رواية قلبه لا يبالي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر
للكاتبة هدير نور
رواية قلبه لا يبالي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر للكاتبة هدير نور
رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل السادس
بعد مرور ساعه...
كان داغر جالساً بمكتبه الخاص بالقصر يتطلع بشرود إلى الاوراق التي امامه و هو لا يستطيع التركيز في حرفاً واحداً منها فلا يزال عقله منشغلاً باحداث اليوم و بتلك التي تركها باكيه في غرفتها فلا يزال صوت شهقات بكائها المتألمه يتردد داخل رأسه معذباً اياه و لا يعلم لما هو متأثراً بهذا الشكل بها...
فهو لم يهتم بدموع احد من قبل خاصة اذا كانت تلك دموع، دموع امرأه فبالنسبه اليه المرأه دائماً تستعمل دموعها و ضعفها كسلاح للوصول إلى ما ترغب به بسهوله.
لكن دموع داليدا كانت شئ اخر تماماً فهي لم تكن تحاول الوصول إلى شئ بالبكاء وحيده في غرفتها حتى انها لم تكن تعلم بانه لا يزال واقفاً خارج الباب يستمع اليها...
زفر بضيق ملقياً القلم الذي بيده بحده فوق مكتبه قبل ان يتراجع في مقعده إلى الخلف فاركاً عينيه بتعب و قد بدأ يتذكر بداية كل هذا...
تذكر الوعد الذي قطعه لعمه و هو بفراش الموت بان يهتم بكلاً من ابنتيه شهيره و نورا و ان يستمر بالانفاق عليهم حتى بعد وفاته فقد انفق عمه ارثه بالكامل عكس والد داغر الذي استعمل ارثه في انشاء شركه مقاولات كبيره والتي اصبحت على يد داغر مجموعة شركات لا تعد ولاتحصي داخل وخارج مصر بالطبع طمئن عمه بان شهيره و نورا مسئوليته التي لن يتخلي عنها ابداً...
لكن عندما طلب منه عمه بان يتزوج من نورا ابنته حتى يستطيع ان يطمئن عليها. رفض داغر ذلك بشده.
لم يحب ان يتزوج بتلك الطريقه لكن ما ان اشتد المرض بعمه و طلب منه مره اخري ان يتزوج منها لم يتمكن داغر من الرفض هذه المره فقد كان عمه على وشك الموت كما انه فكر بانه سيأتي يوماً ما و يضطر ان يتزوج حتى يصبح له اولاد فلما لا تكون ابنة عمه فقد كانت يتوافر بها جميع مواصفات الزوجه التي يمكن ان يرغب بها. كما انه كان يعلم جيداً انه لن يقع بالحب. فقد كان الحب بالنسبه اليه ليس الا كلمه تافهه يرددها الناس ليبرروا ضعفهم تجاه شخص او شئياً ما...
و بالفعل اصبح الجميع في محيطهم يعلمون ان نورا خطيبته برغم انهم لم يقيموا خطبه بالفعل فقد كانوا ينتظروا انتهائها من سنتها الاخيره في تحضير الماجستير، لكنه كان يصطحبها معه إلى جميع المناسبات الاجتماعيه فاينما ذهب كانت ترافقه، ظلوا على هذا الحال لاكثر من ستة اشهر حتى جاء اليوم الذي اضطر به ان يذهب لرحلة عمل ما لمدة شهرين و حينما عاد انقلب كل شئ...
فور وصوله اخبرته والدته ان نورا قد خُطبت لإحدي المخرجين السينمائين المشهورين، شعر وقتها بغضب عارم لم تشعر بمثله من قبل لكن غضبه هذا لم يكن سببه فقده اياها او خطبتها لغيره بلا كان سببه كبريائه الذي جرح و الوضع المحرج الذي وضعته به و التفافها من خلف ظهره لفعل ذلك.
فاذا كانت اتت و اخبرته بانها لا ترغب الزواج منه كان تركها و زوجها بنفسه إلى من تريد بعد ان يتأكد بالطبع من انه مناسب لها لكنها فضلت ان تطعنه بظهره جاعله منه اضحوكه في مجتمعهم. و عندما حاولت هي و شهيره ان يبرروا فعلتها تلك بسبب شعورها بانه لا يحبها و يتعامل معها كانها امر مسلم بحياته و انها وقعت بحب ذاك المخرج وقتها داغر تعامل ببرود يعاكس الغضب المشتعل به رافضاً اظهار غضبه حتى لا يتم تفسير غضبه هذا بشكل خاطئ من قبلهما، فعلي العكس فان كان صريحاً مع نفسه فلا يمكنه ان ينكر مدي الراحه التي شعر بها عندما انتهت خطبتهم تلك فقد كان يشعر بها دائماً كالسلاسل الذي حول عنقه يخنقه...
و لكن بدأ تصبح خطبتها إلى ذلك المخرج لعنه تلاحقه في كل مكان ففور ذهابه لشركته باليوم التالي اصبح الموظفون يتهامسون فور رؤيتهو همل ينظرون اليه بنظرات ممتلئه بالتعاطف. فقد كانوا يظنون انه حزين و جريح بسبب ترك ابنة عمه له و خطبتها لغيره من وراء ظهره...
لكنه فضل وقتها تجاهل الامر...
لكن تفاقم الوضع في احدي الحفلات التي كان يحضرها بسبب عمله فقد كانت نظرات جميع الحاضرين بالحفل تنصب عليه باهتمام فمنهم من كان بنظر اليه بتعاطف و منهم من بنظر بشماته و فرح بالاضافه إلى تهامسهم الذي كان يصل مما جعله يرغب وقتها في خنق ابنة عنه وخطيبها و اشعال النيران في كل ما يحيطه، فكل هذه الضجه قد تأثر على سير الصفقه الذي يعمل عليها منذ اكثر من سنه فقد كانت تلك الصفقه من اكبر و اهم صفقات حياته و مثل هذه الثرثره حوله قد تضعف موقفه في السوق مما يجعل اطراف الصفقه يرفضون التعامل معه...
ترك الحفل و غادر كبركان ثائر من الغضب وعندما اصر مرتضي الرواي ان يرافقه وافق على مضض.
اتجه داغر إلى احدي النوادي الرياضيه حيث بدأ وقتها ينفث غضبه في لكم احدي الحقائب الرمليه المعلقه...
بينما كان مرتضي واقفاً يراقبه بصمت عالماً جيداً ما يعاني منه و ما مر به بالحفل...
ظل داغر يتلاكم مع الكيس الرملي حتى تورمت يده و سقط على الارض يجلس بمحاولاً التقاط انفاسه اللاهثه وقتها اقترب منه مرتضي قائلاً.
=عندي حل للي انت فيه...
ليكمل بصوت مرتجف عندما رفع داغر رأسه المتعرق اليه يتطلع اليه باعين تطلق شرارت غاضبه جعلت اطراف مرتضي ترتجف بالخوف لكنه اكمل متنحنحاً
=علشان تقطع كلام الناس ده و ميأثرش عليك في السوق لازم تتجوز، و تتجوز في اسرع وقت كمان...
اردف سريعاً عندما رأي ان داغر يهم بالرفض
=هيبقي جواز صوري طبعاً...
قاطعه داغر بحده لاذعه بينما يقوم بحل الشريط الملفوف حلكول يديه المتورمه.
=جواز صوري، ازاي،؟! عايزني اظلم واحده مالهاش ذنب في الليله دي كلها.
اجابه مرتضي قائلاً سريعاً
=لا طبعاً مش هتظلمها. لانك هتبقي متفق معها على كده و في اخر الجواز تديها مبلغ...
قطب داغر حاجبيه قائلاً و قد بدأ الامر يروقه فقد كانت اهم صفقه في حياته على وشك ان تتدمر
=و مين دي اللي هتقبل بوضع زي ده؟!
اسرع مرتضي قائلاً بلهفه
=داليدا بنت اختي...
ليكمل بارتباك عندما تطلع اليه داغر باعين تمتلئ بالشك.
=علي فكره هي اللي طلبت مني اقترح عليك الحل ده...
انت يمكن متعرفهاش لكن هي تعرفك كويس. و كانت معانا في الحفله النهارده و سمعت و شافت كل اللي حصل...
عقد داغر حاجبيه مفكراً بابنة شقيقته تلك محاولاً تذكرها لكنه لم يستطع فهو متأكداً انه لم يقابها من قبل
=و انت ايه اللي يخاليك توافق بنت اختك على حاجه زي دي، مش شايف انها حاجه يعني...
قاطعه مرتضي زافراً باستسلام بينما يتصنع الحزن
=عارف انت بتفكر ازاي...
بس فاكر لما كنت بيبع اسهمي في الشركه ولما كنت بتسألني عن السبب كنت بقولك ظروف عائليه، كنت بيبعها بسبب بنت اختي داليدا
ليكمل بصوت حاول جعله بائساً قدر الامكان حتى لا ينكشف كذبه راسماً الحزن على وجهه باتقان.
= داليدا انا اللي مربيها من و هي عيله صغيره ودلعتها كتير لو كانت طلبت لبن العصفور كنت لازم اجيبهولها و دلعي ده بوظها اتعودت تصرف بهبل و بضيع فلوسها على حاجات تافهه، منكرش ان بقيت معها اخر فتره قاسي علشان اخليها تهدا شويه وتعقل في تصرفاتها لكن خلاص هي اتعودت على كده و مهما اعمل ده بقي خلاص اسلوب حياتها.
ده غير ان الاسهم قربت تخلص ومش هلاحق على طالبتها ولا زنها علشان كده دي فرصه هتاخد فيها مبلغ من جوازها منك وتبدأ تعتمد على نفسها
و تشوف حياتها
هز داغر رأسه قائلاً بحزم و قد بدأ يمل من الامر
=بقولك ايه، انسي الكلام الفارغ اللي بتقول عليه ده...
هتف مرتضي بيأس عندما رأي التصميم في اعين داغر الرافض للامر
=طيب استني لبكره ولما تقابلها يمكن تغير رأيك...
نهض داغر و اتجه نحو باب صالة النادي يستعد للمغادره دون ان يجيبه فالامر كان مرفوض بالنسبه اليه نهائياً لكن لاحقه مرتضي و ظل يحاول اقناعه بالحاح شديد مما جعل داغر يوافق اخيرا بمقابلتها حتى يتخلص منه و من الحاحه هذا...
و في اليوم التالي اتجه داغر إلى مكتب مرتضي لكي يخبره بان يلغي مقابلته بتلك المدعوه داليدا فلا يعلم كيف وافق على مثل هذه المهزله...
لكن ما ان جلس بمكتب مرتضي يهم اخباره بقراره هذا قاطعه طرقاً على الباب من ثم دلفت إلى المكتب فتاه.
فور ان رأها داغر تصلب كامل جسده و انحبست انفاسه داخل صدره بينما يراقبها و هي تخطو إلى الداخل بخطوات بطيئه متردده، ظل يتطلع اليها عدة لحظات ظناً منه انه يحلم فها هي ملاكه الذي كان يبحث عنه طوال الاشهر الماضيه، ملاكه الذي منذ ان رأها لأول مره ظلت تقتحم احلامه طوال الاشهر الماضيه...
تذكر اول مره رأها بها كان الوقت لم يتجاوز السابعه صبحاً حيث كان يركض على طول الطريق المؤدي إلى قصره ممارساً رياضته الصباحيه المعتاده عندما سمع صوت خطوات خلفه توقف ملتفاً خلفه ليج فتاه محجبه تركض خلفه فعلي ما يبدو اتها تمارس الرياضه هي الاخري...
لكنه توقف متجمداً بمكانه عندما دقق النظر اليها فقد كانت ذات جمال خطف انفاسه لم يرا بمثله من قبل فقد كانت ذات بشره بيضاء ناصعه كريميه و وجنتين محمرتين اثر المجهود التي كانت تبذله بينما عينيها خليط غريب من الازرق و الرمادي رأي خطواتها تتعثر و تتباطئ عندما لاحظت انه يقف يراقبها وعندما هم ان يقترب منها التف متعثراً إلى الخلف عندما سمع صوت زمور سياره حاد من خلفه كادت ان تصطدم به تراجع مبتعداً عن طريق السياره حتى تستطيع العبور و عندما التف إلى الفتاه مره اخري كانت قد اختفت من المكان شعر وقتها باحباط و يأس لم يشعر بمثلهم من قبل و ظل عدة ايام يذهب إلى ذات المكان و في ذات الوقت لعله يراها مره اخري لكن فشلت محاولته تلك...
كما أمر رجاله بالبحث عنها لكنه لم يكن يعرف اي شئ عنها حتى يسهل البحث عليهم لذا فشلت ايضاً محاولات البحث التي اجراه رجاله فقد اختفت كما لو كانت سراباً لم يراه غيره...
ظل طوال الاشهر التاليه لذلك اليوم يراها كل ليله باحلامه و عندما يستقيظ يشعر بيأسه يزداد اكثر و اكثر عالماً بانه لن يستطيع ايجادها
ولكن ها هي تجلس امامه بجمالها الذي خطف انفاسه منذ اول مره رأها بها.
تأملها باعين تلتمع بالشغف بينما تجلس بالمقعد المقابل له بمكتب مرتضي و رغبه ملحه تسيطر عليه بان يجذبها نحوه و يتذوق تلك الشفاه الكرزيه التي سلبت النوم من عينه طوال الاشهر الماضيه لكنه خرج من افكاره تلك على صوت مرتضي الغليظ عندما تحدث اليها
=اتأخرتي ليه يا داليدا،؟!
شعر داغر بالدماء تنسحب من جسده فور سماعه هذا الاسم، داليدا.
احقاً تلك هي داليدا، ابنة شقيقة مرتضي الفتاه الجشعه التي وافقت على بيع نفسها مقابل بعض المال ضغط على فكيه بقوه شاعراً بغضب و خيبة امل لم يشعر بمثلهم من قبل لا يصدق بان الملاك الذي ظل يراود احلامه منذ تلك المره التي رأها بها هب تلك الفتاه المدلله الجشعه.
لم يستطع الجلوس امامها و كل هذا الغضب يشتعل بداخله نهض يهم المغادره و تركهم سوياً و كان قد اتخذ قراره النهائي برفض هذا الاتفاق لكن لا يعلم لما عندما اتصل به مرتضي مساءً بذلك اليوم حتى يعلم قراره قال له انه موافق على ان يتزوجها...
ظل يبرر لنفسه وقتها انه ما وافق الا لكي ينقذ الصفقه التي بها سوف يجعل من شركة والده المتوفي شركة عالميه تنافس اكبر الشركات الاجنبيه...
كما انه خلال طوال المده التي عرفها بها لم يذكر و لو لمره واحده معها اتفاقهم او تناقش معها حوله ربما رغبةً منه ان ينسي لما تزوجها او هروباً من حقيقتها التي هي عليه.
فرك وجهه بعصبيه بينما يتذكر العذاب الذي مر به خلال تلك ال 3 اسابيع الاخيره. اي منذ زواجهم.
لا يمكنه انكار الرغبه التي تشتعل بجسده ما ان تقع عينيه على داليدا فقد حاول منذ اول يوم في زواجهم تمالك نفسه و عدم الاقتراب منها فشعوره بجسدها الغض الدافئ بكل ليله يرقد بجانبه على الفراش دون ان يستطيع لمسها يجعله يكاد ان يجن فقد كان من اسوء الألام الجسديه التي تعرض اليها، حتى كان يصل به الامر ببعض الاحيان الاستيقاظ فجراً من شدة حاجته لها يظل يتأمل جمالها الذي كان محرماً عليه لمسه او الاقتراب منه حتى يصل إلى حافة انهياره مما يجعله ينهض و يأخذ حماماً مثلجاً لعله يطفئ النيران المشتعله به...
فبرغم انه كان ذات علاقات كثيره بالنساء الا انه بحياته لم يشعر بمثل تلك الرغبه الملحه تجاه امرأه من قبل...
و لا ينكر انه حاول بعد زواجه ان يقيم علاقه مع احدي النساء التي كانت في حياته من قبله حتى يتخلص من هوسه المتعلق بها لكنه لم يستطع فعلها فلم يشعر بأي شئ تجاه تلك المرأه لم يشعر سوا بالبروده نحوها فامرأه واحده فقط التي يرغبها حد الجنون وهي داليدا زوجته التي ممنوع عليه لمسها او الاقتراب منها.
لذا نهض تاركاً تلك المرأه بالمطعم بمفردها متحججاً بعمل طارئ ما قد ورده...
و عندما عاد إلى المنزل و دخل الجناح الخاص به رأي امامه ما جعل الدماء تغلي بعروقه كحمم من البركان الثائره فقد كانت داليد واقفه امام المرأه تتطلع إلى نفسها بينما ترتدي قميص نوم بلون الدماء قصير للغايه يظهر جمال بشرتها الشاحبه الكريميه و جمال قوامها الممشوق بينما شعرها الذي جعله يفقد النطق عندما رأه لاول مره بليلة زفافهم من شدة جمال لونه المميز فقد كان بلون النيران المشتعله حريري يصل إلى اسفل ظهرها، فقد كان ينسدل الان فوق ظهرها كشلال من النيران المشتعله لم يشعر بنفسه الا وهو يتجه نحوها اخذاً اياها بين ذراعيه متناولاً شفتيها في قبله جعلت كامل جسده يرتجف برغبه قويه جعلته يكاد يسقط على ركبتيه من قوتها. لكن فور ان ابتعد عنها و سمعها تنطق اسمه بتلك الطريقه التي جعلته يفيق و يدرك الخطأ الذي فعله...
فهو لم يكن عليه لمسها، فزواجهم صورياً من اجل المظاهر فقط كما كان هذا اتفاقهم الا يلمسها مما جعله يدفعها بعيداً عنه ملقياً عليها كلمات قاسيه حتى يخفي الضعف الذي اصابه نحوها.
من ثم فر هارباً من الغرفه قبل ان يضعف ويعود اليها مره اخري جاذباً اياها بين ذراعيه لكن هذه المره لن يتركها حتى يشبع جوعه لها...
كما لا يمكنه ان ينكر ايضاً الامل الذي نبض بداخله اليوم عندما تصنعت امامه عدم معرفتها باتفاق زواجهم هذا لكن انهارت اماله تلك عندما اراه مرتضي كافة الادله التي تدينها و تثبت عدم برائتها التي تدعيه.
شعر وقتها بخيبة امل واحباط اكثر من ذلك اليوم الذي عرف به حقيقتها المخادعه...
مرر يده بعصبيه بشعره مبعثراً اياه بغضب بينما يتناول الملف الذي القاه بعيدا ً محاولاً ابعاد افكاره تلك والتركيز بعمله الذي اهمله طوال اليوم بسببها...
بعد مرور ساعتين...
كانت داليدا جالسه على احدي المقاعد بالجناح الخاص بها هي و داغر تضم ساقيها إلى صدرها بقوه دافنه رأسها بينهم بينما تنتحب بصمت شاعره بألم يعصف بقلبها لم تشعر بمثله من قبل فقد بين ليله و ضحاها تحولت من زوجه مُهمله إلى زوجه مشتراه بالمال زوجه ليست لها اي حقوق على زوجها، ازدادت شهقات بكائها عند تذكرها لداغر فهي الان تدرك لما كان يعاملها بمثل هذا البرود و التجاهل فهو لم يعتبرها ابداً زوجته...
فقد كانت مجر شئ اشتراه بامواله يستعمله في غرض معين الا وهو اثارة غيرة ابنة عمه...
لكن ما كان يجعلها تكاد ان تجن هو كيف وقعت على اتفاقيه الزواج و على اوراق ملكية تلك الفيلا...
اطلقت شهقه منخفضه و قد شحب وجهها عند تذكرها اليوم الذي يسبق كتب كتابها على داغر عندما جاء خالها و اخبرها انها يجب ان توقع على بعض الاوراق المتعلقه بالفحص الطبي الذي يسبق الزواج في هذا الوقت كانت منشغله في تحضيرات الزفاف و عندما حاولت قرأتها و فهم ما بتلك الاوراق منعها مرتضي من ذلك متحججاً بان موظف الصحه ينتظر بالخارج و في عجله من امره مما جعلها توقع سريعاً عليها...
بالتأكيد تلك الاوراق هي اتفاق الزواج و اوراق الفيلا التي بالتأكيد قام بدفع اموالها من ماله الخاص على ان يجعل تاريخ العقد ما بعد تاريخ زواجها حتى يأمن نفسه في حالة داغر شك بالامر...
لا تعلم كيف امكنه فعل ذلك بها و كيف وقعت هي بتلك السهوله في هذا الفخ همست بصوت مرتجف بينما تجذب بغضب خصلات شعرها
=يا غبيه، يا غبيه.
لكن ارتفع رأسها بحده عندما سمعت صوت باب الجناح يفتح اخذت تمسح بتعثر وجهها من الدموع العالقه به سريعاً حتى لا يراها داغر بحالتها تلك.
دلف داغر الجناح ليجد داليدا جالسه باحدي المقاعد بوجه محتقن و اعين حمراء ليدرك انها كانت لا تزال تبكي جعل ادراكه لهذا يشعر بالضيق لكنه نفض شعوره هذا بعيداً بغضب...
عندما رأها تنتفض واقفه ما ان رأته جاذبه طرحتها من فوق احدي المقاعد واضعه اياها بتعثر فوق رأسها مخفيه شعرها باكمله عن عينيه.
جعلته حركتها تلك يشعر بغضب عاصف يشتعل بداخله هو يدرك ما تقصده باخفاء شعرها عنه زمجر بهسيس حاد وشرارت الغضب تتقافز من عينيه
=ايه اللي انتي عملتيه دلوقتي ده ده.؟!
اجابته بصوت اجش بعض الشئ من اثر البكاء بينما تطلع نحوه بارتباك
=عملت ايه،؟!
اقترب منها حتى اصبح يقف امامها و تعبير شرس يرتسم فوق وجهه مشيراً بيده نحو رأسها المغطي بالحجاب
=لبستي الطرحه دي ليه اول ما شوفتني بدخل الاوضه.؟!
اجابته بهدوء بينما تهز كتفيها ببرود
=انا واحده محجبه و طبيعي لما اشوف راجل غريب اغطي شعري...
قاطعها مزمجراً بشراسه بينما
يضيق عينيه عليها محدقاً بها بتركيز وقد بدأ جسده يهتز من شدة الغضب
=راجل ايه، سامعيني تاني كده.؟!
كتفت داليدا ذراعيها اسفل صدرها حتى تخفي عنه ارتجاف يديها قائله بصوت جعلته بارداً قدر الامكان يعاكس تماماً الارتباك و الخوف الذان يعصفان بداخلها
=راجل. غريب...
لكنها اطلقت صرخه متفاجأه عندما قبض على كتفيها بقوه جاذباً اياها نحوه ليصطدم جسدها بجسده حاولت بتخبط التراجع إلى الخلف بعيداً عنه لكنه شدد من قبصته حولها مزمجراً بقسوه بثت الرعب بداخلها
=راجل غريب مين،؟! انتي شكلك اتجننتي. انا جوزك...
هتفت داليدا مقاطعه اياه بقسوه وقد انفجر بداخلها كل الغضب الذي كانت تحاول التحكم به منذ بداية زواجها منه بسبب تجاهله لها و معاملته السيئه لها و معرفتها لحقيقة زواجهم
=جوزي،؟! دلوقتي بقيت جوزي...
لتكمل بقسوه بينما تحاول التحكم في ارتجاف جسدها
=جوزي اللي انا بالنسباله مجرد واحده اشتراها بفلوسه علشان يخلي بنت عمه اللي ساب...
اسرع داغر بوضع يده فوق فمها مكمماً اياه حتى يمنعها من تكملة جملتها التي كان يعلمها جيداً و التي لم تترك فرصه الا و قذفتها بوجهه مما قد يجعله يفقد السيطره على غضبه وقتها.
فهو لن يسمح لها باهانته اكثر من ذلك...
همس بالقرب من اذنها بهسيس منخفض حاد بينما يزيد ضغط يده على فمها
=اخرسي. اخرسي احسنلك بدل ما تخليني افقد اعصابي زي اخر مره و محدش هيتحمل غضبي ده الا انتي...
ابتلعت برعب الغصه التي تشكلت بحلقها و قد تذكرت اخر مره قالت له بانه ما تزوجها الا لكي يجعل ابنة عمه تشعر بالغيره وانه بلا كرامه فوقتها فقد، السيطرة على اعصابه و كاد ان يضربها.
نزع يده من على فمها ببطئ وقد بدأ يدرك لملمس شفتيها الناعمه اسفل يده مما جعله يحترق بشدة قربها منه اكثر حتى اصبحت ملاصقه له تماماً
=انا جوزك و سواء كان في اتفاق او مفيش فده مش هيغير حاجه من الحقيقه دي.
من ثم رفع يده قابضاً على حجابها محاولاً نزعه من فوق رأسها لكنها تشبثت به بقوه رافضه تركه له هاتفه بغضب
=لا انت جوزي و لا انا مراتك...
لتكمل بينما تربت بقسوه بيدها الاخري فوق صدره موضع قلبه
=لانك هنا عمرك ما حسيت اني مراتك...
وقف يتطلع اليها بعجز لاول مره يشعر به في حياته به لا يعلم بما يجيبها. فبهذا المكان الذي اشارت عليه بيدها هو اكثر مكان مقتنعاً تماماً بانها زوجته عكس عقله الذي يرفض ان يقتنع بذلك.
هتف بقسوه متجاهلاً الاجابه على كلماتها الاخيره تلك بينما يجذب بحده حجابها عن رأسها ملقياً به على الارض...
=اخر مره، اخره مره اشوفك حاطه الزفت ده على راسك و انتي معايا
حدقت في وجهه بخوف من لهيب الغضب الذي يشتعل بعينيه لكن رغم ذلك هزت رأسها بالرفض بينما تنحني محاوله التقاط حجابها من على الارض حتى تضعه على رأسها مره اخري.
لكنها اطلقت صرخه صادمه عندما قبض على ذراعها مانعاً اياها من التقاطه من ثم رفعها من ذراعها بحده ملصقاً جسدها بجسده غارزاً يده بشعرها الحريري الكث راقبت داليدا باعين متسعه بالذعر شفتيه التي تقترب من شفتيها ببطئ و عينيه قد اسودت برغبه كاتمه همست بصوت لاهث مرتجف و قد ادركت ما ينوي فعله
=داغر لا، لا...
اهتز جسدها بقوه عندما ابتعدت شفتيه عن شفتيها في اخر لحظه كما لو ان كلمتها تلك جعلته يفيق لكن لصدمتها بدلاً من ان يبتعد عنها دفن وجهه بعنقها ممرراً شفتيه بلطف على جلدها مما جعلها شهقت بحده عندما اخذ يطبع على عنقها قبلات رقيقه دفنت يدها بشعره محاوله دفعه بعيداً لكن بدلاً من دفعه تشبثت اصابعها الخائن به بقوه عندما اصبحت قبلاته تلك اكثر الحاحاً...
التفت ذراعيه حول جسدها ضامماً اياها اليه بقوه بينما لا يزال رأسه مدفوناً بعنقها يقبله بنهم و شغف اطلق تأوهاً مرتفعاً مجبراً ذاته بالتوقف عما يفعله دفن وجهه بشعرها الحريري يستنشق رائحتها الرائعه بشغف شعر بيديها الصغيره التي كانت تتشبث بشعره في وقت سابق تدفعه الان بعيداً بينما تهتف بصوت مرتجف
=ابعد، ابعد عني...
ابتعد عنها ببطئ بينما يحاول السيطره على الرغبه المتقده بجسده...
قبض على يديه بقوه حتى لا يرضخ إلى رغبته و يحملها إلى الفراش حتى يشبع جوعه الذي يتأكله حياً...
افاق من غيمة رغبته تلك عندما سمعها تهتف بقسوه و قد اصبح وجهها محتقن بشده فقد كانت حالتها مثله تماماً يعلم جيداً انها تريده كما يريدها فاستجابتها بين ذراعيه منذ لاحظات قليله كادت ان تسلب عقله
=اياك، اياك تلمسني تاني.
اهتز جسدها بغضب عندما وقف يتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان يلتف و يتجه نحو الحمام مغلقاً الباب خلفه بهدوء كما لو انها كانت تحدث نفسها او ان ما حدث بينهم لم يؤثر به بينما هي لازال كامل جسدها يهتز مشتعلاً بسبب قبلاته لها...
اطلقت داليدا صرخه حاده بينما تطيح بيدها الاناء الحديدي من فوق الطاوله ليرتطم بالارض مصدراً ضجه عاليه وقفت تتطلع بلهاث حاد إلى الباب الذي اغلقه خلفه قبل ان تتجه إلى الفراش وتجذب من فوقه وساده و شرشف من ثم اتجهت نحو الاريكه مستلقيه عليها فهي لن تشاركه الفراش بعد الان، ليس بعد ان علمت ان ما بينهم ليس الا تمثليه يقومان بها...
كانت بدأت تسقط بالنوم عندما شعرت بجسدها يرتفع وجسد صلب يحيط بها فتحت عينيها بذعر لتجد داغر ينحني فوقها يهم بحملها بين ذراعيه دفعته بقسوه بعيداً بينما تنكمش إلى اقصي الاريكه هامسه بذعر
=بتعمل ايه؟!
اجابها بينما يحيط ذراعيها بيديه =هنقلك للسرير...
قاطعته داليدا بحده بينما تهز رأسها بقوه رافضه
=مش هنام جنبك على سرير واحد تاني يا داغر...
انحني رأسه نحوها مما جعلها ترجع رأسها إلى الخلف بخوف ظناً منها انه سيقبلها لكن اقتربت شفتيه من اذنيها هامساً بصوت حاد لاذع
=لا هتنامي يا داليدا و غصب عنك.
ليكمل بقسوه محاولاً تبرير لما يصر ان تنام بجانبه على الفراش لكنه في الحقيقه لم يكن يبرر لها اكثر ما كان يبرر الامر لنفسه محاولاً اقناع ذاته بان الغضب الذي انتابه عند رؤيتها مستغرقه بالنوم على تلك الاريكه و ليس بفراشهم الذي اعتادت ان تنام عليع بجانبه كل ليله منذ زواجهم انه لا يرغب بان يراها الخدم بهذا الشكل عند قدومهم صباحاً إلى الغرفه.
=زبيده بتدخل كل يوم الجناح علشان تصحيكي تنزلي تفطري اكيد مش هسمح بانها تشوفك نايمه هنا...
همست داليدا بارتباك بينما لازالت منكمشه باقصي الاريكه بعيداً عن يده متمسكه بحافه الاريكه بقوه
=خلاص انت، انت الصبح قبل ما تروح الشغل صحيني و انا هقوم انام على السرير...
قاطعها داغر بحده
=انتي تصحي الساعه 7 الصبح...
ليكمل بسخريه لاذعه.
=انتي لو القصر كله اتهد مش هتصحي يا داليدا نومك تقيل بلبس و النور مفتوح و ساعات بيجيلي مكالمات و بضطر ارد عليها و انتي برضو بتفضلي نايمه مكانك مبيتهزش ليكي رمش واحد حتي...
احتقن وجهها من شدة الخجل فقد كانت تعلم بانها ذات نوم ثقيل خاصة اذا نامت بوقت متأخر للغايه بليل
لكن و رغم ذلك هزت رأسها بحده قائله بعناد
=برضو مش هنام جنبك، و اللي يشوف. يشوف...
لكنها قاطعت جملتها تلك صارخه بفزع متشبثه بقوه بيديها الاثنين بظهر الاريكه عندما قبض على ذراعها محاولاً جذبها من فوق الاريكه و على وجهه يرتسم تعبير صارم حاد اخذت تركله بقدميها بشراسه في اعلي ساقه محاوله دفعه بعيداً بينما لازالت تتشبث بظهر الاريكه بقوه رافضه تركها اطلق لعنه حاده عندما اصابته في ساقه بحده مما جعله يشدد من يده حول ذراعها جاذباً اياها بقوه حتى جعلها تنهض رغماً عنها وقفت داليدا بين ذراعيه تتخبط بشراسه محاوله جعله يتركها لكنه كان اقوي منها فلم تجد امامها سوا ان تخفض رأسها وتقبض باسنانها الصغيره على يده التي كانت على كتفها عضته بقوه غارزه اسنانها بقسوه بيده مما جعله يطلق صراحها على الفور مصدراً زمجره متألمه بينما يلعن بقسوه افلتت يده من بين اسنانها اخيراً عندما قام بافلاتها...
تراجعت إلى الخلف بخطوات متعثره حتى سقطت جالسه فوق الاريكه التي تعثرت بها من الخلف بينما عينيها مسلطه برعب على داغر الذي كان يتطلع بشراسه إلى اثر عضتها الواضخه بيده رفع رأسه نحوها و عينيه تشتعل بها نيران الغضب مما جعلها تبتلع بخوف الغصه التي تشكلت بحلقها...
زمجر بقسوه من بين اسنانه المطبقه
=انتي اللي جبتيه لنفسك...
من ثم اتجه نحو احدي الخزائن يفتحها و يخرج منها احدي الحبال الرفيعه بعض الشئ.
همست داليدا بصوت مرتجف بينما عينيها مسلطه برعب فوق الحبل الذي بين يديه بينما يقترب منها بخطوات متكاسله بطيئة حاولت النهوض و الفرار لكنها لم تستطع فقد اصبحت محاصرة بسبب جسد داغر الصلب الذي اصبح يجلس على عقبيه امامها مباشرة لصدمتها شعرت بيده تمر برقه فوق وجهها يرسم ملامحها باصبعه ببطئ من ثم انحني دافناً وجهه بعنقها مقبلاً اياه بلطف مما جعلها تكتم تأوهاً كاد ان يفلت من بين شفتيها ما ان شعرت بلمسة شفتيه الحاره فوق جلدها الحساس لكن انقشعت متعتها تلك عندما شعرت بشئ قاسي يقيد يديها بشده ابتعد داغر عنها ببطئ وفوق وجهه ترتسم ابتسامه ملتويه.
صرخت داليدا برعب عندما رأت ما فعله بها فقد قام بتقييد يديها بالحبل الذي كان بين يديه اخذت تهز يديدها بقوه محاوله فك العقده التي حولها بينما تهتف بغضب
=ايه اللي انت عملته ده فك ايدي، انت اتجننت...
ابتلعت باقي جملتها شاهقه بقوه متراجعه إلى الخلف عندما انحني عليها و قام بحملها بين ذراعيه و اتجه بها نحو الفراش واضعاً اياها فوقه وتعبير حاد يرتسم على وجهه.
اتسعت عينيها برعب و قد تجمدت الدماء بعروقها عندما رأته يتناول طرف الحبل المتدلي من بين يديها المقيده و عقده بظهر الفراش لتصبح يديها مقيده وعالقه فوق رأسها بظهر الفراش. هتفت داليدا بذعر بينما تهز يدها بقوه محاوله فك وثاقها وحاله نت الهستريه المرعبه سيطرت عليها
=فكني، فكني بقولك...
لتكمل عندما تجاهلها ببرود و امسك بساقيها المتدليه خارج الفراش و قام برفعها لتصبح مستلقيه بكامل جسدها على الفراش همست بصوت مرتجف بينما تراقبه باعين متسعه بالرعب وهو يقوم بنزع قميصه ليظهر صدره الهري الممتلئ بالعضلات الصلبه القاسيه قبل ان يلتف و يستلقي بجانبها على الفراش
=انت، انت شكلك سادي...
لتكمل بينما تهز رأسها بتأكيد و قد بدأ الرعب يدب في اوصالها
=ايوه. ايوه انت اكيد سادي...
صرخت بهستريه بينما تهز يديها بقوه محاوله فك عقدتهما
= فكني بدل ما اصرخ وألم عليك البيت كله، و شوف هيقولوا ايه لما يدخلوا و يشوفوا اللي انت عامله فيا، هتتفضح و هيعرفوا انك سادي مجنون.
التمع الامل بداخلها عندما رأته يتطلع نحوها باعين متسعه كما لو انه صدم من كلماتها تلك لكن اشتعل الغضب بداخلها مره اخري عندما رأته ينفجر ضاحكاً بينما كان مستلقياً باسترخاء وعينيه مسلطه عليها بمرح كما لو انه يستمتع بما يشاهده صرخت بانفعال و يأس
=والله سادي و مش طبيعي فعلاً...
اشتعل الغضب اكثر و اكثر بداخلها عندما رأته ضحكه يزداد بقوه كما لو كان يتسلي حقاً بماعنتها تلك لكن دب الرعب في اوصالها عندما رأته في اقل من ثانيه اصبح مسلقي فوقها ينحني عليها هامساً بالقرب من اذنها بصوت هامس اجش بينما يقضم طرف اذنها بلطف
=ليه حاسس انك بتتمني فعلاً ان اكون سادي...
اتسعت عينيها بصدمه فور سماعها كلماته تلك همست بغضب بينما تبعد رأسها بحده عنه جاذبه اذنها من بين اسنانه.
=انت قليل الاد...
لكنه اسرع بوضع شفتيه فوق شفتيها مبتلعاً باقي جملتها داخل فمه مقبلاً اياها بشغف لكن اخذت داليدا تحاول ارجاع رأسها للخلف رافضه قبلته تلك بينما تهز يديها المقيده محاول فك حصارها لكن سرعان ما تحولت قبلتهم تلك إلى نيران مشتعله بينهم فقد بدأ يخفف من حده ضغط شفتيه همهم برضا عندما شعر بها تستجيب له معمقاً قبلته اكثر محيطاً جسدها بذراعيه جاذباً اياها نحو جسده حتى اصبحت ملاصقه به...
فصل شفتيهما قبل ان يفقد سيطرته كلياً و في تلك الحاله لن يتركها تفلت من بين يديه حتى يروي عطشه لها...
اسند جبهته بجبهتها بينما يلهثان بقوه راقب احمرار وجهها و خديها من شدة الخجل مما جعل قلبه يرق على مظهرها الضعيف هذا اخذ يطبع قبل لطيفه على وجهها لكنها ابعدت وجهها بعيداً عنه هامسه بانفس لاهثه مرتجفه بينما ترغب بان تنشق الارض و تبتلعها من شدة الحرج فقد استجابت له كما لو ان سوف تموت لو لم تفعل همست بقسوه بينما تدير وجهها بعيداً عنه
=برضو سادي...
شعرت بصدره يهتز التفت اليه لتجده يضحك عليها همت ان تطلق عليه غضبها مره اخري لكنه احاط وجهها بيديه مقرباً وجهه ضاغطاً على شفتيها يقبلها بلطف قبل ان يتركها همس بالقرب من اذنها بصوت حاد
=لو سمعتك بتنطقي كلمة سادي دي تاني هفهم وقتها انتي عايزاني اعمل ايه...
حاولت فك يديها المعلقه فوق رأسها شاعره بالخوف يشل تفكيرها عند سماعها كلماته تلك متوقعه منه ان يقدم على فعل شئ اخر لكن ولدهشتها رأته يبتعد عنها من ثم استلقي باسترخاء على جانبه الخاص من الفراش قائلاً بسخريه
=نامي...
ليكمل بمرح بينما يطفئ الضوء الذي بجانب الفراش
=تصبحي على خير يا مجنونه...
ظلت صامته لم تجيبه مبتلعه الغصه التي تشكلت بحلقها بينما تزفر براحه عندما رأته يغلق عينيه بينما يوليها ظهره فقد ارعبها ما فعله بها حقاً فقد ظنت انه سوف يقدم على فعل شئ من الاشياء التي تخص الساديه والتي قرأت عنها من قبل...
بعد مرور ساعه...
كانت داليدا لازالت مستلقيه على ظهرها و يديها مقيده فوق رأسها بظهر الفراش شاعره بألم حاد بها حيث كان الحبل الذي كان يقيد يديها قاسي للغايه حول يديها بينما الجوع يكاد يمزق بطنها فلم تأكل شئ منذ ليلة امس، ادارت عينيها نحو داغر الذي كان مستغرقاً بالنوم بجانبها.
زفرت بغضب بينما تغلق عينيها محاوله استدعاء النوم و هي تلعنه بغضب فقد كان نائماً باسترخاء بينما هي تتعذب هنا، لكنها خرجت من افكارها تلك مطلقه صرخة منخفضه عندما شعرت بيد تمر فوق وجهها بلطف فتحت عينيها لتجد داغر مستيقظاً و اصبح يشرف فوقها همست برعب بينما تراقبه يقترب منها
=انت، انت بتعمل ايه، والله العظيم يا داغر المره دي هصوت بجد ومحدش هي...
ابتلعت باقي جملتها عندما وجدته يقوم بفك الحبل من حول يديها لتسقط إلى الاسفل متحرره من عقدتها القاسيع...
راقبته باعين متسعه بالصدمه بينما يقوم بفرك يديها بحنان مكان اثر الحبل من ثم انحني مقبلاً جبينها بحنان هامساً بصوت اجش من اثر النوم
=نامي، نامي يلا يا داليدا
من ثم تركها و عاد إلى مكانه بالفراش مره اخري مستغرفاً بالنوم سريعاً...
ظلت داليدا تطلع نحوه بصدمه مما فعله لا تصدق بانه فك وثاقها بهذه السهوله ظلت مستلقيه مكانها عدة دقائق قبل ان تنهض ببطئ من جانبه و تتجه نحو الاسفل حتى تحضر لنفسها اي شئ تسد به الجوع الذي يمزق بطنها...
بعد عدة دقائق...
كانت واقفه في المطبخ منشغله في تحضير شطيره بسيطه لها لكي تتناولها من ثم سوف تذهب للنوم على الفور فقد كان كامل جسدها يؤلمها.
لكنها اطلقت صرخه فازعه عندما شعرت بذراعين تلتفان حول خصرها من الخلف تجذبانها بقوه ليستند ظهرها إلى صدر دافئ هتفت بغضب بينما تستدير بين ذراعيه التي تحتضنها بقوه إلى جسده الصلب
=داغر. مش هتبطل اللي بتعم...
لكنها ابتلعت باقي جملتها و قد شحب وجهها بشده عندما رأت ان الشخص الذي كان يحتضنها بتلك الطريقه الحمميمه ليس داغر بلا طاهر زوج شهيره الذي كان يتطلع اليها باعين تلتمع بالشهوه.
هتفت داليدا بغضب بينما تدفعه بقوه في صدره محاوله ابعاده عنها
=انت بتعمل ايه انت مجنون. ابعد عني...
قاطعها طاهر بصوت لاهث بينما يقترب منها اكثر ملصقاً جسده بها
=ابعد عنك، ده انا ما صدقت انك وقعت بين ايديا...
دفعته داليدا بقوه في صدره محاوله دفعه بعيداً عنها لكنها شعرت بالرعب يشل جسدها عندما رأت وجهه يقترب من وجهها و انفاسه المقزز تلامس وجهها مما جعلها تكاد ان تتقيأ لكن ما ارعبها اكثر رؤيتها للشهوه التي التمعت بعينيه المسلطه فوق شفتيها معلنه بوضوح عن نيته نحوها...
رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل السابع
كانت داليدا واقفه بالمطبخ منشغله في تحضير شطيره بسيطه لها لكي تتناولها و تصمت الجوع الذي يكاد ان يمزق بطنها.
كانت واقفه في المطبخ منشغله في تحضير شطيره بسيطه لها لكي تتناولها من ثم سوف تذهب للنوم على الفور فقد كان كامل جسدها يؤلمها.
لكنها اطلقت صرخه فازعه عندما شعرت بذراعين تلتفان حول خصرها من الخلف تجذبانها بقوه ليستند ظهرها إلى صدر دافئ هتفت بغضب بينما تستدير بين ذراعيه التي تحتضنها بقوه إلى جسده الصلب
=داغر. مش هتبطل اللي بتعم...
لكنها ابتلعت باقي جملتها و قد شحب وجهها بشده عندما رأت ان الشخص الذي كان يحتضنها بتلك الطريقه الحمميمه ليس داغر بلا طاهر زوج شهيره الذي كان يتطلع اليها باعين تلتمع بالشهوه.
هتفت داليدا بغضب بينما تدفعه بقوه في صدره محاوله ابعاده عنها
=انت بتعمل ايه انت مجنون. ابعد عني...
قاطعها طاهر بصوت لاهث بينما يقترب منها اكثر ملصقاً جسده بها
=ابعد عنك، ده انا ما صدقت انك وقعت بين ايديا...
دفعته داليدا بقوه في صدره محاوله دفعه بعيداً عنها لكنها شعرت بالرعب يشل جسدها عندما رأت وجهه يقترب من وجهها و انفاسه المقزز تلامس وجهها مما جعلها تكاد ان تتقيأ لكن ما ارعبها اكثر رؤيتها للشهوه التي التمعت بعينيه المسلطه فوق شفتيها معلنه بوضوح عن نيته نحوها...
اسرعت بضرب و حهه بكفيها محاوله دفعه بعيداً عنها هاتفه بصوت مرتعش
=ابعد عني، ابعد عني يا حيوان هصوت و هلم عليك البيت.
لتكمل محاوله تهديده وبث الرعب بداخله بينما لازالت تحاول دفع وجهه الذي لا يبعد عن وجهها سوا بوصات قليله بينما يحاول بضراوه تقبيلها
=داغر مش هيرحمك لو عرف انك اتحرشت بمراته...
قاطعها طاهر بصوت بسخريه لاذعه بينما يحاول تكتيف احدي يديها خلف ظهرها
=مراته، مراته ايه يا انسه. انتي فكرك اني معرفش اللي فيها...
ليكمل بصوت يقشعر له الابدان بينما يمرر عينيه ببطئ على جسدها بنظرات تلتمع بالشهوه.
=من اول يوم شوفتك فيه وانا هتجنن عليكي بس اللي كان مانعني انك مرات داغر الدويري، لحد ما سمعت كلامكوا في المخزن لما عمل فيلم انه خاطفك و عرفت انه شاريكي بفلوسه علشان تمثلي دور مراته اللطيفه الجميله...
بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان جدران المكان تطبق من حولها فور سماعها كلماته تلك وقد بدأ جسدها بالارتجاف بقوه لتعلم بانها على وشك الدخول باحدي نوبات ارتجافها و بعد قليل سوف تفقد السيطره على جسدها و وعيها مما سيجعلها ضعيفه و يمكنه وقتها السيطره عليها و فعل يريده بها.
راقبت باعين متسعه بالذعر شفتيه التي اصبحت على بعد نفس من شفتيها جعلتها تلك الفكره ترفع احدي ساقيها راكله اياه بقسوه بين فخديه غارزه اظافرها في ذات الوقت بجانب عنقه خردشه اياه بقسوه.
تراجع طاهر إلى الخلف مطلقاً صرخه متألمه بينما نحني ويتمسك بجزئه السفلي الذي ضربته به...
انتهزت داليدا الفرصه و هربت من امامه سريعاً تتجه نحو باب المطبخ متجاهله صراخه الحاد من خلفها بينما يراقبها تهرب بجسد مرتجف.
=لو نطقتي بحرف واحد لداغر هقول انك انتي اللي اغرتيني و حاولتي معايا و لما رفضتك عملتي التمثليه دي و شوفي بقي هيصدقني انا و لا هيصدق واحد رخيصه زيك قبلت تبيع نفسها علشان شوية فلوس...
ركضت داليدا للخارج دون ان تلتف حتى اليه صعدت الدرج كل درجتين معاً من شدة الذعر بينما تنظر خلفها باستمرار خائفه من ان يقوم بملاحقتها كان جسدها يرتجف بشده بسبب النوبه التي اصابتها مما جعلها تتعثر و تسقط بقسوه على احدي الدرجات مما تسبب بألم لا يطاق بساقها التي سقطت عليها لكنها لم تكترث و نهضت مسرعه راكضه نحو غرفتها...
دخلت الغرفه بعد عدة ثواني و قلبها يقفز داخل صدرها من شدة الرعب بينما انفاسها متلاحقه بلهاث حاد و قد كان وجهه شاحب كشحوب الاموات الذي تشعر به استلقت منهاره على الفور فوق الفراش بجانب داغر الذي كان لا يزال مستغرقاً بالنوم جاذبه الغطاء فوق جسدها الذي كان يرتجف بقوه.
احاطت بذراعيها جسدها الذي كان بارد برودة الثلج محاوله بث بعض الدفأ به لكن لم يؤثر اي من هذا في برودة جسدها الذي كان ينتفض بقوه فلم تشعر بنفسها الا و هي تقترب باعياء من جسد داغر المستغرق بالنوم و قد كان وعيها شبه غائب تدس جسدها المرتجف بالقرب من جسده الدافئ في محاوله منها ان تستميد منه بعض الدفأ منه لكن في حقيقه الامر كان قلبها هو الذي يحاول ان يستمد منه بعض الامان و الاطمئنان للخوف الذي يسيطر عليها...
تلملم داغر في نومه عندما شعر بشئ بارد مرتجف بالقرب من جسده فتح عينيه على الفور محاولاً فهم ما يحدث لكنه انتفض صاعقاً متراجعاً إلى الخلف عندما وجد ان ذلك الشئ البارد المرتجف الملتصق به ليس الا داليدا التي كانت مستلقيه بجانبه بجسدها الصغير المرتجف.
لكنه شعر بالقلق فور ان انتبه إلى الحاله التي كانت عليها فقد كان جسدها يرتجف منتفضاً بقوه بينما وجهها كان شاحب كشحوب الاموات مرر يده فوق وجهها بلهفه شاعراً بقبضه حاده تعتصر قلبه عندما شعر بجسدها الذي كان بارداً مثل برودة الثلج الذي اسفل يده...
انحني عليها ممرراً يده بحنان على وجهها هامساً بصوت اجش يملئه القلق
=داليدا مالك فيكي ايه،؟!
ليكمل بلهفه بينما يمرر يده فوق جسدها
=تعبانه اطلب الدكتور.؟!
وصل إلى داليدا صوت داغر كما لو انه يأتي من مكاناً بعيد استوعبه عقلها بصعوبه بالغه هزت رأسها بضعف هامسه بضعف
=مش. تعبانه، بردانه، بس
راقب داغر رفضها هذا ضاغطاً على شفتيه بقوه شاعراً بعجز لم يشعر به من قبل بينما يراقب حالتها تلك.
انحني عليها متحسساً بيده جبهتها باحثاً عن ارتفاع حراره قد يشير إلى مرضها لكن كان بالعكس تماماً فقد كان جلدها بارداً بشده اسفل يده زفر براحه قبل ان ينهض و يتجه إلى الخزانه جاذباً احدي الاغطيه الثقيله واضعاً اياه فوق جسدها المرتجف محاولاً بث الدفئ بجسدها المرتجف.
من ثم استلقي بجانبها مره اخري مراقباً بقلق جسدها الذي لا يزال يرتجف بقوه.
فلم يشعر بنفسه الا و هو يقترب منها جاذباً اياها نحوه ضامماً جسدها المرتجف إلى جسده الصلب يحتضنها بقوه بين ذراعيه.
ظل منتظراً لعدة ثواني قليله ان تعترض داليدا على احتضانه لها بهذا الشكل لكن لمفاجأته اندست بجسدها المرتجف بين ذراعيه اكثر مهمهمه ببعض الكلمات الغير مترابطه وعينيها لازالت مغلقه شعر داغر بالراحه بينما يزيد من قبضته حولها محتضناً اياها بقوه اكبر بينما يمرر يده بحنان فوق ظهرها محاولاً بث بعض الدفئ بجسدها الذي لايزال يرتجف بين ذراعيه.
بعد مرور ساعه...
كان داغر لا يزال مستيقظاً محتضناً جسد داليدا بقوه بالقرب من جسده بينما يده لازالت تدلك ظهرها بحنان حتى شعر بجسدها يهدئ و يسترخي تماماً بين ذراعيه بينما انفاسها اصبحت منتظمه ليعلم انها قد استغرقت بالنوم...
ابتعد عنها قليلاً ببطئ عنها متأملاً بشغف ملامح وجهها الملائكي شاعراً بالراحه عندما رأي ان اللون قد عاد إلى بشرتها...
لم يستطع مقاومة ان يمرر بلطف شفتيه فوق شفتيها الناعمه الورديه عندما رأي تورمها البسيط اثر قبلته لها السابقه و قضمه لها عندما كان يثير غيظها.
اخذ يمرر شفتيه فوق وجهها طابعاً قبلات صغيره حنونه عليه شاعراً برغبته بها تكاد تفتك به فشعوره بها بين ذراعيه بهذا الشكل يكاد يقتله لكنه حاول السيطره على ذاته و التحكم بنفسها حتى لا يزعجها بنومها...
ظل يتأملها و هي نائمه بين ذراعيه دون ان يشعر بالملل حتى شعر بها تتلملم في نومها بين ذراعيه قبل ان ترفع ساقها و تحيط ساقه لتصبح متشابكه معه.
اصدر هسيس حار عندما قامت بدفن وجهها بعنقه مما جعله جسده يتصلب بقوه عندما شعر بانفاسها الدافئه المنتظمه تلامس جلد عنقه.
زفر بقوه و اليأس يسيطر عليه قبل ان يدفن وجهه بشعرها الذي كان ينسدل فوق ظهرها و كتفيها كشلال من النيران المشتعله شاعراً بنبضات قلبه تزداد بقوه فهذه هي المره الاولي التي يحتضن بها امرأه بهذا الشكل الحميمي. فهو لم يقم بالنوم بجانب اي امرأه من قبل و كان هذا بمثابه قاعده لديه ولم يتجاوزها قطً، حتى دخلت داليدا حياته و قلبتها رأساً على عقب
فقد كان الامر دائماً معها مختلفاً.
فبرغم من انه كان يمكنه الاستلقاء براحه على الاريكه الكبيره التي بجناحهم الا انه فضل النوم بجانبها في ذات الفراش بكل ليلة منذ بداية زواجهم
تنفس بعمق رائحتها بينما يقبل جانب عنقها الدافئ قبل ان يغمض عينيه ويستغرق بنوم عميق بينما قلبه لا يزال مستيقط يرتجف بشده بين اضلاع صدره.
بعد عدة ساعات...
تلملمت داليدا في نومها شاعره بدفئ غريب يحيط بها فتحت عينيها ببطئ محاوله استيعاب ما يحدث لكنها صعقت عندما اكتشفت انها مستلقيه بين ذراعي داغر و رأسها مندساً بعنقه انحبست انفاسها بصدرها شاعره بالحراره تجتاح جسدها بسبب قربها الشديد بهذا الشكل الحميم من جسده الصلب فقد كان يحتويها بين ذراعيه ضامماً اياها إلى صدره بحمايه...
شهقت بصدمه عندما حركت يدها التي كانت تستكين فوق صدره و شعرت بملمس جلده العاري...
تراجع رأسها إلى الخلف بعيداً عنه لكنها تسمرت مكانها عندما رأت وجهه الوسيم المستغرق بالنوم اخذت تتأمل ملامح وجهه شاعره بقلبها الخائن يعصف بداخلها فلم تشعر بنفسها الا وهي تمد يدها نحوه ممرره اياها بلطف فوق خده و ذقنه الغير حليق شعرت برجفه حاده تسري بسائر جسدها فور ان شعرت بملمس جلده الدافئ تحت راحة يدها تنهدت ببطئ و قد ارتسمت على وجهها ابتسامه حنونه بينما تتأمل بشغف وجهه المسترخي...
لكنها سرعان ما افاقت و ادركت ما تفعله نزعت يدها بعيداً عن وجهه لاعنه ضعفها نحوه.
شحب وجهها بشده عند تذكرها لأخر مره استيقظ و وجدها بين ذراعيه يحتضنها قام بابعادها عنه بقسوه كما لو كانت تحمل وباء قد يصيبه لذا يجب عليها ان تنهض سريعاً قبل ان يستقيظ ويجدها بين ذراعيه فلن تتحمل احتقاره لها بهذا الشكل مره اخري كما ان قلبها لن يتحمل جرح اخر منه...
تراجعت بجسدها ببطئ للخلف بعيداً عنه ساحبه جسدها بلطف من بين ذراعيه خائفه من ايقاظه فلا تعلم ان استيقظ و رأها تحتضنه بهذا الشكل ما الذي سيفعله...
لكن تجمد جسدها عن الحركه عندما شعرت به يتلملم على اثر حركتها تلك راقبت باعين متسعه بالذعر ذراعه التي تحركت محيطه
بخصرها مره اخري مقترباً منها في نعاسه دافناً وجهه بعنقها.
توتر جسدها بينما اصبح وجهها مشتعلاً من شدة الانفعال اثر شعورها بانفاسه الحاره فوق جلد عنقها الحساس...
حاولت مره اخري ان ترفع بخفه ذراعه المحيط بخصرها بينما تسحب جسدها بعيداً عنه لكن لصدمتها تشددت ذراعه المحيطه بها مقرباً اياها من جسده مره اخري مما جعلها تتراجع بحده هاتفه بغضب فور استيعابها ما يحدث
=ده انت صاحي بقي...
همس داغر الذي كان لايزال يدفن وجهه بعنقها و الذي كان مستيقظاً قبل داليدا منذ مده طويله بالفعل يتنعم بشعوره بجسدها الناعم بين احضانه لكنه عندما شعر بها تستقيظ تصنع النوم حتى يري ما الذي ستفعله و لمفاجأته شعر بيدها تمر بحنان متلمسه وجهه بوقتها اراد ان يستدير و ينهال عليها مقبلاً اياها حتى يدمي شفتيها لكنه حاول السيطره على ذاته.
همس بالقرب من اذنها عندما شعر بها تحاول الابتعاد عنه.
=نامي يا داليدا لسه بدري احنا الفجر...
هتفت داليدا بغضب بينما تستدير بين ذراعيه لتصبح في مواجهته مبعده رأسها للخلف حتى تبعد رأسه الذي لا يزال مندس بعنقها
=ابعد عني، انتي حاضني كده ليه
لتكمل بقسوه عندما تجاهلها و قرب وجهه منها بينما تدفعه بيديها في صدره و هو لا يزال يتصنع النوم
=قولتلك ابعد عني، ايه مبتفهمش...
اقترب منها اكثر بعناد و هو مغمض العينين و على وجهه ترتسم ابتسامه ملتويه محاولاً اثارة غضبها فقد كان يستمتع كثيراً بمشاغبتها
صاحت داليدا بحده بينما لازالت تحاول دفعه بعيداً عنها
=انت هتعملي فيها نايم، قولتلك ابعد عني.
رفع ذراعه المحيط بخصرها مما جعلها تتنفس براحه ظناً منها انه سوف يتركها لكن تصلب جسدها عندما احتضنها مره اخري و فد بدأ يممرر يده بلطف فوق ظهرها مما جعل نيران الغضب تشتعل بصدرها فلم تشعر الا و هي تغرز اسنانها الصغيره بذراعه المحيط بها تنوي عضه كعادتها لكنها تجمدت حركه اسنانها فوق جلده متراجعه عما تنوي فعله عندما وصل اليها زمجره داغر المهدده بالقرب من اذنها.
=اعمليها، اعمليها و انا اردهالك بس بطريقتي...
ابعدت داليدا اسنانها ببطئ عن ذراعه بينما تبتلع غصة الخوف التي تشكلت بحلقها فقد كانت تعلم جيداً انه قادر على تنفيذ تهديده هذا.
غمغم داغر في اذنها بصوت اجش مثير
=خساره...
لهثت داليدا بينما تضع يدها على فمه مبعده اياه عن اذنها بينما تتطلع اليه باعين متسعه ممتلئه بالحنق والغضب.
هامسه بصوت مرتجف بينما ترمقه بازدراء
=سادي...
اخفي داغر وجهه بشعرها محاولاً ان يداري الابتسامه التي ملئت وجهه مستمتعاً باغاظتها رفع رأسه مره اخري نحوه فور تذكره الحاله التي كانت عليها بوقت سابق غمغم بهدوء بينما يبعد خصلات شعرها المتناثره على عينيها
=انتي كان في حاجة مضايقاكي امبارح،؟!
شحب وجه داليدا بشده فور سماعها كلماته تلك همست بصوت مرتجف بعض الشئ
=حاجة، حاجة ايه؟!
اجابها داغر بينما لا يزال ممسكاً بخصله من شعرها بين اصابع يديه مستمتعاً بملمسها الحريري.
=كان جسمك كله بيرتعش، و ده نفس اللي كان حصلك يوم ما مرتضي ضربك...
ظلت داليدا تطلع اليه باعين متسعه شاعره باللون يتدفق خلال وجنتيها عند ادراكها انه قد رأها بحالتها تلك، كما كيف يمكنها اخباره عن تحرش طاهر بها فهو لن يصدقها فهي بالنسبه اليه ليست سوا امرأه رخيصه قام بشراءها بامواله...
همست بينما تخفض عينيها عن نظرات عينيه المسلطه عليها باهتمام
=ابداً مفيش حاجه...
لتكمل محاوله تبرير الارتجاف الذي يصيبها فلا يمكنها ان تجعله يعلم بحالتها المرضيه فقد يسخر منها كما كان يسخر منها خالها مرتضي...
=انا بس كنت بردانه مش اكتر...
تطلع نحوها داغر عدة لحظات قبل ان يزفر ببطئ مغمغماً بمرح
=بردانه و انا دفيتك، وحاسس انك لسه بردانه مش عارفه ليه.
انهي حملته جاذباً اياها منه بينما يجذبها نحوه متناولاً شفتيها في قبله حاره حاولت داليدا دفعه بعيداً بينما تصرخ معترضه لكنه حبس صرختها تلك بفمه لكن رعبها قد ازداد فور تذكرها هجوم طاهر عليها بالامس دفعت وجهه بعيداً صارخه بفزع
=ابعد عني ايه، هتغتصبني...
تجمد داغر مكانه بصدمه فور سماعه كلماتها تلك غمغم بينما يحاول الاقتراب منها
=اغتصبك،؟!
هتفت بارتعاش و هستريه و قد سيطر عليها الخوف دفعته بعيداً عنها بقسوه منتفضه مبتعده لاقصي الفراش بتعثر حتى كادت ان تسقط من عليه
=ابعد عني، بقولك
اشتعل الغضب بداخله فور ان راها تبتعد عنه بهذا الشكل كما لو كان وحشاً على وشك افتراسها زمجر بغضب من بين اسنانه
=انتي شكلك اتجننتي، مش داغر الدويري اللي يغصب واحده على حاجه...
ليكمل بقسوه مرمقاً اياها بنظرات تنطلق منها شرارت الغضب و كرامته المجروحه من رفضها له واتهامتها الباطله تجعل الدماء تغلي بعروقه
=وانا فعلاً غلطت لما لمستك...
واديني بقولك اهو لو انتي اخر ست في الدنيا استحاله المسك تاني
ثم انتفض ناهضاً من الفراش متجهاً نحو غرفه الحمام مغلقاً الباب خلفه بقوه جعلت داليدا تنتفض في مكانها منفجره في البكاء و قد ادركت فداحة ما فعلته للتو...
كان داغر جالساً في مكتبه الخاص بشركته يتفحص احدي الملفات بذهن شارد فقد كانت لازالت الدماء تغلي بعروقه بسبب اتهامات داليدا له لا يعلم كيف صدقت بانه يمكنه ان يقوم باغتصابها فهو لم يقترب منها الا عندما تأكد انها منجذبه لها كما هو منجذب لها تماماً حتى تجاوبها المشتعل لقبلاته تدل على ذلك.
اطلق لعنه حاده بينما يخفف من ربطه بدلته من حول عنقه فقد كان يشعر بالاختناق لكنه عدل من وضعه سريعاً عندما سمع طرقاً على الباب يتبعه دخول زكي رئيس الامن الخاص به...
=داغر باشا، في حاجه مهمه حصلت ولازم حضرتك تعرفها...
انعقد حاجبي داغر فور سماعه ذلك ليكمل زكي بارتباك
=الفلوس اللي في حساب داليدا هانم اتسحبت كلها، و الحساب بقي فاضي
تصلب جسد داغر فور سماعه ذلك و غمغم بصوت جعله هادئ قدر الامكان.
=اتسحبت امتي،؟!
اجابه زكي بينما يفتح هاتفه
=امبارح الساعه 2 الصبح، و ده معناه حضرتك ان الفلوس اتحولت على حساب تاني لان مفيش بنوك بتبقي فاتحه في الوقت ده...
زمجر داغر بقسوه قابضاً على القلم الذي بيده بقوه حتى سمع صوت تكسره
=اعرفلي الفلوس دي اتحولت على حساب مين...
اردف بعينين شارده
=و مرتضي الراوي، خليك مستمر في مراقبته
اومأ زكي رأسه قائلاً بطاعه.
=اوامرك يا باشا، بس موضوع ان اعرف اتحول على حساب مين ده هياخد وقت شويه انت عارف طبيعة النظام الامني في البنوك...
ليكمل بارتباك عندما ظل داغر صامتاً يتطلع امامه بشرود
=تؤمرني بحاجه تانيه يا باشا...
التف اليه داغر قائلاً بينما يحاول السيطره على الغضب المشتعل بداهله
=لا، اتفضل انت
اومأ زكي برأسه قبل ان يلتف ويغادر الغرفه.
تراجع داغر في مقعده بحده مطلقاً لعنه قاسيه فهو لا يصدق انها قامت بخداعه فقد كان ارتجافها بالامس بين ذراعيه ليست الا لعبه حقيره منها حتى تخفي ما فعلته فقد قامت بتحويل الاموال إلى حساب اخر غير حسابها حتى لا يستطيع مراقبتها.
او ان هناك لعبه اخري تحيك من خلفه، و سوف يكتشفها قريباً مرر يده بغضب بشعره عندما اندلع في انحاء الغرفه رنين هاتفه التقطه و هو يزفر بحنق
اجاب بصوت حاول اخفاء غضبه منه.
=ايوه يا شهيره...
وصل اليها صوت شهيره عبر الجانب الاخر من الهاتف
=معلش يا حبيبي عارفه اني بعطلك بس كنت عايزه اسالك على حاجه مهمه
لتكمل سريعاً
=طبعاً انت عارف ان النهارده الحفله الخاصه بمضيك عقد اكبر صفقه للشركه فكنت...
اطلق داغر لعنه حاده من بين انفاسه. فقد نسي امر تلك الحفله تماماً رغم اهميتها الشديده لاعماله
همست شهيره بارتباك فور سماعها لعنته تلك
= في حاجه يا داغر ولا ايه،؟!
غمغم داغر سريعاً بينما يحاول السيطره على غضبه
=لا ابداً، كملي كنت عايزه تقولي ايه.
تنهدت شهيره قبل ان تجيبه
=انا كنت راحه اشتري فستان للحفله من هادي المؤمني فايه رأيك لو اخد داليدا معايا تختار لها فستان هي كمان انت عارف ان الحفله دي مهمه و مش عايزين فيها اي غلط...
ضغط داغر على فكيه بقوه فور سماعه اسم داليدا بينما عادت نيران الغضب تشتعل بداخله لكن رغم ذلك اجاب بهدوء
=اعملي اللي عايزاه يا شهيره...
ليكمل سريعاً متهرباً منها فهو يعلم انها لن تكف عن الثرثره و عقله لن يتحمل ثرثرتها تلك
=هقفل علشان داخل اجتماع مهم سلام.
ثم اغلق الهاتف على الفور غير متيح لها فرصه للرد القي بهاتفه بحده على مكتبه و عقله منشغل بتلك التي رفضته متهمه اياه باقذر تهمه قد تتهمها المرأه للرجل...
كانت داليدا واقفه في غرفتها بجسد متوتر بينما تمسك بهاتفها بين يديها تحاول الاتصال بداغر الذي لم يجيب على اي من اتصالاتها فقد كانت ترغب بان تخبره بان شهيره طلبت منها ان تذهب معها لشراء فستان لكي تحضر به حفل الليله لكنها لا تملك اي مال و لا تعلم ما يجب عليها فعله فعندما اخبرتها شهيره بالامر شعرت داليدا بحرج لم تشعر بمثله من قبل لكنها تحججت بانها سوف تذهب معها لكن عليها اولاً اجراء مكالمه هاتفيه ما، حتى تمنح نفسها الوقت لكي تتصل بداغر لكي ينقذها من هذا الموقف المحرج.
هتفت داليدا بغيظ من بين اسنانها بين تهز هاتفها الذي بين يدها بقوه
=رد، رد بقي.
زفرت بقسوه بينما تلقي الهاتف على الفراش باحباط عندما لم يقم بالرد عليها كالمرات السابقه
لكنها التفت بلهفه نحو باب الغرفه الذي انفتح دون سابق انذار ليدلف بعدها داغر إلى الغرفه بوجه مكفهر حاد اقتربت منه داليدا على الفور هاتفه بلهفه
=داغر انت فين، بتصل بيك من بدري و مش بترد...
اجابها داغر ببرود بينما يتجاوزها و يتجه نحو الخزانه
=خير...
وقفت داليدا تطلع بترد إلى ظهره العريض الذي ولاه اليها بينما يقوم باخراج بدله اخري من الخزانه فقد كانت تعلم بانه لايزال غاضب منها بسبب اتهامتها له لكنها لن تعتذر عما قالته لها.
تنحنحت هامسه بصوت منخفض
=شهيرة، شهيرة طلبت مني اروح معاها علشان اشتري فستان للحفله...
اومأ برأسه بينما ينزع سترة بدلته
=عارف...
همست بحرج بينما تشيح بعينيها بعيداً عندما وجدته بدأ ينزع ملابسه
=طيب، طيب انا مش هقدر اروح معها انا مش معايا اي فلوس علشان اقدر اشتري بها...
لوي داغر فمه و هو يلقي باهمال قميصه الذي كان يرتديه على المقعد مغمغماً بسخريه لاذعه
= ليه و الفلوس اللي معاكي في البنك دي تبقي ايه.
شحب وجه داليدا فور سماعها كلماته تلك ارتجفت شفتيها في قهر دفين مما جعلها تخفض رأسها ضاغطه على شفتيها بقوه في محاوله منها لمنع اظهار ارتجافها هذا ظلت صامته دون ان تجيبه. غير راغبه باخباره انها لم و لن تنفق جنيهاً واحداً من تلك الاموال...
استرد داغر ببرود عندما ظلت صامته
=اشتري اللي عايزاه و كده كده الفاتوره هتتحول على حسابي...
ليكمل بينما بدأ يستبدل بدلته ببدله اخري مرتدياً قميصاً اسود.
=شهيره هي اللي هتخترلك الفستان على ذوقها...
رفعت داليدا رأسها بحده و قد انتفض جسدها بغضب عند سماعها كلماته تلك هتفت بحده وعينيها تلتمع بقسوه
=ليه ان شاء الله، هلبس على ذوقها شايفني عيله صغيره و مامتها هتخترلها لبسها...
قاطعها داغر بصرامه ضاغطاً بقوه على فكه محاولاً التحكم في غضبه الذي لا يزال مسيطراً عليه
=شهيره انا بثق في ذوقها، و هتبقي عارفه كويس ايه اللي يناسبك في مناسبه مهمه زي دي...
هزت رأسها هاتفه بصوت لاهث رافض
=انا مش هلبس على ذوق حد...
لتكمل بصوت قاطع حاد بينما تخطو عدة اقدام نحوه و الغضب يتطاير من عينيها. ناكزه اصبعها بقسوه في صدره العضلي الصلب
=مش هسمحلك تلغي شخصيتي.
انا ليا ذوقي اللي اقدر اختار به اللي البسه كويس. فاهم...
قبض داغر على اصبعها الذي كانت تنكز صدره به معتصراً يدها بقسوه في قبضته مغمغماً من بين اسنانه بغضب متجاهلاً صرختها المتألمه.
=و انا ذوقك ده مبثقش فيه، و لا يهمني
هتفت داليدا بينما تحاول جذب يدها من قبضته القاسيه التي كانت تعتصر يدها
=يبقي انا مش هحضر حفلات، و مش...
قاطعها داغر مزمجراً بخشونه مرعبه و نيران غضبه تزداد لهيبها اكثر و اكثر داخل صدره
=هتحضري، و الجزمه فوق رقبتك انتي شكلك نسيتي نفسك...
ليردف دون رحمه او شفقه بينما قبضته تزداد قسوه حول يدها مما جعلها تطلق صرخه متألمه.
=انتي مجرد لعبه اشترتها بفلوسي علشان تمثل الدور اللي انا اخترتهولها، 10 دقايق وتكوني تحت. فاهمه
انهي جملته محرراً يدها من قبضته دافعاً اياها بقسوه إلى الخلف مما جعلها تترنح مكانها بينما التقط هو سترة بدلته مسرعاً لمغادرة الغرفه مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان...
وقفت داليدا تضم يدها المتألمه إلى صدرها منفجره في بكاء مرير بشهقات متألمه حاده فقد قام بتذكيرها جيداً بمكانتها المتدنيه بحياته فهي بالنسبه اليه ليست امرأه رخيصه قبلت ان تبيع نفسها مقابل ماله لذا يجب عليها ان تنفذ اوامره التي يرغب بها طوال المده التي يريدها ان تستمر في حياته...
رفعت يدها تتفحصها لتجدها قد بدأت بالتورم بعض الشئ مما جعل بكاءها يزداد بقوه لكنها اسرعت منتفضه بمكانها بذعر عندما صدح طرق على باب الغرفه يتبعه صوت الخادمه
=داليدا هانم، شهيره هانم بتبلغ حضرتك انها مستنيه تحت...
قامت بمسح وجهها الغارق بالدموع بيد مرتجفه غير راغبه بان يراها احد بحالتها تلك، بينما تجيبها بصوت لاهث جعلته هادئ قدر الامكان
=طيب يا انعام، 5 دقايق و هكون معها...
من ثم اتجهت إلى الحمام لكي تغسل وجهها وقد وصلت اخيراً إلى قرارها بانه اذا كان يرغب بها ان تصبح دميه يحركها كيفما يشاء فهي ستلبي له رغبته تلك فهي لم يعد لديها طاقه حتى تحاربه...
وقفت داليدا تطلع إلى الفستان الذي تصر شهيره على شراءه لها باشمئزاز فقد كان اقل ما يقل عليه انه بشع التفت اليها قائله باقتضاب
=بس ده وحش اوي يا شهيره، هلبس حاجه زي دي ازاي...
رمقتها شهيره بطرف عينيها كما لو انها تشعر بالملل من حديثها هذا
=قولتلك دي الموضه
لتكمل مرمقه اياها من اعلي حسدها لاسفله بازدراء
= بعدين انتي محجبه و ده اللي يليق عليكي...
قاطعتها داليدا بغضب.
=ايه علاقه الحجاب، بان البس فستان بشع زي ده مين عنده ذوق يلبس حاجه زي دي اصلاً، و لو على الحجاب ففي فساتين للمحجبات كتير حلوه و شيك...
رسمت شهيره ابتسامه بارده على وجهها قبل ان تقترب منها مقرره تغيير لهجتها السابقه معها
=طبعاً يا حبيبتي انا مقصدش حاجه، انا قصدي ان في وسطنا محدش بيبص على تصميم الفستان قد ما بيبص على ماركته والمصمم اللي عمله...
لتكمل بينما تمرر يدها ببطئ فوق طيات الفستان الذي اخترته.
=اللي مش عجبك ده تمنه 100 الف دولار.
هزت داليدا رأسها بقوه بينما تتفحص الفستان باعين متسعه بالصدمه غير مصدقه بانه يمكن دفع مبلغ ضخم بهذل الشكل من اجل فستان بهذا القبح
=ليه، 100 الف دولار على ايه اصلاً
اطلقت شهيره ضحكه مصطنعه رنانه قبل ان تجيبها بتعالي
=علشان اسم المصمم اللي عليه، هو ده الحال في وسطنا...
لتكمل بخبث راسمه على وجهها ابتسامه هادئه.
=بعدين انتي ليه محسساني انك من عالم تاني ما انتي اكيد حضرتي حفلات كتير و عارفه كل اللي بقوله ده كويس...
ارتبكت داليدا فور سماعها كلماتها تلك مررت يدها فوق حجابها متصنعه انشغالها بتعديله فكيف يمكنها ان تخبرها انها لم تحضر من قبل اي من حفلات هذا الوسط فقد كات شقيقها يحضر دائماً الدعوات التي كانت ترسل اليهم بمفرده او برفقة احدي نسائه...
استدارت شهيره متناوله فستان اخر قائله بينما تشير به نحو داليدا.
=اومال لو شوفتي فستاني بقي هتقولي اي...
تطلعت داليدا بصدمه نحو الفستان الذي بين يديها فقد كان ابشع بكثير من فستانها همست بدهشه غير مصدقه بانها سترتدي مثل هذا الشئ
=انتي هتلبسي ده،؟!
هزت شهيره كتفيها قائله بثقه
=طبعاً، و كل ستات الحفله هيتجننوا عليه كمان، لان فستاني وفستانك متصمم لنا مخصوص مفيش زيه كفايه ان اسم هادي المؤمني عليه ده اكبر لمصمم العالمي...
هزت داليدا رأسها بقلة حيله غير مصدقه كل هذا التملق الكاذب من اجل فساتين بهذا القبح والبشاعه.
لكنها وافقتها بالنهايه بينما تشيح وجهها بحسره بعيداً عن الفستان الرائع الذي اخترته بوقت سابق و رفضته شهيره مذكره نفسها بقرارها السابق فاذا كان داغر يرغب بان ترتدي على ذوق ابنة عمه فليكن كما يريد، كما يجب ان تمون صريحه مع ذاتها فهي لا يمكنها ان تجادل شهيره كثيراً حول هذا الفستان فهي بالفعل لا تعل شئ عن تلك الحفلات وبالطبع لا ترغب ان تكون محل سخريه من قبل الحاضرين.
بعد مرور عدة ساعات...
كانت داليدا جالسه على الفراش تثني قدميها اسفلها بينما تراقب من اسفل مجلتها داغر الذي كان يرتدي ملابسه استعداداً للحفل انحبست انفاسها داخل صدرها فور ان وقعت عينيها عليه فقد كان وسيماً للغايه ببدله السهره السوداء التي زادت من وسامته اضعاف مضاعفة فقد ابرزت طوله الفارع وعرض منكبيه و عضلات جسده الصلبه الرائعة استفاقت من تأمله لها عندما استدار نحوها قائلاً بحده.
=هتفضلي قاعده مكانك كده كتير ما تقومي تجهزي نفسك، مفضلش غير نص ساعه و الحفله تبدأ...
اجابته داليدا بحده مماثله بينما تلقي المجله من يدها فوق الفراش و هي تلعن نفسها على غبائها و ضعفها نحوه فكيف نست كلماته القاسيه لها و ما فعله معها فلازالت يدها متورمه و تؤلمها بسببه...
=قولتلك لما تخلص، هبدأ اجهز...
لتكمل بنبره ذات معني بينما ترمقه بازدراء
=مش هلبس ادام واحد زيك اكيد.
وضع بحده زجاجة العطر التي كانت بيده فوق الطاوله بصوت مرتفع مزمجراً بشراسه و قد اشتغل غضبه مره اخري
=لمي لسانك احسنلك، علشان انا ماسك نفسي بالعافيه...
وقفت داليدا على عقبيها فوق الفراش هاتفه بحده بينما تضع يدها فوق خصرها
=فاضل ايه لسه هتعمله، ايه هتضربني، و لا هتربط ايدي المره دي في السقف...
لتكمل بازدراء وقسوه
=اقول ايه، ما انت فعلاً سادي...
ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع متراجعه إلى خلف بتعثر فوق الفراش م عندما رأته يلقي الفرشاه التي كانت بيده وترتطم بحده بالمرأه و هو يطلق لعنه حاده قاسيه...
اقترب منها بخطوات مشتعله بالغضب ممسكاً بذراعها جاذباً اياها بقسوه من فوق الفراش لتصبح واقفه على قدميها امامه لا يفصل بينهم سوا عدة انشأت بسيطه، زمجر بالقرب من اذنها وقد خرج صوته اجشاً بهسيس مرعب.
=قسماً بالله يا داليدا، لو نطقتي كلمة سادي دي تاني، لهعرفك يعني ايه اكون سادي بحق، فاهمه.
ظلت داليدا تتطلع إلى وجه القاتم بتعبير موحش بصمت غير قادره على النطق لكنها انتفضت فازعه بمكانها عندما هتف بشراسه
=فاهمة...
هزت رأسها بقوه بالايجاب و عينيها متسعه بالخوف مسلطه عليها...
حرر ذراعها من قبضته متراجعاً إلى الخلف بينما يعدل من بدلته
=نص ساعه و تبقي تحت قدامي...
ثم تركها و غادر الغرفه تاركاً اياها تتطلع بصدمه و وجه محتقن بالباب الذي اغلقه خلفه بقوه...
بعد ساعه...
وقفت داليدا تطلع إلى مظهرها في المرأه شاعره بالحنق فقد كان الفستان لا يمكن وصفه فكلمه بشع قليله عليه...
ترددت في ان تقوم بنزعه و ارتداء احدي فساتينها التي تملئ خزانتها فقد كانت تهوي شراءها برغم انها لم ترتدي اياً منها خارج المنزل...
زفرت بحنق لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله اتقوم بتبديله باحدي فساتينها لكنها لم تكن ذات ماركه او غاليه مثل هذا الفستان...
حاولت تهدئت ذاتها فشهيره سترتدي فستان ابشع من هذا بكثير كما ان شهيره قد اكدت لها بان معظم النساء بالحقل سترتدي مثله او ان لم يكن اسوء منه.
زفرت باستسلام قبل ان تلتف وتتجه نحو باب الغرفه بخطوات بطيئه مترتده.
بعد عدة دقائق...
وقفت داليدا امام القاعه الخاصه بالقصر التي يقام بها الحفل شاعره بالتردد من الدخول غافله عن نظرات الخدم المنصدمه التي يرمقونها بها بينما يدلفون إلى القاعه...
تنفست بعمق قبل ان تخطو داخل القاعه شعرت بيديها ترتعش من شدة التوتر لكنها قبضت عليها بقوه محاوله السيطره على ارتجافها هذا...
توقف الجميع عن التحدث فور دخولها حيث التف رؤوس الجميع نحوها تابعتها نظرات الموجودين الذين كان يرمقونها بصدمه كما لو انها كائن فضائي قد سقط بمنتصف الغرفه.
احتقن وجهها بشده شاعره برغبه في البكاء عندما رأت الفساتين التي ترتديها النساء من حولها فقد كانت جميعها انيقه جذابه عكس ما ترتديه هي. بحثت عينيها بلهفه عن شهيره لعل هذا يقلل من حرجها فقد كانت ترتدي مثلها لكن فور ان وقعت عينيها عليها خرج نشيج متألم من بين شفتيها فقد كانت شهيره ترتدي فستان اخر غير الذي قامت بشراءه معها فقد كان فستانها اقل ما يقل عليه انه تحفه فنيه من شدة جماله واناقته.
شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه عليها عندما بدأ يصل اليها التعليقا الساخره التي حول مظهرها من النساء التي حولها يتبعها ضحكات ساخره مستهزئه...
حاولت التماسك حتى لا تنهار امامهم لكن فرت الدماء من جسدها من شدة الخوف عندما وقعت عينيها على داغر الذي كان يقف باقصي القاعه بوجه قاتم حاد يحدق بها بنظرات تتطاير منها شرارات الغضب الذي ينبثق من كل خليه من جسده فلو كانت النظرات تقتل لكانت وقعت صريعه من نظراته الموجهه اليها...
رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل الثامن
وقف داغر بجسد متصلب يراقب داليدا التي ركضت هاربه من قاعة الحفل تاركه خلفها ضحكات و همسات النساء الساخره من حولها بينما سعير الغضب يكوي اعماقه.
شدد قبضته بقوه بجانبيه حتى لا يرتكب جريمه اتجه نحو شهيره التي كانت تقف بنهاية القاعه زمجر بغضب فور ان اصبح امامها
=هو ده الفستان اللي قولتلك تختريه لها...
همست شهيره بصوت مرتجف بينما بدأ الذعر يتسلل بداخلها من رؤيتها لغضبه هذا.
لكنها تنفست ببطئ محاوله السيطره على ذعرها هذا مذكره ذاتها بالخطه المحكمه التي وضعتها
=لا، طبعاً، ازاي تفكر ان ممكن اختار فستان زي ده لمراتك. انا اخترتلها فستان تاني خالص...
لتكمل سريعاً بارتبارك عندما رأت علامات الشك فوق وجهه اخذت تبحث بهاتفها عدة لحظات قبل ان تضعه امام وجهه المقتضب.
=لو مش مصدقني ادي صورة الفستان اللي اخترتهولها هتلاقيني بعتهالك الصبح علشان تشوفه و تقول رأيك فيه قبل ما اشتريه بس انت مشوفتش المسدج...
اخذ داغر يتفحص الصورة التي كانت تتضمن دابيدا و هي ترتدي فستان فضي الرائع باعين حده مشتعله غاضبه حتى اخفضت شهيره الهاتف بينما تردف بعصبيه.
=لو لسه مش مصدقني هتلاقي الفستان في دولابها، انا معرفش جابت الفستان المعفن اللي لبسته ده منين و مش عارفه عملت كده ليه اصلاً استفادت ايه...
ابتلعت باقي جملتها عندما رأت داغر يبتعد عنها بخطوات سريعه نحو باب القاعه و جسده متصلب ينبثق منه الغضب مما جعلها تسرع و تلحق به قابضه على ذراعه هامسه بلهاث حاد.
=رايح فين يا داغر و سايب حفله مهمه زي دي، هتروح وراها ليه، ما تسيبها قاعده فوق و كفايه الفضيحه اللي حصلت بسببها...
قبض داغر على يدها التي فوق ذراعه منفضاً اياها بقسوه بعيداً وهو يزمجر بفحيح حاد
=ميخصكيش اللي بيني و يين مراتي و لو على الفضيحه...
ليكمل بسخريه لاذعه بينما يشير برأسه نحو طاهر الذي كان يقف امام احدي الطاولات و بين يديه كأس من الخمر
=الحقي انتي جوزك قبل ما يسكر زي عادته و يفضحنا.
تراجعت شهيره إلى الخلف بعينين متسعه تلتمع بالاهانه كما لو قام بصفعها التفت تتطلع نحو زوجها الذي كان بالفعل قد انهي نصف زجاجه من الشراب من ثم التفت مره اخري إلى داغر مغمغمه بذعر
=داغر الحقه قبل ما...
لكن ابتلعت باقي جملتها عندما وجدت نفسها تتحدث إلى الفراغ فقد تركها و كان بالفعل يصعد الدرج بخطوات سريعه حاده...
فور ان دخلت داليدا إلى غرفتها بدأت بنزع الفستان الذي ترتديه ساحبه اياه بقوه من فوق جسدها مما جعله يتمزق بعض الشئ لكنها لم تبالي واصبحت تسحبه بقوه اكبر من عليها يث اصبح اهم شئ في حياتها الان هو الخروج من هذا الفستان الذي يذكرها بقسوه بمدي الحرج و الاهانه الذي تعرضت اليهم بسببه...
اطلقت صرخه حاده و هي تلقيه على الارض و اخذت تضربه بقدميها بهستريه مخرجه به كل غضبها حتى انهارت جالسه على الارض باحدي اركان الغرفه تضم ساقيها العاريه إلى صدرها.
خرج نشيج حاد من فمها فور تذكرها نظرات الجميع التي كانت موجهه عليها و ضحكاتهم الساخره التي لازالت تصدح بأذنها اخرجت انين متألم من بين شفتيها راغبه بان تنشق الارض و تبتلعها اسفلها لعل هذا يريحها فقد وقعت بكل سذاجه في مكيده قد نصبتها لها شهيره لا تعلم لما فعلت ذلك، لما خدعتها و تسببت باحراجها بهذا الشكل فقد كذبت عليها مستغله عدم خبرتها في حضور مثل تلك الحفلات هزت رأسها بقوه. لا، لا كيف يمكن لشهيره ان تعلم بانها لم تحضر من قبل حفله مثل تلك...
لكن هذا لا يمنع انها قامت بالكذب عليها و اوهمتها بانها سترتدي فستان مماثل لقبح فستانها لكنها كان ترتدي فستاناً اخر، فستان يخطف انفاس من يراه...
انتفضت بمكانها فازعه عندما انفتح باب الغرفه فجأه و دلف داغر إلى الغرفه بوجه قاتم ارعبها فقد اشبه لبركان ثائر يسير على قدمين راقبت باعين متسعه بالذعر وجهه المقتضب الحاد، و الغضب الذي ينبثق من خلايا جسده...
صرخت فازعه عندما اتجه نحوها و قبض على ذراعها بقسوه رافعاً اياها منه لتصبح تقف بمواجهته زمجر بفحيح غاضب
=ارتحتي، ارتحتي لما...
لكن تجمدت باقي الجمله على شفتيه فور ان رأي مظهرها الذي تقف به امامه، اشتعلت رغبته بها على الفور.
لكن تبخرت تلك الرغبه عندما وقعت عينيه على الفستان ذات اللون الفضي الذي ارته صورته شهيره قبل قليل موضوع باهمال فوق الفراش لتتأكد شكوكه بانها تعمدت عدم ارتداء الفستان الذي قامت شهيره باختياره لها و ارتدت ذاك الفستان الذي اشبه بملابس المهرجين حتى تقوم باحراجه امام شركائه بالعمل...
زمجر بشراسه بينما يهزها بقوه من كتفيها
= وصلتي للي عايزاه،؟!
شعرت داليدا بالغضب يشتعل داخل صدرها دفعت يديه الممسكه بكتفيها بعيدا هاتفه بانفس لاهثه بينما تشير إلى الفستان ذات اللون الاسود والاحمر والالوان الاخري المتعدده الملقي فوق الارض ممزقاً
=انت اللي وصلت للي انت عايزه انت و بنت عمك مش انا...
لتكمل بحده مشيره إلى الفستان الممزق الملقي فوق الارض
=لما خاليتوا كل اللي في الحفله يضحكوا و يتريقوا عليا...
قاطعها داغر هاتفاً بقسوه.
=لما انتي خايفه على شكلك كده اوي ملبستبش ليه الفستان اللي اخترتهولك شهيره.
قاطعته بشراسه بينما تلتقط الفستان الممزق وتلقيه نحوه
=لبسته، لبسته و خلتوني شبه المهرج قدام كل الناس...
اتجه داغر بصمت نحو الفراش و التقط من فوقه فستاناً بلون فضي ذات تصميم رائع، تعرفت عليه على الفور فهذا الفستان الذي اعجبت به و كانت تريد شراءه لكن شهيره رفضت و قالت انه لا يناسب الحفل، كما ان ثمنه غير باهظ كالأخر حتى تشتريه و تتباهي به امام زوجات شركاء زوجها...
افاقت من افكارها تلك عندما القي الفستان نحوها مما جعله يرتطم بوجهها بقسوه و هو يهتف بشراسه بثت الرعب بداخلها
=اومال ده يبقي ايه...
هزت داليدا رأسها بقوه هامسه بصوت لاهث حاد و عينيها مسلطه فوق الفستان الذي اصبح اسفل قدميها
=الفستان ده، عجبني و كنت هشتريه بس شهيره معجبهاش و قالت انه مش لايق للحفله ايه اللي جابه هنا...
قاطعت جملتها عندما اندفع نحوها قابضاً على ذراعها بقسوه مؤلمه هاتفاً بخشونه و عصبيه مفرطه.
=بطلي كدب. انتي ايه حياتك كلها كدب في كدب، عايزه تفهميني انك لبستي فستان زي ده علشان شهيره اخترته ليكي ايه مالكيش عقل ولا ذوق...
بعدين غبائك صورلك ايه ان لما تعاندي و تلبسي حاجه بالقرف ده انك كده بتحرجيني انا...
ليردف دون رحمه او شفقه للألم الذي ارتسم على وجهها
=بس اللي اتريق و ضحك مضحكش عليا، ضحك على مراتي اللي كانت شبه البلايتشو...
تجمدت باقي الكلمات على شفتيه وقد افاق من فورة غضبه تلك وقد تصلب بمكانه بينما قبضة حاده تعتصر قلبه عندما رأها تنفجر باكية بينما تتراجع إلى الخلف بخطوات متعثرة بعيداً عنه و وجهها شاحب بشده واضعه يديها فوق وجهها تخفيه عنها بينما شهقات بكائها تتعالي بقوة
وقف عدة لحظات يتطلع بصدمه إلى مظهرها هذا بينما الضغط الذي قبض على صدره يهدد بسحق قلبه.
اقترب منها سريعاً محيطاً كتفيها بلطف محاولاً جذبها بين ذراعيه لكنها فور ما ان شعرت بلمسته تلك حتى انتفضت مبتعده عنه اطلق لعنه حاده بينما يراقبها تتراجع إلى الخلف بقوه حتى كادت ان تسقط على الارض هتفت من بين شهقات بكائها
=ابعد، ابعد عني...
وقف داغر بجمود بمكانه يتطلع اليها شاعراً بالعجز و الغضب في ذات الوقت من نفسه، مرر يده بقسوه بشعره لا يصدق بانه قد اصبح ضعيفاً نحوها بهذا الشكل ففي اقل من ثانيه تبخر غضبه منها فور ان رأها تبكي متناسياً الاهانه التي عرضته اليها امام شركائه في العمل...
تنفس بعمق محاولاً تهدئت ذاته و قد بدأ ينتبه إلى جسدها الشبه عاري مما جعل الرغبه تضرب جسده بقوه مره اخري...
اسرع بالتقاط الفستان الفضي من فوق الارض من ثم اقترب منها واضعاً اياه فوق رأسها محاولاً البسها اياه...
اخذت داليدا تقاومه و هي تصرخ معترضه لكنه قبض على خصرها بذراعه مسيطراً على حركتها بينما يكمل انزال الفستان على جسدها...
ابتعد عنها متمتماً بحده وعينيه منصبه على الفستان ابذي اصبحت شبه ينسدل فوق جسدها
=كملي باقي لبسك، علشان اتأخرنا على الناس تحت...
هتفت داليدا بصوت مرتعش ضعيف بينما تمسح بحده وجهها من الدموع العالقه به
=مش هنزل تحت تاني، ايه مش مكفيك البهدله اللي اتبهدلتها...
زمجر بحده بينما يقبض على دديه بقوه
=مش بمزاجك، تقولي هتنزلي او متنزليش...
ليكمل بقسوه بينما يسرع بالقبض على يدها التي كانت تحاول الوصول إلى السحاب الخلفي للفستان لكي تفتحه
=انتي اللي عليكي تنفذي اللي بقوله بس...
هتفت داليدا بحده بينما تحاول بضراوه نزع الفستان عنها.
=مش هيحصل، لو على رقبتي مش هنزل تحت...
اعتصر خصرها بأصابعه بقسوه حتى تأوهت متألمه بصوت منخفض لم يثير به الشفقه ليزيد من اعتصاره له اكثر وهو يتمتم بصوت قاسى حاد
=لو مش هتنزلي قدامي بالذوق هنزلك انا بطريقتي و ساعتها هتعرفي ان تريقتهم على فستانك مش هاتيجي حاجه جنب اللي هيحصل...
شحب وجهها فور سماعها كلماته تلك مدركه انه قادر على تنفيذ تهديده هذا...
همست بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه، بينما تتمسك بسترة بدلته بضعف و اليأس يسيطر عليها تشعر بالموت اهون عليها من مواجهة هؤلاء الناس مره اخري
=وحياة اغلي حاجه عندك يا داغر، بلاش تعمل فيا كده، مش هتحمل تريقتهم عليا تاني...
وقف يتطلع اليها عدة لحظات بتردد و ضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت تنظر اليه بعينيها المغرورقتين بالدموع لكنه نفض بعيداً شعوره هذا مزمجراً بقسوه بينما يخطو للخلف بعيداً عنها.
=قدامك 10 دقايق، تجهزي نفسك فيهم...
ليكمل بينما يتجه للخارج
=هعمل مكالمه برا تكوني خلصتي
ثم تركها و اتجه نحو الخارج بينما ظلت هي جامده بمكانها عدة لحظات قبل ان تتجه نحو الحمام ببطئ لكي تغسل وجهها و تتجهز مره اخري...
بعد مرور ربع ساعه.
دلف إلى الحفل كلاً من داغر و داليدا التي كانت تحاول السيطره على ارتجاف جسدها بينما الحراره تضرب وجهها من شده الحرج تسلطت انظار الجميع عليهم على الفور مما جعلها تقبض على يد داغر الممسكه بها هامسة بصوت منخفض بينما عينينها تمر بارتباك و حرج بين على وجوه الحاضرين
=داغر علشان خاطري سبني اطلع اوضتي...
لكنه شدد قبضته حول يدها بصمت متجهاً بها إلى داخل القاعه ظنت انه سيترك يدها ما ان يصلوا إلى للمكان المخصص لهم لكن على العكس من ذلك ظل ممسكاً بيدها بين يده...
كانوا يقفون مع مجموعه من شركائه في العمل يتحدث داغر باهتمام مع الرجال عن الاعمال الخاصه بهم بينما النساء كانوا يتحدثون في امورهم المعتاده حاولت داليدا رسم ابتسامه لطيفه على وجهها و هي تتصنع الاستماع إلى حديث المرأه التي تقف بجانبها محاوله تجاهل نظرات باقي النساء الساخره المنصبه عليها...
غمغمت منال زوجه احدي شركاء داغر بصوت مرتفع جذب انتباه جميع الحاضرين...
=لكن مقولتلناش يا داليدا هانم الفستان اللي كنت لبساه في اول الحفله ده تصميم مين،؟!
لتكمل بخبث و فوق وجهها ترتسم ابتسامه ساخره بينما تسدد إلى باقي النساء الاخريات نظره ذات معني
=بصراحه متزعليش مني الفستان كان بشع اوي. هو صحيح تصميم هادي المؤمني لكن هادي عمل الفساتين اللي زي دي علشان يكسر بها الروتين في عروض الازياء بتاعته مش علشان حد يشتريها، لان استحاله حد ممكن يلبس فستان بالبشاعه دي...
شحب وجه داليدا بشده من شدة الحرج فور سماعها كلماتها تلك شاعره برغبتها في البكاء تعاود اليها...
اردفت منال بسخريه لاذعه عندما ظلت داليدا صامته
=شكل داليدا هانم زعلت مني و لا ايه...
قاطعها صوت داغر الحاد القاطع الذي كان يتابع ما يحدث باهتمام
=داليدا مزعلتش قد ما هي مش عارفه تقولك هي اختارت الفستان ده ليه...
رفعت داليدا وجهها اليه بصدمه و قد ازداد شحوب وجهها اكثر من شدة الخوف من ان يخبر الجميع عن ظنونه السيئه بها...
همست بصوت مرتجف محاوله منعه عن فعل ذلك.
=داغر...
لكنه تجاهلها قائلاً بهدوء و هو يحيط كتفيها بذراعه
=انا اللي اخترت لداليدا الفستان ده، و طبعاً مرضيتش ترفض تلبسه و تحرجني...
ليكمل بمرح و على وجهه ترتسم ابتسامه لعوب
= خافت تكسفني و تقولي بصراحه اني ذوقي وحش و ان ده فستان مينفعش يتلبس...
من ثم انحني مقبلاً جبينها بحنان قائلاً
=حبيبتي الطيبه...
اخذت داليدا ترفرف بعينيها بصدمه من كلماته تلك فلم تتوقع ابداً ان يلقي اللوم على نفسه حتى ينقذها من هذا الموقف الحرج. استمعت إلى تنهيدات النساء التي كانت ترمقها بنظرات تملئها الحسد
بينما غمغم احدي شركاء داغر قائلاً بينما يتحدث إلى زوجته
=شايفه الستات اللي بجد يا منال. مرضيتش تزعل جوزها ولبست فستان زي ده، مش زيك مفيش اي حاجه تعجبك...
هتفت منال بتحذير مختلط بالغضب بينما تنكزه في صدره بمرفقها بقوه
=محمود...
لكن محمود تجاهلها ليكمل بينما يوجه حديثه لداغر و عينيه مسلطه على داليدا تلتمع بتقدير و اعجاب واضح
=يا بختك يا داغر بيه حقيقي يا بختك...
لكنه اسرع بابعاد نظراته بعيداً عنها عندما رأي الغضب الذي ارتسم على وجه داغر و النظره الشرسه التي يزجره بها متمتماً بخوف و ارتباك عندما زجره
=طبعاً، انا اقصد انها بتحبك و مش بترضي ترفضلك طلب...
شدد داغر من ذراعه حول جسد داليدا بتملك واضح للجميع مقرباً اياها حتى اصبحت ملتصقه به بينما يجيبه بحده
=فاهم قصدك كويس متقلقش...
لكن جذب انتباههم الهمهمات المنخفضه التي ملئت المكان بينما جميع انظار الحاضرين انصبت نحو باب القاعه التفت داليدا تطلع نحو ما يجذب انتباههم لتشهق بصدمه فور ان رأت شهيره تقف بباب القاعه و هي ترتدي الفستان البشع الاخر الذي اشترته معها و اخبرتها انها سوف ترتديه هي ايضاً.
شعرت داليدا بالارتباك لماذا ارتدت هذا الفستان فقد كان بشع ذات اللون متعدده غير متناسق و تصميمه فضفاض كيف ارتدته رغم معرفتها للسخريه التي تعرضت لها عندما ارتدات فستان اقل بشاعه بكثير من فستانها هذا، خاصة و انها كانت ترتدي فستان اخر انيق يخطف الانفاس لما قامت بتغييره.
اخذت داليدا تتفحصها و هي لازالت لا تستطيع استاعب ما يحدث فقد كانت شهيره واقفه بوجه شاحب للغايه تتلفت حولها بتوتر واضح و هي تتمسك باطراف فستانها هذا بقبضه مشتده بينما تحيطها النساء الذين بدأ ضحكاتهم تتعالي بينما تلقي بعضهم تعليقات ساخره حول مظهر شهيره بهذا الفستان...
شعرت داليدا بالارتباك لا تعلم ايمكن ان تكون قد اساءت الظن بها و هي بالفعل اشترت لهم هذه الفساتين بصفو نيه بالتأكيد ظلمتها والدليل على هذا ارتدائها هي ايضاً هذا الفستان البشع الذي ابتعته معها...
التفت إلى داغر الذي كان يتابع ما يحدث بوجه متصلب حاد همست بحرج بينما ترفع وجهها اليه
=داغر، انا شكلي ظلمت شهيره، هي...
قاطعها داغر الذي احاط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحوه لتلتصق به بلطف انحني هامساً باذنها بصوت منخفض غريب
=شكلك طيبه فعلاً يا بنت الراوي...
ابعدت داليدا رأسها للخلف هامسه بارتباك
=هو في ايه انا مش فاهمه حاجه.؟!
قربها منه مره اخري محيطاً خصرها بصمت دون ان يجيبها وقد تركزت عينيه على شهيره التي كان يتابع معاناتها بسخريه وهو يتذكر ما حدث بعد خروجه من غرفتهم و تركه لداليدا لكي ترتدي فستان اخر غير ذلك الذي كان يشبه ملابس المهرجين...
فلاش باك...
استدعي داغر. شهيره إلى غرفة مكتبه حتى يتأكد مما حدث فقد كان الحرج و الحزن الذي تشعر به دليدا بسبب ما تعرضت له بالحفل كان صادقاً لا يمكنه تكذبيها.
كما لا يمكنها ان تعرض نفسها لمثل هذا الحرج و السخريه من اجل ان تنتقم منه فقط.
ولا يزال يؤثر به بكاءها امامه بهذا الضعف فمظهرها الشاحب و هي واقفه بمنتصف قاعه الحفل والجميع يسخرون منها لا تزال ترافقه معذبه اياه فقد كان يرغب وقتها ان يطيح بهم جميعاً خارج منزله لكنه تمالك اعصابه باعجوبه.
فور دخول شهيره إلى مكتبه و هي ترتدي فستانها نبيذي اللون الرائع هاتفه باعين يرتسم بهم الحزن بينما توجه حديثها إلى داغر الذي كان منشغلاً بالتحدث بهاتفه...
=داغر الناس مش مبطله ضحك و تريقه على داليدا لحد دلوقتي مش عارفه اعمل ايه بج...
لكنها ابتلعت باقي جملتها و قد اتسعت عينيها برعب فور ان سمعت الصوت الذي يخرج من هاتف داغر الذي كان يشغله على نكبر الصوت.
=داغر بيه، اؤمرني معاك هادي المؤمني المساعد بتاعي بلغني انك عايزني خير اتفضل...
شحب وجه شهيره فور ادركها ان داغر يتحدث مع صاحب دار الازياء التي اشترت منها الفساتين
مما يمكن ان يعرض خطتها للانكشاف
اجابه داغر بينما عينيه مسلطه على شهيره يتفحصها باعين تلتمع بالقسوه
=هادي. كنت عايز اعرف منك شهيره هانم الدويري اشترت منك كام فستان النهارده...
اجابه هادي بهدوء بعد ان سأل مساعده ان يتطلع على الدفاتر الخاصه بزبائن اليوم
=اشترت 4 فساتين، يا داغر بيه
ليكمل هادي بتوتر
=خير يا داغر بيه فيهم مشاكل او حاجه،؟!
اجابه داغر بهدوءبينما عينيه لازالت على شهيره التي كانت على وشك البكاء
=لا ابداً مفيش حاجه.
بس عايزك تبعتلي صور الفساتين دي حالاً...
اجابه هادي بهدوء من الطرف الاخر للهاتف
=اوامرك، ثواني و هيكونوا عند حضرتك، اي اوامر تانيه يا باشا.
اجابه داغر نافياً قبل ان يغلق معه الهاتف من ثم ظل بمكانه يتطلع نحو شهيره التي كانت واقفه بوجه شاحب مرتعب حتى صدح صوت تنبيه بهاتفه يدل على وصول الصور التي اسرع بفتحها على الفور.
اهتز جسده بشده فور رؤيته للفستان الذي ارتدته دليدا اليوم بالحفل بالاضافه إلى اخر مماثل له بالبشاعه ان لم يكن ابشع منه بكثير و اخر رائع الذي وجده بغرفه داليدا و اخر الذي ترتديه شهيره الان.
انتفض داغر واقفاً على قدميه و الغضب يشتعل في كل خليه من جسده مما جعل شهيره تتراجع إلى الخلف هامسه بتلعثم وخوف
=داغر. داغر انت مش فاهم. انا. انا عملت كده علشان ه...
قاطعها داغر بحده بينما يقبض على ذراعها جاذباً اياها منه بقسوه
=علشان تهيني مراتي و تحرجيها قدام كل اللي في الحفله هيكون علشان ايه يعني...
همست شهيره بصوت مرتجف وقد ارعبها مظهره المظلم هذا
=لا مش كده ان...
قاطعها بغضب بينما يشير إلى احدي الصور بهاتفه
=الفستان التاني ده انتي اكيد اشترتيه لنفسك علشان تقنعي داليدا انها تلبس الفستان المعفن اللي اخترتهولها مش كده...
ليكمل عندما ظلت صامته تطلع نحوه بوجه يرتسم عليه معالم الارتعاب بينما شفتيها ترتجف بقوه خائفه من ان تفتح فمها و تنفي كاذبه حتى لا يصيبها غضبه...
=الفستان ده تطلعي تلبسيه حالاً وتنزلي به الحفله...
خرجت شهيره من صمتها هاتفه باستنكار و رعب.
=البس ايه، انت عايز تفضحني يا داغر...
صاح مقاطعاً اياها مقرباً وجهه منها يتطلع اليها باعين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها سريعاً بخوف
=ايوه عايز افضحك، زي ما فضحتي مراتي و فضحتني...
ليكمل بينما يتجه نحو باب الغرفه
=5دقايق يا شهيره و تبقي تحت في الحفله بالفستان اللي قولتلك عليه، لو كلامي متنفذش يبقي متلوميش ساعتها الا نفسك...
من ثم غادر الغرفه تاركاً شهيره تقف بمنتصف الغرفه بوجه شاحب كشحوب الاموات و اعين غارقه بالدموع عالمه بانها ليس امامها خيار سوا ان تنفذ اوامره حتى تتقي شره فهي تعلم جيدا كيف يكون داغر عندما يكون غاضباً...
نهاية الفلاش باك...
راقب داغر شهيره و هي تقترب منهم بخطوات متعثره بسبب ضحك المدعوين على مظهرها همست فور ان اقتربت منهم بانفس لاهثه وقد كان وجهها شاحب اللون.
=داغر علشان خاطري كفاية كده. و سبني اطلع اغير هدومي انا اتهزقت جامد
غمغم داغر ببرود بينما يلتف إلى داليدا التي كانت تتابع ما يحدث بوجه محتقن من شده الغضب وقد ادركت ما يحدث فشهيره ما ارتدت هذا الفستان الا بأوامر من داغر الذي بالتاكيد قد علم بانها نصبت لها فخ لكنها لا تعلم كيف علم هذا فهو عندما خرج من غرفتهم كان يكذبها هي و يصدق ابنة عمه.
=والله يا شهيرة دي حاجه مش في ايديا اقررها، عندك داليدا اهها هي اللي هتقرر تغيريه، ولا تفضلي طول الحفله به...
تطلعت شهيره نحو داليدا بوجه عاصف من الغضب بينما تجز على اسنانها بقوه لا تصدق بانه يترك تحديد مصيرها بيد تلك الحقيره الحمقاء لكنها حاولت تهدئت غضبها هذا راسمه على وجهها الحزن في محاوله منها استعطاف داليدا هامسه بصوت منخفض اظهرت به مدي بؤسها.
=داليدا، انا عارفه اني غلطت في حقك. سامحيني علشان خاطري و صدقيني اللي حصل ده مش هيتكرر تاني...
لتكمل باعين تلتمع باللهفه و الامل
=هاااا اطلع اغير الفستان ده.؟!
اجابتها داليدا بهدوء بينما تهز كتفيها ببرود
=و تغيريه ليه يا شهيره. قصدك يعني علشان شكله وحش و يقرف...
لتكمل تعيد عليها كلماتها السابقه لها بينما ترسم على وجهها ابتسامه واسعه.
=متبصيش، للشكل المهم اسم المصمم اللي عليه ده حتى ب100الف دولار و كل الستات اللي هنا هتجنن عليه...
اشتعل وجه شهيره بنيران الغضب بينا تطلع نحوها بحقد عالمه انها ترد اليها ما فعلته بها لملمت اطراف فستانها المتناثر حولها بغضب قبل ان تبتعد عنهم وهي تغمغم بكلمات غاضبه غير مفهومه من ثم اتجهت إلى اخر القاعه جالسه باحدي الاركان محاوله بقدر امكانها الاختباء عن اعين الحاضرين...
التفت داليدا إلى داغر لتجده يتطلع نحوها و نظره غريبه ترتسم بعينيه لاول مره تراها بينما ترتسم على شفتيه ابتسامه رائعه خطفت انفاسها همست بحده بينما تهز رأسها بتساؤل
= بتضحك على ايه،؟!
جذبها نحو دون ان يجيبها متجهاً بها نحو قاعة الرقص من ثم احاطها بذراعها يضمها اليه بحنان لكنه اتخذ فجأه خطوه إلى الخلف حتى يستطيع تأملها في ذلك الفستان الخلاب الرائع الذي يرسم جسدها بطريقه تخطف الانفاس رغم احتشامه.
=الفستان ده انتي اللي اخترتيه.؟!
اومأت له داليدا برأسها بالايجاب بينما ترفع حاجبها استعداداً لهجومه لكن لمفاجأتها رفع يدها مقبلاً اياها بحنان من ثم وضعها على صدره موضع قلبه و هو لايزال يحيطها بيده هامساً باذنها بصوت منخفض اجش
=متزعليش مني، اول و اخر مره اخاليكي تلبسي على ذوق حد...
اخذت تطلع نحوه بارتباك غير قادره على فهم ما يحدث معه همت ان تسأله لكنه اسرع بجذبها بين ذراعيه مشدداً من احتضانه لها بينما يخطون ببطئ على انغام الموسيقي الهادئه...
بعد انتهاء الحفل...
خرجت داليدا من الحمام المرافق لجناحهم بعد ان قامت بتبديل فستانها إلى منامتها لكن تجمدت خطواتها فور ان رأت داغر واقفاً امام الخزانه يخرج ملابسه و يضعها بحقيبه مفتوحه و موضوعه على الفراش
ظلت واقفه تطلع نحوه بارتباك و الفضول يتأكلها لكي تعرف إلى اين سيذهب بهذه الحقيبه لكنها ظلت واقفه بصمت بمكانها رافضه ان تسأله حتى لا تظهر له اهتمامها هذا...
اخذت تفرك يديها بقوه محاوله السيطره على فضولها هذا لكنها لم تستطع و خرج السؤال من فمها قبل ان تستطع ان تتحكم به
=هو انت بتعمل ايه،؟
اجابها بسخريه مرحه دون ان يلتف اليها و اهتمامه منصب على وضع ملابسه بالحقيبه
=شايفه ايه بحضر شنطتي...
غمغمت بتعثر بينما تتقدم بالغرفه بخطوات بطيئه وهي تلوي ذراعيها بارتباك
=اقصد، يعني رايح فين.؟!
اجابها وهو لايزال يصب اهتمامه على توضيب ملابسه بالحقيبه
= مسافر استراليا...
همست بصدمه بينما تهبط جالسه على الفراش باحباط
=استراليا، دلوقتي الوقت متأخر؟!
اجابها بهدوء بينما يغلق حقيبته
=عندي اجتماع مهم كمان كام ساعه هناك...
و بعد ان انهي غلق حقيبته جلس بجانبها على الفراش اخذ يتطلع اليها عدة لحظات طويله بصمت متفحصاً اياه باعين تلتمع بالشغف فقد كانت ترتدي منامه بيضاء ذات رسومات كرتونيه بينما شعرها الناري ترفعه فوق رأسها بكعكة عشوائيه يتناثر منها بعض الخصلات الشاردة فوق عنقها الابيض الغض شعر برجفة حادة تمر بجسده و قد اصبح تنفسه متثاقل بشده قبض على يديه بقوه بجانبه حتى لا يقوم بتمريرها فوق ملامح وجهها الخلابه التقط نفساً مرتجفاً قبل ان ينحني عليها هامساً بالقرب من اذنها.
= ايه مش عايزاني اسافر،؟! ا
هتفت بتلعثم بينما تبتعد بحده بالجزء العلوي من جسدها للخلف بعيداً عن وجهه الذي اصبح لا يبعد عنها سوا انشأت بسيطه حتى سقطت للخلف على الفراش واصبحت مستلقيه عليه
=و انا مش هعوزك تسافر ليه. انا مالي كنت...
لكنها ابتلعت باقي جملتها بينما تراقبه باعين متسعه بالذعر و هو يقترب منها حتى اصبح يستلقي فوق جسدها مشرفاً عليها يستند إلى مرفقيه بجانب رأسها حتى لا يسحقها بوزن جسده.
همست بذعر بينما تضع يديها فوق صدره محاوله ابعاده عنها
=انت، انت، بتعمل ايه...
شهقت بقوه عندما شعرت بذراعه تلتف حول خصرها جاذباً اياها بقوه نحوه ليصطدم جسدها الناعم بصلابة صدره القوي العضلي.
شعرت بالصدمه تجتاحها عندما اخفض رأسه بدون سابق انذار و تناول شفتيها في قبله حارة مما حعل الصدمة تجتاحها لكن سرعان ما تبدلت هذه الصدمة إلى مشاعر اخري تسري بسائر انحاء جسدها مما جعلها تستجيب له رفعت ذراعيها تدس يديها بشعره الاسود الحالك تجذب بلطف خصلاته الحريرية مما جعله يهمهم برضا بينما يعمق قبلته...
ظلوا عدة لحظات على حالتهم تلك لكنه اضطر اخيراً فصل شفتيهم عندما شعر بحاجتها إلى الهواء...
همس بصوت اجش من اثر العاطفه التي لازالت تعصف به بينما يدفن وجهه بعنقها يطبع بشغف عليه قبلات صغيره
=خلاص قربت اتجنن بسببك.
همست داليدا بصوت مرتجف لاهث ضعيف بينما تنزع يدها من بين خصلات شعره محاوله ابعاد وجهه عن عنقها عندما شعرت بيده تمر بجرأه مبالغه فوق منحنياتها
=داغر، كفاية...
لكنه كان غائباً في عالم اخر
شهقت بقوه ظافعة اياه بحدف في صدره
=داغر قولتلك كفاية...
رفع رأسه ببطئ و قد افاق مما كاد ان يفعله تنفس بعمق محاولاً السيطرة على نفسه بينما اغلقت هي عينيها سريعاً بخوف عندما رأت الرغبه المشتعله بعينيه.
شعرت بشفتيه تمر بلطف فوق جبينها مقبلاً اياها بحنان من ثم سمعته يزفر ببطئ قبل ان ينهض من فوقها بينما ظلت هي مغلقه عينيها بقوه حتى سمعت صوت اغلاق الباب فتحت عينيها سريعاً منتفضه جالسه على الفراش تبحث عنه لكن كانت الغرفه خاليه حتى ان حقيبته هي الاخري قد اختفت لتعلم بانه قد ذهب...
شعرت بغصه بقلبها تكاد ان تقتلها عندما تذكرت بانه سوف يغيب عنها لفتره لا تعلم مدتها ارتمت فوق الفراش تدفن وجهها به مطلقه العنان لدموعها التي كانت تحبسها طوال اليوم...
بغرفة نورا الدويري...
هتفت شهيره بنفاذ صبر بينما تقف بجانب شقيقتها التي كانت تنتحب بقوه بجانب النافذه
=انا زهقت منك و من دلعك ده...
لتكمل بحده بينما تدير نورا من ذراعها لكي تواجهها
=اعملك ايه قولتلك حاولت اتنيل احرجها في الحفله واخلي شكلها زي الزفت بعد ما لبستها فستان شبه بتوع البهلونات...
والغبيه فعلاً ساعدتني في ده لما صدقت ان هلبس واحد زيه و وافقت تلبسه...
قاطعتها نورا من بين شهقات بكائها الحاده.
=بس هو، هو انقذها وطلع قال للناس انه هو اللي اختاره و انه ذوقه و هي مرضيتش تحرجه علشان بتحبه، يعني كل اللي عملتيه ولا له اي لازمه...
هتفت شهيره بقسوه بينما تضرب بيديها ساقيها بغيظ
=وانا اعملك ايه، انا استغليت الكلام اللي عرفته من الخدامه اللي كانت شغاله في فيلا خالها، قالتلي انها من بعد حادثه مامتها بقي بيجيلها حاله كده، مفهمتش منها هي ايه بالظبط وان ح.
خالها كان حابسها في البيت حتى المدرسه مكنتش بتروحها لحد ما وصلت لسن ال18 سنه و لما حاولت تروح الجامعه مكملتش شهر فيها و رجعت اتحبست تاني في البيت ولا كانت بتروح حفلات ولا غيره، طبيعي بعد موقف زي اللي حصل ده وكل اللي في الحفله ضحكوا و اتريقوا عليها كانت اتنيلت اتكسرت و حبست نفسها و منزلتش تاني و اي حفله تانيه كانت هتخاف تحضرها مع داغر اللي كان هيكتشف قد ايه هي مش مناسبه له ولا لمكانته...
لتكمل بلهاث حاد وعينيه تلتمع بغل
=لكن داغر عرف اللي حصل والليله كلها اطربقت فوق دماغي وفي الاخر اجبرني ان البس الفستان الزباله اللي شبه بتاعها و خالاني تريقه لكل اللي كان في الحفله. انا شهيره الدويري ايقونه الموضه في مصر يتعمل فيا كل ده بسبب واحده جربوعه زي دي
هتفت نورا بوجه محتقن بالغضب
=و هو ازاي شك اصلا في حوار الفساتين انتي كنت مرتبه كل حاجه حتى الفستان التاني اللي صورتيها به...
زفرت شهيره بحده بينما تلتف وتجلس فوق الاريكه مغمغمه بشرود.
=اهو ده اللي هيجنني، ازاي داغر شك دي كانت كل حاجه لابسها. لابسها، حتى الفستان اللي كان عاجبها و صورتها به من غير ما تاخد بالها و انا رفضته وقولتلها انه مش لايق على الحفله و فعلاً صدقتني، بس بعد ما روحنا رجعت لوحدي المحل و اشتريته و اول ما هي نزلت الحفله مع داغر خليت الخدامه تحطهولها في اوضتها علشان لما داغر يدخل الاوضه يشوفه اول حاجه و ساعتها هيصدق ان ده الفستان اللي انا اخترته، و ان الفستان اللي هي لبسته ده كان اختيارها هي...
ارتمت نورا جالسه بجانبها مغمغمه بصوت اجش غاضب
=كل ده ميهمنيش، اللي يهمني داغر. انتي وعدتيني، ترجعيه ليا يا شهيره...
قاطعتها شهيره بغضب و قد طفح بها الكيل فقد تعرضت للاهانه بسبب شقيقتها الانانيه تلك ولا زالت تخرج بها غضبها بكل وقاحه
=و الله مكناش هنحتاج نقعد القعده دي ولا نخطط ازاي نخرج الزفته اللي اسمها داليدا دي من حياته لو انتي مكنتيش سبتيه و روحتي اتخطبتي للمخرج الزفت بتاعك...
لتكمل بغيظ و غضب.
=سبتي واحد في مكانة داغر و فلوسه علشان حته مخرج زباله قدر يضحك عليكي و يوهمك انه هيعملك فيلم بطولتك و طلع في الاخر بيضحك عليكي ياما حذرتك بس انتي اللي غبيه...
همست نورا بارتباك والندم يتأكلها من الداخل
=ايوه كنت غبيه مش عارفه ازاي سبت داغر علشان واحد زي حازم طلع بيضحك عليا ولولا اني سمعته بالصدفه بيكلم صاحبه و بيقوله انه بيضحك عليا لحد ما يتجوزني و انه مش ناوي يعملي افلا مكنتش هعرف اي حاجه...
لتكمل باصرار بينما تلتف إلى شقيقتها قائله بحماس
=انا بكره هعرف داغر اني ناويه اسيب حازم و هرميله الخاتم بتاعه...
هزت شهيره رأسها بينما تختطف سيجاره من علبة السجائر التي امامها مشعله اياها...
=لا متقوليش حاجه له الا لما نخططلها بطريقه نوصل بها للي عايزينه...
لتكمل بشرود بينما تلوي شفتيها بابتسامه ساخره
=و اللي عايزينه هنوصله، قريب اوي، متقلقيش.
كانت داليدا مستغرقه بالنوم بعد ان ظلت تبكي مده طويله بعد مغادرة داغر لكنها استيقظت عندما شعرت بيد دافئه تمر فوق ساقها من فوق منامتها همست بصوت اجش غير واعي من اثر النوم
=داغر، بتعمل ايه...
اخذت اليد تمر فوق ساقها بينما اصبح توجد انفاس حاره لاهثه بجانب اذنها مما جعلها تفتح عينيها بقوه و قد بدأت تفيق من نعاسها ليدب الذعر بكامل جسدها عندما رأت وجه طاهر الذي كان قريب منها للغايه بينما كان يشرف عليها بجسده اسرعت بدفعه بقوه في صدره مما جعل توازنه يختل و يسقط فوق الفراش بجانبها انتفضت جالسه بفزع و هي تهتف بانفس لاهثه منقطعه و قد شحب وجهها من شدة الخوف
=يا نهار اسود، انت. انت بتعمل ايه...
من ثم حاولت القفز من فوق الفراش التي كادت ان تغادره لكن طاهر كان اسرع منها و قبض على كاحل قدمها ساحباً اياها منه فوق لتصبح مستلقيه عليه مره اخري.
صرخت داليدا بينما تتخبط بقوه فوق الفراش محاوله الفرار من اسفله ضاربه اياه بقسوه بصدره ضربات متتاليه
=داغر. داغر زمانه جاي، لو شافك هنا هيموتك...
اطلق طاهر ضحكه ساخره وتو يقرص خدها باصابعه بقسوه مؤلمه
=بتكدبي، بتكدبي، مش عارفه ان اللي بيكدب طاهر بيعاقبه...
ليكمل بينما يقبض على خصلات شعرها يجذبها بقوه كادت ان تقتلعه جذوره من رأسها مما جعلها تصرخ متألمه وهي تبكي بقوه
=داغر زمانه راكب طيارته و طالع على استراليا، ده انا اللي حاجزله التذاكر بنفسي...
شعرت بانفاسها ت تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها عندما ادركت ان منفذها الوحيد للخلاص قد فلت من يديها لكنها لم تتحمل يده المتعرقه التي اخذ يمررها على عنقها مما جعلها تصرخ باعلي صوت لديها طالبه النجده من اهل البيت لكي يأتوا و ينقذوها من بين يديه لكنه اسرع بوضع يده فوق فمها يكتم صراختها تلك.
قرب وجهه المشتد بالغضب حتى شعرت بانفاسه المقززه فوق اذنها مما جعل جسدها يقشعر باشمئزاز منه
همس بالقرب من اذنها وقد خرج صوته اجشاً بهسيس مرعب
=صوتي زي ما تحبي محدش هيقدر يسمعك الاوضه بتاعتكوا في الجناح الشرقي اللي مفيش حد فيه غيركوا و حتى لو سمعوا هقول انك انتي اللي بتغريني دايماً و محدش هيصدق ان انا ممكن اعمل حاجه زي دي حتى داغر نفسه عمره ما هيكدب صاحب عمره و يصدق واحده رخيصه...
ليكمل بصوت مرتجف لاهث بينما عينيه تمر على جسدها بشهوه بينما يعتصر خصرها بأصابعه بقسوه حتى تأوهت متألمه بينما تنتحب بشده لم يثير به هذا الشفقه ليزيد من اعتصاره لخصرها اكثر و اكثر
=علشان كده طاوعيني، طاوعيني و كل حاجه هتخلص بسرعه من غير ما تتأذي...
كانت داليدا تسمع كلماته تلك شاعره بجسدها يبدأ بالارتجاف و قد هدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها وهي تدرك بانه لا يوجد مفر من مصيرها هذا لكن التمع الامل بداخلها فور تذكرها للسكين الذي خبئته اسفل وسادتها ففور ان غادر داغر هبطت إلى المطبخ جالبه تلك السكين و خبئتها اسفل وساادتها بعد ان اغلقت باب غرفتها جيداً بالمفتاح لكنها لا تعلم كيف دخل إلى هنا...
مدت يدها ببطئ اسفل الوساده حتى عثرت على السكين قبضت عليها بقوه منتهزه انشغاله بحل ازرار قميصه الخاص و دون سابق انذار اخرجت يدها المخبئه من اسفل الوساده طاعنه اياه بقسوه في اعلي ذراعه طاعنتين متتالتين مما جعله يصرخ بقوه متراجعاً للخلف بعيداً عنها وفي اقل من ثانيه واحده كانت داليدا قد قفزت من فوق الفراش و غادرت الغرفه راكضه باكبر سرعه لديها هابطه الدرج سريعاً حتى وقفت ببهو المنزل لا تدري إلى اين تذهب حتى رأت غرفه المكتبه اسرعت بالدخول اليها مختبئه بها بينما تستند إلى بابها تلهث بقوه وهي لاتدري بذلك الذي قد اتبعها راكضاً خلفها و رأها تختبئ بهذه الغرفه...
وقف طاهر امام باب غرفة المكتبه بتردد بينما يقبض بيد مرتعشه على الجرح الذي ينزف في ذراعه و الغضب يعصف بداخله فقد كان يعلم جيداً بانه لا يستطيع لمسها هنا فهذه الغرفه يمكن لاي اي احد بالمنزل يسمع الاصوات التي بداخلها على عكس غرفه داغر المتطرفه التي تحتل الجناح الشرقي باكمله من القصر...
شعر بالخوف يستولي عليه فهو يعلم جيداً بانها ستخبر داغر بما حدث و عندها داغر لن يرحمه فحتي و ان كان زواجهم صوري الا انه لاحظ مدي اهتمامه بها لذا يجب عليه ان يتخلص منها في الحال.
اتجه نحو الغرفه الخلفيه للقصر التي يحتفظون بها بجميع الادوات الزائده ظل يبحث بها بعض الوقت حتى عثر على ما يريده ثم اتجه نحو غرفه المكتبه التي فتح بابها ببطئ حتى لا يصدر صوتاً قبل ان يلقي بداخل الغرفه باحدي الاقمشه التي كانت مشتعله بالنيران بعد ان قام بتشبيعها بالبنزين من ثم اغلق الباب سريعاً فور اشتعلت النيران بمفرش الارض من ثم بدأت النيران تشتعل بكامل الغرفه المليئه بالعديد و العديد من الكتب التي ساعدت على انتشار النيران سريعاً...
اسرع طاهر بامساك مقبض باب الغرفه الذي اخذ يهتز بقوه محكماً غلقه عندما ادرك ان داليدا تحاول فتحه حتى تخرج و هي تصرخ بقوه ظل ممسكاً به غير سامحاً لها بمغادرة الغرفه. حتى توقفت محاولتها تلك تماماً
من ثم ابتعد اخيراً مغادراً المكان سريعاً عندما بدأت صراخاتها تتلاشي ببطئ حتى صمتت تماماً...
9=رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل التاسع
دلف داغر إلى القصر بوجه مكفهر مقتضب فقد عاد مره اخري بطائرته الخاصه بعد ان تذكر بمنتصف الرحله انه لم يأتي بالعقود الخاصه بالصفقه التي سيتم عقدها فقد كان يحتفظ باوراقها بخزانة مكتبه السريه و التي لن يستطع احد الوصول اليها سواه مما جعله يضطر العوده ليأتي بها بنفسه...
فقد جعله ما حدث مع داليدا قبل ذهابه يفقد عقله و تركيزه فقد فر من الغرفه وقتها حتى لا يتهور و يفقد سيطرته على نفسه و يتملكها كما يشتهي فقد اصبحت رغبته بها تؤلمه معذبه اياه بقسوه...
لكنه تجمد بمكانه ما ان فتح باب القصر و رأي الجميع يقفون ببهو المنزل صدم من الامر فالوقت قد تجاوز منتصف الليل مما جعله يشعر بان هناك شئ خاطئ يحدث. و تأكدت شكوكه تلك عندما رأي صافيه الخادمه تهرع نحوه سريعاً ما ان رأته هاتفه بتعثر و الخوف يرتسم على وجهها
=داغر بيه، داغر بيه الحق داليدا هانم...
شعر بانفاسه تنسحب من داخل صدره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حوله فور سماعه كلماتها تلك
=مالها داليدا،؟!
اجابته بتلعثم والذعر بادي على وجهها ببنما تشير إلى اخر الرواق
=اوضه المكتبه النار ولعت فيها و داليدا هانم فيها و الحريق جامد محدش قادر يدخ...
لم ينتظر داغر ان يستمع إلى باقي كلامها و ركض نحو المكتبة وقلبه يقفز بعنف داخل صدره من شده الذعر لكنه وقف متجمداً مكانه عندما رأي النيران التي تنبثق من اسفل باب الغرفه بينما وقف كلاً من طاهر و شهيره التي كانت تحتضن نورا بحمايه يقفون بهدوء بعيداً يتابعان ما يحدث...
صاح بهم بشراسه بينما يندفع نحو باب الغرفه يحاول فتحه بينما الخوف يسيطر عليه فور تخيل داليدا داخل تلك النيران المستعره.
=وقفين تعملوا ايه، واقفين تتفرجوا...
اجابته شهيره بينما تتراجع إلى الخلف بارتباك و عينيها مسلطه بذعر على الباب المحترق
=عايزنا نعمل ايه يا داغر. طلبنا المطافي و زمانها جايه، واكيد مش هدخل طاهر في النار مش مستعثغنيه عنه...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما رأت النظره الشرسه التي رمقها بها فقد جعلت الدماء تتجمد في عروقها راقبته بذعر بينما يتجه يهتف بغضب بصافيه
=هاتيلي بسرعه بطانيه وبليها بالميا...
اسرعت صافيه بتنفيذ امره هذا بينما اتجه إلى الباب المحترق و ضربه بقدمه عده ضربات حتى انكسر و انفتح.
صرخت شهيره بوجه شاحب فور ادراكها ما ينوي فعله
=انت. انت بتعمل ايه داغر مينفعش تدخل جوا ممكن يحصلك حاجه...
لكنه تجاهلها و اختطف سريعاً من صافيه البطانيه المبلله التي احضرتها هاتفاً بقسوه
=اتصلي بزكي و خليه يجي بسرعه...
من ثم دلف إلى داخل الغرفه المشتعله بعد ان احاط رأسه بالغطاء المبلل متجاهلاً صراخات شهيره التي كانت تحاول منعه من الدخول فكل ما كان يهمه الان هو ان يصل إلى داليدا و انقاذها
ففكره انه قد يفقدها إلى الابد تجعله يريد بالقاء نفسه إلى تلك النيران لكي تلتهمه.
فور ان دلف إلى الداخل تراجع إلى الخلف خطوه فقد كانت النيران تملئ كل مكان بالغرفه ذات المساحه الواسعه اخذ يبحث بالغرفه عن داليدا و قبضه حاده تعتصر قلبه اخذ يصرخ باسمها بينما يبحث بلهفه عنها لكنه كان لا يستطيع ان يري جيداً بسبب عينيه الزائغه من شدة الدخان المتصاعد من النيران.
انتفض جسده بتأهب فور ان استطاع ان يري من وسط الدخان الذي يملئ الغرفه الجسد المتكوم باحدي اركان الغرفه حيث كانت تضم جسدها إلى صدرها بينما تخفي رأسها بين ساقيها بخوف اتجه نحوها على الفور متجاوزاً بصعوبه النيران المشتعله بالاثات المنتشره بالغرفه.
لكنه فور ان وصل اليها صاح اسمها بصوت متحشرج ملهوف و الخوف يسيطر عليه من انه قد اصابها شئ لكن عندما لم تجيبه اسرع بالقاء الغطاء المبتل عليها الذي كان معه لكي يحميها من النيران التي كانت تلتهم كل ما بطريقها بوحشيه قبل ان يحملها بين ذراعيه و يتجه بصعوبه نحو باب الغرفه بينما النيران اوشكت اكثر من مره ان تصيبهم لكنه استطاع تجاوزها سريعاً فكل ما كان يهمه ان يخرج بها من هنا حتى تحصل على الاكسجين النقي...
فور ان خرج بها قابله رجاله الذين اسرعوا يحاولون اخماد النيران بينما صوت سيارات الاطفاء المرتفع يملئ المكان مما يدل ان قد اتوا اخيراً.
اتجه داغر إلى الخارج يضع جسد داليدا التي كانت تسعل بقوه على الارض بينما اسرع برفع الغطاء بيد مرتعشه عن وجهها لكي تستطع التنفس لكن لصدمته كانت التي امامه تمارا ابنة صافيه الخادمه و ليست داليدا...
تمارا التي ما ان رأتها والدتها بهذا الوضع اطلقت صرخه فازعه و هي تسرع منتحبه نحوها تحتضنها بقوه محاوله تهدئة سعالها المختنق...
تراجع داغر إلى الخلف بتعثر حتى سقط على الارض من شدة الصدمه همس بصوت مختنق و عينيه متسعه بالذهول على تمارا
=فين داليدا...
بدأت الارض تميد به شاعراً بالدماء تفر من جسده فور ان ادرك بانه ترك داليدا بداخل الغرفه المشتعله. نهض سريعاً بتعثر على قدميه حتى انه كاد ان يسقط لكنه لم يبالي و اتجهه مره اخري نحو الغرفه التي لازالت مشتعله و الخوف يسيطر عليه بانه قد تركها بالداخل وسط تلك النيران لكن اسرع طاهر و شهيره بامساكه ومنعه من الدخول صاح بغضب منفضاً ايديهم التي كانت ممسكه به مبعداً اياهم عنه و صدره كان يعلو وينخفض بعنف مكافحاً لالتقاط انفاسه بحدة.
=ابعدوا...
نجح بالفعل من التحرر منهم و اسرع نحو الغرفه مره اخري لكن اوقفه صوت تمارا المختنق التي استعادت قوته بعد ان هدئ سعالها
=داليدا هانم مش جوا يا داغر باشا اطمن...
تراجع داغر إلى الخلف فور سماعه كلماتها تلك هاتفاً بغضب
=اومال هي فين، و ليه قولتوا اصلاً انها جوا، انتوا عايزين ه
تجننوني...
همست صافيه التي كانت تحتضن ابنتها بحمايه و هي لازالت تنتحب بشده.
=انا افتكرتها جوا لان لما طلعت اوضتها علشان ابلغها بالحريقه وانها تنزل تحت علشان لا قدر الله المطافي مقدرتش تسيط، على الحريقه نلحق نطلع برا القصر لكن ملقتهاش في اوضتها و دورت عليها في الجنينه و في كل مكان بتعقد فيه ملقتهاش فعرفت انها جوا خصوصاً انها معظم وقتها بتقضيه في اوضة المكتبه، ده غير صوت الواحده اللي كانت بتصرخ جوا...
لتكمل بصوت متقطع يمتلئ بالقهر بينما ازداد انتحابها و هي تشدد من احتضانها لابنتها
=مكنتش اعرف ان اللي بتصرخ دي بنتي، بنتي اللي جوا...
زمجر طاهر الذي كان يتابع ما يحدث بوجه شاحب فور اكتشافه اختفاء داليدا و فشل خطته
=انتي يا زفته انتي كنت بتهببي ايه في اوضة المكتبه بليل كده...
همست تمارا بينما تحاول التقاط انفاسها المختنقه
=كنت عايزه كتاب اقرأه...
لتكمل سريعاً عندما رأت الغضب الذي ارتسم على وجه طاهر.
=داغر بيه، داغر بيه اللي سمحلي ابقي اخد كتب من المكتبه اقرأها و ارجعها تاني.
ثم ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها و قد سيطر الرعب عليها من ان يكتشف احد ما الذي كانت تفعله حقاً داخل المكتبه بهذا الوقت فقد اعتادت من حين إلى اخر سرقة احدي الكتب القيمه التي تملئ المكتبه و بيعها، لكن لسوء حظها ما ان دخلت المكتبه اليوم و همت ان تأخذ كتاب ما شعرت بخطوات شخصاً ما يقترب من باب الغرفه لذا اسرعت بالاختباء خلف الاريكه ثم رأت داليدا زوجه داغر الدويري تدلف إلى الغرفه بوجه شاحب وانفس لاهثه و قد كان مظهرها غريب كانت ترتدي منامتها و شعرها مشعث فقد كانت تبدو كما لو كانت تهرب من شيئاً ما...
لكنها وقفت في الغرفه اقل من دقيقه قبل ان تتجه نحو باب الغرفه تفتحه مره اخري لكنها لم تفتحه بالكامل اخذت تطلع منه إلى الخارج عدة لحظات قبل ان تلتف و تغادر المكتبه سريعاً مره اخري.
وقتها نهضت تمارا حتى تأخذ الكتاب و تفر هاربه قبل ان تعود داليدا مره اخري لكن فجأه و دون سابق انذار رأت النيران تشتعل بأرضية الغرفه من حولها اندفعت مسرعه نحو باب الغرفه تحاول الخروج لكنها لم تستطع حيث كان الباب محكم الغلق برغم انها تأكدها بان هذا الباب ليس له قفل من الخارج او الداخل لذا اخذت تصرخ محاوله ان ينقذها احد حتى سقطت مغمي عليها من شدة الخوف و استيقظت بعدها لتجد النيران تحاوطها من كل اتجاه اخذت تصرخ باعلي ما لديها حتى يأتوا و ينقذوها...
خرجت من شرودها هذا على صراخ داغر الدويري الحاد الذي كان يزرع الارض ذهاباً واياباً كالاسد المحبوس داخل قفصه و وجهه محتقن يظهر عليه علامات الفزع و الهلع بديان عليه بوضوح فلأول مره تراه بهذه الحاله فدائماً يظهر امامهم بقناعه الحاد الجليدي
=انتوا هتفضلوا ترغوا اقلبولي المكان ده لازم اعرف داليدا فين
ليكمل ملتفاً إلى حازم رئيس امنه.
=5 دقايق و داليدا تبقي قدامي فاهم لو ملقتهاش اعتبر نفسك وكل اللي موجودين هنا مطرودين...
ثم التف و توجه للخارج لكي يشاهد كاميرات المراقبه لعله يجد انها قد خرجت من المنزل...
كانت داليدا جالسه منزويه في احدي اركان غرفة الخاليه لفطيمه والدة زوجها فبعد ان حاول طاهر ان يعتدي عليها هربت منه و اتجهت نحو غرفه غرفة المكتبه لكي تختبئ بها لكن فور ان دخلتها ادركت انه من السهل عليه ان يعثر عليها بها ان بابها لم يكن يحتوي على مفتاح داخلي يمكنها غلقه جيداً عليها كما يمكن ان يكون بالفعل قد اتبعها إلى هنا.
فتحت ببطئ و هدوء باب غرفة المكتبه تطلع من شقه البسيط المفتوح باحثه عن طاهر لتشهق بصوت منخفض و قد بدأ جسدها بالارتجاف من شدة الخوف فور ان رأته يقف خارج الغرفه يمسك بذراعه المصاب بينما بتطلع بشرود إلى الارض كما لو كان يفكر في امراً ما لكنه سرعان ما رأته يلتف و يتجه نحو المخزن الخلفي و على وجهه يرتسم تعبير جعل الدماء تجف في عروقها فور تأكدها من اختفاءه اسرعت بالخروج من الغرفه و اتجهت نحو الجناح الغربي للقصر حيث توجد غرفة فطيمه والدة داغر التي كانت مسافره منذ اكثر من اسبوع لدي شقيقها.
فقد كانت غرفتها هي أأمن مكان لها حيث لن يأتي بعقله انها تختبئ هنا...
لكن رغم ذلك ظلت في مكانها جالسه باحدي اركان الغرفه و عينيها مسلطه فوق الباب بخوف متوقعه ان يدخل طاهر عليها في اي لحظه رغم اغلاقها للباب جيداً كان جسدها يرتجف بقوه اثر النوبه التي قد اصابتها بوقت سابق بعد هروبها من طاهر تنفست بعمق محاوله تهدئت خوفها فأول شئ ستفعله فور بزوغ النهار هو انها ستغادر هذا القصر لحين عودة داغر الذي ستخبره بكل ما فعله طاهر بها...
حتي و ان لم يكن سيصدقها فعلي الاقل طاهر سوف يتراجع عما يفعله بها خوفاً من ان ينكشف امره لداغر...
انتفضت في مكانها فازعه فور سماعها اصوات ابواق الانذار التي تأتي من خارج القصر فعادة يكون هذا الصوت تابع لسيارات الاسعاف او الاطفاء...
اسرعت بالنهوض و التوجه نحو النافذه تنظر منها حتى تفهم ما يحدث لتجد انه بالفعل يوجد سيارات اطفاء ضخمه تقف بالخارج لتعلم بانه يوجد حريق بالقصر شعرت بالخوف يدب في اوصالها ركضت مسرعه خارج الغرفه تتجه إلى الاسفل فاذا كان يوجد حريق فيجب عليها الخروج فوراً من هنا...
كانت تركض بالرواق عندما اصطدمت بقوه بشخص ما كان يأتي من الاتجاه المعاكس، تراجعت سريعاً للخلف بخوف و الدماء قد انسحبت من جسدها فور ادراكها لهوية الشخص الذي اصطدمت به...
اقترب منها طاهر على الفور قابضاً على ذراعها بقسوه مانعاً اياها من الهروب جاذباً اياها بحده لتصبح واقفه امامه مباشرة
همس بالقرب من اذنها بينما قبضته تشدد حول ذراعها
= بقي كنت مستخبيه هنا يا ملعونه...
ليكمل بقسوه و عينيه محتقنه بشده فقد كانت تشبه بعين شيطان خرج لتوه من الجحيم
=الحريقه اللي تحت دي كانت من نصيبك، بس فلتي منها، بس المره الجايه صدقيني مش هتفلتي لو بوقك ده اتفتح و نطقتي بحرف واحد لداغر عن اللي حصل، او بكل بساطه ممكن ادبر لحبيب القلب اللي قالب الدنيا عليكي تحت حادثة عربيه ولا رصاصه تخلص عليه علشان اضمن ان...
قاطعته داليدا هامسه بصوت مرتعش وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الهلع فهي لن تتحمل ان يحدث لداغر اي مكروه بسببها
=مش هقوله حاجه، مش هقوله حاجه...
هز طاهر رأسه و على وجهه ترتسم ابتسامه راضيه
=ما نشوف...
ثم دفعها بقسوه بعيداً عنه قبل ان يكمل طريقه لنهاية الرواق اندفعت داليدا على الفور راكضه والخوف يسيطر عليها و هي لا تصدق بانه حاول حرقها لتعلم بانها تواجهه مريض نفسي و يجب ان تتخلص منه...
فور وصولها اعلي الدرج تسمرت مكانها و قد بدأت الارض تميد بها فور رؤيتها للغرفه المحترقه بينما رجال الاطفاء يحاولون اخماد النيران اهتز جسدها بقوه فور تخيلها ما الذي كان سيحدث لها لو لم تهرب من هذه الغرفه.
جذب انتباهها عن الغرفه صوت صراخ داغر الواقف بمنتصف بهو القصر يصرخ بحازم و الخدم
=يعني ايه اختفت راحت فين انطقواااا...
كان يبدو بحاله مزريه لم تراه بها قبل فقد كان وجهه شاحب بينما شعره المنظم دائماً مبعثر الان باهمال وسترة بدلته قد اختفت بينما قميصه الابيض ملطخ ببقع سوداء كبيره لم تشعر بنفسها الا و هي تهبط الدرج بقدمين مرتجفه تتجه نحوه محاوله ان تستمد منه بعض الاطمئنان للخوف الذي يلتهم قلبها...
فور ان اصبحت امام داغر الذي كان يمرر يده بشعره بشده و عينيه للاسفل همست بصوت مرتعش متردد و قد بدأت دموعها التي كانت تحبسها لمده الطويله تتساقط من عينيها داعيه من الله ان يظهر لها ولو بعض اللطف فهي بأشد الحاجه إلى حنانه
=داغر...
رفع داغر رأسه بحده فور ان سمع صوتها اخذ ينظر اليها عده لحظات باعين فارغه متسعه كما لو كان يحلم او يرا سراباً امامه همت داليدا بالتحدث اليه مره اخري شاعره بالقلق عندما وجدته لا يبدي اي ردة فعل
ولكن و قبل ان تنطق بحرف اخر اندفع نحوها دون سابق انذار يضمها بين ذراعيه بقوه دافناً وجهه بعنقها بينما ذراعيه تحيط خصرها جاذباً اياها ليلتصق جسدها بجسده بشده هامساً باسمها بصوت مختنق متألم...
شدد من احتضانه لها مستنشقاً بقوه رائحتها و الذعر و الخوف من فقدانها لا يزال يعصفان بداخله مرر يده بلهفه فوق ظهرها متلمساً اياها حتى يطمئن نفسه بانها بالفعل سالمه و بين يديه لا يصدق بانه كاد ان يفقدها فعند تخيله لها ملقاه كجثه هامده داخل تلك الغرفه المشتعله كاد ان يفقد عقله لا يعلم سبب ما يحدث له لكن ما يعلمه جيدا انه غير مستعد ان يفقدها...
هبط جالساً على اولي درجات الدرج الذي كان خلفه و هو لا يزال يحتضنها قبل ان تخونه قدميه التي اصبحت كالهلام غير قادرتين على حمله...
دفن وجهه بعنق داليدا التي كانت تستقر جالسه بحضنه مستنشقاً بقوه رائحتها و هو لا يزال يهمس باسمها بصوت منخفض كما لو كانت تعويذه يحاول ان يهدئ ذعره بها...
ضمته داليدا هي الاخري ممرره يدها بحنان فوق ظهره محاوله تهدئته فقد كان كامل جسده يرتجف بقوه...
قبل داغر جانب عنقها بقوه من اسفل حجابها بينما يجذبها إلى جسده اكثر حتى اصبحت ملتصقه به كما لو كان يرغب بتخبئتها داخل صدره بينما هي الاخري احاطت ظهره بذراعيها تضمه بقوه متشبثه يديها بقميصه من الخلف تدفن به الخوف الذي تشعر به...
هتفت شهيره التي كانت تتابع هذا المشهد بوجه محتقن بالغضب
=ما خلاص كفايه يا داغر في ايه، الناس واقفه...
لتكمل بحده بينما تنفض بعيداً يد نورا التي كانت تقبض على يدها تعتصرها بقوه بينما جسدها يهتز من شدة الغضب و عينيها التي ينبثق منها الحقد و الغل مسلطه على داغر الذي لا يزال يحتضن داليدا كما لو كانت كنزه المفقود
=ما هي كويسه اهها و مفيش فيها حاجه...
لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف فور ان رفع داغر رأسه من فوق عنق داليدا زاجراً اياها بنظره جعلت الدماء تجف بعروقها...
نهض داغر حاملاً بين ذراعيه داليدا صاعداً بصمت بها الدرج متجاهلاً همهمات شهيره الرافضه فكل ما كان يهمه تلك التي بين ذراعيه و التي كان على وشك يفقدها إلى الابد...
همست مروه الخادمه بصوت حالم بينما تراقبهم يصعدون الدرج موجهه حديثها إلى صفيه التي كانت تساعد ابنتها تمارا على تناول كوب الماء بعد ان استعادت وعيها تماماً
=يا سلام شايفين كان خايف و هيتجنن عليها ازاي...
بقي ده داغر باشا قالب التلج المتحرك اللي مفيش حاجه بتأثر عليه ابداً يبقى حاله كده...
نكزتها صفيه في ذراعها بتحذير مشيره برأسها بخوف نحو نورا التي كانت تستمع اليها و شرارت الغضب تتقافز من عينيها اسرعت مروه بالتنحنح قائله بكذب
=يا خبر انا، انا شكلي نسيت اللبن على النار، ما اروح الحقه قبل ما يولع في البيت هو كمان مش ناقصين...
ثم اسرعت بالهروب من امامهم قبل ان تفجر بها نورا غضبها
هتفت نورا وراءها بغضب.
=لبن ايه اللي بتغليه الساعه 2 بليل يا كدابه...
لتكمل هامسه من بين اسنانها بغل
=الحيوانه، الحيوانه بتغيظني...
و ديني لأربيها...
ضغظت شهيره على يدها قائله بحده
=ولا بتغيظك و لا غيره يا نورا هي فعلاً عندها حق، كلنا اول مره نشوف داغر يبقي في الحاله دي...
لتكمل بصوت منخفض كما لو تحدث نفسها
=ودي حاجه مطمنش ابداً...
هتفت نورا بغضب التي سمعت كلماتها تلك
=مطمنش ازاي، يعني ايه؟!
اجابتها شهيره مرمقه اياها بنظره جعلتها تصمت
=يعني تخرسي خالص دلوق...
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان رأت طاهر الذي كان يقترب منهم هتفت بحده
=انت كنت فين، و اختفيت فجأه كده،؟!
اجابها طاهر بغضب بينما يفحص بعينيه الغرفه التي تدمرت بسبب النيران...
=كنت فوق هكون فين يعني ايه هو تحقيق...
لمست شهيره ذراعه قائله بارتباك
=لا يا حبيبي مش تحقيق بس كن...
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان شعرت باللزوجه الساخنه اسفل يدها التي كانت تستقر فوق ذراع زوجها ابعدت يدها و قد شحب وجهها فور رؤيتها للدماء التي تلطخت بها يدها صائحه بذعر
=دم، دم من ايه يا طاهر، ايه اللي حصلك...
ارتبك طاهر فور ادراكه ان الجرح الذي تأكد من تضميده جيداً برقت سابق قد اصبح ينزف مره اخري مغرقاً قميصه الجديداجابها بارتباك واضح
=مفيش. ده مجرذ جرح بسيط اتخبطت في الباب...
همست شهيره بشك.
=باب ايه ده اللي يعمل في دراعك كده،؟!
هتف طاهر بغضب مقاطعهاً اياها
=يوووه هو في ايه بالظبط ده شكله تحقيق بجد.
ثم تركها وصعد الدرج سريعاً متهرباً تاركاً اياها واقفه تطلع نحوه بشك تعلم ان وراء جرح هذا امراً اخر يحاول تخبئته عنها...
فور ان دخل داغر الذي كان يحمل داليدا بين ذراعيه انهار مستلقياً على الفراش وهو لا يزال يحملها لتصبح مستلقيه فوق جسده الصلب كان يضمها اليه بشده دافناً وجهه بعنقها و هو مغلق العينين و لازالت ضربات قلبه تعصف داخله بجنون بينما هي الاخري كانت دافنه وجهها بصدره متشبثه به شاعره بالامان بين ذراعيه بعد الخوف الذي تعرضت اليه على يد زوج شهيره الذي حاول الاعتداء عليها لا تدري ما يجب عليها فعله فاذا كانت ببداية الامر خائفه من اخبار داغر خوفاً من انه يمكن ان لا يصدقها فهي الان اصبحت خائفه من ان تخبره بالامر يقوم ذلك المريض بايذاءها و ايذاءه معه شعرت باليأس يحنقها مما جعل تدس وجهها اكثر في صدره...
لكنها خرجت من افكارها تلك فور ان شعرت بداغر يمرر شفتيه فوق عنقها يقبلها همست معترضه بصوت مرتجف ضعيف
=داغر لا...
لكنها ابتلعت باقي عندما استدار بها لتصبح ترقد هي اسفله بينما يصبح هو مشرفاً عليها...
مرر شفتيه برقه على وجهها مقبلاً عينيها و خديها حتى اخفض رأسه اخيراً متناولاً شفتيها في قبله حاره يبث بها حاجته اليها.
عمق قبلته اكثر و قد تحول خوفه عليها إلى حاجة ملحة تكاد ان تقتله.
عقد ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر حتى اصبحت ملاصقه به.
عمق قبلته اكثر و قد زاد من جنونه تجاوبها الحار معه شاعراً بدقات قلبه تزداد بجنون داخل صدره ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يدفن رأسه بعنقها يلثمه بلطف.
بعد عدة لحظات طويله...
خرجت داليدا من فقاعتها تلك عندما بدأ احداً ما يطرق بحده فوق باب الجناح همست بصوت مرتجف لداغر
=داغر الباب...
همس قبل ان يتناول شفتيها في قبله اخري حاره.
=مش مهم...
ازداد الطرق الحاد على الباب مما جعل داغر يتركها و ينهض على مضض مطلقاً لعنات حاده قاسيه فقد كان على ب
علي وشك جعلها ملكه، زوجته...
وقف يعدل من ملابسه و شعره المبعثر بسبب يد داليدا التي كانت تجوب به قبل ان يتجه نحو الباب و يفتحه ظهرت امامه صافيه هاتفه بلهفه فور ان رأته امامها
=داغر، باشا شهيره هانم عايزاك تحت ضروري...
زمجر داغر بحده بينما يحاول السيطره على غضبه
=ليه في ايه،؟!
اجابته صافيه بتلعثم
=اصل، اصل الست نورا تحت و...
هتف داغر مقاطعاً اياها بقسوه
=نورا، مالها ما انا سيبها من نص و كانت كويسه
اسرعت صفاء تجيبه بصوت منخفض
=معرفش يا داغر باشا بس هي قاعده بتعيط تحت و الست شهيره طلبت مني اطلع لحضرتك اعرفك...
هتف داغر بحده من بين اسنانه وقد نفذ صبره فقد كان يرغب ان يتخلص منها حتى يستطيع العوده إلى زوجته
=و المطلوب مني اعمل ايه لنورا اللي بتعيط، انزل اطبطب عليها مثلاً...
همست صافيه بتردد بينما تتراجع إلى الخلف بخوف من الغضب المشتعل بعينيه
=بصراحه كده يا باشا هي شكلها مضروبه و متبهدله على الاخر...
زمجر داغر بصدمه...
=ايه مضروبه...
ليكمل بعنف و حده
=مين ده اللي ضربها، و ازاي...
هزت صافيه رأسها بينما تجيبه بتلعثم
=معرفش، معرفش يا باشا...
اشار اليها برأسه بصمت لتغادر مغمغماً بقسوه و عقله شارد
=طيب روحي انتي و انا جاي و راكي.
اومأت له منصرفه سريعاً بينما خرج هو من الغرفه و بينما كان يهم بغلق الباب عاد إلى داخل الغرفه سريعاً مره اخري
اتجه نحو الفراش يراقب بتردد تلك التي كانت تدفن وجهها المشتعل بحمرة الخجل بوسادتها وهي لا زالا لا تصدق ما كادت ان تفعله معه لولا الطرقات التي قاطعتهم انحني عليها مديراً وجهها اليه مقبلاً خديها المشتعلان قبل ان يقبل بحنان فوق جبينها هامساً في اذنها بصوت اجش.
=مش عايزك تفكري في حاجه، و انا 5 دقايق بالظبط هنزل اشوف في ايه تحت و هرجعلك على طول...
طبع على عنقها قبلة لطيفة قبل ان ينهض واقفاً ظل يتطلع بشغف إلى وجهها المحتقن بحمرة الخجل التي تحاول ان تخفيه.
عنه مره اخري بالوساده عدة لحظات كما لو كان يتردد بتركها لكنه اضطر بالنهاية الى المغادره حتى يتخلص من الحاح شهيره الذي لم يننتهي اذا لم ينزل اليها.
بعد عدة دقائق...
كان داغر واقفاً بالبهو الداخلي للمنزل يجذب خصلات شعره بقسوه بينما عينيه مسلطه على تلك المستلقيه بين احضان شقيقتها تنتحب بقوه و كامل وجهها مليئ بالكدمات
صاح بنفاذ صبر و قد وصل غضبه لاعلي درجه
=هتفضلي ساكته كتير، انطقي مين اللي عمل فيكي كده...
احنت نورا وجهها المتورم بصمت رافضه الاجابه مما جعل شهيره التي كانت تضمها بين ذراعيه تهمس باكيه
=انطقي يا حبيبتي مين عمل كده...
لتكمل مربته بحنان على ذراعها
=انطقي يا نورا متوجعيش قلبي...
رفعت نورا رأسها نحو داغر تطلع اليه بخوف قبل ان تهمس بتردد
=حازم، حازم اللي عمل فيا كده...
تصلب جسد داغر بقسوه فور سماعه اسم خطيبها وقد بدأ الغضب يشتعل بانحاء جسده
هتفت شهيره بصدمه
=حازم خطيبك، ليه، عمل فيكي كده ليه
زمجر داغر بغضب مرمقاً اياها بنظره حارقه
=وانتي قبلتيه فين علشان يمد ايده عليكي الساعه دلوقتي 2 بليل.
همست نورا بانكسار بينما تأن متألمه
=اتصل بيا وقالي انه مستنينيفي العربيه بتاعته برا القصر في موضوع مهم هيقولهولي بسرعه ويمشي وفعلا طلعتله و اول ما ركبت عربيته ساقها و موقفش الا في نص الطريق و نزل فيا ضرب من غير ما ينطق حتى بحرف واحد
قاطعها داغر بقسوه
=حسابك معايا بعدين، علشان تخرجي في نصاص الليالي من ورانا بس اخلص حسابي مع الكلب اللي عمل فيكي كده.
ثم التف مغادراً القصر بخطوات سريعه غاضبه بينما سعير الغضب يكوي اعماقه...
بعد نصف ساعه...
كان داغر جالساً يضع ساقاً فوق الاخري يراقب بصمت ذاك الذي الملقي فو الارض باهمال يأن متألماً و هو مخفض الرأس تمتم قائلاً بهدوء مميت
=هااا، مش سمعلك يعني صوت و قلبت زي الست الوسخه، ولا انت مش فالح بس الا انك تمد ايدك على بنات الناس؟!
ظل حازم جامداً بمكانه يتطلع نحو داغر بغضب و احتقار.
اشار داغر برأسه الى زكي الذي كان واقفاً بجانب حازم في انتظار هذه الاشارة حتى يعاود من جديد بتسديد اللكمات له.
اخذ يسدد له اللكمات الفاسيه حتى توقف زكي عندما اشار اليه داغر بالتوقف صاح حازم بصوت غاضب حاد والدماء تسيل من فمه
=طبعاً ليك حق، تتحمق و تدافع عنها ما هي الزباله تبقي عشقيتك
انتفض داغر من مقعده واقفاً هاتفاً بشراسه بينما يندفع نحوه
=انت بتقول ايه يا ابن الكلب...
اندفع نحوه هاجماً عليه يقبض على عنقه بيديه يعتصرها بقوه و الغضب يسيطر عليه حتى ازرق وجهه من شدة الاختناق مما جعل زكي يتجه نحو داغر يجذبه بعيداً عنه مغمغماً بينما يراقب وجه حازم الذي اصبح لونه اسود بالكامل
=داغر باشا، سيبه كفايه كده هيموت في ايدك...
لكن داغر رفض افلاته مما جعل زكي يجذبه بقوه بعيداً حتى استطاع اخيراً جذبه بعيداً عن حازم الذي سقط على الارض منحنياً يحاول التقاط انفاسه.
ركله داغر بقسوه و هو يهتف به بانفس لاهثه.
= و ديني لأندمك على كل حرف قولته يا يا ابن الكلب...
مد حازم يده بصعوبه بجيب سترته و هو يسعل بقوه محاولاً التقاط هاتفه الذي اخرجه بصعوبه و اخذ يعبث به عدة ثواني قبل ان يقذف به إلى داغر هامساً بصوت متعثر من بين شهقاته انفاسه التي يحاول التقاطها...
=ده مش كلامي، ده كلام مراتك
و كلام الزباله اللي لما واجهتها اكدت انها لسه بتحبك و انها اتخطبت ليا بس علشان تغيظك.
التقط داغر الهاتف على الفور و قد تصلب كامل جسده فور سماعه ذلك تفحص الرساله التي بهاتف حازم و التي تحتوي على صوره له مع نورا بينما تحتضنه و تطبع قبله على خده قد التقطت لهم بعيد ميلادها الاخير الذي كان من بضعة اشهر قليله كان وقتها داغر واقفاً بشرفة القصر يشعر بالملل من حفل عيد ميلادها تلك عندما جاءت اليه نورا تطلب منه ان يسمح لصديقتها بالتقاط صوره لهم سوياً وافق داغر لكن طلبت صديقة نورا منه ان تأخذ هاتفه لكي تصورهم به حيث هاتفها على وشك ان ينتهي شحنه بينما نورا ليس معها هاتفها سلمه لها على مضض وعندما همت صديقتها بالتقاط الصوره لهم فجأته نورا باحتضانه بتلك الطريقه الحمميمه من ثم قبلته على خده بالقرب من شفتيه وقتها غضب عليها و عنفها بقوه جعلتها تبكي. من ثم غادر المكان بعد ان اختطف هاتفه منها...
بعدها قد نسي امر تلك الصوره تماماً حيث انه لا يفتح هاتفه الا لكي يقوم باستقبال اتصال او القيام به...
تطلع داغر إلى الكلام المرافق للصوره باعين قاسيه
ابعد خطيبتك عن جوزي
تفحص الرقم المرسل منه الرساله ليجده بالفعل رقم هاتف داليدا لعن بقسوه من بين انفاسه بينما اهتز جسده من شدة الغضب كيف امكنها الوصول إلى تلك الصوره. ولما ارسلت هذه الرساله...
يوجد شئ خاطئ في الامر، بالتأكيد يوجد شئ خاطئ فداليدا لا يمكنها فعل ذلك، ولما ستفعل شئ كهذا...
صدح صوت بعقله كالهمس...
لكي تنتقم منه، فهي تعتقد بانه يحب نورا لذا تحاول ايذاءه لكن كيف وصلت إلى تلك الصوره...
تذكر داغر المرات العديده التي امسك بها تستغل غيابه بالحمام و تعبث بهاتفه و فور رؤيتها له تلقيه من يدها و عندما يسألها عما تفعله جيبه بانها تري فقط الوقت به...
سب بقوه بينما يندفع مغادراً المكان بعد ان أمر زكي باطلاق سراح حازم بعد ان هدده ان الامر لم ينتهي بعد بينهم...
رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل العاشر
كانت داليدا واقفة امام المرأه تقوم بتصفيف شعرها باعين زائغه و عقلها شارد بما حدث بينها و بين داغر منذ اقل من ساعتين لا تصدق بانها كانت على وشك منحه نفسها لولا الطرقات التي قاطعتهم.
اشتعل وجهها بحمرة خجل عند تذكرها للمساته المتلهفه الجريئه على جسدها و استجابتها الحاره له لا تدري كيف فقدت عقلها بين يديه بهذا الشكل...
حاولت ان تبرر ان سبب استجابتها تلك الى الخوف الذي شعرت به بسبب ما فعله طاهر معها و تهديده لها فقد كانت تحاول ان تستمد من داغر الامان لقلبها الذي كان يرتجف ذعراً
زفرت بغضب من نفسها فمن تخدع فهي لازالت تحبه بل تعشقه برغم كل ما حدث بينهم و سوء ظنه بها الا ان قلبها الاحمق لا يزال يعشقه...
وضعت يدها على خدها المشتعل.
لا تدري كيف ستواجهه عندما يعود و كيف ستتعامل معه اذا اراد اكمال ما اوقفه الطرق على الباب...
خرجت من شرودها هذا منتفضه في مكانها بذعر عندما فتح باب الجناح فجأه و دلف داغر إلى الغرفه بوجه مقتضب حاد يعاكس تماماً حالته التي غادر بها قبل ساعتين...
كانت عينيه تدور بارجاء الغرفه كما لو كان يبحث عن شئ ما.
راقبته بدهشه بينما يتجه مسرعاً نحو الطاوله التي بجانب الفراش و يلتقط هاتفها من عليها اتسعت عينيها بصدمه عندما فتحه و اخذ يعبث به.
هتفت بحده بينما تتجه نحوه تحاول جذب هاتفها من بين يديه
=انت بتعمل ايه،؟!
لكن شعرت بالرعب يجتاحها عندما استدار اليها و رأت شرارات الغضب التي تتقافز من عينيه فقد كان اشبه ببركان ثائر على وشك الانفجار باى لحظه تراجعت إلى الخلف بتعثر لكنها اطلقت منها صرخه فزعه عندما قبضت يده على ذراعها مانعاً اياها من الابتعاد جاذباً اياها بقربه مره اخري
=الصوره دي بتعمل ايه على موبيلك...
هتفت داليدا بحده بينما تحاول التملص و الافلات من قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حولها رافضاً تركها
=صوره ايه، اللي بتتكلم عليها؟!
ادار هاتفها نحوها مما جعل جسدها يهتز بعنف كما لو صاعقه قد ضربتها عندما شاهدت تلك الصوره التي يلوح بها امام عينيها فقد كانت له مع ابنة عمه نورا التي كانت تعقد ذراعيها حول عنقه لاصقه جسدها إلى جسده بطريقه حميميه للغايه بينما شفتيها على خده تقبله بالقرب من شفتيه مزقها الالم الذي عصف بقلبها عند رؤيتها لهم بهذا الشكل.
هتفت بصوت مرتعش يملئه الغضب بينما تحاول التحكم بتلك الدموع التي ملئت عينيها محاوله منعها من السقوط حتى لا تفضح امرها امامه.
=وصل بك البجاحه انك توريني صورك معها انت ايه بالظبط...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما استوعبت اخيراً ان تلك الصوره التي يريها اياها توجد بهاتفها الشخصي. كيف وصلت تلك الصوره إلى هاتفها...
خرجت من افكارها تلك عندما شدد داغر قبصته حولها هاتفاً بحده.
=هو ده اللي همك، مسألتيش نفسك حتى ازاي الصوره دي على موبيلك، ولا ازاي اتبعتت منه لحازم الدمنهور.
دفعته داليدا في صدره بقوه بينما تنزع نفسها من قبضته متراجعه للخلف سريعاً بعيداً عنه و قد ارعبها الغضب المرتسم فوق ووجهه همست بصوت مرتبك و هي غير قادره على استعاب ما يقوله فما حدث لها اليوم على يد طاهر من ثم ما حدث مع داغر كان اكبر من قدرتها على التحمل...
=بعت لايه، و لمين، و الصوره دي بتعمل ايه على موبيلي.؟!
قاطعها داغر مزمجراً بشراسه جعلتها ترتعب بمكانها.
=ما ده اللي عايز افهمه...
ليردف بقسوه و غضب
=الصوره دي بتعمل ايه على موبيلك، و الرساله اللي اتبعتت منه، اتبعتت ازاي.؟!
صاحت داليدا مقاطعه اياه وقد بدأت تشعر بعالمها باكمله ينهار من حولها فور فهمها ما يحاول اتهنها به
=انا مبعتش حاجه لحد...
لتكمل و هي تجبر عينيها على التركيز على صورتهم بهاتفها الذي لايزال يحمله بيده محاوله تجاهل الالم الذي يعصف بداخلها و قد بدأت تقرأ الرساله المرافقه للصوره والتي ارسلت إلى رقم ما تجهله...
ابعد خطيبتك عن جوزي،
=انا، انا مبعتش حاجه، و معرفش الرقم ده اصلاً. و لا اعرف الصوره دي جت على موبيلي ازاي
قاطعها بحده بينما يشير بهاتفها الذي بيده امام وجهها
=الصوره دي مش موجوده غير على موبيلي حتى مش مع نورا...
اهتز جسدها بقوه من شدة الغضب بسبب اتهامته تلك بينما يمر امامها شريط حياتها من اول يوم خطبت به له حتى الان من بروده معها. و قسوته و رفضه لها لأكتشافها حقيقة زواجهم
زمجرت بغضب بينما تدرك بانه يتهمها بانها من قامت بسرقة الصورة من هاتفه و ارسلتها لخطيب نورا
=قولي كده، انا كده فهمت...
لتكمل بقسوه ناكزه اياه باصبعها في صدره بينما تنظر داخل عينيه قائله ببطئ و هي تضغط على حروف كلماتها بقسوه.
=الصوره و الرساله انت اللي بعتهم من موبيلي، علشان يخلالك الجو مع حبيبة القلب، مش كده
زمجر بغضب بينما يعقد يديه في قبضتين بجانبه محاولاً السيطره على غضبه من غبائها...
=انتي مش فاهمه حاجه الصوره دي اتب...
فاطعته بحده بينما لازالت تنكزه في صدره غير سامحه اياه بتكملة جملته.
=لا انا فاهمه كل حاجه كوبس، انت بعت الرساله دي من موبيلي علشان متبنش الشرير الوحش قدام نورا و انك السبب في فسخ خطوبتها و ان يا حرام مراتك الوحشه اللي بتغيير هي اللي عملت كده، و تبقي ضربت عصفورين بحجر خلصت من خطيبها و في نفس الوقت بينت قد ايه انا وحشه شريره وانت قد ايه بتعاني معايا علشان لما تطلقني محدش يلوم عليك...
لتكمل مندفعه بغيرتها و غضبها غير ابهه بالغضب الذي اشتد به وجهه فكل ما يهمها هو ان تألمه لكي يشعر ببعض ما تشعر به
=انت انسان حقير، حبك لها خالاك اعمي ماشي وراها زي الكل...
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما صاح داغر بشراسه بينما يلقي في ثورة غضبه هاتفها على الارض
=قولتلك اخرسي، اخرسي
ليكمل بانفس ثقيله متلاحقه.
=قسماً بالله يا داليدا لو حد غيرك كان قال اللي قولتيه ده كنت دفنته بالحيا، بس انتي غبيه، غبيه و عمرك ما هتفهمي حاجه من اللي بدور حواليكي...
ارتعش فم داليدا بقهر و قد جرحتها كلماته تلك قبل ان تنخفض و تتناول هاتفها من فوق الارض حتى تخفي دموعها عنه لكن اهتز جسدها بقوه فور رؤيتها ما فعله بهاتفها، التقطت الهاتف بلهفه بينما تحاول فتحه بيد مرتجفه خرج نشيج متألم من حلقها عندما رأت ان شاشته قد كسرت بينما الهاتف يرفض ان يعمل و قد اسودت شاشته المتهشمه همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...
=انت. انت عملت ايه، في الموبيل...
زمجر داغر بشراسه و عينيه تلتمع بوحشية مرمقاً اياها بغضب
=بقي كل اللي همك هو الموبيل،؟!
من ثم التف ينوي ان يغادر الغرفه قبل ان يفقد السيطره على اعصابه لكنه توقف بمكانه وقد تجمدت يده الممسكه بمقبض الباب عندما وصل اليه صوت بكائها المنخفض بينما تهمس بألم
=صور ماما عليه، و مش معايا غيرها...
التف نحوها ليجدها تقبض على الهاتف بين يديها تحاول فتحه بيأس بينما وجهها غارق بالدموع وقف داغر متصلباً بمكانه لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله و شعور بالذنب يجتاحه تقدم عدة خطوات نحوها يهم باحتضانها بين ذراعيه لكن تجمدت خطواته فور ادراكه لمدي ضعفه نحوها فبضعة دموع جعلته ينسي كلماتها الجارحه له. التف مره اخري مغادراً الغرفه على الفور مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان...
بعد مرور اسبوع...
كانت داليدا جالسه امام النافذه التي بغرفتها تنظر من خلالها باعين شارده حزينه و قلبها يأن الماً بين اضلاعها فبعد ان رحل داغر بعد تشاجرهم سوياً بسبب صورة ابنة عمه و هي لم تراه حيث كان يقضي كامل يومه بشركاته و يأتي إلى المنزل لفتره قصيره جداً ليأخذ شيئاً من مكتبه من ثم يختفي بعدها مره اخري كما يسود المنزل جو من التوتر الغريب و الارتباك تشعر بانه هناك شيئاً ما لكن لا تعلم ما هو...
اما طاهر ما ان تذكرته مرت بجسدها قشعريره من الاشمئزاز و الخوف فقد كان هو الاخر مختفي لم تراه منذ تلك الليله التي حاول بها الاعتداء عليها و تهديده لها. لكن رغم ذلك كانت تقفل باب الجناح عليها كل ليله بالمفتاح حتى لا يستغل غياب داغر و يحاول الدخول إلى غرفتها مره اخري لكن حتى غلقها للباب لم يشعرها بالامان فقد كانت تظل مستيقظه طوال الليل و عينيها مثبته بخوف على الباب متوقعه دخوله باي لحظه...
اطلقت تنهيده حزينه فور تذكرها اتهامات داغر الاخيره لها فقد تعبت من سوء ظنه المستمر بها كما لم يعد لديها طاقه لمحاربته فقد تعبت من المقاومه التي مارستها طوال حياتها فمنذ وفاة والدتها لم تكن تفعل شئ سوا محاربة خالها مرتضي رافضه ظلمه لها حتى وان كانت وقتها ترهبه و تخاف منه الا انها قاومته بقدر ما تستطيع و بعد زواجها من داغر بدأت تحاربه هو الاخر رافضه الاذلال الذي يعرضها له بكل مره بسبب سوء ظنه بها...
لكن رغم ذلك لا يمكنها انكار انها لازالت تحبه. التهب وجهها بالحراره فور تذكرها للمشاعر الجياشه التي شعرت بها بين ذراعيه لا تصدق انها استسلمت له بتلك السهوله فقد كانت على وشك ان تخسر نفسها له كلياً لولا الطرق الباب الذي انقذها من ارتكاب خطأ كانت ستقضي كامل حياتها تندم عليه كيف امكنها نسيان رأيه بها فهي بالنسبه اليه ليست سوا امرأه رخيصه ابتاعها بامواله، كما كيف امكنها نسيان حبه لنورا ابنة عمه.
ابتلعت غصة الالم التي تشكلت بحلقها فقد كانت تعلم جيداً بانه يحبها و رغم هذا كانت على وشك ان تسلم نفسها اليه فالامر لم يكن سيفرق معه كثيراً فقد ستكون نزوه اخري من نزوات. امرأه تضاف إلى قائمة نسائه الكبيره...
لكن كان الامر سيحطمها هي...
زفرت بتثاقل واضعه يدها فوق صدرها بينما غصه تتشكل بقلبها فور تذكرها لهاتفها الذي دمره داغر، فبرغم ان هذا الهاتف غير حديث متهالك الا انه كان اغلي ما لديها فقد كان به جميع صور والدتها و والدها التي التقطتها من البوم الصور الخاص بوالديها. قبل ان يقوم خالها مرتضي بحرقه امام عينيها عندما رفضت ان تتزوج من شاهين شقيق جيجي زوجته حالياً. فقد كان يعاقبها دائماً بتدمير الاشياء التي تحبها لذا حافظت دائماً على اخفاء التلسكوب الخاص بوالدتها بعيداً عنه لم تكن تخرجه الا بعد تأكدها انه خارج المنزل او نائماً...
نهضت بتثاقل فور تذكرها لتلسكوب والدتها تخرجه من حقيبته المستقره باسفل خزانتها فمنذ ان اتت إلى هنا ولم تخرجه ولو لمره واحده...
اخرجته وقامت بتركيبه من ثم وضعته امام النافذه من ثم بدأت تستكشف محيطها فقد كانت الليله مقمره مشعه بالنجوم التي كانت تزين السماء كانت تراقب بشغف و على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه احدي النجوم التي كانت تلتمع بالسماء المظلمه كما لو كانت حبه من الماس.
لكنها خرجت من اندمجها هذا منتفضه في مكانها وهي تصرخ بفزع عندما شعرت بيدين تحيط خصرها من الخلف استدارت على الفور بين ذراعي الشخص الذي يحتضنها هذا تتخبط بهستريه بين ذراعيه قبل ان يدفعها خوفها إلى ان تركله بقسوه بين فخديه في اكثر اماكنه حساسيه و فكره من الذعر تسيطر عليها بان طاهر قد اقتحم غرفتها و يحاول الاعتداء عليها مره اخري لكنها تراجعت إلى الخلف فاغرة الفم و وجهها شحب من شدة الصدمه عندما وصل إلى اذنيها صوت داغر الذي يأن متألماً و قد بدأت تستوعب بان من ضربته ليس طاهر بلا داغر زوجها الذي كان ينحني على نفسه ممسكاً بجزئه السفلي و وجه متغضن محمر من شده الألم من ثم اتجه ببطئ جالساً على الفراش وهو يزال يأن متألماً منحنياً على نفسه.
اقتربت منه داليدا جالسه على عقبيها امامه
=انا اسفه، انا اسفه والله داغر، داغر انت كويس...
ضيق عينيه بغضب محدقاً بيدها التي كانت فوق يده مما جعلها تنتزعها بعيداً سريعاً وقد اشتعل خديها بنيران الخجل فور ادركها فضاحة ما فعلته...
تنفس داغر بقوه قبل ان يتمتم بصوت اجش بعض الشئ وقد هدأ الالم الذي كان يعصف به
=بتضربيني انتي مجنونه...
نهضت داليدا على قدميها مبتعده عنه بينما تجيبه بحده بعد ان اطمئنت عليه.
=انت اللي خضتني، افتكرتك حد غريب دخل الاوضه من ورايا...
لتكمل بارتباك و حده تحاول القاء اللوم عليه
=بعدين انت اللي غلطان حد قالك تدخل تسحب بالشكل ده
قاطعها بقسوه بينما ينتفض واقفاً من فوق الفراش
=بتسحب ايه،؟! بعدين مين اللي هيتجرأ و يدخل هنا...
ليكمل بحده بينما يشير إلى خارج النافذه
=القصر محاط بأكتر من 50 حارس مفيش نمله تقدر تدخل من غير اذنهم...
ابتلعت داليدا الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه بينما تتطلع نحوه بارتباك خائفه من ان تخبره بان خوفها من اقتحام الغرفه لا يتعلق باحد غريب من خارج القصر بل من احد ساكنيه...
تنحنحت هامسه بصوت قلق راغبه في الاطمئنان عليه بعد رأته يقف على قدميه بهدوء
=انت كويس. لسه موجوع،؟!
غمغم داغر باختصار و قد امتقع وجه بشده من الحرج...
=كويس...
ليكمل بينما يتجه نحوها مخرجاً هاتفاً من جيب سترته مناولها اياه
=امسكي...
تناولته منه بتردد متأمله اياه بدهشه فقد كان هاتف من احدث الهواتف همست بينما تطلع إلى داغر بارتباك
=ايه ده،؟!
اجابها بينما يبدأ بنزع سترة بدلته استعداداً لتغيير ملابسه
=ده موبيل، بدل موبيلك اللي اتكسر...
شعرت داليدا بالغضب يشتعل بداخلها فور تذكرها ما فعله بهاتفها تناولت يده واضعه بها الهاتف بحده قائله بازدرء
=شكرا. مبقبلش العوض من ح...
قاطعها داغر بغضب بينما يلقي سترته بحده من يده
=عوض ايه انتي هبله،؟!
ليكمل بحده عندما رأها تتطلع اليه بجمود
=انتي مراتي و ملزومه مني...
قطاعته بتهكم ساخر بينما تنظر اليه من اعلي جسده لاسفله
=مراتك، اها قولتلي مراتك...
لتكمل بتصميم قاطع بينما تعقد ذراعيها اسفل صدرها
=مش عايزه منك حاجه شكراً...
بعدين انا مش فارق معايا الموبيل اصلاً...
ضغطت على شفتيها بقوه باسنانهت قبل ان تكمل هامسه بصوت متهدج بسبب الدموع المنحبسه خلفه عينيها و التي اختنق بها حلقها.
=انا اللي يهمني صور ماما و بابا اللي كانت على الموبيل مش اكتر...
زفر داغر باستسلام قبل ان يقترب منها ممرراً يده بحنان فوق خدها ماسحاً دموعها التي سقطت من عينيها...
=داليدا الموبيل مش جديد و بس لا و عليه كمان كل الصور اللي كانت على موبيلك القديم
هتفت بصدمه بينما تحاول بتعثر اخذ منه الهاتف مره اخري
=بجد،؟!
فتحت الهاتف بلهفه بيد مرتجف تبحث فيه لتنفجر باكيه فور ان رأت صور والدها و والدتها التي المحفوظه به همست من بين شهقات بكائها وهي لازالت تقلب بالهاتف
=ازاي، ازاي. جبتهم منين،؟!
تنحنح داغر قبل ان يجيبها بصوت جعله هادئ غير متأثر قدر الامكان بينما يراقب دموعها تلك و شعور غريب من الضعف نحوها يتملكه
=من تليفونك القديم، خليت.
صافيه تجبلي التليفون من وراكي علشان لو مكنش ينفع يتصلح و اخد منه الصور متزعليش تاني...
احتضنت داليدا الهاتف الجديد إلى صدرها تضمه بقوه بينما تنفجر في البكاء مره اخري بينما تهمس بصوت متقطع تحمد الله شاعره بقلبها و قد عاد للحياه مره اخري فهذه الصور هي كل ما تبقي لها من والديها.
لم يستطع داغر الوقوف في مكانها ثابتاً اكثر من ذلك اندفع نحوها على الفور يجذبها بين ذراعيه محتضناً اياها بقوه إلى صدره ممرراً يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها فرؤيتها تبكي بهذا الشكل تؤلم قلبه ضمها اليه بقوه مقبلاً رأسها مشدداً من احتضانه اكثر لها محاولاً ان يشبع منها قدر الامكان فقد افتقدها كثيراً خلال الاسبوع الذي اضطر ان يغيب به عنها...
تشبث داليدا بظهره هامسه بصوت ضعيف من بين شهقات بكائها و هي تشعر نحوه بالامتنان
=شكراً، شكراً، يا داغر
لكن فور تذكرها انه السبب الاساسي في تدمير هاتفها و ما فعله بها من اجل ابنة عمه انتفضت مبتعده من بين ذراعيه هاتفه بحده بينما تمسح وجهها من الدموع العالقه به
=لا مش شكراً...
شكرا على ايه و انت اساساً اللي كسرتلي الموبيل...
وقف داغر يتطلع اليها باعين متسعه بالذهول من تحولها المفاجئ هذا همس بارتباك بينما لا يفهم ما يحدث معها
=داليدا...
لكنها قاطعته بحده فور ملاحظتها لجسده الذي اصبح عارياً بعد نزع لقميصه
=بعدين، انت، انت وقفلي كده ليه، ما تحترم نفسك يا اخي شويه، و البس حاجه مش كل يوم هتنام بالشكل ده جنبي...
اصدر داغر ضحكه قصيره مندهشه بينما يمرر يده بشعره يبعثره بقوه و هو لا يصدق تحولها المفاجأ هذا.
رمقته داليدا بغضب بينما تهتف بحده
=بتضحك على ايه، تحب اعمل زيك و اقلع و انام عريانه زيك و شوف وقتها هتضايق و لا...
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما قبض على يدها جاذباً اياها نحوه لتصطدم بصدره انحني عليها هامساً في اذنها يهمس بصوت اجش مثير و هو يحيط خصرها بذراعه
=ياريت...
من ثم مرر يده فوق ازرار منامتها يقوم بفتح زر تلو الاخر مما جعلها تشهق بصدمه بينما تتمسك بقوه باطراف قميص منامتها.
= بتعمل ايه. انت اتجننت...
رسم داغر الجديه على وجهه محاولاً ان يسيطر على الابتسامه التي ترتجف فوق شفتيه بينما يكمل فتح ازرار منامتها برغم مقاومتها له
=علشان نبقي متعادلين و تعرفي تنامي على السرير جنبي براحتك...
تراجعت داليدا بقوه إلى الخلف بعيداً عنه و هي لازالت تقبض على اطراف قميصها النفتوح جزئياً
=و مين قالك اصلاً اني هنام جنبك، ايه فاكر بعد اللي عملته فيا هنام معاك على سرير واحد عادي...
لتكمل بحده مرمقه اياه بازدراء
=انا هنام على الكنبه من هنا و رايح و لو مش عجبك يبقي هتنقل اوضه تانيه خالص و هنام فيها...
ثم تركته واقفاً مصدوماً بمكانه و توجهت نحو الاريكه تستلقي عليها معتقده انه سوف يعترض لكن لدهشتها ظل واقفاً بمكانه عدة لحظات قبل ان يزفر بحده و يتجه بهدوء نحو الحمام...
ادارت داليدا ظهرها اليه عندما رأته يخرج من الحمام عاري الصدر يرتدي فقط بنطال منامته و شعره مبلل حيث يبدو انه اخذ دشاً سريعاً تنفست بعمق و راحه عندما اغلق الضوء ليعم الظلام بالغرفه تنهدت ببطئ وقد ادركت انه قد استسلم بالفعل و سيتركها تنام فوق الاريكه...
لكنها شهقت بصدمه عندما شعرت به يستلقي بجانبها فوق الاريكه التي برغم اتساعها الا انها لم تتسع لهم معاً مما جعل صدره العاري يلتصق بظهرها هتفت بغضب بينما تحاول ابعاده عنها
=انت بتعمل ايه، قوم من هنا...
لكنه احاط خصرها بذراعه بينما يلتصق بها اكثر دافناً رأسه بعنقها هامساً بهدوء محاولاً استفزازها
=مادام مش عايزه تنامي على السرير، هنام انا هنا جنبك على الكنبه...
ليكمل مغيظ اياها بينما يلتصق بها اكثر مقبلاً عنقها بلطف
=و بيني و بينك المكان هنا احسن على الاقل مفيش مكان فاصل ما بنا زي السرير...
ضربته داليدا في صدره بمرفقها بقوه وهي تهتف من بين اسنانها بغضب
=انت ايه، بارد...
ليشتعل الغضب بداخلها اكثر عندما سمعته يضحك و صدره اخذ يهتز مما جعلها تتراجع فجاه إلى الخلف بقوه بجسدها مطيحه اياه من فوق الاريكه ليختل توازنه من فوقها و يسقط على الارض.
انفجرت داليدا ضاحكه فور رؤيتها له و هو يفترش الارض بهذا الشكل وضعت يدها فوق بطنها التي ألمتها من كثرة الضحك غافله عن ذلك الذي اعتدل جالساً على الارض و عينيه مسلطه عليها تلتمع بالانبهار والشغف متأملاً اياها لكنه هز رأسه متنحنحاً بقوه مخرجاً نفسه من حالته تلك...
وقف على قدميه بهدوء يمد يده نحوها قائلاً بجديه
=يلا يا داليدا تعالي، خالينا ننام انا على اخري و بقالي اسبرع منمتش.
توقف ضحكها عندما رأت جديته تلك هزت كتفيها قائله بينما تنظر اليه
=طيب ما تنام هو انا منعتك. السرير عندك واسع اهو تقدر تنام عليه براحتك، انا هنام هنا
لتكمل بحده بينما تطلع نحوه بنظرات تمتلئ بالتحدي
=و لوحدي...
اطلق داغر زفره طويله حاده قبل ان يستدير و يتجه نحو الفراش مما جعلها تظنه قد استسلم لكن لصدمتها اتجه للخزانه و اخرج الحبل الذي قيدها به من قبل
استدار نحوها يشير بالحبل بيده قائلاً بجديه و صرامه.
=شكلك وحشك ان تقولي كلمه سادي...
همست داليدا بتعثر بينما عينيها مسلطه بذعر فوق الحبل الذي بيده
=ابعد البتاع ده عني...
اقترب داغر منها مغمغماً بينما لا يزال يأرجح الحبل من يد لأخري بهدوء.
=هاااا، تختاري ايه،؟!
ليكمل بسخريه بينما ينحني عليها ممسكاً بيدها عندما ظلت صامته
=خلاص يبقي انتي اللي اخترتي متج...
ولكن و قبل ان ينهي جملته انتفضت داليدا ناهضه من فوق الاريكه متجهه نحو الفراش مستلقيه عليها هاتفه بغضب.
=خلاص. خلاص اتزفت نمت...
ادارت ظهرها له بغضب عندما رأته يتقدم نحو الفراش بعد ان القي الحبل على الاريكه...
استلقي داغر بجانبها و على وجهه ترتسم ابتسامه واسعه اقترب منها دافناً وجهه بعنقها من الخلف مستنشقاً بعمق رائحتها التي افتقدها طوال الاسبوع المنصرم لكنها انتفضت مبتعده عنه لاقصي الفراش هاتفه بغضب
=متلمسنيش...
لكنه اقترب منها باصرار مره اخري دافناً وجهه مره اخري بعنقها مقبلاً اياه بحنان فكل ما كان يرغب به هو النوم و الشعور بها بين يديه
استدارت داليدا لتصبح تواجهه هاتفه بغضب اكبر ضاربه اياه فوق صدره بقبضتيه
=قولتلك متلمسنيش، متلمسنيش.
لكن ولدهشتها بدلاً من ان يغضب منها رأته يمد يده و يرجع خصلات شعرها الثائره عن وجهها ليضعه بحنان خلف اذنها و اخذ يمرر يده ببطئ فوق وجنتيها متلمساً شفتيها الناعمه بطرف ابهامه راقبته وجهه يقترب منها و قد اصبحت انفاسها متثاقله والحراره بدأت بغزو جسدها...
مرر شفتيه فوق خدها مقبلاً طول الخط الذي يصل إلى شفتيها حتى وصل إلى شفتيها وقبلها عليها برفق ثم اخذ يوزع قبلات قصيره بسائر انحاء وجهها حتى وصل إلى اذنها وقبل اسفل عنقها بينما يهمس بصوت اجش
=ملاكي البريئه...
اسرعت داليدا بالتراجع بعيداً دافعه اياه بصدره فور سماعها كلماته تلك فقد ذكرها بكلماته تلك بسوء ظنه بها وما فعله بها باخر مره كان معها و الكلمات القاسيه التي وجهها اليها بسبب ابنة عمه التي يحبها فلما يتعامل معها اذا بهذه الحميميه اذا كان يحب و يرغب بامراه اخري...
صدح صوت بعقلها معذباً اياها بانها ليست بالنسبه اليه سوا امرأه متاحه امامه و يتسلي بها...
هتفت بشراسه دافعه اياه بقسوه في صدره و شرارت الغضب تتقافز من عينيها
=لا انا مش ملاكك. انا بالنسبالك شيطان، لكن ملاك معتقدش...
جذبها نحوه مره اخري محيطاً وجهها بيديه مغمعماً بصوت مبحوح اجش
=انتي فعلاً شيطان...
ليكمل بصوت أبح يتغلله المرح بينما يعض عنقها بلطف و مشاغبه
=علشان مطلعه عيني و مركبلي الوش الخشب بقالك اكتر من ساعتين و انا خلاص هموت وانام...
ليكمل بنفاذ صبر عندما اخذت تتطلع نحوه باعين تلتمع بالحده
=داليدا بقولك عايز انام...
قاطعته داليدا هاتفه بقسوه دافعه اياه بصدره بقوه مبعده اياه عنها
=طيب ما تنام و انا مالي...
اجابها بصوت يتخلله التعب وهو يممرر يده بلطف فوق خصرها
=عايزك تنامي في حضني...
اطلقت داليدا صرخه مستنكره ساخره و هي تندفع مبتعده لأقصي الفراش بعيداً عنه عندما امتدت يده نحوها لكي يقربها منه.
=كان زمان، ايام ما كنت داليدا الهبله اللي تبهدلها و تسمعها كلام زي السم و في الاخر تتعامل معاك عادي اول ما تضحك في وشها...
لتكمل بحده بينما تستدير بجسدها بعيداً عنه توليه ظهرها متجاهله الصدمه المرتسمه على وجهه...
=تصبح على خير...
لتكمل بنغمه تملئها الحده و هي تضغط على حروف كلماتها بسخريه لاذعه
=يا داغر، باشا...
صرخت مبعده ذراعها بحده عن يده التي حاول جذبها منه مره اخري اليه
=قولتلك لا و لا عايزني أ...
اسرع داغر بوضع يده فوق فمها يكتم باقي كلماتها هاتفاً بغضب و نفاذ صبر
=خلاص، خلاص اقفلي الراديو اللي اتفتح و مش عايز يتقفل ده و نامي، نامي انا اصلاً غلطان...
من ثم زفر باحباط و غضب بينما يلتف هو الاخر مولياً ظهره لها جاذباً بحده الشرشف مغطياً جسده به حتى رأسه و الغضب و الاحباط يغليان بعروقه...
في اليوم التالي...
كانت داليدا جالسه على الاريكه بجناحها الخاص تشاهد التلفاز باعين زائغه و عقلها شارد تتذكر كل ما حدث بالامس، فقد عاد داغر بعد ان غاب لاكثر من اسبوع يتعامل معها بكل هدوء كما لو انه لم يقذفها باسوء الاتهامات...
بانها من ارسلت تلك الصوره إلى خطيب نورا، لكنها تعلم جيداً بانه هو من قام بارسالها فقد اعترف بنفسه ان تلك الصوره غير موجوده الا بهاتفه الشخصي.
ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها بينما تضغط باسنانها على جانب خدها الداخلي محاوله منع الدموع الكثيفه التي تجمعت بعينيها من السقوط عند تذكرها لوضعهم الحميمي بتلك الصوره فقد كانت نورا تقبله براحه معانقه اياه بتملك لم يكن من حقها هي زوجته الشعور به نحوه لكنها تعلم جيداً بانه ملك لنورا التي لا يزال يعشقها...
تنفست بقوه ماسحه الدمعه التي تسربت فوق خدها معنفه نفسها بقوه فهي لن تبكي من اجله مره فيكفي ما ذرفته من دموع خلال الاسبوع الماضي فقد وعدت نفسها بانها لن تجعل حبها له يضعفها بعد الان فسوف تعامله مثل معاملته اللامباليه. البارده...
اعتدلت في جلستها سريعاً مسلطه عينيها على التلفاز متصنعه المشاهده عندما سمعت باب الجناح يفتح لتعلم ان داغر قد عاد من عمله لكن تغضن وجهها بالتفكير فلا يزال الوقت مبكراً على انتهاءه من عمله فالساعه لما تتجاوز ال5 مساءً بعد...
راقبته بطرف عينيها و هو يدلف إلى الغرفه فقد كان شعره مبعثر و يرتسم على وجهه الاقتضاب لكنها حولت انتبهها إلى شاشة التلفاز عندما رأته يتجه نحوها...
جلس داغر بجانبها على الاريكه لكن تشدد جسدها بصدمه عندما جذبها من ذراعها بصمت بين ذراعيه محتضناً اياها بقوه دافناً وجهه بعنقها...
همست بتردد عندما شعرت بجسده يرتجف
=مش، مش قولتلك متلمسنيش
لكنه لم يجيبها و ظل محتضناً اياها فتره طويله قبل ان يزفر ببطئ مبتعداً عنها راقبته داليدا بقلق قبل ان يردف بهدوء و قد استعاد قناعه الهادئ
=داليدا عايز اتكلم معاكي...
ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها قبل ان تتمتم بحده محاوله عدم التأثر بقربه منها مذكره نفسها بوعدها لنفسها
=نتكلم في ايه،؟!
اجابها بينما يقبض على يديه بجانبه بقوه دلالة على توتره
=عن جوازنا...
غمغمت داليدا بحده بينما تقبض بقوه على جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وقد تبخر قلقها عليه فقد كانت تعلم ما يرغب بقوله
=ايه نويت تطلقني خلاص مش ك...
قاطعها داغر بقسوه و حده
=طلاق ايه اللي بتتكلمي عنه.
عقدت ذراعيها اسفل صدرها مجيبه اياه بقسوه مماثله
=ما هو مفيش حاجه بيني وبينك ممكن نتكلم فيها غير الطلاق...
زمجر داغر بحده بينما يضيق عينيه عليها
=انتي شايفه ان مفيش اي حاجه بيني و بينك ممكن نتكلم فيها غير الطلاق اللي...
اجابته ببرود يعاكس النيران المشتعله داخل صدرها
=لا ازاي طبعاً فيه، فيه فلوس. و العقد اللي معاك وال 20 مليون جنيه...
لتكمل بينما تنحني تلتقط صحن المقرمشات من فوق الطاوله التي امامها.
=و مادام مش هتتكلم في الطلاق فمعلش يا داغر خاليني اركز في الفيلم احسن...
لتردف بينما ترسم ابتسامه واسعه على وجهها
=ما تتفرج معايا ده فيلم تحفه هيعجبك...
من ثم سلطت انتبهها على التلفاز متصنعه مشاهدة الفيلم بينما تحاول السيطره على الدموع التي تجمعت خلف عينيها حتى لا تزعزع قوتها الهشه التي رسمتها امامه.
ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات و على وجهه يرتسم تعبير غريب قبل ان يغمغم بصوت مختنق اجش...
=مادام مش شايفني غير شوية فلوس و عقد بيني و بينك يبقي اللي كنت هقولهولك ميخصكيش و لا يهمك في حاجه اللي هعمله...
ثم انتفض ناهضاً تاركاً الغرفه مغلقاً الباب خلفه تاركاً اياها تتطلع إلى اثره بحسره قبل ان تنفجر في بكاء مرير...
بعد عدة ساعات...
كانت داليدا واقفه امام المرأه تعدل من حجابها حتى تنزل للاسفل و تحضر شيئ تأكله حتى تسكت معدتها الثائره فهي لم تتناول اي طعام اليوم عندما سمعت طرقاً على الباب لتدلف بعدها صافيه بوجه محتقن متغضن قائله بصوت منخفض
=شهيره هانم عايزاكي تحت يا داليدا هانم...
عقدت داليدا حاجبيها قائله بينما تضع الحجاب على رأسها
=و دي عايزاني في ايه،؟!
اقتربت منها صافيه كما لو كانت تهم اخبارها بشئ ما لكنها تراجعت مره اخري قائله بتردد
=مش عارفه يا هانم، هي مستنياكي تحت...
اومأت داليدا برأسها قائله
=طيب يا صافيه روحي انتي و انا جايه وراكي.
لتهمس وهي تتأكد من ان حجابها يغطي شعرها باكمله خوفاً من نظرات طاهر التي تلاحقها
=يا تري العقربه دي عايزه مني ايه...
تنهدت ببطئ قبل ان تتناول هاتفها و تهبط إلى الاسفل...
لكن تجمدت خطواتها فور ان وصلت إلى اخر الدرج عندما و رأت ما جعل الدماء تفر من عروقها فقد كان داغر جالساً بجانب احدي الرجال بينما نورا تجلس بالجهه الاخري من هذا الرجل الذي كان يمسك بيده دفتراً كبيراً مناولاً اياه لها قائلاً ببشاشه
=امضي هنا يا عروسه...
من ثم التف إلى داغر بعد ان مضت نورا على الدفتر
=امضي هنا يا عريس...
ثم ختم كلامه بابتسامه واسعه بعد ان مضي داغر على الدفتر هو الاخر.
=بارك الله لكما، وبارك عليكم
فور فهمها ما يحدث شعرت كما لو عالمها بأكمله ينهار من حولها
انهارت جالسه على الدرج.
و قد بدأت تميد الارض تحت قدميها بينما انفاسها اصبحت ثقيله متباطئه شعرت بها تنسحب من داخل صدرها كما لو المكان يطبق بجدرانه عليها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يعصف به و فكره واحده تعصف بها معذبه اياها داغر تزوج نورا، تزوج حب عمره و فقدته هي، فقدته إلى الابد...
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق