رواية جنة الياسين (انتقام بالخطأ ) الفصل التاسع عشر 19بقلم اسراء هاني شويخ
رواية جنة الياسين (انتقام بالخطأ ) الفصل التاسع عشر 19بقلم اسراء هاني شويخ
يقف على بابها بالساعات لا يكل ولا يمل فقط ينتظر رؤيتها ورجاءها أن تسامحه يشعر أنه سيموت من شدة ألمه بابتعادها عنه تلك النظرة التي نظرتها له آخر لقاء تذ..بحه كلما تذكرها كيف لم يفكر في امكانية خسارتها ان علمت لكن ماذا عساه يفعل لم يجد حلا غيره وضع يده على قلبه يا الله كم يحبها ..
مدة طويلة مرت حتى لمح جنة تغادر المنزل برفقة بناتها ليركض صوب منزلها طرق الباب فذهبت لتفتح ظنت ان جنة عادت لتجده أمامها صدمت من هيئته عينيه الشاحبة ذقنه التي لم تحلق ثيابه الغير مهندمة لأول مرة تراه بهذه الهيئة كانت تنظر له بصدمة اما هو ينظر لها باشتياق شديد اخيرا حاولت جلب صوتها فهمست بتقطع " أحمد بتعمل ايه هنا "
دفع الباب ودخل يقترب منها وهيا رجعت للخلف تقول بجدية " احمد عايز ايه امشي لو سمحت "
لمعت عينيه بدموع وقال بصوت متحشرج " بموت يا خديجة معقول هاين عليكي تشوفيني بموت من غيرك "
يا الهي نبرة صوته ستقت.لها نسيت الكلام هزت رأسها تنفض تأثيره وقالت بحدة طفيفة " انت اللي عملت بنفسك كدة اللي يخون صاحب عمره عمري ما أمن ليه ما تحاولش اللي بينا انتهى "
أمسك يدها وقال برجاء " خديجة ما تعمليش فيا كدة ما تقوليش كدة عارفة كلامك ده بيقطع قلبي والله العظيم انا عملت كدة عشانك حرموني منك كنتي عايزاني أعمل ايه قوليلي "
مسحت وجهها تحاول التمالك أمام نبرة صوته لترد بغصة " مش عايزاك تعمل عايزاك تمشي "
أمسك يدها وقال برجاء " فرصة عشان خاطري وحدة بس وانا انا ...
مسح وجهه يحاول التماسك لتهمس ببكاء شديد " امشي يا أحمد مش لوحدك بتموت امشي "
قالت جملتها وركضت للداخل وهو ينظر لأثرها بوجع لم يشعر به من قبل وضع يده على قلبه " هرجعها صدقني "
دار لا يعلم أين يذهب حتى وصل امام المستشفى سيتكلم معها رفيقته الوحيدة ليشهق حينما سمع صوتها والدته تتكلم لأول مرة منذ سنوات استمع لصوت آخر يعرفه جيدا صعق واراد الدخول وقت.له ان حاول ايذاء والدته ليسمع ما شله نهائيا أن من كان يخطط لتدميره هو أخيه الذي يبحث عنه منذ سنوات ...
" ايه اللي حصل يا أمي بقيتي هنا ازاي وليه انا تربيت بعيد عنك"
صمتت تنظر لملامحه ويديها تمر على وجهه كأنها لا تصدق .. ثم همست بحب " تصدق كنت حاسة انك انت ابني من الأول واما عرفت كانوا حرموني منك "
ألم قوي شعر به يحطم قلبه ليسأل بكره " مين وليه "
تنهدت ثم قالت بدموع " أنا وابوك كنا بنحب بعض من زمان ولما جدك رفض تجوزنا بس ماحدش كان بيعرف بعدين جدك أجبره يتجوز بنت واحد صاحبه اللي هيا فاطمة كنت انا حامل ولما عرفت كان عندك ٦ شهور تجننت وزعلت وطلبت الطلاق بس هو رفض وبعدها كان عمك أيمن عرف وكان عينيه مني من قبل ما أتجوز أبوك أقنع بابا انه يطلقني منه ساعتها أبوك قاله تمضي على ورقة تنازل مضيت بدون ما اعرف ورقة ايه دي والله وبعد فترة كان رتب نفسه كنت تجوزت عمك وكنت فاكرة انه انت مع ابويا بس كنت ميتة لاني كنت بحب ابوك اوي لغاية ما عرفت انه خدك بعد شهر جواز بس كنت بموت فضلت اروح لابوك اترجاه اشوفك يرفض وقالي اني مضيت تنازل فمليش ولاد عنده وفضلت السنين دي كلها بتمنى بس اشوفك قالي انه خلف شوفتك في مرة حسيت انك ابني انكر وقالي انه ابن فاطمة هو أقنعها انك ابن واحد صاحبك مات هو ومراته وجابك يربيك بس هيا عرفت ساعتها عشان يحميك منها كتبلك كل ما يملك وانا قضيت سنين حياتي أعيط عشانك لغاية ما عمك زهق وحطني هنا بعد طبعا ما كان ليا سنين ارفض الكلام مع حد "
كان يستمع لها وهو يبكي لا يصدق ما حصل معها ضمها بقوة وقال بهمس " اوعدك يا حبيبتي اني هعوضك انسي كل حاجة وانا اهو معاكي هزهقك مني وكمان مش لوحدي عندي بنتين هخليكي تزهقي مننا "
نظرت له وقالت بلهفة ' مالك يا حبيبي فيك ايه حاسة انك موجوع اتكلم يا حبيبي "
صمت قليلا ثم قال بغصة " أنا موجوع أوي يا ماما واللي عمل فيا كدة هو أخويا اللي من لحمي ودمي "
نظرت له والدته بصدمة ليكمل هو بقهر " اخويا تجوز اختي من ورايا (للتوضيح اخوه من امه تزوج اخته من ابوه يعني ليسوا اخوة " وكان السبب بتدمير شغلي وحرمني من مراتي وبناتي "
كان ما زال يستمع لكل شئ استند بجسده على الحائط يضع يده على فمه يكتم شهقة كادت تخرج منه وجسده يهتز بشدة من شدة انهياره صرخة كادت تخرج منه لولا أن كتمها ..
اما والدته فتحت عينيها بعدم تصديق وقالت " أحمد طيب ليه "
مسح دموعه يجيب بغصة " عشان يتجوز خديجة "
"
كان يقص لها كل شئ وهيا تستمتع غير مصدقة ان جنون ابنها وهوسه بخديجة أوصله لهذه الحالة ..
بعد ساعات طويلة قضاها برفقتها دثرها جيدا بالغطاء وذهب للطبيب وفهم حالتها خرج وقد نوى أن يتجهز جيدت لاستقبالها ..
ذهب الى بيته وهو لا يعلم بما يشعر كم الصدمات التي تلقاها خلال فترة بسيطة خصوصا مكالمة ابنته التي أخبرته ان استاذها تقدم لوالدتهم ...
أغمض عينيه يأخذ نفسا يهدأ نفسه حتى يفكر فتح عينيه ليجدها تقف أمامه وعلى وجهها نفس الابتسامة ..
أغمض عينيه مرة أخرى وهمس " والله كنت حاسس اني هتجنن عن قريب "
فتح عينيه بعد وقت ليجدها ما زالت مكانها ابتسم وقال " كنتي حاسة انك محتاجاك عشان كدة ما اختفتيش '
ابتسمت حينما ظن انها خيال لتهمس بصوتها الذي يدخل قلبه قبل أذنه " ومش هختفي تاني "
انتفض من مكانه وأنفاسه تتسارع وقال بعدم فهم " ج.. جنة انتي انتي هنا "
هزت رأسها وقالت برقة " امشي "
هز رأسه وقال واقترب منها بخطوات بطيئة يتأكد انها موجودة حاول لمسها لتهمس بمزاح " حاسب لأحرقك "
ضحك بكل صوته وجذبها لحض.نه بقوة شعر أنه لم يحزن في حياته كلها ...
ابتعد قليلا ثم نظر لها نظرة جعلت الفراشات تطير في معدتها نظرة تشعرها انه لا يوجد بالكون سواها ..
اما هو يشعر بقلبه يقيم احتفالا لوجودها ليتذكر ذاك العريس ليسأل بقلق " احم عشق قالتلي جالك عريس "
ابتسمت وهمست بصوت خافت " هو انت طلقتني "
كأنه تذكر أنها زوجته ليهز رأسه بقوة بالنفي وقلبه ضمن أنها له " عمري عمري ما اعملها "
رفعت اكتافها وقالت بمزاح " خلص يبقى اطمن "
سكتت قليلا ثم ابتعدت وجلست على الاريكة وقالت بجدية " هو انت بدك نرجع لبعض '
لو تعلم جملتها هذه ماذا فعلت لقلبه لبكت لأجله جلس على ركبتيه امامها وقال بصوت مهتز " مش عايز من الدنيا غير ده "
نظرت له بقوة وقالت " بس انا ما حبيت ياسين الضعيف المستسلم أن حبيبت ياسين القوي اللي كان عندو عزيمة ومافش اشي يهزو "
سحبته ليجلس بجوراها وقالت بجدية " ترجع ياسين ارجع لك ان وبناتي او .. "
ابتسم وقال بعشق " أعمل أي حاجة وكل حاجة عشانك يا جنة "
دق قلبها بشدة لتهز رأسها بخجل ليهمس " تعرفي بعد ما اختفيتي اكتشفت اني بحبك حب لدرجة تخليني أنسى أي انتقام بس انا ما كنتش اعرف لانه عمري ما جربت الاحساس ده فانا مستعد أدفع عمري كله عشان لحظة معاكي يا جنة "
سكت قليلا ثم تابع بندم " جنة مرات خالد اما جت ما انتقمتش منها بالعكس جبت ليها شقة وراتب شهري غير ميراث جوزها عشان مش عايز انتقم انا انتقمت من نفسي وكانت فعلا السبب في موت خالد ربنا كفيل بيها "
ابتسمت بسعادة وهمست " خلص كل اشي هيعدي وهترجع الحياة تنور ان شاء الله هاستنى ترجع زي الاول عشان نبدأ من جديد "
قامت تريد الذهاب ليهمس هو برجاء " ينفع تبقي جمبي وانا برجع ياسين مين تاني مافيش حاجة ممكن تقويني غير وجودك يا جنة "
استدارت تنظر له هيا تعشقه بشدة ولا تستطيع الابتعاد ثانية وخصوصا وهيا تراه متعب هكذا سكتت تفكر وهو ينظر لها بقلق لتهمس بابتسامه " هتيجي معايا نجيب البنات ولا أروح لوحدي "
اقترب منها وقال بعينين داكنة " البنات مع عمتهم في أمان "
وهنا سكت الكلام ولم يبقى غير كلام العشق ..
في الصباح فتحت عينيها لتجده امامها قد استيقظ منذ قليل ابتسم وهمس وهو يقبل جبينها " صباح الخير '
اعتدلت وقالت بنعاس " صباح النور لازم امشي عشان البنات أكيد افتقدوني عمرهم ما ناموا من غيري '
اقترب منها بحب وقال " كمان شويا "
كان يقصد انه اشتاقها لتهمس هيا بحزن وخنقة " هو انت مش حابب بناتي يعني ما بدك يكونوا معانا "
فتح عينيه بصدمة وقال بلهفة " لا طبعا اقسم بالله احلى يوم في حياتي يوم ما عرفت اني عندي بنتين منك انا بحبهم فوق ما تتخيلي "
احتضنها وقال بصوت متحشرج " اوعي تفكري كدة انا والله العظيم عشان مشتاقلك انتي ما تعرفيش انا بحبك انت وهما قد ايه وعشان أثبتلك تعالي اوريكي حاجة "
سحبها لأحد الغرف وما ان فتحها حتى شهقت بعدم تصديق وهيا ترى غرفة تحتوي سريرين أجمل ما يكون وبها صور لبناتها من صغرهم ضمها وقال " اول ما عرفت انه انا اب جهزت ليهم الغرفة دي كان عندي أمل قوي انه هترجعي ليا "
كانت دموعها تهبط من شدة سعادتها مسحهم بحنان وقال " ادخلي استحمي والبسي هكون جهزت نروح نجيبهم "
ابتلعت ريقها وسألت " طيب وخديجة "
تبدلت ملامحه للغضب وقال بحدة " ما تجبليش سيرتها يا جنة عشان ما نزعلش من بعض "
جنة بحزن " ياسين انت ... "
قاطعها بحدة " جنة قولتلك ما تتكلميش بالموضوع ده "
جنة بضيق " وانا مش هسيبها بالبيت لحالها عن اذنك "
ياسين بصدمة " يعني ايه "
جنة باصرار ' يعني يا نرجع كلنا يا هضل معاها عشان ان انا كمان سيبتها هتموت نفسها "
مسح وجهه بعنف تضغط عليه بشدة لا ينكر انه اشتاقها ليفق على صوتها " انت كمان غلطت ممكن تقولي وين كنت وهيا بتتجوز "
ضحكت بسخرية وتابعت " هدول ٤سنين فاهم شو يعني ٤ سنين اختك متجوزة وانت ما بتعرفش وعرفت بالصدفة الغلط عليك اكتر منها "
استدارت تريد الذهاب للحمام لكن قلبه آلمها عليه اقتربت منه وضمت وجهه وقالت بحب " حاول تصلح كل اشي واول اشي خديجة لانها عنجد ممكن يجرالها اشي لو ما كنا جمبها "
سكت يتأملها لو خديجة كانت احد اعداءه سيعيدها لاجل لتلك الجنة كيف ان كانت اخته العزيزة هز رأسه لتقبل وجنته بسعادة وتركض للاستعداد ..
*****
أنهى العملية وعقله شارد بتلك التي حملها أصبح صعب واعصابها متعبة تبكي دائما خصوصا امس حينما صرخ بها والده لانها ضربت احد البنات شعر أنه كره والده لاجلها رغم ان والده تكلم معه لكن قلبه يؤلمه لاجلها يتمنى لو يقف بوجه اي حزن يقترب منها ويمنعه من الوصول اليها ويعطيها سعادة العالم ..
خرج من العملية متعب ليلمح والده وجواره والدتها ووجهم يوحي بوجود كارثة اقترب منها بخطوات مترتجفة لمح امامهم سرير يركض به الأطباء لم ينظر له خاف ان ينزل عينيه نظر لوالده برجاء ليغمض عينيه الاخر بدموع هز رأسه وقلبه يقسم أنه سيقف من الرعب دخل السرير للعمليات ولم يستطع حتى ان ينظر له همس والده اخيرا بصوت باكي " وقعت من على السلم ونز.فت "
كان لا يسمع سوى صوتها وضحكتها جلس على الأرض يحدق امامه ولا يتكلم اقتربت منه والدته وقالت " ان شاء الله هتبقى كويسة ما تخافش يا حبيبي "
نظر له والده وقال بخنقة " هيا قالتلك انها لسة زعلانة مني ولا سامحتني "
لهنا وانفجر كطفل صغير بكى بانتحاب وجسده يهتز من شدة بكاءه فقط يتخيل ان يفقدها يعلم انه قضاء وقد ويقسم انه يؤمن بالله لكن دعاءه دائما ان يكن هو قبلها ولأول مرة لن يدخل ليولدها كيف يدخل وكل خلية بجسده تهتز نظر للسماء وناجى ربه فهو لم يخيبه ابدا "
سمع صوت الآذان ليركض للمسجد خلف البيت صلى وجسد وبكى بكى ودعا وهو يتوسل لربه أن لا يختبره بها فلا قوة له على ذلك انتهى من صلاته ليشعر براحة شديدة أمسك المصحف وبدأ بسورة ياسين وتلاها باخرى حتى شعر بيد توضع على كتفه نظر لوالده الذي ابتسم وقال " ربنا ما خيبش دعاك المرة دي كمان يا حبيبي "
ابتسم كان متأكد من أن ربه سيستجيب ' انا عند حسن ظن عبدي بي "
احتضنه والده وقال " هتفوق كمان شويا شالوا الرحم والولد دلوقتي بالحضانة عشان تولد بالسابع ان شاء الله خير يا حبيبي "
هز رأسه دون كلام واستقام للذهاب اليها وهو يحمد ربه بقلبه مئات المرات جلس امامها وهو ينظر لها ولم ينطق فقط يستغفر على اصابه فتحت عينيها بتعب لتجده امامها ابتسمت واغمضت عينيها مرة أخرى تعيد بذاكرتها حينما امسكت بالسلم حتى لا تسقط أتت صورته امامها وخوفها ان تتركه فهيا تعلم أن روحه بها ..
شعرت بيده تمسك بيدها لتفتح عينيها مرة أخرى وتجد وجهه الشاحب وصوته الخافت " حمد الله عالسلامة يا حبيبي "
ردت بتعب " انا اسفة اني رعبتك عليا "
اقترب يضع رأسه في عن.قها وقال بصوت أجش " هششش المهم انك معايا دلوقتي ونور دلوقتي بالحضانة صحته كويسة الحمد لله بس لازم يطمنوا عليه "
شعرت بصوت مختنق وضعت يدها على رأسها وقالت بصوت حنون " مراد انت كويس "
هز رأسه دون كلام شعرت بشئ دافئ يسيل على عنقها علمت ان يبكي أغمضت عينيها تلوم نفسها عن ما فعلت به همست بحزن " من يوم ما عرفتني ما شوفتش غير وجع مني "
رفع رأسه ينظر له بلوم وقال " بقى كدة يا دلال وايه كمان ومتعباني ومطلعة عيني نسيتي دول "
ابتسمت ليهمس هو بصدق " واعملي لللي تعملي بس تكوني كويسة "
همست بتعب " ينفع تعطيني مسكن تعبانة اوي "
هز رأسه بلهفة وركض للخارج يجلب حقنة مسكن أعطاها لها لتشعر به يتمدد جوارها ورأسها يستند على ذراعه همست باعتراض قبل ان تغفو " هتتبهدل "
لتغفوا قبل ان تكلم كلامها ضمها بقوة وقال " فداكي انا يا دلال "
******
خرج من المنزل برفقة زوجته وقبل ان يصل سيارته شعر بأحد يدفعه وقبل أن يتكلم استمع لصوت رصاصتين نظر أمامه ليفتح عينيه بعدم تصديق وهو يصرخ " أأأحممممممد "
#يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق