رواية وشم على حواف القلوب الفصل الثالث و الرابع بقلم ميمى عوالى
رواية وشم على حواف القلوب الفصل الثالث و الرابع بقلم ميمى عوالى
اللهم كن لنا و لا تكن علينا و انصرنا على القوم الظالمين
3
الفصل الثالث
لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية
جابر: خلينا يوم الجمعة ان شاء الله ، بعد صلاة العصر
سميحة : و ليه مش بكرة بس يا جابر
جابر : عشان اكون لحقت جبتلك هدية تليق بيكى و بجابر ياقلب جابر
سميحة بابتسامة نصر : و انى هستناك بنبض قلبى يا جابر 😏
اما بمنزل نجاة .. فبينما كانت نجاة تحاول ارسال ولديها للنوم استعدادا ليوم دراسي جديد .. سمعت دقا قويا على الباب الكبير ، لينتبه إليها عبد الله الذى كان مازال مستيقظا فقال : مين ده اللى هيبقى جاى الساعة دى با امة
لتنهض نجاة من مجلسها قائلة : مش عارفة يا عبدالله ، نام انت ياللا زى اخوك ، و انى هشوف مين ، زمان ام سعيد فتحت
لتعدل وضع غطاء رأسها و هى تتجه الى الاسفل ، لتلتقى بأم سعيد فى منتصف الدرج و هى تقول : فى ضيوف عايزينك و بيسألوا عليكى يا ام عبدالله
نجاة بفضول : ضيوف مين دولم و عاوزين ايه الساعة دى
ام سعيد : ماخبراش ، بس طلبة الغفير موقفهم برة على ماتسمحيلهم بالدخول
نجاة و هى تكمل الدرج الى الاسفل و تتجه الى الباب الخارجي و هى تنظر الى الخارج بفضول لتتفاجئ بوجود طفلتين لم تألفهما من قبل ، لتقول بفضول مخلوط بالاستغراب : انتو مين يا اولاد ، و ازاى لوحدكم اكده فى ساعة زى الساعة دى .. انتو تايهين و اللا ايه
ليأتيها صوتا رجوليا رخيمأ من خلف احد الغفراء لرجل لم تنتبه له من قبل و هو يقول : انى اسف ، سامحينى على الازعاج
نجاة و هى تعود خطوة للخلف : انت مين
الرجل و هو يتقدم ناحية بؤرة الضوء : انى حكم الزيات ، ابن اخو المرحومة فايزة الزيات ، يا ترى فاكرانى و اللا بعد السنين خلاكى نسيتينى
نجاة بصدمة و اندهاش : حكم! .. اهلا و سهلا ، حمدالله على السلامة
حكم : الحقيقة انى لسه واصل من السفر ، و جاى من المطار على هنا على طول ، وماكنتش اعرف ان الحاج مصيلحى جوز عمتى اتوفى .. لسه عارف حالا .. البقاء لله
نجاة ببعض التيه : و نعم بالله
لتسمع طلبة الغفير و هو يقول : الحاج مصيلحى و الست فايزة الله يرحمهم يعتبروا هم اللى مربيين سى حكم طول عمره ، لحد ماسافر على بلاد برة و من يومها اول نوبة ينزل الكفر النهاردة
حكم : الكفر و مصر كلاتها يا عم طلبة ، و الحقيقة لولا انى مشيت العربية اللى جابتنى من المطار قبل ما اعرف اللى حصل .. كنت رجعت معاها من تانى ، لكن دلوك .. انى مش هقدر اعمل حاجة غير انى هطلب من الست ام عبدالله انها تستضيفبنى انى و ولادى الليلة دى بس على ماحتى النهار يطلع
نجاة باستدراك : يا خبر ابيض .. انى اسفة ، ماتأخذنيش .. انى بس عشان المفاجأة ، بس طبعا انت غنى عن التعريف يا سى حكم ، اتفضلوا ، ده انت فى دارك
حكم : لو هيبقى فيها اى قلق .. انى ممكن استنى مع عم طلبة و كفاية الولاد بس يدخلوا من البرد
نجاة باحراج : يا خبر ابيض .. و دى تاجى برضيك ، مايصحش طبعا .. اتفضلوا ، و بعدين كلها ساعة زمن و المضيفة تبقى جاهزة لاستقبالكم عشان تبقوا براحتكم .. اتفضلوا
لتفسح له المجال للدخول بابنتيه و التى كانت احداهما تبلغ الثمان سنوات و الاخرى تبلغ خمس سنوات ، بينما امرت طلبة ان يأمر الغفراء بتجهيز الملحق لاستقبال حكم و ابنتيه ، بينما امرت ام سعيد باحضار واجب الضيافة ، و قبل دلوفها للمنزل .. قامت بالاتصال بأحمد .. ابن شقيقها شيخون و أمرته بأن يأتى إليها على الفور دون ان يبلغ احدا من والديه ، ثم لحقت بحكم و ابنتيه الى الداخل
فوجدته لا زال واقفا بصحن المنزل و هو يتلفت حوله و كأنه يحاول مقارنة الحاضر بماض ذهب و ولى ، فقالت : اتفضل استريح
ثم نظرت الى الفتاتين و قالت بابتسامة حانية : و القمرات دول بقى اسمهم ايه
حكم و هو يتجه للجلوس بجوار ابنتيه : الكبيرة ياسمين عندها تمن سنين ، و الصغيرة بقى تبقى ورد هتكمل خمس سنين
نجاة بابتسامة : الله .. ايه الاسامي الحلوة دى .. ماشاء الله .. ربنا يبارك لك فيهم
حكم : الله يبارك فيكى يا نجاة .. ياترى فاكرانى
نجاة بلجلجة و عينيها تنظر للفراغ : طبعا فاكراك يا سى حكم حمدالله على السلامه
حكم : الله يسلمك ، الحقيقة انى اخر مرة كلمت فيها عم مصيلحى الله يرحمه .. يمكن كانت قبل وفاته بأيام ، كنت متعود اكلمه مرة كل شهر او شهرين بالكتير ، بس للاسف ، حصل معايا ظروف منعتنى اتكلم من تانى بعدها ، و لما خدت قرار رجوعى لمصر .. كنت فاكر انى هعمل له مفاجأة تفرحه .. ماكنتش اعرف ان هو اللى عمل لى المفاجأة دى ، و انى مش هشوفه من تانى
نجاة : العمر الطويل ليك ، و اللقا نصيب
حكم : عندك حق ، و يا ترى عبدالله و عبد الرحمن عاملين ايه
نجاة برضا : بخير الحمدلله ، لو كنتو بدرتوا شويه ، كنتو لحقتوهم قبل ما يناموا عشان مدرستهم الصبح
حكم باحراج : انى بعتذر مرة تانية ، بس .. معاد الطيارة مش بيدى
و قبل ان تعلق نجاة سمعوا صوت احمد ابن شيخون .. يدخل و هو يقول بصوت عال : السلام عليكم
نجاة : و عليكم السلام .. تعالى يا احمد سلم
لتقوم نجاة بتعريفهم الى بعضهم البعض ، ثم تقول : احمد بقى يبقى طالب فى كلية الهندسة ماشاء الله عليه ، فاضل له سنة واحدة و يتخرج و يبقى باشمهندس اد الدنيا كلاتها
احمد بابتسامة : يسمع منك ربنا يا عمة ، ادعيلى انتى اكده بس طوالى
نجاة : بدعيلك يا حبيبى
حكم بابتسامة لاحمد : تعرف ان ابوك صاحبى جدا
احمد بدهشة : بتتكلم جد
حكم : جد الجد كمان ، هو و جابر كانوا اعز اصحابى ، و رغم اننا اتفرقنا فى التعليم ، لكن فضلنا اصحاب و كتف بكتف لحد ما سافرت ، من وقتها ما اعرفش عنيهم كتير ، كنت بس ساعات بتطمن على ابوك من عمى مصيلحى الله يرحمه ، لكن ما اعرفش عن جابر حاجة من وقت ما سافرت ، هو اخباره ايه
احمد بتردد و هو يتبادل النظرات مع نجاة : بخير الحمدلله ، اكيد هتشوفه بنفسك و اللا ايه
حكم : ياريت .. نفسى اشوفهم هم التنين ، ربنا ييسر ان شاء الله
احمد : و ياترى بقى حضرتك كنت فين بالظبط برة
حكم : كنت فى المانيا
احمد : و كنت بتشتغل فى ايه على اكده
حكم ضاحكا : كنت مهندس ياسيدى زيك اكده بالظبط
احمد ببهجة : احلف
حكم : من غير حلفان ، و كان عندى شركة هندسية كمان ، اى نعم كانت صغيرة و على ادى ، بس كانت بتاعتى
احمد باستغراب : كان .. طب و دلوك
حكم : صفيتها ، صفيت كل شغلى هناك و قررت انى اجى ابتدى هنا من تانى
احمد بعدم استيعاب : هنا فين .. تقصد هنا فى الكفر
حكم ضاحكا : اقصد هنا فى مصر
احمد : اااه .. تقصد انك ناوى تعمل شركة انشاءات هندسية فى مصر
حكم : ايوة ان شاء الله ، بس الحقيقة …
احمد : ايه .. سكتت ليه
حكم : موت عم مصيلحى هيغير شوية من اللى كنت ناوى عليه ، او على الاقل هيعطله شوية
احمد : اشمعنى
ليتجه حكم ببصره الى نجاة قائلا : الحقيقة انى كان ليا امانة عند عم مصيلحى ، يا ترى انتى تعرفى عنيها حاجة
نجاة : لو تقصد ارض النخيل ، فأيوة عندى طبعا علم بيها ، و العايد بتاعها كل سنة بيروح على حسابك فى البنك زى ما كنت متفق مع المصيلحى الله يرحمه ، كان المصيلحى الله يرحمه بيحطه بنفسه كل سنة ، لكن اخر محصول لسه تمنه معايا ، كنت متفقة مع المتر درويش اننا هنوديه البنك سوا بعد اسبوعين لما استلم اخر دفعة من تمنه ، بس طالما انت جيت بالسلامة ، اجيبهملك و مالوش لازمة بقى مشوار البنك
حكم بابتسامة راحة : الله يباركلك ، تعبتكم معايا
نجاة : و لا تعب و لا حاجة .. ده حقك ، و طالما رجعت بالسلامة .. يبقى آن الاوان ان الامانة ترجع لأصحابها
حكم : الحقيقة انى عاوز الارض تفضل زى ماهى مؤقت ، هتعبك معايا سامحينى ، بس انى حاليا مش هبقى فاضيلها ، فعاوزك تتعاملى معاها اكنى لسه غايب
نجاة : من عينيا .. حاضر
حكم : تسلمى
لتأتى ام سعيد قائلة : العشا جاهز يا ام عبدالله
لتقول نجاة : ياللا اتفضلوا الاكل جاهز
حكم باحراج : ليه تعبتوا حالكم
احمد : تعب ايه ده واجب ، ياللا اتفضل ، و اكيد البنات الحلوين دول كمان جعانين ، و انى كمان هموت من الجوع .. ياللا اتفضلوا
حكم : انى متشكر اوى
نجاة : هسيبكم تتعشوا على ما اروح اطل على الملحق و اتأكد ان كله تمام
احمد : مش هتتعشى معانا يا عمة
نجاة : سبقتكم يا حبيبى مع العيال
لتذهب نجاة الى الملحق المجاور لدارها و هى تباشر ما انجزه الغفراء ، و لكن بالها كان مشغولا بكل ما حدث طوال يومها
فقد بدأ يومها بمواجهتها مع شقيقها فى احداث مر عليها اكثر من عشر سنوات ، لتتفاجئ قبل نهاية نفس اليوم بعودة الماضى باكمله متجسدا امامها مرة اخرى
و كانت تتسائل بين جنبات نفسها عن السبب وراء عودة الماضى كاملا هكذا دفعة واحدة ، و تحدث نفسها قائلة : يا ترى ايه اللى ورا رجوعك يا حكم ، و ياترى راجع لوحدك من غير مرتك ليه ، و ناوى تقعد فين و تعمل ايه
و لكن كان هناك سؤالا اقوى يتردد بين جنباتها و هى تقول : و ياترى عرفت انى اتجوزت المصيلحى ليه و ازاى ، ياترى المصيلحى حكالك كل اللى حصل زمان و اللا لاا
و فى وسط تيهها انتبهت على صوت ام سعيد و هى تناديها قائلة : ايه يا ام عبدالله .. انتى ناوية تباتى هنا و اللا ايه ، ماخلاص الدنيا بقت زى الفل اهى ، و كمان الشنط كلها دخلت جوة ، و اللا عاوزانى اعمل حاجة تانى
نجاة بانتباه : ايوة يا ام سعيد ، عاوزاكى تبصى على التلاجة ، و حطى فيها اللى تقدرى عليه من خير و فاكهة لحد الصبح ، عشان لو البنات جاعو و اللا نفسهم راحت لحاجة يلاقوها
ام سعيد : انى حضرت كل حاجة ماتقلقيش ، و طلبة و اسماعيل راحوا يجيبوها
نجاة : ماشى ، ياللا بينا زمانهم عاوزبن يناموا
ام سعيد بفضول : الا ماعرفتيش هو راجع من غير مرته ليه
نجاة : ما سألتوش .. انكسفت اسأله
ام سعيد : قال ياخبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش
و عند عودتهم مرة اخرى الى الدوار ، تفاجئت نجاة بورد الصغيرة تنام باحضان ابيها ، و بياسمين هى الاخرى تستند برأسها على كتفه بنعاس ، فقالت باعتذار: حقكم علي راسى .. اتأخرت عليكم لحد ما البنات نعسوا
حكم باحراج : انى اللى مش عارف اعتذرلكم ازاى على القلبان اللى عملتهولكم ده الليلة دى
نجاة و هى تشير لاحمد : قلبان ايه بس اللى بتتكلم عنيه ده ، دى داركك ، احمد معاك هيساعدك فى شيل البنات و يوصلكم للملحق .. اتفضلوا
لينهض احمد و يميل الى ياسمين حاملا اياها بمرح و يتجه بها مع حكم الذى حمل ورد الصغيرة الى الملحق و قبل ان يختفوا من امامها صاحت نجاة مردفة : وصلهم و ارجعلى يا احمد
احمد : حاضر يا عمة
ليدلف حكم الى الملحق بتأنى و هو ينظر الى كل ارجائه بحنين كبير ، فقد كان مسكنه الخاص قبل ان يقرر السفر الى الخارج ، و عندما توقف بالردهة ، توقف احمد هو الاخر قائلا : ادخل ياسمين على الاوضة الكبيرة و اللا الصغيرة
حكم بانتباه : الكبيرة ، هننام كلنا سوا الليلة دى على الاقل عشان المكان لسه غريب عليهم
ثم قال باستدراك و هو يتجه الى الغرفة المقصودة : و ما اعتقدش انهم هيلحقوا ياخدوا عليه
احمد : ليه بس يا باشمهندس
حكم : يعنى .. الوضع مابقاش ينفع بعد موت عمى مصيلحى الله يرحمه
احمد و هو يضع ياسمين على الفراش : نام انت بس و استريح شوية و لما يطلع النهار يحلها المولى
ثم قال مستدركا : هو يعنى ماتأخذنيش ، ام القمرات دول ماجاتش معاكم ليه
حكم بتنهيدة حزينة : ماهو ده اللى شغلنى و خلانى انقطعت عن عمى الفترة اللى فاتت دى كلاتها ، انى مرتى ماتت من اكتر من خمس شهور دلوك
احمد باحراج : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، البقاء لله
حكم : و نعم بالله ، و الحقيقة ده السبب الرئيسى اللى خلانى قررت ارجع مصر ، ما قدرتش أأمن على البنات مع المربيات هناك ، لقيتهم هيطلعوا مايعرفوش حاجة عن ديننا و لا عادتنا و لا حاجة اسمها حلال من حرام و لا حتى عيب و مايصحش ، فقررت انى اصفى كل حاجة و ارجع هنا من تانى عشان خاطرهم
احمد بتفهم : عنديك حق ، الله يعينك و يصبرك
حكم بابتسامة حزينة : متشكر اوى .. تعبتك معايا
احمد : و لا تعب و لا حاجة ، و لو احتاجت ايتها حاجة فى اى وقت اتصل عليا .. مش انت معاك موبايل
حكم : ايوة و اشتريت شريحة مصرية من المطار بس لسه ماشغلتهاش
احمد و هو يخرج قلما من جيبه : ولا يهمك ، انى هكتبلك نمرتى هنا على ورقة النتيجة دى لحد ماتبقى تسجلها براحتك
و هسيبك بقى عشان تستريحوا براحتكم .. ياللا تصبحو على خير
و عند عودته الى عمته مرة اخرى ، وجدها جالسة بانتظاره ، و ما ان رأته قالت : اتطمنت انهم مش محتاجين حاجة
تحمد : ماتقلقيش يا عمة كله تمام ، انتى اللى مش محتاجة حاجة تانى
نجاة : محتاجاك تبيت معايا هنا الليلة دى
احمد : انتى عارفة انى ماعنديش مشكلة .. حاضر ، بس انى جيتلك من غير ما اقول لحد زى ماوصيتينى ، بس ماينفعش ابات من غير ما اقول
نجاة و هى تضع هاتفها على أذنها : طب استنى
ثم قالت و هى تتحدث على الهاتف : ايوة يا زينب .. ازيك يا حبيبتى
زينب : ازيك يا عمة ، ايه اللى مسهرك لحد دلوك
نجاة : مش وقته ، بس كنت عاوزة أسألك .. ماتعرفيش ابوكى نام و اللا لسه صاحى
زينب : ابويا لسه منمش .. هو فى حاجة و اللا ايه
نجاة : مافيش .. كنت عاوزة اقول له على حاجة اكده و خفت اكلمه الاقيه نام .. اقفلى بقى الحقه قبل ماينام
لتغلق الخط مع زينب و تعاود الاتصال مرة اخرى و لكن تلك المرة هاتفت شيخون الذى اجابها بصوت قلق قائلا : ايه يا نجاة .. انتى بخير انتى و العيال
نجاة : اتطمن كلاتنا بخير ، انى بس كنت عاوزة اقولك ان احمد عندى و طلبت منه يبات حدايا الليلة دى
شيخون : مافيهاش حاجة .. بيت عمته ، بس هو عادى و اللا فى حاجة
نجاة : جالى ضيف فجأة يا شيخون و ماكانش ينفع استقبله لوحدى ، خصوصا انه هيبات هنا
شيخون بحدة خفيفة : ضيف مين ده اللى استقبلتيه فى وقت زى ده و هيبات حداكى كمان يا نجاة
نجاة بتنهيدة خفيفة : حكم الزيات يا شيخون
شيخون بذهول : بتقولى مين ، حكم الزيات ، و ليه ماكلمتنيش من وقتها و بلغتينى
نجاة : المفاجأة بس خلتنى اتلخبطت ، بس احمد جالى على طول فى اقل من خمس دقايق
شيخون : و هيبات فين
نجاة : فى الملحق
شيخون : جاى وحده و اللا معاه حد
نجاة : بناته ، معاه بنتين صغيرين ، اصغر من عيالى
شيخون : ماشى يا نجاة ، خلى احمد مايتحركش من جارك لحد اما اجيكى ، من النجمة هبقى عندك
ليغلق شيخون الهاتف و هو يقول : ياااه يا حكم ، عاش من سمع اخبارك ، ده انى كنت بقول انك نسيتنا
لتقول حسنة التى كانت تتابع زوجها اثناء حديثه بالهاتف : هو مين ده اللى جه لنجاة و هيبات عنديها كمان
شيخون بابتسامة : حكم الزيات
حسنة بشهقة صدمة و وجوم : يا سنة بيضة ، و ده ايه اللى فكره بالكفر و اللى فيه بعد السنين دى كلاتها ، ده سافر بقاله سنين ياما.. الواحد تعب من عدها
شيخون : و اهو رجع .. ماحدش بيفضل متغرب العمر كلاته
حسنة بخبث مخلوط بالغل : و ده ازاى هيفعد مع نجاة فى نفس الدار .. مايصحش
شيخون بحزم : حكم بايت فى الملحق ، و احمد ابنك بايت مع عمته
حسنة بلكنة سخرية : طب ده النهاردة ، طب و بعد اكده ، و اللا احمد هيفضل هناك طوالى
شيخون و هو يحاول اغلاق النقاش : اما ابقى اشوفه بكرة و اقعد معاه ابقى اشوف الحكاية دى
حسنة ببعض المكر : خد بالك ان فايزة الزيات سابت كل حاجة للمصيلحى خالصة مخلصة الا الدار ، لان ابو حكم كان له فيها النص ، يعنى حكم له فى الدار زى نجاة و عيالها بالظبط
شيخون : ماتشغليش انتى بالك بالمواويل دى
حسنة : مش لو كانت نجاة وافقت على جوازها من بكر .. كان زمان ليها ضهر تتسند عليه دلوك
شيخون بحدة : تكونيش اتخبطتى فى نافوخك اياك ، بكر مين ده اللى يبقى ضهر لنجاة ، ليه يعنى ، و انى كانى موتت اياك
حسنة بارتباك : ها .. بعد الشر عنيك ، انى ما اقصدش ، انى بس اكمنك انت و حكم اصحاب ، فيعنى ..
شيخون : بلا يعنى بلا مايعنيش ، نقطينى بسكاتك و ماتتدخليش فى اللى مالكيش فيه ، و وسعى من قدامى خلينى اروح انام و ارتاح من وشك اللى يقطع الخميرة من البيت ده .. ده انتى بقيتى ولية ماتنطاقيش
لتشيعه حسنة بنظراتها حتى اختفى عن اعينها لتجلس محلها و هى تهمس لنفسها قائلة بغل دفين : هتفضلى لامتى يا نجاة و انتى مكوشة على حبايب الكل
با ترى ياحكم ايه اللى رجعك تانى بعد العمر ده كلاته ، و راجع لوحدك و اللا اتجوزت ، بس لاا.. لو كان راجع و هو متجوز ماكانتش نجاة خلت احمد بايت معاها ، يا مين يودينى عندك دلوك يا نجاة و انى اشوف حكم بعينى و اعرف منيه كل حاجة
طب و انى هحير روحى ليه ، مانى اكلم احمد و اعرف منيه كل حاجة
لتنهض من مجلسها و تتجه الى غرفة الطعام و تغلق الباب خلفها ، و تهاتف احمد و تظل تتحدث معه حتى علمت منه كل ما حدث امامه
و بعد ان انهت المكالمة قالت بعبوس : بقى بعد العمر ده كلاته .. راجع خالى يا حكم ، بقيت ارمل و هى كمان أرملة ، المصيبة لا تولفوا على بعض بعد العمر ده كله من تانى … لااااا .. ده لا يمكن يحصل ابدا
و فى صباح اليوم التانى .. كان لكل .. شأن مختلف
فبمنزل تهامى … استيقظ تهامى و عزيزة من النوم ، و استيقظت سميحة هى الاخرى ، و عند تجمعهم على الافطار .. قالت سميحة بابتسامة : بقولك يا ابة
تهامى : قولى يا سميحة
سميحة : يوم الجمعة بعد صلاة العصر .. جايلنا ضيوف
تهامى : ضيوف مين دول
سميحة : فى عريس جايلك يخطبنى ، كلم بقى بكر و اتفق معاه عشان يبقى موجود معاك
تهامى : و ده مين العريس ده اللى انتى بتقولى عليه
سميحة بفخر : جابر
تهامى بفضول : جابر المغربى
سميحة : و هو الكفر كلاته فى حد اسمه جابر غيره
تهامى : و انتى بقى عرفتى منين انه عاوز يتقدم لك
سميحة بدلال : هو قاللى
تهامى بعدم رضا : و هو المفروض انه يكلمك انتى و اللا يكلم الكبير بتاعك .. هى دى اصول برضك
لتنظر سميحة لامها بامتعاض ، فتقول عزيزة : سيبك من الكلام اللى مامنوش عازة ده ، المهم ان الراجل جايلك يخطب بتك و خلاص ، و احنا موافقين
تهامى : يخطب بتى مين ، انتو ناسيبن ان جابر واقع مع شيخون بقاله سنين ياما
عزيزة : و احنا مالنا
تهامى : واحنا مالنا كيف ، و افرضى شيخون زعل
عزيزة : و يزعل ليه ان شاء الله ، ايه اللى يزعله هو ، ده جواز و ستره لبتك ، ايه دخله هو بقى
تهامى : دخله انه هيبقى عديله ، و لو فضلوا زعلانين سوا ، زعلهم ده هيتنقل لبناتك العمر كلاته
سميحة : و مش يمكن جوازى من جابر هو اللى يخليهم يتصالحوا و يتصافوا
تهامى : و الله يابتى ماحدش يكره انهم يتصالحوا ابدا ، بس افرضى بقى ما اتصالحوش ، يبقى ايه العمل ساعتها
عزيزة : و لا عمل و لا ماعملش ، يبقى كل واحد فى حاله زى ماهم ، و ان كان على حسنة و سميحة ..اهم اخوات و هيفضلوا اخوات
تهامى : خلاص .. اقول لشيخون و اشوف رايه ايه
عزيزة بحدة : و تقول له ليه قبل ماتقابل الراجل و تتفق معاه ، هتقطع نصيب البت و عدلها عشان سى شيخون و اللا ايه
تهامى : اومال فكرك يعنى اعمل ايه
عزيزة بخبث : تقعد مع جابر و تتفق معاه على كافة شئ و بعد اكده .. تبقى تبلغ شيخون ، و تقول له مايقفش فى سكة سميحة و سترتها ، و انك عاوز تتطمن عليها قبل ماتموت ، و اكيد هو اما يسمع منك الكلمتين دول هينحرج انه يقول لك حاجة ، و خصوصى انه مالوش اصلا كلمة على بتك
تهامى : انتى شايفة اكده
عزيزة : ايوة طبعا
تهامى بقلة حيلة : ماشى ، و اما يبقى ياجى بكر .. ابقوا عرفوه و اعرفوا رأيه
اما لدى نجاة ، فما ان ظهرت اول خيوط الصباح .. حتى كان الدوار كخلية النحل ، فقد استدعت ام سعيد عددا من النساء ليساعدنها فى اعداد بعض المخبوزات ، حتى كان صغيريها يتابعان ما يحدث اثناء تناولهما الافطار استعدادا لذهابهما الى مدرستهما و هما يتسائلان عن كل تلك الجلبة ، و ماكادت تجيبهما نجاة حتى سمع الجميع صوت شيخون و هو يدخل عليهم قائلا : ايه يا نجاة .. انتى عاملة عزومة و اللا ايه
نجاة : صباح الخير يا اخويا
شيخون : صباح الخير .. مالوش داعى كل اللى انتى عاملاه ده .. مايتهيأليش ان حكم هيفضل هنا كتير
لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. أستغفرك ربى و اتوب اليك
4
وشم على حواف القلوب
الفصل الرابع
لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية
كانت نجاة بصحبة صغيريها و هى تجهزهما للذهاب الى مدرستهما عندما دخل عليها شقيقها شيخون
نجاة : صباح الخير يا اخوي
شيخون : صباح الخير .. مالوش داعى كل اللى انتى عاملاه ده .. ليه تاعبة حالك بالشكل ده ، مايتهيأليش ان حكم هيفضل هنا كتير
نجاة : و حتى لو مافضلش .. لازم ياخد واجبه .. و اللا ايه
شيخون : انى ممكن اخده عندى .. ايه قولك
نجاة : انت و هو اصحاب مع بعضيكم و اللى يريحكم اعملوه ، بس تفتكر يعنى انه ممكن يوافق انك تاخده من داره عشان تقعده ضيف فى دارك
شيخون بحيرة : ماهو برصك مش اصول انه يفضل هنا عنديكى و هو من غير مرته و انتى عازبة يا نجاة .. الخلق تاكل وشنا
لما مرته تبقى تحصله يبقوا يقعدوا براحتهم مكان مايريحهم
نجاة : ما ينفعش مرته تحصله يا شيخون
شيخون بفضول : و ليه بقى ، اتطلقوا و اللا ايه
نجاة بتنهيدة : لأ.. ما اتطلقوش ، بس اللى عرفته من احمد ابنك بالليل ان مرته ماتت من كام شهر
شيخون : لا إله إلا الله ، ربنا يصبره
نجاة : و يرحمها
شيخون : طب ماعرفتيش هو نازل اجازة و اللا راجع على طول
نجاة : على طول
شيخون : يعنى ناوى على ايه
لتنهض نجاة من مجلسها قائلة : هقول لطلبة يوصل العيال لمدرستهم و هرجع احكيلك اللى عرفته منه و من ولدك
و بعد ان قصت نجاة كل ما عرفته عن حكم ، قالت : معنى انه رجع عشان خاطر بناته .. يبقى مش ناوى يرجع للغربة من تانى
شيخون بتأيبد : طول عمره راجل و دماغه توزن بلد
نجاة بشرود : ايوة .. كان دايما المصيلحى الله يرحمه بيقول عنه اكده
شيخون : طب انى هقوم اروح اطل عليه
نجاة : ماشى ، و اما تلاقيه صحى و فاق اكده انده على الغفر يبلغونى عشان ابعتلكم الفطار
ليذهب شيخون باتجاه الملحق و قبل ان يرفع يده ليدق الباب .. سمع صوت حكم يأتيه من النافذه و هو يقول باشتياق مرح : و الله و شفتك يا شيخون بعد ما كبرت و عجزت كمان
شيخون بمرح مماثل : طب افتحلى بقى و انى اوريك ان كنت انى اللى عجزت و اللا انت يا ولد الزيات
ليدلف حكم الى داخل الملحق ليفتح الباب لشيخون الذى ما أن التقى بحكم وجها لوجه حتى قام باحتضانه بشده حتى كاد يرفعه من على الارض و هو يقول بمرح : ها .. عرفت مين فينا اللى بقى عجوز يا ولد الزيات
حكم ضاحكاً : خلاص ماتزعلش اكده ، بلاش عجوز .. بس ما تنكرش انك بقيت بكرش
شيخون و هو يناطحه مداعبا : ده عز يا غشيم
ليضحك حكم عاليا و يقول : يبقى لازم اعمل حسابى انى ما اقعدش هنا كتير
شيخون بحب و هو يضمه مرة اخرى بترحاب : حمدالله على السلامه يا اخوي .. نورت الكفر و اللى فيه
حكم بمحبة متبادلة : الكفر منور باصحابة يا شيخون .. ادخل ياللا و احكيلى
شيخون و هو يجلس على احد المقاعد : عاوزنى احكيلك على ايه
حكم : على كل حاجة من يوم ما سافرت ، و اولهم ، ازاى اختك وصلت انها تبقى مرات عمى مصيلحى الله يرحمه
شيخون بذهول : لا هو انت ماكنتش تعرف قبل سابق
حكم : اكيد كنت عارف ، بس ماقدرتش اسأل عن السبب
شيخون بفضول : ايه .. زعلان انها اتجوزت جوز عمتك
حكم : ماتبقاش غشيم ، انى بس مستغرب و مش فاهم
شيخون : طب و ما سألتش المصيلحى ليه وقت ما اتجوزوا
حكم بتنهيدة : ماعرفتش ، بس فضل السؤال فى بالى ما راحش منى طول السنين دى كلاتها
من قبل ما اسافر .. و جابر كان مكلمك على نجاة و انت كنت موافق ، الحكاية بس ما كانتش اكتر من وقت على مانجاة تاخد الثانوية العامة بتاعتها اللى كانت مصممة عليها ، ايه اللى حصل .. و ليه ما اتجوزوش .. ده السؤال اللى ماقدرتش أسأله لعمى الله يرحمه ، بس الصراحة الفضول ماسايبنيش من وقتها
شيخون بتنهيدة : ده موال طويل اوى يا حكم ، و بسببه انى و جابر ما بنكلمش بعض من قبل ما عمك يتجوز نجاة
حكم بذهول : مابتكلموش بعض.. ما اصدقش ، ده احنا كان فاضل نبات فى حضن بعض ، ايه اللى حصل وصلكم لاكده
شيخون : اللى وصل لى ايامها حاجة ، و اللى عرفته امبارح حاجة تانية و تالتة ، و مش عارف لحد دلوك اعمل ايه
حكم : ايوة يعنى مين فيكم اللى باع التانى
شيخون : على حسب اللى سمعته امبارح .. ان ولا واحد فينا باع التانى ، بس شكلها مكيدة و اتوضبتلنا زين
حكم : مش فاهم ، مين اللى ممكن يعمللكم مكيدة و ليه
شيخون : هحكيلك كل حاجة .. بس اما ناكل لقمة الاول و نشرب الشاى ، نجاة و الحريم معاها بيحضروا الاكل من الفجرية
حكم بمرح : ياخى هو انى فى حاجة قومتنى من أحلاها نومة غير ريحة الخبيز و الفطير ، و رغم انى متعشى امبارح وخرى ، الا ان ريحة الفطير خلتنى هموت من الجوع
شيخون : طب ماتصحى البنات ياللا عشان ناكل كلاتنا سوا ، و بعدين نقضى اليوم كله فى الحكاوى
اما بمنزل شيخون ، فعندما استيقظت حسنة من نومها المتقطع .. لم تجد شيخون بالدار ، لتعلم انه قد ذهب الى نجاة كما قال لها بالليلة الماضية ، فما كان منها الا ان ارتدت ملابسها و اتجهت على عجل الى منزل ابيها ، و ما ان دلفت الى الداخل و القت عليهم تحية الصباح حتى قالت لها امها بشئ من التهكم : مش بعادة يعنى ، كنتى هنا بالليل ، و يا دوب نمنا و صحينا و جيتيلنا من تانى ، ده احنا لازم نبخرك على اكده
حسنة و هى تجلس بجوار سميحة : اومال ابوكى فين
سميحة : قال ان عيال بكر وحشوه و راح يطل عليهم
عزيزة بتوجس : انما انتى مالك يا بت وشك عامل اكده ليه ، هو شيخون اتخانق معاكى من تانى و اللا ايه
حسنة : المرة دى مش شيخون يا امة
عزيزة بفضول : اومال مين المرة دى ، اوعى تقولى زينب
حسنة : لاا .. زينب دى اخر حد ممكن يشغل بالى انى بعرف الجمها زين ، بس تعرفوا مين اللى نزل الكفر امبارح بالليل
سميحة : هيكون مين يعنى اللى جه
حسنة : حكم
عزيزة بمحاولة للتذكر : حكم مين ده
حسنة بامتعاض : حكم يا امة .. حكم الزيات
سميحة بتذكر : مش ده يبقى ابن اخت الحاجة فايزة مرة المصيلحى
حسنة بوجوم : ايوة هو
سميحة بشئ من الشماتة : تلاقيه راجع عاوز نصيبه فى الدوار اللى ست الحسن حطت يدها عليه و عملت فيها صاحبة املاك
عزيزة : و راجع زيارة يعنى و ماشى و اللا قاعد خالص
حسنة : ماهواش راجع بلاد برة تانى ، لكن هنا بقى .. ما اعرفش ناوى على ايه
سميحة : ياختى بلا وجع دماغ .. يقعد و لا ما يقعدش ، مالناش فيه ، خلينا فى المهم
حسنة : و ايه بقى المهم
سميحة : انى عرفت ابوكى ان جابر جاى يخطبنى يوم الجمعة بعد صلاة العصر
حسنة بسخرية : طب بس قولى ان شاء الله ، و ادعى انها ماتغفلقش على دماغنا كلاتنا
سميحة بامتعاض : طول عمرك بومة ، و ايه اللى هيغفلقها بس ، فال الله و لا فالك يا بعيدة
حسنة بتهكم : اصل فرحتك نستك حاجة مهمة اوى يا بت ابويا
سميحة : حاجة ايه دى اللى انى ناسياها
حسنة : ان حكم و جابر و شيخون كانوا هم التلاتة مابيفارقوش بعض
سميحة : طب مانى عارفة ، ايه المشكلة يعنى
حسنة : المشكلة يا عين خايتك ، ان حكم مش هيهون عليه انه يشوف اصحابه التنين زعلانين من بعض ، و هيحاول يصلحهم على بعض
عزيزة : عز الطلب ، على الاقل جوزك تبطل حجته
حسنة : و لما يدعبثوا فى القديم و يعرفوا الحكاية و مافيها ، جابر لحد النهاردة مايعرفش اللى بتك قالته عليه ، و لا يعرف انها سبب بوظان جوازته من نجاة
سميحة برهبة : و انتى فكرك يعنى ان شيخون ممكن يقول له بعد العمر ده كلاته ، ده ما قالوش فى عز اللى حصل وقتها
حسنة : وقتها ماقالوش لانى حذرته يجيب سيرتك و لا سيرة نجاة معاه ، لا سمعتكم تتلط لو حد سمعهم و هم بيتحدتوا ، لكن دلوك …..
عزيزة : دلوك ايه يا بت ماتنطقى .. سكتتى ليه
حسنة : دلوك لو حكم خلاهم قعدوا مع بعض عشان يتصافوا اكيد كل واحد فيهم هيجيب كل اللى فى بطنه للتانى
سميحة بخوف و هى تضرب بكف يدها على صدرها : يا اخبارك اللى زى وشك يا حسنة على الصبح
حسنة : يعنى الحق عليا انى جيت انبهكم
سميحة : و هو شيخون شاف حكم ده و قعد معاه و اللا لسه
حسنة : صحيت مالقيتهوش ، فاكيد عنده من ساعتها
لتنظر سميحة الى امها باستجداء قائلة : و العمل يا امة
عزيزة باحباط : و هى دى فيها عمل .. ربنا يستر
كانت نجاة قد ارسلت ام سعيد بما لذ و طاب لافطار حكم و ابنتيه و شيخون و أحمد ولده ايضا
و بعد ان تناولوا الافطار جميعا ، و بعد ان قامت ام سعيد بالتنظيف و لملمة المكان ، قال احمد لحكم : انى هاخد ورد و ياسمين اوديهم لعمتى شوية بدل ماهم قاعدين زى التماثيل اكده
حكم بحرج : لا مالوش لزوم ، عسان متشغلهاش
احمد : ماتاخدش فى بالك ، هى اللى قالتلى اوديهملها ، و بعدين كمان ممكن يلعبوا باللعب بتاعة عبدالله و عبد الرحمن
شيخون : سيبهم يا حكم ماتقلقش عليهم
حكم : انى بس خايف لا يخرجوا و يتوهوا و اللا حاجة و هم مش عارفين حاجة هنا
شيخون : ماتقلقش ، اكيد نجاة مش محتاجة لوصاية .. دى اكتر واحدة تأمنها على روحك و انت مغمض
حكم بابتسامة : اكيد طبعا يا شيخون
شيخون : و كمان احمد يوصى الغفر يقفلوا البوابة الكبيرة و مايتحركوش من قدامها
احمد : ماشى يا ابة ، ياللا يابنات تعالوا
لتنظر ياسمين الى ابيها بتساؤل قائلة : نروح معاه يا دادى
لينحنى حكم مقبلا راس ياسمين ثم ورد و هو يقول بحنان : روحوا يا حبيبتى ، بس ياريت ماتخرجوش برة ، و خدى بالك من ورد
ليصطحب احمد الفتاتين و يذهب بهم الى نجاة بالدوار الكبير ، لتستقبلهم نجاة بترحاب شديد و حنان ، فقد رق قلبها للصغيرتين للغاية بعد ان علمت من احمد بوفاة والدتهما
و ما ان اجلستهما بجوارها قالت لهم بمرح شديد : باترى بقى بتعرفوا تتكلموا عربى زين زينا اكده و اللا لازم نبعت نجيب ترجمان
ياسمين : بنعرف .. بس بشويش
نجاة : و الورداية الصغيرة دى كمان بتعرف برضك
ورد ببعض الشقاوة الطفولية المحببة : انا كمان بعرف بشويش
نجاة ضاحكة : و ماله بشويش ، ها .. قولولى بقى .. انتو فى المدرسة
ورد و هى تشير باصبعيها : انا روحت اتنين بس
نجاة : اتنين ايه .. مدرستين
ورد : لا .. اتنين بس .. يعنى اسبوع و اسبوع
نجاة ضاحكة : يااااه ، و ليه تعبتى حالك اكده ، طب و بعدبن .. ماكملتيش ليه
احمد ضاحكا : يمكن هتكتفى باكده فى العلام يا عمة
ياسمين بهدوء : لا .. اصل مامى لما ماتت .. ماروحناش المدرسة تانى بعدها ، و وقتها كانت ورد راحت اسبوعين بس
نجاة بحزن : يقطعنى يا بنات حقكم عليا
احمد و هو يحاول استدراك الموقف : طب و انتى يا ياسمين فى سنة كام بقى على اكده
ياسمين : انا خلصت السنة التانية و روحت برضة اسبوعين فى تالتة و بعد كده ما روحتش تانى ، دادى قاللنا اننا هندخل مدرسة هنا فى مصر
نجاة : طبعا يا حبيبتى ، و بكرة ان شاء الله تكبرى و تعملى كل اللى انتى عاوزاه ، انتو عارفين يا بنات ، انى عندى اولاد حلوين زيكم اكده ، ماشفتهومش امبارح عشان كانوا نايمين ، و كمان هم فى المدرسة دلوك ، لما ياجوا هتحبوهم و هتلعبوا مع بعض كمان
ورد : هم ولد و اللا بنت
نجاة ضاحكة : هم ولدين .. عبدالله و عبد الرحمن
ياسمين : هم ادنا
نجاة : لاا .. هم اكبر منك بسنتين اكده
ورد : هم الاتنين كبار ، طب انا هلعب مع مين
نجاة : معاهم و معايا و مع ام سعيد و مع اللى انتى عاوزة تلعبى معاه كلاتنا تحت امرك
احمد : و على فكرة كمان ، عبدالله و عبد الرحمن عندهم اوضة مليااانة لعب .. تحبوا تروحوا تلعبوا فيها
ياسمين : دادى قال لنا مانخرجش برة
نجاة و هى تشير بسبابتها الى احدى الغرف : ماهى مش برة و لا حاجة دى الاوضة هناك اهى
لينهض احمد و يتجه الى الغرفة المعنية و يقوم بفتحها و الدلوف إلى الداخل و فتح النافذة لتنير المكان بضياء الصباح ليضفى على المكان جو من الالفة ، ثم يعود اليهم قائلا : اهى الاوضة اهى و اللعب كلها هنا اهى تعالوا ياللا
نجاة بتشجيع : روحوا ياللا على ما اخلى ام سعيد تعمل لكم عصير حلو اكده تشربوه و انتو بتلعبوا
اما شيخون و حكم فكانا بحتسيان القهوة فى شرفة الملحق ، بينما يقول شيخون : يعنى انت خلاص قررت تستقر فى مصر و مش راجع برة تانى
حكم بتأكيد : ايوة ، ماينفعش أأمن على البنات فى الغربة من غير ام من ديننا و عارفة عاداتنا و تقاليدنا
شيخون بتأييد : عندك حق ، زين ما عملت ، بس يا ترى فكرت هتعمل ايه ، و هتفضل فى الكفر و اللا …
حكم مقاطعا : اكيد و اللا ، مانى اكيد لما اعمل شركة مقاولات مش هعملها فى الكفر
شيخون : و هتعملها فين اومال
حكم بتنهيدة : لسه .. لسه ماقررتش ، و الصراحة صدمتى فى موت عمى مصيلحى خلتنى زى ما اكون خدت خبطة جامدة على دماغى
شيخون : الله يرحمه كان بيعزك زى ابنه
حكم : و انى كمان كنت بحبه و بحترمه ، و عشان اكده لما قاللى انه هيتجوز ، قلتله حقك ، بس لما عرفت انه ساب بنات الدنيا كلاتها و اختار نجاة اختك انصدمت ، بس صدمتى الاكبر كانت انكم وافقتم
و بصراحة اتلجمت و ما عرفتش أسأله ليه و لا ازاى
شيخون بوجوم : النصيب
حكم : ماهو النصيب طبعا ماقلناش حاجة ، بس ازاى ، و فين جابر ، قلتلى هتحكيلى لما نفطر و ادينا فطرنا .. ها .. ادينى سامعك
شيخون : الحكاية ليها حكايتين …….
و بدأ شيخون فى قص ماحدث منذ اكثر من عشر سنوات قائلا : بعد ما سافرت بفترة ، جابر اتقدم رسمى لابويا الله يرحمه ، و الحقيقة ابويا وافق و رحب .. مانت عارف انه كان بيعتبركم ولاده زيى بالظبط ، و كان كلامهم قبل المولد ببتاع تلت اسابيع اكده ، فاتفقنا مع جابر اننا هنقرا الفاتحة ، و اننا نكتب الكتاب فى المولد و نعمل الفرح بعديها بكام يوم
و جابر كان جاهز زى ما انت عارف ، و كمان نجاة ، كانت امى الله يرحمها مشوراها من وهى لسه بتتعلم المشى
حكم : الله يرحمها و يرحم ابوك ، و بعدين
شيخون : فضلت الدنيا ماشية زى الفل لحد قبل المولد باسبوع واحد
حكم : حصل ايه
شيخون : اسمع يا سيدى
فلاش باك
كان شيخون بمنزله يجلس مع حسنه و ابنائه على طاولة العشاء حين سمعوا دقا عنيفا على الباب ، ليتجه شيخون ليرى من الطارق ، و ما ان فتح الباب ، حتى مرقت منه سميحة و هى تنتحب بشدة ، و ارتمت باحضان شقيقتها و هى ترتعد من شدة البكاء
لتحدث جلبة من شيخون و زوجته مما رأوه ، و قال شيخون بصوت عالى : ماتنطقى يا سميحة و تقولى فى ايه ، ابوكى و امك حد فيهم حصل له حاجة ، و اللا انتى اتخانقتى مع بكر و اللا ايه
لتهز سميحة راسها بنفى و هى تتحدث بكلمات غير مفهومة بسبب شهقاتها ، فقالت لها حسنة : طب بالراحة بس عشان نفهم ، اهدى اكده و اتكلمى بالراحة و قوليلنا ايه اللى عمل فيكى اكده
لتنظر سميحة لشيخون نظرة عتاب و هى تقول : صاحبك يا شيخون ، صاحبك هو اللى عمل فيا اكده
شيخون بفضول : صاحبى مين ده اللى بتتكلمى عنيه
سميحة من وسط بكائها : صاحبك اللى هتأمنه على اختك و تجوزهاله
شيخون بصدمة : جابر
سميحة : ايوة جابر .. جابر اللى الكل بيحلف بشهامته و رجولته
شيخون : و ماله جابر بيكى .. عمل لك ايه
سميحة و هى تضع كلتا يديها على راسها و هى تقول : كان عاوز يتهجم عليا
لينتفض شيخون من جلسته و كأنه اصيب بلدغه حية رقطاء و قال بغضب : ايه الكلام الفارغ اللى انتى بتقوليه ده ، جابر لا يمكن يعمل اكده ابدا
حسنة بحدة : و هى سميحة هتتبلى عليه ليه يعنى يا شيخون ، ثم التفتت لسميحة و قالت : بالراحة اكده و واحدة واحدة احكيلنا شفتيه فين و ايه اللى حصل بالظبط
سميحة و هى تحاول السيطرة على بكائها : انتى عارفة ان حنة عفاف كانت النهاردة
حسنة : ايوة عارفة
سميحة : فضلت معاهم نهيص لها شوية ، و بعدين قمت مشيت ، و قلت بدل ما امشى من على الاسفلت ، اخرم من على حيار الارض بتاعة جابر ، و كنت متونسة بالنور اللى حاطه فى الخص اللى عند الارض ، و كنت سامعة صوت الراديو شغال ، فمشيت و انى متطمنة انه موجود و متونسة بيه لما لمحته فارش و قاعد مو.لع المنقد و بيعمل عليه شاى ، لحد ما وصلت عند الخص بتاعه ، و رميت عليه السلام ، لقيته قام و قاللى .. ايه يا سميحة انتى جاية منين الساعة دى
فقلتله انى راجعة من حنة عفاف ، لقيته بيبصلى بصة اكده ماعجبتنيش ، بس ماكنتس واخدة خوانة ، و لقيته عمال يلفلف حواليا و يقوللى . بس ايه الحلاوة دى ، هو انتى العروسة و اللا عفاف ، و فجأة مسك يدى و شدنى عليه و كان عاوز يحضننى و يبوسنى و كانت ريحته اكنه شارب حاجة ، و لولا انى و انى بزقه بعيد عنى اتكعبل فى المنقد و وقع على الارض.. ماكنتش عرفت انفد بجلدي منيه ابدا ، و خوفت ارجع على دارنا و ابويا و امى يشوفونى و انى اكده القيامة تقوم و اتجرس فى البلد كلاتها
ليتوجه شيخون ناحية الباب بغضب فتلحق به حسنة قائلة : انت رايح فين الساعة دى
شيخون بحدة : رايح اشرب من دمه
حسنة : استهدى بالله بس و اقعد و اسمعنى
شيخون بغضب : اهدى كيف بعد اللى سمعته ده
حسنة بمكر : اللى سمعته ده لا حد شافه و لا سمعه ، و لو حد سمعك و انت بتتعارك معاه عشان اللى حصل سيرة اختك و اختى هم اللى هيتلطوا
شيخون : انتى عاوزانى اسكت
حسنة : لا ماتسكتش ، انت كل اللى تعمله انك تفسخ خطوبته لاختك و خلصنا ، و اوعاك تجيب سيرة البنات على لسانك ، مايبقاش هو اللى عامل العملة السودا دى و احنا اللى سمعة بناتنا تتلط
شيخون و هو يتجه للخارج باصرار : ماشى مش هجيب سيرة ، بس لازم برضيك اشوفه بعينى و اربيه بيدى
ليخرج شيخون من داره كالمجنون و اتجه الى ارض جابر ليجده ملقى على ظهره ارضا و هو يقهقه كالمجذوب ، ليشتم شيخون رائحة منبعثة من الارجيلة .. علم على الفور انها رائحة احد المكيفات ، لينكب على جابر و يجذبه من تلابيب ملابسه و هو يعنفه و يضر..به بشدة دون ادنى مقاومة و لم يتركه الا بعد ان شعر بالتعب ، و تركه متكوما على الارض و الدماء تعلو معظم انحاء جسده ، ثم عاد الى داره و هو يجر قدميه من الحزن و خيبة الامل
عودة من الفلاش باك
شيخون : كنت متغاظ منيه و زعلان و محروق بالاوى ، طول عمرنا كنا بنقعد و نسهر .. بس عمرنا ماعرفنا طريق الكيف و لا سكته ، يقوم ياجى بعد ماخلاص هياخد خايتى يعمل عملته دى
حكم : طب و بعدين
شيخون : رجعت دارى و انى على اخرى و مابقيتش عارف ان كان هيعيش بعد العلقة اللى اديتهاله دى و اللا لاا ، و رغم كل ده الا ان قلبى كلنى عليه ، و اتصلت على عطوة الغفير بتاع جوز عمتك ، و قلت له يبقى يروح يشقر عليه عشان سهران فى الارض لحاله
عطوة لحقه و نقله على الوحدة الصحية ، الحكيم كان بيبات فيها زى ما انت عارف اكمنه ماكانش من حدانا ، لحقه وقتها و عمل له اللازم
حكم بزعل : طب و حصل ايه بعد اكده
شيخون : تانى يوم الكفر كلاته كان عرف ان فى حرامى اتهجم على جابر و هو سهران فى الارض بتاعته
حكم بذهول : حرامى
شيخون بسخرية : ايوة .. ماهو ده اللى جابر قاله لما معاون المباحث جه يسأله على اللى عمل فيه اكده
حكم : يعنى ما اتهمكش! ، طب انتو اتعاملتوا مع بعض ازاى بعد اكده
شيخون : طبعا ما روحتش زورته ، لحد ما خرج من الوحدة ، الحكيم خلاه راقد بتاع تلت ايام او اربعة مش فاكر ، و بعد ما خرج .. اتفاجئت بيه جايلى الدار
حكم : و بعدين
شيخون : اول ما شفته قدامى .. قلبى وجعنى ، كان متدشمل و وشه مش باين من كتر الورم و الزرقان اللى كان ماليه ، و عينه كانت مقفولة و حالته حاله
حكم : كان جايلك ليه
شيخون بزعل : كان جاى يعاتبني انى ماطليتش عليه و هو راقد فى الوحدة
حكم : معقولة .. تطل عليه بعد اللى حصل
شيخون : ما هو ده اللى جننى بزيادة
حكم : طب و بعدين
فلاش باك
كان جابر بالكاد يستطيع الوقوف و هو يستند على الجدار ، و ما ان رأى شيخون امامه بعد ان فتح الباب .. قال : بقى الكفر كلاته ياجى يطل عليا ، و انت الوحيد اللى ماتجينيش .. فيك ايه منعك عنى يا شيخون
شيخون بحقد و غضب : انت ليك عين تاجى لحد هنا بعد عملتك السودة اللى عملتها يا واكل ناسك
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق