القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

نوفيلا حالة الاقدار الفصل الاول والثاني بقلم رغدة (حصريه وجديده في مدونة موسوعة القصص والروايات)

 نوفيلا حالة الاقدار الفصل الاول والثاني بقلم رغدة (حصريه وجديده في مدونة موسوعة القصص والروايات)




نوفيلا حالة الاقدار الفصل الاول والثاني بقلم رغدة (حصريه وجديده في مدونة موسوعة القصص والروايات)


نوفيلا حالة الاقدار 

بقلمي رغدة 


البارت الاول 

بسم الله الرحمن الرحيم 


في احد احياء القاهرة في منزل حديث الطراز يبدو على اثاثه الأناقة والبساطة والرقة

 يبدو من مظهره ان من قام بتصميمه وتأثيثه شخص يتمتع بذوق رفيع واحساس عالي 


يخرج من الحمام يرتدي بنطال قماش باللون الاسود وقميص ابيض يقف أمام المرآة يمشط شعره الحريري بعناية وينفث العطر ذو الرائحة الجميلة ويخرج ليجد والدته تقف في المطبخ تحضر الإفطار 


اقترب منها قبل جبينها : صباح الرضا يا امي 

هدى : صباح السعادة يا حبيبي ثواني والشاي يجهز اقعد ع السفرة وانا هجيب الاكل 

امسك يدها قبلها : تسلم ايدك يا ام حاتم هاتي عنك انا هاخد الاكل وانتي هاتي الشاي 

جلس ووالدته تناولا افطارهما بجو أسري وبعد انتهائهم : ماما انا نازل الشغل عاوزة حاجة اجيبهالك معايا 

هدى : لا يا حبيبي البيت مش ناقصه حاجة خد بالك من نفسك 

حاضر يا ماما ....هم بفتح الباب ولكنه سمع والدته 

هدى : حاتم استنى يا ابني متخرجش كده الجو برد خد البس الجاكيت 

تناوله منها وقال بنبرة حنون : متحرمش منك يا امي 


خرج من المنزل مصحوبا بدعاء والدته الدائم الذي يعتبره ترياق لكل مصاعب الحياة 

______________________________________________

على الجانب الآخر في احد الأحياء الفقيرة منزل أقل ما يقال عنه انه بغاية البساطة ليس ذلك فقط بل اثاثه الشبه معدوم يظهر مدى فقر هذه العائلة 

تجلس فتاة لا تتعدى الثامنة عشر بجانب فراش والدتها المريضة تضم ركبتيها لصدرها تضع رأسها على ركبتيها يغطي شعرها الأحمر ملامحها ويخفيها


لترفع رأسها عندما سمعت همس والدتها الوهن باسمها : نور 

نور : عامله ايه ياما ديلوقت بقيتي احسن 

زينب : عطشانه شربيني مية يا نور 

تناولت نور كأس ماء واقتربت من والدتها رفعت رأسها واسقتها القليل من الماء 


دخل تامر بابتسامة على وجهه ايه ده يا زوزو وشك منور ولا بطلات السيما 

ابتسمت والدته ابتسامة باهته وأشارت على فراشها ليقترب اقترب منها وجلس بجانبها 


فهمست ل نور بصوت ضعيف : سيبيني مع اخوكي شوية 

اومأت نور برأسها وخرجت تاركة تامر معها واتجهت لغرفتها لتتمدد على فراشها تستمد بعض الراحه فهي ساهرة طوال الليل بجانب والدتها المريضه وما هي الا دقائق حتى ذهبت بسبات عميق 


اما زينب فقالت لابنها : تامر يا ابني الأعمار بيد الله 

وضع يده على فمها: متكمليش ياما ربنا يديكي طول العمر 


أمسكت يده بضعف : يا ابني عمر ايه اللي بتتكلم عليه انا حاسه ان ايامي بقت معدودة والموت حق علينا كلنا 


كان يستمع لها ويبكي فأكملت انت صحيح الصغير لكن انت راجل البيت وعقلك كبير وراجل من ضهر راجل 


عاوزاك تاخد بالك من نفسك ومن اختك صونها يا ابني واتقي ربنا فيها اوعى بيوم تفرط فيها دي امانه هيحاسبك عليها ربنا


 وخد بالك من نفسك واوعى الدنيا وملذاتها تاخدك اللي ليك نصيب فيه هيجيلك واللي ملكاش نصيب فيه قد ما تعافر وتحاول مش هتاخده ....


 اياك يا ابني تظلم حد الظلم ظلمات بات مظلوم واحتسب عند ربنا ولا تبات ظالم 


اسمعني يا ابني وافهم كلامي ده كويس بنات الناس مش لعبه بايدك نظرتك ولمستك تكون بمخافة ربنا خلي ربنا قدام عنيك

 اللي مش ليك حرام عليك واللي هتعمله ببنات الناس هيتعمل باختك فاهمني اختك يعني شرفك وعرضك 


كفاية ياما كفاية ابوس ايدك انا مش حمل كلامك ده وانتي هتخفي وتبقي زي الحصان تمدد بجانبها ودفن نفسه بأحضانها يبكي كطفل صغير 


______________________________________________


وصل حاتم مكتب الديكور الخاص به ألقى التحية على صديقه وشريكه علي وجلس على مكتبه وبدأ يعمل على تصاميمه


 وبعد قليل اقترب منه علي : بقولك ايه انا جعان ...


نظر له حاتم مردفا: برضو نزلت من غير فطار انا نفسي اعرف بتيجي تفطر هنا بدل ما تفطر مع مراتك ليه 

علي والهم ظاهر على ملامحه : متفكرنيش يا حاتم انا بقيت عايش بجحيم مش طايق ادخل البيت من النكد اللي فيه كل يوم نفس الكلام ونفس المشاكل انا تعبت أوي وبحبها وهي مش مقدرة ده 

حنان اتغيرت أوي مش هي حنان اللي حبيتها اربع سنين وخدتها عن حب حاسسها انسانه غريبه عني 


قام حاتم من خلف مكتبه واقترب من علي مربتا على كتفه : أهدى يا صاحبي ومتزعلش نفسك بس ده جواز ودايما اي زوجين بيبدأوا يتعرفوا على بعض 

علي : نتعرف ايه يا حاتم ما انت عارف اللي فيها احنا قصة حبنا كانت الجامعة كلها تعرف فيها 

ابتسم حاتم بود وطرق باصبعه على المكتب وقال : هو ده يا علي هو ده سبب تعاستك 

نظر له علي يحاول فهم ما يقصد فأكمل حاتم : انتو يا علي قعدتوا اربع سنين قبل الجواز تحبوا بعض وكل واحد فيكم كان بيظهر ويقدم للتاني افضل واحسن حاجة عنده انت وهي كنتوا بتزودوا رصيد صفاتكم الكويسة وتتفادوا الاخطاء او تتغاضوا عنها لحدما اتجوزتوا ومبقاش في حاجة جديدة تقدموها

 فابتدت معاناتكم بعد ما اتجوزتوا بفترة قصيرة 

علي : يعني ايه انا هفضل بالنكد ده على طول 

عاد خاتم لمقعده مبتسما : لا يا سيدي تفضل بالنكد ليه .. بص انت تجيب مراتك وتيجوا تتغدوا عندنا النهاردة ونقضي يوم لطيف مع بعض وان شاء الله كل حاجة ليها حل

علي : تمام أوي هي طنط عامله اكل ايه

ضحك حاتم وقال اهو هتصل واقولها انك هتتغدى عندنا وطبعا انت عارف معزتك عندها 

علي : ربنا يديها طول العمر ويخليهالنا عشان افضل أكل من تحت ايديها السكر 

________________________________________________


بعد ساعات قليلة استيقظت نور وقامت بتكاسل دلفت إلى الحمام وتوضأت وصلت صلاة الظهر وتوجهت للمطبخ لإعداد الغداء ولكنها فتحت باب غرفة والدتها اولا لتطمئن عليها


 وما ان رأت أخيها بحضن والدتها حتى ابتسمت وغادرت للمطبخ تناولت من الثلاجة بعض الخضار المتوافر وأخذت تقطعه وصنعت منه حساء وعادت لغرفة والدتها لايقاظهم ليتناولوا الطعام معا 


ايقظت تامر اولا الذي سحب نفسه من حضن والدته وما ان ابعد جسده عن جسد والدته قليلا حتى مال جسد والدته فانتفض زاحفا للخلف برعب اجفل شقيقته التي لم تلحظ ما حدث وعاد مسرعا لوالدته يحاول افاقتها 


تامر بصوت يرتعش ومرتفع يظهر منه مدى خوفه وتوتره : اما افتحي عنيكي ...


 آخذ يهزها بقوة يما ابوس ايدك تقومي ... قومي ياما متسيبينيش متكسريش ضهري .... 


انهارت نور من الموقف حتى انها وقعت بالأرض من الصدمه واخذت تزحف حتى وصلت جوار شقيقها تحاول افاقة والدتها

 أخذت تربت على وجنتي والدتها حتى شعرت ببرودة جسدها الذي انتقل تلقائيا لها من رعبها شعرت أن دمها قد تجمد داخل عروقها وعينيها جف منهما الدمع وصوتها اختفى 


خرج تامر مسرعا : نور انا هدور على دكتور واجيبه امي لازم تعيش ..... لازم تعيش .... كانت هذه آخر كلمات وصل صداها لجدران بيتهم المتهالك 


عندما يئست من إيقاظ والدتها تراجعت للخلف حتى التصقت بالحائط........ وانكمشت على نفسها تحاول تمالك نفسها التي تشتت ........تحاول ان تخرج صوتها ولكنها لم تستطع

 كل رد فعلها كان ارتجاف جسدها بشكل قوي ومفزع


#حالة_الاقدار 

#بقلمي_رغدة


حالة الأقدار 

بقلمي رغدة 


البارت الثاني 

بسم الله الرحمن الرحيم 


وصل تامر عند أحد البيوت في الحي وأخذ يطرق عليه بعنف حتى فتح شاب الباب.......يبدو بمقتبل الثلاثين من عمره


 هاشم الحقني يا هاشم امي مبتنطقش ....   قالها تامر بذعر مما جعل هاشم يتناول حقيبته ويركض خلفه حتى وصل منزلهم 

دخل الإثنان فاقترب هاشم من السيدة زينب التي واضح انها قد توفت وسلمت روحها لخالقها .....

وقبل أن ينهي كشفه استمع الى صوت طرق اسنان ببعض


 فحرك رأسه للجانب الآخر قليلا فرأى نور بحالة انهيار عصبي واضح ........فكل جزء بجسدها يرتجف بشدة ......اقترب منها بخطى متمهلة ومد يده ببطء ناحيتها ....وما ان لمس يدها حتى ذعرت .......ورفعت وجهها تنظر له...... كانت عيونها حمراء وتائهة .......فأيقن حين رؤيتها انها حتما تحتاج مساعدة لتخطي مأساة فقدان والدتها 


حاول هو و تامر حثها على التحدث ولكنهم لم يقابلوا منها سوى النفور 

انهى هاشم فحصه وتمم جميع أوراق الوفاة و الامور اللازمة للدفن 


تم تغسيل زينب وتكفينها بعيدا عن ابنتها 

التي حاولت إبعاد الجميع عن والدتها........ وكأنها هكذا تحميها .......او تحاول ابقائها بجانبها 


ف اجتمعت النساء وأبعدوها عنها.. وتم نقلها إلى أحد المنازل المجاورة حتى تهدأ وكان معها بعض فتيات الحي المقاربات لها بالعمر 


حان موعد وداعها الأخير 😥......اقترب تامر من والدته بردائها الابيض ........وكشف عن وجهها الطاهر الذي كان مشعا وبريئا ........وتظهر عليه ابتسامة هادئة 


قبل جبينها ودموعه تنهمر ببزخ على فراقها 

تردد صوتها بأذنه وهي توصيه كأنها كانت تؤدي رسالتها الأخيرة 


همس بالقرب من اذنها ببحة وصوت مخنوق : اوعدك ياما.....


 هكون قد وصيتك ياما .......واختي جوا قلبي ومستعد افديها بروحي .....مش هنقص عليها حاجة..... هصونها طول العمر ......متخافيش ياما ابنك راجل زي ما قلتي .....واقدر احمي نفسي واختي


 اطمني ياما هكون ليها اخوها اللي يحميها..... وأبوها اللي يشرفها ........وهكون امها اللي تحابي عليها .....مش هخليها تحس بغيابك .......مش هخليها تحتاج حاجة حتى لو هقطع من لحمي عشان اقدر اكفيها


 انهارت ثوابته ودكت حصونه وخارت قواه 


فها هي ملكته والدته نبع الحنان حبه الأبدي الخالد من تربى على يدها وشرب الحنان مع حليبها وخطى أولى خطواته ممسكا بأيديها 

من كان يبحث عن الحنان والأمان داخل احضانها قد رحلت ورحل معه كل امانه 


أعاد كفنها على وجهها وأغلق النعش ليدخل بعض الشباب من الحي يرفعوه على أكتافهم...... وكان أولهم تامر يسير ببطء وانهيار.........

 كان يحمل والدته كأنه يحمل هموم الدنيا بأكملها ........كان حملا ثقيلا على طفل في السادسة عشر من عمره..... تقدم رجل وقور منه ليرفع النعش مكانه...... ولكنه رفض 


هذه والدته وهو أولى الناس بأداء آخر واجب اتجاهها 


وصلوا لمقبرة الحي التي لا تبعد الا مسافة بسيطه 

عن الحي فحمل والدته وصلوا عليها  ووضعها داخل القبر....... وضعها وكأنه ينتزع قلبه بيده ويلقيه داخل هذه الحفرة ......ومع كل رشة تراب كان كمن يغرس بقلبه خناجر.... كانت طعنات سيف يغرس بقلبه ويسحب ليغرس ثانية 


انتهت مراسم الدفن ومر اول يوم عزاء 

حاول التماسك و رسم الصلابة على ملامحه التي تحولت من ملامح طفولة إلى ملامح رجل يناهز من العمر الثمانين .....


 خرج آخر المعزين ليفقد السيطرة على نفسه وينهار بالأرض دافنا رأسه بين يديه........ ليجهش ببكاء يقطع الأوصال


 وبعد مده تمالك نفسه وتوجه إلى منزل جارهم لأخذ شقيقته التي كانت بملكوت آخر .......بعيد كل البعد عن واقعهم


 ادخلها المنزل واجلسها على فراشها ليضمها لحضنه ويشدد عليها ودموعه تنهمر دون توقف 

اما هي كانت لا تبدي أي رد فعل كانت كالجثة الهامده بين يديه 

حاول أن يكلمها ولكنها لم تتكلم ولم تبك ولم تحرك ناظرها عن جدار الغرفة وكأنه غير موجود أحد معها 


انقضت اول ليلة بدون والدته عزيزته شعر بالتعري والنقص .....بات ليلته الأولى التي شعر بها ببرودة لم يشعر بها من قبل ..... شعر بالوحدة وفهم معنى اليتم حقا اليوم ..... فوالده قد توفي وهو بعمر الثانية لم يع له 


عاش حياته بأكملها بظل والدته التي كانت أم و اب كانت عائلته الوحيده 

انتهت أيام العزاء كاملة ورحل الجمع ولم يعد 


وهنا والآن حان وقت اتخاذ القرار وتحمل المسؤوليه 

حان وقت التحول من طفل صغير إلى رجل مسؤول يعيل شقيقته ويهتم بها 


مر عليه اسابيع من البحث عن عمل ولكن في كل مرة يكون العمل ليوم واحد او اثنان حسب حاجة صاحب العمل.....


 كانت تمض أيام لا يوجد بالبيت سوى كسرة الخبز  ... وما زاد عذابه أخته التي اصبحت ضعيفة جدا وهزيلة تائهة عن الدنيا وما فيها 

كان يجلسها بجانبه كطفلة صغيرة ليضع بفمها بضعة لقيمات  


وفي أحد الأيام كان حاتم عائد من مكتبه و تامر يسير ليقطع الشارع دون أن ينتبه إلى الطريق ........وبلحظة كان ظهر أمام سيارة حاتم الذي تفاجأ به أمامه ........حاول إيقاف السيارة ولكنها للأسف أصابته فوقع أرضا 


نزل حاتم من سيارته بسرعة ليجده فاقد وعيه فحمله ونقله للمشفى 

وبعد إجراء الإسعافات الأولية له واعطائه المحاليل اللازمة فاق تامر واستعاد وعيه 

فأوصى الطبيب بإبقائه ليلة تحت المراقبة 

ولكن تامر وبرغم تعبه وألم جسده أصر ان يعود للبيت بشكل غريب .........مما دفع حاتم لتلبية طلبه بشرط أن يوصله لمنزله والعودة لزيارته للإطمئنان عليه... فوافق تامر فهو كل ما يهمه الا يترك وصية والدته أخته الوحيدة المريضة وحدها بالمنزل وخصوصا ليلا 


وصل حاتم إلى الحي الذي يقطن به تامر واسنده إلى أن ادخله إلى منزله الذي ما ان دخله حتى دب الرعب بقلبه من شكل البيت من الداخل 

فهو فارغ من اي شكل من أشكال الحياة ورأى تلك الفتاة الهزيلة التي تجلس في إحدى الزوايا تهز جسدها للأمام والخلف وملامحها يخفيها شعرها الاحمر الطويل 


شكره تامر على تعبه معه واعتذر له لعدم انتباهه من الطريق وودعه


تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا



تعليقات

التنقل السريع