القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جبل النار الفصل السادس عشر 16بقلم رانيا الخولي

 

رواية جبل النار الفصل السادس عشر 16بقلم رانيا الخولي





رواية جبل النار الفصل السادس عشر 16بقلم رانيا الخولي


دلفت شاهي غرفتها وأغلقت الباب بإحكام عندما آتتها تلك المكالمة المنتظرة 


فقد شارفت على الوصول لهدفها وأصبح الجميع في قبضتها


_ايوة يا شريف عملت ايه.


أجابها الرجل من الطرف الآخر 


_زي ما حضرتك طلبتي سجلت كل المكالمات وهبعتهالك حالًا.


_تمام، حالاً تجيب خط جديد تتصرف فيه من اي مكان حتى لو تسرقه وتبعت كل الصور والمكالمات اللي وصلتلها، وبالنسبة للمبلغ هيكون أضعاف لو كملت اللي طلبته منك


_تمام يا هانم كل حاجة هتمشي زي ما طلبتي.



أغلقت الهاتف وانتظرت وصول تسجيل المكالمات 


ووصلت تباعًا آخر مكالمتين بين داغر وأسيل والتي اتفقوا فيها على الذهاب لمنزله.


وآخرى مكالمة يخبرها بأنه ينتظرها بالقرب من منزلهم.


ابتسمت بخبث وهي تتمتم 


_أخيرًا وقعتي في ايدي يا بنت ليندا 



❈-❈-❈



وقف داغر بسيارته بالقرب من منزلها


ينتظر مجيئها على أحر من الجمر 


فقد مر نصف ساعة ولم تأتي حتى الآن 



أما أسيل فقد ظلت تراجع نفسها مرات عديدة وتفكر في عواقب فعلتها إن علم والدها بخروجها.


هي تعلم جيدًا بأن لا داعي لخروجها لأن لا شيء سيجعلها تتراجع عن حبها له أو الارتباط به


لكن شيء بداخلها يجذبها للتمرد وفعل ما تود هي فعله لأول مرة بحياتها


لا تريد أن تكون دمية في ايديهم بعد الآن 


دلفت وعد وهي تسألها


_خير يا أسيل هانم


جذبتها اسيل من يدها وقالت بلهفة


_هطلب منك حاجة وياريت تنفذيها.


وافقت وعد بتردد


_أكيد طبعاً لو في مقدرتي.


جذبتها ناحية الفراش وجعلتها تستلقي عليه وقالت برجاء


_مش هتعملي غير انك ترقدي على السرير وتغطي وشك لمدة ساعة واحدة.


قطبت وعد جبينها بدهشة وسألتها 


_ليه كل ده؟


_عندي ميعاد ضروري ولازم أروحه ساعة بالكتير مش أكتر.


شعرت وعد بالقلق وتمتمت بوجل


_بس لو حد عرف هيودوني في داهية غير كمان اللي ممكن يحصل معاكي لو حسين بيه عرف.


جعلتها أسيل تستلقي وجذبت عليها الغطاء وهي تقول 


_محدش هيعرف متقلقيش خليكي انتي كدة وانا هرجع على طول.


وافقت وعد مضطرة واخذت أسيل حقيبتها وخرجت مسرعة من الباب الخلفي فوجدت داغر ينتظرها على بعد.


تلفتت حولها يمينًا ويسارًا ثم أسرعت بالذهاب إليه 


استقلت مقعدها بجواره وقد أشرقت عينيها لرؤيته وخاصة عندما حدثها بصوته الرخيم وهو يتأملها


_وحشتيني.


ابتسمت بخجل وهي تتمتم


_وانت كمان.


رفع حاجبه بمكر 


_وانتي كمان ايه؟


أغمضت عينيها بيأس منه فهي لن تستطيع الافلات منه حتى تنطقها


_مشيها وانا كمان.


_تؤ متنفعش، يا اسمعها يا أما مش متحكرك من مكاني.


تمتمت يتحذيى


_داغر.


رد بملاوعة


_قلب داغر، بس انا راجل مش بيرجع في كلمته عشان نكون على نور من أولها.


لا مجال للرفض وهي تعلم ذلك جيدًا فتمتمت بصوت خافت 


_وحشتني.


تظاهر بعدم سمعها


_بتقولي ايه؟


ضغطت على حروفها


_بقولك وحـشـتـنـي


وضع داغر يده على قلبه ويعود برأسه للوراء


_يا قلب داغر اللي هيقف بسببك.


ضحكت اسيل فقام هو بتشغيل المحرك وهو يقول بمكر


_انا بقول كفاية كدة لحسن انا عارفه في الحته دي شاطر أوي. 


ضحكت اسيل لفهمها مقصده


وانطلق داغر بالسيارة وقد تناست أسيل كل شيء سوى تلك الفرحة التي ترفرف داخل قلبها.


تحبه ويستحق ان تجازف بحياتها لأجله، وتعلم جيدًا بأنها أحسنت الاختيار ولا شك في ذلك..



❈-❈-❈



في منزل خليل


تسللت العاملة إلى المرحاض بعد أن تأكدت من ذهاب الجميع وأخرجت هي هاتفها بعد أن اغلقت الباب بإحكام وقامت بالاتصال على احد الأرقام وانتظرت حتى أجابها


_ايوة يا سهى عملتي ايه؟


_كل حاجة ماشية تمام مفيش حد في الفيلا نهائي وهو قاعد برة في الصالة 


_شغلتي الكاميرا ولا لسة؟


_اه شغلتها في المكان اللي قولتلي عليه.


ارتبك صوتها بخوف


_بس انا خايفة.


احتد صوت الرجل وهو يقول 


_خايفة من ايه يا…… هي اول مرة ولا أيه.


_لأ مش قصة اول مرة، بس خايفة ليموت فيها.


_لا متخافيش احنا عاملين حساب كل حاجة اقفلي ويلا نفذي اللي قولتلك عليه.



أغلقت الفتاة وخرجت من المرحاض دالفة إلى المطبخ كي تنفذ ما أمرها به



أعدت القهوة كما طُلب منها وخرجت متجهة إلى حيث يجلس خليل يتصفح هاتفه


وضعت القهوة على الطاولة أمامه وقال لها بروية


_متشكر يا سهى روحي انتي بقا.


نظرت الفتاة إلى الكاميرا وأومأت له دون قول شيء.


وقبل أن تتحرك من مكانها رن هاتفه وعندما اجاب عليه تفاجئت به ينهض قائلاً 


_أمتى ده؟


_…….


تطلع في ساعته وقال 


_تمام خمس دقايق وهكون عنده.


تطلع إلى سهى وقال 


_داغر جاي دلوقت عرفيه إني روحت مشوار صغير وراجع على طول.


أومأت له وخرج هو مسرعًا إلى وجهته



انعطفت سيارة داغر فور خروج سيارة عمه مما جعله يتمتم بحيرة


_هو عمي رايح فين؟


سألته أسيل 


_انت مش قلت انه مستنينا؟


اوقف السيارة امام الباب الداخلي وامسك هاتفه يتصل به وعندما اجابه فتح سماعة الهاتف كي تطمئن 


_ايوة يا عمي انت رايح فين؟


اجاب خليل 


_معلش يا داغر مشوار مهم مش هياخد مني ربع ساعة بالظبط اعتذر لأسيل وقولها مش هيأخر.


_تمام بس حاول متأخرش.


تطلع إلى أسيل وقال


_تعالي نستناه جوه 


ترجلت اسيل معه ودلفت للداخل فوجد سهى تحمل القهوة كي تعود بها فأوقفها داغر 


_القهوة دي بتاعة عمي.


ارتبكت سهى وتمتمت برهبة 


_اه ملحقش يشربها.


تقدم منها ليأخذها وقال لأسيل


_احسن برضه شكلها من نصيبي.


اتسعت عين سهى بخوف وقالت 


_طيب خليني اعملك واحدة غيرها


اندهش داغر من ارتباكها وقال بأمر


_سيبيها وروحي اعملي كوباية عصير.



اومأت مجبرة وعادت إلى المطبخ لتخرج هاتفها لتعيد الاتصال بالرقم


_ألحقني يا توفيق بيه، خرج وساب القهوة وابن اخوه بيشربها


_انتي بتقولي ايه يا متخلفة انتي انا قولتلك هو.


_اعمل ايه، بعد ما عملتها جاله فون وسابني ومشي ودخل ابن اخوه مع واحدة واخد مني القهوة.


فكر توفيق قليلاً ثم قال 


_قاعدين في نفس المكان؟


_أيوة.


_خلاص سيبي البيت وامشي دلوقت



_بس…


_مبسش اعملي اللي بقولك عليه، ابن اخوه هيقوم بالواجب، وانا هخلي حد يعطله عشان ميلحقش اللي هيحصل ويمنعه.



في بهو المنزل حيث يجلس داغر وأسيل 


_داغر انا خايفة عمك يأخر.


طمئنها داغر قائلاً 


_متخافيش عمي في المواعيد بريفكت، خلينا نتلكم شوية لحد ما يرجع.


وضع فنجان القهوة الفارغ على الطاولة ثم استدار إليها ليتابع بجدية


_شوفي يا ستي طبعاً انتي عارفة ظروف شغلي كويس وعارفة إن ممكن سفري يستمر لأسبوعين وأحياناً أكتر 


فطول فترة غيابي هتكوني هنا مع عمي ولما أرجع هنقضي الأجازة في اسكندرية.


عارف انك هتكوني مشتتة بس أنا مش هآمن عليكي تقعدي لوحدك في الفيلا وعمي أجازته بتكون يومين بس في الاسبوع فـ…


قاطعته أسيل بلهجة يشوبها الرجاء


_كل ده مش هيفرق معايا كل اللي عايزة منك إنك متخلنيش اندم اني عرفتك في يوم من الايام.


أمسك داغر يدها ليقبلها بحب ثم تمتم بكل العشق الذي يحمله بداخله


_انتي اللي متخلنيش اندم ان حبي ليكي بيزيد يوم بعد يوم انما اكون سبب في ندمك"هز رأسه بنفي" ده شيء مستحيل.


ابتسمت أسيل بحب وتطلعت إليه بعينيها التي تسحره بصفاءها وتمتمت بوله


_متشكرة اوي على وجودك في حياتي دي حاجة هفضل أحمد ربنا عليها العمر كله.


لم يجد الكلمات التي يصف بها ما يحمله لها لذا أكتفى بأن جذبها إليه ليضع رأسها على كتفه وتمتم باحتواء


_وانتِ أجمل حاجة دخلت حياتي ومفيش قوة في الدنيا تقدر تخرجك منها.


ابعدها عنه قليلًا ثم قال بمكر


_بقولك ايه متيجي افرجك على أوضتنا.


اغمضت عينيها بيأس منه 


_تاني يا داغر.


_طول ما انتِ بتقولي داغر بالطريقة دي هقولها تاني وتالت ومليون لحد ما تدخليها إجباري.


ضيقت عينيها بتحذير 


_أوعى تكون بتفكر تتشاقى كدة ولا كدة.


رفع حاجبيه بتمني


_مكدبش عليكي هموت واعملها بس بصبر نفسي لحد ما نتجوز بس ورحمة أمي وقتها "ضيق عينيه بخبث وتابع بجرئة" ما هـ…


وضعت يدها على فمه تمنعه مسرعة


_بس بس متكملش انت مصيبة.


رفع يدها عن فمه ليقبلها وقال 


_انتِ لسة شوفتي حاجة اصبري بس.


لم تجد خلاص منه سوى ان تتطرق في أحاديث أخرى كي يكف عن تلك التلميحات



بعد وقت قصير بدأ داغر يشعر بأشياء غريبة تحدث له 


جفاف حلقه


ضربات قلبه المتسارعة 


ونظراته لأسيل التي لاول مرة تكون شهوانية بتلك الدرجة


أغمض عينيه وهو يزدرد ذلك الجفاف بصعوبة 


لا يعرف ماهية تلك المشاعر التي اقتحمته فجأة 


كان ينظر لأسيل وهي تتحدث لا يعي شيء من قولها


لأول مرة يشعر بأنه غير متحكم في مشاعره التي تطالبه بالتقرب منها


أغمض عينيه بشدة يحاول السيطرة عليها لكنها تزداد وتزداد 


أصبح تنفسه ثقيلًا وعينيه تتابع تفاصيلها برغبة موحشة 


ماذا يحدث له.


متى كان بتلك الهمجية 


كان يرد عليها بكلمات مقتضبة وأحياناً تكون غير مفهومة بسبب ثقل نطقها


كانت نظراته مهزوزة كأنه يعارف معها كي تتزن


حتى إذا نظر إليها تكون مشتتة


لاحظت أسيل ذلك لذا سألته بحيرة


_داغر انت كويس؟



وضع رأسه بين يديه يحاول تنظيم انفاسه وأسئلة أسيل لا ترحمه


رفع رأسه إليها ورغبته بها تزداد شدة 


عليه أن يبعدها.


عليه أن يحميها من نفسه.


حاول التفوه لكن لا يستطيع إخراج صوته ويجد صعوبة بالغة في ذلك.


حاول تنظيم أنفاسه ووضع كفيه على وجهه يحاول التخفيف تلك الرغبة لكن يشعر بها تزداد


عليه أن يبعدها أخذ نفس عميق كي يستطيع النطق


فتمتم بصوت بالكاد استطاع اخراجه


_امـ..شـ..ـي.


قطبت جبينها بحيرة وسألته 


_داغر بتقول حاجة.


كم كان صعب عليه نطق الكلمة مرة أخرى


حاول أبعاد عينيه عن منحنياتها التي لم تفلح ملابسها المحتشمة بحمايتها منه وازدرد تلك المرة لعابه بأكثر صعوبة وهو ينظر لثغرها الذي انفرج قليلًا وهي حائرة من حالته


لم يستطيع خفض عينيه عن شفتيها المصطبغة بلونها الوردي الطبيعي بعدما وقعت عليها


وكلما تحركت بالحديث كلما اشتعلت رغبته أكثر


رغبة موحشة لم يشعر بها من قبل 


يريدها بشدة وعينيه تجوب جسدها بشهوة قاتلة حتى أصبح غير مسيطرًا عليها 


الدماء تندفع داخل اوردته بقوة وقلبه تزداد وتيرته بعنف لم يسبق له مثيل



حاول التحكم بتلك الرغبة ودفعها للذهاب لكن كلما حاول التحدث كلما اشتعلت مشاعره أكثر فأكثر 


أغمض عينيه بشدة يريد أن يتحكم برغبته لكنه وصل إلى الحد الذي جعله لا يريد غير اشباع تلك الرغبة 


حاول تنظيم أنفاسه الثائرة وهو يتمتم بصعوبة بالغة 


_ا..هـ..ر..


لم يقوى على تكملتها وانتفض جسده عندما وضعت أناملها على كتفه لتزيد صعوبة الأمر عليه


واشتعلت رغبته حتى وصلت لأشدها وهي تنهض لتجلس قبالته وتناجيه أن يرد عليها



آه خافتة خرجت منه وهو يتطلع لشفتيها بعينيه 


يريد بشدة ان يتذوق شهدها



بيد مرتعشة رفعها ليمررها على وجنتها ماراً بها على شفتيها الممتلئة فتجفل أسيل من فعلته وترفع يدها لتبعد أنامله عنها.


كان صوتها بعيد تمام البعد ورغم ذلك ألهب حواسه حتى وصلت حد الذروة


وفقد التحكم في شهوته فيجد يديه تمسك رأسها تقرب فمها من فمه فتتلاقى الشفاه في قبلة متطلبة بث فيها مدى رغبته بها


بوغتت أسيل بفعلته وحاولت الابتعاد عنه لكنه أحكم قبضته خلف رأسها كي لا تبتعد عنه.


اشتدت قبلته قوة آلمتها وهي جاثية على ركبتيها أمامه فتنفلت احدى يداه ليضعها حول خصرها يقرب جسدها إليه 


ولم ينتبه ليدها الواهنة أمام جبروته وهي تدفعه عنها 


لم يتزحزح جبل النار قيد انملة، فقط ترك شفتيها لتنتقل إلى عنقها الناصع فتشهق بقوة وهي تصرخ به


_داغر انت بتعمل ايه.


لم يستمع إليها كل ما يشعر به هي مشاعره التي تطالبه بها وأخذ يقبل عنقها بقوة آلمتها حد الصراخ


_داغر أرجوك متعملش فيا كدة.


لم يفلح شيء في ابعاده عنها وأخذت تصرخ لعل أحد يسمعها وينقذها من براثين ذلك الغادر


أخذت ترجوه لكنه قطع رجاءها بأن عاد إلى شفتيه يقبلها بعنف وشراسة جعلتها تصرخ من بين قبلاته


ابتعد عنها قليلًا لكنه مازال محكم قبضته حولها فتتفاجئ بعينيه حادة شديدة الإحمرار


وكأنه شخص آخر فتمتمت بتوسل لم يؤثر بذلك الجبل


_أرجوك سيبني.


هز رأسه دون وعي وكأنه بذلك يشرح لها مدى صعوبة الأمر عليه، وعاد إلى شفتيها 


رفضت الاستسلام لذلك المصير وأخذت تدفعه عنها بكل قوتها لكن كأنها تتزحزح جبل شاهق كلما دفعته كلما غُرزت بداخله


وكلما قاومته كلما ازداد عنفه عليها


هم بالنهوض بها لكنها بمهارة استطاعت الإفلات منه والهرب، سقط هاتفها فلم تبالي به، الأهم أن تلوذ بالفرار


كانت المسافة بينها وبين الباب قريبة لكنها شعرت بها بعيدة وهي تسرع الخطى كي تهرب منه حتى كادت أن تصل لولا أن تعثرت في ركضها ليستطيع شيطانه الوصول إليها بكل سهولة عافرت معه رافضة الاستسلام 


فتسقط ويسقط هو معها فيعتليها بجسده كي يحكم حركتها


كانت تتلوى اسفله تصرخ وتستنجد به تستنجد بذلك الحبيب الذي عاهدها ان يحافظ عليها وألا يخذلها يومًا لكنه مغيب لا يعي بشيء مما يفعله 


فقط شبح الشهوة من يسيطر عليه


عالى صوتها بالصراخ عندما مزق بلوزتها ومال عليها ينهش بها بكل قسوة


وعندما حاولت ابعاده عنها قيد يديها بيد واحدة وتابع نهشه بها، فتمتمت بتوسل ونحيب


_داغر أرجوك أوعى تعمل فيا كدة.


لكن بدا كمن أصابه الصم لا يستمع لها


رغم أن صرخاتها تمزق القلوب من آلامها



نهض وهو يجذبها معه فظنت لوهلة انه اكتفى منها لكن عندما وجدته يجذبها ويصعد بها الدرج فترفض هي ذلك المصير وتحاول التملص منه


لكن صفعة قوية نزلت على وجهها جعلتها تشعر بالدوار وتفقد قوتها


كانت عينيه شديدة الإحمرار ويديه القاسية تجذبها من خصلاتها


ولم تشعر بشيء بعدها إلا وهو يلقيها على الفراش يعتليها مكملاً ما بدأه 


وانتهى كل شيء عند صرخة خرجت من جوفها شقت سكون الليل وتلاها صرخات متتالية جعلتها تفقد الوعي 


❈-❈-❈



في منزل حسين



عاد سليم مع والده في المساء


كان سليم طوال الوقت منشغل بأسيل يريد الاطمئنان عليها 


فقد أخبره الطبيب بأن الضربة التي تلقتها قد تترك أثر قوي عليها.


توجه مباشرةً إلى غرفتها فيطرقها مرة واحدة قبل دخوله


وجدها مستلقية على الفراش تخفي وجهها فعلم أنها مازالت متأثرة بما حدث، فالوقت مبكر على ميعاد نومها ويعلم جيدًا بأنها تتظاهر بالنوم عندما تكون حزينة 


لأول مرة قرر ان يتعامل معها بعاطفته لذا اقترب منها ونادها 


_أسيل.


لم تجيبه وشعر برعشة جسدها اسفل الغطاء


فعلم انها تتظاهر بالنوم ولم يقبل هو بتركها فقام برفع الغطاء فيتفاجئ بوعد من تسلتقي أمامه


قطب جبينه مندهشًا وسألها بانفعال


_بتعملي ايه هنا؟ وفين أسيل.


نهضت وعد من الفراش ولم تستطيع الرد عليه.


امسكها من ذراعها يهزها 


_بقولك فين أسيل؟


ارتعشت اوصالها وهي تتمتم بخوف


_معرفش.


عقد حاجبيه بغضب وهو يصيح بها


_بقولك راحت فين؟


_والله العظيم ما اعرف هي طلبت مني انام مكانها لأنها مخنوقة وعايزة تتمشى شوية.


دفعها سليم لتسقط على الفراش وخرج من الغرفة وغضب الدنيا قد تمكن منه



اخرجت وعد هاتفها من اسفل الوسادة وقامت بالاتصال بأسيل لكنها لا تجيب.



أما في غرفة حسين


وقفت شاهي تشاهد الصور التي بعثها الرجل إليها وهي تبتسم بخبث، فاليوم ستكون نهاية مؤكدة لها


خرج حسين من المرحاض فتظاهرت بالارتباك والذهول


قطب جبينه بحيرة وتقدم منها يسألها


_في ايه؟


تظاهرت شاهي بالخوف وقامت باخفاء الهاتف وهي تمتم بارتباك مزيف


_ها.. لأ لأ مفيش حاجة 


تلاعب الشك بداخل حسين ودنى منها ليسألها


الفون في ايه وخبتيه ليه اول ما شوفتيني


هزت راسها بخوف مصطنع 


_قولتلك مفيش حاجة 


همت بالهرب لكنه


جذب ذراعها بقوة وأخذ الهاتف عنوة وقام بفتحه فيتفاجئ بصور لأسيل وهي مستلقية على الرمال في أحضان رجل لا يظهر وجهه جيدًا 


وأخرى وهي معه بالسيارة مستلقية بداخلها وهو معها


وآخرها وهي معه بالسيارة وتدلف من بوابة منزل.


تلاعبت شياطين الدنيا أمام وجهه ونظر إليها بسخط 


_مين اللي بعتلك الصور دي؟


هزت رأسها بخوف حقيقي من هيئته وغمغمت 


_معرفش هما لسة واصلين ليا حالاً.


كشر حسين عن انيابه وهو يجذبها من خصلاتها ويقول بهدر


_انتي بتستغفليني، لسة شايفها ازاي والصور مبعتوه من ساعة يعني كنتي عارفة وبتخبي عليا


ارتعشت بخوف منه وقالت برجاء


_صدقني يا حسين معرفش حاجة كل اللي عرفته وسمعته النهاردة أنها كانت بايته عنده في الليلة اللي شوفناها راجعة فيها من برة ولما نصحتها تتراجع مسمعتش كلامي وخرجت من شوية 


صفعة حادة سقطت على وجهها جعلتها تسقط على الأرض وهدر بها 


_حسابك معايا بعدين.



تركها وخرج من الغرفة وتوجه مباشرةً إلى غرفة أسيل فيتفاجئ بها فارغة 



❈-❈-❈



فتحت عينيها على ذلك الألم الذي يجتاح كامل جسدها فتجد أن ما مرت به لم يكن كابوس كما ظنت بل حقيقة مرة 


لم تملك الجرئة للتأكد ونهضت بوهن وكل عضلة بها تئن من شدة الألم


تحاملت على نفسها ومدت يدها المرتعشة تجذب ملابسها الممزقة لترتديها 


كانت الغرفة خالية من وجوده، رحل بعد أن دمرها وقضى عليها 


خدعها وأوهمها بحب واهم وكان يفعل ذلك كي يوقعها في براثينه


انتهى كل شيء الآن وقضى ذلك الخائن على ما تبقى بداخلها من حياة 


لم تفلح بلوزتها بسبب تمزقها لذا لم تجد سوى قميصه الملقى على الأرض لترتديه.


كانت رائحته تعبء كل شيء حولها حتى جعلتها تشعر بالنفور


لأول مرة تكره رائحته حتى كرهت جسدها الذي دُنس بيديه


خرجت من ذلك المنزل الذي لن تنساه وسيظل ذكراه بداخلها ما تبقى لها من حياة 


لن تظل في تلك البلد بعد الآن ستلجئ إلى جدها ولن تعود إلى تلك البلدة الظالمة.


خرجت من المنزل وقد كان خالياً حتى من حارس الأمن على البوابة الرئيسية 


فمن المؤكد أنه كان مستعد لفعل ذلك وجعل جميعهم ينصرفوا حتى لا يكون أحدًا منهم شاهدًا على فعلته….


 


توقفت سيارة الأجرة أمام منزلهم، أو بالأدق جحيمها فتترجل منها وتدلف المنزل كي تأتي بجواز سفرها وترحل في الصباح


انقبض قلبها عندما وجدت عين والدها الجحيمية تنتظرها في بهو المنزل



❈-❈-❈



صدح صوت مكابح سيارة سليم عندما اخبرته وعد بعودة أسيل 


ألقى الهاتف على المقعد باهمال واستدار مسرعًا بسيارته كي يلحقها


فأبيه لن يرحمها تلك المرة 


كان يقود بسرعة جنونية كي يصل مسرعًا وعندما انعطفت السيارة لداخل المنزل سمع صوت صراخها 


فاوقف السيارة في المنتصف وأسرع إلى الداخل فيجد والده يكيل لها العذاب هم بانقاذها منه لكنه توقف مكانه عندما سمع والده يهدر بها، يصفعها وتعود هي للوراء تصرخ بألم 


_جبتيلي العار يا ……، كنت عارف انك هتعملي كدة وتفضحيني.


هزت رأسها بنفي وهي تحمي وجهها بيدها


_محصلش والله كان غصب عني.


صفعة أشد أسقطتها أرضاً فتنصدم رأسها بالطاولة وقام بجذب خصلاتها قائلاً بهدر


_مش هو اللي كنتي بايته معاه يا….


كانت جاثية أمامه وهو يجذبها من خصلاتها


تارة يصفعها بكل كلمة، وتارة أخرى يضرب رأسها في الطاولة الرخامية أمامها


_مين اللي غلطتي معاه يا…….


لم تجيب أسيل من شدة الألم واخذ الجميع يشاهد ما يحدث لها مكتفيين بالبكاء حصرة عليها إلا سليم الذي وقف مصدومًا من قول والده


وكأنه داخل كابوس مزعج


لم يتخيل لوهلة أن يعاد ذلك المشهد أمامه ولكن تلك المرة حقيقة مرة 


كانت صفعات والدها تدوي مع صرخاتها التي رجت سكون الليل وهي مستسلمة لمصير محتم آخره الموت


مشاعر متضاربة وحرب مشتتة بداخله


ما بين إنقاذها من يد والده وبين رغبة موحشة بقتلها على ما اقترفته في حق نفسها وحقهم


لأول مرة يشعر بأنه يود الهرب 


الهرب من كل شيء يعيشه


فقط يختفي عن تلك الدنيا حتى لو كان بالموت


وبالأخير انصاع لرغبة والده عندما ألقاها أسفل قدمه وقال بأمر


_البنت دي متعيش يوم واحد تاخدها وتتخلص منها في أي مصيبة.


تطلع سليم إليها بوجوم وقد قذفها حسين أسفل قدمه بعد ما أصبحت كجثة هامدة 


ظل لحظات ينظر إليها بتلك النظرة الباردة 


والتي أكدت أنه أيد والده


مال عليها وجذبها بدوره من شعرها ليجبرها على الوقوف أمامه ثم جذبها إلى الخارج


لم تستطيع وعد الوقوف مكتوفة الأيدي وأسرعت بالذهاب خلفه 


_سليم بيه.


لم ينظر خلفه ووصل بأسيل المستسلمة إلى سيارته وألقاه في المقعد الخلفي بعنف ثم اغلق الباب


اسرعت وعد تقف امامه وقالت برجاء


_سليم اوعى تعمل كدة.


نحاها سليم من امامه وفتح باب السيارة ليدلف بها وحلم ترجوه


_أرجوك يا سليم افتكر انها اختك، واكيد اللي حصل ده كان غصب عنها


شغل محرك السيارة وكأنه لا يستمع لها فصاحت به


_ارجوك يا سليم لو عملت كدة هتندم عمرك كله.


انطلق بسيارته وسقطت وعد على الارض تبكي على حال الفتاة وحال حبيبها


لن يرحمه ضميره إن فعل ذلك، فالاخوه نعمة لا يعرف قيمتها الا من حرم منها.


يتبع...


تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



  


تعليقات

التنقل السريع