رواية عقيق إل دواردو الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم منة ممدوح البنا
رواية عقيق إل دواردو الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم منة ممدوح البنا
جربت قبل كده تصحى من نومك تلاقي نفسك في عالم مختلف؟
الوقت فيه غير الوقت في عالمنا
والزمن بيمر فيه بشكل مختلف عننا
الناس فيه غريبة
وتقاليدهم أغرب
جربت قبل كده تعيش حياة مش حياتك؟
أنا ضي القمر، ودي حكايتي...
انتهت أخيرًا من ترتيب كل حاجاتها في الشنط والكراتين، بتستعد للانتقال اخيرًا بعد ما قضت اكتر من عشرين سنة من عمرها في قلب الشقة دي عاشت فيها طفولتها ومراهقتها وشبابها، كانت واقفة بتتأمل معالمها بعيونها الخضرا الواسعة اللي كانت بتلمع بحزن واضح، رابطة شعرها البني على شكل كعكة مشعثة، ملابسها كان طاغي عليها اللون الاسود
بالفعل ده معداش عشر أيام على وفاة والدتها اللي كانت كل حياتها تقريبًا من بعد موت والدها وهي في سن صغير، فجأة ومن غير مقدمات لقت نفسها لوحدها بطولها في مكان بعيد من غير أهل أو سند أو عيلة تكون واقفة في ضهرها
بتشكر ربنا إن لسة فاضلها من عيلتها جدتها مامت والدتها، من غيرها كانت هتبقى وحيدة تمامًا
رغم إن وجودها مش هيعوض غياب مامتها وباباها اللي كان غيابهم قاسي عليها بشكل رهيب، مسحت بسرعة بضهر كفها قطرة من الدموع خانتها ونزلت على وشها، ورفعت وشها لسقف الشقة وهي بتحاول تاخد نفس تقدر تتمالك بيه نفسها
لازم تحارب في الدنيا دي لوحدها، وبمساعدة جدتها اللي مبقاش ليها غيرها بعد ما أهل باباها رموا طوبتها من زمان
_إحنا خلصنا يا آنسة ضي فاضل بس الكراتين اللي هنا ننقلهم، تقدري تتفضلي أنتِ وعلى بال ما توصلي البلد هنكون وراكي
اتلفتت على صوت واحد من العمال اللي واقفين وراها، هزت راسها وهي ضامة شفايفها مع ابتسامة خفيفة وقالت_تمام
ياريت حد ينزلي شنطة هدومي وحاجتي عشان مقدرش اتحرك من غيرهم
هز العامل راسه بسرعة_أكيد
تحت أمرك
رمت نظرة أخيرة للشقة وهي بتستنشق ريحتها لآخر مرة، وبعدها اتحركت لتحت وهي بتقاوم دموعها
كان احساس صعب عليها، قضت طفولتها ومراهقتها هنا
كل ذكرياتها مع باباها ومامتها
مكانتش تتخيل إن الدنيا هتكون قاسية عليها بالشكل ده
غربة حاسة بيها وبتزيد في قلبها كل ما بتفكر إن خلاص مش هتشوف حد فيهم تاني
كل الوقت ده بتحاول تشغل دماغها على قد ما تقدر
التفكير هيقودها للجنون قريب!
سرعت من خطواتها لحد ما وصلت للشارع، كانت شايفة عربية نقل كبيرة العمال بينقلوا فيها عزال الشقة، ووراها كان تاكسي هيقلها للبلد اللي عايشة فيها جدتها
ركبته واستنت لحد ما العمال نزلولها شنطها وحطوها في شنطة العربية، وبعدين اتحرك السواق بيها للمكان المنشود اللي راحته لعدد مرات قليلة..
الطريق خد منهم ٣ ساعات تقريبًا، لحد ما لقت نفسها في مدخل قرية ريفية، كان المنظر قدامها بيبعث راحة، الأراضي الخضرا بالمساحات الشاسعة، أشجار النخيل اللي مالية المكان، حست إنها في قلب مسلسل من اللي كانت بتتابعهم، فتحت شباك العربية في الوقت ده وهي بتغمض عينيها وبتستنشق ريحة الخضرة بعمق، بنسيم الهوا اللي بدأ يكون بارد إلى حد ما بيداعب قسمات وشها، خلاص داخلين على بدايات الشتاء تقريبًا
فتحت عينيها تراقب الناس اللي ماشيين في الشارع، والفلاحين اللي في قلب الأراضي، الأطفال الصغيرة اللي بتجري وتلعب في الماية اللي بيسقوا منها الأرض، لوهلة حست بدفئ رهيب في المكان عكس الإحساس في المدينة تمامًا
بعد مدة لقت العربية بتدخل لبيت عتيق بدورين وجنينة صغيرة مليانة نجيلة وورد ونخيل برضه!
نزلت من العربية وهي بتتأمل المكان من حواليها بتقييم، لحد ما ابتسمت بعيون لامعة لما شافت جدتها واقفة على الباب مستنياها، فتحت دراعتها ليها كنداء لبته هي بسرعة وهي بتجري عليها وضمتها بقوة وهي بتقول_وحشتيني يا تيتة
وحشتيني أوي أوي
طبعت قبلات متفرقة على شعرها وجبينها بحنان وهي بتقول_وأنتِ كمان وحشتيني يا ضي عين تيتة
الدار نور بيكي
بعدت عنها وهي بتتأمل ملامحها اللي كانت تشبه لحد كبيرة ملامح والدتها، حتى هي نفسها ورثت لون العيون منها
هي بالفعل كانت معاها من اسبوع لحد ما قررت ترجع البلد ولكن احساس إن مفيش غيرها في عيلتها مخليها متمسكة بيها واقنعتها تيجي تعيش معاها
جذبتها جدتها لجوا وهي بتقول_تعالي يا ضي عيني، عاملالك محشي ورق عنب وفراخ بلدي يرموا عضمك
مالك بقيتي هفتانة كده ليه!
ضحكت ضي وهي بتدخل معاها وبتتأمل البيت اللي كانت عتيق ولكن جواها دفيء بشكل
من البيوت القديمة اللي بتبعث الراحة
فاقت على صوت جدتها لما قالت_هتلاقي أوضتك اللي جمب السلم على طول فوق، اطلعي خديلك دش وغيري هدومك على بال ما أجهز الطبلية
هزتلها راسها وخدت شنطتها الصغيرة اللي كانت حاطة فيها أعداد قليلة من الملابس وطلعت على فوق
كانت سلالم البيت من الخشب العتيق بيصدر صوت وهي طالعة لوهلة ممكن تبعث شعور إن السلالم ممكن تقع ولكن كان على العكس تمامًا، اتحركت بحذر وهي بتتفرج على المكان اللي عاجبها لحد كبير
اتجهت للأوضة اللي جمب السلم، فتحت الباب ولوهلة قابلتها ريحة معطر ورد قوي، ابتسمت بحنية لما شافت قد إيه جدتها تعبت في ترويق الأوضة وتجهيزها علشانها
اتجهت لباب البلكونة اللي كان في الأوضة وفتحته وهي بتستقبل النسيم القوي، دخلت لجوا وهي بتتأمل مساحات الاراضي الزراعية اللي حواليها، لوهلة لقت نفسها بتمد ايديها وبتفك شعرها عشان يداعبه الهوا، وغمضت عينيها وفتحت إيديها الاتنين وهي بتستنشق الهواء بقوة
بداية جديدة؟
يمكن...
قضت وقت لطيف مع جدتها اللي كانت بتحاول على قد ما تقدر تعوضها عن الوحدة اللي حاسة بيها
لوهلة سألت نفسها ليه كانت دايمًا بتتحجج ومبتجيش مع مامتها هنا؟
لوهلة ندمت على الوقت اللي قضته بعيد عنها ورغم ده معاتبتهاش نهائي!
_يلا يا ضي عينيا، اطلعي ناميلك شوية عشان الصبح هاخدك تتمشي في البلد
هزت راسها وقامت طبعت قبلة على جبهتها وهي بتقول_تصبحي على خير يا تيتة
طبطبت على إيديها وهي بتقول_وأنتِ من أهله يا ضي عيني
اتسعت ابتسامتها ولمعت عينيها، قد إيه اضافتها لاسمها بيديله رونق خاص
رونق دافي
رغم إنها مكانتش بتفضل اسمها دايمًا لإنه غريب
ويمكن نادر ولكن لوهلة حست إنها حبته بسبب جدتها
اتمددت على السرير وهي باصة للسقف بشرود، بتعيد كل الأحداث اللي حصلتلها، مدت إيديها والتقطت تليفونها من على الترابيزة جمبها، فتحته وطلعت صورة لمامتها وهي بتتأملها بعيون لامعة، اترقرقت عينيها بالدموع اللي خانتها ونزلت غصب عنها وتمتمت_وحشتيني أوي يا ماما
محتاجاكي أوي جمبي
الوحدة دي جديدة عليا!
ليه سيبتيني بدري كده!
ضمت الموبايل لصدرها وغمضت عينيها وهي بتبكي، لحد ما راحت في النوم..
_ضي القمر
ضي..
أخيرًا جيتي
أنا مستنيكي من زمان
صوت ذكوري مبيفارقش أحلامها، بملامح مش واضحة، ولكن كانت هيئته رجولية ضخمة
راقبت المكان من حواليها، كإنها طايرة في السماء، حواليها سحاب كتير مداري ملامحه عنها ولكن ضوء القمر كان منعكس على عينيها بقوة فمخلي رؤيتها ضبابية، اتوترت وهي بتحاول تميز ملامحه وبتقول_أنتَ..
أنتَ مين؟
بصوته اللي مصاحب بصدى صوت قال_أنا قدرك يا ضي...
اتململت بضيق من نومها على أشعة الشمس القوية اللي استقرت على وشها مع صوت جدتها_يلا يا ضي كفاية كسل
قومي الفطار هيبرد
فتحت عينيها بكسل وراقبت جدتها اللي بتشيل الستاير من على بلكونة اوضتها وفتحت بابها يدخل الهواء عشان يجدد جو الأوضة
اتعدلت بتكاسل وهي بتتمطع وبتقول_صباح الخير يا تيتة
اتحركت للباب وهي بتقول_صباح النور يا ضي عيني
قومي يلا اغسلي وشك واجهزي
يا دوب نفطر ونخرج
_حاضر
قالتها وهي بتشيل الغطاء من عليها وبتتجه للحمام، في حين خرجت جدتها من الأوضة عشان تجهز الأطباق
نزلت بعد مدة قليلة واتجهت لجدتها اللي كانت في المطبخ، قربت منها وطبعت قبلة على راسها وهي بتقول_تعباكي معايا يا تيتة من ساعة ما جيت
ابتسمتلها وهي بتديها الأطباق عشان تحطها على الطبلية الصغيرة اللي في الصالة وقالت_تعبك راحة يا ضي عيني
أنا عندي كام ضي برضه!
ده أنتِ اللي باقيالي من ريحة امك الغالية!
اتنهدت بحزن وقعدت على الأرض بعد ما جهزوا الأطباق، راقبت جدتها ملامحها اللي اتبدلت بآسى، وتمتمت_كانت بتحبك اوي يا ضي
متعرفيش عافرت قد إيه عشان أنتِ بس تيجي للدنيا
نكست راسها وهي بتغمض عينيها بألم، فكملت جدتها وهي بترجع بذاكرتها_راحت لبدل الدكتور عشرة، لحد ما عرفت بوجودك جواها بعد ٧ سنين، وقتها استحملت ألم الإبر اللي خدتها طول فترة حملها فيكي عشان بس تشيلك بين إيديها وتسمع كلمة ماما منك
وقتها لما شرفتي قررت تسميكي ضي القمر عشان أنتِ اللي نورتي حياتها بعد سبع سنين قضتهم في ضلمة..
نهت كلامها بابتسامة دافية بتتأمل ملامحها، نزلت دمعة من عيون ضي مسحتها بسرعة بطرف إيديها، وتمتمت بصوت متحشرج_ربنا يرحمها...
أمنت جدتها على دعاها، وابتدوا يفطروا رغم عدم رغبتهم، ولكن ضي كانت بتحاول متزعلهاش على قد ما تقدر، كفاية المجهود اللي بتعمله من ساعة ما جت عشان تسعدها ومتحسسهاش بالوحدة
بعد ما انتهوا خدتها جدتها واتمشوا في البلد اللي كانت صغيرة مش كبيرة كعادة قرى الأرياف، كانت بتتأمل الأرضي من حواليها اللي بتتجول وسطهم، من حين لآخر بتقطف فراولة تاكلها رغم توبيخ جدتها عن كونها مرشوشة ومحتاجة تتغسل
ولكن كانت بتعاندها وهي بتاكلها وبترفعلها حواجبها بعبث فتتنهد التانية باستسلام،
قعدت على طرف ساقية الماية اللي بتروي الأرض وهي شايفة جدتها بتقطف خضرة من بعيد، اتنهدت بعمق وهي بتمد إيديها للماية اللي كانت باردة بشكل ملحوظ ورشت شوية منها على وشها، لازم تتقبل قدرها، هي بقت هنا وانتهى الأمر..
كانت قاعدة في البلكونة على الكرسي وهي ضامة رجليها لصدرها ومحاوطاها، شاردة في الأجواء المظلمة من حواليها إلا من عواميد إنارة وضوء القمر اللي كان بدر ونوره قوي
اتعدلت بسرعة لما سمعت صوت طرقات خفيفة وبعدها الباب اتفتح، ابتسمت واتحركت لجوا لما شافت جدتها بتقرب منها وبين إيديها صندوق عتيق مقفول بقفل
اتنقلت نظراتها بين جدتها وبين الصندوق بفضول، فقعدت جدتها على السرير وحطت الصندوق قدامها، وبعدين طبطبت بإيديها على طرف السرير فاتجهت ضي بسرعة وقعدت مكان ما شاورتلها
طلعت جدتها مفتاح صغير كانت عاملاه سلسلة ولابساه في رقبتها، وابتدت تتكلم وهي بتفتح الصندوق_من أيام جدة أمي والصندوق ده موجود
تقدري تقولي تراث بتتنقله الأجيال، جدة أمي سلمته لأم أمي، وبعدين خدتها أمي، وبعدها وقع في إيدي، بس ملحقتش أديه لمامتك للأسف
يمكن اتأخرت
أو يمكن نسيت، بس جه الوقت أسلمك أنا التراث اللي ملحقتش أديه لوالدتك
لمعت عيون ضي بالدموع، ففتحت جدتها الصندوق اللي كان جواه مراية عتيقة مرصعة بالأحجار الكريمة وحوافها مصنوعة من الدهب، ومعاها سلسلة غريبة بحجر داكن شكله ملفت، أخدت السلسة من بين إيدين جدتها وهي بتبص للحجر بتعجب، كان موشوم جواه رمز غريب مش مفهوم ولكن شكلها كان جميل لدرجة أعجبتها، اتكلمت جدتها في الوقت ده وقالت_تبان إنها غالية كقيمة مادية، ولكن بالنسبالنا كان أهم حاجة قيمتها المعنوية، إنها ذكرى من ستات عيلتنا، سواء أنا أو والدتي كنا بنخاف نلبسها لتضيع مننا وسط شغل الأراضي هنا، فكان كفاية علينا إننا نستلمها وتفضل معانا بس، كان أساسها إننا أخيرًا خدنا ميراثنا العتيق
وأنتِ كمان مش واجب عليكي تلبسيها لو مش حباها
ولكن كفاية إنك خلاص ورثتي تراثنا
ابتسمتلها ضي بسعادة وهي بتنقل نظراتها بين السلسة وبين جدتها اللي رفعت إيديها وطبطت على رجل ضي وهي بتقول بحنان_تصبحي على خير يا ضي عيني
قالتها وسابتها وخرجت من الأوضة بخطوات بطيئة تليق على سنها، فضلت ضي تتأمل في السلسلة والمراية، قد إيه احساس إنها تمسك حاجة بقالها سنين طويلة جميل بشكل!
سابت المراية وخدت السلسلة واتجهت لمراية أوضتها الكبيرة ووقفت قصادها وهي ماسكة السلسلة، ورغم عنها لقت نفسها بتلبسها ووقفت تملس عليها وهي مزينة رقبتها وتتأمل انعكاسها في المراية، ولكن مخدتش بالها من العلامة الغريبة اللي في حجر السلسلة، واللي ومضت بشكل غريب بمجرد ما حطته على رقبتها، وكإنه لقى الشخص المنشود!
ابتسمت بسعادة وراحت حطت المراية في الصندوق وقفلته بالمفتاح وحطته على الترابيزة جمبها، واتمددت على السرير وهي بتملس على حجر السلسلة اللي كان لونه مختلف لحد ما غلبها النوم بعمق....
رمشت كذه مرة عشان تحاول تتعود على الضوء القوي اللي ضرب عينها لحد ما قدرت تفتحها، كشرت باستغراب وهي شايفة السماء في وشها فتمتمت بتعجب_أنا نمت في البلكونة ولا إيه!
اتعدلت وهي بتدعك عيونها بارهاق، سرعان ما اتجمدت تمامًا أول ما شالت إيديها وهي بتراقب المكان من حواليها باستغراب، أرض مليانة عشب باللون الوردي واسعة جدًا ومهولة من غير حدود تبين نهايتها، ولكنها كانت فاضية وخالية من الناس، اتوسعت عينيها بدهشة بعد ما أدركت إن دي عمرها ما هتكون القرية
اتلفتت حواليها وظهر على ملامحها الهلع وهي بتقول_أنا...
أنا فين؟!
اتحاملت على نفسها وقامت وفضلت تمشي وهي مش عارفة هي راحة فين، مش قادرة تستوعب المكان اللي هي فيه، المكان على قد ما شكله جميل ولكنه مهيب في نفس الوقت، شافت سور من بعيد كإنها قلعة تشبه للأفلام القديمة اللي كانت بتشوفها، ولكن السور ده كان باللون الدهبي كإنه مصنوع من الدهب الخالص، اتحركت ببطء لحد ما ابتدت تشوف الكلام المكتوب على حجر كبير
_مملكة إل دورادو!
تمتمت اللي مكتوب وهي بترمش كذه مرة بدهشة، وكملت_مملكة إيه؟
أنا بحلم ولا إيه؟!
إيه اللي بيحصل ده!!
اتحركت بخطوات مترددة لجوا المملكة، لوهلة شافت الناس اللي كانوا بملابس غريبة عن عالمها، واللي كانوا بيتأملوها بنظرات متفحصة وكإنهم عارفين إنها غريبة خاصة بملابسها اللي أول مرة يشوفوها
كانت بداية المملكة سوق على طول الشارع الطويل بياعينها بيهتفوا بصوت عالي عشان يجذبوا الناس، سجاد وأقمشة، خضار وطيور وحيوانات، تقريبًا كل حاجة موجودة، كانت بتبصلهم بدهشة وبعيون متسعة، ركنت على جنب بهلع لما سمعت صوت بيؤمرها تبعد، وجهت أنظارها ليه فلقته شخص متحرك بعربية عتيقة بحصان تشبه للي كانت موجودة زمان
رمشت كذه مرة وهي بتكمل حركة وبتتعمق أكتر لجوا، الشوارع بتوسع أكتر وابتدت المملكة تظهر أكتر، كان شكلها مهيب، لحد ما وصلت لمكان يشبه الميدان واتحول السوق لمحلات راقية صغيرة مختلفة عن البي في عالمنا اتحركت لحد ما لقت نفسها قصاد نافورة ضخمة عليها علامة حست إنها شافتها قبل كده
شهقت بدهشة ورفعت إيديها ومسكت السلسلة اللي كانت لسة على رقبتها، رفعت الحجر الكريم قصاد عينيها وللدهشة...
كانت نفس العلامة!
اتنفضت وهي بتسيب السلسة برعب لما لقت العلامة اللي في حجر بتومض بألوان مختلفة ومعاها العلامة اللي موجودة على النافورة، اتراجعت بهلع لدرجة إنها اتكعبلت في حجر ووقعت على ضهرها، اتحاملت على نفسها واتعدلت لحد ما وقفت مكانها وسط الزحمة والصوت العالي وهي مش مستوعبة أي حاجة من اللي بتحصل، حاسة إنها بتحلم أو وقعت على دماغها، المظهر اللي قدامها مشافتهوش غير أيام ما كانت بتسمع مسلسل حريم السلطان!
وقفت وهي بتلف حوالين نفسها بتنقل نظراتها على المكان اللي كان غريب ومجهول بالنسبالها، حطت إيديها على دماغها اللي كانت بتدور، صداع رهيب وألم عنيف اتملك منها من الدوشة والربكة والهلع اللي حاسة بيه، محستش بنفسها غير وهي واقعة على الأرض وغايبة عن الوعي تمامًا....
يتبع.....
عقيق_إل_دورادو
منة_ممدوح_البنا
٢/٣
الحلقة التانية
_الحراس لقوها مغمى عليها في الميدان يا سمو الأمير
قالتها الحكيمة اللي كانت مسئولة عن ضي وهي واقفة ناكسة راسها باحترام وقلق، كانت واقفة قصاد الأمير بدر، الأمير والوريث الشرعي الوحيد لمملكة إل دورادو، كان واقف وهو بيتابعها بعيونه البنية، في حين ضامم إيديه الاتنين ورا ضهره، لابس الملابس الملكية المعتادة، بنطلون قماش واسع وعليه قميص مزين بقطع من الأحجار الكريمة وعلى ضهره وشاح باللون الأحمر بيزينه رمز المملكة المعروف، ضامم حواجبه وهو بيتأمل الغايبة عن الوعي تمامًا ومستلقية على السرير قدامهم، سكت شوية وبعدين قال_محدش عرف عنها حاجة؟
هزت راسها وردت من غير ما ترفع عينها ليه_لأ يا مولاي
محدش عارف عنها حاجة، دي غير هدومها الغريبة اللي محدش قدر يميز هي من أنهي مملكة
هز رأسه بتفهم وقال وهو بيقرب من ضي_هتفوق امتى؟
ردت بسرعة_شوية وهتفوق يا مولاي
شاور ليها بإيده فخرجت بسرعة بعد ما انحنت باحترام، وقف هو يتأمل في ملامحها اللي كانت مألوفة ليه بشكل كبير لدرجة إنه عبس بضيق رهيب، شاف سلسلة متدراية تحت هدومها الغريبة بالنسباله فمد إيده بتردد عشان يطلعها وملامحه اتملت بالفضول، لوهلة اتملت عينيه بالدهشة واتوسعت وهو بيتأمل السلسلة، بالفعل هي مألوفة ليه مكانش مجرد إحساس
فتحت عيونها في الوقت ده ووقعت عينيها عليه، كان بالنسبالها شاب غريب ولكن وسيم وملامحه غير معتادة تمامًا، بشعره الفاتح الطويل اللي نازل على عينيه لإنه كان مميل عليها، وعيونه الحادة الضيقة، رفع عينيه ليها واتجمد لما اتقابلت نظراته مع عيونها الواسعة اللي سحرته بشكل ملحوظ، حست هي بقبضته على السلسلة فاتنفضت وهي بتزقه وبتصرخ_حـرامـي!
حاولت يهديها ولكنها مديتهوش فرصة وانتفضت من على السرير وهي بتكمل_الحقونــي
حرامـي!
من الصدمة مكانش عارف يتصرف ازاي، فقرب منها وهو بيحاول يكتفها عشان يهديها فزقته وهي بتصرخ_اوعى يلا
حرامي
الحقوني الله يخريبيت اهلك أنا لسة واخدة السلسلة تقوم تاني يوم تتسرق،
إيدك ياض
الحقونـ....
كتم باقي صراخها وهو بيكمم بوقها بإيديه، وثبت حركة جسمها بالإيد التانية، حاولت تتملص منه ولكنها اتنفضت لما زعق في وشها_اخرسي بقى!
جفلت وهي بتبصله برعب وعيونها متسعة بهلع، كانت ملامحه غضبانه ومنزعجة بشكل كبير، فاتكلم من بين أسنانه بتحذير_لو فتحتي بوقك بصوتك اللي عامل زي صوت صورصار الحقل ده هدفنك مكانك هنا
فاهمة ولا لأ؟
هزت رأسها برعب لما لاحظت وجومه ونبرة صوته اللي مكانش فيها أي هزار، في الوقت ده اتفتح الباب ودخل الملك اللي كان يشبه بدر لحد كبير ولكن كان باختلاف شعره الابيض والتاج الضخم اللي على راسه واللي كان مصنوع من الدهب الخالص ومرصع بأحجار كريمة حجمها كبير، بِعد بدر بسرعة عنها وانحنى وهو بيقول_جلالة الملك..
شافها باصة لحركته بتعجب، فمد إيده ومسك راسها وخلاها تنحني غصب عنها وسط اعتراضها، أما الملك فاتجمد تمامًا لما شافها، لوهلة لقى نفسه بيرجع سنين لورا، عيونه لمعت بحنين، وقرب منها وهي بيتأمل في ملامحها عن قرب وتمتم_عقيــق!
عقدت حواجبها وسألت ببلاهة_مين؟
كانت الدهشة بتزيد على ملامحه كل ما بيزيد تأملًا فيها، وهمس_عقيق
دي أنتِ؟!
نقلت نظراتها بينه وبين بدر باستغراب ورددت_عقيق مين؟
وأنا فين؟
وأنتوا مين؟
وإيه جو حريم السلطان ده
وأنتوا لابسين ملايات على كتفكوا ليه؟!
لكزها بدر بحدة فصاحت متألمة وهي بتقول بضيق_إيدك يا زفت
يعني حرامي وإيدك طويلة كمان!
جز على أسنانه بغضب رهيب، فبلعت ريقها وهي بتبسمله بسخافة، هنا عقد الملك حواجبه وسأل_إن مكنتيش عقيق
فأنتِ مين؟
ردت بتلقائية_أنا ضي عادي
أنتوا بس اللي شكلكوا هربانين من مصحة
يا إما أنا اللي طبّقت على مسلسل هندي لحد ما دماغي اتلحست، كل اللي اعرفه إني لازم امشي من لوكشين تصوير جودا أكبر ده
قالتها وهي بتتجه لبرا، اتجمدت إيديها على أكرة الباب لما سمعت صوت بدر من وراها بحدة_استني عندك!
بلعت ريقها بارتباك واتلفتت ليهم بحذر، قرب بدر منها ومسك السلسلة وهو بيقول_دي كانت معاها وقت ما كانت غايبة عن الوعي في الميدان يا جلالة الملك
اتحرك الملك بسرعة ومسكها بين إيديه وسط تعجب ضي وقال_مش ممكن
دي سلسلة عقيق!
نقل نظراته بين السلسلة وابنه بدهشة، وبعدين وجه كلامه ليها وهو بيقول_أنتِ جيبتي السلسلة دي منين؟
مطت شفايفها وهي بتقول_لا دي حكاية طويلة
جدة ام جدتي كانت معاها السلسلة دي و....
قاطعها الملك وهو بيقول_عقيق....
زفرت أنفاسها بضيق وقالت وهي بتجذب السلسلة من بين إيديه_وربنا ما اعرف إيه عقيق اللي فلقت دماغي بيها دي!
وبعدين حد عاقل يسمي عقيق!
بقولكوا إيه أنا بدأت ازهق، ارجع للعزبة منين بقى؟
كان الملك في حالة دهشة وهو باصص لابنه، فقرب بدر منه وهو بيقول بضيق_جلالتك
يمكن هي لصة وسارقة السلسلة
تمتمت ضي بدهشة واستنكار_لصة!
لصة مين يا حرامي السلاسل، أومال او مكنتش قافشاك وأنتَ بتسرقها من رقبتي وأنا نايمة!
حذرها وهو بيقول من بين أسنانه_اخرسي
شاورت بإيديها وهي بتقول بسأم_يا عم اقعد بالملاية اللي حاطتها على كتفك دي!
اتكلم الملك في الوقت ده_مش معقولة!
دي نسخة طبق الأصل من عقيق، غير السلسلة اللي في رقبتها كمان!
زفر بدر بضيق وقرب منها وهو بيقول_جدة أم جدتك دي اسمها إيه؟
ردت بسخرية_جدة أم جدتي؟
أنا معرفتش اسم جدتي نفسها غير وأنا في ساتة ابتدائي
يا راجل اسأل أسئلة معقولة!
ضم بدر قبضة إيده بغيظ شديد وقال من بين أسنانه_مولاي، أنا صبري بدأ ينفد
هي بتتبع أسلوب ملاوع ومش عايزة تعترف
أنا بقترح نرميها في الزنزانة لحد ما تعترف بكل اللي تعرفه
شهقت ضي بقوة وقالت_نـ إيه يا عينيا؟
أنا قولت برضه انكوا عالم مخابيل وعايشين أيام السلطان سليمان
بقولكوا إيه أنا جيبت أخري
هفوق من أم الحلم المتخلف ده امتى!!
أنا سايبهالكوا وماشية..
اتلفتت وفتحت الباب عشان تخرج، ولكن اتجمدت مكانها أول ما لقت الحراس في وشها موجهين السيوف ليها، بلعت ريقها برعب ورجعت قفلت الباب وهي بتقول_أنا بقول أفضل أحسن لحد ما نحل الموضوع ده
قولتولي عقيق ده اسم ولد ولا بنت؟
بصلها بدر بجمود لوهلة، وبعدين حرك راسه بقلة حيلة وهو حاطت إيده على وشه بنفاذ صبر، فابتسمت هي ببلاهة...
اتحركت هي ورا الملك بعد ما أمرها تيجي معاه، لقت نفسها رغم عنها بتبص على بدر اللي كان واقف قصاد الأوضة وهو بيبصلها بنظرات قاتمة غريبة، لوهلة حست إنه مبيحبهاش أو مش طايقها ولكن مفهمتش إيه السبب، كانت بتتأمل القصر الملكي من حواليها اللي كان بمساحات مهولة، بتصميم عتيق وأثاث أعتق، حست إنها دخلت في سرداب زمني ورجعت منه للماضي اللي قبل ولادتها بأعوام طويلة جدًا، واللي لاحظته إن في كل جزء من القصر موجود فيه العلامة اللي في سلسلتها واللي شافتها في النافورة اللي في الميدان بتاع المملكة، لاحظت برضه حيطة موجود عليها لوح مرسومة لملوك وملكات المملكة من قديم الزمن لحد الملك الحالي، وكان فيه لوحة موجودة لبدر وتحتها مكتوب ولي العهد ولكن اسمه كان مكتوب بلغة غريبة مقدرتش تميزها
بالفعل كان حاسة نفسها في أجواء مسلسل من الأجواء اللي حواليها واللي مش قادرة تستوعبها، وأخيرًا وصلوا للغرفة المنشودة
كانت منعزلة وبعيد عن باقي القصر بشكل ملحوظ
فتح الحارس الباب للملك وهو بينحني باحترام، فبص لـ ضي وشاورلها تيجي وراه ودخل لجوا
وبالفعل اتجهت وراه على طول سرعان ما اتجمدت مكانها وهي حاسة بخدل في كل جسمها وهي شايفة أوضة فيها عدد قليل من اللوحات الكبيرة المرسومة لواحدة
نسخة طبق الأصل منها ولكن الفرق هي الملابس الغريبة اللي كانت لابساها واللي تشبه لملابس المملكة!
اتوسعت عينيها وهي بتتأمل في اللوح اللي حواليها تحت أنظار الملك، قربت من لوحة ووقفت قدامها وهي بتتأمل في ملامحها بدهشة مدت إيديها تلمسها عشان تتأكد إن دي حقيقة أو حتى إنها مش واقفة قصاد مراية، سمعت صوت الملك من وراها وهو بيقول_من زمن طويل جدًا اتصنعت سلسلة من السحر، اهداها الملك الأكبر لزوجته تعبيرًا ليه عن حبه الكبير ليها،
مرت المملكة بحروب طويلة جدًا، صراع بين الممالك البقاء فيها كان للأقوى، في وقت الثورة والاضطراب وعدم الاستقرار اللي كان في المملكة،
السلسة دي اختفت وسط الدمار اللي حصل، وقتها في ناس قالوا إن الساحر رماها في البحيرة واختفى
وبعدها ظهر كاهن قال إن سحر السلسلة بيلاقي صاحبة نصيبها
وصاحبة نصيبها هي الملكة المنتظرة!
وفي وقت من الأوقات أول ما استلمت الحكم، ظهرت واحدة فجأة في طريقي، كانت تايهة وحاسة هي مش عارفة هي فين، بتتلفت حوالين نفسها زي الضايعة ومش لاقية وطنها
ولكن كل اللي ميزها هي السلسلة اللي كانت لابساها!
وقتها ومن غير تردد عرفت إن هي دي الملكة
وقعت في حبها من أول نظرة، وهي كمان حبتني، ولكن كانت بتختفي كل فترة وترجع، كنت بحس إن وراها سر غريب ولكن محبتش أضغط عليها كان كفاية عندي إني حققت النبوءة
ويوم جوازنا وتتويجها كملكة، اختفت ومرجعتش تاني لحد يومنا ده
وقتها اتجوزت الملكة زمرد عشان المملكة، وفضلت عايش على أمل إني ألاقيها تاني..
رفعت ضي إيديها تملس على الملامح المرسومة قدامها وهي بتهمس بصدمة_مستحيـل!
حست بالملك بيتحرك لحد ما وقف وراها وقال_كانت هي
عقيـق
النسخة المطابقة تمامًا منك!
اتلفتت ليه بملامح مشدوهة، وهي بتهز راسها بالرفض لكل اللي سمعته، ولكن الملك قرب منها وقال بحدة_إيه صلتك بعقيق؟
هزت راسها وهي حاسة نفسها على وشك الجنون وقالت_معرفش
أنا معرفش
أنا مش فاهمة حاجة
أنتوا مين؟
وأنا فين؟
أنا كنت نايمة في البلد عند تيتة
أنا مش فاهمة حاجة..
أنا لازم أمشي من هنا، لازم اصحي من الحلم ده!
كشر الملك وقرب منها وهو بيقول_مش هتمشي من هنا غير لما تقوليلي فين عقيق؟
فين صاحبة السلسلة؟
صرخت ضي في الوقت ده بإنهيار_معرفش
والله معرف
أنا عايزة ارجع لتيتة
قالتها وهي بتنهار على الأرض وبتبكي بإنهيار، الوضع اللي هي فيه غريب، حست بتلف أعصابها، يعني إيه تبقى قاعدة في بيتها في ٢٠٢٤ وتلاقي نفسها في عالم غير عالمها في زمن غير زمنها؟!
رفع الملك راسه بشموخ واتكلم بنبرة قوية مفيش جواها رحمة_ولحد ما تعرفي مكان عقيق، هتفضلي هنا
خرج من الأوضة وهو بيقفلها وراه بقوة، ووجه كلامه للحراس_متخلوهاش تخرج من هنا مهما حصل!
انحنوا الحراس باحترام وأخدوا مكانهم على الباب، فضلت ضي مكانها وهي بتتأمل المكان من حواليها، لوهلة حست إنها اتجننت، ولكن الأكيد إنها بتحلم
هي نايمة في بيت جدتها على سريرها ولسة بتحلم
هي نايمة في بيت جدتها وعلى سريرها ولسة بتحلم
فضلت تكرر الجملة دي كذه مرة وهي منكمشة على نفسها في الأرض لحد ما راحت في النوم بعد يوم مجهد بالنسبة ليها ولأعصابها..
خبط بدر على باب جناح والده فسمع صوته بيأذنله بالدخول، فتح الحراس الباب ليه فدخل لجوا، شافه قاعد على مكتب في جناحه، كان مشغول وهو بيكتب بالحبر على ورق، وقف قدامه وانحنى باحترام، فشاورله والده يقعد وبالفعل نفذ طلبه، اتنحنح بدر وقال_أقدر أعرف هنعمل إيه مع البنت اللي معاها السلسلة؟
ساب الملك اللي في إيده وبصله وهو بيقول_أنا متأكد إنها ليها صلة بعقيق وممكن توصلنا ليها
ضم بدر قبضة إيده وظهر عليه الضيق الشديد، حاول يتمالك اعصابه ويتكلم بنبرة هادية وقال_اعذرني يا مولاي، ولكن البنت دي مش عقيق اللي بتدور عليها
مش عشان الشبه الكبير اللي بينهم يبقى فيه صلة وكمان بتقول إن السلسلة بتاعة جدة والدة جدتها، يعني أكيد عقيق مش كبيرة للدرجة دي!
كان الملك بيبصله بعمق وهو ملاحظ الغضب اللي باين على ابنه، فاتنهد وهو بيقول_أنا مدرك إنك متضايق عشان والدتك
وحاسس إن عقيق ليها دور في عدم تناغمي معاها
ولكن عقيق هي الأولى يا بدر، ولولا اختفائها كانت هي اللي هتبقى الملكة
فتح بدر بوقه عشان يتكلم ولكن قاطعه الملك وهو بيقول_تقدر تتفضل دلوقتي
ضم شفايفه بضيق ورمى أبوه بنظرة أخيرة قبل ما يخرج من الأوضة، وقف مكانه لوهلة بيحاول يتمالك أعصابه، غمض عينيه بيضغط على جفونه بقوة، وبعدين فتحها مرة واحدة واتحرك لجناح والدته وهو بيحاول يتمالك نفسه على قد ما يقدر، بمجرد ما الحراس شافوه فتحوله الباب بسرعة، دخل لجوا واتبدلت خطواته القوية لتانية متهدلة وهو شايفها نايمة على السرير غايبة عن الوعي زي طبيعتها، بقالها سنين طويلة على نفس الوضع ده، مبتتحركش ومبترجعش لوعيها من وقت ما حاولت الانتحار
وكل ده بسبب...
عقيق!
قرب منها وقعد على الكرسي جمبها ومد إيده مسك كفها وضمه لقبضته، وهو بيتأمل ملامحها الساكنة بقهر، من ساعة ما وعي على الدنيا وفيه مشاكل بين والده ووالدته وكل ده بسبب حبه المزعوم للمجهولة عقيق
واللي كلف أقوى الحراسات بإنهم يدوروا عليها
كانت والدته بتراقب اللي بيحصل ده وهي حاسة بالقهر، كانت بتشحت الحب والمشاعر منه ولكن كان جاف معاها وكإنه بيعاقبها لغياب عقيق!
رغم إنها ملهاش أي ذنب ملقتش حل قدامها غير إنها تنتحر وتتخلص من الحياة البائسة اللي متستحقهاش!
ومن وقتها وعجزت كل الطرق إنها تفوقها من غيبوبتها
يُقال إنها شربت سحر يخليها طايفة لوقت متعرفوش
ويُقال إنها اخدت حاجة بقصد الموت ولكن دخلت في غيبوبة بدالها
ولكن كل اللي عارفه إنه عاش طفولته من غير امه
كان محروم منها طول حياته رغم وجودها
وبرضه والده متعظش ومحسش بالذنب، بل ولسة بيدور عليها برضه!
مش مراعيه ولا مراعي وجعه من وضع والدته!
رفع إيده ومسح قطرة من الدموع خانته وسالت على وشه، قام وقف ومال ناحيتها طبع قبلة على جبينها وهمس_أوعدك بحق الحزن اللي عيشيته
هتخلص من عقيق وأي حاجة ممكن توصلنا بيها!
بعد عنها وخرج من الجناح وغير طريقة لمكان الجناح البعيد اللي حطها فيه، عينيه مظلمة، ملامحه متوحشة، وكإنه ناوي على كارثة.....
يتبع.....
عقيق_إل_دورادو
منة_ممدوح_البنا
الحلقة التالتة
_ضي
ضي قومي يلا!
قالها بدر وهو بيهزها بعنف ولكن خرج صوته هامس عشان محدش ياخد باله من محاولته لتهريبها بعد ما قدر يسرب الحراس اللي واقفين على بابها، اتململت هي بكسل، واترسمت ابتسامة رقيقة على شفايفها من صوته المألوف ليها، كانت فاكرة إنها في أحد أحلامها اللي كانت بترافقها كل ليلة بصوته الذكوري وكلامه الغريب كل مرة، فهمست_ده أنتَ!
عقد بدر حواجبه بتعجب وهو بيبص حواليه باستغراب، ولكنه أدرك إنها لسة مش في وعيها فلكزها مرة تانية بطريقة أعنف وهو بيقول بنفاذ صبر_يا ولي الصابرين!
قومي يا ضي اخلصي!
اتعدلت فجأة واتمحت ابتسامتها واتحولت لملامح مذعورة وهي شايفاه قاعد على ركبه قدامها ومش باين من ملامحه غير عينيه الحادة الداكنة اللي منعكس عليها أشعة القمر، فتراجعت لورا زحفًا وزعقت_عايز مني إيه؟!
زفر بضيق ورد باستهزاء_يعني هعوز منك إيه؟
مش عايزة تمشي من هنا؟
يلا هساعدك بشرط مشوفش وشك في المملكة دي تاني
فاهمـة؟
قالها بحدة، فقامت وقفت وهي بتنفض هدومها وبتقول بتريقة_ده مين المجنون اللي هيعوز ييجي هنا تاني!
ده أنتوا كلكوا منخوليا!
_مـ إيه؟!
ردد بعدم فهم، ولكن هز راسه بقلة حيلة وهو بيقول_أيًا كان
هاتي السلسلة دي، ويلا عشان تمشي من هنا
حطت إيديها على السلسلة وضمتها لصدرها وهي بتقول باستنكار_لا يا حبيبي!
سلسلة إيه اللي تاخدها، أنتَ عايزني أضيع تراث عيلة أمي!
زفر بنفاذ صبر وقال_خليهالك
عامة أنا لا عايز اشوفك هنا تاني لا أنت ولا عقيق ولا أي حاجة ليها علاقة بالست دي
مفهوم!
_احسن برضه
قالتها وهي بتسيبه وبتخرج لبرا براس مرفوع بكبرياء، وقف هو يبص على أثرها بذهول، مجنونة؟
بالفعل
مفيش تصرف واحد عاقل عملته لحد دلوقتي
هو مدرك إن وراها سر، ولكن مش مهتم يدور وراها، يكفي إنها تختفي وتبعد عن حياته هي واللي اسمها عقيق!
خرج وراها بسرعة قبل ما حد من الحراس يشوفها، جذبها من دراعها بعنف، وقبل ما تصرخ كان كمم بوقها بإيده وهو بيقول_بطلي تصرخي لمرة في حياتك
كفاية هنتمسك قبل ما نتحرك خطوة واحدة بسبب صوتك!
هزت راسها كذه مرة برعب، لحد ما دفعته بعنف وهي بتقول بهمس_إيدك لو لمستني تاني هخليك تروح تدفنها بنفسك
اتجمدت إيده في الهواء وهو بيبصلها بدهشة، ولكنها هزت رأسها بتأكيد على اللي بتقوله، زفر بقلة حيلة ومشي قدامها بنفاذ صبر وهو بيقاوم إنه يفتك بيها
كان الجو ضلمة بشكل مرعب، ممرات القصر مش ظاهر منها نور إلا من ضوء القمر اللي مديها شكل مرعب زي أفلام الرعب، كانت ماشية منكمشة على نفسها وهي بتتلفت حواليها بخوف، اتنفضت بهلع واتشبثت بدراعه المعضل بقوة لما سمعت صوت جاي من الشباك الطويل الازاز اللي باين منه أفرع الشجر العملاقة، هز بدر راسه بيأس وقال بتريقة_دي بومة
حد يخاف من بومة؟!
خاصة لو من نفس الفصيلة!
سابت إيده وهي بتبصله بدهشة بعد ما استوعبت إهانته وقالت_أنتَ....
جذبها قبل ما تكمل كلام من إيديها لأحد الأزقة اللي موجودة في القصر وهو حاطت إيده على شفايفها بعد ما حس بحركة قريبة منهم، وشاورلها بإيده إنها تسكت
كانوا قريبين من بعض بشكل ملحوظ، خاصة المكان اللي واقفين فيه كان ضيق جدًا، فضل هو باصص بطرف عينه بحذر لحد ما شافهم بيبعدو عنهم، رجع بصلها تاني، ولوهلة حس بنفسه اتجمد قصاد عيونها اللي كانت بتلمع بلونهم المميز بفعل ضوء القمر، ارتطمت أنفاسهم في الوقت ده بفعل قربهم الكبير، ولكن حست هي بالوضع اللي هما فيه فانتفضت وهي بتبعد عنه وبتحاول تعيد اتزانها تاني، اتنهد هو بيحاول يتمالك نفسه بعد الاحساس اللي سيطر عليه
كإنها مألوفة بشكل كبير
مش عشان نفس شكل عقيق
ولكن فيه حاجة حاسسها بتميزها!
عدل خصلات شعره اللي نزلت على وشه، ورجع خرج وهو بيتنحنح، أما هي فكانت بتحاول تتجنب النظر ليه وهو كذلك
اتحرك قدامها من غير ما يتكلم أو يقول أي حاجة
وبعد وقت قليل لقت نفسها قصاد بوابة من قلب سرداب من داخل القصر، فتح الباب بسهولة وبعدين اتعدل وهو بيبصلها وبيقول_دي كانت نهاية رحلتنا
وزي ما قولتلك
اتمنى مشوفكيش هنا تاني
يا ضَـي!
لوهلة لقت نفسها بتبص لعيونه الحادة، من وسط الاضواء الخفيفة حست إنها شافت العيون دي قبل كده، ده غير نبرة الصوت الرجولية المميزة، ولكن في الوقت ده حست بجرحه لكبريائها فقالت براس شامخة_صدقني، آخر امنياتي إني اشوفك تاني
ابتسم ابتسامة بزاوية بوقه، وهو بيقول ببرود_شعور متبادل
يا ضَـي!
كان بيتلذذ باسمها اللي جزء منه ليه شعور خاص عنده، بادلته الابتسامة، فشاورلها براسه إنها تتحرك، اتحركت بالفعل وهي بتراقب المكان من حواليها المكان كان عبارة عن أشجار كبيرة وزرع فقط، رغم الرعب اللي كانت حاسة بيه إلا إنها كانت متمسكة بأملها بإنها تقدر ترجع، اتلفتت رغمًا عنها وهي بتبصله وهو واقف يراقبها، ولوهلة تمتمت_معرفتش اسمه إيه
على العموم فرصة سعيدة يا متعجرف أبو ملاية!!
وكإنه حس باللي بتقوله، فابتسم وهو بيراقبها، لحد ما بعدت بشكل ملحوظ عنه، وفلحظات اتبدلت ابتسامته لعبوس، واظلمت نظراته واصبحت ملامح أكثر فتكًا، وفجأة صرخ_يا حــراس!
فلحظة جه عدد كبير ناحيته وهما بينحنوا، فبص في أثرها وهو بيقول_فيه جاسوسة هاربة من القصر
عايزها حية أو ميتة
يـلا!
فلحظات اتحركوا الحراس مكان ما شاور ليهم، كانوا عدد كبير كلهم بيتحركوا بالسيوف والرماح، أما هو وقف مكانه وتمتم_سواء أنتِ أو عقيق
كان لازم دي تكون نهايتكم..
كانت ماشية بين الأشجار وهي ضامة نفسها برعب، من حين لآخر بتتنفض لما تسمع صوت للطيور الليلية، كانت بتقاوم على قد ما تقدر البكا، مش عارفة هي ممكن تروح فين أو تتصرف إزاي، متعرفش حتى طريق الرجوع، ولكن اللي متأكدة منه إن ده حلم وهينتهي
كل ده حلم ومجرد خرافات
مفيش عوالم موازية
كلها تراهات!
لوهلة سمعت صوت جلبة حواليها، وقفت مكانها وهي بتبص وراها بتعجب، لحد ما سمعت صوت بيقول_دوروا عليها هنا
في أثار أقدام
شهقت بهلع وتمتمت_يا ابن الغدارة!
وفلحظات بقت تجري بأقصى سرعتها، بتقاوم الألم اللي حاسة بيه من أغصن الاشجار اللي بتخبطها في وشها وهي بتجري، لوهلة شافها واحد من الحراس اللي صرخ بأعلى صوت_لقيتها!
وفلحظات لقت مجموعة كبيرة من الحراس بيجروا وراها وهما بيصرخوا بإنها تقف، محستش غير بدموعها اللي مغرقة وشها من الإنهيار والرعب وهي بتصرخ_يارب لأ
يارب لأ
مش عايزة أموت هنا
يا مـامـا!
وكإن رجليها بتجري من غير إرادتها، متعرفش حتى جابت السرعة دي منين، ولكن كل اللي كانت عارفاه هي إنها لازم تنجو بحياتها ولازم تخرج من العالم الغريب ده
شافت نور واصلها من آخر الغابة، زودت من سرعتها لحد ما خرجت، لقت نفسها وسط أراضي زراعية مهولة ملهاش آخر، وقفت مكانها وهي بتبكي وبتتنفس بصوت عالي من المجهود وهي حاسة بالعجز، ولكن اتنفضت لما سمعت صوتهم من وراها، فابتدت تجري بسرعة كبيرة وهما وراها، لوهلة انكمشت لما لقت السهام حواليها في كل حتة وهي بتصرخ برعب حقيقة
مكانتش بتشوف الأحداث دي غير في الأفلام الأجنبية اللي كانت مفضلة ليها، فصرخت بهلع_والله ما هسمعها تاني
همسح القنوات كلها
وهمحي حريم السلطان من دماغي بس أخرج من هنا و...آآآه!
صرخت بألم بصوت عالي لما مر سهم من أحد الحراس جنبها ولكنه جرح كتفها، حطت إيديها على الجرح اللي بينزف بصدمة، واتلفتت وهي بتزعق بصوت عالي_إلهي تبقى تتشل في إيدك!
كملت جري لحد ما لقت قدامها بحيرة كبيرة جدًا، وبدون تردد خدت نفس عميق وراحت ناطة فيها
ولغبائها مكانتش تعرف السباحة أساسًا!
وقف الحراس مكانهم على حواف البحيرة وهو بيدوروا عليها، ولكن مكانش ليها أي أثر
بصوا لبعضهم لحد ما قال القائد بحزم_لو مخرجتش في خلال خمس دقايق هنقول للأمير إنها انتحرت!
لقت نفسها بتتحسب لتحت، في حين بتعافر هي عشان تطلع للسطح بعد ما حست إن فيه حاجة غريبة بتسحبها لتحت، جاذبية مهولة مش قادرة تقاومها، ابتدت الماية تدخل لمجرى تنفسها بعد ما كتمت أنفاسها لمدة طويلة، حست في الوقت ده إنها هتموت خلاص من غير ما حد يلحقها، فقررت تستلم لقدرها
وبالفعل غمضت عينيها، وسابت نفسها للجاذبية تسحبها لتحت
مشافتش السلسلة اللي ابتدت تومضت ببطء لحد ما ظهر منها شعاع قوي في وسط الماية، فتحت ضي عينيها بضعف وشافت السلسلة اللي طايفة قدام عينيها وصادر منها نور قوي، وفلحظات لقت نفسها بتتسحب بعنف وسط النور ده..
شهقت بعنف وهي حاسة إنها رجعت للحياة تاني، ابتدت تسعل بعنف وهي حاسة بالماية اللي جوا صدرها بتخنقها، لحظات واتجمدت تمامًا وهي شايفة نفسها جوا أوضتها في بيت جدتها وعلى سريرها، اتوسعت عينيها وملت الفرحة وشها وهي بتقول_كنت بحلم
كنت بحلم!
ولكنها اتجمدت لما لقت نفسها غرقانة بالماية وسريرها كمان غرقان كإنها كانت بالفعل في قلب البحيرة
بصت على نفسها باستغراب وهي مش فاهمة حاجة، لحد ما اتأوهت بألم في كتفها، فكت ازرار بيجامتها ونزلت كتفها، اتفاجئت لما شافت الجرح اللي في كتفها مكان الرمح بينزف، حطت إيديها عليه وبصت على الدم اللي اتطبع في إيديها وهي بتردد_مكنتش بحلم!
قامت اتحاملت على نفسها بصعوبة وهي بتبص على سريرها الغرقان بدهشة، واتجهت بخطى بطيئة وبصت على انعاكسها في المراية، كانت هيئتها مذرية تمامًا، غرقانة بالماية، شعرها مليان أغصان وورق شجر لازق فيه، الجرح اللي في كتفها بينزف، ده غير الجروح والكدمات اللي في رجليها
كل ده علامات قالتلها إنها مكانتش في حلم
وإن كل اللي عاشته ده كان حقيقة!
وقعت بنظرها على السلسلة اللي في رقبتها، فاتنفضت بهلع وهي بتشيلها بسرعة وبترميها على الأرض وهي بتبصلها برعب، ولاحظت إنها ومضت بخفوت وبعدين اختفى ضوئها، قعدت على الأرض مكانها بضعف وهي حاسة بخدل في جميع أنحاء جسدها من الصدمة، وفلحظات بدأت تبكي بعنف لحظات واتحول البكاء لانيهار، مكانتش عارفة هي بتبكي على الأحداث الغريبة اللي عاشتها، ولا الألم اللي في كل جسمها، ولا فقدها لوالدتها!
ولكن حست في الوقت ده إن كل الضغوطات اللي مرت عليها في حياتها اتراكمت في الوقت ده....
كانت قاعدة في أوضتها على مكتبها بعد ما خدت شاور وغيرت هدومها وطهرت جروحها، لسة مش مستوعبة أي حاجة حصلت لحد دلوقتي، فتحت اللاب توب بتاعها وابتدت تبحث في محرك البحث "مملكة إل دورادو"
اتصدمت لما بالفعل لقت مقالات كتيرة عن اسم المملكة، دخلت على واحد فيهم وابتدت تقرأ المكتوب بتمعن_ظهرت إل دورادو لأول مرة كقصة عن ملك اسمه المذهب، يُقال أنه كان يغطي جسده بغبار من الذهب ويرمي الجواهر المزخرفة والأحجار الكريمة في بحيرة كجزء من الإحتفال بتتويجه، وتحولت هذه القصة إلى أسطورة مملكة كاملة بدلًا من قصة رجل واحد!
كانت بتتسع عينيها بدهشة، هي بالفعل حست إن المملكة مليانة بالدهب والأحجار الكريمة بشكل زيادة لدرجة استعجبتها!
خاصة السور الكامل من الدهب اللي كان حوالين القصر، ده غير تاج الملك وملابسه اللي كانت مرصعة بالأحجار الكريمة وكمان ملابس الأمير ابنه!
نزلت لتحت في الموقع شوية وكملت قراءة_أسرت المملكة الذهبية الكثير من عقول المغامرين، وقيل أن إل دورادو موجودة بجوار بحيرة غواتافيتا في كولومبيا، وعندما وجد المستكشفون البحيرة، خفضوا مستوى المياه ليجدوا مئات من القطع الذهبية والأحجار الكريمة دون وجود أثر للمملكة الأسطورية
اتجمدت تمامًا وهمست وهي شاردة قدامها بصدمة_مستحيل!
كولومبيا إيه!
كانوا بيتكلموا عربي عادي!
نقلت بنظرها ناحية السلسلة اللي مرمية على الأرض وتمتمت_معقولة!
حست بأنها على وشك الجنون، فقفلت اللاب توب وقامت اتجهت للبلكونة اللي في اوضتها، فضلت واقفة مكانها وهي بتراقب الأراضي الزراعية، مش قادرة تستوعب، بالفعل فيه أسطورة عن المملكة لكن محدش قدر يوصلها، افتكرت كلام الملك عن إن السلسلة مسحورة وبتلاقي صاحبتها، واللي بتقع في إيدها بتكون الملكة المنتظرة!
معقولة هي الملكة المنتظرة؟!
هزت راسها وهي مش قادرة تصدق، مش قادرة تحدد هل دماغها اتأثرت بوفاة مامتها وكل اللي حصلها ده مجرد تهيؤات بتهرب بيها من الواقع، ولا هي عاشت الاحداث دي بالفعل!
اتلفتت ناحية سريرها الغرقان وضحكت بسخافة، كفاية السرير اللي طالع منه الماية ده!
اتجهت ناحيته وحاولت تتحامل على نفسها لحد ما جرت المرتبة للبلكونة عشان تنشفها في الهوا، هي حتى مش هتقدر تنام عليها بالشكل ده
وازاي هيجيلها نوم بعد اللي شافته!
لوهلة لقت نفسها بتفكر فيه، هيئته الملوكية بملابسه الرسمية الغريبة والملاية اللي حاطتها على كتفه، ده غير ملامحه الغريبة ونظراته القوية و..
عبست قسماتها وضمت قبضة إيديها وقالت بغل وهي بتجز على أسنانها_ابن الغدارة ضحك عليا وسلط الحرس ورايا!
مكانش لازم اثق بواحد حاطت ملاية على كتفه برضه!
محستش بالوقت اللي مر وهي بتفكر في اللي حصل، فاتعدلت بسرعة لما حست بجدتها بتفتح الباب وبتدخل، اتلفتت بسرعة تراقب نظرات جدتها اللي اتنقلت بين السرير الفاضي والمرتبة اللي محطوطة في البلكونة وغرقانة بالماية، حست ضي بنظراتها فقالت بسرعة_اوعي تفهمي غلط!
اتحركت من المطبخ وهي بترص الاطباق على الطبلية، ومن لحظة للتانية بتنقل نظراتها على جدتها، بتحمد ربنا إنها مخدتش بالها من وضعها، بالفعل هي اختارت ملابس محكمة تمامًا عشان الكدمات والجروح متشوفهمش، قعدوا على الطبلية، وراقبت جدتها وهي بتاكل، لحد ما اتنحنحت بتوتر وقالت_تيتة، بالنسبة للسلسلة اللي اديتيهالي، محدش لبسها قبل كده خالص؟
يعني أنتِ مثلًا، مامتك، جدتك، كده يعني؟
بصتلها جدتها بتعجب من سؤالها، ولكنها جاوبت ببساطة_معتقدش، إحنا كنا بناخدها كتراث، وبعدين كنا بنخاف نلبسها لتضيع وسط شغلنا في الأرض، اتقالنا إن السلسلة دي من حجر كريم يسوى شيء وشويات، فكنا بنخاف على ضياعها وبنكتفي بإنها تكون معانا
مطت شفايفها وسألت_يعني معقولة محدش لبسها خالص؟
رفعت جدتها اكتافها وقالت_معرفش، مفكرتش أسأل السؤال ده قبل كده
اتنحنحت ضي مرة تانية وهي حاسة بسخافة سؤالها وقالت_طب محسيتيش قبل كده إنها بتنور
مسحورة
أو بتاخدك لعالم تاني؟
ضحكت جدتها وردت_سلامة عقلك يا ضي، الأفلام اللي بتشوفيها أثرت على دماغك
ضحكت ضي وهي بتجاريها عشان متحسش بغرابتها، شربت من الماية اللي قدامها بتوتر وهي بتسأل_أول واحدة كان معاها السلسلة دي مين؟
ردت جدتها بتلقائية_تقريبًا هي جدة أمي، سمعت قبل كده من أمي إنها لقتها بالصدفة وخدتها، كان اسمها عقيق تقريبًا
شرقت ضي وهي بتشرب وابتدت تكح بعنف واتبدلت ملامحها للدهشة واتوسعت عينيها وهي بتقول_عقـيق!
يتبع.....
عقيق_إل_دورادو
منة_ممدوح_البنا
٤/٥
الحلقة الرابعة
_عايزة أعرف الحجر اللي في السلسلة دي نوعه إيه
مدت بالسلسلة اللي في إيديها لصاحب محل الدهب اللي في القرية، بعد ما سألت جدتها إذا كان فيه ولا لأ، محتاجة تعرف إيه اللي بيحصل حواليها، خاصةً بعد ما جدتها قالتلها إن عقيق هي صاحبة السلسلة، واللي هي تبقى جدة أم جدتها!
لوهلة حست إن عقلها وقف، إذًا عقيق اللي الملك بيقول عليها هي شخص كان موجود من سنين ممكن توصل لقرون عادي، فـ ازاي هي كانت من أيام الملك ده
إلا إذا كان الزمن هناك مختلف
حست بدوار بيلفح راسها، ولكنها حافظت على توازنها لما قال الراجل اللي كان بيدقق في السلسلة بعدسة مكبرة_ثواني وجايلك
قالها وغاب بالسلسلة جوا
وقفت هي تهز رجليها وتتحرك في المحل بتوتر وهي بتتأمل في المجوهرات اللي قدامها ولكن بالها مشغول، بتحاول تجمع الخيوط، عقيق كانت هي صاحبة السلسلة، وكانت المفروض تبقى الملكة واختفت، وده لأنها أكيد أدركت إن العالم ده مش عالمها
ده غير الشبه الرهيب بينهم اللي مربك جدًا بالنسبالها، مش معقولة چيناتها توصل لإنها تبقى نسخة مطابقة منها!
ولكن للأسف مقدرتش توصل لأي صورة أو رسمة تخصها في عالمها لإن ده كان صعب جدًا، والمربك اكتر إن هي اللي جه عليها الدور ولبست السلسلة بعد أجيال، وفي الآخر تكتشف إن الملك حبيب جدتها الكبيرة لسة عايش ويدوب الزمن عدى ببطء هناك عكس هنا عدى قرون تقريبًا
مسكت راسها وهي حاسة نفسها على وشك الإنهيار، بالفعل اللي حصل مكانش صدفة، مقدر ليها هي اللي تلبس السلسلة عشان تبقى من نصيب الملك أو...
المتعجرف صاحب الملاية!
معقولة؟!
هزت رأسها وهي رافضة الحقايق اللي قدامها، مش ممكن إن ده كله حقيقة، هي لحد دلوقتي شاكة في صحة قواها العقلية!
اتعدلت بسرعة لما شافت صاحب المحل بيخرج من الأوضة اللي كان دخلها اتجهت ناحيته وكان الفاصل بينهم فاترينة ازاز فقال هو_السلسلة دي عتيقة
تصميمها مبهر ومش موجود دلوقتي
والحجر اللي فيها من العقيق
اتوسعت عينيها بدهشة سرعان ما ضربت رجليها على الأرض بعنف كذه مرة وهي بتقول_لا بقى كده كتير!
ردد بتعجب_أفندم؟
غمضت عينيها وضغطت على جفونها وهي بتحاول تتمالك نفسها، وقالت بابتسامة صفرا_لا أبدًا ولا حاجة
هز الراجل كتفه وقال_بس مقدرتش أميز العلامة اللي على الحجر دي بترمز لإيه
بس عندي استعداد اشتريها بسعر هيعجبك جدًا، وأنا هراضيكي فيها
جذبت السلسلة من بين إيديها وسط اعتراضه وقالت من بين أسنانها_شكرًا يا عمو تعبتك معايا
يلا سلامو عليكو
قالتها وخرجت وسط تعجب الراجل واعتراضه إنها محاولتش حتى تتفاهم معاه، مشيت في الشارع وهي بتتأمل في السلسلة وبتقول_يعني جدتي اسمها عقيق
والسلسلة حجرها عقيق
وإل دواردو مشهورة بالأحجار الكريمة، وبرضه بقنع نفسي إن كل ده صدفة!
حطت السلسلة في شنطتها وهي بتتجنب تلبسها، وراحت للبيت وهي حاسة إن دماغها هتنفجر من التفكير
كل حاجة غير منطقية
الأحداث
والخيوط اللي ربطتها في بعض
واللي لو فكرت تحكي لحد عليها هيتهموها بالجنون أكيد!...
ما صدقت إن الليل جه عشان تقدر تختلي بنفسها من غير ما جدتها تاخد بالها أو تلاحظ حاجة، وقفت قدام المراية وهي ماسكة السلسلة بين إيديها وباصة لانعكاسها بتردد، الفضول قاتلها ومحتاجة تعرف حاجات أكتر، مش قادرة تقاوم فكرة إنها انتقلت لعالم تاني، عالم غريب فيه ناس المفروض إنهم اساطير، قدامها اكتشافات كتيرة لو راحت هناك، ده غير عشان تتأكد من سلامة صحتها العقلية
ولكن في نفس الوقت جواها خوف من الأحداث اللي حصلت، ده لسة الجرح اللي في كتفها مخفش!
حطت السلسلة على الترابيزة وقعدت هي على الكرسي قصادها تتأملها بتفكير، بتحاول تنهر نفسها وتمنعها من تكرار التجربة ولكن فضولها مش قادرة تسيطر عليه
فضلت على الحالة دي أكتر من ساعة ونص، عينيها ثابتة على السلسلة، تقوم تقف وترجع تقعد بتردد تاني
لحد ما قررت وقامت اتجهت للترابيزة خدت نفس طويل وزفرته على مهل عشان تجهز نفسها، ورفعت ايديها لبست السلسلة ببطء اللي بمجرد ما لامست رقبتها ومضت العلامة اللي موجودة في الحجر، غمضت عينيها وبمنتهى البلاهة رفعت إيديها وهي بتقول_يلا بينــا!
فتحت عينيها ببطء وبملامح منكمشة من الخوف، وبعدين لقت نفسها لسة في الأوضة، بصت للسلسة بتعجب وبعدين غمضت جفونها ورفعت إيديها تاني وهي بتقول_لمملكة إل دواردو الأسطورية!
ولكن للعجب محصلش حاجة برضه!
رفعت الحجر قصاد عينيها وهي حاسة بالاستغراب، وضربت بقبضتها على الحجر وهي بتقول_أنتَ عِطلت لما عوزتك ولا إيه
ماشي خلف خلاف!
زفرت بضيق لما ملقتش حاجة اتغيرت، ابتدت ترجع بذاكرتها لورا، وقالت وهي بتلف حوالين نفسها_الأول تيتة إدتني السلسلة، وبعدين حطيت الصندوق جمبي، وبعدين...
نمت!
اتوسعت عينيها بدهشة لما ابتدت تربط الخيوط ببعض وقالت_لازم أبقى لابسة السلسلة وأنام عشان اقدر اتنقل للعالم ده
اتجهت بأنظارها للمرتبة اللي لسة غرقانة وملحقتش تنشف لإن الجو مبقاش حر زي الأول، زفرت بضيق وبعدين طلعت بطانية من دولابها وفرشتها على الأرض، واتممددت عليها وهي بتقول_مملكة إل دواردو
أنا جيالك...
غمضت عينيها واتسحبت في نوم عميق...
فتحت عيونها وهي بتحاول تتغلب على أشعة الشمس، سرعان ما اتعدلت بسرعة لما لقت نفسها في نفس المكان اللي صحيت فيه قبل كده، صرخت مرة واحدة_ده نفعت!
وقفت وهي بتبص حواليها بدهشة، محستش بنفسها غير وهي بتتنطط وبتلف حوالين نفسها وهي بتصرخ بفرحة_نفعت
أنا مطلعتش مجنونة
أنا مش مجنـونة!
وعلى بُعد كان واقف عاملين من المملكة بيراقبوها باستغراب، اتلفت واحد للتاني اللي جمبه وشاور بصوباعه جمب راسه بعلامة معناها إنها مجنونة
أخدت ضي بالها منهم ووقفت بسرعة وهي بتبصلهم بابتسامة مليانة بلاهة وبعدين شاورتلهم بـ باي باي، فرفعوا كتفهم وسابوها ومشيوا من غير ما يهتموا بيها، حست بالاحراج هي ولكن مهتمش كتير وابتدت تحدد المكان اللي مشيت فيه قبل كده...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_يعني إيه مش لاقيينها!
زعق بيها الملك اللي كان بيتحرك بعصبية وهو بينقل نظراته علي الحراس اللي قدامه واللي كانوا منزليين رأسهم بخوف ورهبة، كانت ملامحه غضبانة ومش بتبشر بالخير، اتكلم قائد الحرس من غير ما يقدر يرفع عينه ليه_يا مولاي صدقني مسيبناش مكان في المملكة إلا و....
قاطعه الملك وهو بيرفع كف في وشه فسكت القائد بسرعة ونزل راسه بخوف ورهبة، رجع الملك ثبت إيديه الاتنين ورا ضهره وقال_ده اسمه استهتـار!
اسمـه لعـب عيـال
حرس ماسكين أمن مملكة كاملــة، مش عارفين يلاقوا بنت واحدة قدرت تهرب منهم!
كان واقف بدر بيراقب اللي بيحصل بسأم من على بُعد وهو واقف ساند بضهره على الحيطة ومربع إيديه الاتنين، زفر بضيق لما شاف إن والده بقى في اقصى درجات غضبه وممكن يعاقب الحراس بسببه، فاتجه ناحيته وهو بيقول عشان يهديه_اعذرني يا مولاي
ولكن أنا شايف إن الموضوع واخد أكبر من حجمه!
اتلفتت له الملك بسرعة وهو بيقول بعصبية أكبر_والله عال!
بقيت دلوقتي تعدل عليا وشايفني بكبّر المواضيع!
مش شايف لسة بدري يا سمو الأمير؟
طب استني لحد ما يتم تتويجك!
نكس راسه وهو بيقول بضيق_مش القصد يا مولاي!
قرب منه وأشهر صوابعه في وشه وهو بيقول بعصبية_مش من حقك تعدل على قراراتي!
أنا لسة بصحتي ومتجننتش
فاهم يا سمو الأمير؟
هز راسه بسرعة ورد_العفو
فاهم يا مولاي
فضل واقف للحظات يبصله بنظرات نارية، لحد ما سابه واتلفت ومشي فانحنى الحراس بسرعة برهبة لحد ما مشي
رفع قائد الحرس نظره لبدر وهو حاسس بالأسف عليه، فشاورله بدر براسه من غير ما يتكلم، اتكلم قائد الحرس_يلا لازم نكمل بحث عنها
مش عايزين نتعاقب من الملك!
أدوا الحراس التحية العسكرية بأحترام وبعدين اتحركوا كلهم، ولكن قبل ما يمشي قائد الحرس قرب من بدر وطبطب على كتفه وسابه ومشي....
فضل بدر واقف مكانه وهو ناكس راسه وضاغط على جفونه، في حين ضامم قبضة إيده بقوة، فتح عينه مرة واحدة واللي كانت مشتعلة بغضب رهيب، اتحرك واتجه في ممرات القصر بخطى تكاد تفتك بالأرض، لحد ما وصل لساحة المبارزة اللي في القصر، ابتدى يتحرك وهو بيقلع هدومة الملكية وهو بيتقدم للساحة وبيرميها وراه على الأرض بإهمال، كاشفة عن عضلاته وجسده الرياضي، اتجه لمنتصف الساحة وشاور بإيده فجه العامل بسرعة وهو حاني راسه وحط سيفه في ايده، مال بدر براسه للناحيتين، فقرب منه اللي هيبارزه وهو بيقول بتردد_مش هتلبس درع يا مولاي؟
هز راسه بالرفض وهو بياخد وضع الاستعداد وقال_هات أعلى ما عندك
واعمل حسابك، لو اتهاونت مش هتردد في قتلك
خد المبارز وضع الاستعداد وهو بيبتسمله بثقة، وشاورله بإيده بإنه يروحله، وفلحظات قفز بدر في الهواء وهو مشهر سيفه، وابتدت المعركة بينهم اللي كانت نتيجتها محسومة
مين هيقدر يغلب بدر برضه؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت بتتمشي في شوارع المملكة، لكن المرة دي من غير ما يكون باين عليها الهلع، حبت إنها تستكشف كل حاجة موجودة، حست إن كل حاجة مميزة هنا، شكل الناس وتقاربهم من بعض، الابتسامة اللي مبتتشالش من على وشوشهم ملابسهم الغريبة اللي لوهلة حست إنها عايزة تلبس زيهم، لوهلة جذبها بائع مجوهرات، الذهب والأحجار الكريمة اللي كان عارضهم ملفتين، ما شافتش مجوهرات تشبهم قبل كده، اتجهت ناحيته تتفرج على اللي موجود وسط مراقبته ليها بابتسامة دافية، لحد ما لفتت نظرها اسورها رقيقة من الدهب مرسوم عليها رمز المملكة، اخدتها بين إيديها وهي بصالها بإعجاب لاحظه هو، فقال هو بود_ذوقك مختلف يا هانم، دي آخر قطعة موجودة منها
ضمتها ليها بإعجاب، فقال_سعرها ٣ قطع ذهبية بس
لوهلة عبست ملامحها، ومالت تحطها مكانها وهي بتقول_لا شكرًا، ممكن وقت تاني
لوهلة وهي بتميل ظهرت السلسلة اللي في رقبتها، واللي أول ما شافها البائع اتوسعت عينيه بدهشة وقال_الملكة المنتظرة!
اتعدلت وهي بتبصله بتعجب_نعم؟
أخد الاسورة اللي حطتها مكانها وأداهالها وهو بيقول_اتفضلي خديها
مش عايز أي مقابل
ولو عجبتك أي حاجة خديها من غير مقابل، دكاني تحت أمرك يا جلالة الملكة
عقدت حواجبها باستغراب ورددت_مين؟
رد بسرعة البائع_أكيد أنتِ يا جلالة الملكة، اعتبريها هدية صغيرة تليق بجنابك يا مولاتي
كانت بصاله بتعجب من اللي بيقوله، ولكنها خدتها وقالت وهي بتتحرك بعد ما حست إنه مش طبيعي_شكرًا!
اتحركت وكملت مشي وهي بتراقب الأجواء من حواليها، مسكت الاسورة قصاد عينيها وهي بصالها بإعجاب، وبعدين لبستها في إيديها
_أهي يا حراس!
اتلفتت على صوت الزعيق اللي كان قريب منها، فلقت عدد مش قليل من الحراس اللي بيشاوروا عليها، محستش بنفسها غير وهي بتجري بأقصى سرعة وهما وراها، أما هي صرخت وقال_أنا متربتش اقسم بالله
بعشق المعاناة
بموت في ضيق التنفس
ما كنت نايمة عند تيتة واكلة شاربة نايمة قاعدة، عاجبك جو عسكر وحرامية ده يعني!
فضلت تجري برعب بتتلفت ناحيتهم من حين لآخر وهي خايفة لحد فيهم يصيبها بالسيوف اللي معاهم، ولكن للأسف لقت نفسها في زقاق مسدود، فضلت تتراجع بضهرها وهي بصالهم برعب وبتقول_بقولكم إيه
اللي هيغدر بالبتاع اللي معاه ده هزعله
قرب منها قائد الحرس وهو بيقول_سيدتي، مولاي بيدور عليكي بقاله كتير
ياريت تتفضلي معانا، متقلقيش محدش يقدر يئذيكي
مطت شفايفها بتريقة قالت_محدش يقدر آه
ما أنا جربت!
شاورلها قائد الحرس وهو بيبتسملها باتساع، فعدلت من هدومها ورفعت راسها بغرور واتحركت من بينهم بثقة واهية متعرفش جابتها منين، ولكن لوهلة الجلالة خدتها!
وصلوا للقصر اللي مكانش بعيد، دخلت مع قائد الحرس لجوا وهي بتتأمل المكان اللي ملحقتش تشوفه، كانت جنة!
قصر عملاق بطراز غريب مشافتش زيه قبل كده
بحديقة ضخمة مليانة أشجار بأنواع مختلفة، ده غير النافورة اللي متوسطة مدخل القصر واللي كان عليها نفس الرمز، مشيت لجوا ولوهلة وقعت عينيها على بدر اللي كان أنهى جولته بالمبارزة، حست بنفسها اتجمدت لما شافت هيئته المهلكة، ومقلش هو صدمة عنها لما شافها، كان فاكر إنه اتخلص منها خصوصًا لما الحراس قالوله إنها غرقت في البحيرة بعد ما رمت نفسها فيها!
رمى السيف واتجه ناحيتها بأنفاس لاهثة من المجهود العنيف اللي عمله، كانت بتتأمله وهو جاي عليها بخطى واثقة، شعره الطويل نازل على جبينه اللي كان مليان بالعرق من المجهود، ده غير جسمه الرياضي الضخم اللي كان متعرق برضه ولكن بالإضافة لشوية جروح
قرّب منها ووقف قدامها، نظرات الاعجاب مقدرتش تخفيها، كانت عينيها متسعة بإنبهار، بصلها بتريقة وقال_الظاهر إن ملكتنا عندها خياشيم!
لوهلة استدركت نفسها على نبرة صوته اللي مليانة تريقة، فكتفت إيديها وهي بتقول بكبرياء_مش هتقدر تخلص مني بسهولة
كان بينا اتفاق وأنتَ بدأت بالغدر، يبقى الاتفاق ملغي!
متجيش تلومني بعد كده..
رفع حاجبه بإعجاب من جرئتها، جه الحارس في الوقت ده بعد ما مدله إيده، فحطله فيه قميصه، لبسه من غير ما يقفل أزراره وقال بتسلية_حلو
حيث كده أبدأ أخطط من دلوقتي بنهاية تليق بيكي!
قربت منه وهي لسة مربعة إيديها، بصت في عيونه الحادة مباشرة وقالت_أعلى ما في خيلك اركبه يا أبو ملاية
بعدت عنه وهي بتتكلم بتهديد_وبعدين اعمل حسابك إني مهمة عند الملك، فياريت تحترم ضيوفك بدل ما احكي للملك إنك هربتني امبارح وكمان حاولت تقتلني!
جز على أسنانه بغيظ، أما هي فابتسمت باستهزاء وسابته ودخلت لجوا، تحت انظار قائد الحرس اللي كان بيراقبهم من على بُعد..
اتجه بيها لمكان مجلس الملك، شاورلها تفضل هنا ودخل وانحنى باحترام وهو بيقول_جلالة الملك، أ.....
قاطع كلامه دخول ضي وهي بتقول باستهزاء_أنا جـيت!
رمت بنظراتها على قائد الحرس باستهزاء وقالت_عندي لسان أتكلم، متتعبش نفسك أنتَ
بصلها قائد الحرس بغيظ، دخل في الوقت ده بدر وراهم وراح وقف قدام الحيطة وسند ضهره عليها، فبصتله بطرف عينها بنظرات ذات مغزى وبعدين وجهت انظارها للملك اللي قام واتجه ناحيتها وهو بيقول_خالفتي أوامر الملك
قولتلك هتفضلي هنا لحد ما أذنلك وبرضه هربتي!
رفعت كتفها وقالت بتريقة_ما هو معلش متستناش مني أفضل هنا بعد ما ترميني في أوضة ضلمة مليانة لوح وموقفلي اتنين على الباب ماسكين سيوف!
ابتسم بحنين وهو بيتأمل انفعالها، كإن عقيق هي اللي قدامه، تعابير وشها، نبرة صوتها، نسخة تشبهها تمامًا!
هز راسه بتفهم، مكانش عايز يبني خلاف بينهم لحد ما يوصل للي هو عايزه، فقرب منها وهو بيقول_تعرفي عقيق منين؟
ردت بتلقائية_جدة أم جدتي
بصلها الملك برفعة حاجب فحست هي بسخافة اللي قالته وإنه من المستحيل يتصدق فقالت_جدة جدتي؟
أم جدتي،
ممكن جدتي،
خالة أمي،
كانوا بيبصولها ببلاهة وكإن اللي قدامهم مخبولة، فزفرت بنفاذ صبر وهي بتقول بابتسامة سخيفة_المهم إنها قريبتي وخلاص متدخلنيش في تفاصيل دلوقتي!
هز بدر راسه في الوقت ده بقلة حيلة، وكإنه بيقول مفيش فايدة، أما هي ففضلت واقفة بتنقل نظراتها عليهم وهي شايفة بصاتهم ليها، لحد ما ثبتت على الملك وهي بتبتسم باتساع وبتميل براسها وبتقنع نفسها إنها متجريش منهم دلوقتي بعد ما وقعت نفسها في مأزق...
يتبع....
عقيق_إل_دورادو
الحلقة الخامسة
كانت واقفة بتنقل نظراتها عليهم بإرتباك، بعد ما الملك رجع قعد مكانه لما لقى نفسه مش مستفيد منها بمعلومة تقدر توصله لعقيق، وسمعته وهو بيؤمر واحد من الحراس يروح يجيب واحد اسمه سلطان!
حست لوهلة إنها ندمت برجوعها للعالم ده، بتشتم نفسها ميت مرة على تهورها وفضولها اللي بيوقعها دايمًا في مشاكل، بصلها الملك بقوة وقال_مش هتقولي عقيق فين برضه؟
ربعت إيديها وهي بتقول بضيق_ما أنا لما بقولك الله يرحمها بتتعصب عليا، أقولك إيه يعني؟!
خبط الملك الصولجان اللي في إيده على الأرض بعصبية، مش قادر يقتنع إن عقيق مبقتش موجودة، فرجع قال_الانكار مش هيفيدك بل بالعكس هييجي بنتايج عكسية عليكي
اعترفي!
شاورت ضي بإيديها وهي بتقول بتريقة_ما لما قولتلك تبقى جدة أم جدتي مصدقتنيش برضه
اتعصب الملك أكتر وقام وقف ونزل من على عرشه، انكمشت ضي في نفسها بخوف وهي شايفة الغضب باين عليه، بلعت ريقها بتوتر وهي بتتابع خطواته بقلق، لحد ما وقف قدامها وقال_عايزة تقنعيني إن عقيق بالعمر ده؟
لا وكمان أنتِ حفيدتها؟
عقيق مستحيل تتجوز غيري
مستحيل قلبها ينبض لحد غيري!
دورت ضي وشها وهمست بسخرية_أومال لو اتأكد إنها اتجوزت وخلفت وولادها خلفوا وولاد ولادها خلفوا وولاد ولاد ولادها خلفوا هيعمل إيه!
خبط مرة تانية بالصولجان جمبها فاتنفضت واتعدلت وهي بتبصله بخوف، ضيق عينيه وهو بيقول_عامةً
الكاهن هو اللي هيحسم الأمر
رددت ضي بسأم_إيه جو الدجل ده بقى هي ناقصة عفرتة أكتر من العفرتة اللي أنا فيها!
اتفتح الباب في الوقت ده، اتعدل الملك وهو بيبص بلهفة للحارس اللي دخل وانحنى وهو بيقول_مولاي
الكاهن برا منتظر أمرك
_دخله مستني إيه!
قالها الملك بتلهف، فانحنى الحارس ورجع وبعد ثواني قليلة دخل شخص مرتدي عباءة مغطى راسه ووشه بالطاقية الخاصة بيها، كان ناكس وشه في الأرض فمش ظاهر منه حاجة، أحدب الضهر، ماسك في إيده عصاية من الخشب واقف على مقدمتها
ضفدعة!
ضيقت ضي عينيها باستغراب وهي شايفة إن الضفدعة اللي شكلها مريب مش لايقة تمامًا على هالة الرعب اللي حواليه
قرب الكاهن منهم من غير ما يبان حاجة من ملامحه، لحد ما وقف عند ضي، رفع وشه مرة واحدة ليها فانتفضت بخضة وتراجعت لورا، كان عجوز كإنه عايش بقاله قرون، عينيه الواسعة المريبة، حواجبه البيضا الخفيفة، والتجاعيد اللي مالية وشه من العجز، أول ما وقعت عينه عليها وعلى السلسلة اللي في رقبتها اتوسعت عيونه وقال بإنبهار_مُدهش!
اتحرك وبقى يلف حواليها ببطء تحت انظار بدر اللي كان متعجب من اللي بيحصل، أما ضي فكانت بتبلع ريقها بتوتر، وقف مرة واحدة ومد إيده مسك الحجر اللي في السلسلة اللي على رقبتها، وقال بغموض_أخيرًا جيتي بإرادتك يا
ضي القمر!
اتنفض بدر في اللحظة دي زي الملسوع وهو حاسس بالصدمة، وردد بعد استيعاب_لحظة!
ضي إيه؟!
اتلفت ليه الكاهن وهو باصصله بابتسامة ذات مغزى وهو بيراقب علامات الدهشة اللي ظهرت على بدر، كأنه هو الوحيد اللي عارف السبب لصدمته، كانت ضي مركزة مع الضفدعة الغريبة اللي بصالها وبترمش بمنتهى البرود وكإنها بتستهزأ بيها، فمدت إيديها بفضول قاصدة تلمسها تشوفها حقيقية ولا لعبة متحركة، اتلفت ليها الكاهن فجأة وهو بيبعد العصاية عنها وبيقول بنبرة مرعبة_قبل ما تحاولي تلمسيها خليني اقولك إيه هيحصلك
أولًا هتحسي بكهرباء في إيديك
ثانيًا هينشف الدم من أطرافك وصولًا لكل عروقك، وبنفس الوقت يبتدي جسمك يتملي بفقاقيع شكلها مقرف
لحد ما تلاقي نفسك ابتديتي تحسي بالاختناق من تأثير السم
وبعدين
بووووم
ضي القمر بقت مجرد ذكرى
بصتله بتعجب وهي منكمشة على نفسها بخوف، فمد العصاية ليها وهو بيقول باستهزاء_تحبي تلمسيها؟
ضمت ضي إيديها لصدرها برعب وقالت_لأ
شكرًا
_رد متوقع
قالها الكاهن ببساطة وهو بيرجع العصاية مكانها تاني، هنا حس الملك بنفاذ صبره، فوجه كلامه للكاهن بعصبية_مش وقته استعراضات دلوقتي
أنتَ عارف كويس أنا جايبك هنا ليه!
اتجه الكاهن ناحية الملك وبقى يلف حواليه وهو بيقول ببساطة_جلالة الملك
لا لا لا
بلاش عصبية
العصبية مش حلوة عليك
اتنرفز الملك في الوقت ده وصرخ في وشه _سلطان!
اتراجع الكاهن في الوقت ده وهو بيبلع ريقه بقلق لما عرف إنه أشعل الفتيل في الملك، ورجع وقف جمب ضي وهو بيقول_طيب، طيب، طيب
من غير غضب!
اتوجهت نظراته لضي وهو بيقول_ضي القمر!
النبوءة بتتحقق!
عقدت حواجبها بتعجب وقالت_معلش أنتَ عرفت اسمي منين؟
قرب بوشه منها فاتراجعت لورا وهي حاسة بالاشمئزاز من رائحة أنفاسه الكريهة، أما هو فابتسم وقال_مفيش حاجة بتخفى عني
عن الكاهن الأعظم سلطان!
ردت بسخرية_دجال يعني
عبست ملامحه وهو بيقول_كاهن
_دجال
_كاهن
شددت على الحروف باستفزاز_دجــال
_كـ.....
_اخرسوا أنتم الاتنـين!
اتنفضوا هما الاتنين على صوت الملك اللي كان جاب أخره وكان بيتنفس بصوت عالي من العصبية، وجه نظره للكاهن وشاورله بتهديد_لو متكلمتش دلوقتي هخليك أنتَ وضفدعتك دي وجبة للأسود النهاردة!
اصدرت الضفدعة صوت غريب معترض وهي بتبص للملك بغضب، فبلع الكاهن ريقة واتكلم بسرعة_النبوءة يا مولاي
السلسلة بتلاقي صاحبتها
وصاحبتها بتكون الملكة المنتظرة
ووقع الإختيار على ضي القمر!
هنا اتكلمت ضي باستنكار_لحظة..
إيه؟!
مدالهاش اهتمام، بل اتكلم الملك وقال_وليه شبه عقيق بالضبط
قال الكاهن بنبرة حزينة وهو بيأدي حركات درامية_آه عقيق
الملكة المختفية
كسرتي قلب الملك بغيابك!
_سلطان!
قالها الملك بنفاذ صبر، فاتكلم سلطان بسرعة_من نفس النسل يا مولاي
ضي القمر بتحمل دم عقيق
وسبب اختيار السلسلة ليها هو ده، الشبه ده مش صدفة بتاتًا
سحر السلسلة عارف كويس هو بيعمل إيه
جت ضي القمر
عشان تعوض كسر عقيق للنبوءة..
عقدت ضي بين حواجبها وهي بتقول_إيه العبث اللي أنا بسمعه ده!
لاح الحزن على وجه الملك بعد ما حس إن أمله بيتبدد، وقال_يعني عقيق مش هترجع؟
ابتسم الكاهن وهو بيقول بغموض_عقيق اختارت اصلها، اختارت الناس والمكان اللي يشبهها
الدور باقي على إختيار ضي القمر
هل هتختار المكان اللي يشبهها، ولا المكان اللي مكانتش تتخيل تكون فيه!
بصتله ضي وهي عارفة مقصد كلامه، حست لوهلة إنها فهمت، جدتها عقيق مقرتش تخاطر إنها تفضل هنا
يمكن كان حواليها ناس بيحبوها في عالمها الأصل
أم وأب
أهل حواليها
فقررت تضحي بحبها المزعوم في سبيل الناس اللي بيحبوها!
كان الكاهن بيتأملها وعلى وشه ابتسامة مليانة مكر، كإنه كان عارف اللي بيدور في بالها دلوقتي، كلامه رغم إن المعظم مفهمهوش إلا إنه بيخرج بحذر، كل كلمة كانت مقصودة بمعنى مفهوم بالنسبة للشخص المعني
غمض الملك عينه بألم، حلمه طول السنين دي في إنه يشوف عقيق بيتبدد، الظاهر إن حكايتهم منتهية من زمان وهو اللي كان متمسك بأمل واهي بس، مجرد ما شاف ضي القمر خلاه رجع لسنين ورا من أول يوم شافها فيه، ولكن هتفضل هي ضي القمر مش عقيق، رغم الشبه الكبير بينهم لكن واضح الاختلاف في الجوهر فيه!
فتح عينه وهو بيتنهد بقلة حيلة، وشاور براسه لقائد الحرس، اللي جه بسرعة وانحنى ليه، فقال الملك_خدوا ضي القمر ترتاح
شاورلها قائد الحرس تتحرك ولكنها قاومت وهي بتقول_لحظة
مش همشي معاه غير بشرط!
بصلها قائد الحرس والملك بدهشة، أما الكاهن كان بيبتسم باتساع وهو شايف جرئتها قدامه، خبط الملك بصولجانه وهو بيقول بحدة_وصلت الجرأة إنك تتشرطي على الملك!
ربعت ضي القمر إيديها ورفعت راسها بكبرياء وهي بتقول_عشان دي مش حاجة تعجيزية
أنا عايزة حريتي!
ضيق الملك عينه وهو بيقول_بمعنى؟
قربت منه ضي بقوة غريبة اتملكتها، وبصت في عينه وهي بتقول_يعني لو حبستني في أوضة ضلمة ووقفت عليا حراس ماسكين سيوف صدقني ههرب ومش هتشوفوا وشي تاني أبدًا
الأوضة هتفضل مفتوحة، أخرج واتمشي براحتي
حتى أخرج اتفرج على المملكة براحتي برضه
مش هقبل بمعاملة السجينة أبدًا!
بصلها الملك في عينيها مباشرة، كانت عينيها بتلمع بجرأة رهيبة، جرأة شافها في عيون عقيق بس، ملقاش نفسه غير وهو بيكلم قائد الحرس من غير ما يحيد بنظره عنها_نفذ للملكة المنتظرة اللي عايزاه
استنكرت بتعجب_إيه؟
ملكة مين؟!
ولكن كان التفت وهو بيديها ضهره ورجع قعد على عرشه، أما الكاهن فهلل بفرحة بعد ما كان بيتابع اللي بيدور بينهم بتمعن_مدهش
رائع
أنا مش مصدق اللي شايفة
_اخرس يا سلطان
قالها الملك بغضب فانحنى بسرعة من غير ما يتكلم بخوف، كانت ضي لسة عينيها على الملك بدهشة، هل بالفعل هيصدقوا النبوءة وهيعتبروها الملكة؟
مدهش فعلًا مكدبش الكاهن!
اتجه قائد الحرس ليها وهو بيقول باحترام_اتفضلي يا مولاتي، هرافقك لجناحك
هزت راسها بقلة حيلة، هي لسة مقتنعة إنهم كلهم مجانين، ولكن هتساير الأمر لحد ما تعرف نهاية الموضوع ده إيه، اتجهت معاه بالفعل، كان سايبها ماشية قدامه وهو وراها باحترام، وقعت بنظرها على بدر اللي كان واقف متجمد وهو ضامم قبضة إيده الاتنين ونظراته الغامضة ثابتة عليها، اتأملته من فوق لتحت، سرعان ما اتبدلت نظراتها لاستهزاء، رفعت مناخيرها بغرور بعد ما حادت بنظرها عنه، واتجهت بخطوات واثقة لبرا كإنها بتقل منه وده سببله غضب شديد من القدر اللي مُصر يعانده..
اتجهت نظرات بدر للملك، أما الكاهن فحس إن الوضع مشتعل بينهم، فقرر يتسحب لبرا من غير ما حد يشوفه، ولكن اتجمد على صوت الملك وهو بيقول_لينا لقاء تاني يا سلطان
انحنى بسرعة وهو بيقول_تحت أمرك يا مولاي
وخرج لبرا وهو بيجري بأقصى سرعة متليقش على سنة أو هيئته
بعد ما لقى بدر إن مفيش غيره موجود، اتحرك بخطوات بطيئة لحد ما وصل قدام الملك، رفع راسه ليه وقال بجمود_أنتَ مصدق اللي سلطان قاله ده؟
رد الملك ببرود_سلطان مبيكدبش
حرك بدر إيده بنفاذ صبر وهو بيقول_بحقك يا مولاي!
مين بيصدق دلوقتي في موضوع النبوءات ده
كله تخاريف من وحي خيال كاهن عقله باظ!
بصله الملك بقوة وقال_سلطان اتنبأ بوجود عقيق، ودلوقتي اتنبأ بضي القمر
والشبه اللي بين ضي القمر وعقيق؟
ودم عقيق اللي بتحمله ضي القمر
تفتكر كل ده صدفة!
ربع بدر دراعه المعضل وهو بيقول بابتسامة هازئة_عايز تقول يعني إنك هتتجوز ضي القمر على الملكة زمرد؟
هتتجوز بنت في ربع عمرك تقريبًا تحت مسمى بنحقق النبوءة؟
ابتسم الملك وهو بيبص لبدر بقوة وقال_تؤ
نبوئتي اتكسرت من وقت اختفاء عقيق
النبوءة دي تخص الملكة المنتظرة
حس بدر باللي بيلمح ليه، ففك إيده وهو بيقرب ببطء وبيقول بحذر_تقصد إيه يا مولاي؟
بادله الملك بنظرات قوية، وكإنه بيقوله إن اللي في دماغك صح، فاتجمد بدر تمامًا وشرد في الفراغ من قدامه....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت واقفة في نص الجناح اللي جهزوه ليها وهي بتتأمله بإنبهار، كان جناح غير اللي حبسها فيه، فراش وثير متغطي بملايات باللون النبيتي، ده غير تصميم السرير نفسه اللي معمول بالدهب، قربت منه وهي بتتلمسه وبتقول بإنبهار_عندهم كمية دهب كفيلة تخلي كل واحد من ال ٧ مليار بني أدم ملياردير!
يارب نص عيشتكم!
بعدت عن السرير واتأملت باقي الأوضة، خزانة تشبه الانتيك بتصميم راقي وكبيرة، ومراية بيضاوية كبيرة حوافها مطلية بالدهب برضه، أريكة عريضة مزينة بالأحجار الكريمة، ده غير السجاد الفخم، حست إنها بتعيش أجواء المسلسلات اللي كانت بتتابعها، ولكن معايشة الوضع غير ما كانت بتشوفه، كل حاجة مبهرة حواليها!
اتحركت ناحية البلكونة اللي كانت في الأوضة، فتحت بابها وخرجت، كانت على شكل نص دائرة، بتطل على الحدائق اللي ورا القصر، ولكن في دور عالي لو وقعت منه هتتفتت حرفيًا
طبيعة القصر معمول على مكان يشبه التلة، فكل جزء فيه عالي بحيث يقدروا منه يشوفوا كل المملكة
اتلفتت لما سمعت خبط على باب جناحها، اتفتح الباب ودخلت بنت لابسة فستان زي بقيت اللي شافتهم في القصر، انحنت ليها وهي بتقول_مولاتي
جلالة الملك أمرنا نبدل ملابسك بتانية تليق بجنابك
بصت للفستان العصري اللي كانت لابساه بتعجب، دي اتعمدت إنها تلبسه قبل ما تنام عشان يليق بالمكان، بصتلها بتعجب وقالت_وماله فستاني؟
بصتلها البنت بتردد، وانكمشت معالم وشها وهي بتحاول تلاقي كلمة مناسبة لحد ما قالت_آآآآ
يعني
غريب!
زفرت ضي أنفاسها وهي بتقلب عينيها بملل وردت_طيب
شاورت البنت لحد برا، فدخلت مجموعة من البنات وهما بيجروا عارضة طويلة من الخشب متعلق فيها فساتين بأشكال مختلفة، اتوسعت عيون ضي بدهشة وهي شايفة المشهد اللي قدامها، حاجات مكانتش تحصل إلا في خيالها!
فضلت البنت تنقي من الفساتين لحد ما طلعت واحد باللون النبيتي الممزوج بالرصاصي واللي كان منقوش بورود سوداء، قربته منها وهي بتحطه جنبها وبتقول_ده هيليق على لون بشرتك يا مولاتي
اتأملت الفستان بإنبهار، لدرجة إنها سلمت نفسها ليهم، ساعدوها في لبس الفستان اللي كان تقيل بطريقة غريبة، صففولها شعرها بعناية وسابوه مفرود على ضهرها، وزينوا راسها بتاج صغير بيتدلى منه طرحة شفافة على ضهرها
وقفت تتأمل نفسها بإنهبار قصاد المراية، طلة ملوكي خرافية، كانت البنت واقفة وراها وهي بتقول_طالعة مبهرة يا مولاتي!
كانت عينيها بتلمع بإعجاب واضح، لفت حوالين نفسها وهي بترفع الفستان التقيل، لوهلة حست إن الحياة هنا عاجباها
رغم غرابة الوضع ولكن حبت الموضوع!
دقايق ولقتهم داخلين ليها بصواني مرصوص عليها أكل، في حين اتكلمت البنت_جلالة الملك وصانا نهتم بيكي من ناحية كل حاجة
ابتسمتلها بفرحة وقعدت علشان تبدأ بالأكل، بالفعل هي حست بالجوع بعد الوقت ده كله في التجول من غير أكل.
وبعد مدة لقت نفسها لوحدها في الأوضة، قاعدة على سريرها بتتأمل المجوهرات اللي جابوهالها، كانت بتتأمل في الأساور والخواتم اللي مرصعة بالأحجار الكريمة وهي بتقول_لو خدت حاجة من دول وفكرت ابيعها هتخليني ولا نجيب ساويرس!
رفعت دماغها بتفكير وكملت_ولا أخدهم كلهم وافتح محل مجوهرات في البلد؟
قاطع تفكيرها في الوقت ده خبط على الباب، أذنت ليهم بالدخول، فدخلت واحدة من البنات ولكن مختلفة عن اللي كانوا عندها، انحنت باحترام وقالت_مولاتي
سمو الأمير بدر مستنيكي في الساحة
عقدت حواجبها بتعجب، الاسم ده اول مرة تقريبًا يتقال قدامها، فسألت بجهل_مين بدر ده؟
اتوسعت عينيها بدهشة وقالت_قصدك المتعجرف أبو ملاية؟!
بصتلها البنت باستغراب وهي بتهز راسها بجهل ولكن مكانتش فاهمة اللي هي بتقوله، فتمتمت بتريقة_اسمك بدر!
خسارة فيك الاسم والله ده أنتَ محصلتش نيزك!
رفعت عينيها للبنت اللي كانت مستنياها وهي مش فاهمة اللي بتقوله، فاتعدلت وهي بتقول بغرور_قوليله مش جاية
وأنا إيش ضمني إنه مش هيقتلني ويدفني في قلب الساحة دي!
وبعد مرور دقايق
اتجهت لتحت مع البنت وهي بتلعن نفسها على فضولها اللي هيوديها في داهية قريب، وقفت قبل ما تخرج للساحة ومالت للبنت وهي بتقول_بصي
عايزة ييجي تلات اربع حراس كده ييجوا يقفوا من بعيد يراقبوا اللي هيحصل
لو قتلني يروحوا يقولوا للملك بسرعة
بصتلها البنت بتعجب ولكن هزت راسها بالايجاب عشان متنالش من غضبها، فهي بالنسبالها الملكة المنتظرة
اتجهت لبرا ولكن وقفت وهي بتبص للبنت بتعجب وبتقول_مش هتيجي؟
ردت البنت من غير ما ترفع راسها_مش هقدر يا مولاتي، سمو الأمير قالي أوصلك بس
رفعت كتفها بعدم اهتمام واتجهت للمكان اللي اتقالها عليه، كان ساحة فاضية متحاوطة بسور، بصت حواليها في المكان اللي كان خالي من أي حد باستغراب، حتى المكان كان شبه ضلمة إلا من ضوء القمر، اتلفتت بسرعة لما سمعت صوت خطوات من وراها، سرعان ما اتوسعت عينيها بدهشة وبلعت ريقها برعب وهي شايفة بدر بيتجه ناحيتها بنظرات قاتمة وفي إيده سيف!...
يتبع....
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق