القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قلبه لا يبالي الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس للكاتبة هدير نور

 

رواية قلبه لا يبالي الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس للكاتبة هدير نور 





رواية قلبه لا يبالي الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس للكاتبة هدير نور 



بقصر الدويرى.

كانت داليدا مستلقيه فوق الفراش تتصفح هاتفها كعادتها بملل عندما فُتح باب الغرفة فجأةً و دلف زوجها داغر الدويرى إلى الغرفة...

انتفضت واقفه بتعثر على قدميها و كعادتها عند رؤيتها له تثاقلت انفاسها التي انحبست داخل صدرها بينما اخذت ضربات قلبها تزداد بقوه جنونيه اخفت يديها خلف ظهرها سريعاً حتى تخفي ارتجافها الواضح عنه.


فقد كانت هذه هي ردة فعلها عندما رأته أول مره في حياتها و لم تتغير حتى الان فلا يزال كيانها بأكمله يهتز عندما تراه امامها...

بينما كان هوكعادته التي لم تتغير منذ ان عرفته. بارد، صلب في تعامله معها فلم يظهر يوماً اهتماماً او اي رد فعل يدل على تأثره بها.

و كعادته ايضاً دلف إلى الغرفه دون ان يلتف نحوها و دون ان يوجه اليها حتى و لو كلمه واحده مفضلاً اعتبرها غير موجوده معه بهذه الغرفه.


راقبته بشرود بينما وهو يتوجه بصمت نحو خزانة الملابس مخرجاً ملابسه الخاصه بالنوم و فوق وجهه يرتسم قناعه البارد رغبت كثيراً لو كان لديها الجرأه لتصرخ بواجهه و تخبره بمدي تأثرها والالم الذي يسببه لها معاملته اياها بتلك الطريقه لكنها حتى الان لم تمتلك تلك الجرأه لفعلها.


تنفست بعمق بينما تحاول نفض تلك الافكار بعيداً محاوله رسم ابتسامه على وجهها و عدم اظهار ما يدور بداخلها من صراع لكن خانتها شفتيها و ارتجفت قليلاً بسبب توترها

اتجهت بخطوات مرتجفه نحو الطاوله المجاوره للفراش نازعه عنها الغطاء ليظهر اطباق مختلفه مليئه بالطعام الشهي همست بصوت منخفض بينما تفرك يديها بتوتر و عينيها مسلطه عليه تراقبه باعين متسعه و انفس متثاقله و هو ينزع ببطئ سترة بدلته.


=انا، انا حضرت الاكل علشان نتعشا سوا...

التف اليها ببطئ كما لو انه لم ينتبه إلى وجودها الا الان ظل واقفاً بمكانه يتطلع اليها بصمت عدة لحظات و عينيه تمر ببطئ عليها متأملاً منامتها الواسعه التي تغلق ازرارها حتى عنقها لكن رغم ذلك رفعت يدها تتمسك بخجل بعنق منامتها المغلق جيداً.

هز رأسه برفض بينما يجيبها ببروده المعتاد معها بينما يلتف مره اخري ويولي اهتمامه للخزانه متناولاً ملابسه

=اتعشيت في المكتب...


اومأت رأسها بصمت محاوله محاربه خيبة الامل التي غمرتها بعنف فقد قضت الكثير من الوقت في صناعة تلك الاطعمه من اجله خصيصاً في محاوله منها لجذب انتباهه اليها و لو قليلاً و بدأ زواجهم كما كان يجب ان يبدأ منذ اول يوم.


تابعته باعين تلتمع بالدموع بينما يدلف إلى الحمام الملحق بجناحهم شاعره بألم حاد يعصف بقلبها بسبب معاملته تلك التي لم تتغير ابداً منذ اول يوم في زواجهم فقد مضي اكثر من اسبوعين على زواجهم و رغم هذا لم تتحسن معاملته لها.


اتجهت بخطوات مرتجفه نحو الفراش مره اخري منهاره جالسه ببطئ عليه تتطلع باعين شارده بباب الحمام الذي اغلقه خلفه و قد بدأت تتساقط من عينيها دموع المراره التي لم تعد تستطع حبسها اكثر من ذلك...

فهي عند زواجها منه لم تكن تتوقع ان تكون حياتها معه بهذا الشكل.


فقد كانت تعتقد انه سيكون عوض الله لها عن كل ما قاسته في حياتها خاصة و انها كانت واقعه في حبه عندما تقدم لخطبتها و كان ذلك اشبه بمعجزه قد تحققت من اجلها هي فقط...

شعرت برجفه حاده من الالم داخل صدرها عند تذكرها اول يوم رأت به داغر...


كانت في هذا اليوم جالسه كعادتها امام نافذة غرفتها التي لا تفارقها الا نادراً تنظر من خلال التلسكوب الخاص بوالدتها الراحله تراقب القمر المشع في السماء الحالكه والنجوم التي تحاوطه بمشهد يخطف الانفاس فقد كان هذا روتينها اليومي منذ وفاة والدتها التي كانت عالمه فلك فقد كانت تأخذها دائماً معها لمراقبة النجوم و مسارها بهذا التلسكوب فوق سطح بنياتهم...


كانت والدتها مقربه منها للغايه فقد كانت تحاول تعويضها دائماً عن حرمانها من والدها الذي توفي وهي لازالت لم تتخطي الثانيه من عمرها...

احبت داليدا هذا المجال كثيراً بسبب والدتها كما اصبح هذا التلسكوب اغلي ما لديها فهو ما بقي لها من والدتها التي كانت تشجع اياها دائماً على اكتشاف كل شئ وبث بها روح المغامره...


حتي توفيت والدتها و تركتها و هي بعمر الثانية عشر من عمرها تاركه اياها تحت وصاية شقيق والدتها الاصغر مرتضي الراوي الذي كان يبلغ وقتها من العمر 22 عاماً فقد كان خالها و كذلك ابن عم والدها...


كان خالها مرتضي حاد الطباع دائماً معها وكان ترجع سبب ذلك إلى الفجوه العمريه التي بينهم لكن زادت سوأ معاملته لها بعد وفاة والدتها فقد كان عندما يغضب منها او عندما يأمرها بفعل شئ و ترفض فعله يقوم بحبسها داخل غرفتها لعدة ايام حتى ترضخ اخيراً و تنفذ ما يطلبه منها...

فقد كان يتعامل معها كما لو انها لا زالت طفله لا يمكنها التصرف بمفردها او الاعتماد على نفسها متدخلاً في كافة شئون حياتها.


فقد منعها بعد وفاة والدتها من الخروج خارج الفيلا جاعلاً اياها تكمل دراستها من داخل المنزل اتياً اليها بمدرسين يعطونها دروساً خاصه متحججاً بانه يشعر بالخوف عليها بسبب نوبات الذعر التي اصبحت تنتابها منذ وفاة والدتها كانت وقتها طفله فلم تستطع معارضته او فعل شئ حيال ذلك و لكن عند بلوغها سن الثامنة عشر تمردت وطلبت منه ان تذهب للجامعه حتى تبدأ تتأقلم مع الذين من هم في سنها لكنه رفض بشده و عندما اصرت على موقفها و افتعلت معه العديد من المشاجرات العنيفه وافق في النهايه على مضض ان يجعلها تذهب للجامعه تحت حراسه مشدده من رجاله الذين كانوا لا يجعلونها تستطع حتى التنفس على راحه...


لكن بعدها تطورت نوبات الذعر التي كانت تنتابها و اصبحت تصيبها بطريقه مبالغه بها ففي بادئ الامر عندما كانت تخاف من شئ او تحزن كان تأتيها رجفه بسيطه بقدميها و ذراعيها، لكن اصبحت اعراض تلك النوبات اقوي من قبل فقد اصبح جسدها بأكمله يبدأ بالارتجاف و تتخلله بروده كالصقيع تصل إلى عظام جسدها من ثم تصبح كما لو انها تدخل عالم اخر لا تدري بشئ مما يدور حولها.


وعندما اصابتها تلك الحاله ذات مره اثناء تشاجرها مع احدي زميلاتها شعرت وقتها بحرج لم تشعر به من قبل عندما وقف الجميع يتطلعون إلى يدها وقدميها المرتجفه كما لو كانت شئ غريب لم يروا مثله من قبل...

لذا عادت يومها إلى المنزل مقرره ان تكمل دراستها بالمنزل كما كان يرغب خالها عائده إلى قوقعتها مره اخري.

محاوله تجنب خالها بقدر الامكان فقد كانت العلاقه بينهم دائماً مليئه بالتوتر.


فقد كان يتعامل معها كما لو انها السبب في وفاة والدتها.

تساقطت الدموع من عينيها عند تذكرها اليوم الذي توفت به والدتها فقد كانو بسيارة والدتها ذاهبتان لكي يشتروا ملابس لها لكي تحضر بها حفل تقيمها مدرستها فقد اخذ خالها مرتضي يقنع والدتها بعدم الذهاب مشيراً بانها مجرد حفل اطفال لا تستدعي اهتمام والدتها لكن والدتها رفضت واصرت ان تذهب وتشتري لها ملابس جديده حتى تسعدها...


ولكن هم بالطريق و دون سابق انذار ظهرت امامهم سيارة نقل بضائع كبيره ضربتهم من الامام مما جعل سيارة تنقلب عدة مرات...


توفيت والدتها في الحال بينما ظلت داليدا راقده بالمشفي في غيبوبه لمده 3 اشهر و عند استيقاظها لم ترا امامها سوا وجوه غريبه عليها للاطباء و الممرضات اخذت تبحث بعينيها عن والدتها وعندما لم تجدها شعرت بوقتها بخوف لم تشعر به من قبل فقد كانت الدتها كهفها الامن الذي تختبئ به من اي شئ يخيفها فلم تفارقها ابداً منذ ان جاءت إلى هذه الدنيا...


وعندما سألت عنها لم يستطع الطبيب ان يخبرها بالحقيقه و يتسبب بصدمتها وهي بتلك الحاله الضعيفه فاخبرها كاذباً بانها ترقد بمشفي اخر بسبب ان المستشفي لم يكن بها اماكن اخري شاغره و انها عندما تفيق سوف تحضر اليها ظلت داليدا ايام و ايام تنتظر قدوم والدتها وعندما لم تأتي اصرت ان تذهب هي اليها رفض الاطباء متحججين بحالتها التي لم تكن مستقره بعد و بعد ان استقرت حالتها وعندما سألت عنها اخبرها الطبيب بأكثر طريقه لطيفه لديه بخبر وفاة والدتها انهارت وقتها داليدا داخله في حاله هستريه من البكاء و عندما هدئت بعد عدة ايام كانت بهذا الوقت بحاجه إلى خالها مرتضي الذي كان الشخص الوحيد المتبقي من عائلتها لكي يهدئها و يطمئنها بانها ليست بمفردها لكنها كانت بمفردها. بمفردها تماماً و علمت من الاطباء انه لم يأتي لزيارتها و لو لمره واحده طوال فتره غيبوبتها تلك، و منذ هذا اليوم وتلك النوبات لا تتركها...


تنهدت ببطئ بينما ترجع بذاكرتها إلى ذلك اليوم الذي رأت به داغر لأول مره كانت داليدا قد تشاجرت مع خالها كالعاده و عندما احتد الشجار بينهما أمرها كعادته ان تذهب إلى غرفتها و الا تريه وجهها حتى اليوم التالي كانت وقتها جالسه تراقب النجوم من فوق سطح الفيلا لكن لوقت ما شعرت بالملل مما جعلها تدور بالتلسكوب بانحاء الحي الفاخر الذي تسكن به اخذت تضحك بينما تراقب احدي الكلاب يطارد قط صغير لكن القط وقف بالنهايه ام الكلب مصدراً صوتاً شرساً مما جعل الكلب يرتعب ويفر هارباً من امامه.


اخذت تكمل بحثها عن شئ اخر قد يجذب انتباهها و يخفف عنها ما تشعر به من ملل و فتور...

وبالفعل وجدته فقد جذب انتباهها شخصاً ما يمارس الرياضه بالحديقه الخلفيه للقصر الذي يبعد عن فيلاتهم بعدة امتار تعجبت وقتها من هذا الذي يمارس رياضه بهذا الوقت المتأخر من الليل قربت عدسة التلسكوب حتى تستطيع رؤيته جيداً...


لكنها صدرت شهقه قويه عندما رأته بوضوح شعرت وقتها بقلبها ينبض داخل صدرها بجنون بطريقه غريبه لأول مره اخذت تتفحص بانبهار نصف جسده العلوي العاري الذي كان مغطي بالعرق نتيجه الرياضه القاسيه التي كان يمارسها، بينما تتأمل باعين تلتمع بالشغف ملامحه الرجوليه فقد كان وسيماً للغايه ذو جسد طويل رياضي صلب رائع بينما شعره القصير فحمي اللون الذي كان ينحدر منه عده خصلات مبتله فوق جبينه بينما.


ظلت تراقبه بانفس منحبسه لم تتحرك من مكانها قيد خطوه واحده متجاهله الالم الذي ينبض بقدميها من طوال المده التي وقفت عليها حتى انتهي و دخل إلى القصر و هو يجفف عرقه بمنشفه حول عنقه.


بعد هذا اليوم ظلت داليدا طوال السبع أشهر التاليه تضبط منبهها على الثالثه صباحاً حتى تستيقظ و تستطع مراقبته اثناء ممارسته رياضته اليوميه و خلال تلك الاشهر وقعت داليدا بحبه بجنون حاولت الوصول إلى اي معلومات تخصه لكن للاسف لم تستطع نتيجه الحراسه المشدده التي تتبعها بكل مكان...


ظلت تحاول كثيراً الوصول إلى معلومه عنه لكن لم تستطع الوصول إلى شئ سوا الاسم المكتوب فوق لافته صغيره فوق القصر الخاص به فقد كان مكتوب عليه بخط فاخر قصر الدويري

يأست من الوصول إلى اسمه او اي معلومه تخصه حتى جاء اليوم الذي جاءها اتصال من خالها مرتضي امراً اياها بارتداء ملابسها و ان تأتي إلى شركة العائله...


في بادئ الامر تعجبت كثيرا من طلبه هذا خاصه و انها منذ تخرجها و هي تطلب منه العمل معه في الشركه لكنه كان يرفض غير سامحاً لها حتى بزيارته بها...


وبالفعل ذهبت إلى الشركه لكن فور دخولها إلى المكتب الخاص بخالها تسمرت قدميها شاعره بقلبها يكاد يقفز من مكانه عند رؤيتها للشخص الجالس مع خالها فقد كان جارها الذي عشقته حد الجنون دون حتى ان تعرف اسمه شعرت وقتها بالارتباك والتخبط لكن اسرع خالها بتعرفهم على بعضهم البعض

و ها هي اخيراً قد حصلت على اسمه داغر الدويري...

قد علمت من كلامهم انه شريك شقيقها باحدي المشاريع التجاريه.


ظلت طوال الوقت جالسه بصمت تتطلع نحوه باعين ملتمعه بالشغف. منبهره بوسامته الفائقه فالتلسكوب لم يوضح وسامته الفائقه تلك و زاد حبها عند سماعها صوته العميق الرجولي فقد كان يبدو ذو شخصيه قويه...

تحدث معها قليلاً سألاً اياها عن مجال دراستها، و اجابته هي بصوت منخفض مرتعش...

و برغم انهم لم يتحدثوا كثيراً الا انها بهذا اليوم شعرت بسعاده لم تشعر بمثلها من قبل.


و بعد انصرافه ظل خالها جالساً يتطلع اليها بهدوء، و عندما سألته عن سبب طلبه اياها لكي تحضر إلى مكتبه اجابها بانه كان يرغب ان يذهب معها إلى الغداء بالخارج و قضاء اليوم سوياً...

مما جعلها تندهش اكثر اكثر فهو لم يخرج معها من قبل إلى اي مكان...

و بعد هذا اليوم باسبوع واحد جاء خالها و اخبرها بان داغر الدويري طلب منه يدها للزواج...


وقتها ظلت داليدا صامته شاعره بكامل المشاعر التي تكنها له تعصف داخلها، لكن تغلب قلقها و خوفها على تلك المشاعر و عندما سألت خالها كيف هذا و هو لم يراها سوا مره واحده اجابها بانه كان يبحث عن عروس مناسب و عندما رأها اعجب بها على الفور من ثم بدأ باقناعها من وجهة نظره هو بانها سوف تصبح زوجه اكبر ملياردير بالبلد...


لكن بداخلها لم يكن المال ما تهتم به فقد كانت تهتم به هو فقط فهي تحبه لذا وافقت أمله بان اعجابه بها قد يتحول إلى حب بعد تعرفه عليها جيداً...


و بالفعل تمت خطبتهم على الفور و تم تحديد الزواج بعد شهر واحد من اعلانهم خطوبتهم لكن اثناء تلك الخطوبه القصيره لم يلتقوا سوياً الا مرتين فقط متحججاً بانشغاله عمله لكن حتى اثناء مقابلتهم تلك كان دائماً صامتاً مقتضب الوجه و عندما حاولت التحدث مع خالها مرتضي عن ذلك قال بان هذه طبيعته و انه بعد الزواج وبعد تعرفهم على بعضهم البعض سوف يتغير...

كانت تشعر بالخوف و التردد من هذه الزيجه رغم حبها له.


لكن تغلب حبها على خوفها هذا مقنعه نفسها بان كل هذا سوف يتغير بعد زواجهم كما قال شقيقها...

من ثم سافر داغر إلى امريكا في رحله عمل و لم يعد الا قبل موعد زفافهم بيوم واحد فقط...

و اقيم حفل زفافهم في افخم القاعات حضره اكبر شخصيات البلد، كان حفل اسطورياً تحدثت عنه جميع الصحف و كان داغر طوال الحفل يبدو سعيداً لم تفارق الابتسامه وجهه معاملاً اياها كما لو كانت ملكه مما جعل قلبها يتراقص فرحاً...


لكن جاءت اكبر صدمه لها بعد انتهاء حفل الزفاف و دخولهم إلى الجناح الخاص بهم في قصره...

فقد اختفت ابتسامته تلك تاركاً اياها تقف بمنتصف الغرفه بفستان زفافها مختفياً بصمت إلى داخل الحمام الملحق بالجناح...


وقفت وقتها شاعره بالخوف و الارتباك لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله لكنها اخيراً تحركت ببطئ و ذهبت إلى خزانة الملابس ساحبه احدي منامتها المحتشمه فلم يكن لديها الجرأه لارتداء احدي قمصان النوم التي ابتاعتها من اجل زواجها وعندما انتهت من ارتداء ملابسها خرج داغر من الحمام عاري لا يرتدي سوا شورت اسود قصير احمر وجهها بشده عند رؤيته لصدره العضلي العاري.


ظلت واقفه مكانها تتطلع نحوه بخجل شاعره بالخوف مما سيحدث بينهم

لكنها شعرت بدلو من الماء البارد ينسكب فوق رأسها عندما رأته يمر بجانبها متجاهلاً اياها تماماً كما لو انها ليست موجوده بالغرفه و اتجه نحو الفراش ليستلقي فوقه مولياً ظهره لها وقتها ظلت تطلع اليها بصدمه لا تدري ما الذي يجب عليها قوله او فعله فقد رفضها و رفض اتمام زواجهم بكل برود...


و كان هذا هو الحال بينهم في الايام التاليه ففي كل ليله يولي ظهره لها معلناً صراحةً عدم رغبته بها او باتمام زواجهم فلم يقم بلمس شعره واحده منها حتى الان...


كل ليله تعتقد بان هذه الليله هي التي سوف يكمل بها زواجهم و يجعلها حقاً ملكه لكن تنتهي الليله بخيبة املها مديراً ظهره لها تاركاً اياها غارقه في حزنها و بؤسها تبكي طوال الليل كاتمه شهقات بكائها بوسادتها حتى لا تصل إلى مسمعه حتى تسقط نائمه من كثر التعب...

اما باقي اليوم فيستقيظ مع اوائل خيوط الصباح يذهب إلى عمله ولا يعود منه الا بعد منتصف الليل.


وعندما يعود يتعامل معها كما لو كانت هواء كما لو كانت غير موجوده بالغرفه لا يوجه اليها الحديث الا عند الضروره القصوي...

جلست داليدا تتأمل باب الحمام الذي اختفي خلفه وعينيه تلتمع بالدموع لكنها سرعان ما استلقت فوق الفراش جاذبه الغطاء فوق جسدها حتى عنقها عندما شعرت به يخرج من الحمام...


اغلقت عينيها بقوه مصطنعه النوم لكن تشدد جسدها بالتوتر و تثاقلت انفاسها عندما شعرت به يقف بجانبها بصمت عده لحظات طوال قبل ان يتحرك بصمت مره اخري نحو جانبه من الفراش مستلقياً فوقه مغلقاً الضوء ليعم الغرفه ظلام يشبه الظلام الذي بداخلها...


في الصباح...

تلملمت داليدا في نومها شاعره بدفئ غريب يجتاحها وثقل غريب حول جسدها فتحت عينيها ببطئ محاوله استيعاب ما يحدث لكن انتفض جسدها بمفاجأه عندما اكتشفت انها مستلقيه بين ذراعي داغر الذي كان يحيط خصرها بذراعه ضامماً اياها اليه وهو مستغرقاً بالنوم انحبست انفاسها بصدرها شاعره بالحراره تجتاح جسدها بسبب قربها الشديد من جسده الصلب الملتصق بها.


لا تعلم كيف انتهي بهم الامر حتى تصبح مستلقيه بين ذراعيه بهذا الشكل.

ارتسمت ابتسامه بطيئه فوق وجهها شاعره بالسعاده فهذه المره الاولي التي يضمها اليه متناسيه غضبها منه بالليله السابقه.

اخذت تتأمل باعين تلتمع بالشغف ملامح وجهه الوسيم...


لم تستطع مقاومه ان تنحني وتطبع بشفتيها قبله خفيفه فوق خده من ثم ابتعدت عنه ببطئ و الابتسامه التي فوق شفتيها تتسع بالفرحه مررت اصابعها بخفه بشعره الاسود الفحمي بينما تتنفس انفاسه الدافئه بشغف شاعره بقلبها يكاد يقفز من داخل صدرها من شدة دقاته المرتفعه...

فهي لا تحبه فقط لا بل تعشقه حد الجنون تنهدت بسعاده مغمضه عينيها مستمعته بملمس شعره الحريري اسفل يدها...


لكنها انتفضت فاتحه عينيها بذعر عندما شعرت به يتلملم في نومه...

شعرت بتجمد اطرافها عندما رأته يفتح عينيه و يتطلع اليها عدة لحظات بصمت كما لو انه لا يزال لا يستوعب ما يحدث من حوله...


لكن سرعان ما ذبلت ابتسامتها التي كانت تتطلع اليه بها عندما رأت الغضب الذي اندلع بعينيه قبض بقوه مؤلمه على يدها التي كانت لازالت بشعره معتصراً اياها مما جعلها تطلق صرخه منخفضه نفض يدها مبعداً اياها عنه بحركه قاسيه كما لو كانت شئ قذر يرفض لمسه.

قبل ان ينتفض ناهضاً بغضب من الفراش مبتعداً عنها كما لو انها تحمل وباء ما...


ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها مخفضه رأسها بينما تضغط اسنانها بشفتيها بطريقه داميه في محاوله منها للسيطره على الدموع الحارقه التي تراكمت بعينيها شاعره بألم حاد يكاد يمزق قلبها بسبب رفضه لها وابتعاده عنها بهذه الطريقه القاسيه.

راقبته بينما يتجه نحو الحمام بصمت مغلقاً خلفه بابه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان دفنت وجهها بوسادتها مطلقه العنان لدموعها بينما الالم الذي ينبض بقلبها لم تعد تستطع تحمله...




رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل الثاني


بعد مرور اسبوع...

كانت داليدا واقفه امام المرأه تقوم بتعديل ملابسها قبل النزول إلى الاسفل لتناول طعام الغداء مع العائله فبرغم ان هذه ليست المره الاولي التي تتناول بها الطعام معهم

الا انها هذه المره تشعر بالتوتر و الارتباك.

فالليله هي المره الاولي التي سيتناول معها داغر العشاء بحضور العائله بأكملها فمنذ زواجهم و هو دائم الانشغال باعماله و شركاته فلم يتناول معها ولو وجبه واحده حتى الان...


مررت يدها حول خصلات شعرها ناري اللون قبل ان تقوم بجمعه وعقده فوق رأسها من ثم تناولت حجابها الذي كان بلون عينيها الرماديه و ارتدته...

اخذت تتأكد من ثبات عقدته حول رأسها قبل ان تنهض ببطئ و تتأمل مظهرها في فستانها البسيط ذو اللون الاسود المطعم بورود رقيقه و الذي يبرز جمال قوامها بطريقه محتشمه...


انتقلت عينيها ببطئ إلى صورة زوجها المنعكسه بالمرأه و الذي كان يجلس باقصي الغرفه على احدي المقاعد فقد انتهي من ارتداء ملابسه منذ فتره وجلس يراقب اعماله عبر اللاب توب الخاص به.

شعرت برجفه حاده تمر باسفل عمودها الفقري عندما تقابلت نظراتهم بالمرأه فقد كانت نظرته قاتمه يتأملها بهدوء مريب...

تلملمت في وقفتها بعدم راحه عندما اخذت عينيه تمر فوق جسدها ببطئ يتفحصها بهدوء و ببروده المعتاد...


همست بصوت مرتجف بينما تمرر يدها المرتجفه فوق فستانها تحاول ان تداري ارتباكها عنه

=انا، انا، خلصت.

اومأ لها برأسه قبل ان ينهض بهدوء و يتجه نحو الباب يفتحه و يغادر تبعته داليدا إلى الخارج بقدمين مرتجفه و عينيها كانت مسلطه على ظهره العضلي المحتجز داخل بدلته الفاخره فقد كان معتاد دائماً على ارتداء ذلك النوع من البدلات لم تراه قطاً بملابس عاديه سوا تلك المرات التي كانت تراه يمارس الرياضه بها...


تعثرت خطواتها حتى كادت ان تصطدم به عندما استدار اليها دون سابق انذار و تناول يدها شابكاً اياه بيده قابضاً عليها بلطف.

كاد قلبها ان يغادر صدرها فور ان شعرت بلمسته تلك فقد كانت قبضته حول يدها دافئه قويه كما ان هذه هي المره الاولي التي يبادر بلمسها بمثل تلك الطريقه.


اخذت تحاول تهدئت ضربات قلبها المتسارعه و على وجهها ترتسم ابتسامه مرتجفه بينما تتأمله بعينين تلتمع بالشغف و الفرح و خطواتهم تتواكب معاً بهدوء وهم يهبطون الدرج سوياً.


فور دخول داغر و داليدا إلى غرفه الطعام تسلطت الانظار عليهم على الفور متفحصين اياهم باهتمام شديد.

غمغم طاهر زوج شهيره ابنة عم داغر بينما ينظر بتأفف إلى الساعه المعلقه بالحائط

=اخيييراً كل ده بتعملوا ايه...

لو يجيبه داغر متجاهلاً اياه و اتحه بهدوء نحو احدي المقاعد ساحباً اياه لداليدا التي ساعدها بلطف على الجلوس عليه من ثم جلس بجانبها على المقعد الذي يرأس الطاوله...


شعرت داليدا بجو من القلق والتوتر يسود المكان تلاقت نظراتها بكلاً من نورا ابنة عم داغر و شقيقتها شهيره ليرمقونها بنظرات تمتلئ بالازدراء و النفور كعادتهم لكنها قامت بتجاهلهم كعادتها فمنذ قدومها إلى هذا القصر و هي تتفادي التعامل معهم.

ارتسمت ابتسامه لطيفه فوق وجهها عندما شعرت بيد فطيمه والدة داغر الجالسه بجانبها تربت بلطف فوق يدها بحنان و هي تهمس لها بصوت منخفض والفرحه تلتمع بعينيها.


=اخيراً. شوفتكوا مع بعض. مش فاهمه ازاي متجوزين بقالكوا اكتر من 3 اسابيع و دي اول مره تعقدوا فيها معانا انتوا الاتنين على سفرا واحده...

اجابتها داليدا بصوت منخفض و قد احمر خديها بشده

=ما انتي عارفه يا ماما ان داغر على طول مشغول في الشركه...

قاطعتها فطيمه بصوت منخفض حاد.

=للاسف ابني و عارفاه. و عارفه ان الشغل دايماً اهم حاجه عنده...


كانت تستمع اليها بصمت لا تدري بما تجيبها لكنها انتفضت بمكانها مجفله عندما شعرت بيد داغر تقبض بلطف على يدها الموضوعه فوق الطاوله استدارت نحوه تنظر اليه باعين متسعه بالصدمه لكن اتسعت عينيها اكثر عندما رأت وجهه يقترب منها متمتماً بهدوء و فوق وجهه ترتسم ابتسامه

=مش بتاكلي ليه يا حبيبتي،؟!


اخذت تتطلع اليه وعينيها لازالت متسعه من الصدمه فقد كان عقلها يجد الصعوبع في استعاب انه يتحدث اليها هي بتلك الطريقه المحببه.

لكن فور ان نطق باسمها مقطباً جبينه بتعجب

=داليدا،؟!

ادركت انه يقصدها هي بالفعل تنحنحت هامسه بصوت ضعيف غير قادره على التحكم بالارتجاف الذي به

=ن. عم،؟!

غمم ممرراً يده فوق جبينها مدخلاً بحنان خصله شعر الشارده التي خرجت من حجابها

=مش بتاكلي ليه،؟!


شعرت بتيار من الكهرباء يسري بانحاء جسدها فور ان شعرت بلمسته تلك

تناولت بيد مرتجفه شوكة الطعام غارزه اياها باحدي قطع اللحم واضعه اياها بفمها بينما تغمغم بارتباك واعيه لانظار الجميع المنصبه عليهم

=باكل، باكل اهو...

مرر اصبعه فوق خدها بحنان مما جعلها تشعر بمعدتها تنعقد بقوه شاعره بالارتباك من تعامله معها بهذا اللطف و الاهتمام الذي غير معتاده عليه منه...


خرجت من افكارها تلك عندما هتفت شهيره ابنة عم داغر الكبري و التي كانت جالسه تراقب اهتمامه هذا باعين تلتمع بغضب لم تحاول اخفاءه.

=اول مره نشوفك مع عروستك في مكان واحد من يوم جوازكوا...

لتكمل بصوت ممتلئ بالسخريه كما لو كانت تطلق دعابه ما لكن كلماتها كانت ممتلئه بالسم والحقد

=الواحد كان قرب يصدق، انها طفشتك من البيت من اول يوم جواز.


شعرت داليدا بنيران الغضب تندلع بداخلها فور سماعها كلماتها تلك و زاد غضبها اكثر و اكثر ضحكتها الساخره التي رافقت كلماتها تلك همت بالرد عليها...

لكن فاجأها داغر عندما اجابها هو بهدوء

=لا طبعاً، بس كل الحكايه ان احنا في اخر السنه وده وقت جرد كل الشركات و الجرد واخد كل وقتي، و داليدا عارفه اني مشغول و مقدره ده كويس...


ليكمل موحهاً حديثه إلى داليدا بينما يرفع يدها إلى شفتيه طابعاً قبله عميقه براحة يدها مما جعل جسدها يرتجف باكمله فور ملامسة شفتيه لجلدها الحساس

= بكره افضا و اعوضك يا حبيبتي عن كل ده...

شعرت داليدا بموجه من الفرحه تنتابها فور سماعها كلماته تلك اومأت له برأسها بصمت بينما الامل بدأ يتراقص بداخلها...

تابعته باعين ملتمعه بالشغف عندما نهض من فوق مقعده قائلاً موجهاً حديثه للجميع.


=معلش يا جماعه هستأذن انا عندي اجتماع مهم...

ليكمل بينما يلتفت نحو داليدا مغمغماً بصوت منخفض بعض الشئ بينما ينحني مقبلاً اعلي رأسها...

=عايزه حاجه يا حبيبتي.؟!

اجابته بصوت مرتجفبينما تجذب انفاسها بارتجاف وهي لازالت لا تصدق تقربه منها بهذا الشكل.

=س. لامتك...


ربت بحنان فوق خدها قبل ان يلتف و يغادر الغرفه تاركاً اياها بجسد مهتز و انفس متسارعه متلاحقه بينما تراقب ظهره العريض وهو يغادر الغرفه باعين متسعه ملتمعه بالشغف...


كانت داليدا جالسه على احدي المقاعد تضم ركبتيها إلى صدرها بينما تسند رأسها عليهم تفكر فيما حدث اليوم بالاسفل و معاملة داغر لها التي تغيرت كلياً من البرود وعدم اللامبالاه إلى الاهتمام و الحنان الذي لم يعاملها بهم من قبل...

اخذت كلماته عن تعويضها عن تقصيره معها تتردد برأسها معطيه اياها الامل في ان يتغير الوضع بينهم في المستقبل...


و ان يكون سبب معاملته لها بتلك الطريقه واهماله لها هو انشغاله في اعماله حقاً...


اعتدلت في جلستها فور سماعها طرقاً فوق باب الجناح لتدلف بعدها فطيمه والدة داغر إلى الغرفه و على وجهها ترتسم ابتسامه لطيفه. لا تنكر داليدا انها منذ خطبتها لداغر و ان والدته تعاملها كأبنه لها معوضه اياها عن والدتها التي فقدتها منذ الصغر، تعاملها بود و حنان عكس معظم باقي افراد الاسره التي حتى الان لا تفهم سبب معاملتهم السيئه تلك...

خرجت من افكارها تلك عندما جلست بجانبها فطيمه و هي تهتف بمرح.


=سرحانه في ايه،؟!

اجابتها داليدا بينما ترسم هي الاخري ابتسامه فوق وجهها

=ابداً و لا حاجه...

اقتربت منها فطيمه قائله بمرح بينما تهمس باذنها كما لو انها تخبرها بسر عظيم

=تعرفي ان داغر مضي النهارده. اكبر عقد توريد في تاريخ شركاته...

هتفت داليدا بحماس بينما عينيها تتراقص بها الفرح

=بجد يا ماما...

اومأت لها فطيمه قائله بحماس مماثل

=لسه طاهر راجع من الشركه و قايلنا على الخبر...


لتكمل بينما تنكز داليدا في ذراعها بخفه قائله بنبره ذات معني

=شوفي بقي هتحتفلي ازاي معاه بالمناسبه دي

هزت داليدا رأسها هامسه بارتباك =احتفل معاه ازاي مش فاهمه.

ظلت فطيمه تتطلع نحوها بثبات و فوق وجهها ترتسم ابتسامه واسعه ظناً منها ان داليدا تتصنع عدم الفهم لكن تلاشت ابتسامتها تلك هاتفه بصدمه فور ان ادركت انها لا تفهم بالفعل ما تقصده

=بقى مش عارفه هتحتفلي مع جوزك ازاي يا داليدا،؟!


تخضب وجه داليدا بالحمره بينما تهز رأسها بالنفي بصمت مما جعل فطيمه تربت بحنان فوق وجنتيها مدركه ان والدتها قد توفت منذ صغرها وانها كانت ابنه وحيده كما ان خالها كان لا يسمح لها بالخروج كثيراً لذلك كانت تعاملها كأبنه لها محاوله تعويضها عن والدتها.

=داليدا. انتي بتعتبرني زي ماما مش كده...

اومأت لها داليدا مجيبه اياها على الفور

=طبعاً يا ماما...


اقتربت منها فطيمه حتى اصبحت جالسه ملتصقه بها شابكه ذراعها بذراع داليدا من ثم بدأت تخبرها بهدوء بما يجب عليها فعله

تراجعت داليدا إلى الخلف بعيداً هاتفه بصوت مختنق و قد اصبح وجهها بلون الجمر من شدة الخجل عند تخيلها انها تفعل ما اخبرته به مع داغر...

=لا يا ماما مش هقدر اعمل كده...

قاطعتها فطيمه بحده.


=يعني ايه مش هتقدري تعملي كده. ده جوزك بعدين المفروض انكوا خدتوا على بعض خلاص هتفضلي خايبه كده لحد امتي...

غرزت داليدا اسنانها بشفتيها بقوه لا تدري كيف تخبرها بان داغر حتى الان لم يقم بلمسها ولم يتمم زواجهم حتى الان و ان اول مره قام بلمسها بها كانت اليوم اثناء مسكه ليدها اثناء ذهابهم للعشاء.

خرجت من افكارها تلك عندما رأت فطيمه تنهض و تتجه نحو خزانتها نهضت داليدا هي الاخري تتبعها مغمغمه بارتباك.


=بتعملي ايه يا ماما،؟!

اجابتها فطيمه وهي تتفحص ملابس داليدا المصفوفه بخزانتها

=بشوف حاجه حلوه تلبسيها...

لتكمل بينما تهتف بحماس مخرجه احدي قمصان النوم الذي كان بلون الاحمر الدامي

=هو ده...

لتكمل بينما تضعه بين يدي داليدا

=البسي ده النهارده و اعملي شعرك و ظبطي نفسك...


وقفت داليدا متجمده تنظر برعب إلى قميص النوم الذي بين يديها فبرغم انها من قامت بشراء ذلك القميص ضمن قمصان اخري اثناء تجهزيها لملابس عرسها الا انها لم ترتدي حتى الان ولا واحد منهم امام داغر فقد كانت ترتدي دائماً منامات محتشمه تغلقها حتى العنق...

خرجت من افكارها تلك على تربيت من فطيمه فوق ظهرها

=متنسيش تعملي اللي اتفقنا عليه...

لتكمل بينما تتجه نحو باب الغرفه تستعد للمغادره

=هسيبك علشان تجهزي براحتك...


اومأت داليدا برأسها بصمت بينما تراقب والدة زوجها تغادر المكان بينما ظلت هي واقفه متجمده بمكانها في منتصف الغرفه و القميص لايزال بين يديها...


بوقت لاحق...

كانت داليدا جالسة بجمود فوق الاريكه و عينيها منصبه برعب فوق قميص النوم الذي اخرجته لها والدة زوجها، لا تدري ما يجب عليها فعله. فكيف لها ارتداء مثل هذا الشئ الفاضح و زوجها منذ بداية زواجهم لم يقم بلمسها حتى الان مظهراً بوضوح تجاهله لها وعدم اهتمامه او تأثره جسدياً بها فربما لا يجدها جميله او جذابه بما يكفي.


شعرت بنيران الالم تحترق داخل قلبها عند هذه الفكره فهل يمكن حقاً ان يكون هذا هو سبب عدم اتمامه زواجه بها حتى الان،؟! هل يكون لا يجدها جميله او يشعر بالنفور منها. لذلك لم يستطع حتى الان بلمسها لكن اذا كان الامر هكذا فلما تزوجها منذ البدايه،!


نهضت سريعاً ملتقطه قميص النوم من فوق الطاوله و صدرها يعلو و ينخفض بقوه بينما تكافح لالتقاط انفاسها، مقرره ارتداءه كتجربه لكي ترا مظهرها به فقط محاوله تضميد الجرح الذي تسببت بها افكارها تلك فبرغم معرفتها مدي جمالها الذي يبهر جميع من يراه الا ان ثقتها بنفسها قد اهتزت كثيراً منذ زواجها بداغر الذي اعلن بوضوح و صراحة عدم مبالاته بها او بجمالها هذا...


مجرد التفكير فقط بانه لا يراها جميله او ينفر منها قد جرحها و ألمها بشده.

بعد عدة لحظات...


وقفت داليدا امام المرأه بعد ارتداءها لقميص النوم تتأمل باعين متسعه و انفس منقطعه مظهرها به فقد كان القميص قصير للغايه يصل إلى منتصف فخديها مظهراً جمال قوامها و سيقانها البيضاء الحريريه عاري الصدر و الظهر ابتسمت بفرح بينما تقوم بفك عقدة شعرها لينسدل بنعومته الرائعه فوق ظهرها مثل شلال من ألسنة النيران الملتهبه بسبب لونه المشتعل...


تناولت بيد مرتجفه قلم احمر الشفاه واضعه القليل منه فوق شفتيها لتصبح اكثر بروزاً و اثاره اخذت تتأمل ذاتها و الفرحه تملئ صدرها...

تمنت لو كان داغر يستطيع رؤيتها بمظهرها هذا لكنها تعلم بانها لن تستطيع الوقوف امامه بهذا الشكل الفاضح، تنهدت بحسره بينما تلقي نظره اخيره على مظهرها الخاطف للانفاس هذا قبل ان تستدير و تتجه نحو خزانة الملابس لكي تخرج بيجامتها حتى تقوم بتبديل ملابسها قبل قدوم داغر.


لكن تسمرت قدميها شاهقه بذعر فور ان وقعت عينيها على ذاك الواقف يستند إلى باب الغرفه بينما عينيه مسلطه عليها تمر ببطئ فوق جسدها بهذا القميص.

اخذت تلملم بيدها المرتجفه اطراف قميص نومها محاوله ان تستر جسدها عن عينيه شاعره بالنيران تحترق بخديها ترغب بان تنشق الارض وتختفي اسفلها من شدة الحرج.

لا تدري متي دخل داغر الغرفه و منذ متي و هو واقف بهذا الشكل يراقبها...


دبَ الرعب اوصالها عندما رأته دون سابق انذار يعتدل في وقفته و يقترب منها شعرت برجفه حاده من الخوف تمر اسفل عمودها الفقري عندما رأت النظره المرتسمه بعينيه بينما يشق طريقه نحوها بخطوات سريعه و تلك النظره السوداء لازالت مرتسمه بعينيه...

شهقت بقوه عندما شعرت بذراعه تلتف حول خصرها جاذباً اياها بقوه نحوه ليصطدم جسدها الغض الناعم بصلابة صدره القوي العضلي.


شعرت بالصدمه تجتاحها عندما اخفض رأسه بدون سابق انذار و تناول شفتيها في قبله حاره مشتعله...

هزتها رجفه قويه مرت بسائر جسدها عندما شعرت بملمس شفتيه فوق شفتيها التي كان يقبلها بشغف لكن سرعان ما تبدلت هذه الصدمه إلى مشاعر اخري غريبة تسري بانحاء جسدها لأول مرة في حياتها تشعر بها مما جعلها ترتجف بقوة بين ذراعيه...


زاد ضغط شفتيه فوق شفتيها بتملك حارق و برغم قلة خبرتها الا انها حاولت مجراته في قبلته تلك رفعت ذراعيها تدس يديها بشعره الاسود الحالك تجذب بلطف خصلاته الحريريه

ظلوا عدة لحظات على حالتهم تلك، لكنه اضطر اخيراً الى فصل شفتيهم عندما شعر بحاجتها إلى الهواء.

همست داليدا بصوت مرتجف لاهث ضعيف بينما تنزع يدها من بين خصلات شعره ممرره اياه بحنان فوق خده

=داغر...


ظل يتطلع اليها عدة لحظات و نظرة غريبه بعينيه لكن فجأه تحولت نظرته تلك إلى قسوه و غضب فور ان سمعها تتمتم اسمه بشغف كما لو انه قد استوعب اخيراً ما قام بفعله نفض يدها من فوق خده بغضب دافعاً اياها بعيداً عنه بحده حتى كادت ان تسقط فوق الارض لكنها اسرعت التمسك بطرف الفراش محاوله المحافظه على توازنها...

زمجر بقسوه بينما يتخذ خطوه إلى الخلف بعيداً عنها

=ايه القرف اللي انتي لابساه ده،؟!


تراجعت داليدا إلى الخلف بوجه محتقن و عيون متسعه بذعر واضعه يدها المرتعشه فوق عنق قميصها و هي تدرك مدي عريها امامه

لكنها انتفضت بذعر و قد بدأ جسدها بالارتجاف بقوه عندما صاح بوحشية قاتلة و عينيه تلتمع بازدراء بينما يلتقط مأزرها الموضوع فوق الفراش ملقياً اياه نحوها بحده ليرتطم بوجهها بقسوه و يسقط بجانب قدميها على الارض.

=اخر مره اشوفك بمنظرك الوسخ ده فاهمه...


ثم التف مغادراً الغرفه بخطوات عاصفه كما لو ان هناك شياطين تطارده مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان...

بينما سقطت داليدا منهاره فوق الفراش دافنه وجهها به وشهقات بكائها اخذت تزداد و تتعالي شاعره بألم حاد بقلبها يكاد يزهق انفاسها.


في اليوم التالي...

كانت داليدا تهبط الدرج بخطوات بطيئه متثاقله فلولا اصرار فطيمه والدة زوجها على نزولها لتناول العشاء مع باقي افراد الاسره ما كانت خرجت من غرفتها ابداً بعد ما حدث...

فقد ظلت حبيسة غرفتها طوال اليوم لا تفعل شئ سوا البكاء والتفكير فيما حدث بليلة امس مع داغر فحتي الان لا تصدق انه قام برفضها و اهانتها بتلك الطريقه فاذا كان حقاً يكرهها إلى هذا الحد لما تزوجها منذ البدايه.


فقد تحملت منذ اول يوم في زواجهم تجاهله لها و بروده و تعامله اللا مبالي معها كما لو كانت شئ غير موجود بحياته و بسبب حبها له اعطته الكثير من الاعذار مثل انشغاله بعمله وصفقاته الخاصه، لكن ما حدث بالأمس كانت القشه التي قسمت ظهر البعير فبعد تقبيله لها كما لو كانت اكثر شئ يرغبه بهذه الحياه دفعها بعيداً عنه كما لو كانت شئ قذر قد لوثه.


خرجت من افكارها تلك فور ان هبطت إلى الاسفل و شعرت برجفه حاده تمر بجسدها لتعلم بان داغر قد وصل التفت ناحية باب القصر لتجده يدلف إلى داخل القصر و على وجهه يرتسم تعبير حاد مقتطب مما جعلها تلتف هاربه سريعاً و تدخل اول غرفة قابلتها و كانت لحظها غرفه الاستقبال فقد كانت لا ترغب بمواجهته بعد ما حدث بينهم فلازالت تشعر بالاهانه و الالم يعصفان بداخلها...


ارتمت جالسه فوق الاريكه بجسد مرتعش بينما تفرك يديها بقوه

= مالك يا داليدا، في ايه؟!

انتفضت فازعه بمكانها فور سماعها تلك الكلمات التفت برأسها لتجد فطيمه والدة زوجه تجلس على احدي المقاعد وبين يديها هاتفها.

اجابتها داليدا بصوت حاولت جعله ثابتاً قدر الامكان

=ابدا ً. مفيش، حاجه...

رمقتها فطيمه بنظرات ثاقبه متفحصه باهتمام وجهها الشاحب قبل ان تردف

=مفيش حاجه ازاي و وشك اصفر كده ليه...


لتكمل وهي تنهض من فوق مقعدها وتجلس بجوار داليدا فوق الاريكه

=في حاجه حصلت ضايقتك،؟!

غمغمت داليدا بصوت مرتجف محاوله عدم ااظهار شئ لها

=لا ابداً مفيش حاجه يا...

لتبتلع باقي جملتها منتفضه واقفه بارتباك عندما رأت داغر يدلف إلى الغرفه كانت نظراته القاتمه مسلطه عليها بطريقه جعلت انفاسها تنحبس داخل صدرها من شده الارتباك و الحرج غمغمت سريعاً بينما تتجه نحو باب الغرفه

=هروح اشوف زينات خلصت العشا و لا لسه...


لكن فور ان مرت بجانب داغر زمجر باسمها بصوت حاد محاولاً ايقافها كما لو ادرك انها تهرب منه غير راغبه بان تتواجد معه في مكان واحد لكنها تجاهلته و فرت هاربه من الغرفه تتجه بخطوات متعثره نحو المطبخ لكن تجمدت خطوات عند وصولها بقرب باب المطبخ عندما وصل اليها صوت مروه ابنة زينات الخادمه تغمغم بأستياء.


=داغر بيه ده مش وش نعمه بقي، مش عاجباه مراته اللي شبه الملايكه القمر دي، ولسه قلبه متعلق بالعقربه نورا ده اول ما دخل من الباب سألني عليها هي فين...

لتكمل بصوت يملئه الازدراء.

=زي عادته متغيرش. حتى بعد ما سابته و راحت اتخطبت لواحد غيره و خلت سيرته على كل لسان...

كلنا عارفين و فاهمين انه لسه بيحبها و متجوز داليدا هانم بس علشان يداري على الفضيحه اللي سببتهاله العقربه نورا...

لتكمل بغيظ و حده.


=انا عارفه بيحبها على ايه دي بني ادمه انانيه ومدلعه...

قاطعتها زينات والدتها بقسوه

=مروه اخرسي خالص ومسمعش ليكي نفس انتي عارفه لو داغر باشا سمعك بتتكلمي كده هيقطع رقبتك و رقبتي لمي لسانك احنا مالناش دعوه بالكلام ده

غمغمت مروه بارتباك

=خلاص، سكت. سكت اهو مش هفتح بوقي تاني...

استندت داليدا إلى الجدار الذي خلفها

و قد بدأت تميد الارض تحت قدميها.


شاعره بعالمها باكمله ينهار من حولها فور سماعها تلك الكلمات تباطئت انفاسها التي بدأت تنسحب من داخل صدرها شاعره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت البرودة تسرى في انحاء جسدها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يعصف به وظلت تهمس دون وعى من بين شهقات بكائها المريرة بكلمات متقطعة غير مترابطة بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...


=بيحب نورا. بيحب نورا...

لكن تجمدت كلماتها تلك على شفتيها عندما رفعت رأسها و رأت الشخص الواقف على بعد خطوات منها يتطلع اليها باعين متسعه بالذعر و جه شاحب يملئه الصدمه.


3=رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل الثالث


استندت داليدا إلى الجدار الذي خلفها

و قد بدأت تميد الارض تحت قدميها.


شاعره بعالمها باكمله ينهار من حولها فور سماعها تلك الكلمات تباطئت انفاسها التي بدأت تنسحب من داخل صدرها شاعره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت البرودة تسرى في انحاء جسدها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يعصف به وظلت تهمس دون وعى من بين شهقات بكائها المريرة بكلمات متقطعة غير مترابطة بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...


=بيحب نورا. بيحب نورا...

لكن تجمدت كلماتها تلك على شفتيها عندما رفعت رأسها و رأت الشخص الواقف على بعد خطوات منها يتطلع اليها باعين متسعه بالذعر و جه شاحب يملئه الصدمه.

اندفعت نحوها فطيمه ما ان رأتها بحالتها تلك مقتربه منها هاتفه بقلق ولهفه وهي تمرر يدها فوق ذراعها بحنان

=مالك يا حبيبتي. مالك بتعيطي ليه ايه حصل...


هزت داليدا رأسها بقوه غير قادره على اجابتها بشئ فقد كان الالم الذي بعصف بقلبها يكاد يمزقها ازدادت شهقات بكائها مما جعلها تضع يدها فوق فمها تحاول كتم شهقات بكائها التي اخذت تتعالي بقوه مما جعل فطيمه تجذبها إلى داخل احدي الغرف الخلفيه...

اجلستها ببطئ على احدي الارائك هامسه بصوت يملئه القلق بينما تجلس بجانبها هي الاخري

=فاهميني في ايه يا داليدا، حصل ايه.؟


لم تجيبها داليدا و ظلت منحنية الرأس تنتحب بصوت يقطع انياط قلب من يسمعه.

ظنت فطيمه في بادئ الامر انها لم تسمعها وهمت بسؤالها مره اخري عندما رفعت داليدا رأسها فجأه هامسه بصوت منخفض مرتجف من بين شهقات بكائها

=داغر. و نورا كانوا مخطوبين لحد امتي،؟!

شحب وجه فطيمه فور سماعها كلماتها تلك بللت شفتيها بارتباك قبل ان تجيبها بتردد

=و انتي، و انتي عرفتي منين، انهم كانوا مخطوبين.؟!


قاطعتها داليدا بصوت مرتعش بينما تحاول السيطره على دموعها التي لازالت تنهمر على خديها.

=كانوا مخطوبين لحد امتي يا ماما فطيمه،؟!

غمغمت فطيمه بانفعال و قد احتقن وجهها من شده الغضب بينما تنهض محاوله مغادره الغرفه

=اكيد دي لعبه من الاعيب شهيره انا ع...

قاطعتها داليدا هاتفه بحده عالمه بانها

تحاول الهرب من اجابتها على سؤالها

=جاوبيتي، كان مخطوبين لحد امتي،؟!


تنهدت فطيمه ببطئ قائله باستسلام بينما تعاود الجلوس بمكانها مره اخري

=سابوا بعض من مده كبيره يا داليدا...

قاطعتها داليدا بنبره مختنقه بالدموع بينما تهز رأسها بقوه

=بس اللي سمعته انها مش مده كبيره زي ما بتقولي...

لتكمل بارتجاف وهي تبتلع الغصه التي تشكلت والتي كانت على وشك ان تختنق بها

=سابوا بعض امتي،؟!


اخذت فطيمه تتطلع اليها عدة ثواني بتردد عالمه بانه لا مفر من قولها الحقيقه لها فمن الافضل ان تخبرها هي قبل ان تعلم من شخص اخر فقد كانت في بداية خطبتها لداغر تعتقد بانها تعلم بالعلاقه التي كانت تربط بين داغر و نورا ابنة عمه لكن بعد فتره من زواجهم ادركت انها لا تعلم شئ

عن هذا الامر لذا فضلت ان تصمت حتى لا تقم بجرحها. تحنحت هامسه بصوت منخفض

=من شهرين...


شعرت داليداشعر بابألم حاد يعصف بقلبها يكاد ان يحطم روحها إلى شظايا فور سماعها كلماتها تلك التي تؤكد شكوكها، فقد تزوجها فقط لأجل اثارة غيرة ابنة عمه، تزوجها هي الحمقاء. الساذجه التي يسهل التلاعب بها من اجل ان يحافظ على كرامته التي اهتزت بالتأكيد عندما تركته ابنة عمه و فضلت رجل اخر عليه...


هدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها عندما ادركت انه قام بخطبتها بعد اسبوع واحد من ترك نورا له. مسرعاً بخطبتها لكي يحفظ ماء وجهه و نكايتاً بأبنة عمه.

ضغطت بيدها على قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يعصف به والذي اصبح لا يطاق بينما تشعر بالمرض و الغثيان مما جعلها تنتفض واقفه مترنحه على قدميها التي اصبحت كالهلام غير قادره على حملها.


انتفضت فطيمه واقفه هي الاخري مقتربه منها سريعاً هاتفه بلهفه وهي تمسك ذراعها

=داليدا...

لكن داليدا نفضت يدها بعيداً عنها بينما تتراجع إلى الخلف بتعثر هامسه بصوت مرتعش ضعيف

=انا، انا كويسه متقلقيش.

راقبت فطيمه بقلق وجهها الشاحب الذي لا ينذر بالخير شاعره بالخوف والقلق عليها امسكت بيدها تقبض عليها بقوه بين يدها قائله بصوت يملئه الالم.


=انا عارفه انك فهمتي انه اتجوزك علشان يرد كرامته علشان سابته و اتخطبت لغيره بس صدقيني يا حبيبتي، الموضوع مش زي ما انتي فاهمه...

لتكمل بيأس عندما بدا على وجه داليدا عدم تصديقها

=هما اصلاً كانوا في حكم الخطوبين مش مخطوبين رسمي زي ما انتي فاهمه

ابتعدت عنها داليدا متراجعه إلى الخلفه بقوه رغم ترنحها و شعورها بالاغماء غير راغبه باستماع اي شئ او اي من مبرراتها تلك...

همست بصوت ممزق عاجز و قد بدأت.


بدأت بالانتحاب مره اخري

=انا، انا عايزه امشي من هنا...

لتكمل بينما تتلفت حولها كما لو كانت تائهه تبحث عن منفذ يمكنها الهرب منه

=انا، انا لازم اطلق منه...

اسرعت فطيمه فور سماعها كلماتها تلك بجذبها من يدها مجلسه اياها بلطف فوق الاريكه مره اخري هاتفه بذعر بينما تجلس بجانبها

=طلاق، طلاق ايه يا داليدا...

هتفت داليدا بصوت مرتفع بعض الشئ من بين شهقات بكائها الحاده.


=اومال عايزاني اعمل ايه، افضل عايشه مع واحد بيحب واحده غيري واحد اتجوزني بس علشان يغيظ واحده تانيه...

شعرت فطيمه بالشفقه والالم عليها فقد كانت تعلم بان ما تمر به الان ليس من السهل على اي امرأه تحمله

زفرت ببطئ محاوله تهدئت ذاتها قبل تتمتم بهدوء

=انا عارفه انه صعب عليكي، بس فكري انتوا متجوزين بقالكوا 3 اسابيع يعني ممكن تبقي حامل.


توقفت داليدا عن البكاء فور سماعها ذلك وقد تجمدت عينيها على حماتها تتطلع اليها عدة لحظات بثبات و جمود قبل ان تنفجر فجأة بالضحك ليتحول بكائها إلى ضحك مرتفع هستيري ارتمت للخلف على الاريكه ممسكه ببطنها التي بدأت تؤلمها و هي لاتزال تضحك و عينيها تنحدر منها الدموع في ذات الوقت مغرقها وجنتيها الشاحبتين

هتفت فطيمه بحده بينما تتابع ضحكها الانفعالي و بكائها في ذات الوقت بارتياب و خوف

=داليدا اهدي، مش كده.


هزت داليدا رأسها بينما تستمر بالضحك و دموعها لازالت تتسقط من عينيها هتفت بصوت متقطع

=حامل، انا حامل؟!

ارجعت رأسها إلى الخلف مستنده إلى ظهر الاريكه بينما اخذت ضحكاتها تزداد بقوه لكنها نهضت مقتربه من فطيمه التي كانت تحدق بها بنظرات ممتلئه بالقلق و الخوف همست بالقرب من اذنها بصوت متقطع

=انا لسه بنت ابنك لحد دلوقتي ملمسنيش...


لتكمل بصوت ممزق ممتلئ بالالم وقد توقفت ضحكاتها و قد فهمت اخيراً لما يقم باتمام زواجهم حتى الان لما يعاملها كما لو انها غير موجوده بحياته غير واعيه إلى تلك الجالسه بجانبها بوجه شاحب يرتسم عليه الصدم

=دلوقتي فهمت ليه، قد ايه انا غبيه ازاي مفهمتش انه مكنش قادر يلمسني لانه بيحب واحده تانيه...

نهضت مره اخري ببطئ و لم تمنعها هذه المره فطيمه التي كانت لازالت داخل صدمه ما سمعته منها...


شاهدتها فطيمه تغادر الغرفه بخطوات بطيئه مترنحه ترغب بالحاق بها و ايقافها لكنها لا تستطع كيف يمكنها ذلك، فلا يوجد شئ قد يقنعها من البقاء مع داغر او ان يداوي الالم الذي تسبب به لها...

لكنها لن تسمح بان ينتهي زواج ولدها بهذا الشكل خاصة و انها تعلم جيداً بان داغر لن يجد بحياته زوجه مثل داليدا فهي تمتلك طيبة قلب لم تجدها باي شخص في حياتها يجب ان تجعلهم يعطون زواجهم فرصه اخري...


نهضت مسرعه تركض لكي تلحق بداليدا التي وجدتها تخطو ببطئ و ترنح بالرواق المؤدي للبهو الداخلي للقصر هتفت بينما تقبض على ذراعها بلطف

=داليدا اسمعيني يا حبيبتي انا عارفه انه صعب عليكي بس علشان خاطري ادي لجوازك فرصه، ادي لداغر فرصه تانيه. هو لسه ميعرفكيش...

قاطعتها داليدا بحده بينما تلتف اليها وهي تمسح بتصميم وجهها الغارق بالدموع بكف يدها.


=ادي لمين فرصه، ادي فرصه لواحد ضحك عليا، لواحد اتجوزني و عاملني زيي. زي اي كرسي مرمي في البيت ده، واحد خلاني كل يوم انام وانا دمعتي على خدي و بحاول افهم انا فيا ايه غلط علشان جوزي ميلمسنيش ولا يقرب مني، ويعاملني بالشكل ده و في الاخر طلع متجوزني بس علشان يغيظ بنت عمه...


همست اخر كلماتها تلك لتنفجر بعدها في بكاء مرير اسرعت فطيمه باحتضانها بين ذراعيها بينما تبكي هي الاخري مربته فوق ظهرها بحنان محاوله التخفيف عنها.

بعد ان هدئت داليدا قليلاً حاولت الابتعاد من بين ذراعي فطيمه هامسه بصوت اجش من اثر بكائها.

=انا هطلع الم هدومي و امشي من هنا...

شددت فطيمه يديها من حولها غير سامحه لها بالذهاب بينما تتمتم برجاء

=طيب ممكن تصبري بس لبكره...


لتكمل برجاء عندما هزت داليدا رأسها بالرفض

=علشان خاطري يا داليدا، لو فعلاً معتبراني زي مامتك...

قاطعتها داليدا بصوت مرتحف

=ايه الفرق دلوقتي. او بكره انا كده كده همشى.

ربتت فطيمه على ظهرها هامسه برجاء

بينما عينيها غارقتين بالدموع

=و معزتي عندك تصبري لبكره.


وقفت داليدا تتطلع اليها عدة لحظات بتردد لكنها هزت رأسها بالموافقه ببطئ و هي تفكر فاليوم او غداً لن يفرق كثيراً فهي ستغادر هذا المنزل و لن تعود اليه مره اخري...

خرج احدي الخدم من غرفة الطعام التي كانوا يقفون بعيداً عنها بعدة امتار قليله اقترب منهم معلماً اياهم بأدب بان العشاء اصبح جاهز و ان باقي العائله تنتظرهم صرفته فطيمه بهدوء من ثم التفت إلى داليدا مربته على يدها بحنان هامسه.


=يلا يا حبيبتي ندخلالكل مستنينا، و حاولي متبينيش لحد اي حاجه

اومأت داليدا رأسها من ثم تبعتها إلى الد غرفة الطعام بصمت وهي تمسح وجنتيها من اي دموع قد تكون عالقه بها...


فور دخول داليدا غرفة الطعام تجمدت قدميها بمكانها عندما وقعت عينيها على داغر الذي كان جالساً على رأس الطاوله بوجه متجهم بينما يستمع إلى ما تقوله ابنة عمه شهيره.


شعرت بألم حاد يعصف بداخلها عند رؤيتها له و برغبه بالبكاء تتصاعد داخلها مره اخري همت ان تستدير و تغادر المكان ولكن ادركت فطيمه ما تحاول فعله و ربتت بحنان على ظهرها تحثها على التقدم لداخل الغرفه لكن قدمين داليدا أبت التحرك مما جعلها تقترب منها هامسه باذنها

=اتحركي يا حبيبتي. اتحركي علشان خاطري...


ابتلعت داليدا غصة الالم التي تشكلت بداخلها و تقدمت معها لداخل الغرفه جلست بمقعدها المعتاد بجوار داغر الذي شعرت بنظراته تنصب عليها بتركيز لكنها تجاهلته و ركزت نظراتها على الصحن الذي امامها...

لكنها انتفضت بقوه في مقعدها عندما شعرت بيده يمررها فوق رأسها بينما يغمغم باهتمام

=مالك يا حبيبتي، انتي تعبانه؟!


شعرت داليدا بالغضب يندلع بداخلها و قد كانت تدرك الان ان الاهتمام الذي يظهره لها امام عائلته ليس سوا اهتمام كاذب فقد فهمت اخيراً سبب تحوله من الزوج البارد الغير مبالي داخل غرفتهم الخاصه. إلى الزوج المحب المهتم الحنون الذي يظهر دائماً امام عائلته فقد كان يحاول ان يثير بها غيرة ابنة عمه نورا. محاولاً اثبات نجاح زواجهم للجميع...


شعرت بالغضب يندلع بداخلها كبركان ثائر مما جعلها تبعد رأسها إلى الخلف بحده بعيداً عن يده بينما تجيبه بقسوه

=مش تعبانه...

شعرت بجسده يتوتر في مقعده بسبب رده فعلها الغير متوقعه تلك بينما كانت انظار جميع افراد الاسره تنصب عليهم...

رأته بطرف عينيها يزفر بحده و على وجه يرتسم تعبير حاد قاتم ضاغطاً بقوه فوق شوكة الطعام التي بيده حتى ابيضت مفاصل اصابعه لكنه من ثم اخذ يشرع بتناول طعامه بصمت.


اجبرت نفسها على تناول الطعام هي الاخري و الذي كان مذاقه كالتراب على لسانها متجاهله معدتها التي اخذت بالاعتصار صارخه بالاعتراض و الرفض.

تجمدت معلقه الطعام على فمها عندما سمعت داغر يلتف إلى شهيره قائلاً باقتضاب

= اومال فين نورا منزلتش تتعشا معانا ليه،؟!

اجابته شهيره بينما ترسم ابتسامه هادئه فوق شفتيها

=نورا خرجت النهارده تتعشا مع خطيبها...


اخفت داليدا يديها التي اخذت بالارتجاف بقوه اسفل الطاوله حتى لا يلاحظها احد بينما تراقب باهتمام رد فعل داغر على هذا الخبر...

رأته يومأ برأسه ببطئ بينما يشرع مره اخري في تناول طعامه بهدوء لكن لم يغفل عنها انقباض فكيه بقوه او العرق الذي انتفض بقوه بجانب عنقه.

فقد بدا كما لو كان يحاول التحكم بردة فعله امام الاخرين حتى لا يظهر تأثره امامهم...


تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط على شفتيها في محاولة منها لكبت دموعها تلك وعدم فضح امرها امام الاخرين لكنها فشلت لذا يجب عليها ان تنفرد بنفسها حتى لا تنفجر بالبكاء امامهم...


انتفضت واقفه مما جعل كرسيها يسقط للخلف بقوه لكنها لم تأبه باي شئ حتى لم تأبه بنظرات باقي الجالسين الذين كان يرمقونها بصدمه فكل ما يهمها الان انها يجب ان تغادر هذا المنزل الان في الحال لا يمكنها الانتطار إلى الغد كما وعدت حماتها...

وقف داغر هو الاخر هاتفاً بقلق بينما يحيط كتفيها بيديه

=في ايه يا حبيبتي مالك،؟!


لم تتحمل ان تستمع إلى كذبه او نفاقه هذا اكثر من ذلك. انتفضت مبتعده عنه متراجعه بحده إلى الخلف بعيداً عن يديه كما لو كانت لمسته تحرقها هاتفه بقسوه و شراسه

=متلمسنيش...

ثم التفت سريعاً مغادره الغرفه تاركه اياه واقفاً متصلباً بمكانه بينما شهيره ابنة عمه التي كانت تتابع المشهد بنظرات ممتلئه بالشماته مغمغمه بخبث و بصوت مرتفع

=اوووبس...


لكن داليدا لم تأبه لها و غادرت الغرفه و جسدها يرتجف بقوه كما لو ان صاعقه قد ضربتها شاعره بقبض حاده تعتصر قلبها داخل صدرها وكل ما يدور بعقلها بانها يجب ان تتركه و تترك هذا المنزل في الحال قبل ان تنهار امامهم و تفقد ما تبقي من كرامتها فالجميع يعلم سبب زواجه منها حتى الخدم يعلمون...


التفت على عقبيها صاعده إلى غرفتها لتقوم بجمع اشيائها و ترحل عن هنا متجاهله هتاف فطيمه التي ادركت على الفور لما تنوى داليدا فعله تجاهلتها واستمرت الصعود إلى غرفتها تاركه باقي العائله تتهامس من خلفها بينما داغر كان واقفاً بمكانه وقد كان شبه البركان الذي على وشك الانفجار باي لحظه...


فور دخولها إلى غرفتها اتجهت مباشرة إلى خزانة ملابسها تخرج حقيبتها و تلاقي بها كل ما يقع تحت يدها من ملابسهاباهمال و كامل جسدها يرتجف بعنف بينما عقلها غير واعي لما يدور من حولها فمعرفتها بحبه لأمراه اخري غيرها و خداعه لها بهذا الشكل يمزق قلبها...

اخذت تخرج ملابسها و تلقيها باهمال بحقيبتها...

حتي وقعت يدها على قميص النوم الذي ارتدته ليلة أمس، و رأها داغر به...


انهارت مرتميه فوق الارض وهي لازالت ممسكه به بين قبضتيها وقد اشتدت يديها عليه بقوه عند تذكرها لقبلته لها من ثم دفعه لها بعيداً عنه كما لو كانت تحمل وباء قد يعديه منهالاً عليها بكلمات رفضه لها القاسيه...


خرج نشيج حاد منها بينما بدأت الان بفهم لما فعل معها هذا، فقد كان مظهرها العاري لا يمكن لاي رجل ان يرفضه خاصه وانها كانت تعرض نفسها عليه و بعد ان قام بتقبيلها افاق وادرك ما فعله مما جعله يدفعها بعيداً عنه...

فهو لم يرغب بها هي. فقد كان يرغب بالمرأه التي يحبها. نورا ابنة عمه...


انفجرت ببكاء مرير بينما بدأت بهستريه جنونيه بتمزيق قميص النوم الرقيق الذي بين يديها و فكره جنونيه تسيطر عليها بانه عندما قبلها كان يتخيل نورا مكانها هي...

لم تتوقف حتى اصبح القميص قصاصات باليه من القماش متنثره حولها انهارت مرتميه فوق الارض مطلقه صارخه متألمه تمزق انياط من يسمعها...

بعد عدة دقائق...


نهضت داليدا مره اخري واتجهت نحو حقيبة ملابسها و قد استعادت اخيراً سيطرتها على ذاته كانت تغلق سحاب حقيبتها عندما انفتح باب الغرفه فجأه مما جعله يرتطم بقوه بالجدار التفت حول نفسها لتجد داغر يدلف إلى الغرفه بوجه قاتم غاضب و النيران تثور بعينيه التي تركزت على حقيبة ملابسها الموضوعه فوق الفراش

راقبته بجمود و هو يتقدم نحوها

حتي اصبح يقف امامها مباشرة.


رفعت رأسها نحوه تتطلع نحوه ببرود يعاكس للنيران التي تشتعل بداخلها محرقه اياها بقسوه...

اشار داغر برأسه نحو الحقيبه قائلاً من بين اسنانه

=ايه خوفتي من عملتك الوسخه، وقررتي تهربي...

اجابته داليدا بصوت حاد لأول مره يسمعه منها

=العمايل الوسخه دي. انت اللي بتعملها مش انا...

احتقن وجهه بالغضب فور سماعه كلماتها تلك قبض على ذراعها بقسوه

هاتفاً بشراسه بينما قبضته يزداد ضغطها على ذراعها.


=عارفه اللي عملتيه تحت ده قدامهم ده فيه موتك...

شعرت بالرعب يجتاحها فور رؤيتها لوجهه الذي اسود من شدة الغضب فقد كان اشبه ببركان ثائر على وشك الانفجار باى لحظه.

انطلقت منها صارخه متألمه فور ان قبضت يده الاخري على شعرها بقبضه مؤلمه هاتفاً بشراسه

=مش داغر الدويرى اللي مراته تقف قصاده تزعق و صوتها يعلي عليه قدام الناس

ليكمل بقسوة و هو يزيد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف مما جعلها تصرخ متألمه.


=لو اللي عملتيه تحت ده اتكرر تاني هدفنك مكانك...

صرخت داليدا متألمه بينما تحاول مقاومته والافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تهتف من صراخات المها

=متقلقش اكيد مش هيتكرر تاني. لاني هسيبك و هطلق منك...

افلت داغر شعرها من يده محيطاً خدها بقبضته يعتصرها بقسوه هامساً بهسيس مرعب بينما يقرب وجهه من وجهها حتى كادت شفتيهما ان تتلامس.


=متقدريش تسبيني او تطلقي مني. و انتي عارفه ده كويس...

همست بصوت مرتعش و قد ألمها مدي ثقته من حبها و ضعفها نحوه

=هسيبك يا داغر، و لو ده اخر حاجه هعملها في حياتي هسيبك و هطلق منك...

لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف عندما رأت الغضب الذي ثار بعينيه

زمجر بقسوه بالقرب من اذنها

=متقدريش، يوم ما هتخرجي من هنا هتخرجي جثه على ظهرك. مش على رجلك.


شهقت بقوه عندما اندفع نحوها يحكم قبضته القاسية فوق ذراعها يجذبها نحوه مرة اخرى ليصبح جسدها مضغوط بقسوه على جسده الصلب همس بفحيح لاذع باذنها

= عايزه توصلي لايه باللي بتعمليه ده.

ليكمل بينما يده تحيط خلف عنقها مقرباً وجهها من وجهه حتى اصبحوا شبه متلامسين بينما انفاسه الحاره المشتعله تلامس وجهها

=عايزه تلفتي نظري مش كده، فكرك لما تعملي كده اني هكمل اللي حصل بنا امبارح...


تراجع رأس داليدا بحده إلى الخلف كما لو قام بصفعها عند سماعها كلماته تلك شاعره بها كما لو كانت نصل حاد انغرز بقلبها.

فقد كان يذكرها باذلاله لها عندما قام بتقبيلها من ثم رفضها بعدها بقسوه...

همست بصوت مرتجف و الالم الذي تشعر به يكاد يحطمها روحها

=انت مريض...

لتكمل بقسوه عندما رأت الابتسامه الملتويه التي ارتسمت على شفتيه بينما تدفعه بقوه بصدره حتى تحررت من بين ذراعيه متخذه عدة خطوات للخلف...


=انت مش بس مش مريض، لا انت مريض و مهووس...

لتكمل بشراسه غير اهابه بوجهه الذي

اشتعل كبركان ثائر من الغضب

=ايوه مهووس، اللي يتجوز واحده علشان بس يغيظ بنت عمه اللي سابته علشان واحد تاني يبقي مهووس و مجنون...

اردفت لاهثهبحده و غضب بينما ترمقه بازدراء مخرجه كل الغضب والالم الذي يعصف بها

=اتجوزتني بس علشان تبين للكل انها مش فارقه معاك، انت مريض و منعدكش ريحة الكرامه او الدم انت...


وقبل ان تنهي جملتها قذفها داغر بحده على الفراش الذي كان خلفها مما جعل جسدها يرتطم بقوة به ارتمي فوقها محاصراً اياها اسفل جسده كان يتطلع اليها بعينين تعصفان بالغضب رفع يده عالياً كما لو كان على وشك ضربا مما جعلها تصرخ بخوف مغطيه وجهها بيديها بحمايه...


سمعته يطلق زمجره شرسه بينما اخذ يضرب الفراش بقبضته بجانب رأسها كما لو كان يفرغ غضبه بالفراش ظل على حالته تلك عدة لحظات متجاهلاً شهقات بكائها وصراختها الفازعه ابعد يدها عن وجهها قابضاً على وجهها يعتصره بيده مزمجراً بجانب اذنها

=و ديني لاندمك. على كل حرف قولتيه...


ثم دفعها بقسوه مبتعداً عنها وهو يتطلع نحوها باعين تلتمع بغضب اعمي قبض على يديه بقوه بجانبه بينما يراقب انتحابها الذي اخذ بالازدياد عندما صدح رنين هاتفه الذي اخرجه يتطلع اليه عده لحظات قبل ان يلتف ويغادره الغرفه سريعاً مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان...


بعد عدة دقائق...


نهضت داليدا اخيراً من فوق الفراش بجسد مترنح بينما لازالت تبكى بحرقه لا تصدق بانه كان على وشك ضربها وبعثرة ما تبقي من كرامتها اسفل حذائه يجب عليها ان تترك هذا المنزل سريعاً، التقطت حجابها من فوق المقعد تعقده حول رأسها بيد مرتجفه من ثم غادرت الغرفه سريعاً تاركه خلفها حقيبة ملابسها ملقاه فوق الفراش غير ابهه بها فكل ما يهمها الان هو ان تغادر هذا المنزل باقصي سرعه لديها قبل ان تنتابها احدي نوباتها فقد بدأ جسدها بالارتجاف بقوه و حرارة جسدها كانت تنخفض و اصبح لون جلدها شاحب للغايه فهذه الحاله...


هبطت إلى الاسفل فلم تجد احد ببهو القصر فقد كان الجميع لا يزالون بغرفة الطعام...

خرجت داليدا من القصر متجاهله نظرات الحرس التي انصبت عليها بالدهشه عندما رأوها تخرج سيراً على الاقدام لكنهم خرجوا من حالتهم تلك و فتحوا لها البوابه سريعاً لتخرج منها إلى الطريق تخطوا ببطئ بقدمين ترتجف بقوه تتجه نحو فيلا خالها التي كانت تبعد عن هنا بعدة امتار قليله...


لكنها لم تستطع مواصلة الطريق انهارت قدميها تماماً من شدة الارتجاف مما جعلها تجلس على الرصيف الذي بجانب الطريق تحيط جسدها بذراعيها بقوه محاوله ايقافه عن الارتجاف و بث بعض الدفئ به فقد كان الطقس بالفعل بارداً لكن لم يكن بذات قسوة البروده التي تشعر بها اخفضت رأسها بقوه بينما تنتحب على حالتها تلك...


ضغطت بيدها فوق قلبها للتخفيف من الالم الذي تشعر به والذي اصبح لا يطاق. فقد اهانت نفسها منذ البدايه عندما قبلت الزواج منه بهذه السرعه.

فقد تزوجته بعد تقدمه لخطبتها بشهر واحد فقط...


فقد كانت مده قصيره للغايه و اثناء تلك الخطبه القصيره لم يلتقوا سوياً الا مرتين فقد كان يتحجج بعمله لكن حتى اثناء مقابلتهم تلك كان دائماً صامتاً مقتضب الوجه و عندما حاولت التحدث كان يجيبها ببرود، لكنها ظنت ان هذه طبيعته و مع الوقت ستستطيع تغيير طبعه هذا خاصة وانها سوف تصبح زوجته.

لكنها كانت حمقاء كيف لم تفهم، كيف لم تفهم انه لم يكن يريدها، خاصة بعد رفضه للمسها بليلة زفافهم...


فهي لم تكن بالنسبه اليه سوا بديله يحاول بها اثارة غيرة ابنة عمه التي تركته من اجل رجل اخر...

نهضت ببطئ من فوق الرصيف و جسدها لايزال يرتجف بقوه بينما تشعر ببروده قارسه كما لو ان هناك صقيع يسري بدمائها لكن رغم دلك اجبرت ذاتها على ان تكمل السير فلا يمكنها البقاء جالسه بهذا الشكل اكثر من ذلك كما ان فيلا خطوات اصبحت على بعد عدة خطوات قليله...


وصلت اخيراً إلى منزل خالها دقت الجرس بيد مرتعشه وخلال ثوان قليله فتح الباب، و ما ان رأت داليدا امامها الداده منيره التي قامت بتربيتها منذ الصغر القت بجسدها المرتجف بين ذراعيها تحتضنها بقوه بينما تنتحب و شهقات بكائها اخذت تزداد بقوه...

شددت منيره من احتضانها لداليدا و هي تهتف بفزع

=مالك، مالك يا حبيبتي في ايه...


قاطعت جملتها سرعان ما انتبهت لجسد داليدا المرتجف بين يديها لتدرك بان قد انتابتها احدي النوابات التي كانت تصيبها منذ الصغر اخذتها سريعاً و دلفت إلى داخل غرفة الاستقبال اجلستها على الاريكه واتجهت إلى الطابق العلوي لكي تجلب لها عدة مفارش حتى تغطيها بها...

عادت منيره مره اخري إلى داليدا تعقد المفرش السميك حول جسدها محاوله بث الدفأ بها...


وعندما بدأ ارتجافها يقل قليلاً اتجهت إلى الاعلي لكي تخبر مرتضي خال داليدا حتى يأتي ويعلم ما حدث لها...

كانت داليدا جالسه فوق الاريكه بوجه محتقن من شدة بكائها بينما تعقد الشرشف الذي اتت به الداده منيره حولها شاعره بالامتنان لها. لكنها ليست هذه اول مره تقوم بها برعايتها فقد قامت بتربيتها بعد وفاه والدتها معوضه اياها ولو قليلاً عن حنان والدتها التي فقدته وهي لازالت طفله صغيره...


اعتدلت في جلستها ببطئ عندما رأت خالها يدلف إلى الغرفه و تتبعه چيچي احدي صديقاته التي كانت معروفه بسوء السمعه

اخذت تمسح الدموع العالقه على خديها بيد مرتجفه.

بينما وقف مرتضي يتطلع إلى مظهر ابنة شقيقته المزري هذا عدة ثوان قبل ان يتمتم بقسوته المعتاده

=ايه اللي حصل.؟!

اجابته داليدا بينما تشدد من قبضتها حول الشرشف الذي يحيطها

=عايزه، اتكلم معاك لوحدنا...


هزت منيره التي كانت واقفه بجانبها رأسها بتفهم قبل ان تربت على كتفها بحنان و تغادر الغرفه، لكن ظلت چيچي واقفه بمكانها بجانب مرتضي رافضه التحرك. مما جعل داليدا تنظر اليها بارتباك غمغت محاوله تنبيه اياها

=ممكن تسبينا لوحدنا...

لكنها ابتلعت باقي جملتها بينما تتبع باعين متسعه بالصدمه ذراع مرتضي التي التفت حول خصر چيچي جاذباً اياها بجانبه بينما يتمتم بصوت حاد

=چيچي مش غريبه.


ليكمل بقسوه بينما تسند چيچي رأسها على كتفه بينما تتطلع نحو داليدا بنظرات تملئها الوقاحه

=چيچي تبقي مراتي...

انتفضت داليدا تعتدل بمكانها فور سماعها كلماته تلك تمرر نظراتها المتسعه بالصدمه بينهم...

همست ببطئ بينما تحاول التأكد مما سمعته فچيچي تلك تعمل كراقصه كما انها ذات سمعه سيئه للغايه تفتح بيتها لممارسه القمار و الرذيله

=مراتك، مراتك ازاي.


قاطعها مرتضي مزمجراً بقسوه بينما يده تشدد حول خصر زوجته التي كانت تنظر اليها بسخريه

=ميخصكيش، و اخلصي جايه في الوقت ده ليه وفين داغر ازاي سمحلك تمشي في وقت متأخر كده لوحدك...

تراجعت فوق الاريكه وهي تشعر بان قدميها غير قادرتان على حملها فكم الصدمات التي تعرضت لها الليله تكاد تزهق روحها...


ظل مرتضي يتطلع اليها عدة لحظات ليدرك بانها لن تتحدث امام زوجته فانحني و همس ببضع كلمات إلى چيچي التي هزت رأسها بالموافقه لتستدير وتغادر الغرفه بعد ان رمقت داليدا بنطره تمتلئ بالشماته والخبث...

غمغم مرتضي بصوته الجهوري بحده بينما يكتف ذراعيه فوق صدره

=هاااا، ايه اللي حصل،؟!

اجابته داليدا بصوت منخفض مرتجف

=انا، انا عايزه اطلق، من داغر

لكنها انتفضت في مكانها بذعر فور ان اندفع نحوها و هو يهتف بشراسه.


=عايززززه ايه،؟!

ليكمل بغضب عارم بينما يقبض على معصمها بقسوه جاذباً اياها من فوق الاريكه ينظر اليها بعينين تلتمع بالوحشيه مما جعلها ترتجف من شدة الخوف فدائماً ما كانت تخاف منه وتهابه كثيراً بسبب غضبه هذا

=سمعيني تاني كده، عايزه ايه.؟!

بللت شفتيها بطرف لسانها بتوتر بينما تهمس مجيبه اياه بصوت يمتلئ بالذعر

=ع، عايزه. اطلق...

صاح مرتضي بقسوه بينما يلوي معصمها بين قبضته.


=انتي اتجننتي. عايزه تطلقي من داغر الدويري، ده على جثتي انه يحصل.

تغلب غضبها على خوفها منه لتهتف وعينيها تلتمع بالشراسه و الغضب

=مش تسألنى حتى داغر الدويرى العظيم عمل فيا ايه...

لتكمل بتعثر وقد بدأت عينيها تمتلئ بالدموع.

=طلع متجوزني بس علشان يغيظ بنت عمه اللي سابته واتخطبت لواحد تاني...


كان مرتضي يستمع إلى ابنة شقيقته و عينيه مسلطه عليها ببرود كما لو كانت تخبره عن حالة الطقس و ليس بمصيبه تهز اركان حياتها.

تطلعت نحوه باعين متسعه و الدموع تتدفق منها بغزاره وقد بدأت تدرك الذي يحدث فخالها كان يعلم، نعم بالطبع يعلم فقد كان شريك داغر باحدي الشركات وبالطبع يعلم عن خطبته لابنة عمه التي تركته...

تراجعت إلى الخلف بينما تجذب يدها بحده من قبضته بينما تهمس بانفس محتبسه

=كنت عارف مش كده...


اجابها مرتضي بحده و لم يحاول الانكار او حتى يظهر بعض الاسف او الندم

=ايوه كنت عارف، و ايه المشكله المهم انه اتجوزك انتي مش هي...

صاحت داليدا مقاطعه اياه بقسوه بينما تضرب بيدها فوق صدرها مشيره إلى نفسها

=انا، انا مكنتش اعرف ازاي، ازاي قدرت تخدعني معاه. ازاي قدرت تعمل فيا كده...

اجابها بينما نظراته تزداد قساوه

=كان لمصلحتك متعرفيش. بعدين كان هيفرق ايه لو عرفتي...


قاطعته داليدا بحده بينما تعقد ذراعيها حول جسدها بقوه محاوله السيطره على ارتجاف جسدها الذي اصبح خارج عن السيطره تماماً

=كان، هيفرق كتير، عمري ما كنت هوافق اتجوز واحد شايفني بديله لواحده تانيه، علشان كده هطلق منه...

لتكمل باصرار يعاكس اهتزاز صوتها و الدموع التي تغرق عينيها

=هطلق منه، حتى ولو فيها موتى...

اندفع نحوها مرتضي فجأه يقبض على ذراعها يلويه بقسوه خلف ظهرها صائحاً بشراسه و عينيه تثور بغض اعمي.


=علي جثتي، ايه عايزه الناس تقول بنت عيلة الراوي اطلقت بعد 3 اسابيع من جوازها عايزه تحطي اسم الراوي في الارض...

صاحت داليدا بغضب مقاطعه اياه غير اهابه بغضبه هذا

=بقي لما انا اطلق هحط اسم الراوي في الارض، لكن انت لما تتجوز من واحده رقاصه و سمعتها اللي دي الزفت على كل لسان في مصر مش هتحط اسم الراوي في الارض...

لم يجعلها تكمل جملتها و اسرع بصفعها بقسوه على خدها بقوه مما جعل رأسها يرتد إلى الخلف بقسوه.


=اقفلي بوقك بدل ما اموتك بايديا...

ليكمل بينما يزيد من لويه لذراعها خلف ظهرها مما جعلها تصرخ متألمه بينما تحاول تحرير ذراعها من قبضته القاسيه تلك صاح بها من بين اسنانه المطبقه

=هترجعي لجوزك و رجلك فوق رقبتك، يشتمك، يضربك. ان شالله حتى يخلص عليكي، هتفضلي معاه فاهمه...

هتفت وهي تحاول جذب ذراعها من بين قبضته الصلبه وقد بدأت في البكاء بهستريه شاعره بألم حاد يضرب ذراعها التي بين قبضته.


=مش هرجعله و مش هعيش معاه و لو دقيقه واحده حتى لو اضطريتان اهرب منك...

قاطعت جملتها بينما تطلق صرخه متألمه عندما دفعها إلى الخلف لتسقط بقسوه على الارض وانهال عليها يضربها على وجهها بصفعات قويه متتاليه و قد اسودت عينيه كما لو انه اصبح وحشاً طليقاً اخذ يصفعها سابباً اياها بافظع الالفاظ والشتائم، من ثم قبض على شعرها من اسفل حجابها جاذباً اياها معه إلى باب المنزل بينما يهتف بانفس لاهثه.


=هرجعك بايديا له. وابقي شوفي هتهربي ازاي منه لما يعرف اللي انت عملتيه، مش بعيد يدفنك حيه و اخلص منك...

اخذت داليدا تقاومه بشده محاوله التمسك باي شئ بالارض حتى لا تذهب معه لكنه سحبها بقسوه من حجابها الذي انفك جاذباً اياها إلى الخارج حتى يعيدها إلى قصر الدويري متجاهلاً صراختها المعترضه المتألمه...


4=رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل الرابع


قبض مرتضى على شعرها من اسفل حجابها يجذبها منه إلى باب المنزل بينما يهتف بانفس لاهثه

=هرجعك بايديا له. وابقي شوفي هتهربي ازاي منه لما يعرف اللي انت عملتيه، مش بعيد يدفنك حيه و اخلص منك...

اخذت داليدا تقاومه بشده محاوله ان تتشبث بأي شئ على الارض حتى لا تذهب معه لكنه سحبها بقسوه من حجابها الذي انفك جاذباً اياها إلى الخارج حتى يعيدها إلى قصر الدويري متجاهلاً صراختها المعترضه المتألمه...


هتفت داليدا من بين شهقات بكائها الحاده بينما تتمسك بيده التي تسحب جسدها بقوه

=علشان خاطري، علشان خاطري يا مرتضي بلاش ترجعني لهناك...


لكنه لم يستمع اليها واستمر بسحبها من يدها يجر جسدها جراً فوق درجات الفيلا غير ابهاً بصراختها المتألمه دافعاً اياها بقسوه داخل سيارته من ثم التف صاعداً بجانبها مما جعلها تهتف بهستريه و جسدها قد بدأ بالارتجاف بينما تلتف تتمسك بمقبض الباب محاوله فتحه وقد عاودتها نوبة الذعر من جديد

=بلاش علشان خاطري تعمل فيا كده انا، و رحمة ماما عندك بلاش تعمل فيا كده، بلاش ترجعني هناك، لو رجعت ممكن اموت.


صاح مرتضي بقسوه بينما يبعد يدها بقسوه من فوق مقبض الباب مغلقاً اياه الكترونياً

=ياريت يا شيخه تموتي، علشان اخلص بقي منك و من قرفك...

ليكمل بشراسه عندما بدأ انتحابها يتحول إلى شهقات متقاطعه خافضه بينما اخذ جسدها يرتجف بطريقه ملحوظه...

=ايوووه ابدئي يلا ارتعشى و اعمليلي فيها تايهه. التمثيليه اللي بتعمليها كل ما حاجه مش بتعجبك...


اردف عندما لم يجد منها ردة فعل على كلماته تلك هامساً من بين اسنانه بينما يرمقها بازدراء وكراهيه

=حيوانه. غبيه...


من ثم ظل يقود السياره بصمت متجاهلاً تلك التي انطوت بمقعدها ترتجف بقوه بينما تنظر امامها باعين زائغه حتى اوقف السياره امام بوابة قصر الدويري الذي لم يكن يبعد عن فيلاته كثيراً هبط من السيارة من ثم التف إلى بابها و فتحه جاذباً اياها بقسوه إلى الخارج عندما ظلت بمكانها جامده لا تظهر اي ردة فعل اخذ تناول حجابها الساقط من على رأسها حيث كان متشبثاً حول رقبتها باهمال وضعه حول رأسها بطريقه عشوائيه حتى يستر به شعرها من ثم انحني مهسهساً في اذنها بصوت منخفض مرعب حتى لا تصل كلماته إلى الحراس الذين كانوا واقفين امام بوابه القصر و اعينهم منصبه عليهم بتركيز و فضول.


=لو داغر عرف ان اللي على وشك ده بسببي محدش هيرحمك من اللي هعمله فيكى، لو سالك هتقولي وقعتي ولا اتنيلتي حصلك اي حاجه و انتي عندي، فاهمه

ظل عدة ثواني يتطلع اليها منتظراً رداً منها لكنها لم تجيبه ليدرك بانها قد دخلت بلفعل باحدي نوباتها و اصبحت بعالمها المظلم الخاص بها الذي تغرق به عندما تتنابها تلك النوبه غمغم بسخريه لاذعه بالقرب من اذنها بينما يسحبها من ذراعها بقسوه إلى داخل بوابة القصر.


=قال يعني لو عرف اللي حصلك هيهتهم، زيك زي اي كرسي معفن في قصره ولا ليكي اي لازمه...

دفعها امامه بقسوه حتى كادت ان تسقط لكنه اسرع بتشديد قبضته حول جسدها المترنح حتى وقف بها امام احد الحرس قائلاً بتعجرفه المعتاد...

=وصل الهانم لحد جوا لانها تعبانه و مرهقه.

اومأ له الحارس باحترام من ثم انتظر ان تتحرك داليدا معه للداخل هامساً بتعثر

=اتفضلي معايا يا داليدا هانم...


لكن عندما وجدها جامده بمكانها بصمت ولم تتحرك قيد انمله واحده وضع يده بحرس شديد يتغلله الخوف على ذراعها مرافقاً اياها إلى داخل القصر كما امره مرتضي الراوي...


في ذات الوقت...

كان داغر جالساً بالبهو الداخلي للقصر مع طاهر زوج شهيره يحاولون ايجاد ذلك الشخص الذي يسرب معلومات عن الصفقات الخاصه بشركاته...

غمغم طاهر الذي كان يجلس بالمقعد المقابل له

=هنعمل ايه يا داغر، الكلب ده مش عارفين نوصله ولا قادرين نعرف هو مين بالظبط

زمجر داغر بقسوه بينما يقبض يده بقوه

=هنلاقيه متقلقش، بس وقتها محدش هيرحمه من تحت ايدي...

ليكمل بغضب بينما يشير إلى الاوراق التي امام طاهر.


= خسرنا كام في الصفقه دي؟!

اجابه طاهر بتردد بينما يقوم بفحص الورق بارتباك

=حاولي. 10 مليون جنيه و كنا...

لكنه ابتلع باقي جملته و قد تجمدت على شفتيه حافة فنجان القهوه الذي كان يهم ان يرتشف منه بينما كانت عينيه مسُلطه بصدمه على باب القصر الذي كان يولي داغر ظهره له

همس سريعاً بينما يضع فنجان القهوه من يده على الطاوله بصخب مما جعل القهوه تنسكب عليها مشيراً برأسه إلى خلف داغر

=داغر...


التف داغر بتجهم ينظر إلى ما جذب اهتمامه بهذا الشكل لكنه انتفض واقفاً بفزع وجسده يهتز بقوه كما لو ضربته صاعقه عندما رأي داليدا تدلف من باب القصر بصحبة احدي الحرس بوجه باكي متورم بشده به علامات حمراء اثار ضرب واضحه اتجه نحوها على الفور قابضاً على ذراعها جاذباً اياها خلف ظهره بحمايه قبل ان يندفع نحو الحارس الذي قبض على عنقه هاتفاً بشراسه بينما يزيد من اعتصاره لعنقه.


معتقداً بان احد من الحراس قد تعرض اليها

=مين اللي اتجرئ و عمل فيها كده انطق،؟

اجابه الحارس بصوت يملئه الذعر و هو يكاد ان يختنق بسبب قبضته التي حول عنقه

=والله يا داغر باشا معرفش حاجه اكتر من ان مرتضي بيه الراوي وصل حضرتها لحد بوابة القصر اللي برا وطلب مننا ان حد فينا يوصلها لحد عندك جوا...

غمغم داغر بصدمه بينما يرخي قبضته من حول عنقه دافعاً اياه للخلف

=مرتضي،؟!


من ثم التف إلى داليدا الواقفه خلفه ليجدها تتطلع امامها باعين متسعه شارده الدموع تنساب منها بصمت كانت تبدو كما لو كانت بعالم اخر لا تدري بما يدور حولها

اقترب منها محيطاً كتفيها بيده مغمغماً بنبره جعلها هادئه قدر الامكان.

=داليدا، ايه اللي حصل،؟!

لم تجيبه و ظلت على حالتها تلك من الصمت بينما جسدها كان يرتجف بطريقه غير طبيعيه...


زفر بحنق عندما لم يحصل منها على اجابه ابتعد عنهم عدة خطوات مولياً ظهره لهم مخرجا هاتفه واتصل بمرتضي الراوي لكنه وجد هاتفه مغلقاً. اطلق سباباً حاد بينما يعتصر الهاتف في قبضته بغيظ.

زمجر بقسوه بينما يضع هاتفه مره اخري بالجيب الداخلي لسترته

=طاهر خد حد من رجالتك واطلع شوف مرتضي الراوي مختفي في اي داهيه...

ليكمل بينما يلتف اليه عندما لم يجيبه هاتفاً بقسوه

=ايه بكلم نفسي...


لكنه ابتلع باقي جملته عندما و جد كلاً من طاهر و الحارس يقفان بجمود في مكانهم كالمسحورين و عينيهم مسلطه فوق داليدا التي كانت تقف خلفه يرمقونها بنظرات تلتمع بالاعجاب و الانبهار في ذات الوقت انتقلت نظراته اليها على الفور لتشتعل بداخله نيران الغضب تغلي بعروقه عندما و جد حجابها قد تراخي و سقط من فوق رأسها مظهراً شعرها الذي كان ينسدل فوق ظهرها بحريه كشلال من ألسنة النيران...


زمجر بشراسه بينما يتجه نحوها سريعاً يقبض على حجابها رافعاً اياه بتعثر فوق رأسها بينما يهتف بغضب و حده جعلت كلاً من طاهر و الحارس ينتفضان في مكانهما بفزع و خوف

=اطلعوا برا، مش عايز اشوف وش اي مخلوق هنا، اطلعوا برا

شحب وجه كلاً من طاهر و الحارس و قد ادراكوا فضاحة ما فعلوه للتو اسرع الحارس بمغادرة المكان منفذاً امره على الفور. بينما وقف طاهر بوجه احمر كالدماء مغمغماً بتلعثمو خوف.


=داغر، انا، انا و الله مكنتش اقصد اللي ح...

قاطعه داغر مزمجراً بشراسه

=ولا كلمه زياده اطلع برا...

من ثم انحني رافعاً بين ذراعيه داليدا التي كانت لازالت على حالتها من الارتجاف والجمود في ذات الوقت

اومأ له طاهر رأسه بخضوع بينما يراقبه و هو يصعد الدرج سريعاً بجسد متصلب و خطوات غاضبه و هو يحمل بين ذراعيه زوجته الشبه غائبه عن الوعي...

همس طاهر و شفتيه تلتوي بسخريه

=حقك، حقك طبعاً تعمل اكتر من كده...


ليكمل وعينيه تلتمع بالشهوه متذكراً جمال داليدا الصارخ، فمنذ اول يوم رأها به بخطبتها على داغر تمني ان تكون له فقد كانت ذات جمال لم يرا مثله من قبل، لكن ما لم يتخيله هو جمال شعرها الناري الذي خطف انفاسه منذ قليل فقد كانت تخبئه دائماً اسفل حجابها همس بحسره

=صحيح الدنيا حظوظ بقب هو يقع تحت ايدهالفرسه دي، وانا تقع تحت ايدي شهيره البومه.


من ثم خرج و لكي ينفذ ما امره به داغر حتى لا يصيبه غضبه فيكفي فعلته الحمقاء منذ قليل والتي يعلم جيداً بانه لن يمررها له مرار الكرام...


وضع داغر داليدا بلطف فوق الفراش مساعداً اياها على الاستلقاء عليه من ثم ابتعد عنها ببطئ و هو يتطلع اليها بعجز لأول مره يشعر به في حياته فقد كان يشعر بداخله بالارتباك لا يدري ما الذي يجب عليه فعله من اجلها فقد كان جسدها باكمله يرتجف بقوه بينما عينيها مسلطه بجمود اقترب منها منحنياً عليها ممرراً يده فوق رأسها بحنان محاولاً اختراق جمودها هذا

=داليدا...


لكنه لم يتلقي منها اي اجابه تنهد بيأس بينما ينهض و يجذب الغطاء السميك فوق جسدها الضعيف الذي كان لايزال ينتفض مرتجفاً...


ظل واقفاً يراقبها و اليأس يسيطر عليه فقد كانت لا تزال ترتجف بقوه واسنانها تصطك ببعضها البعض اسرع نحو غرفة تبديل الملابس و اخرج منها اكثر من غطاء سميك من ثم عاد إلى الغرفه و قام بتغطيتها بهم جلس على عقبيه على الارض بجانبها ممسكاً بيدها يفركها بين يديه الدافئه محاولاً بث الدفئ بها حتى رأها تغلق عينيها ببطئ ساقطه بالنوم و قد توقف جسدها عن ارتجافه...


غادر القصر بعد ان اطمئن عليها و فور صعوده إلى سيارته اخرج هاتفه و حاول الاتصال مره اخري بمرتضي الراوي و لكن وصلت اليه ذات الرساله بان هاتفه مغلق صاح داغر بقسوه تاركاً له رساله بالبريد الصوتي

=مرتضي يا راوي، قسماً بالله لو اكتشفت ان الضرب اللي على وش داليدا ده بسببك، هدفنك مكانك...


من ثم القي هاتفه بغضب على المقعد المجاور له بينما يأمر السائق بالانطلاق إلى فيلا الراوي عندما وصل اليه رساله من طاهر الذي ابلغه بان مرتضي بمنزله...


فور دخوله لفيلا الراوي هتف داغر بشراسه و عينيه تبحث بارجاء المكان بحثاً عن مرتضي

=فين مرتضي،؟!

اجابته منيره التي هلعت من مظهره الغاضب هذا

=في اوضة الصالون يا داغر باشا اتفضل...

ولكن و قبل ان تنهي جملتها كان قد اقتحم الغرفه بالفعل. انتفض مرتضي الذي كان يجلس يشاهد احدي المبارايات على قدميه هاتفاً بذعر فور رؤيته لداغر...

=داغر، باشا. حصل اي...


لكن داغر لم يدعه يكمل جملته و اندفع نحوه قابضاً على تلابيب قميصه جاذباً اياه بعنف نحوه بينما يهتف بشراسه

=انت ازاي تتجرئ و تمد ايدك على مراتي...

شحب وجه مرتضي فور سماعه كلماته تلك همس بتلعثم بينما يحاول الافلات من قبضته بتعثر

=انت، انت مش فاهم اللي حصل، و متعرفش هي عملت ايه، لما اقولك هتفهم...

قاطعه داغر بقسوه بينما يترك قميصه و يقبض على عنقه يعتصره بقوه بيديه.


= مش عايز اعرف هي عملت ايه، واياً كان اللي عملته ايدك الوسخه دي متتمدش عليها...

صاح مرتضي بصوت مختنق و هو يحاول الافلات من بين قبضته التي تكاد ان تزهق روحه

=كانت عايزه تهرب، كانت عايزه تهرب منك...

افلته داغر من قبضته متراجعاً للخلف بصدمه ليكمل مرتضي منتهزاً هذه الفرصه

=وانا اللي لحقتها و منعتها...


اشتعلت نيران الغضب داخل داغر فور سماعه كلماته تلك تمتم من بين اسنانه المطبقه بصوت منخفض كما لو كان يحدث نفسه

=عايزه تهرب...

هز مرتضي رأسه قائلاً بخبث بينما يفرك عنقه المتألم والذي يظهر عليه بوضوح اثار اصابع داغر

=شوف بقي اللي كان هيحصل لو كنت ملحقتهاش و هربت...

قاطعه داغر مزمجراً بغضب و عينيه تلتمع بشراسه بثت الرعب بداخله

=مش عايز اسمعلك صوت...

ليكمل بحده زاجراً اياه بقسوه.


=اوعي تفتكر ان اللي قولته ده هيبرر عملتك الوسخه، و ايدك دي لو طولت عليها مره تانيه انا مش هرحمك. هخاليك تندم على اليوم اللي اتولدت فيه...

غمغم مرتضي بصوت منخفض متردد بينما لا يزال يفرك عنقه المتألم

=انا بصراحه مش فاهمك يا داغر باشا انت ناسي ان داليدا دي تبقي...

قاطعه داغر بقسوه بثت الرعب بداخل مرتضي

=داليدا تبقي مراتي فاهم يا مرتضي، مراتي و كلمه زياده مش هرحمك.


ليكمل بسخريه لاذعه عندما دلف إلى الغرفه زكي رئيس الامن الخاص به الذي اشار له برأسه باحترام

=معلش بقي يا مرتضي طبع فيا مقدرش اسيب حقي. يعني زي ما ضربتها. هتضرب...

شحب وجه مرتضي بشده بينما يراقب برعب رئيس امن داغر يتجه نحوه هامساً بصوت مرتجف متراجعاً إلى الخلف بخطوات متعثره

=داغر باشا انت بتقول ايه...


تجاهله داغر مشيراً برأسه امراً بصمت رئيس الامن الخاص به لكي ينفذ ما اتفق معه عليه اتجه زكي نحو مرتضي بينما يقوم بضم قبضتيه كاشاره للاستعداد للانقضاض عليه غادر داغر المكان تاركاً رئيس امنه يقوم بعمله فقد امره ان يكتفي ببعض اللكمات بالوجه حتى يتورم بالكامل كما قام بتوريم وجه زوجته بسبب ضرباته...


بعد مرور ساعه...

هبطت الدرج داليدا التي استيقظت من النوم وقد غادرتها النوبه التي اصابتها لتقرر انه يجب عليها ان تهرب من هنا على الفور لذا ارتدت اول شئ وقع امامها من ثم هبطت الدرج و هي تتلفت حولها خوفاً من ان يراها احد بينما تحمل بين يديها حقيبه صغيره تحتوي على بعضاً من ملابسها و بعض المال التي تملكه...


فقد كان تنوي ترك المنزل و الاختفاء تماماً من حياة كلاً من داغر و مرتضي شقيق والدتها الذي ذهبت اليه لكي تستنجد به ظناً منها بانه سوف يقوم بحمايتها و اخذ حقها من زوجها لكن بدلاً من ذلك اتضح لها انه شريك معه في جريمته فقد قام بضربها و طردها من منزله كما لو كانت شريده، و ما يؤلمها اكثر و اكثر انه كان يعلم السبب الذي تزوجها داغر من اجله...


انفلتت دموعها فور تذكرها لداغر فبرغم كل ما فعله بها الا انها لازالت تحبه لكنها لن تستطيع الاستمرار معه بهذا الزواج بعد ان عاملها بتلك الطريقه خاصة و هي تعلم بانه يعشق امرأه اخري غيرها، و انه ما تزوجها الا نكياةً بها، تركته و تركت منزله وهي لا تعلم إلى اين تذهب فليس لديها اي مكان اخر يمكنها ان تذهب اليه.


اخذت تحسب بعقلها الاموال التي تملكها فوجدتها قليله للغايه، لكن رغم ذلك فهي تكفي لكي تقضي بها يومين باحدي الفنادق المتوسطه و من ثم يمكنها بعد ذلك ان ترا ما يمكنها فعله فأهم شئ الان هو ان تهرب من هنا قبل عودة داغر...


خرجت من بوابة القصر تحت انظار الحرس الذي عرضوا عليها مساعدتها بحمل حقيبتها و توصيلها خاصة و ان الوقت قد تجاوز منتصف الليل الا انها رفضت مساعدتهم تلك بأدب و اكملت طريقها إلى الخارج اخذت تمشي محاوله ايجاد سياره اجره تقلها إلى احدي الفنادق اخذت تتلفت حولها شاعره بالرعب فقد كان الطريق مظلم لا ينيره الا الانوار المنخفضه المتسربه من الاعمدة المنتشره على طوله...


شددت يدها حول حقيبتها و قد بدأت البروده تزحف داخلها عندما شعرت بانه يوجد احداً ما يمشي خلفها اسرعت من خطواتها حتى كادت ان تركض التفت برأسها تنظر خلفها لكن هدئت خطواتها عندما لم تجد احد سوا قطه التي كانت تتهادي في خطواتها.

تنهدت ببطئ واضعه يدها فوق صدرها تتنفس براحه اخذت تكمل طريقها بحثاً عن اي سيارة اجره حتى تنتهي من عذابها هذا لكن لم تعبر سياره اجره حتى الان...


كانت تائهه بافكارها عندما شعرت فجأه بيد شخص ما تلتف حول خصرها يجذبها إلى الخلف و عندما همت بالصراخ و ضع يده فوق فمها يكتم صراختها اخذت تنتتفض بين ذراعيه محاوله جعله يقوم بافلاتها لكن اسرع هذا الشخص بسحبها بقسوه نحو احدي السيارات التي كانت متوقفه بجانب الطريق دافعاً اياها بداخلها من ثم جلس بجانبها شاهراً مسدساً نحو رأسها قائلاً بصوت غليظ حاد جعل الدماء تتجمد داخل جسدها

=مش عايز اسمعلك نفس، فاهمه.


تراجعت داليدا إلى الخلف في مقعدها منكمشه حتى التصق ظهرها بباب السياره الذي ما ان شعرت به حتى انتفضت بذعر لكن سرعان ما اتتها فكره جعلتها تسرع بوضع يدها فوق مقبض الباب محاوله فتحه و القفز من السياره التي كانت تسير بسرعه كبيره للغايه فحتي ان كانت محاولتها هذه قد تتسب بمقتلها الا ان الموت اهون عليها بكثير من ان يتم خطفها من قبل رجال لا تعرف ما ينوا فعله بها.


لكن لسوء حظها كان الباب مغلقاً اخذت تهز مقبض الباب محاوله فتحه تحت انظار خاطفها الذي اطلق ضحكه غليظه ساخره

=فكرك كنت هسيبلك الباب مفتوح...

ليكمل بحده بينما يشهر المسدس بوجهها

=حركه كمان، و هفرغ المسدس ده في دماغك

انكمشت مره اخري باقصي مقعد السياره تحيط جسدها بذراعيها بخوف بينما تقاوم بصعوبه الدموع التي قفزت بعينيها حتى لا تظهر امامهم ضعفها.


بدأت تراقب محيطها لتلاحظ انه يوجد رجلين اخرين يجلسون بالمقعد الامامي للسياره لا بختلفون كثيراً عن الرجل الجالس بجانبها.

لا تعلم سبب يجعلهم يقومون بخطفها من اجله سوا سبباً واحداً جعل الدماء تجف داخل عروقها اخذت ترتجف بقوه شاعره بالرعب يكاد يخطف انفاسها اغمضت عينيها بقوه و هي تتضرع وتدعي الله بان ينقذها من بين ايديهم.


بعد مرور ساعه...

كانت داليدا جالسه فوق الارض باحدي الاماكن التي لم تستوعب ماهيتها فقد كان مكان ردئ تفوح منه رائحة الرطوبه...

كان جسدها يرتجف بقوه من شده الخوف الذي تشعر به بينما تنتحب بشهقات منخفضه لكنها اسرعت بوضع يدها فوق فمها تمنع شهقات تلك من الخروج بينما يصل اليها صوت خاطفيها من الخارج...


اغمضت عينيها بقوه بينما تضع يديها فوق اذنيها محاوله منع اصواتهم من الوصول اليها بينما جسدها يهتز بقوه لكنها انتفصت صارخه بفزع بينما تتخبط بقوه في مكانها عندما شعرت بيداً ما تحيط ذراعيها اخذت تدفع بهستريه تلك اليد بعيداً عنها لكن تجمدت حركتها المقاومه عندما وصل اليها صوت تعرفه جيداً

= اهدي، اهدي...


رفعت عينيها اليه لتجد داغر جالساً على عقبيه امامها اخذت تتطلع اليه عدة لحظات باعين متسعه و الذعر و الخوف لا يزالوا يسيطرون عليها اخذت ترفرف بعينيها غير مصدقه بانه بالفعل امامها، و عند تأكدها بانه بالفعل متواجد معها و انها لا تتخيل وجوده دون تفكير للحظه واحده ارتمت عليه تلقي بجسدها المرتجف بين ذراعيه تحتضنه بقوه في محاوله منها ان تستمد منه بعض الاطمئنان الذي تنشد اليه متناسيه كل ما عانت منه على يديه فكل ما يهمها الان انه معها و انها ليست بمفردها مع هولاء الرجال.


همست باسمه من بين شهقات بكائها التي اخذت تزداد بينما متشبثه بيديها بقميصه من الخلف بينما تدفن وجهها بصدره...

شعرت بذراعيه تلتف حولها يحيطها بجسده الصلب ضامماً اياها بقوه إلى صدره بينما يربت بحنان فوق ظهرها هامساً باذنها عده كلمات محاولاً تهدئتها...

ابتعدت عنه ببطئ عندما هدئت بعض الشئ هامسه بصوت منخفض يملئه الخوف بينما انتبهت إلى خاطفيها الذين كانوا يقفون بالخلف يراقبونهم.


=هتعمل ايه معاهم، هنطلع من هنا ازاي، دول معاهم اسلحه؟!

اخذ يتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان يلتف إلى احدي الرجال الذين قاموا بخطفها قائلاً بصرامه

=اطلعوا برا...

اومأ الرجل رأسه بخضوع

=اوامرك يا داغر باشا.


من ثم غادر الغرفه على الفور يتبعه باقي الرجال بصمت، كانت داليدا تراقب كل هذا باعين متسعه بالصدمه و انفاسها تكاد تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت تدرك اخيراً ما يحدث تراجعت للخلف بعيداً عن جسده بخطوات متعثره هامسه بتلعثم و انفس متلاحقه

=دول تبعك...

شعرت بالغضب كحمم من البركان تثور بداخلها عندما ظل يتطلع اليها بصمت دون ان يجيبها ليصل اليها اجابته.


لم تشعر بنفسها الا و هي تندفع نحوه تضربه بقبضتيها بضراوه في صدره بينما تهتف بهستريه من بين شهقات بكائها الحاده

=انت. انت اللي عملت فيا كده...

لتكمل صارخه بغضب من بين شهقات بكائها

=انت ايه، انت صنفك ايه بالظبط.


كانت تصرخ بكلماتها تلك وهي تسدد له الضربات في كل مكان تستطيع الوصول اليه مستخدمه اظافرها و قبضتيها في ذلك بينما كان داغر واقفاً ثابتاً غير مظهراً اي تأثر بضرباتها تلك ظلت تضربه حتى خارت قواها تماماً مما جعلها تتوقف عن ضربه مسنده جبهتها بضعف و تعب فوق صدره و قد اصبح وجهها احمر مثل الجمر من شدة الانفعال بينما صدرها كان يعلو و ينخفض بقوه بينما تلهث محاوله التقاط انفاسها المتثاقله رفعت رأسها عن صدره بينما تهم بضربه مره اخري لكنه قبض على يديها مقيداً اياها بقبضته مزمجراً بقسوه بينما يديرها بين ذراعيه ليصبح ظهرها مستنداً إلى صدره الصلب اخذت تنتفض محاوله التحرر لكنه شدد من ذراعيه حولها هامساً باذنها بصوته القوي الثابت.


=شششش، اهدي

ليكمل بهدوء بينما يحاول ان يسيطر على جسدها الثائر

=اللي حصل ده كان مجرد درس صغير ليكي، علشان تاني مره تفكري تسيبي البيت و تهربي.

و تمشي لوحدك في نص الليل تعرفي ان في الف واحد هيكون مستنيكي برا علشان يحط ايده عليكي و يخطفك...

ليكمل بقسوه بينما اصبح حصار ذراعيه حول جسدها يشتد حتى كادت ان تشعر يالاختناق.


=انتي مرات داغر الدويرى. يعني كنز و ماشي على الارض و اي حد كان هيشوفك لوحدك بالشكل ده كان هيستغل الفرصه من غير حتى ما يفكر مرتين...

ولولا ان الحرس بلغني بخروجك لوحدك في وقت زي ده، كان زمان مصيرك مخطوفه، بس مخطوفه بجد من ناس متعرفيش وقتها كانوا ممكن يعملوا فيكي ايه

ضربت صدره الصلب بمرفقها بقوه هاتفه بشراسه بينما عينيها تعصفان بحمم من الغضب

=انت مجنون...


شعرت بانفاسه الدافئه تلفح عنقها بينما يهمس ببطئ باذنها

=ما انا اكيد مجنون...

ادارها بين ذراعيه لتصبح تواجهه بينما يكمل بصوت اجش

=هو انا لو مش مجنون كنت اتجوزت كلبة فلوس زيك، اشتريتها ب20 مليون جنيه، علشان تمثل بس انها مراتي الجميله السعيده قدام الناس...

ليكمل بسخريه بينما يقوم بفك حجابها من فوق رأسها غافلاً عن وجهها الذي شحب بشده فور سماعها كلماته تلك.


=بس عارفه المفروض ترجعيلي 5 مليون من تمن الصفقه، انتي بقالك يومين منكده عليا...

شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها فور سماعها كلماته تلك بينما اخذت الارض تميد تحت قدميها همست بصوت مرتجف ضعيف بينما تحاول ان تتماسك بصعوبه امامه

=ات. فاق، و 20. مليون ايه،؟!

اجابها بهدوء بينما يقوم بنزع مشبك رأسها لينسدل شعرها الحريري فوق ظهرها ممرراً يده به.


=ايه جالك زهايمر، و مش فاكره انا اتجوزتك ليه...

هزت رأسها بقوه مؤكده لنفسها بان ما قاله ليس الا محاوله منه لتشتتيها عن خطفه لها هتفت بغضب بينما تحاول ابعاد يده بعيداً عن شعرها الذي كان يمرر يده بين خصلاته.

=لا فاكره كويسه اتجوزتني ليه متقلقش، فاكره انك اتجوزتني بس علشان تغيظ بنت عمك اللي سابتك و اتخطبت لواحد غيرك...

لتكمل بشراسه ضاغطه على كل حرف من كلماتها بقسوه

=وانت علشان معندكش كرامه قررت تتجوز...


لم تكمل جملتها مطلقه صارخة الم عندما قامت يده التي كان يمررها بين سعرها بالقبض على خصلاته بقوه مرجعاً رأسها بحده إلى الخلف مقرباً وجهه منها حتى اصبح يلاصق وجهها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية بثت الرعب بداخلها مما جعلها تخفض عينيها بعيداً بخوف

=و انتي واحده رخيصه قبلت انها تبيع نفسها، و انا ببساطه اشتريت...

ليكمل بقسوه مرمقاً اياها بازدراء بينما يقبض على شفتيها الناعمه باصبعيه يعتصرها بحده.


=و مادام بعتي نفسك، يبقي تخرسي و تقفلي بوقك ده و مسمعش ليكي صوت...

دفعت يده بعيداً محرره شفتيها من بين اصابعه مرجعه رأسها الى الخلف بحده محاوله تحرير رأسها ايضاً من قبضته لكنها اطلقت صرخه متألمه عندما رفض تحريرها و شدد قبضته حول شعرها مما جعلها تصرخ متألمه شاعره بخصلات شعرها تكاد ان تقتلع من جذورها في اى لحظه في يده لكن رغم ألمها هذا هتفت به بشراسه

=انت كداااب انا مبعتش نفسي لا ليك ولا لغيرك...


لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان قرب وجهه منها

و رأت لهيب الغضب الذي يشتعل بعينيه زمجر من بين اسنانه بقسوه

=انتي عارفه كويس اني مش كداب، خالك عرض عليا الاتفاق اللي انتي بنفسك طلبتي منه انه يعرضه عليا وانا وافقت. و الفلوس اتحولت على حسابك يوم كتب كتابنا يبقي مين فينا الكداب...


اهتز جسدها بعنف فور سماعها كلماته تلك لا تصدق ما يقوله كيف يمكن ان يكون زواجها منه كان اتفاق بينه و بين خالها كما يدعي، و الاكثر من ذلك انه يعتقد انها وافقت على هذا الاتفاق بل هي من اقترحته بنفسها.

همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها بقوه محاوله التركيز فقد كانت على وشك ان تصاب بسكته دماغيه من كثرة الصدمات التي تتعرض لها...

=انا. انا معرفش حاجه عن اللي بتقول ده...


قاطعها بقسوه بينما يدفعها بعيداً عنه محرراً اياها مما جعلها تتراجع إلى الخلف متعثره حتى كادت ان تسقط على الارض لكنها استعادت توازنها باخر لحظه

=متعرفيش حاجه.؟!

ليكمل بسخريه لاذعه بينما برمقها بحده وقسوه

= طيب لو افترضت انك فعلاً متعرفيش حاجه. ازاي وافقتي تتجوزي واحد متعرفهوش و مقابلتهوش غير مره واحده، و ازاي وافقتي تتجوزي منه في اقل من شهر...


امتقع وجهها بشده لا تعلم بما تجيبه، فكيف يمكنها ان تخبره انها وافقت على الزواج منه بهذه السرعه لانها كانت وقتها واقعه بحبه حتى من قبل ان يقابلها بشركة شقيقها. ظلت صامته غير قادره على اجابته...

اردف دون رحمه او شفقه عندما طال صمتها

=بالظبط، يبقي متحاوليش تلعبي دور البريئه لان عارف و حافظ نوعك ده كويس...


قاطعته ناطقه بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه بينما تبتلع الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه محاوله السيطره على ارتجاف جسدها حتى لا تنهار امامه فقد كانت تشعر بانها على حافة هاويه قد تسقط بها باي لحظه

=انا، انا عايزه اروح لمرتضي، عايز اعرف منه حقيقة اللي انت بتقوله.

اقنرب منها بهدوء ممرراً يده بشعرها الذي كان ينسدل فوق ظهرها كشعلات ناريه قائلاً بسخريه

=لسه برضو عايزه تعيشي دور الضحيه البريئه...


ليكمل متنهداً باحباط عندما ارجعت رأسها للخلف بعيداً عنه مانعه اياه من لمسها

=تمام. موافق تروحيله، بس هكون معاكي، مينفعش افوت مشهد زي ده...

لكنه قاطع كلامه مطلقاً سباباً حاد جعلها تنتفض في مكانها بخوف بينما انحني سريعاً ملتقطاً حجابها الذي القاه على الارض بوقت سابق واضعاً اياها فوق شعرها بتخبط عندما دخل فجأة احدي الرجال الذين قاموا بخطفها إلى الغرفه بينما يغمغم بلهاث حاد...


=داغر باشا، طاهر بيه مستني برا من بدر ومس...

قاطعه داغر هاتفاً بشراسه و عينيه تعصف بغضب اعمي بينما يحاول ان يحتوي شعرها المتناثر فوق ظهرها بيده واخفاءه اسفل الحجاب الذي على رأسها

=اطلع برا، برا يا حيوان انت هتنحلي...

ارتبك الرجل سريعاً بينما يلتف عائداً إلى الخارج مره اخري بوجه شاحب من شده الخوف وهو لايعلم ما الخطأ الذي ارتكبه...

التف داغر اليها مزمجراً بقسوه وغضب.


=و انتي البسي الزفت ده على راسك، و داري شعرك اللي فرحانه به، ده تالت راجل النهارده يشوف شعرك.

اتسعت اعين داليدا بصدمه من حدته تلك اخذت تعقد حجابها حول رأسها بيد مرتجفه بينما تجيبه بغضب و حده

=انت اللي قلعتهولي، و مش فاهمه ليه اصلاً...

وقف داغر يتطلع اليها عده لحظات بصمت قبل ان يلتف ويغادر الغرفه وهو يتمتم بصوت مختنق يملئه الغضب

=خلصي، و حصليني على برا...


اخذت داليدا تثبت حجابها فوق رأسها بيد مرتجفه و قد بدأت الدموع التي كانت تحبسها امامه تنهمر فوق خديها بينما هربت منها شهقه حاده لكنها اسرعت بوضع يدها فوق فمها هامسه لنفسها بصوت مرتجف معنفه ذاتها على ضعفها هذا

=بس، بس، اياكي، بس

لكنها لم تستطع التحكم في شهقات بكائها التي اخذت تتابع بقسوه ألمت صدرها من شدتها عندما ادركت بانه سوف يتم تحديد مصيرها بالكلمات التي سيقولها خالها مرتضي بعد قليل...



5=رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل الخامس


بفيلا الراوي...

كان كلاً من داليدا و داغر ينتظران بغرفة الاستقبال في الفيلا الخاص بخالها حيث قد ذهبت زينات لاستدعاءه.


و بعد عدة دقائق دلف إلى الغرفه مرتضي الذي ما ان رأته داليدا شهقت بصدمه فقد كان وجهه بأكمله متورم ملئ بالكدمات الزرقاء و الحمراء. و احدي يديه كما يبدو مكسوره حيث يضمها إلى صدره بجبيره معلقه بعنقه بينما يعرج باحدي قدميه ببطئ والالم مرتسم على وجهه فقد كان كما لو انه قد تعرض للضرب المبرح من قبل شخص مالكن داليدا لم تهتم بأمره شاعره بداخلها بالشماته فهو لم يرحمها بوقت سابق عندما قام بضربها و سحلها بالارض غير مراعياً صلة الدم التي بينهم. فلما هي سوف تهتم.


غمغم مرتضي بصوت ناعس بينما يفرك رأسه فقد كان يبدو عليه انه كان نائماً و استيقظ لتوه

=خير، خير يا داغر، باشا، في ايه؟!

ولكن وقبل ان يجيبه داغر اندفعت نحوه داليدا بخطوات متردده مغمغمه بصوت مرتجف بعض الشئ

=جوازي من داغر كان اتفاق بينك و بينه،؟!


ارتد مرتضي إلى الخلف بصدمه فور سماعه كلماتها تلك حيث لم يتوقع ان يكون الامر يتعلق بزواجهم او بهذا الاتفاق خاصة اخذ يمرر نظراته القلقه بينها و بين داغر الذي كان يجلس باسترخاء على احدي المقاعد بنهاية الغرفه و نظراته الثاقبه مسلطه عليهم يستمع اليهم اليهم باهتمام.

غمغم مرتضي سريعاً محاولاً السيطره على الخوف الذي دب بداخله و قد ادرك ما يحدث هنا

=بتسألي ليه ما انتي عارفه حوار الاتفاق ده كويس هو في اي...


صاحت داليدا باهتياج مقاطعه اياه بينما تلوح بيدها فوق صدرها كاشاره إلى نفسها

=بقي انا، انا كنت عارفه،؟!

لتكمل بصوت متقطع من شده الاختناق و قد اشتعل الغضب بداخلها كبركان ثائر من الغضب

=كنت عارفه ايه، كنت عارفه انك هتبعني له و تقبض التمن، زيك زي اي قواد من اللي ماشي معاهم.


اندفع مرتضي نحوها على الفور بوجه اسود من شدة الغضب رافعاً يده عالياً ينوي ضربها كما اعتاد دائماً ان يفعل عندما يغضب منها و قد نسي تماماً وجود داغر معهم في ثورة غضبه تلك لكنه توقف امامها متجمداً بمكانه و يده لازالت متعلقه بالهواء وقد تجمدت الدماء في عروقه عندما وصل اليه صوت داغر الحاد الذي انتفض واقفاً على قدميه فور رؤيته لما كان ينوي فعله

=مرتضي...


استدار اليه مرتضي مبتلعاً بصعوبه غصة الرعب التي تشكلت بحلقه عندما رأه واقفاً بجسد متصلب و وجه متشدد متصلب من شدة الغضب بينما يتطلع نحوه بعينين تنبثق منها الشراسه و القسوه...

اتخذ مرتضي عدة خطوات للخلف مبتعداً عن داليدا التي كانت واقفه امامه بوجه شاحب كشحوب الاموات و عينيها المتسعه بالخوف متسلطه فوق يده التي كان ينوي ضربها بها.


همس بصوت مختنق محاولاً تبرير فعلته عندما رأي داغر يتقدم نحوه بخطوات سريعه حاده تنم عن مدي غضبه

=هي، هي اللي خرجتني عن شعوري بسبب قلة ادبه...

ابتلع باقر جملته متراجعاً للخلف بخوف عندما قبض داغر على قميصه جاذباً اياه منه معتصراً ياقته بقسوه بينما يغمغم بفحيح حاد بالقرب من اذنه

=شكلك نسيت العلقه اللي خدتها من شويه و محتاج واحده تانيه تفكرك و تعرفك حدودك...


همس مرتضي بصوت متلعثم منخفض حتى لا يصل إلى مسامع داليدا

=ابوس ايدك يا داغر باشا لا، كفايه انا خلاص عرفت حدودي كويس و حفظتها و اعتبر اللي حصل دلوقتي كانت ذله و مش هتتكرر تاني...

نفض داغر يده بعيداً عنه دافعاً اياه بقوه إلى الخلف مما جعله يتعثر و يسقط بقسوه فوق الاريكه التي كانت خلفه. لكنه اسرع بالنهوض على الفور يعدل باحراج من ملابسه مغمغماً بصوت لاهث محاولاً انقاذ نفسه.


=بس برضو هي بتكدب و معرفش بتعمل الفيلم ده ليه. و عايزه توصل لايه باللي بتعمله ده...

تطلعت داليدا نحوه باعين غائمه و هي لازالت تشعر بالصدمه تجتاحها مما حدث منذ قليل فهي لا تصدق ان داغر قد قام حقاً بحمايتها من خالها.

هزت رأسها بقوه مخرجه نفسها من صدمتها تلك و اقتربت بخطوات بطيئه من مرتضي و قد طمئنها وقوف داغر بالقرب منه هاتفه بغضب رداً على كلماته الكاذبه.


=مفيش غيرك هنا كداب، انت اللي بعتني و قبضت تمني، و خونت امانه ماما ليك...

هتف مرتضي بقسوه بينما يحاول قلب الطاوله عليها بينما بدأ الخوف يسيطر عليه فقد كانت خطته التي قامها بها على وشك ان تنكشف و ينفضح امره

=عايزه توصلي لايه باللي بتعمليه ده فاهميني، انتي من يومك مش سهله عامله زي الحربايه تلدعي اللدعه و في نفس الوقت تباني بريئه و غلبانه بس مكنتش متوقع انه يوصل بيكي الامر انك...


قاطعته داليدا هاتفه بشراسه وقد صدمها وصفه له بتلك الطريقه الشنيعه

=انا، انا حربايه ولا انت اللي...

صاح داغر بغضب مقاطعاً اياهم و قدأ بدأ يشعر بالاختناق من الامر ببرمته

=اخرسوا و مش عايز اسمع نفس منكوا...

ليكمل بينما يتجه نحو داليدا التي تراجعت بتعثر إلى الخلف عدة خطوات بعيداً عنه لكنه اسرع بالقبض على ذراعها مناعاً اياها من الابتعاد

اخرج هاتفه ثم اداره نحوها قائلاً بهدوء يعاكس الغضب المشتعل بداخله.


=ده رقم حسابك البنكي،؟

تطلعت داليدا إلى الرقم المتواجد بشاشة هاتفه اخذت تتمعن فيه عدة لحظات قبل ان تومأ برأسها بالموافقه فقد كلن رقم حسابها بالفعل

ناولها هاتفه قائلاً بصرامه امراً اياها

=ادخلي و افتحي حسابك من تليفوني...

همست بارتجاف بينما تطلع بارتباك إلى هاتفه

=مش، مش فاكره الباسورد اصل مش متعوده افتحه لانه فاضي.


لكنها اسرعت بالقول وهي تخرج هاتفها من جيب بنطالها تعبث به بتوتر عندما لاحظت الغضب الذي ارتسم على وجهه فقد كان يبدو عليه انه لا يصدقها

=بس. بس انا فاكره اني حافظاه على موبيلي...

اخذت تبحث بهاتفها عدة لحظات حتى وجدته اخيراً من ثم فتحت الحساب من هاتف داغر الذي ما ان رأي صفحة معلومات حسابها البنكي تظهر على شاشه هاتفه اختطفه من بين يديها

تصلب فكيه بقسوه بينما يتفحص صفحة حسابها تلك.


ادار الهاتف نحوها اخيراً و تعبير من الغضب يرتسم فوق وجهه...

اخذت داليدا تتطلع إلى شاشة الهاتف باضطراب عدة لحظات و عقلها غير قادر على ترجمه المعلومات التي امام عينيها من شدة الخوف والارتباك لكن انسحبت الدماء تنسحب من جسدها عندما بدأت تقرأ و تستوعب المكتوب بنهاية الصفحه فقد كان هناك ما يوضح ان حسابها البنكي تم استلام به مبلغ 20 مليون جنيه في تاريخ يوافق لتاريخ يوم كتب كتابها على داغر...


همست بصوت منخفض مرتجف و قد اخذت ضربات قلبها تزداد من بشده بينما انفاسها تنسحب ببطئ من داخل صدرها كما لو ان المكان اصبح يطبق بجدرانه عليها

=معرفش، حاجه عن الفلوس دي

لتكمل بصوت مختنق و قد بدأ عقلها يستوعب حجم المصيبه التي وقعت بها بينما تدير عينيها بشك بين داغر و مرتضي

=دي، دي اكيد لعبه بينكوا انتوا الاتنين علشان، علشان تبرر خداعك ليا وجوازك مني بسبب نورا انتوا اكي...


قاطعها داغر بقسوه بينما يحيط خصرها بذراعه جاذباً اياها بجانبه هامساً باذنها بهسيس مرعب

=اخرسي، اخرسي و مسمعش ليكي صوت...

لبكمل بينما يشير بهاتفه امام وجه مرتضي الذي كان يتابع ما يحدث بينهم براحه فقد بدأ الامر يثبت على ابنة شقيقته

=مذكور هنا ان في الحساب فيه 14 مليون جنيه بس، الفلوس دي ناقصه 6 مليون جنيه، راحوا فين...


اجابه مرتضي بصوت جعله هادئ قدر الامكان بينما يحاول السيطره على الخوف والقلق الذي عادوا ينبضوا بداخله

=داليدا اشترت فيلا في الساحل...

ليكمل قائلا بسخريه وهو يتطلع نحو داليدا

=ولا ناويه تنكري ده كمان...

صرخت داليدا بحده وهي تشعر بانها على وشك فقد وعيها فما يحدث اكثر بكثير من قدرتها على التحمل فخالها يكذب بينما يتطلع إلى عينيها بكل برود و قاحه

=كداااب و الله كداب...


لتكمل بينما تستدير إلى داغر هاتفه بهستريه بينما تتشبث بذراعه بقوه

=والله العظيم كداب يا داغر متصدقهوش...

قاوم داغر الاضطراب الذي انتابه عندما تشبثت به و هي تتطلع نحوه بهذا الضعف المرتسم داخل عينيها تنحنح بصوت مختنق قبل ان يلتف إلى مرتضي قائلاً بحده

=ايه اللي يثبت انها اشترت فعلاً الارض دي...

اجابه مرتضي بهدوء بينما يشعر بالرضا فقد وصل اخيراً إلى مفتاح خلاصه تناول هاتفه سريعاً.


=ايوووه معايا طبعاً و اللي يثبت كدبها هو ورق الارض، انا دلوقتي هكلم محامي العيله ا معاه الاوراق لانه كان بيوثق العقد في الشهر العقاري

اخذ يتحدث بالهاتف عدة لحظات إلى شخصاً ما من ثم اتجه نحو مكينة الفاكس التي اخرجت عدة اوراق التي ارسلها له المحامي القي بها نحو داغر الذي التقطها منه بوجه متجهم اخذ يتفحص اوراق مليكه فيلا الساحل عدة لحظات من ثم دفعها نحوها قائلاً بجمود

=ده توقيعك،؟!


تطلعت داليدا إلى الاوراق التي بيده باعين متسعه زائغه و قد مادت الارض تحت قدميها و فرت الدماء من جسدها عندما رأت توقيعها بخانة المشتري بأسفل الورقه.

شعرت برغبه ملحه بالموت و الاختفاء مت هذه الحياه حتى تتخلص مما هي فيه الان...

ارادت ان تهز رأسها بالنفي لكنها تعلم بان داغر ان يكشف كذبها هذا بكل سهوله مما سيجعل موقفها اصعب مما هو صعب في الواقع همست بصوت ضعيف بينما شفتيها ترتجف بقهر دفين

=ايوه توقيعي...


لتكمل بهلع عندما اطلق سباباً حاده بينما يعصر الورقه التي بيده ملقياً اياها بعنف على الارض اسفل قدمه مما جعل داليدا تنتفص متخذه عدة خطوات إلى الخلف بخوف عندما رأت لهيب الغضب الشرس الذي يلتمع بعينيه

=بس والله مشترتش حاجه

و لا اعرف حتى شكل الفيلا دي ايه.

صاح مرتضي بسخريه مقاطعاً اياها

بينما يشعر بالراحه و الاطمئنان عندما رأي الغضب المرتسم على وجه داغر مدركاً بانه قد نجح في خطته

=مشوفتش في بجاحتك بجد...


ليكمل بقسوه بينما يرمقها بازدراء

=مش عارف ازاي بشخصيتك الواطيه تبقي بنت ليلي اختي...

شعرت داليدا بالغضب ينفجر بداخلها فور سماعها كلماته تلك فلما تشعر بنفسها الا و هي تندفع نحوه ملتقطه الاشياء ذات الوزن الثقيل من فوق مكتبه تضربه بها و بكل ما تستطيع يدها ان تصل اليه من فوق مكتبه من ثم اندفعت نحوه تضربه بيدها ممزقه وجهه باظافرها بينما تهتف بهستريه و قد فقدت سيطرتها على نفسها تماماً.


=انت اللي زي اخوها. ده انت شيطان شيطان ربنا ينتقم منك، ربنا ينتقم منك

شعرت بيد داغر تحيط خصرها من الخلف تجذبها بقوه بعيداً عن خالها الذي كان واقفاً بجسد متصلب و وجهه محتقن بشده بسبب السيطرة التي كان يمارسها على نفسه بصعوبه حتى لا يندفع و يخنقها بيديه مشبعاً اياها ضرباً فهذه هي المره الاولي التي تتخطي بها حدودها معه

اخذت داليدا تتخبط بين ذراعي داغر بينما تحاول دفع يده بعيداً.


محاوله بكل طاقتها الافلات من قبصته حتى تعود إلى مرتضي مره اخري و تكمل تمزيق وجهه فهذه المره الاولي التي تتجرأ بها وتقف امام خالها الطاغيه، فقد تحملت افعاله من ضربه واهانته لها طوال السنوات الماضيه كثيراً حتى حبسه اياها داخل المنزل و رفضه خروجه تحملته...


لكن ما يفعله الان هو اقصي الجحود و الظلم الذي لا يمكنها السكوت ضربت داغر بمرفقها من الخلف محاوله جعله يفلتها لكنه اسرع بحملها مشدداً ذراعيه منحولها جاذباً اياها بعيداً عن مرتضي محاولاً السيطره على غضبها الذي خرج عن السيطره تماماً.


شعر مرتضي بشئ لزج دافئ ينزلق على خده فقام بمسحه بيده ليرتجف جسده بغضب عندما وقعت عينيع على الدماء التي تلطخت بها يده عصف بشراسه بينما بعصر قبضتيه بجانبه بغضب مكشراً عن انيابه بينما يزجر داليدا بنظرات تمتلئ بالكراهيه والغضب

=قسماً بالله انا ماسك نفسي بالعافيه والا كان زمانك مدفونه مكانك...

قاطعه داغر مزمجراً بشراسه زاجراً اياه بنظرات شرسه قاتله جعلت الدماء تجف بعروق مرتضي من شدة

الخوف الذي دب باوصاله.


=مرتضي يا رواي حاسب على كلامك بدل ما ادفنك انت مكانك.

ليكمل بقسوه بينما يوجه اهتمامه إلى تلك التي لازالت تنتفض بين ذراعيه محاوله الافلات من بين قبضته هامساً بصوت منخفض حاد ممتلئ بالغضب مقرباً وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر و قد هدئت حركتها تماماً

=و انتي اتهدي و مسمعش ليكي نفس. لان رصيدك خلاص جاب اخره معايا

من ثم جذبها معه نحو الخارج.


تاركاً مرتضي واقفاً بمكانه و جسده يهتز بقوه من شدة الغضب و الدماء لازالت تسيل من وجنتيه اطلق صرخه غاضبه وقد بدأ يطيح بكل ما بالغرفه منفثاً عن غضبه بينما يطلق سباباً قاسيه بينما يتوعد لداليدا بمعاقبتها على تجرئها معه بسحقها اسفل حذائه قريباً...


بعد مرور نصف ساعه...

فور دخولهم إلى جناحهم التفت داليدا إلى داغر قائله بصوت حاد بينما تعقد يديها المرتجفه اسفل صدرها بحمايه

=انا عايزه اطلق...

لتكمل بصوت مرتجف بينما تتابعه و هو يتجه نحو الطاوله متناولاً من فوقها كوباً من الماء اخذ يرتشف منه بتمهل

=و ان كان على فلوسك فانا هرجعهالك و مش عايزه منك اي حاجه...


ظلت تطلع اليه عدة لحظات بتوتر تنتظر منه اجابه او رد فعل على ما قالته لكنه ظل يرتشف بهدوء و برود من كأس الماء متجاهلاً اياها كما لو انها لم تتحدث مما جعلها تهتف بحده

=سمعتني...

لكنه تجاهلها مره اخري متلاعباً ببرود بكأس الماء الذي بين يديه مما جعل الدماء تثور بغضب في عروقها بسبب تجاهله هذا الذي تحملت كثيراً.


فلم تشعر بنفسها الا و هي تدفع بحده كوب الماء الذي كان يتناول منه بعيداً عن فمه مما جعل بعض الماء يسقط فوق قميصه مغرقاً اياه لكنها لم تهتم و صاحت به بغضب

=سمعتني بقولك طلقني ايه هتعم...

لكنها قاطعت جملتها مطلقه صرخه فازعه مرتفعه عندما اطلق لعنه قاسيه و هو يضرب بغضب الكأس الذي كان في يده بالحائط ليحدث ضجه مرتفعه وهو يسقط على الفور متهشماً على الارض كشظايا من الزجاج.


زمجر بقسوه من بين اسنانه المطبقه بغضب بينما يلتف اليها

=سمعتك. سمعتك من اول مره كويس بس بحاول اعمل نفسي مسمعتكيش علشان مطبقش على رقبتك و اخنقك واخلص منك و من قرفك.

اتخذت داليدا خطوه مرتجفه إلى الخلف عند سماعها كلماته القاسيه تلك لكنها سرعان ما ثبتت قدميها بالارض مره اخري محاوله استجماع شجاعتها رافضه الفرار من امامه بخوف مثل كل مره، هزت رأسها بقوه قائله باصرار.


=انا مش هكمل لعبة الجواز السعيد دي، علشان بس ترضي غرورك و تخلي بنت عمك اللي سابتك تندم...

اعتصر داغر قبضتيه بقوه بجانبه محاولاً تمالك نفسه و عدم الاقدام على شئ قد يندم عليه.

غمغم بهدوء يعاكس النيران المشتعله بداخله

=تمام، و انا موافق اطلقك، بس تدفعيلي ال 100 مليون جنيه اللي عليكي...

صاحت داليدا بصدمه

=100 مليون،؟!

لتكمل بصوت مرتجف وقد بدأ يتكون فوق جبينها عرق بارد كالثلج من شدة الخوف.


=هما، هما، مش 20 مليون جنيه جبت منين ال80 مليون الزياده دول منين...

اجابها بسخريه بينما يخرج حافظه اوراقه من جيب سترته من بخث بهارحتي عثر على ورقه القاها نحوها

=بما انك بقيتي تنسي الايام دي انتي بتوافقي على ايه و بتمضي على ايه فده اتفاق قبل الجواز اللي انتي ماضيه عليه وقبلتي انك في حالة طلبتي الطلاق تدفعيلي 100 مليون جنيه...


ليكمل بسخريه لاذعه عندما لاحظ شحوب وجهها وعينيها التي اتسعت على مصرعيها بينما تتفحص الورقه التي بين يديها المرتجفه

=ايه نستيها هي كمان؟!

وضعت داليدا يدها فوق عنقها شاعره بالاختناق الحاد يسيطر عليها همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها بقوه برفض

=انت كداب، انتوا كلكوا كدابين، دي اكيد لعبه بينك و بين مرتضي علشان تخليني استمر في لعبتك القذره دي...

لتكمل بحده بينما تلقي الورقه بوجهه.


=اكيد مرتضي قالك اني عرفت سبب جوازك مني و طبعاً خوفت اني اسيبك و الناس تقول مراته سابته بعد اقل من شهر جواز زي ما بنت عمتك ما سابتك و فضلت راجل تاني علي...

صرخت مبتلعه باقي جملتها عندما اندفع نحوها قابضاً على ذراعها لوياً اياه خلف ظهرها بقسوه مزمجراً في اذنها بهسيس لاذع

=دماغك سم و لسانك ده عايز قطعه...


ليكمل معتصراً ذراعها بقسوه حتى تأوهت متألمه بصوت مرتفع لم يثير به الشفقه ليزيد من اعتصاره لذراعها اكثر و هو يتمتم بصوت قاسى حاد

=مفيش طلاق، و لو فكرتي بس تهربي او تخرجي برا باب القصر من غير اذني ساعتها هوريكي الوش التاني لداغر الدويري و وقتها هتتمني الموت و مش هطوليه...


انهي جملته تلك دافعاً اياها بحده بعيداً عنه لتتعثر و تسقط بقسوه على الارض ظلت داليدا جامده بمكانها منحنيه الرأس تغلق عينيها بقوه محاوله منع الدموع التي التساقط ضاغطه على شفتيها بقوه حتى وصل إلى سماعها صوت اغلاق باب الجناح الذي اغلقه خلفه كالعاصفه لتنهار على الفور منفجره في بكاء مرير بينما تنحني على نفسها على الارض متشبثه بذراعها الذي يؤلمها تحتضنه إلى صدرها بينما اخذت شهقات بكائها الحاده تمزق السكون من حولها غافله عن ذاك الذي لا يزال يقف خلف باب الجناح من الجهه الاخري يستمع إلى شهقات بكائها تلك شاعراً بها كسكين حاد يمزق قلبه...


تكملة الرواية من هناااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا

تعليقات

التنقل السريع