رواية نيران نجع الهوى الفصل العاشر 10الجزء الثانى بقلم هدير دودو
رواية نيران نجع الهوى الفصل العاشر 10الجزء الثانى بقلم هدير دودو
#الفصل_العاشر "الجزء الثاني"
#نيران_نجع_الهوى
#هدير_دودو
❈-❈-❈
" قيل أن العشق قاسٍ
فعلمت بعدما أصبحتُ عاشقًا لها"
في الغرفة الخاصة بعمران..
جلس يفكر في حديثها مقارنة بحديث والدته وعمته المتناقض تمامًا، لازال لم يصدق أنها كاذبة بالرغم من أن كل شيء يؤكد ذلك، لكنه يثق بها، يثق بحديثها ثقة عمياء، لكن كيف؟! يعلم بالطبع أن هناك شئ مفقود في الأمر، هناك شي يخفي الحقيقة لكنه يحاول السيطرة على ذاته والتفكير بتعقل حتى لا يندفع منطلقًا خلف مشاعره المتيمة بها، يحاول الاعتدال في تفكيره بحكمة كما اعتاد محاولًا بصعوبة بالغة أن يتجاهل هواه بها حتى يستطيع فعلها.!
شعرت بالضيق من صمته ظنًا منها أنه يكذبها، لكنها قررت ألا تصمت فكيف لذات الحق أن تصمت وتتنازل عنه بتلك الطريقة الماكرة منهم، جلست على عقبيها أمامه متسائلة بنبرة خافتة:
- أنت مصدجني ولا لاه يا عمران؟
تتطلع داخل عينيه للمرة الأولى متمنية أن تصل إلى الحقيقة، لا تعلم لماذا لم ترَ ذلك السواد القاتم الذي تبغضه داخل عينيه، تجد وميض آخر لم تفهمه لكن الغضب لازال يسيطر عليه، أمسكت كفه بين يديها وعادت حديثها مرة أخرى:
- جولي مصدج حديتي ولا كيف ما جالولك؟
سحب كفه من بين يديها مغمغمًا بجدية هاربًا من نظراتها، للمرة الأولى هو مَن يقوم بالابتعاد عنها حتى يستطيع التفكير مثلما يريد تاركًا مشاعره التي تدفعه لتصديقها والاقتراب منها ليضمها داخل حضنه ويقتل ذلك مَن تجرأ واقترب من زوجته:
- نتحدت بعدين مش دلوك يا عهد.
علمت أنه لم يصدق حديثها فنهضت من أمامه توليه ظهرها متمسكة بدموعها بقوة حتى لا تظهر ضعفها أمامه وغمغمت بحدة وحزم:
- مش هسكت أني معكدبش لچل ما اسكت، أني عيني جوية عشان على حج، هما اللي عيداروا على بعض عشان تهمله وفالاخر ممصدجنيش وأني من ميتى عكدب عليك ولا على غيرك يا سي عمران.
هب واقفًا قبض فوق ذراعها يديرها أمامه مغمغمًا بحدة ضارية والغضب يعلو قسمات وجهه وعروقه البارزة المتتفخة:
- جولتلك اكتمي دلوك.
وقفت ترمقه بضيق وغمغمت بقوة وهي تتطلع داخل عينيه المتوهجة بغضب:
- وأني رايدة حجي من كَبير النچع مش چوزي طالما هو ممصدجنيش.
دفعها فوق الفراش وصدره يعلو ويهبط بصوت مرتفع، وازداد غضبه بعد حديثها ليرد عليها بجدية حازمة:
- حجك هيرچع مفيش حد إهنيه مبرچعش حجه بلاش حديت دلوك جولتلك وچوزك معيكدبكيش يا عهد.
رمقته بعينين تائهة وحركت رأسها أمامًا في صمت لا تعلم حقيقة طباعه تارة هادئ وتارة غاضب تارة قاسٍ يجعلها تبغضه وتارة حنون لا تعلم مَن هو بين كل ذلك، لكنها اليوم تشعر بالظلم لأول مرة كانت تنتظر رد فعل غير ذلك لكن ماذا يفعل؟! حاولت أن تفكر باعتدال قليلًا ماذا سيفعل هو إلى الآن لم يكذبها لكنه لم يكذب عائلته أيضًا، صدر عنها تنهيدة حارة تعبر عما بداخلها، واعتدلت فوق الفراش محاولة أن تغفو لتهرب من كل ما حدث لها اليوم أغمضت عينيها بقوة حتى لا تفكر في شيء مما حدث..
جلس بجانبها هو الآخر متطلع نحوها يتأمل ملامحها وهي نائمة يقسم أنه في حياته لم يرَ مثلها، ابتسم بسعادة وقد شرد ذهنه في ملامحها لكن هُناك ما يؤلم قلبه يعلم أنها تبغضه تعيش معه عنوة ومع أول فرصة تسمح لها بتركه ستفعلها دون تردد...حاول أن يترك الأمر ويفكر فيما حدث اليوم يحاول أن يصل للحقيقة لا يعلم مَن الظالم ومَن المظلوم كيف سيعاقب الظالم دون دليل واضح، قلبه يصدق حديثها لكن الحقيقة والأمر يبدو عكس ذلك تمامًا...
❈-❈-❈
ولجت نعمة بصحبة زوجها المنزل المكون من طابق واحد لم يبتعد عن المنزل الرئيسي كثيرًا وأشارت للعاملة مغمغمة بجدية:
- هملي الحاچة دلوك ومن صباحية ربنا تاچي إنتي وبدرية تخليه بيبرق كيف السرايا.
نفذت صفية ما تريده وتركت اشياءها وأجابتها باحترام:
- من عينيا التنين يا ست نعمة.
سارت نحو الخارج بعدما نفذت ما طلبته منها، وأغلقت الباب خلفها، تطلعت هي نحو زوجها بشراسة وأعين تلتمع بالغضب وسألته بتهكم ساخرة:
- عاچبك اللي حُصل عاد من تحت راسك؟
ازدردر ريقه بتوتر محاولًا أن يجد طريقة للهروب من ذلك المأزق مدعي عدم الفهم:
- وأني عِملت إيه، ده عمران هو اللي عمل إكده عشان يرضي مرته.
اعتلت ضحكاتها باستهزاء واقتربت منه مغمغمة بمكر وحدة:
- لاه بجولك إيه أني مش عيلة جدامك لچل ما تجولي إكده، الحديت الماسخ ده أني جولته لعمران عشان يهملك، أنت اتچنيت وجربت للبت ديه وبعدها چيتني أني وفهيمة، أني كنت خابرة أن چيتك موراهاش خير، واللي حسِبته لجيته.
هرب من نظراتها مغمغمًا بارتباك:
- مكنتش واعي للي عملته وجولت أنها عتخاف ومعتجولوش، وبعدين مانا عملت الصُح وچيتلك بعديها وأمه نفسيها جالتله إكده.
لوت فمها بسخرية مغمغمة بحدة صارمة:
- بجولك إيه اعدل حالك اديك شايف بسبب عملتك المجندلة مبجيناش في السرايا أني هحاول مع فَهيمة عشان نرچع تاني وتلين دماغ عمران، بس لازمن تتعدل وياني يابِت الحوامدية في السرايا والعيلة كُمان.
توجهت نحو الغرفة بغضب تفكر في حيلة ماكرة حتى تتخلص من عهد كما تريد، فلأول مرة تشعر بالهزيمة أمامها بسبب فعلة زوجها الحمقاء تعلم أن عمران إلى الآن وبالرغم من حديثها وحديث والدته الذي يؤكد كذبها لكنه لم يكذبها لذلك طردها هي وزوجها من منزل عائلة الجبالي، فلذلك لن تجعل الأمر يمرئ على خير ستعيد حقها مرة أخرى..
❈-❈-❈
بعد مرور يومين...
كانت نعمة تجلس مع فهيمة كل منهما يفكر في مكيدة لتلك المسكينة التي لم تذنب ولم تفعل شيء سيء لأي منهما لكن خطأها الوحيد كان عشقها لـ حسن الجبالي الذي دفعها للتضحية بذاتها دون تفكير في حالها ألقت ذاتها سجينة لعمران ليفعل معها ما يشاء كالدمية، تزوجها دون موافقتها، سلب منها حريتها في تعبيرها عن رأيها هي فعلت كل ذلك لأجل شقيقه في النهاية يراها الجميع مذنبة من أي جهة يرون؟! قلوبهم مغشية وعقلهم في غفلة وإلى الآن هي لم تؤذِ أحد منهم بل هي من يقع عليها الأذى يالها تلك الحياة من قاسية عليها بالرغم من كل ذلك لم تكتفِ إلى الآن!! ماذا ستفعل بها الحياة بعدما سقطت فريسة لبراثنها دون رحمة..
غمغمت نعمة متسائلة بمكر بعدما أنهت حديثها:
- إيه ياخيتيّ جولتي إيه في اللي بجوله.
التقطت فهيمة أنفاسها بصعداء تفكر بتمعن ثم أجابتها بجدية وثقة:
- ماشي موافجة بس سيرتي متچيش في الحوار كلياته من اللول أني مرايداش عمران يخرچ برة طوعي لو عرف حاچة.
اومأت نعمة برأسها أمامًا مؤكدة على حديثها بمكر:
- لاه ياخيتيّ محدش يجدر يچيب سيرتك واصل.
أنهت حديثها بابتسامة شيطانية تزين ثغرها تعكس مدى تفكيرها الواسع وغضبها الكبير من عهد الذي يقودها للثأر منها..
كانت عهد في اليومين اللذان مضوا تتجاهل وجود عمران، تفعل ما يريده دون أن يطلب منها حتى لا تختلط معه ويتحدث معها، أحضرت ثيابه مثلما طلب منها وضعتها فوق الفراش، ألقى نظرة سريعة متفصحة لها وسألها بهدوء وهو يقف خلفها مباشرة:
- لحد ميتى عتفضلي إكده؟
قبل أن تبتعد عنه وجدته يلف ذراعه خول خصرها يجذبها منه حتى التصقت بصدره تفاجأت من اقترابه المباغت، وأنفاسه التي تلفح وجهها فاغمضت عينيها باستسلام لعدة لحظات، ثم غمغمت بتوتر محاولة الإبتعاد عنه:
- أ... أني عِملت ايه، بعمل كل اللي رايده أهو ومعتحدتش واصل.
شدد من قبضته حول خصرها وأردف بسخرية وعينيه معلقة نحو شفتيها:
- كنك عاچبك اللي عيحصل بيناتنا ما بكفياكي عاد.
علمت مغزي حديثه فحاولت دفعه بتوتر ورعشة قوية أصابت جسدها أسفل يديه، مغمغمة بتوتر وخوف قبض فوق قلبها:
- بـعد عني يا عمران بزياداك أنت، أني معملتش حاچة أنت اللي مرچعتليش حجي لحد دلوك وأني ساكتة كيف ما جولت.
أطبق شفتيه فوق خاصتها ذات الملمس الناعم، لينال من مذاق اقترابها الذي يجعله يفقد سيطرته على ذاته، لكنه وجد منها استسلام تام للمرة الأولى وكأنها هي الأخرى لم تستطع مقاومة سحره لعينيها، همس داخل أذنيها بنبرة خافتة:
- وأني خليته يهمل السرايا إهنيه ويجعد كيف اللاغراب لچل عيون مين إياك، أني معهملش حج مرتي، الله في سماه اتوكد بس أنه عِمل إكده صُح وأكون جابض روحه بيدّي.
تطلعت داخل عينيه للمرة الأولى عن قرب على عكس عادتها فقد كانت دومًا تهاب النظر إليه عندما يقترب منها، وتمتمت تسأله بنبرة هامسة بخفوت:
- يعني عتكدبني أهو كيف ما عيجولوا؟
بدا الإستنكار فوق قسمات وجهه وأجابها بدهشة وهو يعيد التقاط شفتيها مرة أخرى ويده تتحسس جسدها بشغف كأنه يخبرها أنه يحتاجها ويحتاج أن ينعم باقترابها ودفء حضنها، يخبرها أن تشفق بذاك العاشق المتيم بها بجنون:
- ومين جال إكده يا عهد! أني بس مرايدش أبجى ظالم جدام الكل اتوكد وهجتله.
فهمت لماذا كان غاضب عندما صمت وتركه، علمت القيود المتواجدة حوله التي تجعله يفكر قبل أن يتخذ أي قرار لأنه كبير النجع ويجب أن يكون واثقًا من قراره، أومأت برأسها أمامًا وقد بدت لها الأمور واضحة..لكنها شعرت بسيطرته عليها وقد بدأت تتجاوب معه فنهرت ذاتها مسرعة، ودفعته للخلف بقوة محاولة الإتبعاد عنه مغمغمة بجدية متحاشية النظر داخل عينيه:
- لاه يا عمران هملني مرايداش إكده.
ضغط بقوة أكبر فوق خصرها ألمتها فامتعضت ملامح وجهها وحاول أن يستجمع شتات ذاته حتى يستطيع الإبتعاد عنها، رفع حصاره عنها سامحًا لها بالإبتعاد فابتعدت مسرعة وظلت تلتقط أنفاسها بصعداء محاولة تنظيم نبضات قلبها المتعالية بسرعة، كانت عينيه مثبتة نحوها يرى تغيرات ملامح وجهها التي تختلف تمامًا عما كانت من قبل، أيعقل ما يفكر به صحيح بدأت تتقبل وجوده وأقاربه وستستسلم أمام موجة عشقه الثائرة؟! اسرع يحرك رأسه نافيًا لينهي تفكيره وابتسامة جانبية زينت محياه على هيئتها الخجلة أثر اقترابه..
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع..
كانت عهد تجلس في بهو المنزل تفاجأت بوجود حمدي الذي جلس قبالتها رمقته بضيق ونهضت، لكنه استوقفها بحديثه الماكر:
- راچع من عِند حسن وعيسأل عليكي.
وقفت متصنمة مكانها تلك الحمقاء والتفتت نحوه مسرعة متسألة بلهفة متناسية وضعها وكل شيء آخر شاعرة بدقات قلبها تتسارع وكأنه سيتوقف:
- جالك ايه؟ هو كيفه زين ولا حصُله ايه؟ جلبي واكلني عليه والله.
ابتسم بمكر وأجابها بجدية:
- مهواش زين خالص عيجول أنه رايد يشوفك اتوحشك.
التقطت أنفاسها بصعداء ووقفت تفكر لوهلة كيف ستفعلها وقد آتت صورة عمران زوجها داخل عقلها، حركت رأسها نافية عدة مرات عالمة باستحالة ما يريده خوفًا من قسوة عمران الذي لن يتهاون في خطأ مثل هذا، تمتمت متراجعة بقلق:
- لاه مينفعش كيف يعني، أني دلوك متچوزة.
لم يهتم بحديثها الخائف ليستكمل حديثه بمكر:
- هو بيجول أنه رايد يشوفك لاحسن بعافية شوية.
لم ينتظر ردها سار نحو الخارج خوفًا من عودة عمران بعدما منعه من الإتيان إلى هُنا بسببها..
صعدت عهد تفكر فيما يحدث شاعرة بحيرة كبيرة، قلبها يدفعها للذهاب إليه لكن عقلها يمنعها، يذكرها بعمران وقسوته، يخبرها أنه لن يتهاون في ذلك الشيء بالطبع سيقتلها دون تردد، لكن قلبها يجعلها تفكر في حسن الذي ينتظر قدومها هي فعلت كل ذلك لأجله وفي النهاية ستتركه خوفًا من عمران، حركت رأسها نافية عدة مرات واستطاعت مشاعرها أن تنتصر وتنهي خوفها من زوجها، كل ما تفكر فيه الآن هو حسن وذهابها إليه، هي أيضًا تشعر باشتياقها له متمنية رؤيته مسرعة لتجعل قلبها يشعر بالسعادة لرؤية مَن تحب وملك قلبها على الرغم من زواجها بشقيقه لكنه يظل في قلبها إلى الآن رغمًا عنها، لا تعلم أن كانت ما تفعله خيانة لمَن زوجها الذي تزوجته عنوة أم حبييها المُختار من قلبها؟ لا تعلم مَن تخون منهما لكن في النهاية تعلم أنها أمرأه خـائـنـة..!
❈-❈-❈
في الصباح الباكر...
ما أن ذهب عمران وهي انتهزت تلك الفرصة الذهبية التي آتت إليها وسارت نحو الخارج بعدما هندمت هيئتها ووشاحها تشعر بدقات قلبها تتسارع حتى كاد يتوقف، كلما اقتربت لرؤيته، لا تعلم هي اختارت الصواب أم الخطأ لكنها قررت أن تنسى عمران وكل شئ آخر لم تتذكر سوى حسن وقلبها المتلهف لرؤيته بلوعة حارقة..
وقفت تنتظر قدومه وها قد آتى ورأته كانت تطالعه بلهفة، تطالع هيئته في صمت تطالعه بتمعن ودموعها تسيل فوق وجنتيها بضعف واعتلت شهقاتها عندما رأت هيئته التي تحولت تمامًا لم تصدق أن مَن أمامها هو حسن الجبالي، فقد أصبح أنحف وملامحه شاحبة تملك الحزن منها، تعلم أنه عانى كثيرًا في ذلك المكان وإلى الآن هو يعاني، ازداد بكاؤها وانتحبت بضعف ساقطة أرضًا بانهيار تام..
كان يبادلها نظراتها يلومها ويخبرها أنها المتسببة، نـعـم يؤكد ما يدور داخلها لكنه أسرع متوجه نحوها يساعدها على النهوض من جديد واحتضنها بضراوة مشددًا عليها باشتياق وأردف بعتاب يملأ الحزن طياته:
- هونت عليكي يا عهد، هونت عليكي تكسريني إكده، ليه يا عهد دِه أني عملتلك خدي مداس وجايدلك صوابعي.
تمسكت بثيابه وازداد نحيبها لكنها تدفن وجهها في صدره تجيبه بخفوت وهي تحرك رأسها نافية:
- مجدرش... مجدرش أكسرك دِه أني أموت حالي فداك، روحي وعمري كلياته فداك.
رفع وجهها إليه حتى تتطلع نحوه محاولًا أن يرى الصدق داخل عينيها وسألها بخفوت وأنفاسه تلفح وجهها وهي مستسلمة تمامًا بين يديه لم تبعده مثلما كانت تفعل وقد انتصر اشتياقها ومشاعرها المتلهفة له على عقلها تمامًا:
- أمال اتچوزتيه ليه؟ ده أني روحت فطيس لچلك ومجولتش حاچة، معنديش أهم وأغلى منيكي بس أنتي اللي هملتيني يا عهد، كنك نسيتي كل دِه.
حركت رأسها نافية متمسكة بيده بقوة مستندة برأسها فوق صدره محاولة أن تنعم بحنانه ودفئه:
- أني مجدرش انسى حاچة عِملتها والله ما حد عيملى عينيّ وجلبي غيرك يا حسن، بس أنى عملت إكده بالغصب والجوة والله متظلمنيش عاد، بلاش أنت تظلمني، جلبي متعودش منيك على إكده.
اومأ برأسه أمامًا بقلب أنهكه الحزن والهوى، الاشتياق ولوعته المتأهبة، الفراق وقسوته الضارية، لكن حبها لازال في قلبه كما هو، وجد نفسه يقترب منها بشغف ويقبلها بحنان يطبع ملكيته فوق عنقها ووجنتيها، وهي تتحرك بين يديه محاولة أن تلملم ذاتها بين يديه وتبتعد عنه قبل أن تضعف وفي النهاية نجحت أخيرًا في مقاومة تأثيره الساحر عليها، وقفت أمامه تحرك رأسها نافية بصمت وقد انتهت الدقائق القليلة وسيعود مرة أخرى حبيس بين أربعة جدران والتحقيق في الأمر لازال مستمر... تطلع نحوها بأعين ملتمعة وهي لازالت تبكي لابتعاده عنها من جديد، أردف بحنان شغوف:
- اوعاكي تنسيني يا عهد جلبي ميستحملهاش واصل.
حركت رأسها نافية مغمغمة بخفوت ونبرة مبحوحة من بين بكائها المستمر:
- مجدرش والله ماجدر جلبي معياطوعنيش وعيني معاتشوفش غيرك يا سيد الناس والنچع كلياته.
وقفت تطالع أثره وهو يختفى من أمام عينيها العاشقة له بحزن أنهك فؤادها، وسارت هي الأخرى نحو الخارج بخطوات متعثرة تستند على الحائط والدموع تملأ عينيها لا تجعلها ترى شيء آخر أمامها لكنها تفاجأت بصورته وهيئته أمامها، نـعـم زوجها عمران يقف أمامها الآن يطالعها بنظرات مرعبة جعلت قلبها ينقبض بداخلها.
والعديد من التساؤولات تدور داخل عقلها المنهك، كيف آتى إلى هُنا وعلم بوجودها؟!! ترى نظراته التي احتدت وعادت مخيفة كما كانت من قبل، جسدها يرتجف رعبًا عندما تراه وقلبها مقبوض بقوة شديدة وكأنه سيتوقف، قبض فوق ذراعها بقسوة ضارية، ولم يشعر بذاته سوى وهو يصفعها بقوة كادت أن تسقطها أرضًا لولا ضراوة قبضته حول ذراعها مغمغمًا بحدة قاسية:
- الله في سماه يا عهد لاجتلك بيدّي.
حديثه جعلها تتمنى الموت من عودتها للمنزل حقًا، لكن ليس على يده تعلم أن موتها على يده سيكون أقسى الأشياء على روحها، الخوف جعل قلبها يهوى بداخلها والرعب تملك منها..
❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈
رأيكم يا حبايبي وتوقعاتكم للي هيحصل؟
ادعوا لعهد عشان محتاجه دعواتكم 😂😂
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق