القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عقيق إل دواردو الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم منة ممدوح البنا

 رواية عقيق إل دواردو الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم منة ممدوح البنا




رواية عقيق إل دواردو الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم منة ممدوح البنا



الحلقة السادسة


اتراجعت لورا وهي بتبصله برعب، كان بيتقدم ناحيتها وهو مثبت نظره عليها، عينه الداكنة غامضة بشكل غريب، ارتكبت هي وقالت_عايز إيه!

ولكنه مردش عليها، ففضلت تتراجع وهي بتقول_والله العظيم لو قتلتني لأقول للملك اخليه يعلقك من ملايتك!

مكانتش مدركة سخافة اللي بتقول من الرعب، اتكعبلت من طول الفستان ووقعت على الأرض وهي بتصرخ بألم_حسبي الله

مكنش ليا في دور نازلي هانم ده

أبو فساتينكوا يا شيخ!

غمضت عينيها برعب لما وقف قدامها استعدادًا للموت، ولكن عدى لحظات ومفيش أي حاجة حصلت، فتحت عين بتردد ووراها التانية، لقيته مدد إيده بالسيف ليها، بصتله بتعجب_بتعرض عليا اقتلك ولا إيه مش فاهمة؟

قال ببرود_يلا هتبارزيني

اتحاملت على نفسها وقامت وقفت وهي بتقول باستنكار_هـ إيه يا عينيا؟

ابارز مين

هو أنا مستغنية عن روحي!

مد بإيده بالسيف بإصرار_خدي السيف 

كتفت إيديها وهي بتهز راسها بالرفض_والله ما يحصل

سيف إيه اللي امسكه واحاربك بيه

أنا أخري سكينة السلطة!

زفر بنفاذ صبر وقال بتريقة_ما يصحش يا مولاتي، أنتِ عايزاهم يقولوا جلالة الملكة المنتظرة جبانة ومبتعرفش تمسك السيف؟

شوحت بإيديها وهي بتقول_ملكة منتظرة إيه!

بقولك إيه أنا عمالة أهاودكم من الصبح وبكدب الحقيقة اللي قدام عينيا!

عقد حواجبه وقال باستفهام_حقيقة إيه؟

_انتو عالم منخوليا!

قالتها وهي بتلف عشان تجري، ولكن لقته بيمسكها من أطراف الفستان وبيجذبها فحاولت تتملص من بين إيديه وهي بتقوله_لا بقولك إيه

سيب الفستان،

ولا!

سيب الفستان بقولك ده مصروف عليه!

وقفها قدامه وحط في إيديها السيف بالإجبار، بمجرد ما مسكته انحنت بيه على الأرض من تقله وهي بتقول_يا نهار اسود

كام كيلو ده!

هز راسه بقلة حيلة وبعد عنها وهو بيقف في وضع الاستعداد، أما هي اتحاملت على نفسها وشالته بالعافية وهي بتقول_والله أنا مليش في ده كله

سيف إيه اللي امسكه وابارز بيه

أنا لا عايزة أبقى ملكة ولا نيلة!

بصتله برعب وهو بيتربصلها، كانت حاسة بالخوف، وأول ما لقته بيجهز عشان يهجم عليها، اتلفتت وجريت وهي بتجر السيف على الأرض بإيد، والإيد التانية شايلة بيها طرف الفستان اللي كان بيكعبلها وهي بتصرخ_يالهــــوي

الحقـوني

ابن المجنونة عايز يغزني بالبتاع التقيل ده!

ابتسم باستهزاء وفي ثانية كان بيجري وراها، اتلفتت لورا برعب فلقته بقى قريب منها، صرخت بهلع_الله يخريبيتك

الله يخربيت معرفتك

الله يخريبيت مملكتك على السلسلة اللي كحرتتني من ساعة ما لبستها دي و آآآآه

صرخت بألم لما داست على طرف الفستان ووقعت على الأرض، اتعدلت بسرعة وشافته بيتقدم ناحيتها، رفع السيف ونوى ضربها، ولكنها كانت مسكت سيفها بالعرض فخبط السيفين في بعض بقوة لدرجة إنها صرخت بألم

رمت بعدها السيف وهي بتقول_إلهي تتشل في إيدك

أنت متسلط عليا من أنهي داهية!

اتعدل ووقف وهو مبتسم وبيبصلها باستهزاء وردد_براڤو، زي ما توقعت

بصتله بتعجب فرمى سيفه على الأرض واداها ضهره وهو بيقول_غريزة البقاء على قيد الحياة بتطلع قدرات هايلة من الإنسان مكانش متوقع إنه يشوفها

زي صدك للسيف دلوقتي

اتعدلت بألم وتمتمت_إلهي يتقطع خبرك من الحياة واخلص منك بقى!

افتكرت إن بكده خلصت المبارزة، ولكن بصتله بتعجب وهو بيخلع وشاحه وسترته العلوية لحد ما بقى عاري من فوق، غمضت عينيها بخجل وهي بتقول_أنتَ بتعمل إيه يا متخلف أنتَ!

بصلها باستهزاء من وشها اللي احمى بشدة من الاحراج، وقال_امسكي سيفك يلا!

فتحت عينيها بسرعة وهي بتتنفض وبتقول_إيه؟

لا بقى أنتَ زودتها

وربنا لو قربت مني لتزعل

شال سيفة واتجه ناحيتها، فارتجفت وهي بتبص حواليها زي الفار المذعور وقالت_أنا عيلة صغيرة

أنا عيلة والله ملكة إيه اللي بيقولوا عليها

روحوني العزبة وأنا مش هخطي المكان ده تاني

رفع إيده بالسيف فغمضت عينيها برعب، رجعت فتحتها فلقت السيف على بُعد قليل جدًا من رقبتها، لدرجة إن سنه لامس رقبتها، بلعت ريقها برعب وهي نازلة بنظرها عليه، لحد ما بعده بدر عنها وشالها ورماه في الأرض، خدت نفس طويل زفرته على مهل براحة

كان هيقتلها

المجنون كان هيقتلها!

اداها ضهره وهو بيحرك راسه للناحيتين فصدر صوت طرقعة، فكرت هي بالهرب ولكن اتجمدت لما  قال_قدامك فرصة واحدة تجاوبي على ٣ اسئلة

اتلفت وقرب منها وهو بيعد على صوابعه_

واحد

إيه حكايتك

اتنين

جاية من أنهي مملكة

تلاتة

اجابة السؤال الأول والتاني

بلعت ريقها بتوتر وقالت_أنا...

أنا مليش حكاية

ومش جاية من حتة

بص لعينيها مباشرة وهو بيقول بقوة_أنا متأكد إن وراكي حاجة

وهعرف سر فتح حكاية عقيق دي بعد الوقت ده كله

صدقيني لو عرفت إن هي اللي باعتاكي عشان تخربي طمأنينة المملكة

روحك مش هتكفيني

رددت باستهزاء_باعتالي من الآخرة آه

اتلفت واداها ضهره عشان يمشي، فقالت هي بجرأة كانت عارفة إنها هتندم عليها_بقولك إيه يا نيزك أنتَ!

رجع بص ليها وردد بتعجب_نيزك!

قربت منه وقالت بقوة_اطلعلي من نظرية المؤامرة اللي أنتَ فيها دي

لا تسوي حالك محور الكون يا أبو ملاية!

وقف وهو باصصلها بدهشة، غصب عنها لقت عينيها بتنزل لجروحه اللي كانت مدماة الصبح لما شافته، ورددت باستهزاء_لولا إن شوفت الدم بعينيا كنت شكيت إنك بني آدم وعندك دم!

استر نفسك اجري بدل ما واقف تتمنظرلي بعضلاتك وعاملي فيها محمد رمضان!

ابتسم ليها ومال ناحيتها وهو بيقول بهسيس_جرئتك عاجباني يا ضي القمر، بس صدقيني ده مش في صالحك

متخلينيش احطك في دماغي!

رفعت عيونها ليه وربعت ايديها وهي بتقول_بعد كده لما تحب تنتقم، استخدم حاجة بنفس قوة عدوك عشان تبقى المعركة عادلة

مش تستغل ضعفه

يا سمو الأمير!

رفع حاجبه باعجاب واضح وهو بيقول_اتفقنا

يا ضي القمر

رفع راسها بغرور، ولمت فستانها واتحركت لجوا بخطوات مليانة كبرياء، وسط مراقبته لأثرها لحد ما اختفت

عاجباه؟

جدًا

جرئتها بتخليه يحس بإثارة وانتشاء رهيب، ولكن ده مش هيقلل من الحقيقة، إنها بتحمل دم عقيق السبب الرئيسي في تعاسة امه، ضم قبضة إيده في الوقت ده، وقتمت ملامحه وهو بيجز على اسنانه بعنف..

اتحركت لمكان جناحها وهي بتضرب برجليها على الأرض بعنف، مش مصدقة إنه كان بينه وبين قتلها لحظات، تمتمت من بين أسنانها بغيظ_مش طبيعي، اقسم بالله ما طبيعي 

ماشي يا أبو ملاية ماشي!

ضربت برجليها على الأرض وهي بتقول بنبرة على وشك البكاء_وربنا كان هيعملها

والله لاشتكيه للملك أخليه يعلقه من شعرتينه اللي فرحانلي بيهم دول!

اتحركت للدور اللي فوق، ولكن لوهلة اتجمد خطواتها لما شافت الحرس واقفين قصاد جناح معين يعتبر لوحده في المرر كله، اتحركت ناحيته بفضول شديد، ولكن قطع طريقها واحد من الحراس وهو بيقول_ممنوع!

رغم عنها لقت نفسها بتسأل بفضول_جناح إيه ده؟

رد الحارس_ده جناح الملكة زمرد

وممنوع دخول أي حد إلا بإذن الأمير بدر

هزت راسها بتفهم، واتحركت وهي جواها فضول كبير تعرف سر الاهتمام الكبير بجناح الملكة اللي لحد دلوقتي مشافتهاش ولا مرة!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


استغلت إن الكل نايم وأنوار القصر انطفت، اتسللت من جناحها وهي بتتأكد إن مفيش حد في الممر برا، حاولت تفتكر على قد ما تقدر الممرات اللي خدها بدر منها، وبعد محاولات وتوهان كتير قدرت أخيرًا توصل للسرداب اللي تحت القصر واللي بيخرجها للبوابة اللي الخلفية

فتحت باب السرداب، سرعان ما بلعت ريقها برعب وهي باصة على المكان الضلمة اللي قدامها، واللي شكله يهلك من الرعب، تمتمت بخوف_منكوا لله

مفيش حاجة طبيعية عندكوا أبدًا!

وأنا إيه يضمنلي دلوقتي إني ملاقيش مصاص دماء مقابلني في وشي!

خدت نفس طويل زفرته على مهل، وبعدين تمتمت_استعنا على الشقا بالله!

بمجرد ما خطت لجوا اتقفل الباب وراها بقوة، فاتنفضت بهلع وهي بتزعق_يا أخي هي ناقصة قطع خلف!

اتحركت ببطء وهي بتبلع ريقها بقلق، فضلت تبص حواليها وهي ماشية، حاسة إن مع أقل حركة ممكن تحصل هتموت من الرعب مكانها

غمضت عينيها وابتدت تجري عشان تقلل من الوقت اللي هتقضيه هنا، لحد ما شافت الباب من على بُعد، اتسعت ابتسامتها وفتحت وخرجت، وقفت تتنفس بصوت عالي وهي حاطة إيديها على قلبها وحانية راسها، وبعدين اتلفتت وبصت على القصر العالي جدًا بتفكير

اتحرك وابتدت تقول_لازم أعدي الغابة دي

وبعدها فيه بحيرة

فارمي نفسي في البحيرة دي عشان اتنقل لعالمنا!

اتحركت بتردد لجوا الغابة وهي بتكمل_ولا كانت ضربة حظ بس وهموت المرادي؟

يادي المصيبة وأنا هعرف منين غير لما أجرب تاني!

مكانش قدامها حل غير ده بالفعل، دي الطريقة الوحيدة اللي لقت نفسها بترجع لعالمها بيها، كان لازم ترجع، مش هتفضل هنا طول الوقت، لازم تتنقل بين هنا وهناك عشان جدتها، متقدرش تسيبها لوحدها خاصة لو اكتشفت عدم وجودها في البيت!

ممكن تموت من الرعب عليها!

وصلت أخيرا لآخر الغابة، اتحركت بتردد ناحية البحيرة الكبيرة واللي كان ضوء القمر منعكس عليها، وقفت على حوافها وبصت لانعكاسها في الماية بشرود، خايفة لتكون المرة اللي فاتت هي مجرد صدفة، مقدامهاش غير إنها تجرب

خدت نفس عميق ورمت نفسها في البحيرة، وسابت نفسها تنزل للقاع، فتحت عينيها فلقت السلسلة بتومض بقوة، برقت وهي بتهتف في الماية بفرحة ولكن نسيت وشربت كمية ماية مهولة، لحد ما لقت نفسها بتتسحب جوا بوابة من النور

نفس عميق خدته وهي بتكح بعنف من كمية الماية اللي شربتها، بصت حواليها ولقت نفسها في أوضتها، على نفس البطانية اللي كانت فارشاها على الأرض، واللي كانت اتغرفت بالماية هي والأرض كالعادة

بعد ما قدرت ترجع نفسها لوضعه الطبيعة، وقفت وهي بتتأمل المكان حواليها وبتجمع الخيوط ببعضها

الملك قالها إن السلسلة دي مسحورة، وقت الحرب رماها الساحر في بحيرة واختفى، إذن دي البحيرة اللي اترمت منها السلسلة، واللي هي كمان عبارة عن بوابة بين العوالم، ووقتها السلسلة جت للعالم بتاعنا ولقيتها عقيق!

رفعت بإيديها خصلات شعرها المبلولة اللي كانت نازلة على وشها وهي بتقول_مش ممكن!

كل حاجة مترتبة!

أنا لازم اقعد مع الكاهن سلطان بكرا، أكيد عارف كل حاجة!

لوهلة اتملكها الدهشة لما وقعت بعنيها على الساعة اللي على المكتب بتاعها، قربت منها ومسكتها بين إيديها بتعجب، كانت لسة الساعة اتنين ونص بالليل!

ده الوقت اللي ضي قررت تنام فيه

اتوسعت عينيها بدهشة

معقولة الوقت بيقف هنا لما بتتنقل هناك؟

ازاي مخدتش بالها من أول مرة لما لقت نفسها راجعة بالليل برضه رغم اليوم الكامل اللي ضاع هناك!

كل حاجة بتحصل حواليها بتسببلها دهشة رهيبة!

كل حاجة مترتبة وماشية برتم معين ودقيق 

هزت راسها بعدم استيعاب وبعدين اتجهت للبطانية اللي على الأرض شالتها ودخلتها البلكونة تنشرها، الظاهر إن كل مرة هتضطر تنشر حاجة شكل!

صحيت بدري وقررت تنزل هي تحضر الفطار عشان تريح جدتها شوية، من ساعة ما جت وهي شايلاها حرفيًا

كانت واقفة في المطبخ لما دخلت عليها جدتها وهي مستعجبة من صوت الدوشة بدري كده، سرعان ما ابتسمت وهي بتقول_ياااه

إيه النشاط ده كله!

التفتت ليها ضي وقالت_قولت أخليكي تاكلي من إيدي مرة

قربت منها جدتها فطبعت ضي قبلة على خدها وهي بتقول_صباح الخير يا أحلى تيتة في الدنيا

طبطبت عليها و_صباح النوم يا ضي عيني

عاملالنا إيه النهاردة؟

ضحكت ضي وقالت_هو فيه أحلى من الفطار المصري الأصيل

فول وطعمية وبيض طبعًا

شمرت ضي إيديها وهي بتقلي البيض، فكشفت عن الاسورة اللي خدتها من البائع في المملكة، قربت منها جدتها ومسكت إيديها وهي بتتفحص السلسلة بتعجب_إيه دي يا ضي؟

أول مرة أشوفها معاكي

ارتبكت وقالت بكذب_دي اسورة كانت ماما جايبهالي

لاحظت جدتها العلامة اللي بتزينها كلها فقالت_مش دي العلامة اللي على السلسلة؟

حاولت ياقوت تشوش على الموضوع، وخدت الاطباق عشان تخرجها برا وهي بتقول_يمكن صدفة يا تيتة

سابتها وخرجت، لكن رغم عنها اتسعت ابتسامتها، دليل آخر يعرفها إن كل اللي بيحصل ده حقيقة

مش تهيؤات من دماغها...


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كان نايم على سريره في جناحه وهو باصص للسقف بشرود، من ساعة ما قال الكاهن على اسمها وهو مش مستوعب، معقولة هي اللي بيشوفها في أحلامه طول الفترة دي؟!

رجع بذاكرته لآخر حلم جطاله قبل ظهورها في المملكة على طول تقريبًا

لابس زيه الملكي، في اتم الاستعداد لليوم اللي انتظره، قرب منه الملك وشال التاج من على راسه وحطه على راس بدر وهو بيبتسمله، ووسط فرحته، في لحظات كل الأنوار انطفت من حواليه، المكان بقى ضلمة جدًا، اتلفت حواليه بتعجب وهو بيدور على اهله، ولكن مش شايف حد

كأن المكان اتبدل ولقى نفسه وسط أرض واسعة ملهاش حدود، ضيق عينيه وهو شايف من بعيد ضوء القمر نازل من على بُعد، ولكن حس إنه شايف حد من بعيد

لحد ما بالفعل لقى هيئة أنثوية متجهة ناحيته بخطوات متمهلة، لابسة فستان ضيق مش زي الملابس بتاعة المملكة، بتقرب منه وبيتبعها شعاع القمر، لحد ما وقفت قدامه، مكانش شايف ملامحها من الضلمة، ولكن كان شايف الابتسامة اللي اتشقت على شفايفها، لمعت عيونه بفرحة، وقرب منها رفع إيده وهو بيملس على خدها، فمالت براسها وثبتت أيديها على إيده اللي على وشها، وقتها ضحك بسعادة وقال_أخيرًا جيتي يا ضي القمر؟

أنا مستنيكي من زمان..

اتنفض واتعدل على السرير وهو بيمسح وشه، مستنكر اللي بيحصل بل ورافضه تمامًا

استحالة يبقى قدره مرتبط بواحدة بتحمل دم وصفات اللي اتسببت في تعاسة حياته

هو بيحمل حقد وبغض ناحية عقيق، وهي تقريبًا عقيق!

قام اتحرك في جناحه زي التايه، عايز يعاند القدر بأي طريقة، مش هيتقبل إنه ده يكون مصيره

لقى نفسه رغمًا عنه رايح لعندها

لازم يلاقي اجابات، مش هيفضل بالوضع ده كتير

وقبل ما يوصل لجناحها حس فجأة بالتردد وكان هيرجع، ولكن ملى الإصرار عيونه تاني واتجه للباب

دق عليه بهدوء ولكن مسمعش صوت، دق تاني وهو بيستنتج إنها راحت في النوم

رغمًا عنه لقى نفسه بيفتح الباب ببطء عشان متصحاش وهو بيطل براسه بتردد، عايز يشوف شكلها وهي نايمة، لحظات وفتح الباب على وسعه لما لقى سريرها فاضي، دخل الأوضة وهو بينادي_ضي القمر!

وقف مكانه في الأوضة وهو حاسس بالدهشة، سرعان ما اتبدلت ملامحه للجمود، اتجه للبلكونة اللي في أوضتها، وقف من غير ما يسند على السور، وشبك إيديه الاتنين ورا ضهره، وفضل باصص على الحقول اللي قدامه بشرود تام، كان متوقع؟

مش هينكر هو حاسس إن وراها حاجة أساسًا

رغم إنكارها لكن هو كده كده كان هيفضل وراها

 افتكر كلام الملك لما كان بيقول إن عقيق كان بيجيلها اوقات بتختفي وتظهر

ضي القمر وراها سر

وهو نفس السر اللي كانت عقيق بتحمله....


يتبع .....


عقيق_إل_دورادو

منة_ممدوح_البنا


الحلقة السابعة


بسبب تعب جدتها المفاجئ مقدرتش ترجع للمملكة لأيام، رغم إن فضولها هيقتلها عشان تعرف تفاصيل كتير خاصةً من الكاهن سلطان، ولكن للأسف مكانتش هتعرف تسيب جدتها لوحدها، اتعمدت إنها تقلع السلسلة وقت نومها عشان متتنقلش للعالم التاني من غير ما تاخد بالها، وبعد ما اتطمنت إن جدتها نامت وأخدت علاجها كله رجعت لأوضتها ووشها باين عليه الإرهاق، اتمددت على سريرها وهي باصة للسقف بشرود، بتفتكر كل الأحداث اللي عاشتها هناك

لوهلة اتمنت إنها تكون من عالم زي ده

كل حاجة فيه دافية وجميلة

بعيدًا عن مكائد بدر ليها يعني!

لوهلة لقت نفسها بتضحك لما افتكرت آخر موقف بينهم لما بارزها بالسيف، احداث مكانتش تتخيل إنها تعيشها أبدًا

وبعد تفكير طويل غرقت في نوم عميق...


_أنتِ فين يا ضي القمر

أنا ما صدقت لقيتك

متبعديش...

فتحت عينيها على صوت النداء بالصوت المألوف ليها، كانت في قلب غابة مظلمة مليانة بالأشجار شاهقة الطول، اتلفتت حواليها وهي بتدور على مكان الصوت وقلبها بينبض بخوف ونادت بصوت عالي_أنتَ فيـن!

_ضي القمر!

بقت تتلفت بجنون أكتر وهي بتحاول تلاقيه، كإنها زي الغريق اللي بيتعلق بقشاية، تايهة بتدور على وطنها!

اتحركت بحذر بين الأشجار وهي ما زالت بتتلفت عليه، لحد ما وقفت مكانها لما شافته واقف من على بُعد، مش باين من الضلمة غير هيئة جسمه اللي منعكس عليها ضوء القمر الخفيف.

اتحركت ناحيته بخطوات بطيئة متمهلة وكل ما بتقرب منه بتتسع ابتسامتها، شافته وهو بيفتح إيده ليها وبيشاورلها تقرب، فزودت من سرعتها لحد ما بقت قدامه، رفعت عينيها ليه فهمس هو بنبرة عذبة مليانة ألفة وكإنه بيتلذذ باسمها_ضي القمر...

ابتسمت باتساع وفي الوقت ده ظهر نور قوي في المكان كإنهم بالنهار، ووضحت ملامحه المحببة ليها، بعيونة البنية وخصلات شعره الفاتحة اللي نازلة على عينه، اتنهدت هي وتمتمت_بــدر....

انتفضت من نومها وهي بتتنفس بصوت عالي، حطت إيديها على صدرها وهي بتحاول تتمالك نفسها وبتتمتم_يا ساتر يارب

جاثـوم!

عدلت خصلات شعرها اللي ثارت على وشها ورجعتهم لورا وهي بتكمل_حتى مش عاتقني في أحلامي!!

لوهلة تداركت الأمر، الأحلام اللي بتجيلها من بعد ما بقى عمرها ١٨ سنة بشكل غريب ومتتابع، كلهم عبارة عشان شخص بنفس الهيئة والصوت بيدور عليها لحد اليوم اللي  جت فيه هنا وأخدت السلسلة، افتكرت الحلم اللي قالها فيه إنه مستنيها من زمان!

وقتها اتوسعت عينيها بدهشة، الظاهر إن هي المُختارة من زمان فعلًا، من وقت ما دخلت العالم ده وصوت بدر مألوف ليها بشكل كبير

معقولة تكون هي المُختارة فعلًا!

حست إنها على وشك الجنون من ربط الأحداث حواليها، لازم ترجع لسلطان بعد ما تتطمن على جدتها 

الظاهر الموضوع أكبر منها بكتير ومترتب من زمان...


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


دخلت المملكة وعلى وشها معالم الاستغراب، لأول مرة تلاقي السوق مش شغال، الطرقات فاضية ومش زحمة، إلا من بعض الناس القليلين جدًا واللي كانوا بيجروا بطريقة غريبة

كملت مشي ومقلش الاستغراب اللي على وشها، لحد ما قربت من القصر الملكي، وقتها جري قائد الحرس بسرعة ناحيتها بمجرد ما شافها وهو بيقول_أخيرًا ظهرتي يا مولاتي، بندور عليكي بقالنا أيام

لو مكنتيش ظهرتي النهاردة كنتي هتبقي في مشكلة كبيرة مع الملك!

عقدت حواجبها بتعجب ولسة هتتكلم ولكن لقت قائد الحرس بيتلفت وبينادي باسم جولينهار، دقايق وخرجت البنت اللي كانت معاها في الجناح قبل كده اللي أول ما شافتها اشرقت ملامحها بسعادة وجريت عليها وهي بتقول_مولاتي!

الحمدلله إنك بخير

مشيت معاها ضي وهي بتتلفت حواليها بتعجب، القصر كان مليان توتر غريب، الساحة موجود فيها عمال كتير بيجروا حرفيًا حوالين نفسهم وهما شايلين معدات كتيرة، فسألت باستغراب_هو فيه إيه هي الناس كلها بتجري ليه؟!

ردت جولينهار بحماسة_النهاردة يوم التأسيس يا مولاتي، الترتيبات لازم تقوم على قدم وساق، أي غلطة ولو صغيرة عقابها هيبقى رادع

محدش حمل غضب الملك لو الاحتفال متمش زي ما هو عايز

رددت ضي_يوم التأسيس!

دخلت لجوا طرقات القصر فقالت جولينهار_كل سنة بيبقى عندنا يوم أسمه يوم التأسيس، الذكرى السنوية لتأسيس مملكة إل دورادو العريقة، بنحيي فيها ذكرى الملك المذهب اللي بيكون الملك الأكبر واللي من نسله الملك رسلان والأمير بدر

مطت ضي شفايفها وهي حاسة بالانبهار، فكملت جولينهار_الحقيقة يا مولاتي الملك قلب المملكة عليكي، افتكرنا صابك مكروه!

طمنتها ضي وهو بتقول ببساطة_لا متقلقيش أنا بس خرجت برا حدود المملكة وتوهت شوية

بصتلها جولينهار بتعجب، كان سببها غير مقنع تمامًا، خاصة ملابسها الغريبة اللي هي لابساها عكس آخر ملابس شافوها بيها ولكنها فضلت متعلقش مهما كان فـ ضي هي الملكة المنتظرة مينفعش أي تجاوز معاها، فقالت_المهم إنك بخير يا مولاتي، لازم نروح جناحك دلوقتي عشان نجهزك، لازم تظهري بأحسن مظهر خاصة إن الاحتفال ده هيضم ملوك وأمراء ممالك كتيرة

وقفت ضي باعتراض وهي بتقول_لأ

لازم أشوف سلطان الأول

عقدت جولينهار حواجبها بتعجب من طلبها وقالت_الكاهن سلطان؟!

هزت ضي راسها ببساطة، فاستنكرت جولينهار وقالت_بس يا مولاتي...

قاطعتها ضي_لا من غير اعتراض، لازم اشوفه دلوقتي، الموضوع مهم

خديني ليه

رغم التردد اللي كان ظاهر عليها إلا إنها وافقت قصاد الحاح ضي خوفًا من إنها تشتكيها للملك وغيرت طريقها للمكان اللي بيقعد فيه سلطان، ولكنها رغم ده قالت بقلق_أنا هوصلك لوكره لكن مقدرش ادخل معاكي يا مولاتي 

سلطان مخبول وتصرفاته مش متوقعه

ابتسمت ضي بقلق، هي كمان خايفة منه، خاصة بعد الاستعراض اللي عمله قدامهم، ولكن مكانش قدامها حل تاني فهزت راسها بتفهم

لاحظت إنهم بيغيروا طريقهم لممرات تحت القصر، وكل مدى والجو بيبقى مظلم أكتر، لحد ما لقت نفسها تحت في سرداب حالك السواد، اتحركت جولينهار ووطت ومسكت حاجة من على الأرض، وبعدها ظهر ضوء خافت فشافت في إيديها مصباح جواه شمعة هو اللي منور واللي الظاهر كانت عارفة مكانه، ادته ليها جولينها. فخدته ضي بتردد، وبعدها اتجهت لواحد تاني اشعلته وشاورتلها تتقدم، فارتبكت ضي وهي بتقول_أنتِ متأكدة إن سلطان عايش في الانقاض هنا

ردت جولينهار بصوت هامس_قولتلك يا مولاتي

الكاهن سلطان مش طبيعي، ومش أي حد يقدر يدخل وكره

أخدت ضي شهيق طويل زفرته على مهل وهي بتقول_ربنا يستر

وصلوا أخيرًا لآخر الرواق، رفعت ضي إيديها بالمصباح فشافت قدامها باب ضخم من الخشب العتيق واللي كان متشرخ وكإن المكان مهجور، اتكلمت جولينهار في الوقت ده_وصلنا يا مولاتي

هضطر أسيبك، مقدرش أغامر وأدخل لجوا

بصتلها ضي بتوسل ولكن جولينهار رفعت اكتافها بأسف وبعدين انحنت بخفة وسابتها ومشيت فقالت ضي_جولنار

يا جولنار

طب عشان خاطري!

ولكنها اختفت عن انظارها تمامًا، اتلفتت في الوقت ده تبص للباب وهي حاسة إنها على وشك البكاء من الخوف اللي حاسة بيه، بلعت ريقها برعب ورفعت إيديها وخبطت على الباب ببطئ لوهلة اتنفضت لورا بهلع لما لقت الباب بيتفتح لوحده مصدرًا صوت تزييق جامد، لوهلة فكرت إنها تلف وتجري، ولكن فعلًا كانت محتاجة اجابات للاسئلة بتاعتها، شجعت نفسها ودخلت بحذر وهي بتتفقد المكان، كان عبارة عن وكر كبير جدًا باضاءة صفرا، زي البيت المهجور، مش أنيق ولا مترتب زي بقيت القصر، موجود طاولات كتيرة عليها برطمانات تحتوي على أنواع غريبة من الزواحف والحشرات، ده غير القدر الكبير اللي كان على النار واللي كان بيغلي بسائل لزج باللون الأخضر!

وعلى جمب تاني كان فيه مكتبة عتيقة مليانة كتب كتيرة جدًا عليها كمية تراب وأعشاش عنكبوت

لوهلة حست بالاشمئزاز من المكان اللي كانت اجواؤه بترهب النفوس!

اتحركت بتردد ناحية المكتبة وهي بتشوف العناوين اللي مكتوبة بلغة غريبة شافتها مرة واحدة بس تحت لوحة بدر اللي متعلقة في القصر، مدت إيديها عشان تمسك الكتاب ولكنها انتفضت وهي بتصرخ بهلع لما ظهر الكاهن قدامها مرة واحدة وهو بيقول_أخيرًا جيتي برجلك!

حطت إيديها على قلبها ووقفت تبصله بغيظ شديد، أما هو فابتسم ابتسامة اظهرت اسنانه الصفرا وانحنى وهو بيقول بسخرية_بعتذر يا مولاتي

خضيت جنابك 

وقعت بأنظارها على الضفدعة اللي على مقدمة عصايته واللي كانت بتبصلها وهي بترمش ببطء وبسخرية، وبعدين بصت لسلطان اللي قال وهو بيديها ضهره_عادة ممنوع دخول أي حد هنا وإلا مصيره هيبقى الجنون

ولكن...

اتلفتت ناحيتها مرة واحدة ووجه العصاية ليها فاتراجعت لورا وقال_أنتِ استثناء يا ضي القمر

حد إيده على دقنه وهو بيقول ببلاهة_وعقيق برضه كانت استثناء!

فتحت بوقها عشان تتكلم ولكن قاطعها لما قال_أنا عارف أنتِ عايزة إيه

رفعت حاجبها وقالت_إيه؟

_اجابات

قالها ببساطة وهو بيبصلها بنظرة ذات مغزى خلى ملامحها اتبدلت للدهشة، فرجع كمل_عايزة اجابات لكل الاسئلة اللي في دماغك

قربت منه بتوسل وهي حاسة إنها على مشارف الجنون، وقالت_عايزة اجابات فعلًا

ومقداميش حد غيرك

أنا عارفة كويسة إنك مدرك أنا مين أو جاية منين

أنتَ لمّحت بده، والأكيد إن محدش في المملكة دي غيرك عارف السر ده 

قرب ولف حواليها وهو بيبصلها بتقييم و بيقول_مدهش

ذكية

عبقرية

ولماحة

ولكن اجاباتك مش عندي، لإنك عارفة الاجابات كويس أوي يا ضي القمر، عارفة زي ما أنا عارف إنك ربطتي الاحداث!

اتوسعت عينيها بدهشة ورددت_أنتَ ازاي؟!...

أنتَ إيه!

وقف مرة واحدة قدامها ورفع العصاية لفوق وهو بيقول ببساطة_أنا سلطان المجنون

مجرد عجوز عفى عنه الزمن!

كانت الدهشة متشالتش من على وشها، فكمل_مصيرك يا ضي القمر مربوط من زمان

من قرون في عالمك 

من وقت ما عقيق لقت السلسلة

حملك لدم عقيق هو أكبر لعنة صابتك..

قالت بصدمة_يعني أنا الملكة المنتظرة؟!

خبط بالعصاية على الأرض فاتنفضت الضفدعة وهي بتصدر صوت معترض، وقال_قدرك متحدد من ولادتك يا ضي القمر

هيحصل اللي مكتوب بس

هيحصل اللي مكتوبلك

خبط مرة تانية بالعصاية بقوة، فاتملى المكان بغبار عنيف جدًا لدرجة إن الرؤية اتشوشت ومبقتش قادرة تتنفس أو تشوف كويس، فضلت تكح بعنف وهي بتحاول تزيل الغبار من الهواء من حواليها، وبمجرد ما اختفى ووضحت الرؤية اتجمدت تمامًا لما لقت نفسها برا

قدام الباب!

اتلفتت تبص للباب وهي بتقول_والله؟

لا بجد والله؟!

ادركت إن سلطان شبه طردها، هي مش هتقدر تاخد منه معلومة مفيدة، الظاهر إنه عجوز اتجنن وعفى عنه الزمن فعلًا، أو يمكن هو راجل مش سهل بيخرج الكلام منه بحذر!

دبت برجليها على الأرض بغيظ، وبعدين وطت خدت المصباح واتحركت لبرا السرداب، وبمجرد ما طلعت لنور القصر لقت جولينهار مستنياها برا اللي أول ما شافتها جريت عليها بلهفة وهي بتقول_أخيرًا

أنا قولت المجنون ده قتلك واستخدم دمك لوصفة من وصفاته المجنونة!

بصتلها ضي بسخرية وقالت_لا كلك واجب فعلًا يا جولنار

_جولينهار يا مولاتي!

صححت بحياء فعلقت ضي بسخرية_قال يعني كده اللي بقى مفهوم أوي!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وقفت قصاد المراية تبص لهيئتها الخرافية بأعين متسعة من الانبهار بعد ما انتهوا من تزيينها، كانت لابسة فستان ضخم مكون من عدة طبقات زي عادة الفساتين الملكية هنا، باللون السماوي المنقوش بجزء من قدام باللون السكري نازل بعدة طبقات، وبيزينه من على الصدر فيونكة كبيرة، نازل بأكمام واسعة من عند المعصم مخروطية الشكل اقل كلمة تُقال عنه إنه مبهر!

عملو تسريحة رقيقة لشعرها وزينوه بقطع من الأحجار الكريمة الملونة، وتاج صغير جدًا مصحوب بوشاح نازل على ضهرها

لفت حوالين نفسها وهي بتقول بانبهار_رهيب!

ولا كإني في العصر الفيكتوري!

رددت جولينهار بتعجب_عصر إيه يا مولاتي؟

بصتلها ضي بنفاذ صبر واشاحت بإيديها بلا مبالاة وهي بترجع تتأمل التفاصيل اللي الموجودة في الفستان والاكسسوارات اللي لابساها، لحد ما دخل واحد انحت باحترام وهي بتقول_مولاتي

جلالة الملك مستنيكي في جناحة قبل بداية الحفلة

رفعت فستاتها التقيل جدًا عشان تروح معاها، وبمجرد ما اتحركت اتكعبلت في طبقة من طبقات الفستان ووقعت على الأرض، جريوا كلهم ناحيتها عشان يلحقوها ولكنها شاورتلهم إنهم يقفوا وهي بتقول_أنا كويسة

اتحاملت على نفسها عشان تقف لحد ما عرفت، وجت تتحرك اتكعبلت مرة تانية ووقعت على الأرض

فصرخت بغيظ وهي بتضرب على الفستان وبتلعن اليوم اللي فكرت تلبسه فيه...


_مش معنى إني إديتك حريتك زي ما طلبتي إنك تختفي بالأيام من غير ما نعرف عنك حاجة وترجعي بمنتهى البساطة!!

قالها الملك بنرة قوية وهو رافع وشه بشموخ، في حين ضامم كفوفه ورا ضهره وبيبصلها من فوق لتحت، فقالت ضي بتبرير_أنا بس خرجت وحصلت ظروف مقدرتش ارجع للمملكة بسهولة و...

اتكلم الملك رسلان بغضب وقوة_اسمعي يا ضي القمر، أنا مش عايز قصة عقيق تتكرر، كانت غلطتي الوحيدة إني محاولتش أدخل جواها واعرف اسرارها، لكن صدقيني مش هكرر الغلط ده مرتين

من هنا ورايح هتفضلي تحت عيني

حرة آه ولكن مش هسمح إنك تخرجي لوحدك أبدًا

هيفضل متابعك على الأقل اتنين من الحراس

لحظك بس إن النهاردة يوم مهم في المملكة وإلا كنت وجهتلك عقاب رادع!

فتحت بوقها عشان تتكلم، ولكنه قاطعها لما رفع كفه في وشها، وبعدين شاورلها تمشي، فاتحركت بالفعل وخرجت بعد ما بصتله بغيظ شديد وتمتمت_حقها تيتة عقيق والله تطفش منك!


بدئت مراسم الحفل واللي كانت مهيبة للغاية، دخلت فرقة ملكية تعزف وتدق الطبول، وبعدين خرج الملك رسلان واللي كان في أبهى طلة وهو لابس تاجه اللي مليان بالأحجار الكريمة وماسك صولجانه، صعد على عرشه ووراه الأمير بدر واللي مكانش يقل عنه ولكن الفرق

وسامة الشباب!

لوهلة خطفت طلته انفاس ضي اللي كانت بتتامله باعجاب واضح، بصلها هو بطرف عينه اللي اتجمدت بمجرد ما شاف هيئتها الجديدة عليه واللي كان ملفتة لدرجة

الهلاك!

بعد نظرة الانبهار دي لاحظت إن عيونه بتموض بنظرة غريبة مقدرتش هي تفسرها ولكن المتأكدة منه إنها نظرة مش عادية تمامًا.

كان الحفل مليان بشكل رهيب، شعب المملكة كله موجود بيحتفلوا باليوم العظيم بالنسبالهم، ده غير ملوك وأمراء الممالك التانية واللي باين عليهم من ملابسهم الرسمية والمجوهرات هما مين

وقفت الموسيقى مرة واحدة، ووقف معاها الملك رسلان من مكانه وهو بيحيي شعبه بإيديه، وابتدى يتكلم براس مرفوع بشموخ_سعيد جدًا بحضور أصدقائي الملوك من الممالك الأخرى عشان يشاركوني اليوم العظيم ده

يوم تأسيس مملكة إل دورادو العظمى

واللي أسسها من قرون الملك الأكبر

الملك المذهب..

ارتفع التسقيف في الوقت ده من كل الحضور، فرفع إيده وتلقائي سكت الجميع، فكمل كلامه_حبيت أخليي احتفال مميز يليق بتاريخ المملكة وبتاريخ الملك المذهب اللي فنى عمره لأجل المملكة دي 

واللي بقسم أنا الملك رسلان ملك مملكة إل دورادو العظمي

شاور في الوقت ده ناحية بدر وكمل_وولي العهد المنتظر الأمير بدر رسلان بإننا هنفني عمرنا في سبيل إن المملكة تزدهر

ارتفع صوت التسقيف مرة تانية، فانحنى بدر والملك تلقائي عشان يحيوهم، في حين إن ضي كانت بتراقب كل اللي بيحصل ده بملامح وش باين عليها البلاهة من الصدمة

ابتسم الملك رسلان في الوقت ده وقال_وفي اليوم المميز ده حابب أفجرلكم مفاجأة أنا نفسي في غاية السرور منها

أقدملكم خليلة الأمير بدر والملكة المنتظرة لإل دورادو

الأميرة ضي القمر

اتجهت كل الأنظار عليها بفضول مكان ما شاور الملك، فاتوسعت عينيها بدهشة وانحبست انفاسها من الصدمة وهي بتقول_يا واقعة سودة!....


يتبع....


عقيق_إل_دورادو

منة_ممدوح_البنا


الحلقة الثامنة


_إيه اللي بتقوله ده يا مولاي؟!

كانت صدمة بدر متقلش عن ضي القمر، والده خد خطوة هو مخدش رأيه فيها أصلًا، كانت ملامحه مشدوهة ومش مستوعب الموقف اللي حطه فيه، فبصله الملك بتحذير وللأسف مكانش يقدر يغلّط الملك ويعترض على الكلام اللي قاله، ففضل السكوت بعد ما نكس راسه وضم قبضة إيده وهو بيجز على أسنانه بغضب.

كانت بتبص للناس اللي اتوجهت أنظارهم ليها بريبة، أما اللي جنبها فمالت ناحيتها وهي بتهمس_يعني أنتِ خليلة الأمير بدر؟!

_ولا أعرفه 

قالتها باندفاع خلتها تبصلها بتعجب، فكمل الملك وهو بيقول بابتسامة عريضة_مكانش ليه داعي نخبي الموضوع أكتر من كده

خاصة بعد قصة الحب الكبيرة اللي بين الأمير بدر والأميرة ضي القمر

استنكرت وهي رافعة حاجبها بدهشة وقالت_عيب لما تبقى راجل كبير وكداب!

حست إنها عايزة تجري من النظرات اللي بقت متسلطة عليها وكإنها عروسة لعبة بيقيموها، وطبعًا ده ميخلاش من نظرات البغض والغيرة من بعض اميرات الممالك التانية، خاصة وإن بدر كان يعتبر من اوسم الأمراء والأشد بنية، فاقت على العاملات من القصر عشان يساعدوها تطلع تقف جنب بدر والملك، فمشيت معاهم على مضض وهي بتبلع ريقها بقلق، لحد ما سابوها واقفة جنب بدر اللي كانت عينيه احمرت من كتر الغضب، فتمتمت بغيظ_الله يخريبيتك أنتَ وأبوك!

همس من بين أسنانه بعصبية_أنتِ تخرسي خالص، لو مكونتيش رجعتي من الداهية اللي جيتي منها مكانش كل ده حصل

ردت بضيق_داهية تبقى تاخدك أنتَ!

رفع عيونه في الوقت ده ليها يبصلها بنظرات فتاكة حست لوهلة إنه هينقض عليها يخلص عليها، فبلعت ريقها برعب، ولكن اللي أنقذها لما الملك اتكلم وهو بيشاور عليهم_سعيد الحقيقة إن الأمير بدر أخيرًا لقى اللي تناسبه، وفي أقرب وقت هندعوكم لمراسم الزفاف الملكي

ارتفع صوت التسقيف بحرارة مع صياح الشعب بفرحة على المناسبة الجديدة في المملكة، أما بدر فبعد جملة اللي تناسبه رفع عينه ليها وهو بيبصلها باستهزاء لاحظته هي فغلي الدم في عروقها وقالت_لا بقولك إيه، اظبط نظرتك دي!

دور وشه الناحية التانية ورفع إيده عشان يحيي الموجودين أما هي فكانت بتبصله بسأم، اتأوهت بألم لما لكزها في جنبها عشان ينبهها فرفعت إيديها هي بملامح متغاظة وأبتدت تحييهم في حين تمتمت_مكدبتش لما قولت إنكو عالم منخوليا والله!

اتحرك الملك ووراه بدر وضي اللي كانت بتجاهد عشان متتكعبلش بفستانها، ونزلوا عشان يندمجوا بين الحضور، كانت متضطرة تحضر ترحيبات الملك رسلان بملوك وأمراء الممالك التانية، وطبعًا مخلاش الأمر من التبريكات

رغم الأجواء الغريبة ليها إلا إنها حست بالألفة، خاصة وإن المعظم كانوا بيباركوا بحفاوة بالفعل وكانوا فرحانين من قلبهم

لوهلة حست بإن الملك ملامح وشه اتغيرت للغضب أو الضيق، نقلت بنظراتها على بدر فلقته مصوب أنظاره على مكان ما، لاحظت من على بُعد دخول مجموعة من الأشخاص واللي ملامحهم متبعثش الراحة أبدًا، وأول ما وقعت عينيهم على الملك رسلان وبدر اترسمت ابتسامة ساخرة على وشوشهم كإن كل واحد فيهم كان بيناظر غريمه، رفع بدر وشه للملك وبأعصاب مشدودة قال_مولاي!

ربت الملك على كتفه وهو بيقول_مش عايزين حاجة تعكر صفو احتفالنا

سيطر على أعصابك على قدر ما تقدر

شافتهم بيتجهوا ناحيتهم، الملك براس شامخ وكبرياء، وبدر بملامح مشدودة ومتحفزة ده غير قبضة إيده اللي كان ضاممها بقوة

اتلفتت ضي لجولينهار اللي كانت وراها وسألت بتعجب_مش فاهمة حاجة!

فردت جولينهار في حين نظراتها مثبتة عليهم_وصل ملك مملكة ازتلان يا مولاتي، كان فيه حروب طويلة بين إل دواردو وازتلان، ولكن الحروب وقفت بقالها أعوام بعد اتفاقية السلام الأخيرة، ولكن ده مقللش من البغض والعداء اللي بين المملكتين، بالعكس كل مملكة متحفزة للتانية

نقلت ضي بنظراتها عليهم لحد ما ثبتت على شخص كبير في السن من عمر الملك، ولكن على العكس كان وشه مليان ندوب عميقة وكإنه كان في معركة طاحنة، لاحظت جولينهار نظراتها فاتكملت_ده الملك ضرغام، ملك مملكة ازتلان أما بالنسبة للجروح اللي في وشه فاللي سببها ليه الملك رسلان، يمكن دي حاجة مخلية العداوة مستمرة، لإنه كل ما بيبص لمرايته، بيسوف أثر هزيمته قصاد الملك رسلان! 

واللي جمبه الملكة آريا، مراته العقل المدبر لكل شر بيحصل في المملكة،

على الشمال ابنه الأمير رئبال، يمكن أبغض من والده، كله حقد تجاه الأمير بدر لإنه قادر يلفت النظر عنه

بالفعل ثبتت نظراتها مكان ما قالت، كان شاب طويل وفي جسم بدر تقريبًا، ولكن مش بنفس وسامته، بشعر اسود غزير واصل لكتفه، وعيون زرقاء حادة مش مريحة، كانت نظراته مثبتة على بدر اللي مد إيده يسلم عليه، وبالفعل كان سلام متحفز تمامًا وأي حد يقدر يميز العداء اللي بين الاتنين.

على الجانب الآخر لاحظت البنت اللي مركزة مع بدر، بشعرها الأحمر الغجري وعيونها الزرقا مع ملابسها الملكية فكانت فاتنة، لوهلة حست بالضيق منها فشاورت ناحيتها براسها وهي بتقول_ودي؟

ردت جولينهار_دي الأميرة داريا ابنة الملك ضرغام وشقيقة رئبال، طبعًا عيلة زي دي مش هتطلع ملاك برئ وسطهم 

هزت راسها بتفهم وهي بتقول_واضح

فكملت جولينهار_ كان من ضمن اتفاقية السلام بين المملكتين إنه يتم الزواج بين الأمير بدر والأميرة داريا، ورغم إنها سعت لده كتير وحاربت عشان تقدر تملك الأمير بدر إلا إنها فشلت والأمير بدر رفض رفض تام، ولكن هي شبه ميئستش بالعكس منتظرة أقرب فرصة تقدر تقرب بيها، ده غير إنها حاولت قبل كده تشعل حرب بين المملكتين عشان بس تقدر تتجوز الأمير كوسيلة لوقف الحرب

اتوسعت عين ضي بدهشة، لوهلة خدت بالها من نظراتها لبدر، كإنها بتتعمد يبقى فيه كلام بينهم، لحد ما اتصدمت لما ثبتت نظرات داريا عليها، وكإنها عارفة هي مين كويس، اتأملت ضي من فوق لتحت، وبعدين ابتسمتلها ابتسامة خبيثة حست فيما معناها إنها غريمتها!

رغم مشاعرها اللي تكاد تكون مش موجودة ناحية بدر ولكن حست إنها في مبارزة لازم تثبت إن هي الكسبانة فيها كوسيلة إنها ترفع من كرامتها قصاد الفاتنة اللي تعتبر غريمتها!

محستش بنفسها غير وهي متجهة ناحيتهم وسط نظرات جولينهار المستغربة، راحت عندهم ولاحظت إن النظرات ثبتت عليها، فاتلفت بدر بدوره باستغراب لحد ما شافها بتقف جمبه وبتنحني وهو بتقول برقة في حين بتبص لعيونه بوداعة وهي بترمش_سمو الأمير...

رفع حاجبه باستغراب كإن حاسس إن اللي قدامه مش طبيعية، فاتكلم الملك في الوقت ده_كويس إنك جيتي يا ضي القمر عشان أقدمك لضيوفنا

بص لداريا في الوقت ده وكمل كلامه وهو بيقول بنبرة وصل مغزاها ليها كويس_الأميرة ضي القمر، خليلة الأمير بدر وزوجته المستقبلية

لوهلة اتبدلت نظرات داريا لتانية أكثر قتامة، في حين شافتها وهي بتجز على أسنانها بحقد، فانحنت ضي القمر وعلى وشها ابتسامة موجهة ليها هي بس، وسط متابعة بدر ليها باستغراب، فمال ناحيتها يهمس بتعجب_أنتِ مخبوطة على دماغك ولا حاجة؟

فردت عليه بنفس الهمس_لو عايزني اعملك فضيحة هنا دلوقتي معنديش أدنى مشكلة!

نهت جملتها وهي بتبسمله بسخافة فبادلها هو كمان بابتسامة صفراء وراها نظرات مليانة غيظ كانت هي بص اللي شايفاها، وبعد الترحيب اللي كان مصطنع بدئت مراسم الاحتفال، ارتفع صوت الموسيقى الملكية الهادية، فابتدى الكل يتجمع لساحة الرقص، الأمراء والملوك وحتى عامة الشعب ولكن كانوا سايبين الساحة فاضية من النص للأمير بدر وضي القمر وكانوا منتظرين يفتتحوا الرقصة هما

حاول بدر يتملص من الموضوع ولكن نظرات الملك حذرته من إنه يعمل حاجة تثير شك الموجودين، فاتجه ناحية ضي اللي كانت بتبص على اصطفاف المعازيم على شكل دائري بانبهار، لحد ما عقدت حواجبها بضيق لما وقف بدر بطوله الفارع قدامها وأعاق عنها الرؤية بطوله اللي كان يفوقها بمراحل، رفعت عيونها ليه فمد هو إيده ليها وقال بسأم_يلا

علقت باستغراب_يلا فين؟

_نرقص

قالها بضيق شديد وكان باين عليه إنه مجبر، اتلجلجت هي وحست بالاحراج من فكرة إنها تكون وسط الناس دي وقالت بتوتر_لأ

نرقص إيه!

مبرقصش أنا

زفر أنفاسه بنفاذ صبر وقبل ما تستوعب كان جذبها بعنف مش ملحوظ لمنتصف الساحة، وقف وهو ماسك إيد ضي وفارد إيده التانية ومنحني، فهمست ضي برعب_الله يخربيتك

الله يخربيبت معرفتك مبعرفش ارقص

رد بسخرية_من امتى وأنتِ بتعرفي تعملي حاجة!

بصتله بغيظ وقالت_هنقل أدبنا بقى!

بصلها بطرف عينه بتريقة، فارتفع صوت الموسيقى الهادية في الوقت ده، فقال هو_سيبي نفسك ليا

_أسيب إ.......

وقبل ما تكمل جملتها كانت شهقت بخضة لما جذبها ليه مرة واحدة فبقت شبه ملتصقة بصدره، مسك كف إيديها وهو بيفرد دراعها بطول دراعه وسط نظراتها المذعورة، بص لعيونها مباشرة وابتدى يتحرك بيها على أنغام الموسيقى، ومعاهم بدأ الكل يرقصوا معاهم ولكن كانت الاضواء كلها مسلطة على بدر وضي

لوهلة لقت نفسها بتتسحب قدام نظرة عيونه اللي كانت مسلطة عليها، حست إن فيه مشاعر ابتدت تتسلل ليها من درجة القرب الرهيبة بينهم، مقلش هو عنها، حس إنها مميزة، فيها شيء مختلف رغم إنه دايمًا حاسس إنها غريبة الأطوار بل ومتأكد إن وراها سر

ده غير دم عقيق اللي في اوردتها!

لقت كل حاجة بتختفي من حواليها عدا هو وعيونه وامتلاكه لجسمها اللي كان بيتحرك معاه بسلاسة، الرهبة اللي كانت حاسة بيها اختفت تمامًا بين إيديه، الرقصة كانت مبهرة كإن الاتنين كانوا مفصولين عن العالم، لدرجة إن اللي كانوا بيرقصوا وقفوا عشان يتفرجوا عليهم 

وطبعًا كانت عيون داريا الغضبانة متابعاهم من على بُعد، ابتسم الملك رسلان باتساع وهو شايف حكايته مع عقيق بتتكرر قدامه بس المرادي بطل الحكاية هو ابنه

رفع بدر كف إيده ومشاه على وش ضي، وبعدين بعدها عنه ولفها حوالين نفسها كذه مرة، وفي النهاية جذبها ليه بقوة فمالت ناحيته وهي حاطة إيديها على صدره، أما هو كان محتوي خصرها بإيديه الاتنين في حين أنفه شبه ملامس لانفها وكإنه على وشك تقبيلها!

وكانت دي نهاية الرقصة الملكية اللي ارتفع بعدها التصفيق من حواليهم خلاها رجعت للواقع بعد ما حست لوهلة إنها تاهت في بحور مشاعر غريبة ساورتها للحظات، بعدت عنه وهي بتنحني معاه ووشها ظهر عليه معالم الخجل من الوضع

وقعت عيونها على داريا اللي كانت مبتسمة ليها بسخرية وبتصقف ببرود كإنها بتستهزأ بيها، واتحركت ببطئ ناحية بدر ووقفت قدامه بعد ما ارتفع صوت الموسيقى مرة تانية وهي بتقول_دوري..

رفعت ضي حاجبها بتعجب وقبل ما تستوعب كان جذبها شخص من الحضور عشان ترقص معاه كتقليد من ضمن الاحتفال، ولكن كانت الرقصة مبتطولش وتلاقي نفسها مع شخص تاني عشان ينولوا شرف الرقص مع الأميرة، وكان الوضع ده المفروض يتم مع بدر برضه ولكن داريا فضلت متمسكة بيه وهي بتنقل نظراتها لضي باستفزاز وبالفعل قدرت تستفزها، وقبل ما تتجه ليهم كان جذبها شخص كمان ولكن مال ناحيتها وهو بيقول بهسيس_ضي القمر...

رفعت عيونها ليه بتعجب ولكن سرعان ما اتسعت بدهشة لما شافته، كان الأمير رئبال، واللي كان بيبصلها بنظرات الأسد اللي هينقض على فريسته، حست هي بالنفور منه فمال ناحيتها وهو بيقول_محصليش الشرف إني اتعرف بيكي، ولكن دي أنسب فرصة، الأمير رئبال، ولي عهد مملكة ازتلان

هزت راسها مع ابتسامة سخيفة وهي بتقول_تشرفنا

حاولت تبعد عشان تمشي ولكنه جذبها تاني وهو بيقول_مش كفاية

بصتله بتعجب، وقبل ما تتكلم كان قطع حديثهم بدر اللي وقف قدامهم وهو بيقول بابتسامة مليانة مقت شديد تحتها_مضطر أخد منك الأميرة ضي القمر يا رئبال

اتلفت رئبال ليه ببطئ كإنه قاصد يستفزه، وبعدين بعد عن ضي وهو رافع إيديه الاتنين قصاد وشه وهو بيقول بسخرية_أكيد

دي خليلتك في النهاية

جذب بدر ضي من إيديها ووقفها جمبه وهو بيقول بتحذير وصله_كويس إنك عارف

قالها وخد ضي وكان بيجرها وراه حرفيًا، في حين كانت هي بتحاول تساير خطواته ورافعة الفستان عشان متقعش وهي بتقول_يا عم اصبر

أنتَ مركب عجل في رجلك

احترم إن فيه أنثى رقيقة وراك هتتقلب على وشها!

وقف بيها في مكان خالي من الناس، جذبت هي إيديها تضمها ليها في حين بتبصله بغيظ، أما هو فقرب ناحيتها وهو بيقول بضيق_لحد ما تغوري من هنا

لو مش عايزة توقعي نفسك والمملكة في كوارث ابعدي عن رئبال وعيلته!

حركت إيديها في الهوا وهي بتقول بعصبية_ما حضرتك اللي سيبتني وماسك في اللي اسمها داريا دي، عايزني أعمل إيه يعني؟!

أشهر صوباعه في وشها وهو بيقول من بين أسنانه_ابعدي عن رئبال، وأي حد من مملكة ازتلان عامة، وياريت تبعدي عني شخصيًا!

قالها وسابها وهو بيتلفت وبيمشي، فدبت على الأرض وهي بتقول بغيظ_ماشي يا أبو ملاية

مـاشـي!

اتلفت في الوقت ده ورجع ليها تاني بملامح قاتمة وأعصاب مشدودة، انكمشت على نفسها بخوف وهي بتقول_إيه فيه إيه!

على فكرة الملك هيزعلك لو عملتلي حاجة

كلامها ده زود من غيظه ناحيتها، فمال ناحيتها وهو بيقول_صدقيني هعمل اللي أقدر عليه عشان أخليكي تختفي من هنا

مش هسيبك يا ضي غير وأنا كاشف كل اللي وراكي!

سابها ومشي المرادي، فضمت شفايفها بغيظ، وبعدين صرخت_أعلى ما في خيلك اركبه

يا أبو ملاية!

ضربت برجليها على الأرض كذه مرة بغضب وهي حاسة إنها هتعيط من الغيظ، أما بدر فكان حاسس بنار مستعرة جواه، كرهه لعقيق مع المشاعر اللي ابتدت تتحرك جواه ناحيتها غصب عنه واللي بدأ يكتشفها حديثًا خلاه غاضب وناقم عليها، وقف من على بُعد فأخد باله منه الملك رسلان، هزله بدر راسه فاستأذن الملك من ضيوفه واتجه مكان ما دخل بدر

كان واقف في الردهة وهو بيتحرك حوالين نفسه وبيمسح على وشه عشان يحاول يتمالك اعصابه، لحد ما وصل الملك عنده وهو بيقول_ياريت تكون حاجة مهمة يا بدر اللي تخليني أسيب الاحتفال وأجيلك هنا!

اتحرك بدر ناحيته وقال بضيق_مولاي

ده مكانش اتفاقي معاك

إحنا متفقناش عامة

أنا مدرك إن جلالتك الملك وكل قراراتك وراها حكمة

لكن ده مستقبلي يا مولاي، ليه تربطني بواحدة لمجرد نبوءة قديمة قالها سلطان المجنون!

كتف الملك إيديه الاتنين ورا ضهره، ورفع راسه بشموخ وهو بيقول بحدة_أفهم من كده إنك معترض على أوامري يا سمو الأمير؟!

غمض بدر عيونه بضيق، فتحهم تاني وهز بيقول بنبرة حاول تكون هادية_مولاي، قرارك ده مبنى على عاطفة مش عقل، جلالتك عايز تعوض عدم اتمام جوازك من عقيق فيا أنا وضي، وده شئ انا مش هقبل بيه!

قرب الملك منه بخطوات بطيئة ووقف قصاده وهو بيقول بتحدي_جوازك من ضي القمر هيتم والنبوءة هتتحقق يا بدر رغمًا عنك، لو لقيت أي اعتراض منك بعد كده هعتبره تمرد على أوامر الملك!

لوهلة اتجمد بدر مكانه وهو باصص لوالده بدهشة، لأول مرة يحس إنه بقى أناني بالشكل ده، اتبادلوا النظرات لبرهة واللي كانت مليانة عتاب من بدر، لحد ما هز راسه في النهاية وسابه وخرج من الردهة، ومنها كان قاصد يسيب الحفل ويمشي، ولكن بمجرد ما خرج اتجمد تمامًا مكانه، شلل تام في اجزاء جسمه، اتوسعت عيونه بدهشة وهو شايف اللي واقفة قدامه، وهمس بصدمة_أمــي!!


يتبع.......


عقيق_إل_دورادو

منة_ممدوح_البنا


٩/١٠

الحلقة التاسعة


رجعت لمكان الحفل وهي بتحاول تتمالك نفسها قدر المستطاع، الظاهر إن بدر حطها في دماغه فعلًا ومش هيسيبها، ولكن اللي شاغل بالها هل هتقدر ترجع لعالمها بالفعل ولا الملك هيشدد الحراسة عليها!

آخر مرة اكتشفت إنها راحت ورجعت في نفس الوقت، ولكن هي مش متأكدة، ومتقدرش تغامر بحاجة زي دي وجدتها لسة تعبانة!

لاحظت إن فيه عيون متسلطة عليها وبتراقبها، رفعت راسها وبالفعل كانت داريا اللي كانت متابعاها هي ووالدتها الملكة آريا بنظرات متفحصة، فبدورها ابتسمتلهم باستفزاز خلت الاتنين يبصوا لبعض بغيظ شديد

فكرت تستغل إن المعظم منشغلين في الحفل وتحاول تمشي ولكن بمجرد ما خطت خطوة واحدة لفت نظرها سيدة في منتصف عمرها، خارجة من الرواق اللي بيأدي للدور العلوي، حالتها كانت لا يُرثى لها، ماشية حافية، بثياب نوم محتشمة، شعرها الفاتح مفرود على ضهرها، ملامحها ظاهر عليها التعب بالهالات السودا اللي تحت عينيها وشحوب قسماتها، كانت بتتعثر وهي ماشية وبتتلفت حواليها باستغراب وكإنها بتتأمل ارجاء القصر من أول وجديد، واثناء ما كان الجميع بيرقصوا ويحتفلوا، وقفوا متجمدين تمامًا، في حين صدع صوت بيقول_ملكة زمرد!!!!

حست ضي إنها سمعت الاسم ده قبل كده، لحد ما افتكرت إن دي زوجة الملك رسلان بعد عقيق، بصتلها باستغراب من إنها مشافتهاش قبل كده خالص ده غير الحراسة اللي كانت على جناحها، أما الملكة زمرد اتلفتت على أثر الصوت بتعجب، لحد ما ثبتت عينيها على ضي اللي كانت بصالها  بدهشة، اتحركت ناحيتها بخطوات بطيئة، ولكنها وقفت على بُعد مش قليل منها، وقالت بصوت ضعيف مليان كره_عقــيق!

_أمـي!

همس بيها بدر بعد ما اتجمد تمامًا، مكانش مصدق إنه شايفها واقفة قدام عينيه، بعد أعوام طويلة قضاها وهو بيراقبها نايمة بلا حراك قضى طفولته ومراهقته وشبابه وهي نايمة، سرع من خطواته لدرجة الجري، وقف قدامها وهو بيقول بعدم استيعاب_أمـي...

مالت براسها ليه باستغراب بعيونها الواسعة الجميلة، ولكن اتلفتت مرة تانية ناحية ضي وهي بتقول كإنها بتشتكيله_عقيق...

عقـيق

نقل بدر عيونه بينها وبين ضي اللي كانت واقفة حاسة بالقلق، احتوى كتفها وهو بيتأمل في ملامحها بنظرات مليانة حنان جارف وقال_دي مش عقيق يا أمي

فضلت بصاله شوية تتأمل في ملامحه، كإنه شكله مألوف ليها، نزلت دمعة من عيونها على بشرتها الشاحبة غصب عنها، وغمضت عينيها بوهن مستسلمة للضباب اللي بيلاحقها، وقبل ما تقع على الأرض مسكها بدر وضمها بين أحضانه وهو بيبصلها بملامح على وشك البكاء

ارتفع الهمس بين كل الموجودين، كانت شبه معجزة إن الملكة زمرد تقف على رجليها بعد سنين طويلة، مشهد عاطفي بين الأم وابنها خاصة بدر اللي لوهلة حس قد إيه هو ضعيف لدرجة إنه مش قادر يسندها

خرج الملك رسلان في الوقت ده، ولكنه اتجمد تمامًا مكانه من المشهد اللي قدام عينيه، وقال_زمـرد!

اتلفتله بدر وبصله بنظرة أصابت الملك في صميمه، كانت مليانة تأنيب وبغض، وفلحظة شالها واتحرك بيها بخطوات سريعة لمكان جناحها، ومن حين للتاني بيبصلها يتطمن عليها، صاح الملك في الوقت ده بعد ما استوعب الوضع_بسرعة، بلغوا الطبيبة تيجي على جناح الملكة زمرد

قالها واتجه هو كمان ورا بدر

لاحظت ضي إن الجميع كانوا مصدومين من اللي حصل، نقلت نظراتها على جولينهار اللي كانت حاطة إيديها على شفايفها من الصدمة، وقالت_يعني إيه

أنا مش فاهمة حاجة!

دمعت جولينهار في الوقت ده بتأثر وهي بتقول_دي معجزة يا مولاتي

معجزة حصلت للملكة زمرد

الملكة بقالها أعوام في سبات طويل مش معروف سره

بعد ما الأطباء عملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يفوقوها وفشلوا!

عقدت ضي حواجبها بتعجب وقالت_يعني متعرفوش سبب إنها تفضل في غيبوبة الوقت ده كله؟

هزت جولينهار راسها وهي بتمسح دموعها وقالت_لأ يا مولاتي

محدش عارف غير الملك والأمير بدر

بصت ضي على أثرهم بشرود وتمتمت_الجمـيلة النائمة!

اتناقل الملك ضرغام وابنه رئبال النظرات الخبيثة بين بعض، لحد ما شاورله الملك ضرغام براسه، فابتسم رئبال باتساع، وسابهم وخرج لمكان مش معروفة هويته، وسط نظرات ضي اللي أخدت بالها من اللي داير بينهم

اتجهت داريا ناحيتها، ووقفت جمبها وهي بتقول من غير ما تتلفت ليها_من الواضح إن الملكة زمرد محبتكيش نهائيًا

سكتت ضي ومردتش عليها، الملكة زمرد بالفعل كانت بتبصلها كأنها بتبص لعدوتها، ده غير نطقها لاسم عقيق وبعدها اغمائها، ولكن فسرت ده على إنها غيرة أنثوية بين واحدة واللي كانت حبيبة زوجها قبلها، رغم إنها مش مقتنعة بالسبب ده برضه

مالت داريا ناحيتها وهمست_على كده بقى اسمك عقيق ولا ضي القمر؟

بصتلها ضي بحدة، فجه صوت من قدامها واللي كان من الملكة آريا اللي قالت بابتسامة واسعة_عقيق دي تبقى حبيبة الملك رسلان واللي اختفت قبل يوم زواجهم والتتويج 

غريبة يا ضي القمر

من وقت ما شوفتك وأنا بشبه عليكي

شكلك مألوف جدًا

لحد ما حصلت معجزة الملكة زمرد واللي حسمت الأمر

كتفت ضي إيديها قدام صدرها وقالت_أنا اسمي ضي القمر

ومعرفش مين عقيق دي

والملكة زمرد لسة فايقة من غيبوبة طويلة ممكن تكون خلطت بيني وبين حد تاني!

خلصت كلامها ورفعت فستانها ومشيت من جنبهم، كان الوضع غريب جدًا بالنسبالها، الظاهر إن مش بدر بس اللي هيبقى حاطتها في دماغه!

كانت هتحاول تهرب من المكان ولكن وقف قدامها مجموعة بنات من المملكة، واللي كانوا حابين يتعرفوا على خليلة الأمير بدر

ومن كترهم مقدرتش تتخلص منهم بسهولة..


وقف بدر والملك رسلان برا جناح الملكة زمرد لحين انتهاء الطبيبة من فحصها، كان بدر ساند على الحيطة جنب باب الجناح وهو مربع إيديه وباصص قدامه بشرود، ومن حين للتاني بيبص ناحية الملك اللي كان واخد الردهة رايح جاي بتوتر

فقال بدر بجمود_متحاولش تمثل يا مولاي

محدش هيصدق لهفتك على الاطمئنان عليها!

وقف الملك مرة واحدة وبصله بصدمة، وقرب منه وهو بيقول بصوت غليظ_أنا مدرك إنك بتقول كده من حزنك على والدتك، ولكن رغم عنك دي بتكون زوجتي وملكة المملكة

سواء قبلت أو لأ

ضحك بدر بسخرية وهو بيقول_اللي يسمع كلامك ميقولش إنك السبب الرئيسي لغيبوبتها

لولا تصرفاتك مكانتش قررت تنهي حياتها

_بـدر!

زعق بيها الملك وهو ضامم قبضة إيديه بعنف، في حين اتحولت قسماته للغضب، قرب منه وأشهر صوباعه في وشه وهو بيقول_اللي قدامك ده الملك رسلان قبل ما يكون والدك

الاحسن إنك تحافظ على احترامك!

بصله بدر بسخرية، ولكن قاطع الجو المشحون بينهم خروج الطبيبة من جناح الملكة، اتعدل بدر واتحرك ناحيتها، فانحنت هي ليهم وبعدين قالت_أنا اديت للملكة ابرة هتنيمها لكام ساعة، عودتها بعد الاعوام دي كلها سببتلها صدمة من التغير اللي شافته حواليها، ده غير الوهن اللي في جسمها بسبب رقودها لفترة طويلة، وبعد ما تصحى من تأثير الابرة هفحصها تاني جلالتك

خلصت كلامها فشاورلها الملك تمشي، انحنت ليهم وبعدين سابتهم ومشيت، اتحرك بدر بسرعة عشان يدخل الاوضة ووراه الملك، ولكن بدر اتلفت وقال بجمود_الطبيبة قالت إنها نايمة، أول ما ترجع لوعيها هخليهم يبلغوك

فتح بدر الباب ودخل وقفله وراه، أما الملك ففضل مكانه مشدوه

مكانش مستوعب إن غضب بدر وصل للشكل ده

معتبره شخص غريب ملوش الحق في إنه يقرب منها

في النهاية اضطر إنه يتحرك ويرجع للحفل اللي سابه معلق.

دخل بدر الجناح وفضل واقف مكانه على الباب، عيونه مسلطة على اللي نايمة بهدوء وسكينة على الفراش الوثير، قرّب منها بخطوات بطيئة متمهلة، الجمود اللي كان على ملامحه اتبدل لملامح تانية حزينة ومهمومة،  وقف قدامها وقعد على ركبه وهو باصص على ملامحها الهادية والشاحبة، مد إيده وملس على ملامحها بحنان، وبعدين مسك كفها بين إيديه وقال_مش قادر أصدق إني أخيرًا شوفتك وأنتِ واقفة على رجليكي،

سمعت صوتك بعد سنين طويلة، صوتك اللي كان نفسي اسمعه من زمان يا جلالة الملكة

مش قادر أصدق إني بصيتي في عينيا، إني شوفت نظرتك ليا

متعرفيش أنا كنت مستني اليوم ده قد إيه، إني ابقى طفل عادي والدته حواليه، عيشت كول عمري مفتقد حنانك، وللاسف ذاكرتي مساعدتنيش إني افضل فاكرك في طفولتي!

نزلت دمعة من عيونه خانته غصب عنه، مسحها بسرعة وهو بيكمل باصرار_صدقيني مش هسمح لأي حد يجرحك أبدًا حتى لو كان الملك نفسه

كفاية عندي إني اشوفك واقفة على رجليكي تاني

همحي أي أثر من عقيق تمامًا ومش هسيب حاجة تقلق راحتك

المهم متخذلينيش أنتِ وقومي

يا مـامـا...

خلص كلامه وقام وقف ومال طبع قبلة على جبهتها، وبعدين خرج من الجناح بعد ما نظراته رجعت للجمود والغضب تاني.

رجع لمكان الحفلة، وقف من على بُعد لما شاف الملك واقف على عرشه وهو بيقول بتفاخر كعادته_طبعًا كلكم شوفتوا المعجزة اللي حصلت

الملكة زمرد رجعت لوعيها تاني بعد أعوام طويلة بنتألم فيها من غيابها

واختارت يوم مميز في المملكة، كإنها كانت حاسة إن ابنها الوحيد قدر يلاقي شريكة حياته،

وأخيرًا رجعت ملكة مملكة إل دورادو

ارتفع صوت التصفيق والتهليل من كل الموجودين، ضم بدر قبضة إيده بغضب رهيب، الملك رسلان قادر يستغل كل الظروف ويخليها لصالحه، حتى لو كان على حساب زوجته وابنه

قرر يسيب هو المكان كله وخرج من ساحة الاحتفال وهو مش عارف هيروح فين.

لوهلة لمح ضي وهي بتتسلل، غير طريقه وقرر يشوف إيه اللي ناوية عليه، اتسلل وراها من غير ما تاخد بالها، ولكن لقاها شبه بتلف حوالين نفسها وواقفة بتشاور على ممرين وهي بتقول كلمات غريبة مكانش فاهمها

_حادي بادي كرنب زبادي...

_أنتِ بتعملي إيه!

اتنفضت بهلع على الصوت اللي وراها، اتلفتت ليه فلقته واقف باصصلها بتعجب وهو مربع إيده قدام صدره، ملست على رقبتها بارتباك وقالت_أنا؟

بعمل إيه؟

مبعملش حاجة أنا!

حاولت تغلوش على الموضوع واتصنعت الغضب وهي بتقول_أنتَ بتراقبني ولا إيه؟!

ابتسم بزاوية فهمه بسخرية وهز رأسه بقلة حيلة وبعدين اتلفت عشان يمشي، فمشيت هي وراه بسرعة وهي بتقول بفضول_هي زمرد دي والدتك؟

بصلها بطرف عينه ورد بجمود_اسمها الملكة زمرد

زفرت بنفاذ صبر وهي شبه بتجري وراه عشان تلحق خطواته وقالت_سيبك من الفشخرة الكدابة دي

هي في غيبوبة بقالها كام سنة؟

وإيه سبب الغيبوبة؟

ودلوقتي بقت كويسة؟

وقف مرة واحدة وقرب منها وهو بيميل ناحيتها وقال_عمرها ما هتكون كويس طول ما عقيق أو اللي من نسلها موجودة هنا في المملكة!

خلص جملته وكمل مشي، فجريت وراه وهي بتقول بعصبية_أنتَ ليه مش عايز تقتنع إن أنا مش عقيق

افهمك ازاي يعني

أنا مش عقيق، ولا عمري شوفتها، ومليش دعوة بيها، ومسمعتش عنها غير لما جيت هنا!

مردش عليها وكمل مشي بلا مبالاة وكإنها مبتتكلمش من أساسه، فوقفت هي بعد ما تعبت وبصت على ضهره وهو ماشي، دبت برجليها على الأرض بطفولية وقالت_ماشي يا أبو ملاية!

اتلفتت عشان ترجع لمكانها، وبعد توهان قدرت أخيرًا توصل لساحة القصر اللي هتعبر من خلاله عشان تروح للمبنى التاني اللي فيه السرداب اللي هتخرج فيه على برا، لوهلة كان المكان مذهل بالنسبالها، الاضاءة الخفيفة، الساحة الواسعة، الأشجار والنباتات الغريبة سحرتها!

وقفت قصاد النافورة الضخمة اللي موشوم عليها رمز المملكة ووقفت تتفرج بانبهار على المياه اللي كانت بتخرج منها لأول مرة.

وفي النهاية قررت تمشي قبل ما حد ياخد باله منها، ولكن قبل ما تتحرك لفت نظرها شخص ملثم مش باينله ملامح بيجري في اتجاه معين.

ضيقت عينيها بتعجب، ومشيت بحذر وراه، وقفت ورا الشجرة تراقبه، شافته بيتلفتت حواليه بحذر، لحد ما ظهر قدامه شخص تاني ملثم، إداله حاجة في إيده وبعدين اتحرك هو في اتجاه، والشخص التاني في اتجاه تاني، مشيت وراه ضي، فشافته وقف وشال القناع من على وشه وهو بيعدل خصلات شعره، شهقت ضي ورددت_رئبال!

اتلفت فجأة بخضة على صوتها، بص حواليه بقلق واتحرك ناحيتها وهو بيقول_أميرة ضي القمر!

أنتِ هنا من امتى؟

بصتله بتعجب ورهبة في نفس الوقت وقالت_أنتِ كنت مخبي وشك ليه؟

رفع كفوفه في ود مصطنع، وقرب منها وهو بيقول بحذر_أنتِ شوفتي إيه بالضبط؟

ردت بتلعثم_كنت بتدي...

واحد...

حاجة

اتصدمت لما لقته احتوى كتفها واتحرك بيها وهو بيقول_أميرة ضي القمر

في حاجات كتير أنتِ متعرفيش عنها حاجة 

وأنا عاذر جهلك بالأمور دي

أحيانًا ممكن تشوفي حاجة وتفسريها بطريقة غلط!

نفضت إيده عنها وقالت باصرار_لأ

أنا متأكدة إنك أديته حاجة 

وكمان شوفت الملك وهو بيشاورلك، والاحسن تقول إيه اللي وراك بدل ما أروح افتن عليك للملك رسلان!

ضحك رئبال بشدة لدرجة إنه حس إن أنفاسه هتنقطع، وسط نظراته المتعجبة وفنفس الوقت الغيظ اللي كان ماليها، فقال هو_غبية يا ضي القمر

أنتِ متأكدة إنك هتبقي الملكة المنتظرة بعقليتك دي؟

في الوقت ده حست بحركة غريبة، بعدها دخان كثيف جدًا ونور ظاهر من العدم، وبعدها صوت صراخ بيقول_حـريق

حـريق!

اتلفتت ناحية رئبال اللي اتسعت ابتسامة بشدة وقالت_أنتَ...

رجعت تاني تبص لمكان الحريق، ولكن استغل رئبال انشغالها وفاجئها بإنه زقها بعنف لحد ما اصطدمت بقوة بضهرها على شجرة، اتأوهت بألم ولكن رئبال كمم فمها بإيده وطلع خنجر وجهه لرقبتها، فبصتله بذعر وهي بتهز راسها بـ لأ

ابتسم رئبال باتساع وهو بيقول_خسارة يا ضي القمر، واحدة زيك كان خسارة تموت بالشكل ده

ولكن دي جزاة الفضول برضه

كان لازم تتعلمي متدخليش نفسك في اللي ملكيش فيه

دمعت عيونها بهلع وهي بتبصله برعب ونظرات متوسلة، مكانتش متوقعة إن نهايتها هتكون هنا..

على جنب تاني كان الملك ما زال بيحتفل مع ضيوفه، قرب منه الملك ضرغام وقال بابتسامة سعيدة استغربها الملك_مش متخيل أنا سعيد قد إيه بعودة الملكة زمرد،

أكيد هي كمان هتكون في كامل فرحتها لما تشوف قد إيه المملكة ازدهرت بالشكل ده

ابتسم الملك رسلان ورفع رأسه وهو بيقول بغرور_طبعًا هتكون سعيدة

خاصة لما تعرف قد إيه حاولوا الأعداء يوقعونا ولكن مقدروش، ببساطة لإن مملكة إل دورادو من أقوى الممالك

مش هتيجي شخصيات وضيعة وتقدر تمسها!

مال ناحيته وهو بيقول بصوت شبه هامس_مهما حاولوا مش هيقدروا يوصلوا لثغرة تهدنا

اتحولت ابتسامة الملك ضرغام لتانية مليانة حقد وكره، وقال بنبرة ذات مغزى_طبعًا طبعًا

دي حاجة مفيهاش شك يا ملك رسلان

لحظات انفتح باب الساحة، وجري قائد الحرس وهو باين عليه الهلع_مولاي!

اتعدل الملك رسلان وبصله باستغراب، اتهدلت نظرات قائد الحرس وقال_حريق يا مولاي

مخزن الأسلحة والقنابل اشتعل....


يتبع....


عقيق_إل_دواردو

منة_ممدوح_البنا


الحلقة العاشرة


_حريـق

حريـق..

صراخ اتملى في القصر الملكي، انتفض بدر بصدمة من غرفة والدته اللي كان رجعلها تاني عشان يتطمن عليها، وخرج بيجري وهو حاسس بالصدمة والذعر، صدع في الوقت ده صوت جرس الانذار في المملكة، انتفض الضيوف على اثرها وخرجوا عشان يشوفوا ايه اللي بيحصل أو يلحقوا ينجوا بحياتهم، أما الملك ضرغام وزوجته والأميرة داريا فضلوا واقفين مكانهم ومتهزوش، اتجهت الملكة آريا ناحيته وهي بتقول_مكنتش متوقعة إن رئبال ينجح!

ابتسملها بزاوية فمه وقال_متستهونيش بقدرات ابنك

ابتسمتله باتساع فكمل هو_ولسة، نهاية رسلان وسلالته هتبقى على إيدي...

كان رئبال مازال موجه خنجره على رقبة ضي القمر اللي كانت بتتنفس بسرعة برعب، شاور رئبال ناحية الحريق وهو مبتسم بشر وقال_شايفة الحريق اللي هناك ده؟

ده ميجيش نقطة في بحر اللي هعمله فيهم، مش هرتاح غير ومملكة إل دورادو بقت ماضي

وفي النهاية تبقى ولاية من ولايات مملكة ازتلان 

ودلوقتي يا ضي القمر هاخد روحك على إيدي، عشان تبقى الضربة بالضعف لبدر لما يلاقي خليلته مقتولة وفي قصره!

رفع إيده اللي شايلة الخنجر وهو ناوي يطعنها، غمضت ضي القمر عينيها في استسلام بعد ما ادركت إن دي نهايتها بالفعل، ولكن لوهلة اتجمدت إيد رئبال في الهواء لما حس بحركة قريبة منهم، وبالفعل كان عدد من الحراس اللي بيجروا ناحية مكان الحريق، حس هو بالارتباك وقتها من إنه يتكشف، فدفع ضي القمر بعنف خلاها وقعت على الأرض وهي بتتأوه بألم وجري بأقصى سرعته بين الأشجار

اتجه الحراس ناحيتها أول ما شافوها، ساعدها واحد منهم إنها تقوم وهو بيقول_سمو الأميرة

أنتِ كويسة؟!

هزت راسها ليه واتعدلت وهي بتحافظ على توازنها، فرجع قال_ياريت ترجعي على القصر، المكان هنا مش أمان خاصة واحنا لسة منعرفش الفاعل

قالها وسابها وجري هو واللي معاه، اتلفتت هي حواليها بخوف وهي بتدور بعينها على رئبال، خافت ليرجع ليها تاني وينهي قتلها بالفعل، فشالت فستانها وجريت بأقصى سرعة وهي بتبكي بعنف، مكانتش متصورة إنها ممكن تتعرض لموقف زي ده

زودت من سرعتها، متلاشية تمامًا الصراخ والدوشة والجلبة اللي حاصلة بسبب الحريق، ومنها اتجهت للسرداب وهي بتكمل جري ومحاولتش حتى تشعل مصباح يساعدها في الانارة بل فضلت تجري في الضلمة، كان كل اللي في بالها إنها لازم تمشي من هنا، هي مش قد كل اللي بيحصل ده، هي شخصية مسالمة مش بتاعة مشاكل ورغم ده كانت هتتعرض للقتل، كل ذنبها إنها خدت دور مش دورها، الناس اللي هنا ميشبهوهاش، المملكة والعالم ده هي مش بتنتمي ليهم، خرجت من السرداب وجريت في الغابة

وقفت عند البحيرة وهي بتتنفس بعنف وبتتلفت حواليها تتأكد إذا كان فيه حد بيتبعها ولا لأ، حطت إيديها على صدرها وخدت نفس طويل عشان تقفز

ولكن للصدمة إيديها اللي على صدرها لمست فراغ

اتوسعت عينيها برعب لما أدركت إن

السلسلة مش في رقبتها!!

_يا نهار اسود!!

قالتها بصدمة وهي بتملس على رقبتها وصدرها بجنون وقالت_السلسلة

لا لا لا

السلسلـة!

قعدت على الأرض بانهيار وهي بتبكي بعنف، السلسلة كانت هي الرابط الوحيد بينها وبين عالمها، من غيرها مش هتقدر ترجع لبيتها!

فضلت تخبط إيديها على الأرض بإنهيار، كل حاجة ضدها، حتى السبيل الوحيد لخلاصها ضاع!!

اتحاملت على نفسها وقامت وقفت، بصت لانعكاسها في الماية، كانت حالتها لا يُرثى لها، عينيها منتفخة ومحمرة، شعرها مشعث وهدومها شبه متقطعة من اغصان الاشجار، مدت إيديها هي بعصبية، وخلعت الوشاح بالتاج على على راسها بعنف وحدفته على الأرض وهي بتصرخ بقهر

لازم ترجع 

لازم تلاقي السلسلة بأي طريقة، هي السبيل الوحيد لعودتها، ووقتها عمرها ما هترجع هنا تاني..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كان واقف مشدوه من المشهد اللي قدامه، مخزن عملاق مليان بكل ذخيرة وأسلحة المملكة مشتعل والنار طالعة منه بقوة منعكس ضوئها على عيونه اللي كانت مليانة غضب رهيب كافي يحرق العالم، جز على أسنانه بغيظ وبأعصاب مشدودة ضم قبضة إيده وهو شايف الكل بيتعاون عشان يطفوا النار، اتلفت بنظره للملك رسلان اللي مكانش يقل صدمة عنه، فاتبادلوا النظرات لحد ما اتكلم الملك رسلان وهو حاسس بالقهر على اللي صابهم_أنا متأكد إن الحريق بفعل فاعل، استحالة اشتعال النيران ده يكون طبيعي

بالفعل بدر كان متأكد هو كمان من إن فيه ملعوب، شدد على فكه وقال_استغلوا انشغالنا في الاحتفال وقدروا يحققوا اللي عايزينه

رجع بص الملك رسلان قدامه وهو مشبك كفوفه ورا ضهره وبيتابع اللي بيحصل وسأل بجمود_ضرغام وابنه؟

رد بدر بغضب رهيب_مفيش غيرهم، حتى لو مقدرناش نثبت ده، فصدقني يا مولاي هنتقم بنفس طريقتهم الحقيرة

هضربهم في وقت اطمئنانهم

هستغل شعورهم بالامان

هدور على أكتر وقت سعداء فيه أنغص عليهم حياتهم

كل مدى كانت بتزداد شراسة جملته لدرجة خلت الملك يقلق منه، فقربله وحط إيده على كتفه وقال_انتقم

بس انتقم بذكاء

والأهم...

خليك بخير

غلب على نبرة الملك الحنان الأبوي اللي بدر محسش بيه من زمان، لوهلة نقل نظراته بين كفه اللي على كتفه وبين نظرته الأبوية اللي منعكس عليها النار

شال الملك رسلان إيده بسرعة، ففضل بدر باصصله شوبة وبعدين سابه واتحرك عشان يخطط هيعمل إيه

في أثناء طريق عودته، لاحظ وجود شيء بيومض في الظلام من وسط الأشجار على بُعد، ضيق عيونه بيحاول يميز إيه هو، واتحرك ببطء وحذر وهو حاطت إيده على سيفه المتعلق في خصره تحسبًا لأي حركة غدر، لحد ما وقعت عينه على السلسلة اللي في الأرض واللي كان رمز المملكة بيومض فيها، اتلفت حواليه عشان يشوف اذا كان حد موجود وبعدين انحنى ومسكها بين ايديه، ولوهلة اتسعت عيونه بتعجب

كانت السلسلة بتاعة عقيق واللي كانت ضي القمر لابساها دايمًا، عقد حواجبه باستغراب من سر وجودها هنا وفي موقع قريب من موقع الحريق

ده غير..

اختفائها المفاجئ!

حاول يفتكر آخر مرة شافها، وبالفعل كانت آخر مرة لما كانت بتتلفت حواليها في طرقات القصر، لوهلة حلت معالم الدهشة على وشه

هو كان متأكد إن وراها سر ميعرفوش

ولكن معقولة يكون ليها يد في الحريق اللي حصل؟!

ولو مكانش ليها يد فمختفية ليه لحد دلوقتي!

خرج من وسط الأشجار وبصوت عالي قال_يا حـراس!

ركض العديد من الحراس ناحيته وانحنوا باحترام وهما حاطين إيديهم على صدرهم كتحية عسكرية

قرب منهم بدر وهو بيبص لوشوشهم المنحنية وقال_حد فيكم شاف الأميرة ضي القمر؟

اتقدم واحد من الحرس وأدى تحيته فسمحله بدر يتكلم لما شاورله براسه فقال_كنت واقعة على الأرض وسط الأشجار يا مولاي، ساعدتها وطلبت من جلالتها ترجع للقصر عشان المكان خطر عليها.

اتقدم واحد كمان من الحرس وقال_شوفتها بعد الحريق وهي بتجري في ساحة القصر يا مولاي وكان ظاهر عليها الهلع

وقف بدر مكانه بجمود تام، لوهلة كان حاسس إنها بريئة، كان جواه شعور إنها مش شريرة، متعرفش تعمل مكائد أو تئذي، بالعكس كانت بتتسم بالبلاهة دايمًا!

ولكن من خلال ربطه للاحداث فهي أول المشتبهين بيهم

شبك إيديه الاتنين ورا ضهره، ورفع راسه بشموخ، وقال وهو بيتحرك رايح جاي قصاد الحرس_اسمعوني كويس

الأميرة ضي القمر مشتبه بيها

ابحثوا عنها كويس

عاملوها معاملة المجرمين 

هاتوها من تحت الأرض وخدوها للزنزانة الداخلية

مش عايز أي تهاون معاها

رفع الحراس راسهم يبصوا لبعض بتعجب، ازاي معتبر خليلته وزوجته المستقبلية من المجرمين!

ولكنه كمل كلامه بحسم_وده أمر ملكي واجب التنفيذ

اعتقلوا الأميرة ضي القمر!

أدى الحراس تحيتهم وهما بيقولوا في صوت واحد_أمرك يا سمو الأمير

اتحرك الحراس بالفعل للبحث عنها، أما هو فطلع السلسة اللي كانت في قبضة إيديه، ورفعها قصاد عينه وهو سايبها متدلية، وتمتم_الظاهر إني استهونت بيكي زيادة يا ضي القمر 

شيء متوقع من واحدة بتحمل دم عقيق!

اتحرك ورجع لمكان الحريق، لقاهم قدروا بالفعل يطفوه ولكن لسة مش قادرين يدخلوا لان المخزن كان لسة طالع منه دخان، قرب بدر للملك وقال_هنقدر نلحق نعوض الخسارة؟

هز الملك راسه واتنهد بقلة حيلة، وبعدين قال_هخلي صناع الاسلحة يعملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يعوضوا حتى نص الأسلحة والذخيرة اللي اتدمرت

رفع راسه ليه وسأل_قدرت توصل لحاجة؟

رفع بدر السلسلة قدام عيون الملك وابتسم بسخرية وهو بيقول_الظاهر إن فيه جاسوس بينا!

اتوسعت عيون الملك بدهشة، واتنقلت نظراته بين السلسلة وملامح بدر اللي مليانة شماتة، وهتف بعدم تصديق_أنتَ متأكد من اللي بتقوله ده؟!

ضم بدر السلسة لكفه تاني ونزل إيديه، ورفع كتفه وهو بيقول ببساطة_علشان لقيت السلسلة في مكان قريب من الحريق وكمان الحراس شافوها وهي بتجري واختفائها الغريب؟

فـ آه متأكد

بص الملك قدامه بدهشة، كان آخر حاجة ممكن يتوقعها فردد_تفتكر ليها علاقة بمملكة ازتلان؟

مط شفايفه ورد_وليه لأ

مش بعيد تكون منهم أصلا

لوهلة حس الملك بالصدمة، هو الظاهر خلط بين عقيق وبينها، لمجرد الشبه اللي بينهم اداها الأمان وخدها خليلة لابنه وكمان كان هيخليها ملكة!

هو حتى مكانش يعرف عن عقيق حاجة والغريبة إن عمره ما شك فيها

ولكن اختفائها المفاجئ ده خلى عنده اسئلة كتيرة

معقولة ضي القمر جاية تكمل اللي عقيق مقدرتش تعمله!

كان بدر بيراقب كل التخبط اللي باين على ملامح والده ده وهو حاسس بالانتصار، أخيرًا جه الوقت اللي يثبت ليه إنه كان غلط، والأهم هياخد بحق والدته...


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


رجعت خطواتها تاني وهي بتدور بين الأشجار اللي كان صعب جدًا بالنسبالها بسبب الضلمة في الغابة، ولكنها حاولت على قدر ما تقدر تدور بحذر، لحد ما لقت نفسها بترجع لبوابة سرداب القصر تاني، اتلفتت حواليها بحذر، وقبل ما تدخل اتنفضت بهلع لما سمعت صوت من وراها بيقول_ضي القمر المسكينة

ضي القمر صاحبة الحظ السيء 

بلعت ريقها بعد ما حست لوهلة إن قلبها هيقف من الخضة، لقت قدامها الكاهن سلطان ظهر من العدم فجأة، بصتله باستغراب، فقرب هو منها بشكل ملحوظ وهو بيبص على رقبتها، فاتراجعت لورا وانكمشت على نفسها بقلق، أما هو بِعد فجأة وقال_ضيعتي بوابتك بإيديكي

رفع ضهر إيده على جبهته وقال بنبرة درامية ظاهرة إنها تمثيل_آه يا ضي القمر المسكينة

ضي القمر صاحبة الحظ السيء 

زفرت بضيق عشان يوقف مسرحيته وقالت_بقولك إيه

من غير رغي كتير لو تعرف مكان السلسلة قولي عشان امشي من هنا

وصدقني عمري ما هفكر ارجع تاني

اتحرك حواليها وهو بيقول بسخرية في نبرة حزينة_مسكينة يا ضي القمر

فاكرة إن الأمر بمنتهى السهولة؟

جيتي هنا بإرادتك ولكن خروجك من هنا مش بإرادتك

المكتوب هيحصل يا ضي القمر

كانت حست بالدوار من كتر ما لف حواليها، فجزت على أسنانها وقالت_لو هتقول حاجة مفيدة قولها، مش هتقول سيبني أدور على السلسلة اللي وقعت مني دي!

قالتها وسابته ونوت تدخل للسرداب ولكنها اتجمدت مكانها لما قال_آه ضي القمر اليتيمة صاحبة الحظ السيء 

مكتوبلها الصعاب في كل حياتها

مش كفاية موت والدتها

حتى حبها الحقيقي طريقه مليان بالشوك!

اتلفتت وهي مضيقة عينيها بتعجب، وقربت منها وهي بتقول_أنت تعرف الكلام ده منين

ابتسملها وقال_أنا اعرف عنك كل حاجة يا ضي القمر

كل حاجة

زي ما عارف بالمشاعر اللي بتتسلل جواكي

حب عذري واقف على باب قلبك وهيقتحمه من غير استئذان 

لوهلة اتوترت وحست بالارتباك من كلامه، هي بالفعل ابتدت تحس بمشاعر ناحية بدر ولكن بتنكر ده، فحاولت تتوه على الموضوع وهي بتقول بعصبية_أنتَ...

أنتَ بتقول أي كلام على فكرة

أنا ماشية

قالتها وسابته ومشيت، ولكنها سمعته بيقول من وراها_الماضي حائل بينكوا يا ضي القمر

خلي صبرك طويل

وبعد الصبر جبر

ليكي

ولقلبك...

مردتش على كلامه بل وكملت دخولها للسرداب، رغم إنها عارفة إن كلامه صح ولكن هتفضل تنكر ده، مينفعش أي حاجة تربطها بالعالم ده، حياتها هنا في خطر، هي هترجع لحياتها المسالمة تاني مع جدتها واهل البلد

مش هتفضل هنا

دخلت للقصر ومنها اتجهت للمكان اللي جت منه، لما حست إن الاجواء هديت شوية أدركت إنهم قدروا يسيطروا على الحريق

فكرت إنها تشوف بدر أو الملك وتحكيلهم على اللي حصل ولكن لازم تلاقي السلسلة الأول

خرجت لساحة القصر، ولكن بمجرد ما خطت برجلها هناك اتفاجئت لما الحراس اتجمعوا حواليها في شكل دائرة ورفعوا سيوفهم ليها، حست هي بالرعب وهتفت بارتباك_انتوا...

انتو بتعملوا إيه؟!

نزلوا سيوفكم

أنا الأميرة ضي القمر

ظهر قائد الحرس من وسطهم واتجه ناحيتها بخطوات بطيئة، جريت هي ناحيته وكإنها بتتعلق في قشاية وقالت_قولهم ينزلوا اسلحتهم يا قائد الحرس

قولهم إنهم هيتعاقبوا على اللي بيعملوه ده!

ولكنه كان باصصلها بجمود تمامًا، وقف قدامها وقالت بنبرة مفيهاش أي شفقة_أميرة ضي القمر

مطلوب القبض عليكي بتهمة التآمر مع الأعداء لتدمير المملكة

شهقت بهلع واتوسعت عينيها برعب_إيه اللي بتقوله ده؟!

تآمر إيه واعداء مين!!

وجه نظره للحراس وقال بأمر_خدوها للزنزانة الداخلية لحد ما يتم محاكمتها

مسكها اتنين من الحراس واتحركوا بيها، ولكنها كانت بتصرخ وتحاول تتملص من بين إيديهم_سيـبوني، أنا معملتش حاجة

ابعدوا

زنزانة إيه

يا قائد الحرس 

يا ملك رسلان

يا بــدر!

لقت نفسها في النهاية بتترمي في زنزانة تحت الأرض وبيتقفل عليها بالقضبان، اتحاملت على نفسها وقامت وقفت ومسكت في القضبان الفاصل بينها وبين الحراس وهي بتقول بإنيهار_بالله عليكم

والله ما عملت حاجة

خرجوني من هنا!

ولكنهم سابوها وخرجوا، فضلت تصرخ وتضرب على القضبان بكل قوتها لحد ما حست بالتعب، سندت براسها على الحديد وهي بتتنفس بعنف من التعب، اتأملت المكان من حواليها، كان مظلم إلا من ضوء المصابيح الشمعية البسيطة، مهترئ ومش نضيف، كل حاجة فيه قديمة، قعدت بإنهيار مكانها وسندت بضهرها على القضبان الحديدة، واحتوت وشها بين كفوف إيديها وهي بتبكي بعنف لدرجة إن جسمها كان بيهتز من الانفعال

مكانتش تتخيل إن كل ده يحصلها، بداية من محاولة قتلها وبعدين رميها في السجن، ده غير وسيلة نجاتها الوحيدة اللي ضاعت، هي كانت واخدة الموضوع مجرد لعبة مش أكتر

مكانتش عاملة حسابها على كل ده

سمعت صوت خطوات بتقرب منها لحد ما وقفت وراها، شالت إيديها ورفعت عيونها الوارمة واللي ما زالت مليانة بالدموع واتنفضت بسرعة لما لقته بدر اللي كان واقف باصصلها بجمود، مسكت في الحديد اللي فاصل بينهم وقربت وهي بتقول بتوسل_بدر

بدر الحقني بالله عليك

أنا معملتش حاجة والله

رئبال هو اللي عمل كده، شوفت الملك ضرغام وهو بيشاورله كإنهم متفقين، وبعدين شوفته وهو حاطت حاجة مخبية وشه وادى لواحد حاجة وبعدها ظهرت النار

خرجني يا بدر بالله عليك والله ده اللي حصل

ولكنه كان باصصلها بجمود تام كإنه مستنيها تخلص، سكتت وهي بصاله بدهشة من رد فعله، فابتسم بزاوية فمه وقال_آخيرًا وقعتي يا ضي القمر

قولتلك مش هسيبك

هنتقم من عقيق اللي دمها بيجري في عروقك

هنهيكي وهنهي أي حاجة ليها علاقة بيها

اتراجعت لورا بصدمة من كلامه، اكتشفت إن هو اللي ورا ده كله، فقرب هو من القبضان وقال بشر_أوعدك هتخرجي من هنا

بس على حكم اعدامك...


يتبع...


تكملة الرواية من هناااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا




تعليقات

التنقل السريع