القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مريمه الفصل الثاني 2بقلم رغدة في مدونة موسوعة القصص والروايات

 

رواية مريمه الفصل الثاني 2بقلم رغدة في مدونة موسوعة القصص والروايات 





رواية مريمه الفصل الثاني 2بقلم رغدة في مدونة موسوعة القصص والروايات 


مريمة 

بقلمي رغدة 


البارت الثاني 


     وقف كل منهما وجها لوجه كل يقف أمام غريمه 

يناظران بعضهما بعد سنين طوال 


     أشهر همام مديته بوجه الإمام دون أي ذرة تردد ورفعها نصب عينيه وقال : لقد حان وقتك ايها الإمام 


    نظر الإمام له ونظر حوله وقال : وهل ستهدر دمي في بيت الله 


     لم يظهر على همام اي خوف او رهبه ولكنه قال : وهل سيفرق معك مكان موتك 


       اومأ الإمام وقال : بالطبع، فهذا بيت الله وان فعلتها ستشعل فتنة ،فالمسجد بيت الله المقدس ولن اسمح لك بتنديسه 


       زمجر همام وقال : وهل تظن انك بموقف لتسمح او تمنع به ، لقد طال صبري لأكثر من عشرة أعوام وانا انتظر هذا اليوم الذي سأريح به والدي وأخذ حقي منك واعيد هيبتي وهيبة عائلتي ممن تجرأ على والدي وقتله غدرا 


       حاول الإمام ضبط أنفاسه فيبدو ان هذا الشاب لن يتوانى عن إرهاق روحه بالتو واللحظه ودون اي تردد 


      فقال : اراك نصبت نفسك قاضياُ و أصدرت حكمك غيابياُ ، الم يخطر ببالك كيف لي ان اكون إماماُ و انا قاتل ، الا تعلم ان من قتل مؤمنا متعمدا كمن قتل الناس جميعاُ ، و هل يبدو لك انني قاتل ، أخشى عليك يا ولدي ان تستبيح دمي و تبوء بذنبي .

     لم اقتله يا ولدي لقد كان خطأ اردنا إصلاحه ف شاء الله ان تنفذ حكمته .


    ابتسم همام بتهكم وسخريه وقال : وماذا أيضاُ؟؟ هيا اخبرني . اخبرني انه هو من بادر بالاعتداء عليك وانت دافعت عن نفسك وهربت كالفئران 


      قال الامام : لن اقول ذلك و لكن أخشى أن تعرف ما حصل فيسقط عنفوانك و تتمنى لو انك لم تبحث عن من تدعي انه قتل والدك .


      صرخ همام بوحشية : اسكت ايها المنافق ، يا من تدعي الطهر و التقوى و ما هي الا ستارة تسترت بها على جريمة لم تدفع ثمنها ، 

      و قد حان الوقت للقصاص ، و كما تعرف ان  العين بالعين و السن بالسن و البادئ اظلم و انت من غدرت فحق عليك الموت .


      شعر الإمام ان الكلام معه غير مجد وقبل ان يفكر بما سيفعله تفاجأ بدخول رجلين اغراب عن البلدة ووقفا بباب المسجد وقال أحدهم: هيا بنا يا همام 


     التف همام خلف الإمام ولكزه بمديته في ظهره وقال : هيا تحرك 


      تنهد الإمام تنهيدة طويله وقال بنبرة تشويها الرجاء : سآتي معك ولكن هلا منحتني خمس دقائق فقط اعتبرها أمنية اخيره لرجل طرق الموت بابه 


     همام بضجر : وماذا ستفعل بها 


     الإمام: ساودع اهل بيتي 


     همام بصراخ : وهل سمحت لأبي ان يودع اهله ، هل تركته يودع والدتي ويودعني واخوتي ؟؟ هيا تقدم 


       الإمام: انت لا تعرف ما حدث وقتها ولم تكن موجودا ، دعني فقط لبضع دقائق ولن ابتعد من أمام ناظرك ، 


     ثم تحرك بجرأة غير مبال بما يمكن أن يقدم عليه هذا الشاب حتى وصل لطرف المسجد وبالتحديد عند محرابه وطرق الحائط المؤدي لغرفة زوجته و همس و قد إختنق صوته خوفا عليها و ما قد يصيبها بعده ،


      للحظات احس بظلمه لها باتمامه لزواجهما و هو على يقين انه سياتي اليوم ليواجه ما فعله ،

      فإن الروح تطوف الى أن تجد من نال منها ، صحيح انه لم يعتدي عليه و لكن هرب و لم يواجه ، فاصبح الحق باطلا ، تنهد الامام و هو يملس على الحائط الفاصل بينهما وقال 

      قد حان وقت الفراق 

     والله وحده من يعلم 

    ان كان بالعمر بقية للقاء 

      فلا تهني ولا تحزني 

    فإني استودعتك لرب العباد 

     سائلا المولى ان يلطف 

    بمن ذل له دونا عن  العباد 


     ثم همس بصوت متحشرج بسبب تجمع عبراته : سامحيني يا نبض القلب ومهجة الفؤاد 


       ثم اخرج من حقيبة مركونه قماش ابيض وحمله على كفيه وسار أمام همام بهامة مرفوعة ونفس عزيزة أبت الهوان والمذله مغادراُ سكنه وسكناه مسلماُ أمره لمن هو المنجي والحق وكله يقين ان ما اختاره الله هو الأحق


                          ******

     وقف بين الجمع ينظر بريبة لما يحدث والتقطت اذناه ما يتداوله الجمع ليصاب بفزع شديد 


        أطلق العنان لساقيه وهو يدعو بداخله أن يستطيع عمه التدخل وفض النزاع بأقل الخسائر حتى وصل للمنزل لينادي بعلو صوته عمي يوسف عمي يوسف 


      ظهر من خلف الباب بطلته المعتاده وقال بتحفز وهو يرى ملامح ابن اخيه الفزعة : مابك يا عبدالله؟؟؟ 


     الشيخ عبدالله : مصيبه وجرم عظيم واثم اعظم على وشك الحدوث 


    تناول الشيخ يوسف عكازه وأسرع خطاه مع عبدالله الذي أسرعت كلماته الموجزة لشرح الجريمة النكراء التي على وشك الحدوث 


                    ********


       على الطرف الآخر كانت تتشح بالسواد لا يسعها سوى البكاء الصامت على فقيدها وكأن الحياة قد حرمت عليها السعادة انتظرت يوم واثنين دون أي خبر منه 


       تذكرت تلك الليله التي صارحها بماضيه واخبرها ان ابن القتيل يبحث عنه وان كان مقدراُ له ان يدفع ثمن خطأ حياته فهذا نصيبه وعليهما الرضا به وأخذ وعدا منها بالصبر والثبات وان تتماسك ولا تنهار لأجل ما تحمله باحشائها وتذكرت توصياته ووعودها الغارقه بالدموع 


     كم تمنت ان تغفل أعينهم عنه والا تطاله ايديهم ولكن كان للقدر رأي آخر 


       ومضى شهر واثنان واعتادت وحشة الليالي وبرودتها بعد أن عاشت بدفء احضانه واعتادت على وجوده وسماع عذب كلماته وابتسامته التي لا تفارق محياه 


      وعادت لوحدتها وأرقها الذي لم يواسيها بها احد 


       وبدأت تخرج للملأ لقضاء حاجاتها وبان حملها رغم ثيابها الواسعه وبدأت العيون تلتفت نحوها وأخذت الألسن تطال عفتها وطهارتها 


        وأصبحت كالبان بأفواهم كل يقذفها بما تشتهيه نفسه المقززة وكل يراودها عن نفسها وكأنها اصبحت سلعة مكشوفه مباحة لأيديهم 


      ومنهم من استنكر وقذفها بالحرام واتهموها زورا وبهتانا وانتبذوها كالداء المشؤوم والوباء الساحق وكأنها الطاعون الذي جاء ليحصد أرواح بريئة


        وهي كالطائر الجريح الكسير ضعيف الجناح ليس لديها سندا ولا اهلا ليشدوا من ازرها ويردوا غيبتها ويحموا سمعتها ويحافظوا عليها من شتات نفسها 


    وما كان يصبرها على تعبها سوى كلمات الله لتبث بنفسها الطمأنينه وتعطيها جرعة صبر كقوت يومها


       وكلما قرأت سورة مريم تنهار بالبكاء بمرارة تزهق روحها وكأنها تمس قلبها وروحها وجسدها وكل وجدانها وما أن تنتهي منها حتى تشعر براحة تغرقها في سبات عميق مريح ينتشلها من مأساتها الحية 


       وكأن بها سحر طاغي وشفاء لألم قلبها وهي ترى ما مرت به السيدة مريم وما وقع عليها من ظلم رغم معرفتهم بها وثقتهم بطهارتها وعفتها وحسن ربايتها 


       ومضت أشهر حملها المنهك و حانت اللحظة المنتظرة 

       قاست آلام المخاض وحيدة ولسانها لم ينضب عن الذكر والدعاء ان ينجيها الله وطفلها وان يهون عليها ما تمر به أو ان ينهي مأساتها وأخذ روحها ان كان هذا خيراُ لها 


وعانت معاناة مريرة واجهشت ببكاء يقطع نياط القلوب بسبب ما تمر به من ألم لم تظن أنها ستستطيع تخطيه وتحمله 


          كم تمنت وجود والدتها يجانبها لتطبطب على قلبها وتهون عليها رغم أنها فقدتها منذ الصغر الا انها تمنت وجودها في هذه الحظات الصعبة 


      وتذكرت والدها الحنون وعشقها الابدي الغير مشروط وشغل تفكيرها كيف كان سيرد حقها ويقطع لسان كل من تطاول عليها 


       واخيراُ جال بخاطرها حبيبها وزوجها ومعشوقها وتخيلت طيفه بجانبها يمسد على شعرها الحريري كما اعتاد وهو يهديها ابتسامته العذبه التي اشتاقتها حد الموت 


       كان يهدهدها بصوته العذب ويتلو آيات ييث يها الطمأنينه وقبلاته المتفرقه على أنحاء وجهها كانت كالمسكن لعذابها 


       وما خرجت من خيالاتها الا بسبب تلك التقلصات التي تضاعفت وتلك الدفعات من هذا الكائن الضعيف بداخلها وهو يجاهد للخروج لهذه الحياة غير مدرك لما تحمله له من أعباء 


       وانتهت المعاناة وخفتت الآلام وسمعت صوته وهو يبكي وكأنه أدرك توا انه قد حضر لحياة قاسيه وادرك رفضها له لتتحامل على نفسها وتلتقطه بين يديها وتضمه لصدرها لتختبر شعورا جديدا مفعما براحة وسعادة وشوقا انتظرته طويلا 


     

      سكن بأحضانها ببراءه لتزيد من ضمه وهي تستنشق رائحته وتمسد بظهر كفها على وجهه الصغير وهي تتأمله بابتسامة فرحة وقد تناست كل ما مرت به من ألم بمخاضها الصعب وكأنه لم يكن وأصبح نسيا منسيا 


      وبدأت الأيام تمضي وعاد الظلم من جديد وكأنه عهد يتجدد وعاد اتهامها بأنها بغياُ وابنها ليس له حق الحياة والعيش الرغيد وكأنه طفرة يجب التخلص منه 


      وتجددت مقاساتها ومعاناتها التي لم تنتهي ولا يبدو أنها ستتخلص منه ابداُ والمحزن أنها لن تقاسي هذا وحدها بل ان لوليدها نصيب كبير من الظلم 


      سنة وراء أخرى تمر بكل ما تحمله من اوجاع وتنتهي تاركة غبار آلامها وفراغ وحدتها 


      ومرت الايام والشهور والسنوات والألم لا يتبدد بل كأنه عهد يتجدد تأتي كل سنة بكل ما تحمل من ظلمات وقهر وترحل تاركة بصمات القسوة وعلامات مشوهة وارواح ممزقه واجساد قد ارهقها التعب ونال منها حتى النخاع 

     خمس سنوات مروا عليها كأنها دهر شابت به من هي شابة

     وكهل من كان بالمهد صبيا  وحمل عبء ووصمة عار صاحبته منذ نعومة أظافره 


       كان ينظر لها وهما وحيدين والحيرة تأكل عقله والحزن ينهش فؤاده وكل ما على لسانه #لماذا 


     لماذا كتب عليه الشقاء 


    لماذا ينعت بأبشع الألقاب 


    لماذا هو دون غيره منبوذ غير مرغوب 


    لماذا ليس له أب يسنده ويسانده ويرد الظلم عنه 


     وكانت تشيعه بعينيها ونياط قلبها تتقطع حزنا وكبدا

ولسان حالها لا يكف عن الاستغفار والدعاء 


       كانت تهون عليه وتراضي قلبه بأعذب الكلمات فيسكن ولكن آلامه وإن سكنت فهي أبدا لن تبرأ 


       خمس سنوات ذاقوا فيها الذل والمهانه ،كانت ترى بعيون الناس اتهامات كثيره ، فمهما أقسمت  أنه زوجها منذ قبل وفاة والدها لم يصدقوها وكذبوها واهانوها بالكلام الجارح الذي طال حتى والدها وهو رفات مسجي تحت التراب وروحه بين يدي الله 


        فعملت على تربيه ابنها وإصلاح نفسه وقامت بتحفيظه كتاب الله ليكون سلاحه الذي لا يقهر  وأمانه الذي لا ينضب ويقينه اللا نهائي 


      كم من ليلة جافاها بها النوم وكم من ليلة باتت واحشاءها هي وابنها ينهشها الجوع 


     وكم من ليلة باتت والدموع تجري كأنهار على وجنتيها تغرق وسادتها 


       طوال سنوات حاربوها بلقمة عيشها ووقفوا لها بالمرصاد لتبقى دون معين ولا معيل ولكنها صمدت وعلى يقينها بقيت أنها لن تتوانى عن صون نفسها وحماية فلذة كبدها ووليد عشقها اللامتناهي لزوجها 


                    *********


        وفي أحد الأيام كان السوق يعج بالناس هذا بائع وذلك مشتري وتلك تساوم بالسعر المعروض 


        أصوات كثيرة متداخله لا تستطيع تمييزها وفي لحظة عم السكون التام وتوقف كل منهم عما يفعله والتفتت الأعناق وتصنمت الأنظار نحو ذلك الذي وقف بكل قوة وشموخ  أمامهم  بجسده العريض وبنيته التي زادت قوة وعينيه التي لو كانت تطلق نارا لأحرقت الأخضر واليابس


       كان يقف بكل شموخ يمعن نظره بوجوه هؤلاء الذين ظنّ أنهم بشرا بقلوب بشريه ولكنهم أثبتوا أنهم مدّعون كاذبون بل أنهم ذئاب بقلوب قاسيه لا تحمل الرحمة بين أوداجها بل أيضا ظلم معهم الذئب فهو ليس بقسوة البشر 

     ربتتاُ صغيره على كتفه جعله يستدير برأسه ليوسف ذلك الذي أصّر على القدوم معه بعد أن وصلتهم الانباء عن حالها قبل وصولهم 


      تقدم الإمام وبجانبه يسير يوسف بخطوات ثابته واقتحموا الحشد متقدمين لمنزلها والحشد من خلفهم يتبعونهم بفضول كبير 


          وما أن رأى البيت حتى ارتخت ملامحه وهزه الشوق والحنين وأسرع بخطواته المتلهفه للقائها 


      مسح بكف يده الباب وكأنه يشكوا له لوعة الفراق ولهفة الشوق 


       طرقة تبعها عدة طرقات وعينيه مثبتة أمامه ينتظر ظهورها لتنير حياته من جديد وتعيد لحياته طعم الحياة وتسحق بعينيها كل ما عاناه في سنواته المنصرمه 


      فُتح الباب بهدوء وظهر من خلفه طفل يحمل نفس ملامحها الطيبه ويرث منه عينيه السوداء الواسعه 


      شعر بخفقان بين ضلوعه ، ليركع على ركبتيه ليصبح بنفس مستواه ومسد على شعره الطويل نسبيا وقبل أن ينبس بكلمه ظهر طيفها بعباءتها السوداء وخمارها الذي يخفي وجهها كما اعتادت 


       نظرت له والصدمة ارتسمت عليها وتصلب جسدها وضمت اصابعها بقوة تحاول كبح جماح مشاعرها 


    رفع رأسه لها وكأنه يتأمل تفاصيلها ، يود لو يختطفها بين احضانه ضاربا بكل ما حوله عرض الحائط 


     فاحتضن ابنه يعتصره بين احضانه لعله يطفئ نار الشوق بداخله 


      كان يقف يوسف موليا إياه ظهره ينظر لهذا الحشد ويراقب نظراتهم وفضولهم يحجب الإمام عنهم  ليعطي له بعض الخصوصيه 


    اهتز جسدها بقشعريرة وتراجعت للخلف تسند ظهرها للحائط خوفاً من أن تقع أرضا غير مصدقة انه هنا 


     لم يتغير ولم تتغير نظرته العاشقه ، هل طالت لحيته وتخللها وشعره بعض الشعيرات البيضاء التي لم تزده الا جمالا ووقارا 


    أفلت ابنه قليلا وعاد يتأمله ويمعن النظر به ويتفرس بملامحه البريئة بابتسامة 


    التفت له يوسف وامسكه من كتفه يساعده على الوقوف واستعادة رباطة جأشه 


    ومن ثم ربت على كتفه وقال : ادخل بيتك ايها الإمام واطمئن على اهلك وسننتظرك في المسجد ، قال آخر كلماته بصوت مسموع وهو ينظر للتجمع أمامه 


يتبع

تكملة الرواية من هناااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع