القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية شهد حياتى الفصل العشرون والحادى وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم سوما العربى

 

رواية شهد حياتى الفصل العشرون والحادى وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم سوما العربى 



رواية شهد حياتى الفصل العشرون والحادى وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم سوما العربى 




تجلس بالغرفة مع ملك تحاول اقناعها بعد أن عزمت على الرجوع لبلدتهم من جديد.

شهد:ياملك بقا استهدى بالله... بقى الست دى تخليكى تتعصبى كده وحالك يتقلب.. وبعدين مانتى كبستبها ورديتى عليها بس بالأدب.. افحمتيها يعني.. وهى الى بقت مكسوفه مش انتى.

جلست ملك بتنهيده قائله:شهد... الوحدة مننا مهما عملت نفسها قويه واستروتج إندبندنت ومن قدام الناس وطول الوقت بس فى الاخر احنا اضعف خلق الله... وانا تعبت.. بحاول اعافر واقاوم ومابينش.. بس حقيقى مش قادرة.. انا رديت عليها بس لسه كلامها الجارح مأثر فيا... وعارفه انى هقابل منه كتير.

شهد وهى تمسد على ذراعها بحنو:ملك.. انتى قويه.. وطول عمرك قوية وانا عارفه... اللى حصل مش اخر الدنيا... انا كنت فاكره كده لما سعد مات.. قولت الدنيا قفلت بابها فى وشى خلاص. بس اللى حصل ان حياتي استمرت وبقت...

صمتت ولم تكمل فابتسمت ملك قائله :شهد انتى حبيتى يونس.

رفعت شهد عيونها لها بتفاجئ وتيه وقالت:مش عارفة.

ملك:هو ايه اللي مش عارفة.. ماهو ياحبتيه يالا... او فى حاجة تالته.. التعود.. الامر الواقع.

نظرت شهد أمامها بشرود ثم قالت :مش عارفة

ملك:مش عارفة ولا مش عايزه تعرفى.

شهد:قصدك ايه.

مللك:يمكن خايفه او مكسوفه تواجهى نفسك بأنك حبيتيه من بعد سعد.

شهد:ملك انا كنت بحب سعد اوى... كان حب حقيقى.. كان اول راجل فى حياتى... مش هينفع اخونه.

ملك بهدوء :انتى قولتيها بنفسك.. كان.. ده كان.. دلوقتي سعد مش موجود عشان نبقى خنتى حبك ليه وحبه ليكى.

شهد:ده اللي بقيت بفكر فيه فعلاً... خصوصا أن يونس.. تنهدت قائله. يونس بيحبنى اووى... تصورى مش بيتكسف يقولها.. ساعات بقول ازاى كل الهيبه دى يطلع منها الكلام والاحاسيس دى.. وبيبقى زى البيبى وهو معايا.. مش عايزه اخذله.. اقولك على حاجه... انا بقيت عايزه احبه.

استغربت ملك بشده وقالت:عايزه تحبيه... الحب مش اختيار.. مافيش حاجة اسمها كده... ده مايبقاش حب.

شهد مبتسمه:ده نوع جديد... شايفه انه يستاهل يتحب.. انا نفسى بقيت بحب حبه ليا.. بس بسبب ظروف جوازنا وعلاقتى بيه من قبل كده مخلى فى لغبطه مشاعر جوايا... حاسه قلبى ومشاعره كأنهم مضروبين فى الخلاط.. الحاجة الواضحة ليا حالياً انى عايزه افضل معاه واصونه واصون حبه.. ومش عايزه اى حاجة تزعله.

ملك مبتسمه:تبقى حبتيه... وحب بجد مش أنك عايزه تحبيه.

شهد بتهرب:ممش عارفة.. اووف... بس يا ملك.

ضحكت ملك بمشاكسه وقالت :هههههه.... بصى انا مقدره لخبطه المشاعر اللي جواكى.. وان مشاعر شهور فاتت الى اتغيرت وبقت مشاعر جديده حاجة صعبه بس...

قاطعتها شهد بحرج قائله:يا ملك افهمى.. صمتت بخجل لا تعرف كيف تشرح او تصف ما تعيشه فقالت بحرج:انتى متخيله يعني ايه.. اخو جوزك الراجل الهيبه الكبير عنك وحتى عن جوزك الى مش بتشوفيه غير بالبدله والكرافت فجاءه يبقى نايم جنبك.. عر.. عريان وعايز.. عايز ي.. عايز يبقى جوزك بجد.. انتى فاهمة انا عايزه اقول ايه.

اماءت ملك برأسها تعذر حرج شقيقتها فاكملت شهد بحرج شديد :ياملك انا دخلت بيتهم وانا مرات سعد وهو متجوز مروه.. وعشنا على كده سنين... ده هو الى جه خطبنى لسعد من كريم... فجأة بقى بيحبنى... فجأة بقيت.. بقيت في حضنه هوا.. انا.. انا لسه بدأه اتعود اليومين الى فاتوا.. بس مش هخذله ابدا... عمرى ماهعملها.

ملك بتنهيده :بصى حبيبتي انا فاهمه ومقدره كل الى انتى فيه.. بس كمان انتى اختى وانا عارفاكى... وعارفه إنك بدأتى تتعودى عليه وعلى وجوده في حياتك... ده غير انى شايفه حاجة كده زى حب فى عنيكى.

شهد بتنهيده هى الاخره :مش عارفة بجد يا ملك... بلاش تمشى على الأقل اليومين دول.. انا متلغبطه خالص وأنتى كمان بلاش تبقى لوحدك.

ملك :مش هينفع خالص ياشهد.. المدارس بدأت من فتره وانا سايبه كريم.. قعادى هنا مالوش معنى وانا قاعده في بيت ناس غريبه.. وهناك فى البلد اكيد مفكرين انى مش قادرة أواجه.. لازم اروح أواجه واحصم كل الحاجات المتعلقه والطلاق هيكون نهائى.. وهاخد منى كل حقوقى مش هسيبله ولا مليم... هروح اظبط امورى وامور ابنى وارتب حياتى انا وهو من بعد الانفصال.. بعد ما اعمل كل ده هجيلك ونقعد براحتنا و اعرف اركز معاكى لاكن طول مانا معلقه كدا مش راسيه على بر حاسة اني ماشيه بربع عقل اصلاً.

شهد بحزن :يعني برضه مصممة على الطلاق.

ملك بتصميم وقوه:ايوه.

نظرة لها شهد بحزن وبادلتها ملك بإصرار ثم نظرا الاثنان للامام بشرود يفكرون بحياتهم التى تغيرت كليا.

فى فيلا عز الفيومى دخل بغضب قائلا باستياء:اتفضلى ياهانم.. مش عارف قلة ذوقك دى هتنتهى امتى.

دلفت ماهى بلامبالاه وقالت:مش فاهمة مالك كده.. عملت ايه يعني.

عز باستياء:مش عارفة... انتى وصلتى خلاص للدرجه دى.. بقبتى تجرحى وتهينى فى الناس ومش شايفه انك عملتى حاجة... هو فى كده.

ماهى:ايه يعني ماهو ده اللى حصل.. هى اتطلقت وجوزها بيخونها... انا بنى ادمه صريحه وبقول للاعور انت اعور فى عينك.

عز بسخرية :اوووو.. لالالا... ماهى هانم بتقول أمثال من بتاعة الناس البيئة والفلاحين... معقول.

ماهى:احممم.. اكيد سمعته من حد مت كتر الاحتكاك بالجيران الجداد دول...مش عارفه ازاى ناس لوكل وشعبيين كده يسكنوا فى كومبوند زى ده... المفروض مايسكنوش اى حد هنا مش اى واحد اتجوز اى جربوعه ولا بتاعه من الارياف يجيها ويسكن جبنا ويقرفنا بيها.

عز باشمئزاز:ايييه ده.. انتى ازاى كده.. مش ده يونس بيه العامرى الى كنتى مصدعانى بيه وفخوره أنك هتتعرفى عليه ودى مراته.. بنت ناس وباين عليهم محترمين.

ماهى بكبر:لا طبعا.. مين دول.. دول فلاحين... عز قولتك انا ياسيدي بحب الصراحة وكمان شوفت دى اخرتهم... اهو جوزها بص لبرا وخانها عشان هى مش حلوه خااالص خالص.

عز بقرف حقيقى منها :فى فرق يا هانم يابنت الناس بين الصراحه والوقاحة.. وبمناسبة الصراحة بقا إلى انتى مصدعه دماغى بيها من الصبح وإلى انا عارف ومتاكد إنك ماتعرفيش حاجة عنها.. ملك مش وحشه... مال عليها قائلاً بإصرار :ملك دى صاااااروخ.

قال ما قال وتركها باعين متسعه منه ومن طريقته في الحديث عنها ووصفها بهذه الطريقه والخوف ينهش قلبها.

كانت تسير ناحية المطبخ كى تصنع لها ولملك كوبين من الشكولا الساخنه التى يعشقوها تفكر بشرود فى حديث اختها...هل هى عشقت يونس حقا.. أم أنها على حافة الوقوع بالعشق... حقا لا تعلم.

شهقت بفزع وهى تجد ذراعين قويه تجذبها نظرت له.. ومن غيره فقالت :يونس... فى ايه خضتنى.

يونس وهو يحتجزها خلف السلم الزجاجى:من بعد العشا وانتى مختفيه كنتى فين وسايبانى.

شهد :كنت مع ملك... انا سايباها طول اليوم وانا معاك ومقصره معاها.

اقترب منها اكثر وقال:كده تسيبى جوزك الى بيموت فيكى كل ده... ينفع كده.

شهد بخوف من تصرفاته المتصابيه الجديده عليه وتبعده بيدها:لا ماينفعش.

يونس :اهو شوفتى... ماينفعش... يالا بقا تعالى في حضنى.

شهد باعين متسعه:هنا.. أعقل يا يونس.

يونس بإصرار :لأ هنا يعني هنا.... ولا اقولك تعالى نطلع اوضتنا احسن.. علي السرير هيكون احلا.

شهد :يونس استنى.. بتكلم مع ملك.

يونس بشوق ورغبة :يالا يا شهد بدل ما والله شويه كمان ومش هيفرق معايا المكان.

شهد:طب بص براحه هفهمك.

يونس بقلة صبر:هممم.

شهد :ملك ماشيه بكره ولازم اسهر معاها النهاردة عشان ماتزعلش.

يونس بجنان:ايه.... تسهرى مع مين... طب وانا.

شهد :يونس.. بقولك اختى وعندها مشكله وماشيه بكره.

تنهد بقوه يحاول التحكم فى رغباته لا يريد أن يكون انانى بهذه الطريقه فقال بجنان:طب هاتى بوسه كبيرة كده تصبرنى.

شهد :يانهار ابيض... هنا.

يونس :اه شوفتى اخرتها يونس العامرى بيبوس تحت السلم.

شهد برفض تام :لااا مستحيل.

يونس :طب تعالى نطلع اوضتنا اديهالى وامشى.

شهد :والله مش عارفاك انا.

يونس :مش هقدر استنى... قاطعه صوت والده من بعيد فقال :يونس... واقف تحت السلم لوحدك كده ليه.

شهد بخفوت وفزع وحرج:شوفت شوفت... الحمد لله.. الحمد لله ماشفنيش.

ابتلع يونس ريقه بحرج من جنونه الذى اوقعه فى هذا الوضع المحرج وقال لها:شكلى زباله صح.

شهد بهمس:اووى.

يونس بنفس الهمس:حسابنا بعدين.

كامل بصوت عالى :يونس... مش بترد ليه يا بنى...ومدينى ضهرك ليه.

يونس دون أن يستدير كى لا تظهر شهد:لا مافيش... ثوانى يا بابا وجايلك.

كامل :مش عارف ايه اللي شقلب حالك كده... انا مستنيك فى المكتب.

وذهب لمكتبة واغلق الباب خلفه فتنهدت شهد بقوه وقال يونس وهو ينظر لها:بيقول مش عارف ايه اللي شقلب حالى... ردى انتى عليه بقا.

دفعته شهد وقالت بهرب:طب اوعى لاحسن نتقفش تانى.

وجرت سريعاً من امامه فابتسم بمشاكسه قائلاً :ماشى حسابك بيتقل يا شوشو.

ضحكت بقوه وذهبت للمطبخ فذهب خلفها وقال وهو يطل برأسه من خلف الحائط كشاب فى العشرين :نسكافيه ليا انا والحاج معاكى بقا يا زنوبه.

شهد :زنوبه.

يونس بغمزه:اه زنوبه الشغاله.

شهد بحاجب مرفوع :الشغالة...ماشى وماله.

يونس بتوجس:مش مرتاحلك.

شهد ببراءة مصطنعة :انا.. اخص عليك...ده أنا غلبانه.. ده أنا هبله.. ده أنا عبيطه... ده أنا القطه تاكل عشايا... ده أنا بمسك الجنيه اقطعه.

يونس باعين متسعه:كل ده... حافظاه ازاى يا زنوبه.

شهد :زنوبه تانى... ماشى يا... ياسى يونس.

رفع حاجبه وهو يغادر قائلاً :مش مرتاحلك.. مش مرتاحلك.

ابتسمت شهد بمكر وقالت :استنى عليا يا يونس... انا هوريك مين زنوبه.

بعد دقائق انتهت من اعداد الشكولا الساخنه وكوبين من النسكافيه واخذتهم وذهبت تجاه غرفه مكتب كامل.

دقت الباب فاذن لها كامل فدلفت ووجدته يتحدث مع يونس بأمر يبدو هاما ويونس يستمع له بتركيز وانتباه ووقار معتاد عليه الجميع وهى أيضاً كانت معتاده عليه الا الايام الاخيرة. نظرت له وهو يجلس بهيبه عاقد جاجبيه بتركيز ويناقش والده برأيه بشموخ ووقار وتتذكر هيئته عليها وهو عارى يهمس لها بوقاحه وجرئه على هيئتها المثيره مستخدما كلمات صريحه فاحمرت خجلاً وهى تبتسم بحرج شديد فانتبه لها وعينه تبتسم بخفة مع ابتسامة خفيفه من شفتيه. ثوانى وتبدلت ابتسامة الخجل باخره ماكره وهى تتذكره وهو يناديه بزنوبه الشغاله.

صوت والده جذب نظره وانتباهه من جديد فعاد يونس الوقور وتقدمت هى بنفس الابتسامة تضع الاكواب.

اقتربت من الطاوله الصغيره ووضعت ماتحمل وهى تحتك بيونس عن قصد ماكر بطريقه اربكته بوضوح ظاهر لها. تقدمت بغنج واضح له تضع كوب كامل امامه رغم أنها كان من الممكن ان تذهب ويعطيه يونس له لكنها فعلت بمكر وهى تنظر ليونس بغنج ودلال خادمه تدلل على سيدها العازب لتغويه.

جاء اتصال لكامل فذهب للشرفه وتركهم فابتسمت بمكر اكبر وتقدمت منه تعطيه كوبه ومالت عليه:اتفضل يا سى يونس.

رفع حاجبه قائلاً :مش بقولك مش مرتاحلك... سى يونس... من امتى.

شهد بغنج وميوعه وهى تلعب بازرار قميصه العلويه:الله مش بسمع الكلام يا سيدى.

ابتلع ريقه بصعوبة وقال:سيدى.. لا لأ اهدى... فى ايه.

مسحت بكف يدها بنعومه على رقبته ومقدمة صدره التى اطهرتها بفتح الزرائر فشعر هو بالاشتعال والسخونه وفهمت هى عليه وقالت:اشرب بقا النسكافيه وانا همشى. واستدارت بدلال

قبض على يدها برغبة ساخنه وقال بانفاس عاليه:تمشى فين... استنى.

شهد بمكر ودلال :بس يا سيدى لاحسن حد يشوفنا.

حررت نفسها وذهبت سريعاً وهو يلهث خلفها بقوه وهم بالوقوف كى يذهب خلفها لكن دلف والده بعد أن أنهى مكالمته وقال:كنا بنقول ايه بقا يا يونس.

يونس بانفاس لاهسه من افعال جنيته قال محدثا نفسه:اقوله ايه بس.. هو انا فاكر حاجة غير المجنونة بتاعتى وإلى بتعمله فيا.

كامل:اه افتكرت... ها هتساعد الراجل وتجبله تصريح الارض.

يونس وهو يحاول استعادة وقاره:احممم.... احممم... ان شاء الله.. ان شاء الله ماتقلقش.

ثم حاول استكمال حديثه بجدية رغم سخونته التى اشعلتها صغيرته.

فى منزل عز كانت ماهى تتحدث على الهاتف مع مروه قائله بغضب :يعنى ايه مش هترجعى... لازم تيجى وتطردى الى اسمها ملك دى من هنا... مش ده بيتك انتى... هما كلهم ضبوف عندك.

مروه بتلعثم:اااه.. اه. اه طبعاً.. بيتى... ده.. ده حتى يونس كتبه بأسمى هدية عيد ميلادي.

ماهى لنفسها:هدية عيد ميلادها فيلا في المكان ده وبالمبلغ ده... دى جربوعه ده لولا منصب جوزها ماكنتش عبرتها... بقى دى تبقى من نفس مستوايا وكمان مكتوبلها فيلا زى دى باسمها وانا لأ.. بس ماشى.. فتحدث لمروه وقالت بمكر :طيب يا بنتى مش ترجعى بقا... البت الى اسمها شهد دى باين عليها مش سهله... انتى مفكره بمشيانك ده هييجى ويرجعك تبقى عبيطه... ده انتى كده سيباه ليها بيضة مقشره.

مروة بكبر غبى:لا طبعا... مسيره يزهق ويرجعلى.

ماهى بمكر :ده انا كنت انا وعز بنتعشى عندكو النهاردة وسمعتهم كلهم بيتكلموا انها وخداه فى اوضتها من ساعة ماجم من برا... وبيقولو كمان انه باين عليه مبسوط... انا رائي إنك ترجعى وترجعى كل حاجه لوضعها الصح... ماتسبيش الفلاحة دى تاخد مكانك ابدا... هتسيبلها كل الفلوس والملايين دى كده بالساهل تشبع بيها وتلبس وتترسم وتبقى حرم سيادة النائب.

مروه بغيظ ورفض قاطع:لأ.. على جثتى.

ماهى:يبقى ترجعى من نفسك.. وترجعى كل املاكك ليكى... وانا هساعدك والست الى اسمها زفت ملك دى كمان تغور من هنا.

أغلقت مروه الهاتف وعينيها تقدح شررا عازمه على اعادة كل شئ كما كان ولن تجلس تنتظر عوده يونس إنما ستعيده بالقوة او بالحيله فحتى اختها غاده منبع افكارها قد تخلت عنها خوفاً على مصالحها ومصالح زوجها مع يونس.

اما ماهى فكانت تنظر امامها بشرود وشر وهى تقول:اووف... ست غبيه وبيئه... بس مضطرة اتعامل معاها لحد ماخلص من الفلاحة دى.. اووف... حاسه بتلزيق وعرق من بس مجرد انى كلمتها فون... اوووووف لازم اقوم اخد دش ناو.

ونهضت سريعا وذهبت الى المرحاض لدش طويل يستغرق ما يقترب من ساعه

دلف عز للداخل وهو يستمع لصوت المياه فقال بضيق:هى مش بتبطل حما خالص... ست غريبه.

ثم اتجه للشرفه المطله على فيلا العامرى وقال هو :يمكن تكون واقفه فى شباك ولا بلكونه ولا حاجة.

ظل يجوب بعينيه حتى يأس وقال :يا خسارة... ثوانى ووجودها تقف بالشرفه تحتسى كوب بيدها والى جوارها فتاه جميله لكن لم يهتم الا بدات الوجه الأحمر وقال:اوووف.. حمار وحلاوه مافيش كده... بقى دى تتخان دى يا ناس.. اقسم بالله لو كانت معايا لاكنت.... ااااااااه. ثم عض على شفتيه بقوه ورغبه

وهو يستمتع بالنظر إليها وهى تبتسم مع هواء بدايه الربيع فكانت لوحه من الجمال والإشراق وهو ينتقل من مرحلة الاعجاب بالشكل والجسد الى مرحلة الحب.. بكل مافيه.

تخطت الساعه ال12ليلا وهى ماتزال ساهره مع ملك. زفر بقوه وهو. مازال بانتظارها فى فراشهم.

دقائق ودلفت هى بارهاق تخلع حجابها وتلقيه أرضا فنظرت له وقد تذكرت فقط للتو ما فعله بالطبخ وتوعدها له فحديثها مع ملك قد انساها تماما ولكن الان فقط تذكرت وابتسمت للتو بمكر.

رأت نظراته الغاضبه فخلعت حذائها والقت واحده يمينا باهمال والاخرى يسارا بعبث واقتربت منه بمكر وتسليه وهو ينظر لها بتوجس غير مطمئن إطلاقاً.

فردت شعرها الطويل بنعومه على طول ظهرها وخلعت فستانها بعبث وهى تقترب متخليه عن خجلها لاول مره بطريقة ادهشتها هى نفسها ولكن أرادت ان تعلمه كيف يقول عنها زنوبه.

علت انفاسه بصعوبه وهو يراها خلعت فستانها المحتشم ووقفت امامه ترتدى احدى قمصانه البيضاء وقد فتحت اول ثلاث زرائر فكان صدرها الأبيض المنتفخ ظاهر له بطريقه مهلكة.

تقدمت بخطى بطيئه من طرف الفراش وهى تتذكر كيف ذهبت لارتداء قميصه بعدما فعلته به بالمكتب وتوعدت له فصعدت لغرفته واخذت قميصه وارتدته ثم ارتدت فستانها المحتشم وذهبت سريعا للجلوس مع ملك وقد نست أمر ما ترتديه ولكن الان فقط تذكرت.

كان قد وثب بركبتيه على الفراش وهو يلهث بانفاس عاليه من مظهرها المميت هذا وهو يراها ترتدى قميصه وهى بكل هذا الإغراء.

ابتسمت برضا وهى تراه هكذا ومعالم رغبته باديه عليه فمالت بصدرها بغنج قاتل وقالت:فى حاجة ياسى يونس.

ابتلع ريقه وبلل شفتيه قائلاً :فى حاجات.. قميصى ده صح.

شهد:اممم... اصلى كنت بطبخ وهدومى اتبهدلت فاخدت قميصك... انا عارفه انه غالى بس هرجعهولك.

يونس وهو لم يعد قادرا اكثر على التماسك:لأ... ده أنا هديكى كل قمصانى تلبسيهولى قميص قميص... بس تعالي بقا.

ابتعدت عنه بغنج قائله:بس يا سيدى لاحسن حد يشوفنا.

عض على شفتيه بقوه مغمضا عينيه وقال :حلو اووى الجو الجديد ده... بموت فى التغيير.

شهد :ما ينفعش يا سى يونس... انت نسيت... ده أنا زنوبه الخدامه.

انقض عليها يفترسها بقوه قائلاً :وانا بموت فى الخدامين.

فضحكت ضحكه قويه ولكن خرجت رقيعه حقاً دون قصد منها فقال :يالهوووى... اموت انا فى كدا.

وعاد يلتهمها بقوه وجوع أكبر وهى تتدلل عليه دلال جديد من نوعه اعجبه جدا. وظل هكذا طوال الليل وهى تذهب له عقله وهو يتصرف بمراهقه جديده عليه ولكن اعادت له فرحته بشبابه وشباب قلبه على يدها هى وحدها.

فى الصباح كان يهبط الدرج بسعادة غامرة وهو يحيط خصرها بتملك شديد حريص على الحفاظ على مصدر سعادته ولكن توقفت قدميهم وهم يرون مروه تجلس على السفره تتناول فطورها فتقدم مالك سريعاً وقال بسعادة :شكراً يا بابا إنك اتصلت بماما وصالحتها عشان تيجى... هى لسه حكيالنا حالا.. كنت عارف ان حضرتك هتعمل كده.

نظرت له شهد بصدمه فهز رأسه بقوه نافياً وتحدث لمالك قائلاً :مين قالك اني عملت كده انا ماعملتيش.... قاطعه مالك صارخاً :مافيش مدرسه بالجيبه دى يا جورى هانم.

نظروا اعلى السلم وجدوا جورى ترتدى يونيفورم المدرسه ولكن ابدلت الجيب الطويلة باخرى قصيره جدا.

تخطاهم مالك وصعد لها قائلاً بقوه وغضب:فين الجيب الى انا مختارها.

جورى بعبوس:اتقطعت.. هروح بدى النهاردة بس.

مالك بصرامه :لأ... هتصل بحد من المدرسة يجيب ليكى واحدة حالا.

جورى بغضب وهى تلوح بيديها :بس كده هنتاخل.

مالك بحب وهو يقضم وجنتها المنتفخه:مانتأخر.. احنا صحاب المدرسه يا روحى.

تدخلت شهد بغضب:مالك.. كده كتير... انا اللى لبستها الجيب وهى مش قصيره.. سيب البنت تعيش سنها وبلاش قيود.

مالك بحب:انا خايف عليها... وبعدين عادى ازاى... اسيب رجليها تبان يعني للعيال فى المدرسة.

شهد بغضب:لأ انا مش هسكت اكتر من كده... البنت بتقولى إنك مش بتخليها تلعب فى البريك وبتلزمها تقعد معاك مكان مانت قاعد.

مالك بقوة :عشان خايف عليها وبحبها وكمان مانا بفضل قاعد معاها.

شهد:لا... كتير بتسيبها وتروح تقف مع بنات صحابك... انا مش هعزل بنتى عن العالم والناس علشانك.

مالك بغضب :يعني ايه.

شهد بقوه:يعني من بكره هنقلها فى مدرسة تانيه.

مالك :نعم... ايه اللي بتقوليه ده.

شهد :الى هيحصل... انا امها ولسه عايشه مش هسيب حد يتحكم فيها عشان بقت يتيمه وانتو معيشنا معاكوا.

نظر لها يونس قائلاً :ايه اللي بتقوليه ده... وايه معيشنا معاكوا... ليه بتتكلمى على اساس انك مش مننا... انا وانتى واحد... والبيت ده ملكك واحنا الى ضيوف فيه.

شهد بغضب:انا مش عايزه بيوت... انا عايزه بنتى تعيش حياتها.

يونس:بنتك ابنى بيحبها والى بعملوا ده خوف عليها.

شهد :طب وهى ذنبها ايه يعزلها كده عن الناس

يونس بقوه :ذنبها وذنبه انه بيحبها.

اجتمع الجميع على صوت مشاجرتهم فقال كامل :اهدى يا شهد وهاتى جورى وتعالوا افطروا وانا ليا كلام تانى مع مالك.

مالك برفض تام :نتكلم زى مانتكلم بس اهم واول حاجة تغير الجيب دى.

جورى التى عليها كل هذا الشجار بعبوس لذيذ :قولتلك هنتأخل.

ابتسم الجميع رغما عنهم فقال مالك وهو يهبط الدرج ويخرج هاتفه للتحدث به:انا هكلم المدرسه يبعتوا اليونى فورم مع حد.

زفرت شهد بغضب وهزت رأسها بياس وجاءت لتهبط الدرج وجدت مروه تنظر لها بحقد وكره. فنظرت بغضب ناحيه يونس ثم هبطت الدرج وذهبت للسفره.

تقدمت مروه بخبث من يونس وطبعت قبله وجنته قائله بهمس:سورى يا يونس... وحشتني.

اتسعت عينيه بحرج منعا وخوفا من نطرات تلك الغاضبه لهم فقال بتلعثم:شكراً.... بس.. لازم تعتذرى لشهد.. انتى هنتيها... وهنتى ملك.

صكت على اسنانها بحقد وشر ثم رسمت ابتسامة سمجه وقالت لهم بوعيد:انا اسفه يا شهد... اسفه ياملك.

نظرت لها ملك بعدم ارتياح وشهد كذلك بينما مروه تحدث نفسها:ماشى. ان ما خليتك انتى الى تمشى وتقولى حقى برقابتى.

خرجت شهد بغضب وذهبت إلى الجامعة.

خرج يونس خلفها ليوصلها ولكن قالت إنها ستذهب مع ملك والسائق اولا كى تودعها ثم تذهب لجامعتها وذهبت سريعاً بعدما ودعت ملك الجميع وشكرتهم على حسن استضافتهم لها.

عاد ليلا بعد يوم عمل شاق وهى كانت بانتظاره خرجت سريعاً من غرفتها ولكن وجدت باب غرفته مع مروه قد اغلق بعد دلوفه داخله. هوى قلبها بين قدميها وسالت دموعها بغزارة وهى تتيقن من اكبر مخاوفها.

دلفت لغرفتها تبكى بقهر وحزن شديد والغيره تنهش اوصالها.

دقائق لاتعلم عددها ووجدت يدين تعرفها تماما ترفعها لاحضانه بخوف وقلق وقال:شهدى.. مالك.... بتعيطى كده ليه.

رفعت عينيها المحمره من كثرة البكاء وقالت:انا... انا شوفتك.. انت.. انت كنت عندها... انا... انا عارفة انها مراتك.. بس مش هقدر.. مش.. مش هقدر.

مسح على شعرها الممزوج بدموعها على وجنتها صانعا شكل بديع وقال بحنان:ماتعيطيش كده ياروحي... مالك هو الى قابلنى تحت وكان عايزنى في موضوع هو ومامته وطبعا ماينفعش كنت ارفض عشان مالك.

وضعت كفيها على وجهها وهى تهزه بجنون وقالت :بتكذب عليا بس انا عارفه انت كنت في حضنها... وو.

احتضنها بقوه وقال:لا ياروحي والله.

شهد بوجع:بس هى مراتك.. ماقدرش امنعك.. ده حقك وحقها حتى اكتر منى انا.. انا الدخيله على حياتكوا مش هى.

هز راسه بلهفه ورفض وقال:اوعى.. اوعى تقولى كده... انتى شهد حياتي... الى رجعتلى حياتى وعوضتنى... انا بحبك انتى ياروح يونس.

اخذها بحضنه حتى هدأت قليلاً فرفعت عينيها دون أن تخرج من حضنه وقالت :انا غيرت اوى يا يونس.

ابتسم بسعاده لاتوصف وهو يستمع لما تقول لا يصدق أذنيه.

ولكن توقف قلبه من شدة الفرحه التى حقاً صببت توقف قلبه من السعاده حين قالت بطريقة بسيطة ولكن مميتة :انا حبيتك 


..رواية شهد حياتي الجزء الحادى والعشرون


الفوت قبل القراءة بليز تقدير حتى لتعبى. وبفرح بكومنتاتكوا جدا جدا. نكسف الفوت بقا

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


ابتلع ريقه بصعوبة وقد جف حلقه وصوت تنفسه المرتفع مع صعود صدره هبوطه بسرعة رهيبه هما المسيطرين على الأجواء.

تحدث بتوجس خوفا من انه يتوهم فقط :حبيبتي.. انتى قولتى ايه.

شهد ببساطة مميته على قلبه :بحبك.


ارتفعت وتيرة أنفاسه اكثر وتخبطات معدته تزاد اضطرابات كأنه فتاه مراهقة. دقات قلبه اختلطت مع تخبطات معدته وتفسه السريع. 


اعتدل على الفراش بجانبها بزهول وهى تتظر له باستغراب. 

نظرت له لا تفهم شيء. شهقت بخضه وهى تجده يجذبها دون حديث وهو مغمض عينيه يشعر بالارتواء. 


مر اكثر من دقيقتين وهو فقط مغمض عينيه لا تفهم ولن يفهم احد مايشعر به. اليأس كان قد عشش داخل جدارن قلبه. فكرة أنها تتقبل به زوجا بحق بالاصل كانت صعبة المنال وقد اكتفى بها. أحبها وعشقها بعنف ولم ينتظر يوماً أو حتى حاول السؤال بينه وبين نفسه متى ستعشقه. وإن راوده سؤال من هذا القبيل كان هل ستعشقه يوما. 


تسكن باحضانه لاتعى شئ. تنظر له منتظره اى رد فعل التى تلى احتضانها. أمره غريب حقا. 


تنظر لها وله حقا أجسامهم غير متقاربه إطلاقا. مظهرهم لا يوحى برجل وامرأته بل اب وابنته. لا اقصد بذلك ملامح العجز ابدا ولكن لهيبته وقار وطله حقا كبيرة وهى فتاه صغيره الجسد رغم انه كتله من الانوثه إلا انه ضئيل جدا بجانبه. احيانا تخشاه وتهابه من فرق الحجم وفرق القوه. تعلم أنها ككل بالكاد تصل لربع حجمه. لا تعرف لما اخذت عينيها تنظر إلى صدره وظهره العريض تخمن قياس عرض ظهره بالسنتيمتر. كفه ضخم يكسوه شعر اسود كثيف بعض الشئ. طوله يتعدى ال180سم.من اى عملاق تزوجت واحبت هى.. لاتصدق حقا انها تجلس بهدوء واستكانه باحضانه التى تكاد تبتلعها بسبب فرق الحجم. 


كل هذا وهو مازال مغمض عينيه. نادت هى بخفوت:يونس. 

فتح عينيه ونظر لها بهدوء استغربته بشده وقال:قوليها تانى كده. 

ابتسمت بحب ونظرت داخل عينيه بعمق فمن الواضح انها عاده بها ونظرتها هذه تذيبه أكثر. قالت بهدوء وتمهل:بحبك. يا يونس. 


اغمض عينيه بشده من جديد وهو يرجع رأسه للخلف. ثم فتحهم بجنون وقال :حراام. 

اتسعت عينيها وقالت:حرام.. حرام ليه. 

اقترب ببطئ مدروس وقال بهدوء مميت :حرام إلى بتعمليه فيا... هموت على ايدك. 


القاها على ظهرها بقوه وقفز فوقها بعنف حتى أنها تأوهت بقوه ولكنه كتم تاوهاها بقبله توصف باكثر من عنيفه. 

يقبلها بقوة جامحه.. يقطع عنها ثيابها ويمزج روحه بروحها بعنف اشد واشد وهو لا يردد غير كلمة واحدة :هتقتلينى ياشهد. 


رغم أنها قد قاربت على الاعتياد على عنفه بل واصبحت تعشقه لكن هذه المره كان يتصرف بوحشية نابعه عن عشق ميؤس منه. لم تتحمل حقا رفع رأسه من عليها لاهسا بقوه يشعر بالانتشاء يقبل جبينها ولكنها حقا تتألم.الم لم تشعر به حتى فى اول يوم زواج لها. 

يونس بصوت مبحوح من نشوة ما يشعر به :حبيبتي... شهد. 

شهد بالم:اااه... تعبانه اوى يا يونس. 


استلقى على ظهره واخذها بين ذراعيه يحاول تهدئه نفسه والا يأخذها من جديد. اغمضت عينيها والمها لم ينتهي بعد. 

شهد بالم:يونس... انا مش كويسه. 

نظر لها بخوف عليها وجد نقط حمراء اسفل جسدها العارى. 

نظرت هى ايضا لتشهق بخوف والمها مازال مصاحب لها. 

ابتلع ريقه بصعوبة يلوم نفسه على وحشيته معها. لكن لابد من التصرف الان وملامة روحه لاحقاً. 


توقف امام الفراش وهو لا يعرف كيفيه التصرف. أمام من يعشق نسى اى شئ عن الطب هو الان لا يعرف كيف يقيس الضغط حتى . 


يهبط الدرج سريعا بها فقابله والده الذى كان يهم لصلاة الفجر فقال بتفاجئ وخوف من هيئته المذعوره:فى ايه.. مالها شهد يابنى. 


يونس وهو يركض باستعجال:تعبانه.. تعبانه يا بابا. 

كامل :طب اتصل بالاسعاف. 

يونس وهو يقود سيارته لانطلاق بها بسرعه:هو انا لسه هستنى. 


انطلق بقوه الصاروخ وهو يكاد يفقد صوابه. 


يحملها على ذراعيها داخل اقرب مشفى وهو يصرخ بكل الموجودين والتف حوله عدد لابأس به من الممرضات والدكاتره. 


يلفها جيداً ويحكم عليها نقابها. هل هذا وقته!ولكنه يونس المهووس بشهده. 


يقف بجانب فراشها يشد على يدها ينتظر تلك الدكتوره التى تأخرت كثيراً فهو طرد اى ذكر جاء للكشف عليها. 


دلفت بخطى ثابتة تضع يديها بجيوب معطفها الطبى. نظرت بزهول وتفاجئ للواقف امامها:يونس!! 


رفع نظره بغضب شديد لكنه تفاجئ قائلاً :نادين!!!!


مشتت جسده كله بعينيها التي عاد إليها الإعجاب من جديد وقالت بنعومه متعمدة :بتعمل ايه هنا يا يونس. 


انتهى اندهاشه وتفاجئه سريعاً جاد وعاد خوفه الشديد على حبيبته فقال بلهفه:بسرعه يا نادين.. شهد بتتزف.. حاسس اني ناسي كل حاجه. 


نظرت باستغراب شديد الى يونس ولهفته التى لم تراها يوماً على احد واتجهت ناحية الفراش وهمت لكشف النقاب فقال ببعض الحده:بتشليه ليه مش ضروري. 

نادين ببرود واستغراب :عشان نفسها.. ايه فى ايه؟ 

قالت الأخيرة وهى ترمق تلك المنقبه بضيق تحول لاندهاش وحقد حين رفعت نقابها وبقيت ساكنه تنظر له ثم لها. 


صرخ بها بغضب ونفاذ صبر:يالا يا نادين وبلاش برود الدكاترة ده. 


نادين ببرود مستفز للاعصاب:عادى يعنى بنشوف 200حاله زى دى كل يوم. 


يونس باعين وعروق محمره:اخلللللصى. 


اهتز ثابتها البارد خوفاً من هيئته فتحركت لطلب إحدى الممرضات واخذت تلقى عليها تعليماتها بدقه وحرفيه شديدة. 


يقف بالخارج يتأكله الغضب من هذه الغبيه التى اصرت على خروجه كى تستطيع علاجها إن كان يخشى عليها. وخوفا على صغيرته التى نزفت من عنفه العاشق لها. 


خرجت من الغرفه ببرود وجاءت للتحدث معه ولكنه صدم كتفها وهو يهرع للداخل وهى تنظر له بزهول هو حتى لم يعطيها فرصه للحديث او شرح حالتها. يريد رؤيتها أولاً. 

وقفت على أعتاب الغرفه تنظر له وهو يتفحص كل جزء بها ويكشف لنفسه فقط من تحت الغطاء( مع الاحتفاظ بحجب الرؤية لأى شخص عداه فقط) عن كل أعضاءها يتأكد بنفسه من سلامتها. 

طبع قبله عميقه جدا على جبهتها تنم عن تعب عشقه وشغفه. 


حتى وإن كان اطمئن بنفسه فليتأكد أكثر التفت لها وقال بلهفه :بقت كويسه صح؟ وضعها ايه دلوقتي. 


اشارت باصبعها فى الهواء ببرود مع ابتسامة سامجه من كثرة حنقها من هذه الفتاة واهتمامه بهاعلامه على صوت من الاستعلامات يطلبوها باسمها لحاله طارئة بغرفة 566.


خرجت بسرعه وهى عازمة على الا تتركه اليوم. ولتعيد ماقد كان. 


اما هو فظل بجانبها يتنهد بارتياح 


يقف كامل فى بهو الفيلا بقلق حقيقى يتصل ويتصل به ولكن لارد.

استيقظت عزيزه وجدته على هذه الحاله من القلق فقالت:صباح الخير ياكامل... مالك كده.


كامل :صباح النور... يونس نزل الفجر بشهد وكانت تعبانه.. شكلها كانت متعوره او بتنزف هدومها كان فيها دم.


شهقت عزيزه وقالت وهى تضرب على صدرها:يانهار ابيض.. ليه.. حصل ايه.

كامل باستياء وغموض:مش متأكد... بس لا.. يونس مايعملش كده... هو مش بالغباء ده.


عزيزه بعقدة حاجب وجهل:ماتفهمنى بتتكلم عن ايه.


مط شفتيه من غباء زوجته وقال:ايه يا عزيزه من انتى ست متجوزه وفاهمه.


رمشت بعينيها وقالت بنفى قاطع:ايه يا ابو يونس.. مايونس متجوز من زمان عمرها ماحصلت... لا لأ انت ظالمه.


نظر لها بسخرية وهو يتمتم:بس ماكنش متجوز شهد الى طيرت عقله وقلبت حاله.

نطرت له تستوعب هذه الفكره وتتظر مثله للامام بشرود تفكر فى ما هو قادم.


دلفت نادين بخطى واثقه من غرفة استراحة الاطباء فقالت زميلتها مى لها ببشاشه:صباح الخير.

نادين ببعض الشرود:صباح النور.

مى باستغراب :مالك.. هى النبطشيه كانت صعبة اوى كده.

نادين بابتسامة حالمة :اوى.

مى:مالك كده.

نادين :قابلت يونس.

مى بتساؤل:يونس.. يونس مين.

اتسعت عينيها بزهول قائله بعدم تصديق:يونس كامل العامرى.


اوماءت نادين بابتسامة ماكره فقالت مى باستغراب :قابلتيه هنا ازاى الى اعرفه انه ساب الطب من اول ما اتخرجنا.


نظرت لها نادين باستهزاء:ده كل اللى تعرفيه عنه. هاه.. يونس دلوقتي بقى من أكبر رجال الأعمال في الشرق الأوسط والعالم.. غنى جدا جدا.. ده غير أنه بقى عضو مجلس الشعب كمان.


مى بفرحة وسماحة نفس:برافو... طول عمره شاطر ومجتهد... وعارف هو عايز ايه.. عمره ماكان حابب الطب ودايما كان بيقول كده.


نظرت لها نادين بطرف عينيها ثم عاودت أحلامها ولا يتردد فى زهنها المغرور غير أنه لابد من اعادته لها.


تحدثت مى قالت:على فكره عبدالله رجع من يومين من المانيا.

نادين ببرود:عارفه.. سو وات؟ 

مى :روحى سلمى عليه.. يمكن ربنا يصلح الحال وترجعوا لبعض حتى عشان ولادكوا. 


نادين بسخط :شوف بقولها يونس رجع ظهر وهى تقولى عبدالله.. عبدالله ايه وبتاع ايه. الى كشف عيادته لسه لحد دلوقتي 50جنيه وفى منطقه اقل من شعبية. اخدتله عيادة في مكان راقي وبكشف اغلى ومليانه زباين وهو برضه مصر يروح العياده القديمه. 


مى باستياء :زباين؟! المرضى بقول زباين؟ 

نادين بتافف:اوووف.. انتى هتعملى زيه... ده بزنس زى اى بزنس... مش عارفه ايه تقفيلة الدماغ دى. 

مى:عموماً مش ده موضوعنا.. خليكى فى طليقك دلوقتي. 

نادين وهى تقلب عينيها بملل:يوووه يا مى.. بقولك ايه انا وهو كنا عايزين كده مش انا بس ولا هو بس.. احنا عمرنا ما كنا متفقين.. كده احسن.. وبعدين بقولك يونس ظهر. 

مى بزهول:لأ ماتقوليش...انتى بتفكرى تتقربى منه. 

نادين بغرور وهى تهز كتفها :وليه لأ.

مى باستياء :بس ده تقريباً متجوز وعنده بيت وولاد. 

نادين بلامبالاه:وماله... عادى. 

مى :عادى ازاى.. وبعدين مين قالك انه هيبقي حابب كده.. انتى ناسيه ان هو الى سابك زمان. 

نادين بعصبيه:لا طبعاً.

مى:نادين.. مش هنضحك على بعض انا كمان كنت صاحبتك انتى وهو وعارفه أن هو اللي سابك. 

نادين بتلعثم:ده.. ده كان اختلاف في وجهات النظر مش اكتر. 

مى:نادين ياريت تفكرى فى ولادك اهم من كل ده. 

نادين باهمال:ولادى تمام.

مى:انتى شوفتيه فين صحيح. 

نادين :جاى مع حاله الفجر. 

مى:حالة مين... مراته. 

نادين بنفى :لا... مراته انا عارفه شكلها هى من سننا... دى بنت صغيره شويه... شكلها قريبته. 

مى:وماسالتيهوش ليه؟ 

نادين :الاستعلامات كانت بتنادى عليا.. وهو كان مشغول معاها. 

مى:بلاش الى بتفكرى فيه ده يا نادين وحاولى ترجعى عبدالله ليكى ده انسان مش هتلاقى زيه كتير فى الزمن ده. 


نادين:اوووف.. بقولك يونس.. يونس العامرى رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب تقوليلى عبدالله.. مش ممكن بجد. 

مى بضيق منها :وانتى مين قالك ان يونس هيرجعلك بالسهوله دى. 

نادين بغرور نابع من عقلها :ما الحب الا للحبيب الاولى. 

قالتها وهى تشير على نفسها بثقه وغرور ومى تهز رأسها بيأس منها. 


فتحت عينيها بصعوبة تحاول الاعتياد على ضوء شمس النهار بالغرفه. 


ينظر بفرحه شديدة لرموش عينيها التى تجاهد لفتحها الى ان فتحتهم أخيرا فمال عليها يقبل يدها وقال:حمدالله على سلامتك يا حبيبتي.. انا اسف اسف ماتزعليش منى. 

رفعت يديها بوهن شديد ووضعتها على وجنته قائله باعياء:انا كويسه ماتخافش. 


يونس بلهفه:ماخافش ازاى بس.. ده أنا روحى راحت منى... وانا السبب.. بس والله غصب عنى لما سمعتك بتقولها والله فضلت اكتر من 4 دقايق بحاول استوعب وامسك نفسى عنك بس لما سألتك وقولتيها تانى ماعرفتش.. اوعى تزعلى او تخافى منى ياروحي. 


اشفقت عليه رغم تعبها الشديد ولكن حالته هزت قلبه الذى استوطن حبه به. 

رفعت راسه لعينيها وقالت :ماتلومش نفسك كده.. انا مراتك وحقك وانت عملت كده عشان بتحبنى اوى مش كده. 

يونس بجنون يهز رأسه :ايوه ايوه والله.. من حبى وجنونى بيكى... اوعى تخافى منى. 

شهد بخفوت ومرح خفيف :مش هخاف بس بعد كده براحه عليا انا زى اختك برضه. 

يونس باستياء :اختى ايه يا هبله انتى... انتى مراتى وعشيقتى.. فى واحد بيعمل فى اخته كده برضه يا عبيطه. 


شهد بوهن:ههههههه.. طب اعتبرنى حتى زى بنتك. 

يونس بحب:انتى كده فعلاً ياروحى.. بحسك ساعات بنوتى الحلوه بس ده مايمنعش خالص انك مراتى حبيبتي.. بصى انا بحاول بكل جهدى اعتبرك برا البيت زى بنتى عشان ماتهورش قدام الناس وأفضل ماسك نفسى لحد ماندخل بيتنا ساعتها بقا بتبقى شهد العامرى.. مراتى الحلوه.. بتاعتى لوحدي. 


ضحكت بوهن وقالت :ههههههه... بتتعب معايا والله. 

يونس :انتى بتقولى فيها.. ده أنا برا البيت بستعمل اقصى درجات ضبط النفس وساعات كمان فى البيت عشان الى عايشين معانا... وكل ده بينهار فى سريرنا. 

قال الاخيره بغمزه ووقاحه. فعبست قائله:اه وتبقى دى النتيجة. 

يونس:لا بصى قولى كلمة حق.. انا دايماً ببقى حنين خالص معاكى هو امبارح بس لما قولتى أخيراً انك بتحبينى.


اتسعت عينيها بزهول كبير انساها حتى المها وقالت:مين ده الى بيبقى حنين معايا.. ده انت بت... 

قطعت حديثها تخجل حتى عن الوصف. 


يونس بمكر ومرح:اهو شوفتى... سكتى اهو.. عارفه ليه.. عشان بكون حنين خالص. 

شهد بجنون وزهول:اه ياكدااااب. 

امسكها من اذنعا بخفه وتحذير:عيييب.... مش تراعى انى أكبر منك.. عيب يا شوشو. 

شهد بتألم خفيف:ااااه.. هو انت مش بتفتكر انك اكبر منى غير بالنهار ولا ايه. 

ترك اذنها قائلاً بوقاحه:هو انا بيفرق معايا نهار وليل وانا معاكى. 

شهد بخجل:سافل بجد. 

قهقه عاليا بوسامه فابتسمت له بحب فقال :بهزر معاكى حبيبتي عشان انسيكى تعبك... كنت خايف اوى لاتكونى زعلانه مني ولا تفضلى خايفه منى. 


شهد بحب:مش خايفه.. الى بيحب حد بيتقبل اى حاجه منه وانا ب... قاطعها وهو يضع كفه على فمها يمنعها من إكمال جملتها القاتله وقال بضعف ولاهاس:ابوس ايد الى جابوكى انا جتتى مش خالصه وانتى اصلاً لسه تعبانه.. ومش هينفع هنا خالص. 

شهد بزهول وخجل:هو ايه اللي مش هينفع هنا. 

يونس :هو الى فهمتيه بالظبط.. وبعدين أصلا السراير هنا ضعيفه مش هتستحمل الى بعمله فيكى... قاطعته هى تضع يدها على فمه هى هذه المره:اسكت ابوس انا ايدك احنا فى المستشفى. 

ابعد يدها بجنون وقال :لا بصى شيلى ايدك عنى وحاولى على اد ماتقدرى ماتلمسنيش طول ماحنا برا البيت... انا جتتى مش خالصه قولتلك... البنى آدم دعييييف(بصوت محمود عبد العزيز فى ابراهيم الابيض) 


ضحكت بتعب عليه وعلى حالته وهو ايضا كان يبتسم بيأس على ما اوصلته له بعشقها.


فى فيلا العامرى يجلسون على الإفطار وقد قامت عزيزه بتجهيز جورى للمدرسه عوضا عن شهد فقالت مروه بغيظ وحقد:وهى مامتها فين كل ده نوم.


عزيزه :لا يابنتى دى تعبت الفجر وراحت المستشفى هى ويونس. 

مروه بفرحه لم تستطع مدارتها:تعبانة مالها. 

عزيزه :مش عارفة.. بنكلمه حتى مش بيرد. 

التقطت كامل هاتفه يحاول من جديد مره بعد مره الى ان رد عليه يونس أخيراً :الو... ايوه يابنى.. طمني شهد عامله ايه... اممممم.. وهى كان مالها يا يونس... ازاى هو بقت كويسه وخلاص ماتقول فيها ايه البنت دى امانه فى رقابتى.. طب خلاص خلاص ما تتعصبش.. انا هجيلك انا وامك انتو فى مستشفى ايه.... ماشى هنستناكوا.. سلام. 

عزيزه :ها... قالك ايه. 

كامل :بقت كويسه... وشويه وجايين. 

عزيزه :ووقفوا النزيف. 

مروة بحاجب مرفوع :نزيف ايه. 

نظر كامل بغضب لزوجته ولسانها الفالت ولم يجيب. 

مروه بغيظ :ماحدش بيرد عليا ليه.. نزيف ايه اللي بتقولو عليه. 

صمت كامل ولم يجيب فقالت عزيزه بتلعثم:مانعرفش يابنتى.. ده احنا بنخمن يعني اكمن هدومها كان فيها دم. 

مروه بعين تشع عضب:وده من ايه. 

اغمض كامل عينيه باستياء وغادر المكان فقالت عزيزه :ايه يا مروه مانتى ست وفاهمه. 

مروه بغيظ :قصدك ان يونس.... قطعت كلامها بحقد أكبر وأكملت بعد ثوانى :بس ده مش طبعه خالص. 

هزت عزيزه اكتافها بعدم معرفه ومروه تتحدث مع نفسها وهى تصتك اسنانها:معقول.. يونس العاقل بقى كده معاها... طول عمره شديد وصحته حلوه بس ماتوصلش لنزيف يعني... لا البت دى لازم تمشى بقا.

عم الصمت المكان خصوصا بعد مغادرة مالك وجورى للباص وبقت مروه وعزيزه كل منهم تنظر امامها بشرود. 


فى المستشفى 

اغلق الهاتف بغضب كبير فقالت له:اهدى يا يونس فى ايه. 

ضرب بقدمه المنضده المجاورة للفراش بغضب. 

وتحدث بغضب:اهدى ازاى وهو بيقولى عليكى أمانته... انا الى جوزك وانا الى مسؤل عنك.

شهد بهدوء:ده زى والدى يا يونس وهو مايقصدش كده حرفياً هو بس بيحاول يوصلك المعنى بأنه خايف عليا.. اهدى بس.

يونس ومازال غاضباً :برضه... انتى بتاعتى انا بس.

شهد :مانا معاك انت اهو.. هو مايقدش.


تحرك بغضب وهو يعلم مقصد والده بان زوجها الاول سعد والذى من المفترض انه شقيقه قد تركها امانه لديهم لذلك اججت كلمة والده العفويه هذه نيران غيرته العمياء.


زفر بغضب ونظر لها يحاول أن يهدأ يكفى مافعله بها. بالتأكيد الان تراه تنين برأسين يخرج لهب من فمه.

نظرت له بحنان وقالت بتعب وهى تشير الى جوارها :تعالى.. تعالي اقعد.


تحرك ببطئ يحاول الهدوء وجلس لجوارها فقالت:حاول ماتفكرش فى الى فات... فكر فى ان احنا دلوقتي مع بعض.. الى فات كان حلو.. والى جاى هيكون أحلى.

اشتعلت عيونه بغيره وقال بحده:الى فات كان حلو ازاى يعنى يا هانم.

شهد بخوف:ايه يا يونس... اكدب يعني.


يونس بحده:انتى بتقولى ايه.. لا طبعا الى فات كان وحش ووحش جدا كمان.


شهد بهدوء :يونس انا مش كده ومش بحب كده انا حبيتك اه ومبسوطه اوى انى اتجوزتك وحبيت حياتى جنبك لكن برضه انا كنت بحب سعد وكنت عايشه معاه ملكة وهو كان بيحبنى اووى وكان اول راجل فى حياتى.انا مش جاحده ولا نكارة جميل. 


لا يعلم كيف تحكم بروحه على الا يفتك بفمها الذى يتفوه بهذا الهراء. اشتغلت عيونه بغيره وغضب اول مانطقت بأسم سعد والجحيم الواضح بعينيه بزداد مع حديثها.

وقف بغضب يكسر المقعد الذى كان يجلس عليه وقال بجنون :ماسمعكيش تنطقى باسم راجل غيرى فاهمة.. ومافيش حاجه اسمها انه كان اول راجل فى حياتك... انا اول ةاخر راجل فى حياتك.

شهد بإصرار :مش هنضحك على نفسنا يا يونس.. انا كنت متجوزه قبلك.. وحياتى ماكنتش وحشه معاه بالعكس.. ولازم تتعود تسمع وتقول اسمه انا مش عاجبنى انك بقيت تحس كده من ناحيته... لأنه اخوك وانت مش انسان وحش ومش هسيبك تبقى وحش.


تحرك بغضب يترك لها المكان تتطاره شياطينه وهو يقول بصراخ وحده:انا خارج برا عشان لو فضلت مش ضامن نفسى واياكى اسمع منك الكلام ده تاني.

خرج واغلق الباب بغضب ثوانى وفتح واطل برأسه قائلاً بغيره ومازال غضبه حاضرا:ونزلى نقابك على وشك.. فاهمه.


فتحت فمها وعيونها ببلاهه وهى تحدث نفسها:هو فى ايه ولا فى ايه.


اغمضت عينيها تبتسم بحب وهى متيقنه انه ليس سئ ابدا ولكنها غيره بعض رجال الشرق ومعه هو زائده بعض الشئ.


كان متجه لجلب كوب قهوه له فتوقف على سماع نداء اسمه بزهول التفت لصوت فقال بزهول:عبدالله... مش معقول.

ابتسم عبدالله الذى كان يناديه :ازيك يا يونس بيه.

يونس وهو يحاول الهدوء بعد غضبه:بيه ايه بس.. ده احنا حتى كنا زملا.

ابتسم عبدالله ببشاشه وقال:انا خوفت تكون الفلوس غيرتك... والكرسى.. هههههه الكرسى ده بيعمل عمايل.

يونس :ههههههه... لسه دمك خفيف وضارب الدنيا جزمه.

عبدالله :صدقنى مافيش حاجة مستاهله.

يونس :وانت اخبارك ايه.. اتجوزت.. عندك ولاد ايه.

عبدالله :اه اتجوزت واتفصلنا. وعندي ولدين.

يونس بزهول:معقول.. ده انت كنت بتحبها اوى.

عبدالله :لا مانا ماتجوزتش الى كنت بحبها... على ماعرفت اتقدملها كان ابن عمها كتب عليها... انا اتجوزت نادين وانفصلنا.

يونس بزهول:معقول... دنيا غريبه اوى.

عبدالله :فعلاً.

يونس:طب ماحاولتش ترجع انت ونادين ليه.

عبد الله :انا وهى طباعنا صعب تتلاقى فى نقطة.. مختلفين على طول الخط.

نطر له يونس بمكر :بجد.... بس كده.

عبدالله بتنهيده:ماتبصليش كده... واه يا سيدي.. مى اتطلقت وحاسس انها فرصتى.

يونس مبتسنا فمازالوا يمفهمون بعض من النظره:بس ياترى هى إعجابها لسه موجود ولا يأست.

عبد الله بتنهيده:مش عارف.. وخايف حتى افاتحها.. هى اكيد متحفظه جدا دلوقتي خصوصا أنها تعتبر زميلة نادين وشغاله معانا فى نفس المكان.

يونس بمكر :هى شغاله هنا كمان.. صدفه عجيبه.


ضربه عبدالله على كتفه وقال بغيظ :ولاااا.. بطل مكر التعالب بتاعك ده.. هو لسه فيك.

يونس :هههههههه.. لا وبيزيد مش بيقل.

عبدالله بغيظ:اوف عليك يا اخى.. لا هى مش صدفه.. لما رجعت من السفر بعد طلاقها شوفتها صدفه وكان فى مكان فاضى هنا قاقنعتها تيجي تشتغل هنا.

يونس :طب يامعلم مادى بدايه مبشره.

عبدالله :ازاى.

يونس باستياء :دكتور بس غبى.. يابنى مانت لسه تأثير عليها.. زمان ماكنش حد فى شلتنا بيعرف يقنعها باى حاجة غيرك ولسه لحد دلوقتي.. كمان وافقت تيجى هنا اكيد عشان هدف في دماغها او فى قلبها.

قال الاخيره بغمزه وعبدالله يبتسم ببلاهه لتخيلاته ولكن فاق منها بعبث وقال بغيره:وانت عرفت كل ده منين... كنت مركز معاها بقا.

قهقه يونس بصخب وقال:لا اصلكوا كنتوا مفضوحين اوى.


احتقن وجه عبدالله فقهقه من جديد فتحدث عبدالله بتذكر :انت جاى هنا ليه.

يونس متذكرا حبيبته بحب:مراتى تعبت شويه.

عبد الله :شوفت مش قولتلك هتحبها مع الأيام ماكنتش مقتنع... اهو الحب بينط من عينك اهو.

يونس مبتسماً :الى هنا مش مروه... دى حبيبتي.. شهد.

عبدالله بزهول:حبيبتي.. يونس العامرى بيقول حبيبتي كده ومن غير شموخ ولا قوه شخصيته تمنعه زى زمان.

يونس بتنهيده:عشان اول مره احب.... انت عارف ومتاكد أن الى فات ماكنش حب.

عبد الله :عارف... وعلى فكرة احنا جوازنا كان له ظروف كده ملغبطه شويه.. باباها كان توفى وكل صحابنا وقرايبها كانوا مش مهتمين وانا وقفت جنبها باخوه وشهامه لاقيتها هى بعد فتره بتعرض عليا الجواز وافقت... كنت عايز انسى مى... لاكن ماحصلش.. وشويه بشويه مشاكلنا زادت وكان الطلاق الحل لينا احنا الاتنين.

يونس بتفهم:هو بيبقى نصيب.. واكيد اتعلمت من تجربتك معاها.

عبدالله :طبعا اتعلمت.. وأهم حاجة اتعلمتها أنى ما احاولش انسى حد بحد تانى.. ومارضاش بالمتاح واعافرة عشان أوصل للى انا عايزه.


تنهد يونس وقال:كويس انى قابلتك يا عبدالله.. انت عارف رغم معارفى الكتير لكن ماليش اصدقاء قريبين منى كلها معرفة شغل بس.

ع


شهد حياتي

الفصول22&23

رواية شهد حياتي

الجزء 22


تنظر لهم بشراسه تنتظر اجابه في التو.

التفتت لها نادين بابتسامة سامجه على اعتقاد انها إحدى اقارب يونس ولابد من بعض التودد:انا نادين.. دكتووره نادين.. كنا انا ويونس زملا جداً جداً ايام الجامعه.


قالت الاخيره بخجل مصطنع يوصل رساله محددة وقد فهمته شهد فرفعت حاجبها وهى تقضم شفتيها بغيظ.


ابتلع ريقه وهو يشعر بنيران تنطلق من عينيها تجاهه. هذه النادين لم تترك له فرصه للحديث قائله:مش هتعرفنى عليها يا يونس... اختك دى صح... امممم ريهام مش كده. التفت لها قائله برقه مصطنعه:اصلى انا اعرف عيله يونس كلهم من كتر علاوة يونس عندى.


ابتسمت شهد بشر وقالت:اه انا اخته.


حجظت عيون يونس وقال بقوه فهو يعلم ما يدور الآن في ذهن صغيرته الشريرة وكيف ستنتقم منه :لالا اختى ايه.. مش اختى.. دى م... قاطعته بشر واصرار:ايه يا ابيه يونس مش هتعرف اختك بصحاب الدراسة.


يونس بغيظ:ابيه ايه انتى كمان.. شه... قاطعته ثانية وقالت بسماجه مصطنعه دور الاخت المرحه لنادين:وانتو بقا كنتوا صحاب بس.. ولا حاجة تانية.


ابتسمت نادين بخبث خفيه وهى تنظر أرضا تصطنع الخجل وهمت للحديث فقال يونس:لأ لأ مافيش بنا... قاطعته نادين :ايه يا يونس.. ريهام مش غريبه.. انا حبيتها اوى ليه مكسوف تقولها هو الحب حاجة تكسف.

شهد بشر وغيظ:حب!؟!

يونس مصححا بخوف:حب ايه بس.. انا هفهمك. 

شهد بابتسامه تخفى شرا كبير:استنى انت يا ابيه تعالى.. تعالي يا حبيبتي اقعدى جنبى. 


قالت الاخيره وهى تتحدث من بين اسنانها بغيره وكره وغيظ. 

يونس بغضب:ابيه ايه انتى كمان انتى استحلتيها. 

شهد متجاهله اياه وكل تركيزه مع تلك النادين فقالت من بين أسنانها مجددا :تعالى.. تعالي اقعدى جنبى ده انا حبيتشك اووى. 


اقتربت نادين برقة مصطنع وجلست حيث تشير شهد بشر تحاول إخفاءه بابتسامة مصطنعه ويونس يضع يده على رأسه بضياع يقرأ الفاتحه مقدما على روحه. 


يقود عز سيارته بضيق وسرعة. أصبحت تحتل كل تفكيره.. ماذا يفعل.. باى حجه يذهب لفيلا العامرى كى يراها. 


هدء من سرعته وهو يقترب من محيط فيلتهم عله يلمح اى شئ. 

وقف باص مدرسة جورى ومالك فترجل مالك اولا وهو غاضب بالطبع من جوريته وكثرة صداقتها وانزلها بعده بعنايه وهى تبتسم ببراءه تلوح لاصدقاءها بفرحة وشقاوه. رمق الباص المتحرك بغيظ وقال:خلاص مشيو. 

نظرت له وجدته عابس فقالت:ماعملتش حاجة. 

مالك:مين الواد إلى كام بشاور مع صحباتك ده. 

جورى مبتسمة بحماس طفولى:ده زين. 

مالك لنفسه:وكمان اسمه حلو. 

نظر لها وقال:وعرفتيه منين مش اتفقنا بنات بس... ولا ارجع فى كلامى زى الاول ولا يبقى ولاد ولا بنات. 

جورى :ده توأم زينه صاحبتى.وتحركت وهى تنفخ وجنتيها بغضب متمتمه بصوت مسموع:اوووف... كل حاجه لأ يا جورى لأ ياجورى... جورى زهقت. 


ترجل عز من سيارته سريعا وتقدم لهم وقال مبتسماً :ازيك يا جورى.. عامله ايه... فكرانى. 

جورى وقد ذهب غضبها بسرعه وطفوله فابتسمت بحماس قائله:ايوه طبعا فكراك.. مش انت عمو عز الى ساكن جنبنا.. بابا أدهم وحنين. 

مالك متدخلا:ادهم مين. 

عز مبتسماً :ابنى. 

رفع مالك حاجبه بعدم رضا. تنحنح عز قائلاً :احمم. اا. وانتى يا جورى ليه مافيش حد مستنيكى فين مامى ولا خالتو ملك. 

جورى بحزن:مامى تعبانه. 

عز مقتربا من هدفه:وخالتو ملك. 

جورى:رجعت البلد تانى. 


تنهد بضيق وقال:طيب ادخلى بسرعة يالا عشان ماتتاخريش... يالا باى. 

جورى ببراءه :باااى.. وسلملى على ادهم وحنين كتير.. باااااااااى. 

كانت تلوح له بحماس وصوت عاالى وهو يتحرك لداخل بيته حتى اختفى وجدت مالك على يمينها محتقن الوجه ينظر لها بغضب فقالت بسرعه :جعانه اوى يا لوكه. ثم ركضت للداخل بسرعه وهو يسير خلفها متوعدا. 


تنظر بشراسه له وهو يقف قليل الحيله. لا يدري ماذا يفعل. هل يذهب لخنق تلك النادين ام يخرس فمها الذى يتحدث عن أشياء كانت من الماضي وكذلك لم تكن بكل هذه المبالغه. إنها تبالغ كثيراً بل وتختلق مواقف من عقلها تزيد لهيب الأجواء. هو لم يكن بكل هذه الرومانسية يوماً معها او مع احد. أساساً لم يعرف للرومانسيه طريق الى مع هذه الشهد الشريره الشرسه.تقول إنها اخته حسنا لقد انتهيت يونس. لا لا شهد طيبة القلب هى فقط تمزح. تمزح؟! كيف ونظراتها الحارقة له يؤكد لنفسه مئه بالمئه انها تفكر بطريقة للقتل تليق بمقامه الرفيع. 


_:يااااااه دى كانت قصه حب اسطوريه بقا. 

نطقت بها شهد بغيظ وشراسه تحاول الابتسام بصعوبة عقب انتهاء نادين من حديثها عن قصة حب ملتهبة. 


ابتسمت نادين تدعى الخجل وقالت:اممم... كل الجامعة كانت عارفة يونس بيحبنى اد ايه. 

شهد وهى تومئ رأسها بسماجه:اه وانا كمان بقيت عارفه. 

نادين:انا حكيتلك عشان حسيتك زى اختى. 

شهد مكمله:الصغيره. 

نادين:ههه اه اه طبعا اختى الصغيره. 

شهد:اه اصل فرق السن بنا كبير يعني.. حتى واضح. 

كبتت نادين حقدها وغيظها بصعوبة وقالت:ههههههه. اه صح بس انا مهتميه بنفسى خالص بشرة وشعر وميك اب و. 

قاطعهتها شهد وهى تمسك خصلات شعرها المصبوغ اصفر:اه ياحبيبتي الصرف باين.

نادين :ايه.. لا ده انا شعرى اشقر اصلاً دى مش صبغه. 


رفع يونس حاجبه من كذبها فهو يعلم لون شعرها الاصلى من ايام الدراسه. 


فقالت شهد :امممم... يبقى اكيد الجدور السمرا دى انتى كنتى صبغاها عشان تعملى لوك جديد صح. 

نظرت لها نادين بحرج لكشفها وقالت:اه.. ااه. ايوه صح برافو عليكى.. ااا.. انا هستاذن بقا عشان فى حالات كتير محتجانى. 

شهد بسخريه:ده انا كنت قربت انسى ان المفروض وراكى عيانين غيرنا.


نادين :اه شوفتى الكلام الحلو نسانى.. انا اصلى حبيتك اوى عشان اخت يونس. 

شهد:اه انا اختك اووى.. اخته لازم يعني. 

يونس بنفاذ صبر:شههههد. 

شهد مصطنعه التافجئ:ابيه يونس.. ده أنا كنت قربت انسى انك موجود. 

نادين باستغراب :شهد مين. 

يونس بضيق:دكتورة نادين اتفضلى حضرتك مش عايزين نعطلك اكتر من كده اكيد سايبه مرضى كتير محتاجينك. 

نادين بميوعه:ايه دكتورة نادين دى يا يويو. 

شهد بغيره:يويو؟!

نادين بدلع:اممم اصلى كنت دايماً ادلعه اقولو يا يويو وهو دايماً كان يقولى يا نادو. 

شهد بتقزز:يويو؟!! ونادو!! ماجمع الا ماوفق. 

يونس بتفاجئ من حديثها:يويو مين يا نادين انا اول مره اسمع الاسم ده. ده لو كان اسم اصلا. 

نادين :ماتتكسفش يا يويو.. اختك خلاص عرفت الى بينا.. وانا حبيتها اووى. 

يونس بغيظ وصراخ:اولا قصدك اللى كان بينا.. ثانيا بقا دى مش اختى. 

نادين بتفاجئ :إيه ازاى. 

يونس بقوه :زى ما سمعتى.. دى مش اختى دى مر.... قاطعته شهد ببرود وسخريه:اصلو بيعتبرنى زى بنته. 


اغمض عينيه وكأن الكهرباء قد انقطعت عن عقله فقال وهو مازال مغمض عينيه ويكور قبضة يده :اخرجى انتى يانادين دلوقتي.. وابقى ابعتيلنا دكتوره جراحه. 


نادين:ليه؟

يونس بقوه وغضب :هتخيط للمدام دماغها. 


خرجت نادين باندهاش وهى تلوح له بحرج مصطنع. اغلق الباب خلفها بغضب ووجه محمر يتوعد لتلك الصغيره. التفت لها وجد الشر يتطاير من عينيها وتنظر له بغيظ. 


تبدل كل توعده لها بتوجس من هيئتها وردة فعلها على ما سمعته. ولكن غضبه منها لايحتمل. 

يونس بغضب :انتى ازاى تقولى إنك اختى.

شهد بشراسه:ايه يا ابيه يويو.. مش كنت تقولى ان حبيبة القلب لسه على تواصل معاك. 

يونس بغضب :ايه ابيه دى الى طلعالى فيها جديد دى. 

شهد ببرود:الله مش اختك وانت اكبر منى بكتير لازم احترم فرق السن. 

يونس بغضب :فرق سن ايه وكلام فارغ انا جوزك وانتى مراتى. 

شهد بحدة :والله... بقى مقضيها وعاملى فيها الراجل الشقيان المكافح.. يا بتاع ناااااادين. 

يونس بعضب:ايه بتاع نادين دى.. وكل الكلام اللي قالته ده تاليف وتحوير.. عمر علاقتى بيها ما كانت كده. كانت ازيذ من الزماله العاديه بشوية. ولو كانت علاقتى بيها بالحرارة الى هى بتتكلم عنها دى عمر ماكان اعز صحابى هيرضى ابدا يتجوزها بعدى. 

شهد بجنون:اااااه... قول بقا ده انت مشروخ من جواك عشان اعز صحابك خانك واتجوزها. 

يونس بجنون من جنانها:مشروخ ايه وخان مين لا طبعا ده اعز صحابي وهيفضل طول عمره كده ولاهو ولا انا شايفين ان جوازه منها فيها حاجة غلط. 


شهد بغضب :بس ده مايمنعش إنك كداب. 

يونس بضيق:شهد ايه اللي بتقوليه ده.. انا بحبك اه لكن انا يونس العامري مش هسمح لحد يقولي كده ابدا حتى لو كان روحى فى ايده زيك. 


شهد بحزن:لا هتسمح يا يونس عشان انت ضحكت عليا.. قولتلى إنك عمرك ما حبيت أبداً وأن انا اول واحدة تعمل فيك كده ماحكتليش عن اى حد قبل كده. 


تنهد بقوه وقال:لا قولت بس انتى ماكنتبش واخده بالك... أو بمعنى اصح ماكنتيش مركزه معايا ومش حطانى من ضمن الاشخاص الأساسية في حياتك.. سمعتى كلامى باهتمام اه بس علمش فى دماغك ولا اتحفر فى مخك لانى ساعتها كنت يونس بيه اخو جوزك. 


نظرت له بصمت وحيره فاكمل متنهدا :فاكره لما كنا في الاوتيل وقعدت احكيلك على حياتى وازاى دخلت طب وانى كنت بشتغل مع الدراسة.

اماءت له بهدوء فاكمل :طب مش فاكره انى ساعتها حكيتلك عن بنت كنت مرتبط بيها بس سيبتها لأن دماغنا ومبادئنا من واحده. طب مش فكرة لما قولتك انها كانت بتقولى ليه تشتغل في البزنس ماحنا ممكن نعمل من الطب فلوس كويسه اوى. 


اتسعت أعين شهد بتذكر وقالت:اااااه.. دى كانت نادين. 

يونس بهدوء:اه هى.. شوفتى بقا انى مش كداب زى ما قولتى وانى سبق وحكيت كل حاجه بصراحة. 


شهد بحزن:اه بس هى بتحكى غير كده.. وبتقول حاجات كتييير.. كنتوا بتلعبوا وتجروا وتتجننوا مع بعض وتاكلوا ايس كريم تحت المطر. 

يونس :طب بزمتك دى هيئة واحد يجرى ويتجنن وياكل ايس كريم تحت المطر. 

نظرت لهيئته وشموخه ولكن قالت :وايه يمنع مالوش علاقة بالهيبه خالص... ماهو اللى بيحب اوى بيتجنن مع حبيبته ومش بيهمه اى حاجة والحاجات دى مش بتقلل من قيمه حد بالعكس. 

يونس بهدوء وقد جلس أمامها على الفراش :صح.. مالوش علاقة والراجل مهما كان سنه او هيبته ومركزه ممكن جدا تجنن مع حبيبته ويشاركها كل حاجه وده مايقلش منه حاجة بس ده لما يكون بيحبها بجنووون. مش علاقة عادية جدا.

التصق اكثر بها وأكمل :انا محبتش حد بجنون غيرك.. ده لو اعتبرنا أن نادين كانت حب اصلاً.. انا معتبر إنك اول حب فى حياتى.. اى حاجة قبل كده ممكن نسميها أن قلبى كان بيجرب يشتغل بس. 


ابتسمت بحرج فقال :يعني زى ماتور العربيه بيشتغل اه بس مش بيمشى غير بالبنزين بيبقى بيسخن الاول.. يعنى مع نادين كان قلبى لسه بيدور ويسخن. 


ابتسمت لتشبهاته الغربية وقالت:انت بتجيب التشبيهات دى منين. 

ابتسم قائلاً :سيبك من تشبيهاتى.. انتى ...قاطعته متذكره بغضب وغيره :لا استنى... دى بتقول انكو دايما بتسالو عن بعض وعمركوا مانسيتوا بعض. ثم اكملت مقلدة صوتها :امممم اصل الحب الاول بيفضل طول العمر هو الحب الحقيقي. 

يونس :ماقولتلك بتألف. 

شهد بقوه:هتألف وانت واقف طب وانت ماكدبتهاش ليه وهى واقفه إلا إذا كان معاها حق فى كل اللى بتقولو. 


صرخ بجنون حقيقى وهو يجذب خصلات شعره:وهو انتو كنتوا سايبنلى فرصه اتكلم.. وكل ما اجى افهمها تقومى مقطعانى.. هو انا عرفت افهمها انك مراتى ولا اوقفها واقولها انتى كدابه.. ولا عارف اخرسك وانتى بتعصبينى وتقولى يا ابيه. 

شهد :مش مصدقه طبعا كنت تقدر تخرسنا احنا الاتنين الا اذا كانت بتقول حاجات حقيقيه يا.. يا ابيه يويو. 


يونس بضيق وغضب:ايه يويو دى.. وبطلى كلمة ابيه دى انتى هتسطعبطى انا جوزك يامدام.

شهد بسخرية شرسه:بس انا بقا عاجبنى دور الاخت اكتر. 

نظر لها بوعيد وقال وهو يهز رأسه:بقا كده... تمام... انا هعرفك دلوقتي انا اخوكى ازاى. 


لم يمهلها وقت حتى لتوقع ما سيفعله إنما انقض عليها يقبلها بقوه وعنف وهى متفاجئه ثم حاولت التمنع لكن لحظه أخرى وذابت معه في قبلته وهى تبادله بنعومه وحراره حين قلل عنفه وحولها لقبله محمومه بنعومه شديدة عندما استشعر استجابتها له وهو يبتسم وسط قبلته بحب ورضا وفخر بحب صغيرته له والتي أصبحت لاتستطيع إخفاءه عنه إنما تغير بشراسه عليه وتذوب معه في سخونة مشاعرهم التى أصبحت مشتركة بقوه. 


دقائق لا يعلمون عددها و قبلتهم تزداد حرارة وشغف. 


حتى صوت الطرقات العالى على الباب لم يستمعوا لها من كثرة انشغالهم ببعض كل بالاخر ينفصل به عن العالم.


فتح الباب ودخل الطارق. فانتبهوا على صوت شهقات فزعه بحرج واخرى بغيظ.


رفع وجهه عنها بصعوبة فاحتدت عينيه بغضب وانزل على حبيبته نقابها بسرعه ونظر مره اخرى بحرج ولكن غضبه اكبر وهو يرى عبدالله ونادين ومى يقفون ثلاثتهم امامه.

عبد الله بحرج متفهما لحرمة صديقه:احنا اسفين بس قولنا نيجى نسلم عليك.. وو.. وخبطنا ماحدش رد خوفنا يكون حصل حاجة وانت مش موجود فافتحنا.


كل هذا ومى تنظر أرضا بحياء من الموقف. أما نادين تنطر لهم باعين جاحظه بغيط وتفاجئ وتخبط فتحدثت :ايه اللي بيحصل ده... انت ازاى..إزاى.. دى... ازاى تعمل كده مع...اختك.


كل هذا ويونس ينظر لهم بغضب وخصوصا عبدالله لأنه رجل ولكن يعلم أنه لم يقصد ولكن لم يشأ أن يراه احد مع زوجته في هذا الوضع فهذا لا يصح.. يعلم أنه لايصح مافعله هو وهو يعلم أنه خارج عرفتهم ومنزلهم ولكن جنان زوجته هو ما اوصله لهذا . وعندما تحدثت نادين وعلى ذكر سيرة اخته نظر لشريرته بغيظ فهى من اقبلت بادعاء هذا. رغم نقابها الذى يغطى وجهها ولكنه قرأ معالم حاجبيها وعينيها التى تنظر له باستمتاع وكأنها تقول :البس يا معلم.


سب تحت انفاسه بتوعد لها ونظر بإتجاه الثلاثة اصدقاءه وقال لنادين من بين أسنانه :اخت مين.. دى شهد.. مراتى.


شهقت بقوه وغيظ قائله:مراتك... مراتك ازاى.. بس هى قالت إنها اختك... و بعدين انا عارفه مراتك.. اسمها مروه من سننا.


يونس بغضب :دى شهد مراتى.. اتحوزنا من فتره وكل الناس عارفه.


نادين :ازاى وليه و قاطعتها مى:مش وقته يانادين.

نظرت لهم جميعا بغضب وشر خصوصا تلك المختفيه تحت النقاب يناظرون بعضهم بنظرات مماثله تماما ونادين تحدث نفسها:شوف البت وخبثها تقولى اخته عشان اقعد اتكلم واحكى ماشى.. بس كويس اتجوز التانيه يعني المبدأ موجود ومافيش مانع من التالته...اه يا لئيمه يا خبيثه ماشى وكمان هو الى كان السبب فى النزيف ازاى ماخدتش بالى ان النزيف بسبب عنف العلاقة.. ماشى.. ماشى.


انتهبت من جديد لهم تستمع لحديث يونس مع مى يرحب بها. وهى أحياناً تستمع لحديثهم وأحيانا أخرى تناظر تلك الخبيثة بنظرات حارقه.


فى المساء

وقف بسيارته أمام باب الفيلا ونظر لها بتوجس لهدوءها الخطير.

داخله شعورين متناقضين الأول غاضب من فعلتها وتكذبيها له وادعاء انها اخته وعدم ثقتها. والشعور الثاني والأكبر هو الفرحة بغيرتها المجنونه التي تعيد له روح الجنون والمشاغبه التي كان قد قارب على نسيانها وهو يجلس بتوجس لا يستطيع تحديد رد فعلها القادم. فروح حبيبته المجنونه المرحه التى كانت قد ماتت مع موت شقيقه قد عادت للظهور من جديد وهذا اسعده بشدة لدرجه طغت على غضبه منها. فجنونها وشقوتها مع سعد كانت معروفه عنها للجميع بشده ورغم ما وصل له بعلاقته معها ولكنه كان يتسائل بين الحين والآخر عن شهد المشاغبه والتى اعتاد السماع عن مشاغبتها مع اخيه من امه او اخته واحيانا كان جنونها يظهر على وجه اخيه من افعالها. وهاهو الان يجلس بلا هواده يتوقع اى شئ منها.


ترجل من سيارته وذهب لفتح الباب لها قابلته البرود والغضب.

زفر بتعب وتركها تهبط وحدها بعدما رفضت يده الممدوده بمساعدة.


تحركت خطوتين واغلق الباب فاستدارت بغضب وقالت :مش تيجى تسندنى وتدخلنى لجوا هو مش انت السبب فى الى حصلى ولا ماسمعتش كلام التمرجيه الى كانت هناك.


نظر حوله بجنون وقال:تمرجيه!الدكتورة بقت تمرجيه.

شهد بحده:اه دافع عنها دافع.

يونس بجنون:بدافع فين بس.

شهد بتافف:طب هتيجى يعني تسندنى ولا هتاخدنى لحم وترمينى عضم.


نظر لها بزهول لا يعلم ايضحك على جنانها وحديثها ام يقطع عنه ثيابه من كلامها المتقلب هذا وقال:لحم ايه وعضم ايه..مش انتى اللى رفضتى اساعدك وانزلك.


شهد:اه بس دلوقتي بقا عايزاك تسندنى.. مزاجي كده.

رفع حاجبه وقال:مزاجك.. ماشى يا سوكه.

شهد بحده:ومين سوكه دى كمان ياسى يونس.

يونس بتلاعب:سوكه العبيطه.. ماهى الى كانت بتقول كده فى الفيلم مزاجى كده.

شهقت بغيظ :بقا انا شبه سوكه العبيطة.. اخس عليك يا يونس.

يونس بتلاعب وحب:احلى سوكه في حياتي.


ابتسمت بحب وخجل رغم محاولاتها عدم الابتسام ولكن فعلت وهو ينظر لها بشغف وحب. ثوانى وعبثت من جديد وقالت بأمر :طب يالا سندنى.

ضحك بخفة وهز رأسه بيأس منها وقام باسنادها بحب وحنان شعرت به مبتسمة بصدق.


وقفت عند باب الفيلا ونفضت يده عنها فجاءه وقالت بإصرار :شيلنى.

يونس :ايه.

شهد:شيلنى.

يونس :انتى سخنه طيب ولا ايه.. عايزانى اشيلك قدام كل الى جوا عادى ومش هتتحرجى زى كل مرة.

شهد بمشاغبه وإصرار :اتحجج بقا.. مش قادر تشيل ولا ايه يا بعلى.


كتم ضحكته بصعوبة من مايعيشه مع مجنونته الجديد على حياته الروتينية كليا.

نظرت له بتحدى:ها هتشيل ولا مش قادر.

يونس :يابت ده انتى ماتجيش فيا دراع.

شهد بشقاوه:كلااااااام.

رفع حاجبه لها بتحدى وقال:متاكده.

شهد باصرار ومرح:يالا.. شيلنى ياحواش.

ضحك بجنون منها وقال: مستعدة.

شهد وهى ترفع يديها في الهواء:يالا طيرنى يا طيارة.


ابتسم بحب واستمتاع منها ومن جنانها الغريب وهو لا يعلم اتمرح ام غاضبة هى ام ماذا.

فى ثواني كانت محمولة بين ذراعيه وهو ينظر لها بثقه وكأنه لا يحمل شيئاً.


فتح الباب لهم بعد دقه عدت مرات وزهل الجميع من شهد المحموله على ذراعيه.

نطرت لهم بحرج ثم قالت له بخفوت:خلاص نزلنى.

يونس بجنان منها:اشيل ولا انزل ولا ايه.

شهد :نزلنى.

لمحت  مروه تهبط الدرج تناطرهم بغيظ فقالت بسرعه :غيرت رائى.. شيلنى.

يونس بجنون:بت... ارسى على بر.

شهد:خلاص جواب نهائى.


حملها معتذرا مت من الجميع متعللا بمرضها وصعد لغرفتهم سريعا ووضعها بهدوء على الفراش.


اعتدلت بهدوء أيضاً في موضعها تتكا على ظهر الفراش واضعه رأسها على الوسائد.


نظر لها بحب لا يستطيع توقع الخطوة القادمة مع ظهور روحها المجنونه مجدداً.


خلع ثيابه وذهب للمرحاض لاخذ دش سريع.

ذهب لغرفة الملابس وارتدى ملابس بيتيه مريحة واتجه لها من جديد.


كانت مغمضه عيونها براحه تحتول الاسترخاء. شعرت بهبوط جسد بثقله على الفراش فنطرت له وقالت بهدوء مخيف:هتعمل ايه.


رفع حاجبه من سؤالها الغريب وقال:ايه هنام.. صمت قليلاً واكمل بعبث:مش هعمل اكتر من كده ماتخافيش الدكتورة مانعانى لمدة كام يوم كده من اللي عملته فيكى.

قال الأخيرة بفخر فلم تبالى هى ولم تخجل حتى وقالت بابتسامة :لأ انت مش هتنام على السرير معايا.

يونس:نعم... امال هنام فين.


وقفت بصعوبة وقالت :مش عارفة.

يونس :مش عارفة ازاى.. ورايحه فين.

شهد :هاخد دش.

يونس بوقاحه:اساعدك.

شهد بغضب وصراخ(من الاخر بتردح) :خليك في السودا الكودا الى كنت عارفهاااااا... يا بتاع ناااااديييين.


اغلقت الباب فى وجهه وهو فقط عينه جاحظه من الصدمه تزامنا مع رنين هاتفه فأجاب قائلاً وهو مازال على حاله:الو... ايوه يا عبدالله... شهد بتردحلى ياعبدالله.


مر أسبوع وشهد على حالها معه تذيقه من الوان الجنان من كل لون ولون. رغم غضبه أحياناً وزهوله احيانا كثيره إلا أن سعادته كانت الاكبر وهى تتصرف بغيره مجنونه نابعه من عشقها له.


يشهد الجميع على تجدد روحه ووجهه الذى اضحى يشع حياة وحيوية واشراق.


يجلس صباحاً امام سفرة الطعام والجميع ينظر له بتسليه يعلمون ما تفعله به شهد. ومروه تتميز عيظا من سعادته 

بجنان هذه الفلاحه ماذا تفعل زيارة عنها هى.


هبطت الدرج بهدوء وهى ترتدى فستان ابيض رقيق جدا مع حجاب ذهبى فكانت كالملكه بهذه الطله وهى لاتضع على وجهها إلا كحلا يزيد من وسع عينيها جمالاً. عيونها التى توقعه صريع لها ولحبها.

ينظر لها وهى تهبط الدرج بحب فهذه الحميله زوجته وملكه. يجلس بشموخ وزهو يليق به يبتسم وهو يحاول توقع ماذا سيفعل جنونها اليوم.


تقدمت بهدوء ونعومه بجمالها الأثر ومروه تشتعل بداخلها تعلم وتقر انها حقاً جميلة.

جلست لجوار يونس بهدوء بعد إلقاء السلام. ابتسم متعجبا فجنونها اليوم سيكون ناعما مثلما اعتاد منها. يكون أحياناً جنون بشراسه وأحيانا يكن ناعما مثل اليوم.


تحدثت عزيزه وقالت:عامله ايه يا شهد يابنتى النهاردة.

شهد:الحمد لله بقيت احسن... وهروح النهاردة الكليه كمان.

يونس:مافيش كليه النهاردة.

شهد بحده خفيفه:ماينفعش انا بقالى كتير مش بحضر الامتحانات قربت.

يونس مبتسماً باصرار :مافيش كليه النهاردة... النهاردة عيد ميلادك.


ابتسمت بحب فهى ظنته لا يعلمه ولا تعلم من أين علم فهذا اول عام لهم معا.


اتعست عيون مروه بحقد وغضب. بينما تحدث كامل :كل سنه وانتى طيبه يا بنتى.

شهد:وانتى طيب يا بابا.

عزيزه:كل سنة وانتي طيبة يا بنتى.

شهد:وحضرتك بخير.

كامل:لازم نحتفل بيكى بقا.

تدخلت مروه لاول مرة بغيظ وسخريه:كل سنه وانتى طيبه يا شهد.. بس ليه نحتفل ليه يعني كتير بصراحه.. ماتزعليش منى طبعا انا بس خايفه عليكى... اصل انتى طول عمرك اخرك تورته ب150 جنبه من حلواني الشبراوى... ده إذا كنتوا فى الفلاحين بتعملوا أعياد ميلاد اصلاً... انا خايفه عليكى يا حبيبتي بس تنصدمى.


تجمعت الدموع بعينيها من بشاعة تلك المروه وهى التى كانت تلوم نفسها وتحاسبها لان يونس يعيش فى غرفتها هى يوميا وتقريبا لا يتحدث ولا يمس مروة. تدين نفسها بأنه حرام عليها وان للاخرى حق بها وتأتى هى وتقول هكذا وتجرح بها.

غضب يونس كثيرا من حديث مروه وانتظر رد شهد كى تأخذ حقها بيدها كما عودها ولكن يبدو أن صغيرته قد جرحت كثيراً هذه المرة وهذا واضح من لمعان عيونها بالدموع.


التفت لمروه قال:برافوا عليكى يا مروة.. فعلاً شهد لازم تتعامل بالمستوى الى يليق بيها... يعنى تتعامل كملكه لأنها من يومها ملكة وعشان كده انا حجزتلنا يخط في النيل نحتفل عليه ياروحي.


قال الأخيرة وهو ينظر لشهد بحب واعتزاز 


نظرت له تبتسم من بين دموعها وهى تراه يعلى من شأنها فوق الجميع وحقا يجعلها ملكه عليهم جميعا.


اما والديه لا يصدقون وهم يرونه يبوح بكلمات عاشقة لزوجته امامه فشموخه دائما ما كان يمنعه رغم علمهم بعشقه لها لكن هذه أول مرة يصرح بقوه ودون خجل.


تحدث كامل قائلاً :بس انا خايف على العيال الصغيرة والميا.

يونس :لا يا بابا.. انا عامل الاحتفال ليا انا وشهد وبس.


زهول اخر يصيب الجميع ومروه تكاد تنفجر وهى تراه يصطحبها بعد ان احكمت وضع نقابها ويغادرون بسعادة حقيقيه.


فتحت هاتفها وأرسلت رساله لماهى مصاحبه لبعض الصور.


قامت ماهى بالاتصال عليها فخرجت للحديقه لكى تستطيع التحدث :الو... ايوه يا ماهى... شوفتى الصور... يعنى كويسين دول.. ماشى... انتى متاكده أن بكده هى اللى هتمشى وتطلب الطلاق بنفسها... ياريت ياريت يا ماهى... سلام.


اغلقت الهاتف وهي تبتسم بشر لا تعلم بأنها تحفر قبرها بيدها........

الجزء 23

مع رياح النيل المنعشه كانت خصلاتها الطويله تتطاير في الهواء وهى تغمض عينيها تستمتع برائحه الهواء العيليل الممزوجه برائحه النيل والتي تبس للنفس هدوء وحب.


وقف خلفها يتمعن بعودها المنحوت ببراعه وجسدها الرائع يقف بتمايل. إن هذه الفاتنه زوجته وله.

امسك خصلات شعرها الطويله المتطايره مع الهواء. جمعها فى قبضه واحده وازاحها عن عنقها فوضعه على كتفها وغمس رأسه على كتفها الآخر يستنشق رائحتها ببطئ وعشقها يسير مع دمائه.


احست هى بحركته فابتسمت بعشق. عشق مختلف كليا. نعم احبت سعد ولكن ذلك اليونس هى عشقته.

تعشق نفسها بين ذراعيه.. تشعر أنه كان ولابد أن تكون هنا منذ البداية ولكن حكمه الله فوق كل شئ.


يونس بحب:كل سنه وانتى طيبه يا حبيبتي... يارب كل سنينك الجايه تكونى بخير ومبسوطه.


استدارت له ووضعت كفيها على عضلات صدره البارزه فتشنجت تحت اناملها الصغيره. وكعادتها المهلكه له ولقلبه نظرت بعمق لعينيه وقالت ما اذابه أكثر وأكثر :يبقى لازم تقولى كل سنه وانتى معايا. 

احتصنته بحب وانفاس عاليه ساخنه وأكملت :تقولى كل سنة وانتي فى حضنى... هو ده اللي بيحسسنى بالأمان والى ببقى بخير ومبسوطه وانا جواه. 


لم تسمع اجابه منه غير انفاسه العاليه جداً ووجهه المحمر من شدة مشاعره فمهلكته لا تنفك بأن تجعله يشعر بأنه الرجل الوحيد على وجه الأرض. كلمات قليله جعلته يشعر وكأنه اوسم الرجال وأكثرهم جاذبية وخبره حتى تعشقه انثاه بهذه الطريقه والتى تخبره بها كأنه شهريار زمانه. 

كم يعشق تلك الشهد. كم تذيبه وتجعله منصهر بين كفى يدها الصغيرتين. يشعر معها انه امتلك الدنيا وما فيها ولا يبدلها ابدا باى شئ فهى كل الدنيا له. 


رفعت وجهها عن كتفه وفى ثوانى التقتط هى شفتيه فكاد ان يغشى عليه من هوج مشاعره. رغم قوة بنيانه ولكن قبلتها تلك حقا كادت ان تصيبه بسكته قلبيه. شهد لثانى مره تقبله هى. وليست قبله عاديه. لا. 

فهى تضع كفيها على عنقه. واقفه بقدميها على قدميه ترفع جسدها كى تصل لطوله وتميل بعنقه عليها كى تتمكن منه. قبله كادت ان تودى بحياته. 

والأكثر. 

الاكثر أنها هى من جذبته للداخل تريد زوجها. ليست كأى زوجه وإنما كانثى اهلكها العشق حتى بلغ زروته.


لأول مرة تقوم هى بممارسة جنونها وعشقها له. تفاجئ بجانب جديد بها وكم هى أنثى جامحه شرسه. أحياناً.. وديعه ولطيفه كالقطه فى نفس الوقت ونفس الموقف. مزيج غريب تتمتع به شهده ولكنه مزيج مميز ورائع. محبب لقلبه. 

بعد مده طويله من الوقت

مستلقيه بانهاك كبير داخل احضانه والاعياء بلغ منها مبلغه. يحتويها بين زراعية كابنته المدلله لا يعرف اضحك عليها ام يحزن يسبب انهاكها الواضح. 

فهى ولاول مره من تولت زمام الأمور في علاقتهم وهو تركها تفعل ماتريد. يريد أن يستمتع بمبادرتها معه. لكنها انهكت بشده فهو قوى للغاية. 

كل ما يفعله الان انه يبتسم بحب على صغيرته الجميله. حقا وصدقا قد استمتع بين يديها بشكل لا يصدق. 

رفعت عينيها له بانهاك قائله بتذمر:ماتضحكش كده. 

كبت ضحكته قائلاً :مش يضحك اصلاً يا شهدى. 

شهد:لأ انا شوفتك وانت بتدارى الضحكه. 

يونس:لا خالص مش بضحك اهو. 

شهد بتذمر طفولى:اووف.. مانت إلى جامد اووى اعملك أيه. 

اتسعت عينيه من ماقالت وضحك بصخب ولكنه تذكر شئ سئ فتحدث قائلاً :يعني انا جامد مش كده... اجمد من سعد صح؟ 

نظرت له بزهول. دقيقة... دقيقتين. حتى بدأت تستوعب انه بالفعل قد نطق بما سمعته. 

شهد:يونس... انت مدرك انت بتقول ايه. 

وكأى رجل من مجتمع شرقى في موقفه نسى انه أخاه وتذكر فقط انه كان زوجها السابق. وكل رجل يريد أن يثبت لنفسه ولزوجته انه الأقوى والاجمد على الإطلاق. 

يونس وقد عماه شيطانه:ايوه مدرك بقول ايه... انا ببسطك اكتر منه مش كده؟ 

اخذت نفساً عميقا للداخل وهى تخبر نفسها انه لابد وان يتحدثوا بهذا الشأن ثم يغلقوه للأبد. 

تحدثت بجديه قائله :بس ده اخوك يا يونس مش مجرد اى زوج ليا وخلاص. 

يونس بجدية هو الآخر :بس بالنسبه لاى راجل دلوقتي هو مش اخويا.. فى موقفى ده هو راجل.. اخويا بقا ابن عمى إبن خالى مش هتفرق هو دلوقتي بيتقارن بيا كراجل كان فى حياتك قبلى.. وإلى كان واضح جدا إنك كنتى بتحبيه. 

نظق ما قاله بصعوبة بالغة فهوسه بها يجعله لا يطيق نطق هذه الكلمات ولكنه قد تعب ويريد إنهاء الحرب الدائرة بقلبه. فليتحدث كل منهم بما بداخله حتى يرتاحوا. 

هى الأخرى شعرت نفس الشعور. يجب التحدث عن هذا الأمر الذي دائماً ما يحاولون تجنبه وعدم الاقتراب منه. منتهى الشفافية والوضوح حتى ينتهى هذا الصراع الذى بداخله. ومن يعلم ربما يقل هوسه تملكه المجنون هذا. 

إذا لابد من لحظه مواجهه. 

نظرت كعادتها بعمق فى منتصف عينيه وقالت :عايز تقول ايه يا يونس... قول كل اللى فى قلبك خلينا نخلص كلام فى الموضوع ده ومانفتحوش تانى. لانى بصراحة زهقت.. أسأل الى عايز تسأله وانا هجاوب عليه بمنتهى الصراحة وبعدها قرر عايز تكمل معايا ولا.... قاطعها بحده وهو يجذب جسدها العارى له قائلاً بشراسة :مافيش ولا.. انتى بأسمى وهتفضلى بأسمى حتى بعد ما اموت... عارفة.. انا واصل بيا الامر لأنى هوصى ان بعد موتى ماتتجوزيش. 

نظرة له باعين متسعه وقالت:بعد الشر عليك.. ماتقولش كده. 

يونس بجديه:إلى عندى قولته ياشهد.. انتى شهد يونس العامرى.. وهتفضلى شهد يونس العامرى لآخر يوم فى حياتك وياريت تسستمى امورك وحياتك على كده. 

اغمضت عينيها زفتحتهم بعد تنهيده قائله :عارفة... وراضيه.. بس خلينا فى المهم.. انت فتحت موضوع خلينا نتكلم فيه وننهيه عشان انا تعبت. 

اشاح بوجهه للجهه الأخرى صامتاً. فتحدثت هى قائله :اتكلم يا يونس... قول الى فى قلبك عشان مش هنفتح الموضوع ده تاني. 

نظر لها مجدداً وقال :شهد.. أنا بحبك اوى.. كل الى بحس بيه ده من حبى ليكى.. حاسس بنار جوايا.. علىَ فكرة انا كنت بحب سعد جدا واظن انتى اخدتى بالك من ده... انا مش الراجل البشع الى بقا كاره اخوه زى مانتى فاكره... مش هكدب عليكى.. بصراحة انا كمان كنت فاكر ان إلى بقا جوايا كره.. لكن انا مش كده.. مش وحش كده.. الى انا فيه ده غيره.. وعلى فكرة غيره الرجاله وحشة اوى وصعبة اووى.. حتى تصعب من غيره الستات.. على الأقل الستات يقدروا يعبروا عنها ويتكلموا فحدتها بتقل طول ماهم بينفسوا عن الى جواهم. 

لكن احنا رجالة.. والغيرة دى بتاعت الحريم.. حاجة تعيب فينا وتقل مننا لو عبرنا او بان علينا غيرتنا. 

عشان كده كان باين ان غيرتى كره.. لكن انا عمرى ما اكره سعد.. ده ابنى.. انا الى رابيته.. كنت بتابع معاه كل تفاصيل حياته.. احلامه.. انا إلى. 

ابتلع غصه مريره في حلقه وقال:انا الى جالى اول واحد يكلمني عنك.. وانا الى جيت وخطبتك ليه. وكنت فرحان.. فرحان جداً.. ابنى كبر... وبقى عريس وبيتجوز. 

ماكنتش اعرف انى بجوزه حبيبتي.. ماكنتش اعرف أنى بشهد على عقد جوازه من الى هتبقى حياتي كلها.. حجزتله سويت ملكى فى الفندق بتاعى عشان يستفرد بمراته إلى هتبقى مراتى وكل حاجه ليا فى الدنيا. 

بحب جورى جدا.. دى بنت اخويا وحته منه وعوضه في الدنيا. بس ساعات بفكر.. جبتو جورى ازاى.. قرب منك.. لمسك.. كنتى مبسوطه معاه.. كنتى ب... 

اغمض عينيه بقوه والم وهى صامته تريده أن يبوح بكل ما يعتمر قلبه رغم زهولها بكل هذا. 


اكمل بمرارة قائلاً :اوعى تفتكرى أنى حبيتك عشان شكلك حلو.. انا عارف وانتى عارفة انك فعلا جميله. 

لكن لا.. انا حبيتك من اول ما بدأت أركز معاكى من بعد مابقيتى على ذمتى.. كنتى لسه بنقابك قدامى.. لاقيت فيكى حنيه وحب واهتمام مش فى حد. عشقت صوتك.. حركة ايدك.. ريحتك الخفيفة إلى بتحسسنى اننا في عز الربيع. بعدها شوفتك.. شوفتك خدودك.. سفايفك.. عينك.. شعرك.. جسمك.. وقعت.. لأ غرقت.. وهنا ابتدي العذاب... انتى بعدانى عنك... مش بتسيبى فرصه غير لما توصليلى وتوصلى للكل انى مجرد زوج على ورق وانك عايشه على حبك لسعد.. كل ده فى نفس الوقت الى بتعذب فيه طول النهار وحتى بالليل فى. احلامى مش سيبانى في حالى. 

تعبت كتير على ما وصلتلك.. ماكنتش حابب ابدا اوصلك غصب ولا افرد نفسي عليكى... مش انا الراجل اللي يعمل كده. 

شهد انا مش بكره سعد.. لكن غيران... غيران منه جدا. انتى كنتى بتحبيه اوى. 

صمت نهائياً بعدما افرغ كل شحنته السلبيه وارتاح بما كان يحويه قلبه. 

نظرت شهد بعمق له وقالت :يونس.. بصلى... بص فى عينى. 

رفع نظره وصوبه داخل عينيها فقالت:يونس مش هنضحك على بعض... انا كنت بحب سعد. 

اشتعلت عينيه بنيران غيره فاخمدتها قائله :لكن انت انا بعشقك... يونس انا حبيت سعد وانا لسه عيله صغيره.. حبيت حبه ليا وهو عرف يخلينى احبه بعد الجواز بحنيته واحتواءه واهتمامه.. سننا ودماغنا كانت قريبه من بعض. وكان بيفهمنى من غير ما اتكلم. وده زود حبنا لبعض.

نطر لها بحزن كاد أن يسقط دمعه ففهمت عليه وابتسمت قائله :لكن قولى يا يونس.. لما تحب حد أكبر منك ب16سنه.. لما تحب حد هو تفكير وانت تفكير.. هو من جيل وانت من جيل تانى خالص. حد مش فاهمك ولا فاهم دماغك فيها ايه. لا وكمان جوازك منه بدأ بدايه صعبه. لأ دى صعبه جدا. مش بس كده. هو مش ليك لوحدك وغصب عنك وعنه فى حد بيشاركه فيك....ومخلف من حد غيرك.......فارض عليك كمية تحكمات رهيبه... بس بعد كل ده ورغم كل ده تحبه... رغم أنك كنت متضايق منه جدا.. رغم انك كنت ناوى تندمه على كل لحظه وجع عاشها بسببه... تلاقى نفسك مش بتعمل كده... لا ده انت عايزه مبسوط وسعيد.... شخص مافيش بينك وبينه اى تكافئ خالص...عارف ساعات بقعد مع نفسى كده وبقعد افكر اقول طب انا بحبه ليه... ايه اللى شددنى ليه... طبعا انا عارفه ومتاكده إنك فيك مميزات كتيره جدا لكن لما ماتبقاش لاقى السبب الاقوى... لما يبقى الاجابه هو انى مش عارفة... يبقى هو ده العشق. 


اقتربت منه والصقت وجنتها بوجنته وقالت:فرق كبيييير بين الحب والعشق وانا عشقتك يا يونس.


اغمض عينيه يتنهد براحه كبيره.. لقد اراحته واثلجت قلبه حقاً. 

حديثها كله صحيح وهو يعلمه. لا يوجد بينهم اى نقطة مشتركه ولكن الله قد ذرع عشق كل منهم بقلب الآخر. هى تعشقه لذاته. يونس الرجل. وليس يونس العامرى البرلمانى الثرى. 


جذبها من ذراعها ومددها على قدميه فاصبحت فى احضانه ومال عليها يقبلها ببطئ ونعومه. وضعت كفها الصغير على عنقه تمررها عليه مرسله موجات عاليه تلهب حواسه اكتر واخرى نضعها بشعره فتجذبه إليها ولشفتيها اكثر واكثر. 


كانت قبله محمومه وناعمه في نفس الوقت. جاءت بعدما افضى كل منهم بما يحمله بقلبه بكل شفافية وصراحة. يقبلها بحب وراحه على اقل من مهله وقد ارتاح قلبه. لن يقارن نفسه باخيه ثانيه. ان هى احبت أخيه ولم تنكر وهذا شيء جيد فهى ليست نكاره للجميل او تجارى الموجه واعترفت بما قد كان. لكنها الان تعشقه. والعشق يتخطى الحب بكثير لذا بدءاً من الان لا خوف لا غيره او حقد على أخيه الشهيد. 

استمرت قبلتهم لوقت لا يعلموا كم مدته فهى قبلة حب وعشق وليست رغبه إطلاقا. 


وقف عز أمام ماكينة صنع القهوه في غرفة نومه لا يرى امامه زوجته المصون. 

عز بصوت واضح يحدث نفسه كالمجنون:لأ مش هدور عليها اكيد بتستحمى... الست دى بتستحمى اكتر ما بتنام. 


ترك الماكينه تعمل وذهب الى المرحاض ودق الباب قائلاً :يا مااااهى... النضافه حلوه مافيش كلام.. بس مش كده يعني. 


ماهى بهدوء واسترخاء من الداخل:شششششش... بس ماتزعجنيش... اووووف.. انت مش متخيل.. جيرانا الى بعدنا بفيلتين لسه ماشيين من عندى.. اووف مش طايقه نفسى. 

هز رأسه بياس منها وذهب يلتقط كوب القهوه بعدما انتهت المكينه من إعداده. 


وقف أمام الشرفه المطله على فيلا العامرى. ولكن سريعاً مازفر بيأس وهو يقول:اكيد مش هنا ومش هتيجى دلوقتي. 

هم للدخول بعدما أصابه الاحباط ولكنه لمح سياره تاكسى تقف أمام فيلتهم لحظة وخرجت منها حمراؤه البيضاء. 


اتسعت عينيه بزهول وظل يفرق بها خوفاً من انه يتخيل فقط قال بفرحه :لأ هى... هى والله... جت.. والنعمه جت.... اجرررى ياعز. 


ركض سريعاً كالمجنون وسكب كوب القهوه على السجاد المودرن الفخم و فى ثوانى كان امام فيلا العامرى. 


وجدها تمسك بيد ابنها الوسيم ذو العيون الزرقاء او الرصاصى لم يستطع التحديد احمم وأيضاً لا يهم. 


حمحم متصنعا الجديه محاولة الظهور بهالة الهيبة التي تظهر امام جميع الخلق ولكن يأتى عند هذه الحمراء ويصبح قرد بسيدارى. او شامبنزى فى حالة جنون. 


هندم ثيابه وتقدم ناحيتهم كأنه كان يسير بالصدفه. 

وقف أمامها وتصنع التفاجئ وقال :ايه ده مدام ملك... ازاى حضرتك. 

ملك ببشاشه اذابته كالابله:الحمد لله ازاى حضرتك. 

عز كالابله المغيب :بقيت كويس. 

وابتسمت وهى تنظر باستغراب لحالته التى حاولت كبت ضحكاتها عليها. 

نظر لها مجدداً فوجدها تحمل علبه هدايا كبيره وابنها يحمل علبه اخرى. فقال بجديه :هاتى اشيل عنك. 

رفضت بأدب قائله:لا طبعاً مش عايزه اتعبك. 

عز بهيام :لا طبعاً هتشيلى وانا موجود. 

ملك :العفو بس عادى وبعدين مش تقيله. 

عز بداخله:بقى الشوكولاته دى تشيل وانا واقف. 

وبدون وعى تحدث مغيبا بأغنية :ياحته شوكلاته.... ياموز وعليه بطاطا... ماتيجى نعيش يا وزه. 


اتسعت عينيها هى وابنها وقالت بزهول:افندم. 

حمحم بحرج وعلم انه وللاسف كان يتحدث  بصوت مسموع وبالتأكيد بدا كالابله. 

فحمحم مستدعيا الهيبه وهندم من بذلته وقال:احممم.. ااا.. لا دى والدتى.. والدتى عملالى وزه النهاردة على الغدا. 


ملك باستغراب :وزه. 

عز :اه وزه... فيها ايه يعني.. ماهى حلال. 

مللك:اه عارفة انها حلال بس غريبه يعني.. اقصد مش منتشر او مطلوب زى البط والفراخ والحمام. كده يعني. 


عز:لا.. انا والدتى عملالى وز عراقى. 

كريم متدخلا :هو مش كان بط عراقى ياعمو. 

نظر له عز وقال كأنه من نفس سنه:كان فين. 

كريم بتفاعل معه:فى فيلم بوحه.. بط عراقى. 

عز متذكرا:ااااه لما راح لفلانتينو. 

كريم:اه... تقريباً كان بط. 

عز:لأ وز.. لما طلع من الحمام لاقاه دابح كل الوز وقاله مسكتلك وزتين امريكان وسط العراقيين قمت مطير رقابيهم. 

كريم بتأكيد وإصرار :لا كان بط. 

عز باصرار أكبر :لا كان وز. 

كريم :والله بط. 

عز:بقولك وز. 

ملك:بسسسسسسسسس. 

إشارة لعز كطفل مذنب:اقف هنا. 

ولكريم هو الآخر :وانت هنا. 

أكملت قائله :ايه داخلين مصارعه مع بعض. وجهت حديثها لعز وقالت :وانت يا كبير يا عاقل... عامل عقلك بعقله. 


عز محدثا نفسه :كبير ايه وعاقل ايه.. ده أنا اعيل منه. 

ثم ابتسم داخليا بخبث وقال مصطنعا الجديه:بس خلاص.. انا اخدت الموضوع على كرامتى جدا وانا كله الا كرامتى.. فانتوا هتيجوا تاكله معانا الوزه على الغدا وبعدها نشغل الفيلم ونشوف بقا هو بط عراقى ولا وز عراقى اه انا كله الا كرامتى... هو البنى ادم ايه غير دم وكرامه وشويه حاجات فوق بعض. 


ملك باستغراب :خلاص حضرتك الموضوع مش مستاهل. 

عز :أبدا... مش هتنازل. 

ملك:ياسيدي انا الى بتنازل وبقولك هو وز عراقى. 

صاح كريم يرفض الهزيمه :لا يا ماما كان بط انا متأكد. 

لكزته فى كتفه كى تنهى هذا الموقف الذى اخذ أكثر من حجمه:خلاص يا كريم هو وز بقا. 

صاح عز باعتراض :لا وانا ماتاخدش على اد عقلى.. انا مصر انه وز ومصر اثبتلكوا. 


رفع انفه بشموخ مسير للضحك وقال وهو يهندم جاكت بذلته:النهاردة... الساعة 7..مابنحبش نتأخر على الغدا عشان نلحق نهضم قبل النوم... سلام. 


تحرك وتركها قبل أن ترفض مجدداً وهو يحدث نفسه :ااااه. قمر.. قمر... عووود ومشدوود.. بقا دى تتخان... ودينى لاتجوزها. كتها البلا كده وهى حلوه وناعمه وطريه وكلها حنيه. 


بعد مده خرجت من المرحاض وقد نعمت بدش هادئ ومريح ذهبت للمرأة تمشط شعرها. وجدت من يمسك عنها الفرشاة ويجلسها بهدوء امامه ثم بدأ بتمشيط خصلاتها الجميله. همت لعقده أو ربطه على اى شكل ولكنه منعها وقام بفرده على كتفه وهو جاذبها اليه ملصقها به وقال:سبيه كده... بحبه يبقى مفرود.. وبحبه اكتر وهو مفروض على ضهرى. 


التصقت به أكثر وهى ترفع وجهها له تناظره بحب ولم تنطق بشئ إنما كانت نظراتها تكفى. فاغمض عينيه يستمتع بما يعيشه معها الأن.فتحدث بعد مده وهو مازال مغمض وعينيه مغلقتين براحه كبيرة :لو من كام سنه كان حد جه وقالى انى هييجى الوقت الى ابقى عايش فيه كده وحاسس الى حاسه دلوقتي اكيد كنت هقول عليه مجنون... لكن الى حاسه دلوقتي حاجة أكبر من الخيال او اى جنان.. انا حبيت دنيتى من جديد بيكى وليكى ياروحى. 

ابتسمت بحب وشددت من التصاقها به وهو يحيطها بذراعيه الشديدة القويه وشعور بالسكينه والراحة يتخللهم لدرجه انهم قد غفوا وضعهم هذا. 


فى تمام السابعة كان عز يقوم بطرق باب فيلا العامرى فحمراءه وكما توقع قد تأخرت أو ربما لن تأتي. 

فتحت له الخادمة وهم بالسؤال عن ملك ولكن صوت كامل يناديه قطع سؤاله. 


كامل:عز!تعالي اتفضل يابنى. 

تقدم للداخل بهيبته التى اعتادها الناس عنه وقال:احمم.. انا بس كنت بسأل على مدام ملك وكريم.. اصلى قابلت كريم النهاردة وهما جايين وعزمته على الغدا وفيلم وبلايستاشن. احممم هما فين. 


تدخلت جورى بحماس قائله:فيلم ايه يا عمو. 

تدخل مالك معترضا:جووورى. 

نظرت له بضيق ولم تعاود السؤال ولكن أجاب عز بحب لهذه الصغيره :فيلم بوحه عارفاه. 

التمعت عين جورى وقالت:اه ده حلو اوى... ممكن اجى اتفرج معاكوا. 

مالك بتحدير:جووووررررى. 

زاد ضيقها منه فتدخلت عزيزه :سيبها يا مالك تروح تتفرج وهناك ادهم وحنين هتلعب معاهم وتغير جو وكمان كريم هيكون معاهم عشان امها مش هنا. 


مالك محدثا نفسه بغضب:ماهو ده اللى معصبنى:ادهم وكريم هو انا كنت ناقص وبالذات الواد ابو عنين ملونه ده. 


تحدث عز بقليل من الحرج:احمم. ااطب هو كريم ومدام ملك فين مش شايفهم. 

عزيزه بخبث وهى ترى اهتمام عز بملك:بعد ماجت على طول دخلت ترتاح لحد ماشهد تيجى.. اصلها جايه النهاردة مخصوص عشان عيد ميلاد شهد.. وجايبه معاها هديتها وهدية اخوها... اصل اخوها مشاغله كتير معرفش ييجى... اسكت مش اطلقت.. اه.. جوزها. ظبطته متلبس مع واحده فى فندف وفى وضع والعياذ بالله.. ربنا يستر على ولايانا.... قطع ثرثرتها الفظيعه هذه صوت كامل الغاضب :بسسس. خلاص فى ايه... ماينفعش كده. 

ثم نادى بصوت جهورى:يا هنيه... يا هنيه. 

هنيه باحترام :نعم يا كامل بيه. 

كامل:لو سمحتي روحي صحى مدام ملك وكريم وقوليلهم يجهزوا عشان عز بيه مستنيهم على العشا. 

صاحت جورى:وانا. 

كامل مبتسماً على شقاوتها:وانتى يا جورى. 

كان مالك يتميز غيظا ولكن ما باليد حيله فنطق بكبر يرفض الخضوع :احممم.. هو انا ينفع اجى معاكو. 

هز كامل رأسه بيأس فهذا الشبل من ذاك الاسد المهووس الغيور. 


فى اليخط الخاص بيونس. صعدت بالسلم الخشبى على ظهر اليخط فوجدت عشاء رومانسى معد على ضوء الشموع. وجذبها يونس للرقص معه قائلاً بحب:كل سنة وانتي فى حضنى....كل سنة وانتي معايا. 

احتضنته شهد تتنفس بسخونه وعمق تستنشق رائحته التى باتت تعشقها:كل سنة وانت حبيبي.

تنفست رائحته من جديد قائله بذوبان:بعشق ريحتك. 

تفاجئ كليا بما قالت وبات يريحه جدا انها تعشقه ومهووسه به مثله تماماً. ابتسم بفرحه يتيم بلبس العيد وضمها إليه حتى كادت أن تنكسر اضلعها من شدة حبه. 

اخرجها بصعوبة من بين احضانه قائلاً :عجبك اليخت. 

ابتسمت بفرحه وقالت بحماس:جدا... اكتر حاجة عجبانى إنه فى الهوا والميا وممكن اقلع نقابى واقعد كده عادى.. مش بعرف اعيش أجواء زى دى عشان نقابى.. انا بحبه وبقيت مقتنعه بيه بس ده مايمنعش انى ساعات بكون عايزه اعيش الحاجات دى وبرضه افضل محافظة على نقابى. فكرة حلوة اووى يا نوسى. 


نظر لها متفاجئا وقال:ايه. 

شهد بدلال وميوعه:يا ن و س ى. 

قهقه عالياً وقال:لا معلش قولى تانى. 

شهد :نوسى.. بدلعك يا حبيبى. 

قهقه من جديد بحب واحتضنها قائلاً :جبتيه منين ده.. ههههههه.. بقى يونس بيه عضو مجلس الشعب بقا نوسى.. ده لو الموظفين في الشركه عندي سمعوكى. 

شهد بميوعه الهكته :وفيها ايه... من حق الكبير يتدلع. 

ثم أكملت :لكن برضه دى خصوصيات... ماتخرجش بره اوضة نومنا.. يعنى بينى وبينك وبس. 

ابتسم لها بحب وقال :ربنا يكملك بعقلك يا روحى ويخليكى ليا. 

صمت قليلا وقال:مش هتسألى عن هديتك. 

ابتسمت بحب قائله :ما انا اخدتها... حضنك هديتى. 

ضمها اليه بعشق اذابهم وقال :انا كلى ليكى يا حبيبتي.. بس انتى هديتك اليخت ده. 

اتسعت عينيها بزهول وقالت :انت بتتكلم بجد. 

يونس :اه يا روحى. 

شهد :يونس مش قصدي حاجة وفعلاً مش بنكد بس انت عارف يخت زى ده بكام مليون.. ده أنا امبارح على فيس بوك شايفه كذا ملجأ بيشتكوا أنهم مش عندهم بطاطين كفايه ومحتاجين رز وسكر ومكرونات وحاجات اساسيه للحياة. والولاد والبنات ماهندهمش كسوه كفاية شتوى او صيفى وانت بتهادينى بيخت بملايين. 


نظر لها لا يعرف بما يجيب فقالت هى :بص مش انا كتبته بأسمى.. نبيعه ونساعد كذا مكان وخد الباقي ليك.. كمان فى اطفال كتير فى مشتشفيات محتاجين عمليات ضروريه. والمفروض أن رجال الأعمال إلى زيكوا وربنا مديهم من وسع يتبنوا مشاكلهم خصوصاً كمان انك عضو فى مجلس الشعب يعني ده واجب عليك. 


جلس بجوارها قائلاً :طب خلاص ماتتحمقيش كده...


رواية شهد حياتي

الجزء الرابع والعشرين


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


تجلس ملك وعقلها يدور في بحر من الأفكار. تتذكر عشاءها في منزل ذلك العز الذى يوصف باكتر من كارثى.


تتذكر حديثها مع ماهى زوجته عندما جلسوا سوياً.


انتبهت على حديث شهد التى تقول :انا مش مصدقة... يعنى عز ده عايز يتجوزك.

نظرت لها ملك بضياع بقلم سوما العربى وقالت :اه.

شهد:طب وانتى إيه رائيك.

ملك :مش عارفة.. بس انا مش عايزه اتجوز خالص.. كمان بقلم سوما العربي مرات عز دى طلعت مش وحشه زى ماهو باين للناس.


ضيقت شهد مابين حاجبيها قائله:ازاى.

زفرت ملك بقوه وتحدثت:بصى يا شهد كل الى اقدر اقولهولك بقلم سوما العربى واختصارا لكلام كتير الست دى من وهى صغيرة طبيعتها هاديه وفى حالها لكن الناس والمجتمع وصحابها بقوا يقولو عليها تنكا. وهى مش كده خالص بالعكس دى كانت طيبه بقلم سوما العربى وفى حالها بس كلامهم انها شايفه نفسها وبتلبس على الموضه وكلامها قليل مع الناس ومش بتاخد على الى قدامها بسرعه خلاها تكتئب هى مش شايفه نفسها لكن عارفه أنها حلوه وربنا من عليها بنعمة الجمال بقلم سوما العربي وايه الجريمة إنها تهتم بلبسها ومظهرها هى مش بتسرق ولا بتصرف فلوس حد ده مال ابوها.. حاولت كتير تدخل فى صداقات وصحوبيه مع الناس لكن ماتعرفش ليه كانوا بيتجنبوها ومن هنا اتحولت على مدار كذا سنه لواحدة تانيه خالص.. هما حصروها فى شخصية المتكبره فقررت توريهم التكبر الى بجد بيبقى عامل إزاى. وانهم لسه ماشفوش التكبر الى على حق. حكموا عليها بكده بقلم سوما العربى ولاد الناس الاغنيه ماحبوهاش علشان فعلاً على قدر من الجمال وولاد الناس البسيطة بعدوا عنها وخافوا من فرق العيشه مابينهم. 


كانت شهد تستمع لها بانصات وحزن فهى الاخرى كانت من ضمن الناس الذين حكموا عليها بالكبر والغرور بقلم سوما العربى رغم انهم لم يحدث بينهم اى تعامل مباشر. 


تنهدت بقوة وقالت:دى اكيد تعبت فى حياتها اوى واتعذبت كتير. 

ملك :تخيلى إنها مالهاش اخوات ولا اى بيست فرند. 

شهد:كمان. 

ملك:اه.

شهد :لأ ثوانى.. امال مروه تبقى ايه. 

ملك:ههههه... مروه دى حاجة تانية خالص.. من ضمن الناس اللي كانوا بيتنمروا عليها.. ده غير أنها دايماً كانت بتجاهد عشان تحسسها أنها احسن واحلى منها... مروه كانت من ضمن الشخصيات الرئيسية الى علمت فى حياة ماهى وحولتها لشخصية بقلم سوما العربى وحشه مع ان البنت دى طيبه وكويسه جدا. 


شهد:بس غريبه.. ازاى تقعد معاكى وتتكلم وتحكى كده.. حتى تحكى عن شخصيتها وعقدتها فى الحياة.. ومع مين.. معاكى انتى.. ماعلش يعني انتى ست وعارفه ان الست بتحس بجوزها وهى اكيد حست ان جوزها ميال ليكى. 


ملك بحزن:ماهو عشان كده.. هى حاسة.. وللأسف حاسة كمان انه ناوى على كده وهى مش هتقدر ترجعه.. انتى عارفه انها كانت بس عايزه توصلى إنها بنى ادمه مش وحشه وماتستاهلش الاذيه.. طب انتى عارفه ان حتى عز اتجوزها عشان متكبره ومغروره. 


جحزت اعين شهد وقالت :معقول... ده واطى اوى. 

ملك:بصى مانقدرش نقول واطى ولا لأ... بس الى فهمته انه بدأ من تحت اووى كان بيشتغل فى مصنع كراسى بلاستيك في الوراق... ولما جمع قرشين وبدأ كان برضه سمكه صغيرة وسط حيتان...شويه بشويه بدأ يكبر بس فضل وسط رجال الأعمال عز العشوائي... كان عايز واحدة برستيج وياما هنا ياما هناك وساعتها كانت ماهى حدث ولا حرج. معروف عنها انها تنكه ومغروره.. مناخيرها في السما ومش شايفه على الارض غيرها.. هى الناس والباقى شبه الناس.. فلما يبقى ارتبط بيها ووافقت عليه يلمع اكتر واكتر.


شهد بتأثر:الحيواااان. 

ملك:بصى هى برضه مانكرتش حاجة.. قالت انه كان طيب وكويس معاها وبيتعامل بأدب واحترام وكل طلابتها مجابه. 

شهد :طب ما اتغيرتش معاه ليه بقا. 

ملك :لأنه ببساطة كان زيه زى معظم الرجاله شايف ان الراجل بنك فلوس وانه طالما التلاجه مليانه والبيت فيه فلوس يبقى كده مهمته كملت.. كل مناسبه كانت تبقى مستنيه حتى ورده ب5جنيه مثلا دليل انه افتكرها وفكر فيها مش شرط حاجة غاليه.. تلاقيه اصلاً ناسى المناسبه ويفكر انها عايزه هديه بس فايروح مديها مبلغ حلو او الكريدت كارد تشتري الى هى عايزاه ويغرق اكتر واكتر في شركته وأعماله ومشاريعه... فساهم فى انه يحولها لانسانه بتعوض نفسها وغياب جوزها عنها بالفلوس والشوبنج والبدى كير والمنيكير فازادت بشاعة صورتها قدام الناس اكتر واكتر. 


شهد باسى:صعبة عليا اوى.. وهو كمان جنى عليها. 

ملك:فعلاً.. انتى تعرفى انها وافقت تتجوزوا دونا عن شباب تانيه كتير لأنها شافت فيه ابن البلد. الواد ابن الحاره العفيجى الى دمه حامى بس يعرف يحتوى الست الى فى حياته.. وهو فعلاً كده بس دوامة أحلامه وطموحاته كانت وخداه... ولما بدأ يفوق فكر في واحدة غيرها عشان مش عاجبه الصوره اللي هو بنفسه مع الناس ساهم في أنها تتكون وتبقى ماهى بالشخصية الى قدامنا دى. 


شهد:بس هى برضه ماكنش ينفع تسيب كل من هب ودب يأثر كده فى شخصيتها وهما اللى يشكلوها... كان الفروض أنها تبقى قويه و.. 

قطعتها ملك قائله:قويه ايه وبتاع ايه بس يا شهد... انتى بتتكلمى عن بنت وحيدة ابوها مانعها عن اهل امها عشان لوكل ودون المستوى وامها نفسها ماتت.. لا ليها اصحاب ولا اخوات ولا قرايب.. متربيه مع الخدم عشان ابوها كل شويه يتجوز واحدة وياخدها ويسافر هانى زفت على دماغه.. بنت من الحضانة بقلم سوما العربى وكل صحابها بيبعدوا عنها كأنها جربانه... تفتكرى هتبقى عامله إزاى. 


كانت دموع شهد تهدد بالسقوط اشفاقا على ما عانته هذه المرأة. 

تحدثت قائله:حرام والله... دى اتعذبت اووى وفى كل مراحل حياتها لا اب عدل بيهتم او بيسيبها لأهل أمها يهتموا بيها.. ولا صحاب رضيوا يصاحبوها.. ولا حتى لما جت تتجوز جوزها كان حنين واحتواها باهتمامه.. وكله من الناس وكلام الناس... المفروض كل واحد يخليه في حاله.. احنا مانعرفش الى قدامنا ده عاش ظروف عامله ازاى عشان نحكم عليه ولا على شخصيته... كلام الناس والخوف منه هو الى خلانى اوافق اتجوز بعد سعد.. هو اللى خلانى اوافق اتحط فى وضع صعب اوى.. لسه كلام كاميليا بيرن فى ودنى لحد دلوقتي.

ملك:اهدى.. اهدى ياشهد.. ماحدش عارف الخير فين.. يمكن كل ده حصل عشان ليكوا نصيب فى بعض.. وكمان يونس إنسان كويس وباين عليه بيحبك اوى... ربنا مابيجبش حاجة وحشه. 


ابتسمت شهد قائله :ونعم بالله.. عندك حق.

ملك بتذكر:اه صحيح... كاميليا عامله ايه.

شهد :بكلمها على طول فون وساعات ساعات لما بعرف بقعد بقلم سوما العربى معاها شويه بعد الكليه. 


صمت قليلا لكن تحدثت بحيره وقالت:لكن الى مش عارفة استوعبه خالص.. يعنى ازاى ماهى دى كويسه اوى من جواها كده وكانت ضحيه كلام الناس والمجتمع واما تبقى قاعده بتتكلم او بتقول رأيها في حد بيبان أنها فعلاً وحشه وحقوده. 


ملك:عايزه ايه يا شهد من واحده مالقتش تجاوب ناحيتها من اى حد.. عايزه ايه من واحده بقت شايفه ان كل الى هيشوفها مش هيحبها واول ماتديلوا ضهرها هيقول عليها كلام زى الزفت.. اكيد بقت شايفه كل الناس أعدائها.. بتبتدى هى بالهجوم عليهم عشان بقت تتعب من ردود أفعال الناس ناحيتها...فهمتى. 

شهد:فاهمة.. فاهمة جدا.. انا كمان عشان طبيعتى الهاديه بقلم سوما العربي وانى مش باخد على الناس بسرعه بتخلى ناس تقول عليا متكبره وشايفه نفسى.. وكمان النقاب زود بعد الناس عنى شويه.. للأسف لسه في ناس بتبعد عن المنقبين وكأننا من كوكب تاني. 


ملك:لا مش كده اوى هو بس الناس بقت بتخاف لأن فى ناس كتير فعلاً بيسيئوا للنقاب يعني فيه بيلبسوه بقلم سوما العربى عشان يروحوا وييجوا ويطلعوا وينزلوا وماحدش يعرف مين دول ولا ولاد مين.. وفى ناس بتخطف بيه.. وفى بنات بتبقى لابساه غصب عنها وهما ضحكتهم وافعالهم تلم الناس حواليهم.. لكن فى ناس لابساه تدين واحتشام.. وناس لابساه عشان تدارى فتنتها زيك كده.


تنهدت شهد قائله:عندك حق... ربنا الشاهد والمطلع بقا. 


صمتت قليلاً لكن تحدثت وقد تذكرت أمر ما:طب ايه.. هترفضى عز. 


ملك بحيرة :مش عارفة.. بس انا شايفه انى مش مستعدة على الاقل نفسيا انى اعيد تجربة الجواز تانى.. ده غير انى لو فكرت مش هيكون من عز ده... يروح يحتوى مراته ويعوضها الاول بلا وكسه. 


صحكت شهد بقوه على طريقة اختها فى الحديث. 

وجدت صوت عميق محذر بقوه يتحدث :شههههههد.. صوووتك. 

جحظت عينيها بخوف وتفاجئ وتوقفت عن الضحك فقالت ملك :هتوحشينى ياشهد... هبقى اقرالك الفاتحه كل جمعه ساعة الأذان. 


كانت تتحدث أثناء هرولة الأخرى ناحية مكتب وحشها الضخم الذي خرج يحذرها ودخل مجددا صافقا الباب خلفه بقوه من غضبه منها اثر صوت ضحكتها المرتفعه فعلاً بشده وهنالك كان يقف مع سائقه الذى جلب له أحد الملفات المهمة من الشركه. 


طرقت الباب بخفوت فاذن هو للطارق بالدخول. 

سارت تجاهه ولم تراه قد رفع عينيه عما يقراءه. 

علمت أنه بقلم سوما العربي هكذا غاضب بشده.. ما باله هذا الضخم.. لقد كانت مجرد صحكه.. يضخم الأمر كثيراً هذا الرجل. 


وقفت بعدما اسدارت خلف مكتبه ووقفت بجانب مقعده وهو مازال ينظر لما بين يديه بغضب. 


وضعت اناملها على ذقنه بنعومه اسارت القشعريره في جسده ولكنه طبعا أخفى كل ذلك ببراعه. 


نظرت إلى عينيه بعمق وقالت:زعلان مني ليه... ينفع يونس يزعل من شهده؟ 


يونس بقوه وغضب :ماهو لما شهده يبقى صوت ضحكتها تجيب بوليس الاداب وهو واقف معاه راجل غريب ويتفاجئ بصوت مراته عالى كده وبالطريقه دى ابقى انا مش راجل ومش عارف احكم بيتى. 


اتسعت عينيها من حديثه وقالت متجنبه حزنها مما قاله:انا ماكنتش اقصد وكمان ماكنتش اعرف ان في حد غريب في البيت... لكن انا ضحكتى ماتجبش بوليس الاداب ولا حاجة يا يونس. 


زفر بقوه ووقف عن مقعده وقال:شهد... انتى خلاص بقيتى عارفة انا بحبك اد ايه... واد ايه بغير عليكى.. يبقى ماتزعليش من رد فعلى بقا.


اغمضت عينيها تحدث نفسها انه ربما معه حق. فتحتهم مجددا ونظرت له. ثوانى وابتسمت بنعومه بقلم سوما العربى قائله بصدق وشوق :على فكره انت وحشتني. 


انشرح صدره من حديثها العفوى الصريح وهو يراها باتت تعبر عن حبها واشتياقها له وأنه رجلها الأوحد. 


حملها وخرج من مكتبه وفى ثوانى كان على فراشه معها يعلمها قواعد الحب والشوق الممزوج بالعنف مزجا. 


فى جناح مروه تمسك الهاتف بغيظ وهى تتحدث :يعني ايه يعني يا ماهى.... انتى مش كنتى متفقه معايا. 

ماهى على الناحية الأخرى :بصى يا مروه انا مش هكمل مش عايزه أذى حد.. وياريت انتى كمان ماتعمليش كده وحاولى ترجعى بقلم سوما العربي جوزك ليكى بطريقة تانيه. 

مروه بحقد:طريقة تانيه.. طريقة تانيه ازاى انا ماعرفش طرق تانيه مع يونس الى بينى وبينه هات وخد. 


ماهى محاولة اثناءها عن اذية شهد:بصى يا مروه بلاش ماحدش عارف الموضوع ده ممكن يخلص على ايه. 

مروه باصرار وشر:يخلص زى ما يخلص. 


تنهدت ماهى بضيق وأغلقت الهاتف فى وجهها دون حديث وهى عازمه على الذهاب لشهد وتحذيرها فابلاخير هى من طرحت تلك الفكرة الخبيثة ولابد وان تنهيها هى. 

اسندت رأسها على الفراش تفكر قليلاً قبل أن تقوم من مكانها ذاهبة لغرفة اطفالها للاطمئنان عليهم وهى تنوى الذهاب باكرا لشهد محاولة تفادي الأمر. 


فى الصباح 

أستيقظ يونس على قبلات متفرقه على سائر وجهه وعنقه. فتح عينيه بتثاقل وجد صغيرته تغوص بوجهها فى عنقه تلتهمه بقبله طفوليه بمزيج من العنف والعذوبه معا. 


ابتسم بفرحة شديدة.. لو مات الآن سيموت وهو مرتوى مطئن انه قد أخذ من الدنيا كل ما اراد. ثواني.. ثواني.. لا. لا يريد الموت. يريد أن يحيى فوق الحياه حياه مع شهده. 


احاطها بذراعيه فرفعت وجهها عن عنقه بعدما علمت باستيقاظه. 

ابتسمت له بعشق فابتسم لها بعشق اكبر واخذ شفتيها بقلبه صباحيه عاشقه. 


بعد مده كان يهبط الدرج وهو مرتدى بذلته العمليه ويديه تحيط خصرها يملى عليها تحذيراته وتنبيهاته العاشقة التى لن تنتهى. 


تنظر عزيزه لهم بفرحة وهى ترى السعادة أخيراً على وجه ابنها الاكبر بعد عمر من التعب. 


خرج يونس لعمله وعادت هى للداخل بعد أن ودعته عند ذهابه لعمله فهذه أصبحت من عاداتها الجميله معه. 


كانت تهم بالصعود لكن صوت عزيزه اوقفها قائله :الحمد لله... أخيراً شوفت يونس وشه بيضحك ومنور... ربنا يسعده يارب. 


ابتسمت شهد بسخرية واستهزاء بداخلها فكل ما يهمها هو ابنها وراحة ابنها. 


صدح رنين جرس الباب وذهبت الخادمة لمعرفة من الطارق. 


ثوانى وكانت شهد تقف مستغربه من طلب ماهى لمقابلتها. 


وفى تلك الأثناء تحديدا كانت مروه تعتمد على نفسها فى تنفيذ ماعزمت عليه بعد رجوع ماهى لرشدها. 


جلست ماهى وعلى وجهها ابتسامة بشوشه تدل فعلاً انها شخصيه جميله. 

بادلتها شهد نفس الابتسامة بعدما سمعته عنها من ملك وبعد رؤيه هذه البسمه العذبه. 

تحدثت ماهى قائله :اول حاجة حابه ارحب بيكى كجران لانى ماعرفتش قبل كده انى اقعد معاكى لوحدنا. 

ابتسمت لها شهد بحب وترحيب وقالت:أهلا بيكى فى اى وقت. 

تشجعت ماهى اكثر بعد ترحيب شهد لها ورؤيتها لتقبل شهد لها ولشخصيتها فابتسمت بحزن وقالت:انا خوفت تقولى عليا زى باقى الناس انى يعني... 

قاطعتها شهد وقالت:لأ طبعا... باين عليكى طيبه وحبوبه وبنت ناس. 


ابتسمت ماهى براحه وقالت:انتى عارفه انا والله بحاول اصاحب معظم الجيران.. حتى من يومين كان فى جران جداد من منطقة شعبيه انا الى روحت وعزمتهم على الغدا عندى عشان نتعرف على بعض وفعلاً جم عندى وحبيتهم جدا واخدت ارقامهم عشان نتواصل مع بعض.. لكن طبعا عز لما شافنى باخد شور بعد ما مشيوا من عندى مافهمش ان ابنهم وقع عصير المانجا عليا وهدومى وجسمى بقوا ملزقين فاكنت مقروقه من نفسى مش منهم فاطبيعى انى اخد شور عشان انضف.. لكن هو حكم على الظاهر وقال انى مقروفه منهم عشان شعبيين.. طب مالو انا مقروفه منهم ماكنتش هعزمهم فى بيتى.. بلاش حتى لو افتكر ان هما الى جم بيتى مانا كان ممكن اخلى حد من الخدم يمشهيهم او استقبلهم وحش.. بس انا كنت مبسوطه معاهم وحبيتهم جدا حتى ابنهم الشقى جدا ده حبيته.


كانت تستمع لها مبتسمه.. احاديث الناس واحكامهم آه والف ااااااه منها. 

شهد بصدق:انا حبيتك جدا يا ماهى ياريت نكون صحاب. 

ماهى بلهفه وفرحه:بجد. 

شهد:طبعا ده انا يشرفنى. 

ماهى :يعنى مش هتبعدى ولا هتسيبتى. 

شهد :لأ طبعا وانا أطول يبقى عندى اخت حلوه وطيبة زيك كده. وملك كمان هتبقوا صحاب اوى. 

ماهى بحزن:بصراحة مش هخبى عليكى.. انا حبيت ملك جدا وعارفه إنها طيبه وكويسه وتتحب وكان نفسى ابقى انا وهى نكون صحاب.. لكن ماهما كانت طيبه وكويسه هفضل طول الوقت فاكره وعارفه ان جوزى معجب بيها وعايز يتجوزها.. مهما ان كنت طيبه ومتسامحه لكن انا بنى ادمه وبحس... مش هعرف اتعامل معاها عادى اعذريني.. دايماً في كل مره هشوفها واو اقعد معاها هفتكر ان جوزى فضلها عليا... ياريت تقدرى موقفى. 


ربطت شهد على يدها وقالت:طبعا فهماكى وعذراكى.. بس برضه عايزه اعرفك ان ملك شيفاكى إنسانه ممتازه.. امبارح طول الليل وهى عماله تمدح فيكى وفى طيبتك وأخلاقك. 


ابتسمت ماهى بحب وقالت :ربنا يخليكي يا رب... انا كنت عايزة اتكلم معاكي في حاجة مهمة وضرورية. 

شهد بانتباه:خير. 

ماهى:خير.. بصى مروه كانت.... قاطعها رنين الهاتف الذى قامت من بعده منتفضه فالمدرسة الخاصة بابنتها تخبرها انها وقعت من على الدرج وقد كسر ذراعها. 


صعدت شهد لغرفته وهى تحاول تخمين ما كانت ماهى تريد اخبارها به. ثم مالبثت واستغرقت فى نوم عميييق. 


بعد مرور عدة ساعات 


استيقظت من نومها بكسل واستدنت على ظهر الفراش ترى الوقت فقالت:ياااااه انا نمت كل ده... ده يونس قرب يرجع. 

قررت ان تنهض سريعاً كى تاخذ حمام منعش يجملها قبل عودة زوجها من العمل. 

ولكن لفت انتباهها وجود اشعارات كثيره على هاتفها من موقع فيس بوك. 

فتحته وكانت الكارثه. 


منشورات كثيره (بوستات) على كل جروبات الفيس بوك وانستجرام بها صورها هى ويونس محتصنها يضحك بحب. متقارنه هذه الصوره بصوره أخرى له مع زوجته الاولى مروه. 


منشورات كثيره بعناوين كثيره منها. 

خطافة الرجاله. 

شوف الواطى بعد ما ربنا اداله سابها واتجوز غيرها. 


دى صورة عضو مجلس الشعب مع مرات اخوه الى لعبت عليه واخدته من مراته وعياله. 

والكثير والكثير. 


ولكن الاصعب هى تعليقات الناس الجارحه ومنها. 

طب كنتى احترمى النقاب الى لابساه. 

خطافة الرجاله الزباله. 

كلبة فلوس. 

امال لابسه نقاب وعمللنا فيها الشيخة ربنا ياخدكوا ماليتوا البلد. 


وتعليقات اخرى كثيره متعاطفه مع الزوجة الاولى المسكينه الضحيه. 

صرخت بقوه وانهارت تماماً وهى ترى شتائم الناس لها. 


مهلا مهلا بعض المنشورات مرفق بها بعض الصور لها بدون نقاب. 

كيف التقطت لها ومن فعل ذلك. 


من بين كل مائة تعليق جارح تجدتعليق جيد انه. 

ياجنلعه دع الخلق للخالق. 

ماحدش عارف مين الظالم ومين المظلوم. 

هو احنا كنا عايشين وسطهم وعارفين ايه اللي حاصل او عملوا كده ليه. 

لكن معدل الهجوم عليها أقوى واشرس. كل دقيقه منشور جديد فأصبحت حديث الناس من كل الأعمار. 

حتى بجروبات الرجال تداولوا هذه المنشورات خصوصا صور تلك الحسناء دون النقاب مع بعض التعليقات السخيفه. 

مثلا 

ماهو له حق . 

جامده بنت الايه. 

يالهوووى على العنين ولا الشفايف. 

بطل عليا النعمه بطل. 

شاهد يونس العمرى وزوجته الأسد. 


وقد ساعد على انتشار هذه المنشورات اكثر وأكثر هو شهرة يونس العامرى للجميع وكذلك صور تلك الفاتنه. 


فى نفس التوقيت كان يترجل من سيارته بلهفه فقد اشتاقها بشدة. حسناً حسنا سيكسر عظامها داخل احضانه الأن. 


دلف للغرفه بشوق ولكن تجمد فى موضعه وهو يرى حالتها المزريه من البكاء والنحيب. 

اتجه اليها مسرعا وقال :شهد... مالك.. فى ايه.. ايه اللي حصل. 


نظرت له بحزن وتعب ودموعها لا تتوقف عن الهطول وقالت:ط.. طلقنى يا يونس. 


اهتز... نعم اهتز لثواني من وقع الكلمه على اذنه... ماذا حدث.. يعلم أنها باتت تعشقه.. كانت تقبله بحب منذ ساعات.. إذا ما الذى جد. 


ابتلع غصة مؤلمه في حلقه وقال :شهد.. فى ايه.. انا عملت ايه يخليكي تطلبى حاجة زى كده. 

شهد بقهر ودموع :انت ماعملتش.. انت حبيبي وهتفضل حبيبي.. لكن انا تعبت.. كده كتير.. كتير اوى. 


نظر لها بجهل واستنكار فكيف هو حبيبها وكيف تطلب الطلاق وتريد تركه. 


نظر لما بين يديها والتقطت الهاتف فاحمرت عيناه بغضب وهو يرى صوره مع هذه الكلمات الجارحه. 

اشتد غضبه وظهر الوحش الكامن داخله وهو يرى صور فاتنته دون نقاب والرجال تتداول صورها معبرين بمنتهى الوقاحه كم هى فاتنه مستخدمين الفاظ وتعبيرات يعجز اللسان عن نطقها. غلى الدم بعروقه وهو يتوعد لكل من ساهم وشارك او رأى هذه الصور وكتب تلك الاراء والكلمات. 

رفع هاتفه يحدث عبدالله صديقه كى يتقابلوا. والغضب يشع من كل عضلة من جسده. فالأمر ليس بالتشهير به فقط لا لقد تعدي الأمر للوصول إلى صور معشوقته دون نقابها وهو الغيور بهوس. لم يكن هذا كل شئ. تعدى الامر ذلك فبعيدا عن الهوس والعشق انها زوجته.. عرضه وشرفه.. لن يتهاون أبدا. سيضرب بيد من حديد لكل من شارك فيما حدث. 


فى مكتب عز الفيومى رفع هاتفه وقام بالاتصال على ملك بعدما اخذ رقم هاتفها على العشاء. 

ثواني واتاه الرد فاجاب بلهفه :الو.. ملك. 

ملك برسميه وادب:أهلا بحضرتك... بس اسمى مدام ملك لو سمحت.

عز:هو احنا مش اتكلمنا فى النقطه دى امبارح وانا عرضت عليكى الجواز. 

ملك:عز بيه ياريت حضرتك تهتم ببيتك واسرتك الاولى والأهم من كل ده... مدام ماهى مراتك حقيقي انسانه هايله انت بس ماكلفتش نفسك تعرفها كويس رغم كل سنين جوزكوا دى.. تفتكر انا بعد تجربتى الفاشله في الجواز ممكن اغامر بنفسى وادخل برجلى فى جوازه مع راجل بمواصفات حضرتك. 

عز بغضب:ملك ايه اللي بتقوليه ده. 

ملك بقوه:اسمى مدام ملك لو سمح... قاطعها بقوه:لا اسمك ملك وانا هديكى اسبوع كمان واسمع ردك النهائى. 


اغلق الهاتف ولم يعطيها فرصه للرفض مجدداً. 

زفرت بقوه وهى لا تعلم ماذا تفعل حقاً. 

*******

خلص البارت 

اكتر مشهد حلو



رواية شهد حياتي

الجزء الخامس والعشرين


فوت كتير بقا قبل القراءه بليز 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


يقف فى مكتبه بالمقر الرئيسى لمجموعة شركاته وهو يكاد ينفجر من الغضب

بعد أن صب غضبه على معظم اثاث المكتب.

دلف له عبدالله وصدم من هيئته المزريه هذه.

عبد الله :مالك... ايه اللي حصل. 

يونس باعين حمراء وغضب :انا عايز اعرف مين *****الى ورا الى حصل. 


عبدالله بجهل :فى ايه.. فهمنى عشان اقدر اساعدك. 

القى له يونس الهاتف وقال:اتفضل.. شوف ولاد ال****ناشرين ايه وكاتبين ايه. 


صدم عبدالله حقا وعلم ان هيئة صديقه هذه ليست من فراغ. 

يونس بحده:شوفت... المشكلة انى مش عارف مين عمل كده.. بس هعرفه ودينى لادفع كل واحد وواحدة كتبوا كومنت لا حفلوا عليا وعلى مراتى... بس مين.. مييين. 

. صمت عبدالله قليلا يحاول التركيز والتفكير بهدوء 


وبعد مدة من الصمت كان يونس يذرع الغرفه ذهاباً وايابا بعضب الى ان هتف عبدالله :يونس.. فى صوره من غير نقاب.... يعنى الى مصورها صورها من جوا بيتك. 

نظر له وكأنه تذكر للتو فاكمل عبدالله :يعني الى عمل كده حد من أهل بيتك او الخدم. 

يونس بجنون:شهد مش بتطلع قدام حد من غير نقاب غير ابويا وامى ومروه وهنيه الخدامه وريهام.. اى حد من الحرس او الجناينيه ممنوع يدخل او يخرج وهى برا اوضتها. 


ضيق عبد الله عينيه بشك ولكن قال:بص خلينا نتاكد اكتر. 

يونس بغضب:ازااااى. 

عبدالله :ثوانى. 

رفع هاتفه الى أن جاءه الرد :الو... فتحى.. ازيك ياض... ايه الأخبار.. طب كنا عايزينك فى حوار كده... لااا ما ينفعش ده دلوقتي... اه حد يخصنى... حبيبي مانحرمش.. العنوان زى ماهو... هههههه طول عمرك واطى... خلاص جايلك... سلام.. سلام.. سلام. 

نظر ليونس فبادله النظرات باستفهام وقال:ايه. 

عبدالله :فتحى خرايط. 

يونس بجهل وغضب :ايه.. انت هتقول فوازير... مش طالبة على المسا. 

عبدالله :يابنى اشترى منى... ده هو ده اللي هيجبلنا قرار الموضوع عشان ما نأذيش حد على الفاضى. 

يونس:وده هيحلها ازاى. 

عبدالله :عايش في مصر وماتسمعش عن فتحى خرايط... ده سيته مسمع فى الدول المجاورة. 

يونس بغضب:تفتكر ده وقت هزار.

حمحم عبد الله وقال خوفاً على عمره بالطبع :يابنى والله مابهزر فتحى خرايط ده احسن واحد بتاع نت كومبيوتر وشغل هكر وحاجه فل.. بتاع كله... يجبلك عنوان وقرار اى واحد وانت قاعد مكانك كده فى مينت(دقيقة) امال سموه خرايط ليه. 

زفر يونس بغضب وتحرك خارج الغرفه وهو يقول:اما نشوف


فى احد البنايات السكنيه خرجا من المصعد وتوقفا امام باب احد الشقق. طرق الجرس وفتح لهم شخص.. اين هو... نزلوا باعينهم ارضا فوجدوا قزم يفتح لهم الباب. 

الرجل بعظمه غريبه على هيئة جسده:اتفضلوا. 

عبد الله بإحترام :شكرا. 

ثم تمتم بخفوت ليونس:ايه الهيبه دى. 


نظر له يونس نطره اخرسته فحمحم قائلاً :احمم.. تمام. 


دلفوا للداخل وجدوا مكان عباره عن اجهزه كومبيوتر ولابتوبات واسلاك نت متعدده ومتشعبه وكأنهم بمقر سرى للموساد. 

وجدوا امامهم شاب في اواخر العشرين يبتسم لهم ببلاهه وخصوصاً يونس تقدم منهم وقال :أهلا أهلا اهلا... نورتونى والله... المكان كله منور يا يونس بيه. 

يونس باستغراب :انت تعرفني. 

الشاب ببلاهه ستودى بحياته اكيد:ههههه ومين مايعرفش حضرتك... ده انت بقيت الترند رقم واحد في مصر... حلوه الصورة الى كنت حاطت ايدك عل.... 


وضع عبدالله يده كمم فم هذا الابله ليتوقف عن نطق الاكثر والذى سيودى بحياته فلو ود الانتحار ماكان ليفعل ذلك. 


احمرت اعين يونس غضبا وكور قبضه يده. وهذا المختل مازال يصرخ ويقاوم تحت كف عبدالله يريد التعبير وإكمال حديثه. 

هز عبدالله رأسه بقوه وهو يشدد على فمه اكثر وقال :الراجل اللى قدامك ده على اخره ولسه مكسر مكتبين خشب مره واحده. خاف على دماغك القرعه دى عشان لسه محتاجينها. 


جحظت اعين الشاب بخوف وهز رأسه بهيستريا فتركه عبدالله واجلسه بحدة على كرسى امام احد الأجهزة. 


مال عليه يونس بغضب والأخير يبتلع ريقه بخوف وصعوبة فقال يونس بفحيح:اول حاجة تشيلى كل الصور من على كل المواقع وبعدين تجيبلى قرار الموضوع ومين اللي عمل كده... فاهم. 


حاول الحديث بصعوبه وقال:ماهو.. ماهو.. احممم.. انا لازم اصيب الصور والبوستات عشان اوصل للى عمل كده.

يونس بغضب:قولت شيل. 

الشاب بخوف وتلعثم :والله كان بودى هو انا مستغنى عن عمرى.. بس لما اشيل الصور هدور على ايه وعلى مين. 

يونس بغضب وصراخ:مش مشكلتى اتصرف. 

عبدالله متدخلا:اتصرف احسنلك يا فتحى انا ماسكه عنك بالعافيه.. مش ضامن هو ممكن يعمل ايه. 

فتحى بخوف:حاضر.. حاضر.. حاضر. 

يونس :اخللللص.

فتحى:اهو والله. 


مرت نصف ساعة وفتحى المسكين مازال يبحث فى قرارا الموضوع. 


ضربه يونس المقعد الذى يجلس عليه وقال :كل ده. 

فتحى بنبره مقتربه من البكاء :والله ماينفع كده... انا مش عارف اعمل حاجة منك. 

عبد الله :يالا يافتحى انت مطول كده ليه. 

فتحى :هو انتو فاكرينه سحر مثلا. 

يونس :انت لسه هتلوك. 


وقف امامه عبدالله كمانع وقال:خلاص اهدى اهدى وخليه يكمل. 


بعد مده اخرى 

اغلق فتحى عينيه من التعب وقال: اهو.

يونس :ايه ده. 

عبدالله :ده رقم تليفون. 

فتحى باعين مغمضه من التعب والارهاق:اه.. ده رقم تليفون صاحب اول اكونت نشر الصور.. لو عرفته هو مين يبقى كده وصلته. 

يونس بحده وقله صبر:طب ماتشوفه مين. 

فتحى وهو يشيح بيده كعويل النساء وقد اوشك على البكاء :ياعم أنا بتاع نت وكومبيوتر يعني اهكر جهاز اتنصنت على حد لكن مش شركة فودافون انا. 


تدخل عبدالله وقال :خلاص يا يونس ثواني وهنعرف كل حاجه.. اهدى انت متعصب فامش عارف تتصرف لو كنت اهدى من كده كان زمانك خلصت الحوار ده بدرى عن كده. 


فكر يونس قليلا ثم قام بالاتصال على احد الأرقام وقام باملاء عليه رقم الهاتف الذى معه. 


انتظر لدقائق حتى وصلته رسالة فتحها فجحظت عيناه وقال بغضب كبير:مروووووه. 


خرج بخطى سريعة جدا من البنايه باكملها. حاول عبدالله اللحاق به ولكن لم يستطع فقام سريعا باستوقاف سيارة اجرة وذهب خلفه فهيئته غير مبشره إطلاقا. 


فى فيلا العامرى تحديدا بجناح مروه... كانت مستلقيه على شزلونج هزاز من الجلد وهى مغمضة العين بمنتهى البرود والاريحيه تدندن على نغمات إحدى الأغانى الاجنبيه الرائجة. فلقد تخلصت من اكبر عقبه بحياتها.. بعدما القنتها درس عمرها فى جزاء من يقترب من شئ خاص بمروه هانم.والان تلك الشهد الغبيه جمعت كل اشياءها واخذت ابنتها وذهبت بلا رجعه واخيرررااا. 


دلف داخل البيت كالثور الهائج وهو يصيح باسمها مناديا فى كل مكان. 


بالطبع لم تلبى الندا فهى لم تستمع لما يحدث بسبب صوت الاغانى. 


وقف كامل وعزيزه وهم يستغربون الوضع كثيرا منذ قليل خرجت شهد تحمل كل حقائبها هى وابنتها وكانت بحالة انهيار تامه ودموعها لا تتوقف عن الهطول كالمطر. ولم يسطتيع احد اثناءها عن قرارها ابدا وهم لا يعلمون بماذا سيخبرون يونس عندما يأتى فهم باتوا يعلمون جنونه وتعلقه بها الواضح للاعمى. 


تحدث كامل باستغراب شديد لكل أحداث هذا اليوم الغريب :فى ايه يا بنى.

لم يجيب يونس إنما ظل يصرخ باسم تلك العقربه:مروووةةه.. مروووه. 


لم تجيب او تأتى.. فى ثلاث خطوات كان يلتهم درج السلم وبلمح البصر كان يقتحم جناحها وخلفه كامل وعزيزه. 


لثوانى اهتزت فى موضعها.. هل كشف أمرها... لا لقد اتخذت كل الاحطياطات... ولكن عزيزتى انتى تعبثين مع يونس العامرى. 


هوى بكف يده على وجنتها بقوه فصرخت شاهقة وصرخ معها مالك بقوه:باااااابا. 

استدار له بغضب فقال مالك بغضب وحزن:هو كل يومين هتضربها ولا ايه...عمرك مامديت ايدك على امى.. مابقتش تعمل كده الا اما اتجوزت الست شهد. 

احتدت اعين يونس فابنه الذى انجبه ورباه يقف امامه متحديا فقال بغضب وعصبيه :أخرس انت هتعلى صوتك عليا يا ولد. 

مالك بغضب :حضرتك الى ضربت امى.. وبعدين ايه هتمد ايدك عليا انا كمان.


كانت مروه رغم وجه وجنتها إلا انها تبتسم بنصر وهى ترى مالك يدافع عنها ويتحدى والده ويسيئ لشهد. 


يونس بنفس حالته:مابقاش غيرك انت كمان.. فوق انا ابوك وانت عيل لسه...ومش فاهم حاجة. 

مالك بتحدى هو الآخر :انا مابقتش عيل.. انا بقيت طولك يعني راجل. 


نظر له يونس باعين كالصقر وغضبه يتفاقم وقال:تمااااام... طب تعالى بقا يا راجل وشوف ولا مافكش عنين... شوف ياسيد الرجاله الناس وهى بتتكلم عن عرض ابوك... شوف الرجاله والعيال المراهقين الى من سنك الى بيقولو على مرات ابوك اللى هى عرضه بطل واسد.. مراته المنقبه يتشيرلها صور من غير نقابها والى يسوى والى مايسواش يقعد يتكلم ويوصف فيها.. طب بلاش هى... ابوك.. يا راجل.. ابوك اتشهر بيه وصوره بقت على كل الصفحات ابوك مكتوب فوق صورته شاهد قبل الحذف يونس العامرى وزوجته الأسد.. ابوك بيتشتم ويتهان وبيتقال عليه واطى وحيوان... تحب اكملك... ايه ماشوفتش كل ده. 


كان مالك يستمع له بزهول وقال:لا والله انا رجعت من المدرسه نمت ولسه صاحى. 


ولكن تحدث مجددا وقال:بس كل ده مايقولش ان امى هى الى عملت كده. 

يونس بغضب:وهو انت تعرف عن ابوك انه هيتهم الناس من غير دليل. 


تحدثت مروه بخوف وقالت:انا مالى... انا ماعملتش حاجة. 


قبض على شعرها بقبضة يده فتأوهت بقوه وصراخ ومالك أيضا يصرخ بابيه فقال ب

يونس لابنه وللجميع :انا روحت لواحد بيفهم فى المواضيع دى كويس اوى... الهانم امك شاريه خطوط وعامله بيها اكونتات فيك وفاكره انها لما تجيب رقم جديد انا مش هعرف أوصل لصاحبه.


ثم وجه حديثه لمروه وقال بغضب:

حتى لو عملتى المستحيل عشان مايتسحلش باسمك بس بغباؤك روحتى اشتريته من الفرع الرئيسي الى قريب من هنا وانا حبيبي كتير هناك. 


ينظر الجميع لها بصدمه وزهول فتحدث مالك بتفاجئ:ماما... انتى فعلاً عملتى كده... شهرتى با ابويا.. وخليتى الناس عماله تهزق فيه وتتكلم عنه.. ده مكتوب كلام دمى بيغلى كل ما بشوفه.... طب مافكرتيش فيا... شكلى ايه وسط صحابى وهما شايفين صور ابويا الى بفتخر بيه عليهم كلهم وهو كده.. مافكرتيش فى ابنك اللى كبر خلاص.


تحدث كامل بزهول هو الآخر :دى عمله تعمليها يا بنتى.. وانا الى ماكنتش راضى عن اليمين الى رماه عليكى رغم أنك كنتى عامله كارثه قبلها... بهدلتى البنت وشغلتيها خدامه عندك وهنتيها وهزئتيها قدام العماره القديمه كلها وكمان اتبليتى على ابنى وقولتى ان دى أوامره وللأسف ماحدش فينا اتكلم.. غلطه عمرى الى كل ماحط راسى على المخدة (الوساده) عشان انام افتكرها واحاسب نفسى 100مره ومره... ومع ذلك ماهونيش علينا عشان العشره وعشان ابنك... قولت اكيد اتعلمت من غلطها... اكيد مش هتأذى حد تاني... لكن يوصل بيكى الأمر أنك تعملى ابنى مسخه بين الناس.. إزاى دماغك جابتك على كده. 

كانت تستمع لهم باعين تشع حقد وكره  فصرخت أخيراً بغل وقالت:اااه عملت كده... وعارفين ايه كمان.. مش كفاية.. لسه حاسه انه مش كفايه.. انا مروه الشناوى واحدة زى دى تاخد حاجة كانت بتاعتى... حتى لو مش عجبانى.. حتى لو انا مش مدياها قيمتها بس فى الاخر بتاعتى.. انا الى اسيبه مش هو اللى يسيبنى... بقا انا تيجى حتة الفلاحه دى وتاخد جوزى منى.. فيها ايه زيادة عنى هااا... جت هى وخلتكوا كلكوا اتجننتوا بيها.. واحدة زى دى انا مستوايا مايسمحليش انى اشغلها حتى خدامه تمسحلى الجزم.. تيجى انت وتتجوزها وتحبها... ده انت بتكون زى المجنون قدامها... ممنوع ممنوع ممنوع.. كأن حد هيخطف ست الحسن والجمال منك... متحوزاك من اكتر من 14سنه وعمرك مل عملت كده معايا.. مش ندمانه ابدا.. ابدا يا يونس.


صمت لدقيقه او اكثر. ثم اقترب منها ووقف بمواجهتها وقال :14 سنة... 14سنه وانا مستحمل طريقتك وعجرفتك وغرورك.. وكل ده ليه.. عشان خاطر مالك.. تعرفى انى كنت جاى ناوى اطلقك فى نفس الوقت واليوم الى قولتيلى فيه إنك حامل.. رضيت بقسمتى ونصيبى معاكى وحاولت اعلمك واغيرك لكن ماحصلش.. لا ده انتى كنتى بتزيدى سوء. ومن اسوء لاسوء وانا ساكت وراضى.. قله اهتمام بيا وباى حاجة تخصني وراضى.. مشاكل كل يوم مع الناس الغلابه الى بتتنططى عليهم بفلوس جوزك ومنصبه واحلها وراضى... معاملتك الى زى الزفت لاهلى وراضى... خروج ودخول وصرف وسفر وسهر وراضى... حتى ابنك الى جايه تعرفيه دلوقتي لما كبر عشان يدافع عنك عمرك ماكنتى حنينه معاه زى باقى الامهات وانا يوميا اتحصر على حالى وحال ابنى وراضى.. كنت بحاول اعترض واغير فيكى لاكن مافيش جديد.. كام سنه بحاول لحد ما يئست ومع ذلك كنت صاينك عمرى ما فكرت اتجوز عليكى مع انى كنت اقدر ومعايا عذرى لاكن ماعملتش كده.. حتى جوازى من شهد ماكنش جواز عشان عايز اتجوز ولا هى اتجوزتنى عشان عايزه تتجوز.. الظروف هى الى حكمت علينا بكده... وهى كانت بتتجنبك وتتجنبنى.. ومن اول جوازى بيها وهى فاهمة انك الأحق وماعترضتش.. لكن انتى ذلتيها وهنتيها وبهدلتيها وحتى ماكنش ليها رد فعل واستحملت وبعدها برضه فضلت معتبراكى الزوجه الاهم والاحق.. لكن انا.. انا الى لاقيت فيها كل الى كنت بحلم الاقيه فى زوجتي.. الى حاولت ازرعه جواكى وفشلت.. وجايه تقولى فيها ايه زيادة.. طالما ماحستيش بقلبك قبل عينك هى فيها ايه زيادة يبقى عمر وصفى انا او غيرى ماهيخليكى تشوفى.. وقبل كل حاجه وبعد كل حاجه احب اشكرك إنك قدرتى وساعدتينى انى اخد القرار الى كان صعب او بمعنى أصح كنت مستحرم انى اخده. 


انتى طالق يا مروه.. طالق بالتلاته. 

اقل من نص ساعه ومالقيش ليكى اى اثر فى البيت ده.. وماتخافيش اى حاجة ليكى او اى متعلقات مادية او حقوق هتاخديها ومش عشانك ده اكراما لابنى الوحيد لأنك للأسف أمه. 


قبل ان يخرج نهائياً هتفت به:طب وابنى. 

استدار له وهو ينظر لها بغضب وسخريه:ابنك... وده من امتى... من ساعة بس ماكبر وصوته تخن وحسيتى انه فعلاً بقا راجل افتكرتيه وعايزه تاخديه... بصى يا مدام نفقه ومرخر وشبكة واى حقوق هتاخديها.. هدايا مجوهرات او عربيه ولبس برضه هتاخديه لكن ابنى لأ ومش عشان هو ابنى الوحيد والله لو كانوا عشره برضه ماكنتش هسيب واحد فيهم لواحدة زيك تربيه كفاية انه ممكن يكوم واخد جينات منك. 

ثم رفع سبابته وأردف محذرا:نص ساعة وتكونى اختفيتى من بيتى ومن حياتى وحياة ابنى فاهمه. 


هتفت بقوه وقالت:لا يا يونس مش هسيب ابنى. 

يونس بمكر وبراءه مصطنعه:خلاص ماتسبيهوش خديه... بس تسيبى العربيه والكريدت كارد واى هديه او الماظ اشتريتهولك وهسيبلك حقوقك الشرعية (الشبكه والمرخر والحاجات دى) تمام. 


استدار بمكر فهتفت بخوف وقالت:لأ. 

جحظت أعين مالك والجميع بتفاجئ الا هو الذى كان يبتسم بسخرية ممزوجه بالاحتقار فهو ابدا لم يكن ليفرط فى ابنه ولكنه يعلم انها سترفض وستبيع ابنها بالمال. وارد أيضا أن يثبت لابنه وللجميع مدى حقارتها حتى لا يلومه احد منهم فيما بعد. فابنه كبر ووعى وكل شئ حدث امامه. 


ذهب سريعا الى جناح حبيبته كى يهدئها فهو يعلم أنها اكيد متكوره على فراشها منهاره الآن. دلف للداخل يهتف بها ولكن لا رد. قبض قلبه بشده وهو يرى خزانتها فارغه. هرول للخارج وهو يصرخ باسم امه مناديا:امى...امى.

عزيزه:نعم يابنى. 

يونس :فين شهد. 

عزيزه ببساطة :مشيت. 

احمرت عيناه غضبا وقال:مشيت.. مشيت ازاى وراحت فين وازاى محدش يحوشها. 

عزيزه :لاقيناها واخده وهدومها واخده بنتها ومصره تمشى... مشيت لوحدها يبقى ترجع لوحدها.. هو حد كان داس لها على طرف ولا حد قالها امشى... انا مابحبش ياخويا دلع البنات ده. 


صرخ بها كامل بقوه ونفاذ صبر منها هى الاخرى:يعني كل ده ولسه بتقولى ماحصلش حاجة.. الصبر من عندك يارب. 


عزيزه :ايوه ماشى ماحنا ماكناش نعرف انا لأعرف فى البتاع إلى اسمه النت ده ولا افهم فيه. 

كامل ليونس:يابنى والله انا حاولت معاها بس شكلها كان يخوف ومش قابله اى نقاش ولأول مرة من يوم مادخلت بتنا اشوفها كده... بس انا وصيت السواق يوصلها لحد بيت ابوها هى وبنتها وهما لسه واصلين من شوية واطمنت عليهم ماتقلقش. 


احتقن وجهه بعضب وقد تثاقلت المتاعب فوق كاهله منذ الصباح  حقاً قد تعب وهى الأخرى تعاقبه ببعدها عنه. ماذا يفعل الان. 


خرج من البيت كله فوجد عبدالله يقف فى حديقة المنزل الخارجية. توقف باستغراب وقال:عبد الله.. انت هنا من امتى... ومادخلتش ليه. 

عبدالله بحرج:انا هنا من ساعه مانت وصلت جيت ادخل بس سمعت صوت خناق عالى بينك وبين مروه فامحبتش ادخل فى خصوصياتكوا 


ابتسم له يونس واغمض عينيه بتعب فقال هو:ايه اللي حصل.. عملت ايه. 

جلس يونس على احد المقاعد بتعب اهلكه وقال:طلقتها... لكن شهد مشيت وسابت البيت. 

عبدالله بتفهم:ده كان متوقع يا يونس... بعد الى انت حكيتهولى.. هى استحملت كتير اوى. 


زفر يونس بتعب ولم يتحدث إنما استقام واقفاً فقال عبدالله :ايه رايح فين. 

يونس :رايح لها. 

عبدالله :يابنى اقعد الوقت اتأخر وهى كمان سيبها النهاردة تهدا وبكرة تروحلها.. اطلع انت نام دلوقتي. 


تنهد بأسى وقال:مابقتش اعرف. 


وغادر سريعا ومن بعده عاد عبدالله لبيته. 


وصل إلى قريتها قرب شروق الشمس. دخل للمنزل الذى لم يطأه منذ ان قدم لخطبتها لأخيه. ولكنه اليوم يدخله بصفته زوجها وعاشقها. ابتسم بسخريه على القدر وما يخبئه لنا. لكنه عشق هذا القدر الذي جمعه بها. 


لم يتغير البيت كثيرا تكعيبه من العنب تتقدم البيت تنتهى بدرجات سلم قليله وتجد ساحة استقبال متوسطه بها مقاعد خشبيه وحوض من الزهور ثم باب من الحديد والزجاج الملون قام بالدق عليه ولكن لم تأتيه اجابه. 


لا يعلم لما قادته قدماه وذهبت به لخلف المنزل حيث ذلك المنظر البديع. أرض واسعه خضراء ورائحه الصباح اللمزوجه برائحه الندى على فروع الشجر والذرع تبعث الهدوء للنفس. وجد فاتنته ومعذبة قلبه تجلس والحزن يكسو عينيها. رغم جمال المنظر ولكن دموعها مزقت روحه..لا لا ثوانى.. عن اى تمزيق يتحدث ها... سيقتلها.. مؤكد سيقتلها والان.. تجلس من دون نقاب... رحمها الله إذا. 


تقدم منها بسرعه وقبض على ذراعها بقوه وغضب وهو ينوى كسر رأسها. 


تفاجئت به وفزعت ولكنها احتضنته بشوق كبير. 


تفاجأ من فعلتها كليا.. احمم.. حسنا. اا.. لن يقتلها.. لقد انسته تماما. 


_وحشتنى اوى يا يونس. 

نطقت بها شهد بحب وشوق كبير جعله يتأوه بتعب وصوت مرهق جدا. 


اشتم رائحتها وهو يكسر ضلوعها داخل احضانه ثم قال:كده تسيبي.. تسيبى البيت وتمشى من غير ماتقولى.. هونت عليكى. 


خرجت من احضانه وهى تشهق باكيه:غصب عني يا يونس والله ماستحملتش...اللى حصل معايا كان كتير. 

يونس بحزن:ماهو حصل معايا انا كمان.. انا ذنبى ايه.. يعنى فوق ده كله كمان بتعاقبينى بيكى.. تمشي وتسبينى.. هو انا ذنبى ايه. 

شهد ببكاء:والله ماكان قصدى كده.. بس من ساعة ما اتحوزنا وانا بتعرض كل شويه لحاجه اصعب واصعب وكل مره استحمل واعدى.. بس المره دى كانت صعبه اوى.. انا اتفضحت يا يونس.. مش هقدر ارفع عينى فى عين حد بعد كده. 


قالتها وهى منكسه رأسها بدموع وحزن فوضع يده اسفل ذقنها ورفع رأسها عاليا وقال :ماعاش ولا كان الى يعمل فيكى كده وانا عايش.. ترفعى راسك وسط الكل.. وانتى ست الكل.. انا رديتلك اعتبارك وسط الناس كلها.. كل المنشورات الى اتنشرت اتحذفت والجروبات والصفحات دى اتقفلت والى كان السبب في كده اتعاقب. 


مسحت عينيها وانفها بطفوله وقالت:ازاى. 


رفع رأسه وقال:انتى متجوزه يونس العامرى مش اى حد.. اما بالنسبة للتفاصيل مش هقولك لانى زعلان.. وزعلان اوى كمان.

شهد :يا يونس والله...

قاطعها بقوه وقال:انا ذنبى إيه... تعبت اد ايه على ما وصلتلك وتعبت اد ايه على ماقولتيلى بحبك.. كل حاجه يطلع عين اهلى انا ليه.. ليه تسيبنى وتمشى.. هو انا مثلا الى نشرت الصور دى ولا انا اللي قولت للناس تعلق تقول كده ولا انا اصلاً ليا يد من قريب او من بعيد فى الموضوع ده.. انتى غلطتى وغلطتى جامد ياشهد. 


استدار ينوى الذهاب للداخل وهى خلفه تبكى بحزن ولكنه التفت لها واضاف:اه وزيادة عليهم واقفه برا البيت من غير نقاب ياهانم يا محترمه. 


توقفت عن البكاء تلقائيا واتسعت عينيها بزهول منه الا ينسى ابدا او يمرر الامر نظراً لما هم به. 


ومالبست أن ابتسمت بحب. انه يونس المهوس بها. 

لكنه غاضب منها وبشدة وهى أخطأت نوعاً ما ولابد من مراضاته. 


فماذا تفعل هى.

***********

تكملة الرواية من هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع