القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مريمه الفصل الثالث 3الاخير بقلم رغدة في مدونة موسوعة القصص والروايات

 رواية مريمه الفصل الثالث 3بقلم رغدة في مدونة موسوعة القصص والروايات 





رواية مريمه الفصل الثالث 3بقلم رغدة في مدونة موسوعة القصص والروايات 


مريمه 

بقلمي رغده 


البارت الثالث 


بلهفةٍ لم تخبو وشوق تعاظم دلف لمنزله وما أن أغلق الباب حتى اختطفها بين احضانه بذراعيه القويين يبث بضمته كل ما يحمله من شوق وحنين وعشق دفين فاض بأضلعه منذ سنين ولم يجد ملجأه الا بين احضانها 


تشبثت به كالغارق الذي وجد قارب نجاته وسنده وأمانه


فاجهشت بالبكاء الممزوج بين الألم والحب بين التعب والإرهاق وبين الراحة والأمان وهي بين اضلعه لتتحد دقات قلبيهما كأنهما روح واحده وقلب واحد مقسوم بين جسدين اعياهما الفراق وفرقهما الظلم والماضي الأليم 


كل منهما كان يستنشق عبق الآخر وكأنه كان محروم منقطع الأنفاس منذ الأزل 


وزع قبلات متفرقه على وجهها وهو يمعن النظر لها فرأى تعب سنوات وألم الأيام وقهر الفراق قد ارتسم على ملامحها التي يعشق 


تأملته بحنين وشوق جارف فلم ترى سوى معشوقها الذي كأنه لم يفارقها لسنوات ما زال يحمل بين طيات ملامحه جمال ودفء وشاعريه 


أعاد احتضانها وكأنه يخاف ان تنسلت من بين يديه وتصبح سراب كما كانت بأحلامه 


عانقته بحنين وحنان بشوق واشتياق تلصق نفسها به تأبى ان ترخي يديها فينفلت منها كما حدث بالماضي وتعود لمعاناتها 


دلف يوسف للمسجد بوقاره المعتاد وتبعه اهل البلدة كل منهم يهمهم بكلماته غير مدركين هم بحضرة من 


تلفت يوسف حوله ودارت عينيه يتأملهم بعينين يكسوها الغضب والحزن لما تحمل هذه النفوس الضعيفه من اتهامات وافكار مشينه مشوهة 


بخطى ثابته دلف عبدالله ومعه شيخ كهل والقى السلام بصوت جهوري ليصبح محطا لانظارهم وتقدم نحو عمه يوسف ووقف بجانبه هو والشيخ الكهل 


طلب يوسف منهم الجلوس فجلس الجميع وقد تهافت الناس حتى امتلأ المسجد بزواره ومنهم من لم تطأه قدمه من قبل ولكن كان لدى الجميع تساؤلات عن الإمام وما حدث له وعن هؤلاء الغرباء الذين بسطوا هيبتهم بمجرد وجودهم 


خرج الإمام من بيته بكل غضب يمكن أن تتخيله يتخلل قلبه وعقله بعد أن استمع للقليل من مأساتها 


دلف المسجد ووزع نظراته على القوم الذين عابوا وقذفوا اهل بيته بالموبقات واتهموها بالباطل 


كانت عينيه شديدة الاحمرار من الغضب فرآه يوسف فتقدم نحوه وحثه على التقدم معه حتى وقف كلاهما أمام الجميع ليقول يوسف 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

اما بعد 

يا أيها الحضور لقد اجتمعنا اليوم للبث في قضية لازمتكم منذ سنوات ولم تجدوا رادع لكم 


هذا الإمام عاش بينكم لسنوات طوال ما عرفتم عنه الا كل خير ، تعرفون اخلاقه وطيب معشره 


والشيخ المرحوم ابو مريم كان نعم السلف فقد كان لكم من خير الناس 


كان ناصحا ومربي وانتم على علم بأخلاق ابنته 


ابنته التي طالتها ألسنتكم وقذفتموها زورا وبهتانا 


قال تعالى في كتابه العزيز 

بسم الله الرحمن الرحيم 


(‬والذين‮ ‬يرمون المحصنات ثم لم‮ ‬يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون)


وهذا يا اخوتي ما فعلتموه ولم تتقوا الله به بل سولت لكم أنفسكم بكل ما لا يرضي الله 


صاح أحدهم وقال : وهل ترضاها لنا ونحن نراها دون زواج تحمل طفلا بأحشائها 


هب الإمام صائحا به : وهل نصبت نفسك قاضيا ؟؟؟ ألم تجبكم وتخبركم يزواجنا ؟؟ لماذا لم تتقوا الله وتبحثوا بأمرها وتتحققوا من ادعائها أن كان حقا ام كذبا 


ثم تقدم نحو الشيخ الكهل وقال : لو سألتم لوجدتم الشيخ الذي عقد قراننا ولكن موت والدها لم يتح لنا اخباركم وكانت ما زالت صغيره السن فلم امسسها واتم زواجي بها الا قبل سجني بشهور قليله 


تعالت الأصوات وكثرت الهمهمات منهم المعترض ومنهم من أثنى على كلامه ومدح خلقه وخلق زوجته 


فقال الكهل : ايها القوم نعم لقد عقدت قرانه على ابنة الشيخ وفي الصباح علمت بنبأ موته وحضرت عزاءه 

ووالله لو علمت ما بدر منكم بحق الزوجة لجئت بنفسي لكم . ولكن الشيطان سول لأنفسكم الضعيفه أن تقذفوها بما ليس بها ليصبح الفسق صفة تتوارثوها فيما بينكم


قال يوسف : أن الله غفورا رحيما وانتم قد انتزع الله الرحمه من قلوبكم فلم تتنبؤا الأمر ولم تقيموا الحد بل اتخذتم البغضاء سبيل لكم وقاطعتموها وحاربتموها برزقها وعيشها، واتهتموها بالبغاء، وعاملتم ابنها بما لا يرضي الله ، فحتى وان كانت خاطئة فلا تزر وازرة وزر أخرى 


ليس بيدي لكم سوى أن ادعوا بصلاح حالكم وصفاء قلوبكم وارجوا من الله ان يزيل الغمه والظلام عن قلوبكم قبل أعينكم وان تعودوا لطريق الله والصلاح 


*********


كان الإمام ممددا على فراشه يحتضن زوجته يداعب شعرها الحريري وعاد بذكرياته لذلك اليوم الذي ظنه يوم نهايته ووقت هلاكه وهو يخبر زوجته بما حدث بذلك اليوم المشؤوم 


ركض عبدالله ويوسف يحاول مجارات خطواته حتى وصل لذلك الحشد ف سار وسطهم حتى بات الإمام أمامه يحمل بين يديه كفنه الأبيض وهمام يقف مقابله ينتوي ان يقتله دون رحمه 


نظر للتجمع وقال بصوته القوي وهو يضرب بعصاه الأرض 


ماذا انتم فاعلين ؟؟ اترون ان القتل بات هينا لتقفوا متفرجين دون ذرة خوف من الله 


اتقبلون الظلم والطغيان على من لا حول له ولا قوة 

اليس بينكم من يخشى الله ليوقف سفك الدماء 


همام : اسمعني ايها الشيخ ليس لك عمل هنا فغادر كما جئت او الزم الصمت 


تقدم يوسف دون خوف ووقف أمام الإمام ليصبح هو أمام همام وقال : وهل تظن انني سأخاف منك وأعود ادراجي واتركك ترتكب جريمتك الشنعاء 


تدخل احد مناصرين همام وقال : دع الرجل يأخذ بثأره ليرفع رأسه بين القوم 


استدار رأس يوسف نصف استدارة نحو من يخاطبه وقال بتهكم : اهكذا سيرفع رأسه ؟؟ اليس لاحدكم فضل على الاخر الا بدينه ، ابتنا نستخف بديننا ولا نهاب الله وعقابه 


ثم أعاد النظر لهمام وأشار له بسبابته : وانت ، من مكنك لتحكم وتنفذ ؟؟ 


همام : هذا ثأري ولن يثنيني اي شيء أو أي أحد عن أخذه 

يوسف بعينين حادة كالصقر : لن تطاله ما دام هنالك نفس يخرج من صدري 


صر همام على أسنانه بغل ورفع بيده أداة حادة ضخمه تسمى الساطور وقال : انت من جنيت على نفسك 


وقبل ان تتحرك يده كان عبدالله واخوته وأبناء عمه علي والكثير من الأصدقاء والاتباع يصطفون كالحائط المنيع أمام الشيخ يوسف يسدون الطريق أمام همام 


لم يتكلم يوسف ولكنه استدار نحو الإمام ونظر له نظرة مطمئنه وقال : بإذن الله سنحل سوء الفهم ومسأله الثأر فلا تخف 


اومأ الإمام برأسه واستدار مع يوسف يسيران بخطى واهنه يحاولان اصطتناع الثبات والقوة برغم ما يشعران به 


جلس الإمام مع الشيخ يوسف واطلعه على ما حدث منذ زمن وكيف قتل والد همام بالخطأ ودفاعا عن شرف امرأة 


احتدت نظرة يوسف فقال : وهل تعرف من هي المرأه 


طأطأ الإمام رأسه وامسكه بكلتا يديه وقال بصوت مبحوح يحاول كبح دمعاته: لا ، لقد كان الظلام حالكا ولم امعن النظر لها 


تنهد يوسف وهو يحاول التفكير كيف سيحل هذه المعضله


في نفس الوقت كان أمام بيته اهل همام وأصحابه وكل منهم يحمل بيده سلاح يهددون يوسف ومن معه 


خرج لهم يوسف بعد قضاء بعض الوقت مع الإمام وقال لهم : اسمعوني جيدا ان كان لكم حقا فأنا كفيل به ولكن إلى حين ظهور الحقائق عليكم التراجع وعدم المساس بالامام 

احد أخوة القتيل رد عليه وقال : وكيف سنضمن بقائه وانك لن تساعده على الهرب 


سحب نفسا طويل ملأ به صدره وزفره بهدوء وقال : اشهدكم جميعا أن هرب الإمام انني سأكون بديل له ومهما كان العقاب سأتحمله دون أي تلكؤ مني 


ما ان سمع الإمام كلام الشيخ يوسف حتى انهار أرضا باكيا بحرقه فكيف لهذا الغريب ان يجعل من نفسه كبش فداء له وهو لا يعرفه ابدا 


بعد قوله هذا انفض الجمع الا من القليل من الشباب الذين كانوا متحفزين لأي طارئ من كلا الطرفين 


اما يوسف فأرسل سريعا بمن يخبر الشرطه بما يحدث وحادث محاميه الخاص واطلعه على القضيه بأكملها 


وبواسطة معارفه الذين تعرف عليهم خلال سنواته القليله بالعمل والتوسع استطاع الوصول لملف القضيه بسهوله ولأيمانه الكبير بالله وجد في نفس اليوم بلاغ من رجل قد توفاه الله بأن والد همام (القتيل) قد تهجم على بيته وخطف ابنته أمام عينيه ولكن القضيه أقفلت وتم إيداع البلاغ بالارشيف 


وبعد كل هذا البحث اجتمع رئيس الشرطه مع بعض رجال الأعمال واصدقاء يوسف الذين جاءوا من المدينه بسرعه كبرى وكبار التجار في منزله وكان يجلس وسطهم الإمام وجاء عبدالله ومعه همام ورجال عائلته للتفاوض وحل هذا النزاع 


بالبداية كان همام ومن معه متعصبين ومستحوذين على الجلسه كلها بكلامهم وحميتهم ولكن ماان ظهرت الحقائق تباعا لما كان يمارسه والده من أعمال غير مشروعه وتهجمه على البيوت وفرض الأتاوة عليهم وكل هذا بأوراق مثبته قانونيا حتى انقلب الحال وساد الصمت من طرفهم بل واطرقوا رؤوسهم أرضا حين دلفت امرأة إلى القاعه وكشفت عن وجهها واعترفت انها تلك المرأة وبرأت الإمام حين سردت ما حدث بالماضي ودفاعه عنها وكيف وقع والد همام ومات 


مهما حاول همام تبرئة والده الا أن الحق أحق والشهود والوقائع اثبتت غير ذلك ولهذا انصاع صاغراً لما حكم به الكبار والشيخ يوسف

وذلك بتعويض مالي لعائلة همام من الإمام وهذا المال تكفل به يوسف و تحويل الإمام للقضاء للبث في القضيه وما يتم الحكم به هو النافذ ولا يحق لعائلة همام التعرض له ثانية ولا لأولاده بالمستقبل 


وفعلا اقتاده عناصر الشرطه إلى المركز وتمت إجراءات القضيه وتحول للمحكمة ليتم الحكم عليه بسبع سنوات كحق عام نافذة منذ تلك اللحظه 


وهنا تم الحكم وتم التنفيذ واقتادوا الإمام إلى سجنه وعاد يوسف إلى بلدته لينفذ وعده ودفع ما يعتبر فدية لقاء تلك الحادثه

ومرت الايام والسنوات وكل بحاله مشغول ونسي يوسف الإمام وما انساه الا الشيطان ولو كان يعلم ما يحدث مع زوجته منذ البدايه لما وقف ساكناً ولكان أتى بحقها فورا ولكن الله له حكمته فسبحان الله 


نظرت له مريم بعينين باكيه وقالت : الحمدلله الذي من علينا بوجوده وحنكته وحكمته والا ما كنت الان هنا وما كنت انا أنعم بهذه الراحة وهذا الامان بوجودك 


سكتت هنيهة واستطردت قائله : ولكن كيف أتى معك هنا 

ضحك الإمام بخفوت وقال : ألم اقل لك ان لله في خلقه شؤون وهو المدبر لكل امر 


هزت رأسها للأمام فقال : لقد ساقني القدر اليه دون أن ادري ودون اي تدابير فالعربه التي استقللتها مع بعض الرجال المفرج عنهم مبكرا بسبب حسن السلوك توقفت في بلدته ويال المفاجأة حين رأيته يمشي امامي فلم استطع الا أن انزل سريعا والقي عليه التحيه واشكره على كرمه ولطفه 


فوجدته باسم الاوداج مرحبا بي بحرارة جمة واقسم الا اخرج من البلدة الا بعد ان يستضيفني 


وليريح قلبي ارسل ابن شقيقه لهنا ليحضرك ولكن يال العجب فما ان وصل وسأل عنك حتى صدم من كلام الناس وقذفهم لك بالسوء فعاد سريعا ليخبرنا 


فأتينا سريعا وأرسلت عبدالله الى الشيخ الذي عقد قراننا وانا ادعوا ان يكون الله من عليه بالعمر المديد ليظهر براءتك 

تنهدت بعمق وهبطت دموعها وهي تتذكر معاناتها التي عاشتها لسنوات ونظرة الناس لها وهمهماتهم اذا مرت بهم 

وما حطم قلبها مرارا نبذهم لفلذة كبدها وحرمانه من اي حق له كطفل ومنعه من حضور الدروس بالكتّاب واختلاطه بابنائهم 


شعر بدمعاتها تبلل صدره فرفعها قليلا ونظر بعمق لعينيها 

وقال : لا اريد ان ارى هذه الدموع مجددا هل تسمعينني، واعدك ان اعوضك عن كل ما ضاع من عمرك واعيد لعينيك رونقهما ، سنحيا حياة نستحقها نحن وابننا ولن ادع اي مكروه يمسكم 


احتضنته مستشعرة بما فقدته لسنوات فبحضوره زال الهم والخوف الذي استبدها لسنوات وحل محله الامان والسكينة وراحة البال 


بعد سنوات كان يجلس الإمام أمام المسجد تحت الظل يهدهد صغيره الجديد وعلى ميمنته يجلس ابنه البكر ويلتف حولهم صبية بأعمار مختلفه يستمعون للأمام وهو يسرد عليهم قصص الأنبياء 


خرجت فتاة من المنزل ووقفت مقابله وقالت بصوت رقيق : ابي اتسمح لي ان انضم لكم 


قهقه الإمام وأشار لها بيده فاقتربت منه فاجلسها على قدمه وهو يقول بود : وهل تحتاجين للاذن 


اومأت برأسها وقالت : لقد أخبرتني والدتي انني كبرت وعلي ان احسب خطواتي واستأذنك بكل امر لتوجهني لما يرضي الله 


مسد رأسها المغطى يطرحه صغيره رغم صغر سنها وقال : والله ما نطقت الا بالحق ووالله ما رزقني الله بها الا كل خير وراضاني بها 


خرجت من ذكرياتها واحلامها التي غرقت بها الليل بطوله حين نادتها حفيدتها وقالت : جدتي تعالي لنتناول الطعام معا لقد حضرت امي الإفطار 


رفعت رأسها عن سريرها ونظرت لتلك العباءه المعلقه الخاصة بزوجها المرحوم فخطت نحوها وتلمستها واستنشقت عببرها ودعت له بالرحمه قبل ان تغادر غرفتها 


تمت بحمد الله



لمتابعة  الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع