التى إن تركتها تخرج الآن لن تترك

لشك العابثين مجالا حول ما قيل لها خطفها اليه بعبثيه شاب طائش وكأنه لم يتزوج من قبل

ولم يؤسس حياه مكتمله من قبل ،معها هى وحدها يختلف “ريان السعدى ” عن سجيته لأنها

هى فقط من تخرج هذا الدنجوان العاشق وهذه الليه هى أنسب الاوقات للخروج


من جانب “مرام ” لم يكن لها الكثير الصديقات لتودعهم بينما “عدى ” فقد إلتف حوله اصدقائه

وخاصتا الفتيات كانوا يتعاملون معه بحميمه قاصدين قهر عروسه وإشعارها بالدونيه تابعتهم

وكل واحده منهم تتجرأ عليه بمنتهى الفجور تضمه وتنظر فى عينيها نظره حقد وحسد لتشفى صدرها

المغلول من ظفرها به يتصنعن الود بشكل مقرف ومكشوف يشددنا على ذراعه مدعين الفرح والتوصيه

والحقيقه أنهم يحاولون جذب إنتباهه أنهم سيازلون الاختيار المنتظر إن فكر بالتراجع فى أى وقت شاهدت

هذه المسرحيه الهزليه بإستياء وعينها تتناقل مع كل واحده والغيره تنهش صدرها كذئب ضارى مهما يكن

هذا حقها هى وحدها من الظلم كل هذا التجرأ على لمس مستحقاتها تحت أنظارها

بين الحين والآخر كان ينظر بإتجاها “عدى ” لم يغفل عنها للحظه وبدى يلاحظ هذا التحول الملحوظ

فى تعبيرات وجهها فشدد على يده المحتفظه بيدها لكن إحدى العابثات لا الصديقات جذبت إنتباه لها

بأن وضعت باطن يدها على صدغه لتستعيد بصره نحوها بقول رقيق :

_ ركز معايا يا بيبى


هنا قد فاض به فقد طالت السلامات وإختنق من الحكايات دفع يدها ليلتصق بزوجته

وهو يقول مدعى الابتسام :

_ عقبال عندكم يا جماعه إستعوضوا ربنا فيا أنا إتجوزت يعنى مده صلاحيتى انتهت


هنا تعالت الضحكات وكذالك صراخات الخيبه من جمع أصداقائه

مشى مع “مرام ” نحو السياره وبدأ نبضها فى الاذدياد ومع كل خطوه كانت تتعثر دون أن تفهم سببا

واضحا لهذا لكنها كانت فرصه جيده ليميل “عدى ” نحوها ويحاوط جسدها النحيل ويخطفها بين يده

مباغته جعلتها تشهق بفزع غير مصدقه ما فعله أمام الجميع وراحت تحمد الله أن والديها رحل قبل

أن يرى هذه المهزله الحقيقه التى رأتها والكارثه التى تحدث الآن …

ومع شهقاتها تعالت شهقات مغلوله من باقى النساء إستمعت إليه وهو يهتف بلطف بالغ وهدوء حذر


و يرجوها أن لا تفسد اللحظه :

_ ما تخافيش شيله بريئه عشان ما تقعيش

ثم أردف مازحا كى يلاطفها :

_والله الفستان أتقل منك أنا مش عارف انتى مستحملاه إزاى


علات الهمهمات هنا بين النساء فأجفلت عينها حتى تتحمل برغم توترها والفزع الذى انتابها إلا ان

مباغته هذه ونظرات الحسره التى تراها فى أعين من إستفزوها من قليل هى ما جعلت تفكيرها يحيد

عن الخطر الذى تتوقعه والقلق الذى ينتابها لتصر على أسنانها بجلد وليمرق الموقف كسرعة

البرق كأى عروس فى ليلة زفاف حقيقيه …..


_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______


فى منزل ألياس


“مكه ” تتمتد الى جواره فى الفراش يدها تحتضن خصره الممدد إلى جوارها كأنها

حوت العالم بآسره لم تتوقع أبد ما حدث لكنها سبق وأن رأته فى أحلامها وما أدهشها أكثر

أنه كان هو الذى حلمت به ليس الشرير الغاضب المتهور العنيف لقد كان حنونا فوق الخيال

هادئا وصبور لجعل تلك اليله لا تنسي ابدا كل ما عاشته كان كالحلم يتكرر مرارا وتكرارا

وكل مره بمذاق مختلف وهذا ليس بغريب فإلياس نفسه مختلف فى كل شئ واللقاء الفائت

يثبت ذلك هو فارس أحلامها الذى أتى على حصانه ليخطفها من الواقع ويضعها بأحضانه

الآن بمنتهى الجنون والتهور والعجيب أنها إنصاعت له


همست وهى تستمع الى نبضه المنتظم أسفل أذنها :

_ كان حلم ولا حقيقه

سحب انفاسه بقوه وإختذلها قليلا ثم دفعها مره أخرى ليرد عليها مبتسما :

_ دا كان حقيقه بطعم الحلم


اتسعت ابتسامته وهو يهتف بمزاح :

_ بــقـــيــتــى مـــراتــى يا هــبــلــه


اجبرها على الضحك ووكزته بخفه فى صدره لنعتها بهذه الصفه

التف قليلا لينظر اليها :

_ تعرفى موضوع الجواز دا كان متشال من دماغى للابد

اتسعت عينها بتحفز لسماع المزيد عبث بخصلات شعرها برفق وأردف :

_ كان مستحيل اتجوز بس لما قبلتك انتى حسيت إنى لبست فى حيطه بجد ما كنتش

عارف اتجاوزك واكمل حياتى انتى كنتى فعلا حيطه قويه كان صعب عليا اعديها


لأول مره يفتح قلبه ويحادثها بهذه السلاسه أستغلت هى ذلك وسألت :

_ عشان كدا بعدت شهور


اتسعت ابتسامته ورفع احد حاجبيه وأجاب :

_يقال “الحائط الذى لا تستطيع تفاديه إصتضدم به بكل قوتك ”


زفر واستطرد بشرود :

_ لما غبت كنت فى مهمه صعبه والموت كان حوليا عمرى ما خفت منه لأنى عارف

أن عمرى مش بإيد حد دا بإذن ربنا ليله وراء ليله وانا متاكد إن النهايه خلاص قربت


نهض على فجأه من مكانه وكأنه تذكر لحظه فارقه فى حياته فنهضت الى جواره

ليكمل بجديه :

_ هجموا سبعه على المكان اللى كنت فيه وإضطريت إنى استخبى فى حفره فى جبل

مسكت سلاحى اللى كان عدد الطلقات اللى فيه مستحيل يصد مع الرشاشات اللى معاهم

حبست نفسي وكل همى إنهم ما يقربوش من الكهف دا شايفهم فى الضلمه وانا بقيت

زى الحجر اللى مستخبى فيها مش خايف بس لسه ما كملتش مهمتى اللى جيت عشانها

الدقايق كانت بتمر سنين والقلق كان بيعصرنى وعامل افكر مين هيقتلنى الاول

وياترى لو مت حد هيفتكرنى ،حد هيبكى اصلا

فى النهايه مشيوا وبقيت أسأل نفسى

سألت نفسي انا ايه الحياه اللى هخرج منها دى ؟ انا عملت فيها ايه ؟ ولو ليا حبيبه

كانت هى اللى هتفتكرنى هى اللى ممكن تجيبى الولد اللى يبكى ليا واللى يشيل اسمى

بدل ما اخرج منها من سكات الدقايق دى نبهتنى للى عمرى ما انتبهتله فى سنين


نظر اليها وقد تلاشى كل القلق والجديه التى أعترته طوال حديثه عينه كانت مفعمه بالحب

وهو يهتف محتضنا وجنتها :

_ انتى أول حد جه فبالى إحساسى ما كانش عايز يحس غير بيكى انتى الخرافه اللى خلتنى

اغير كل افكارى

رغم ان حديثه يحيى الروح ويروى ظمئها لكن الدهشه لم تغادرها وهى تسمعه تشجعت لتسأله

لكن الشجاعه لم تساندها لتنظر بعينه خرج صوتها خائف مترقب :

_ انت مش قولت إنك متجوز ليه ؟ اتجوزتنى ؟

وكأنه عاد الى غموضه تجمدت تعابيره التف عنها وهدر محاولا المزاح :

_ أهو انا لاقيتك بنت عبيطه وهبله وعطفت عليكى وقولت اتجوزك بدل ما تعنسي

وانتى بدورى على بديل لأ لياس النشامى


رمى لها نظره متعجرفه قائلا بتفاخر :

_ودا صــعــب طبــعــا


نظرت له بإستهانه وهمت لتنهض من أمامه :

_ على كدا بقى ارجع لأهلى لانى بطلت احلم بيك


اسرع بأحتضانها من الخلف ليجذبها الى احضانه متسائلا بمرح :

_ خلاص خدتينى لحم وهترمينى عضم أهون عليكى يا مكه دا انا حتى لسه فاتحلك قلبى

تململت لتتخلص من قبضته وهى تتصنع الحنق :

_ ما تهربش من السؤال


زفر وهو يحكم قبضته على خصرها متشبثا بيدها :

_ يا دى السؤال قولى يا ستى ومش ههرب بس أوعدينى إنك انتى كمان ما تهربيش

لما تعرفى الاجابه


توقفت عن المقاومه وتريست قبل ان تهتف بقلق :

_كلامك بيدل إن مافيش حد فى حياتك مع إنك قولت إنك متجوز ايه الصح فيهم

قول انك مش متجوز إيه الصعب فيها ؟


انفاسهم كانت تسمع بوضوح من فرط الصمت الذى ساد المكان لم يقوى على اخبارها

بالحقيقه فستظل والدته تشاركها كل الاهتمام والحياه حتى عدد انفاسه قد لا تتحمل هذا

ويدخل فى دوامه اخرى من عدم تقبل والدته التى بالاصل لم تقبل وجودها حتى الان

وتعامله أنه ملكيه خاصه لا يقترب منها سواها كما عاملها هو وبدأ بفرض ذلك لتبقى

له وحده بعد تفكير عميق اجاب :

_ الصعب إنى فعلا متجوز والصبح هنروح بيتها ونعيش معاها للابد


فى هذه اللحظه حررها لتلف اليها وكأنه طعنها بخنجر مسموم نظرت اليه النظره التى

كان ينتظرها وشعر بألامها دون أن تنطق عمد لتهدئتها فقلبه منشطر رتب خصلاتها

بباطن يده بحنان وهتف لينوب عن دورها :

_ إعرفى إنى مهما عملت معاها بحبك إنتى حب مختلف هى لازم تحس إنى بحبها وانها الوحيده

عارف انه صعب عليكى بس انا متوقع منك إنك هتستحملى عشانى


دمعه هاربه كانت الاجابه بلحظه هدم أحلامها وتحول من جديد إلى وحش غريب هادم لذات


__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______


“فى غرفه ريان وتمار ”


شبه مزق بدالته من فرط حماسه لقد انتظر طويلا ومنع نفسه كثيرا حتى هذه اللحظه

كسجين إنتظر بلهفه الحريه


أمطرها بقبلات كانت مؤجله واحضان محمومه انتظرت دورها بفارغ الصبر اخيرا

أغلق بابا عليهم ولا يهم أى باب المهم أنه اغلقه بعد معاناه استمرت عاما للوصول

الى هذا الحلال كانت تتجاوب معه هى الاخرى سعيده بهذا الانتصار اخيرا رضى

والداها بهذه الزيجه لم يكن للكلام مجال فزمن الكلام ولى …….


طرقات الباب المفزعه هى ما جعلتهم ينتفضون من فراشهم

_ تمار تمار

صوته المزعج جعل “ريان ” يجز على اسنانه نظرت اليه تمار بتردد وقلق فأشار لها بالسكوت

نفضت رأسها لتعلن عدم رضاها فأسرع بتكميم فاها بقبضته بإحكام


حتى كرر “رأفت ” طرقاته الغاضبه مناديا :

_ تمار افتحى انا عايزك


حاول “ريان ” السيطره على نفسه وظبط انفعاله لقد قطع عليه لحظات هامه

جاهد أن تبدوا نبرته عاديه ورد عليه باقتضاب :

_ تمار نامت


ضيق “ريان ” عينه ينظر تجاه الباب وهو يكاد يرى غضبه دون أن يراه واستعد لتنفيس

غضبه الذى لم يتاخر وصاح متحديا :

_ واشمعنا انت صاحى اكيد عملت فى بنتى حاجه افتح اطمن عليها


نظرت اليه ” تمار” بقلق من الممكن قلق والداها يدفعه ليقتحم عليها الغرفه وهى هكذا فتحركت


من اسفل يد “ريان” لكنه ثبتها جيد بإصرار على عدم حركتها وهو يهتف بصوت جهور :

_ انت بتهزر يا رأفت روح إطمن على عدى ولا اقولك انزل شم شويه هواء فى الجنينه

وروق اعصابك


لكم الباب بقوه وغضب واستمر “ريان” متأهبا لأى جنون قد يفعله أو يتفوه به

تحسس بيده الاخرى سلاحه الموضوع الى جواره فإنتفضت “تمار ” مما يفكر


كان مستعدا لتصويب على رأسه دون شفقه إن قرر الدخول عليهما و لكنه استمع الى قرع خطواته

المبتعده ليترك اخيرا فم “تمار” لتأخذ انفاسها وتهتف بتسرع :

_ ايه اللى عملته دا يا ريان بابا ….


_بابا غيران

هكذا قاطعها بانفعال ليتركها متسعت العيان مذهوله مما قال وعندما شعر بفظاظت ما قال

التف اليها ليسترسل برفق :

_ تمار انا عارف ابوكى كويس هو شرط عليا اجى هنا عشان يضيق عليا وما اخدتش راحتى

وانا وفقت عشان خاطرك فياريت تساعدينى استحمل الفتره دى لحد ما هو يطردنا من نفسه


احزنها ما قاله فكلما تخطت مرحله من الحزن تأتى اخرى ومتى ترتاح وتستقر فى مكان سعادتها

الابديه هتفت بحيره :


_ بس دا بابا يا ريان مهما كان انا بحبه


التف لها بكامل جسده مبتسما :

_ وانا بحب بنته وعشان خاطرها مستعد اعمل اى حاجه حتى لو كان اعوذ بالله يعنى أحبه


ابتسمت على مزاحه فهتف بسعاده :

_ ايوا كدا اضحكى خلينى اعرف اضحك


________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______


“مرام وعدى ”


_ عـــشـــان قــلــبى ما دقـــش غــير لـــيــكــى


الجمله التى قالها بصدق بنظرته الساحره هى ما بقى يتردد فى ذهنها طوال الحفل

وحتى بعدما أغلق باب الغرفه وحتى وهى تجلس امام المرآه ساهمه تاركها المغرم بها

يعانق تفصيلها بحريه وهذه الابتسامه التى تشع سعاده تفضحه دقائق مرت وهو يقف عاقدا

ساعديه بمقابلها ساندا كتفه الى الجدار مبتهج برؤيتها دون قيود أو خوف “كانت له قدرا

وأجمل الاقدار التى تصادفنا دون خطط ” قلبه يرقص طربا أنها الآن بغرفته زوجته

التى اختارها من بين مئات هى من خطفت قلبه بإختلافها وأجمل ما فى الامر أنها افتعلت الافاعيل

دون قصد “وكأنها آيه نزلت على عاصى فإهتدا ”

خرجت من شرودها ولاحظت ابتسامته ونظراته الشارده بوجهها فانتفضت على الفور متحمحمه بحرج

وظهرت التفاعلات على وجهها بألوان مختلفه وارتبكت نظراتها وشعرت بأنها معه فى عنق زجاجه

اعتدل فى وقفته ليهتف متهللا فاردا ذراعيه بإعجاب :

_ قـوليلى بـقـى إيـه الجمال دا كـلـوا


اسرعت بامساك يدها الأخرى ونهضت من كرسيها لتقف على اقدام مهتزه

حاولت تجميع حروفها بصعوبه لترد عليه لكنها وقعت فريسه لجمال كلماته

وسحر عيناه لتهتف بإسمه هو المرادف لكل جمال :

_ع…عـــدى


ضحك اكثر وهو يهتف متغزلا بإستمتاع :

_ ياأحلى عــدى سمعتها من يوم ما اتولدت


اقترب منها بخطوات قليله فأبتعدت لا اراديا وقد ظهر الخوف فى عيناها توقف فى مكانه

هو أكثر من يفهمها ويقدر حالتها رفع يده بإستسلام ليهدر مهدئا :

_ انا هفضل مكانى وهفضل بعيد لحد ما انتى اللى تقررى تاخدى خطوه تجاهى ومن هنا

لحد ما تاخديها أنا هفضل مكانى إن شاء الله لآخر العمر


يحرجها بأدبه وأسلوبه لاأحد بهذه الاخلاق هذه الايام “عدى” يوما بعد يوم يبهرها بلطفه

وحسن معاملته تشعر انها تظلمه لكن قلبها الذى يدق الآن امامه بهذا الشغف والجنون

لن يجد مثله ولو دار الكون بأكمله لكن حائط منيع بينهم يا ليت قلبها يكن أشجع منها فى اتخاذ

هذه الخطوه الصعبه هى مستعده لتفديه بحياتها وتكن سندا لا يميل لكن ذكراياتها السيئه تمنع

هذا الاجراء نظرت للارض وهى تهتف بحرج :

_ أنا اسفه مشـ…….

قا طعها بتفهم :

_ انا فاهم ما تتأسفيش خالص

أردف وقد إنطلت نبرته بالاسف :

_اللى حصلك انا كنت سبب فيه وعشان كدا انا ناوى نتابع مع أخصائئ لحد ما الامور تحسن


إذدات حرجا لكن كانت مطره لتسأله فرفعت وجهها لتسأله بشك :

_ وإنت هتصبر

ابتسم لها ورد بتاكيد :

_ ايوا عشان انا عندى كلام كتير عايز أقوله وانتى عمرك ما كنتى هتسمحيلى اقووله حتى

لو كنا مخطوبين

رجف قلبها ورغما عنها انصاع ثغرها للابتسام ،إطمئن لإبتسامتها وسأل ممازحا :

_ فى مشكله فى الكلام


نفضت كتفيها دون إعتراض واجابته هامسه :

_ لاء


مال بجذعه متسائلا بصوت عال :

_ إيه مش سامع


جلت حنجرتها ليخرج صوتها الذى يختفى امامه وهو الوحيد الذى لا يسمعه :

_ لاء مافيش مشكله


اعتدل فى وقفته وخلع ذلك الجاكت عن اكتافه ليشد من ظهره رمشت بقلق من تصرفه

فهدر وهو يميل عنقه قائلا بجديه :

_ حتى لو قولتلك إنى بــحـــبــك بــحـــبـــك بــجـــنــون بحــبك للابد

لــحـــد مــا يــخـــلــص الـــكـــلام


اتسعت عينها الكلمات من فمه بها مخدر يقولها بطريقته التى تخطف القلب يقولها بصدق لا يصدق

فليخبره احد أن قلبها الضعيف لا يتحمل ،أشارت على نفسها للتتأكد من أنه يعنيها حرك رأسه بإيماء

مؤكد لم تصدق لتكرر بسؤالا مذهوله :

_ انا …حبيتنى انا


اسبل عيناه وهو يرى سذجتها فى التعرف على قيمتها إنها بالنسبه له اكثر مما يتمنى هو اجاب مؤكدا :

_ اه …


عضت طرف شفها وقد تعرق جسدها بالكامل وكسحب ملغمه بلمياه وأمطرت لتو

بما ترد على جمال كلماته ومشاعره الفياضه زاغ بصرها فى المكان تبحث عن مهرب

كان يتابع ارتباكها وخجلها بابتسامه مسليه وضع يده فى جبيه ليهتف متعجبا :

_ اللى زيك فى الزمان دا بقوا نادرين


رفعت عيناها لعينه وكيف لا يتحرك قلبها امام كل هذا اللطف والعشق والجمال :

_ إنت اللى زيك بقى نادر


هتف وهو يحافظ على ابتسامته :

_ طيب كدا اتتفقنا تعالى بقى نقعد لانى عندى كلام كتير عايز أقوله


حركت رأسها بالموافقه وبدت مستعده لسماعه لآخر العمر كما قال للابد وحتى ينتهى الــكـــلام


______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________


“فى منزل شريف ”


استيقظت بعد ليله طويله لم يهدأ رأسها من التفكير المشاعر التى يجرها اليها “شريف” اكبر

من استيعابها استمرت متمدده بفراشها تضغط على مقدمه رأسها بيدها وتحدق للاعلى بملل


الهدوء الذى حاوطها ساعده على الثبات على هذا حتى شعرت بثقل اترمى فى مقابلها وكان

هذا “شريف” الذى وضع يده الى جانبيها ليميل بجسده نحوها انتفضت كالملسوعه وهى تهتفت

بفزع :

_ فى ايه …انت هتعمل ايه ؟


برغم ما ظهر فى عينه من تسليه واضحه اخفى ابتسامته وهدر بجديه :

_ فى حفله خاصه


حركت رأسها وهى محاصره بين يديه متسأله ببلاهه :

_ يعنى ايه حفله خاصه …اقصد حفله ايه ؟


هنا تحررت ضحكته واشاح بوجهه ليضبط نفسه من جديد حتى يقنعها بجديته ويجبرها

على الموافقه حتى لوكان بالارهاب :

_ حفله ليا انا وانتى فى مكان بعيد عن هنا


انتابها القلق من اسلوبه وصاحت بإعتراض :

_ والله …لااااا انا مش هتحرك من هنا


اجاب ببرود على اعتراضها مستغلا هذا القرب الذى يمتلكها به :

_ ومش هتحركى من هنا ليه ؟ تكونى خايفه منى ؟


تناقلت ببصرها لعينه هى لا تخشي “شريف” تخشى تصرفات التى اصبحت مؤخرا متهوره

ناب عنها بالاجابه متجرأ :

_ حقك الصراحه

اقترب مع كل كلمه اكثر :

_انا… خطر وشرس وصابر عليكى يا مطلعه عينى


استغلت نعومه الفايبرمن أسفلها وضغطت رأسها فى الوساده وتيبست مكانها حتى تهرب منه

فلم تجد مفر فصرخت به :

_ شريف إتلم

ابتعد اخير ا وهو يزفر محرر أياه فأسرعت بالنهوض من مكانها قبل ان يعود لحصراها مجددا

فهى لا تأمنه خاصتا عندما ظهربوجه مختلف غير الذى اعتادته


اشار الى زويه الغرفه وهتف بطريقه مسرحيه :

_ عشان أتلم دى بقدملك الهديه دى يا منار جهزى نفسك بقى من هنا لبليل


نظرت بإتجاه إشارته ورأت هذه العلبه الكبيره المغلقه بواسطه شريط احمر من الستان

تحركت صوبها وهى تسمع صوته يؤكد بجديه :

_ جهزى نفسك بكل اللى فيها


كانت متعجله لترى ما بها وترى نيته بوضوح فتحتها بعصبيه ثم ضمت حاجبيها فورا وهى

تنظر لهذا الفستان ذو الحملات الرقيقه رفعته بين يدها لترى لونه الاحمر النارى لترى

ما أسفله والذى كان بعض من الملابس الخاصه تفاقم الغضب بداخلها واسرعت بقذف

الفستان على العلبه واغلقتها وعادت نحوه وزاد غضبها نظرته الوقحه وابتسامته البارده

سأله بغضب جم :

_ ايه الجرأه اللى بقيت فيها دى

رفع احد حاجبيه بإستنكار وهدر هازئا :

_ هو انتى متجوزه مدرس العاب أنا ظابط فى الاداب يا منار


مسحت عنقها بعصبيه وهتفت بتعند :

_ مش هروح

ضيق عينه كان متوقع العند لكن ابدا لن يسمح بأن تهدم ما قرر هو بناؤئه :

_ هو انتى ما تعلمتيش فى الحقوق أى عـدل


نظرت اليه بلوم لمطالبته بما لم ترضاه “فكما قيل أن أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع ”

ليستطرد هو بجمود :

_ انا طول عمرى بنفذ كل اللى انتى عايزه وأى حاجه فيها مصلحتك كنتى بتمشي

ورايا وانتى مغمضه دلوقتى جه دورك انك تنفذى اللى انا عايزه


اندهشت من طريقته فى الحديث كيف يقايدها هكذا يريد رد الجميل بهذا الفعل

وضعت يدها على فمها وسألته تدعى الثبات :

_ يعنى انت عايز مقابل كل اللى عملته ؟


نفض رأسه بيأس واقترب منها ليمسك بكتفيها بلطف وقال بنبره رغم حنوها حازمه

لا تقبل الرفض :

_ خالص .. انا عايزك تسمعى كلامى زى زمان يوم واحد بس وسيبى نفسك ليا لاخر اليوم

وبعديها إرجعى لعنادك


رفع يده الى طرف ذقنها وضم اصابعه ليتحكم بحركة رأسها ويحركها بالموافقه مبتسما برضاء

وهو يهدر :

_ ايوا كدا هى دى منار حبيبتى الشطوره كنت عارف انك مش هترفضى طلبى والله


تركها على الفور وهى مصدومه من سؤاله الذى اجاب عليه بثقه غير مسبوقه قام بكل الادوار

وتركها بفم مفرغ تمتم بدهشه بعد إختفائه :

_ دا مصمم


___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________


فى الصباح


جهز “إلياس ” بعض اللقيمات الخفيفه للافطار بمفرده تاركا “مكه” تنام كفايتها على الفراش

يعلم أنها لم تنم إلا من فرط التعب والتفكير ظلمها نعم ظلمها وظلم نفسه معها لقد كان غبيا

بما يكفى عندما منع والدته من الزواج ومنعه نفسه معها دون أن يحسب حساب أن تقع

فى طريقه ساحره كمكه تريه جنة الله على الارض


تحرك صوبها بصنية الطعام عينه لم ترى غيرها “وكأن كل ما حولها أبيض وأسود وهى

وحدها بالالوان ” نائمه كالملاك فى هذه الغرفه التى شهدت ليالى طويله تجافى فيها جنبه

عن النوم بسببها ،فكر كثير حتى أرهقه التفكير تركه قلبه ورحل اليها معلنا عصيانه وفشل

فى اقناعه سحرته بكل حرف قالته شبية الخرافه التى جائت لتعصف بكل قواه وتغير كل حياته

هى سحر أسود له رائحه المسك

_ مــكــه

نادها وكأنه يتذوق إسمها بهذا التملك وليس الكل لديه مكه خاصته .

افرجت اخيرا عن مقلتيها لتراه واقفا امامها يحمل بيده صنينه ويبتسم بادلته الابتسام

دون مقاومه لكن سرعان ما ذكرها عقلها بما قاله أمس والحدث الذى أزعجها ضغطت

على الفراش بكفيها كى تدفع نفسها منه وهى تدثر ابتسامتها تحت تعابيرها الواجمه


جلس امامها على طرف الفراش ولاحظ تحولها دون أن يغير ابتسامته هى بعينه فى كل احوالها جميله

هتف متجاهل الامر :

_ قولت اعمل فطار لأحلى عروسه إحتمال ترضى عنى


نظرت له والى ما بيده وأشاحت وجهها دون إهتمام فإستطرد بعدما إلتقطت هذا الاهمال البادى

فى نظراتها قائلا :

_ لااااا … الدلع دا احتمال تتحرمى منه هناك فقدرى من فضلك كل حاجه بعملها عشانك


سألته بسرعه :

_ إحنا لازم نروح انهارده ؟


حبس انفاسه لثوان معدوده ثم دفعها ليقول :

_ آه لازم

اجفل ليخبرها بمراره :

_ لازم تخلى بالك أوى وانتى بتعاملى معاها ارجوكى إعرفى إن مافيش حد فى قلبى غيرك

بس قدامها لازم تبقى هى كل حاجه ولازم تحس بكدا


ضمت حاجبيها مستنكره دوما هناك شئ مخفى جزء ناقص لم تفهمه ولابد أن تعرفه :

_ انا عايزه افهم ليه كل دا ؟انت ليه قلقان أوى منها؟ هى تعبانه ؟!


نفض رأسه واجاب بيأس :

_ لاء مش تعبانه ولا حاجه

التقطت يدها بين راحة يده :

_ أوعدك إن من وقت لتانى هنخطف وقت حلو هنا

سحبت يدها من بين يده ونزلت عن الفراش غير مهتمه بما قال هى لن تقبل بهذا

ويكفى أنه أجبرها على هذا الوضع الذى لا تعرف له اسباب

تحرك بصره نحوها وهى تحرك نحو الحمام فنادها كالمستغيث :

_ مكه


وقفت بمكانها دون أن تلتف اليه انتظرت ما سيقول لكن باغتها هو بأن احتضنها بقوه

ضاما ظهرها الى صدره اغمضت عيناها وتلك التنهيده الطويله التى خرجت من صدرها

كانت بكاء قلب لم ينفض،الحديث عن التحمل سهل لكن تنفيذه اصعب ما يكون استمعت الى صوته

يهتف متعمقا :

_ انتى مــدينـتى اهــلى ووطـنى انتى مكه بــتــاعــتــى


تصدق كل ما يقول لكن لا يسعد قلبها هذا الكلام هى ايضا بإحتياج لوطن تطمئن اليه

وطن تملكه وحدها وطن لايكون مٌحتل ……


____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______


فى فيلا رأفت الاسيوطى


ارسل اليهم الخدم ليدعوهم الى مائده الافطار الذى ترأسها هو يكسو وجهه الضيق وكأنه

ينتظر نهايته لا عائلته نزل “عدى ” ومعه مرام ” تغمرها السعاده فالحديث مع “عدى ”

جعلها تثق بنفسها وتزداد تعلق به كانت السعاده التى تسكن فى عيناهم واضحه كالشمس

تابعها “رأفت ” باستخفاف محدثا نفسه :

_ اتسلى انت كمان شويه


هتف “عدى ” وهو يقترب من والده :

_ صباح الخير يا بابا


تبعته “مرام” هادره بتهذيب :

_ صباح الخير يا عمى


حرك رأسه بإيماء قصير وكأنه يقبض على سباب غليظ يخشي أن يتسرب منه دون قصد

باعد “عدى ” الكرسي عن السفره ليفسح لمرام المكان كى تجلس براحه


فسأل “رافت” بضيق :

_ اختك ما نزلتش ليه يا عدى ؟


جعد “عدى ” جبهته يعرف انه لن يترك الساحه دون قتال مع ريان وربما ريان أذكى

لانه إختفا فى غرفته استعد للجلوس وهو يجيبه :

_ اكيد لسه ما صحيتش سيبهم على راحتهم


انتفض رأفت فى مكانه على فجأه مزمجرا بغضب :

_ انت هتقعد اطلع هاتها


زمجرته منعته من الجلوس توقف ينظر اليه بدهشه وهتف ليرده عن هذا التهور :

_ بقولك نايمين اطلع اصحيهم ازاى دول عرسان جداد المفروض


جز على اسنانه بعصبيه وهو يصيح :

_ هى أى حجه وخلاص ما انت كمان عريس جديد اشمعنا انت صحيت وهما لاء


إذدات دهشة “عدى” وانزعج من مقارنته فكلا حياته الخاصه وهذا لا يصح

_ إمبارح قالى نايمه وانا قلقان عليها ليكون عمل فيها حاجه


شاهدت “مرام” هذا الشجار بدهشه مماثله لعدى لا تفهم سبب هذا الغضب ولا هذا القلق

فمالت اليه تسأل بفضول :

_ هو فى ايه ؟


التف اليها “رأفت ” ليصب جزء من حممه البركانيه عليها :

_ وانتى عايزه تعرفى ايه انتى كمان ؟


لاحظ “عدى ” عدائه الواضح تجاها من نبرته الحاده فهتف ليقاطعه :

_ بابا من فضلك مرام ما لهاش دخل فى اللى بينك وبين ريان


صاح به :

_ دى اختك يا بنى ادم


ضحكات “تمار ” المجلجله هى ما قطعت هذا الشجار التف على الفور “رأفت ” ليشتعل اكثر

وهو يراها اسفل ابطه وهو يميل اليها بين الحين والاخر متهامسا مع كل خطوه بالنزول من الدرج


_ ولــــــعـــــت


هذا ما قاله “عدى ” من بين اسنانه متمنيا أن لا يقلب والده السفره رأسا على عقب خاصتا ان

معدته تجأر من أجل الطعام


ابتسامة “ريان ” كانت عامده رأفت بالاخص فهو لن يفوت رؤيته يفور ويغلى معلنا إنتصاره المحقق

واحتفال النصر المستمر لن يستسيغها دون رؤيه الدخان المتطاير من خصمه

ظل “رأفت ” واجما يحدق بهم بحقد دفين الكره لا يعنى شيئا بما يظهر على وجهه يوشك على قتله

وكأنه خطف عشيقته لا ابنته

اقتربت “تمار ” لتطفئ هذا الاشتعال البادى من عيناه بقبله ناعمه وضعتها على وجنته تبعتها بـ :

_ صباح الخير يا بابى

وقبل ان ترتد للخلف جذبها اليه ليحتضنها بقوه وكما وضعها بأحضانه وضع عينه فى عين “ريان ”

الذى لم يبدى أى تفاعل وكأنه لا يهتم لما يفعل لن يعطيه أى انتصار من الآن وصاعد هو المالك الاصلى

لأرضه فلن يهتم لنوبات الاشتياق التى يفتعلها والدها ليغيظه سحب كرسيه وجلس دون إكتراث مبتسما ابتسامه

عاديه لا تعنى شئ

نظر اليه “عدى “الذى جاور زوجته وهتف بسعاده :

_ الف مبروك يا عريس


بادله “ريان ” التحيه :

_ الله يبارك فيك ومبروك ليك انت كمان

ثم التف الى ” مرام ” وأ ردف بلهجه غامضه :

_ مبروك يا عروسه يا ترى سألتى على أختك ولا لاء ؟


سؤاله جعلها تتخبط بقلق هو صديق “الياس” المقرب يعرفه جيدا ولا تعرف ماذا انتظر اختها بعد

كل ما حدث حركت رأسه دون إراده واجابة سؤاله بسؤال :

_ تقصد إيه ؟

فتح فمه مستعدا للحديث لكن “رأفت ” قطع هذا بصوته العالى المتعمد للفت الانتباه :

_ ايه رأيكم نسافر برا ولا جوا


تبادل كلا من ريان وعدى النظرات ليرتفع حاجبه الايسر دون إراده شمل “ريان ” جذبه

لتمار اسفل ابطه قابضا عليها بقوه مازال مستمرا فى محاولة لنيل من استفزازه التى قرر “ريان”

أن لن ينالها ابدا سأله ببرود :

_ ليه هو انت كمان هتطلع معانا شهر العسل ؟


اكتفى بالايماء دون أن يتفوه بحرف التف “ريان ” لعدى وسأله بجديه مشيرا بيده :

_ انت مستعد تقضى شهر العسل مع أبوك ؟


رفع “عدى ” كتفيه وهدر بتلقائيه :

_ ويبقى شهر عسل إزاى دا ؟


عاد “ريان ” ببصره إلى “رأفت ” الذى تبدلت تعبيره للغضب نظرت اليه تمار ورمقت ريان محذره

لكنه لم يترك للصمت مجالا :

_ شوفت بمنتهى الصراحه شهر العسل معمول للعرسان مش لأبهاتهم يا رأفت بيه والله


تدخلت “تمار ” كى لا تزعجه :

_ ريان ….

قاطعها بجديه وهو ينظر الى رأفت مشددا على كل حرف :

_ احنا رجعناكم من السفر بأعجوبه وانا واخد اجازه مؤقته من شغلى وعايز اتبسط واظنى دا حقى

مش عشان قبلت اقعد فى بيتك يبقى حضرتك هتخرج معانا وتفطر معانا وتبات فى اوضتنا تتشرط عليا


حرك “رافت ” رأسه وبصعوبه شديده تمالك غضبه حرر يده عن خصر ابنته و جلس على رأس الطاوله

ظلت “تمار ” ترمق ريان ” محذره من التمادى فصمت والدها وتقبله كل هذه التعنيفات الخفيه يجعلها تصتف بجانبه


لكنه لم يكترث ،فى التو مالت الى عدى “مرام” التى حضرت تلك الجلسه المعقده متسائله :

_ هو فى ايه ؟

ابتسم لها وكأنه نسي كل هذه المشاحنات التى دوما كان يريد أن ينسلخ منها ويصبح له عالم يخصه وحده

يهون عليه كل ما يشق عليه استمر بالنظر اليها وكأنه نسي السؤال كم كان بحاجه لهذا الثقب الذى يسرقه

من العالم اخيرا أجاب مغمغما :

_ فى أنــك مــنــوره حــيــاتى وربـنا

عضت شفاها بحرج من مباغته التى لم تحسب لها حساب احرجها بصدق حتى قلبها

ارتبكت نبضاته وراح يعزف احلى الالحان عيناه وحديثه وطريقة نطقه للكلمات تجعلها

كا الاغنيه تحتاج الى لحنا يختلقه قلبها فورا وتبدل الازمنه ولو حسبت حياتها بعدد كلماته

ومن الليله الماضيه الآن وصلت لعمر عشر سنوات


ما استطاعت سوى القول بهيام :

_ انت تنور الكون كله

بصوت هامس لا يسمع لكنه قرء شفاها فما لبس إلا أن مال بأذنه :

_ إيه…. قولتى ايه ؟


_عــــــــــــــــدى


انتفض على هذه المقاطعه الفاظه من والده ولقد فزع من مقاطعه نظر بإتجاه وسأل بنفاذ صبر :

_ فى ايه يا بابا ؟


لوح له “ريان” هاتفا بصوت منخفض :

_ قابل ياعم


مال الى “تمار ” إلى جوره وهمس فى أذنها مازحا :

_ اخوكى اكيد قطع الخلف


كممت ضحكاتها لانها لا تعرف ماذا سيجرى إن زادت غَيره والدها عن هذا الحد


سأل “رأفت ” عدى ” دون اكتراث لمقاطعته إندماجه :

_ هتنزل الشغل امته ؟


مسح وجهه ليهدأ من ضيقه ثم اجابه ببرود :

_ انا قاعد شويه بعد إذن حضرتك عايز اسافر اغير جو ان شاء الله رأس البر

انا مش طماع


ترك “رأفت ” ما بيده وصاح بشئ من الحده :

_ يعنى ايه والشغل اللى ورانا هنسيبه لمين ؟

زفر “عدى” بيأس من الافلات من تسلطه ولو لدقائق ثم هتف بهدوء مجيبا :

_ البركه فيك بقى يا بابا انا شيلته لما سفرت إنت وتمار وانا مش هطول راجع على طول

انا يعنى هروح فين ؟


ما كان أمام “رأفت ” سوى القبول رغما عنه وهو اكثر ما يكره الارغام خاصتا فى وجود غريمه الذى

يزيد من نسبه العداء فى دمه

مال “ريان ” من جديد نحو “تمار ” ليهمس بأذنها مشاكسا :

_ أبوكى حالته اتاخرت لازم يتجوز بأسرع وقت


وكزت ركبته كى يكف عن التهامس الذى بدأ يجذب انتباه والدها اليهم لكنه لم يتراجع واستطرد :

_ عايز ياخد اخوكى المكتب فى الصبحيه اومال فى الاربعين هيعمل ايه ؟


هنا انفلت ضحكتها فرماها “رأفت ” بنظره شرسه اسكتها رغما عنها


_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________


“منار ”

جالسه امام المرآه

تماما فى الموعد المحدد بدأت فى التجهيز نصبت بين يدها الفستان ما جلبه انتقائه الى هذا الفستان

اعجبها رغم أنها لاتميل

لهذا النوع من الملابس طاف برأسها ذكرى عندما إرتدت فستان مثل هذا لتخرج لأحد العرسان

وأرغمت على الخروج اليه من قبل والدتها كان أول من رأها وعنفها بقسوه رافضا رفض قاطع

واوشك على حبسها بالغرفه والآن هو بنفسه من آتى به لترتديه نهضت من مكانها معلنه العند

سترتديه كما يريد وليتحمل نتيجه اختياره بذلت قصار جهدها لتضع هذه المساحيق التى لم تستخدمها

إلا قليلا وإذدات تهورا اضافت هذا العطر الذى تركه فى نفس الصندوق ذو الرئحه النفاذه

قررت ان لن تبخل على نفسها لتكون أنثى حقيقيه ستلعب بالنار وبالتأكيد ستصيبها


طالعت نفسها بالمرآه لتقى نظره على نفسها لقد أهداها “شريف” حياه لا مجرد صندوق جعلها أنثى

كانت تود أن تؤد هذا الجزء لا تريد أن تكون أنثى حتى لا يسحقها غدر الرجال يكفى ما دمره والدها

ماتت ألف مره وتنثرت روحها ما بقى فيها جثه لتجربة الموت من جديد شريف كان سند مثالى

والآن يريد أخذ دور تخشي أن يسقط بعدها وتبقى عالقه فى الفضاء فهو دوما كان لبسسصثةىمرجعها النقطه

هم اتهم التى تعيد لها روحها المغفدوره دوما من وجع الحياه

لا وقت للبكاء مسحت تلك الدمعه المنبثقه من عينها ودارت على عقبيها متجه للاسف الى شريف

الى الذى ينجيها دوما من كل المشكلات بطلها الخارق الذى لا تخشي شئ وهى جواره


’’’’’’’’’’’’’’’’’’’جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

“إلياس ومكه”


طريق طويل قاده بسيارته نحو البيت الآخر قاد بصمت مكفر الوجه وكأنه ذاهب الى الجحيم


لاحظت صمته وحالته التى تغيرت بسرعه وكأنه لا يعرفها حقا بدأت تهابه وتهاب المجهول

الذى يقودها إليه انتظرت حتى ينطق حرفا حتى ولو كان عادى فقط لتطمئن انه لم يتحول

أو أى شئ يمحى الخوف الذى بدأ يتعصرها وكأن الجو تحول إلى فصل الشتاء والغيوم

حطت فوق روسهم وأظلمت السماء رغم سطوع الشمس وبرغم الزحام المرورى شعرت

أنها فى غابه خاليه من البشر كثيفه الاشجار كل هذا كان جو مناسب ليدخل الشيطان الذى

بدأ يوسوس لها أن تهرب من كل هذا تفتح باب سيارته وتركض بين السيارت وتختفى ولن

يعثر عليها مجددا كانت ليله سعيده لتختفى على اثرها قبل أن تبقى عالقه للابد مع إمراه آخرى

تشاركها به وتأكلها نار الغيره ليله تلو الاخرى مدت يدها لتمسك المقبض الخاص بالباب

مستغله شروده ستخرج خارج السياره وتترك نفسها للرياح تـأخذها لأى جهه كريشه خفيفه

لا تعرف المعارضه بدأت فى الضغط على المقبض لكن صوته العميق نادها ليوقفها عن ما نوت :

_ مــــكـــه


التفت اليه دون أن تخفى التفاعلات التى شحنت على وجهها متسأله بغباء الخوف

وفى لحظات الخوف دوما يحضر الغباء :

_ إيــــه فى إيه ؟


ابتسامه طفيفه لم تصل لفمه رد بها على فشلها الذريع فى وضع خطه محكمه كل ما جال برأسها كان يراه

بعينه المجرده على سطح وجهها البرئ :

_ هتروحى فين يا مكه ؟ عايزه تضيعينى تانى


قضبت حاجبيها وتسألت بتوتر :

_ أضيعك إزاى ؟ وبعدين مين قال انى همشي ؟


اشتدت قبضته التى تمسك المقود امامه قبل أن يجيبها بثبات :

_ انا توهت كتير من غيرك لو خرجتى تانى من حياتى هنهار بجد انا مافيش حيل

ادور تانى ويمكن اقرر انى اغرق فى شغلى وأنسي كل اللى عيشته معاكى


ضغطت على قبضتها بيدها الاخرى فى محاوله بائسه لتخفيف التوتر الذى غزاها على فجأه

حديثه عن أهميتها فى حياته يجعلها تشعر بالمسؤليه تجاهه لتكون طيبه وتسأل أسئله طيبه

لتطمئنه لكن لابد أن يطمئنها هو الاول فسألته :

_ هى كويسه ؟


هذه المره ابتسم حقيقيا ونفض رأسه بيأس لن يستطيع وصف ما ستعيشه لكن عليها أن ترى لتقرر

برهه وأجابها :

_ هى مختلفه كل اللى هتحتاجه بس مشاعر كتير من المشاعر


انتظرت تفسيرا اوضح لكنه سكت اكتفى بهذا ليعود الصمت لمرافقتهم طوال الرحله


،،،،،،،،،،،،بعد مده قصيره ،،،،،،،،،،،،،


وصل الى الشقه المنشوده دس يده فى جيبه ليخرج المفتاح ثم التف اليها ليهدئها فقد شعر

بكل ما انتابها طوال الطريق ويعرف انها بحاجه الان الى الدعم :

_ ما تخافيش انا مش هسيبك لحظه


جاهدت الابتسام لكن لم تستطع الامر ليس سهلا رغبتها الملحه بهدم البيت على رؤسهم لازلت تحاول قمعها

استدار ليفتح الباب باسطا ذراعه لها لتدخل خطت للداخل ودارت بعيناها فى المكان لم تهتم للتفاصيل

هى تبحث عن غريمتها التى لم يتستطع “إلياس ” التفريط بها تنتظر رده فعلها وهو يدخل عليها بإمراه آخرى

ليخبرها أنها زوجته ،تبعت خطواته وهى مازالت تبحث عنها فى تلهف اخيرا سقطت

عيناها على إمراه جالسه بالارض ترتدى قميص دون اكمام او ازرار ملتصق بجسدها

مغمضه العينين تلصق كفيها ببعض اسفل ذقنها تجسد حركه اليوجا بإتقان وبرغم اغماض عيناها

إلا انه يكفى هذا الجمال الصارخ التحدث عن نفسه جسدها المتناسق وانفها الصغير وحاجبيها

المنسقه حتى هذا العطر الذى يفوح منها ويصل اليها ساحره الحرب بينها وبين مكه خاسره

لا محال التفت الى إلياس الذى يطالعها بابتسامه ناعمه منتظرا شعورها بوجودهم

واعتطه الف سبب وسبب لهذه الابتسامه تستحق كتلة الجمال هذه الابتسام بلاساس لما يبتسم الناس

أليس للاشياء الجميله والزهور وهى مثلا ،،،،،،


_ إلهام


حتى اسمها جميل هذا ما رددته فى نفسها عندما إستمعت لمنادته وهى تنظر نحوها منتظره تفاعلها

معهم فتحت عينها اخيرا تمتلك نفس لون عينه الفضيه الساحره كيف لبشر أن يختذل هذا الجمال فى شخص واحد

ابتسمت له ثم نهضت من مكانها وتحركت صوبهم بنظره سريعه شملت “الهام ” “مكه دون تعمق وكأنها لا تعنيها

اقتربت من “الياس “لتهتف باقضاب وكانها تلومه يتضح منها انها بينها وبينه حربا لن تٌرد الافصاح عنها :

_ مبروك


لاحظت كيف كان راضيا بهذه الكلمه رغم خلوها من المشاعر وتلهفه ليجبها بحماس :

_ زى ما وعدتك بالظبط جبتها وجيت على هنا تانى يوم


هنا التفت اليها “الهام ” وهتفت بإبتسامه مزيفه :

_ اهلا


ردت “مكه” بسرعه وكأنها سارت على نهجه القليل منها يكفى للتفاعل معها :

_ اهلا بيكى


عادت ببصرها نحو الياس وسألته :

_ فطرت مش كدا ؟


ابتسم لها وحاول أن لا يزعجه بالاجابه :

_ اه فطار خفيف كدا عشان اعرف اسوق


مالت برأسها لتؤكد كشفها له :

_ عشان تعرف تسوق بس

كانت عين “مكه” عدسه ترصد كل حركه وفعل بينهم وكيف لا تفعل فغريمتها اجمل

منها بكثير بل لها سيطره على “الياس” تضحح فى تصرفاتهما معا خاصتا وهو يقول مراضيا :


_عموما انا كدا كدا عامل حسابى اتغدى هنا ولو عايزانى افطر تانى ما عنديش مشكله


اشارت له نحو الممر قائله ببرود :

_ اوضتك جاهزه وريها للمدام على ما اشرف على الغداء مع الطباخين


انهت جملتها وورحلت من امامه لاحظت كيف حك عنقه بقلق وملامحه غير مرتاحه بالمره

همت لتحدثه وقد ظهر الانفعال على وجهها لكنه اسرع بالاشاره لها بالسكوت دافعا اياها الى احد الغرف

فى الممر الطويل وصل اليه سريعا اغلق الباب عليهم واسند مرفقه اليه وحاصرها


وهو يسألها هامسا :

_ فى ايه عايزه تقولى ايه؟


لوحت باصبعها فى وجهه وصاحت بغضب وتسرع :

_ تتجوز على دى انت مجنون دى حد يتجوز عليها يا جاحد ولما تتجوز على دى واحده

انا تجوز عليا كام اربعه انت جاحد اقسم بالله


لم يستطع ايقاف تدفق ضحكاته المتواليه دون توقف تعالت ضحكاته واندفع عنها ليسقط على الفراش

متمددا وضحكاته الهستريه لا تنقطع

تحركت صوبه ومالت صوبه وهى تصيح لتنهره :

_ بتضحك على ايه انت مجنون إزاى تعمل فيها كدا ادينى سبب واحد


كررت بهجاء :

_ سبب واحد منطقى

صراحتها فى التعبير عن إعجابها بها ومدافعتها عنها المفترض انها ضرتها كادت تهلكه ضحكا

استغل اقترابها وجذبها اليه لتسقط معه تحديدا على صدره نظر اليها بتعمق وهذا ما جعله يتوقف

عن الضحك لكن الابتسام اليها كان لا ارادى أرادت سببا واحدا وأخبرها بكل احساس :

_ إنـــــــــى بــحـــبـــك يا خـــرافـــيــه


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


رواية بيننا شئ خرافي

تكملة الرواية من هنااااااا 

 


تعليقات

التنقل السريع